Elwawy
2018-12-08, 23:17
ما بين عام 2001 و 2003 كنت في الثانوي, أقضي بعض أوقات فراغي في الدلالة, أذهب هناك لأبيع أي خردة أجمعها أو أجدها في البيت, أذهب مع صديق توقف عن الدراسة في الإبتدائي وكان محظوظ في جمع الخردة فأحيانا يجد أقراص مضغوطة, ملابس, قطع إلكترونية, كتب و مجلات الخ... أحيانا نذهب للدلالة فارغي اليدين و نحاول مشاركة البيع مع من يعرض خردته هناك, المهم كانت الدلالة مصدر مصروف الجيب.
كان هناك شيخ أو كهل في 65 من عمره (1939), قصير القامة أبيض الشعر و اللحية, هزيل البنية و يلبس دوما نفس الملابس البالية, يبيع الخردة, نلتقي به دوما و نتحدث معه طوال الوقت مع أنه لا يتحدث مع أي كان ربما لم أره يتحدث مع أحد, في معظم الأوقات لا يبيع شيئا, و يمضي طوال اليوم في الدلالة صدقوني و لا مرة رأيته أكل شيء أو مضغ شيء عدا فنجان قهوة, يتغذى بفنجان قهوة على معدة فارغة سبحان الله, في محاولات متواضعة أحيانا نضع له أنا و صديقي 10 أو 20دج في جيبه دون أن يشعر, لكنه يتفطن لذلك لاحقا...
الشيخ يتقن اللغات خاصة الفرنسية و الإنجليزية, مثقف حقا و عنده خبرة في إصلاح الأجهزة الإلكترونية, لم نستطع أبدا سؤاله أين يسكن هل له عائلة كيف يعيش ولا حتى إسمه الخ (نناديه الحاج) , كان هناك حاجز فارق السن و لا أدري أيضا, عزة نفسه لم تتركه أبدا يتظاهر بالفقر البؤس أو أي شيء, حقا صامد.
في يوم من الأيام من تلقاء نفسه أخبرني أنه أرسل رسالة بريدية لأخوه أو إخوته في المهجر للتواصل معهم و أعلمنا أنه سيلتقي بهم عند عودتهم للوطن, ثم إختفى من الدلالة...
صديقي يطرق في باب المنزل, تعال ريد أن أريك مفاجئة, أنا : ماهي؟ صديقي : دعنا نمشي.
و نحن نمشي قال لي أنه كان في الدلالة يبيع الخردة أتاه شخص يلبس ملابس راقية و نظارات راقية و طلب منه سعر قطعة خردة بطريقة مستفزة فكاد يتعارك مع معه, إلا أنه بعد تركيز تأكد أنه "الحاج" الذي تغير حاله و أصبح إنسان أخر لم يتعرف عليه و لم يصدق ما رأه.
إلتقيت الحاج متحوف, دعانا أن نذهي للشاطئ و نشتري مأكولات و نحتفل ههه
قضينا أمسية في الشاطئ, ثم أعطانا 2500 دج أو ربما أكثر و طلب منا أن نتاجر بها في الدلالة (شراء أشياء و إعادة بيعها)
إختفى الحاج من الدلالة, و لم أعد أزور الدلالة لأني كنت في عام الباك و صديقي أيضا كان مشغول في مركز التكوين.
في أحد أيام شتاء 2003 , مررت للدلالة بداعي الفضول, لم أصدق ما رأيت, الشيخ في نفس ثيابه البالية يبيع في الخردة بنفس الصورة القديمة, صدقوني رجعت إلى الوراء و لم أعد أبدا, لم نستطع أبدا أن نبحث أو نستفسر أبدا عن فقره في الأول من تعففه, لم نبحث أو نستفسر عن سبب أو مصدر الخير و الرزق الذي أصابه, و في الأخيير كان من داعي الإحترام أن لا نراه في تلك الصورة.
سألت صديقي, هل رأيت الحاج, قال نعم, ماخطبه, قال لا أدري, صديقي أيضا إستحى أن يقابله.
أخر مرة إلتقيت فيها صديقي في 2005 سألته إن رأى الحاج ؟ قال أنه لم يره منذ زلزال ماي 2003.
الحاج إذا كنت عايش ربي يحفظك و يفتح عليك, إذا مت ربي يرحمك و يعفو عنك.
كان هناك شيخ أو كهل في 65 من عمره (1939), قصير القامة أبيض الشعر و اللحية, هزيل البنية و يلبس دوما نفس الملابس البالية, يبيع الخردة, نلتقي به دوما و نتحدث معه طوال الوقت مع أنه لا يتحدث مع أي كان ربما لم أره يتحدث مع أحد, في معظم الأوقات لا يبيع شيئا, و يمضي طوال اليوم في الدلالة صدقوني و لا مرة رأيته أكل شيء أو مضغ شيء عدا فنجان قهوة, يتغذى بفنجان قهوة على معدة فارغة سبحان الله, في محاولات متواضعة أحيانا نضع له أنا و صديقي 10 أو 20دج في جيبه دون أن يشعر, لكنه يتفطن لذلك لاحقا...
الشيخ يتقن اللغات خاصة الفرنسية و الإنجليزية, مثقف حقا و عنده خبرة في إصلاح الأجهزة الإلكترونية, لم نستطع أبدا سؤاله أين يسكن هل له عائلة كيف يعيش ولا حتى إسمه الخ (نناديه الحاج) , كان هناك حاجز فارق السن و لا أدري أيضا, عزة نفسه لم تتركه أبدا يتظاهر بالفقر البؤس أو أي شيء, حقا صامد.
في يوم من الأيام من تلقاء نفسه أخبرني أنه أرسل رسالة بريدية لأخوه أو إخوته في المهجر للتواصل معهم و أعلمنا أنه سيلتقي بهم عند عودتهم للوطن, ثم إختفى من الدلالة...
صديقي يطرق في باب المنزل, تعال ريد أن أريك مفاجئة, أنا : ماهي؟ صديقي : دعنا نمشي.
و نحن نمشي قال لي أنه كان في الدلالة يبيع الخردة أتاه شخص يلبس ملابس راقية و نظارات راقية و طلب منه سعر قطعة خردة بطريقة مستفزة فكاد يتعارك مع معه, إلا أنه بعد تركيز تأكد أنه "الحاج" الذي تغير حاله و أصبح إنسان أخر لم يتعرف عليه و لم يصدق ما رأه.
إلتقيت الحاج متحوف, دعانا أن نذهي للشاطئ و نشتري مأكولات و نحتفل ههه
قضينا أمسية في الشاطئ, ثم أعطانا 2500 دج أو ربما أكثر و طلب منا أن نتاجر بها في الدلالة (شراء أشياء و إعادة بيعها)
إختفى الحاج من الدلالة, و لم أعد أزور الدلالة لأني كنت في عام الباك و صديقي أيضا كان مشغول في مركز التكوين.
في أحد أيام شتاء 2003 , مررت للدلالة بداعي الفضول, لم أصدق ما رأيت, الشيخ في نفس ثيابه البالية يبيع في الخردة بنفس الصورة القديمة, صدقوني رجعت إلى الوراء و لم أعد أبدا, لم نستطع أبدا أن نبحث أو نستفسر أبدا عن فقره في الأول من تعففه, لم نبحث أو نستفسر عن سبب أو مصدر الخير و الرزق الذي أصابه, و في الأخيير كان من داعي الإحترام أن لا نراه في تلك الصورة.
سألت صديقي, هل رأيت الحاج, قال نعم, ماخطبه, قال لا أدري, صديقي أيضا إستحى أن يقابله.
أخر مرة إلتقيت فيها صديقي في 2005 سألته إن رأى الحاج ؟ قال أنه لم يره منذ زلزال ماي 2003.
الحاج إذا كنت عايش ربي يحفظك و يفتح عليك, إذا مت ربي يرحمك و يعفو عنك.