أبونوافل
2018-11-30, 18:16
لا تستهينوا بالتاء المربوطة !
د. أحمد درويش
يُهَوِّنون من شأن النقطتين فوق الهاء ؛ فلا يكتبها كثيرون ظانين ظن السوء أنها بظهر غيب ، وهذا فيه من القسوة ما فيه ، مع أنها قد تتهمك وقد تنجيك من سوء الظن ...
لو قلت : رأيت صديقي واقفا مع (زميله) في مكان مظلم ... فليس في الأمر شيء ... فهذا أمر معتاد لكنك لو وضعت نقطتين وقلت : رأيت صديقي واقفا مع (زميلة) ليلا ، فهناك شك وريبة وتهمة ...
أرأيتم كيف أن النقطتين مهمتان في إحضار الشيطان وإزهاقه ؟!
وقد لا تهتم بأمر النقطتين ، لكن للنقطتين شأنا ذا بال في القراءات القرآنية ، فالنقطتان تغيران المعنى تماما من حال إلى حال .. ما الدليل ؟
قلت : تأمل قوله تعالى :
﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا (مِنهُ) إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾[الجاثية: ١٣]
فقد جاء الجار والمجرور ( منه) في قراءة أخرى بالتاء فقرئت ( مِنّةً) ، فالتسخير منة من الله علينا ...
وقد نسب ابن جني ( ت : ٣٩٢ه*) في المحتسب هذي القراءة غير المتواترة إلى : " اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ اﻟﺠﺤﺪﺭﻱ ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ " ، ووجود النقطتين حول الجار والمجرور ( منه) اسما فصار " ﻣﻨﺔً"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ: ﺃﻣﺎ "ﻣﻨﺔ" ﻓﻤﻨﺼﻮﺏ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺪﺭ ﺑﻤﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ "ﺗﻌﺎﻟﻰ": {ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ} ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ "ﻋﺰ اﺳﻤﻪ" (ﻣﻨﺔ) ﻣﻨّٙﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻨﺔ. " ...
لا تستهينوا بأمر الكتابة العربية ؛ فقد تعب أجدادنا ، لكنا غير أوفياء لهم ...
دامت النقطتان
..
د. أحمد درويش
يُهَوِّنون من شأن النقطتين فوق الهاء ؛ فلا يكتبها كثيرون ظانين ظن السوء أنها بظهر غيب ، وهذا فيه من القسوة ما فيه ، مع أنها قد تتهمك وقد تنجيك من سوء الظن ...
لو قلت : رأيت صديقي واقفا مع (زميله) في مكان مظلم ... فليس في الأمر شيء ... فهذا أمر معتاد لكنك لو وضعت نقطتين وقلت : رأيت صديقي واقفا مع (زميلة) ليلا ، فهناك شك وريبة وتهمة ...
أرأيتم كيف أن النقطتين مهمتان في إحضار الشيطان وإزهاقه ؟!
وقد لا تهتم بأمر النقطتين ، لكن للنقطتين شأنا ذا بال في القراءات القرآنية ، فالنقطتان تغيران المعنى تماما من حال إلى حال .. ما الدليل ؟
قلت : تأمل قوله تعالى :
﴿وَسَخَّرَ لَكُم ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ جَميعًا (مِنهُ) إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرونَ﴾[الجاثية: ١٣]
فقد جاء الجار والمجرور ( منه) في قراءة أخرى بالتاء فقرئت ( مِنّةً) ، فالتسخير منة من الله علينا ...
وقد نسب ابن جني ( ت : ٣٩٢ه*) في المحتسب هذي القراءة غير المتواترة إلى : " اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ اﻟﺠﺤﺪﺭﻱ ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﻴﺮ " ، ووجود النقطتين حول الجار والمجرور ( منه) اسما فصار " ﻣﻨﺔً"
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ: ﺃﻣﺎ "ﻣﻨﺔ" ﻓﻤﻨﺼﻮﺏ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺼﺪﺭ ﺑﻤﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻮﻟﻪ "ﺗﻌﺎﻟﻰ": {ﻭﺳﺨﺮ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ} ؛ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻪ "ﻋﺰ اﺳﻤﻪ" (ﻣﻨﺔ) ﻣﻨّٙﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻓﻜﺄﻧﻪ ﻗﺎﻝ: ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻨﺔ. " ...
لا تستهينوا بأمر الكتابة العربية ؛ فقد تعب أجدادنا ، لكنا غير أوفياء لهم ...
دامت النقطتان
..