المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول المنتظم في وصف الجامع الأعظم


أبو سماح كريم
2018-12-23, 19:02
بسم الله الرحمن الرحيم

صَـرْحٌ مِنَ الـدُّرِّ أَمْ جُـــزْءٌ مِنَ الْقَمـَرِ
أَمْ قَلْعـَــةٌ بُــنِـيـَــتْ بــالأنجـُــمِ الـزُّهـُــرِ
إِنَّ الجـَـزَائِــرَ تَـزْهـُو الـيـَـومَ في طـرَبٍ
بِالمسجِد الأعْظمِ نالتْ أفخَر الصُّورِ
حـَـتَّى غـَـدا غُــرةً في وَجـــهِ نــاصِعـَـةٍ
أو طــرْفَ غــانِـيــَـةٍ مِـن نِسـْــوةِ الغـَجـَرِ
لمــَّــا رأت مُـقلـتـــــا يَ الحسـْــــنَ يَمْـــــــلـؤُه
بكـت على لهـفٍ حُسْنـًا من البشَـرِ
أبكي سَماحَ وأشْكُو نـَأْيـَها لَكُمُ
إني بـها كَلِفٌ أعمَى البكَا بَصرِي
فالبدر من حُسْنِهـا قد غابَ واحْتـجـبـَا
والشَّمس من نورهَا ضَرْبٌ من الهَدرِ
من لـي بـمعطفـهـا يـُلقى عـلى الـوجْــهِ أَوْ
من لي بـوصْلٍ بـهـا يُـنـجي من الضَّـررِ
جُبْتُ الجـزائر أرجـو أن أرى مثلهــا
حتَّى اسْتوى الحِلُّ بِـالتَّـرْحَالِ والسَّفـرِ
ما كل ما يشتـهيه المرْءُ يَــبْــلُــغُــــــهُ
إلا إذا خَـطَّــهُ الرَّحـْـمـَانُ في الـقــدَرِ
والله يـجـزي بـمــحْـضِ الــخَـيـرِ فـَاعلـَهُ
كــذاك مـَـانـِـعـَـهُ بـالإ ثــمِ والــوَزرِ
طوبى لمـن شَـيَّدو ذا الصَّـرْحَ وامْتـثـلـو
قول النبـي كما قد جـاء في الخـبـر
عــنِ ابـْـن عـفَّـــانَ يــــروي أنــــه سمــــع
حبـيـبـنـا المصطفى المختارِ من مُضَرِ
يـقـــــــول أن الــــــذي للـــه بـيـتــًا بــَـنــَى
ففــي الجـِـنــَـانِ لــــه بالمـثــلِ فــَـابـتــَـدِرِ
قــابـلــتـــــه وأنــا مــن حُـسْـنـِـهِ دَهِــــشٌ
كالصَّبِّ مُنـبـَهرٌ في وجْهِهِ النَّضِرِ
ما روضةٌ كُسِيَتْ بالزَّهْر تَفضلُهُ
ولا الـثر يـَّا ولا الألـماسُ في الحجَرِ
كالطود في عـلوه كالبــحر في لونه
كالبدر في تـمِّهِ كالـوشْيِ في السُتـرِ
قد عانق الشكلُ منه الأرضَ في نسق
فازدان في صغر واختال من كبـر
في طـولـه هـيـبـة في عرضه سـعة
يُحاطُ بـالشكل لا بـالحسن في النظر
تــعـلـوه صــومـعـــة مــن تــحـتـهــا قـبــة
كأنما هي سهم حـُطَّ في وتـَرِ
بــهـاؤهـا طــولـهـا كــأنــهــا تـبـتغــي
للأفق خَرْقا فمنـهـا الـطـيـر في ذعَرِ
نسائم الخير في أرجائـه نـفـحت
مسكا شذا يُحْتذى من فيحه العطِرِ
تُرَفرِفُ النفس شوقا كلما ذكرت
تلك الرحابَ وما أبـقت من الأثر
كأنني بـالورى في صحْنِه امْتـثـَلـو
قول الـمـؤذن يـدعـو النـاس بـالـسَّحَـرِ
فــذاك يـدعـــو إلاه الـخـلق يــطـلـبــه
وذا يُرتل آيَ الذكْرِ في جَـهَرِ
وذا أتـى تــائـبــا مــن ذنـبـــه وَجـِـــلاً
قد قابل الله في ضَعفٍ وفي صِغَرِ
بـمـثــْلِ فِعْلِـكُمُ تـُحْـمىَ عقيدتـنـا
ويـنجلي ديـنـنـا صَافٍ من الكَدرِ
ويـُبـْسـط العلم بـين النـاس تـَنـشُرهُ
أَيـْدٍ به رَسَخَتْ في البدو والحضَرِ
وتـَنـشُـرُ الأمـن والإيــمـان بـيـنـهمُ
بــنــهــج أحــــمدَ والآيـــات والـعـبَـرِ
وأسـأل الله أن يــحـمـي جـزائـرنــا
ومن على أمـنـهـا يـا رب في سهر
ثم الصلا ة على مـن بالـهدى جاءنـا
مـحــــمدٍ وعــلى أزواجــه الـطُّـهـُرِ
وآلـــــه الشُّــرَفــا مــن آل مـطـلــبٍ
وصـحبــهِ وعــلى أتـبـاعـه الـغُـرَرِ

عبد الرحيم خوجة أبو سماح