الحاج كونان
2009-11-26, 09:58
فتح المجال السمعي البصري أصبح ضرورة استراتيجية
فرضت الحملة الإعلامية التي شنتها المنابر الإعلامية في مصر على الجزائر منذ أسبوع، مع عجز التلفزيون الجزائري، بقنواته الفضائية وبإمكانيات بشرية وتقنية محدودة، على مواجهة ترسانة القنوات الفضائية المصرية، التوقف أمام هذا العجز الفاضح والخطير واستخلاص الدرس، من أجل إعادة النظر في قرار غلق المجال السمعي البصري، الذي أصبح فتحه ضرورة استراتيجية.
فضحت الحملة الإعلامية التي شنتها المنابر الإعلامية في مصر على الجزائر منذ أشهر، العجز الكبير الذي تعانيه الجزائر بقناة فضائية وحيدة بالعربية وأخرى بالفرنسية، في الدفاع عن وجهة النظر الجزائرية وإيصالها إلى الآخر. وتركت المجال أمام قنوات أخرى، تكلّمت باسم الجزائر وبرّأت ساحتها أمام الرأي العام العالمي، حيث انتشرت عبر الأنترنت، الفضاء الوحيد الذي رد من خلاله الجزائريون الاعتبار لجزائريتهم وثأروا لحملات التشهير والسب التي طالتهم، من خلال تسجيلات القناة الفرنسية ''كنال+'' أو الهواتف النقالة، بينما لا وجود للتلفزيون الجزائري الذي بقي يتحدث بلغة الخشب عن الأخوة العربية وضبط النفس وأسطوانة كل شيء على ما يرام، وإن كان البعض يتفهم لغة الاتزان التي تبناها التلفزيون في الأحداث الأخيرة وفي كل الأحداث، وعدم مواجهة الاتهامات المصرية والسقطات الكبيرة للإعلام المصري، باعتبارها قناة عمومية تمثل الدولة، إلا أن الأمر فتح المجال أمام منابر أخرى كشفت المؤامرة المصرية، فيما غاب الصوت الجزائري والسؤال المحيّر: ماذا لو كان الأمر يتعلق بسيادة الجزائر أو بقضية أخطر من كرة القدم؟ كيف سيكون موقف الجزائر بإعلام سمعي بصري محدود ومهتز؟ خاصة وأن الجزائر تعيش وسط حقل إعلامي كثيف ومتعدد شمالا وشرقا وغربا، ورهانات مستقبلية كبيرة، تميّزها صراعات سياسية وبالأخص اقتصادية كبيرة على المستوى العربي والعالمي.
كما أكّدت هذه الحملة، بما لا يدع مجالا للشك، أن الجزائر أمام تحدّ خطير، ليس فقط من أجل تلميع صورتها لدى الرأي العام العالمي، لكن من أجل إيجاد منابر جزائرية خاصة، تدافع من خلالها على وجهة نظرها السياسية والاقتصادية المحلية، الإقليمية والعالمية، بل حتى تدافع عن نفسها، أمام اتهامات خطيرة طالت حاضرها، مستقبلها وحتى تاريخها، ابتداء من المساس بالشهداء، حيث يمكّنها من إحداث الاتزان في الخطاب الإعلامي والسياسي، مع المحافظة على سياستها الخارجية والقاموس التقليدي للأخوة والصداقة وغيرها، بينما تتولّى القنوات الخاصة، فضح ما لا يستطيع فضحه الإعلام الرسمي والدفاع عما لا يستطيع تجاوزه هذا الإعلام.
لقد استيقظ الجزائري ولمدة أسبوع على وابل من الشتائم والاتهامات، بدءا بالفريق الوطني، الذي اتُّهم بالمؤامرة، إلى أكذوبة اعتداءات السودان، ولولا قنوات ''كنال +'' و''فرانس 2'' و''العربية''، التي كانت حاضرة في عين المكان، لأُلصقت التهمة بالجزائر، خاصة مع جرأة الإعلام الآخر وقدرته على الكذب وإعداد السيناريوهات وتمثيلها، حيث لم يجد المواطن الجزائري الذي يعاني الحرمان الإعلامي والمعلوماتي، إلا الجرائد اليومية ومواقعها على الأنترنت، ليسدّ الحاجة ويشبع هذا الحرمان.
لكن تبقى الصحافة المكتوبة محدودة التأثير وضيقة الانتشار، بالنظر إلى الإعلام السمعي البصري، الذي يعتمد على الصورة والصوت وهي الأصدق على إيصال الحقيقية إلى الآخر
المصدر
http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=184662&idc=67&date_insert=20091123&key=1
فرضت الحملة الإعلامية التي شنتها المنابر الإعلامية في مصر على الجزائر منذ أسبوع، مع عجز التلفزيون الجزائري، بقنواته الفضائية وبإمكانيات بشرية وتقنية محدودة، على مواجهة ترسانة القنوات الفضائية المصرية، التوقف أمام هذا العجز الفاضح والخطير واستخلاص الدرس، من أجل إعادة النظر في قرار غلق المجال السمعي البصري، الذي أصبح فتحه ضرورة استراتيجية.
فضحت الحملة الإعلامية التي شنتها المنابر الإعلامية في مصر على الجزائر منذ أشهر، العجز الكبير الذي تعانيه الجزائر بقناة فضائية وحيدة بالعربية وأخرى بالفرنسية، في الدفاع عن وجهة النظر الجزائرية وإيصالها إلى الآخر. وتركت المجال أمام قنوات أخرى، تكلّمت باسم الجزائر وبرّأت ساحتها أمام الرأي العام العالمي، حيث انتشرت عبر الأنترنت، الفضاء الوحيد الذي رد من خلاله الجزائريون الاعتبار لجزائريتهم وثأروا لحملات التشهير والسب التي طالتهم، من خلال تسجيلات القناة الفرنسية ''كنال+'' أو الهواتف النقالة، بينما لا وجود للتلفزيون الجزائري الذي بقي يتحدث بلغة الخشب عن الأخوة العربية وضبط النفس وأسطوانة كل شيء على ما يرام، وإن كان البعض يتفهم لغة الاتزان التي تبناها التلفزيون في الأحداث الأخيرة وفي كل الأحداث، وعدم مواجهة الاتهامات المصرية والسقطات الكبيرة للإعلام المصري، باعتبارها قناة عمومية تمثل الدولة، إلا أن الأمر فتح المجال أمام منابر أخرى كشفت المؤامرة المصرية، فيما غاب الصوت الجزائري والسؤال المحيّر: ماذا لو كان الأمر يتعلق بسيادة الجزائر أو بقضية أخطر من كرة القدم؟ كيف سيكون موقف الجزائر بإعلام سمعي بصري محدود ومهتز؟ خاصة وأن الجزائر تعيش وسط حقل إعلامي كثيف ومتعدد شمالا وشرقا وغربا، ورهانات مستقبلية كبيرة، تميّزها صراعات سياسية وبالأخص اقتصادية كبيرة على المستوى العربي والعالمي.
كما أكّدت هذه الحملة، بما لا يدع مجالا للشك، أن الجزائر أمام تحدّ خطير، ليس فقط من أجل تلميع صورتها لدى الرأي العام العالمي، لكن من أجل إيجاد منابر جزائرية خاصة، تدافع من خلالها على وجهة نظرها السياسية والاقتصادية المحلية، الإقليمية والعالمية، بل حتى تدافع عن نفسها، أمام اتهامات خطيرة طالت حاضرها، مستقبلها وحتى تاريخها، ابتداء من المساس بالشهداء، حيث يمكّنها من إحداث الاتزان في الخطاب الإعلامي والسياسي، مع المحافظة على سياستها الخارجية والقاموس التقليدي للأخوة والصداقة وغيرها، بينما تتولّى القنوات الخاصة، فضح ما لا يستطيع فضحه الإعلام الرسمي والدفاع عما لا يستطيع تجاوزه هذا الإعلام.
لقد استيقظ الجزائري ولمدة أسبوع على وابل من الشتائم والاتهامات، بدءا بالفريق الوطني، الذي اتُّهم بالمؤامرة، إلى أكذوبة اعتداءات السودان، ولولا قنوات ''كنال +'' و''فرانس 2'' و''العربية''، التي كانت حاضرة في عين المكان، لأُلصقت التهمة بالجزائر، خاصة مع جرأة الإعلام الآخر وقدرته على الكذب وإعداد السيناريوهات وتمثيلها، حيث لم يجد المواطن الجزائري الذي يعاني الحرمان الإعلامي والمعلوماتي، إلا الجرائد اليومية ومواقعها على الأنترنت، ليسدّ الحاجة ويشبع هذا الحرمان.
لكن تبقى الصحافة المكتوبة محدودة التأثير وضيقة الانتشار، بالنظر إلى الإعلام السمعي البصري، الذي يعتمد على الصورة والصوت وهي الأصدق على إيصال الحقيقية إلى الآخر
المصدر
http://www.elkhabar.com/quotidien/?ida=184662&idc=67&date_insert=20091123&key=1