sami19280
2009-11-24, 14:08
أصبحت هكذا : بيريز عندنا والجزائر عدونا .. ولماذا لم* يتهم الفرنسيون الفتي* العربي* المسلم "زين الدين زيدان" بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين
نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأحد) ، من صحيفة الشروق "اليومية" المستقلة ، حيث أوضح وائل قنديل أنه وبينما صحف الجزائر الصفراء تواصل عواءها المستفز وإطلاق الاتهامات على الشيوع لكل المصريين بأنهم أصدقاء اليهود، لا يفوت بيريز الفرصة ويحل ضيفا غير مرغوب فيه على الحكومة المصرية، وكأنه يتضامن مع إدعاءات الأبواق الساقطة فى الصحف الساقطة بالجزائر، أو بالأحرى هو يريد ألا تنطفئ نيران حرب الجاهلية بين بلدين عربيين فجاء يعطى الطرف الجزائرى مدادا لمواصلة المعركة القذرة. هنيئا لبيريز وباقى أفراد العصابة هذه اللحظة التاريخية التى لو خطط لها أعتى شياطين العقلية الصهيونية لما جاءت على هذا النحو من الإتقان، وأكاد أرى ابتسامته الصفراء الآن وهو يستقبل بحفاوة وحرارة بالغتين فى مطار القاهرة، قاهرة التحرر الوطنى، التى نعتتها بعض أصوات جزائرية ملوثة بالتعصب والجهل بأنها تفتح أبوابها للقتلة والجواسيس الإسرائيليين، وتحتضن سماؤها العلم الإسرائيلى. ولابد أن بيريز غير مصدق الآن وهو يرى الحشود حول السفارة الجزائرية تحاول تحطيمها والنيل من أفرادها، ولا شك أنه يضحك الآن بكل دهاء وهو يسمع دعوات مصرية لتطهير منطقة المعادى من أى أثر للجزائريين، بما فى ذلك أسماء الشوارع، بينما مقر إقامة السفير الصهيونى لدى الحكومة المصرية، على بعد خطوات من شارع الجزائر المطلوب محوه من الخارطة. يكاد بيريز يسقط من شدة الضحك وهو يطالع ويسمع دعوات محمومة لطرد السفير الجزائرى من مصر وقطع العلاقات بسبب مباراة فى كرة القدم.
طرد السفير
سيتذكر بيريز جيدا أنه فى ذروة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وفى عز دوران آلة الحرب الإسرائيلية تقتيلا وتنكيلا بالشعب الفلسطينى فى غزة، وحين طالت رصاصات القتل الصهيونية أفرادا وجنودا مصريين على الحدود، فى كل تلك المناسبات العنيفة لم يكن مطروحا على أجندة القاهرة طرد السفير الإسرائيلى، ولم تحاصر جموع الغضب السفارة الصهيونية. يبتسم بيريز الآن وهو يرى حشود الغضب المصرية وقد وصلت إلى السفارة الجزائرية وحاصرتها، بينما لا يجرؤ أحد، ولا يسمح أحد بمجرد الاقتراب من سفارة العدو الإسرائيلى. يبتسم بيريز الآن وهو يشاهد المكارثية على الطريقة المصرية، حيث كل من يتحدث بالعقل فى هذه اللحظة السوداء هو شخص ناقص الوطنية وربما خائن لبلاده. سيطرب بيريز لأصوات التكفير بالعروبة لكنه لن يقول لها شكرا.. بل سينتظر المزيد.
فعلها الصغار*..
ننتقل إلى صحيفة الوفد "الليبرالية" حيث يوضح لنا عادل صبري أن الصين الشيوعية فتحت صدرها للأمريكان الرأسماليين بعد مباراة في* تنس الطاولة بداية سبعينات القرن الماضي*. وكانت الأولمبياد وسيلة الروس في* التعرف علي قدرات الشباب الغربي،* كما استخدمت في* فتح عقول الشيوعيين علي الثقافة الرأسمالية وحرية الرأي* والفكر*. وفي* أمة العرب الوريثة لأهم حضارات انسانية جاء اليوم الذي* تفرقنا فيه لعبة مثل كرة القدم،* بل هناك بعض الصغار الذين أشعلوا نارا فلم* يجدوا من* يطفئها بل تكالب من* يزيدها لهيبا كي* يعيد العرب إلي ما كانوا عليه منذ* 1500* عام حينما دبت حرب داحس والغبراء فوقع الجميع تحت حماية الفرس والرومان*. لعل نتيجة المباراة التي* أخرجتنا من المونديال الأربعاء الماضي* لم تكن الأولي* التي* شهدت أحداث عنف في* تاريخ كرة القدم الملعونة،* فنهاية كأس العالم الماضية عرفت صداما بين الفرنسيين والإيطاليين،* تمكن خلاله لاعب ايطالي* رقيع من إثارة نخوة اللاعب زيد الدين زيدان حيث سبه بشرف أخته وانتهت بهزيمة الفرنسيين*. ساعتها لم* يتهم الفرنسيون الفتي* العربي* المسلم بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين ولم* يتهم الفرنسيون الألمان الذين كانوا* يستضيفون كأس العالم بأنهم لم* يحموا الفرنسيين من العنف والتطاول*. إذن فما الذي* جعل هؤلاء الذين* يملكون تراثا تاريخيا من الخلاف الدموي* والإرث الاستعماري* لأراضي* بعضهم* ينسون خلافاتهم علي بعد خطوات من الملاعب .
وقفة عقلاء
ويؤكد صبري أنه بيننا من* ينفخ في* الكير ليشعل نارا بل* يريد ارسال قوات إلي السودان لحماية المصريين هناك وطائرات عسكرية إلي الجزائر لتأديب الغوغاء الذين* يحاصرون إخواننا في* بيوتهم وأعمالهم وكأن مصر دولة فقدت أدب الكبار وكأن الآخرين دول بلا جيوش؟*. ولماذا كان صوت العقل* غالبا علي المشجعين في* أوربا بينما* غابت عقولنا وجرينا وراء الصغار الذين اشعلوا تلك الحرب في* الجزائر ومن* يريد جرجرتنا إليها في* مصر والسوادن؟*. هذا السؤال لن* يحتاج منا إلي تفكير عميق ولكن* يتطلب وقفة عقلاء ولو لبرهة علي أرض الواقع حتي لا ننسي* أن هؤلاء الصغار أشعلوها فتنة ويأبون ألا نكون خارجها*. لعل الرجوع إلي الأشهر الماضية* يبين لنا لماذا انسقنا جميعا نحو هذا المنزلق الخطير،* فنحن أمام حدث جلل ومن المهم* الآن أن نخرج منه بما* يجمعنا فلا* يزيد ما بيننا من العداوة والبغضاء*. لقد أراد البعض رؤية سعير النيران بين العرب فلماذا نحولها إلي نور نقتل بها عتمة الليل وننير بها ظلمة الطريق*. إذن نتفق علي أن معركة الجزائر ومصر المفتعلة عرض لمرض خطير،* ظهر في* شكل شباب جزائري* يحمل السكين والعصي* ومشاعل النيران لضرب المصريين فيحرق أعلامهم و* يسبي أملاكهم ويهدد عمالهم الذين جاءوا لتعمير بلاده وعلي الجانب الآخر شباب مصري* مذعور بلا قيادة تغطيه وخائف مغلوب علي أمره* يبث أنينه عبر الفضائيات ولا* يخفي* رعبه أمام أجهزة الإعلام بعد أن كان رمزا للبطولة والفداء والتفاني* والصبر علي المكاره من أجل الآخرين..
نفر من الحزب
ويشير صبري أنه ليس بخاف علي أحد أن النظام المصري* يشهد مرحلة انقسام خطيرة،* فهناك رئيس جمهورية* ينتمي* إلي مؤسسة عسكرية قوية ومدرسة برجماتية في* الإدارة ترفع مصالح مصر العليا فوق الرؤوس مما* يجعله هادئ الطبع وعند اتخاذ القرارات الصعبة بينما تصارعه جبهة* يقودها نفر في* الحزب الحاكم تريد أن تلاعب الهوي البشري* في* نفس عائلته بأن تمرر مشروعا لتوريث السلطة مقابل بقائهم مهيمنين علي القرار السياسي* ويتحصلون علي المزيد من الثروات وسرقة المال العام والتلاعب بالقانون والدستور بما* يملكون من قوي تصويتية تدير البرلمان في* الاتجاه الذي* يحدودنه*. ولقد وجد النظامان المصري* والجزائري* في* كرة القدم خير أداة لخطف العقول الطائشة ولهذا لدي كل منهما القدرة علي الظهور بين اللاعبين وتشجيع المشاغبين علي حضور المباريات ولو تطلب الأمر تجنيد قدرات القوات المسلحة كما فعلت الجزائر بنقلها الجمهور بطائرات القوات الخاصة إلي السودان أو ممارسة الضغط علي شركات الطيران العامة والخاصة علي حساب الموازنة العامة للدولة كما فعلت الحكومة المصرية والحزب الوطني* في* سفر المصريين إلي السودان*.
ضمان البقاء للطغاة
لم* يعد المهم أن* يزيد النظام الجزائري* أو الحكومة المصرية معدلات الخراب بين المواطنين،* قدر أن* يشغلا الرأي* العام بحروب خارجية تتطلب من الشعبين وقفة واحدة كعادة الطغاة عبر التاريخ عندما لا* يجدون قدرة علي الإصلاح في* الداخل فإنهم* يخلقون لشعوبهم عدوا خارجيا اعتقادا منهم بأن ذلك* يضمن لهم البقاء في* أماكنهم*. ولقد سارت بعض القيادات في* الجزائر و الحكومة المصرية والحزب الوطني* علي هذه النهج الذي* نبذه العالم بعد أن استعادت الشعوب سيادتها علي إدارة شئون بلادها بالديمقراطية الحقيقية*. ولهذا نري الذين حاربوا استثمارات نجيب ساويرس داخل البلاد واتهموه بالعمالة للأمريكان واللعب مع الكنيسة ضد النظام هم الآن الذين* يريدونه أن* يغلق شركاته العظيمة في* الجزائر دون* أن* يقدموا له بدائل لتعويضه بمشروعات* يهدونها لأصدقائهم الأمريكان وغيرهم أو* يدبروا فرص عمالة لآلاف المصريين المقيمين في* الجزائر ممن تجاهلوا أصوات استغاثتهم التي* أطلقوها قبل خيبة مباراة المونديال بعدة أشهر*. وكما استخدمت القوي الحاكمة في* الجزائر الإعلام في* تأجيج مشاعر الغضب ضد المصريين سارت أمانة السياسات علي نفس المنحني* بل وزادت ضد خصومها السياسيين في* الداخل كي* تضرب عشرين عصفورا بحجر،* أملا في* أن تكون الساحة الخربة خالية لقائدها بمفرده*. إن أصوات الصغار التي* تركناها ترتفع استفحلت وحان الوقت لإسكاتها أو تجاهل فحيح الأفاعي* التي* تطلقها ضد أصولها وعروبتها،* فمصر ستظل الدولة الكبري* التي* تحتضن الجميع ومصر ليست أرضا وهواء بل أناس صهرهم الزمن لكي* يمارسوا هذا الدور في* المنطقة شاءوا أم أبوا ومن* يرغب عن ذلك فليتبوأ مقعده في* مزبلة التاريخ*.
نستهل جولتنا اليوم في صحافة القاهرة الصادرة أمس (الأحد) ، من صحيفة الشروق "اليومية" المستقلة ، حيث أوضح وائل قنديل أنه وبينما صحف الجزائر الصفراء تواصل عواءها المستفز وإطلاق الاتهامات على الشيوع لكل المصريين بأنهم أصدقاء اليهود، لا يفوت بيريز الفرصة ويحل ضيفا غير مرغوب فيه على الحكومة المصرية، وكأنه يتضامن مع إدعاءات الأبواق الساقطة فى الصحف الساقطة بالجزائر، أو بالأحرى هو يريد ألا تنطفئ نيران حرب الجاهلية بين بلدين عربيين فجاء يعطى الطرف الجزائرى مدادا لمواصلة المعركة القذرة. هنيئا لبيريز وباقى أفراد العصابة هذه اللحظة التاريخية التى لو خطط لها أعتى شياطين العقلية الصهيونية لما جاءت على هذا النحو من الإتقان، وأكاد أرى ابتسامته الصفراء الآن وهو يستقبل بحفاوة وحرارة بالغتين فى مطار القاهرة، قاهرة التحرر الوطنى، التى نعتتها بعض أصوات جزائرية ملوثة بالتعصب والجهل بأنها تفتح أبوابها للقتلة والجواسيس الإسرائيليين، وتحتضن سماؤها العلم الإسرائيلى. ولابد أن بيريز غير مصدق الآن وهو يرى الحشود حول السفارة الجزائرية تحاول تحطيمها والنيل من أفرادها، ولا شك أنه يضحك الآن بكل دهاء وهو يسمع دعوات مصرية لتطهير منطقة المعادى من أى أثر للجزائريين، بما فى ذلك أسماء الشوارع، بينما مقر إقامة السفير الصهيونى لدى الحكومة المصرية، على بعد خطوات من شارع الجزائر المطلوب محوه من الخارطة. يكاد بيريز يسقط من شدة الضحك وهو يطالع ويسمع دعوات محمومة لطرد السفير الجزائرى من مصر وقطع العلاقات بسبب مباراة فى كرة القدم.
طرد السفير
سيتذكر بيريز جيدا أنه فى ذروة الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى، وفى عز دوران آلة الحرب الإسرائيلية تقتيلا وتنكيلا بالشعب الفلسطينى فى غزة، وحين طالت رصاصات القتل الصهيونية أفرادا وجنودا مصريين على الحدود، فى كل تلك المناسبات العنيفة لم يكن مطروحا على أجندة القاهرة طرد السفير الإسرائيلى، ولم تحاصر جموع الغضب السفارة الصهيونية. يبتسم بيريز الآن وهو يرى حشود الغضب المصرية وقد وصلت إلى السفارة الجزائرية وحاصرتها، بينما لا يجرؤ أحد، ولا يسمح أحد بمجرد الاقتراب من سفارة العدو الإسرائيلى. يبتسم بيريز الآن وهو يشاهد المكارثية على الطريقة المصرية، حيث كل من يتحدث بالعقل فى هذه اللحظة السوداء هو شخص ناقص الوطنية وربما خائن لبلاده. سيطرب بيريز لأصوات التكفير بالعروبة لكنه لن يقول لها شكرا.. بل سينتظر المزيد.
فعلها الصغار*..
ننتقل إلى صحيفة الوفد "الليبرالية" حيث يوضح لنا عادل صبري أن الصين الشيوعية فتحت صدرها للأمريكان الرأسماليين بعد مباراة في* تنس الطاولة بداية سبعينات القرن الماضي*. وكانت الأولمبياد وسيلة الروس في* التعرف علي قدرات الشباب الغربي،* كما استخدمت في* فتح عقول الشيوعيين علي الثقافة الرأسمالية وحرية الرأي* والفكر*. وفي* أمة العرب الوريثة لأهم حضارات انسانية جاء اليوم الذي* تفرقنا فيه لعبة مثل كرة القدم،* بل هناك بعض الصغار الذين أشعلوا نارا فلم* يجدوا من* يطفئها بل تكالب من* يزيدها لهيبا كي* يعيد العرب إلي ما كانوا عليه منذ* 1500* عام حينما دبت حرب داحس والغبراء فوقع الجميع تحت حماية الفرس والرومان*. لعل نتيجة المباراة التي* أخرجتنا من المونديال الأربعاء الماضي* لم تكن الأولي* التي* شهدت أحداث عنف في* تاريخ كرة القدم الملعونة،* فنهاية كأس العالم الماضية عرفت صداما بين الفرنسيين والإيطاليين،* تمكن خلاله لاعب ايطالي* رقيع من إثارة نخوة اللاعب زيد الدين زيدان حيث سبه بشرف أخته وانتهت بهزيمة الفرنسيين*. ساعتها لم* يتهم الفرنسيون الفتي* العربي* المسلم بالخيانة الوطنية لأنه أضاع عليهم فرصة الفوز بكأس العالم ولم تشهد الشوارع حربا بين الايطاليين والفرنسيين ولم* يتهم الفرنسيون الألمان الذين كانوا* يستضيفون كأس العالم بأنهم لم* يحموا الفرنسيين من العنف والتطاول*. إذن فما الذي* جعل هؤلاء الذين* يملكون تراثا تاريخيا من الخلاف الدموي* والإرث الاستعماري* لأراضي* بعضهم* ينسون خلافاتهم علي بعد خطوات من الملاعب .
وقفة عقلاء
ويؤكد صبري أنه بيننا من* ينفخ في* الكير ليشعل نارا بل* يريد ارسال قوات إلي السودان لحماية المصريين هناك وطائرات عسكرية إلي الجزائر لتأديب الغوغاء الذين* يحاصرون إخواننا في* بيوتهم وأعمالهم وكأن مصر دولة فقدت أدب الكبار وكأن الآخرين دول بلا جيوش؟*. ولماذا كان صوت العقل* غالبا علي المشجعين في* أوربا بينما* غابت عقولنا وجرينا وراء الصغار الذين اشعلوا تلك الحرب في* الجزائر ومن* يريد جرجرتنا إليها في* مصر والسوادن؟*. هذا السؤال لن* يحتاج منا إلي تفكير عميق ولكن* يتطلب وقفة عقلاء ولو لبرهة علي أرض الواقع حتي لا ننسي* أن هؤلاء الصغار أشعلوها فتنة ويأبون ألا نكون خارجها*. لعل الرجوع إلي الأشهر الماضية* يبين لنا لماذا انسقنا جميعا نحو هذا المنزلق الخطير،* فنحن أمام حدث جلل ومن المهم* الآن أن نخرج منه بما* يجمعنا فلا* يزيد ما بيننا من العداوة والبغضاء*. لقد أراد البعض رؤية سعير النيران بين العرب فلماذا نحولها إلي نور نقتل بها عتمة الليل وننير بها ظلمة الطريق*. إذن نتفق علي أن معركة الجزائر ومصر المفتعلة عرض لمرض خطير،* ظهر في* شكل شباب جزائري* يحمل السكين والعصي* ومشاعل النيران لضرب المصريين فيحرق أعلامهم و* يسبي أملاكهم ويهدد عمالهم الذين جاءوا لتعمير بلاده وعلي الجانب الآخر شباب مصري* مذعور بلا قيادة تغطيه وخائف مغلوب علي أمره* يبث أنينه عبر الفضائيات ولا* يخفي* رعبه أمام أجهزة الإعلام بعد أن كان رمزا للبطولة والفداء والتفاني* والصبر علي المكاره من أجل الآخرين..
نفر من الحزب
ويشير صبري أنه ليس بخاف علي أحد أن النظام المصري* يشهد مرحلة انقسام خطيرة،* فهناك رئيس جمهورية* ينتمي* إلي مؤسسة عسكرية قوية ومدرسة برجماتية في* الإدارة ترفع مصالح مصر العليا فوق الرؤوس مما* يجعله هادئ الطبع وعند اتخاذ القرارات الصعبة بينما تصارعه جبهة* يقودها نفر في* الحزب الحاكم تريد أن تلاعب الهوي البشري* في* نفس عائلته بأن تمرر مشروعا لتوريث السلطة مقابل بقائهم مهيمنين علي القرار السياسي* ويتحصلون علي المزيد من الثروات وسرقة المال العام والتلاعب بالقانون والدستور بما* يملكون من قوي تصويتية تدير البرلمان في* الاتجاه الذي* يحدودنه*. ولقد وجد النظامان المصري* والجزائري* في* كرة القدم خير أداة لخطف العقول الطائشة ولهذا لدي كل منهما القدرة علي الظهور بين اللاعبين وتشجيع المشاغبين علي حضور المباريات ولو تطلب الأمر تجنيد قدرات القوات المسلحة كما فعلت الجزائر بنقلها الجمهور بطائرات القوات الخاصة إلي السودان أو ممارسة الضغط علي شركات الطيران العامة والخاصة علي حساب الموازنة العامة للدولة كما فعلت الحكومة المصرية والحزب الوطني* في* سفر المصريين إلي السودان*.
ضمان البقاء للطغاة
لم* يعد المهم أن* يزيد النظام الجزائري* أو الحكومة المصرية معدلات الخراب بين المواطنين،* قدر أن* يشغلا الرأي* العام بحروب خارجية تتطلب من الشعبين وقفة واحدة كعادة الطغاة عبر التاريخ عندما لا* يجدون قدرة علي الإصلاح في* الداخل فإنهم* يخلقون لشعوبهم عدوا خارجيا اعتقادا منهم بأن ذلك* يضمن لهم البقاء في* أماكنهم*. ولقد سارت بعض القيادات في* الجزائر و الحكومة المصرية والحزب الوطني* علي هذه النهج الذي* نبذه العالم بعد أن استعادت الشعوب سيادتها علي إدارة شئون بلادها بالديمقراطية الحقيقية*. ولهذا نري الذين حاربوا استثمارات نجيب ساويرس داخل البلاد واتهموه بالعمالة للأمريكان واللعب مع الكنيسة ضد النظام هم الآن الذين* يريدونه أن* يغلق شركاته العظيمة في* الجزائر دون* أن* يقدموا له بدائل لتعويضه بمشروعات* يهدونها لأصدقائهم الأمريكان وغيرهم أو* يدبروا فرص عمالة لآلاف المصريين المقيمين في* الجزائر ممن تجاهلوا أصوات استغاثتهم التي* أطلقوها قبل خيبة مباراة المونديال بعدة أشهر*. وكما استخدمت القوي الحاكمة في* الجزائر الإعلام في* تأجيج مشاعر الغضب ضد المصريين سارت أمانة السياسات علي نفس المنحني* بل وزادت ضد خصومها السياسيين في* الداخل كي* تضرب عشرين عصفورا بحجر،* أملا في* أن تكون الساحة الخربة خالية لقائدها بمفرده*. إن أصوات الصغار التي* تركناها ترتفع استفحلت وحان الوقت لإسكاتها أو تجاهل فحيح الأفاعي* التي* تطلقها ضد أصولها وعروبتها،* فمصر ستظل الدولة الكبري* التي* تحتضن الجميع ومصر ليست أرضا وهواء بل أناس صهرهم الزمن لكي* يمارسوا هذا الدور في* المنطقة شاءوا أم أبوا ومن* يرغب عن ذلك فليتبوأ مقعده في* مزبلة التاريخ*.