المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوسط في الدين


*عبدالرحمن*
2018-12-12, 19:31
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


الوسط في الدين

أن لا يغلو الإنسان فيه فيتجاوز ما حد الله عز وجل ولا يقصر فيه فينقص مما حد الله -سبحانه وتعالى .

الوسط في الدين

أن يتمسك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم , والغلو في الدين أن يتجاوزها , والتقصير أن لا يبلغها .

مثل ذلك ,

رجل قال أنا أريد أن أقوم الليل ولا أنام كل الدهر,

لأن الصلاة من أفضل العبادات فأحب أن أحيي الليل كله صلاة فنقول

: هذا غالٍ في دين الله وليس على حق

وقد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا

اجتمع نفر فقال بعضهم : أنا أقوم ولا أنام ,

وقال : الآخر أنا أصوم ولا أفطر, وقال الثالث أنا لا أتزوج النساء ,

فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام :

( ما بال أقوام يقولون كذا وكذا أنا أصوم وأفطر

, وأنام وأتزوج النساء ,

فمن رغب عن سنتي فليس مني ) فهؤلاء غلو في الدين فتبرأ منهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم رغبوا عن سنته صلى الله عليه وسلم التي فيها صوم وإفطار , وقيام ونوم , وتزوج نساء .

أما المقصر : فهو الذي يقول لا حاجة لي بالتطوع فأنا لا أتطوع وآتي بالفريضة فقط , وربما أيضاً يقصر في الفرائض فهذا مقصرّ .

والمعتدل : هو الذي يتمشى على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم , وخلفاؤه الراشدون .

*عبدالرحمن*
2018-12-12, 19:32
مثال آخر

: ثلاثة رجال أمامهم رجل فاسق ,

أحدهم قال : أنا لا أسلم على هذا الفاسق وأهجره وابتعد عنه ولا أكلمه .

والثاني يقول : أنا أمشي مع هذا الفاسق وأسلم عليه وأبش في وجهه وأدعوه عندي وأجيب دعوته وليس عندي إلا كرجل صالح .

والثالث يقول : هذا الفاسق أكرهه لفسقه وأحبه لإيمانه ولا أهجره إلا حيث يكون الهجر سبباً لإصلاحه , فإن لم يكن الهجر سبباً لإصلاحه بل كان سبباً لازدياده في فسقه فأنا لا أهجره.

فنقول الأول مُفرط غالٍٍ - من الغلو

- والثاني مفرّط مقصّر ,

والثالث متوسط .

وهكذا نقول في سائر العبادات ومعاملات الخلق ، الناس فيها بين مقصر وغال ومتوسط .

*عبدالرحمن*
2018-12-12, 19:32
ومثال ثالث :

رجل كان أسيرا لامرأته توجهه حيث شاءت لا يردها عن إثم ولا يحثها على فضيلة ,

قد ملكت عقله وصارت هي القوامة عليه .

ورجل آخر عنده تعسف وتكبر وترفع على امرأته لا يبالي بها وكأنها عنده أقل من الخادم .

ورجل ثالث وسط يعاملها كما أمر الله ورسوله

: ( وَلَهُنَّ مثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 .

( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كان كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر )

. فهذا الأخير متوسط

والأول غالٍ في معاملة زوجته,

والثاني مقصر.

وقس على هذه بقية الأعمال والعبادات .

مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 42