عاشق العفة
2009-11-24, 23:47
تذكرالرحيل..
أخي... تذكر تلك اللحظة الحاسمة التيلا مفر منها، تذكر الرحلة الأخيرة عن هذه الدنيا والإقبال على الآخرة... تذكر (الموت) وسكراته ونزعه وانظر في نفسك ماذا أعددت لذلك الموقف الرهيب؟
هل تذكرت حالك إذا يبس لسانك وتوقفقلبك وارتخت يداك وشخصت عيناك وبلغت الروح الحلقوم:
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ}هل أخذت معك منالزاد ما يكفي؟ هل تذكرت ظلمة القبر وضمّته؟ هل تذكرت حالك عندما يهال عليك الترابوتبقى وحيداً في ذلك القبر الموحش...
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا * أبٌ شفيق ولا أخ يؤانسني
هل قدمت بين يديك ما يكون سبباً فينجاتك من عذاب الله..
" ... مرّ عليّ رضي الله عنه بالمقبرةمع أصحاب له فقال: "السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقترة أنتم لنا سلفونحن لكم تبع وإنا بكم عما قليل لاحقون، يا أهل القبور: أما الأزواج فقد نكحت، وأماالديار فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ماليأراكم لا تجيبون؟!
ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما إنهم لوتكلموا لقالوا: وجدنا أن خير الزاد التقوى".
وتذكر ذلك اليوم الرهيب حين يبلغ الخوفبالعباد منتهاه، تذكر يوم القامة وما يصير الناس إليه من رحمة أو من عذاب وهم مابين فرح مسرور وحزين مهموم، ذلك اليوم الذي حذر الله سبحانه عباده منه وخوفهم منهول مطلعه، حيث قال جل وعلا: {وَأَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ إذِالقُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلاَشَفِيعٍ يُطَاعُ}..
قال أحد السلف تعليقاً على هذه الآية: ".. كيف يكون لظالم حميم أو شفيع والمطالب له رب العالمين؟ إنك والله لو رأيتالظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم حفاة عراة مسودةوجوههم، مزرقّة عيونهم، ذائبة أجسادهم ينادون يا ويلنا يا ثبورنا ماذا نزل بنا؟ماذا حل بنا أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرّةيجرّون على وجوههم ويسحبون عليها منكبين، ومرة يقادون إليها مقرّنين من بين باكٍدماً بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخٍ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم علىذلك لرأيت منظراً لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك ولا تستقر لفظاعة هوله على قدمك ...".
وإذا الجنــين بأمه متعلق * خـوف الحساب وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف لهـوله * كيف المقيم على الذنوب دهور
وتذكر ذلك المفرق الصعب حين ينقسمالناس إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، فأين سيكون المصير إلى جناتالخلود التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
تلك الجنة التي تنسي أبأس أهل الدنياما مرّ عليه من البؤس والشقاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغةفيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب مامر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط"[3] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#3).
غمسة واحدة في الجنة جعلته يقسم باللهأنه لم يرَ بؤساً قط ولا شدة قط، وقد كان أبأس أهل الدنيا، فكيف بمن كانت الجنة لهمقاماً؟.
وأعظم من ذلك أن يرى المؤمن وجه ربهالكريم الذي طالما خضعت له جوارحه ولهج لسانه بذكره وتحرك قلبه بمناجاته، قال صلىالله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تباركوتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجّنامن النار، فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم"[4] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#4).
فهذه هي قمة السعادة وأعظم الجزاء وهذههي الزيادة التي ذكرها ربنا جلّ وعلا في كتابه العزيز حيث قال: {لِّلِّذينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَزْهَقُوُجُهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَةٌ أُولَئِكَ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُم فِيهَاخَالِدُونَ}.
أم سيكون المصير إلى نار جهنم التيوقودها الناس والحجارة، تلك النار التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً من حرّجهنم"قالوا: والله إنها لكافيه يا رسول الله، قال: "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها"[5] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#5).
تلك النار التي ما إن ترى أصحابها حتىتتغيظ وتزفر تريد الانقضاض عليهم جزاء لما اقترفوا من السيئات وابتعادهم عن الطريقالقويم والصراط المستقيم، فلو ترى على وجوههم الذلة والانكسار والخوف وهم يقادونإلى جهنم يريدون الخلاص ويتمنون الرجوع حتى يعملوا صالحا ولكن هيهات... {وَالذِينَ كَسَبُوا السّيِئاتِ جَزَاءُ سَيِئَةٍ بِمِثْلِهَاوتَرهَقُهُم ذِلَّةٌ مالَهُم منَ اللهِ مِن عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغشِيَت وُجُوهُهُمقِطَعاً مِن الليلِ مُظلِماً أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَاخَالِدُونَ}.
فمن يخلصهم من عذاب الله؟.. ومن يعصمهممن بطشه وهو الجبار الذي لا عاصم من أمره إلا من رحم ولا يشفع عنده أحد إلابإذنه.
سئل أبو حازم التابعي رحمه الله: كيفالقدوم على الآخرة؟، قال: "أما المحسن فإنه يقدم على الآخرة كالغائب الذي يقدم علىأهله من سفر بعيد، وأما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتافه فيؤتى به إلىسيد فظّ غليظ فإن شاء عفا عنه وإن شاء عذب".
فاعمل يا أخي لذلك اليوم وتذكر الرحيلوالقدوم على الله، وانظر في نفسك هل أخذت معك من الزاد ما يبلغك الغاية المنشودةوالخلاص من عذاب الله في ذلك اليوم العصيب؟.. أم تريد أن تكون من الذين قال الله جلوعلا عنهم: {إنَّ الذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوابِالحَيَاةِ الدُنيَا واطمَأنُّوا بِهَا والذِينَ هُم عَن آَيَاتِنَا غَافِلُون * أُولَئِكَ مَأوَاهمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ}.
احذر أن تكون من هؤلاء واقدم على طاعةربك ولا تكن من الذين عمروا دنياهم بخراب آخرتهم ثم رحلوا عن الدنيا وملذاتها ولميأخذوا منها شيئاً فخسروا دينهم ودنياهم..
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع
فهاهم قدموا على ربهم الذي لا يظلمأحد، فاحذر أن تكون عاقبتك مثلهم فاليوم عمل ولا حساب وغداً
م ن ق و ل
أخي... تذكر تلك اللحظة الحاسمة التيلا مفر منها، تذكر الرحلة الأخيرة عن هذه الدنيا والإقبال على الآخرة... تذكر (الموت) وسكراته ونزعه وانظر في نفسك ماذا أعددت لذلك الموقف الرهيب؟
هل تذكرت حالك إذا يبس لسانك وتوقفقلبك وارتخت يداك وشخصت عيناك وبلغت الروح الحلقوم:
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ}هل أخذت معك منالزاد ما يكفي؟ هل تذكرت ظلمة القبر وضمّته؟ هل تذكرت حالك عندما يهال عليك الترابوتبقى وحيداً في ذلك القبر الموحش...
في ظلمة القبر لا أم هناك ولا * أبٌ شفيق ولا أخ يؤانسني
هل قدمت بين يديك ما يكون سبباً فينجاتك من عذاب الله..
" ... مرّ عليّ رضي الله عنه بالمقبرةمع أصحاب له فقال: "السلام عليكم أهل الديار الموحشة والمحال المقترة أنتم لنا سلفونحن لكم تبع وإنا بكم عما قليل لاحقون، يا أهل القبور: أما الأزواج فقد نكحت، وأماالديار فقد سكنت، وأما الأموال فقد قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ماليأراكم لا تجيبون؟!
ثم التفت إلى أصحابه وقال: أما إنهم لوتكلموا لقالوا: وجدنا أن خير الزاد التقوى".
وتذكر ذلك اليوم الرهيب حين يبلغ الخوفبالعباد منتهاه، تذكر يوم القامة وما يصير الناس إليه من رحمة أو من عذاب وهم مابين فرح مسرور وحزين مهموم، ذلك اليوم الذي حذر الله سبحانه عباده منه وخوفهم منهول مطلعه، حيث قال جل وعلا: {وَأَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ إذِالقُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَالِمِينَ مِن حَمِيمٍ وَلاَشَفِيعٍ يُطَاعُ}..
قال أحد السلف تعليقاً على هذه الآية: ".. كيف يكون لظالم حميم أو شفيع والمطالب له رب العالمين؟ إنك والله لو رأيتالظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم حفاة عراة مسودةوجوههم، مزرقّة عيونهم، ذائبة أجسادهم ينادون يا ويلنا يا ثبورنا ماذا نزل بنا؟ماذا حل بنا أين يذهب بنا؟ ماذا يراد منا؟ والملائكة تسوقهم بمقامع النيران فمرّةيجرّون على وجوههم ويسحبون عليها منكبين، ومرة يقادون إليها مقرّنين من بين باكٍدماً بعد انقطاع الدموع، ومن بين صارخٍ طائر القلب مبهوت، إنك والله لو رأيتهم علىذلك لرأيت منظراً لا يقوم له بصرك ولا يثبت له قلبك ولا تستقر لفظاعة هوله على قدمك ...".
وإذا الجنــين بأمه متعلق * خـوف الحساب وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف لهـوله * كيف المقيم على الذنوب دهور
وتذكر ذلك المفرق الصعب حين ينقسمالناس إلى فريقين، فريق في الجنة وفريق في السعير، فأين سيكون المصير إلى جناتالخلود التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟
تلك الجنة التي تنسي أبأس أهل الدنياما مرّ عليه من البؤس والشقاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغةفيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب مامر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط"[3] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#3).
غمسة واحدة في الجنة جعلته يقسم باللهأنه لم يرَ بؤساً قط ولا شدة قط، وقد كان أبأس أهل الدنيا، فكيف بمن كانت الجنة لهمقاماً؟.
وأعظم من ذلك أن يرى المؤمن وجه ربهالكريم الذي طالما خضعت له جوارحه ولهج لسانه بذكره وتحرك قلبه بمناجاته، قال صلىالله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تباركوتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجّنامن النار، فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم"[4] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#4).
فهذه هي قمة السعادة وأعظم الجزاء وهذههي الزيادة التي ذكرها ربنا جلّ وعلا في كتابه العزيز حيث قال: {لِّلِّذينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَزْهَقُوُجُهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَةٌ أُولَئِكَ أَصحَابُ الجَنَّةِ هُم فِيهَاخَالِدُونَ}.
أم سيكون المصير إلى نار جهنم التيوقودها الناس والحجارة، تلك النار التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم: "ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءاً من حرّجهنم"قالوا: والله إنها لكافيه يا رسول الله، قال: "فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها"[5] (file:///E:/%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%B3/%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A1/%D9%85%D9%82%D8%B1%D9%88%D8%A6%D8%A9/%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A C%D9%85%D9%8A/%D8%B4%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7..%20%D8%A5%D9 %84%D9%89%20%D8%A3%D9%8A%D9%86%D8%9F%21.html#5).
تلك النار التي ما إن ترى أصحابها حتىتتغيظ وتزفر تريد الانقضاض عليهم جزاء لما اقترفوا من السيئات وابتعادهم عن الطريقالقويم والصراط المستقيم، فلو ترى على وجوههم الذلة والانكسار والخوف وهم يقادونإلى جهنم يريدون الخلاص ويتمنون الرجوع حتى يعملوا صالحا ولكن هيهات... {وَالذِينَ كَسَبُوا السّيِئاتِ جَزَاءُ سَيِئَةٍ بِمِثْلِهَاوتَرهَقُهُم ذِلَّةٌ مالَهُم منَ اللهِ مِن عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغشِيَت وُجُوهُهُمقِطَعاً مِن الليلِ مُظلِماً أُولَئِكَ أَصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَاخَالِدُونَ}.
فمن يخلصهم من عذاب الله؟.. ومن يعصمهممن بطشه وهو الجبار الذي لا عاصم من أمره إلا من رحم ولا يشفع عنده أحد إلابإذنه.
سئل أبو حازم التابعي رحمه الله: كيفالقدوم على الآخرة؟، قال: "أما المحسن فإنه يقدم على الآخرة كالغائب الذي يقدم علىأهله من سفر بعيد، وأما قدوم المسيء فكالعبد الآبق يؤخذ فيشد كتافه فيؤتى به إلىسيد فظّ غليظ فإن شاء عفا عنه وإن شاء عذب".
فاعمل يا أخي لذلك اليوم وتذكر الرحيلوالقدوم على الله، وانظر في نفسك هل أخذت معك من الزاد ما يبلغك الغاية المنشودةوالخلاص من عذاب الله في ذلك اليوم العصيب؟.. أم تريد أن تكون من الذين قال الله جلوعلا عنهم: {إنَّ الذِينَ لاَ يَرجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوابِالحَيَاةِ الدُنيَا واطمَأنُّوا بِهَا والذِينَ هُم عَن آَيَاتِنَا غَافِلُون * أُولَئِكَ مَأوَاهمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ}.
احذر أن تكون من هؤلاء واقدم على طاعةربك ولا تكن من الذين عمروا دنياهم بخراب آخرتهم ثم رحلوا عن الدنيا وملذاتها ولميأخذوا منها شيئاً فخسروا دينهم ودنياهم..
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا * فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع
فهاهم قدموا على ربهم الذي لا يظلمأحد، فاحذر أن تكون عاقبتك مثلهم فاليوم عمل ولا حساب وغداً
م ن ق و ل