عبد الرحمان1980
2009-11-23, 18:13
ليوم الجمعة 02 ذوالحجة 1430ه/20 نوفمبر 2009م
الموضوع : سلامة الصدر
الخطبة الأولى :
الحمد لله كتب الفلاح لعباده المؤمنين وحكم بالفوز لعباده المتقين وضمن السعادة لأولياءه المخلصين أحمده تعالى وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه اللهم صل وسلم على نبينا وقدوتنا وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واتبع سنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين
أما بعد أيها المؤمنون :إن من لوازم التقوى سلامة الصدر من الغل والحقد والحسد والضغائن والرذائل قال الله تعالى :" فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " ولا يكون صلاح ذات البين إلا بسلامة الصدر من تلك الآفات لذا فإن دين الإسلام قد حرص حرصا شديدا على أن تكون الأمة أمة واحدة في قلبها وقالبها تسودها عواطف الحب المشترك والود الشائع والتعاون على البر والتقوى والتناصح البناء الذي يثمر إصلاح الأخطاء مع صفاء القلوب وتآلفها دون فرقة وغل وحسد ووقيعة وكيد وبغي .وقد جاءت الآيات القرآنية والآثار النبوية منسجمة متناسقة متضافرة لتحقيق ذالك المقصد الشرعي الكبير .فمن تلك الآيات قول الله تعالى :" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"فلأخوة الإيمانية تعلو على كل خلاف مهما اشتدت وطأته واضطرمت شدته وبلغ حد الاشتباك أما الأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا " ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه " ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب فلقد كانوا رضي الله عنهم صفا واحدا يعطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضا ويحب بعضهم بعضا كما وصفهم جل وعلا بذالك حيث قال :" ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " وكما قال جل ذكره في وصفهم :" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا " ولقد كان لسلامة الصدر عندهم منزلة كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم . قال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدرا وأقلهم غيبة . وقد قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين أخبرني عن أعمال من كان بلنا قال : كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قال سفيان ولم ذاك؟ قال أبو بشر لسلامة صدورهم .أيها المؤمنون إن المرء لا ينقضي عجبه من ذالك الجيل الصالح الكريم حيث إن قلوبهم بقيت صافية وسليمة طيبة السريرة رغم ما وقع بينهم من فتن. إن سلامة الصدر خصلة من خصال البر عظيمة. غابت رسومها واندثرت معالمها وخبت أعلامها حتى غدت عزيزة المنال عسيرة الحصول مع ما فيها من فضائل وخيرات وها أنا أذكر بعض فضائلها عسى أن تكون حافزة لنا على الأخذ بها والحرص عليها فمن فضائل سلامة الصدر أنها صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل و معشر قال تعالى :" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ومن فضائل سلامة الصدر أن صاحبها خير الناس و أفضلهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل: أي الناس أفضل؟ فقال : كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم " هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" ومن فضائل سلامة الصدر أنها معينة للقلب على الخير والبر والطاعة والصلاح فليس أروح للمرء ولا أطرد للهم ولا أقر للعين من سلامة الصدر على عباد الله فإن من سلم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة والظنون السيئة عف لسانه عن الغيبة والنميمة وقالة السوء. وخير فضائلها إن فيها صدق الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه أسلم صدرا وأطيبهم قلبا وأصفاهم سريرة أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه غفور رحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله الرءوف الرحيم البر الجواد الكريم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أيها المؤمنون: اعلموا أنه لا نجاة ولا فلاح للعبد يوم القيامة إلا بأن يقدم على مولاه بقلب طيب سليم فاتقوا الله تعالى وطيبوا قلوبكم وطهروها من الآفات كما أمركم الله تعالى حيث قال:" وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون" فصاحب القلب السليم هو الذي سلم من كل آفة تبعد عن الله تعالى عباد الله: إن لسلامة الصدر أسبابا وطرقا لا بد من سلوكها فمن تلك الأسباب الإخلاص لله تعالى والإقبال على كتابه الذي أنزله شفاء لما في الصدور قال تعالى :" يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" كما أن اللجوء إلى الله بالدعاء يجعل القلب سليما من الضغائن والأحقاد على المؤمنين قال الله تعالى:"والذين جاءو من بعدهم يقولن اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" ومن أسباب سلامة الصدر الإبتعاد عن سوء الظن فإنه بئس سريرة الرجل قال الله تعالى:" يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنا فسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه........................................
الموضوع : سلامة الصدر
الخطبة الأولى :
الحمد لله كتب الفلاح لعباده المؤمنين وحكم بالفوز لعباده المتقين وضمن السعادة لأولياءه المخلصين أحمده تعالى وأشكره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه اللهم صل وسلم على نبينا وقدوتنا وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واتبع سنته ودعا بدعوته إلى يوم الدين
أما بعد أيها المؤمنون :إن من لوازم التقوى سلامة الصدر من الغل والحقد والحسد والضغائن والرذائل قال الله تعالى :" فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " ولا يكون صلاح ذات البين إلا بسلامة الصدر من تلك الآفات لذا فإن دين الإسلام قد حرص حرصا شديدا على أن تكون الأمة أمة واحدة في قلبها وقالبها تسودها عواطف الحب المشترك والود الشائع والتعاون على البر والتقوى والتناصح البناء الذي يثمر إصلاح الأخطاء مع صفاء القلوب وتآلفها دون فرقة وغل وحسد ووقيعة وكيد وبغي .وقد جاءت الآيات القرآنية والآثار النبوية منسجمة متناسقة متضافرة لتحقيق ذالك المقصد الشرعي الكبير .فمن تلك الآيات قول الله تعالى :" إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"فلأخوة الإيمانية تعلو على كل خلاف مهما اشتدت وطأته واضطرمت شدته وبلغ حد الاشتباك أما الأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم :" لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا " ومنها قوله صلى الله عليه وسلم :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه " ولقد ضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في سلامة القلوب وطهارة الصدور فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب فلقد كانوا رضي الله عنهم صفا واحدا يعطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضا ويحب بعضهم بعضا كما وصفهم جل وعلا بذالك حيث قال :" ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويوثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " وكما قال جل ذكره في وصفهم :" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا " ولقد كان لسلامة الصدر عندهم منزلة كبرى حتى إنهم جعلوها سبب التفاضل بينهم . قال إياس بن معاوية بن قرة عن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كان أفضلهم عندهم أسلمهم صدرا وأقلهم غيبة . وقد قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين أخبرني عن أعمال من كان بلنا قال : كانوا يعملون يسيرا ويؤجرون كثيرا . قال سفيان ولم ذاك؟ قال أبو بشر لسلامة صدورهم .أيها المؤمنون إن المرء لا ينقضي عجبه من ذالك الجيل الصالح الكريم حيث إن قلوبهم بقيت صافية وسليمة طيبة السريرة رغم ما وقع بينهم من فتن. إن سلامة الصدر خصلة من خصال البر عظيمة. غابت رسومها واندثرت معالمها وخبت أعلامها حتى غدت عزيزة المنال عسيرة الحصول مع ما فيها من فضائل وخيرات وها أنا أذكر بعض فضائلها عسى أن تكون حافزة لنا على الأخذ بها والحرص عليها فمن فضائل سلامة الصدر أنها صفة أهل الجنة الذين هم خير أهل و معشر قال تعالى :" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم " ومن فضائل سلامة الصدر أن صاحبها خير الناس و أفضلهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد سئل: أي الناس أفضل؟ فقال : كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال صلى الله عليه وسلم " هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد" ومن فضائل سلامة الصدر أنها معينة للقلب على الخير والبر والطاعة والصلاح فليس أروح للمرء ولا أطرد للهم ولا أقر للعين من سلامة الصدر على عباد الله فإن من سلم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة والظنون السيئة عف لسانه عن الغيبة والنميمة وقالة السوء. وخير فضائلها إن فيها صدق الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه أسلم صدرا وأطيبهم قلبا وأصفاهم سريرة أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه غفور رحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله الرءوف الرحيم البر الجواد الكريم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه
أيها المؤمنون: اعلموا أنه لا نجاة ولا فلاح للعبد يوم القيامة إلا بأن يقدم على مولاه بقلب طيب سليم فاتقوا الله تعالى وطيبوا قلوبكم وطهروها من الآفات كما أمركم الله تعالى حيث قال:" وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون" فصاحب القلب السليم هو الذي سلم من كل آفة تبعد عن الله تعالى عباد الله: إن لسلامة الصدر أسبابا وطرقا لا بد من سلوكها فمن تلك الأسباب الإخلاص لله تعالى والإقبال على كتابه الذي أنزله شفاء لما في الصدور قال تعالى :" يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين" كما أن اللجوء إلى الله بالدعاء يجعل القلب سليما من الضغائن والأحقاد على المؤمنين قال الله تعالى:"والذين جاءو من بعدهم يقولن اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم" ومن أسباب سلامة الصدر الإبتعاد عن سوء الظن فإنه بئس سريرة الرجل قال الله تعالى:" يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم" وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنا فسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا" اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه........................................