المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استشارات نفسية و اجتماعية


الصفحات : [1] 2

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:23
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


الصدقة على المحتاج من سبل دفع الظلم

السؤال

أنا أعمل في شركة ، ومديرها ظالم متكبر سيء الخلق ، فهل صحيح أن الصدقة تدفع الظلم ، وتُعين المظلوم على الظالم ، وتدفع بأسه ، وتُقلل أثر ظلمه عليه ، إذا تصدق بنية رفع الظلم عنه ؟

أرجو نصيحتي وإرشادي كيف أرفع الظلم عني؟

الجواب

الحمد لله

أولا:

نسأل الله العظيم أن يزيل همّك وغّمك وأن يرزقنا وإياك وجميع المسلمين العفو والعافية في الدنيا والآخرة.

ثانيا:

إذا ضاقت الحياة بالمسلم بسبب ظلم واستبداد، فمن الوسائل النافعة في دفع هذا الظلم، الصدقة على المحتاجين ومن ضاقت بهم الحياة لقلة ذات اليد؛ لأن الجزاء من جنس العمل.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وقد تظاهر الشرع والقدر على أن الجزاء من جنس العمل " انتهى، من "مفتاح دار السعادة" (1 / 195).

ومما يدلّ لهذا:

قول الله تعالى: ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن /60.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا

نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ... ) رواه مسلم (2699).

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ) رواه الترمذي (1924) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "

ورواه أبو داود (4941)، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2 / 594).

ولذا كان جماعة من السلف يرون أن الصدقة تدفع الظلم.

روى البيهقي في "شعب الإيمان" (5 / 51 - 52)؛ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النخعي، قَالَ: ( كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الرَّجُلَ المَظْلُومَ إِذَا تَصَدَّقَ بِشَيْءٍ ، دُفِعَ عَنْهُ ).

ثم على المسلم أن يتبع صدقاته ببث الشكوى إلى الله تعالى وطلب رحمته، ويتحرّى أوقات الإجابة، فيدعو ربه فيها أن يكشف عنه ظلم العباد ، ويدفع عنه . فإن التضرع إلى الله ،

والالتجاء إليه ، والعياذ به ، سبحانه من شر الظالم وظلمه : من أعظم أسباب دفع الظلم عن العبد .

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ، حينما أرسله إلى اليمن ، واليا عليها : ( ... وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ) رواه البخاري (1496) ومسلم (19) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ "

. رواه الترمذي (1905) وغيره ، وحسنه الألباني .

بل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من دعوة المظلوم : عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ،

وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ . رواه مسلم (1343) .

وقد سبق في الفتوى القادمه بيان الأوقات التي يرجى فيها إجابة الدعاء ؛ فعلى المظلوم أن يجتهد في الدعاء فيها.

كما على المسلم أن يلازم التقوى في أموره كلها، فيأتي بما أمره به الشرع بقدر استطاعته، ويجتنب ما نهى عنه؛ لأن التقوى جعلها الله تعالى مخرجا للمؤمن من كل ضيق وشدة.

قال الله تعالى:

( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق /2-3.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:

" فإن العبرة بعموم اللفظ، فكل من اتقى الله تعالى، ولازم مرضاة الله في جميع أحواله، فإن الله يثيبه في الدنيا والآخرة.

ومن جملة ثوابه أن يجعل له فرجًا ومخرجًا من كل شدة ومشقة، وكما أن من اتقى الله جعل له فرجًا ومخرجًا، فمن لم يتق الله، وقع في الشدائد والآصار والأغلال، التي لا يقدر على التخلص منها والخروج من تبعتها "

انتهى. "تفسير السعدي" (ص 870).

وعليك أن تسعي في دفع الظلم عنك ، أيضا ، بالوسائل المادية المتاحة لك ، فترفعي أمرك إلى مرجعيتك ومرجعية مديرك ، أو حتى ترفعي أمرك إلى القضاء العام في بلدك

إن كان بإمكانك أن تصلي إلى هؤلاء ، أو هؤلاء ، ورجوت أن ينصفوك ، ويدفعوا عنك مظلمتك ، ولا ينالك ضرر زائد من جراء ذلك .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:28
أماكن وأوقات إجابة الدعاء

السؤال

ما هي الأوقات والأماكن والأحوال التي يستجاب فيها الدعاء ؟

وما المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم : دبر الصلوات المكتوبات وهل دعاء الوالد لولده مستجاب أم أن الإجابة في دعائه عليه أرجو بيان كل ذلك .

الجواب

الحمد لله

أوقات الدعاء المستجاب وأماكنه كثيرة جداً وهذه جملة منها :

1. ليلة القدر فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة لما قالت له : أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟

قال : قولي " اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ".

2. الدعاء في جوف الليل وهو وقت السحر ووقت النزول الإلهي فإنه سبحانه يتفضل على عباده فينزل ليقضي حاجاتهم ويفرج كرباتهم فيقول : "

من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له" رواه البخاري (1145)

3. دبر الصلوات المكتوبات وفي حديث أبي أمامة " قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات" رواه الترمذي (3499) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وقد اختلف في دبر الصلوات - هل هو قبل السلام أو بعده ؟.

واختار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم أنه قبل السلام

قال ابن تيمية :

" دبر كل شيء منه كدبر الحيوان "

زاد المعاد(1/305)

وقال الشيخ ابن عثمين :

" ما ورد من الدعاء مقيداً بدبر الصلاة فهو قبل السلام وما ورد من الذكر مقيداً بدبر الصلاة

فهو بعد الصلاة ؛ لقوله تعالى : " فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ"

انظر كتاب الدعاء للشيخ محمد الحمد ص (54).

4. بين الأذان والإقامة فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة ) رواه أبو داود (521) والترمذي (212) وانظر صحيح الجامع (2408) .

5. عند النداء للصلوات المكتوبة وعند التحام الصفوف في المعركة كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً : " ثنتان لا تردان ، أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضاً "

رواه أبو داود وهو صحيح انظر صحيح الجامع (3079 )

6. عند نزول الغيث كما في حديث سهل بن سعد مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: ثنتان ما تردان : ( الدعاء عند النداء وتحت المطر ) رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع (3078 ).

7. في ساعة من الليل كما قال عليه الصلاة والسلام :" إن في الليل ساعة لا يوافقها مسلم يسأل خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه وذلك كل ليلة" رواه مسلم ( 757).

8. ساعة يوم الجمعة .

فقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال : ( فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه ) وأشار بيده يقللها . رواه البخاري (935) ومسلم (852).

9. عند شرب زمزم فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ماء زمزم لما شرب له " رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع " (5502)

10. في السجود قال صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء " رواه مسلم (482).

11. عند سماع صياح الديكة لحديث : " إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله ، فإنها رأت ملكاً " رواه البخاري (2304) ومسلم (2729).

12. عند الدعاء بـ" لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم :

أنه قال : " دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له " رواه الترمذي وصححه في صحيح الجامع (3383)

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى

: ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ).

قال رحمه الله :

في هذه الآية شرط الله لمن دعاه أن يجيبه كما أجابه وينجيه كما نجاه وهو قوله: ( وكذلك ننجي المؤمنين ) الجامع لأحكام القرآن (11/334).

13. إذا وقعت عليه مصيبة فدعا بـ "إنا لله إنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها " فقد أخرج مسلم في صحيحه (918) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها " رواه مسلم (918).

14. دعاء الناس بعد قبض روح الميت ففي الحديث أن النبي صلى الله دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال : " إن الروح إذا قبض تبعه البصر

فضج ناس من أهله فقال : لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير ؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون " رواه مسلم (2732).

15. الدعاء عند المريض : فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون ..

قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي : قولي : اللهم اغفر لي وله وأعقبني منه عقبى حسنة "

قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه ، محمداً صلى الله عليه وسلم ".

16. دعوة المظلوم وفي الحديث :

" واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " رواه البخاري (469) ومسلم (19) وقال عليه الصلاة والسلام : " دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجراً ؛ ففجوره على نفسه " رواه أحمد وانظر صحيح الجامع (3382).

17. دعاء الوالد لولده – أي : لنفعه - ودعاء الصائم في يوم صيامه ودعوة المسافر فقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال

: " ثلاث دعوات لا ترد : دعوة الوالد لولده ، ودعوة الصائم ودعوة المسافر " رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع (2032) وفي الصحيحة (1797).

18. دعوة الوالد على ولده – أي : لضرره - ففي الحديث الصحيح : " ثلاث دعوات مستجابات : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده " رواه الترمذي (1905) وانظر صحيح الأدب المفرد (372)

19. دعاء الولد الصالح لوالديه كما ورد في الحديث الذي أخرجه مسلم (1631) : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به )

20. الدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر فعن عبد الله بن السائب – رضي الله عنه أن رسول الله كان يصلي أربعاً بعد أن تزول الشمس قبل الظهر وقال

: " إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح " رواه الترمذي وهو صحيح الإسناد انظر تخريج المشكاة (1/337) .

21. الدعاء عند الاستيقاظ من الليل وقول الدعاء الوارد في ذلك فقد قال صلى الله عليه وسلم : " مَنْ تَعَارَّ ( أي : استيقظ )مِنَ اللَّيْلِ

فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي

أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ " رواه البخاري (1154) .

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:32
أخ يعتدي على أخته بالضرب والألفاظ النابية

السؤال

لي قريبة تريد النصح في مسألة دمَّرَت حياتها. لهذه الأخت أخ يطبق الإسلام والحمد لله. لديه لحية وهو يصلي ويصوم ويقوم بما يجب عليه كمسلم. مشكلته الوحيدة، أنه يضرب أُخته.

آذاها عدة مرات وهو يريدها أن تموت. قال قبل يومين بأنه يريدها أن تختنق (قال ذلك ثلاث مرات). ثم سبّها بعبارات نابية. اليوم ضربها على رأسها (وعلى وجهها أيضاً) وقذفها بوصفها بالعاهرة.

قبل قرابة يومين كاد أن يدفعها في النار. هي تتجاهله وعندما لا تصغي إليه (لأنها تشعر بالأذى) يصبح أكثر عدوانية تجاهها ويقوم بتهديدها، وضربها، وإتلاف ملابسها، وهاتفها، إلخ.

إنها تشعر بأنه ليس هناك من يتفهم وضعها والكل يمضي في حياته/أو حياتها وينسون ما تعرضت له بينما هي عالقة في أحزانها وشعورها بالوحدة. ما النصيحة التي تستطيعون تقديمها لهذه الأخت؟

الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة ..

هذه التصرفات عادة لا تصدر من أخ لأخته إلا لأحد أمرين :

إما لاضطرابه نفسيا وتلبسه بأحد الاضطرابات الذهانية ، كاضطراب الفصام ، أو اضطراب الضلالات ، أو الاضطراب الذهاني الناتج عن تعاطي المخدرات .

وإما لاضطرابه سلوكيا لكونه إنسانا قاسيا جافيا ، لا يفقه الحدود الشرعية في تعامل الأخ مع أخته .

وأيا ما كان الأمر ، فالذي ننصح به أن تتفادى الأخت أذى أخيها

بقدر إمكانها ، وتتفادى أن تكون في مكان منفرد معه، بل لابد أن توجد في مكان يشترك فيه أفراد الأسرة ، كي يمكنهم التدخل لمنع إيذائه لها

وهي بدورها تخرج من المكان الذي هو فيه ، إذا احتد أو غضب عليها ، وتتفادى أذاه .

وتشرح معاناتها لوالديها ، وأفراد أسرتها .

فإن لم ينفع ذلك ، فننصح بالرجوع للمركز الإسلامي في مدينتكم ، أو بعض مراكز الرعاية الاجتماعية ، أو بعض أهل الدين والصلاح

ممن يسهل الوصول إليه ، خاصة من يمكنه التأثير على الأخ في ذلك ، للتدخل ومحاولة علاجه نفسيا بعرضه على الأطباء النفسيين ، أو علاجه سلوكيا بعرضه على علماء الدين .

فإن لم ينفع معه شيء من ذلك كله : فلا مانع من رفع المشكلة إلى بعض الجهات الرسمية ، إذا غلب على الظن أن بإمكانهم دفع أذاه

من غير أن تتعرض الأخت لمشكلة أخرى ، أو تسلط الكفار عليها ، أو تعديهم في شأنه ، ومبالغتهم في عقوبته .

ولا يخفى - والحالة هذه - أهمية التضرع لله سبحانه بالدعاء والصبر على مثل هذا البلاء مع الإكثار من ذكر الله ومن الصلاة

قال جل في علاه : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/153

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:37
ماذا تفعل الزوجة إذا علمت أن زوجها على علاقة بغيرها

السؤال

زوجة وجدت في سيارة زوجها علبة واقي ذكري ينقص منها 15 قطعة ، ومنشطات جنسية بتاريخ صلاحية حديث ، علما بأنه لا يستخدمها معها نهائيا

وهو لا يقربها إلا مرة كل شهر بعد محاولات شبه يومية منها، وهما في غربة ولديها طفلين ، ما موقف الزوجة الشرعي ؟ وهل تواجهه ؟

وهل تطلب الطلاق ؟

وماذا يجب عليها فعله إذا طلبها للجماع ،فإذا رفضت خافت غضب الله ، وإذا قبلت خافت الأمراض ، فضلا عن حالتها النفسية ؟

الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة حفظكِ الله

التصرف في مثل هذا الموقف يفتقر لمعرفة بعض الأمور الفارقة في اتخاذ القرار ..

منها : علاقته بربه في الظاهر ، هل هو من المصلين ؟ وهل هو من المعظمين لشعائر الدين في الظاهر ؟

ومنها : علاقته بكِ في الأمور الحياتية ، هل يعاملكِ بالحسنى في غير أمر الفراش ؟

هل هو كريم معكِ ومع أولادكِ ؟

ومنها : علاقته بطفليه ومدى تعلقهما به ، وهل يهتم لشؤونها وأحوالهما أم لا ؟

ومنها : علاقته بأهله وأهلك ، هل هو من أهل الجفاء معهم أم يحسن إليهم ويودهم ؟

فإن كان الجواب إيجابيا في هذه التساؤلات، وكان الغالب على أمره الإحسان ، فلا ينبغي التعجل بمواجهته وطلب الطلاق ؛ لأن مواجهة الزوجة لزوجها بمثل هذا يفضي في الغالب إلى نهاية الطريق .

وينبغي كذلك - والحالة هذه - استشارة طبيبة نساء في أمر الجماع وما إليه ، لاتخاذ التدابير الواقية من انتقال أي أمراض ، مع العلم أن الواقي الذكري يحول غالبا دون انتقال الأمراض المعروفة في هذه الممارسات .

وننصحك بأن تحاولي أت تجذبيه إليك ، بما يمكنك من أمر المرأة مع زوجها ، وأن تنفريه في الحرام ، وتعرفيه عاقبته الوخيمة ، بطريق غير مباشر ، كأن تضعي أمامه بعض المواد المتعلقة بذلك

محاضرة ، مقطع مسموع أو مرئي ، فتوى شرعية ، موعظة ، قصة من الحياة ... وهكذا .

وأما إن كان الجواب سلبيا في التساؤلات السابقة ، وكان الغالب على أمره الإساءة معكِ ومع أولادكِ وأهلكِ ، فننصح بالرجوع لأحد الرجال الحكماء من محارمك للنظر في قرار الطلاق وما إليه .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:44
حكم طاعة الأم في رفضها الزواج من امرأة ثيب

السؤال

أريد أن أتزوج من امرأة مطلقة ولها ابن إلا أن الوالدة لا تريد هذه البنت ، والسبب لأنها مطلقة ولها ولد فقط.

علما أن البنت من اسرة محافظة وذات حياء ولا يسمع عنها سوء بين العائلة أو الجيران وأنا في نيتي التحصن لأني أجد نفسي اعصي الله بسبب العزوبية.

سؤالي ما هو رأي الشرع فيما تطلبه الوالدة وماذا أفعل معها؟

وهل الشرع أوجب تقديم الزواج من البكر عن غيرها؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

طاعة الوالدين : من أجل الطاعات ، وإدخال السرور عليهما ، من أجل القربات إلى رب العالمين .

ويتفاوت حكم طاعتهما ، بحسب الحال ، فقد تكون طاعتهما واجبة ، وقد تكون مندوبة ، وقد تكون غير ذلك بحسب الحال .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين ، وهو ظاهر إطلاق أحمد ، وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر ، فإن شق عليه ولم يضره : وجب ، وإلا فلا .

"الفتاوى الكبرى" (5/381) .

ثانيا :

هل يطيع والديه في رفضهما لزواجه من امرأة معينة ؟.

إذا كانت عدم موافقتهم على فتاة يختارها لأسباب شرعية ، كأن تكون سيئة السمعة : فيجب على الابن طاعة والديه ، لأنه سيقدم على أمرٍ فيه شر لابنهم، وقد ينتشر ليصيبهم .

وأما إذا كانت عدم موافقتهم على فتاة يختارها ليست لأسباب شرعية ، بل لأسباب شخصية ، أو دنيوية

كنقص جمالها ، أو حسبها ونسبها : فالذي يظهر: أنه لا يجب عليه طاعتهما ؛ فاختيار الزوجة من حق الابن ، وليس من حق والديه.

وفي فتاوى اللجنة

: " أما ما يتعلق بطاعتهما في الأمور المباحة والعادية، وفي أمر التزويج والطلاق، فهذا يعود إلى تقدير المصالح والمضار والمقابلة بينها، فإذا أمر الوالدان ولدهما بشيء من ذلك منعا أو إيجابا

والمصلحة في مخالفتهما فلا حرج على الولد في ذلك، بلطف وحسن معاملة؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) ، ولا يكون الولد عاقا بذلك.

وإذا كانت المصلحة راجحة في طاعتهما في شيء من ذلك: ففي طاعة الولد لهما الخير والبركة والبر والإحسان".

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (25/ 133) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين : أنا شاب مسلم ولي ابنة عم ، ويريد جدي أن يزوجني ابنة عمي وأنا أريدها لدينها ، ولكن أبي وأمي عندهم بعض التحفظ، فهل أخطبها رغم أنني أعلم بأنني لا أستطيع أن أجد مثل خلقها ودينها ؟

فأجاب رحمه الله تعالى:

" أرى أن تمضي في خطبة هذه المرأة، ما دامت قد أعجبتك في دينها وخلقها، وأن تقنع والديك بذلك ، فان أصرا على كراهية خطبتك إياها فامضِ في خطبتها

ولا تهتم بمعارضتهما إلا أن يذكرا سببا شرعيا يوجب العدول عن خطبتها ؛ لأن مثل هذه الأمور مسائل شخصية تتعلق بالإنسان نفسه ".

انتهى من فتاوى "نور على الدرب" للعثيمين (ص/ 3) .

ومن العلماء من أوجب طاعة الوالدين في هذا إلا إذا تعلقت نفس الابن بها أو خشي على نفسه.

قَالَ الإمام أحمد: إنْ كَانَ الرَّجُلُ يَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ ، وَوَالِدَاهُ يَمْنَعَانِهِ مِنْ التَّزَوُّجِ ، فَلَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ .

وقال له رجلٌ : لِي جَارِيَةٌ ، وَأُمِّي تَسْأَلُنِي أَنْ أَبِيعَهَا .

قَالَ : تَتَخَوَّفُ أَنْ تُتْبِعَهَا نَفْسَك ؟

قَالَ : نَعَمْ .

قَالَ : لَا تَبِعْهَا .

قَالَ : إنَّهَا تَقُولُ : لَا أَرْضَى عَنْك أَوْ تَبِيعَهَا !

قَالَ : إنْ خِفْت عَلَى نَفْسِك فَلَيْسَ لَهَا ذَلِكَ . الآداب (1/448) .

قَالَ شيخ الإسلام ابن تيميَّة : لِأَنَّهُ إذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ يَبْقَى إمْسَاكُهَا وَاجِبًا ، أَوْ لِأَنَّ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ ضَرَرًا.

وَمَفْهُومُ كَلَامِهِ : أَنَّهُ إذَا لَمْ يَخَفْ عَلَى نَفْسِهِ يُطيعُهَا فِي تَرْكِ التَّزَوُّجِ وَفِي بَيْعِ الْأَمَةِ ؛ لِأَنَّ الْفِعْلَ حِينَئِذٍ لَا ضَرَرَ عَلَيْهِ فِيهِ ، لَا دِينًا وَلَا دُنْيَا .

الآداب (1/448) .

ثالثا :

لا شك أن نفوس الخطاب أكثر تعلقا بنكاح الأبكار ، وأكثر رغبة فيهن ، وتقديما للأبكار على الثيبات ، لأسباب لا تخفى على نفوس الطالبين .

وقد روى البخاري (5247) ومسلم (715) عَنْ عَطَاءٍ، أَخْبَرَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَقِيتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:

يَا جَابِرُ تَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ .

قَالَ: بِكْرٌ، أَمْ ثَيِّبٌ؟ قُلْتُ: ثَيِّبٌ .

قَالَ: فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا؟ .

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ، فَخَشِيتُ أَنْ تَدْخُلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُنَّ .

قَالَ: فَذَاكَ إِذَنْ، إِنَّ الْمَرْأَةَ تُنْكَحُ عَلَى دِينِهَا، وَمَالِهَا، وَجَمَالِهَا، فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ .

فدل هذا الحديث ، على ما تقرر في النفوس ، من طلب البكر ، وتقديمها في النكاح على الثيب .

غير أن الحديث نفسه قد دل أيضا : على أن ذات الصفة المفضولة – الثيب – قد تكون أفضل من غيرها ، ومقدمة على البكر ، في حالات تلائمها .

فمن هذه الحالات : ما ذكره جابر ، من أن أباه توفي ، وترك له أخوات ، يحتجن من يقوم على رعايتهن ، وإصلاح شأنهن ، فوافقه النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقره على اختياره .

ومن هذه الحالات : أن تكون الثيب أخف مؤنة في النكاح ، وأيسر مهرا ، وأرضى بالعيش اليسير مع الزوج المعين ، وهو ليس عنده من المال ما يعينه على نكاح البكر ، أو احتمال مؤنتها .

ومن ذلك أيضا : أن تكون ذات جمال ، قد تعلقت نفسه بها ، أو ذات دين وحسب ، أو نحو ذلك من المرغبات ، التي قد ترجح للشخص نكاح الثيب على البكر ، وهذا أيضا معروف ، مشهور ، لا ينكر .

وفي البخاري (4052) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ نَكَحْتَ يَا جَابِرُ؟

قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: مَاذَا أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: لاَ بَلْ ثَيِّبًا، قَالَ فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاَعِبُكَ قُلْتُ

: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَتَرَكَ تِسْعَ بَنَاتٍ، كُنَّ لِي تِسْعَ أَخَوَاتٍ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَجْمَعَ إِلَيْهِنَّ جَارِيَةً خَرْقَاءَ مِثْلَهُنَّ، وَلَكِنِ امْرَأَةً تَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: أَصَبْتَ .

قال ابن العراقي

: " وَفِيهِ فَضِيلَةٌ لِجَابِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِإِيثَارِهِ مَصْلَحَةَ إخْوَانِهِ عَلَى حَظِّ نَفْسِهِ وَأَنَّهُ عِنْدَ تَزَاحُمِ الْمَصْلَحَتَيْنِ يَنْبَغِي تَقَدُّمُ أَهَمِّهِمَا وَقَدْ صَوَّبَهُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيمَا يَفْعَلُ وَدَعَا لَهُ لِأَجْلِ ذَلِكَ، وَفِيهِ الدُّعَاءُ لِمَنْ فَعَلَ خَيْرًا وَإِنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِالدَّاعِي."

انتهى ، من "طرح التثريب" (7/12) .

وقال العظيم آبادي رحمه الله :

" وَفِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى اِسْتِحْبَاب نِكَاح الْأَبْكَار إِلَّا لِمُقْتَضٍ لِنِكَاحِ الثَّيِّب كَمَا وَقَعَ لِجَابِرٍ"

انتهى ، من "عون المعبود" (6/44) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: " قد يختار الإنسان الثيب لأسباب، مثل ما فعل جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ فإنه اختار الثيب؛ لأن والده عبد الله بن حرام ـ رضي الله عنه ـ استشهد في أحد، وخلف بناتاً يحتجن إلى من يقوم عليهن

فلو تزوج بكراً لم تقم بخدمتهن ومؤنتهن، فاختار ـ رضي الله عنه ـ ثيباً لتقوم على أخواته، ولهذا لما أخبر النبي صلّى الله عليه وسلّم بذلك أقره النبي

عليه الصلاة والسلام ـ، فإذا اختار الإنسان ثيباً لأغراض أخرى فإنها تكون أفضل، وفي هذا دليل على اعتبار الأمور، وأن التفضيل يرجع إلى هذه الاعتبارات، كما سبق ذكره."

انتهى، من "الشرح الممتع" (12/16) .

وينظر : "أسنى المطالب" لزكريا الأنصاري (3/108) .

وحينئذ ، فالذي ينبغي لك أن توازن أمرك ، وتنظر في مصلحة نفسك :

فإن لم تكن نفسك قد تعلقت بهذه المرأة ، وفي النساء المرغوبات سواها من يقوم بأمرك ، ويعفك ، ويرضي والدتك : فليكن ذلك هو المقدم ، جمعا بين المصالح الشرعية المعتبرة .

وإن كانت نفسك قد تعلقت بهذه المرأة ، وتخشى الفتنة إن لم تنكحها ..

أو كنت فقيرا ، لا تقدر على تكلفة نكاح البكر الصغيرة ، وهذه المرأة نكاحها أخف مؤنة عليك ، وأيسر : فتزوجها ، وأعف نفسك بها ، ولا حرج عليك في مخالفة رغبة الوالدة في ذلك .

لكن مع الحرص على استرضاء والدتك ، قدر طاقتك ، والإحسان إليها ، وتحبيبها لهذه المرأة ، وتحبيب المرأة إليها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 14:51
حكم تنازل الزوجين عن حقوقهما الزوجية مقابل عدم الطلاق محافظة على مصلحة الأولاد

السؤال

هل يجوز بعد كثرة المشاكل بين الزوجين وانعدام الحل أن يتفق الزوج والزوجة على أن يعيشا في بيت واحد دون أن يكلم أحدهما الآخر ، أو يكون للزوج أية حقوق برضاه

وألا يتدخل بشؤون المرأة ؛ وذلك حفاظا على الأولاد ، وأن يكون الحل مؤقت ، أي هل يأثم الزوج إذا لم يناصح الزوجة خلال هذه الفترة إذا ارتكبت مخالفة ؟

علما أن الزوج لا يستطيع فتح بيت آخر ، والزوجين مقيمين في بلد غير بلدهم الاصلي .

الجواب

الحمد لله

يجوز للزوج والزوجة إذا لم يتوافقا تمام التوافق في حياتهما الزوجية أن يصطلحا فيتنازل كل منهما عن حقوقه وتظل المرأة في عصمة زوجها لا يطلقها

والدليل على ذلك قوله تعالى ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) النساء/ 128.

يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية الكريمة : " يَعْنِي بِذَلِكَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا) يَقُولُ : " عَلِمَتْ مِنْ زَوْجِهَا (نُشُوزًا) يَعْنِي اسْتِعْلَاءً بِنَفْسِهِ عَنْهَا إِلَى غَيْرِهَا ، أَثَرَةً عَلَيْهَا

وَارْتِفَاعًا بِهَا عَنْهَا ، إِمَّا لِبُغْضَةٍ ، وَإِمَّا لِكَرَاهَةٍ مِنْهُ بَعْضَ أَشْيَاءَ بِهَا ، إِمَّا دَمَامَتُهَا ، وَإِمَّا سِنُّهَا وَكِبَرُهَا ، أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أُمُورِهَا. (أَوْ إِعْرَاضًا) يَعْنِي: انْصِرَافًا عَنْهَا بِوَجْهِهِ أَوْ بِبَعْضِ مَنَافِعِهِ

الَّتِي كَانَتْ لَهَا مِنْهُ. (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا) يَقُولُ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِمَا ، يَعْنِي: عَلَى الْمَرْأَةِ الْخَائِفَةِ نُشُوزَ بَعْلِهَا أَوْ إِعْرَاضَهِ عَنْهَا ، أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ، وَهُوَ أَنْ تَتْرُكَ لَهُ يَوْمَهَا

أَوْ تَضَعَ عَنْهُ بَعْضَ الْوَاجِبِ لَهَا مِنْ حَقٍّ عَلَيْهِ ، تَسْتَعْطِفُهُ بِذَلِكَ ، وَتَسْتَدِيمُ الْمَقَامَ فِي حِبَالِهِ ، وَالتَّمَسُّكَ بِالْعَقْدِ الَّذِي بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ مِنَ النِّكَاحِ

يَقُولُ: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) يَعْنِي: وَالصُّلْحُ بِتَرْكِ بَعْضِ الْحَقِّ اسْتِدَامَةً لِلْحُرْمَةِ ، وَتَمَاسُكًا بِعَقْدِ النِّكَاحِ ، خَيْرٌ مِنْ طَلَبِ الْفُرْقَةِ وَالطَّلَاقِ" .

انتهى من " تفسير الطبري" (7 / 548).

أما أن يمتنع كل منهما عن كلام الآخر فهذا لا يجوز لأنه من الهجر المذموم شرعا بقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (5727) ، ومسلم (2560)

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا ، وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلامِ ) .

وروى أبو داود (4914) ، وأحمد (9092) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ ، فَمَنْ هَجَرَ فَوْقَ ثَلَاثٍ فَمَاتَ دَخَلَ النَّارَ ) .

فإن كان ولا بد فليقتصرا على مجرد السلام والتعاون على شؤون الأولاد.

وأما إن رأى الزوج زوجته ترتكب مخالفة شرعية فلا يجوز له السكوت

لأن النهي عن المنكر واجب شرعا بقوله تعالى: ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 .

بل هذا هو ركن ركين في اجتماع الرجل والمرأة ، وفي أصل العلاقة بينهما .

قال الله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ

نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" يخبر تعالى أن الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن

والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن

فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع. وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر

والجلد الذي ليس للنساء مثله. وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء.

ولعل هذا سر قوله: وَبِمَا أَنْفَقُوا وحذف المفعول ليدل على عموم النفقة. فعلم من هذا كله أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته، وهي عنده عانية أسيرة خادمة، فوظيفته أن يقوم بما استرعاه الله به.

ووظيفتها: القيام بطاعة ربها وطاعة زوجها فلهذا قال: فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ أي: مطيعات لله تعالى حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ أي: مطيعات لأزواجهن حتى في الغيب تحفظ بعلها بنفسها وماله،

وذلك بحفظ الله لهن وتوفيقه لهن، لا من أنفسهن، فإن النفس أمارة بالسوء، ولكن من توكل على الله كفاه ما أهمه من أمر دينه ودنياه.

ثم قال: وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ أي: ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن تعصيه بالقول أو الفعل فإنه يؤدبها بالأسهل فالأسهل، فَعِظُوهُنَّ أي: ببيان حكم الله في طاعة الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة

والترهيب من معصيته ، فإن انتهت فذلك المطلوب

وإلا فيهجرها الزوج في المضجع، بأن لا يضاجعها، ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح، فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم

فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلا أي: فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية، والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر.

إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا أي: له العلو المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات، علو الذات وعلو القدر وعلو القهر الكبير الذي لا أكبر منه ولا أجل ولا أعظم، كبير الذات والصفات ".

انتهى من " تفسير السعدي"(ص177) .

وقد جعل الله الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس لقيامها بهذه الوظيفة العظيمة كما قال سبحانه : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) آل عمران/110 .

والواجب على الزوجين أن يتقيا الله فيما بينهما ، وأن يجتهدا في أن يصلحا بينهما ، قدر الممكن ، وأن يتقيا الله في أولادهما ، وفي أسرتهما ، ولا يعرضا الأسرة للشتات ، والأولاد للضياع

لا سيما إذا كانت الأسرة في بلاد غربة ، وكانوا يعيشون ظروفا استثنائية ، فهذا يوجب على كل من الطرفين أن يتحمل مسؤوليته

ويتنازل عن بعض حقه ، وبعض ما يأمل ، من أجل أن يتمكنا من المسير ، بأقل قدر ممكن من الخسائر .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-08, 19:07
أم تغضب على أبنائها لأنهم لم يساعدوا أخاهم ، وهو لا يعمل !!

السؤال

لي أخ كبير ولديه مشاكل منذ 5 سنوات مادية ، ولا يعمل وهو بكامل صحته وشبابه ( 32 عاماً ) ، آخر مشكلة له أنه مديون بمبلغ كبير ، وكلنا رفضنا أن نساعده لأجل أن يعمل

ولكن والدتي مصممة أن تأخذ منَّا حتى لو نستلف له ونسدد ديونه وإلا فنحن عندها لسنا جيدين ، وتقول : أنا ليس لي أولاد وغضبانة عليكم

مع العلم أن ربنا وفقنا وحلِّينا له مشاكل كثيرة قبل هذا مادية وبمبالغ كبيرة ، لكن نحن موظفون قطاع خاص ، وكلنا متزوجون ، فما الحل ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً:

مواقفكم السابقة مع أخيكم الأكبر في حل مشكلاته والسداد عنه أمرٌ تحمدون عليه وتشكرون على فعله

وهو يدل على خير عظيم فيكم – إن شاء الله - ، كما أن موقفكم الأخير منه في عدم مساعدته أيضاً هو موقف صحيح تُشكرون عليه

إذ هو سبيل جيد ليصحِّح أخطاءه ويترك بطالته وكسله وينتبه لنفسه ويترك إذلالها ، ولا تلتفتوا لحكم والدتكم على موقفكم هذا ؛ فهو حكم عاطفي ليس له مستند لا من عقل ولا من شرع

وهي بحكمها ذاك تزيد في اتكاله على غيره وتساهم في إذلاله وتتسبب في مهانته ، وهي لن تصنع له معروفاً بأخذها المال منكم ليقضي به ديْنه ويحل به مشكلاته

والواجب عليها أن تقف في صفكم ، وأن تدفع ابنها الأكبر للعمل ، والاعتماد على نفسه ؛ فهي بذلك تصنع له معروفاً وتبني له شخصيته وتجعل منه رجلاً يتحمل مسئولياته بنفسه .

ثانياً:

إنما يلزمكم شرعاً أن تعطوا من أموالكم لوالدتكم لو أن هذا الإعطاء كان لها لتنفقه على نفسها ، أما أن تطلبه منكم لتعطيه لابنها فلا يلزمكم الاستجابة لها .

قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

"للوالد أن يأخذ من مال ولده ما لا يضره ولا يحتاجه ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم ( إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم ) – رواه أصحاب السنن الأربعة

وهو صحيح - ، وقوله ( أنت ومالك لأبيك ) - رواه أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو ، وابن ماجه من حديث جابر ، وهو صحيح - ، وهذا في حق الأب لا شك فيه ، وكذلك في حقّ الأم

لأنها كالأب على الصحيح ، تأخذ من مال ولدها ما تنتفع به ، وتسد به حاجتها ، ما لم يكن بذلك إضرار على الولد ، أو أن تتعلق به حاجة الولد"

.انتهى من" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 333 ) .

وقد ذكرنا في تلك الأجوبة شرطاً مهمّاً يتعلق بجواز أخذ الأب – ومثله الأم – من مال أولاده ، وهو ::

" أن لا يأخذ المال مِن أحد أبنائه ليعطيه لابنٍ آخر ؛ لأن ذلك إلقاء للعداوة بين الأبناء ، ولأن فيه تفضيلاً لبعض الأبناء على بعض إذا لم يكن الثاني محتاجاً ، فإن كان محتاجاً

: فإن إعطاء أحد الأبناء لحاجة دون إخوته الذين لا يحتاجون : ليس فيه تفضيل ، بل هو واجب عليه " .

ثالثاً:

غضب أمكم عليكم في حال أنكم لم تستجيبوا لها بإعطاء أخيكم مالاً : لن يضركم ، إن شاء الله ؛ لأنه بغير حق ، وأنتم لم تخالفوا شرع الله في فعلكم ، ولا تلزمكم طاعة والدتكم في هذا الذي طلبته منكم .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين

– ناصحاً في قضية مشابهة لبعض أجزاء قضيتكم - :

"أما بالنسبة للأولاد : فإني أنصحهم بأن يصبروا ويحتسبوا الأجر من الله عز وجل ، ويسألوا الله تعالى ألا يسلط عليهم آباءهم وأمهاتهم

وليعلموا أن لكل أزمة فرجاً وأن الله تعالى يجزي الصابرين أجرهم بغير حساب ، ثم إذا أمرهم آباؤهم أو أمهاتهم بأمر فيه مشقة عليهم وليس فيه مصلحة للأبوين ، أو أمروهم بأمر فيه ضرر في دينهم أو دنياهم :

فإنه لا يجب عليهم طاعة الوالدين في ذلك

لأن طاعة الوالدين إنما تجب فيما إذا كان الأمر ينفع الوالدين ولا يضر الأولاد ، ولْيفضِّلوا دائماً جانب الصبر والاحتساب وانتظار الفرج ، وليدعوا الله تعالى بذلك فإن الله تعالى يقول

( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )" .

انتهى من" فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 297 ) .

رابعاً:

والخلاصة أن الذي يجب عليكم :

1. البقاء على موقفكم من أخيكم لدفعه للعمل والاعتماد على نفسه ، إلا أن يكون ثمة أمر ملح في قضية قد تستوجب عليه سجناً – مثلاً – فلا بأس بإعانته فيها ، مع عدم تسليم المال لوالدتكم أو له ، بل تؤدون عنه بأنفسكم .

2. التلطف في الإنكار على والدتكم ؛ فإن لها حقّاً عليكم في البر والإحسان لها بالقول والفعل ، فلا ترفعوا أصواتكم عليها ، ولا تؤذوها بالكلام الغليظ الجارح .

3. الصبر والاحتساب في دعائها وغضبها عليكم ، ومقابلة ذلك بالحسنى ، وقد علمتم أن ذلك لن يضركم ، إن شاء الله ، في شيء فلا تقلقوا منه ، وما تريده منكم لا يصب في مصلحة ابنها بل يضره

ولكن عاطفتها التي تمنعها من التفكير بعقلها ، وعسى أن يكون موقفكم يجعلها تعيد النظر في حكمها عليكم وموقفها منكم .

4. نصح أخيكم بالحسنى أن يعمل ويعتمد على نفسه ، ولا بأس بتشجيعه على ذلك بأن تجعلوا له مكافأة ببذل مثل ما يكسب ، فإذا كسب مائة جنيه –

مثلاً – تجعلون له مثلها أو أقل أو أكثر بحسب ما ترون ؛ لتشجعوه على الكسب والعمل ، ولتخففوا من مشكلاته المالية .

ونسأل الله أن يوفقكم لما يحب ويرضى ، وأن يهدي أخاكم لما فيه خير دينه ودنياه ، وأن يهدي والدتكم للبر والتقوى .
والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:10
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


اكتشف أن زوجته كانت تخرج مع رجل قبل الزواج

السؤال

أحد أصدقائي تزوج فتاة جميلة قبل عدة أشهر ، قبل زواجه منها كان يعتقد بأنها متدينة جدا ولم تخرج مع أي رجل من قبل ، وكان يعتقد بأن زوجته لم تفعل أي شيء سيئ من قبل ، وأحبها كثيرا

ولكن بعد الزواج بعدة أشهر تبين له بأنها كانت تخرج مع شخص آخر وكان لها عشيق قبل الزواج ، وصديقي غضبان جدا الآن.

أحبها بصدق ولم يكن يتوقع منها ما فعلت ، لم يعد يحبها الآن ويريد زوجة لم تخرج مع أي رجل من قبل ولم يكن لها أي عشيق.

لا يدري ما يفعل ، يخطط للطلاق ، وعندما طلب مني النصيحة لم أستطع أن أقول أي شيء لأنني لا أدري ما أقول ، لذلك أرجو أن تخبرني ماذا أقول له

ماذا يجب أن يفعل ؟ هل يطلقها أم ينسى ماضيها ؟ ماذا يقول الإسلام عن هذه الحالة ؟

الجواب

الحمد لله

إذا كانت هذه الزوجة قد استقامت وتابت إلى الله وتركت المحرمات والخروج مع الأجانب وليس حولها ريبة فالنصيحة أن يبقيها ويستر عليها ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة

والله غفور رحيم يعفو ويغفر ويتوب على من تاب ونحن ينبغي أن نعفو ونغفر ونتعامل مع التائب بوضعه الجديد ونعينه على الاستمرار في التوبة

والتائب من الذنب كمن لا ذنب له وفي ستر زوجها عليها ومعاملتها بالحسنى فائدة عظيمة في استقامة هذه المرأة وتشجيعها على المواصلة في حياة الطّهر والعفّة

ولزوجها أجر عظيم في السّتر عليها وإعفافها وتجنيبها المنكر وإعانتها على الاستقامة والعيش في كنفه في بيت الزوجية الطاهر .

وإن كانت هذه المرأة لا زالت سادرة في غيّها تخرج مع الأجانب وترتكب المحرّمات ولم تنزجر ولم تتب بالرغم من النّصح والموعظة فلا ننصحه بالبقاء معها إطلاقا فليتخلّص منها ويرزقه الله بغيرها .

وإن كانت قد تابت ولكنه لم يستطع أن يتحمّل ما فعلته في سابق أمرها وظلّت الصور والخيالات السيئة تطارده

وتقضّ مضجعه وخشي إن أبقاها عنده أن يظلمها ويعاملها معاملة سيئة بالرغم من توبتها فيمكنه أن يطلّقها ليرتاح ويبتعد عن الظّلم ، ولكن ليُعد النّظر والتأمّل في النّصيحة المذكورة

في صدر هذا الجواب وليتأمل في حاله ونفسه فقد تكون له أخطاء سابقة أو لاحقة

ونسأل الله أن يوفقّه لاتخّاذ القرار الصحيح وأن يهديه لأرشد أمره والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:16
أبوه عصبي المزاج وسبّاب وكثير الخصومات في البيت

السؤال

والدي شخص شديد الغضب. إنه يصرخ ويحلف بشكل متواصل تقريبا. وإذا فقد أعصابه, فإنه يحطم الأشياء المحيطة بالمنزل.

لقد حاول ضرب والدتي في إحدى المرات لكننا منعناه . وإذا كان غاضبا, فإنه يطلق علينا ألفاظا لا تقال إلا لأهل البغاء والشذوذ الجنسي . أما إن كان مرتاحا, فإنه يدّعي أنه مسلم جيد.

لقد طبعت له نسخة عن مقالة وجدتها في موقعك تتعلق بتحكم الشخص في غضبه, لكنه لم يأخذ الأمر بالجدية اللازمة. أنا لا أحتاج إليه وكذلك حال إخوتى.

وأجد من الصعب التصديق بأن علينا، حتى في ظل هذه الظروف, أن نحترمه عندما ينزل إلى أقل مرتبة ويشتمنا.

أنه قد يكون خطيرا أيضا, إنه يهدد بإلحاق الأذى بنا, وأنا أخاف أنه سيفعل ذلك يوما ما. ما هو الحكم في بر الوالد إذا كان حاله على هذه الصورة؟

هل يمكننا الانتقال عنه؟.

الجواب

الحمد لله

إذا كنتم لا تتسببون في إغضابه وإزعاجه فلا حرج عليكم ، لكن مع ذلك يجب عليكم الإحسان إليه وبرِّه ، فالله تبارك وتعالى قد أمر ببرِّ الوالدين ولو كانا على الشرك ، فكيف بما هو دونه؟

أما الانتقال عنه فإذا كان يرضى بذلك ، وكان الانتقال عنه أصلح وأنفع فلا حرج ، وإلاَّ فاجتهدوا في الصبر على ما تلاقون منه ، ولن يضيع ذلك فسوف تلقونه عند الله تبارك وتعالى .

وإذا كان الإنسان الموظف يتحمّل سوء خلق مديره ويصبر عليه وعلى غضبه وشتائمه لأجل راتب الوظيفة والاحتفاظ بها فصبرك على أذى والدك وشتائمه ابتغاء مرضاة الله وثوابه أحرى وأولى

ولو مات بعدما صبرت عليه فلن تندم وأما لو مات وأنت منابذ له وهاجرٌ ومفارق فقد تلوم نفسك وتقول يا ليتني صبرت ويا ليتني تحملت

وأرجو أن تبلغ والدك مني السلام وتقول له من جاهد نفسه فلم يغضب فله الجنة كما بشّر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغه أن تحطيم الأثاث إضاعة للمال

وعمل محرّم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح عن إضاعة المال وأخبره أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان عفيف اللسان فليقتد به

كما قال الله : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) وإذا غضب أبوكم فلا تنصحوه حال غضبه فقد يتمادى

وإنما قدموا له النصيحة بعد أن يسكن غضبه وتهدأ نفسه فهو أحرى أن يستجيب ولينصرف من غضِب عليه من أمامه بهدوء حتى لا يزداد الموقف سوءا ولا حرج عليكم في الدّفاع عن أمكم

بل هو مطلوب منكم لكن لا عن طريق مصارعة الأب وإنما أن تنصرفوا بأمكم بهدوء من الميدان ، بعد أن تذكّروا أباكم بالله وترشدوه إلى الاستعاذة من الشيطان

أعانكم الله ووفقنا الله وإياك لكل خير.

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:20
يريد تحديد النسل لفقره

السؤال

هل علي أن أتريث ولا أحاول أن يكون لي أطفال, بسبب مخاوفي ألا أوفر للأطفال الذين قد يرزقني الله بهم مناخا إسلاميا في العائلة؟

علي ديون من الماضي وأنا أسددها بالإضافة إلى الفوائد التي عليها. وأنا أظن أنه يجدر بي أن أنتظر على إنجاب الأطفال حتى أتمكن من سداد الديون. فما هو رأيك في ذلك ؟.

الجواب

الحمد لله

قال تعالى : ( وما من دابة إلا على الله رزقها )

وقال تعالى : ( وكأين من دابة لاتحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم )

وقال تعالى : ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )

وقال تعالى : ( فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له ) .

وقد ذم الله أهل الجاهلية الذين يقتلون أولادهم خشية الفقر ونهى عن صنيعهم

قال تعالى : ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم )

. وأمر الله عباده بالتوكل عليه في جميع الأمور وهو الكافي لمن توكل عليه

قال تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )

وقال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) .

فعليك أيها الأخ السائل أن تتوكل على مولاك في حصول رزقك ورزق أولادك

ولا يمنعك الخوف من الفقر من طلب الأولاد والتسبب في الإنجاب فإن الله قد تكفل برزق الجميع

وفي ترك الإنجاب خوفا من الفقر مشابهة لأهل الجاهلية . ثم اعلم أيها الأخ الكريم أن الاقتراض بالفائدة هو من الربا الذي توعد الله أهله بأليم العقاب

وهو أحد السبع الموبقات أي المهلكات

قال عليه الصلاة والسلام : " اجتنبوا السبع الموبقات ..... إلى قوله وأكل الربا " .

وقال عليه الصلاة والسلام : " لعن الله آكل الربا وموكله ... " الحديث .

وإن أكل الربا من أعظم أسباب الفقر

ومحق البركة

كما قال تعالى : ( يمحق الله الربا ويربي الصدقات ) . وأظنك لا تعرف حكم الاقتراض بالفائدة فاستغفر الله مما مضى ، ولا تعد

واصبر وانتظر من ربك الفرج واطلب الرزق من عنده ، وتوكل عليه إن الله يحب المتوكلين .

فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:22
هل يجوز تنظيم النسل خوفاً على الأولاد من فساد المجتمع

السؤال

هل يجوز تنظيم النسل بحيث يجعله كل خمس سنين ، لأنه يرى فساد المجتمع ولا قدرة له على السيطرة على تربية الأولاد المتتابعين في هذا الفساد الغامر للمجتمع ؟

الجواب

الحمد لله

عرضنا هذا السؤال على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فأجاب حفظه الله :

أما ما دام هذه النية فإنه لا يجوز لأنه إساءة ظن بالله عز وجل فيما يرغبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال : " تزوجوا الودود الولود .. " .

أما إذا كان تنظيم النسل من أجل حال المرأة - أنها لا تتحمل - فهذا قد نقول بجوازه ، وإن كان الأولى تركه .

س : يعني مراعاة حال المرأة أولى من مراعاة حال فساد المجتمع ؟

ج : معلوم ، لأنه ليس من المؤكد أن أولاده سوف يفسدون ؟ فقد يكونون صالحين ينفعون المجتمع . والله تعالى أعلم .

: الشيخ محمد بن صالح العثيمين

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:30
زوجها يجالس غير المحارم وهي تغار

السؤال

زوجي وباقي أفراد عائلته يتصرفون وكأن كل واحد منهم هو محرم للآخر (مع زوجات إخوته ، وزوجة عمه .. الخ) . وعندما أخبره أن ذلك لا يجوز ، يرد قائلا إنه لا يستطيع تغيير الوضع .

كما إنه يشاهد الأفلام (التي تحتوي أمورا سيئة أحيانا) . وهو يغضب من تكراري عليه النصح بالامتناع عن هذه الأفعال . وهو يطلب مني التوقف عن إزعاجه .

إنه يقيم على بعض العادات السيئة الصغيرة الأخرى ، إلا أنه شخص لطيف وجيد . أنا فتاة عاطفية جدا

, وأشعر بالكثير من الحزن والغيرة والغضب . أنا صغيرة في سني وأجدني أعجز أحيانا عن التعامل مع هذه الأمور . كيف أتصرف ؟.

الجواب

الحمد لله

بداية شكر الله لك هذه الغيرة وأعانك على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وننصحك بالاستمرار على ما أنت عليه من النصح لزوجك وأقاربه بالتي هي أحسن حتى تجدي من هؤلاء المدعوين من يهديه الله على يديك لترك هذه المحرمات

وبذلك يسهل التغيير والالتزام بالأمر الشرعي عند من قد يضعف بسبب ظنه عدم القدرة على التغيير ، وعليك بالاستعانة على نصحك بدعاء الله تعالى لهؤلاء المدعوين و الإحسان إليهم وعدم إظهار الاستعلاء

عليهم بل إظهار الشفقة والرحمة بهم ، فهو أدعى للقبول ، وهو مما يكسبك احترامهم رغم صغر السن .

وعليك مع ما ذكر أن تحرصي على البعد عن مشاركتهم فيما يقعون فيه من مخالفات لئلا يتسلل الضعف إلى النفس تجاه هذه المنكرات

لا سيما الأفلام السيئة التي ذكرتِ ، والمؤمن لا يأمن على نفسه الفتنة بل يستعين عليها بالبعد والدعاء .

وأما ما ذكرت من عاطفة الحزن والغيرة والغضب لدينه فهي من نعم الله على العبد ولكن لابد أن تضبط بضوابط الشرع ، فلا يؤدي الحزن إلى اليأس ونحوه

كما قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ، ولا يؤدي الغضب إلى تنفير المدعو من الدعوة لأن القصد إصلاحه وليس مجرد إفراغ الإنسان لغيرته وغضبه ،

ومادام زوجك مسلماً مصلياً ولطيفاً ( كما تذكرين ) فاصبري عليه واستمري في دعوته لعل الله أن يقرّ عينك بهدايته وسلوكه سبل العفاف .

ولعل التفكير في مصائب غيرك من الزوجات اللاتي ابتلين بأزواج على حال أسوأ وأشنع من حال زوجك يجعل نظرتك لذنوب زوجك موزونة وزناً صحيح ، ونسأل الله أن يهدينا وإياك وسائر الخلق لما يحب ويرضى .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:33
همومنا تشغلنا كثيراً !!

السؤال

في مشكلة أعاني منها أنا وزوجي وهي أننا نفكر كثيراً في كل شيء ونحمل الكثير من الهم وذلك يؤثر على عباداتنا فنفكر في كل وقتنا بما يمر بنا من هموم ومشاكل فهل من حل لذلك .. ؟؟!

الجواب

الحمد لله

أختي الكريمة أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد وأن يرينا وإياك الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً

ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنظل .. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي :-

أولاً: إعمال الفكر في أمورنا الحياتية وشؤوننا الخاصة والعامة مطلب ضروري وهام لكي نتعامل معها كما يجب ونستفيد منها أيضاً كما يجب !! وقد حث القرآن الكريم –

وهو كلام الله تعالى – على إعمال الفكر في أكثر من آية ( ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً ..) ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )

( أفلا تتفكرون ) ( أفلا تعقلون ) وغيرها من الآيات التي تحثنا على إعمال الفكر في أمورنا وشؤوننا .. بل والحياة والخلق حولنا .

إذاًَ فالتفكير بحد ذاته لا يمثل مشكلة .. بل هو مطلب هام وضروري .. يأمرنا به ديننا ويحثنا عليه قرآننا .

ثانياً : قد يتحول هذا الأمر " التفكير" إلى مشكلة نفسية أو اجتماعية .. إذا أصبح عائقاً للإنسان عن تأدية دوره الطبيعي والمأمول منه في الحياة ..!

كأن يحمل الأمور أكثر مما تحتمل .. ويشغل نفسه في التفكير في أمور لا يقدم فيها كثرة التفكير ولا يؤخر !!

بل يصبح لصاحبه هماً مزعجاً ومعيقاً له عن التقدم والإبداع والمبادرة !!! ودافعاً له للتردد والحيرة .. والفشل في اتخاذ أي قرار !!!

وقد يصبح التفكير مشكلة شرعية إذا تجاوز فيها الإنسان حدود قدراته العقلية والاستيعابية في التفكير فيما وراء الغيب .. مما لا يمكنه الإحاطة به .

. بل ويفتح من خلاله للشيطان الرجيم أبواباً كثيرة للتأثير عليه .

ثالثاً : أما ما يتعلق بتفكير كما الكثير في كل شيء .. وحملكما هماً لكل مشكلة .. فهو إلى حدٍ ما شيء طبيعي .. بشرط ألا يعيقكما عن ممارسة حياتكما بشكل طبيعي .. وأعني هنا .

. هل هذا التفكير يقودكما إلى إيجاد حلول لهذه المشكلات التي تواجهكما ..؟! وهل تستحق هذه المواقف الحياتية كل ما تقتطعونه لها من وقت للتفكير ..؟!

إذا كانت الإجابة بنعم .. فلا توجد هناك أي مشكلة ..! وإن كانت الإجابة بـ لا ..

فقد قطعتما بإدراككما أنها لا تستحق نصف الطريق للعلاج .. وهو تشخيص المشكلة والإقرار بها ..!! لأننا متى ما عرفنا نوع المشكلة سهل علينا إيجاد الطريقة المناسبة للتعامل معها .

رابعاً : التغلب على هذه المشكلة يحتاج إلى بعض التدريب .. وبعض الوقت .. وأنتما تملكان القرار للبدء .. وتملكان – بعون الله وتوفيقه – القدرة على ذلك .. ويجب أن تثقا بأنفسكما في هذا الجانب !

خامساً : أقترح عليكما .. أن تقسما مشاغلكما ومشاكلكما إلى ثلاثة مستويات :-

• المستوى الأول : مشاغل أو مشاكل تؤثر تأثيراً مباشراً على حياتكما الزوجية والاجتماعية بشكل كبير قد يؤدي إلى القطيعة .. فهذه يجب إعطاءها حقها من التفكير الموضوعي

.. وحسمها والتفاهم حولها .. وعدم تركها لتتراكم مع الوقت حتى يصعب التعامل معها .

• المستوى الثاني : مشاغل أو مشاكل تتساوى فيها الإيجابيات والسلبيات ..

وأنتما في النهاية طرف فيها .. فهذه استخيرا الله فيها ولا بأس من التشاور حولها .. ومقارنة البدائل ثم اتخاذ ما ترونه حيالها .. مراعين في ذلك المسائل الشرعية والعرفية .. دون مبالغة في التحري والاهتمام .

• المستوى الثالث : مشاغل أو مشاكل لا تعنيكما بأي حال لأنها تتعلق بالآخرين .. وهذه من الأولى عدم الخوض فيها وإشغال النفس واستهلاك الوقت حولها .. لأنها ببساطة لا تعنيكما ..!! ولن يقدم فيها رأيكما أو يؤخر .

سادساً : أمورنا وقضايانا الحياتية لا تخرج عن ثلاثة أقسام :-

• أمور قد مضت وانقضت .. وهذه يجب ألا ننشغل فيها كثيراً .. إلا بالقدر الذي يجعلنا نستفيد منها من أخطاءنا وتجاربنا للمستقبل .. فالماضي لا يعود ولا داعي للانشغال بأمور قد ذهبت .

• أمور مستقبلية .. وهذه من الأولى ألا ننشغل فيها كثيراً قبل أوانها .. لأن المستقبل في علم الغيب .. وكل ما علينا هنا هو أن نضع مجموعة من الخيارات لهذا الأمر .. وعندما يحين أوانه .. نتكل على الله ونتخذ القرار.

• أمور حالية نعيشها .. وهذه هي التي نحاول أن نوازن فيها بين جميع البدائل المتاحة .. ولا بأس من التشاور حولها .. وتبادل الرأي دون مبالغة أو قلق كبير .

. ففي النهاية ستسير الأمور كما نتمنى بإذن الله .. وما دمنا فعلنا الأسباب من استخارة واستشارة فإن الخيرة فيما اختاره الله .

سابعاً : تعويد النفس على هذا الأمر يحتاج إلى تدريب ويمكن أن تتفقي أنت وزوجك على أن تتعاونا في هذا الأمر ويذكر بعضكما بعض عندما يسرف على نفسه في الاهتمام بأي موضوع أكثر من اللازم

وشيئاً فشيئاً ستجدان أنفسكما وقد أصبحتم تتعاملون مع الأمور الحياتية بموضوعية كبيرة .

ثامناً : هناك كتاب جميل في موضوع القلق .. وبه طرق عملية جيدة للتعامل مع هذا الموضوع أنصحكم بقراءته وهو كتاب (دع القلق وابدأ الحياة )لمؤلفه " ديل كارنجي" .

تاسعاً : وقبل هذا وبعده إحضار النية والدعاء الصادق بأن يوفقكم الله ويعينكم ويسدد خطاكم .

: أحمد المقبل : الإسلام اليوم

*عبدالرحمن*
2018-11-14, 15:38
صلة رحم من لا يصلك

السؤال

لقد بدأت مؤخرا في بذل جهود واعية لكي أصبح مسلماً جيداً .

فقد بدأت أقرأ وأكتسب معرفة عن الإسلام ..صلة الرحم تعتبر ممارسة جيدة في الإسلام..لأكسب رضا الله "سبحانه و تعالى" أبذل جهودا واعية لأقابل هؤلاء الذين كنت أتجنبهم من قبل

..ولكن على ما يبدو أنه كلما اختلطنا أكثر أنا وعائلتي مع أقاربنا كلما اغتابونا ونشروا افتراءات لا أساس لها من الصحة..

وهذا شيء مؤلم للغاية ويتطلب الكثير من الصبر وعدم المبالاة بناس لهم مثل هذه العادات..ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء الأقارب ؟

من قبل كنت أواجههم "أو أتصدى لهم" بالغضب..

ولكني الآن أعلم أنني لن أكسب شيئا غير المشاعر السيئة والغضب..هل أترك هؤلاء الناس لله ليتصرف معهم ؟

أرجو النصيحة بالنسبة لهذا الموضوع..كذلك ما هي الأدعية التي أستطيع قراءتها لأزيد من صبري ؟.

الجواب

الحمد لله

أيها الأخ الكريم إن التحلي بالصبر منزلة رفيعة ومكانة عالية يمتن الله بها على من يشاء من عباده ليسهل عليه القيام بأوامره واجتناب نوهيه

وما بذلته أنت من المحاولات وسعيت فيه من الإصلاح والقرب من قرابتك جهد مشكور يدل على نجاحك وسلامة

تفكيرك؛ إذ أن كثيراً من الناس إذا مر ببعض ما عانيته سرعان ما ينفد صبره ويقابل القطيعة بمثلها لأنه في ظنه أن صلة الرحم لا تجب إلا إذا قابله أقرباؤه بالمثل وهذا مفهوم خاطيء

والدليل على خطئه ما ثبت في الحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ

عَلَيَّ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِك) رواه مسلم برقم (2285) ومعنى قوله ( المل ) أي الرماد الحار .

ففي هذا الحديث وجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الذي جاءه يشتكي من سوء معاملة أقربائه له ويذكر في شكواه نحواً مما ذكرت فهو يصل وهم يقطعون

وهو يحسن وهم يسيؤون ومع ذلك أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إن كان صادقاً في ما قال أن حاله معهم كحال من يُسِفُّ الآخر الرماد أي يطعمه إياه فهو صاحب المعروف والفضل

ثم لا يزال له من الله عليهم سلطان وحجة ، ومعنى الحديث إجمالاً الحث على صلة الرحم حتى مع من لا يصل الرحم , والحمد لله أن هذا هو ما قمت به وحملت نفسك عليه أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير .

وبعد هذا ما عليك إلا أن تتبع الحسنة مثلها فتواصل المعروف بالمعروف ، والصلة بالصلة والإحسان بالإحسان ، وإن أساؤوا إليك وعاملوك بعكس ما عاملتهم .

واعلم أنك حين تفعل ذلك إنما تطلب رضوان الله ورحمته ، فلا تنتظر أن يكون لعملك مقابل أو مكافأة منهم ، لكن احرص ألا تخبر الناس بما يعاملوك به

وإن رأيت أن من أسباب حدوث المشكلة كثرة الاحتكاك بهم فلا بأس أن تقلل من زيارتهم .

وادع الله أن يهديهم ، نعم ادعه وأنت موقن بالإجابة ، فإن الله قادر أن يقلب بغضهم حبًأ وهجرهم صلةً وقربة .

وأما ما سألت عنه من الأدعية المعينة على الصبر عند وجود الشدائد فما أكثرها وإليك بعضاً منها أولاً :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم : يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم ) رواه البخاري(7426) .

وفي رواية مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال ذلك ) ومعنى ( حزبه أمر ) أي نزل به أمر مهم ، أو أصابه غم . مسلم (2130)

ثانياً :

وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي(3524) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 4777) .

ونرشدك إلى أمر مهم جداً سوف يزيد من صبرك ويقينك بالله سيما إذا ضاق عليك صدرك واستحكمت الهموم على عقلك ، أمر غفل عنه أكثر الناس ، أتدري ما هو ؟

إنه الصلاة ، فإن للصلاة تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وذهاب الهم والغم ، وهي من أعظم عوامل الصبر

وقد دل على ذلك الكتاب السنة قال الله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة/45 هي من أعظم ما يستعان به .

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون( 97 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/98

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره : ( فسبح بحمد ربك ) يقول : فافزع فيما نابك من أمر تكرهه منهم إلى الشكر لله والثناء عليه والصلاة ، يكفك الله من ذلك ما أهمك .

وهذا نحو الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) . انتهى 7/553

وأخيراً اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلهمنا وإياك الصبر واليقين إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والله اعلم .

: الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و من لاديه سؤال يتقدم به

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:29
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل تتزوج بعد زوجها الشهيد ؟

السؤال

استشهد زوجي ـ أسأل الله أن يتقبله ـ منذ عام تقريباً ، وأنا الآن في الحادية والعشرين ، وعندي أبناء، وأجد الوضع صعباً في ظل هذه الظروف الاقتصادية

ومما زاد الأمر صعوبة هو الحجاب الذي لا أستطيع معه الحصول على عمل ، ولقد افتقدت زوجي في كثير من الأمور، ولكني أحتسبه عند الله وأسأله تعالى أن يلحقني به في أعالي الجنان

لقد أحببته كثيراً ، ولا أظن أني مستعدة للزواج مرة أخرى، وأخشى إن تزوجت برجل آخر أن أحرم من مرافقته في الجنة،

كما أني أخشى أن لا أقوم بمسؤوليتي نحو الزوج الجديد من خدمة وغيرها ، لقد أصبحت أشعر أني غير مستعدة لهذا الأمر ، فما رأيكم أنتم؟

الجواب

الحمد لله

هل تعرفين أنك تعيشين نفس الظروف التي عاشتها أم المؤمنين ، أم سلمة رضي الله عنها .

لقد هاجرت أم سلمة مع زوجها إلى الحبشة ، ثم عادت إلى مكة لتعد العدة إلى هجرة أخرى إلى المدينة ، وهاجرت فعلاً

ولكن بعد أن تمزقت أسرتها لسنة كاملة : زوجها في المدينة ينتظرها على أحر الأشواق ، وابنها الصغير خطفه أهل زوجها ، وخطفوا معه قلبها .

وأما هي فكانت عند أهلها تشرب أدمعها كل يوم ، ولا ترتوي

حتى آذن الله لها بالفرج ، فألان قلوب أهل زوجها فردوا لها طفلها الصغير ، وألان عشيرتها فسمحوا لها بالهجرة ، فركبت من وقتها ظهر الصحراء منفردة ، لولا أن قيض الله من يوصلها إلى المدينة .

لم تنته القصة بعدُ ، فما إن عاشت في كنف أهلها ، سنة ، ثم سنة ، حتى كانت في السنة الثالثة غزوة أحد ، جاء الموت من خلف الستار ؛ ليأخذ أمانة الله من يديها

ويأذن بالفراق بعد الوفاق ، فاللهم رحماك بتلك الضعيفة ؛ حيث لا عشيرة ، فقد هجرتهم ، ولا مؤنس ، فقد مات الحبيب الأنيس ، ولا قرار ، فقد رحل الساعي الكادح .

لم يبق لديها مقدرة حتى على الاسترجاع في مصيبتها ؛ فمَنْ مثلُ زوجها الأسد الهصور ، المهاجر المضحي ، السابق إلى الخيرات ، السيد الكريم ، ثم المجاهد الشهيد ، حتى ترجو العزاء به ، أو الخلف فيه :

" أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ؟! .

لكن لم يكن بد من اتباع السنة ، فدعت بذلك الدعاء ، فلقد وعد النبي الداعي به ، في مصابه : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة: 156]

اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَ ) !! .

قالت أم سلمة رضي الله عنها :

( ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) !!

فجاءها من لم تحلم به ، جاءها سيد البشر، وخير الرجال ، وحبيب رب العالمين وخليله ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيا بشراها بعد الأحزان .

وأنت كذلك يا أمة الله ؛ ما زلت في سن صغيرة ، والحياة صعبة وقاسية ، ومن العسير جدا عليك أن تتحملي يبسها ، ومشقتها ، ولأواءها بمفردك ، لا سيما مع قلة المعين ، وفقر اليد ، وكثرة الفتن ، وتكاثر الشرور .

فالوصية لك أن تقولي هذا الدعاء ، وإذا جاءك الكفء الكريم ، فلا تترددي في قبوله ، وما يدريك لعله أن يكون خيراً من زوجك السابق ، رحمه الله .

نوصيك بذلك ، ونؤكد عليك فيه ؛ فأنت في حاجة إلى زوج يعينك وتعينيه على طاعة الله تعالى ، ويعفك ، وتعفينه عن الحرام ، ويعينك على تحمل أعباء الحياة ، وتربية الأولاد .

والزواج لمن هي في ظروفك متأكد جدا ، بل قد يكون واجبا عليك ، في وسط الفتن ، التي لا يكاد يأمنها الإنسان على نفسه .

فالبدار البدار ، يا أمة الله ؛ قبل أن يفوتك القطار ، وتمضي الأيام ، ولا يمكنك استدراك ما فات.

وانظري لمزيد الفائدة الفتوى القادمه

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:34
هل يجب على الفتاة أن تتزوج إذا تقدم لها الرجل المناسب ؟

السؤال

أنا فتاة في العشرينات من عمري ، تقدم لي أكثر من رجل حسن الدين والخلق ، ولكني أرفض الزواج ؛ والسبب عدم رغبتي في الزواج أبداً

لأنني أظن أنني سأكره العيش مع أي رجل ، وأشعر بالراحة والهدوء مع الوحدة ، بل عندما أفكر كثيراً في الزواج ، اكتئب ، وأحزن ، وتأتيني أفكار الانتحار و- العياذ بالله -

أهلي يقلقون علي بسبب مرور مرور الوقت ، وكبر سني ، ويخشون أن تضيع هذه الفرص ، وأبقى وحيدة ، خوفاً من الفقر ، ومن ألسنة الناس

رغم أني لا يقلقني هذا ، أهلي يذكرون الأحاديث التي تدل على سنة الزواج ، مثلاً: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) ، ( من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) ، ( النكاح سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني )

. سؤالي : هل يدل قول النبي صلى الله عليه وسلم على أنني يجب أن أقبل عرض الزواج من رجل حسن الخلق ، أم يسمح لي أن أرفض ؟

الجواب

الحمد لله

إننا نرى أنك ـ أيتها السائلة الكريمة ـ تبالغين جدا في رهبتك من ذلك الأمر القادم ؛ نعم ، الرهبة من الغائب والمجهول ، هي أمر طبيعي ؛ لكن حينما يبقى في حجمه الطبيعي أيضا

وأما ما تذكرينه فهو أمر مبالغ فيه جدا ؛ فأنت ـ يا أمة الله ـ امرأة من الناس ، وزوجك القادم : رجل من الرجال ، وما زال الناس يعيشون ويتعاشرون على أمر الدنيا ، دون أن يصل بهم الحال إلى ما تذكرين .

ربما يكون لخوفك رواسب قديمة ، من خلال معايشات سابقة ، أو صورة رسخت في ذاكرتك ، أو قصص تسمعينها ، وظننت أن كل زواج لا بد أن يكون كذلك .

وهو ظن خاطئ ، يكفي في بيان خطئه : ما عليه عامة الناس من العيش ، والتعايش الطبيعي ، بحسب الممكن والمتاح من أمر الناس في الدنيا .

ثم : لنفترض أن خوفك له ما يبرره ، وأن فشل هذه التجربة ، لا قدر الله ، ممكن ، أو متوقع ؛ فاعلمي ـ يا أمة الله ـ أن الزواج في الإسلام ، ليس حكما بالمؤبد بين الزوجين

كما هو عند النصارى مثلا ؛ بل قد جعل الله عز وجل للزوجين فرجا ومخرجا ، متى استحالت العشرة بينهما ، أو لم يتمكن أي منهما من عشرة صاحبه بالمعروف ؛ فشرع الله للزوج الطلاق عند ذلك

وشرع للمرأة أن تطلب من زوجها أن يطلقها ، أو تختلع منه ، إذا لم تطق أمر العيش معه ، أو تعذر عليها أن تقيم حدود الله مع زوجها .

والحاصل :

أننا لا نوافقك بالمرة على هذه الرهبة ، ونقول لك : الأمر إن شاء الله أيسر مما تظنين ؛ ثم لا مانع ، بل نحن ننصحك أن تعرضي حالتك على طبيب نفسي

موثوق في علمه ودينه ، فلعل عنده من الإرشادات ما يناسب حالة " الرهاب " التي تعيشينها من أمر الزواج .

وأما عن قبول الزواج من رجل حسن الدين والخلق : فنعم

قد رغب الشرع في ذلك ، كما تعلمين ، وهذه نعمة من الله ، فاحذري أن تكفريها ، ثم إذا فات الأوان ، ومضى وقتها ، لا قدر الله عليك ذلك ، يكون الندم

ساعة لا ينفع الندم ، واسألي من فاتهم وقت الزواج ، ومضى بهم قطار العمر ، كيف يكون حالهم من الوحشة ، والوحدة ، والألم ؟!

ربما لا تشعرين الآن بذلك ، فأنت ما زلت في وقت الشباب ، تعيشين مع أسرتك ، لا تعانين من ألم الوحدة والوحشة ؛ لكن مع تقدم العمر : سوف يختلف الأمر كل الاختلاف .

وفي زمن كهذا الذي نعيش فيه ، مليء بالفتن ، والشهوات ، والشبهات ، ينبغي أن يحرص العاقل على تحصين نفسه من الفتن والشهوات ، ويسعى في تحصين فرجه بالزواج ، وإعفاف نفسه

وأما وجوب الزواج فقد ذهب بعض العلماء إلى أن المسلم إذا كان يخشى على نفسه الفتنة أنه يجب عليه أن يتزوج ، رجلا كان أو امرأة ، فإن لم يتزوج أثم بتعريض نفسه للفتنة

فإن كان لا يخشى الفتنة فالزواج سنة مؤكدة في حقه وليس واجبا ، وذهب آخرون إلى وجوب الزواج على كل مستطيع إذا كان ذا شهوة

وأن المرأة إذا أتاها زوج مناسب وجب عليها قبوله ، وذلك امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الشباب أن يتزوجوا ، وللمصالح العظيمة التي تترتب على النكاح .

وقد رجح وجوب النكاح على كل مستطيع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كما في " الشرح الممتع " (12/8) وهو ما أفتى به الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله . فإنه سئل : هل على المرأة من إثم إذا بقيت بلا زواج ؟ " .

فأجاب :

" إن الله سبحانه شرع لعباده الزواج للذكور والإناث ، قال سبحانه : ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ..

. وقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) ، وهذا يعم الجميع ، يعم الرجال والنساء

فالواجب على الرجل والمرأة ، هو الزواج ، إذا تيسر ذلك واستطاع ذلك ، لما في الزواج من المصالح العظيمة ، من عفة الفرج ، وغض البصر، وتكثير الأمة

كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( تزوجوا الولود الودود ، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة )

فالنبي صلى الله عليه وسلم يكاثر الأمم بأمته عليه الصلاة والسلام ، فتكثير الأمة في عبادة الله وطاعته أمر مطلوب ، فالرجل يجب عليه أن يسعى في ذلك ، ويبذل وسعه حتى يتزوج .

وقد اختلف العلماء رحمة الله عليهم في الوجوب :

فقال قوم من أهل العلم : إنه يشرع ولا يجب ، إلا إذا خاف على نفسه الفاحشة ، فإن خاف على نفسه وجب عليه الزواج، وإلاَّ فلا .

والصواب أنه يجب عليه ؛ إذا كان ذا شهوة ، فإنه يجب عليه الزواج إذا استطاع ذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج )

ولم يقل: إن خاف على نفسه ، بل قال : ( فليتزوج ) وأطلق ، وهذا أمر ، والأمر أصله للوجوب ، ما لم يرد ما يدل على صرفه عنه .

والمرأة كذلك ، إذا كانت ذات شهوة ، وترغب في النكاح ، فإن عليها أن تتزوج ، إذا تيسر لها الزوج ؛ لما في ذلك من التسبب في إحصان الفرج ، وغض البصر

والبعد عن أسباب الهلكة ، ولأنها من جنس الرجل في المعنى ؛ فكما يجب على الرجل أن يحصن فرجه ، ويسعى لغض بصره ، فهي كذلك . والله يقول سبحانه: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )

فإذا تيسر لها الزواج ، وهي ترغب في النكاح كسائر النساء ، فالواجب عليها أن تتزوج ، وتأثم إذا تركت ذلك .

أما إذا لم يتيسر ذلك ، ولم يحصل لها الزواج فلا حرج عليها ؛ لأن الله سبحانه قال: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) ، (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا).

ولكن متى استطاعت ، ولو ببذل شيء من مالها، ولو بمهر قليل ، إذا خطبها الكفء، فإن الواجب عليها وعلى أوليائها أن يساعدوها في الزواج ، ولا يعطلوها .

فالمقصود أن التزوج فيه مصالح جمة للرجل والمرأة ، وعلى الرجل أن يسعى في التماس المرأة الصالحة ، التي تعفه ويحصل بها المطلوب : لجمالها ودينها.

والمرأة كذلك، عليها أن تسعى في ذلك بما تستطيع من الطرق الحسنة ، وألا ترد كفئًا إذا خطب ، وعلى أوليائها ألا يردوا الكفء ، لما في ذلك من المصلحة العظيمة ، فينبغي لكل منهما العناية بهذا الأمر

والحرص عليه بالطرق الحكيمة ، والطرق السليمة الشرعية التي تسبب حصول الزواج من دون وقوعٍ في محارم ، ومن تعرضٍ لما يغضب الله سبحانه وتعالى

رزق الله الجميع التوفيق والهداية ، ولا يجوز ترك الزواج مع القدرة " انتهى باختصار من " فتاوى نور على الدرب لابن باز " ، بعناية الشويعر (20/50) وما بعدها .

وعلى كل حال ، فالزواج في حقك إما سنة مؤكدة وإما واجب ، فلا ينبغي لك أن تتركيه متى تقدم لك الشاب المناسب .
ومتى كان عندك مانع نفسي ، أو جسدي ، فاجتهدي في علاجه ، ودفعه عنك ؛ فلكل داء دواء ، حتى أدواء النفوس .
يسر الله لك أمرك ، وجمع عليك شملك ، ورزقك الهدى والتقى ، والعفاف والغنى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:40
إذا تزوج رجل بالسر زوجة ثانية ولم يوثق العقد فكيف تثبت الزوجة حقها بعد وفاة الزوج ؟

السؤال

لو أن رجلاً أبقى زواجه من الزوجة الثانية سراً ، وأنجب منها ، ثم حضرته الوفاة ولم يكشف هذا السر لأبويه وإخوانه وزوجته الأولى وأبناءها، فكيف يمكن للزوجة الثانية وأبناءها أن يطالبوا بحقهم في الميراث ؟

الجواب

الحمد لله

سبق في عدة فتاوى بيان وجوب توثيق عقد النكاح في الأوراق الرسمية ، لأن في ذلك حفظًا للحقوق حتى لا تضيع على أصحابها .

لكن قد يضطر الرجل إلى عدم توثيق النكاح لكونه في بلد غربي يمنع ذلك ويعاقب من يفعله .

وفي هذه الحالة يقال :

إذا كان الزوج قد تزوج الثانية ، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية : فمن السهل على زوجته الثانية وأولادها أن يثبتوا ذلك ، فإن الزواج لابد فيه من ولي الزوجة ، وحضور رجلين شاهدين

– على الأقل – أو حصول الإعلان لبعض أصدقائه أو أقاربه .

وقد يكون الزوج قد ترك ورقة مكتوبة بيده يقر فيها بهذا الزواج الثاني ، أو تم تسجيل أولاده من الزوجة الثانية باسمه ونحو ذلك .

فتأخذ الزوجة الثانية بعض هؤلاء الشهود ، وما لديها من بينات أو قرائن أخرى تثبت صحة دعواها ، وتعرضها على القائمين على المركز الإسلامي في مدينتها

وهم يقومون بعرض ذلك على أهل المتوفى ، ويبينوا لهم أن هناك أطرافا أخرى لهم الحق في الصلة ، ولهم الحق في نصيبهم من الميراث .

وعلى زوجة المتوفى الأولى وأولادها أن يستجيبوا لذلك

ويحذروا من قطيعة الرحم ومن أكل حق إخوانهم ، فإن الله سوَّى بين جميع الزوجات وبين جميع الأولاد في الميراث ، فلا فرق بين زوجة وأخرى ، ولا بين ابن وآخر

فالجميع أولاد للمتوفى ولهم نصيبهم من الإرث ، ويزداد التحريم ويعظم إذا كان في الورثة أطفال (أيتام) فإن أكل مال اليتيم من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها عذاب النار .

قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) النساء/10
.
والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:43
كيف يناقش الولد أباه عند حصول خلاف بينهما؟

السؤال

كيف يمكن في الإسلام التوفيق بين أب وابنه عند حدوث سوء فهم بينهما ؟

هل ينبغي أن يمنح كل واحد منهما الفرصة للحديث حتى يمكن تحديد المشكلة وحلها ، أم أن الأب له الحق في الحديث ويتحمل الابن اللوم ؟

الجواب

الحمد لله

• الوالد له منزلة عظيمة في الإسلام ، ليست لبشر سواه ؛ إلا الأم .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ )رواه مسلم (1510) .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ ) رواه الترمذي (1899) ، وصححه الألباني .

• فمهما يكن من سوء تفاهم ، أو خلاف بين الولد ووالده ؛ فلابد فيه من المصاحبة بالمعروف ، حتى وإن كان هذا
الخلاف في أصل الدين ، وأساس رسالة المرسلين !!

قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ

فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15 .

• واعلم ، يا عبد الله ؛ أن الحديث والنقاش مع الوالدين ، ليس كالحديث مع غيرهما ؛ ذلك بأنك مأمور بخفض جناح الذل لهما ؛ بلين الكلام

والتذلل ، وخفض الصوت عندهما ، وخشوع الجوارح أمامهما ، وعدم نهرهما بالقول ، مهما كان يسيرا ، وعدم فعل ما يكرهانه ، أو التمنع عن مباح أحباه !

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا

* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23-24 .

وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) ، قَالَ: لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ ! " رواه البخاري في "الأدب المفرد" ، تحت باب لين الكلام للوالدين ، وصححه الألباني .

• هذا وقد كفل الشرع الحنيف حق الولد في مناقشة والده ، ونصحه ، في ظل ما سبق من الآداب والضوابط ، لاسيما إن كان مظلوما ، وأراد أن يدفع عن نفسه ، أو رأى والده على منكر ، وأراد أن يدفعه عنه .

وتأمل ذلك الحوار الراقي بين نبي الله إبراهيم عليه السلام ، ووالده المشرك برب العالمين .

قال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *

إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا

* يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا *

قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) مريم/41-47

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:51
ربيبة زوجها ملحدة فهل يحق لها أن تطلب من زوجها أن يطردها من بيته ويلحقها بأبيها؟

السؤال

عن مسأله تؤرقني ، وكرهت زوجي لأجلها ، فهو متزوج من أوروبية أسلمت منذ 11 عاما ، ولديها ابنة من عشيقها السابق تبلغ من العمر 16عاما ، وهذه الابنة تعيش مع أمها ، وتعاشر من الرجال ما يحلو لها ، وأمها تعلم بذلك

وهي تكره الإسلام ، وصرحت بذلك لأمها ، وأمرت أمها أن تلغي صوت الأذان من الحاسوب ؛ لأن ذلك يزعجها ، والأم استجابت لذلك فهي تقول : لا أريدها أن تغضب وتتركني أيضا

جد هذه الفتاه هدد زوجي إذا تحدث عن الإسلام أمام حفيدته بالشكوى عليه ، لأن الحفيدة قاصر في نظر القانون . أنا تعبت ، وطلبت من زوجي أن يلحق هذه الابنة بأبيها ، لأن مدخل البيت مشترك

أنا في الطابق الأول ، ويفصل بيتي عن بيتها سلم خشبي ، فإذا أرادت الأم أو ابنتها دخول البيت ، تمر كل منهما بيتي كاملا ، من مطبخ وغرفة نوم وغيره ، وهذا يقيد حريتي

خصوصا وأن ابنتها ملحدة ، لا تعترف بوجود الله ، ولكن الأم رفضت

وقالت : إذا خرجت ابنتي ، أخرج أنا من البيت . هل أنا آثمة إذا طلبت من زوجي أن يلحق الابنة بأبيها ، لاسيما وأن عندي بنات إناث أخاف أن يؤثر ذلك على سلوكهن ؟

بالنسبة لزوجي ورأيه أن هذه الزوجة ليست مسلمه بالفطرة ، ويخاف أن أظهر كره الإسلام لما تفعله ابنتها ، ترتد عن الدين ، وغير ذلك من المخالفات ، دفعتني أن أطلب منه إما طلاقها ، أو طلاقي .

الجواب

الحمد لله

أولا:

للزوجة الحق في مسكن مستقل ، مكتمل المرافق ، تأمن فيه على نفسها وخصوصياتها ، وليس للزوج أن يلزمها بالسكن في مسكن مشترك مع غيرها

حتى ولو كانوا أهله ، ويكون هذا المسكن مناسبا لإقامتها ونومها

ويحوي المرافق الأساسية من المطبخ والحمام ونحو ذلك ، والواقع الذي نعيشه خير شاهد على المفاسد التي تترتب على المسكن المشترك

من ضياع الخصوصية والسكن والهدوء في البيت ، وما يترتب عليه من الضرر الشديد على الزوجين معا ، ونقص تمتع كل منهما بصاحبه ، وسكنه إليه ، الأمر الذي يضعف المودة بينهما ، أو يذهبها تماما .

وعلى هذا فالواجب على زوجك أن يعالج قضية الاشتراك في المسكن بحيث تنالين ما تريدين من خصوصيتك ، ولا تتقيد حريتك في منزل زوجيتك.

ثانيا:

أما عن زوجك فالواجب عليه أن يعيد النظر في تعامله مع ربيبته – بنت زوجته – فإن الله قد قطع الموالاة بين المؤمنين وبين الكافرين

وأوجب على المؤمنين بغضهم وعداوتهم متأسين في ذلك بخليل الرحمن الذي قال الله تعالى فيه :

( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه)الممتحنة/ 4

وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ

وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )المجادلة/ 22

قال البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره (8 / 62):

" قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ الْآيَةَ ) :

أَخْبَرَ أَنَّ إِيمَانَ الْمُؤْمِنِينَ يَفْسُدُ بِمُوَادَّةِ الْكَافِرِينَ ، وَأَنَّ مَنْ كَانَ مُؤْمِنًا لَا يُوَالِي مَنْ كَفَرَ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَشِيرَتِهِ " انتهى.

وقد يرى زوجك أنه يحسن إلى هذه الفتاة يتألف بذلك قلبها لتدخل في الإسلام ، فهذا أمر حسن جميل .

ولكن إذا رأى منها إصرارا على ما هي عليه ، ويئس من إسلامها ، فلا خير في بقائها في البيت في هذه الحالة ، مع ما هي عليه من الكفر والانحلال الخلقي .

وإن خشي في هذه الحالة من خروج أمها معها ، أو ارتداد أمها عن الإسلام

فلا حرج عليه أن يبقى هذه الفتاة في البيت ، ويحاول دعوتها إلى الإسلام شيئا فشيئا ، كلما سنحت الفرصة لذلك ؛ بشرط أن يجعلها مع أمها ، في مسكن مستقل

منفرد عنك وعن بناتك ، لئلا تنتهك خصوصيتك بذلك ، أو تتضررين أنت أو بناتك من ذلك الوضع .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ما حكم مخالطة الكفار ومعاملتهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم ؟

فأجاب : لا شك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ، ويتبرأ منهم ، لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم

قال الله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه ) الممتحنة / 4

وقال تعالى : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) المجادلة / 22 .

وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة ومودة لأعداء الله الذين هم أعداء له في الواقع

قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق ) الممتحنة / 1
.
أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم وإيمانهم فهذا لا بأس به ، لأنه من باب التأليف على الإسلام ، ولكن إذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون أن يعاملهم به

وهذا مفصل في كتب أهل العلم ، ولاسيما كتاب " أحكام أهل الذمة " لابن القيم رحمه الله " .

انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" رحمه الله (3/31 )

والواجب عليه أن يلتزم في ذلك بالضوابط الشرعية بحيث لا يظهر منه معاونة لها على إثم أو عدوان.

والحاصل

أن حقك - الآن - يتلخص في المطالبة بمسكن مستقل لك تتمتعين فيه بخصوصياتك ، ثم منع هذه الفتاة من الاختلاط ببناتك حذرا من أن تفسدهن .

أما ما وراء ذلك من مطالبة زوجك بأن يلحق هذه الفتاة بأبيها ، أو يطلق زوجته : فهذا ليس لك ، ولتتركي زوجك يختار ما يريد ، وفق شرع الله جل وعلا

فلربما كانت له نية حسنة في تأليف الأم وابنتها ، ولربما كان يعلم من حالهما ما تجهلينه أنت

ولكن ذلك لا يمنعك من توجيه النصيحة إلى زوجك وتذكيره دائما بأنه لا يجوز له موادة هذه الفتاة ولا موالاتها إلا لمصلحة معتبرة شرعا كقصد التأليف ونحوه .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 14:54
لا تريد أن تسكن مع أهل زوجها

السؤال

أعيش مع أهل زوجي منذ 7 سنوات ولا أتوافق مع والد زوجي وطلبت من زوجي أن ننتقل من هذه الشقة وهذا الأمر يؤلمه جداً فإنه يقول إنه لا يمكن أن يعيش بدون والديه

وأنا لا يمكنني أن أعيش مع والديه وأخيه الأصغر فهل ما أطلبه كثير ؟

وماذا يقول الإسلام في هذا الأمر أجيبوني بأسرع ما يمكن أرجوكم فأنا لا أتحمل وأريد أن يحيا زوجي معي في سعادة

الجواب

الحمد لله

أولا : لقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من دخول أقارب الزوج الأجانب على الزوج

ة كما جاء عن عقبة بن عامر : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إياكم والدخول على النساء ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أفرأيت الحمو ؟ قال : الحمو الموت " .

رواه البخاري ( 4934 ) ومسلم ( 2172 ) .

فلا يجوز لها الخلوة بأحد من أحمائها اللهم إلا إذا كانوا صغاراً لا يُخشى منهم ولا يُخشى عليهم .

ثانيا : يجب على الزوج أن يؤمن لزوجته مسكناً يسترها عن عيون الناس ويحميها من البرد والحر بحيث تستكن وتستقر وتستقل به ويكفي من ذلك ما يلبي حاجتها كغرفة جيدة الحال مع مطبخ وبيت خلا

إلا أن تكون الزوجة اشترطت سكناً أكبر من ذلك حال العقد ، وليس له أن يوجب عليها أن تأكل مع أحدٍ من أحمائها . وتوفير المسكن يكون على قدر طاقة الزوج بحيث يليق عُرفا بحال الزوجة ومستواها الاجتماعي .

أ. قال ابن حزم رحمه الله :

ويلزمه إسكانها على قدر طاقته لقول الله تعالى : أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم [ سورة الطلاق / 6 ] . أ .

هـ . " المحلى " ( 9/ 253 ) .

ب. وقال ابن قدامة رحمه الله :

ويجب لها مسكن بدليل قوله سبحانه وتعالى أسكنوهن … ، فإذا وجبت السكنى للمطلَّقة فللتي في صلب النكاح أولى ، قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف

ومن المعروف أن يسكنها في مسكن ، ولأنها لا تستغني عن المسكن للاستتار عن العيون ، وفي التصرف والاستمتاع وحفظ المتاع .

أ . هـ . " المغني " ( 9 / 237 ) .

ج. قال الكاساني رحمه الله :

ولو أراد الزوج أن يسكنها مع ضرتها أو مع أحمائها كأم الزوج وأخته وبنته من غيرها وأقاربها ، فأبت ذلك عليه : فإن عليه أن يسكنها منزلا منفردا … ولكن لو أسكنها في بيت من الدار

_ ( أي في غرفة ) _ وجعل لهذا البيت غِلقاً على حدة كفاها ذلك وليس لها أن تطالبه بمسكن آخر لأن الضرر بالخوف على المتاع وعدم التمكن من الاستمتاع قد زال

أ.هـ "بدائع الصنائع "( 4 / 23 ).

د. قال ابن قدامة أيضاً :

وليس للرجل أن يجمع بين امرأتيه في مسكن واحد بغير رضاهما صغيراً كان أو كبيراً لأن عليهما ضرراً ، لما بينهما من العداوة والغيرة

واجتماعهما يثير المخاصمة وتسمع كل واحدة منهما حسه إذا أتى الأخرى ( أي : جامعها ) أو ترى ذلك . فإن رضيتا بذلك ( أي بالسكن في مسكن واحد ) جاز لأن الحق لهما فلهما المسامحة بتركه .

أ.هـ . " المغني " ( 8 / 137 ) .

وليس مراده رحمه الله أن يعاشر الواحدة تحت بصر الأخرى وسمعها الأخرى وإنما قصده بيان جواز سكنهما في بيت واحد ، بحيث يأتي كل واحدة منهما في ليلتها في مكان من المسكن لا تراهما الأخرى .

وإذا جعل كل زوجة في جناح من البيت فيه مكان للنوم والخلاء والطّبخ كان ذلك كافيا وكذلك لو جعل كلّ واحدة في دور مستقل أو شقة مستقلة .

قال الحصكفي رحمه الله - من الأحناف

- : وكذا تجب لها السكنى في بيت خالٍ عن أهله وأهلها بقدر حالهما كطعام وكسوة وبيت منفرد من دار له غلق ومرافق ومراده لزوم كنيف (أي : بيت خلاء ) ومطبخ كفاها لحصول المقصود .أ.هـ.

وعلق ابن عابدين فقال : والمراد من ( الكنيف والمطبخ ) أي : بيت الخلاء وموضع الطبخ بأن يكونا داخل البيت (أي : الغرفة ) أو في الدار لا يشاركهما فيهما أحد من أهل الدار .أ.هـ

"الدر المختار " ( 3 / 599 - 600 ) .

قلت : ومما يدل على أن المراد بالبيت : "الغرفة " قول الكاساني رحمه الله : ولو كان في الدار بيوت ففرغ لها بيتا وجعل لبيتها غلقا على حدة قالوا : إنها ليس لها أن تطالبه ببيت آخر .أ.هـ .

"بدائع الصنائع " ( 4 / 34 ) . ) .

وعلى هذا فيجوز له أن يسكنك في غرفة من البيت يتبعها مرافقها إذا لم تكن هناك فتنة أو خلوة بأحد ممن لا تحرمين عليهم وكانوا في سن البلوغ ، وليس له أن يجبرك على العمل لهم في المنزل أو أن تأكلي وتشربي معهم

وإذا استطاع أن يوفّر لك سكنا منفصلا عن سكن أهله تمام فهذا أحسن بالنسبة لكِ ولكن وإذا كان والداه كبيرين يحتاجان إليه وليس لهما من يخدمهما ولا يُمكن خدمتهما إلا بالسّكن بجوارهما فيجب عليه ذلك .

وأخيراً : ندعوك أيتها الأخت المسلمة إلى التحلّي بالصبر والعمل على إرضاء الزوج ومساعدته ما أمكن في برّ أهله حتى يأتي الله بالفرج والسّعة ، وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد
.

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 15:02
تريد البقاء في بلدها، وزوجها يريدها أن تعيش معه في بلد عربي

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ 3 سنوات ، ورزقت ببنت ـ الحمد لله ـ ، أعمل مهندسة في شركة اتصالات من قبل الزواج ، زوجي مهندس أيضا ، ونظرا لكثرة الديون سافر زوجي للعمل في بلد عربي آخر منذ سنة ، ـ

والحمد لله ـ تمكن من تسديد الديون ، وتوفير مبلغا من المال لشراء قطعة أرض ، يزورنا زوجي بشكل منتظم ، لكن أتعبني البعد ، وابنتي في حاجة لأبيها أيضا

عرض علي زوجي أن أسافر معه ، وأن أبقى في البيت ، لكن رفضت ، فنحن نستطع أن نعيش حياة طيبة في بلادنا ، ورفضت أن أبقى في البيت ؛ لأنه لم يكن اتفاقنا قبل الزواج

. كنت أقول له دائما أنا وابنتك أهم من المال فلماذا الغربة وقد زال السبب ؟

فيقول : إن عملك وعائلتك أهم مني لذلك أنت لا تريدين أن تسافري معي . أرهقني الموضوع ، وآلمني كثيرا ؛ لأنني أود أن نعيش في بلادنا ومع الأهل

فالحياة قصيرة ، فلم الغربة ، وفي نفس الوقت أخشي أن أفقد زوجي الذي أحبه فساعدوني علي حل هذه المشكلة. المال أم العائلة أيهما أهم ؟

الجواب

الحمد لله

نسأل الله أن ييسر أمرك ، ويختار لك الخير، ويحفظ زوجك وبنتك من كل مكروه
.
أولاً:

لاشك أن الغربة والبعد عن الأهل والأوطان صعب وشاق على النفوس ، وبقاء الزوج بين أهله وأولاده أفضل ، لكن قد يلجأ الإنسان إليها من أجل أن يوفر لأهله العيش الكريم.

ثانياً:

الغاية من الزواج أختي الكريمة حماية الدين وصيانة العرض ورعاية الزوج والأبناء ، والأصل أن الزوجة تكون مع زوجها في أي مكان يذهب إليه

بل هو حال أغلب النساء اللاتي يتزوجن وأزواجهن يعملون في بلد آخر ، وكون زوجك في غربة فهو بحاجة إليك خصوصا وقد طلب منك السفر معه

وأيضا من حق ابنتك عليك أن تتربى عند والدها وتشعر بحنانه وقربه ، فالواجب عليك شرعا مرافقة زوجك والسفر معه ما دام سيوفر لك الحياة الطيبة .

قال الإمام مالك رحمه الله : " وللزوج أن يظعن [أي : يسافر] بزوجته من بلد إلى بلد ، وإن كرهت ، وينفق عليها "

انتهى من "تهذيب المدونة" (1/421).

وقد سبق بيان حكم سفر المرأة مع زوجها في جواب السؤال القادم

ثالثا:

بالنسبة لأهلك فبإمكانك زيارتهم في إجازة عمل الزوج ، ثم إن وسائل الاتصالات قربت البعيد ؛ فبإمكانك أن تتصلي بهم ، وتطمئني عليهم ، كلما اشتاقت نفسك إليهم .

وبالنسبة لعملك فيمكنك أن تتفاهمي مع زوجك على أن تعملي في البلد الآخر إن تيسر لك العمل المناسب ، ولم تتضرر الأسرة بذلك ، ولا تجعلي عملك عقبة في طريق استقرار حياتك الزوجية لأن نفقتك واجبة على زوجك .

وأخيرا

فالنصيحة لك أن تنصتي لصوت العقل ، والشرع أيضا ، وذلك يقول لك :

إن مصلحة الاجتماع مع زوجك ، ولم شمل الأسرة ، في مكان واحد ، أيا كان هذا المكان

في بلدكم أو في بلاد الغربة هذه المصلحة لا يدانيها شيء آخر مما ذكرت ، ولا يصح أن يقارن بها مصلحة أخرى ، سواء مصلحة البقاء في بلدكم ، أو قربك من أهلك ، أو ما شئت من تلك المصالح الاجتماعية .

فالواجب عليك أن تجعلي هذه المصلحة هي الأساس ، وما دونها من المصالح : تبع لها .

فإن تيسر اجتماعكم في بلدكم ، فبها ونعمت .

وإن تعذر ذلك ، لظروف مادية أو اجتماعية ، أو لشيء آخر ، فرافقي زوجك في سفره واغترابه ، وحافظي على علاقتك به ، لا تخدشيها بشيء ؛ فضلا عن أن تجعليها على المحك ، أو في مهب الريح .

واعلمي أن طاعتك له ، وإكرامك لرغبته ، وسفرك إليه ، واجتماعك به ، من شأن ذلك كله أن يزيد القرب بينكما ، ويعطيكما الفرصة الكافية للتفكير الهادي ، واتخاذ القرار الملائم ، بعيدا عن التوترات والضغوط .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وأصلحك له ، وألهمك رشدك ، وأعاذك من شر نفسك
.
والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-18, 15:05
ترفض السفر مع زوجها؛ لأنها تتضايق بالعيش في بلاد الغربة، بعيدا عن أهلها

السؤال

أنا مصري أعمل في السعودية وتزوجت واتفقت مع أهل زوجتي على أنها سوف تقيم معي بالسعودية ووافقوا ومضى على ذلك الأمر ثلاث سنوات

ولكن مع الوقت بدأت زوجتي بالضيق من حياة الغربة وطلبت مني العودة إلى مصر بحجة أنها لا تحتمل المعيشة بمفردها بعيداً عن أهلها وبلدها ، ولا تستطيع التأقلم رغم محاولاتها على المعيشة بالسعودية

وكررت في طلبها للعودة إلى مصر. فما هو حكم الدين إذا أصرت زوجتي على طلبها إذا نزلت أجازة ولم تعد مرة أخرى للإقامة معي بالسعودية رغم رفضي؟

وماذا أفعل حتى لا أظلمها ملحوظة: زوجتي تقضي أجازة سنوية بمصر لا تقل عن ثلاث أشهر متصلة ولي منها بنت عمرها ستة أشهر .

الجواب

الحمد لله

إذا سافر الزوج وأراد اصطحاب زوجته وجب عليها مرافقته والانتقال معه ، ما دام سيوفر لها الحياة المناسبة ، ولا ضرر عليها في هذا السفر .

قال الإمام مالك رحمه الله :

" وللزوج أن يظعن [أي : يسافر] بزوجته من بلد إلى بلد وإن كرهت ، وينفق عليها " انتهى .

"تهذيب المدونة" (1/421) .

وقال ابن قدامة في "المغني" (8/181) :

"تَسْتَحِقُّ الْمَرْأَة النَّفَقَةَ عَلَى زَوْجِهَا بِشَرْطَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ كَبِيرَةً يُمْكِنُ وَطْؤُهَا

الشَّرْطُ الثَّانِي : أَنْ تَبْذُلَ التَّمْكِينَ التَّامَّ مِنْ نَفْسِهَا لِزَوْجِهَا , فَأَمَّا إنْ مَنَعَتْ نَفْسَهَا أَوْ مَنَعَهَا أَوْلِيَاؤُهَا , فَلَا نَفَقَةَ لَهَا , وَإِنْ أَقَامَا زَمَنًا , فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ , وَلَمْ يُنْفِقْ إلَّا بَعْدَ دُخُولِهِ

, وَلَمْ يَلْتَزِمْ نَفَقَتَهَا لِمَا مَضَى . وَلِأَنَّ النَّفَقَةَ تَجِبُ فِي مُقَابَلَةِ التَّمْكِينِ الْمُسْتَحَقِّ بِعَقْدِ النِّكَاحِ , فَإِذَا وُجِدَ اسْتَحَقَّتْ , وَإِذَا فُقِدَ لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا .

وَلَوْ بَذَلَتْ تَسْلِيمًا غَيْرَ تَامٍّ , بِأَنْ تَقُولَ : أُسَلِّمُ إلَيْك نَفْسِي فِي مَنْزِلِي دُونَ غَيْرِهِ . أَوْ فِي الْمَوْضِعِ الْفُلَانِيِّ دُونَ غَيْرِهِ . لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا

, إلَّا أَنْ تَكُونَ قَدْ اشْتَرَطَتْ ذَلِكَ فِي الْعَقْدِ ; لِأَنَّهَا لَمْ تَبْذُلْ التَّسْلِيمَ الْوَاجِبَ بِالْعَقْدِ , فَلَمْ تَسْتَحِقَّ النَّفَقَةَ" انتهى باختصار .

ويتأكد هذا الحق لك بأنك قد أخبرتهم بذلك ووافقوا .

فيجب على المرأة طاعة زوجها بالسفر معه ، والاستقرار معه في البلد التي فيها معاشه ، مادام أنها تعيش بها حياة كريمة .

وعليها أن تتحلى بالصبر ، وتحاول التأقلم مع البيئة الجديدة التي تعيش فيها ، فتكوّن صداقات مع أخواتها المسلمات ، وتشاركهن في الطاعات وصنائع المعروف ، من حفظ القرآن والتزاور ونحو ذلك .

وعليها أن تتذكر دائما عظيم حق زوجها عليها ، وأن عليها طاعته ، والقيام على أمره ، ومحبة صحبته ، والرضا بالعيش معه على كل حال

فبذلك تقوم البيوت المسلمة على أواصر المحبة والوئام ، وبه تتم المعاشرة بالمعروف ، والتي بها تتم مقاصد النكاح .

ولتعلم أن هذا الإحساس الذي تشعر به هو مؤقت وسيزول بإذن الله تعالى مع الصبر والتحمل والاستعانة بالله تعالى ، كما وقع ذلك لكثيرات غيرها .

وعلى الزوج أن يعلم أن هذه الشكوى ليست شكوى زوجته وحدها

بل كثيرات يشتكين الشكوى نفسها ، بسبب الشعور بالغربة والوحدة ، فعلى الزوج معالجة الأمر بالحكمة والتروي ، وبذل كل ما يمكنه في سبيل إعانتها على تجاوز هذه المشكلة

فيعطيها جزءاً من وقته على قدر استطاعته ، فلا يتأخر في رجوعه إلى البيت بعد انتهاء العمل ، ولا يخرج من البيت بعد انتهاء عمله ، إلا لحاجة ملحة ، وإذا أمكن أن يصطحب زوجته معه فليفعل

ويساعدها في إيجاد صديقات لها يساعدنها على ألم الوحدة والغربة ، وليستعن بالعقلاء من أهلها لنصحها وترشيدها ، وإغرائها بالعيش في السعودية ، حيث تتمكن من الحج والعمرة والصلاة في الحرم ونحو ذلك .

ونسأل الله تعالى أن يجمع بينكما في خير .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 14:53
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


يشكو من خروج زوجته من بيته بغير إذنه

السؤال

أنا متزوج منذ ثلا سنين تقريبا ، ولي من زوجتي ابنان ولله الحمد والمنة , مشكلتي تكمن في خروج زوجتي من بيتي بدون أذني ، وبدون عذر شرعي

فزوجتي هداها الله سريعة الغضب وعنيدة ، ودائما في مشاكل ، وفي أتفه المواضيع لابد من النقاش والجدال الحاد ، ولا توافقني ولا تطيعني إلا بصعوبة . المشكلة أنها قبل عام كان بيننا مشاكل على أسلوب تربيتها للولد

وزعلت مني 3 أيام ، وفي اليوم الثالث رجعت لمنزلي من العمل ، وتفاجأت أني لم أجدها في البيت ، لقد خرجت من بيتي مع ابني ، وذهبت إلى بيت أبيها بدون استئذان مني. الجيد في الأمر أن أباها متفهم ورجل حكيم

وانحلت المشكلة ولله الحمد ، رغم أن الموضوع أثر في نفسي ، ولقد وعدتني أنها لن تخرج مهما حصل من البيت إلا بإذني, ولكنها للأسف عادت الكرة مرة أخرى في رمضان الماضي

قبل شهرين تقريبا ، وخرجت من بيتي بدون إذني ، وذهبت إلى عند أهلها بسبب زعلها ، لأنها تريد قضاء آخر أيام حملها عند أهلها

ولم أوافقها على ذلك , وحدثت مشكلة كبيرة وأردت أن أطلقها ، لكن والدها نصحني ووجهني ، وقال لي أن أرجعها ، وأن أخبرها : إن عادت مرة أخرى فلن تعود إلى بيتي أبدا ، بمعنى أن أطلقها, ما الحل جزاكم الله خيرا ؟

الجواب

الحمد لله :

نسأل الله أن يؤلف بين قلبك وقلب زوجتك ، ويصلح ذات بينكما .

والوصية لك بالتالي:

أولا:

البيوت لا تخلو من بعض المشكلات والمنغصات ، والزوج الحكيم هو الذي يتغلب عليها مهما بلغت ذروتها ، والزوجة المسلمة العاقلة مأمورة بلزوم بيت زوجها

ولا تخرج منه بغير إذنه سواء كانت هناك مشكلة أو لم تكن ، فإذا خرجت وجب عليها الرجوع ، وعلى وليها نصحها وإرجاعها إلى بيتها .

ثانيا:

الصبر وكظم الغيظ والعفو عن المسيء من خلق الكرام ، لا سيما مع الأهل والأولاد

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1174) .

والحمد لله أن والد زوجتك رجل متفهم وحكيم كما ذكرت ، فحاول معه في علاج سرعة غضب زوجتك وخروجها من البيت ، وقف معه على مكامن المشكلة ، وغَيّر أسلوب تعاملك معها

فلك منها طفلان ، والرجل العاقل المتبصر بالعواقب يسعى لجمع الشمل ، وحل مشاكله في جو من الألفة والمودة ، وحفظ المعروف والعشرة

وإظهار الحرص على زوجته ، والرأفة بها ، والبعد كل البعد عن كل ما من شأنه إيغار الصدور ، وإلقاء العداوة في القلوب .

ثالثا:

من خلال ما ذكرت يظهر أن زوجتك لا تخرج من البيت بدون إذنك دائما ، فمنذ زواجك بها لم تخرج إلا مرتين فقط ، وفي إحداهما كانت حاملًا ومتعبة ، وهذا لا يبرر لها الخروج بدون إذنك

إلا أنه يدل على أن خطأها ليس بالخطأ الفادح الذي يستعصي على الحل ، بل حله يسير إن شاء الله تعالى .

فحاول رأب الصدع بينك وبينها ، واصبر على أذاها ، وتحمل ما يصدر منها من أخطاء

محتسبا الأجر عند الله ، وصَبِّر نفسك بقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يَفرَك - أي: لا يكره - مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا، رضِيَ منها آخر) رواه مسلم (1469) .

واعلم أن زواجك بالثانية ليس هو حلا لمشكلتك ، فإن الزواج الذي يلجأ إليه الزوج ، من باب ردود الأفعال ، والمغاضبة للزوجة الأولى

عادة ما يكون متسرعا في أصل قراره ، وفي اختياره ، ثم يكون هو مشكلة أيضا ، قبل أن يكون حلا .

وكذلك الطلاق لا ينبغي أن يُصار إليه لما فيه من آثار سلبية على الأبناء ، فإياك إياك أن تفكر فيه ، ما دام لدوام العشرة بينكما فرصة معقولة ، وهو ما نراه حاصلا في حالتك .

فننصحك بالتريث ، والتحلِّي بالصبر الجميل ، وأن تجلس مع زوجتك وأم أطفالك وتتحاور معها بهدوء وبدون عصبية لحل مشاكلكما .

وإذا حاولت مرارا ، ولم يتيسر التفاهم بينكما ، أو الوصول إلى حل مرض للطرفين ، وهو ما لا نرجوه ، ولا نظنه إن شاء الله = نقول : إذا تعقدت الأمور

وكان لابد من أحد الخيارين ، فليكن الزواج الثاني ، وأما الطلاق فهو الكي المحرق ، والكي : آخر الدواء .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:00
هل يتزوج ابنة عمه سراً ؟

السؤال

أنا شاب في العشرين من العمر ، وقد جاءت ابنة عمي منذ مدة للعيش في بيتنا، والمشكلة أنها لا ترتدي الحجاب ، وفي بعض الأحيان نبقى في البيت بمفردنا فتدعوني إلى الرذيلة لكنني أرفض

وقد عرضتُ عليها الزواج فقالت : إن أباها لن يوافق إلا بعد الانتهاء من الدراسة ، والتي ستمتد لخمس سنوات ، وأخشى خلال هذه المدة أن أقع في شراكها، فهل يمكننا الزواج سراً ودون علم أبيها ؟

الجواب

الحمد لله

وجود ابنة عمك معك في البيت وهي متبرجة تنظر إليها وتختلي بها أمر محرم لا يجوز

والشرع حينما حرم على المرأة أن تبدي زينتها وتخلع حجابها وحرم عليها أن تخلو برجل أجنبي عنها إنما حرم ذلك حتى لا يتطور الأمر إلى ما هو أعظم ، كما يبدو من سؤالك .

فالواجب عليك أن تتقي الله ربك ، وأن تأخذ بأسباب السلامة والبعد عن المعصية , فإما أن تخرج هذه الفتاة إلى سكن آخر تسكن فيه ، وليكن قريبا منكم حتى يطمئن والدك عليها باستمرار.

وأما أن تتزوجها ، ولكن زواجا صحيحا بإذن وليها ،

وكون والدها يرفض الزواج قبل إكمال دراستها ، فإنك لم تسمع ذلك منه مباشرة ، فينبغي أن تتقدم لها ، فذلك خير – بلا شك-مما أنتما فيه الآن ، أسأل الله تعالى لكما التوفيق والسداد .

أما ما تسأل عنه من الزواج منها سرا : فهذا لا يجوز ، لما يلي:

أولا :

أن الولي شرط من شروط صحة النكاح

لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة من غير إذن وليها بكراً كانت أم ثيباً وذلك قول جمهور العلماء منهم الشافعي ومالك وأحمد مستدلين بأدلة منها :

قوله تعالى : فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن .

وقوله تعالى : ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا .

وقوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم .

ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته ، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه .

ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات قوله : " باب من قال " لا نكاح إلا بولي " .

وعن أبي موسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي " .

رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 ) وابن ماجه ( 1881 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ( 1 / 318 ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له .

رواه الترمذي ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) وابن ماجه ( 1879 ) .

وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 1840 ) .

(اشتجروا ) : أي تنازعوا

ثانيا:

أن النكاح لا بد له من شهود أو إعلان , وأنت تريده نكاح سر لا يطلع عليه أحد , ونكاح السر الذي يخلو من إشهاد أو إعلان نكاح فاسد أيضا ,

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

:"وأما ( نكاح السر ) الذي يتواصون بكتمانه ، ولا يشهدون عليه أحداً : فهو باطل عند عامة العلماء

وهو من جنس السفاح ، قال الله تعالى : (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ) النساء/24 ) "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 33 / 158 )

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:04
خروج البنت من البيت بدون علم الأب

السؤال

إذا خرجت أختي من المنزل بدون علم أبي هل يجب أن أخبره أم ماذا ؟

حتى وإن كان يترتب على ذلك مشاكل كبيرة ؟

الجواب

الحمد لله

جزاك الله خيرا لحرصك على أختك ، وتحمل مسئوليتها.

والوصية لك بالتالي :

أولا :

جاء الإسلام ليحفظ للمرأة كرامتها وعرضها ، وشرع لها من الأحكام ما يحافظ على ذلك

ومن ذلك : أن الأصل للمرأة أن تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لحاجة ؛ قال الله تعالى ): وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ) الأحزاب/33 .

وقال صلى الله عليه وسلم) : المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) . رواه الترمذي ، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (273) .

ثانيا:

لابد أن تعرف سبب خروج أختك

ومع من تخرج ؟

ومن تخالط ؟

فإن كانت تخرج لحاجة ضرورية لها والأب يمنعها من قضاء حاجتها، فحاول أن تقضيها أنت عنها ، مع إقناعها بأن منع الأب لها لخوفه عليها ، وحرصه على مصلحتها ، وإن كان لابد من خروجها فكن أنت معها.

وإن كانت تخرج لغير حاجة ، فالأولى نصحها وتنبيهها أن بقاءها في البيت أفضل وأستر لها، وأعظم أجراً لها إذا هي احتسبت ذلك ، وإن تكرر خروجها فأخبرها أنك ستخبر الأب بخروجها، حتى ترتدع .

وإن كنت تشك في سلوكها وسلوك من تخالطهم وتخرج معهم ، فيجب عليك إخبار الأب حتى لو أدى ذلك إلى مشاكل كبيرة كما تقول ، حفاظا على عرضها، وعلى سمعتها وسمعتكم.

وفقك الله تعالى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:08
راجع زوجته وجامعها في العدة دون علم أهلها ، ثم أراد منها أن تبقى في بيت أهلها

السؤال

طلقني زوجي طلقة واحدة ، وخلال فترة العدة حدث جماع بيني وبين زوجي دون علم أهلنا بذلك ، حيث كنا قد قررنا العودة لبعضنا وإخبار الجميع بذلك ، ولكن بعدها وفي أثناء فترة العدة غير زوجي رأيه بحجة أن الأمر معقد

وأنه سعيد بهذا الوضع ، حيث يريد أن نبقى على علاقة حميمة دون أن يعلم أحد بعودة علاقتنا إلى سابق عهدها بينما أكون في بيت أهلي

حاولت إقناع زوجي أن يخبر الجميع بعودتي زوجة له ، ولكن انتهت العدة دون أن يفعل ذلك مع العلم أن أصدقائنا على علم بما حصل بيننا ، فهل يعني ذلك أنه راجعني وأنني زوجته ؟ لا تعلم عائلتي شيئا حول هذا الموضوع

وبدأ الجميع ينصحني في المضي قدما بحياتي والزواج من رجل آخر ، في الحقيقة أشعر أن زوجي قد استغلني وخذلني ، مع العلم أنه لدينا طفل ، فما هي نصيحتكم لي ؟

مع العلم أننا لم نتحدث معا منذ انتهاء فترة العدة ، منذ قرابة الشهر والنصف ، وهو الآن يرفض تطليقي

وأنا لا استطيع التحدث مع أحد حول هذا الموضوع ، فضلاً أننا لا نقوم بالحقوق الزوجية كالرعاية والنفقة للطفل والتواصل منذ انتهاء فترة العدة .

الجواب

الحمد لله

ذكرت أنك وزوجك قد قررتما الرجوع لبعض وإخبار الجميع بذلك ، فهذا الاتفاق اللفظي هو رجعة ، وقد تأكد ذلك بالفعل (الجماع) .

وبهذا تكون حصلت الرجعة بلا خلاف بين العلماء

وقد أمر الله تعالى بالإشهاد على الرجعة حتى لا يحصل بعد ذلك إنكار للطلاق أو إنكار للرجعة

فقال عز وجل : (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ ) الطلاق/2 .

وقد ذكرت أن بعض أصدقائكم على علم بما حصل ، فإن كانوا قد علموا بذلك من الزوج فقد حصل المقصود وهو الإشهاد على الرجعة .

ثانيا :

قولك : ( وفي أثناء فترة العدة غير زوجي رأيه ... إلخ) .

إن كان قصدك أن الزوج يريدك أن تبقي زوجة له ، ولكن تكونين عند أهلك ولا تجتمعان في بيت واحد مع استمرار العلاقة الحميمية بينكما . فهذا فيه ظلم لك .

لأن الواجب على الزوج أن يعامل زوجته معاملة حسنة ، ولا يسيء إليها ، وإذا طلق الرجل زوجته فإما أن يعيدها إلى عصمته بالمعروف ، أو يتركها حتى تنقضي عدتها ويعطيها حقوقها كاملة .

قال الله تعالى :( الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) البقرة /229.

وقال الله تعالى : ( وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) البقرة /231.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :

" ( فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ) أي : إما أن تراجعوهن ونيتكم القيام بحقوقهن ، أو تتركوهن بلا رجعة ولا إضرار ، ولهذا قال : ( وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا ) أي: مضارة بهن ( لِّتَعْتَدُوا )

في فعلكم هذا الحلال إلى الحرام ، فالحلال : الإمساك بمعروف ، والحرام: المضارة "

انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " ( ص 103 ) .

والذي فعله زوجك هو إمساك بغير المعروف ، ويسبب الضرر لك ، ثم إخفاء ذلك عن أهلك يوقعك في حرج آخر ، لأنهم يطلبون منك أن تتزوجي مع أنك في واقع الأمر لا زلت زوجة لزوجك .

وبناء على هذا ، لابد من التفاهم مع الزوج ونصحه أنه لابد أن يعلن أنه راجعك ، ويتمسك بك زوجة له ، ويشهد على ذلك أصدقاؤكم الذين علموا بمراجعته لك .

ثم بعد ذلك إن أراد أن يمسكك بالمعروف فلا مانع من ذلك ، وإن غير رأيه فإنه يطلقك طلقة أخرى ، ولا يجوز له أن يتركك على هذا الوضع لما يسببه لك من الضرر .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:12
وعد فتاة كان على علاقة بها بالزواج منها وكانت ترفض من تقدم لها ، ووالدته لا تريدها زوجة له ، فماذا يفعل ؟

السؤال

كنت على علاقة بفتاة من أربع سنين وافترقنا ؛ لأن علاقتنا محرمة على أمل الزواج في أقرب فرصة ، وقد حانت فرصة للزواج منها ، وعندما فاتحت أمي بالزواج منها رفضت

لأن أمي قد اختارت لي فتاة ، وقد قارنت أمي بين الفتاة التي اختارتها وبين هذه الفتاة ، والفرق بينهما أن التي اختارتها أمي منقبة وابنة واعظة ومن نفس البلد، وتلك غير منقبة

ولكنها ذات خلق دين يرتضى ، ولكنها أكبر مني بثلاث سنين ، ومن بلد أخر وبعد الإلحاح على أمي قالت : أنت حر ، وسوف أحضر الزفاف كأنني غريبة

وأنا لا أراها مناسبة لك أبدا أبدا ، مع العلم أن تلك الفتاة رفضت من تقدم لها خلال أربع سنوات لأجلي ، أفتوني بحل جذري يرضي الله عز وجل ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

يخطئ الشباب والفتيات حينما يتساهلون في العلاقات المحرمة ، ويتمادون فيها حتى يزداد تعلق كل منهما بالآخر ، وقد يكونان مناسبين أو غير مناسبين لبعضهما البعض

ثم تتفجر المشكلة حينما يرفض الأهل هذا الخاطب أو تلك المخطوبة بعد كل هذا التعلق والسنوات .

وسبب المشكلة في الأساس هو التساهل وعدم الابتعاد عما حرم الله .

ثانياً :

الزواج المبني على علاقة سابقة أكثره زواج فاشل ينتهي بالطلاق .

وما يسمى بـ (الزواج التقليدي) الذي تريده والدتك لك هو في الغالب الزواج الناجح ، كما تقول ذلك الدراسات والأبحاث

ثم هناك عقبة أخرى في هذا الزواج وهو رفض والدتك .

ولا يمكننا أن نشير عليك بالزواج من هذه الفتاة ، وتكون نتيجة ذلك أن تتوتر العلاقة بينك وبين والدتك ، وقد يستمر هذا التوتر بلا انقطاع

أو يمتد سنوات إلى أن توافق والدتك بالأمر الواقع ، وخلال هذه المدة سوف تشعر أنك جلبت على نفسك مشاكل لا تستطيع تحملها ، وقد كنت في غنى وعافية منها .

وزواج الرجل بدون موافقة أهله هو زواج صحيح شرعا ، لا إثم فيه ، ولكن الواقع والشواهد تقول : إنه لن يكون زواجا مستقرا ناجحا في الغالب

بل الغالب أن تلك المشاكل سوف تعصف باستقرار الأسرة ، أو تجعله في وضع قلق ، مضطرب ، لا ينعم بالهدوء والتواصل بين أطراف الأسرة .

فالنصيحة لك أن تجتهد في إقناع والدتك حتى تصل إلى رضاها في النهاية ، فإن وصلت إلى هذا ، فلا مانع من أن تتزوج تلك الفتاة التي اخترتها لنفسك .

وليس بإمكاننا أن نقول : إنها مناسبة أو غير مناسبة لك ، فهذا الأمر تحدده أنت ، بعد تفكير عميق واستشارة المقربين الناصحين لك .

وإن لم تستطع أن تصل إلى رضى والدتك وموافقتها : فالأولى لك العدول عن هذه الفتاة إلى تلك التي اختارتها والدتك -إن أعجبتك-

أو ابحث عن غيرها ممن يناسبك ، مع تقديرنا لصعوبة التخلي عنها بعد ذلك الزمن كله من التواعد والرجاء بينكما ؛ فليس من المروءة في شيء .

وإذا لم يكن من المروءة أن تعدل عن الفتاة ، بعد انتظارها ذلك الوقت كله ، فليس من المقبول ، ولا من المرضي شرعا : أن تحزن والدتك ، وتحرمها من الفرح بك

بعد هذا العمر كله ، وبعدما أملت أن تشاركك فرحك ، أو تصنعه لك ؛ فهذا أدخل في الحرج ، وأقرب للمنع .

وفقك الله تعالى للخير ، ويسر لك أمرك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:16
يخفي أمر زواجه ويمنع زوجته من الإنجاب حتى لا يعرف أهله ويأمروه بطلاقها

السؤال

تزوجت العام الماضي ، وقد أخفى زوجي أمر زواجنا عن أهله ؛ وذلك بسبب خوفه أن يجبروه على تطليقي ، وذلك لأنني ذات بشرة بيضاء وهو من غرب أفريقيا ، ولأنه يوجد من زواجي الأول أطفال

وقد أخبرني أنه لن ينجب مني أي أطفال إلا بعد أن يخبر أهله بأمر زواجنا ، ولا يبدو أنّ ذلك سيكون في الوقت القريب ، فهل يحق له منعي من الإنجاب منه بسبب ما ذكرته ؟ المشكلة أن أمه سوف تضغط عليه ليطلقني

لذا أريد جواباً مع الأدلة الشرعية التي تبين الإثم الذي يقع فيه زوجي نتيجة ذلك ، وعواقب هذا الفعل حتى استطيع أن أعرضه عليه فلن يجدي أن أقول له أنّ ما تفعله لا يجوز دون أن أقدم له الدليل على ما أقول.

الجواب

الحمد لله

أولا :

ليس اختلاف اللون عذرا معتبرا في الشرع ، حتى يطلق الرجل امرأته ، فإنه قد تزوجها ، وهو يعلم لونها ، ودخل في ذلك على بينة ، فإذا كان هو لا يريد ذلك ، فقد كان عليه ألا يقدم على الزواج من أول الأمر .

فإن المؤمنين بعضهم أكفاء بعض ، وبعضهم أولياء بعض ، ولا تفاضل بين أبيض وأسود ، إلا بالتقوى ، والعمل الصالح .
وليس وجود الأطفال للزوجة ـ أيضا ـ عذرا شرعيا ، حتى يقوم الرجل بطلاق امرأته ، فقد تزوجها وهو يعلم أن لها أولادا من غيره .

وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة ، ولها أولاد من غيره ، من زوج لها سابق .

وأم المؤمنين ، أم سلمة رضي الله عنها ، لما توفي زوجها أبو سلمة ، وانقضت عدتها ، خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، فَقالت : " مَا مِثْلِي يُنْكَحُ ؛ أَمَّا أَنَا فَلاَ وَلَدٌ فِيَّ [ لأنها كبيرة في السن ]

وَأَنَا غَيُورٌ ، وَذَاتُ عِيَالٍ ؟

"، قَالَ : ( أَنَا أَكْبَرُ مِنْكَ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ ، فَيُذْهِبُهَا الله تَعَالَي عَنْكَ ، وَأَمَّا الْعِيَالُ فَإِلَى الله وَرَسُولِهِ !! ) فَتَزَوَّجَهَا " حديث صحيح

رواه النسائي في " الكبرى " (7788) وغيره ، وأصله في صحيح مسلم ، وصححه الألباني في " التعليقات الحسان " (4053) .

فانظر ، كيف أن العيال لم تكن مانعا للنبي صلى الله عليه وسلم ، من زواج أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها ، بل جعل كفالتهم ، والقيام بأمرهم

لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف إذا كان قد تزوجها ، يجعل ذلك علة للطلاق ؟!

قد كان ذلك قبل أن تدخل يا عبد الله ؛ فإن شئت نكحت ، وإن شئت تركت ؛ أما الآن وقد تزوجت ، وصارت لك حقوق ، وعليك واجبات ، فليس لك أن تطلق امرأتك هكذا ، لأمر أنت تعلمه ، ولا بأس فيه ، ولا مذمة .

والطلاق من غير سببٍ يبيحه يكرهه الله تعالى ، لما فيه من هدر لنعمة الزوجية ، وتعريض الأسرة للضياع والأولاد للتشتت ، وقد يكون فيه ظلم للمرأة أيضا

وكون الزوجة كانت متزوجة في الماضي ليس سببا شرعيا يبيح الطلاق

لاسيما إذا كانت مستقيمة في دينها وخلقها.

وعلى هذا ، لا تجب طاعة الوالدين في طلاق هذه الزوجة ولا يعتبر هذا من العقوق لهما ، لكن ينبغي أن يكون رفض الابن للطلاق بتلطف ولين في القول

لقول الله تعالى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء/23 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الحظر ، وإنما أبيح منه قَدْرُ الحاجة ، كما ثبت في الصحيح

عن جابر عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال : ( إن إبليس ينصب عرشَه على البحر، ويَبعثُ سراياه، فأقربهم إليه منزلةَ أعظمهم فتنةَ، فيأتيه الشيطان فيقول: ما زلتُ به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان

فيقول: ما زِلْتُ به حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، فيُدنِيه منه ويلتزمه ويقول: أنت أنت ، وقال الله تعالى في ذم السحرة: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) "
.
انتهى من " مجموع الفتاوى " (33/81) .

ثانيا :

لا تعلق لعلم الوالدين بزواج ابنهما ، أو عدم علمهما بالإنجاب ، بل تحصيل الذرية الصالحة من أهم مقاصد النكاح ، وليس للزوجين أن يمتنعا عن ذلك ، أو يؤجلاه ، من غير عذر معتبر .

وليس لأحدهما أن يختص بأمر المنع ، أو التأخير من عند نفسه ، من غير تشاور بينهما ، وتراض على ذلك .

وحينئذ ؛ فالذي نراه أن أمثل حل لكما : أن يتلطف الزوج في إخبار والديه بأمر زواجه من الآن ، وأن يسعى في استرضائهما لذلك ، وتخويفهما بالله من السعي في التفريق بينه وبين زوجته

وإذا تمكن من توسيط بعض أهل الخير والدين ، أو أحد القائمين على المركز الإسلامي القريب منكم ، للتفاهم معهم حول ذلك ، فهو خير

وهذا مفيد لكما في قطع فترة القلق والترقب الذي سيظل يلاحقكما ، ويزعجكما ، وستظلان في شك من أمر بقاء الزوجية بينكما ، إلى أن يعلم الوالدان .

فالذي ينبغي : أن يكون ذلك من الآن ، وألا يدع الزوج فرصة لهما في الرفض ، أو السعي في الطلاق ، وألا يجعل لنفسه احتمالا في ذلك .

بل إننا نرى أن الإنجاب من الآن : قد يكون عاملا قويا في صدهما عن فكرة التفريق بينكما ، أو في إضعاف ذلك على الأقل .

نسأل الله أن يصلح لك زوجك ، وأن يجمع بينما في خير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:22
تريد الزواج حتى لا تقع في المحرمات ووالدها يرفض .

السؤال

أنا فتاة في الثامنة عشرة ، أعيش في ألمانيا ، وأريد الزواج منذ أن كنت في الخامسة عشرة ، وأخشى على نفسي الوقوع في الفواحش إن لم أتزوج ؛ لأنني للأسف أشاهد المواقع الإباحية

وأقع في الاستمناء ، ويجب أن أتزوج في أقرب وقت ، لكن أبي يرفض ذلك استناداً إلى أسباب غير شرعية ، كضرورة إكمال الدراسة ، وأنني ما زلت صغيرة ، .. الخ

وهذا من الأسباب التي دفعتني إلى ممارسة هذه الأشياء السيئة . وقد تقدم لي شاب صالح ، وتحدث مع والدي هاتفياً حول الموضوع لكن أبي رفضه

ولا أدري لما هذا الرفض مع أن والدي يحافظ على الصلوات! ، لعل حب الدنيا والتصاقه بها هو الذي جعله يتصرف هكذا ، فهل الزواج إذن فرض في مثل حالتي ، وما العمل ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الذي يجب عليك الآن ، قبل كل شيء : أن تقطعي عنك أبواب الفساد ، والشهوات ، فتنقطعي تماما عن مشاهدة هذه المواقع ، والدخول عليها .

وقد قال الله تعالى : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور/33 .

فالعاجز عن النكاح ، لسبب أو لآخر : مأمور بالعفة ، وأن يصرف نفسه بالكلية ، سمعه ، وبصره ، وحسه : عن المثيرات للشهوات ، والفتن .
.
ثانيا :

لا يحل للولي أن يمتنع من تزويج المرأة ، إذا تقدم لها الكفء

بحجة إكمال الدراسة ، فإن الزواج في حق من احتاج ، وخشي على نفسه الفتنة : واجب ، وهو مقدم على إكمال مثل هذه الدراسة ، التي هي مباحة في أحسن أحوالها .

فإن امتنع والدك عن ذلك ، فحاولي أن تتفاهمي مع والدتك ، بما يمكنك ، ولو أن تصارحيها بذلك ، وله أن يشترط على زوجك أن تكملي دراستك بعد الزواج ، فهذا ممكن ، وجائز أيضا .

وبإمكان الوالدة أن تستعين على إقناع زوجها بذوي الرأي والحكمة من أقربائكم وأهليكم ، أو بإمام المسجد ، أو مدير المركز الإسلامي ، ونحو ذلك .

فإن لم يقنع الوالد ذلك كله ، فليس لك إلا أن تتصبري ، وتتعففي ، إلى أن ييسر الله أمرك ، ويجعل لك فرجا ومخرجا ، ويقبل والدك أن يزوجك .

رزقك الله الهدى والتقى ، والعفاف والغنى ، وصانك من كيد الشيطان ووسوسته .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-11-24, 15:28
طلاق الرجل زوجته بأمر والديه

السؤال

ما هو الحكم الشرعي في طلاق الرجل زوجته وذلك عندما يطلب منه والداه ؟

بحجة أن هذه الزوجة كانت تعمل عندهم كخادمة سابقاً ,

وهل هذا يعتبر من عقوق الوالدين ؟ مع العلم أن هذه الزوجة حالياً تعيش معززة مكرمة ..

الجواب

الحمد لله

لا شك أن الوالدين هما أحق الناس بالبر والطاعة والإحسان والمعاملة الحسنة ، وقد قرن الله سبحانه الأمر بالإحسان إليهما بعبادته حيث قال : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) الإسراء/23 .

وطاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ولا ضرر فيه على الولد ، أما ما لا منفعة لهما فيه ، أو ما فيه مضرة على الولد فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الاختيارات ص 114 :

" ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين ... وهذا فيما فيه منفعة لهما ، ولا ضرر عليه " اهـ .

والطلاق من غير سببٍ يبيحه يكرهه الله تعالى ، لما فيه من هدر لنعمة الزوجية ، وتعريض الأسرة للضياع والأولاد للتشتت ، وقد يكون فيه ظلم للمرأة أيضا

وكون الزوجة كانت خادمة في الماضي ليس سببا شرعيا يبيح الطلاق ، لاسيما إذا كانت مستقيمة في دينها وخلقها.

وعلى هذا ، لا تجب طاعة الوالدين في طلاق هذه الزوجة ولا يعتبر هذا من العقوق لهما ، لكن ينبغي أن يكون رفض الابن للطلاق بتلطف ولين في القول

لقول الله تعالى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) الإسراء/23 .

سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

عن حكم طلاق الرجل لزوجته إذا طلب منه أبوه ذلك فقال :

" إذا طلب الأب من ولده أن يطلق زوجته فلا يخلو من حالين :

الأول : أن يبين الوالد سببا شرعيا يقتضي طلاقها وفراقها مثل أن يقول : " طلِّق زوجتك "

لأنها مريبة في أخلاقها كأن تغازل الرجال أو تخرج إلى مجتمعات غير نزيهة وما أشبه ذلك . ففي هذا الحال يجيب والده ويطلقها

لأنه لم يقل " طلِّقها " لهوى في نفسه ولكن حماية لفراش ابنه من أن يكون فراشه متدنسا هذا الدنس فيطلقها .

الثانية : أن يقول الوالد للولد "طلِّق زوجتك " لأن الابن يحبها فيغار الأب على محبة ولده لها

والأم أكثر غيرة فكثير من الأمهات إذا رأت الولد يحب زوجته غارت جدا حتى تكون زوجة ابنها ضرة لها ، نسأل الله العافية . ففي هذه الحالة لا يلزم الابن أن يطلق زوجته إذا أمره أبوه بطلاقها أو أمه .

ولكن يداريهما ويبقي الزوجة ويتألفهما ويقنعهما بالكلام اللين حتى يقتنعا ببقائها عنده ولا سيما إذا كانت الزوجة مستقيمة في دينها وخلقها .

وقد سئل الإمام أحمد رحمه الله عن هذه المسألة بعينها ، فجاءه رجل فقال : إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي ، قال له الإمام أحمد : لا تطلقها

قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك ؟ قال : وهل أبوك مثل عمر ؟

ولو احتج الأب على ابنه فقال : يا بني إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته لما أمره أبوه عمر بطلاقها ، فيكون الرد مثل هذا

أي وهل أنت مثل عمر؟ ولكن ينبغي أن يتلطف في القول فيقول : عمر رأى شيئا تقتضي المصلحة أن يأمر ولده بطلاق زوجته من أجله

فهذا هو جواب هذه المسالة التي يقع السؤال عنها كثيرا " اهـ . الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة 2/671 .

وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء عن مطالبة الوالدة من ابنها طلاق زوجته دون سبب أو عيب في دينها بل لحاجة شخصية فأجابت بما نصها : " إذا كان الواقع كما ذكر السائل من أن أحوال زوجته مستقيمة وأنه يحبها

وغالية عنده ، وأنها لم تسئ إلى أمه وإنما كرهتها لحاجة شخصية ، وأمسك زوجته وأبقى على الحياة الزوجية معها ، فلا يلزمه طلاقها طاعة لأمه ، لما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال :

" إنما الطاعة في المعروف " وعليه أن يبر أمه ويصلها بزيارتها والتلطف معها والإنفاق عليها ومواساتها بما تحتاجه وينشرح به صدرها ويرضيها بما يقوى عليه سوى طلاق زوجته "

. فتاوى اللجنة الدائمة 20/29 .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 15:50
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


بينها وبين زوجها خلاف دائم بسبب كثرة زيارتها لوالدها المريض بمرض مزمن

السؤال

انا متزوج منذ قرابه 4 سنوات ولله الحمد أحب زوجتي وأتقي الله فيها قدر ما استطعت ولي منها طفله عمرها 3 سنوات وبيني وبين زوجتي خلاف دائم لا ينتهي وكثيرا ما تطلب زوجتي الطلاق بسبب هذا الخلاف،

و يمكن أن أقول إن هذا هو الخلاف الوحيد بيني وبين زوجتي في 4 سنوات زواج. الخلاف الدائم منذ أول ايام زواجنا كان بيني وبين زوجتي وبيني وبين أهلها؛ وهو في تقاليدهم كعائله كثره التزاور والمبيت عند بعضهم البعض

وأنا لا اطيق فراق زوجتي وقد أخبرتها وأخبرت أهلها بهذا في أول زواجنا ولكن استمرت المشاكل حتى وصلت الى تقليد تزور فيه أهلها مرة كل أسبوع حتى ننهى الإشكال ولكن

والدها مريض بمرض مزمن وخطير منذ تزوجنا ولا يعلم مدى المرض الا الله وكان هذا سبب رئيسي في استمرار الخلاف إذ إن زوجتي وأهلها دائمين الطلب منها بإكثار الزيارة والمبيت

عندهم بسبب أن والدها مريض وقد يتوفاه الله في أي لحظه لشده مرضه، وحتى هذه اللحظة والدها حي يرزق ولكن ابتلاه الله بمرض آخر خطير وأنا الان اقيم مع زوجتي خارج البلاد

وقد ذهبنا الى مصر من 4 اشهر كإجازة صيفية وجلست عند أهلها نصف الإجازة والنصف الثاني كان عند أهلي والان اشتد المرض على ابيها عافاه الله وكتب له الاجر بمرضه وتريد زوجتي السفر الى مصر لتجلس

مع والدها خوفا من أن يتوفاه الله فى وقت قريب وأنا ظروفي ماديا لا تسمح وهى تعلم ذلك اضافه إلى ذلك أنى لا أقدر على فراق زوجتي وقد قلت لها أكثر من مره انه اذا قدر الله وتوفى والدها سأرسلها الى مصر

ولكن الآن الظروف لا تسمح وحدث من قبل كثيرا أن حياتنا كادت ان تنتهى بسبب هذا الخلاف والذهاب الى اهلها سواء كنا مقيمين في مصر او خارج مصر خوفا من وفاه والدها وهو مريض منذ سنين ولا يعلم الأجل الا الله؟

الجواب

الحمد لله

لا شك أن معرفة الزوجين بحقوق كل منهما على الآخر ، وواجباته نحوه ، وتقبل ذلك ، والالتزام به : هو أصل نجاح الحياة الزوجية ، وتفادي أجواء المشاكل التي قد تعصف بها .

كان على زوجتك ، وعلى أهلها ، أن يكونوا واعين بأن انتقالها إلى الحياة الزوجية ، يجعل قوامتها بيد زوجها ، ويجعل واجبها الأول ، بعد الله تعالى ، نحو زوجها ، ومراعاته ، والقيام على شأنه .

وسوف يتطلب هذا منها ، ومنها : قدرا كبيرا من التفهم ، وترك ما اعتادوا عليه ، أو اعتادت هي عليها عندهم .
ولا شك أن مسألة زيارة الزوجة لأهلها

وإن كان فيها ما فيها من صلة الرحم ، والبر بهم ، وهو أمر طيب ؛ إلا أن ذلك يجب أن يكون متوافقا مع ظروف الزوج ، ملائما لطبيعته ، وحاله.

وليس من حق الزوجة أن تكثر زيارة أهلها ، بما يضر بحق زوجها ، أو يغضبه ، أو ينغص عليه عيشه .

وإذا حدثت الزيارة ، بالقدر المعقول ، بالتوافق بينهما : فلا مبرر لأن تبيت عندهم ، ولو كان أبوها مريضا ؛ فما دام عنده من يقوم بشأنه ، ويخدمه : فما معنى أن تبيت عند أهلها الليالي ذوات العدد ؟

وما معنى أن تترك الزوجة زوجها في غربته ، ومكان عمله وإقامته ، لتنزل إلى أبيها المريض بمرض مزمن ، لا يعلم أجله فيه إلا الله ؟

وماذا ستفعل هي له في ذلك ؟ فنزولها وعدم نزوله ، لن يقرب من أجله ، ولن يباعده ؟

وإذا مات وهي مع زوجها ، فما المشكل في ذلك ؟ فما زال الناس يغتربون ، ويموت لهم من أقربائهم وذويهم : من يموتون ؛ ثم لا يكون شيء .

بل قد لا يكون لنزولها سبب ، حتى لو مات ، وهي امرأة برفقة زوجها في سفره وغربته .

فإذا تفهم الزوج الوضعية الخاصة بزوجته ، وسمح لها بسفر طارئ ، قصير المدة بما لا يضره ولا يشق عليه ، في ظرف كالوفاة ونحوها : فهذا غاية ما يطلب منه ، أو يرجى منه من إحسان.

والنصيحة أن تسافر الزوجة الآن ، لأن الأجل لا يعلم مداه إلا الله ، وسوف تتجدد المشكلة كل وقت ، وكل يوم يجب عليها أن تعود فيه ، يمكن أن يموت فيه والدها ، فمثل هذا لا نهاية له ، ولا حد له .

وإذا قدر أنها سافرت ، فإن عودتها سوف تكون مشكلة كبيرة ، حتى يموت أبوها ، وينتهي العزاء ، وتهدأ الخواطر !!

وإذا قدر أنها عادت ، فسوف تتجدد المشكلة إذا مات ..

إننا نتوجه بحديثنا إلى الزوجة العاقلة ، التي تفهم ما معنى الحياة الزوجية ، وتعرف أن رضا الله تعالى عنها في رضا زوجها : أن تكون حكيمة في إدارة علاقتها مع زوجها ، وألا تخسره

وتنغص عيشها ، أو تهدم بيتها بيدها ؛ فليس هذا من فعل أهل العقل ، ولا من فعل أهل الديانة في شيء .

ويكفيها ، أن تتواصل معهم كل يوم في الهاتف ، وتطمئن على والدها .

وإذا قدر الله وفاته ، فليكن بعد ذلك ما ترونه مناسبا ، بالتفاهم بينكما .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح زوجك ، وجمع عليك شملك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 15:53
شرح المشاكل الزوجية للأطفال

السؤال

كيف أشرح لأبنائي الصغار مشاكلي مع والدهم ؟

بدون أن أؤثر سلبيا على نفسيتهم وأخلاقهم؟

علما أننا مفترقان دون طلاق ، بسبب إهماله وخيانته وكذبه وسرقة.

الجواب

الحمد لله

لا فائدة من إخبار أبنائك بمشاكلك مع والدهم ، لاسيما وهم صغار في السن وقد يصلح الله والدهم وتكون حياتكم مستقرة وسعيدة.

والنصيحة لك اجتناب إظهار المشاكل أمامهم ، حتى لا يؤثر ذلك على نفسيتهم.

وإذا اقتضى الأمر شيئا من ذلك فبإمكانك أن تذكري كلاما عاما ، مثل أن تقولي لمن يسألك : هناك ظروف تمنع التوافق ، أو تمنع المعيشة معا ، أو ما إلى ذلك من الأعذار .

وإذا كبر الأبناء ، وصاروا في سن يمكنه أن يعقل ذلك ، فسوف يتفهمون طبيعة الأمور ، وأن الحياة فيها من مثل ذلك ، وما هو فوق ذلك : الشيء الكثير .

وما دام الأمر لم يصل بينكما إلى الطلاق ، فمن يدري ؛ لعل الله أن يصلحه ، ويرزقه التوبة ، ويعود إليك ، وإلى أبنائه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 15:59
تزوجت بدون إذن أهلها وتأخر البناء ثم صارت تشك في صدق زوجها

السؤال

أنا عمري 32 عاماً وكانت أمي كثيرة المشاكل معي بسبب التزامي الديني الذى لم ترضى عنه حتى أنها طردتني من منزلي عندما انتقبت و عشت مع أبى رحمه الله لانهم كانوا مطلقين

و عندما توفى والدى أرجعتني، و كانت تعاملني بجفاء و لكن بعد ما وفقني الله إلى برها، و كنت أعاملها بإحسان؛ تحسن الوضع مع التزامها بالتشديد علي في بعض الأمور

و منها الزواج كانت تضيق على كثيرا . كنت أظن بسبب الالتزام و لكن مع مرور الوقت اكتشفت أنه حب تملك.

و منذ عام و نصف تقدم لي رجل متزوج، و قال لي أنى سأكون زوجة ثانية و أنه يحبني و لا أخفي عليكم أنى كنت أميل له كثيرا و لكن كنت أعرف جيدا أن أمي لن توافق لأن الطبقة الاجتماعية التي انتمى لها

لا تقبل هذا الأمر. وأخبرته أنها لن توافق، و ممكن أن تطردني إن تمسكت به و لكنه قال هو اختيارك في النهاية و لكن إن تمسكتي بي فلن أتركك ابدا. و حدثتني زوجته الأولى انها موافقة فتشجعت

و أخبرت والدتي فما كان منها إلا أنها ضربتني و لما تمسكت به طردتني من البيت، و قابل ابن عمتي و قال عنه كلام حسن و لكن قال لن يقف أحد بجانبي لقوة شخصية والدتي. المهم عقدت

و ما إن عقدت حتى تغيرت زوجته و انهارت و عدلت عن كلامها و حاول يحتويها و قام بتأجيل البناء ثم ما لبثت و هدأت على الاقل ظاهريا حتى انى كنت أذهب لأذاكر لأولاده. و لكنه مع الوقت بدأ يهملني

و يركز معها فقط و يقلل الوقت الذى يراني فيه. و لا أنكر أنى كنت اتشاجر معه لأنى أريد أن أستقر و في ذات الوقت طالت مدة مكوثي عند صديقتي حوالي تسعة أشهر. فكان يحملني بعده عني بالنكد!

واضطررت أن أنقل الى شقة ايجار كان أجّرها لي و اشترى أثاثها و لكن كنت لا أريد أن أذهب بدون بناء و لكن والد صديقتي انزعج من طول مكوثي. و مع النقل عملت معه زوجته مشكلة أخرى مع أنه لن يكون

هناك بناء مع أنى احسنت لها و لأولادها حتى أنها طلبت أن لا يحدثني من البيت. طبعا ابتعد عني زيادة و نحى البناء جانبا للظروف و أنا في البيت من شهر فبراير و كل ما اتعب من طيلة المدة لأنه دائما يخبرني

أن ليس لي حقوق عليه الآن إلا بالبناء فيقول لا يعرف و كل فترة يتحجج بأمور مختلفة. و في هذه الأجواء تحسنت معي زوجته مرة أخرى و لم أرد أن اصدها و سامحتها و عاودت الاهتمام بأولادهم

و اخذت اخبره أنها تحسنت و يقول لي إنك لا تعرفي شيء. و من اسبوع انفجر في بدون اي شيء، و تلكك بأمر أنه قد يسافر للعمل في الخارج و لا يمكن أن يصطحبنىي و ثاني يوم قال لي لن اتركك

و أنا على استعداد للبناء و لكن لو سافرت سيكون هناك صعوبة ووقت لأخذك معي. أشعر انه مجرد تأنيب ضمير له ليس أكثر، ليكون على الاقل يصرف علي و لا أكون فى الشارع بدون أهل

لان أهلي لن يرجعوني و قاطعوني جميعا. أنا أرغب في تركه لأني أشعر انه لا يريدني و أن تأنيب الضمير لا يبنى حياة. السؤال هل ظلمتني زوجته بأفعالها و ان لم تتطلب منه تركي مباشرة

و لكن ما مارسته من ضغوط بطرق غير مباشرة؟ هل ظلمني زوجي حقا بتأخير البناء و القول دائما بان ليس لي أي حقوق إلى الان عليه؟ هل ظلمني هذا الرجل بانه عشمني في الزواج و الاستقرار ثم تخلى عني معنويا ؟

و هل ترضى امرأة بعد طول هذه المدة ان تتزوج بشخص تشعر أنه لم يعد راغب فيها و أنه مجرد تأنيب ضمير؟

هل لي حق ان أشعر بهذا؟ أرجو رسالة الى هذا الرجل الذى ظلمني عندما

قال انه يحبني و انا احبه جدا حتى الان و رضيت اكون زوجة ثانية إرضاء لشرع الله و لأنى ظننت أنه لن يظلمني. أرجو إرسال رسالة للرجال بأن الزوجة الثانية لها حق كالزوجة الأولى و لها أيضا مشاعر و أحاسيس.

الجواب

الحمد لله

أولا : نحن نقدر لك معاناتك ، وما مر بك من بلاء ، وشدائد ، نسأل الله أن يجعلها كفارة لسيئاتك ، ورفعة لدرجاتك ، وأن يجعل لك منها فرجا ومخرجا ، وأن يرزقك من حيث لا تحتسبين .

أختنا الكريمة ، دعينا نصارحك ، قبل حديث الظلم ، لمن ظلمك ، فإن هؤلاء لم يتوجهوا لنا بسؤال ، وربما لن يقرؤوا لنا ، ولو قرؤوا ، ربما ما سمعوا لنا ولا استجابوا .

لكن ، أنت من توجهت لنا بسؤالك ، ومشكلتك ، وهنا نقول لك :

لقد كنت ـ حقا ـ : كالمستجير من الرمضاء بالنار !!

نعم ، نحن نقدر لك ما مر بك من معاناة ، وشدائد ، مع والدتك ، وتسلطها ، وشدتها عليك ؛ لكننا لم نقتنع ، ولم نقدر لك تلك الخطوة التي خطوتيها إلى المجهول ، مع رجل متزوج

لم تختبري صدقه ، وجديته بما يكفي ، ولم يكن لك من الأولياء الناصحين : من يستوثق لك من أمرك ؛ فغامرت أنت بإغضاب أمك ، والتعجيل بالقطيعة والفراق بينها وبينك

ثم القطيعة مع كل عائلتك ، وأقربائك ، وتزويج نفسك ، والمرأة لا تزوج نفسها من غير ولي لها ؛ ثم لأجل من ؟

لأجل من رأيت حاله ، وشهامته ، ومروءته !!

وهذا من أعظم مقاصد الشرع حين منع المرأة من تزويج نفسها ، إلا أن يزوجها أولياؤها من الرجال ؛ لتأمن من الخديعة ، والانسياق وراء العواطف السريعة ، وعدم تدبير الأمور .

نحن ، لا نريد أن نعيد عليك هنا آلاما من الماضي ؛ فهذه ما زالت آلامك ، ومحنتك ، ولا نقصد بهذا التقريع والتأنيب ، بقدر ما نبحث عن مدخل مناسب لحل مشكلتك ، والخروج من معاناتك ، بحسب ما يبدو لنا .

إننا نرى أن توسطي بعض الناصحين من أهل الخير والصلاح ، والرغبة في الإحسان والإصلاح ، ليقفوا مع زوجك على حقيقة حاله ؛ فإما أن يكون جادا ، صادقا ، فيبني بك من الآن

ويعطيك حقك كامرأة ، وزوجة ، لها ما للنساء على أزواجهن ، وعليها ما عليها لزوجها .

ليس السفر علة تمنع الدخول والبناء ، وليست الظروف ـ بحسب ما تذكرين ـ مانعة ؛ بل المانع حقا : هو ضعف الصدق والجد في أمر الزواج .

ربما كان جادا يوم وعدك ، أو يوم عقد عليك ، لكنه شعر أنه تعجل ، فكان منه ما كان ..

وربما يكون غير ذلك .

غير أن الأمر الذي يعنينا ويعنيك : هل هو الآن جاد ، فليبن بك .

أو غير جاد ، فاقطعي الرجاء فيه ، واقطعي الحبال بينك وبينه ..

وارجعي إلى أهلك ، وأمك ، رغم كل معاناتك معها ، فهي خير من أن تعيشي وحيدة ، بلا أهل ، ولا ظل راع يرعاك .

وفي كل حال :

فنحن لا نوافقك على أن تبذلي نفسك لزوجته الأولى ، لا سيما وقد كان ما كان ، ولا أن تعتني بأولادها ؛ فمن الواضح أن هذا لم يكسر سورتها عليك ، ولم ينزع حقدها ولا غضبها ، بل ربما زادها تسلطا واستعلاء

وهي امرأة ، كما أنت امرأة ، وزوجة ، كما أنت زوجة ؛ فدعيها ، وشأنها ، وأولادها ، من الآن فصاعدا ، صلح الحال معها ، أو فسد ، بنى بك زوجك ، أو لم يبن ؛ فليكن لك شأنك ، ولها شأنها الخاص بها وحدها .

ثانيا :

ليس من شك في أن السعي في التفريق بين زوجين - ولو كانا في مرحلة العقد ، قبل البناء ، فقد تم الزواج - ليس من شك في أن السعي في التفريق بينهما ، هو من عمل الشيطان

أيا كانت وسيلة مثل هذا السعي ، بقول ، أو فعل ، بسحر ، أو غضب ؛ فكل ما كان من شأنه أن يفرق بين زوجين ، بغير حق : فهو باطل من عمل الشيطان ، يحبه الشيطان ، أشد ما يحب من السعي في الأرض بالفساد .

وينظر جواب السؤالين القادمين

وأما حديث الظلم ، فمن من الناس لا يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة ؟!!

ومن من الناس لا يعلم أن العدل واجب على الرجل بين زوجاته ؟!

ومن ، ومن ..

إن القضية ليست في رسائل أو مواعظ ؛ إن القضية ، كل القضية : هي في الجد ، والصدق في الالتزام بأمر الله ، وطاعته ، وطلب مرضاته ، والخوف من عقابه .

وعلى كل حال ؛ فقد سبق بيان شيء من ذلك

فينظر جواب السؤالين بعد القادمين

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 16:37
أفسد عليها أهلها حياتها الزوجية ، وتريد " الخلع " ، فكيف يتصرف ؟

السؤال

أنا متزوج لي سنة ، وحياتي - أنا وزوجتي - سعيدة أحياناً ، فأنا أعطيها أي شيء تريده من حاجيات ، ولكن المشكلة هي أهلها ، وأمها بالذات ، لا تريدني

وتخرب عليَّ حياتي إلى أن أثَّرت على زوجتي ، وخربت علينا حياتنا ، وأنا أحب زوجتي ، ولا أريد أن أطلقها . وفي يوم من الأيام بعد الإفطار عند بيت أهل زوجتي :

رفض أبوها أن ترجع زوجتي معي إلى البيت ؛ لأسباب واهية ، وأُشهد الله أني لم ألمسها بشرٍّ قط ، ولم أقصر في أي من حقوقها ، وأني لا أجعلها تطبخ ؛ لكي لا تتعب

وكل شيء تريده آتي لها به ، ولكن تأثير أمها كان كبيراً عليها ؛ لأنها البنت الوحيدة لهم ، طلب مني أبوها الخلع ، وأنا أريد زوجتي ، وقد منعني أن أكلمها ، أو أن أراها

. والآن مضى شهر بدون أن استطيع محادثتها ، فماذا أفعل ؟ .

إن طلبت الخلع من غير سبب شرعي : فقد دفعتُ مهراً 50000 الف ريال ، وعملت فرحاً بقيمة 60000 الف ريال غير ما أعطيتها هي من هدايا ، وشراء أثاث ، واستأجرت شقة بقيمة 30000 ألف ريال أو اكثر

وأنا طالب ، وهم يدركون ذلك ، فهل لي أن أطلب ما دفعته بحكم القاضي ؟

. وهل أستطيع محاكمتها بأنها هجرتني بدون سبب ، أو محاكمة أبيها بأنه قد منعني من حقي الشرعي بدون مسبب ؟

. فأنا - والله لا أستطيع إلا التفكير بزوجتي ، ومقدار الحب الذي زال بسبب أمها ، وأريد أن أتزوج بأخرى لكي تستقر حالي ، ونفسيتي التي أصبحت مريضة بسبب حبي لها .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

إفساد الزوجة على زوجها من كبائر الذنوب ، ويقبح بأهل الزوجة أن يكونوا هم من يقوم بهذا الفعل الشيطاني ، وهو من فعل السحرة ، وهو من أعظم أعمال جنود إبليس عنده .

قال تعالى : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) البقرة/ من الآية 102 .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً عَلَى زَوجِهَا أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ ) .

رواه أبو داود ( 2175 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

" خبَّبَ " : بتشديد الباء الأولى بعد الخاء المعجمة أي : خدع وأفسد .

وعَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ

فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ) قَالَ الْأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ : ( فَيَلْتَزِمُهُ ) .

رواه مسلم ( 2813 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

فسعي الرجل فى التفريق بين المرأة وزوجها من الذنوب الشديدة ، وهو من فعل السحرة ، وهو من أعظم فعل الشياطين .

" مجموع الفتاوى " ( 23 / 363 ) .

وقال الشيخ صالح الفوزان- وفقه الله - :

وقد جاء الوعيد الشديد في حق من يفسد الزوجة على زوجها ، ويخببها عليه ؛ فقد جاء في الحديث : " ملعون من خبَّب امرأة على زوجها " ومعناه : أفسد أخلاقها عليه ، وتسبب في نشوزها عنه .

والواجب على أهل الزوجة أن يحرصوا على صلاح ما بينها وبين زوجها ؛ لأن ذلك من مصلحتها ومصلحتهم .

" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 3 / 248 ، 249 ) .

فالواجب على أهل الزوجة أن يتقوا الله تعالى ربَّهم ، وأن يعلموا أنهم قد وقعوا في كبيرة من كبائر الذنوب ، فعليهم واجب إصلاح ما أفسدوا ، وإرجاع الزوجة – ابنتهم – إلى زوجها ، وهو في مصلحتهم ، ومصلحتها .

كما يجب على الزوجة أن تتقي الله تعالى ربَّها ، وأن لا تلتفت إلى من يريد إيقاع الفساد في بيتها ، وهدم أركان بيت الزوجية ، وها هو زوجها يعلن حبَّه لها

وعدم صدور شيء منه يسبِّب هجرها له ، فليس أمامها إلا التوبة من فعلها ، وطلب الصفح من زوجها

والعودة إلى عش الزوجية ، وهي نعمة حرمها ملايين النساء في العالَم ، فلا تشتري شقاءها بثمن تدفعه ، وقد بُذلت لها الأموال لإسعادها .

ولتعلم الزوجة أنه قد ورد وعيد شديد فيمن تطلب الطلاق من غير بأسٍ ، وهي الشدة الملجئة لهذا الطلاق .

عن ثوبان رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيرِ مَا بَأسٍ فَحَرَامٌ عَلَيهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ ) .

رواه الترمذي ( 1187 ) وأبو داود ( 2226 ) وابن ماجه ( 2055 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - :

الأخبار الواردة في ترهيب المرأةِ من طلب طلاقِ زوجها محمولةٌ على ما إذا لم يكن بسببٍ يقتضي ذلك .

" فتح الباري " ( 9 / 402 ) .

فإن كان في زوجها من العيوب ما يدعوها لطلب الطلاق ، وعدم القدرة للصبر على زواجها : فلا حرج حينئذٍ من طلبها للطلاق ، فإن لم يرضَ زوجها تطليقها : فلها طلب " الخلع " ، فتفتدي نفسها منه بما يطلبه منها .

ثانياً:

ونقول للزوج في نهاية المطاف :

إذا كانت زوجتك قد طلبت الطلاق لما تراه منك من ارتكاب معاصٍ ، أو سلوك لا يطاق ، كضربها ، وإهانتها ، وشتمها : فإن طلبها للطلاق لا تأثم عليه ، ولها حق مهرها كاملاً ، المقدَّم منه والمؤخر .

وإذا كان طلبها للطلاق لغير سبب يستحق ذلك ، كما ذكرته أنت في قصتك معها : فهي آثمة ، ولك أن تصر على عدم تطليقها ، وتحاول إدخال العقلاء

من الناس للإصلاح بينك وبينها ، وبينك وبين أهلها ، فإن لم يُجدِ هذا الأمر نفعاً : فلك أن ترفع قضية " هجر " عليها ، وقضية " تخبيب " على أهلها

إن رأيت ذلك ، ولا ننصحك بمثل ذلك ، بل ننصحك - إذا لم ينفع الإصلاح من الشفعاء - : أن تقبل " الخلع " ، وأن تطلب منها ومن أهلها مهرها الذي دفعته لها

وما بذلتَه من مصاريف على الزواج ، كما لك أن تطلب تنازلها عن حضانة أولادها – إن كان بينكما أولاد .

ونسأل الله تعالى أن يصلح بينكما ، وأن يهدي زوجتك لما يحب تعالى ويرضى ، وأن يجمع بينكما على خير
.
والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 16:41
عقد عليها ويشعر بعدم الارتياح فهل يطلقها

السؤال

كنت قد سألتكم يوم الجمعة الماضي عن كيفية التصرف مع خطيبتي ، والتي قد كتبت عقد نكاحي عليها ، ولكنني لم أبن بها بعد . نحن خاطبين منذ ثلاثة أشهر تقريبا .

هي عمرها عشرون عاما ولازالت طالبة في الثانوية العامة . أنا عمري 25 وفي مرحلة التخرج الآن . كنت حين تعرفت على الفتاة ورأيتها الرؤية الشرعية وجلست معها 3 مرات فقط

بحضرة والديها وتحدثنا في أمور كثيرة تخص المستقبل . وقد وافقت عليها ، من بينها تعلم اللغة العربية ، وأمور الدين … وحين تقدمت لها كنت على دراية بضعف لغتها العربية حيث أنها عاشت وتربت هنا في الغرب

ولم يكن لديهم أي إمكان أن يتعلموا اللغة مثلنا … هي تجيد قراءة القرآن بدون لحن جلي أو خفي وتحفظ الشيء اليسير من القرآن. حدثتها أنني سأعلمها وأخذت على عاتقي التغيير

وهي أبدت استعدادا وحماسا منقطع النظير . لكن يا شيخ بعد كتابة الكتاب تغيرت الأمور ووهنت العزائم …

يا شيخنا الفاضل أنا أعلم بطبيعة النفس البشرية وأعلم أن من عقيدتنا عقيدة أهل السنة والجماعة أن الإيمان يقوى ويضعف وأعلم أن القلوب لها مواسم ... لكن الفتاة كلما بعثت لها محاضرات لا تستمع لها .

.. إلا للقليل منها ... حدثتها وطلبت منها أن نتعاون على قراءة كل يوم نصف جزء من القرآن ... تتحمس يومين أو ثلاثة وبعد ذلك تهون عزيمتها وتضعف ...

إذا سألتها لماذا ؟ تقول لي ... شغلت بالدراسة وبالواجبات وكذا وكذا وكذا...! في الحقيقة الموضوع أرهقني ، وأصبحت أشعر بالخوف تجاهها وعدم الميول لها ...

وخصوصا أنه يحدث كثيرا مشادّات بيني وبينها لأمور عادية جدا ... أشعر بفارق كبير بالتفكير بيني وبينها ... يعني لم نتناقش يوما بموضوع يخص مستقبلنا إلا وانتهى النقاش بيننا بزعل .

هي سريعة البكاء وإذا قسوت عليها يوما ببعض الكلمات ، إن هي قصرت في سماع محاضرات أو قراءة قرآن تبكي ... حينها ألتزم الصمت

ولا أدري ما أقول دار نقاش يوما بيني وبينها إلا أنها لم تفهم كل الكلام ، وذهبت لتسأل أمها عن بعض النقاش الذي دار بيني وبينها ... فاستغربت أمها من كلامي واتصلت بي وأخذت تهينني على التلفون

بحجة أنها أخطأت أنها زوجتني ابنتها وأنها باعت ابنتها لي بالرخيص (والحق يقال : إن أهل الفتاة لم يأخذوا مني مهرا ... وحتى مؤخر الصداق قالوا لي إنهم سامحوني به

ولولا عاداتهم وتقاليدهم ما كتبوه أصلا في العقد) لكن كانت كلمات الأم جارحة ... هي اتصلت بعد ذلك واعتذرت ، وأنا قد سامحتها لكنها كانت جارحة بإهانتي

وأنا لم أخبر أهلي بهذا الموضوع لتجنب زيادة المشاكل. لقد بدأت أخاف جدا من هذا الارتباط ، والمشكلة أنني خائف أن أخبر أهلي بما يدور في خاطري لأنهم سيقولون لي : افسخ عقدك عليها

ناهيك عن شماتتهم بي ؛ لأن الفتاة كانت من اختياري ولم تخترها أمي لي ... (المشكلة أيضا أن الفتاة تعلقت بي جدا ، وأهلها سهلوا لي أمور المهر وغيرها ، وإذا تركت الفتاة فسأجرحها وأهلها) لكن على النقيض

إن الفتاة لم تكن بالمستوى الذي أطلب من العلم والفقه في الدين .أشعر لديها رغبة في التعلم ، لكني لا أرى منها أي مجهود مقنع ... أخاف إن فسخت عقد الكتاب ، أن أكون قد استعجلت التغيير

وأكون قد ظلمت الفتاة وأهلها....لا أخفيكم سرا أنني لم أعد أشعر بأي ميول نحوها لكثرة مشادّاتنا ...

لا أدري هل هو بسبب الضغط النفسي الذي أعانيه الآن بسبب مرحلة التخرج ، وكثرة الدراسة أم ماذا ... أنا في حيرة من أمري ... أفيدوني بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله

إن من الأمور المعلومة ما يلقيه الشيطان من الخواطر والوساوس والشكوك حتى يفرق بين المرء وزوجه كما جاء في صحيح مسلم (2813) عن جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيء

أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ قَالَ الْأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ "

وأنت بمجرد عقدك على هذه المرأة ، صرت زوجاً لها ، ولا ينبغي للإنسان أن يحل عقد الزوجية لمجرد الشكوك ، بل لا يكون ذلك إلا لأمر يقيني ، متأكد .

ولا تعجب من عدم الوئام التام المطلوب ، فهذا أمر طبيعي ، لا سيما وأنك بعدُ لم تدخل بها ، ولا تدري لعلك إن تركتها أن لا تجد مثلها ، ولعلك إن كرهت منها اليوم خلقاً ، أن ترضى منها أخلاقاً أخر .

فأخشى ما نخشاه عليك أن تكون في حال رهبة وخوف من الارتباط المقبل مما يجعلك تستحضر في ذهنك الجوانب السلبية وتنسى الجوانب الحسنة الإيجابية ، فلذلك جاء في الحديث

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ" رواه مسلم (1469) .

ونذكرك أن تمام الوئام المطلوب إنما يكون بعد الزواج فتجد أن المرأة إن سكنت بيت زوجها ووصلها خيره ، فإنها تنقاد معه أيسر مما كانت قبلُ ، وهذا أمر مجرب محسوس .

فلذلك لا ينصح بتطويل مدة العقد ، وينصح بالإسراع والتعجيل بالزواج ، حتى لا تزيد المشاكل وتتكاثر .

والمرء تشتد همته لما منع منه ، ويشرئب قلبه له ، حتى يسيطر عليه الهم والغم

فإن هو ظفر بما أراد ، ندّمته نفسه ، وضعفت همته ، وبدأ ينظر بالعين الأخرى ، حتى إن كثيرا منهم - بعد نيل المراد - يشتكي من ذلك ، حتى يبدأ بالوسواس : لعله سحر ، أو عين ، أو مس ، وقد رأينا من مثل هذا ما لا حصر له .

قال الإمام ابن القيم في "الجواب الكافي" (ص320) :

" فإن كثيرا من الناس يزيد رغبته في المرأة إباؤها وامتناعها لما يجد في نفسه من ذل الخضوع والسؤال لها ، وكثير من الناس يزيده الإباء والامتناع زيادة حب كما قال الشاعر :

وزادني كلفاً في الحب أن منعت ... أحب شيء إلى الإنسان ما منعَ " انتهى .

وأما ما ذكرت من عدم قراءتها للقرآن بالقدر الذي تطلبه ، وعدم استماعها لأشرطة المحاضرات بالشكل المطلوب ، ثم محاسبتك لها على التفريط في ذلك ، بل وقسوتك عليها من أجل هذا !!

فهذا أمر عجيب جدا ، لا سيما وأنها ما زالت في بيت أبيها ، وما زالت في طور الدراسة الثانوية ، صغيرة السن ، لا تتقن اللغة العربية جيدا … إلى آخره من المبررات الواضحة العذر .

فأنت تطالبها بالفضل وتعتب عليها فيه ! وقد كان الأولى بك في هذه المرحلة ، المطالبة بالعدل ، من غير عتب .

فالذي ننصحك به أن تبقي على زوجك ، ولا تتعجل في حل ما بينكما ، بل على العكس ، أغلق أبواب الوساوس والفرقة ، وعجل بإتمام زواجك ، ولعل الله أن يقر عينك بها ، لا سيما وهي لك محبة ، وفيك راغبة .

ولعلك أخي الكريم أن تستشير – من أهل التقى والعلم والحكمة – من يدرك بيئتك التي أنت فيها ومالها من تداخلات وتشعبات ، وعليك بالتوكل على الله والدعاء والإلحاح على الله ، والاستغفار في الأسحار .

نسأل الله أن يفرج همك ، وينفس كربك .

وأما بالنسبة لما قلت : من أنهم زوجوك من غير مهر ، فإن كنت تقصد أنهم زوجوك بمهر قليل فهذا خير والحمد لله ، وأما إن قصدت أنهم لم يأخذوا منك أي مهر قط ، فهذا أمر لا يجوز

لأن الزواج بدون مهر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قال الله تعالى (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) .

فيجب عليك أن تبذل لها مهراً وإن قل

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 16:44
هل تدعو الزوجة الثانية على الزوجة الأولى لظلمها لها؟

السؤال

لقد طلقني زوجي ، بعد زواجٍ دام 11 شهرًا فقط ! ! وسؤالي هو : في قلبي نارٌ من تفضيله زوجته الأولى عليّ ، رغم تعدّيها وظلمها لي . فهل من المحرّم الدعاء بالسوء .

. لأني أشعر أنّي لا أملك سوى دفاع الله عنّي ، وجبر خاطري ، ولذلك أقول طوال الوقت : حسبي الله ونعم الوكيل ، اللهمّ أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها .

. وأقول : اللهم انصرني على من ظلمني ، وأرني به ثأري ، وبالفعل أعنيه .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

قد حذرنا الله ورسوله من الظلم , قال الله تعالى : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ) إبراهيم/42 , وقال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه مسلم (2578) .

ومن أعظم الظلم وأقبحه : ظلم الزوج زوجته ، وتركه العدل بين زوجاته .

قال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ ، فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَشقّهُ مَائِلٌ ) رواه أبو داود (2133) وصححه ابن حجر "بلوغ المرام" (315) .

قال الذهبيّ رحمه الله في "الكبائر" (ص109) :

" ومن الظلم : أن يظلم المرأة حقّها من صداقها ونفقتها وكسوتها " انتهى .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

( يؤخذ بيد العبد والأمة يوم القيامة ، فينادي منادٍ على رؤوس الأولين والآخرين : هذا فلان بن فلانٍ ، من كان له حقٌ فليأت إلى حقّه ، فتفرح المرأة أن يكون لها الحقّ على أبيها

أو على ابنها ، أو على أخيها ، أو على زوجها ، ثم قرأ ابن مسعود : ( فَلَاْ أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَاْ يَتَسَاءَلُون) المؤمنون/101

فيغفر الله تبارك وتعالى من حقّه ما شاء ، ولا يغفر من حقوق الناس شيئًا ) رواه الطبري في تفسيره (5/90) .

ثانيًا :

وقد أرخص الله سبحانه وتعالى للمظلوم أن ينتصر ممن ظلمه في الدنيا ، وذلك بما يقدر عليه ، من غير تعدٍّ ولا تجاوزٍ ولا ظلم .

قال الله تعالى : ( لَاْ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيْعًا عَلِيْمًا ) النساء/148 .

قال ابن كثير في "التفسير" (1/572) :

" قال ابن عباسٍ في الآية : يقول : لا يحب الله أن يدعو أحدٌ على أحدٍ ، إلا أن يكون مظلومًا ، فإنّه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه ، وذلك قوله : ( إِلّا مَنْ ظُلِمَ ) ، وإن صبر فهو خيرٌ له " انتهى .

وقال تعالى : ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيْلٍ ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَىْ الّذِيْنَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِيْ الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ ، أُوْلئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) الشورى/41-42 .

وقال تعالى : ( وَالَّذِيْنَ إِذَاْ أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ) الشورى/39 .

وقد جاء عن بعض الصحابة دعاؤهم على من ظلمهم :

فلما اتهم رجلٌ من أهل الكوفة سعدَ بن أبي وقاص رضي الله عنه بما هو بريء منه , قال سعدٌ : ( أما واللّه لأدْعونّ بثلاْثٍ : اللّهمّ إنْ كان عبْدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً

فأطلْ عمره ، وأَطِلْ فقْرَه ، وعرّضه للْفتن . فكان الرجل يقول بعد ذلك : شيخٌ مفْتونٌ أصابتْني دعْوة سعْدٍ ) رواه البخاري (755) ومسلم مختصرا (453) .

وعن محمد بن زيد عن سعيد بن زيْدٍ رضي الله عنه أنّ أروى ( اسم امرأة ) خاصمتْه في بعْض داره ، فقال : دعوها وإيّاها ، فإنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: ( من أخذ شبْرًا من الأرض بغيْر حقّه طوّقه في سبع أرضين يوْم القيامة ) ، اللهمّ إن كانت كاذبةً فأعم بصرها , واجعلْ قبرها في دارها ، قال : فرأيتها عمياء تلتمس الجدر

تقول : أصابتني دعوة سعيد بن زيدٍ ، فبينما هي تمشي في الدّار ، مرّت على بئرٍ في الدّار فوقعتْ فيها فكانت قبْرها . رواه مسلم (1610) .

قال النووي في "شرح مسلم" (11/50) :

" وفي حديث سعيد بن زيدٍ رضي الله عنه جواز الدعاء على الظالم " انتهى .

وإذا دعا المظلوم على من ظلمه ، فلا يتعدَّ في الدعاء ، ولا يتجاوزْ ما شرعه الله له .

قال الحسن البصري :

( لا يدع عليه ، وليقل : اللهم أعنّي عليه ، واستخرج حقّي منه ) .

وفي روايةٍ عنه قال : ( قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه ، من غير أن يعتدي عليه ) انتهى .

"تفسير ابن كثير" (1/572) .

وخير ما يدعو به المظلوم ، هو ما جاء عن النبيّ صلى الله عليه وسلم .

فعن جابرٍ رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

( الَّلهُمّ أَصْلِحْ لِيْ سَمْعِي وَبَصَرِيْ ، وَاجْعَلْهُمَا الوَارِثَيْنِ مِنّي ، وَانصُرنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي ، وَأَرِنِي مِنْهُ ثَأْرِي ) . رواه البخاري في الأدب المفرد (1/226) ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد .

وعن ابن عمر رضي الله عنهما : أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قلّما كان يقوم من مجلسٍ حتّى يدْعو بهؤلاء الدّعوات لأصحابه : ( الّلهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا تَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ .

. . واجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَىْ مَنْ ظَلَمَنَا وَانصُرْنَا عَلَىْ مَنْ عَادَانَا . .) رواه الترمذي (3502) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

ثالثاً :

وخيرٌ من ذلك كله : العفو ، وترك أمر الظالم له سبحانه وتعالى يوم القيامة ، وذلك أنّ من عفا عن حقّه في الدنيا ، أخذه وافرًا في الآخرة ، وأراح قلبه من شوائب الحقد والغيظ .

وقد بوّب البخاريّ في صحيحه (2/864) :

" باب عفو المظلوم لقوله تعالى : ( إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ

فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) النساء/149 . ( وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) الشورى/40 . ( وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) الشورى/43 " انتهى .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( يَا عُقبَةَ بنَ عَامِر : صِلْ مَنْ قَطَعَكَ ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ ، وَاعْفُ عَمَّن ظَلَمَكَ ) رواه أحمد (4/158) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(891) .

وعنْ عائشة رضي الله عنْها قالت : ( سُرِقَتْ مِلْحفةٌ لَهَا ، فَجَعَلَتْ تَدْعُو عَلَى مَن سَرَقَهَا ، فَجَعَلَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يقولُ : لَاْ تُسَبِّخِي عَنْهُ ) .

قال أبو داود : لا تسبخي : أي : لا تخففي عنه . رواه أبو داود برقم (1497 ) وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (2468) .

والخلاصة :

أنه لا يجوز للزوج أن يظلم زوجته سواء كانت واحدة أو معها أخرى ، ويجوز للمظلوم أن يدعو على من ظلمه ، لكن لا يجوز له أن يعتدي في دعائه ، وخير من الدعاء العفو : والمسامحة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-01, 16:47
له زوجتان ولا يعدل في القسم بينهما

السؤال

هل يجب على الرجل المتزوج من اثنتين أن يخصص أياما معينة لكل زوجة منهما ؟

وهل يجوز له أن يقسم الأيام بينهما ؟

زوجي لم يعين لنا أياما إلى الآن . وهو يأتي إلى بيتي عندما ينتهي من ذهابه إلى بيت زوجته الأخرى . ثم يأتي لبيتي من أجل المواقعة . وأنا لا أقبل بهذا الترتيب . كما أننا على حافة الطلاق.

الجواب

الحمد لله

يجب على من له أكثر من زوجة العدل بين نسائه . ومن الأمور التي يجب العدل فيها القَسم وهو ـ العدل في أن يقسم لكل زوجة يوماً وليلة ـ ويجب أن يبقى معها في تلك الليلة .

قال الشافعي رحمه الله : ودلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما عليه عوام علماء المسلمين أن على الرجل أن يقسم لنسائه بعدد الأيام والليالي ، وأن عليه أن يعدل في ذلك .

.. "الأم" (5/158) . وقال : ولم أعلم مخالفا في أن على المرء أن يقسم لنسائه فيعدل بينهن .أ.هـ."الأم" (5/280).

وقال البغوي رحمه الله : إذا كان عند الرجل أكثر من امرأة واحدة يجب عليه التسوية بينهن في القسم إن كُنَّ حرائر ، سواء كن مسلمات أو كتابيات .

. فإن ترك التسوية في فعل القَسْم : عصى الله سبحانه وتعالى ، وعليه القضاء للمظلومة ، وروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " وفي إسناده نظر - (رواه : أبو داود (2/242) والترمذي (3/447) والنسائي (7/64)

وابن ماجه (1/633) وصححه الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (3/310) والألباني "إرواء الغليل " (7/80) ) -

وأراد بهذا الميل : الميل بالفعل ، ولا يؤاخذ بميل القلب إذا سوى بينهن في فعل القسم . قال الله سبحانه وتعالى : ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل ) معناه

: لن تستطيعوا أن تعدلوا بما في القلوب ، فلا تميلوا كل الميل ، أي : لا تتبعوا أهواءكم أفعالكم .. .أ.هـ. "شرح السنة" (9/150-151).

وقال ابن حزم رحمه الله : والعدل بين الزوجات فرض ، وأكثر ذلك في قسمة الليالي .أ.هـ. "المحلى" (9/175).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : يجب عليه العدل بين الزوجتين باتفاق المسلمين

وفي السنن الأربعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من كانت له امرأتان.." فعليه أن يعدل في القسم فإذا بات عندها ليلة أو ليلتين أو ثلاثا : بات عند الأخرى بقدر ذلك لا يفضل إحداهما في القسم

.أ.هـ "مجموع الفتاوى" (32/269).

وقال العيني - شارحا حديث " من كانت له امرأتان

.." -: قيل : المراد سقوط شقه حقيقة. أو المراد سقوط حجته بالنسبة إلى إحدى امرأتيه التي مال عليها مع الأخرى ، والظاهر : الحقيقة، تدل عليها رواية أبي داود "شقه مائل " والجزاء من جنس العمل ، ولما لم يعدل

أو حاد عن الحق ، والجور والميل: كان عذابه أن يجيء يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وأحد شقيه مائل .أ.هـ.

"عمدة القارئ" (20/199) وانظر "المبسوط" (5/217)

وبه استدل الشوكاني على الوجوب

انظر "السيل الجرار" (2/301) ، و"نيل الأوطار" (6/216).

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : لا نعلم بين أهل العلم في وجوب التسوية بين الزوجات في القسم خلافا وقد قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف ، وليس مع الميل معروف .أ.هـ. "المغني" (8/138).

فعلى هذا الزوج أن يتقي الله وأن يعدل في القسمة ، وعلى الزوجة أن تعلمه بحكم الشرع في فعله وبوعيد الظُّلم وتذكرّه بالله واليوم الآخر فلعله أن يراجع نفسه ويعدل في القسمة وهذا خير من الفراق إن شاء الله .

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

hhamza
2018-12-05, 01:39
سؤال في ميراث

كيف يقسم الميراث لمتوفي ترك 6 بنات، وزوجة، وأخ شقيق،وأخت شقيقة، وأخ من الأم، و أخوين إثنين من الأب وأخت من الأب .جزاكم الله كل خير وشكرا

*عبدالرحمن*
2018-12-05, 14:37
سؤال في ميراث

كيف يقسم الميراث لمتوفي ترك 6 بنات، وزوجة، وأخ شقيق،وأخت شقيقة، وأخ من الأم، و أخوين إثنين من الأب وأخت من الأب .جزاكم الله كل خير وشكرا

يمكنك متابعة هذا الرابط لمعرفه كل ما تريد معرفته بالتفصيل

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2149234

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:04
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تركها زوجها عند أهلها سنة والآن يريدها أن ترجع إليه

السؤال

تخاصمت مع زوجي وذهبت لبيت أهلي واكتشفت أني حامل وأبلغت زوجي برسالة فلم يأتي ورزقني الله ببنت والآن عمرها 4شهور، جاء زوجي الآن حتى يرجعني و أنا لا أرغب به كزوج مرة أخرى

وهو أيضا ليس لديه ميول تجاهي إنما يريد قرب ابنته، قال إذا لم ترجع لي و بلغت ابنته سبع سنين سيأخذها مني، أنا محتاره في امري،

هل أجبر نفسي على الرجوع اليه من أجل ابنتي أم هل هناك طريقه أحافظ بها على حضانة ابنتي بعد السبع سنوات ... و أهلي لن يرضوا أن يتركوني بدون زواج ففي النهاية سأتزوج حتى أستقر و أكوّن أسرة و أنجب أولاداً .

. كيف اتصرف بمثل هذا الموقف؟

الجواب

الحمد لله :

أولا:

كان الأولى بك ألا تخرجي من بيتك مهما حصل من خلاف ، أما وقد حصل الخروج فالنصيحة لك أن ترجعي إلى زوجك ، خصوصا وقد رزقك الله منه طفلة ، فقد يؤلف الله بين قلبيكما بسبب هذه الطفلة

وفكري في طفلتك ما ذنبها أن تتربى بعيدة عن والدها؟ وقد تعيش بعيدة عنك إذا تزوجت وأخذها أبوها لتعيش معه .

ثانيا:

حاولي أن تغيري من أسلوبك تجاه زوجك ، وأظهري له حسن الطاعة ، وابتعدي عن الأسباب التي تثير المشكلات بينكما ، وأحسني التبعل له

فالنفس البشرية مهما طغت وأساءت إلا أنها لا تنس الإحسان وإن تجاهلته في الظاهر ، ولهذا فقد يكون العلاج النافع مع زوجك هو زيادة القرب منه مهما بعد ، والرحمة به مهما قسا

مع الدعاء له بالهداية والاستقامة ، واستعيني بالله في ذلك ، فهو القادر سبحانه على إصلاحه .

ثالثا:

بالنسبة للحضانة فقد بينت الشريعة أنه إذا حصلت الفرقة بين الزوجين فالأم أحق بحضانة الأولاد من الأب ما داموا صغارا ، فإن تزوجت سقط حقها في الحضانة

والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتلك المرأة التي طلبت حضانة ولدها من زوجها – بعد أن طلقها - : ( أنت أحق به ما لم تنكحي ) رواه أبو داود (2276) وصححه الألباني .

ولا مانع من أن تكون الطفلة هي سبب رجوعكما الآن لبعضكما البعض ، ثم يغير الله تعالى الأحوال إلى الأحسن ، ويتغير ما في القلوب والنفوس ، وترجع الألفة والمودة بينكما .

نسأل الله تعالى أن يوفقكم لكل خير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:06
يشكو أنه لا يشعر بالمتعة مع زوجته

السؤال

أنا شاب متزوج منذ خمسة أشهر وللأسف لا أشعر بأي إثارة أو متعة مع زوجتي رغم أنني لا أعاني من أي مشاكل جنسية وأعتقد أنه لا يوجد لدى أي مشاكل جنسية سوى أنني لا أشعر بوجود زوجتي

في الفراش وأصبح موضوع العلاقة الجنسية شيء عادي جدا في حياتي, ولا أعلم لماذا لا أشعر بأي انجذاب جنسي تجاه زوجتي ولا تثيرنى مع ملاحظة أنني أشعر بكامل المتعة الجنسية

أثناء مشاهدة الأفلام الجنسية وممارسة العادة السرية ولكنى أقلعت عنهما بعدما تزوجت وللأسف أنا غير راضي وغير مستمتع نهائيا ففكرت فى الزواج مرة أخرى لعل وعسى يكون العيب في زوجتي، فما هي نصيحتكم لي؟

الجواب

الحمد لله :

نسأل الله أن يفرج همّك وينفس كربك.

أولا:

ما زلت في بداية حياتك الزوجية ، والفترة التي قضيتها مع زوجتك غير كافية في الحكم على زواجك منها ؛ فلا تتعجل في اتخاذ أي قرار مصيري تجاه حياتك الزوجية.

وماذا سيكون تصرفك إن تزوجت الثانية ثم وجدت النتيجة نفسها ؟

ثانيا:

لعل ما تشكو منه هو بسبب ممارستك للعادة السرية سابقا ، وكذلك مشاهدة الأفلام التي جعلت الخيال لديك أوسع ما يمكن وكان للشيطان دور كبير في إثارتها لديك وشعورك بالمتعة ، وعند ممارسة الحلال لم تجد تلك اللذة .

ما تحتاجه أخي السائل هو صفاء ذهن ، وكثرة استغفار ، ونسيان المتعة المحرمة التي سبقت .

فقد يكون ما تشعر به الآن هو من تزيين الشيطان ، الذي يريد منك أن لا تكتفي بالحلال ، فيريد أن يعيدك إلى الحرام مرة أخرى .

ولا تنس أن الشيطان يحضر المتعة المحرمة ويشجع عليها ، كما أن الشيطان يزين المرأة الأجنبية في عين الرجل حتى يفتن بها ، مع أنها قد تكون دون زوجته في الجمال!!

فأكثر من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، وأكثر من ذكر الله تعالى ، فإنك بذلك تطرد عنك الشيطان وتنجو من نزغاته ووسوسته .

ثالثا:

قد تحتاج إلى شيء من الصراحة مع زوجتك ، حتى لا تؤثر تلك المشكلة على علاقتك بها ويحصل تفكك للأسرة مع أن الحل قد كان سهلا في متناول اليد .

نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك ويوفقك لكل خير .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:11
الزوج القاسي

السؤال

أنا طبيبه متزوجة من 7 سنوات ، وزوجي أيضا طبيب ، لكن علي مدار الـ7 سنوات حصل بيننا كثير من المشكلات ، مما أدي للانفصال مرتين من قبل ، وهو مشكلته الأساسية الغيرة المفرطة التي بسببها منعني من شغلي ومن أصدقائي

ومن كل الناس ، بدعوي أن المرأة إنما خلقت للبيت فقط ، وليس من الواجب عليه أن يخرجني إلا معه فقط في الأماكن العامه والمنتزهات ، وهو أيضا يفتقد لكثير من اللين في المعاملة ، ليس معي فقط ، لكن مع أطفالي الصغار

فمنذ فتره قام بضرب طفلي الذي لم يتجاوز 6 سنوات علي وجهه وأذنه ، وهو حتى الآن يتألم ، وهذا من شهور فاتت ، وليست هذه هي المرة الأولى ، وكلما رأيت ابني يتألم أحس بذنبه ...

سؤالي هو : أنا لا أشعر معه أبدا بالأمان ، وإذا صبرت معه أكتر : ستضيع علي فرصة تسجيل دراسات عليا في شغلي ، لأن لها سنا يجب أن أبدأ بها .. وللعلم في خلال الفترة الماضية لا أنكر أني غيرت منه شيئا من طباعه

لكن قليلا جدا . فماذا افعل؟ أظل هكذا علي أمل أن يتغير؟

أم أنفصل عنه أنا وأولادي ، لأني لم أعد أطيق طباعه المتشددة هذه ؟

الجواب

الحمد لله..

أولا :

غيْرة الرجل على أهله ، ومحارمه : من الصفات التي يُمدح عليها الإنسان ، وقد أكدها الإسلام ، وحث عليها، وقد تعجب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من شدة غيْرة سعد بن عبادة رضي الله عنه

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ؟! لَأَنَا أغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ) رواه البخاري (6846) مسلم (1499).

والغيرة منها ما هو ممدوح ومنها ما هو مذموم.

وقال ابن القيم رحمه الله في"روضة المحبين" (296) :

وغيرة العبد على محبوبه نوعان : غيرة ممدوحة يحبها الله ، وغيرة مذمومة يكرهها الله

فالتي يحبها الله : أن يغار عند قيام الرِّيبة ، والتي يكرهها : أن يغار من غيْرِ رِيبة ، بل من مجرد سوء الظن ، وهذه الغيْرة تفسد المحبة ، وتوقع العداوة بين المحب ومحبوبه ."

ثانيا :

لاشك أن للزوج حقا مؤكدا على زوجته ، فهي مأمورة بطاعته ، وحسن معاشرته ، وتقديم طاعته على طاعة أبويها وإخوانها ، بل هو جنتها ونارها ، ومن ذلك :

قوله تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِم ) النساء/34 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت ) رواه أحمد (1661) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (660)

قال الألباني رحمه الله في "آداب الزفاف" (282) :

" فإذا وجب على المرأة أن تطيع زوجها في قضاء شهوته منها ، فبالأولى أن يجب عليها طاعته فيما هو أهم من ذلك مما فيه تربية أولادهما ، وصلاح أسرتهما ، ونحو ذلك من الحقوق والواجبات "

وليس المطلوب منك الآن أن تجاهدي نفسك على طاعته ، لا

بل المطلوب أن تشعريه بحرصك أنت على ذلك ، وحرصك على إرضائه ، وحرصك على حسن طاعته ، وأنك تعلمين أن في ذلك طاعة لله عز وجل ، وأنك تقومين بواجبك الأسري : عن محبة ، لا عن كراهية وتأفف وتضجر .

ثالثا :

جميل فيك حرصك على إكمال دراستك ، والأجمل منه هو محافظتك على بيتك وزوجك وأولادك ، فإن استطعت الجمع بينهما بعد موافقة زوجك بحسن العرض عليه ، والتحاور معه

وعدم إهمال المنزل والأولاد فهو أفضل ، وإن لم تستطيعي فالأولى ترك الدراسة ، ورحم الله الصحابي الجليل أبي بن كعب حين قال : "مَا تَرَكَ عَبْدٌ شَيْئًا ، لَا يَتْرُكَهُ إِلَّا لِلَّهِ

إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ بِمَا هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" "الزهد لأبي داود" (191) .

إننا لا نرى لك مطلقا أن تفكري في هدم بيتك ، من أجل تحصيل مصلحة إكمال الدراسة ، وهي مصلحة لا ندري ما يكون من شأنها ، ولا يكون من ورائها ، مع امرأة مطلقة

لا قدر الله ، عندها أطفال ؛ فمتى تفرغ للقيام بشأن أطفالها ، وأداء دور الأب والأم لهم ، وماذا يبقى لدراستها وشأنها ، وفوق ذلك كله : ماذا يبقى لها من دينها ؟!

رابعا :

القسوة الصادرة من زوجك عليك وعلى أولادك والتي أشعرتك بعدم الأمن ربما يكون للمشكلات بينكما دخل فيها ، أو على الأقل في زيادة حدتها ، وهذا أمر مفهوم .

وحينئذ ، فالذي ينبغي عليك : أن تعيدي تهيئة جو الأسرة والبيت

قدر ما تطيقين ، ليكون محضنا طبيعيا هادئا ، قدر الطاقة ، تقل فيه المشكلات إلى حد ما يمكن ، حتى ولو تركت بعض الحق الذي لك ، حسبة عند الله ، حتى لو صبرت على بعض الشدة والأذى واللأواء .

يا أمة الله ؛

إن من يطلب دنيا ، بلا مشكلات ، ولا منغصات : هو شخص لم يعرف ما الدنيا وما تكون !!

إن من يطلب شخصا : زوجا ، أو صديقا ، أو رفيقا ، بلا عيب ، ولا نقصان : هو شخص لا يعرف من هم بنو آدم !!

إِذا كُنتَ في كُلِّ الذُنوبِ مُعاتِباً
صَديقَكَ لَم تَلقَ الَّذي لا تُعاتِبُه

فَعِش واحِداً أَو صِل أَخاكَ فَإِنَّهُ
مُفارِقُ ذَنبٍ مَرَّةً وَمُجانِبُه

إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى
ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه

ولهذا أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم : أن المؤمن العاقل : لا تستحكم الكراهة بينه وبين زوجته المؤمنة .

وأن المؤمنة العاقلة : لا تستحكم الكراهة بينها وبين زوجها المؤمن ؛ فمهما رأى أحدهما جانبا مظلما ، فلا بد أنه واجد من الخير ، ما يعينه على إكمال المسيرة .

ومهما وجدا عيبا ، فلا بد أنه واجد من الخير والمصلحة ، ما يحمله على الرضا ، أو الصبر والتعايش .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم (1496) .

فاستعيني بالله ، يا أمة الله ، وأكملي مسيرك مع زوجك ، وأكملي معه الطريق ، واصبري على الأذى واللأواء والأشواك ، فهذا شأن هذه الحياة .

نعم ؛ يتفاوت الناس في ذلك ، فمن مقل ومستكثر ، لكن لا أحد يخلو عيشه من هم وغم وتنغيص .

ومهما وجدت من عيب ، أو شدة ، فهي مرض ، إما أن يزول ، أو نتكيف نحن معه ، إلى أن نلقى الله ، وقد أدينا الأمانة ، أمانة العرض الذي حفظناه ، وأمانة الزوج

وأمانة الولد ، وفوق ذلك كله : أمانة الدين وطاعة الله .

إننا نرى أن مفتاح الخير ، ومفتاح التفاهم بينكما قد لمستيه أنت بنفسك : لقد تمكنت من تغيير بعد طباع زوجك ، ومواقفه ؛ وهذا أمر حسن ، وخطوة كبيرة في طريق الإصلاح

لكنه ذلك يحتاج إلى فطنة وحكمة منك ، فابدأي معه طريق الإصلاح وأنت تتفهمين أمرين : أن نبدأ بحل المشكلة الأكبر التي تهدد عيشك مع زوجك ، حتى لو أجلنا بعض المشكلات ، أو احتملناها دهرا طويلا .

ثم اجعلي محاولتك في تفكيك العقدة التي يغلب على ظنك أنه بمقدورك تفكيكها فعلا ؛ فعلى سبيل المثال : إذا كان عندك مريض بفقدان المناعة ، أو مرض آخر عضال ، لا تعلمين له ـ بصفتك طبيبة ـ علاجا

وعند المريض غيره من الأمراض المعتادة ؛ فهل من الحكمة في شيء: أن نتركه بأمراضه ، لأن عنده مرضا عضالا ، لا نقدر على دوائه ؟

! وهل من الحكمة أن نستفرغ كل طاقتنا في مرض عضال ، استعصى علينا دواؤه ، ونترك ما في أيدينا علاجه ؟

إن علاج الصغير الممكن : ربما قادنا إلى أبواب من الخير ، لا نعلمها ، ولم تكن لنا على بال.

ولنفترض أننا عجزنا عن ذلك العلاج ، وعجزنا عن إصلاح شيء ، وهو ما لا نظنه ، بدليل كلامك أنت ؛ أفلا تقدرين معنا ، يا أمة الله ، معاناة : أم لأطفال ، وهي في عمر مبكر ، مثل عمرك ؟

كيف ستكملين العيش مع أطفالك ، في مجتمع كمجتمع الناس اليوم ، بكل قسوته ، وفظاظته ، وإهماله ، وبكل ما ترين وتعرفين ؟!!

أم ستتركين أطفالك ، تتركينهم لأبيهم الذي يقسو عليهم ، بحسب كلامك ووصفك ؛ وبدلا من أن تكوني قريبة كل القرب ، بدلا من أن تكون يدك يد الطبيب الحاني ، الذي يضمد الجرح ، ويكفكف الدمع

بدلا من ذلك كله : إذا أنت تبتعدين ، وتتركينهم للمعاناة ، ولا يد لهم ، سوى يد الوالد ، الذي ذكرت ، ومعه : يد أخرى ، لزوجة أبيهم !!

أم تراك تنقلينهم من يد أبيهم ، إلى يد زوج أمهم ؛ الرجل الغريب !!

لا تحسبي ، يا أمة الله ، أننا لا نقدر معاناتك ، لا تحسبي أننا لا نشعر بذلك ، لكن فقط نحن نفكر معك بهدوء : وما البديل ؟!

استعيني بالله يا أمة الله ، واصبري ؛ فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب ، وإن مع العسر يسرا .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، ووطأ لك عيشك ، وجمع بينك وبين زوجك وأولادك على خير حال .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:20
أمها تمنعها من الزواج وتتحكم في حياتها ووالدها ميت ، فماذا تفعل ؟

السؤال

أنا بنت في سن التاسعة والثلاثين من عمري ، مشكلتي أن أمي ترفض أن أتزوج ، هذا ما جعلني غير متزوجة رغم تقدم كثير من العرسان لي ، أبي متوفى منذ أن كنت صغيرة

وأنا البنت الوحيدة ، وسط ثلاثة إخوة ، اثنان منهم متزوجان ، تتحكم في حياتي ، ولا أريد أن أعصي لها أمرا ، لا أحد يستطيع مجابهتها ، أفيدوني ماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله

أولا:

لا شك أن محبة الأم لأبنائها أمر مركوز في فطر العباد ، ومن ضرورة ذلك : حرصها التام على مصلحتهم ، ومن أهم ما يؤرق الأم : زواج ابنتها ، وأن تتيسر لها أفضل الفرص للعيشة السوية الكريمة .

نعم ، قد لا تحسن بعض الأمهات تقدير ذلك ، والموازنة بين المصالح ، ومراعاة المصلحة الحقيقية ، قد تنظر إلى اعتبارات لا ينبغي التعويل عليها ، قد .. وقد ..

لكننا نقدر أيضا : أن الزواج حق من حقوقك ، وصاحب الحق أولى من يطالب بحقه

والشأن الآن : أن تتفاهمي مع الوالدة بكل صراحة ، وتعرفيها أن الوقت لم يعد في مصلحتك مطلقا ، وقديما قالت العرب : زوج من عُود ، خير من قعود !!

والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/32 .

قال الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية :

" هذه المخاطبة تدخل في باب الستر والصلاح أي زوجوا من لا زوج له منكم ، فإنه طريق التعفف ، والخطاب للأولياء .... وقوله ( الأيامى منكم) ، أي الذين لا أزواج لهم من النساء والرجال "

نتهى من " الجامع لأحكام القرآن" (12/239).

ثانيا:

إذا لم تجد محاولاتك نفعا ، فاستعيني بعد الله بالعقلاء من أقاربك ، ممن لهم تأثير على والدتك ، كأخوالك أو خالاتك أو أعمامك أو عماتك ، أو حتى إخوانك إن كانوا يستطيعون إقناعها .

فإن لم تحل المشكلة بذلك التفاهم والتواصل مع الوالدة

وأصرت على تعنتها في أمر زواجك

فاعلمي أن الله سبحانه وتعالى إنما جعل ولاية المرأة في النكاح : بيد الرجال

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي ) رواه أبو داود ( 2085 ) ، والترمذي (1101 ) وابن ماجه (1881) ، وصححه الألباني في " إرواء الغليل " (1839).

وولي المرأة هو : أبوها ، ثم أبوه ، ثم ابنها ثم ابنه (هذا إن كان لها ولد) ، ثم أخوها لأبيها وأمها ، ثم أخوها لأبيها فقط ، ثم أبناؤهما ، ثم الأعمام ، ثم أبناؤهم ، ثم عمومة الأب ، ثم السلطان .

وحيث إن والدك متوفيا ، فإنّ الولاية تنتقل إلى الجد ، فإن كان موجودا فأخبريه برغبتك في الزواج ، وإن لم يكن موجودا فولايتك عند إخوانك ، فحاولي إقناعهم بهدو

لرغبتك في الزواج لتكسبي تأييدهم ، وإذا تقدم إليك خاطب كفؤ ، فأخبريهم بموافقتك على الزواج منه , وإكمال إجراءات الزواج ، حتى ولو غضبت أمك , وليس في ذلك عقوق لها.

فإن رفض إخوانك ، وسائر عصبتك الذين يمكنك التواصل معهم ، تزويجك من الكفء ؛ فإن هذا يعتبر عضلا ، حرمه الله عز وجل ، فلا حرج عليك في أن ترفعي أمرك إلى القاضي

ليتم زواجك في المحكمة ، بمعرفة القاضي ، وتصرفه ، وهذا أفضل لك من أن تقضي بقية عمرك بلا زوج ، أو أن يمضي قطار الزواج بعيدا عنك ، وأنت على حالك .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه : فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة الأولى فالأولى ، فإن أبوا أن يزوجوا كما هو الغالب

فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي ، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي

ويجب عليه إن وصلت القضية إليه ، وعلم أن أولياءها قد امتنعوا عن تزويجها : أن يزوجها ؛ لأن له ولاية عامة ، ما دامت لم تحصل الولاية الخاصة "

انتهى من " فتاوى إسلامية " (3/148).

نسأل الله لك التوفيق والسداد ، وأن ييسر لك أمرك ، وأن يرزقك الزواج ، ويرضي أمك عنك.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:27
أخوه يحسده ، ويسيء إليه ؟!

السؤال

أخ زوجي الكبير يغار من زوجي لدرجة كبيرة جداً ، للعلم هو ليس لديه أطفال ، ولكن نحن لم نحسسه بأي نقص ، وفي الآونة الأخيرة : ازدادت غيرته لدرجة أنه يسب زوجي لأي أحد كان

، والسبب أنهما يشتغلان في تجارة الإليكترونيات ، وأخو زوجي الكبير كان يستورد بعض الآلات من دبي ، وزوجي هذا الشهر هو كذلك استورد آلات مخالفة تماما لما يجلبه هو ، والآن يسبه لكل من هب ودب

مع أن كلا منهما باع كل شيء استورده ، يعني هو يحسده ، لا يريده أن يتقدم . والبارحة قام جار لنا بدعوتهما للعشاء ، ولما عرف أخوه أن زوجي سيذهب ، قال له : لن أذهب معك ، فماذا نفعل ؟

الجواب

الحمد لله

روى البخاري (13) ومسلم (45) عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ) ، وفي رواية للنسائي وغيره ـ : ( مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنْ الْخَيْرِ ) .

فإذا كان ذلك في حق الأخوة الإيمانية : أن مقتضاها : محبة الخير للمؤمنين ، كما يحب المؤمن الخير لنفسه ؛ فكيف إذا كانت أخوة إيمان ، وأخوة نسب كذلك ؟!

لكن الدنيا المفرقة ، وشح النفوس وهواها ، يورد العبد الموارد ، نسأل الله السلامة .

وشر أدواء القلب ، وأقتلها لصاحبه ، وأقطعها لرحمه : داء الحسد ؛ فكم أهلك من أمة قبلنا ، وكم أهلك من الناس في أمتنا .

عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ : الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ وَالْبَغْضَاءُ ؛ هِيَ الْحَالِقَةُ ؛ حَالِقَةُ الدِّينِ لَا حَالِقَةُ الشَّعَرِ

. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ : لَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ، أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِشَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) رواه أحمد (1415) وغيره ، وحسنه الألباني .

قال ابن القيم رحمه الله : " والحاسد عدو النعم ، وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها ، ليس هو شيئا اكتسبته من غيرها ، بل هو من خبثها وشرها ، بخلاف السحر ؛

فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى ، واستعانة بالأرواح الشيطانية ".

انتهى من "بدائع الفوائد" (2 /458) .

على أن المعلوم لكل عاقل ، والمشاهد : أنه ما استدعت شرور النفوس ، وانتزعت ضغائنها وخبثها وأحقادها : بمثل الإحسان إليها

وقد قال الله عز وجل : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ *

وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/34-36.

قال ابن كثير رحمه الله : " أَيْ : فَرْقٌ عَظِيمٌ بَيْنَ هَذِهِ وَهَذِهِ، ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) أَيْ: مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ فَادْفَعْهُ عَنْكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ ، كَمَا قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا عَاقَبْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ .

وَقَوْلُهُ: ( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) وَهُوَ الصَّدِيقُ ، أَيْ : إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْكَ ، قَادَتْهُ تِلْكَ الْحَسَنَةُ إِلَيْهِ إِلَى مُصَافَاتِكَ وَمَحَبَّتِكَ

وَالْحُنُوِّ عَلَيْكَ ، حَتَّى يَصِيرَ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ لَكَ حَمِيمٌ ـ أَيْ : قَرِيبٌ إِلَيْكَ ـ مِنَ الشَّفَقَةِ عَلَيْكَ ، وَالْإِحْسَانِ إِلَيْكَ.

ثُمَّ قَالَ: ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا ) أَيْ : وَمَا يَقْبَلُ هَذِهِ الْوَصِيَّةَ وَيَعْمَلُ بِهَا إِلَّا مَنْ صَبَرَ عَلَى ذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يَشُقُّ عَلَى النُّفُوسِ ، ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) أَيْ : ذُو نَصِيبٍ وَافِرٍ مِنَ السَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى .

قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ : أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالصَّبْرِ عِنْدَ الْغَضَبِ ، وَالْحِلْمِ عِنْدَ الْجَهْلِ ، وَالْعَفْوِ عِنْدَ الْإِسَاءَةِ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، وَخَضَعَ لَهُمْ عَدُوُّهُمْ ، كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ .

وَقَوْلُهُ: ( وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أَيْ : إِنَّ شَيْطَانَ الْإِنْسِ رُبَّمَا يَنْخَدِعُ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ ، فَأَمَّا شَيْطَانُ الْجِنِّ فَإِنَّهُ لَا حِيلَةَ فِيهِ إِذَا وَسْوَسَ إِلَّا الِاسْتِعَاذَةَ بِخَالِقِهِ الَّذِي سَلَّطَهُ عَلَيْكَ

فَإِذَا اسْتَعَذْتَ بِاللَّهِ وَلَجَأْتَ إِلَيْهِ ، كَفَّهُ عَنْكَ وَرَدَّ كَيْدَهُ . وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يَقُولُ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ " .

وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ هَذَا الْمَقَامَ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا فِي "سُورَةِ الْأَعْرَافِ" عِنْدَ قَوْلِهِ :

( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ . وَإِمَّا يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )، وَفِي سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ قَوْلِهِ : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ .

وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ )؛ لَكِنَّ الَّذِي ذُكِرَ فِي الْأَعْرَافِ أَخَفُّ عَلَى النَّفْسِ مِمَّا ذُكِرَ فِي سُورَةِ السَّجْدَةِ [يعني : فصلت] ؛ لِأَنَّ الْإِعْرَاضَ عَنِ الْجَاهِلِ وَتَرْكَهُ

: أَخَفُّ عَلَى النَّفْسِ مِنَ الْإِحْسَانِ إِلَى الْمُسِيءِ ، فَتَتَلدَّد النَّفْسُ مِنْ ذَلِكَ ، وَلَا تنقَادَ لَهُ إِلَّا بِمُعَالَجَةٍ ، وَيُسَاعِدُهَا الشَّيْطَانُ فِي هَذِهِ الْحَالِ، فَتَنْفَعِلُ لَهُ ، وَتَسْتَعْصِي عَلَى صَاحِبِهَا

فَتَحْتَاجُ إِلَى مُجَاهَدَةٍ وَقُوَّةِ إِيمَانٍ ؛ فَلِهَذَا أَكَّدَ ذَلِكَ هَاهُنَا بِضَمِيرِ الْفَصْلِ وَالتَّعْرِيفِ بِاللَّامِ فَقَالَ : ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) !! ".

انتهى من "تفسير ابن كثير" (7/181) .

وفي صحيح مسلم (2558) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!

فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) .

قال النووي رحمه الله :

" ( الْمَلُّ ) بِفَتْحِ الْمِيمِ : الرَّمَادُ الْحَارُّ ، وَ ( تُسِفُّهُمْ ) بِضَمِّ التَّاءِ وَكَسْرِ السِّينِ وَتَشْدِيدِ الْفَاءِ ، وَ ( الظَّهِيرُ ) الْمُعِينُ ، وَالدَّافِعُ لِأَذَاهُمْ . وَقَوْلُهُ : ( أَحْلُمُ عَنْهُمْ ) بِضَمِّ اللَّامِ . ( وَيَجْهَلُونَ ) أَيْ : يُسِيئُونَ ، وَالْجَهْلُ هُنَا الْقَبِيحُ مِنَ الْقَوْلِ

وَمَعْنَاهُ كَأَنَّمَا تُطْعِمُهُمُ الرَّمَادَ الْحَارَّ ، وَهُوَ تَشْبِيهٌ لِمَا يَلْحَقُهُمْ مِنَ الْأَلَمِ بِمَا يَلْحَقُ آكِلِ الرَّمَادَ الْحَارَّ مِنَ الْأَلَمِ ، وَلَا شَيْءَ عَلَى هَذَا الْمُحْسِنِ ، بَلْ يَنَالُهُمُ الْإِثْمُ الْعَظِيمُ فِي قَطِيعَتِهِ ، وَإِدْخَالِهِمُ الْأَذَى عَلَيْهِ .

وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِكَ وَقَبِيحِ فِعْلِهِمْ مِنَ الْخِزْيِ وَالْحَقَارَةِ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ كَمَنْ يُسَفُّ الْمَلُّ

. وَقِيلَ : ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانِكَ كَالْمَلِّ يُحَرِّقُ أَحْشَاءَهُمْ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".

انتهى من "شرح مسلم" (16/89) .

والحاصل :

أنه لا ينفع زوجك في هذه المحنة ، وفي كل أمره ، مثل أن يتقي الله في أخيه ، ويجتهد في تجنب إساءته وأذاه قدر طاقته ، ثم فوق ذلك مقام :

أن يجاهد نفسه على الإحسان إليه ، والحلم عليه ، وعدم مقابلة إساءته بإساءة ، وجهله بجهل ، وبغيه ببغي مثله ، وليستعن بالله على ذلك ، ويتعوذ بالله من شره وبغيه وحسده .

وللاستزادة ، يرجى الاطلاع على أجوبة الين القادمين

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:30
كيف يتخلص من حسده لإخوانه

السؤال

حتى يكون المسلم صادقا في إسلامه عليه أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. والحمد لله ، فإنه من السهل أن أحب لأخي من الدم (شقيقي) ما أحبه لنفسي

لكن ذلك يصعب علي جدا تجاه إخواني من المسلمين إلا القليلين منهم . والسبب هو أني عندما أرى إخواني من المسلمين وهم أفضل مني في أي شيء، فإني أشعر بالغيرة

وأظنه من الكبرياء ( أخي ، أنا أدعو الله أن يغفر لي لأني وجدت هذا الشعور، لكني عندما أراهم مرة أخرى، فإني أجد الشعور ذاته مرة أخرى).

أريد أن أشعر بالفرح إذا رأيت إخواني ينجحون ، وأريد أن أحزن لحزنهم . لكني كلما رأيت الناس وهم يثنون عليهم فإني أشعر بالغيرة .

وأيضا، فإني أشعر وكأني أريد لإخوتي المسلمين دخول جنة الفردوس لكن كلما أخبرني أخ مسلم بشيء يفيدني في ديني ، فأنا أريد تطبيقه

لكن الشيطان يحضر ويخبرني بأني أن أنا طبقت ما أخبرني به ذلك الأخ

فإنه سيحصل على نفس الأجر مثلي، ولذلك ، فإن درجته ستكون أعلى مني في الجنة، ونفسي أحيانا تسقط في هذه المصيدة . وأريد أن أعرف كيف لي أن أشفى من هذه المشكلة تماما؟.

الجواب

الحمد لله

الواجب على المسلم كما ذكرت أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير، وأن يكره لأخيه ما يكره لنفسه من الشر ، وهذا لا يتنافى مع أن يحب لنفسه ما يحب للآخرين

أما كونه حين يرى عند إخوانه من الخير ما ليس عنده يتمنى ذلك فهذا من الغبطة ، إلا إذا تمنى أن تزول عنهم النعمة فيسمى حسدا .

والمسلم يحتاج إلى أن يجاهد نفسه حتى يصفو قلبه لإخوانه المسلمين ، وإذا صدقت محبته لإخوانه ، زالت كثير من هذه المشكلات التي يعاني منها

وحين يعلم المسلم ما له من الفضل والمنزلة حين يحب إخوانه ويحب لهم الخير ، وحين يعلم ما له من الأجر إذا أحسن إليهم فإن ذلك سوف يدفعه إلى الإحسان إليهم بكل سبيل

وأن يجتهد في نفع إخوانه بدلا من أن ينشغل بحسدهم وبالتفكير فيما سينالون دونه .

الشيخ محمد الدويش .

وعليك أن تتأمل طويلاً قول الله تعالى : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .

وقول الله تعالى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ) .

والحسد ضرره عظيم في الدنيا والآخرة فقد أخرج الترمذي عن الزبير بن العوام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر

ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذلكم بينكم أفشوا السلام بينكم ) حديث حسن ( جامع الترمذي / 2434 ) .

" ومعنى تحلق الدين قال الطيبي : أي البغضاء تذهب بالدين كالموسى تذهب بالشعر " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي .

والذي يظهر يا أخي أنك عالم بالحكم عارفٌ بما يترتب عليه وتريد الحلول لهذه الخصلة الذميمة وإليك بعض الحلول :

1- دعاء الله والتضرع إليه أن يزيل عنك هذا الداء وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ( واهدِ قلبي واسلل سخيمة صدري ) ومعناه "اهدِ قلبي

" إلى الصراط المستقيم ، و "اسلل سخيمة صدري" ، أي أخرج غشَّه وغلَّه وحقده .

2- التأمل في القرآن وإكثار قراءته لا سيما الآيات التي تكلمت عن الحسد - لأن قراءة القرآن يحصِّل به الإنسان الحسنات وقد قال الله تعالى : ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .

3- قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده عن الحسد وحبه الخير للغير حتى لأعدائه ومن الكتب النافعة ( نور اليقين في سيرة سيد المرسلين ) .

4- قراءة قصص الصحابة وأخبارهم ومن الكتب الميسرة في هذا الباب كتاب ( صور من حياة الصحابة لعبد الرحمن رأفت الباشا ) .

5- إذا حدثتك نفسك بمثل هذه الأمور فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم واشتغل بعمل ما ينسيك هذه الوساوس والخطرات .

6- إذا غلبك الشيطان بإلقاء الحسد في قلبك فإياك أن يظهر على لسانك أو في فعلك ما يدل على الحسد . فإن لكل إنسان نصيب من الحسد ، قال شيخ الإسلام :

" يقال ما خلا جسد من حسد ، فالكريم يخفيه واللئيم يبديه "

. أمراض القلوب ، والإنسان لا يحاسب على ما تحدثه به نفسه ولكنه يحاسب على أقواله وأفعاله قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ) رواه البخاري / 2033 .

7- إذا أحسست بأنك تحسد شخصاً معيناً فقم بشراء هدية له ومصافحته فقد قال عليه الصلاة والسلام ( تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء ) رواه مالك في الموطأ / 1413

لأن الحسد ناتج عن البغضاء وضدها المحبة وطريقها الهدية وإفشاء السلام لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على شيء

إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ) رواه مسلم / 81 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه أمراض القلوب :

" فمن وجد في نفسه حسداً لغيره فعليه أن يستعمل معه التقوى والصبر فيكره ذلك من نفسه .. وأما من اعتدى بقول أو فعل فذلك يعاقب ومن اتقى وصبر فلم يدخل في الظالمين نفعه الله بتقواه . " ا.هـ.

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-12-08, 15:36
الحسد خلق ذميم وطبع لئيم ، ولا يغيّر شيئا من قدر الله عز وجل .

السؤال

هل الحسد يغير ما في الأرحام ؛ بمعنى أنه إذا كان المولود ذكرا ، يجعله الحسد أنثى ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها

وهو من الأخلاق المذمومة والطبائع اللئيمة ومن كبائر الذنوب .

" والحاسد عدو النعم ، وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها ليس هو شيئا اكتسبته من غيرها ، بل هو من خبثها وشرها ، بخلاف السحر فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية "

انتهى من "بدائع الفوائد" (2 /458) .

ثانيا :

الحسد لا يغير من قدر الله تعالى شيئا ، ولا يرد القضاء إلا الدعاء ، فمن خشي من حسد الحاسد فإنه يمكنه التحصن منه ومن شره بالدعاء ، وحسن اللجوء إلى الله ، والتوكل عليه .

قال ابن عثيمين رحمه الله :

" الحسد من أخلاق اليهود ، ومن كبائر الذنوب ، ولا يغير شيئاً من قدر الله عز وجل ، بل هو حسرة على الحاسد رفعة للمحسود ، ولا سيما إذا بغى عليه الحاسد ، فإن الله تعالى ينتقم من الظالم "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (24/ 2) .

فالحسد لا يرد قضاء الله ، ومن خشي شيئا منه استعان عليه بالدعاء ، وهو الذي يرد القضاء على ما ذكرنا من معنى ذلك .

ثالثا :

يندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب :

أحدها : التعوذ بالله تعالى من شره .

الثاني : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه ؛ فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره .

الثالث : الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا

فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه ، والتوكل على الله .

الرابع : التوكل على الله من يتوكل على الله فهو حسبه ، والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ، وهو من أقوى الأسباب في ذلك .

الخامس : فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه . وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره .

السادس : الإقبال على الله والإخلاص له .

السابع : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه .

الثامن : الصدقة والإحسان ما أمكنه ؛ فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد .

التاسع : وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها ، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله ، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه

فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ، ازددت إليه إحسانا ، وله نصيحة ، وعليه شفقة .

العاشر : وهو الجامع لذلك كله ، وعليه مدار هذه الأسباب ، وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب ، إلى المسبب العزيز الحكيم

والعلم بأن هذه آلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها ، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه .

"بدائع الفوائد" (2 /463-469) باختصار يسير .

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-13, 15:46
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


زوجها لا يهتم بها ، ولا يتحمل المسؤولية ، فماذا تفعل معه ؟

السؤال

أنا امرأة متزوجة من رجل تعرفت عليه في الجامعة ، وقد أحببته . بعد الزواج اكتشفت أنه غير مسؤول ، وأن والدته هي التي تنفق عليه ، وأنه لا يجيد ممارسة أي شيء سوى الإنترنت طوال اليوم

مرضت بعد زواجنا بمدة يسيرة ، ولم أجده مسؤولا عني ، بل أمه دائما هي من تقوم عنه بكل شيء ، وأصبحت هي وأخواته تتحكمن بكل صغيرة وكبيرة من حياتي ، وبدأت المشاكل

كانوا يسبونني بشتى أنواع الكلام البذيء ، ثم كان هنالك قريب له يسكن معنا ، وكلما كنت أحتاج الى شيء ما ، يقول لي زوجي : اذهبي معه ، أو اطلبي منه ، وبعدها اعتدت عليه

. في البداية كنت أراه أخا لي ، ثم تفاقمت المشاكل مع زوجي ، صار رجلا آخرا ، وكأنني غير موجودة ، وبعت كل مجوهراتي لأساعده في مشروع ، ثم خسر كل ماله

وكانت صدمة كبيرة لي ، ثم تحرش بي أحد أقربائه ، فأخبرته ، لكنه لم يدافع عني ، وبعدها وجدت في نفسي ميلا لقريبه الذي يسكن معنا ، وهو يصغرني بأربع سنوات

وحيوي جدا ، كنت أخرج معه برضا زوجي ، يأتي إلي في منزلي برضا زوجي ، لكن الحمد لله لم أخطئ معه أبدا ، وبعدها بدأت أخاف على نفسي من هذا الشعور

والحمد لله رحل هذا الشاب ولم يعد يسكن معنا ، ولمح لي بعدها أنه يميل إلي ، وأنه علينا أن لا نتحدث كثيرا كما كنا ، حتى لا يتفاقم هذا الشعور لأن الشيطان يفعل كل شيء ليوقع الناس في الحرام

بعدها بدأت ألتزم في ديني وحجابي ، وحتى في صلاتي ، وصرت أقرأ كتبا دينية ، وبدأت أبتعد عن قريب زوجي ، وأحاول أن أحب زوجي ، وهو الآن يعمل ، وأنا أم 3 أطفال

ولكنه لا يهتم بي كثيرا ، رغم أنني لا أهمل نفسي ، وأحاول دوما أن أرضيه ، ولكن بقي داخلي شعور ما ، أو انجذاب ، نحو قريبه ، وأريد التخلص من هذا الشعور ، وأن لا أقع فيه مرة أخرى ؟

الجواب

الحمد لله

ثم الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه : أن لطف بك ، وعصمك من الخطيئة مع هذا الشاب ، رغم أن الظروف كانت مواتية ، والنفوس مائلة ؛ لكن الله سلم .

فإذا علمت عظيم نعمة الله عليك في عصمتك من الفاحشة ، وصون دينك وعرضك ، وعلمت نعمته عليك ـ أيضا ـ في أنك قد تجاوزت مع زوجك المحنة الأولى

وتخطى حالة البطالة والتعطل في أول أمره ، وصار رجلا مسؤولا ، يبحث عن قوته وقوت أولاده ، وعلمت ـ ثالثا ـ نعمة الله عليك بالولد ، وكم من الناس من حرم ذلك

فإن حق هذه النعم الكثيرة عليك أن تشكريها يا أمة الله ، فما حفظت نعمة بمثل شكرها ، ولا زالت نعمة بمثل كفرانها .

تذكري ـ يا أمة الله ـ أن حبك الأول لزوجك ، بغض النظر عن تلك الحال الأولى ، والكلام عليها ، وتذكري أن زواجك به : كان عن حب ورغبة ، أفيليق بك ، وأنت الآن زوجة ، أن تهملي تلك المشاعر جانبا

لقد كانت موجودة في الوقت الخطأ ؛ حسنا قد فات ذلك الزمان ؛ أفليس من العقل والحكمة ، والعاطفة أيضا : أن تحيي تلك العواطف مع زوجك ، في الوقت المناسب ، والمطلوب ؟!

إن عليك ـ يا أمة الله ـ أن تعلمي أنه لا كامل من البشر ، ولا أحد مبرأ من النقص والخطأ ؛ وحينئذ ، فكل عيب في زوجك ، سوف تجدين له مثيلا

أو نظيرا ، أو قريبا عند غيره ؛ كل رجل تقدرينه : سوف يكون عنده من الأخطاء ما استتر عليك ، والسعيد من رضي بقسمة الله له ، وحمد نعمة الله عليه ؛ وإن كان ذا خطأ ؛ فكلنا ذوو خطأ .

فاجتهدي في أن تتحببي إلى زوجك ، قدر ما يمكن الزوجة العاقلة الحكيمة المحبة لزوجها أن تفعله ، واجتهدي في لم شملك معه ، واطو صفحة الماضي بكل ما فيها ، واقطعي كل ما من شأنه أن يذكرك بذكريات الأليمة معه

أو ذكرياتك مع ذلك الرجل البعيد ، واقصري نفسك ، وقلبك ، وبصرك ، وشغلك كله : على زوجك ، وأولادك ، وبيتك .

واعلمي أختنا أنه ليس من وسيلة للثبات أعظم من الالتجاء إلى الله سبحانه ، والافتقار إليه بالدعاء : أن يحميك ، ويحمي قلبك وبصرك وجوارحك من الحرام

ومن الوقوع في الزلل ، واعتصمي بالله ، هو مولاك ، وهو الملجأ والمعاذ .

قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ ) الأعراف/200-202.

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : أي وقت ، وفي أي حال ( يَنزغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نزغٌ ) أي : تحس منه بوسوسة ، وتثبيط عن الخير ، أو حث على الشر ، وإيعاز إليه . ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أي : التجئ واعتصم بالله

واحتم بحماه فإنه ( سَمِيعٌ ) لما تقول . ( عَلِيمٌ ) بنيتك وضعفك ، وقوة التجائك له ، فسيحميك من فتنته ، ويقيك من وسوسته ، كما قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) إلى آخر السورة.

ولما كان العبد لا بد أن يغفل وينال منه الشيطان ، الذي لا يزال مرابطا ينتظر غرته وغفلته ، ذكر تعالى علامة المتقين من الغاوين ، وأن المتقي إذا أحس بذنب ، ومسه طائف من الشيطان

فأذنب بفعل محرم أو ترك واجب - تذكر من أي باب أُتِيَ ، ومن أي مدخل دخل الشيطان عليه ، وتذكر ما أوجب الله عليه ، وما عليه من لوازم الإيمان ، فأبصر واستغفر الله تعالى

واستدرك ما فرط منه بالتوبة النصوح والحسنات الكثيرة ، فرد شيطانه خاسئا حسيرا ، قد أفسد عليه كل ما أدركه منه .

وأما إخوان الشياطين وأولياؤهم

فإنهم إذا وقعوا في الذنوب ، لا يزالون يمدونهم في الغي ذنبا بعد ذنب ، ولا يقصرون عن ذلك ، فالشياطين لا تقصر عنهم بالإغواء ؛ لأنها طمعت فيهم، حين رأتهم سلسي القياد لها، وهم لا يقصرون عن فعل الشر.".

انتهى من "تفسير السعدي" .

وقال تعالى ـ أيضا ـ : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/36.

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي : أي وقت من الأوقات ، أحسست بشيء من نزغات الشيطان ، أي : من وساوسه وتزيينه للشر ، وتكسيله عن الخير ، وإصابة ببعض الذنوب

وإطاعة له ببعض ما يأمر به ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ) أي : اسأله ، مفتقرًا إليه ، أن يعيذك ويعصمك منه ، ( إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فإنه يسمع قولك وتضرعك ، ويعلم حالك واضطرارك إلى عصمته وحمايته

. انتهى من "تفسير السعدي" .

ومع أننا نظن أن ما يمر بخاطرك وقلبك ، إنما هي وساوس ، وهواجس ، ونزغات من الشيطان الرجيم ، لن تلبث أن تزولي عنك سريعا ، إن شاء الله ، متى شغلت نفسك بأمر بيتك

وأولادك ، وزوجك وأسرتك ، وملأت وقتك بالنافع من القول والعمل ، وقلبك بشغل الخير ، والتفكير فيه ، فإنه لو قدر أن الأمر وصل إلى درجة التعلق والعشق ، فإن دواء ذلك : بقطع الطمع فيه

والتطلع إليه ، وقصر النفس والقلب والفكر على ما أعطاك الله من الحلال الطيب .

وتأملي هذا الكلام البديع ، لابن القيم رحمه الله :

" وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه ، قدرا أو شرعا ، أو هو ممتنع عليه من الجهتين ، وهو الداء العضال ، فمِن علاجه : إشعار نفسه اليأس منه ، فإن النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ، ولم تلتفت إليه .

فإن لم يزُل مرض العشق مع اليأس ، فقد انحرف الطبع انحرافا شديدا ؛ فينتقل إلى علاج آخر ، وهو علاج عقله : بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله : نوع من الجنون

وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس ، وروحه متعلقة بالصعود إليها والدوران معها في فلكها ؛ وهذا معدود عند جميع العقلاء في زمرة المجانين ...

فإن لم تقبل نفسه هذا الدواء : فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه إلى النفرة عنه ؛ فإنه إن طلبها وتأملها : وجدها أضعاف محاسنه التي تدعو إلى حبه ، وليسأل جيرانه عما خفي عليه منها

فإن المحاسن كما هي داعية الحب والإرادة ؛ فالمساوئ داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ، وليحب أسبقهما وأقربهما منها بابا ...

فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها لم يبق له إلا صدق اللجأ إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ، مستغيثا به ، متضرعا متذللا مستكينا .

فمتى وفق لذلك : فقد قرع باب التوفيق .." ا.ه من "

زاد المعاد" (4/251) .

وينظر : جواب السؤال القادم

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وجمع بينك وبين زوجك في خير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-13, 15:50
تشعر بالانجذاب نحو شخص آخر غير زوجها

السؤال

أنا امرأة متزوجة ولي أطفال وزوجي يحسن معاملتي ويهتم بي كثيراً ، لكني أصبحت أجد نوعاً من الانجذاب لأحد أقارب زوجي ، والمذكور يصغرني في السن 10 سنوات تقريباً ، وكنت أعرف أنه قد وقع في حبي منذ مدة

لقد أخبرته أن الأمر غير مطروح لكن مشاعره تجاهي تنامت أكثر وأكثر ، وقد طلبت منه أن يصلي الاستخارة ويسأل الله الإرشاد ففعل وصلى الاستخارة ثلاث مرات

وفي جميع المرات الثلاث حصل على نتيجة إيجابية تجاهي ، أنا لا أقابله لكني أعلم أنه شاب محترم وصادق جدّاً ، وقد أخذت مشاعري تتنامى تجاهه أيضاً لكني أحاول إخفاءها دائماً ، هل يجوز أن أستخير وأنا متزوجة ؟

وكيف نتصرف ؟

أرجو أن تدعو لي وأن تساعدني في هذا الوضع الصعب جدّاً ، فأنا لا أريد أن أسبب المعاناة لزوجي وعائلتي.

الجواب

الحمد لله

فقد جعل الله تعالى الرجال يميلون إلى النساء , والنساء تملن إلى الرجال

وهذا الميل منه ما يترجم إلى علاقة محرمة كالزنا ، ومنه ما يترجم إلى علاقة شرعية وهو الزواج ، وقد جعل الله تعالى الزوجة ستراً لزوجها وجعل الزوج ستراً لزوجته

قال الله تعالى : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) البقرة/187 ، ثم إن من النعم التي يخص الله تعالى بها بعض الأزواج أن يجعل بينهم المودة والرحمة ,

ويوفق كلا منهما لما يكون سببا في الألفة ونبذ الفرقة والشحناء في الأسرة ، وهذه نعمة عظيمة جدّاً لا يشعر بقيمتها إلا من اضطربت عندهم العلاقة الأسرية , ودخل بينهم الشقاق

والنزاع الذي يحوِّل العلاقة الزوجية إلى جحيم لا يطاق ؛ فعند ذلك يصبح كلٌّ من الزوجين يحلم بالاستقرار الأسري حلماً ، وتصبح أمنية الرجل زوجةً يهنأ معها في عيشه ، وأمنية المرأة رجلا تهنأ معه في عيشها .

ويفهم من سؤالكِ أن الله قد امتنَّ عليك بهذه النعَم كلها ، فالواجب عليك هو شكر الله على هذه النعم العظيمة

والمحافظة عليها وعلى الأسرة التي رزقك الله إياها والتي يتمنى ملايين النساء أن يكنّ في مثل الحال الطيبة التي أنتِ فيها وأنتِ لا تشعرين بقيمتها .

واعلمي أن المرأة لا يجوز لها أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها , وإذا كانت متزوجة كانت هذه العلاقة بينها وبين ذلك الرجل أشد تحريماً , لأن فيها اعتداء على حق الزوج وشرفه وعرضه .

وعليه : فلا يجوز لكِ ولا لذلك العشيق المجرم أن تصليا صلاة الاستخارة ؛ وذلك أن الاستخارة إنما تشرع في أمر لم يتبين خيره من شره ، ولا يدري المسلم عن مصلحته فيه

فيستخير حتى يوفقه الله للخير إن كان خيراً أو يصرفه عنه إن كان شرّاً ، أما أن يستخير المسلم في معصية الله ومخالفة أوامره سبحانه فهذه معصية تستوجب التوبة إلى الله منها .

وبيان ذلك : أن المرأة حين تستخير في الزواج من غير زوجها وهي على ذمة زوجها فإنها في حقيقة الأمر تستخير في هدم بيتها وأسرتها

وتستخير في تشريد أطفالها ، وتستخير في الطلاق من زوج أحسن إليها واهتم بها اهتماماً كبيراً

فهي تستخير في خيانته وطعنه في ظهره بأن تشتت أسرته وليكون خراب بيته وبيتها على يديها ، وهي تستخير في مقابلة المعروف الكبير والخير الكثير بالإساءة الشديدة والتنكر لصاحب المعروف وجحد حقه .

وأما النتيجة الإيجابية التي تقولين إن صاحبك حصل عليها ! فلا شك أنها تزيين من الشيطان واتباع لهوى النفس , وليس للمسلم أن يستخير على فعل شيء محرم , فكيف يستخير ثم يزعم أنه حصل على نتيجة إيجابية ؟!

ثم إن المسلم بعد صلاة الاستخارة يعزم على أحد أمرين : إما الفعل , وإما الترك , فما يسره الله له فهو الخير , وأما أن ينتظر انشراح الصدر أو أن يرى رؤيا ونحو ذلك ، فهذا في الغالب أمور وهمية , لا ينبني عليها حكم شرعي .

وبناء على ما سبق : فإنه يجب عليك أن تصرفي عنك كل وساوس الشيطان المتعلقة بهذا الموضوع وألا تجعلي للشر سبيلا عليك وعلى أسرتك وعلى أبنائك

واعلمي أنكِ وقعت في مكيدة شيطانية بأن زينكِ الشيطان لهذا الشاب وزيَّنه لك حتى يحقق فيكما هدفه وبغيته وهو خراب بيت مسلم آمن مستقر ، وطلاق زوجين متحابين متآلفين ، وتشريد أطفالكما .

فاقطعي حبل الشيطان بألا تفتحي المجال لهذا الشاب أن يخرب حياتك وأسرتك واقطعي كل طريق يمكن أن يؤدي إلى بقاء محل له في حياتك .

ومما يعينك على صرف هذه الوساوس الشيطانية أن تجيبي بينك وبين نفسك بصدق على هذه التساؤلات :

1. هذا الشاب لو كان رجلا صالحا فكيف يرضي أن يخرب بيت أخيه المسلم ويشتت له أسرته ؟

2. لو كان هذا الإنسان يحبك حقيقة فلماذا يسعى في خراب بيتك ودمار أسرتك ؟ فهل هو يحبك أم يحب نفسه ولا ينظر إلا إلى مصلحة شهوته ؟

3. لو أنه حصل ما تمناه هذا الشاب وتم طلاقك من زوجك – لا قدر الله – فما هو مصير أبنائك الذين هم من الرعية والأمانة التي سيسألك الله عنها يوم القيامة ؟

4. ما الذي يضمن لك أن تكون معاملة هذا الشاب لك بعد الزواج ومشاعره كما هي الآن ؟

مع العلم أن كثيراً من الأسر التي بنيت على العشق كان مصيرها الفشل بعد أشهر قليلة من الزواج لأنها بنيت على أساس هش غير مبني على رضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

5. وهل تتوقعين أن تبقى الثقة بينكما دائماً بعد زواجكما ؟

فإذا كان أحبك وأنت متزوجة ، فمن أين لكِ أن لا يحب غيرك وهي متزوجة – أو غير متزوجة - ؟

وكيف سيثق بكِ إن كنتِ هدمتِ بيتك من أجله ، وقد تتكرر الصورة مرة أخرى وأنتِ على ذمته ، فستبقى الشكوك مصدر قلق لكليكما

فكلاكما رضي بالحرام ولم تمتنعي من إقامة علاقة محرمة مع وجود عقد شرعي بينك وبين زوجك ، فمن يضمن له أنكِ لن تعيدي الكرَّة مرة أخرى ؟

أما طلبك الدعاء ، فأسأل الله العلي العظيم بمنه وكرمه أن ييسر لك الخير ويصرف عنك كل شر وأن يديم عليك وعلى أسرتك نعمة الاستقرار والمحبة وأن يحفظ لك زوجك وأبناءك ويبعد عنك وساوس الشيطان وتزيينه للباطل .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-13, 15:59
يشتكي من زوجته وعدم تحملها لمسؤوليات البيت ورعاية الأطفال

السؤال

ما نصيحتكم لشخص يعاني من مرض الإحباط والقلق ؟ متزوج من امرأة ترهقه ، وتزعجه بطلباتها التي لا تنتهي

ولا تريد تحمل أي مسؤولية ، لدرجة أنه يتحمل مسؤولية تنظيف البيت ، والعناية بالطفل أغلب الأوقات ، بينما تقضي الزوجة معظم الوقت نائمة ، والشيء الوحيد الذي تتحمله من مسؤوليات البيت هو طهي الطعام

وبالإضافة إلى كل تلك المعاناة يعاني الزوج من مشاكل مع أهلها غير المسلمين ، فهم يحملونه مسؤولية أي خطأ ممكن أن يحصل خارج نطاق قدرته ، وهو يشعر بالاضطهاد ويريد أن يطلق هذه المرأة منذ عدة سنوات

ولكنها يخشى أن لا يسمح له بعد طلاقها من رؤية طفله ، بالإضافة إلى أي أمور سيئة أخرى فهو يعيش في دولة غير مسلمة .

الجواب

الحمد لله

الذي ننصحك به في التعامل مع زوجتك أمور
:
1- اجتهد في أن تتلطف معها ، وأن تعلمها بما يجب عليها من رعاية حقك ، والقيام بواجباتها المنزلية ، فالمرأة راعية في بيت زوجها ، ومسؤولة عن رعيتها ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

2- بين لزوجتك أن الحياة لا تقوم إلا بأن يقوم كل شخص بوظيفته المنوطة به ، وأن يؤدي لكل ذي حق حقه ، فأنت قوام على الأسرة مسؤول عن النفقة عليها

وهي بدورها مسؤولة عن أمر بيتها ، مع أن ذلك لا يمنع من معونتك لها ، إذا اقتضى الأمر ذلك ، لكن بعد أن يعرف كل منكما دوره وواجبه ، ويقوم به على حسب طاقته واستطاعته .

3- لا ترفع مشكلات بيتك إلى أهل أسرتك ، ما داموا لا يعينونك على أمرك ، بل حاول أن تتفاهم مع زوجتك على حلها ، فيما بينكما .

4- إذا لم تجد تجاوبا من زوجتك ، وأمكنك أن تنقل عملك ، ومكان إقامتك

إلى مدينة أخرى ، أو حتى دولة أخرى ، سواء كانت بلدا مسلما ، أو بلدا غربيا ، كبلدك ، فنحن نرجو أن يكون في هذا الانتقال وسيلة تقويم لزوجتك ، وإصلاح لها .

5- إذا لم تتمكن من ذلك ، أو رفضت امرأتك هذه النقلة ، وأمكنك أن تضم أولادك إلى حضانتك ، بطريقة أو بأخرى ، من غير ضرر عليك : فلا حرج عليك في طلاقها ، والقيام بشأن أولادك .

6- إذا كنت تعلم أنك لن تتمكن من حضانة أطفالك ، وربما تربوا مع أمهم ، في وسط بيئة كافرة ، وأسرة كافرة ، لا ترعى لك حقا ، ولا لدينك حرمة : فإننا ننصحك بالصبر عليها

وتحمل منغصات العيش معها ، وتقصيرها ، مراعاة لصالح أولادك ، وحماية لهم من التأثيرات السلبية على تربيتهم ، والتي قد تصل إلى ترغيبهم في دين الكفر الذي عليه أسرة زوجتك .

ومتى اتقيت الله في أولادك ، وأهل بيتك ، فإننا نرجو من الله جل جلاله ، أن يجعل لك فرجا ومخرجا ، وييسر لك أمرك .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-12-13, 16:06
تستطيع أن تتحمل أختها ولا أن تعيش معها

السؤال

أبي وأمي متوفيان ، لدي مشكلة عجزت عن حلها ، وهي أختي ، تسكن معنا ومقاطعة لنا ، ولا تحدثنا ، وأشعر أنها تكرهنا ، وأحيانا أشعر أنها مريضة نفسية

أريد طريقة لتجاهلها وعدم مراقبتها ومراقبة تصرفاتها وأفعالها المستفزة

. دائما تستفزنا بتصرفات لا تطاق وأنا عجزت عن التحمل ، أحيانا كثيرة أحس بألم عضوي في الصدر نتيجة تصرفاتها ، وخاصة أني لا أبوح ولا أشكو لأحد

والله تعبت ، والمشكلة أنها لا تحس بأخطائها ، وتدعى دائما أنها مظلومة ؟!

الجواب

الحمد لله

نحن نقدر ما تعانين منه ، وسنقدم لك عدة نصائح تهون الأمر عليك وتجعلك ترتاحين في معاملتك لأختك .

أولا :

كان من خلق الرسول صلى الله عليه وسلم – ونحن مأمورون بالاقتداء به – أنه يقابل من أساء إليه بالإحسان إليه . وهذا أدب قرآني أدبنا الله تعالى به

قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34.

ومعنى هذا : أن مقابلة السيئة بالحسنة ، ستزيل عداوة ذلك العدو ، وتجعله صديقا حميما .

هكذا يفعل الإحسان في النفوس ويغيرها من العداوة والبغض إلى الصداقة الحميمة والمحبة .

ثانيا :

هوني على نفسك أختي السائلة ، لماذا كل هذا الانفعال والتأثر والغضب

ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فرسولنا صلى الله عليه وسلم لم يغضب لنفسه قط ؛ كم أساء إليه المشركون وآذوه وسبوه

بل حاولوا قتله عدة مرات ؟ ومع ذلك كان سليم الصدر صلى الله عليه وسلم

لم يحمل ضغينة ولا حقدا ولا غلا على أحد ، ولا غضب من أحد لكونه اعتدى عليه صلى الله عليه وسلم ، وإنما كان يغضب إذا انتهكت حدود الله وتعالى .

فجاهدي نفسك على عدم الغضب لنفسك ، وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَغْضَبْ، لَا تَغْضَبْ، لَا تَغْضَبْ .... كررها مرارا ) رواه البخاري (6116) .

ثالثا :

من تتحدثين عنها هي أختك ، التي يجب عليك صلتها وبرها والإحسان إليها ، وهي أولى الناس بحسن معاملتك ، وأن تتحملي منها ما لا تتحملين من غيرها .

وصلة الرحم الحقيقية تكون مع الأقارب الذين يسيئون إلى الإنسان ، وليست مع الذين يحسنون إليه ؛ لأن من يحسنون إليه هو مأمور بمكافأتهم على معاملتهم الحسنة لهم .

رابعا :

هناك أسباب كثيرة تجعلك تتحملين أختك ، هي أختك التي يطلب منك صلتها والإحسان إليها .

وأيضا : برا بأبويك ، فإن من البر الذي يستمر بعد وفاة الوالدين

: أن يراعي الولد حرمة أبويه ، فيحسن إلى أصدقائهما وأقاربهما وأحبابهما . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيه ) رواه مسلم (2552) . وانظري إلى تطبيق الصحابة لهذا الحديث :

فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ لَقِيَ عبد الله بن عمر بِطَرِيقِ مَكَّةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ . فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ : فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ! إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ

وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ... وذكر الحديث المتقدم .

فتأملي ، كيف أكرم عبد الله هذا الرجل وأعطاه حماره وعمامته ، لا من أجل أنه كان صديقا لعمر ، بل كان أبوه صديقا لعمر وودا له ؟!

خامسا :

المسلم سليم القلب تجاه إخوانه المسلمين ، لا يحمل في قلبه حقدا ولا غلا ولا كراهية لأحد ، إلا أن يكرهه بسبب معصيته لله تعالى ، وفي الوقت ذاته يحبه لما معه من إيمان وإسلام وطاعة لله تعالى .

هذا موقف المسلم من المسلمين عموما ، فكيف بأقرب الناس إليه ؟

سادسا :

لماذا لا تحاولين أن تعيشي مع أختك بالحب والرفق واللين بدلا من المنازعات والعداوة والشكاوى للناس ؟

لماذا لا تظهرين لها أنك تحبينها وتحبين لها الخير؟

لماذا لا تصارحينها بذلك ؟ أنك تحبينها ، وتحبين أن تعيشي معها في هدوء ، وأن لا يدخل الشيطان بينكما فيفسد علاقتكما ، مما يترتب عليه القلق والحيرة والحزن والكراهية .... وكل ذلك يفرح به الشيطان .

ثم لا شك أن تلك العلاقة المتوترة سوف تؤثر على دينك وصلاتك وعبادتك لله ، وذلك أيضا مما يفرح به الشيطان .
وانظري إلى يوسف عليه السلام رغم كل ما فعله معه إخوته

قال : ( مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ) يوسف/100. وسامحهم وعفا عنهم حينما تمكن منهم وقال : ( قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) يوسف/92.

أي : لا لوم عليكم . ثم دعا لهم بالمغفرة على ما فعلوه .

فلماذا لا تقتدين بيوسف عليه السلام ؟ وقد قص الله لنا قصته لنأخذ منها العبرة ونستفيد منها .

لماذا لا تغيظين الشيطان الذي يريد أن يفسد علاقتك بأختك ؟

لماذا لا تكثرين من الدعاء لها بالهداية والصلاح والمغفرة ؟

لماذا لا تحاولين أن تعيشي معها في هدوء رغم كل ما تفعله وتشتكين منه ؟

سابعا :

ثم اعلمي أن كل ما يصيب المؤمن من هم أو حزن أو تعب حتى أقل شيء ... كل ذلك يكفر الله به من خطاياه

. فحتى لو أساءت أختك إليك ، فانظري إلى عاقبة تلك الإساءة ، وأن الله ساقها إليك لتكون سببا لتكفير ذنوبك ، حتى تلقي الله وما عليك خطيئة .

فأيهما أفضل لك ، وما الذي تختارين : أن تتحملي إساءتها ، ويكفر الله عنك ذنوبك

أو أن تلقي ربك بذنوبك كاملة ؟ قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216.

وأخيرا ... إننا لا نوصيك بالصبر والتحمل فحسب ، بل نوصيك بالإحسان إليها على قدر ما تستطيعين ، وعلى قدر إحسانك إليها يكون ثوابك عند الله تعالى ، مع ما ترجين من تبدل أخلاقها ومعاملتها لك .

وبدلا من الدعاء بالموت ، أو انتظار الموت ، أو الشر ، بأختك ، أو بك أنت نفسك ، ضيقا منها ومن عيشها ؛ بدلا من ذلك كله : ادعي ربك أن يرزقك زوجا صالحاً ، وأن يرزق أختك هي الأخرى

: زوجا صالحا ؛ وساعتها تفترقان إلى أمر خير ، لك ولها ، وتزول الشحناء ، ويبارك الله لكما ، بمنه وكرمه .

نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم وأن يجمع بينكم في خير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-13, 16:10
اعترفت له زوجته بأن أولاده من رجل آخر , فكيف يتصرف ؟

السؤال

أكّدت لي زوجتي السابقة أكثر من ثلاث مرات أنني لست الأب الشرعي لأبنائنا، وقامت بتسمية رجل آخر، والوثائق الدالة على ما أقول موجودة ، وهذا يفسر صنيعها يوم أن كنّا متزوجين عندما رفضت أن تنسبهم لي عند مولدهم

رغم محاولاتي المتكررة معها، وما يزيد الموضوع تأكيداً أن لها طفلين من زواج سابق ، ولا تجد بأساً في أن تنسبهم لأبيهم الحقيقي ، بل قد قالتها صراحة ، واعترفت أنها ارتكبت الزنا . فما العمل

وهل يجب الّلعان في هذه الحالة ؟

وهل لهؤلاء الأولاد أي حق عليّ ؟ أي هل اتبرأ منهم ؟

انني أعيش بعيداً عنهم ، ولم أرهم أو أتحدث إليهم منذ أن طلقتها، لقد أتت هذه الاعترافات بعد الطلاق ، فلا أدري ما المغزى منها ، ولا أدري ماذا أفعل

ولا أدري هل الأولاد أولادي أم لا ؟! وهل أبحث في الموضوع أكثر أم أتخلى عنه بالكلية ؟

الجواب

الحمد لله

الشرع يحتاط للأنساب ويكتفي في إثباتها بأدنى سبب , ويتشدد في نفيها .

جاء في " المهذب " للشيرازي (3 / 84) :

" النسب يُحتاط لإثباته ولا يُحتاط لنفيه ، ولهذا إذا أتت بولد يمكن أن يكون منه ويمكن أن لا يكون منه ألحقناه به احتياطاً لإثباته ، ولم ننفه احتياطا لنفيه " انتهى .

وقد حكم الشرع الحنيف بأن الولد للفراش كما دل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش ، وللعاهر الحجر ) رواه البخاري (2053) ، ومسلم (1457).

وعلى هذا ، فإن هؤلاء الأولاد الذين ولدتهم زوجتك وهي في عصمتك هؤلاء الأولاد أولادك وينسبون إليك ، ولا يُنفى نسبهم عنك بمجرد دعوى الأم ذلك .

وأما وجوب اللعان ، فلا يجب عليك اللعان لتنفي نسبهم عنك

لكن إذا غلب على ظنك أن المرأة صادقة فيما تقول فإنه يجوز لك أن تنفي نسبهم عنك باللعان ، ويجوز لك أن لا تلاعن وأن تنسبهم إليك عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الولد للفراش) .

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (20/339) :

" إذا زنت امرأة متزوجة وحملت فالولد للفراش ؛ للحديث الصحيح ، وإن أراد صاحب الفراش نفيه بالملاعنة فله ذلك أمام القضاء الشرعي " انتهى .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 17:42
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


نصيحة لمن تزوج امرأة كانت متزوجة من قبل , وما زال بها حتى كشفت له أسرارا من زواجها الأول فساءه ذلك وأوقعه في الحرج

السؤال

في بعض الأحيان يتزوج الرجل من امرأة كانت متزوجة من قبل ؛ إما لأنه يريد ذلك ، أو بسبب رغبة أهله ، وبعد الزواج يناقش الزوجان أمور حياتهم الماضية مع بعضهم البعض

وقد تكشف المرأة عن ماضيها ، وتقول لزوجها كيف أنها كانت متعلقة بزوجها السابق ، وأنها كانت تحبه أكثر مما تحب زوجها الحالي الآن

ولكن نظراً لغيرة الرجل التي فطر عليها فإنه قد يجد مثل هذا الأمر جارحاً مما يستفزه لمعرفة المزيد عن مدى قربها من زوجها السابق في الماضي ، وذلك قد يتضمن سؤالها عن أمور تتعلق بالجماع

وأمور حميمية وعاطفية أخرى ، وبعد معرفة كل ذلك ، يقوم الزوج بنبش ماضيها مما يسبب لكليهما الجرح والحزن ، ونتيجة للغريزة الذكورية فيه فهو دائماً يتمنى لو أنها له وحده فقط ولم تكن مع أحد غيره من قبل

فهو لا يتقبل فكرة تعلق زوجته بزوجها السابق، ولو كان هذا الشيء كان فقط أثناء زواجها منه في الماضي. والسؤال : هل هناك أي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم يتضمن توجيهات

حول التعامل مع مثل هذا النوع من الأزواج حتى يتمكن من التعامل مع هذا الوضع وتقبله ؟

وكيف يمكن للقرآن أن يزيل مثل هذا الشعور من قلبه ؟

وكيف يمكن حثه ليصبح سعيداً بوضعه الحالي وأن لا يلقي بالاً لهذه المشاعر السيئة وماضي زوجته ؟

الجواب

الحمد لله

ينبغي أن تعلم أيها السائل أن من وقع في الحزن والقلق والحيرة بسبب نبش ماضي زوجته ، والتنقيب عن أحوالها مع زوجها السابق , فإن هذا بما قدمته يداه

وبما أقدم عليه من مخالفة صريحة لمنهاج القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة في مثل هذه الأمور ,

وما ربك بظلام للعبيد , ولو أنه وقف عند قول ربه جل وعلا

: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) المائدة/101 ؛ لو أنه تأدب بهذا الأدب ، ما وقع فيما وقع فيه من الحيرة والبلاء .

يقول القرطبي – رحمه الله – في تفسيره (6 / 332) :

" وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِكَثْرَةِ الْمَسَائِلِ السُّؤَالُ عَمَّا لَا يَعْنِي مِنْ أَحْوَالِ النَّاسِ ، بِحَيْثُ يُؤَدِّي ذَلِكَ إِلَى كَشْفِ عَوْرَاتِهِمْ وَالِاطِّلَاعِ عَلَى مَسَاوِئِهِمْ

وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى:" وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً" [ الحجرات: 12] " انتهى.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3 / 203) :

" هَذَا تَأْدِيبٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَنَهْيٌ لَهُمْ عَنْ أَنْ يَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ مِمَّا لَا فَائِدَةَ لَهُمْ فِي السُّؤَالِ وَالتَّنْقِيبِ عَنْهَا؛ لِأَنَّهَا إِنْ أُظْهِرَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْأُمُورُ رُبَّمَا سَاءَتْهُمْ ، وَشَقَّ عَلَيْهِمْ سَمَاعُهَا " انتهى .

وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي (2318) ، وصححه الألباني .

يقول ابن رجب في " جامع العلوم والحكم " (1/114-116) :

" وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب ، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد إمام المالكية في زمانه أنه قال : جماع آداب الخير وأزِمَّتُه تتفرع من أربعة أحاديث :

قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) وقوله صلى الله عليه وسلم للذي اختصر له في الوصية :

( لا تغضب ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( ومعنى هذا الحديث

: أن مَنْ حسُنَ إسلامه تَركَ ما لا يعنيه من قول وفعل ، واقتصر على ما يعنيه من الأقوال والأفعال ، ومعنى يعنيه أن تتعلق عنايته به ، وأكثر ما يراد بترك ما لا يعني :

حفظ اللسان من لغو الكلام . وفي المسند [ 1/201 ] من حديث الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه ) [ قال الأرناؤوط : حسن لشواهده ] " انتهى باختصار .

ثم كيف يلح شخص على امرأته حتى يوقعها في المعصية ، بأن يجعلها تبوح بأسرار ما كان بينها وبين زوجها السابق من علاقة خاصة , وكيف تفعل المرأة ذلك وتستجيب له , وهذا الفعل مما تنفر منه الفطر المستقيمة

والأخلاق القويمة , فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) رواه مسلم ( 1437) .

قال النووي - رحمه الله -

: " وفي هذا الحديث : تحريم إفشاء الرجل ما يجرى بينه وبين امرأته من أمور الاستمتاع ووصف تفاصيل ذلك ، وما يجرى مِن المرأة فيه ، من قول ، أو فعل ، ونحوه " .

انتهى من " شرح النووي " ( 10 / 8 ) .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -

" يغلب على بعض النساء نقل أحاديث المنزل وحياتهن الزوجية مع أزواجهن إلى أقاربهن وصديقاتهن

وبعض هذه الأحاديث أسرار منزلية لا يرغب الأزواج أن يعرفها أحد ، فما هو الحكم على النساء اللاتي يقمن بإفشاء الأسرار ونقلها إلى خارج المنزل أو لبعض أفراد المنزل ؟
".
فأجاب : " إن ما يفعله بعض النساء مِن نقل أحاديث المنزل والحياة الزوجية إلى الأقارب والصديقات أمر محرَّم ، ولا يحل لامرأة أن تفشي سرَّ بيتها

أو حالها مع زوجها إلى أحدٍ من الناس

قال الله تعالى : ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله )

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن : ( شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها)".

انتهى من " فتاوى إسلامية " ( 3 / 211 ، 212 ) .

فالواجب على من فعل هذا : أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره من ذنبه الذي أوقعه فيه شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء .

وأما من ناحية العلاج لهذه الحيرة ، وذلك القلق : فلا يوجد أفضل من اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتذكر حاله وحياته الشريفة , فليعلم أنه ليس أكثر غيرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

وكل نسائه رضي الله عنهن كنَّ متزوجات قبله إلا عائشة رضي الله عنها ؟! ولو كان الزواج من مطلَّقة أو أرملة ، فيه ما يعيب الرجل

لما رضي الله تعالى بذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وليُعلم أن إحداهن رضي الله عنهن وهي زينب بنت جحش رضي الله عنها ، قد زوَّجها ربُّها تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟!

نعم ، قال الله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) الأحزاب/ 37 ، ولذا حُقَّ لها أن تفخر بذلك

كما جاء عن أنس رضي الله عنه في قوله " فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ

: زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " . رواه البخاري ( 6984 ) ، وروى مسلم ( 177 ) عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه .

وهذه الصحابية الجليلة " أسماء بنت عميس " تزوجت ثلاث مرات ، من ثلاثة رجال أفاضل ، لم تنجب الأرحام بعد عصر الصحابة مثلهم ، وكانوا على درجة عالية من العلم والدين والشجاعة والغيرة

فقد تزوجها أولاً : جعفر بن أبي طالب ، ثم مات عنها ، فتزوجها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه ، ثم لما مات عنها ، تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه

فما عابها ذلك بل رفع قدْرها ، وما عاب هؤلاء الأفذاذ أن تزوجوا بأرملة ، ولا أنفوا من ذلك ، ولا أحرقت الغيرة الحمقاء قلوبهم ، وقد رأوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعل ذلك

ولو كان ذلك عيباً ومنقصةً للمروءة والغيرة – وحاشاه أن يكون كذلك ، وقد أحله الله – لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا فعله الأكابر من أصحابه .

بل نقول لك : لو كان ذلك نقصا وعيبا ، لما شرعه الله أصلا ؛ فإن الله يغار ، والله أغير من عباده ، وغيرة الله أن تؤتى محارمه ، لا أن يستمتع العباد بما أحله لهم ,

وتراجع الفتوى القادمه

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 17:47
نصائح وتوجيهات لمن يقلقه التفكير في أزواج زوجته السابقين

السؤال

تزوجت مؤخراً من امرأة تزوجت من قبل ثلاث مرات ، وعندما تعارفنا في فترة الخطبة كانت أمينة معي ، ولم تخفِ عني أي شيء احتجت إليه في أمر الزواج منها ، وهي أم لطفل

وبعد أن أطلعتني على كل شيء صليت الاستخارة ، وكنت سعيداً بزواجي منها ، فهي على قدر من الدِّين وتتمتع بجمال خلاب ، وأما أنا فمطلِّق ولدي طفل أيضا ، وعندما جاءت للعيش معي وجدت الأفكار تدور برأسي حول

علاقاتها بأزواجها السابقين ، وأعرف مدى غبائي في التفكير في ذلك ، وأن الشيطان يوسوس لي رغم أنها ما شاء الله لديها صفات حميدة ، فهي زوجة مطيعة وتخاف الله

وكان هذا حلمي في زوجة أتزوجها ، وشعرت أني لست عادلا معها في فترة الثلاث شهور الأولى من الزواج ، فقد كنت فظّاً معها بسبب تلك الأفكار التي تساورني ، مما كان يجعلني عصبي المزاج

وهي حامل الآن ، وأنا أحبها بشغف ، وهي تساعدني على قربي من الله والجنة ، فهي تدفعني للتمسك بديني ، وهي ترتدي الحجاب ، وتقرأ القرآن كثيراً ، وتحضر الصلوات في المسجد في وقتها

لكن مشكلتي معها هو التفكير في ماضيها ، فلا أحب فكرة تخيل أنها كانت في حضن رجل آخر ، وهو مرض أعاني منه ؛ فأحياناً أكون قويّاً ، وأحياناً يتلاعب بي الشيطان حتى يصيبني الدوار من كثرة الأفكار

وأنا أحاول الإنابة إلى الله ، وعندي يقين بأن الزمن خير علاج ، فلو تنصحني أقدِّر لك ذلك . جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

مما يهوِّن علينا أمر نصحك وتوجيهك أنك تعلم من نفسك أنك مخطئ في تصرفاتك الفظة تجاه زوجتك ، وأنها لا تستحق منك تلك المعاملة

وهي التي لم ترتكب معصية ، بل كانت مع أزواج وفق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهي لم تكن إلا مع زوج أحلَّ الله لها أن تكون فيه ، كما كنت أنت أيضا في حضن زوجتك السابقة ، بما أحل الله

فلا فرق بين ماضيك وماضيها ، وكلاكما كنتما متقيان لله تعالى ربكما ، ولم تصرِّفا شهوتكما إلا في الحلال .

أخي الفاضل :

لو سألناك أيهما أكثر غيرة أنت أم نبيك محمد صلى الله عليه وسلم : لما ترددت في الإجابة أنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل تعلم أن كل نسائه رضي الله عنهن كنَّ متزوجات قبله إلا عائشة رضي الله عنها ؟!

ولو كان الزواج من مطلَّقة أو أرملة فيه ما يعيب الرجل ، لما رضي الله تعالى بذلك لنبيه صلى الله عليه وسلم

وهل تعلم أن إحداهن رضي الله عنهن وهي زينب بنت جحش رضي الله عنها قد زوَّجها ربُّها تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؟! نعم ، قال الله تعالى ( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) الأحزاب/ 37

ولذا حُقَّ لها أن تفخر بذلك ، كما جاء عن أنس رضي الله عنه في قوله " فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ " .

رواه البخاري ( 6984 ) ، وروى مسلم ( 177 ) عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه .

وهذه الصحابية الجليلة " أسماء بنت عميس " هل تعرف كم مرة تزوجت ؟ تزوجت ثلاث مرات من ثلاثة رجال أفاضل لم تنجب الأرحام بعد عصر الصحابة مثلهم

وكانوا على درجة عالية من العلم والدين والشجاعة والغيرة ، فقد تزوجها أولاً جعفر بن أبي طالب ، ثم مات عنها ، فتزوجها أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه ، ثم لما مات عنها

تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فما عابها ذلك بل رفع قدْرها

وما عابهم هؤلاء الأفذاذ أن تزوجوا بأرملة ، ولا أنفوا من ذلك ، ولا أحرقت الغيرة الحمقاء قلوبهم ، وقد رأوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ، ولو ذلك عيباً ومنقصاً للمروءة والغيرة

وحاشاه أن يكون كذلك – لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه .

بل نقول لك : لو كان ذلك نقصا وعيبا ، لما شرعه الله أصلا ؛ فإن الله يغار ، والله أغير من عباده ، وغيرة الله أن تؤتى محارمه ، لا أن يستمتع العباد بما أحله لهم !!

أخي الفاضل :

الرجل العاقل ينظر إلى واقع امرأته الآن ، فيحمد له طاعتها واستقامتها

ويعظها إن كان عندها تقصير ، وأنت لم تذكر عن زوجتك إلا خيراً ، فليس لك أن تعيش في قلق وهمٍّ دائمين لن يُجديا لك نفعاً ، بل سيعودان على حياتك بالأسى

بل قد تهدم بذلك بيتك من أساسه ، فوق رأسك ، وساعتها سوف تشعر بالندم الحقيقي على كفران النعمة التي معك ؛ لكن حين لا ينفع الندم !!

فدع عنك القلق والتفكير في تاريخها ، فالقلق ليس يجلب لك إلا هموماً وغموماً وتاريخ زوجتك ناصع البياض ليس فيه ما يعيبها ولا يعيبك ، فكن معها في تثبيتها على الاستقامة

وكن إلى جانبها في تقوية إيمانها ، واجعل من أسرتك مثالا للأسرة الفاضلة المستقيمة على طاعة الله تعالى .

أخي الفاضل :

اعلم أنه سيكون لك – إن شاء الله – ذريَّة من البنات ، فإذا قدِّر الله تعالى لهن الزواج

ومات أحد أزواج بناتك ، أو طلَّقها ؛ فكيف ستنظر إليها وإلى أمرها ؟ أنت – ولا شك

لن ترضى لابنتك المطلقة أو الأرملة أن تتزوج من آخر ، بل ستكون سعيداً بذلك ، والعقلاء يبحثون بأنفسهم عن زوج مناسب لابنتهم

كما عرض عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته حفصة - بعد وفاة زوجها - على عثمان ، ثم على أبي بكر ، رضي الله عنهم جميعاً .

فإذا كنت لا ترضى لابنتك ، أو أختك ، أن تبقى حبيسة بيتها ، يعاقبها الناس على أمر لا ذنب لها فيه ، ولا عيب عليه به ، فلم تعاقب زوجتك على أمر لم تذنب فيه ، وليس فيه عيب لدينها ، أو عرضها ، معاذ الله ؟!!

ألا تنصفها من نفسك ، يا عبد الله ؟!!

أخي الفاضل
:
اعلم أن الشيطان إن تمكَّن منك لتطلقها – وهذا ما لا نرضاه منك ولا نتوقعه إن شاء الله – فقد تسبب لك ولها الضرر ، أما أنت فستكون هذه الزوجة الثانية التي تطلقها

وقد تُعرف بهذا بين الناس فتقل أو تنعدم فرص تزوجك بأخرى ، وأما هي فستكون أنت الزوج الرابع لها وقد تقل أو تنعدم فرص تزوجها بآخر ، فانظر في قرارك ، وتمهل كثيراً

واعلم أن الفُرقة بين الزوجين من أجلِّ الأعمال عند إبليس ، فهو يقرِّب ويحب جنده من الشياطين الذي يفرِّقون بين المرء وزوجه . ولذلك كان الطلاق مرغوبا عنه في الشريعة ، منهيا عن كل أسبابه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الحظر، وإنما أبيح منه قَدْرُ الحاجة ، كما ثبت في الصحيح [ مسلم (2813)] عن جابر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال

: " إن إبليس ينصب عرشَه على البحر، ويَبعثُ سراياه ، فأقربهم إليه منزلةَ أعظمهم فتنةَ

فيأتيه الشيطان فيقول : ما زلتُ به حتى فعل كذا، حتى يأتيه الشيطان فيقول: ما زِلْتُ به حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأتِه، فيُدنِيه منه ويلتزمه ويقول : أنت أنت !!".

وقال الله تعالى في ذم السحرة : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) " .

انتهى من "جامع المسائل" لابن تيمية (1/356) .

أخي الفاضل :

لقد طلقت امرأة قبلها ، ونظن أنها كانت بكرا ؛ فهل ستقضي حياتك هكذا ، تطلق بكرا ، لأنها لم توافقك ، وتطلق ثيبا ، لأنها كانت ذات زوج ؛ فأي عقل ، وأي دين يقبل منك ذلك ؟!

ألا تحمد الله على نعمة منحها لك ، امرأة ذات دين وجمال ؟
وصدق الله العظيم : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ) سبأ/13 .

نسأل الله أن يهدي قلبك ، ويشرح صدرك ، ويصرف عنك كيد الشيطان ووسواسه ، وأن يصلح لك زوجك ، ويصلحك لها .
والله الموفق

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 17:53
والداها يحثانها على العمل وهي محتارة في تحديد هدفها

السؤال

أنا فتاة مسلمة عمري ٢٥ سنة , كنت متبرجة من قبل ، ومنَّ الله علي بالهداية منذ شهر رمضان الماضي ، والتزمت - والحمد لله - بالحجاب الشرعي ، مع كشف الوجه واليدين ، وبالمحافظة على الصلاة وقراءة القرآن

. كنت إلى نهاية السنة الدراسية الماضية أدرس في جامعة مختلطة ، كحال جميع المؤسسات في بلدي ، حتى الدينية منها ، وحصلت على إجازة في العلوم الفيزيائية ، وبحكم حرصي على الالتزام بديني

وتغير نظرتي للدنيا ، احترت ، وارتأيت أن ألزم المنزل هذه السنة ، لكي أتفقه في أحكام ديني ، وأفكر فيما يمكن أن أفعل في الدراسة أو العمل بما يرضي الله . أنا على نفسي صراحة أتمنى أن أكمل الماجستير

ووالداي - ولو لم يصرحا بذلك - يريدانني أن أعمل ، وهذا يجعلني أفهم أنهما تعبا من المصروف علي , والعمل ليس بيدي ، فإلى جانب أنه لا مفر من الاختلاط ، هناك رشوة ومحسوبية ، وأنا لا أريد أن أبدأ عملا بالحرام

, فتارة أدعو الله أن يوفقني إلى عمل بالحلال ، وتارة أدعو الله أن يرزقني زوجا صالحا ، وتارة هداية وتثبيتا على هذا الدين ، فأنا محتارة حتى في الدعاء ! ولا أخفيكم نظرات الاستخفاف والدونية من العائلة والجيران

وهذا شيء لا يؤثر في ، ولكنه يؤثر في والدي ، خصوصا أن عمل الفتاة هنا في بلدي يعتبر استقلالية ، وشيئا يفتخر به . أنا محتارة في أمري ووجهتي . وما يصبرني ويفرحني هو راحتي النفسية بعد الالتزام - والحمد لله -

. سؤالي هو : ما السبيل لكي أرضي الله ونفسي ووالدي في نفس الوقت ؟

وما توجيهاتكم لفتاة مسلمة تعيش في وسط لا يعين على التمسك بما جاء به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله

كثيرة هي هموم فتياتنا في أمتنا العربية والإسلامية ، وكثيرة هي قضاياهن الجليلة والمهمة ، التي تستدعي من المجتمعات وقفة جادة تعينهن على تحقيق آمالهن ، وتصونهن عن كل ما يبتذل طهرهن وحياءهن .

ونحن نحمد الله تعالى أن هداك لطريق الاستقامة ، ومنَّ عليك بما تستشعرين من سعادة القلب وراحة النفس بالقرب من الله تعالى ، وتلك والله السعادة التي لا يشتريها المال

ولا تجلبها كل مظاهر المدنية التي يعيشها الناس اليوم .

ولكننا في الوقت نفسه نستشعر في سؤالك قدرا من المبالغة في حجم المشكلة ، بل حتى في وجودها أصلا ، فالأمر سهل ميسور بإذن الله ، والحيرة تأتي بسبب ضيق الخيارات

أما إذا كانت الخيارات كلها واردة ، ولا تتعارض مع بعضها ، فليس في الأمر أي حيرة ، فإذا سألت الله عز وجل في دعائك فاسأليه جميع فضله ، اسأليه أن يرزقك الزوج الصالح

والعمل المباح ، والرزق الحلال الواسع ، ورضا الوالدين ، والثبات على الدين ، والحسنة في الدنيا والآخرة ، وكل خير في الدنيا والآخرة ، فالله عز وجل كريم لا تنفد خزائنه ، ولا تنقضي مكارمه

ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ، يحب إذا سأله أحدنا أن يسأله من واسع رزقه وكرمه ، فلماذا نضيق واسعا ، ولا نسأله عز وجل كل ما نرجو ونتمنى مما فيه سعادتنا

وصلاح أحوالنا !! يقول الله عز وجل : ( وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) النساء/32

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة ، وأعلى الجنة ) رواه البخاري (7423) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ

دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا ) ، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: ( اللهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد (11133) وغيره ، وصححه الألباني .

وأبواب العمل واسعة والحمد لله ، لا نرى أن تغلقيها على نفسك جميعها

وتيأسي من تحصيل ما يرضيك منها ، بدعوى وجود بعض المحاذير ، فلا تدرين ، لعل الله ييسر لك عملا خالصا من كل الشوائب ، تجدين فيه راحتك ورزقك ، فقد قال الله سبحانه

: ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2-3 ، ولكن ذلك يقتضي منك الاجتهاد في البحث والسؤال

وتحصيل الأسباب التي تجعلك أولى بالقبول ، إضافة إلى تفقه في الأحكام الشرعية ، كي تميزي بين الحلال والحرام ، فلا تغلقي على نفسك أبواب الحلال ظنا منك تحريمها أو العكس .

وشريعة الإسلام حثت الأفراد والمجتمعات على النجاح والاجتهاد والإنتاج ، سواء من خلال الدراسة أو الانضواء تحت الأعمال التطوعية أو العمل لتحصيل الرزق أو النشاط الإصلاحي المجتمعي

على مستوى الأسرة والحي ، كل ذلك مما يحبه الله ويرضاه إذا احتسبته الفتاة عند الله عز وجل ، وفي حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : "طُلِّقَتْ خَالَتِي ، فَأَرَادَتْ أَنْ تَجُدَّ نَخْلَهَا

فَزَجَرَهَا رَجُلٌ أَنْ تَخْرُجَ ، فَأَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقال لها : ( بَلَى فَجُدِّي نَخْلَكِ ، فَإِنَّكِ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِي ، أَوْ تَفْعَلِي مَعْرُوفًا ) رواه مسلم (1483) .

فانظري كيف أذن لها في مثل ذلك العمل المشروع ، لعلها أن تجد من واسع رزق الله ما تتصدق به ، وتصنع به المعروف للناس

فاليد عليا خير من اليد السفلى كما أخبر عليه الصلاة والسلام ، وهذا يصدق على النساء أيضا ، لكن في العمل المباح المنتج للخير .

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله :

" لا يمنع الإسلام عمل المرأة ولا تجارتها ، فالله جل وعلا شرع للعباد العمل وأمرهم به ، فقال : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )

وقال : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )، وهذا يعم الجميع الرجال والنساء ، وشرع التجارة للجميع

فالإنسان مأمور بأن يتجر ، ويتسبب ، ويعمل سواء كان رجلا أو امرأة ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ) هذا يعم الرجال والنساء جميعا " .

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (28/104) .

لكن قصارى الأمر : أن تتأني في طلب العمل المباح ، والرزق الحلال ، وتتخيري من بين المتاح أمامك : أنسب الأعمال لطبيعتك ، وأبعدها عن الاختلاط والمفاسد ، وأقربها إلى فتاة ملتزمة .

وأما أمر الدراسة : فنحن نقترح عليك أن تؤجليه فترة ، لعلك أن تستقري ماديا ، واجتماعيا ، ثم تنظري في ظروفك بعد ذلك : هل تسمح لك بإكمال الماجيستير

أو الأنسب لك أن تكتفي بالدراسة التخصصية إلى الحد الذي بلغتيه .

نسأل الله تعالى أن يكتب لنا ولك في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وأن يقينا عذاب النار .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 17:58
يشعر بأنه قد ظلم زوجته السابقة ، فكيف يتوب من ذلك الظلم ؟

السؤال

أنا تزوجت ، وكنا غير متوافقين في الفكر والالتزام وأنجبنا ولداً ، وبعد ذلك طلقتها ، وأنا الآن أعرف أني ظلمتها كثيراً ، وهي تزوجت وأنا تزوجت

فكيف أرد مظلمتي لها ؟ وهل يمكن أن يجمعني الله بإنسانة صالحة وأنا ظالم ، أم إنها مثلي أيضا ظالمة ، وابتلانا الله بعدم الإنجاب لمدة طويلة ، بدون أسباب ، فهل هذا عقاب وكيف أتوب من ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

مادام قد حصل بينكما فراق ، وذهب كل واحد منكما إلى حال سبيله

فليس عليك إلا التوبة إذا كان قد وقع منك ظلم على تلك المرأة ، والتوبة في هذا ، تكون بالتحلل وطلب العفو منها

لقوله عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ

قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ ، أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (2449) .

وعليه ، فإذا أمكن أن تطلب منها العفو مباشرة ، أو عن طريق شخص قريب منكما ، يمكنه أن يوصل لها ذلك ، فالحمد لله .
على أننا في الحال المذكورة لا نرى أن يحصل منك ذلك ، ولو بالواسطة ، فقد تزوجت المرأة ، وصارت إلى غيرك ، ولم يعد من الملائم أن يحصل بينكما تواصل ، ولو بصورة غير مباشرة

إلا أن يأذن زوجها ، ويرضى بمثل ذلك ، أو يكون عن طريقه هو ، وهو أمر نراه متعذرا .

فيكفي في هذه الحال الدعاء لها ، وأن تكثر من سؤال الله أن يقبل توبتك في حق تلك المرأة التي قد ظلمتها .

وإن كان هناك مظلمة مادية : كأن يكون لها عليك حق من صداق أو نحوه ، فالواجب عليك أن ترده إليها ، أو تتحللها منه . ولا يظهر في هذا من المفسدة ما يكون في الأمور المعنوية .

ثانياً :

لا تلازم بين صلاح الزوجين أو فسادهما ، فقد يكون الرجل صالحاً وامرأته دون ذلك ، والعكس كذلك

وقد سبق بيان هذا المعنى في السؤال القادمين فينظر فيهما للاستزادة في ذلك .

وحرمانكما من الولد قد يكون بسبب الذنوب ، ومن ذلك ظلمك السابق لتلك المرأة ، فالإنسان قد يُحرم الولد بسبب الذنوب ، كما أنه قد يرزق الولد والمال بسبب التوبة والاستغفار

كما قال تعالى : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) سورة نوح / 10-12 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" قوله : ( ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ) أي : إذا تبتم إلى الله واستغفرتموه وأطعتموه ، كثر الرزق عليكم ، وأسقاكم من بركات السماء ، وأنبت لكم من بركات الأرض ، وأنبت لكم الزرع

وأدر لكم الضرع ، وأمدكم بأموال وبنين ، أي : أعطاكم الأموال والأولاد ، وجعل لكم جنات فيها أنواع الثمار ، وخللها بالأنهار الجارية بينها " .

انتهى من " تفسير ابن كثير " (8/233) .

فعليكما بالتوبة عموماً وكثرة الاستغفار ، والأخذ بالأسباب الحسية التي تساعد على الإنجاب ، رزقكما الله الذرية الصالحة التي تقر بها العيون .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 18:01
هل الرجل الصالح لا يتزوج إلا امرأة صالحة ؟

السؤال

سمعت أن كل إنسان يأخذ من يستحق ( زوج أو زوجة ) فإن كان صالحاً كان زوجه صالحاً ولم أجد أي حديث عن هذا الموضوع فما قولكم في ذلك ؟

سمعت أيضاً أنه إذا زنى المرء فإنه يعاقب بأن إحدى نساء قرابته ترتكب الزنا فهل هذا صحيح ؟

كثير من الشباب المسلم يبحث عن شريك في الحرام فهل أخبرهم أن التقي ينال تقياً إلا إذا ابتلاه الله .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما سمعتَه من أن الإنسان يتزوج من يستحق ويشابهه في الصلاح والفساد غير صحيح ، ويدل على ذلك :

1-ما حكاه الله تعالى عن نبيين كريمين من أنبيائه وهما نوح ولوط عليهما السلام أن زوجتيهما كانتا كافرتين

قال الله تعالى : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 .

2-أن الشرع نهى عن تزويج الزاني من العفيفة ، ونهى العفيف عن التزوج من زانية ، وهو يدل على إمكان وقوع ذلك ، بل قد وقع مثل هذا كثيراً .

قال الله تعالى : الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ النور / 3 .

3-إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة قد تُزوج لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها ، وترغيبه صلى الله عليه وسلم بالتزوج من ذات الدين يدل أنه قد يقع غيره ، فيتزوج الرجل ممن لا يماثله .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " .

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

4-أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء بتزويج مولياتهم من أهل الدين يدل على أنه قد يقع خلافه .

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " .

رواه الترمذي ( 1084 ) وابن ماجه ( 1967 ) . وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 1022 ).

فعلى من يبحث عن زوجة أن يبحث عن صاحبة الدين والخلق ، وكذلك على أولياء المرأة أن لا يزوجوها إلا من صاحب الدين . فإن الإنسان يكتسب من أخلاق من يصاحبه ، لا سيما مع طول الصحبة .

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم : (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ) رواه الترمذي (2378) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1937) .

( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ ) أَيْ عَلَى عَادَةِ صَاحِبِهِ وَطَرِيقَتِهِ وَسِيرَتِهِ (فَلْيُنْظَرْ) أَيْ فَلْيَتَأَمَّلْ وَلْيَتَدَبَّرْ (مَنْ يُخَالِلْ) مِنْ الْمُخَالَّةِ وَهِيَ الْمُصَادَقَةُ وَالإِخَاءُ , فَمَنْ رَضِيَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ خَالَلَهُ وَمَنْ لا تَجَنُّبُهُ ,

فَإِنَّ الطِّبَاعَ سَرَّاقَةٌ وَالصُّحْبَةُ مُؤَثِّرَةٌ فِي إِصْلاحِ الْحَالِ وَإِفْسَادِهِ . قَالَ الْغَزَالِيُّ : مُجَالَسَةُ الْحَرِيصِ وَمُخَالَطَتُهُ تُحَرِّكُ الْحِرْصَ وَمُجَالَسَةُ الزَّاهِدِ وَمُخَالَلَتُهُ تُزْهِدُ فِي الدُّنْيَا

; لأَنَّ الطِّبَاعَ مَجْبُولَةٌ عَلَى التَّشَبُّهِ وَالاقْتِدَاءِ بَلْ الطَّبْعُ يَسْرِقُ مِنْ الطَّبْعِ مِنْ حَيْثُ لا يَدْرِي اهـ من تحفة ألأحوذي .

ثانياً :

أما بالنسبة للزاني فإنه قد يعاقب في أهله ، وقد روي في ذلك حديث لكنه موضوع ، وقد يصح معناه

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 18:11
شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين ) والتوفيق بينها وبين حال امرأتي نوح ولوط

السؤال

ما تفسير الآية التالية : ( الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات) سورة النور

وكيف نوفق بين الآية وبين ما نسمعه من أنه قد تكون الزوجة صالحة والزوج فاسقاً كأن لا يصلي أو يشرب الخمر ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور/26 .

وقد اختلف المفسرون في معناها على أقوال متقاربة ، لا يناقض بعضها بعضا .

فمن معاني " الخبيث " و " الطيب " في الآية :

1. الخبث والطيب في الأقوال .

فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .

وهذا قول عبد الله بن عباس ، ومجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، والشعبي ، والحسن البصري ، وحبيب بن أبي ثابت ، والضحاك ، واختاره ابن جرير الطبري .

قال النحاس في كتابه " معاني القرآن " :

وهذا من أحسن ما قيل في هذه الآية .

ودل على صحة هذا القول : قوله تعالى ( أولئك مبرءون مما يقولون ) أي : عائشة وصفوان مبرَّآن مما يقول الخبيثون والخبيثات .

قال الطبري – رحمه الله - :

وأولى هذه الأقوال في تأويل الآية : قول من قال : عنى بالخبيثات : الخبيثات من القول ، وذلك قبيحه وسيئه ، للخبيثين من الرجال والنساء ، والخبيثون من الناس للخبيثات من القول

هم بها أولى ؛ لأنهم أهلها ، والطيبات من القول ، وذلك حسنه وجميله ، للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول ; لأنهم أهلها وأحقّ بها .

وإنما قلنا هذا القول أولى بتأويل الآية : لأن الآيات قبل ذلك إنما جاءت بتوبيخ الله للقائلين في عائشة الإفك

والرامين المحصنات الغافلات المؤمنات ، وإخبارهم ما خصهم به على إفكهم ، فكان ختم الخبر عن أولى الفريقين بالإفك من الرامي والمرمي به : أشبه من الخبر عن غيرهم .

وقوله : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ ) يقول : الطيبون من الناس مبرّءون من خبيثات القول

إن قالوها فإن الله يصفح لهم عنها ، ويغفرها لهم ، وإن قيلت فيهم ضرّت قائلها ولم تضرّهم ، كما لو قال الطيبَ من القول الخبيثُ من الناس لم ينفعه الله به ؛ لأن الله لا يتقبله .. "

" ولو قيلت له لضرّته؛ لأنه يلحقه عارها في الدنيا، وذلها في الآخرة " .

" تفسير الطبري " ( 19 / 144 ، 145 ) .

2. الخبيث والطيب من الأفعال :

ويكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .

وهو قول حبيب بن أبي ثابت ، وعطاء بن أبي رباح ، وقتادة ، وروي عن هؤلاء الأئمة أنهم أضافوا الأقوال إلى الأفعال في معنى الآية ؛ فجمعوا بين القولين السابقين .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال جمهور السلف : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، ومن كلام بعضهم : الأقوال والأفعال الخبيثة للخبيثين .

وقد قال تعالى ( ضرب الله مثلاً كلمة طيبة ) ، ( ومثل كلمة خبيثة )

وقال الله : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، والأقوال والأفعال صفات القائل الفاعل ، فإذا كانت النفس متصفة بالسوء والخبث : لم يكن محلها ينفعه إلا ما يناسبها .

" مجموع الفتاوى " ( 14 / 343 ) .

3. الخبث والطيب من الأشخاص في النكاح :

ويكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .

وهو قول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وقال :

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طيِّباً ، وكان أولى بأن يكون له الطيبة ، وكانت عائشة الطيبة , وكانت أولى بأن يكون لها الطيب .

قال القرطبي – رحمه الله - :

وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : ( الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ) النور/3 ، الآية ، فالخبيثات : الزواني ، والطيبات : العفائف ، وكذا الطيبون ، والطيبات .

واختار هذا القول النحاس أيضاً ، وهو معنى قول ابن زيد .

" تفسير القرطبي " ( 12 / 211 ) .

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 18:12
ثانياً :

لا إشكال في الآية ، على القول الأول أو الثاني ، ولا تعارض بينها وبين ما ذكر السائل ، ويراه الناس ، من أن الزوجة ربما كانت صالحة والزوج فاسقا ، أو العكس .

وإنما الإشكال – عند بعض الناس – في القول الثالث في مسألتين :

1. ما يرونه من عموم تزوج طيب بفاسقة ، وتزوج فاسق بطيبة .

2. ما ورد بخصوص زوجتي نوح ولوط عليهما السلام ووصف الله لهما بالخيانة ، وما ورد في تزوج امرأة فرعون المؤمنة بفرعون الطاغية .

فيقال هنا : إن معنى الآية ـ على تقدير أن يكون المراد بالخبث والطيب : خبث الأزواج وطيبهم ـ

: أنه لا يليق بالطيب أن يتزوج إلا طيبة مثله ، ولا يليق بالخبيثة إلا خبيث مثلها ، ومن رضي بالخبيثة مع علمه بحالها : فهو خبيث مثلها ، ومن رضيت بخبيث مع علمها بحاله : فهي خبيثة مثله .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .

وهذا - أيضاً - يرجع إلى ما قاله أولئك باللازم ،

أي : ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له ، لا شرعاً ولا قَدَراً

ولهذا قال : ( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي : هم بُعَداء عما يقوله أهل الإفك والعدوان .

( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) أي : بسبب ما قيل فيهم من الكذب .

( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) أي : عند الله في جنات النعيم .

وفيه وعد بأن تكون زوجة النبيّ صلى الله عليه وسلم في الجنة .

" تفسير ابن كثير " ( 6 / 35 ) .

وفي الآية بيان براءة عائشة رضي الله عنها ، حيث زكاها الله تعالى بوصفها بالطيبة لأنها كانت تحت الطيب

وهو النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن الله تعالى ليختارها زوجة لنبيه صلى الله عليه وسلم لو كانت خبيثة ! ومن هنا كان الطاعن في عرض عائشة طاعناً في النبي صلى الله عليه ، ومستحقّاً للحكم بالردة والقتل .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

قال أبو السائب القاضي : كنتُ يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطرستان ، وكان يلبس الصوف ، ويأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، ويوجِّه في كل سنَة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرِّق على سائر ولد الصحابة

وكان بحضرته رجلٌ فذكَر عائشة بذكرٍ قبيحٍ من الفاحشة

فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26) فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث

فهو كافر ، فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه ، وأنا حاضر ، رواه اللالكائي

" الصارم المسلول " ( 1 / 568 ) .

والأثر في " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " للالكائي ( 1958 ) .

فلله دره من حاكم ، ونسأل الله تعالى أن يجزيه خير الجزاء ، وأن يكرم نزله بما ذبَّ عن عرض نبينا صلى الله عليه وسلم .

وأما ما كان من زوجتي لوط ونوح عليهما السلام ، حيث وصفهما الله تعالى بالخيانة

في قوله ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) التحريم/10 ، فالخيانة هنا هي خيانة في الإيمان .

قال ابن كثير – رحمه الله - :

( فَخَانَتَاهُمَا ) أي : في الإيمان ، لم يوافقاهما على الإيمان ، ولا صدَّقاهما في الرسالة ، فلم يُجْدِ ذلك كلَّه شيئاً ، ولا دفع عنهما محذوراً ؛ ولهذا قال : ( فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ) أي : لكفرهما .

( وَقِيلَ ) أي : للمرأتين : ( ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .

وليس المراد ( فَخَانَتَاهُمَا ) في فاحشة ، بل في الدين ، فإنَّ نساء الأنبياء معصوماتٌ عن الوقوع في الفاحشة ؛ لحرمة الأنبياء ، كما قدمنا في " سورة النور " .

قال سفيان الثوري عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قتة : سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : ما زنتا ، أما امرأة نوح :

فكانت تخبر أنه مجنون ، وأما خيانة امرأة لوط : فكانت تدل قومها على أضيافه .

وقال العَوفي عن ابن عباس قال : كانت خيانتهما أنهما كانتا على عَورتيهما

فكانت امرأة نُوح تَطَلع على سر نُوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، وأما امرأة لوط فكانت إذا أضاف لوط أحداً أخبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء .

وهكذا قال عكرمة ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم .

وقال الضحاك عن ابن عباس : ما بغت امرأة نبي قط ، إنما كانت خيانتهما في الدين .

" تفسير ابن كثير " ( 8 / 171 ) .

وهذه فتوى جامعة من علماء اللجنة الدائمة لكل ما سبق من المسائل نرجو أن تكون نافعة للسائل والقارئ

وفيها الجواب على القسم الثاني من الإشكال الثاني ، وهو بخصوص تزوج امرأة فرعون المؤمنة من فرعون الطاغية .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

حدثت مناظرة بيني وبين شخص مسيحي ، وقد فاجأني بقوله لي : هناك آية في القرآن تتضمن قول الله سبحانه وتعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ) إلخ الآية

والآية الأخرى تتضمن قوله تعالى ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ ) ، ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )

وهناك آية أخرى وهي قوله تعالى ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ .

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ ) إلخ الآية

وأن هناك على حد زعمه تناقضاً ، فكيف يقول الله سبحانه وتعالى ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ) إلخ الآية ، بينما زوجات أنبياء الله نوح ولوط خبيثات

وفرعون كما جاء فيه في القرآن وزوجته طيبة ، وحيث ليس لدي جواب مقنع آمل التكرم بإفتائي عن ذلك ، جزاكم الله خيراً .

فأجابوا :

أولاً :

قال الله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )

هذه الآية ذُكرت بعد الآيات التي نزلت في قصة الإفك تأكيداً لبراءة عائشة رضي الله عنها مما رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين

زوراً وبهتاناً ، وبياناً لنزاهتها ، وعفتها في نفسها ، ومن جهة صلتها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وللآية معنيان :

الأول : أن الكلمات الخبيثات والأعمال السيئات أولى بها الناس الخبيثون ، والناس الخبثاء أولى وأحق بالكلمات الخبيثات والأعمال الفاحشة

والكلمات الطيبات والأعمال الطاهرة أولى وأحق بها الناس الطيبون ذوو النفوس الأبية والأخلاق الكريمة السامية ، والطيبون أولى بالكلمات والأعمال الصالحات .

والمعنى الثاني : أن النساء الخبيثات للرجال الخبيثين ، والرجال الخبيثون أولى بالنساء الخبيثات ، والنساء الطيبات الطاهرات العفيفات أولى بالرجال الطاهرين الأعفاء

والرجال الطيبون الأعفاء أولى بالنساء الطاهرات العفيفات

والآية على كلا المعنيين دالة على المقصود منها ، وهو نزاهة عائشة رضي الله عنها عمَّا رماها به عبد الله بن أبيّ بن سلول من الفاحشة ومن تبعه ممن انخدع ببهتانه واغتر بزخرف قوله .

*عبدالرحمن*
2018-12-18, 18:13
ثانياً :

قال الله تعالى ( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ .

قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ) ، ومعنى الآيتين :

أن الله تعالى أخبر عن رسوله نوح عليه السلام أنه سأله تعالى أن ينجز له وعده إياه بنجاة ولده من الغرق والهلاك بناء على فهمه من ذلك من قوله تعالى له ( احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ

وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ) فقال : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي )

وقد وعدتني بنجاة أهلي ، ووعدك الحق الذي لا يخلف وأنت ( أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) ، ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) أي : الذين وعدتك بإنجائهم ؛ لأني إنما وعدتك بإنجاء مَن آمن مِن أهلك

بدليل الاستثناء في قوله تعالى ( إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) ؛ ولذلك عاتبه الله تعالى على تلك المساءلة وذلك الفهم بقوله : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )

وبيَّن ذلك بقوله ( إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ) ؛ لكفره بأبيه نوح عليه السلام ؛ ومخالفته إياه ، فليس من أهله ديناً ، وإن كان ابناً له من النسب

قال ابن عباس وغير واحد من السلف رضي الله عنهم : " ما زنت امرأة نبي قط " وهذا هو الحق

فإن الله سبحانه أغْيَر مِن أن يمكِّن امرأة نبي من الفاحشة

ولذلك غضب سبحانه على الذين رموا عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة ، وأنكر عليهم ذلك وبرَّأها مما قالوا فيها ، وأنزل في ذلك قرآناً يُتلى إلى يوم القيامة .

ثالثاً :

قال الله تعالى : ( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا ) الآيتين من سورة التحريم .

بعد أن عاتب الله تعالى أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم

وخاصة عائشة وحفصة رضي الله عنهن جميعاً على ما بدَر منهن مما لا يليق بحسن معاشرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن يعتزلهن شهراً

وأنكر تعالى عليهن بعض ما وقع منهن من أخطاء في حقه عليه الصلاة والسلام

وأنذرهن بالطلاق وأن يبدله أزواجاً خيراً منهن : ختم سورة التحريم بمثلَين : مثل ضربه للذين كفروا بامرأتين كافرتين امرأة نوح وامرأة لوط

ومثل ضربه للذين آمنوا بامرأتين صالحتين بآسية امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ؛ إيذاناً بأن الله حكم عدل لا محاباة عنده ، بل كل نفس عنده بما كسبت رهينة

وحث العباد على التقوى ، وأن يخشوا يوماً يرجعون فيه إلى الله ، يوماً لا يجزي فيه والد عن ولده

ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً ، يوم يفرُّ المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ، يوم لا تزر فيه وازرة وزر أخرى ، وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى

يوم لا تنفع فيه الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً ، فبيَّن سبحانه أن امرأة نوح وامرأة لوط كانتا كافرتين ، وكانتا تحت رسوليْن كريميْن من رسل الله ، وكانت امرأة نوح تخونه بدلالة الكفار على مَن آمن بزوجها

وكانت امرأة لوط تدل الكفار على ضيوفه ، إيذاء وخيانة لهما ، وصدّاً للنَّاس عن اتباعهما ، فلم ينفعهما صلاح زوجيهما نوح ولوط ، ولم يدفعا عنهما من بأس الله شيئاً

وقيل لهاتين المرأتين : ادخلا النار مع الداخلين ، جزاءً وفاقاً بكفرهما وخيانتهما ؛ بدلالة امرأة نوح على من آمن به ، ودلالة امرأة لوط على ضيوفه ، لا بالزنى ، فإن الله سبحانه لا يرضى لنبي من أنبيائه زوجة زانية

قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَخَانَتَاهُمَا ) قال : " ما زنتا " ، وقال : " ما بغت امرأة نبي قط إنما كانت خيانتهما في الدين " ، وهكذا قال عكرمة وسعيد بن جبير والضحاك وغيرهم .

وبيَّن الله سبحانه بالمثل الذي ضربه للذين آمنوا بآسية زوجة فرعون ، وكان أعتى الجبابرة في زمانه

أن مخالطة المؤمنين للكافرين لا تضرهم ، إذا دعت الضرورة إلى ذلك ، ما داموا معتصمين بحبل الله تعالى متمسكين بدينه ، كما لم ينفع صلاحُ الرسولين : نوح ولوط زوجتيهما الكافرتين

قال الله تعالى : ( لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ) ، ولذلك لم يضر زوجة فرعون كفرُ زوجها وجبروته

فإن الله حكم عدل لا يؤاخذ أحداً بذنب غيره بل حماها وأحاطها بعنايته وحسن رعايته ، واستجاب دعاءها وبنى لها بيتاً في الجنة ، ونجَّاها من فرعون وكيده ، وسائر القوم الظالمين

مما تقدم في تفسير الآيات من أن ابن نوح ليس ابن زنى ، وأن عائشة رضي الله عنها برَّأها الله في القرآن مما رماها به رأس النفاق ، ومن انخدع بقوله من المؤمنين والمؤمنات

وأن كلا من امرأة نوح وامرأة لوط لم تزن وإنما كانتا كافرتين ، ودلت كل منهما الكفار على ما يسوؤهما ويصد الناس عن اتباعهما ، وأن زواج المؤمن بالكافرة كان مباحاً في الشرائع السابقة

وكذا زواج الكافر بالمؤمنة ، وأن الله حمى امرأة فرعون من كيده وحفظ عليها دينها ونجاها من الظالمين : يتبين أن الآيات المذكورة متوافقة ، لا متناقضة ، وأن بعضها يؤيِّد بعضاً .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 3 / 270 – 276 ) .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:02
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


والدنا يتهمنا بعلاقات محرمة

السؤال

والدي يبلغ من العمر 75 سنة ، دائماً ما يدعو علينا من دون سبب ، لدرجة أنه أنا وإخوتي بدأنا ننفرُ منه ، ونتجنب الجلوس معه بسبب دعائه المتكرر علينا

حتى إنه بدأ في الآونة الأخيرة يشكُ بنا نحن البنات على الرغم أننا لا نخرجُ إلا بإذنه ، ولا نذهب إلا مع إخوتي الذين هم محارمنا ، ودائماً ما يُحاول أن يشكك والدتي بنا ، لدرجة أن أختي الصغيرة ذهبت لأداء اختبار الثانوية

وقام بإيصالها أخي الذي يكبرها سناً ، يلمح لوالدتي ويقول لها : هل أنتِ متأكدة أن ابنتكِ ذهبت للاختبار ، ربما تظاهرت بالدخول للمدرسة ، وذهبت مع شخصٍ آخر ! حتى والدتي لم يتركها وشأنها

بدأ يشك بها ، ويتلفظ عليها ، ومن ضمن كلامه لها : سأشهد عليكِ زوراً في المحكمة بعلاقة غير شرعية !! يقول كلاماً فظيعًا لوالدتي ولنا . حتى إنه يقول لوالدتي : الله لا يسامحكِ ؛ لأنكِ تصومين .

على الرغم أن والدتي لا تصوم إلا بإذنه ، وهو أيضاً يصوم معها ، وغير ذلك لا يريدُ منها أن تصلي ! يقول : سأتزوج بـ كافرة ؛ لأنها لا تصلي ولا تصوم ! ماذا علينا أن نفعل مع والدي

وكيف نتصرفُ معه ؟ وما رأيكم بالذي يفعله معنا ومع والدتي ، خاصة طلبه من والدتي ألا تصلي ولا تصوم ، وهل عليها طاعته ، على الرغم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟

الجواب

الحمد لله

ما عليكم أن تتصرفوا مع والدكم إلا كما أمر الله عز وجل بالإحسان إليه ، ومصاحبته بالمعروف

والتجاوز عن أذيته التي ينالكم بها

فقد قال الله عز وجل : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/15 .

فأُمر الولدُ أن يصاحب والديه بالمعروف ولو جاهداه على أن يشرك بالله غيره ، والشرك أكبر الكبائر ، فمن باب أولى أن يلتزم المصاحبة بالمعروف إذا وقع الوالد في إثم القذف بالفاحشة

أو التعريض بها ، خاصة وأن دافعه لذلك هو ما ابتلي به من الغيرة الفاسدة ، أو كبر السن المؤثر ، فكان حريا بكم في مثل حالته أن تلزموا سبيل الله المستقيم ، باستمرار النصح له

والصبر على أذاه ، والإحسان إليه بالقول والفعل ، لعل ذلك يكون سببا في التأثير فيه ولو طالت الأيام ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين ، وحذر من عقوقهما ، وبين أن العقوق من أكبر الكبائر .

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) [الإسراء: 23، 24] ,

وأخرج الترمذي في " السنن " رقم (1900) وقال : " حديث صحيح "

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ ) .

لذلك فنصيحتنا لكم أن تسترضوا والدكم ، وتجتهدوا في ذلك حتى يفتح صفحة جديدة ، تتفقون فيها معه على تقوى الله تعالى ، والتزام الحكم الشرعي في كل صغيرة وكبيرة

فإن صدرت منه أية مخالفة فليس لكم إلا الصبر والنصح ودعاء الله تعالى أن يقي لسانه من كل سوء وبذاء .

وللتوسع يرجى النظر في الفتوى القادمه

جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (25/123-125) السؤال التالي :

السائل يعيش مع والديه في منزل واحد ، لكنه دائم الخصومة مع أمه والقطيعة لوالده ، وسبب ذلك أن أمه تفضل أخاه الصغير ، فتصفه بأقبح الأوصاف ، وتشتمه بأقذع الشتائم ولأتفه الأسباب

فصارت عنده عقد نفسية ، وتتسامح مع أخيه ، ولو أساء أشد إساءة ، فصار مدللا خاليا من العقد النفسية ، وكذلك والده يسيء إليه كثيرا ، لا يرد عليه السلام إلا نادرا

ويضربه أحيانا أمام الناس لأدنى سبب ، ولا يضرب أخاه الصغير ولو اشتدت إساءته ، فهل يطالب من أساء إليه والداه بما يطالب به سائر الأبناء من البر والصلة

وهل يأثم بإثارة الخصومات مع أنه يجتهد في إبعاد الخصومات ، وكثيرا ما يندم بعد وقوعها ويتصدق

عنهما دون شعور منهما ، فهل يثابان بذلك ويثاب هو أيضا ، وهل يخفف ذلك من ذنوبه ، مع أن هذه الصدقة قليلة جدا ؟

فكان الجواب :

" قد يكون الوالدان معذورين فيما حصل منهما ، وقد يكون لديهما اعتبارات في التشديد على واحد من أولادهما دون آخر ، ككونه أكبر سنا ، وأرشد من غيره ، فالغلط منه أشد

وكتأديبه ليستقيم فيكون قدوة لإخوانه الصغار ، وعلى تقدير إساءتهما لا يجوز للولد أن يقابل سيئتهما بالسيئة

بل يقابلها بالحسنة ، عملا بقوله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت/34 .

وقوله : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/15

فأمر الولد أن يصاحب والديه بالمعروف ولو جاهداه على أن يشرك بالله غيره ، والشرك أكبر الكبائر ، وأمره أن يلزم سبيل الله المستقيم ، وأخبر بأن جزاء الجميع عنده تعالى يوم القيامة

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين ، وحذر من عقوقهما وبين أن العقوق من أكبر الكبائر ، هذا وتُشكَر على الندم على ما فعلت من إثارة الخصومات والقطيعة ، وعلى الصدقة عنهما

ولو أعلنت ذلك لهما كان أرجى إلى الوئام وحنانهما عليك ، ويرجى لك ولهما الأجر ومغفرة الذنوب بما قربت من الصدقة عنهما ، وإن قَلَّت

فإن الله يضاعف الحسنات ، وأما الوالدان فالواجب عليهما تحري العدل بين أولادهما ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ) " انتهى .

أسأل الله أن يوفقك ويفتح عليك أبواب رحمته وفضله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:06
كيف يتعاملن مع أبيهن الذي يشنع عليهن وعلى أمهن ويسبهن ويتهمهن بالفاحشة ؟

السؤال

هل يجوز أن نتحمل ونصبر على أب يلفظ أبشع الألفاظ لبناته ، مع اتهام والدتهن بالزنا ، والتشكيك بنسهن له ، بل وينشر أكذوبة الزنا للغرباء ، لدرجة التشكيك بنا ، وتعرضنا للتحرش بسببه ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

إذا ثبت ما تقولينه فتلك والله بلية نكراء ، وداهية دهياء ، والواجب التعامل معها بالحكمة والكياسة ، وملاحظة أبعادها من جميع جوانبها .

أما قذف الزوجة ورميها بالفاحشة بغير حق : فكبيرة من الكبائر .

وقد تقدم في جواب السؤال رقم : (132559) أن الزوجة إذا طالبت بحقها الشرعي في ذلك ، ( وهو إقامة حد القذف على الزوج ) فيلزم الزوج أحد أمرين : إما أن يأتي بأربعة شهود يشهدون على الزنا

وإما أن يلاعن زوجته ، فإن لم يفعل واحدا من الأمرين : استحق أن يجلد حد القذف ، ثمانين جلدة ، وحُكم بفسقه ، وردت شهادته .

وإذا كان الزوج بهذه الحال ، فللزوجة الحق في طلب الطلاق منه ؛ وذلك لفسقه وفحشه وتعديه حدود الله .

وإن رأت أن بالإمكان تقويمه ، ورأت المصلحة في بقائها معه : فلها ذلك .

وأما ما ذكر في السؤال من حاله مع بناته ، وقذفهن ، والتشكيك بنسبهن : فهو شر وأضل سبيلا

وأبعد عن الفطر والسوية ، وإذا كانت قوامة الأب على أبنائه وأهل بيته ، تقتضي منه الحفاظ عليهن ، ورعايتهن ، والذب عن عرضهن ؛ فكيف يكون الحال إذا كان العدوان منه :

وراعي الشاةِ : يحمي الذئبَ عنها * فكيف إذا الرعاةُ لها ذئاب ؟!

ثانيا :

الواجب عليكم الآن : أن تسعوا في نصحه ووعظه ، بما يصلح مع مثل هذا الرجل من زوجته وبناته ، وأن تذكروه بالله ، وتخوفوه من عقوبته في الدنيا والآخرة

وأن تستعينوا في ذلك بأولى العقل والدين والحكمة من الأقارب والمعارف .

ومهما نالكم من أذى ، أو ضر ، فاجتهدوا في دفعه عنكم بما تستطيعون ، واستعينوا بالله واصبروا : ( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) ، ولا نرى لكم -خاصة بناته وأبنائه - أن يعجلوا بالدعاء عليه

فهو - مهما فعل وقال - والد لكنّ ؛ بل ادعوا الله له بالهداية ، وادعوا الله أن يقيكن شره ؛ فعسى الله أن يرزق بناته بأزواج صالحين يخرجوهن من هذا البلاء ، ويخلصوهن مما هن فيه .

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ... وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ

وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) رواه أحمد (2800) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (6806) .

وعليهن الحرص على الحجاب ، وإظهار حالهن من التستر والعفاف للناس ، ويستعن بالله أن يذب عن أعراضهن ، ويظهر شرفهن وبراءتهن .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

" إنني متزوجة منذ حوالي 25 سنة ولدي العديد من الأبناء والبنات ، وأواجه كثيرا من المشاكل من قبل زوجي

فهو يكثر من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد، ولا يقدرني أبدا من دون سبب ولا أرتاح إلا عندما يخرج من البيت ، أرجو أن تدلوني على الطريق السليم .

فأجاب : " الواجب عليك الصبر ، ونصيحته بالتي هي أحسن ، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة

فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه ، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره .

وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ، وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق زوجك أو في حق غير ه، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها.

لأن الله سبحانه يقول : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) ولا مانع أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (8/ 395) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:11
تركت المنزل بسبب قسوة زوجها وضربه لها

السؤال

والدي يبلغ من العمر 60 عامًا ، ووالدتي تصغره بعامين ، وهو من النوع العصبي الكثير الغضب ، والسب ، والضرب المبرح بطريقة غير عادية ، وغير مساوية للحدث

وهذا ليس بجديد ، وقد تضررت نفسيا أنا وإخوتي بسبب الضرب والشتائم الغير لائقة أمام العامة والخاصة ، مع أنه مصلي ومن الملتحين ، فكانت الأخيرة هي أنه تطاول على أمي بالسب والقذف والضرب المبرح على الوجه

وبأي شيء يجده أمامه من كرسي أو طاولة أو طفاية أو زجاجة مياه أو أي شيء مهما كان يؤذي أو لا .

فكان من أمي أن تركت البيت ، وذهبت الى بيت أختها ؛ كي تحمي نفسها ، مع العلم أن أمي مريضة بالانزلاق الغضروفي ، والضغط ، والسكر ، وهشاشة العظام ، والسمنة بحكم السن

. فكان من أبي أن ذهب إليها ، ولكنه لم يتفوه بكلمة عن أنه قد تسبب في أي أذى لها بل نهرها على أنها تركت بيتها ، ولكنها رفضت أن تعود معه بهذه الطريقة التي تراها مخزية وغير منصفة لها ، فكان منه أنه

تركها لمدة تزيد عن الشهر بقليل دون اتصال ، وحاولت من جهتي أنا وإخوتي أي نصلح بينهما ولكنه رافض بشكل فظيع ، وهي رافضة للصلح بغير أن يرضيها أولا ، وهذا الموقف تكرر

في عمري مئات المرات حيث أنني الابن الأكبر . ومرت الايام وحتى الآن لم يتقابلا أو يتصلا ببعضهم ، وللعلم المدة الآن تزيد عن عام أو أكثر فما حكم الدين في هذا ؟ مع العلم أن أمي امرأة عاملة مديرة مدرسة

وتتكفل بمصاريف البيت بالمشاركة مع أبي ولكن بنسبة أكبر

. ولي أختين بالجامعة الكبرى تذهب إلى أبي في الأسبوع على الأقل مرة أو مرتين كي تقضي طلباته وتجهز له احتياجاته ولكنه ينهرها أيضا ويتعامل معها بجفاء .

الجواب

الحمد لله

مرحبا بك في الموقع وسعداء لتواصلك .

إن مما يبعث الحسرة والأسى أن نجد أن الأسرة ؛ ذلك الملاذ الذي يجب أن يكون نبعا للدفء وللاستقرار النفسي والعاطفي قد مزقتها الخلافات

وقطع أوصالها العناد والتسلط والقسوة ، وذلك الحضن الذي يفترض أن يكون نبعا للحنان قد صيره الجفاء والجفاف مرتعا للهموم وسجنا للآمال .

أية علاقة زوجية تلك التي تحكمها الغلظة ؟ وأي هناء واستقرار وحنان وسكن يطلب من رجل هذه أوصافه ؟

إن الله سبحانه وتعالى حينما شرع الزواج شرعه لحكمة ، فجعل أساسها مودة ورحمة وسكنا لكلا الطرفين ، وجعل تلك المودة تنعكس على الأطفال فيخرجون أسوياء بإذن الله

وكل مفارق لهذه الأسس فهو متنكس عن الفطرة معطل للزواج عن أداء مهمته التي شرع لأجلها ، ولعل ما جاء في استشارتك كاف بأن يجعل هذه الزوجة تلوذ بالفرار حماية لنفسها وإنقاذا لكرامتها

ولعلها أحسنت صنعا إذ ابتعدت ؛ لأن من حقها أن يعاشرها زوجها بالمعروف ، لكن وضعها معه يبقى معلقا ، إذ إن هذا الانفصال وإن طال فلا يأخذ حكم الطلاق

ولعل هذه المدة كافية لجعلهما يفكران بعقل وروية فيما يصلح لهما ، فإن رأت أنها لا تستطيع المواصلة ولم يعد لها من قدرة على الصبر فمن حقها طلب الطلاق بدلا من أن تعيش معلقة

ولعلكم تحاولون إدخال بعض حكماء العائلة أو الأصدقاء بينهما من أجل الإصلاح والنصح فقد يجعل الله على أيديهم خيرا كثيرا .

ومهما كان اختيار الأبوين [ الصلح أو الطلاق ] ، فإن لهما عليكم حقوقا يجب عليكم أداؤها سواء للأم أو للأب .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:13
تريد من زوجها أن يحلف بالطلاق ليمتنع من المخدرات

السؤال

انا امرأة متزوجة وزوجي هداه الله يقوم بتعاطي مادة مخدرة وهو الآن في السجن

. السؤال : هل يجوز شرعا ان اطلب منه حلف يمين طلاق بالثلاث علي ان لايعود لمثل هذه العادة السيئة ؟

علما بأن هذه الطريقة الوحيدة التي ستجعله يبتعد عن هذا الفعل الشنيع .

الجواب

الحمد لله

أولا :

إذا حلف الرجل بالطلاق على الشيء ألا يفعله ثم فعله : فإن قصد من هذا الحلف منع نفسه - وهو الغالب - فهذا له حكم اليمين ، فتلزمه كفارة اليمين عند الحنث .

وإن كان قصده الطلاق ومفارقة الزوجة إن هو فعل ذلك ، وقعت عليه طلقة واحدة .

ينظر جواب السؤال القادم

ثانيا :

إدمان الرجل شرب المخدرات شر وفتنة ، يضر المرأة في دينها ودنياها ، ومثل هذا يعتبر عذراً يبيح للمرأة أن تطلب الطلاق ، لكن الذي ينبغي للمرأة أن تصبر على زوجها ، وتحاول إصلاحه بقدر ما تستطيع

وخاصة إذا كانت تحبه وكان لها منه ولد.

وحلفه بالطلاق الثلاث ليس هو الحل ، بل على العكس من ذلك ، وقد يضيف مشكلة جديدة وهي مشكلة الطلاق ، فقد يحلف لك لاسترضائك ثم يعود إلى تعاطي المخدرات .

فطريق الإصلاح هو وعظه ونصحه وتذكيره وتخويفه بالله وبعواقب ما يفعل على نفسه وزوجته وذريته .

طريق الإصلاح في تشجيعه على التوبة والرجوع إلى الله والإقبال على العمل الصالح .

ويمكنك الاستعانة بأهل الخير والصلاح في وعظه وتذكيره .

نسأل الله تعالى أن يوفقه للتوبة النصوح .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:16
حلف بالطلاق ألا يشرب السجاير وحنث مرات

السؤال

حلفت فقلت : علي الطلاق ما أنا شارب سجاير تاني خالص أبدا ، وحنثت عدة مرات . السؤال الأول:

هل هذا الحلف يفيد التكرار ، علما بأن النية في صيغة الحلف هي عدم الشرب نهائيا . السؤال الثاني:

هل إذا كان قصدي والدافع لهذا الحلف هو الامتناع ، ولكن ليس الدافع أنني أريد طلاق زوجتي ؛ هل هذه هي النية ؟ ؛ لأنني لا أستطيع تحديد نيتي ، أريد توضيح ذلك .

السؤال الثالث :

هل لا بد أن تكون النية إما امتناع عن التدخين ، أو النية طلاق ؟ وهل يصح أن تكون النية امتناع وكذلك طلاق في نفس الوقت ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

إذا حلفت بالطلاق ألا تشرب السجاير ، ثم شربت ، فإن كان قصدك منع نفسك من الشرب ، فهذا له حكم اليمين ، فتلزمك كفارة يمين عند الحنث .

وإن كان قصدك مفارقة زوجتك إن شربت ، وقع عليك طلقة واحدة .

والغالب في مثل هذا الحلف أن الحالف يقصد الأمر الأول ، وهو منع نفسه أو حثها على شيء معين ، ولا يقصد الطلاق أي لا يقصد أن يفارق زوجته في حال حنثه .

ويمكن أن يقصد الإنسان الأمرين معا ، فيقصد منع نفسه ، ويقصد أنه سيفارق زوجته إن فعل ، وهذا قليل ، وإن حدث ، وقع عليه الطلاق .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله فيمن حلف بالطلاق ألا يصطلح مع أخيه :

" إذا كان قصد الرجل من الحلف بالطلاق حث نفسه على عدم المصالحة مع أخيه ، وليس قصده الرغبةَ عن زوجته إذا صالحه ، وفراقَها : لم يقع عليها طلاق

وكان تعليقه هذه بمثابة اليمين في أصح أقوال العلماء وعليه كفارتها ؛ لأنه قد ورد عن كثير من السلف الصالح الفتوى بذلك ، وقواعد الشرع تقتضيه

لأن المطلق لم يرد فراق أهله ، وإنما أراد حث نفسه على عدم مصالحة أخيه ، أما إن كان أراد فراقها إذا صالح أخاه فإنه يقع عليها الطلاق " .

انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (22/ 90).

ومنه يعلم أن قصد الطلاق ، هو الرغبة عن الزوجة وقصد فراقها ، لا مجرد استحضار معنى الطلاق عند النطق به .

ثانيا :

صيغة هذا الحلف لا تفيد التكرار ، فإذا حنثت فقد انحلت اليمين ، وإن عدت بعدها لم يلزمك شيء آخر .

والنصيحة ألا تعود لهذا الحلف ، فإن جمهور الفقهاء يوقعون الطلاق عند الحنث دون نظر لنية الحالف .

وعليك مجاهدة نفسك في ترك الدخان ، باستحضار مضاره ومخاطره

والبعد عن أهل التدخين ، والإكثار من الأعمال الصالحة ولزوم المساجد ومصاحبة الأخيار ، ومداومة الصيام ، فإن ذلك مما يقوي الإيمان والعزيمة ويروض النفس على ترك الدخان .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:19
حكم احتفاظ المرأة بصور بعض الشباب إعجابا بهم

السؤال

ماحكم وضع الزوجة صور شباب لا تعرفهم بداعي الإعجاب بهم دون علم الزوج ..؟

هل تعتبر خائنة لزوجها أم ماذا ؟

وماذا على الزوج أن يفعل إذا علم بها ..!

الجواب

الحمد لله

أولاً: على الرجل أن يحرصَ على الزواج من المرأة الصالحة، التي قال الله تعالى في وصفها: (فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ) النساء/ 34.

ومعنى (حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ) أي: "تحفظ زوجَها في غيبته في نفسها وماله"

تفسير ابن كثير (2/293).

فالزوجة الصالحة تحفَظ زوجَها في حضرته وفي غَيبته، ولا تفعل ما يُغْضِب الله تعالى، ويجرّ عليها البلاء الكبير.

ثانيًا:

قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) الأنفال/ 27.

والخيانة المنهيّ عنها في الآية الكريمة تشمل جميعَ الذُّنوب: الصغار والكِبار، ما كان منها من حقوق الله وما كان من حقوق عبادِه. انظر: تفسير القرطبي (7/395)، وتفسير ابن كثير (4/41).

فيدخل في خيانة المرأة لزوجها: كلُّ تصرُّف غير مشروع بين المرأة والرِّجال الأجانب، مثل: المعاكسات على الجوال، أو على الشات، أو الخضوع بالقول، أو الاحتفاظ بصور الرِّجال الأجانب.

فوضع الزَّوجة صُوَر شباب بدعوَى الإعْجاب بهم؛ هو من التصرفات المحرمة، وقد أمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عن عما لا يحل النظر إليه

فلا يجوز للمرأة أن تنظر للرجل الأجنبي بدافع من الإعجاب أو الشهوة، والله تعالى يقول: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون

. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/ 30 ، 31 . وذلك خيانة منها لزوجها ، ولكنها ليست كالخيانة بفِعْل الفاحشة .

ثالثًا:

إذا عَلِمَ الزوجُ بهذا الفعل المنكر ؛ فعليه أن يسلُك في علاجه السبل الشرعيَّة

كما قال تعالى: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) النساء/ 34.

فيبدأ بموعظتها موعظة حسنة، بالترغيب تارةً وبالترهيب تارةً أخرى، ويبين لها أن ذلك الفعل محرم ومعصية لله تعالى ، ويثير غيرة الزوج

وأنه لا يرضى بهذا الفعل ، كما أنها لا ترضى أن يحتفظ هو بصور فتيات ، وأن الواجب عليها مراعاة وجها وعدم إغضابه ..

ونرجو أن تستجيب للنصح ، لأن قبح هذا الفعل وإضراره بعلاقتها مع زوجها أمر ظاهر .

ولا يجوز للزَّوج بحال أن يُقِرَّ هذا الفعل المنكر في أهلِه بحال، غير أنه ينبغي أن يكون رفيقا في النصح والإنكار .

وعلى الزوجة أن تتقيَ الله تعالى في زوجها، وتحفظه في غَيبته في نفسها، وتتوبَ إلى الله تعالى من هذا الذنب؛ لعلَّ الله تعالى أن يتوبَ عليها.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-22, 18:25
زوجها يستهزئ بوالديها

السؤال

يستهزأ زوجي بأبي وأمي وعندما أغضب بسبب ذلك يقول لي أنه مجرد مزاح ، وقبل بضعة أيام قامت إحدى أقاربي التي تعاني من انفصام الشخصية بشتم والداي مما دفعني لشتم أبويها ودفعها بقوة

وعندما سمع زوجي بما حدث ضحك وقال أنّ ما قالته تلك المرأة عن أهلي صحيح ثم اعتذر عن ذلك وقال : إنه كان يمزح ، ولكنه منذ ذلك اليوم وهو مستمر في إغاظتي بمزاحه هذا وتكرار ما قاله

وأنا صابرة وأقابل كل ذلك بالصمت ولكن اليوم جعلني هذا المزاح غاضبة جداً لدرجة أنني أردت شتم أبويه ولكنني لم أفعل ، وأخبرته بأنّ هذا المزاح لا يعجبني وهو سيء جداً وأنا لا أحتمل أن يهين أحد

عائلتي ولو كان الأمر بالمزاح ، فماذا أفعل ؟ أنا أعيش مع عائلته وأحاول جاهدة أن أكون جيدة في تعاملي معهم وإطاعتهم وزوجي يريدني معاملة عائلته بشكل جيد أيضاً ولكنه

لا يجب التحدث مع أهلي وإن كان تعامله جيد معهم فإذا تحدثوا معه يجيب بأدب لكنه لا يجالسهم و لا يحادثهم ، فأيهما أولى احترام زوجي أم احترام أبوي وأمي ؟

الجواب

الحمد لله

الحياة بصفة عامة والحياة الزوجية على وجه الخصوص تبغي الكثير من الصبر والتضحيات والحنكة والذكاء في التعامل مع أمورها.. وقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى المعاملة بالحسنى

مع كل من حولنا وأداء الحقوق التي لهم علينا ، ولم يعفنا من ذلك في حال عدم وفائهم بواجباتهم نحونا ، بل جعل الفضل والإحسان مقدما على التعامل بالمثل ، ولم يبرر لنا سوء الأخلاق حتى ولو أساء الآخرون إلينا .

أختنا الكريمة ، نحن نتفهم معاناتك ونشاركك إحساسك بالغيظ والامتعاض من استهزاء زوجك بوالديك ، وقد أحسنت بصبرك وبتنبيهك له وبعدم معاملته بالمثل بتعيير والديه والاستهزاء بهما

فإن من يفعل ذلك فهو بمثابة من يستهزئ بوالديه ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ( قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟

قال : ( يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه ) رواه البخاري ( 5973 ) .

لذلك ننصحك بكثير من الصبر والاحتساب ، فإن الله قد جعل هذه الحياة الدنيا فانية ، وفانية معها أكدارها وهمومها ، وقد خبأ لعباده الصابرين هدايا رضاهم وصبرهم فلا تبتئسي

كما ننصحك أن تحاوري زوجك في هدوء ، وأن توضحي له ما يضرك من الأمر ، وأن تعظيه برفق عن عاقبة المستهزئين وبأن ذلك ممقوت من الله ويخالف أخلاق المؤمنين

يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ) الحجرات/11

كما ننصحك أن تعاملي أهله برفق ، وألا تجعلي من موقف استهزاء زوجك بوالديك سببا لإهانتهم

فهم على كل حال لم يتعرضوا لك بسوء ، ولا ذنب لهم في فعل ابنهم ، بل أحسني إليهم كما تحبين أنت أن يحسن زوجك لأهلك .

واعلمي أختنا الفاضلة أنه لا تعارض بين أن تحترمي زوجك ووالديك في نفس الوقت ، بل إن حق زوجك مقدم على حق والديك في ترتيب الحقوق في الشريعة

ولكن في نفس الوقت لا يعطي ذلك لزوجك الحق في إهانتهما ولا يفرض عليك الصمت على ذلك .

نسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق وأن يجمع بينكما على ما يحبه ويرضاه .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:02
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


ما حكم الزوجة التي تحثها أمها على الطلاق ؟

السؤال

لي صديق يقول : ما حكم الزوجة التي تحثها أمها على الطلاق , مع العلم أن هذه الزوجة غير متضررة من جميع النواحي ؟

فما حكم الشرع في هذه الأم , علما أنها كانت السبب في طلاق أخيها, وأختها ، ثم ابنها وابنتها الآن ؟

الجواب

الحمد لله

لا يلزم هذه الزوجة طاعةَ والدتها فيما تأمرها به ، ولا الاستجابة لذلك ، وذلك لأمرين اثنين
:
الأول :

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، سواء أكان هذا الآمر والداً أم حاكماً أم غير ذلك ؛ لعموم قول النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ )

رواه البخاري (7257) ، ومسلم (1840) ، وقوله : ( لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه أحمد (1098) .

الثاني :

لا يجوز للمرأة طلب الطلاق من دون عذر شرعي ، فقد جاء الوعيد الشديد فيمن تطلب الطلاق من غير ما بأس ، فقد روى أبو داود (2226) ، والترمذي (1187) ، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

فلما سبق – ولغيره من الاعتبارات الشرعيّة – لا يجوز لهذه الزوجة أن تنصاع لمطالب أمها ، وإذا كانت زيارتها لأمها ، أو تواصلها معها : قد يعين أمها على هذا الطلب ، أو يخشى منه أن يكون مجالا لتأثيرها على ابنتها :

فلها أن تمتنع من زيارتها بمفردها ، وتزورها مع زوجها ، أو مع من تحتشم الأم منه ، ولا تقوى على أن تطلب من ابنتها أمامه ذلك ، ولها أيضا أن تباعد بين زيارتها ، قدر ما يزول به ضررها

وتأثيرها السلبي على ابنتها ، ثم لتجتهد في أن تعوض صلتها بغير ذلك ، وأن تبرها بكل ما تستطيع ، مما لا ضرر عليها فيه .

وقد جاء فيمن يفسد المرأة على زوجها وعيد شديد : فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنها قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا ، أَوْ عَبْدًا عَلَى سَيِّدِهِ ) رواه أبو داود (1860) وغيره ، وصححه الألباني .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:06
زوجته تحافظ على أركان الإسلام ولكنها متبرجة تخالط الرجال

السؤال

لقد قرأت لكم العديد من الإجابات النافعة حول القضايا الزوجية ، وأنا أتفهم بأنّ المرأة خلقت من ضلع أعوج لا يمكن تقويمه ، وأنّ الزوج إن كره من زوجته خلقاً رضي منها آخر

ولكن أريد نصحكم بخصوص زواجي الذي مضى عليه أكثر من سنة تقريباً ولم ننجب أطفالاً لهذه اللحظة

فقبل زواجي ، كانت تظهر على عائلة زوجتي مظاهر الالتزام من حيث الصلاة والحجاب وما إلى ذلك من الأمور الظاهرة للعيان ، ولكنّ زوجتي في ذلك الوقت لم تكن ملتزمة بالحجاب

ونظراً لما سبق فقد أملت أنها سوف تتغير بعد الزواج بالنصح والموعظة الحسنة ، ولكن للأسف بعد الزواج لم يلقى موضوع الحجاب منها أذاناً صاغية على الرغم من التزامها بأداء الصلاة في وقتها ، وصوم رمضان

والمداومة على النوافل ، والصدقات ، كما أنها تحسن إلى عائلتي وأمي التي تعيش معنا بالرغم من شدة أمي معها في بعض الأحيان، أما عائلتها فتحسن التعامل مع عائلتي

المشكلة أني اكتشفت بعد الزواج أنّ حياة زوجتي وعائلتها متحررة ، فهم يحضرون الحفلات المختلطة

وأعياد الميلاد ، والأعراس التي تصحبها الموسيقى والرقص ، حتى إنّ زوجتي تتأخر في بعض الليالي التي تقضيها في الرقص ومخالطة الرجال الأجانب

فضلاً عن القيام بالعديد من الأمور الأخرى المحرمة ، وهم يعتقدون أنّ معارضتي لهذه المخالفات الشرعية التي يقومون بها هي نوع من التشدد ، وأنّ قيامهم بأركان الإسلام الخمسة يكفيهم

فضلاً عن عدم اقتناعهم في وجود حرمة في ما يفعلونه ، وعند مناصحتي لزوجتي يكون ردها بأنّها لا تريد حياة مملة ، وأنها تريد الاستمتاع بحياتها .

لذلك هل تعتقدون أنّ من الحكمة أن أطلق زوجتي أم هل يحرم ذلك بما أنها تؤمن بالله وتؤدي الفرائض الأساسية ؟

أم تنصحوني بالصبر عليها والدعاء لها بالهداية؟

أرجو النصح فأنا أشعر بأنه قد تم خداعي ولا أدري ماذا أفعل .

الجواب

الحمد لله

نسأل الله سبحانه أن يهديك إلى أرشد الأمور وأقربها إليه وأحبها له سبحانه , وأن يصلح لك زوجك ويهديها سواء السبيل .

زوجتك أيها السائل من الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا , فإن محافظتها على أركان الإسلام وفرائضه أمر حسن جميل ,

وإحسانها إلى أهلك من البر الذي يدل على حسن عشرتها وسماحة نفسها , وهذا مما يحمد لها قطعا , ولكنها في ذات الوقت تواقع بعض الذنوب التي ذكرتها وتصر عليها .

وإصرار الزوجة على تلك الذنوب يعني أحد أمرين :الأول : أن يرضخ الزوج لها ، ويسكت عن منكرها ، وهذا خطر كبير على دينه ومسئولية عظيمة أمام الله

فإن : ( الزوج راع في بيته ومسئول عن رعيته) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

مع ما قد ينتج عن هذه الذنوب من عار وفضيحة يعير بها الزوج في الدنيا .

والثاني : أن يظل معها في خلاف وصراع ، وشد وجذب ، وهذا كدر وبلاء لا يرضاه العقلاء .

حيث تتحول الحياة إلى جحيم مستمر ، ونزاع كل يوم وليلة .

والنصيحة لك في هذا المقام أن تحاول مع زوجتك وتتناقش معها بهدوء ، ومحافظتها على أركان الإسلام يدل على أن فيها خيرا كثيرا ، ولعل الله أن يهديها .

وبعيدا عن الاتهام بالتشدد ، فهذا القرآن الكريم كما أنزله الله ، وهذه سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهديه ، وهذا ما فهمه العلماء من نصوص الكتاب والسنة

فلتتعاهدا على اتباع الحق والكتاب والسنة ، بعيدا عن التشدد والتعصب ، وبعيدا عن التساهل والتهاون . فإن أصرت على ما هي عليه ولم تستجب للنصح والحوار الهادئ بعد المحاولة معها عدة مرات

ووصل بك الأمر إلى ما يشبه اليأس من استجابتها ، فلا حرج عليك من تخييرها بين الاستقامة على أمر الله أو الطلاق . فإنه لا يليق برجل مسلم أن تكون امرأته على هذه الحال .

ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكما .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:10
فتاة تسأل : كيف تتعامل مع خنثى ظهرت فيه علامات الأنوثة؟

السؤال

يوجد صبي صغير في المدرسة التي أنا فيها يبلغ من العمر 12 عاماً ، وأظن بأنه خنثى ، فقد أخبرني أنه حاض ، وصوته حاد كصوت البنات ، وتصرفاته أنثوية ، كما ذكر لي أنه يحب الأولاد

مما جعل الناس يعتقدون أنه شاذ جنسيا ويسخرون منه ويضايقونه ، وأنا أرغب بمساعدته خصوصاً وأنه صغير في السن ، فأنا لا أريده أن يشعر بالوحدة ، وغير راضية عن طريقة معاملة الناس له

ولكنني في نفس الوقت أخشى أن يكون ذلك من حيل الشيطان ليوقعني في الخطيئة

خصوصاً وأنّ عمر هذا الصبي يدل على بلوغه وهو ليس من محارمي، أنا أدعو الله له ، ولكن لا أدري إن كان ينبغي علي التحدث معه أم لا ؟ أرجو منكم نصحي حول ما ينبغي علي فعله .

الجواب

الحمد لله

الخنثى هو من أشكل أمره فلم يعلم هل هو ذكر أم أنثى ؟

ويعلم حال الخنثى قبل البلوغ بالبول ، فإن بال من آلة الذكر فهو ذكر ، وإن بال من آلة الأنثى فهو أنثى ، وعلى هذا أجمع العلماء .

" المغني " (6/222)

لأن بوله من أحد الموضعين دليل على أنه العضو الأصلي وأن الآخر عضو زائد .

وبعد البلوغ يتبين حاله أكثر بالحيض أو كبر حجم الثديين ، أو ظهور لحية .

وقد ذكرت أن هذا الخنثى قد حاض ، وهذا يدل على أنه أنثى ، وليس ذكرا .

وحينئذ يعامل على أنه أنثى .

فعليك أن تنصحيها بأن تذهب إلى الأطباء لإزالة العضو الزائد ، وحتى يعلم الناس أنها أنثى ويعاملونها على ذلك .

جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " ( 20 / 22 ) :

" من يتبيّن فيه – الخنثى - علامات الذّكورة أو الأنوثة ، فيعلم أنّه رجل ، أو امرأة ، فهذا ليس بِمُشْكِل

وإنما هو رجل فيه خلقة زائدة ، أو امرأة فيها خلقة زائدة ، وحكمه في إرثه وسائر أحكامه حكم ما ظهرت علاماته فيه " انتهى .

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :

" الخنثى فيه تفصيل ... فإذا ظهر منه ما يدل على أنه امرأة مثل أن يتفلك ثدياه ، أو ظهر عليه ما يميزه عن الرجال بحيض أو بول من آلة الأنثى ، فهذا يحكم بأنه أنثى وتزال منه آلة الذكورة بالعلاج الطبي المأمون

وإذا ظهر منه ما يدل على أنه ذكر كنبات اللحية والبول من آلة الذكر وغيرها مما يعرفه الأطباء فإنه يحكم بأنه ذكر ويعامل معاملة الرجال " .

انتهى من " مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز " ( 9 / 435 – 436 ) .

وما دمت قد ذكرت أن الناس يظنون أنه صبي ، ويتهمونه بالشذوذ ، فالنصيحة لك أن تبتعدي عن مخالطته ومحادثته حتى لا يظن الناس بك شرا ، وتكوني قد تسببت في اتهام نفسك

لا سيما وقد ذكرت أنك تخشين الفتنة ، فعليك بالابتعاد عن مواطن الفتنة والشبهات .

وفقك الله تعالى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:14
زوجي يظلمني بحجة طاعة الوالدين

السؤال

زوجي يظلمني بحجة طاعة والديه ، فهل له أن يظلمني ويطيعهم ؟

فمثلاً : يقول له والده يوم العيد : عليك أن تجلس معنا ، وتترك زوجتك ، أو يقول له يوم الجمعة : عليك أن تتناول الغداء معنا ، وتترك زوجتك !!

مع العلم بأنني متزوجة من 8 أشهر فقط ، وحامل بمولودي الأول ، وعندما أقول لزوجي : لا تتركني ، يقول لن أعصي والدي .

الجواب

الحمد لله

ينبغي أن ننتبه ، وتنتبه كثير من الزوجات في بداية الحياة الزوجية ، إلى أن أمر طلب والدي زوجك منه المكوث عندهم وقضاء الجمعة والأعياد معهم قد يبدو لأول وهلة غير مبرر

وهو كذلك من منظور موضوعي ، لكن عليك أن تفهمي أن الآباء في هذه الفترة من العمر بعد أن يتزوج أبناؤهم الذين كانوا يملؤون عليهم حياتهم

تنتابهم مشاعر متقلبة ، وإحساس بالوحدة إثر استقلاليتهم عليهم

فيفتعلون أحيانـا بعض المشاكل ، أو يفرضون عليهم أشياء ، فقط لاسترعاء اهتمام أبنائهم ، ولتذكيرهم بأنهم العنصر المهم في الحياة

ونقطة مركز الدائرة ، يذكرونهم بأهميتهم وبحقهم الذين يرون أنه قد جاءهم من يسلبهم إياه.

فلتتنبهي أختنا من جهة إلى أن تكوني عونا لزوجك على طاعة والديه

ومن جهة أخرى إلى أن تتحلي بالذكاء وعدم إظهار التبرم من ذلك ، وإنما تسعين بنفسك لإيجاد حل ، كي لا يستمر الوضع على ما هو عليه ، بل تستغلين الوضع لصالحك .

نحن نعلم أنه كان من المفروض أن يكفيك زوجك ذلك ، وأن يمسك العصا من الوسط ، وأن يعطي لوالديه حقهما ، دون أن يكون ذلك على حسابك !!

كان بإمكانه أن يوافق على المكوث عندهما ، لكن يعمل على اصطحابك معه ، ليكون يوما عائليا ، يجمعكم جميعا ، كان له أن يعتذر بأنه يخشى عليك من الوحدة

وبأنك تحتاجين للرعاية خاصة وأنك عروس جديدة وحامل أيضا ، كان له أن يطيب خاطرهم ، وقتا ما ، ثم يرجع إليك ، كان له أن يتحيل لذلك بما وسعته حيلته ، وساعدته به فطنته !!

لكن الذي نراه لك الآن : أن تصبري على زوجك ، وتؤثري على نفسك قدر طاقتك ، وتستعيني بالله في تفريج كربتك ، وإصلاح بالك ، وعيشك .

ولا مانع من أن تتناصحي مع زوجك ، وتحاوريه في أمرك برفق ، وأن تبوحي له بكل ما يضايقك من تصرفه

أن تذكريه بحقك عليه ، وأنك تعلمين حق والديه عليه ، بالطبع ، لكن ينبغي عليه أن يجاهد نفسه في الموازنة بين الحقوق ، وأدائها إلى أهلها :

روى البخاري (1867) عن أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ : " آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ، فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟

قَالَتْ : أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا !!

فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا ، فَقَالَ : كُلْ .

قَالَ : فَإِنِّي صَائِمٌ !!

قَالَ : مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ؟

قَالَ : فَأَكَلَ .

فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ ، قَالَ : نَمْ .

فَنَامَ ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ ، فَقَالَ : نَمْ .

فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ : قُمْ الْآنَ .

فَصَلَّيَا ، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ :

إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ !!

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ،

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ سَلْمَانُ ) " .

وإذا كان يغلب على ظنك أن تدخل بعض الناصحين المخلصين ، من الأصدقاء

أو الأقارب : سوف ينفع في ذلك ، ويأتي بحل مناسب ، فافعلي ، مع أننا نرى أن الوقت ما زال مبكرا ، لكي يتدخل أحد بينكما ، وأن الأفضل أن تتغلبا على المشكلات بالتفاهم ، والحوار بينكما .

وإلى أن يتم لكما ذلك ، فنحن نقترح عليك أن تستأذنيه في زيارة والديك في أوقات زيارة والديه ، إذا كنت تسكنين مع والديك في بلد واحد

فسوف يسليك هذا ، ويعوضك ، بعض الشيء ، عما فاتك من صحبة زوجك ، والأنس به .

أو تجعلا يوما هنا ، ويوما هنا ، بالتبادل ، إذا قبل هو ذلك .

ولتجتهدي في تقوية صلتك بأسرته ، والإحسان إلى والديه قدر استطاعتك ، وتعاهدهم بما تقدرين عليه من البر ، والإلطاف ، والهدايا المتيسرة لك ، ونحو ذلك .

وبإمكانك أن تقترحي عليه أن يستقبل هو والديه في بيته ، في يوم إجازته ، وتقومي أنت على خدمتهم وإكرامهم ، فتربحي وجود زوجك ، والأنس بالعائلة في بيتك ، إذا كان الظرف يسمح بذلك .

إن الحياة الزوجية ، هي جزء من حياة الإنسان في دنيا الناس هذه ، ولا شيء في هذه الحياة من غير منغصات ، ولا شيء يخلو فيها من الكدر

فلتجتهدي في أن تصفي الماء من كدره ، قدر ما تستطيعين ؛ ثم ما بقي منه في الإناء ، فاشربي ، أولى من الموت ظمأ !!

إِذا أَنتَ لَم تَشرَب مِراراً عَلى القَذى * ظَمِئتَ وَأَيُّ الناسِ تَصفو مَشارِبُه

يسر الله لك أمرك ، وأصلح بالك ، وجمع بينك وبين زوجك في خير .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:18
هجر زوجته لأنها تتكبر عليه وتفتعل المشاكل

السؤال

أنا إنسان ملتزم والحمد لله ، متزوج منذ 25 عاما ، لكن زوجتي تعاملني بتكبر ، وتحاول بث الفرقة بيني وبين أهلي ، وتفتعل المشاكل باستمرار ، وأنا أعظها

وأعطيها الفرصة تلو الأخرى ؛ لكي تصلح أمرها ، لكن دون جدوى ، وأنا الآن هاجرها ، ورغبتي الجسدية قوية ، لا أستطيع أن أعاشرها ، ولا أعرف ماذا أفعل برغبتي ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

لا يخفى أن الحياة الزوجية لا تخلو من مشاكل ومناقشات ، ومد وجزر خلال مراحلها المتعددة ، والزوج العاقل من يستطيع احتواء المشاكل والبحث عن حلول جذرية لما يمكن أن يعكر صفو حياته

ولعل أغلب مشاكل الأزواج من عدم فهم كل واحد نفسية شريكه ، وطبيعته ، وردود أفعاله ، فيحكم عليه من خلال شخصيته هو ، ويتعامل معه من خلال زاوية رؤيته هو للأشياء .

قد تكون فعلا الزوجة ـ حقا ـ من النوع المتكبر ، بسبب تربيتها ، أو وضعية خاصة لأسرتها ، أو بسبب طبيعتها ، وقد يكون الخلل فيك أنت

حين لم تحسن فهم شخصيتها ، أو تقديرها ؛ فقد تكون لها قدرات وشخصية قوية مقارنة مع شخصيتك وتتعامل هي من هذا المنطلق ، فتفسرها أنت على أنها تكبر

قد تكون أنت من النوع الذي لا يقبل تفوق المرأة أو ذكاءها .

وكيفما كان الأمر ، فينبغي أن تسأل نفسك أولا ، وبجد ، وصدق : هل كنت حريصا فعلاً على إصلاحها بالطرق الناجعة الكفيلة بجعلها تراجع نفسها ، أم كنت عونا للشيطان عليها ؟

هل اتبعت فعلا معنى الموعظة التي هي تذكير بتقوى الله وطاعته وبحقك عليها ،

كما قال الله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ) النساء/34 .

قال القرطبي رحمه الله : " ( فَعِظُوهُنَّ) أَيْ بِكِتَابِ اللَّهِ ، أَيْ ذَكِّرُوهُنَّ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ مِنْ حُسْنِ الصُّحْبَةِ وَجَمِيلِ الْعِشْرَةِ لِلزَّوْجِ ، وَالِاعْتِرَافِ بِالدَّرَجَةِ الَّتِي لَهُ عَلَيْهَا

وَيَقُولُ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ أمرت أحداً أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا )

وَقَالَ : ( لَا تَمْنَعْهُ نَفْسَهَا وَإِنْ كَانَتْ عَلَى ظَهْرِ قَتَبٍ) ، وَقَالَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ بَاتَتْ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ ) ، فِي رِوَايَةٍ ( حَتَّى تُرَاجِعَ وَتَضَعَ يَدَهَا فِي يَدِهِ) ، وَمَا كَانَ مِثْلَ هَذَا" .

انتهى من " تفسير القرطبي" (5/171) .

ثانيا :

الذي نراه لك :

أن تستفرغ الجهد في نصحها ، مع تنويع أساليب النصح والإرشاد والحرص على رأب الصدع بينكما .

ولا مانع من أن تستعين ببعض العقلاء الناصحين من أهلها ، إذا تطلب الأمر ذلك ، أو ببعض الثقات من نسائك ، أو نسائها .

وإذا أمكن أن تستصلح قلبها بشيء من الإحسان : هدية ، كلمة طيبة ، رحلة إلى مكان مناسب ... ، فافعل .

وإن لم يجد شيء من ذلك كله ، ووجدت أن الضرب سوف يؤدبها ، وينفع في إصلاحها : فافعل ، على ألا يكون ضربا مبرحا .

ولا تجعل جو المشكلات : يصدك عن حقك في زوجتك ، وحقها منك ، فإن التباعد عن ذلك الأمر من شأنه أن يزيد النفور بينكما ، وتستحكم المشكلات ، بدافع خفي من الرغبة التي لم تجد لها سبيلا صحيحا !!

فإن لم يفلح شيء من ذلك كله ، وكنت قادرًا على الزواج بأخرى : فافعل ، واجعل ذلك قضاء وطرك ؛ فإن صلح أمر الأولى : فاجعل بينهما ، واجتهد على أن تعدل بينهما ، وتتقي الله فيهما ، كما أمرك الله .

نسأل الله أن يصلح لك شأنك ، ويصلح لك زوجك ، ويجمع بينكما في خير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-23, 18:24
كيف أتعامل مع حماتي التي تريد التفريق بيني وبين زوجي ؟

السؤال

تسكن أم زوجي وأبوه معنا ، مع أنهما يمتلكان بيتاً في باكستان ، وهما في أتم الصحة ، وقد اختارا السكن عند زوجي دون غيره من أبنائهما الآخرين ، وأنا غير مرتاحة على الإطلاق بوجودهما ، خصوصاً الأمّ

لأنها تمارس ما يشبه غسل الدماغ تجاه زوجي ، وفي هذا من التأثير على الحياة الزوجية وإفسادها الشيء الكثير ، كيف لا وهي ذات سابقة في هذا المضمار ، فقد سبق وأن كانت مع ابنها الآخر فتسببت بالطلاق بينه وبين زوجته

لذلك قررت أن أقطع كل الطرق عليها وحرصت على أن لا تنفرد به ولا تحدثه ولا تخرج معه إلا وأنا موجودة ، ولا أفعل هذا الأمر اعتباطاً

بل لأني بدأت ألحظ تغيراً في سلوك زوجي ، وهذا لا يعني أنني زوجة أنانية أريد كل شيء لي ، لا ، على الإطلاق

فأنا مثلاً لا أجد بأساً في أن يحسن إليهما بالمال وبغيره من الإحسان ما استطاع ، لكن شرط أن لا يتم ذلك إلا بحضوري ، وأن لا يقال شيء ولا يقر شيء إلا وأنا على اطلاع . فما رأيكم في هذا ؟

الجواب

الحمد لله

حينما تنتقل الزوجة من بيت أبيها إلى بيت زوجها فإنها تنشد السكن والرحمة والمودة ، ومن وراء ذلك أيضا :

تنشد استقلالها بأمر بيتها ونفسها ، وتصرفها في شأن ذلك البيت الذي صارت لها فيه قوامة ، ورعاية ؛ ومن الطبيعي أن تتضايق من وجود غيرهما بالبيت ، ولو كان أهلها

لما في ذلك من تضييق لمساحة حريتها ، ومن ضياع الخصوصية والهدوء في البيت ، ونقص تمتعها بالسكن إلى زوجها وسكنه إليها ، وتخوفها من تدخل شركاء السكن في أمر البيت

وخصوصية حياتها ؛ ولهذا كان من الحقوق المقررة للزوجة على زوجها في الشريعة : أن يكسنها في مسكن ،

لا يشركها فيها أحد آخر ، إلا بإذنها ورضاها ، ولو كان ذلك الشريك : هو أحد الوالدين ، أو كلاهما من باب أولى .

لكن أختنا الفاضلة

إن الدنيا دار ابتلاء ، والفائز من خرج منها لا له ولا عليه ، والموفق من وفقه الله إلى الحكمة والتؤدة والروية في التعامل مع من حوله ، خاصة من ذوي الحقوق

ومع المشكلات التي تصادفه ، ونحن ننصحك هنا بما يلي :

- اسألي الله دومًا وفي إلحاح أن يهدي لك أم زوجك ، وأن يرزقك خيرها ، ويصرف عنك شرها ، وأن يجمع بينك وبين زوجك فيما يحبه ويرضاه ، وأن يقر عينك به ، ويقر عينه بك .

- صبرك على خدمة والدي زوجك ليس واجبا ، لكن إن أنت فعلت ذلك توددًا لزوجك ففيه أجر إن شاء الله فاحتسبي ، واجعلي ذلك بابا من الإحسان إليهما ، يصرف عنك شرهما ، وعداوتهما

فطالما استعبد الإحسانُ إنسانا !! وقد قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ

* وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/34-36 ؛ فحاولي التودد إليهما ، وخاصة أمه ، واجتهدي في كسب قلبها بذكائك في معاملتك لها ، والإحسان إليها .

- لا نفهم ما الذي سيتغير من الأمر بإلزام زوجك بعدم التعامل مع والديه إلا في وجودك ، فإن هذا لا يصلح من الأمر شيئا ، بل قد يكون سببا في غيرة أمه خصوصا ، وإحساسها بتطفلك عليها

وتدخلك أنت أيضا في خصوصية علاقتها بابنها ، كما تكرهين أن تتدخل هي في علاقتك بزوجك ، بل إن هذا الأمر قلما يفلح

فالملازمة التامة منك لهما أمر متعذر ، أو بالغ الغرابة ، ولن يحل من الأمر شيئا ، إذا لم يعقده أكثر ، لكن بإمكانك التفاهم مع زوجك حول حسن السياسة لذلك الأمر

والحكمة في التعامل مع كل طرف ، وعدم الميل إلى جانب على حساب الآخر : ( فأعطِ كل ذي حق ، حقه ) .

- إذا لم تجدي تحسنا في وضعك المعيشي ، وعلاقتك بزوجك ، وغلب على ظنك أن استمرار هذا الوضع ، سوف يؤدي إلى هدم البيت ، وتفريق شمل الأسرة :

فليس عليك حرج بعد ذلك في المطالبة بحقك في سكن مستقل ، ومتى احتاج والدا زوجك إلى شيء ، فهذه مهمة أبنائها ، يسعون في تدبير حاجة والديهما ، وكفايتهما شأنهما .

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-24, 15:57
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تشتكي من معاملة زوجها وتصرفاته

السؤال

علاقتي مع زوجي أصبحت في نظري لا تطاق ، ولا تجلب لي إلا الحزن : لا يكلمني إلا لينتقدني أو ينتقص مني ، ويصل حد التهكم في كثير من الاحيان والتعالي على آرائي

بل إنه لا يريد أن يعلمني أو يحدثني بمشاريعه ، حتى راتبه وعمله بالضبط لا أعرفه ، يرفض أن أتحدث في أي شيء يخصه لأحد ، لهذا كان دائما يتجسس على مكالماتي

فهو يعتبر ذلك إلى جانب الغيبة ، إفشاء لأسراره ، لو أحسنت إليه كل عمري ، ثم أذنبت ذنبًا يراه هو كبيرًا ، لا يسامحني أبدًا ، ويبرر ذلك أن هناك أخطاء تبين شخصية الإنسان الحقيقية

لهذا لا يمكن ان تغتفر . سمعته بالصدفة يتحدث مع أخته عن قدومها إلى حيث نقيم كي تعمل ، من دون أخذ موافقتي ، فحز ذلك في نفسي كثيرًا ، وكيف أنه لا يعتبرني

فأردت أن أبين أن لي رأيا أيضًا ، فلما أبدى تجاهلا تامًا ورفض أن يبين لي شيئًا

هددته أن أكلم أبي كي ينقلني من عنده إذا جاءت أخته ، فأخبر أهله بذلك وانقلبت الدنيا على رأسي منه ومنهم إلى الآن . وقال زوجي لي أيضا كلمات هدتني : أنه سيكون خصمي يوم القيامة .

فأرجو نصحيتي كيف أتصرف فيما أنا فيه ؟

الجواب

الحمد لله

مما ينبغي أن يعلم ، وأن يقال : أن البيوت ، كل البيوت : مليئة بالأسرار ، والأحوال التي لا يعلم بها إلا من عايشها ، وعرف ما فيها .

وتلك طبيعة هذه الدنيا : لم تصف لأحد ، ولم تخل من كد ؛ قال الله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ) البلد/4 .
ولقد صدق الشاعر حين قال :

طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ

وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ!!

كل ما نريده منك أن تجتهدي التكيف ، مع ما يمكن التكيف معه ، من هذه المشكلات ، وتجتهدي في تجاوز ما تقدرين عليه مع زوجك ، وإذا كان بإمكانك أن تراجعي أمورك فيما بينك وبينه ، بنوع من الحوار والتفاهم .

فإن كان زوجك ممن لا يحب النقاش والتواصل المباشر ، كما تقولين ، فاكتبي له رسائل تعبرين فيها عما يضرك ، وما يزعجك منه ، فإن ذلك سيتيح له وقتا للتفكير فيما كُتب

وتحري في كتابتك الدقة ، وعدم الهجوم بالاتهامات أو باللوم أو بالتقريع ، وأدرجي في كلامك عبارات مودة واحترام ، وبأن ما حملك على الكتابة هو تمسكك به وحرصك على علاقتكما

وبأنك من الممكن أن تخطئي ، فكلنا ذوو خطأ ، وأن خطأك غير مقصود ، كشأن الناس عامة ، ومن ذا الذي ما ساء قط ؟ ومن له الحسنى فقط ؟

وبأنك في حاجة إلى تسامحه وإلى غضه الطرف عن بعض هفواتك : ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/ 22 .

وإذا تطلب الأمر أن يتدخل بعض الناصحين من أهلك أو أهله ، أو من أهل الثقة والأمانة والديانة ، والصدق في النصحية لكم ، فهو خير من تراكم المشكلات عليكم ، بلا حل ، وبلا تفاهم .

وأما بالنسبة لمشكلة أخته وسكنها معكم ، فكنا نحب ألا تنظري إليه من منظور أنه لم يأخذ رأيك ، ولم يستشرك ، ما دمت قد علمت أن له طبعا ما ، فكان من الممكن ألا تتوقفي كثيرا عند ذلك .

مع إقرارنا بحقك الشرعي ، والطبيعي : في ألا يكون لك شريك في بيتك ، اللهم إلا أن تكون ضيفة عندكم ، تجلس وقت الضيافة ، والزيارة المعتاد من مثل حالها

فليس لك أن تعترضي على ذلك ، وأما أن تسكن معكم بصفة دائمة ، أو زمنا طويلا ، حيث تعمل ، وليس لها مكان آخر للإقامة ، فليس من حقه أن يجبرك عليه ، وهو أيضا باب للحساسية والمشكلات المتكررة .

لكننا نصدقك النصيحة : أن باب الإحسان إلى الخلق ، والإيثار على النفس ، هو أنفع لك

وأعظم بركة في الدنيا والآخرة ، ومن الواضح أن علاقة زوجك بأسرته قوية ، ونحن نظن أن إحسانك إلى أهله ، وإلى أخته خاصة ، وإصلاح علاقتك بهم ، قدر ما تستطيعين :

سوف يساهم في تقليل المشكلات ، وتحسين العلاقة بيني وبين زوجك ، إن شاء الله ، بقدر ملحوظ .

ولتعلمي يا أمة الله ، أنك مهما صبرت على أذى زوجك ، وتضررك بمعاملته لك ، وحرصت على الحفاظ على بيتك من الهدم والشتات : فهو خير لك ، وأبر عند ربك ، وأعظم بركة عليك في الدنيا والآخرة

وقد قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) البقرة/153

وقال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )

البقرة/155-157 ، وقال تعالى : ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/146 ، والآيات في ذلك المعنى ، وأشباهه كثيرة معلومة .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومن يَتَصبَّر يُصبرْهُ الله ، وما أُعطيَ أحدٌ مِن عطاءٍ أوسعَ مِن الصبر ) !!

حديث صحيح ، رواه أبو داود (1644) وغيره .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( وَاعْلَمْ أنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) .

حديث صحيح ، رواه أحمد (2803) وغيره .

ولا نعلم أن عاقلا : يفضل بتر ساقه ، أو قلع عينه : متى آلمته ، وإن اشتد ألمها وأذاها ، فهو يصبر ، ويصبر ، ويصبر ؛ حتى ولو لم يكن يبصر بعينه حقيقة ، أو يمشي على ساقه فعلا

فبقاء صورتها : أفضل عنده من ذهابها بالكلية .

فتدبري أمرك يا أمة الله ، واجتهدي في أن تقيمي حق الله عليك ، وحق زوجك ، بما تقدرين عليه ، وتستطيعينه ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

ومن عصى الله فيك ، ففرط في بعض حقك ، فأطيعي الله فيه ، وأدي له حقه عليك ، قدر طاقتك ، وسلي الله الذي لك ؛ فإن شيئا لا يضيع عند أرحم الراحمين .

فإن بلغ بك الأذى والضر مداه ، ولم تقدري على أن تؤدي له حقه ، وأن تصبري على ما ينغصك من عشرته ؛ فشأنك إذا ، وأنت أبصر بحالك ، وما تقدرين عليه ؛

وقد قال الله تعالى : ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا

فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا

كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) . النساء/128-130

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-24, 16:04
قاطعه إخوانه لأنه لم يستطع إعطاءهم أموالا كما كان يفعل سابقاً

السؤال

أنا مصري الجنسية وأعمل في السعودية ، ولي أخوان يعملان في السعودية ، وثلاث بنات متزوجات في مصر ، وطلب والدي مني مبلغا من المال ، ولم يكن المبلغ متوفرا لدي ، وغضب مني ، لكن أخي الأصغر اتصل بي

وكانت بيننا مشادة تلفونية ، واتصلت على أخي لأشرح له الموقف ، فما وجدت إلا أن أدفع أو أكون لوحدي ، وأخرج منهم ، واتصلت بأختي التي تصغرني مباشرة ما لقيت منها إلا نفس الهجوم وأكثر

وأنا أكبرهم ، والكل قاطعني بسبب هذه المشكلة ، مع العلم أنني أعطيت الكثير لهم قبل ذلك . فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله

نحن نقدر لك معاناتك ، وما تألم له نفسك ؛ فليس أقسى على قلب الإنسان من أن يعطي ويعطي ، حتى إذا ما توقف يوما عن العطاء

تحت أي ظرف من الظروف : عاد مادحه من الناس ذاما له ، وقريبه ، بعيدا عنه ، قاليا ، معاديا !!

أيَذهَبُ يومٌ واحدٌ إن أسَأتُهُ * بصالح أيامي وحُسنِ بَلائيا

والموفق من عامل الله في شأنه كله ، ونظر إلى ما عنده ، لا إلى ما عند الخلق ؛ وقد قال الله سبحانه :

( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

فصلت/34-36 .

وقد شكا بعض الصحابة ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه يجد من قرابته نحوا مما تجد ، أو يزيد ؛ فاسمع ما قال له :

روى مسلم في صحيحه (2558) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ : " يَا رَسُولَ اللهِ ؛ إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!

فَقَالَ: ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) .

"المل" : هو الرماد الحار ؛ أي : كأنما تطعمهم الرماد الحار .

والذي ندعوك إليه ، وننصحك به : أن تصبر على أذاهم ، وتجاهد نفسك في مواصلتهم ، خاصة والديك ، واحتسب ما يصيبك من ذلك عند الله

وانتظر نصره لك ، وتأييده وعونه ، ولن يلبث من هجرك وعاداك : أن يقطع إحسانك أذاه ، أو يغلق صبرك عليه باب العداوة والمشاحنات ، إن شاء الله .

وينظر جواب الاسئلة الثلاثة القادمة

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-24, 16:38
الأرحام المتقطّعة والعلاقات

السؤال

ما معنى صلة الرحم ؟

الجواب

الحمد لله

لقد دعا الإسلام إلى صلة الرحم لما لها من أثر كبير في تحقيق الترابط الاجتماعي ودوام التعاون

والمحبة بين المسلمين . وصلة الرحم واجبة لقوله تعالى : ( واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) سورة النساء آية1 . وقوله : ( وآتِ ذا القربى حقه والمسكين ) سورة الإسراء آيه 26 .

وقد حذر تعالى من قطيعة الرحم بقوله : ( والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض

أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ) سورة الرعد آيه 25 . وأي عقوبة أكثر من اللعن وسوء الدار تنتظر الذين يقطعون أرحامهم ، فيحرمون أنفسهم أجر الصلة في الآخرة

فضلا عن حرمانهم من خير كبير في الدنيا وهو طول العمر وسعة الرزق ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه

". رواه البخاري (5986) ومسلم (2557) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت :

هذا مقام العائذ بك من القطيعة . قال : نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك. قالت : بلى .

قال : فذاك لك " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أقرأوا إن شئتم ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .

أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ) صحيح مسلم بشرح النووي 16/112

إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم ؟ هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها " رواه البخاري (5645).

فإذا كانت العلاقة ردا للجميل ومكافأة وليس ابتداء ومبادرة فإنها حينئذ ليست بصلة وإنما هي مقابلة بالمثل ، وبعض الناس عندهم مبدأ : الهدية مقابل الهدية ، ومن لم يهدنا يحرم

والزيارة مقابل الزيارة ، ومن لم يزرنا يقاطع ويهجر ، فليست هذه صلة رحم أبدا وليس هذا ما طلبه الشّارع الحكيم ، وإنما هي مقابلة بالمثل فقط وليست هي الدرجة العالية التي حثّت على بلوغها الشّريعة

. قال رجل لرسول الله عليه وسلم : إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال : " إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ

ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " .

رواه مسلم بشرح النووي 16/ 115 .

والملُّ هو الرماد الحار . ومن يطيق أن يلقم الرماد الحار

أعاذنا الله من قطيعة الرحم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-12-24, 16:41
صلة رحم من لا يصلك

السؤال

لقد بدأت مؤخرا في بذل جهود واعية لكي أصبح مسلماً جيداً .

فقد بدأت أقرأ وأكتسب معرفة عن الإسلام ..صلة الرحم تعتبر ممارسة جيدة في الإسلام..لأكسب رضا الله "سبحانه و تعالى" أبذل جهودا واعية لأقابل هؤلاء الذين كنت أتجنبهم من قبل .

.ولكن على ما يبدو أنه كلما اختلطنا أكثر أنا وعائلتي مع أقاربنا كلما اغتابونا ونشروا افتراءات لا أساس لها من الصحة.. وهذا شيء مؤلم للغاية ويتطلب الكثير من الصبر وعدم المبالاة بناس لهم مثل هذه العادات.

.ما هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع هؤلاء الأقارب ؟

من قبل كنت أواجههم "أو أتصدى لهم" بالغضب.. ولكني الآن أعلم أنني لن أكسب شيئا غير المشاعر السيئة والغضب..هل أترك هؤلاء الناس لله ليتصرف معهم ؟

أرجو النصيحة بالنسبة لهذا الموضوع..كذلك ما هي الأدعية التي أستطيع قراءتها لأزيد من صبري ؟.

الجواب

الحمد لله

أيها الأخ الكريم إن التحلي بالصبر منزلة رفيعة ومكانة عالية يمتن الله بها على من يشاء من عباده ليسهل عليه القيام بأوامره واجتناب نوهيه، وما بذلته أنت من المحاولات وسعيت فيه من الإصلاح

والقرب من قرابتك جهد مشكور يدل على نجاحك وسلامة تفكيرك؛ إذ أن كثيراً من الناس إذا مر ببعض ما عانيته سرعان ما ينفد صبره ويقابل القطيعة بمثلها

لأنه في ظنه أن صلة الرحم لا تجب إلا إذا قابله أقرباؤه بالمثل وهذا مفهوم خاطيء والدليل على خطئه ما ثبت في الحديث (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ

إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِك) رواه مسلم برقم (2285) ومعنى قوله ( المل ) أي الرماد الحار .

ففي هذا الحديث وجه النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الذي جاءه يشتكي من سوء معاملة أقربائه له ويذكر في شكواه نحواً مما ذكرت فهو يصل وهم يقطعون ، وهو يحسن وهم يسيؤون

ومع ذلك أعلمه النبي صلى الله عليه وسلم إن كان صادقاً في ما قال أن حاله معهم كحال من يُسِفُّ الآخر الرماد أي يطعمه إياه فهو صاحب المعروف والفضل

ثم لا يزال له من الله عليهم سلطان وحجة ، ومعنى الحديث إجمالاً الحث على صلة الرحم حتى مع من لا يصل الرحم , والحمد لله أن هذا هو ما قمت به وحملت نفسك عليه أسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير .

وبعد هذا ما عليك إلا أن تتبع الحسنة مثلها فتواصل المعروف بالمعروف ، والصلة بالصلة والإحسان بالإحسان ، وإن أساؤوا إليك وعاملوك بعكس ما عاملتهم .

واعلم أنك حين تفعل ذلك إنما تطلب رضوان الله ورحمته ، فلا تنتظر أن يكون لعملك مقابل أو مكافأة منهم

لكن احرص ألا تخبر الناس بما يعاملوك به ، وإن رأيت أن من أسباب حدوث المشكلة كثرة الاحتكاك بهم فلا بأس أن تقلل من زيارتهم .

وادع الله أن يهديهم ، نعم ادعه وأنت موقن بالإجابة ، فإن الله قادر أن يقلب بغضهم حبًأ وهجرهم صلةً وقربة .

وأما ما سألت عنه من الأدعية المعينة على الصبر عند وجود الشدائد فما أكثرها وإليك بعضاً منها أولاً :

عن ابن عباس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم : يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم ) رواه البخاري(7426) .

وفي رواية مسلم ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال ذلك ) ومعنى ( حزبه أمر ) أي نزل به أمر مهم ، أو أصابه غم . مسلم (2130)

ثانياً :

وعن أنس رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) رواه الترمذي(3524) وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 4777) .

ونرشدك إلى أمر مهم جداً سوف يزيد من صبرك ويقينك بالله سيما إذا ضاق عليك صدرك واستحكمت الهموم على عقلك ، أمر غفل عنه أكثر الناس ، أتدري ما هو ؟

إنه الصلاة ، فإن للصلاة تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وذهاب الهم والغم ، وهي من أعظم عوامل الصبر وقد دل على ذلك الكتاب السنة

قال الله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة/45 هي من أعظم ما يستعان به .

وقال تعالى : ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون( 97 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) الحجر/98

قال الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره : ( فسبح بحمد ربك ) يقول : فافزع فيما نابك من أمر تكرهه منهم إلى الشكر لله والثناء عليه والصلاة ، يكفك الله من ذلك ما أهمك .

وهذا نحو الخبر الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ) . انتهى 7/553

وأخيراً اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يلهمنا وإياك الصبر واليقين إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والله اعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-12-24, 16:45
أقرباؤه يؤذون والديه وحصلت مقاطعة بينهم فماذا يصنع ؟

السؤال

والدتي امرأة تقيَّة جدّاً ، لكني ومنذ طفولتي كنت أشاهد نشوء مشاكل عائلية تقع بينها وبين أقاربي ، هؤلاء الأقارب دائما يذكرون افتراءات غير مبنية على أسس ويكذبون دونما حياء أو خجل

إنهم لا يشكرون لوالديّ مساهماتهم التي قدماها للعائلة ، لكنهم بالمقابل يتحدثون وراء ظهورنا ويهزؤون مِن تمسك والدتي بدينها ، ومع ذلك فإن والدتي لا تزال تريد أن تحافظ على صلة القرابة وكانت تصبر عليهم ،

وفي بعض الأحيان كانت تشتكي لوالدي وتطلب منه أن يتدخل لكنه لم يفعل أي شيء ، وكان يقول : إن ذلك ربما يتسبب في قطع العلاقة معهم للأبد ، وكان يطلب منها الصبر

وكانت والدتي تصبر على الإساءة ، وكانت تقابلهم بعكس ما كنَّ يعاملنها به ، لا لشيء إلا لتفوز برضى الله ورحمته ، إلا أنه في الآونة الأخيرة تدهور الوضع ، وقام زوج إحدى قريباتي بإهانة والدي

وقرر والدي بعد ذلك أن يقطع العلاقة معهم ، كما طلبت عمتي أيضا من والدتي ألا تتصل بهم ، وأنا أجد نفسي ضائعا وسط هذا الزخم ولا أعرف كيف أتصرف ، والداي طلبا مني الامتناع تماما عن الاتصال بأقاربي

لكني ولأني أعلم أن من يقطع العلاقات العائلية فقد قال الله بأنه سيقطعه يوم القيامة فإني أحادثهم من وقت لآخر ، مع أنهم لا يفعلون ذلك معي

لكني أعلم أنه إن اكتشف والداي ما أقوم به فإن ذلك سيؤذيهما وسيغضبان عليَّ ، لقد قلت لوالدتي أن تسامحهم وأن تبدأ في الاتصال بهم ، وهي تقول إنها تريد ذلك

لكنها لا ترغب أن تمر مجدَّداً بنفس المعاناة وتتعرض للإهانات التي تعرضت لها خلال سنوات ، ما هو الأسلوب الصحيح للتعامل مع مثل هذا الوضع ؟

هل أبذل جهوداً لأحافظ على الرحم مع أناس أهانوا والدي ؟ وكيف نضع حدّاً لهذا الوضع المزري ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يُعظم أجرك وأجر والدتك ، وأن يجمع بينكم وبين أقاربكم على خير ، وأن يهديهم ويصلح أحوالهم .

وصلة الرحم لها منزلة عظيمة في شرع الله تعالى ، وهي تشمل أموراً مادية وأخرى معنوية

والمعنوية منها أهم بكثير ، فالمادية مثل الإحسان إليهم بالمال ، والمعنوية مثل أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر ، وهذا أعظم ما تكون به الصلة .

وفي حال أن يكون أولئك الأقارب على انحراف وضلال وفساد ويخشى المسلم على نفسه أن ينساق وراءهم أو يتأثر بهم فليهجرهم هجراً جميلاً ، وهو الذي لا أذى فيه ولا قطيعة

وعليه الإكثار من الدعاء لهم ، والإكثار من وعظهم وتذكيرهم بالمراسلات والهاتف وغير ذلك من الوسائل التي تبقي تلك الصلة دون قطيعة ، ودون تأثير منهم عليه .

ثانياً :

وتجب عليك صلة رحمك ولو منعك والدك ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ( لاَ طَاعَةَ في مَعْصِيَةِ الله ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي المَعْرُوفِ ) رواه البخاري ( 6830 ) ومسلم ( 1840 ) .

لكن لا يجوز لكَ إيذاء والدك بإظهار المخالفة له ، فيمكنك صلة أقاربك دون إعلامه بهذا ، وأن تستمر في محاولة رأب الصدع بينه وبين رحمه

ولكن ننبهك إلى أن تحرص على الأقارب الذين لا يكون منهم إظهار للفسق والفجور

خشية أن تتسبب في تأثير هؤلاء على أهل بيتك ، لكن احرص على أهل الدِّين والخير منهم ، فمثل هؤلاء تكون الخسارة في قطيعتهم ، ويكون الأجر العظيم في الصلة بينهم وبين أهلك .

ثالثاً :

ومن الأمور التي تعين على الصلة بين الأقارب والتي نوجهك لها لتخبر بها أهلك وأقاربك :

1. إعلامهم جميعاً بوجوب صلة الرحم وتحريم قطعها .

2. إعلامهم بحقيقة الصلة ، وأنها ليست المكافأة ، بل صلة القاطع ، ومقابلة الإساءة بالإحسان .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ

فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) . رواه مسلم ( 2558 ) .

الملّ : الرماد الحار .

قال النووي – رحمه الله - :

" ويجهلون " أي : يسيئون , والجهل هنا القبيح من القول , ومعناه : كأنما تطعمهم الرماد الحار

, وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم , ولا شيء على هذا المحسن , بل ينالهم الإثم العظيم في قطعيته , وإدخالهم الأذى عليه .

وقيل : معناه إنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم من الخزي والحقارة عند أنفسهم كمن يسف المل .

وقيل : ذلك الذي يأكلونه من إحسانك كالمل يحرق أحشاءهم .

" شرح مسلم " ( 16 / 115 ) .

3. الصفح عنهم في حال أن يصدر منهم خطأ ، والعفو في حال أن يعتذروا .

4. تخفيف الزيارات وتجنب المزاح ، فربما كانت كثرة اللقاءات والزيارات ، وما يحصل فيها من تجاوز للشرع ، أو تجاوز في المباح هو من الأسباب التي تؤدي للقطيعة .

5. محاولة الابتعاد عن الأقارب في السكن ، فربما تسبب تقارب السكن في القطيعة بين الناس ، إما بسبب الأولاد وإما بسبب الزوجات أو غيرهما .

روي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمَّاله : " مروا الأقارب أن يتزاوروا ولا يتجاوروا " .

قال الغزالي - معلقا على كلام عمر - :

" وإنما قال ذلك لأن التجاور يورث التزاحم على الحقوق ، وربما يورث الوحشة وقطيعة الرحم ".

" إحياء علوم الدين " ( 2 / 216 ) .

وقال أكثم بن صيفي : " تباعدوا في الديار تقاربوا في المودة " .

6. ترك الاستماع لأهل الفتنة الذين يفرقون بين المرء وأهله ، والذين يسوؤهم اجتماع الأسرة الواحدة ، وهم النمامون أصحاب الكبائر .

7. استعن بالله تعالى بدعائه في صلاتك وفي آخر الليل أن يهدي الله أقاربك لأحسن الأخلاق والأفعال والأخلاق .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:13
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


كيف أخفف عن زوجي آلام الماضي ؟

السؤال

تضرر شخص من زواجه السابق مرتين ، قبل الدخول بهما ، وخسر الكثير من الثروة عليهما . وقد تزوج للمرة الثالثة ، وهو يقول : إنه سعيد الآن . لكنه لم ينس آلام الماضي

ويريد أن ينسى . هو تقي ولكن أيضا يستمع إلى الأغاني ، يشعر بجرح المشاعر بسرعة كبيرة ، ويتوقع من زوجته أن تتعلم ألا تكسر قلبه ، على الرغم من أنه غير مقصود

كيف يجب عليها تخفيف ألمه من دون فرض ذلك عليه ؟

فهو يكره أن يملَى عليه أي شيء ؟

الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة

إن ما مر به زوجك من مشاكل نفسية ، وخسارات مادية في حياته الزوجية قبلك ، وتكرر ذلك : كفيل بجعله يحس بالخيبة ، ولربما بقدر من فقدان الثقة

بل إن بعض الرجال يجعلهم الفشل في تجربة عاطفية محبطين ، وبعضهم قد يعرض عن الزواج بالكلية ، إذا تكرر فشله ، وبعضهم قد تصبح لديه روح انتقامية

فيرى في كل النساء تلك المرأة التي كبدته الخسائر ، وجربت عليه الآلام ؛ فاحمدي الله أن زوجك يعترف الآن بأنه سعيد معك ، واحرصي ما أمكنك على إسعاده ، وعلى تعويضه .

وهاهنا بعض التنبيهات ، والنصائح الملائمة للمقام ، نسأل الله أن ينفع بها:

- زوجك تقي حسب ما ورد في رسالتك ، لكنه يستمع للأغاني ، فاعملي على نصحه بالإقلاع عما يغضب الله ، بطريقة غير مباشرة ، كأن تتركي له بعض الفتاوى المسموعة والمقروءة بالمفضلة على الجهاز

أو بجعله يستمع معك لذلك ، كأن تشغليها حال وجوده ، واعملي على اختيار مواد نافعة قصيرة ، وهي منتشرة بفضل الله على الشبكة

فإن ذلك أدعى لعدم ملله ، وافعلي ذلك بشأن كل المخالفات الشرعية التي قد تبدر منه

واجعلي ذلك على فترات متباعدة حتى لا يسأم ، أو يشعر منك بالوصاية عليه ، وقدمي الأهم فالمهم مما يمكن أن يقع فيه من مخالفات .

- أشعريه على الدوام بثقتك فيه ، وفيما يقوم به ، سواء بخصوص أعماله الشخصية ، أو ما يقدمه لك أنت ، ولو كان صغيرا ، فإن ذلك يعزز من ثقته بنفسه ، ويحببك إليه .

- حاولي ما أمكنك ألا تنبشي عن ماضيه ، وألا تكرري عليه الحديث بخصوص ما مر به من فشل .

- إن حدثك هو عن آلامه ، فلا تظهري له ضجرك وسأمك من تكرار بوحه ، ونجواه لك ، أو حكاياه القديمة ؛ بل وسعي خاطرك للإنصات إليه ، ولاحتوائه ، وأظهري له اهتمامك بكل ما يقول

وتعاطفك معه ،وكرري على مسامعه أن ذلك ماض لن يعود ، إن شاء الله ، وأن رجاءكما إنما هو في الله ، وحسن ظنكما بربكما : أن يبدلكما خيرا ، وأن يعوضه عن ألمه السابق ، راحة وسكونا .

-حاولي أن تتخطي معه آلام الماضي ، وحكاياه ، وذكرياته ، وليكن همكما : المستقبل ، وكيف تستعينان بالله أن يوفقكما فيه .

-زوجك كما أخبرت رجل حساس ، ويتأثر بأقل الكلمات ويتحسس منها ، ويأخذها على محمل الجد

فتجعله يشعر بالانزعاج ، فعليك إذن فالابتعاد عن كل الكلام الذي يمكن ان يسبب في جرحه وألمه، وعلى خلاف ذلك ، أكثري من الثناء عليه ، ومدحه بما هو مناسب ملائم ، خاصة أمام عائلتيكما .

-احترمي رأيه ، و إن كنت تختلفين معه ، فلا تواجهيه بذلك ، فإنه يعتبر ذلك انتقادا لشخصيته ، وأما مخالفة رأيه ، أو موقفه ، فليكن بأسلوب لبق ملائم .

- تجاوزي عن أخطائه الصغيرة ، ولا تجعلي منها سببا لمناكدته ، والعتب المستمر عليه ، فحسب ما يفهم من رسالتك فهو ليس عنيفا ولا عدوانيا ، فإن بدر منه ما يسوؤك ، فتجاوزي عنه ما أمكن ، واحتسبي ذلك عند ربك .

--الرجل في حياته الزوجية قد يكون كتوما ، وقد يكون غير قادر على تحديد ما يريده من حياته ، وأين يجد سعادته ، وربما كان هذا هو الذي يؤدي إلى الفشل في بعض الحالات .

فاعلمي أختنا أن أهم ما يريده الزوج من حياته :1- النجاح ، 2- الاستقرار والسكينة 3- الحب والرعاية والاهتمام وربما تكون هناك أشياء أخرى

حسب الفوارق بين الرجال ، لكن تبقى هذه أهمها؛ فاجتهدي في أن يشعر منك بالرضا والامتنان للعيش معه ، وأشعريه بـ"السكن" المرجو من الزواج ، وجو المودة والرحمة ، التي تفتقدها كثير من الزيجات .

يسر الله لك أمرك ، وأصلح لك زوجك ، وجمع بينكما في خير .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:16
كان لها علاقة مع زميل وعنده صورها فهل تطلبها منه ؟

السؤال

كنت على علاقة بزميلي في الجامعة ، وتبت ، وقطعت علاقتي به ، ومعه صور لي ، وأنا كذلك ، هل أستردها منه ، وأعيد له صوره ؛ لأنه حرام ، أم أسكت حتى أتجنب الحديث معه مرة أخرى ؟

الجواب

الحمد لله

لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع أرجل أجنبي عنها ؛ لما تتضمنه هذه العلاقات من أمور محرمة كالنظر والتلذذ

بالاستماع والخضوع بالقول وتعلق القلب ، وما وراء ذلك مما هو أشنع وأعظم ، وهذا أثر من آثار الاختلاط المحرم الذي لم يزل الصالحون ينهون عنه ويبينون خطره وشره .

ونحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة وصرف عنك السوء والإثم .

وأما الصور التي عنده ، فإن غلب على ظنك أنه سيعيدها لك دون مساومة أو مماطلة لتستمر العلاقة ، فاطلبيها منه ، وردي عليه صوره .

وإن خفت أن يستغل طلبك في تهديدك أو مساومتك ، أو غلب على ظنك أنه لن يعطيها لك ، فلا تطلبيها ، وتخلصي من صوره التي عندك ؛ فلا يجوز أن تُبقي ما يذكرك بالحرام أو قد يدعوك إليه .

وينبغي الحذر من خطوات الشيطان ووسائل مكره ، فلا يكون التفكير في أمر الصور راجعا إلى رغبة في الحديث معه ، فإن كان كذلك فدعي أمر الصور ، وتوكلي على الله تعالى ، فهو الحافظ الكافي لعبده المؤمن .

ونسأل الله تعالى أن يحفظك بحفظه ، وأن يثبتك على طاعته ، وأن يرد عنك كيد الكائد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:20
أبواها على خلاف وكل منهما مضيع لحق صاحبه , وتطلب النصيحة

السؤال

سؤالي بخصوص عائلتي ، وعلى وجه التحديد أمي وأبي ، فأمي لا تطيع أبي كما ينبغي للزوجة أن تطيع الزوج ، وذلك لأنه لا يقوم بأي مسئولية تجاهنا ، كالإنفاق والإطعام والإلباس والتدريس ..الخ

ولأنه أيضاً يسيء معاملتها ؛ لذلك فهي الآن تقوم بمعظم واجباته التي ينبغي أن يقوم بها هو كرب أسرة ، وبالرغم من كل هذا ، ما زلت خائفة على أمي لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال جنة النساء تحت أقدام أزواجهن

إنني أحبهما كثيراً ، وأعمل جاهدة لرعاية الأسرة والحفاظ على استقرارها ، فما نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله

أوجب الإسلام على كل من الزوجين حقوقاً تجاه الآخر ، فللزوج حقوق على زوجته ولها عليه حقوق , ولكن حقه عليها أعظم من حقها عليه ؛ لقول الله جل وعلا ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ) البقرة/228 .

قال الجصاص رحمه الله

" أخبر الله تعالى في هذه الآية أن لكل واحد من الزوجين على صاحبه حقا ، وأن الزوج مختص بحق له عليها ، ليس لها عليه مثله بقوله تعالى : ( وللرجال عليهن درجة) "

انتهى من " أحكام القرآن - للجصاص " (2/68) .

وقال ابن العربي رحمه الله :

" هذا نص في أنه مفضل عليها مقدم في حقوق النكاح فوقها "

انتهى من " أحكام القرآن - لابن العربي " (1/256) .

ومن حقوق الزوج على زوجته وجوب الطاعة له ، فقد جعل الله الرجل قوَّاماً على المرأة بالأمر والتوجيه والرعاية ، كما يقوم الولاة على الرعية

بما خصه الله به الرجل من خصائص جسمية وعقلية ، وبما أوجب عليه من واجبات مالية ، قال تعالى : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) النساء/34 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" .... وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس الرجال قوامون على النساء يعني : أمراء عليهن ، أي : تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته

وطاعته أن تكون محسنة لأهله ، حافظة لماله ، وكذا قال مقاتل والسدي والضحاك "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (1 /492 ) .

ومن حقوق الزوجة على زوجها : أن ينفق عليها ما دامت مطيعة له غير ناشز , والحكمة من وجوب النفقة لها عليه : أن المرأة محبوسة على الزوج بمقتضى عقد الزواج ، ممنوعة من الخروج من بيت الزوجية إلا بإذن منه للاكتساب

فكان عليه أن ينفق عليها ، وأن يكفيها مقابل الاستمتاع والاحتباس له .

والمقصود بالنفقة : توفير ما تحتاج إليه الزوجة من طعام ، وكسوة , ومسكن ، فتجب لها هذه الأشياء وإن كانت غنية ؛ لقوله تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/233

ولقوله عز وجل : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ) الطلاق/7 .

ولقوله تعالى ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) الطلاق/6 ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم ( 1218) .

ومن حقوق الزوجة أيضا على زوجها : أن يحسن عشرتها وأن يحسن خلقه معها ويرفق بها ؛ لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) النساء/19 ، وقوله : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/228 .

وفي السنَّة : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( استوصوا بالنساء ) رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ) .

وقد سبق بالتفصيل والدليل بيان حقوق كل من الزوجين على صاحبه

بعد هذا البيان تعلمين أيتها السائلة أن كلا والديك قد قصر في حق صاحبه وأضاع حقوقه , فالزوج ضيع حق زوجته في الإنفاق والعشرة بالمعروف , والزوجة ضيعت حق الزوج في الطاعة والخضوع .

والذي ننصحك به في هذا المقام أن تنصحي لكليهما – بحكمة ورفق – فتوضحي لأمك حقوق زوجها عليها ، وما أمرها به الشرع الحنيف من الطاعة ، وحسن القيام بحقه , وينبغي ألا تقابل تقصيره بتقصير مثله

فمن عصى الله فيك ، فأطع الله فيه ، وقد قال الله تعالى :

وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/34-36 .

وفي الوقت ذاته تنصحين لوالدك أن يقوم بواجباته التي كلفه بها ربه تجاه بيته وزوجته ، من النفقة والكسوة ونحو ذلك .
فإن استجابا فبها ونعمت , وإلا فإنك بذلك تكونين قد أديت ما عليك من واجب النصيحة , والدعوة إلى الخير , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فليس عليك – إن شاء الله –

بأس من تقصيرهما , واعلمي أن الواجب عليك بر والديْكِ ، والإحسان إليهما ، وبذل النصيحة لهما ، والسعي للتوفيق بينهما ، فإن أصر أحدهما

أو كلاهما ، على موقفه : لم يسقط حقه في البر والإحسان مهما كان لأجل إساءته وخطئه .

وقد سأل الشيخَ ابن عثيمين رحمه الله شخصٌ عن خصومة بين والديه ، فأجابه بقوله :

".... بالنسبة للخصام الواقع بينهما ، فالواجب عليك أمران : أن تحاول الإصلاح بينهما ما استطعت ، حتى يزول ما بينهما من الخصام والعداوة والبغضاء

لأن كل واحد من الزوجين يجب عليه للآخر حقوق لابد أن يقوم بها ، ومن بر والديك أن تحاول إزالة هذه الخصومات حتى يبقى الجو صافياً ، وتكون الحياة سعيدة .

وأما الأمر الثاني : فالواجب عليك نحوهما أن تقوم ببر كل واحد منهما ، وبإمكانك أن تتلافى غضب الآخر إذا بررت صاحبه بإخفاء البر عنه ، وتبر أمك بأمر لا يطلع عليه والدك ، وتبر والدك بأمر لا تطلع عليه أمك

وبهذا يحصل المطلوب ، ولا ينبغي أن ترضى ببقاء والديك على هذا النزاع ، وهذه الخصومة ، ولا على هذا الغضب إذا بررتَ الآخر ، والواجب عليك أن تبين لكل واحد منهما أن بر صاحبه لا يعنى قطيعته

أي : قطيعة الآخر ، بل كل واحد منهما له من البر ما أمر الله به "

انتهى من "فتاوى إسلامية" (4/196) .

وعليك أن تكثري من الدعاء لهما بظهر الغيب : أن يصلح الله لهما الحال والبال ، وأن يجنبهما كيد الشيطان ونزغاته .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:25
لا أريد الزواج ، ووالداي يرغماني عليه ، فهل أنا ملزمة شرعا بالقبول ؟

السؤال

أنا فتاة في 19 من العمر ، ووالدايَّ يريدان تزويجي لأسباب متعددة ، لكنني غير مهتمة بالزواج ، فماذا أفعل ؟

هل أنفذ ما يقولان أم أقول لهما ما أشعر به وأقف مع ما أريد ؟

لأنني قد أخبرتهما أنني لست مستعدة بعد .

الجواب

الحمد لله

ينبغي أن يعلم أن الزواج من هدي النبي صلى الله وسلم وسنَّته

وقد أنكر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم على مَن أراد ترك النكاح وقال : " أما أنا فأتزوج النساء ، مَن رغب عن سنَّتي فليس مني " – رواه البخاري ( 4776 ) ، ومسلم ( 1401 )

– والمقصود بـ " سنتي " أي : الهدي والطريقة ؛ وليس للعبد أن يترك طريقة النبي صلى الله عليه وسلم

وهديه وسنته ، لأجل عرض من الدنيا ، أو حرص على دراسة زائدة ، أو مال أوفر ، أو وضع اجتماعي ، أو شبهة طرأت على باله ، من بعض شبهات المفسدين ، أو نحو ذلك .

ويتأكد ذلك ، في زمان الفتن ، والخوف على النفس ، حيث لا ضابط ولا رقيب ، فالعبد مأمور أن يستعين على نفسه والشيطان بكل سبيل

ومأمور بأن يحصل العفة ويطلبها ، ومتى خاف على نفسه الفتنة : وجب عليه الزواج ، دفعا للفتنة والفساد عن دينه .

واعلمي - أيتها السائلة الكريمة - أن بعض الفتيات قد يكن مطلوبات للزواج ، مرغوبا فيهن في مرحلة عمرية معينة ، فيتقدم لخطبتهن الأكفاء الصالحون القوامون ، لكنهن يرفضن بذريعة إتمامهن الدراسة

أو طمعا فيمن هو أغنى ، أو نحو ذلك ، فيتقدم بهن السن ، ويمضين ما تبقى من عمرهن في الانتظار ، ويخالفن بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول الزوج الصالح ذي الدين والخلق :

" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي .

وتنسى الفتاة بذلك دورها الحقيقي في الحياة ، والحكمة التي من أجلها جعل الله الخلق شطرين : ذكرا وأنثى ، وجعل ذلك من آيات قدرته ، ودلائل وحدانيته تعالى .

وحينئذ ، فنحن لا نوافقك على صرف النظر بالكلية عن الزواج ، بحجة دراسة أو طموح مادي ، ومتى كان لكِ سبب واضح ، ومفهوم في ذلك الأمر : فأبديه لوالديك

وتفاهمي معهما بشأنه ؛ على ألا يكون ذلك ذريعة لكِ لترك ذلك بالكلية ، والانصراف عن باب عظيم من أبواب استصلاح الحياة ، وإقامة العبودية لله في هذه الدنيا .

وأما إن كان المراد : أنك لا تريدين الزواج بشخص محدد ، لسبب ما ، مع قبولك بالمبدأ ، متى تقدم لك الزوج الكفء : فهذا حقك ، ولا مانع منه ، وليس لوالديك أن يجبراك على الزواج بشخص معين .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:29
حرض امرأة على مفارقة زوجها ثم تزوجها وادعى أن ولدها من زوجها الأول ولده

السؤال

قام رجل بتشجيع إحدى النساء على الهرب من زوجها، وقد كان معها منه ولد، فذهبت إلى المحكمة وخالعته ، ثم بعد ذلك تزوجها ذلك الرجل ، وأدّعى أن الولد ولده ، وليس ولد الزوج الأول. فما رأي الشرع في هذه المسألة ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

ما قام به هذا الرجل من تحريض المرأة على الهرب من زوجها ومخالعته عمل محرم ، وإثم عظيم ، فلا يحل لمسلم أن يتقدم بعرض الزواج على أي امرأة متزوجة ، أو يفسدها على زوجها

حتى من غير طلب زواج ، أو رغبة فيه ، مهما كان السبب ؛ فقد ورد في ذلك الوعيد الشديد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امرَأَةً عَلَى زَوجِهَا )

رواه أبو داود (2175) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

ثانيا:

ما قامت به المرأة من مخالعة زوجها دون سبب يستوجب ذلك : ورد الوعيد الشديد فيه في قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امرَأَةٍ سَأَلَت زَوجَهَا طَلَاقًا فِي غَيرِ مَا بَأسٍ فَحَرَامٌ عَلَيهَا رَائِحَةُ الجَنَّةِ )

رواه الترمذي (1187). صححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

ثالثا:

ولأجل الجريمة التي اقترفاها ، وشناعة ما وقعا فيه : فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن من أفسد امرأة على زوجها ، لم يحل له أن يتزوجها ، بل تحرم عليها على التأبيد ، وهو مذهب المالكية.

وجمهور العلماء يرون صحة النكاح ، مع إثمهم فيما وقعوا فيه .

رابعا:

لا يحل لهذا الرجل ، ولا لغيره ، أن ينسب ولد غيره لنفسه ، بل هذا من الكذب والزور ، والعدوان على حق الغير ، وإفساد الأنساب ، وفيه من المفاسد الشيء العظيم

ولأجل ذلك حرم الله التبني ، بنسبة ولد الغير إلى نفسه ، حتى ولو وافق أبوه ، أو لم يعرف له والد ؛ فكيف إذا كان قد اغتصبه اغتصابا ، وادعاه لنفسه ؟ هذا أشد وأشنع .

قال الله تعالى : ( مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللَّائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ

* ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الأحزاب/4-5.

فالواجب عليهما أن يتقيا الله ، ويتوبا إليه من تلك الجرائم : جريمته في إفساد المرأة على زوجها ، وجريمتها في مطاوعته في ذلك ، واختلاعها من زوجها ؛ ثم جريمته في ادعاء ولد الغير إلى النفس

وإعانتها هي لهذا الباغي على بغيه وعدوانه ، وليحذرا من غضب الله وعقابه ؛

وليعلما أن الله شديد العقاب ، وأنه يمهمل ولا يهمل ؛ قال الله تعالى : ( وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ) إبراهيم/42 .

روى مسلم في صحيحه (2583) عَنْ أَبِي مُوسَى، رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُمْلِي لِلظَّالِمِ، فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ، ثُمَّ قَرَأَ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ، إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:31
امرأة تعتقد أنها ملعونة بسبب عدم استطاعتها رؤية أمها .

السؤال

سؤالي واستفساري : عن بنت تقول عن نفسها إنها ملعونة ، بسبب أنها لم ترَ أمها طيلة عمرها، لذلك تعتبر نفسها عاقة ، مع أن الأمور خارجة عن سيطرتها، فبعد أن طلق والدها أمها وهي صغيرة أبعدها

عنها وطلب من جميع إخوتها منه أن يبقوها بعيدا عنها ، وكرر هذا الطلب أيضا مع زوجها، وكلهم ملتزمون بذلك ، مع رغبتها الجامحة في أن تجد أمها .

فهل ما تعتقده هذه الفتاة من أنها ملعونة صحيح ?

الجواب

الحمد لله

اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله ، ومثل هذا الأمر العظيم لا يثبت في حق شخص إلا بالدليل الشرعي ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الإنسان على نفسه

في صحيح مسلم : " أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع رجلاً يلعن بعيره لما تباطأ في المشي

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من هذا اللاعن بعيره ؟ ) ، قال : أنا يا رسول الله

قال : ( انزل عنه ، فلا تصحبنا بملعون ، ولا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ) رواه مسلم ( 3014 ) .

وهذه المرأة آثمة بلعنها نفسها بغير سبب ، فالواجب عليها أن تتقي الله وتتوب من هذا الفعل .

وأما عدم رؤيتها لأمها بحسب ما ذكر في السؤال : فلا إثم عليها فيها لأنه أمر خارج عن إرادتها ، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

نعم ؛ الواجب عليها أن تسعى لرؤية أمها ، والإحسان إليها ، وتتوسل إلى ذلك بكل سبيل يمكنها ، وتتضرع إلى الله أن يجمع شملها بأمها ، ولا يحل لها أن تقاطعها طاعة لأبيها

لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ولا يحل لزوجها ـ كذلك ـ أن يلتزم بما طلبه منه أبوها ، لأنه بغي وعدوان ، وشرط باطل ليس في كتاب الله ، بل هو إثم وبغي وقطيعة رحم .

فإن تيسر لها ذلك فالحمد لله على ما من ويسر من جمع شملها ، وإن عجزت عن ذلك ، ولم تستطع :

فالله عز وجل يعلم حالها وعجزها ، ولا إثم عليها في ذلك ، ولا لوم ؛ ثم لا ينبغي أن تيأس أيضا ؛ فمن يدري ما الذي يكون من أمر الناس غدا ؟!

فقد يجمع الله الشتيتين بعد مَا * يظنان كل الظَّن أَن لَا تلاقيا !!

كما ننصح والدها ، وإخوانها ، وزوجها ممن يمنعونها من رؤية أمها : أن يتقوا الله في أنفسهم ؛ فأي إثم أعظم من أن تمنع ابنة من رؤية أمها

وتحرم من ذلك دون ذنب ، مع ما للأم من عظيم حق على ابنتها يفوق حق الأب ، ومثل هذا من الظلم العظيم الذي تخشى عقوبته في الدنيا قبل الآخرة

وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) رواه مسلم (2578) ,

وقال عليه الصلاة والسلام عن الله عز وجل أنه قال : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي , وجعلته بينكم محرما , فلا تظالموا ) رواه مسلم (2577) "

والله اعلم.

*عبدالرحمن*
2018-12-25, 17:37
ابتلوا بأب يسب الله وكتابه , وتارك للصلاة , ويقسو عليهم وعلى أمهم وأخوتهم فهل يضربونه؟

السؤال

نحن أسرة مكونة من أخ 30 سنة ، وأخ 16سنة ، وأخت 29 سنة ، وأخت 18سنة من أم ثانية ، طلق أبونا زوجته الأولى ، ثم وضع السم لولده حتى مات ، أما البنت ففرت هاربة وأمها إلي جدها من أبيها - الذي مات عليه غضبان

لأنه كان يتعدى عليه بالضرب والسب وأهله - ثم وكلها لعمها الذي رباها حتى زوجها ، هذا هو حاله مع الأولى ، ثم تزوج الثانية وهي أمي فقام بنهب أموالها كلها

وأصبح يضرب فينا ضربا شنيعا ، ويعاملنا بسوء ، وأمي هي التي تنفق علي البيت من طعام وشراب وملبس ، بل وتنفق علي ملابسه ، وساعدتني في زواجي حتى تزوجت

وجهزنا أختي الكبرى حتي زوجناها ، ولم يفعل أي شيء على الاطلاق بل يحاربنا ، ومللنا من الحديث إليه بالمودة ، وكالمعتاد تدخل الأهل كما تدخلوا من قبل ولم يفعلوا شيئا حتى وصلوا للطلاق ولم يطلقها

وكل من في القرية قطع علاقته به ؛ لأنه بذئ اللسان مع كل الناس ، ولا يصلي أبدا ، ولا يخرج الزكاة مع امتلاكه لأموال كثيرة ، ويتعامل بالبورصة ، والبنوك ، ، ويتفوه بألفاظ يلعن فيها رب العزة

ويسب القرآن والسنة ، فاشتكينا لأهله ، فقالوا : اشتكوه في مركز الشرطة ، ولن نتدخل لحل مشاكلكم ، فهددناه بذلك فقال : سوف اضربكم حتى تموتوا

ثم الآن يريد طرد أمي وأخوتي الصغار من البيت ، فتحدثت إلي أمي بأن استأجر شقه صغيرة في المدينة وأخذها هي فقط لتعيش معي وزوجتي ، لكنها رفضت ، وقالت : لن أترك البيت حتى تتزوج أختك

وهو لن يزوجها ، وصرح بذلك ؛ لأنه يريد أن تخدمه ، وكثير من الفتيات حدث معهن ذلك في قريتنا حتى ماتوا . وراودني حل أخير أن نقوم أنا وأخوتي بضربه وتوقيعه علي بعض الأوراق فقط لتهديده

حتى لا يقوم بضربهم ، ونزوج أختى ، ثم أخذ أمي لتعيش معي ، ونطلقها منه ، ويتبقى أخي الأصغر

والذي دفعني لهذا أن تقاليد قريتنا تسمح بذلك ، فبالعنف تحل المشاكل ، وترد الحقوق ، خاصة وأن بعض أقاربي فعلوا ذلك من قبل . فما رأيكم ؟

الجواب

الحمد لله

نسأل الله سبحانه لكم العفو والعافية وأن يفرج كربكم ويرفع عنكم ما ابتليتم به إنه سبحانه عفو كريم.

أما والدكم هذا ، إن صح ما قلته عنه :

فقد فارق دين المسلمين وكفر برب العالمين فإن من يسب الله تعالى ويسب كتابه وسنة نبيه لا يشك في كفره ويجب البراءة منه وقطع المودة والموالاة معه , تأسيا بخليل الله إبراهيم عليه السلام ,

قال الله تعالى : ( قدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة/4,

وقال تعالى : ( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُ

ولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) المجادلة/22.

والواجب على أمك أن تفارق أباك ، وألا تمكنه من نفسها ، فإنه كافر ، والمسلمة لا تحل للكافر ,

قال تعالى : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) الممتحنة/ 10.

وعقد النكاح بينهما مفسوخ ؛ لأن الفقهاء نصوا على أن الزوج إذا ارتد : فإنه يفرق بينهما ، ثم تتربص ؛ فإن انتهت عدتها ، ولم يرجع عن ردته : بانت منه ، وانفسخ النكاح بينهما .

والظاهر من حال أبيك أنه مداوم على هذه الحال التي ذكرتها من سب الله وكتابه وترك الصلاة وغير ذلك

– كما يظهر من كلامك – لذا فالنكاح بينهما مفسوخ قطعا,

لذا عليك أن تساعد أمك على الفرار منه ، ومفارقته ، ولتجعلها في كنفك ورعايتك ، فإنها أحق الناس بحسن صحبتك .
وأما عن أختك وعزم أبيك على عدم تزويجها

فإنا نقول: ليس له عليها ولاية أصلا لأن الكافر لا ولاية له على المسلمة بإجماع العلماء ,

قال ابن قدامة رحمه الله :

" أما الكافر فلا ولاية له على مسلمة بحال ، بإجماع أهل العلم ، منهم مالك والشافعي وأبو عبيد وأصحاب الرأي . وقال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم "

انتهى من "المغني" (9/377) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: " إذا كان لا يصلي لا يحل أن يعقد النكاح لأحد من بناته ، وإذا عقد النكاح صار العقد فاسداً ؛ لأن من شرط الولي على المسلمة أن يكون مسلماً " .

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .

لذا فعليكم أن تساعدوا أختكم على الفرار منه ، وأن تسعوا في تزويجها لرجل صالح يصونها ، ويحفظ عليها دينها .
وأما ما ذكرته من عزمكم على ضربه : فهذا لا يجوز ، لأن الأب له حق مهما حدث منه

ولا يجوز للولد أن يهين أباه ولا أن يسبه بحال من الأحوال ,

ثم إنه لا فائدة من ذلك ، ما دمنا نقول إنه لا يصح بقاء الوالدة معه ، بل عليها أن تفر منه ، وتدعه .

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 16:46
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل يجوز إخفاء خبر وفاة شخص عن والدته العجوز خشيةً عليها من أثر الصدمة ؟

السؤال

هل يجوز إخفاء خبر وفاة شخص ما عن والدته ?

بحجة أنها عجوز متقدمة في السن ، وأنها لن تطيق ، ولن تتحمل هذا الخبر .

الجواب

الحمد لله

إخفاء خبر وفاة شخص عن والدته العجوز خشيةً عليها من أثر الصدمة : إذا كان مؤقتا

حتى يتسنى لهم إخبارها بصورة هي أهون عليها : فلا حرج فيه لداعي المصلحة .

فيجالسها من تأنس به من أهلها ، ويتدرج معها في الحديث ، ويذكّرها بالله ، وأن الآجال مقدرة قبل خلق الناس ، وأن الأجل إذا حان فلا حيلة في تأخيره

وأن هذه الأقدار كلها إنما هي من تقدير الله العزيز الحكيم ، وأن على النفس أن تصبر على ما أصابها ، وأن الصابرين يوفون أجورهم يوم القيامة بغير حساب .

ونحو هذا الكلام ، حتى إذا ما راضت نفسها ، وتقبلت هذا النصح ، فاتحها بالأمر ، وأخبرها به ، وأمرها بالصبر والاحتساب .

روى البخاري (1301) ، ومسلم (2144) - واللفظ له - عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: " مَاتَ ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ ، مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ ، فَقَالَتْ لِأَهْلِهَا: لَا تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ

قَالَ: فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً ، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَقَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا

قَالَتْ : يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لَا، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ ، قَالَ: فَغَضِبَ، وَقَالَ: تَرَكْتِنِي حَتَّى تَلَطَّخْتُ

ثُمَّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي ؟ فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَارَكَ اللهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا ) .

وأما إخفاء خبر وفاته عنها بصورة دائمة فلا يظهر لنا أنه سائغ مشروع ، بل هو إلى المنع منه أظهر ، وذلك لعدة أسباب ، منها :

أولا : أن في ذلك حرمانه من دعاء أمه له وترحمها عليه ، وهو أحوج ما يكون إلى هذا الدعاء .

ثانيا : أن في ذلك حرمانها من جزاء الصبر والاحتساب .

ثالثا : أنه يلزم منه دوام الكذب عليها والتهرب ، وتكلف إمضاء الأمر على حقيقته وطبيعته .

رابعا : أن مثل هذا الأمر عرضة لإضاعة كثير من الحقوق على أهلها ، حقوق الأم في وراثة ابنها ، إن كان له مال ، وحقوق ورثته هو ، ونحو ذلك .

ثم إن أمر الناس لم يزل على ذلك ، وأمر الدنيا كلها مبني على ذلك : بنيت الدنيا على فراق الأحبة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 16:50
كيف أنقذ أختي من علاقتها المحرمة بفتاة؟

السؤال

عندي أخت أكبر مني ، وقدرا فتحت جوالها ، واكتشفت محادثة لها مع فتاة ، وكان الكلام فاحشا . ، لا أعلم ماذا أفعل ، حاولت البحث على الانترنت عن طريقة اختراق الجوال

لكي أحدثها وكأنني تلك الفتاة ، لأقطع علاقتها بها ، ولكن تفاجأت أنها في نفس جامعة أختي ويمكن أن يلتقوا ، وأصبح الوضع صعبا جدا ، قالت لها الفتاه : يأتي يوم

وتقصد : أن يفعلوا الفاحشة سويا . ساعدوني ، فإنني لا أدري كيف أتصرف معها .

الجواب

الحمد لله

إن ما تعيشه أختك ، من العلاقة المحرمة بفتاة أخرى

هو إحدى الصور التي ينعكس فيها الوضع المتردي للتربية الاجتماعية ، هو أثر لمسار الظواهر الاجتماعية التي تتعرض لها الأسر : اختلاط في كل مكان ، وسائل إعلام متهتكة ، مناهج تربوية .

ثم ، مع ذلك كله ، وفوق ذلك كله : استعداد شخصي ممن يفعل ذلك ، وميل له ، مع قلة الوازع الديني ، وانعدام الرقابة الذاتية ، وضعف الرقابة الخارجية ، أو انعدامها كذلك .

على أية حال ، فإننا ننصحك بأمور هنا ، لعل الله أن يجعلها سببا في صلاح حال أختك

وبعدها عن ذلك الطريق :

1- استعيني بالله ، وألحي عليه في الدعاء ، أن يرزقها الهداية على يديك ، وأن يحررها من نفسها وهواها ، وأن ينقذها مما هي فيه .

2- لا تنظري إليها نظرة استعلاء واستكبار وازدراء ، واحمدي الله أن عافاك من البلاء ، وحفظك مما هي فيه ، وعامليها معاملة رفق ورحمة ومحبة ، وحرص على هدايتها .

3- احرصي على القرب منها بمناقشتها في شتى الأمور الحياتية ، وكأنك تريدين الاستفادة منها ومن تجربتها الشخصية في الحياة

باعتبار أنها أكبر منك ، وخلال كلامك معها مرري لها خطابات غير مباشرة ، ونصائح تربوية ، أو قصص دعوية ، حوول هؤلاء المبتلين بمثل هذه العلاقات

ومن الممكن ضرب المثال بما يحدث في الغرب ، وما يمثله من انتكاس للفطر ، وقد يكون من المفيد أن يبدأ ذلك بخبر عن زواج المثليين ، مثلا ، يأتي بصورة عابرة

ربما يكون عن طريق قراءة أو سماع قصة لوط مع قومه ، أو قراءة كتاب ، أو رسالة

أو سماع موعظة ، وهكذا حاولي أن تنوعي معها مصادر الحصول على المعلومة المطلوبة ، مع تعميم الكلام ، وعدم إشعارها أنها مقصودة منه بصورة مباشرة .

4- تقربي منها أكثر وحاولي مصاحبتها وفتح قلبك لها ، حاولي أن تشاركيها همومها ، وتشركيها معك في همك ؛ باختصار : حاولي أن تمثلي لها بديلا آمنا للصداقة ، تستغني بك عن صاحبة السوء .

5- احرصي على تشجيعها على هواياتها إن كانت لها هوايات ، أو لدعوتها لممارسة الرياضة معا فإن فيها تفريغا للحاجيات والطاقات الجنسية .

6- دعي الأمر سرا بينك وبين نفسك ، ولا تخبري به أحدا من العائلة فقد يتصرفون تصرفا بعكس ما يجب ، ولقد أحسنت فعلا بالاستشارة وبعدم التسرع في إبلاغ والديك

لكن إذا استمر الأمر ، ولم تشعري بتحسن معها ، أو شعرت بنوع إصرار ، فلا مانع من إعلامها تدريجيا ، بما وقفت عليه من ذلك ، لكن على طريق الشفقة والنصيحة ، والخوف عليها ، والحرص على دينها وعرضها وشرفها .

7- احرصي على أن تذكريها بشكل غير مباشر برقابة الله واطلاعه على الخبايا وما تخفي النفوس وباليوم الآخر وبأن الإنسان محاسب على كل ما يفعل .

8- ذكريها بأسماء الله وصفاته التي تبعث في نفس العاصي الأمل والرجاء فيه سبحانه مثل اسمه سبحانه الغفور والعفو والستير والتواب

وذكريها بأن الله يقبل توبة العبد مهما أسرف على نفسه ومهما غرق في المعاصي ومهما ابتعد .

9- اسألي الله أن يمن عليها بزوج صالح يغنيها بالحلال عن الحرام وينسيها هذه العاطفة المحرمة .

10- أما آخر الطريق معها : فهو تهديدها بإخبار ولي أمركما ، ليتصرف هو ، أو يمنعها من هذه الجامعة ، أو يتحمل هو عبء ذلك ؛ لكن الكي : آخر الدواء !!

نسأل الله لأختك الهداية والتوبة النصوح ، ولك التوفيق والقبول والثبات .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 16:54
هل يطيع أمه في ترك مخطوبته بعد ما ظهر منها من جرأة وتصرفات لا ترضاها والدته ؟

السؤال

هل عدم موافقة الأم على الإنسانة التي اختارها الابن كشريكة لحياته ، تعني أن الله لن يبارك هذا الزواج ؟

خاصةً وأنه أثناء يوم الخطوبة حدثت مشاكل وحساسيات لها علاقة بتصرفات عائلتها وشخصية البنت المخطوبة : طريقة الجلوس؛ الجرأة في المناقشة

التحدث بالسوء عن أفراد من أسرتها؛ رغبتها في جلوسها مع الخاطب بحضور الأهل لأخذ صور للذكرى ، لكن الابن رفض ذلك بحكم الشرع والعُرف ، وبعد انتهاء الخطوبة

وخروج الخاطب وعائلته : قام زوج أخت المخطوبة بالاتصال بالخاطب ، يطلب منه أن يعود لكي يوصله بالسيارة لمنزله ، لكن عند وصول الخاطب اقترح عليه زوج الأخت

وأقنعه أن يدخل لأخذ بعض الصور للذكرى مع المخطوبة ، الشيء الذي لم تتقبله أم الخاطب ، واعتبرته إهانة لها. الآن البنت تريد الاعتذار من أم الخاطب عن التصرفات التي صدرت منها يوم الخطوبة

لكن الأم لا تريد حتى سماع صوتها ، والابن يحاول إقناع أمه بإعطاء البنت فرصة لإثبات حُسن نيتها واستعدادها للتغيير. فهل موقف الأم هذا يعتبر صحيحا أم مُبالغا فيه ؟ بحكم أن البنت اعترفت بخطئها ، وتريد الاعتذار .

الجواب

الحمد لله وحده

بداية ، نشكر لك ثقتك بالموقع وثناءك عليه ، نسأل الله أن ينفع به .

لا شك أن للأم حقوقا قد فصلها الشرع الحكيم ، بل جعل برها والإحسان إليها سابقا على الجهاد ، الذي هو ذروة سنان الدين .

وينظر جواب السؤال القادم

ولا شك أن خبرة الأمهات ، ونظرتهن الثاقبة ، في أمور حياتية مثل الزواج ينبغي ألا يستهان بها ، فتجربتهن وقربهن من محيط النساء ، يجعل رؤيتهن المتفحصة

إذا صاحبها تقوى الله والبعد عن الغيرة والهوى - أعمق ، وأقرب إلى الصواب ، من رؤية الأبناء ، أو الرجال بصفة عامة .

ولا ريب أن الجلسة الأولى إلى المخطوبة وأهلها : تترك انطباعا خاصا عند الأمهات العاقلات الرصينات : فإما ارتياح وقبول ، وإما نفور لا يغيره اعتذار ، ولا وعد بالإصلاح .

إن عين الأم، أو الخبير بأحوال النساء في مثل ذلك : سوف تبحث عن عقل البنت ، وما يظهر من أخلاقها وتصرفاتها ؛ وسوف تختبر طبعها : من حيث الخفة والنزق والطيش ؛ أو عكس ذلك من : الحياء ، والرصانة ، والرزانة .

أضف إلى ذلك أن كلا الطرفين يتعمد الظهور في مثل هذه المواقف ، بشكل لائق ، يعرض فيه على الطرف الآخر : أجمل ما فيه ، وأنفس ما عنده ؛ فكيف يكون الحال

وقد تفاجأت الوالدة بمثل ما ذكرت من التصرفات : جرأة أكثر من المحتمل في مثل ذلك الموقف ، ضعف في عامل الحياء الذي يمسكها ، ويحفظ تصرفاتها .

قديما في بعض المجتمعات ، كانت هناك أسئلة معينة تطرح على المخطوبة

وكان هناك حرص على مراقبتها أثناء أكلها وجلستها وكيفية حديثها ؛ كان ذلك كله عاملا مشجعا ، أو منفرا منها ، ولو كان انطباعا أوليا ، فمثل هذا الانطباع يصعب التغلب عليه بعد ذلك .

ربما تعذر البنت فيما ذكرت من سلوكها وتصرفاتها ، لأنها معتادة على ذلك في عائلتها ، ربما تكون العائلة فيها انفتاح زائد ، لكن ذلك – من خلال عرضكم للمشكلة

يوضح أن هناك تباينا في نمط السلوك بين العائلتين ، فما لم تمانع منه عائلة الفتاة

وباركه زوج أختها ، بل ودعاك إليه بالتحايل : تراه أنت وأمك مخالفا لما يجب أن يكون شرعا ، وعرفا ، بل وأغضب أمك ، وجعلها تأخذ موقفا من المخطوبة .

وحينئذ ، إذا قدرنا أن الفتاة معذورة في شخصها ، فسوف يبقى هذا التباين في الطباع والعادات بين العائلتين ، مما يصعب تجاوزه في مستقبل العيش بينكما .

إننا نرى ، بقليل من التأمل ، إن الإقدام على مثل هذه الخطبة : سوف يجر عليك خيطا من المشكلات ، ويفتح بابا من التنازع بين الطرفين القريبين منك ، كل القرب ، وسيبقى انطباع الأم الأول عاملا للصد المتبادل بينهما.

إن الأم ليست معصومة من الخطأ ، لكنها سوف تبقى أمك ، ولن تستطيع التضحية بها ، أو برضاها ، أو بشيء من مشاعرها ؛ فما الذي يجبرك على الدخول في ثنائية مبكرة ، كهذه ؟!

وما الذي يحملك على أن تستكره أمك على قبول وضع لا ترضاه ؟!

لو كانت هذه الفتاة زوجة ، ولك منها الولد : كنا سنعاني صعوبة في رسم طريق التوفيق بين حقين ، وواجبين ؛ فكيف والأمر : مجرد خطبة ، في أول أمرها ؟!

فهبها صالحة ، سالمة من كل عيب ؛ أفلا يستحق رضا أمك أن تتركها لترضى ، ولم يضيق الله عليك ؛ والنساء سواها كثير ؟!

وفي الأخير لا يسعنا إلا الدعاء لك أن يختار الله لك ما فيه خيرك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 16:56
هل للوالدة الحقّ في رفض امرأة أريد الزواج بها

السؤال

ما هي حقوق والدتي علي وما هي حقوقي على والدتي ؟

مثال : هل لوالدتي أن ترفض زواجي بالمرأة التي اخترتها ؟

الجواب

الحمد لله

اعلم أن حق الأم على ولدها يتمثل ببرها وحسن صحبتها قال تعالى : وبالوالدين إحسانا الإسراء 23. وقال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه حسنا العنكبوت :8 وقال أن اشكر لي ولوالديك لقمان 14.

وعن أبي عمرو الشيباني قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل قال الصلاة على وقتها ثم قال أي قال بر الوالدين ثم قال أي قال الجهاد في سبيل الله ) البخاري 5970 .

قال ابن حجر في الفتح (10/401) ( واقتضت الآية الوصية بالوالدين والأمر بطاعتها ولو كانا كافرين هذا وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في غيرها حديث فضل بر الوالدين حتى ولو بعد موتهما

فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ الْأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ إن أبر صلة الولد أهل ود أبيه ) صحيح مسلم 4629

قال الأُبّي في شرح مسلم (8/496) ( يعني أن آكد البر وأفضله إيثار أهل ذوي الأب على غيرهم) .

وأما حقّ الابن على الأم فيدخل فيه حسن تربيته والعطف عليه والحنان ومن ذلك تمام رضاعه وتعليمه والنفقة عليه في حال عدم وجود الأب .

وأمّا بالنسبة لرفضها الفتاة التي أردتها فلا بد من معرفة أسباب الممانعة والدوافع لذلك لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وقد تنظر الأم إلى الموضوع من زاوية غير التي تنظر أنت منها إلى تلك الفتاة

فإن كانت أسباب الممانعة صادرة من منطلق شرعي كسوء دين المرأة وعن بحث ومشورة في عدم صلاحيتها ومناسبتها لوضعك وظروفك فحينئذ لا بد من طاعتها .

وإن كان الرفض من أجل هوى نفس لا يمتّ للشرع بصلة أو كان التزام الفتاة هو السبب في الممانعة فحينئذ لا تلزم طاعتها ولكن تجتهد في إقناعها ومداراتها ويُمكن توسيط بعض الفضلاء

من الناس ممن تثق هي بهم ولهم مكانة عندها للشفاعة لديها للموافقة

والله ولي التوفيق .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 17:01
كيف تتصرف الأم لتقنع ابنها بعدم طلاق زوجته التي تفتعل المشاكل معهم ؟

السؤال

ابني متزوج منذ 6 سنوات ، ولديه ابن ، كلنا نعيش في منزل واحد ، وهو منزلي ، يدفع تكاليف معيشتي ابني هذا ، وكذلك بناتي الأربعة حيث إني ربة منزل وأرملة ، منذ أكثر من 30 سنة

وليس لي معيل بعد الله سوى أبنائي وبناتي . مشكلتي هي مع زوجة ابني ، حيث إنها لا تطيقني دون سبب يذكر، لا تتحدث إلي أبدا ، حتى إنها لا ترد السلام !!

حاولت التحدث إليها في بدايات زواجهما وسألتها إن كان قد بدر مني سوء أو رأت مني ما تكرهه ؟ لكنها تنظر إلي وتقول لم تفعلي شيئا ، وأنا أتحدث إليك دائما. إحدى بناتي لم تتزوج بعد وتسكن معي،

ويشهد الله علي بأن ابنتي هذه ملتزمة جدا ورائعة التعامل معها، حتى أنها هي من تربي ابنهما لكثرة إهمال زوجة ابني بابنها . الحمد لله على كل حال ، لكني أخاف من زوجة ابني

هي تفتعل مشاكل ليست موجودة ، تخبر كل من تعرف ومن لا تعرف بأني ظالمة ، والشكوى لله ، لكنها تظلمني بقولها هذا ، والله يشهد على ما أقول ، كنت أتوق إلى زوجة ابن تكون صديقة لي مثل بناتي

لكنها تعاديني ، وقد أصبحت أتهرب من ابني ، حتى لا تنهال هي علي بالكلام الجارح أو التقول علي . زوجة ابني كانت تعيش في بريطانيا

وجوازها هي وابنها بريطاني ، وهي الآن سافرت إلى بريطانيا ، وتفتعل المشاكل من هناك مع ابني قائلة إنها لا تريده ، وهي غير سعيدة معه لأنه يجالسني !! ابني لا يريد أن يقاطعني

لكني لا أريد أن أكون سببا في خراب منزله ، وطلبت منه أن يرجعها ، وأن أعيش في منزل لوحدي لكن ابني رفض . فهل علي إثم بما يجري ؟

لا زلت أطلب من ابني أن يعيد زوجته وابنه لكنه يرفض ، وقد بحث في إجراءات الطلاق ، وهو ذاهب لتطليقها ، أنا لا أريد له الطلاق ، لكني أيضا أريده سعيدا

وهو ليس بسعيد معها ، وأرى أني سبب ، مع أني لست بسبب .

كان بإمكان ابني أخذ منزل بجواري ، والعيش منفصلين متجاورين ، لكنه رافض أي فكرة بالعيش مفترقا عني . كيف أشرح له أن ما أطلب منه هو ما أريده ؟ وأنه استقرار له أيضا .

الجواب

الحمد لله

بداية ، نود أن ننوه بخلقك الكريم تجاه زوجة ابنك رغم إساءتها وظلمها المستمر لك ، وكذا حرصك على أن يبقى شمل ابنك مجموعا، وبغضك لطلاقهما رغم كل المشاكل المفتعلة من طرف زوجته.

ونود أن يكون الكلام هنا في مقامين :

الأول :

أنه كان اللجوء إلى حل انفصال المعيشة بينكما : حلا مناسبا ، من أجل الحفاظ على أسرة قائمة من حيث الأصل ، والحفاظ على وضعية الطفل الصغير بينهما ، وليس في مثل هذا مجافاة لأصول الشرع

ولا للأعراف المجتمعية ، ما دام الابن يعرف حق أمه عليه ، في البر ، والنفقة ، والصلة ، وسائر ما يلزمه تجاهها ، خاصة إذا كان المنزل قريبا ، يسهل عليه أمر الصلة والمودة ، وقضاء وقت مناسب مع والدته ، وأخته .

كان هذا حلا مناسبا ، لو كان الابن قد حاول أن يتعامل مع المشكلة بشيء من الواقعية ، والعقلانية ، لكن يبدو أن عاطفته تجاه أمه أكبر من مثل هذا النظر ، أو أن حجم المشكلات

وصعوبة العيش بينهما ، أصعب مما يبدو من عرض والدته للمشكلة ، أو مما تعرفه هي ؛ فربما كان في الأمر ما بينهما ، ما يحول دون دوام العشرة ، ووصول العلاقة إلى مثل هذا الطريق المسدود .

الثاني :

أما وقد وصل الأمر إلى ما وصل إليه ؛ فليس من المناسب أن تظلي في تحميل نفسك ما لا تطيقينه ، والعيش في حالة من جلد الذات ، وتحميلها وزر غيرها ؛ فما دمت قد اتقيت الله في شأن زوجة ابنك

ولم تسعي إلى ظلمها أو أذاها ، أو الإفساد بينها وبين زوجها ، لكن هي من جلبت ذلك بسوء تصرفها ؛ فلا عليك مما يكون بعد ذلك ، خاصة وقد حاولت إثناء ابنك عن قراره

فأبى ، ومن يدري لعله أن يكون في مثل هذا الافتراق خير له ، ولها ؛ قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/130 .

على أننا نرجو أن تنبهي ولدك إلى أهمية مراعاة مستقبل ابنه ، وألا يتركه مع أمه

فليحاول أن يضمه إلى حضانته ، قدر المستطاع ، ولو بالحيلة : أن يستدرجها معه إلى بلدكم ، حيث يمكنه أن يضم حضانة ابنه إليه ، أو أن يبحث عن مخرج قانوني لمثل ذلك .

وينظر جواب السؤالين القادمين

نسأل الله أن يقر عينك بابنك ، وأن يختار له ما فيه خيره ، وأن يسعده ، ويسعدك به .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 17:05
تعيش مع حماتها وبينهما مشاكل كثيرة

السؤال

أنا زوجة منذ 10 سنوات تقريبا ولديَّ طفلان ، أعيش منذ أن تزوجت مع والد ووالدة زوجي ، بدأت حياتي وأنا أرجو أن نكوِّن أسرة وأن أعامل وكأني ابنة لهم وأعاملهم بنفس الطريقة

ولكن الحياة بيننا أصبحت ما يمكن أن يسمى " تعايش سلمي " ، فهناك حوار ما دامت ليس لها ملاحظات عليَّ ، لكني أفتقد الإحساس بالمحبة وخصوصا عندما أكون مريضة أو أحس بالتعب

لا أحس أنها تسأل عن صحتي باهتمام الأم ، إن أنا قلت إني أحس بالتعب لا تسألني إن تحسنت حالتي أو كيف أصبحت فصرت لا أقول ، وفي بعض الأحيان ردها على كلامي يوصل الإحساس أنها ترى أني أتصنع ذلك

وهذا يحز في نفسي ، فأنا لا أطلب أن أستريح وتقوم هي بعمل المنزل ولكن مجرد الاهتمام بالسؤال عن صحتي ، والمشكلة الأخرى تكمن في طبع والدة زوجي أنها كثيرة الانتقاد لتصرفات الآخرين

تكون في بعض الأحيان على صواب وأحيانا أخرى تكون فيها مبالغة ، فهي تريد الأمور أن تتم كما تراها وغير ذلك فهو في نظرها خطأ

المشكلة أن حديثنا في الغالب ما يكون انتقادا لأشخاص سواء من الأصدقاء أم من الأقارب من جهتهم أو من جهتي ، وانتقادها يكون غالباً حادّاً وخاصة إن كانت في حالة غضب من الشخص وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الشتم

أولاً أنا أحس أننا نرتكب الكثير من الغيبة ، وإن لم أرد عليها أو حاولت أن أبرر تصرفات من تنتقده في محاولة لرد غيبة الشخص المتحدث عنه انقلب عليَّ الحال

فالوضع الوحيد الذي يرضيها أن أقول إنها على حق وأن الطرف الآخر قد أخطأ ، ولكن ذلك لا يتم إلا وقد جرحنا في الناس كثيراً ، ويزيد من ضيقي أن يكون هذا النقد اللاذع لأهلي ( أبى وأمي وإخوتي وأزواجهم )

وقد يكون معها الحق أحيانا ، فهم بشر ولهم عيوبهم وأخطاؤهم ، ولكن أن نظل نتحدث عما حدث وننتقدهم والانتقاد لا يكون فقط على السلوك الذي حدث منهم وأغضبها ( وطبعا بشكل لاذع )

بل يكون أحيانا على تصرفاتهم في حياتهم الشخصية ، وإن ظهر عليَّ الضيق غضبت مني ، وقد توفي والد زوجي منذ ما يقل من عام فأصبح الوضع أكثر سوءا ؛ أصبحتْ أشد حساسية

وانتقاداً للنظرة والحركة والكلمة وطريقة كلام من نعرفهم ، وانتقل هذا الانتقاد لي أنا شخصيّاً في كل أمور حياتنافأرجوا النصح والتوجيه.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ينبغي أن تعلمي – أختنا السائلة - اختلاف طبيعة البشر ، فهم ليسوا سواء من حيث الخلُق والدين والعقل والتصرفات ، وينبغي عليكِ - كذلك -

مراعاة من كان كبيراً في السنِّ فإن عقله يضعف ويعود صغيراً في كثيرٍ من تصرفاته ، وعليكِ – أيضاً – مراعاة أنكِ تتعاملين مع أم زوجكِ ، وغالب هؤلاء الأمهات تدب فيهن غيرة الضرائر من زوجات أبنائهنَّ .

فإذا راعيتِ كل ما سبق وفطنتِ له فإنه تهون عليك مشاكلك وتفرَّج همومك ، فما تعانين منه تعاني منه كثيرات ، وهو يحتاج لأمرين مهمين : الصبر والحكمة .

فاصبري على ما ترينه وتسمعينه من أهل زوجك ، وكوني حكيمة في تعاملك معهم ، وبخاصة أم زوجك

فإنه بحكمتك تستطيعين تجنب كثير من المشاكل ، وتفوزين برضاهم أو على الأقل كف شرهم عنكِ ، وتفوزين بقلب زوجك ورضاه عنكِ .

والحكمة في تعاملك مع أم زوجكِ تقتضي منكِ إسماعها الكلام الحسن

والثناء عليها ، والدعاء لها ، وتلبية طلباتها ، وأن تكوني أحرص منها على نفسها إن كانت تتناول دواء – مثلاً – أو لها موعد زيارة طبيبة ، كما أن للهدية دوراً كبيراً في ترقيق قلبها وتغيير معاملتها تجاهك
.
مع العلم أنه لا يجب عليكِ خدمتها ولا العناية بها من حيث الوجوب الشرعي

فما تفعلينه هو أمر مستحب محبوب للشرع ، وهو من حسن العشرة لزوجكِ ، ولعلَّها إذا عرفت أنكِ تقومين بما لا يجب عليكِ شرعاً ، وعرف زوجكِ ذلك – أيضاً – أن يكون لك مكانة عندهما عالية .

ثانياً :

هذا لا يعني أنكِ تجارينها في الغيبة التي تفعلها ، بل يجب عليكِ نصحها بترك أكل لحوم الناس باغتيابهم ، فإن انتهت فهو خير لها

ولكِ أجر ذلك ، فإن استمرت ولم تنته فلا يحل لك الجلوس معها وهي تغتاب الآخرين ، بل يجب مفارقة مجلسها

وقد يكون تصرفك هذا مساهماً في تركها للغيبة ، ولا يكفي إنكارك بقلبك في الحال ؛ لأنك لستِ في حكم المكرَهة ، ولا بدَّ أن تفهم هي وابنها هذا الحكم

واعلمي أنكِ إن بقيتِ معها وهي على ذلك الحال فأنت شريكة معها في إثم الغيبة ، فكيف إن شاركتِ معها بلسانك ؟! .

ثالثاً :

لك كل الحق في أن يكون لكِ بيتٌ مستقل تعيشين فيه مع زوجكِ وأبنائكِ ، ولك الحق أن يكون لك كثير من الخصوصية إن كان زوجك يريد أن يكون مسكنكم مع أهله

ولا يكون عاقّاً لأمه لو فعل ذلك ، فالرجل العاقل الحكيم يزن الأمور بميزان الشرع ، ويعطي كل ذي حقٍّ حقَّه ، ولا ينتقص لواحدٍ من الآخر .

على أننا ، مع ذلك ، نعلم صعوبة الاستقلال بمسكن في كثير من الأحيان ، لا سيما مع الظروف المعاصرة التي جعلت من الحصول على المسكن الملائم ، خاصة في المدن الكبرى

أمرا صعب المنال ، وهنا يتوجب على المرء أن ينظر في الظروف المحيطة به ، بشكل عام ، وبأفق أرحب ، من أجل ألا يشق على نفسه ، ولا على من حوله ، والله تعالى كتب الإحسان على كل شيء .

ويجب على زوجكِ أن يعلم بحقيقة وضعك مع أمه ؛ لأن هذا سبَّب لك عصبية ظهر أثرها على أبنائك ، وقد يكون أثر على زوجك أيضاً ، لذا ينبغي عليه أن يسارع في حل مشكلات البيت

وعليك أن يتقبل منكِ المصارحة في الأمور كلها ؛ وعليه أن يتحمل المسئولية التي أوجبها عليه الشرع ، فعليه برُّ أهله ، ومن برِّهما نصحهما وتذكيرهما إن وقعا في مخالفة الشرع

كما أن عليه مسئولية عِشرة زوجته بالمعروف ، وعليه مسئولية تربية أولاده ، فهو أحوج ما يكون للمصارحة والمعاونة على ذلك ، وأنتِ الطرف الأساس الذي يعينه على ذلك كله .

ونسأل الله تعالى أن يهديكم ويصلح بالكم ، وأن يجمع بينكم على خير ، وأن تكونوا أسرة واحدة سعيدة في الدنيا والآخرة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-02, 17:10
حصلت مشاكل بين أمه وزوجته وأمه تريد منه أن يعيش بعيداً عنها

السؤال

العلاقة بين أمي وزوجتي ساءت جداً ، لدرجة أن والدتي لا تريد أن ترى وجه زوجتي ، وتريدنا أن نعيش بمفردنا ، ولكني غير مستعد لترك والدتي

لأنني الابن الأكبر في الأسرة ، كذلك لا أريد أن أغضبها ، فهل أطلق زوجتي ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

ليس من شك في أن الأم هي أعظم الناس حقا على ولدها ، وأن برها من أوجب الواجبات عليه

قال الله تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ) الإسراء/23 .

وإذا كان الله تعالى قد أمر بالإحسان إلى غيرهما ، ممن يجب على العبد الإحسان إليه

كما قال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ

وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/36 ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء كل ذي حق حقه . [

ينظر : صحيح البخاري (1968) ] ؛ فإن حق الوالدين ، ولا سيما الأم مقدم على حقوق الناس جميعا :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :

( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ) .

رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .

لكن ذلك لا يعني ألا يعطي الإنسان الآخرين حقوقهم ، بل الواجب عليه أن يعطي كل ذي حق حقه ، كما سبق ذكره ، ويوازن بين هذه الحقوق ، ويجمع بين ما يقدر عليه من المصالح ، ويحسن سياسة بيته وشأنه .

ثانيا :

هذه المشكلات بين الزوجة والأم مكرورة ، وقديمة أيضا ؛ لكن العاقل الموفق من يحسن النظر في أموره ، ويقلل منها قدر المستطاع ، ويغلق أبوابها ، ولأجل ذلك كان من حقوق الزوجة على زوجها أن يفردها بسكن مستقل .

جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/109) :

" الْجَمْعُ بَيْنَ الأْبَوَيْنِ وَالزَّوْجَةِ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ لاَ يَجُوزُ ( وَكَذَا غَيْرُهُمَا مِنَ الأقَارِبِ )

وَلِذَلِكَ يَكُونُ لِلزَّوْجَةِ الاِمْتِنَاعُ عَنِ السُّكْنَى مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ؛ لأَِنَّ الاِنْفِرَادَ بِمَسْكَنٍ تَأْمَنُ فِيهِ عَلَى نَفْسِهَا وَمَالِهَا حَقُّهَا ، وَلَيْسَ لأِحَدٍ جَبْرُهَا عَلَى ذَلِكَ .

وَهَذَا مَذْهَبُ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ وَالْحَنَابِلَةِ .

وَذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ إِلَى التَّفْرِيقِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَضِيعَةِ ، وَقَالُوا بِعَدَمِ جَوَازِ الْجَمْعِ بَيْنَ الزَّوْجَةِ الشَّرِيفَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ، وَبِجَوَازِ ذَلِكَ مَعَ الزَّوْجَةِ الْوَضِيعَةِ ، إِلاَّ إِذَا كَانَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْوَضِيعَةِ وَالْوَالِدَيْنِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا . " . انتهى .

ولا شك أن الصورة التي ذكرتها للعلاقة بين أمك وزوجتك تدل على أن اجتماعهما في منزل واحد غير ممكن ، وأن التفريق بينهما واجب

لا سيما وأن الأم هي التي طلبت ذلك ، فيتوجب عليك المسارعة به ، وليس من الرأي في شيء أن تفكر في الحل الآخر ، وهو طلاق زوجتك ، فإن هذا ليس حلا للمشكلة

لا سيما إذا كان لك منها ولد ؛ ثم إن المشكلة قابلة لأن تتكرر مع أي زوجة أخرى تسكنها مع أمك في بيت واحد .

فالرأي الذي ينبغي عليك أن تسارع فيه ، قدر طاقتك ، هو أن تبحث عن سكن مستقل تجعل فيه زوجتك ، وإذا كنت راغبا في أن تكون قريبا من أمك ، دائم الصلة بها والرعاية لها :

فاجتهد في أن يكون مسكنك الجديد أقرب ما يكون من مسكن أمك ، بحيث يمكنك الدخول عليها كلما جئت أو رحت . وبهذه الطريقة تستطيع الجمع بين الإحسان إلى أمك

وإراحتها من عناء المشكلات مع زوجتك ، ودوام الصلة بها ، مع القيام بما يجب لزوجك عليك من العشرة بالمعروف ، وإسكانها حيث ينبغي لها .

وينظر : جواب سؤال سابق

بعنوان ليس للزوج أن يجبر زوجته على السكن مع أهله

نسأل الله أن يلهمك رشدك ، ويصلح لك شأنك .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:18
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


لا يستطيع القيام لصلاة الفجر ، ولا يجد من يعينه على ذلك من أهله .

السؤال

أعلم فوائد الاستيقاظ باكرا ، كما أعلم أجر صلاة الفجر ، لذا أسعى للاستيقاظ في أقرب وقت ممكن ، لكن تواجهني مشكلة : أنا أنام مع أخي الذي عمره 13 ، وهو ينام حوالي 10 ﺳﺎﻋﺎﺕ

لا أستطيع وضع منبهاً ؛ لأن ذلك سيوقظه ، وسيشتكي لأبي الذي هو بدوره ينام إلى العاشرة صباحا ، لا أستطيع النوم مبكرا ؛ لأن البيت كله مليء بالأضواء والأصوات إلى منتصف الليل . فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله

بداية ، نود أن نشيد بحرصك على الخير وعلى السؤال عن دينك ، فبارك الله فيك وجعلك من المهتدين.

لا شك – ابننا الفاضل- أن ما تفعله من تضييع صلاة الفجر : لا يجوز شرعا كيفما كانت الأحوال ، والمبررات ؛ فتأخير الصلاة عن وقتها من علامات النفاق

لا سيما الفجر والعشاء ؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ

وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ

فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ) متفق عليه.

وعلى هذا ، فيجب عليك الأخذ بالأسباب من نوم مبكر ، كأن تتعود النوم ولو مع الأضواء والضجيج ، واستعمال منبه الهاتف مثلا ، كأن تجعله قريبا منك ، على وسادتك ، بحيث يوقظك ، دون أن يسبب مشاكل للآخرين .

ولتعلم أن العزيمة الصادقة ، وقبل هذا وذاك : دعاء الله ، والافتقار إليه أن يوفقك لذلك : هو أهم عدة لك في هذا الطريق ؛ وكم من أناس واجهوا من المصاعب والمشكلات :

أضعاف ما تواجه أنت وتلاقي ، ثم أصروا على طاعة ربهم ، ولم يفرطوا في أمره ، فأعانهم الله : وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ .

ونحن نرجو أن يكون ثباتك على ذلك ، وحرصك على طاعة ربك : فاتحة خير عليك وعلى بيتك وأسرتك ، ومن يدري لعل الذي يتضايقون منك اليوم ، من مثل ذلك ، أن يسبقوك غدا إليه .

وللاستزادة ، يرجى الاطلاع على الفتوى الفادمة

وفقك الله ، ويسر لك أمرك ، وأعانك على حسن عبادته .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:27
يشق عليه القيام للصلوات نظراً لظروف عمله وثقَل نومه

السؤال

مواعيد عملي تحتم عليَّ أن أعمل طوال الليل وأن أنام بالنهار ويصعب عليَّ أن أقوم بالصلوات الأربعة الأخرى

نظراً للتعب في العمل فإني لا أستطيع القيام أثناء النوم والقيام بالصلاة ثم أنام مرة أخرى ولسبب آخر وهو أن " نومي ثقيل " وعندما أنام لا يستطيع أحد أن يوقظني من النوم

حتى لو أني نويت القيام للصلاة أثناء النوم .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

كان بعض الصحابة رضي الله عنهم يعملون الأعمال الشاقة كالزراعة والرعي وجمع الحطب ونحو ذلك ولم يكونوا من المفرطين في صلاتهم

بل كانوا محافظين عليها ليس في وقتها وحسب بل وفي جماعة ، وحافظوا على العبادة وطلب العلم ، ولم تأت الرخصة لهم في ترك الصلاة من أجل العمل .

ولذلك فالواجب على أهل الأعمال وغيرهم أداء الصلوات في أوقاتها . وقد أثنى الله تعالى على المؤمنين بأنهم لا تشغلهم أعمالهم عن طاعة الله تعالى

فقال : ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) النور/37-38 .

ثانياً :

والنائم معذور وقت نومه ، فإذا استيقظ وجب عليه أداء الصلاة بعد استيقاظه .

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : ( مَن نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ) رواه البخاري ( 572 ) ومسلم ( 684 ) .

قال الشوكاني رحمه الله :

" الحديث يدل على أن النائم ليس بمكلف حال نومه وهو إجماع ...

وظاهر الحديث أنه لا تفريط في النوم سواء كان قبل دخول وقت الصلاة أو بعده قبل تضيقه وقيل : إنه إذا تعمد النوم قبل تضيق الوقت واتخذ ذلك ذريعة إلى ترك الصلاة لغلبة ظنه أنه لا يستيقظ إلا وقد خرج الوقت كان آثما ,

والظاهر أنه لا إثم عليه بالنظر إلى النوم ; لأنه فعله في وقت يباح فعله فيه فيشمله الحديث , وأما إذا نظر إلى التسبب به للترك فلا إشكال في العصيان بذلك " انتهى .

" نيل الأوطار " ( 2 / 33 ، 34 ) .

ثالثاً :

والواجب على النائم قبل نومه أن يحرص على الاستيقاظ في وقت الصلاة

وأن يأخذ بالأسباب التي تعينه على أداء الصلاة في وقتها ، فإن فعل ولم يستيقظ فهو معذور لأنه أدى الذي عليه و ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) ، وقد حصل هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره .

فعن أبي قتادة رضي الله عنه قال : سرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم : لو عَرَّست بنا يا رسول الله ( أي : نزلت بنا آخر الليل حتى نستريح )

قال : أخاف أن تناموا عن الصلاة ، قال بلال : أنا أوقظكم ، فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلى راحلته فغلبته عيناه فنام ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس

فقال : يا بلال أين ما قلت ؟ قال : ما ألقيت علي نومة مثلها قط ، قال : إن الله قبض أرواحكم حين شاء وردها عليكم حين شاء ، يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة

فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابياضت قام فصلى . رواه البخاري ( 570 ) ومسلم ( 681 ) وعنده : ( احفظوا علينا صلاتنا ) .

فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ بأسباب الاستيقاظ بجعله بلالاً لينبههم لصلاتهم ، إلا أنه غلبته عيناه ، فنام ونام القوم معه حتى طلعت الشمس ولم يكونوا مفرطين

ولذلك قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليس في النوم تفريط ) .

وأما من سهر في عمل أو غيره ولم يأخذ بأسباب الاستيقاظ فصلَّى بعد الوقت : فيعتبر تاركاً للصلاة متعمداً ، وهو غير معذور بنومه .

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

عمن يسهر ولا يستطيع أن يصلي الفجر إلا بعد خروج الوقت فهل تقبل منه ؟ وحكم بقية الصلوات التي يصليها في الوقت ؟

فأجاب :

" أما صلاة الفجر التي يؤخرها عن وقتها وهو قادر على أن يصليها في الوقت لأن بإمكانه أن ينام مبكراً فإن صلاته هذه لا تقبل منه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم

: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم ، والذي يؤخر الصلاة عن وقتها عمداً بلا عذر : قد عمل عملاً ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردوداً عليه .

لكن قد يقول : إنني أنام ، وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم : ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ) .

فنقول : إذا كان بإمكانه أن ينام مبكراً ليستيقظ مبكراً ، أو يجعل عنده ساعة تنبهه ، أو يوصي من ينبهه : فإن تأخيره الصلاة ، وعدم قيامه يعتبر تعمداً لتأخير الصلاة عن وقتها ، فلا تقبل منه " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 14 ) .

رابعاً :

وقد يكون الرجل ثقيل النوم ، فهذا على حالين :

الحال الأولى : أن يكون ثقل نومه بسبب سهره في العمل أو في طلب العلم أو قيام الليل : فمثل هذا لا يجوز له أن يتسبب في تضييع الصلاة عن وقتها من أجل ما سبق

ويجب عليه أن يبحث عن عمل آخر لا يسبب له تضييع الصلوات ، كما لا يجوز له الاشتغال بالنوافل أو حتى طلب العلم – وهو واجب في أصله –

على حساب تضييع الصلوات ، وترك الصلاة هنا يعتبر تعمداً ؛ لأنه يستطيع تغيير العمل ، ويستطيع ترك السهر .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" الواجب على الإخوة الذين يخرجون إلى الرحلات أن يشكروا الله تعالى على هذه النعمة حيث جعلهم في رخاء ويسر من العيش ، وفي أمن وأمان من الخوف ، ويقوموا بما أوجب الله عليهم من الصلاة في أوقاتها

سواء صلاة الفجر أم غيرها ، ولا يحل لهم أن يؤخروا صلاة الفجر عن وقتها بحجة أنهم نائمون

لأن هذا النوم لا يعذرون فيه غالباً لكونهم يستطيعون أن يكون لهم منبهات تنبههم للصلاة في وقتها ، ويستطيعون أن يناموا مبكرين حتى يقوموا نشيطين " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 14 ) .

وأما الحال الثانية : أن يكون ثقل النوم طبعاً في الرجل ، وليس له تعلق بسهر أو عمل ، وقد عرف هذا عن بعض الأقوام والأشخاص ، فإن كان كذلك : فهو معذور إن كان قد أخذ بالأسباب ولم يستيقظ .

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقالت : يا رسول الله إن زوجي صفوان بن المعطل لا يصلي صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ، قال : وصفوان عنده

قال : فسأله عما قالت ، فقال : يا رسول الله إنا أهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس قال : ( فإذا استيقظت فصلِّ ) .

رواه أبو داود ( 2459 ) وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 65 ) .

والخلاصة :

أن الذي يظهر من حالك أن ثقل نومك له تعلق بالسهر ، والسهر كان بسبب العمل وعليه : فلا يجوز لك البقاء في عملك هذا ؛ لأنه يؤدي بك إلى ترك أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين

فابحث عن عمل غيره يعوضك الله خيراً منه . وسترى التغير الطيب في دينك وجسمك ونفسيتك ، أما الدين : فإن أداء الصلوات في أوقاتها من أعظم الواجبات

وتركه من أعظم المحرمات ، وأما جسمك : فإن علماء الطب قد ذكروا مضار كثيرة لمن يعمل بالليل ، وأن نوم النهار لا يعطي الجسم الراحة التي تحصل له من نوم الليل ، وكل ما سبق يؤثر على نفسيتك تأثيراً سلبيّاً .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:31
تتصل بزوجها بعد العقد لترتيب أمور الزواج ، وحلف والدها بالطلاق لو فعلت ذلك .

السؤال

أنا مملكة على شخص ، وكنت أكلمه في التليفون ؛ وأبوي لما عرف أني أكلمه : حلف بالطلاق بالثلاث على أمي ، لو عاد كلمته ، فهل يجوز حلفه ؟

مع أن الشخص زوجي فعلا ، ولم يبق على الزواج إلا 3 شهور فقط ، والعقد مكتوب من سنة ؛ أنا حاليا أريد أكلمه للتفاهم على أمور الزواج ؛ هل يجوز ذلك أم لا ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

إذا عقد الرجل على المرأة فهي زوجته ، يحل له منها كل شيء ، غير أن العرف قد اطرد بأن الزوج لا يدخل بها ، ولا يعاشرها معاشرة الرجل امرأته إلا بعد أن تزف إليه ، ويذاع ذلك في الناس .

ولا شك أن مراعاة العرف المطرد بذلك واجب ، لا يحل مخالفته ، لما يترتب على مخالفته من مفاسد عظيمة ؛ والمعروف عرفا كالمشروط شرطا .

ولأجل ذلك يمنع بعض أولياء الأمور موليته من الخروج مع زوجها بعد العقد ، خشية الانفراد بها والتمكن من الدخول بها ؛ ولا شك أن ذلك كله من المبالغة في الصيانة

ودفع التهمة والأذى عن المرأة ؛ ولا غرابة في احتياط بعض أولياء الأمور ، بل ومبالغته في الاحتياط في مثل ذلك ؛ فالمرأة بعد العقد تبقى تحت ولاية والدها إلى أن يتسلمها زوجها ، وينقلها إلى بيت الزوجية ، فالحق له إذن .

أما كونه يمنعها من محادثة زوجها على الهاتف ، فلا شك أنه من التشدد في المراعاة

والتنطع في الحفظ والصيانة من أمر لا محذور فيه شرعا ولا عقلا ولا عرفا ؛ لكن ربما تكون عند الوالد غيرة ذلك ؛ فغلبه طبعه على مثل ذلك .

ثانياً:

أما إقدام الوالد على الحلف بالطلاق في حال كلمتي زوجك ، فهذا من باب الطلاق المعلق والطلاق المعلق فيه خلاف بين العلماء والأقرب للصواب ، أنه يرجع إلى نية الحالف

فإن قصد به الطلاق وقع طلقة واحدة على أمك متى كلمتي زوجك ، وإن لم ينو الطلاق ، بل قصد التهديد والتخويف والمنع فهو يمين تلزمه كفارته في حال كلامك مع زوجك وتنحل يمنيه .

وينظر جواب السؤال القادم

وبناء على ذلك :

فليس لك أن تكلمي زوجك ، حتى يعلم مقصد الوالد من يمينه ؛ فإن كان قصده المنع والتهديد ، ولم يكن ينوي بذلك إيقاع الطلاق بامرأته ، إذا حصل كلامك : فتلطفي في استسماح والدك

أنت ووالدتك ، أو بعض العقلاء من الأسرة ، أن يأذن لك في كلام زوجك ، مع تعريفه بما في ذلك من التوسعة الشرعية ، وأنه لا محذور في مثل ذلك مطلقا .

وأما إذا كان قد قصد الطلاق ونواه بكلامه هذا : فليس لك أن تكلمي زوجك

رغما عن ذلك ، لما يترتب عليه من المفسدة الكبيرة في وقوع الطلاق بوالدتك ؛ ثم ما يلزم على ذلك من فساد ذات البين ، وتعقد المشكلة في الأسرة

وربما حمله ذلك على التعنت مع زوجك في إملاكك له ، وربما سعى إلى إفساد الزواج من أصله .

ولذلك كان الواجب في مثل ذلك : أن يتم التعامل مع الوالد بغاية الحكمة والحذر من أن تحمله المخالفة على زيادة التنطع أو العناد .

وإذا اقتضى الأمر شيئا من التفاهم : فبإمكانك أن ترسلي له رسالة ، أو أن يبلغه عنك بعض الثقات ، إن كان ذلك الكلام مما يمكن أن ينقله الغير ، كأن تكون والدتك ، أو والدته ، أو أخته ، أو نحو ذلك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:37
الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد

السؤال

ما حكم من يحلف على زوجته بالطلاق إن هي فعلت أمرا ما كقطع للرحم ، وكان الزوج حينذاك في حالة غضب شديد لم يتمالك نفسه إلى درجة عدم مقدرته تذكر ما يقول ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع ، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة . وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق

وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق . . . وهكذا . وهذا نوع تلاعب بكتاب الله ، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله

فكيف بمن اتخذ الطلاق ديدنه ، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق ؟

! روى النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا ؟

فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَقْتُلُهُ ؟

قال الحافظ : رجاله ثقات اهـ وصححه الألباني في غاية المرام (261).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم ، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله

: ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل

ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقوله تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) المائدة/ 89 . ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى : لا تكثروا الحلف بالله .

أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل : عليّ الطلاق أن تفعل كذا ، أو عليّ الطلاق ألا تفعل

أو إن فعلت فامرأتي طالق ، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/753).

ثانيا :

قول الرجل لزوجته : إن فعلت كذا فأنت طالق ، أو إن لم تفعلي فأنت طالق ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وقوع هذا الطلاق عند حصول الشرط .

وذهب بعض أهل العلم - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره - إلى أن هذا التعليق فيه تفصيل ، يرجع إلى نية القائل ، فإن قصد ما يقصد باليمين وهو الحث على فعل شيء

أو المنع من فعل شيء ، أو التصديق أو التكذيب ، فإن هذا حكمه حكم اليمين ولا يقع به طلاق ويلزمه كفارة يمين عند الحنث .

وإن قصد بذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند حصول الشرط . وأمر نيته لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية ، فليحذر المسلم من التحايل على ربه ، ومن خداع نفسه .

وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن قال لزوجته : عليّ الطلاق تقومين معي ، ولم تقم معه . فهل يقع بذلك طلاق ؟

فأجابت : " إذا كنت لم تقصد إيقاع الطلاق وإنما أردت حثها على الذهاب معك ، فإنه لا يقع به طلاق

ويلزمك كفارة يمين في أصح قولي العلماء ، وإن كنت أردت به إيقاع الطلاق إذا هي لم تستجب لك وقع به عليها طلقة واحدة "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/86).

ثالثا :

ينبغي أن يُعلم أن أكثر حالات الطلاق إنما تصدر مع الغضب والضيق والانفعال ، لا مع الفرح والانشراح ، فكون الزوج طلق زوجته حال غضبه لا يعني عدم وقوع الطلاق

كما يظنه كثير من الناس ، إلا أن يكون الغضب قد بلغ به مبلغا ، فقد معه الشعور والإدراك ، بحيث صار لا يعي ما يقول ، فهذا لا يقع طلاقه باتفاق العلماء .

أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ إلى حد أن يفقده الشعور والإدراك ، ولكنه كان شديداً بحيث لا يملك الرجل نفسه ، ويشعر وكأنه يدفع إلى الطلاق دفعاً فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق .

وذهب بعضهم إلى أنه يمنع وقوع الطلاق ، وبه كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وهو الراجح إن شاء الله

وانظر بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل والقارئ خطورة التكلم بالطلاق ، في حال الغضب وغيره ، وأنه قد يهدم بيته ويضر نفسه وأهله بسبب عجلته وانفلات لسانه ، نسأل الله العفو والعافية .

فإن كان هذا الذي حلف على زوجته قد بلغ به الغضب إلى هذا الحد لم يقع طلاقه إن شاء الله تعالى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:42
حكم الطلاق في حالة الغضب

السؤال

امرأة مسلمة قال لها زوجها كثيرا وهو في حالة غضب شديد أنت طالق فما حكم ذلك خاصة وهم لديهم أطفال ؟.

الجواب

الحمد لله

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عمن تسيء إليه زوجته وتشتمه ، فطلقها في حال الغضب فأجاب :

(إذا كان الطلاق المذكور وقع منك في حالة شدة الغضب وغيبة الشعور

وأنك لم تدرك نفسك، ولم تضبط أعصابك، بسبب كلامها السيئ وسبها لك وشتائمها ونحو ذلك ، وأنك طلقت هذا الطلاق في حال شدة الغضب وغيبة الشعور

وهي معترفة بذلك ، أو لديك من يشهد بذلك من الشهود العدول ، فإنه لا يقع الطلاق ؛ لأن الأدلة الشرعية دلت على أن شدة الغضب – وإذا كان معها غيبة الشعور كان أعظم - لا يقع بها الطلاق .

ومن ذلك ما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : "لا طلاق ولا عتاق في إغلاق" .

قال جماعة من أهل العلم : الإغلاق : هو الإكراه أو الغضب ؛ يعنون بذلك الغضب الشديد ، فالغضبان قد أغلق عليه غضبه قصده ، فهو شبيه بالمعتوه والمجنون والسكران ، بسبب شدة الغضب

فلا يقع طلاقه . وإذا كان هذا مع تغيب الشعور وأنه لم يضبط ما يصدر منه بسبب شدة الغضب فإنه لا يقع الطلاق .

والغضبان له ثلاثة أحوال :

الحال الأولى : حال يتغيب معها الشعور، فهذا يلحق بالمجانين ، ولا يقع الطلاق عند جميع أهل العلم .

الحال الثانية : وهي إن اشتد به الغضب ، ولكن لم يفقد شعوره ، بل عنده شيء من الإحساس ، وشيء من العقل ، ولكن اشتد به الغضب حتى ألجأه إلى الطلاق ، وهذا النوع لا يقع به الطلاق أيضاً على الصحيح .

والحال الثالثة : أن يكون غضبه عاديا ليس بالشديد جدا ، بل عاديا كسائر الغضب الذي يقع من الناس ، فهو ليس بملجئ ، وهذا النوع يقع معه الطلاق عند الجميع )

انتهى من فتاوى الطلاق ص 19- 21، جمع: د. عبد الله الطيار، ومحمد الموسى.

وما ذكره الشيخ رحمه الله في الحالة الثانية هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ، وقد ألف ابن القيم في ذلك رسالة أسماها : إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان ، ومما جاء فيها :

( الغضب ثلاثة أقسام :

أحدها : أن يحصل للإنسان مبادئه وأوائله بحيث لا يتغير عليه عقله ولا ذهنه , ويعلم ما يقول , ويقصده ; فهذا لا إشكال في وقوع طلاقه وعتقه وصحة عقوده .

القسم الثاني : أن يبلغ به الغضب نهايته بحيث ينغلق عليه باب العلم والإرادة ; فلا يعلم ما يقول ولا يريده , فهذا لا يتوجه خلاف في عدم وقوع طلاقه ,

فإذا اشتد به الغضب حتى لم يعلم ما يقول فلا ريب أنه لا ينفذ شيء من أقواله في هذه الحالة , فإن أقوال المكلف إنما تنفذ مع علم القائل بصدورها منه ، ومعناها ، وإرادته للتكلم .

القسم الثالث : من توسط في الغضب بين المرتبتين , فتعدى مبادئه , ولم ينته إلى آخره بحيث صار كالمجنون ,

فهذا موضع الخلاف , ومحل النظر , والأدلة الشرعية تدل على عدم نفوذ طلاقه وعتقه وعقوده التي يعتبر فيها الاختيار والرضا , وهو فرع من الإغلاق

كما فسره به الأئمة) انتهى بتصرف يسير نقلا عن : مطالب أولي النهى 5/323 ، ونحوه في زاد المعاد مختصرا 5/215 ، وينظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (29/ 18).

وعلى الزوج أن يتقي الله تعالى ، وأن يتجنب استعمال لفظ الطلاق ، حتى لا يفضي ذلك إلى خراب بيته وانهيار أسرته .

كما أننا نوصي الزوج والزوجة معاً بأن يتقيا الله في تنفيذ حدوده وأن يكون هناك نظر بتجرّد إلى ما وقع من الزوج تجاه زوجته هل هو من الغضب المعتاد الذي لا يمكن أن يكون الطلاق عادة إلا بسببه

وهو الدرجة الثالثة التي يقع فيها الطلاق باتفاق العلماء وأن يحتاطا لأمر دينهما بحيث لا يكون النظر إلى وجود أولاد بينكما باعثاً على تصوير الغضب بما يجعل المفتي يفتي بوقوعه ـ مع علم الطرفين أنه أقلّ من ذلك ـ.

وعليه فإن وجود أولاد بين الزوجين ينبغي أن يكون دافعاً لهما للابتعاد عن استعمال ألفاظ الطلاق والتهوّر فيها ، لا أن يكون دافعاً للتحايل على الحكم الشرعيّ بعد إيقاع الطلاق والبحث عن مخارج وتتبّع رخص الفقهاء في ذلك .

نسأل الله أن يرزقنا جميعاً البصيرة في دينه وتعظيم شعائره وشرائعه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:45
خطبها شخص ينوي ترك العيش في الغرب ، فهل تغادر معه أو تبقى في خدمة والدتها ؟

السؤال

عرفت أنه لا يباح العيش في بلاد الكفر ، وتقدم لي شخص يرغب في الهجرة من بلاد الكفر والعيش في بلد إسلامي ، فبدأت أمي بالبكاء عندما علمت بذلك ، وإذا شرحت لها أنه من الخطأ أن نعيش في تلك الدولة الكافرة لا توافقني

أعلم أنه يجب على طاعة والدتي ، وكذلك إدخال السرور عليها .

سؤالي: هل يجوز لي السفر مع زوجي إلى بلد إسلامي حتى وإن عارضت أمّي ذلك وأرادت لي البقاء والعيش معها في دولة كافرة ؟

إنها تعاني من مشاكل في ظهرها وليس لها ابنة غيري لتعتني بها . فهل أغادر مع زوجي ، أم أبقى إلى جوارها ؟

الجواب

الحمد لله

بر الوالدين فرض على المسلم والطاعة لهما في المعروف واجبة أيضاَ , وكذلك أمر الشارع بطاعة الزوج في المعروف ، وجعل طاعته أولى من طاعة الوالدين

فإذا سافر الزوج وأراد اصطحاب زوجته وجب عليها مرافقته والانتقال معه ، ما دام سيوفر لها الحياة المناسبة ، ولا ضرر عليها في هذا السفر .

قال الإمام مالك رحمه الله :

" وللزوج أن يظعن [ أي : يسافر ] بزوجته من بلد إلى بلد وإن كرهت ، وينفق عليها " .

انتهى من "تهذيب المدونة" (1/421) .

وقال ابن قدامة في "المغني" (8/181) :

"تَسْتَحِقُّ الْمَرْأَة النَّفَقَةَ عَلَى زَوْجِهَا بِشَرْطَيْنِ :

أَحَدُهُمَا : أَنْ تَكُونَ كَبِيرَةً يُمْكِنُ وَطْؤُهَا .

الشَّرْطُ الثَّانِي : أَنْ تَبْذُلَ التَّمْكِينَ التَّامَّ مِنْ نَفْسِهَا لِزَوْجِهَا , فَأَمَّا إنْ مَنَعَتْ نَفْسَهَا أَوْ مَنَعَهَا أَوْلِيَاؤُهَا

, فَلَا نَفَقَةَ لَهَا , وَإِنْ أَقَامَا زَمَنًا , فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ عَائِشَةَ وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ بَعْدَ سَنَتَيْنِ , وَلَمْ يُنْفِقْ إلَّا بَعْدَ دُخُولِهِ , وَلَمْ يَلْتَزِمْ نَفَقَتَهَا لِمَا مَضَى .

وَلِأَنَّ النَّفَقَةَ تَجِبُ فِي مُقَابَلَةِ التَّمْكِينِ الْمُسْتَحَقِّ بِعَقْدِ النِّكَاحِ , فَإِذَا وُجِدَ اسْتَحَقَّتْ , وَإِذَا فُقِدَ لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا .

وَلَوْ بَذَلَتْ تَسْلِيمًا غَيْرَ تَامٍّ , بِأَنْ تَقُولَ : أُسَلِّمُ إلَيْك نَفْسِي فِي مَنْزِلِي دُونَ غَيْرِهِ ، أَوْ فِي الْمَوْضِعِ الْفُلَانِيِّ دُونَ غَيْرِهِ ، لَمْ تَسْتَحِقَّ شَيْئًا , إلَّا أَنْ تَكُونَ قَدْ اشْتَرَطَتْ ذَلِكَ فِي الْعَقْدِ ;

لِأَنَّهَا لَمْ تَبْذُلْ التَّسْلِيمَ الْوَاجِبَ بِالْعَقْدِ , فَلَمْ تَسْتَحِقَّ النَّفَقَةَ " انتهى باختصار .

ويتأكد هذا الحق للزوج ، إذا كان قد اشترط ذلك في عقد النكاح ، أو قبله ، ووافقت المرأة وأولياؤها عليه .

فيجب على المرأة طاعة زوجها بالسفر معه ، والاستقرار معه في البلد التي فيها معاشه ، مادام أنها تعيش بها حياة كريمة ، مع الاعتذار للوالدة برفق , والاجتهاد في برها ، وصلتها ، بما تقدر عليه .

وهذا كله ، فيما إذا كان الزواج قد تم فعلا ، وبنى بها ، أو عقد عليها .

لكن إن كان ذلك مجرد اشتراط في فترة الخطبة ؛ فينظر في الأمر : فإن كانت الوالدة تحتاج إلى قربك ، والسكنى معها في نفس مكان إقامتها ، وتتضرر بسفرك عنها

: فنرى ألا تفارقي أمك ، وأن تمكثي بقربها ، وتتزوجي حيث تقيم أمك ، ما دمتم تقدرون على إظهار شعائر دينكم ، وتأمنون على أنفسكم من الفتنة ، في البلد الذي تقيمون فيه .

نسأل الله تعالى أن ييسر لكم أمركم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-06, 15:57
فشلت في حل مشاكلها مع زوجها بسبب شكوكه وعدم تقبله للنصيحة ، فهل الطلاق هو الحل؟

السؤال

أنا فتاة متزوجة منذ عام ونصف ، عن قناعة وحب وليس زواج تقليدي ، بدأت أشعر بالمشاكل النفسية والتي دفعتني للكتابة إليكم بعد 6 أشهر من الزواج ، ملخصها أنني أشعر

بالفشل في حياتنا الزوجية بسبب عدم القدرة على التفاهم والحوار بيننا ، وإيجاد الوسيلة المثلى لمواجهة المشاكل ، وحلها ، وإدارة حياتنا باستقرار، وذلك برغم عدم وجود اختلافات جوهرية

بيننا في مستوى التعليم أو الثقافة أو حتى الطباع والسلوكيات بصورة عامة ، ولكن سأحاول ذكر أسباب الفشل في النقاط التالية

مع العلم بأنني أحب زوجي جدا، وهو إنسان طيب وحنون وكريم ولا غبار على أخلاقياته : 1. زوجي متطرف جدا في التفكير تجاه المواقف الحياتية اليومية

ولا يملك أي ليونة ويسر في التعامل مع المواقف ، وردود أفعاله تتسم بالقسوة والانحراف .

والأمثلة كالتالي: - كنا معتادين على مقابلة أصدقائه ليجالسهم وأنا أجالس زوجاتهم ، مما خلق روح طيبة بين الجميع وحياة اجتماعية جيدة للغاية

وفي إحدى المرات كان بيننا خلاف أنا وزوجي وكنا ليلة عيد الأضحى ، وطلب زوجات أصدقائه السهر معي في منزلنا ، أبلغته ووافق

ولكن وبدون سبب تملكه شك أنني كنت أروي المشكلة التي كانت بيني وبينه لهم ، ومن وقتها قطع جميع الاتصالات بيني وبينهم وتغير أسلوب حياتنا بالكامل

وساء ظنون أصدقائنا بنا، وكل هذا بسبب شك ليس له أساس من الصحة ولا أي دليل ، وحين حاولت التحاور معه أكثر من مرة لم يستجيب أو يقتنع ، مع العلم بأنني لا يهمني إطلاقا إعادة التواصل معهم

ولكن أذكر ذلك كمثال فقط . - حدثت مشكلة بسيطة مع حارس البناية بسبب مواقف السيارات ومثلها مع صاحب المصبغة أسفل منزلنا وكذلك مع محل للأسماك ، وكانت ردود أفعالة متشابهة

معهم وهي النفور التام والمقاطعة والتعامل بجفاء وعنف ، وعندما تغير الحارس طلبت منه أن نخلق علاقة جيدة معه ونرسل له طعام وغيره ولكنه فاجئني برده "لا نخليه يخاف مننا أحسن"

! . 2. عنده شك دائم ومستمر من ناحيتي منذ شكه في أنني أفشيت أسرارنا لزوجات أصدقائه المرة الأولى "والتي أكرر لا يملك أي دليل عليها ولم تحدث إطلاقا"

وفي كل تصرف وفي كل همسة أضطر دائما لإيجاد الدلائل له على صدق كلامي والحلفان المستمر حتى يصدقني ، ومع ذلك لا يصدقني ، دائما عنده شعور أنني أكذب عليه ، وأخفي أشياء

وأبوح بأسرار ، وأتحدث مع ناس لا يرغب في التعامل معهم ، وأفعل تصرفات بدون علمه هو يرفضها ، دائما يتجسس على هاتفي ومحادثاتي ، وفي كل مشكلة يختمها ب

قوله :"لا تنسي أن تخبري أصدقائك ومن ثم تمسحي أرقامهم حتى لا أعلم " !!! ، شك دائم ومستمر وبدون أي أدلة ، يقتلني ويدمر أعصابي ويضغط عليا نفسيا، مما دفعني للعزلة

والبعد حتى عن الكثير من أصدقائي حتى أتجنب شكه الدائم ، وحاولت التحدث معه وتوصيل شعوري له ، وأنني لن أتقبل الشك مرة أخرى ، ولكن لا يتغير أبدا ، حتى أنه في جميع طلباته يختمها بقوله :

" أظن كلامي واضح "!! للترهيب في حالة عدم الاستجابة أو فعل شيء لا يرغبه ، ونتيجة هذا الشك فقد قطع كل صلة لي بعالمه ليس فقط أصدقائه

ولكن حتى أهله ، يبعدني عن التواصل المستمر والقرب منهم مما تسبب أيضا في حالة من الجفاء بيننا بسببه ، كأنه يرغب بعزلي تماما عن الناس لضمان عدم إفشاء أسراره !! وكل ذلك بدون دليل

. 3. زوجي غير مقتنع أساسا بفكرة وجود مشاكل في الحياة الزوجية ، بمعنى أنه على قناعة أنه حتى الاختلافات الصغيرة في الرأي يمكن تجنبها

وهذا مستحيل لأنه طالما هناك حياة وتعامل واختلاف في الطباع والآراء وسوء الفهم أو التواصل كل ذلك ممكن يؤدي لحدوث اختلافات

ولكن المهم من وجهة نظري هو كيفية التعامل معها باعتدال وهدوء ، وعدم إعطائها أكبر من حجمها ، وعدم التطرف في مواجهتها مثل "قطع العلاقات

البعد المستمر والهروب من المواجهة ، تحميل الأطراف الأخرى الذنب ، حتى نتمكن من حلها وضمان عدم تكرارها، زوجي لا يملك القدرة نهائيا على مواجهة المشاكل وحلها، ودائما يبتعد

عني لمدة تتجاوز الشهر في حالة حدوث مشكلة بسيطة ، ويرفض محاولاتي للحديث معه تماما، يذكرني بالشخص الذي كلما صادفته صخرة في طريقه ، بدلا من أن يتجاوزها

أو يزيحها ويستمر في طريقه ، فإنه يغير مسار حياته بالكامل على أمل أن لا يواجهها مرة أخرى . 4. اقتناعه بأنه ومن منطلق أنه لا يحب المشاكل ولا يسعى إليها فهو إنسان لا يخطئ أبدا

ويتصرف دائما بحسن نية ، والطرف الأخر هو المتسبب في المشكلة ؛ لأنه أساء الظن في تصرفاته ، بمعنى أنه دائما يحملني أنا ذنب أي مشكلة

ولا يعترف نهائيا بأخطائه بل أنا السبب لأنني لم أفهمه . وهل هذا منطق ؟ هل يوجد إنسان كامل لا يخطئ أبدا وكل تصرفاته مبررة ؟ ولو قمت أنا بنفس التصرف يقول

: إنني مخطئة ، وأسأت إليه و .. ، مع العلم بأنني تصرفت بنفس حسن النية الذي تصرفه هو. لماذا يتنصل دائما من تحمل مسئولية أخطائه ؟

لماذا يبيح لنفسه التصرف تحت مسمى حسن النية ويحرمه على الآخرين ؟

5. عدم تقبله النصح من أي طرف حتى أهله ، مما يعني أنني لا يمكن أن أدخل أي طرف بيننا لتوصيل وجهة نظري ، مما يحجمني عن محاولة حل المشاكل بيننا ؛ لأنه لا يقتنع بكلامي ويرفض

أساسا التعامل معي لمدة تتجاوز الشهر ، ولا يقبل أيضا تدخل طرف أخر. للعلم ، فإن زوجي في بيت أهله العديد من المشاكل ، مما أظن هو السبب في خوفه الدائم من المشاكل وعدم تقبلها

وإن كان يبعدني تماما عنها ، ولا يحاول أن يظهر تلك الصورة الحقيقية لأهله لي وأنا أعلم دائما بالصدفة ، مما أيضا يشكل ضغط دائم ومستمر عليه وعلى لرغبته في رسم صورة مثالية غير حقيقة لمنزل أهله .

لقد تعبت تماما من الحياة بهذا الشكل ، عدم تقبل المشاكل والقدرة على التعامل معها ، والشك دائم جعلني في حالة خوف مستمرة ، دائما أخاف أن أخطئ بكلمة أو همسة أو تصرف فتحدث مشكلة

أعاني من أثارها على مدى أسابيع كالعادة ، أخاف حتى في الحديث معه ، على قدر ما هو إنسان حنون وطيب وكريم إلا أنه متطرف جدا في التعامل عند الغضب أو المشاكل

وأرجوكم لا تنصحوني بمحاولة تجنبها ؛ لأنه من غير المنطقي أن لا تحدث مشكلة واحدة صغيرة على مدى حياتنا الزوجية ! أنا أيضا بشر ومن الممكن أن أتضايق من تصرفاته وأغضب من أي موقف

. ولكن ألا يحق لي الشكوى لمجرد تجنب مشكلة لا يستطيع هو مواجهتها ؟

وإن حتى فقدت أعصابي وأخطأت فهو نتيجة الخوف الدائم والضغط المستمر . ألا يحق لي أن يحتويني كما حاولت أن أحتويه دائما ؟ أليس حراما أن نقضي نصف عمرنا في البعد بسبب تجنب مواجهة المشاكل بدل حلها ؟

أرغب في الانفصال ؛ لأنني فشلت وتعبت وأعصابي دائما منهارة ، أصبحت في منتهى العصبية مع كل من حولي ، أشعر بالاختناق الدائم ، وعدم الأمان

برغم حبي الشديد له إلا أنني لا أرغب في استمرار الحياة معه

أشعر بالعجز ، ولأنني يحق لي أن أشعر بأنني إنسانة طبيعية ولست ملاكا كما هو متوقع مني أن أكون ، وإن كنت ملاكا، فيحق لي أن أعيش مع ملاك وليس إنسان . أرجوكم أفيدوني هل الانفصال هو الحل ؟

الجواب

الحمد لله

عام ونصف من الزواج ؛ وتظنين أنك قد استفرغت الجهد في البحث عن حل لمشاكلك الزوجية؟ إنها مدة غير كافية للخروج برؤية متكاملة

والحكم على فشل زواجك وفشلك في التغيير، فما زالت خبراتك الحياتية قيد التطوير ، وما زلت بصدد تعلم : كيف تواجهين مشاكل الحياة الزوجية .

أيتها الفاضلة ، لو أن كل امرأة وقفت منهارة أمام المشاكل الزوجية ، ورفعت الراية البيضاء منذ البداية ، ووجدت الحل في الانفصال ، لكانت أكثر نساء العالم مطلقات

فمن منهن قد تزوجت برجل يطابقها تماما : في كل الصفات ، وكل الحركات ، وكل السكنات ؟ ومَنْ مِنَ الأزواج لم يلاق قط عقبات خاصة في بداية الزواج ؟

السنتان الأوليان من عمر الحياة الزوجية مرحلة أولية للتعرف على طبائع الآخر ، ومحاولة متجددة لتفهم نفسانية من نعاشر ، وردود أفعاله ، وما يغضبه وما يفرحه

وهي حجر الأساس في علاقة زوجية هانئة مبنية على الود والتفاهم ، أو على أقل تقدير : حياة محتملة بقدر معقول ، لا يتعذر على كل طرف فيها أن يؤدي رسالته في الحياة ، ويقوم بواجبه نحو صاحبه .

ولعل في حالتك - أختنا الكريمة - ما يسهل عليك ذلك ، فعاطفتك تجاه زوجك كفيلة بأن تجعلك تحاولين وتحاولين ، إلى حين الوصول لكسبه ، ولتجاوز العقبات .

وفيما يلي بعض النصائح بخصوص ما تم عرضه من استشكالات:

1- ما أوردته من عنف وردة فعل عنيفة تجاه حارس العمارة وغيره

قد يكون من وجهة نظرك الأنثوية عنفا ، ومن وجهة نظره الرجولية : حزما وحسما في المواقف . ثم إن من لدغه الثعبان يوما يخشى دوما الاقتراب من الحبل

فلعل تجربته في الحياة أملت عليه ذلك التعامل مع الحارس وغيره ، واعتاد على التعامل لمدة طويلة بمنطق العنف والجفاء ، قد يكون فعلا مخطئا ، ومن حقك أن تنبهيه

لكن لا تنتظري –بين عشية وضحاها – أن يتغير ، ولا تفترضي أنه سيقتنع بكلامك ، خاصة إن لم تنتقي كلماتك ، وتتخيري ألفاظك لنصحه بشكل غير مباشر

فنصيحة المرأة لزوجها يجب أن تتسم بالذكاء ، وإلا لفهم منها أنها تفرض عليه وصايتها ، فتأتي النتائج ضد المراد ، واحمدي الله أن هذا العنف والجفاء لا يطالك أنت ، بل هو لأناس غرباء عنكم .

2- شكه في أنك قد أفشيت أسرارك لصديقاتك : قد يكون مبنيا على موقف أسأت فيه التقدير

فكنت المسؤولة بشكل غير مباشر في زرع الشك عنده تجاهك ، وقد يكون سبب ذلك طبيعته الشكاكة الموسوسة ، فاحرصي على الابتعاد عن كل ما يثير شكه ووسوسته

وإن استفحل الأمر ، فانصحيه بطريقة لبقة : بأن يعرض نفسه على طبيب نفساني ، فقد يكون السبب في ذلك اضطراب عنده ، يحتاج إلى نوع من العلاج .

3- من خلال حديثك عن تعاملكما مع المشاكل ، يتبين أن هناك اختلافا في طباعكما ، وفي طريقتكما في رؤية الأشياء ، وهذا أمر وارد ، وكثير أيضا ، ومن الممكن احتماله

والتعايش معه ؛ ما دام لم يصل للتنافر ؛ فأنت ـ عادة ـ ما ترين الأمور بنظارتك الأنثوية

وهو يراها برجولته ، ربما تكونين أكثر عمقا في إدراكك للأمور ، وحكمك عليها ، ويكون هو أكثر سطحية . ربما تكون شخصيتك تحليلية انتقادية ، وهو شخصيته تجاوزية .

كل هذا من اختلاف الطباع ، ولا يفترض أن يكون هناك تطابق تام بينكما ، بل الاختلاف سنة كونية ، والعاقلة من تستوعب ذلك الاختلاف

في حدود ما لا يمس جوهر الحياة الزوجية ، أو يتعذر معه معاشرة كل منكما لصاحبه بالمعروف ، كما أمر الله .

4- ربما كثرة تدقيقك وإحصائك هفواته تشعره بأنه محاصر

ولو كنت على حق ، فيؤدي به ذلك إلى إسقاط أخطائه عليك ، فحاولي عدم التدقيق معه وعدم محاصرته بأخطائه ، فقليل من التجاوز والتلطف لا يضر ؛ بل ينفعكما كثيرا في استمرار المعاشرة والمعايشة بينكما .

5- توصيفك لما يدور ببيت أهله من مشاكل ، ومن أنه قد يكون ذلك السبب في عدم تقبله أن يكون لديه مشاكل معه : قد يكون صحيحا

فاعملي أيتها الفاضلة على أن تبتعدي عن كل ما يحيي في نفسه تلك العقدة – إن كانت – ويؤججها، ولا ننصحك في حالتك هذه بتوسيط عائلته في فك نزاعكما

بل اعملي على أن يبقى الأمر بينكما ، فليست هذه من المشاكل التي تستدعي تدخلا من ثالث ، بالإضافة إلى أنك تعلمين الآن سبب تركيزه على عدم إفشاء أسراركما

وغضبه أشد الغضب من ذلك ، فاعملي على أن تبقى مشاكلك وأسرارك بينكما فقط ، والأيام كفيلة بجعله بتغير ، ومساعدتكما على تجاوز مثل هذه المنغصات .

أختنا الكريمة

إن من السهل أن تقولي : إنك غير قادرة على الاستمرار ، وإنك تودين الانفصال عن زوجك ، فقط اجلسي مع نفسك واسأليها في حالة صفاء

فستجيبك بأنك لن تكوني أحسن حالا في بعده ، وسوف يكون عيشك أشد قسوة

وأكثر تنغيصا ، سوف تعيشين مرارة امرأة مطلقة ، ليس من اليسير أن تجد الخيارات المناسبة ، بل ربما تقبل بعد ذلك بما : يمشي الحال ، والسلام !!

وأما قسوة المعاناة المجتمعية : فاسألي عنها المطلقات ، والعوانس ، في مجتمعات نقص فيها قدر كبير من المودة والشفقة ، والأخلاق الكريمة ، والتكافل ، وتفهم طبيعة الأمور .

حبك له يستدعي تضحية وبذلا إلى حين تفهمك نفسياته وحاجاته ، فلا تيأسي من الحوار ، وساعديه على أن يفهمك ، ويفهم ما يزعجك منه ، وما يقف حاجزا دون إحساسك بالاستقرار والأمان .

هو أمر شاق بالتأكيد ، فالتعامل مع الطباع من أصعب المشكلات التي تواجه الأزواج ،لأننا نكون في انتظار تغير شيء ليس بأيدينا نحن

إنما هو بيد الآخر ، ولا ضمان لنا في التغيير إلا أن يكون الآخر مستعدا راغبا في التغيير

معترفا بالتقصير وبالخطأ ، وليس من السهل الوصول إلى إقناعه إلا بتوفيق من الله ومدده ، لكن لا شيء مستحيل مع الإصرار وتكرار المحاولة بعد التوكل على الله والاستعانة به تعالى

فاستهدي بربك ، وأكثري من الاستغفار والأذكار، واستعيني به سبحانه ، وألحي عليه في سجودك أن ييسر لك زوجك وأن يقر به عينك وأن يجمع بينكما فيما يحبه ويرضاه .

إننا نقول لك : إن قرار الانفصال : هو أمر سابق لأوانه كثيرا ، ومن الممكن تجاوزه ، بشي من الصبر ، والمحاولة .

وانظري للفائدة جواب السؤالين القادمين

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

chakib10
2019-01-06, 17:53
ياخويا بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز *مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب😘

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 17:44
ياخويا بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز *مني أجمل التحيات وكل التوفيق لك يا رب😘

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 17:47
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


زوجها عصبي بماذا تدعو له

السؤال

تزوجت أختي وبعد زواجها بفترة أصبح زوجها عصبياً جدا حتى وصل إلى درجة العنف فهل هناك دعاء أو سورة يمكن أن تقرأه حتى تنقذ زواجها وتعود حياتها كما كانت ؟

الجواب

الحمد لله

ليس هناك سورة مخصوصة تتلى أو دعاء مخصوص للحالة المذكورة

ولكن يمكن أن تدعو هذه الزوجة لزوجها بما يفتح الله عليها ، كأن تقول : اللهم أذهب عنه الغضب

اللهم اجعله حليماً ، اللهم أنزل عليه السكينة ، وتناشد ربها بأسمائه الحسنى وتتضرّع إليه لتجتهد في تحري أوقات الإجابة كثلث الليل الأخير

وآخر ساعة من يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، وفي السجود في الصلاة ونحو ذلك

نسأل الله أن يُصلح حالهما ، وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 17:53
كيف تتصرف مع زوجها الذي يشك فيها ؟

السؤال

أنا متزوجة منذ أكثر من عشرين عاماً ، ومؤخراً بدأ زوجي يشك فيَّ بطريقة جنونية وبدون سبب ، فأصبح يتنصت على مكالماتي ، ويتفحص جوالي ورسائلي

ويتبعني من مكان لآخر ، ويصرخ في وجهي دون أي سبب ، بل بلغ به الحد أن يضع مسجلاً صوتيّاً في سيارتي لتسجيل ما أقول ، فلا أدري إن كان هذا أمراً طبيعيّاً أم إنه أصيب بمكروه ؟!

لقد نصحته بالذهاب إلى الطبيب ولكنه رفض ، فما نصيحتكم ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

إذا بلغ الشك بين الزوجين إلى الحال التي تصفينها ، فإن ذلك من أعظم أسباب انحراف الحياة الزوجية عن سبيل السكن والمودة والرحمة

إلى جحيم الظنون والهواجس والمتاعب ، وغالبا ما يؤدي ذلك إلى هدم البيت من أصله
.
ولهذا نقول : لا يحل للزوج أن يشك في تصرفات وأفعال وأخلاق زوجته بما يسيء لها في شرفها وعرضها من غير أدلة يقينية أو أمارات ظاهرة

والواجب عليه أن يتقي الله تعالى وأن يحكم بالعدل وأن يحذر من مخالفة الشرع في وجوب اجتناب ظن السوء ولو قلَّ ، وهذا الظن السيء قد يقوده إلى أفعال محرمة كالتجسس والقذف

وكل تلك المنهيات ثابتة في الشرع بأوضح عبارة وأوجزها وأبلغها ، قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم وَلا تَجَسَّسُوا ) الحجرات/ 12

وقال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/ 23 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - :

" نهى الله تعالى عن كثير من الظن السوء بالمؤمنين ؛ فـ ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) وذلك كالظن الخالي من الحقيقة ، والقرينة ، وكظن السوء الذي يقترن به كثير من الأقوال

والأفعال المحرمة ، فإن بقاء ظن السوء بالقلب لا يقتصر صاحبه على مجرد ذلك ، بل لا يزال به حتى يقول ما لا ينبغي ، ويفعل ما لا ينبغي ، وفي ذلك أيضاً : إساءة الظن بالمسلم ، وبغضه ، وعداوته المأمور بخلاف ذلك منه .

( وَلا تَجَسَّسُوا ) أي : لا تفتشوا عن عورات المسلمين ، ولا تتبعوها ، واتركوا المسلم على حاله ، واستعملوا التغافل عن أحواله التي إذا فتشت : ظهر منها ما لا ينبغي "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 801 ) .

فالواجب على الزوج أن يقطع شكَّه ووسوسة الشيطان له تجاه زوجته بدفعه والتخلص منه بما يعلمه من صلاحها وعفتها ومحافظتها على شعائر دينها ، ويمكنه أن يواجهها بسبب ما يقع في قلبه من شك وريبة

فلعلَّه أن يزول بكلمة أو توضيح لموقف منها ، وما أكثر ما يكون الظلم للآخرين بخطأ التحليل وسوء التقدير مع الجهل بأحكام الشرع الحنيف ، ولنتأمل ما حصل من صحابي جليل عرَّض بامرأته بأمارة ضعيفة

ولنتأمل كيف أنه راجع في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستسلم للوساوس والشكوك

وأخيراً كيف كانت تلك المشاورة والمراجعة مفيدة في نقاء قلبه وصلاح أسرته بأن زال ما في قلبه من الشك ، وهي حادثة عظيمة ينبغي أن تكون درساً بليغاً لأصحاب الشكوك والوساوس .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ لِي غُلَامٌ أَسْوَدُ فَقَالَ :

( هَلْ لَكَ مِنْ إِبِلٍ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ ( مَا أَلْوَانُهَا ) قَالَ : حُمْرٌ ، قَالَ ( هَلْ فِيهَا مِنْ أَوْرَقَ ) قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ ( فَأَنَّى ذَلِكَ ) قَالَ : لَعَلَّهُ نَزَعَهُ عِرْقٌ قَالَ ( فَلَعَلَّ ابْنَكَ هَذَا نَزَعَهُ ) .

رواه البخاري ( 4999 ) ومسلم ( 1500 ) .

الأوْرق : السواد غير الحالك .

لقد شك هذا الرجل في امرأته ؛ لأنه رأى ابنه منها أسود اللون ، على غير لون أبيه

فأرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن عوامل الوراثة لا تقتصر فقط على ملامح الأبوين القريبين ؛ بل ربما امتدت فأخذت من الأصل البعيد ، وخالفت الوالد القريب .

قال أبو العباس القسطلاني – رحمه الله - :

" وفائدة الحديث : المنع عن نفي الولد بمجرد الأمارات الضعيفة ، بل لا بد من تحقق ، كأن رآها تزني ، أو ظهور دليل قويّ ، كأن لم يكن وطئها أو أتت بولد قبل ستة أشهر من مبدأ وطئها أو لأكثر من أربع سنين "

انتهى من " إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري " ( 8 / 173 ) .

فالوصية للزوج : أن يتقي الله تعالى ، وأن يستعيذ به من الشيطان الرجيم

وعليه أن لا يلتفت لما يقذفه الشيطان من وساوس في قلبه ، وعليه إما أن يمسك زوجته بالمعروف أو يسرحها بإحسان ، ومن ازدادت عليه الوساوس والشكوك فليراجع طبيباً نفسيّاً موثوقاً به فهو أفضل .

سئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

ما الحكم فيمن يشك في براءة زوجته من خيانته ، هل يطبق عليه حكم القذف ، وإن كان قد تأكد من براءتها وندم على سوء ظنه بها : فماذا عليه أن يفعل ؟ .

فأجاب : " مجرد الشك والوسواس من غير أن يتلفظ الإنسان بشيء : هذا لا يسمى قذفًا ، ولكن على الإنسان أن يبعد عن نفسه الشكوك والوساوس ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان

والأصل في المسلمة العدالة ، والأصل في المسلمة الأمانة ، فمجرد الشكوك والأوهام والوساوس : هذه من الشيطان ، فعليه أن يستعيذ بالله من ذلك ، ولا يعتبر هذا قذفًا ، إنما القذف لو تلفظ ورماها بالزنى صريحاً

فهذا هو القذف ، أما مجرد الشكوك والوساوس : فهذه عليه أن يتركها وأن يرفضها وأن يستعيذ بالله منها "

انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 2 / 730 ).

ثانياً:

أما أنتِ - أختنا السائلة – فاعلمي أن شك الأزواج بزوجاتهم له أسبابه الكثيرة وليس الأمر محصوراً فيما تفعله الزوجة أو تقوله مما يجعله يشك فيها ، ومن تلك الأسباب :

أ. أحلام يراها في منامه أن زوجته تزني ! .

ب. وجود علاقات محرَّمة له قبل الزواج مما يجعله يشك بعموم النساء .

ج. كثرة قراءته وسماعه لقصص الخيانات الزوجية .

د. إصابته بأمراض نفسية ومن أعظمها الوسواس القهري .

هـ. تدخل شياطين الإنس في حياته بكلام السوء لإفساد حياته الزوجية

والذي ننصحك به هنا أمور :

1. الصبر على أذى الزوج.

2. أن تلاطفيه في الإنكار عليه وأن لا تقابلي الشك بالشدة والعنف
.
3. الدعاء له بأن يهديه ربُّه تعالى ويصلح حاله وقلبه .

4. بُعدكِ عن مواضع الاتهام ، كالحديث بالجوال بعيداً عنه بما يُدخل الشك في قلبه

وهو – أي الجوال – أكثر وسيلة لإفساد الناس ، فلك أن تمنعيه من التنصت على المكالمات لكن لا تبتعدي عنه حين تكلمين إحدى صديقاتك - مثلاً -

ولا تطلعيه على الرسائل الخاصة وفي الوقت نفسه لا تغلقي الجوال بالكلية عليه فيشعر أن هناك ما تخفيه عليه منها ، ولو تخلصتِ من الجوال بالكلية فهو أفضل ؛ ليطمئن قلبه ولتثبتي له أنكِ تريدين الخير له ولأسرتك .

5. رفع التهمة عنكِ إذا حصل ما يمكن أن يُفهم منه ريبة ، فتخبرينه –

مثلاً - باسم المرأة التي زارتك وابنة من تكون ؛ حتى لا يقع في قلبه ما يجعل الريبة تدخل فيه ، ورفع التهمة عن النفس ليس مما يُعاب به المرء ، وكيف يكون ذلك كذلك وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم ؟! .

عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ لِأَنْقَلِبَ فَقَامَ مَعِيَ لِيَقْلِبَنِي وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي

ارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ) فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ

قَالَ ( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَرًّا - أَوْ قَالَ شَيْئًا - ) .

رواه البخاري ( 3107 ) ومسلم ( 2175 ) .

قال النووي - رحمه الله - :

" وفيه : استحباب التحرز من التعرض لسوء ظن الناس في الإنسان ، وطلب السلامة ، والاعتذار بالأعذار الصحيحة ، وأنه متى فعل ما قد ينكر ظاهره مما هو حق ، وقد يخفى أن يبين حاله ليدفع ظن السوء "

انتهى من " شرح مسلم " ( 14 / 156 ، 157 ) .

6. توسيط العقلاء من أهلك أو أهله أو منهما جميعاً لإيقافه عن شكوكه ونصحه ووعظه وإعلامه بعواقب ما يفعل دنيا وأخرى .

7. وفي حال استمرار زوجك على شكوكه ووساوسه وعدم قدرتك على الصبر على أذيته لكِ ؛ فإن ذلك مما يبيح لك فراقه ؛ فمن أعظم البأس والشدة التي تحياها المرأة مع زوجها : ما تصفينه من الشك فيك .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 17:58
خطبها قريبها وفيه كل صفات الزوج المناسب وتشعر بأنها لا تحبه، وتريد النصيحة

السؤال

إنني فتاة في الـ19 من عمري , وأنا الآن أدرس في السنة الاولى من المرحلة الجامعية , عندما كنت في الثانوية العامة تقدم لخطبتي ابن خالتي , وهو شاب يملك جميع المميزات التي تغري أي فتاة , أدب وأخلاق ووسامة ودين ... الخ .

ولكنني وبكل صدق لا أميل له كثيرا , بل دائما ما يخالجني شعور قوي بأنني لا أحبه ، وأنني سأقابل شخصا آخر , وحاولت كثيرا أن أجاريه ، وأن استمع إليه ( خصوصا وأنه يكلمني كل يوم )

ولا ألبث أن أشعر بميل بسيط ، حتى أنزعج مرة أخرى , أرد عليه وأنا لا رغبة لي في ذلك , يجاملني بكلام ، وأنا أنافق في الرد , أتكلم لمجرد الكلام بدون مشاعر أو أحاسيس تجاهه . بقيت على هذه الحالة حتى الآن

, ولكن مشاعر الرفض ازدادت عليَّ هذه الفترة بشدة , أصبحت لا أنام , ولا أريد الاختلاط بأحد , ومنطوية , ودائمة البكاء , من أكبر المشكلات في موضوعي هذا :

هو أنني لا أستطيع أن أرفض بتاتا ، سوف تكون كارثة مأساوية على العائلة , وسوف ينتقدني الجميع ، خصوصا وأنه بنظرهم شاب لا يرفض ، بل الكل يتمناه ويريده ,

أخبرت أمي و أبي بالموضوع ونصحوني بالاستخارة ,

صليت كثيرا ولكن الموضوع بدأ يتأزم أكثر فأكثر ، فالظروف والعلامات : أنه لا مجال لفض الموضوع من طرفه هو. أرجوكم ، انصحوني فوالله لقد وصلت بي الحال إلى ما لا يرضاه أحد .

الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة
.
قرأنا رسالتك وأعدنا قراءتها ، فلم نجد سوى حيرة غير مبررة أمام شاب قد جمع من المواصفات ما يجعل أية فتاة مكانك تقبل من غير تردد : دين وخلق وأدب ووسامة ومن أسرة معروفة حيث إنه ابن خالتك ..

. ويا ليتك في المقابل أشرت إلى نقطة واحدة مقنعة تكون الفيصل لمساعدتك في اتخاذك قرارك النهائي في فسخ الخطبة ، وهذا ما لم يحصل في رسالتك ، بل كان كل دافعك في الرفض مبينا في عبارتك

: " ولكنني وبكل صدق لا أميل له كثيرا , بل دائما ما يخالجني شعور قوي بأنني لا أحبه وأنني سأقابل شخصا آخر"
نعم ، هناك قدر من الحيرة الطبيعية التي تصيب الإنسان عادة

عند اتخاذ القرارات المصيرية في الحياة ، لكنك وأنت تؤكدين من جهة على خلوه من الصفات التي تزهد فيه بنات جنسك ، ومن جهة على تحليه بما يرغب فيه

ومع ذلك فأنت زاهدة لا لسبب إلا لأنك ربما ستقابلين شخصا آخر ؛ فما الذي تنتظرينه في الشخص الآخر ، وليس في هذا الذي بين يديك؟ ما المواصفات التي تطمع فيها الأنثى في فارس أحلامها ، وليس في هذا ؟

وما أدراك أن هذا الرجل الآخر الذي ستقابلينه- إن قدر الله لك مقابلته- سيكون بمواصفات خطيبك أو حتى بجزء منها ؟ ما الذي يجعلك متأكدة من أنك ستقابلين رجلا آخر تميلين إليه

ويميل إليك ويكرمك ، ولا تُمضين عمرك حسرة على فرصة قد ضيعتها يوما من بين يديك ، من أجل انتظار المجهول ، الذي لا تعلمين كنهه ، ولا زمانه ، ولا مكانه !!

ما أغربك أيها الإنسان ، تتعلق بالمفقود ، وتتمسك بالجنون ، ويأسرك المجهول ، وتريد أن تجعل الحقيقة وليدة وهم .
لا نراك ، أيتها الفاضلة ، إلا مستكثرة للسعادة على نفسك

متناسية أن الميول العاطفي والعاطفة الجياشة تأتي مع العشرة الطيبة

وتمليها المواقف الحياتية ، ضاربة عرض الحائط ، من غير قصد ، بالأدب الشرعي : أن تحرصي على صاحب الدين والخلق ، فكيف إذا كان من أصلك الذي تعرفينه ؟!

إن حالة التقلب بين الرفض والقبول وبين الطمأنينة وعدم الرغبة ، هي حالة طبيعية تصيب كل الفتيات في سنك الصغيرة وهن مقبلات على الزواج ، فأمامهن حياة جديدة يكتنفها الغموض وتسبح في المجهول .

عالم لا تعرفين عنه شيئا ورجل دخيل على حياتك التي قضيتها بين والديك هانئة مطمئنة

فإذا بك أمام الاختيار واتخاذ القرار، لكنها كانت ستبقى عادية وطبيعية لولا أنك قرنتها بإحساسك بأنك ستقابلين شخصا آخر .

أختنا الكريمة

إنما نحن هنا لمساعدتك على فهم موقفك ؛ أما اتخاذ القرار النهائي : فيرجع لك وحدك

وليس لأحد أن يقرر عوضا عنك ، فننصحك بأن تجلسي مع نفسك جلسة صفاء تجردين فيها كل الصفات الإيجابية لخطيبك ، وكل الصفات السلبية التي لم تذكريها هنا ، وأن ترجحي بينهما .

وإنا لنرجو من الله : أنك متى استعذت بالله من وساوسك ، واخترتيه لدينه وخلقه ، كما أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم ، وكتبه الله لك ؛ أن يجعل الله لك فيه خيرا كثيرا ، وأن يبارك لك فيه .

وإن بدا لك – بعد طول تأمل لما أنت فيه ، وبعد كل ما قيل لك – أنك غير قادرة على المواصلة : فالقرار بعدم المسير ، يكون من الآن ، وليس بعد ذلك ، من الآن : قبل أن تتعقد الأمور

قبل أن يكون هناك زواج ، لا ينتظر نجاحه ، أو يكون هناك أولاد ، عرضة للضياع .

ثم لا تـنتظري من أحد أن يأخذ القرار بدلا منك ؛ ولا تتركي نفسك للهموم ، والقلق ، والكآبة ، بل تحلي بالشجاعة الكافية ، لاتخاذ قرار أنت تقتنعين به ، وتتحملين نتائجه

واستعيني بالله في شأنك كله ، واستلهميه الهدى والرشاد ، واسألي الله في كل سجود أن يختار لك فإنك لا تحسنين الاختيار ، وأن يرضيك بقضائه سبحانه .

وينظر للفائدة جواب الأسئلة :الثلاثة القادمة

وفقك الله لما فيه خيري الدنيا والآخرة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 18:01
مواصفات الزوج المسلم

السؤال

أنا فتاة عمري 18 عاما وقد طُلبت للزواج 5 مرات ورفضتهم جميعاً لأنني كنت صغيرة والآن أفكر بالزواج

وسؤالي هو :

ما هو الشيء الذي يجب أن أبحث عنه لكي أحصل على مسلم جيد ؟

ما هي أهم الأشياء ؟.

الجواب

الحمد لله

نشكر لك حرصك أيتها الأخت السائلة على تحري الصفات التي تعينك على اختيار زوج صالح إن شاء الله تعالى

وفيما يلي ذكْر أهم الصفات التي ينبغي توفرها فيمن تختارينه أو ترضين به زوجا لك ويكون أبا لأبنائك إن قدر الله بينكما أبناء .

- الدين : وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر

ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها ، وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين .

قال الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )

وقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

وقال تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي 866 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1084 .

- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة

فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله ما دام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف

وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد : قال الله تعالى : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك

) فانظري كيف حفظ الله للغلامين مال أبيهما بعد موته إكراما له لصلاحه وتقواه ، فكذلك الزوج من الأسرة الصالحة والأبوين الكريمين فإن الله ييسر له أمره و يحفظه إكراما لوالديه .

- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها :

( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير ) لا مال له .. ) رواه مسلم 1480 .

ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال .

- ويستحب أن يكون لطيفا رفيقا بالنساء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .

- ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم .

- ويستحب أن يكون صاحب علم بالكتاب والسنة ، وهذا إن حصل فخير وإلا فإنّ حصوله عزيز .

- ويجوز للمرأة النظر إلى المتقدم لها كما يستحب له ذلك ، ويكون هذا النظر بوجود محرم لها ولا يجوز التمادي في ذلك بأن تراه وحدها في خلوة أو تخرج معه لوحدها أو أن يتكرر اللقاء دون حاجة لذلك .

- ويشرع لوليّ المرأة أن يتحرى عن خاطب موليته ويسأل عنه من يعاشره ويعرفه ممن يوثق في دينه وأمانته ، ليُعطيه فيه رأيا أمينا ونُصْحا سديدا .

- وقبل هذا كله ومعه ينبغي التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء واللجوء إليه سبحانه أن ييسر لك أمرك وأن يعينك على حسن الاختيار ويلهمك رشدك

ثم بعد بذل الجهد واستقرار رأيك على شخص بعينه يُشرع لك استخارة الله عز وجل

ثم التوكل على الله عز وجل بعد استنفاذ الجهد فهو نعم المعين سبحانه . جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى العدوي مع زيادة .

نسأل الله العلي القدير أن ييسر لك أمرك ويلهمك رشدك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 18:04
لم تشعر برغبة في الشخص المتقدم لها فهل تكمل المشوار

السؤال

سأقدر حقيقة إجابتك على سؤالي عندما يسمح وقتك. لقد جلست مع (قابلت) أحد المسلمين وكان يرغب في الزواج بي. لقد شعرت بخيبة الأمل وبانقباض. وأيضا، فلم يكن عندي أية مشاعر تجاهه، ولم أكن متشجعة للقبول به.

هذا الرجل صاحب دين وخلق. وكل الذين يعرفونه يثنون عليه.

وأظن أن سؤالي هو : كيف للفتاة أن تعرف إن كانت تريد أن تتزوج من شخص ما ؟ أرجو أن تجيب على سؤالي .

فهو سؤال يصعب الوصول إلى إجابة عليه .

أتساءل مع نفسي ، هل أنت متأكدة تماما ؟

هل عندك أي مشاعر (من نوع ما) تجاهه ؟ ماذا إذا لم تجدي أي شعور تجاهه أبدا ؟

(أنا لا أتحدث عن الرغبة الجنسية ) .

هل عليك أن تتزوجي بذلك الشخص، حتى وإن لم تكوني متشجعة للزواج به؟

وأيضا، فأنا لم أجلس معه (أقابله) إلا مرة واحدة فقط .

فهل يكون لذلك علاقة لعدم تشجعي للزواج به؟.

الجواب

الحمد لله

لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه" وقال : "فاظفر بذات الدين" والخطاب للرجال يشمل النساء .

فمتى وجدت الفتاة الشاب الذي ترضى دينه وأمانته وخلقه فعليها أن تقبل به زوجاً، ومما يعين الفتاة على ذلك أن تسأل عن هذا الرجل من يعرفونه عن قرب

فإن اللقاءات العابرة، وخاصة حين تكون مصحوبة بالرغبة في الزواج في الأغلب تسيطر عليها المجاملات والتصنع ، وقل أن يظهر فيها الإنسان بسجيته وطبيعته .

الشيخ محمد الدويش .

كما أن الفتاة قد تشعر برهبة عند التفكير في الاقتران بشخص ما ويكون عندها تخوُّف لأجل أن القضية مصيرية فلا تمنعك هذه الرهبة من الموافقة إذا كان صاحب دين وخلق .

وننبهك أيضاً على قضية جلوسك مع هذا الشخص التي ذكرتيه في مقدمة سؤالك فإن كان جلوس الخاطب مع المخطوبة بحضور من تزول الخلوة به مع حجاب كحجاب الصلاة

لفترة تكفي أن يحكم الطرفان فهذا صحيح ومشروع ، وإن كان غير هذا فالحذر الحذر .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-07, 18:07
يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول

السؤال

رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك ، مع أنني أتلقى عروضا ، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق ، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك !!

أرجو أن تشيروا علي ، وتنصحوني في مشكلتي .

الجواب

الحمد لله

المشروع في حق الشباب - ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج ، امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم :

( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400) ، ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار .

فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين والخلق

بعد الاستخارة والاستشارة ، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم ، من التمسك بالسنة ، والمحافظة على الصلوات في الجماعة ، ومصاحبة الصالحين ، والبعد عن الفتن ومظاهر الفساد .

وإياك والتردد وكثرة الرفض ، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله في الغد ؛ قال الشاعر :

على فُرصٍ كانت ، لو آني انتهزتها

لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ

فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا

فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره ، وإلا صرفه الله عنك بلطفه وعلمه ، سبحانه .

ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه في العمل وإمام مسجده ، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات ، حسن العشرة ، فاقبلي خطبته

واعزمي الأمر ولا تترددي ، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره ، وإلا صرفه الله عنك .

كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم ، فقد لا تكون أمه مرضيّة الخلق ، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك .

فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق ، والحرص على دينه ، والجد في أمر الزواج ، مع الأهلية له ؛ فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ؛ قال الشاعر :

وقال طَرَفَة بن العَبْد

إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا

نسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-11, 19:24
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


زواج .. مع وقف التنفيذ

السؤال

أنا فتاة ملتزمة وعلى قدر من الأخلاق بفضل الله ، من مدة تقدم لخطبتي من نفسي شاب ملتزم خلوق ، حيث أنه من بلد أجنبي ولا يمكنه أن يقدم لبلدي من أجل التأكد من موافقتي

فاتصل بي مباشرة وعرض علي الزواج ، على أن أخبر أنا أهلي حال موافقتي ، فاستخرت الله وقبلت بعد إخبار أهلي وموافقتهم ، وحدد هو موعدا للسفر إلينا من أجل مباشرة مراسيم العقد والزواج

لكن في هذه الفترة ، أصيب بوعكة صحية شديدة وأسفرت نتائج الفحوصات على أنه مصاب بمرض خطير مزمن عضال ، فأخبرني بذلك ، وسألني ألا أتخلى عنه في محنته ، وطلب مني ألا أخبر أحدا من أهلي

وقد وعدته بذلك ، في البداية ، ظننت أنها حكاية للتملص من إتمام الزواج ، لكنني تواصلت مع أكثر من شخص فأكدوا لي حقيقة الأمر ، وأنه فعلا مريض بهذا المرض . المشكلة أنني قد تعلقت به بشكل كبير

وهو أيضا ، وأنا أعلم أنه الآن لا يستطيع أن يقدم شيئا من أجل الارتباط بشكل شرعي . ولا نعلم أيضا هل سيمكنه ذلك أصلا ؟ ومتى يكون ؟ وفي المقابل أعلم أنه من المستحيل أن أتخلى عنه في محنته

خاصة وأنه شاب ملتزم خلوق اجتمعت به من الصفات ما جعلني وعائلتي نوافق عليه

. سؤالي : كيف أحافظ عليه ، وعلى علاقتي به وأبرهن له أنني لن أتخلى عنه ، وفي نفس الوقت دون أن أغضب ربي ؟

الجواب

الحمد لله

أختنا الفاضلة :

نعلم أنه لا أثقل من كلام الحكمة والتعقل والترزن على من لا يستجيب إلا لنداء العاطفة ، ولا يصيخ إلا لصوت المشاعر ، ولا يطربه سوى أنين وخفقان القلب .

ونعلم ـ أيضا ـ أنك قد تلوميننا إن نحن خضنا من البدء في زجرك ونهيك واسترجاع خطوة البداية الخاطئة ، وقد تتهميننا بأننا لا نتفهمك ، ولا نقدر معاناتك .

لكن ، فقط ، نرجو منك أن تقدري صعوبة الموقف الذي نقفه نحن ؛ إننا محكمون بأصل شرعي عام ؛ أن : ( الدين النصيحة ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم

وأن : ( المستشار مؤتمن ) ، كما قال صلى الله عليه وسلم ، أيضا .

فدعينا الآن ، نعفيك هنا من تقليب صفحة الماضي ، فما كان قد كان ، وربما لا نحتاج أن نتوقف طويلا عند تقرير أصل عام في سلوك العبد ، وسيرته

وحياته : أن الأنس الحقيقي إنما هو بالله جل جلاله ، البر الرحيم ، وألا يغفل العبد عن معاني مراقبته ؛ مراقبة بره وجوده وإحسان

ومراقبة علمه وحكمته وخبرته ، ومراقبة قدرته وقهره وسلطانه ؛ إننا نظن أن ذلك كله منك على بال .

ولنبدأ من حيث تكلمت أنت عن نفسك ؛ من حيث ذكرت ما أنعم الله به عليك ، من الدين ، والخلق ، من حيث ذكرت مراقبتك لربك جل جلاله

وحرصك على مرضاته ، وخوفك من عصيانه ، والوقوع فيما يغضبه ، سبحانه .

فنقول لك - يا أمة الله - :

إن العبد ـ كما تعلمين جيدا ـ لا يملك من أمر نفسه شيئا ؛ لا خلقا ، ولا تصريفا ، ولا أمرا وتدبيرا ؛ فالعبد لم يخلق نفسه ، ولم يُصرِّفها ، وليس هو مُخولا بأمرها ونهيها ، فيما لله فيه طاعة وشرع.

يا أمة الله ؛

هناك أصلان يحكمان حركة العبد في حياته ، ونظرته لواقع أمره ، واختياره ما يختاره ، قبولا ، أو ردا :

الأول : إيمانه بقدر الله السابق ؛ وهو ركن ركين من إيمان العبد : أن تؤمن بالقدر خيره وشره

حلوه ، ومره ؛ قال الله تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49

وأن يعلم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ؛ ويستحضر ذلك في حياته

وحركاته وسكناته ، ويسلم له : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) التغابن/11 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أَيْ : وَمَنْ أَصَابَتْهُ مُصِيبَةٌ فَعَلِمَ أَنَّهَا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَقَدَرِهِ ، فَصَبَرَ وَاحْتَسَبَ وَاسْتَسْلَمَ لِقَضَاءِ اللَّهِ ، هَدَى اللَّهُ قَلْبَهُ، وعَوَّضه عَمَّا فَاتَهُ مِنَ الدُّنْيَا هُدى فِي قَلْبِهِ ، وَيَقِينًا صَادِقًا ، وَقَدْ يُخْلِفُ عَلَيْهِ مَا كَانَ أَخَذَ مِنْهُ ، أَوْ خَيْرًا مِنْهُ " .

انتهى من "تفسير ابن كثير" (8/137) .

الثاني : أن العبد مأمور بأمر ربه ، مصرف بشرعه : ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف/54 ،

وقال تعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65 .

يا أمة الله ؛

إننا الآن أمام مشروع : زواج " ، مع وقف التنفيذ" ؛ لا ، بل واستحالة إتمامه في الظروف المشار إليها ، ثم تعليق إمكان ذلك في المستقبل ، بأجل غير محدد ، ولا معلوم !!

استخارة ، واستشارة ، وبعدها مباشرة ، في الوقت الذي كان مجيء الخاطب مقررا ليتم الزواج ، يسبق القدر ، ليكتشف الخاطب أنه مريض مرضا عضالا .

ألا يشير لك هذا التضافر في الأحداث إلى شيء ؟

ألا يمكن أن يكون مرض هذا الخاطب : علامة على أن زواجك منه لا يصلح لك

وليس لك فيه خير؟ ألا يمكن أن يكون ذلك ثمرة من ثمرات استخارة الله ، والاستعانة به ، وصدق اللجوء إليه ، ونتيجة لمقتضى الدعاء (..إن كان هذا الأمر شرا لي ..) ؟

*عبدالرحمن*
2019-01-11, 19:24
يا أمة الله ؛

ألا يستحق هذا الوضع المعقد ، إلى تأمل أكثر عقلا ؟!

التأمل في حال مشروع "زواج مع إيقاف التنفيذ" ، إيقاف لأجل غير مسمى ، لا يعلم منتهاه إلا الله وحده !!

إن المهمة الصعبة لا بد لها من إعداد مكافئ ، وزاد مناسب ، مناسب لطول الطريق ، خوف الانقطاع ..

إننا إذا كنا سنفكر من منظور "الزواج الشرعي"

على ما نفهمه من شرع الله ، فليس من اليسير القبول بزواج كهذا ، ليس من المرجح أن تبدأ أولى خطواته العملية في وقت قريب ، أو حتى في وقت بعيد ، نعلم نحن أمده ؛ لكن : مجهول !!

ثم نحن نتحدث عن نكاح ، ليس من المرجح ، مع مثل هذا الداء العضال : أن يؤدي مقاصد النكاح التي شرع من أجلها ، وأظهرها الذرية والولد ، مع تمام القدرة على : العفاف ، والإعفاف!!

إننا هنا أمام خلل وقع بينكما ، ونحن بعد لم نصنع شيئا ؛ فكيف بما بعد ذلك ؟!

يتمثل هذا الخلل في اتفاقكما على كتمان المرض عن أهلك !!

إن الله عز وجل شرع الولي في النكاح ، ومنع المرأة من أن تستبد بنكاح نفسها ؛ فلا نكاح إلا بولي ، فإذا كان الولي لم يعلم بمثل ذلك الأمر الخطير المؤثر ، فما قيمة الولي إذا ؟

إنه يتخذ قراره بالقبول أو الرفض ، بناء على معطيات ظاهرة أمامه

فإذا كان مثل هذا المعطَى المؤثر غائبا عنه ، أو مغيبا عنه ـ بتعبير أدق ـ بصورة متعمدة ؛ فكيف يمكن الاطمئنان إلى قراره ؟ بل كيف يمكنه هو أن يتخذ القرار الصحيح ، وبمقتضى الأمانة التي جعلها الله في عنقه ؟!

هل جعلناه صورة ، دمية نلعب بها ، ونحن الذين نقرر ، أو لا نقرر ؛ فلأي شيء شرع الله الولي في النكاح إذا ؟

إن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها ، قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إ" نَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَمَّا أَبُو جَهْمٍ ، فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ) فَكَرِهْتُهُ

ثُمَّ قَالَ: ( انْكِحِي أُسَامَةَ )، فَنَكَحْتُهُ، فَجَعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا، وَاغْتَبَطْتُ بِهِ ". رواه مسلم (1480)
.
فانظري يا أمة الله ، كيف عرضتْ صورة الأمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكيف نظر إلى ما فيه مصلحتها ، وما فيه عون لها على تحقيق مقاصد النكاح .

إننا لو افترضنا أن الشرع لم يشترط موافقة الولي

وتوليه هو أمر النكاح ، لكان واجبا عليك أن تُعلمي أهلك بكل ذلك ؛ فهم شركاؤك في همك وفرحك ، وهم الكنف الذي تأوين إليه في كل مُلمة ؛ فكيف تغررين بهم في مثل ذلك ؟!

لقد ذكر بعض أهل العلم أن من مقاصد اشتراط الولي في النكاح : أن المرأة غالبا ما تنساق وراء عاطفتها ، فكان لا بد لها من صوت العقل ، يسددها ، ويقومها .

لسنا هنا ـ إذا ـ في مقام : نستحب لك ، أو نفضل ، أو ... ، بل إننا نقول : إنه ليس من حقك أن تكتمي ذلك عن أهلك ؛ وليس من حقه هو أن يمنع هذه المعلومة المهمة عن أهلك

وأن يتواطأ معك على ذلك ؛ حتى لو قدر شفاؤه فيما بعد ذلك ، لكن ما دام أن هذا الأمر قد حصل الآن ، فلا بد أن يكون وليك على بينة من أمر الخاطب

لأنه هو الذي يملك أن يقبل أو يرفض ؛ صحيح أن وليك الشرعي لا يملك أن يجبرك على النكاح بمن لا ترغبين ، لكنه أيضا ـ وفي حكم الشرع ـ يملك أن يمنعك من الزواج بمن لا يراه مناسبا لك

ولا يرى في زواجك منه حظك ، ومصلحتك ، وتأملي حديث فاطمة السابق ، بل تأملي مقصد الشرع في تشريع الولي في النكاح ، وإلا فما فائدته إذا .

وليس من حقه أن يمنعك من إخبار أهلك وغشهم .

نعم ، إنه مبتلى ، نسأل الله أن يعافيه ، ويشفيه شفاء لا يغادر سقما ؛ لكن ليس من حق المبتلى أن ينزل بلاءه بالناس ، ولا أن يأخذ ما ليس من حقه ؛ فأعط كل ذي حق حقه .

إن مكارم الأخلاق : أن يؤثر المرء على نفسه ، ولو كان محتاجا ؛ فكيف إذاً يسعى إلى الاستئثار بغيره ، وتحميله مؤنته ، من غير أن يكون على استعداد تام لها ؟!

أختنا الفاضلة ،

نفترض أن وليك قد عرف بذلك ، وقبل هو ، وقبلت أنت ؛ فهنا يأتي الكلام : هل تستمرين ؟!!

فاسألي نفسك حينئذ : هل هي عاطفة عابرة ، أو تصبرين على طول الطريق ؟!

أما إذا فكرت بحكمة ، وروية ، فأنت أبصر بأمرك ، وما فيه مصلحتك
.
لكنك الآن ، امرأة أجنبية عنه ، حتى ولو كان خاطبك ، ليس له منك ، إلا ما للرجل من امرأة أجنبية ، فليس لكما أن تتوسعا في الكلام من غير حاجة ، ولا في التعاملات أيضا ، فيما لا يحتاج إليه .

لك مواساته ، حينما يحتاج ، ولا بأس إن حصل كلام ، أو اتصال ، إذا كان لحاجة ، وأذن لك وليك ، ولم يكن فيه خضوع بقول ، أو ائتمار على شيء ، أو مظنة للفتنة .

ليس لأحد أن يفرض عليك عدم انتظار الفرج من الله بشفائه ، ولا ألا تثقي في منة الله سبحانه عليكما بأن يعافيه ، ويجمع بينكما فيما يحبه ويرضاه

ولا أحد يستطيع أن يجبرك على التنازل عن اختيارك ما دمت ترين أنك متمسكة به ، أو تظنين أنه لا يمكنك العيش بدونه ؛ لكن كل ما نريد أن نقوله هنا : أن تراقبي الله في علاقتك به

وتفكري بحكمة وروية ، وألا تكون شفقتك وحنانك هي الدافع الوحيد ، أو المتحكم الرئيس في قرارك هذا ؛ وألا تستبدي برأي أو قرار

دون أهلك ، ووليك الشرعي ؛ يقف معك على واقع الحال ، ثم تقررون جميعا ما ترونه مناسبا .

فإذا ما بدا لكم أنه من الخير لكم أن تقف العلاقة عند هذا الحد ، ويمضي كل منكما في طريقه ، وما قدره الله له ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء )

فنرى ألا يكون ذلك مفاجئا ، صادما ، بل نرى أن يكون الدور في ذلك لوليك ، يتولى هو معالجة الأمر بحكمة وروية ، وبتدريج مناسب لواقع الحال ، ورفق بالمريض ؛ ألا يصدم بذلك ، ليقلل الأذى والضرر ، قدر الإمكان.

وأيا ما كان اختيارك ، أو قرارك ؛ فليس أقل من أن تفكري فيما أشرنا عليك به ، بحكمة وروية ، وأناة ، وأن تستعيني بالله ، وتسأليه أن يلهمك رشدك ، ويقيك شر نفسك .

يسر الله لك أمرك ، وفرج كربك ، وكشف همك وغمك ، وصرف عنك الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-11, 19:29
يتهمه في عرضه ، ويدعي على أهله ، ويريد أن يقتله ؟

السؤال

ما الحكم في شخص يتصل بك ويقول لك : إنه يعاشر زوجتك ، وأنك الذي يحضرها له ، ويصفك بأنك قواد ؟

وأنا عندي ثقة في زوجتي ، ولا أشك لحظة في تصرفاتها ، وأبحث عن هذا الشخص ، ولو عثرت عليه قررت بأن أقتله بنفسي .

الجواب

الحمد لله

أولا :

لا شك أن تعرض الإنسان لعرض المسلم والوقوع فيه بالبهتان والكذب من كبائر الذنوب وموبقات الأعمال ، وربما ابتلاه الله في عرضه بما يسوؤه جزاء صنعه الخبيث وفعله الشنيع .

وقد روى أبو داود (4876) عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : ( إنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وإذا كان سباب المسلم فسوقا ، فكيف بالتعدي عليه في عرضه والتقول على زوجته بالباطل ؟!

ثانيا :

إذا ثبتت عليه بالبينة بأنه يتهم زوجتك المسلمة العفيفة بالفاحشة ظلما : فهذا رجل فاسق ، يقيم عليه الحاكم حد القذف ثمانين جلدة ، وترد شهادته إلا أن يتوب

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/ 4، 5 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" لما عظم تعالى أمر الزاني بوجوب جلده ، وكذا رجمه إن كان محصنا، وأنه لا تجوز مقارنته ، ولا مخالطته على وجه لا يسلم فيه العبد من الشر، بين تعالى تعظيم الإقدام على الأعراض بالرمي بالزنا فقال

: ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) أي: النساء الأحرار العفائف ، وكذاك الرجال

لا فرق بين الأمرين ، والمراد بالرمي الرمي بالزنا، بدليل السياق، ( ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا ) على ما رموا به ( بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) أي: رجال عدول، يشهدون بذلك صريحا، ( فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً ) "

انتهى من"تفسير السعدي" (ص/ 561) .

ثالثا :

اتهام المسلم العفيف بأنه قواد : موجب للتعزير والتأديب ، من الحاكم أو من ينوب عنه ، قال النووي رحمه الله :
" ومن الألفاظ الموجبة للتعزير قوله لغيره : يا فاسق

يا كافر ، يا فاجر ، يا شقي ، يا كلب ، يا حمار ، يا تيس ، يا رافضي ، يا خبيث ، يا كذاب ، يا خائن ، يا قواد ، يا ديوث "

انتهى من "المجموع" (20/ 125) .

وقال المرداوي رحمه الله :

" يُعَزَّرُ بِقَوْلِهِ " يَا كَافِرُ، يَا فَاجِرُ، يَا حِمَارُ، يَا تَيْسُ، يَا رَافِضِيُّ ... يَا قَوَّادُ " وَنَحْوَهَا "

انتهى من "الإنصاف" (10/ 217) .

رابعا :

مثل هذا الفعل الذي ذكرته ، إنما يكون عادة من فعل السفهاء ، أهل المجون والفسق ، الذين يسعون في الأرض فسادا ، فلا تلتفت إلى ما يقوله

ولا تشغل نفسك به ، فإنما هي سفاهة من قول سفيه . وكل ما يمكنك أن تفعله : هو أن تبلغ المسؤولين عنه ، ليتتبعوه ، ويعاقبوه بما يردعه ويردع أمثاله
.
وأما ما ذكرته من أمر قتله ، لو قدر أنك وصلت إليه ، فأنت هكذا كمن يفر من الحر إلى النار ، ويعالج الخطأ بخطأ أكبر منه ، فليس للقذف مدخل في القتل ، إنما حده في الشرع ما ذكرناه لك ؛ ثم متى

رأيت القتل علاجا لمثل هذا ؟! لا شك أنك سوف تزيد البلاء ، والضرر ، والشر والأذى ، فلا تشغل قلبك بنيران العداوة ، فتعجز عن النظر إلى الصواب من الأمور .

والذي ننصحك به : ألا تجعل مثل هذا الأذى هاجسا يفسد عليك عقلك وقلبك

ويشتت أمرك ؛ فلمثل هذا يعمل أمثال هؤلاء السفهاء ، فاقطع كل سبيل من ناحيتك للتواصل مع مثل هذا ، ولو بتغيير رقم هاتفك ، أو عدم الرد على الأرقام الغريبة ، ونحو ذلك .

وليكن لك في نبيك صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد وقع المنافقون في عرض زوجته العفيفة الصديقة بنت الصديق المبرأة من فوق سبع سموات ، والتي اتفقت الأمة على كفر قاذفها

ومع ذلك فقد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأذى العظيم والبلاء الشديد ، ولم يقتل أحدا ممن خاض في ذلك ، وإنما أقام عليه حد الله ، كما روى أبو داود (4474) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا،

قَالَتْ: " لَمَّا نَزَلَ عُذْرِي، قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ ذَاكَ، وَتَلَا - تَعْنِي الْقُرْآنَ - فَلَمَّا نَزَلَ مِنَ الْمِنْبَرِ، أَمَرَ بِالرَّجُلَيْنِ وَالْمَرْأَةِ فَضُرِبُوا حَدَّهُمْ " وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود "
.
والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-11, 19:31
حد القذف

السؤال

ما هو حد القذف ؟

الجواب

الحمد لله

المراد بـ "القذف" في الحدود : هو الرمي بالزنى أو اللواط ، وهذا مناسب لأصل معنى "القذف" في اللغة ، فإن معناه : الرمي بقوة ، فمن اتهم إنساناً بالزنى أو شتمه به فقد قذفه ، ورماه بشيء شنيع .

والقذف محرم ، بل من كبائر الذنوب إذا كان المقذوف محصناً وعفيفاً عن الزنى .

قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النور/23 .

قال السعدي رحمه الله :

"ذكر الله تعالى الوعيد الشديد على رمي المحصنات فقال: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ) أي: العفائف عن الفجور (الْغَافِلاتِ) التي لم يخطر ذلك بقلوبهن (الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ) واللعنة لا تكون إلا على ذنب كبير.

وأكد اللعنة بأنها متواصلة عليهم في الدارين (وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وهذا زيادة على اللعنة، أبعدهم عن رحمته، وأحل بهم شدة نقمته" انتهى .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ [أي : المهلكات] . قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ

وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ) رواه البخاري (2767) ومسلم (89) .

قال الحافظ ابن حجر : "والمراد بالموبقات هنا : الكبائر" انتهى .

وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (22/76) : "قذف المسلم لأخيه لا يجوز ، وهو كبيرة من الكبائر ، يجب التوبة من ذلك ، وطلب العفو من المقذوف ، ومن حقه إذا لم يعف أن يطالبه شرعا بحقه .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد الله بن غديان .

وأجمع العلماء على وجوب الحد على من قذف محصناً

وهو أن يجلد ثمانين جلدةً ، لقول الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) النور/4 .
الحكمة من مشروعية حد القذف

1- منع الترامي بالفاحشة .

2- صيانة أعراض الناس عن الانتهاك ، وحماية سمعتهم من التدنيس .

3- لئلا تحصل عداءات وبغضاء ، وربما تحصل حروب بسبب الاعتداء على العرض وتدنيسه .

4- تنزيه الرأي العام من أن يسري فيه هذا القول ، ويسمعه الناس بآذانهم .

5- منع إشاعة الفاحشة في المؤمنين ، فإن كثرة الترامي بها ، وكثرة سماعها ، وسهولة قولها ، يجرئ السفهاء على ارتكابها .

فكان من الحكمة تشريع حد القذف حتى ينكف الناس عن الترامي بالفاحشة .

والله أعلم .

انظر : "المغني" (12/383) ، "المحلى" (11/268، 269) ، "المجموع" (22/94، 98) ، "حاشية ابن قاسم" (7/330) ، "الشرح الممتع" (14/278) .

*عبدالرحمن*
2019-01-11, 19:35
طلَّق أمَّهم فحصلت وحشة بينه وبين أولاده منها فما السبيل لإصلاح الأمر ؟

السؤال

لقد قدَّر الله عليَّ أن أطلق زوجتي ولدي منها ولدان وبنت ، وبعدها سُحرتُ وما زلتُ إلى الآن أعاني من السحر فهو يضعف ويقوى وتزيد المشاكل . عاش أطفالي مع أمهم لمدة 13 سنة ، كنت أرسل لهم المصروف وكنتُ لا أستطيع

أن أراهم فكنت أكرههم بسبب كره أمهم التي خانت . والآن أستعيد أطفالي وهم مشبعون بالكره تجاهي ، والمشكلة أن زوجتي عطفتْ عليهم وكانت تخاف من أن يكونوا سبباً في أن تعود أمهم ؛ من غيرتها

وبدأت تعطف عليهم وتحاول أن تقول لهم كلاماً حتى يوصلوه إلى أمهم حتى لا تفكر أن تعود ، والنتيجة أن أولادي بدأ يتعمق كرههم لي وبُعدهم عني ، فأنا أشعر أن ابنتي تكرهني وهي في سن حرجة – 14 سنة -

ولا أريد أن أخسرها ، وأريد أن تطمئن في بيت أبيها مع أن زوجتي - لا أعرف هل هو بقصد بحسن نية أم بنية سيئة – تحاول إبعادهم عني ،

مع أنني حلفت لها كثيراً أنني لن أعيدها إلى ذمتي . فدلني – يا شيخ - على طريق أكسب فيه زوجتي وأطفالي ، جزاك الله خيراً ، وأرجو أن لا تتأخر في الإجابة ، فالوقت يمضي سريعاً نحو الهاوية

الجواب

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يجمع لك أهلك على خير وأن يؤلِّف بين قلوبهم ، ومما ننصحك بفعله :

1. أن تبدأ بعلاج نفسك من السحر الذي زعمت وقوعه .

2. أن تنصح زوجتك وتعظها - بالحسنى – أن تكون زوجة صالحة تجمع ولا تفرِّق ، وتنشر المودة ولا تولِّد العداوة ، وأن تكون مفتاح خير لا مفتاح شر

ولا بأس أن تؤدبها بكل ما ينفع ويناسب ، إن هي استمرَّت في تصديع العلاقة بينك وبين أولادك

ويجب عليك – بعد التأكد من فعلها وقولها - مصارحتها ومواجهتها بالإثم المترتب على فعلها وبخطورة كلامها وأثره على حياتها الزوجية معك .

3. وننصحك بتغيير أسلوبك مع أولادك – الذكور والإناث – فلا بدَّ لك أن تنتبه إلى سنِّهم وإلى أنهم بعيدون عنك بأجسادهم ، فاحرص على التلطف معهم وإظهار الرحمة والحب لهم تأليفاً لقلوبهم

ونقترح عليك أن لا يكون لقاؤك بهم في بيتك ، بل اخرج أنت وإياهم في نزهة إلى مكان

فسيح تصارحهم بشعورك تجاههم وتظهر عظيم شوقك ومحبتك لهم

كما نقترح عليك أن تأخذهم في رحلة إلى بيت الله الحرام لأداء عمرة وللصلاة فيه ، ولعلَّ هذا الأمر أن يزيد في توثيق العلاقة بينك وبينهم ويُكسبك قلوبهم وعقولهم .

4. ونرى أن يكون لمطلَّقتك نصيب في مشروع التأليف بينك وبين أولادك ، فاختر عاقلا من أهلها ينصحها ويرشدها لما فيه الخير لها ولأولادها ، وهو أن تكون العلاقة بين أولادها وبين أبيهم قوية متينة

وأنه يجب عليها أن يكون لها سهم في ترميم تلك العلاقة وتقوية أركانها

ولو لم تجد أحداً فلا بأس أن تكلمها أنت مباشرة وتذكِّرها بأن الأولاد مشتركون بينكما وأنهم من مسئوليتكم الملقاة على عاتقكم وهم أمانة في رقابكم ، فلعلَّ ذلك أن يساهم في تقوية علاقة أولادك بك ويزيد في محبتهم لك .

5. ومع كل ما نصحناك بفعله ، فلا تُخْلِ أمورك من دعاء ربك تعالى أن يؤلف بينك وبين أولادك ، وأن يجمعهم لك خير جمع ، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن

وهو الذي يؤلف بين القلوب ، ومهما أنفق الإنسان من وقت وجهد ومال لا يستطيع جذب القلوب له وصناعة الألفة بين وبين غيره إلا أن يشاء الله ذلك .

والله الموفق
.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:23
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


يريد طلاقها بعد خيانتها له في غيبته

السؤال

أنا في يوم من الأيام العادية خرجت أذهب إلى عملي مثل كل يوم ، فذهبت إلى الورشة ونسيت أوراق ترخيص السيارة ، فرجعت إلى المنزل ، فطرقت الباب مدة ما يقرب الربع الساعة

حتى إني اعتقدت أنه لا يوجد أحد في المنزل ، وفجأة فتحت الباب فوجدت حال زوجتي غريبا ، ومرتبكة ، وحالها متغير ، فذهبت مباشرة إلى غرفة النوم فرأيت شخصا يختبئ بين السرير

فضربته وضربتها ، وأنا الآن أنوي الطلاق ، ولي معها طفلان ، والشك يقتلني ، ولا أنوي معاشرتها ثانية ، مع العلم أني قلت لها إنك محرمة علي كأمي وأختي ؟

الجواب

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يعينك على هذا الابتلاء ، وأن يلهمك الصبر والسلوان ، فخيانة الزوجة مقتل في صميم القلب ، وجرح لا يكاد يندمل ، ولكن المؤمن يحتسب أمره عند الله تعالى

ويعلم أن له عنده سبحانه الأجر العظيم إذا صبر على بلائه

وحمد الله على الضراء كما كان يحمده على السراء ، يقول الله عز وجل : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ )

البقرة/155-156.

ومثل هذه المرأة لا يقبل الحر العفيف أن يعاشرها ، أو يمسكها عنده ، سواء وقعت في الزنا الصريح أم لم تقع ، وذلك خوفا على العرض من التدنيس ، وعلى النسب من الاختلاط ، ودرءا لإثم الدياثة

فإمساك الزوجة رغم ما يَعرِف عنها زوجها من معاشرتها الرجال – من غير توبة - انخرام للمروءة ، وانعدام للغيرة ، إلا إذا كان معذورا في ذلك لسبب أو لآخر .

يقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في بيان حالات استحباب الطلاق -
:
" أو تكون غير عفيفة ما لم يخش الفجور بها "

انتهى من " تحفة المحتاج " (8/2)

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن اطلع إلى بيته ووجد عند امرأته رجلا أجنبيا ، فوفاها حقها وطلقها ؛ ثم رجع وصالحها ، وسمع أنها وجدت بجنب أجنبي ؟

فأجاب
:
" في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ( أن الله سبحانه وتعالى لما خلق الجنة قال :

وعزتي وجلالي لا يدخلك بخيل ، ولا كذاب ، ولا ديوث ) – رواه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " (ص/198) بلفظ ( مدمن خمر ولا ديوث )

وأصح منه حديث : ( ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجّلة ، والدّيّوث ) رواه النسائي (2561)، وصححه الألباني في " صحيح سنن النسائي
"-.
والديوث الذي لا غيرة له . وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن المؤمن يغار ، وإن الله يغار ، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه )

وقد قال تعالى : ( الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) النور/3؛ ولهذا كان الصحيح من قولي العلماء أن الزانية لا يجوز تزوجها إلا بعد التوبة

وكذلك إذا كانت المرأة تزني ، لم يكن له أن يمسكها على تلك الحال ، بل يفارقها ، وإلا كان ديوثا "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (32/141)

وأما قولك لها " إنك محرمة علي كأمي وأختي " فليس طلاقا إلا إذا نويت به الطلاق ، وإلا فهو ظهار سبق بيان حكمه في الفتوى الاولي و الثانية القادمة

فإذا قررت فراقها ، وهو ما نشير عليك به ، لم يكف ما سبق ، بل لا بد من الطلاق الصريح ، ولكن قبل ذلك من حقك ممارسة الضغط على زوجتك كي تتنازل عن مهرها

فقد قال تعالى : ( وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ) قال ابن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب ، والشعبي ، والحسن البصري ، ومحمد بن سيرين ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخراساني

والضحاك ، وأبو قلابة ، وأبو صالح ، والسدي ، وزيد بن أسلم ، وسعيد بن أبي هلال :

يعني بذلك الزنا ، يعني : إذا زنت فلك أن تسترجع منها الصداق الذي أعطيتها وتضاجرها حتى تتركه لك وتخالعها ، كما قال تعالى في سورة البقرة :

( ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به ) البقرة/229.

وقال ابن عباس ، وعكرمة ، والضحاك : الفاحشة المبينة : النشوز والعصيان .

واختار ابن جرير أنه يعم ذلك كله : الزنا ، والعصيان ، والنشوز ، وبذاء اللسان ، وغير ذلك .

يعني : أن هذا كله يبيح مضاجرتها حتى تبرئه من حقها أو بعضه ويفارقها ، وهذا جيد ، والله أعلم "

انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (2/241)

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله – في شرح قول " متن الزاد " " فإن عضلها ظلما للافتداء ، ولم يكن لزناها ، أو نشوزها ، أو تركها فرضا ، ففعلت ، لم يصح الخلع ":

" قوله : ( ولم يكن لزناها ) فإذا كان لغير زناها ، لكن لتوسعها في مخاطبة الشباب ، تتكلم في الهاتف ، وما أشبه ذلك ، فهل نقول : إن هذا من سوء الخلق الذي يبيح له أن يعضلها لتفتدي منه ؟

نعم ، ونجعل قوله : ( لزناها ) شاملاً لزنا النطق ، والنظر ، والسمع ، والبطش ، والمشي ، كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام : ( أن العين تزني ، والأذن تزني

واليد تزني ، والرجل تزني )، فهذا الرجل يقول : ما أصبر على هذه المرأة ، وهي بهذه الحال ، فصار يضيق عليها لتفتدي منه ، فهذا جائز .

فإن قال قائل : إن الله يقول : ( إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) والكلام أو النظر ليس من الفواحش؟

فنقول : إن هذا وسيلة إلى الفواحش ، ثم إن كثيراً من الناس يكون عنده غَيْرة أن تخاطب امرأته الرجال ، أو أن تتحدث إليهم .

ولكن إذا قدر أنه عضلها لزناها فلم تبذل ، ولم يهمها ، فهل يجوز أن يبقيها عنده على هذه الحال ؟

الجواب : لا يجوز ، ويجب أن يفارقها ؛ لأنه لو أبقاها عنده وهي تزني والعياذ بالله صار ديوثاً .

وقوله : ( أو نشوزها ) وهو معصية الزوجة زوجها فيما يجب عليها ، فإذا صار عندها نشوز وعضلها وضيق عليها لتفتدي فلا حرج .

قوله : ( أو تركها فرضاً ) كأن تترك الصلاة دون أن تصل إلى الكفر ، أو تترك الصيام ، أو تترك الزكاة

أو تترك أي فرض ، أو تترك الحجاب ، وتقول : سأخرج مكشوفة الوجه ، فله أن يعضلها إذا لم يمكن تربيتها ، أما إذا كان يرغب في المرأة ويمكن أن يربيها فلا حرج أن تبقى معه "

انتهى من " الشرح الممتع " (12/463)

وانظر للمزيد الفتوى الثالثة القادمة

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:25
قال لامرأته : أنت عليّ مثل أمي

السؤال

امرأة قال لها زوجها : أنت علي مثل أمي وأختي . فهل هذا يعتبر طلاقاً أم أن هناك كفارة ؟

وما هي الكفارة ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

هذا اللفظ لا يعتبر طلاقا ، وإنما هو من ألفاظ الظهار التي ليست صريحة في الظهار ، بل يحتمل الظهار وغيرَه .

ثانياً :

حكم هذا اللفظ يرجع فيه إلى نية المتكلم (الزوج) والقرائن التي تدل عليها .

أما النية ؛ فقد يقصد الزوج بهذا الكلام أنها محرمة عليه مثل أمه فيكون ظهاراً .

وقد يقصد أنها مثل أمه في الإكرام والمحبة ونحو ذلك فلا يكون ظهاراً ، ولا يترتب عليه شيء .

وأما القرينة ؛ فقد يدل سياق الكلام والحادثة التي قيل فيها أن الزوج أراد بذلك الظهار فيكون ظهاراًَ

ومثال القرينة لو كان الزوج في نزاع مع زوجته وشجار فقال لها في أثناء ذلك : أنت علي مثل أمي ، فظاهر هذا السياق أنه أراد الظهار فيكون ظهاراً .

سئل شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى"(34/5) عن رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ : أَنْت عَلَيَّ مِثْلُ أُمِّي , وَأُخْتِي ؟

فَأَجَابَ : "إنْ كَانَ مَقْصُودُهُ أَنْتِ عَلَيَّ مِثْلُ أُمِّي وَأُخْتِي فِي الْكَرَامَةِ فَلا شَيْءَ عَلَيْهِ . وَإِنْ كَانَ مَقْصُودُهُ يُشَبِّهُهَا بِأُمِّهِ وَأُخْتِهِ فِي " بَابِ النِّكَاحِ "

فَهَذَا ظِهَارٌ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُظَاهِرِ فَإِذَا أَمْسَكَهَا فَلا يَقْرَبُهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ ظِهَارٍ" اهـ .

وقال أيضاً (34/7) :

"وَإِنْ أَرَادَ بِهَا عِنْدِي مِثْلُ أُمِّي . أَيْ فِي الامْتِنَاعِ عَنْ وَطْئِهَا وَالاسْتِمْتَاعِ بِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يَحْرُمُ مِنْ الأُمِّ فَهِيَ مِثْلُ أُمِّي الَّتِي لَيْسَتْ مَحَلا لِلاسْتِمْتَاعِ بِهَا : فَهَذَا مُظَاهِرٌ يَجِبُ عَلَيْهِ مَا يَجِبُ عَلَى الْمُظَاهِرِ

فَلا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَطَأَهَا حَتَّى يُكَفِّرَ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ ، فَيَعْتِقَ رَقَبَةً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا" اهـ .

وقال ابن قدامة في "المغني" (11/60) :

"وَإِنْ قَالَ : أَنْتِ عَلَيَّ كَأُمِّي . أَوْ : مِثْلُ أُمِّي . وَنَوَى بِهِ الظِّهَارَ , فَهُوَ ظِهَارٌ , فِي قَوْلِ عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ ; مِنْهُمْ أَبُو حَنِيفَةَ , وَصَاحِبَاهُ , وَالشَّافِعِيُّ , وَإِسْحَاقُ .

وَإِنْ نَوَى بِهِ الْكَرَامَةَ وَالتَّوْقِيرَ , أَوْ أَنَّهَا مِثْلُهَا فِي الْكِبَرِ , أَوْ الصِّفَةِ , فَلَيْسَ بِظِهَارٍ . وَالْقَوْلُ قَوْلُهُ فِي نِيَّتِهِ" اهـ .

أي : أن المرجع إلى الزوج لا إلى غيره في تحديد ما نواه .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/274) :

"إذا قال الزوج لزوجته : أنا أخوك أو أنت أختي ، أو أنت أمي أو كأمي ، أو أنت مني كأمي أو كأختي

فإن أراد بذلك أنها مثل ما ذكر في الكرامة أو الصلة والبر أو الاحترام أو لم يكن له نية ولم يكن هناك قرائن تدل على إرادة الظهار ، فليس ما حصل منه ظهارا ، ولا يلزمه شيء ،

وإن أراد بهذه الكلمات ونحوها الظهار أو قامت قرينة تدل على الظهار مثل صدور هذه الكلمات عن غضب عليها أو تهديد لها فهي ظهار ،

وهو محرم وتلزمه التوبة وتجب عليه الكفارة قبل أن يمسها ، وهي : عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا اهـ .

والخلاصة:

إذا كان الزوج قصد بهذا الكلام الظهار أو دلت القرينة على ذلك فهو ظهار ، وفيما عدا ذلك لا يكون ظهاراً ، ولا يترتب عليه شيء .

ثالثاً :

الظهار محرم ، فقد وصفه الله تعالى بأنه منكر من القول وزور ، وذلك في قوله : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً ) المجادلة/2.

فعلى من ظاهر من امرأته أن يتوب إلى الله تعالى .

رابعاً :

تجب الكفارة على الزوج المظاهر من زوجته إذا أراد أن يمسكها ولا يطلقها ، ولا يحل له أن يجامعها قبل أن يأتي بالكفارة ، والكفارة هي عتق رقبة ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين

فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً ، ودليل ذلك قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المجادلة/3-4 .

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:28
كيف يتصرف مع زوجته التي وقعت في الحرام

السؤال

أنا متزوج منذ 10 سنوات ، وعندي طفلان ، وفي آخر أسبوع من رمضان الماضي استلمت رسالة بطريق الخطأ على هاتفي المحمول وعند قراءة الرسالة وجدتها مبعوثة من هاتف زوجتي لرجل آخر وبسؤال زوجتي

أنكرت بشدة عجيبة لدرجة أنني كنت على وشك تصديقها ولكن بحثت بوسائلي الخاصة واستطعت الحصول على معلومات كاملة عن هذا الشخص وبمواجهتها بكل المعلومات التي لدى اعترفت لي ولوالدتها بمعرفتها

بهذا الشخص منذ شهر ونصف وأنها كانت تجري معه اتصالات هاتفية أثناء تواجدي في عملي وأنها أحضرته إلى منزلي مرتين ، في المرة الأولى لم يحدث سوى قبلات لكن المرة الثانية

هي التي حدث فيها حيث إنها قالت إن الرجل قال لها إنه يعاني من عجز جنسي وإنه يريد أن يجرب نفسه معها ليطمأن على نفسه فوافقت وعندما تقابلا معا كان بالفعل عاجزا جنسيا حيث لم يحدث

انتصاب وأمضيا الوقت في الملامسة والمداعبة. كل ذلك هي روته في حضور والدتها ثم في حضور والدي ووالدتي وهي الآن تقول إن هذا الحدث لم يتم إلا مرة واحدة فقط وإنها تابت توبة نصوحا لله سبحانه وتعالى

وهي الآن محافظة على الصلوات الخمس حيث إنها تقضي ما يقارب 30 دقيقة في صلاة العشاء وتطلب مني أن أسامحها وتبقى معي مع أولادها وهي تقسم أن ما حدث حدث وهى مشلولة

العقل وأنها تحبني وما تحب رجلا سواي . أنا الآن في حيرة لا أستطيع تصديقها وكلما ذهبت إلى عملي تقتلني الظنون والشكوك . دلني دلكم الله على الخير ماذا أفعل؟ هل أطلقها أم ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله

نسأل الله تعالى أن يأجرك في هذا المصاب العظيم ، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل سوء ، وأن يرد عنكما أهل الشر والفساد ، العابثين بالأعراض ، المستهترين بالحرمات .

ولكَم شعرنا بالمرارة والألم ونحن نقرأ هذه الحادثة الأليمة ، والمصيبة العظيمة ، نسأل الله أن يلطف بك ، ويخفف عنك ، ويجعل لك من هذا الضيق مخرجا وفرجا .

وأما سؤالك عن المخرج من هذه الحيرة ، والخلاص من هذه الظنون والشكوك ، فإن جوابنا : أن تلجأ إلى الله تعالى ، وأن تنطرح بين يديه ، ليدلك على الصواب

ويرشدك إلى السداد ، وأن تفتش في حالك ، فربما أذنبت ذنبا كبيرا عوقبت به ، فبادر بالتوبة والأوبة ، وأقبل على عبادتك وطاعتك ، فإن الله تعالى ولي المؤمنين ، يدافع عنهم وينصرهم

ويرد عنه كيد الكائدين ومكر الماكرين .

وتأمل في حال زوجك ، فإن رأيت فيها صلاحا وانكسارا وتوبة وندما ، فأمسكها ، فلعل الله أراد بها خيرا ، وعجَّل فضيحتها ، لتتوب إليه ، وتزداد تقربا منه . وكم من عاص ، تاب فحسنت توبته

وتُقبلت أوبته ، فبدل الله سيئاته حسنات ، وغفر له الزلات والخطيئات ، رحمةً منه وفضلا ، وجوداً منه وكرما ، سبحانه ما أعظمه ، وما أحلمه

وما أكرمه . وهو القائل : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ) طه/82 .

والقائل : ( وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ) النساء/27 .

والقائل : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25 .

والقائل : ( يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ ) حديث قدسي رواه مسلم (2577) .

فإن أمسكتها ، فاحبس عنها وسائل الشر والفساد التي قد تعيدها إلى ما كانت عليه ، أو تفتح لها باب الفساد مرة أخرى

ولك أن تمنعها من الاتصال في غيبتك ، ومن أن يكون لها جوال خاص ، حتى تطمئن إلى حالها ، وصدق توبتها .

وإن لم تطمئن إلى صدقها ، أو شعرت أن الظنون تفسد عليك عيشك ، وتشتت عليك أمرك ، وأن الحياة لن تستقيم بينكما بالمعروف بعدها

فسرحها بإحسان ، ولا تفضح لها سرا ، ولا تهتك لها سترا : ( وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) رواه مسلم (2699) .

نسأل الله أن يحفظنا وإياك والمسلمين من كل سوء .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:34
ظاهر من امرأته ولم يكفِّر وجامعها وأنجبت منه ، فماذا عليه ؟

السؤال

قلت لزوجتي أنتِ عليَّ حرام كأمي ، وبعد ذلك جامعتها ، وأتاني أولاد ، ولم أكفِّر ، ليس لدي مال ، ولا أستطيع أن أصوم شهرين ، وأنا تبت إلى الله ، واستغفرته ، فماذا أفعل ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

هذا اللفظ الوارد في السؤال هو من ألفاظ الظهار المحرَّم ، وقد وصفه الله تعالى في كتابه بأنه منكر من القول وزور ، فلا يحل لمسلم قوله ، وليست زوجته أمَّه ، ولا مثل أمه

فزوجته له حلال ، وأمه عليه حرام ، وتحريم الزوج لزوجته مثل تحريم الأم يوجب على قائله الكفارة المغلظة ، وهي عتق رقبة مسلمة ، فإن لم يجد فيصوم شهرين متتابعين

فإن لم يستطع فيُطعم ستين مسكيناً ، ولا يحل له مجامعة زوجته بعد قوله المنكَر ذاك إلا بعد أن يعتق ، أو يصوم ، أو يُطعم ، فإن جامعها قبل ذلك : أثِم ، ولزمه الامتناع حتى يؤدي الكفارة .

قال تعالى : ( الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ

. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ . فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ

أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) المجادلة /2-4 .

قال ابن القيم – رحمه الله -
:
الظهار حرام ، لا يجوزُ الإقدامُ عليه ؛ لأنه كما أخبر الله عنه " منكر من القول وزور " ، وكلاهما حرام ، والفرقُ بين جهة كونه منكراً ، وجهةِ كونه زوراً : أن قوله : " أنت عليَّ كظهر أمي

" يتضمنُ إخباره عنها بذلك ، وإنشاءه تحريمها ، فهو يتضمن إخباراً ، وإنشاءً ، فهو خبرٌ زُورٌ ، وإنشاءٌ منكر ؛ فإن الزور هو الباطل ، خلاف الحق الثابت ، والمنكر : خلاف المعروف

وختم سبحانه الآية بقوله تعالى : ( وَإنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُور ) المجادلة/2 ، وفيه إشعار بقيام سبب الإثم الذي لولا عفوُ الله ومغفرتُه : لآخذ به .

" زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 5 / 326 ) .

ثانياً:

الصحيح من أقوال العلماء فيمن جامع امرأته قبل الكفارة : أنها لا تسقط عنه ، ولا تتضاعف عليه ، بل تلزمه الكفارة ذاتها ، مع وجوب التوبة ، والكف الفوري عن جماعها حتى يكفِّر .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

الكفارة لا تسقُط بالوطء قبلَ التكفير ، ولا تتضاعف ، بل هي بحالها ، كفارةٌ واحدة ، كما دل عليه حكمُ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي تقدم

قال الصلتُ بنُ دينار : سألتُ عشرة مِن الفقهاء عن المظاهر يُجامع قبل أن يُكفر ، فقالوا : كفارة واحدة ، قال : وهم الحسنُ ، وابنُ سيرين ، ومسروق ، وبكر ، وقتادة ، وعطاء

وطاووس ، ومجاهد ، وعكرمة ، قال : والعاشر : أراه نافعاً ، وهذا قولُ الأئمة الأربعة . "

زاد المعاد " ( 5 / 343 ) .

ثالثاً:

لا تسقط الكفارة عنك أخي السائل إلا بالعجز التام عن إيجاد رقبة ، والعجز عن الصيام

والعجز عن الإطعام ، وفي المسألة خلاف أصلاً ، فمنهم من يرى سقوط الكفارة بالعجز ، ومنهم من يراها باقية في ذمتك ، والأرجح أنها تسقط بالعجز التام .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

والقول الراجح : أنّها تسقط ، وهكذا أيضاً نقول في جميع الكفارات ، إذا لم يكن قادراً عليها حين وجوبها : فإنها تسقط عنه

إمّا بالقياس على كفارة الوطء في رمضان

وإما لدخولها في عموم قوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/ 16 ، ( لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا ) الطلاق/ 7 ، وما أشبه ذلك

وعلى هذا فكفّارة الوطء في الحيض - إذا قلنا : إن الوطء في الحيض يوجب الكفّارة - : فإنّها تسقط .

وفدية الأذى إذا لم يجد ، ولم يستطع الصوم : تسقط ، وهكذا جميع الكفارات بناءً على ما استدللنا به لهذه المسألة ، وبناءً على القاعدة العامة الأصوليّة التي اتفق عليها الفقهاء في الجملة ، وهي أنّه " لا واجب مع عجز "
.
" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 6 / 418 ) .

وحالك لا يعلم به إلا الله ، فالواجب عليك أن تتقي الله ربك ، وأن تعلم أن جماعك لزوجتك مع قدرتك على الصيام ، أو الإطعام في حال عجزك عن الصيام : جماع محرَّم ، تستوجب به الإثم

وإن كنت عاجزاً عن الصوم لمرض ، أو كبر سنّ ، أو مشقة بالغة : فأنت معذور به ، ولكن هل تعجز أن تُطعم مسكيناً كلَّ يوم وجبة واحدة ، غداء ، أو عشاء ؟!

الذي يظهر لنا من حال عموم الناس أنه لا يُعجزهم ذلك ، فإن أمكنك إطعام مسكين كلَّ يوم : فباشر ذلك من الآن ، وامتنِع عن قربان زوجتك حتى تطعم ستين مسكيناً ، لا يحل لك غير ذلك
.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

وقوله : ( أطعم ستين مسكيناً ) هل إطعام الستين مسكيناً تمليك أو إطعام ؟ نقول : في القرآن الكريم أنه إطعام

ولم يقل : أعطوا ، بل قال : أطعموا ، وحينئذٍ نعلم أنه ليس بتمليك ، وبناء على ذلك نقول : إطعام ستين مسكيناً له صورتان :

الأولى : أن يصنع طعاماً - غداء أو عشاء - ، ويدعو المساكين إليه ، فيأكلوا ، وينصرفوا .

الثانية : أن يعطي كلَّ واحد طعاماً ، ويصلحه بنفسه ، ولكن مما يؤكل عادة ، إما مُدُّ بُرٍّ ، أو نصف صاع من غيره ، وفي عهدنا ليس يكال الطعام

ولكنه يوزن ، فيقال : تقدير ذلك كيلو من الأرز لكل واحد ، وينبغي أن يجعل معه ما يؤدمه من لحم ، ونحوه ، ليتم الإطعام ، وهل هذا العدد مقصود

أو المقصود طعام هذا العدد ؟

المقصود إطعام هذا العدد ، لا طعامه ، بمعنى لو أن إنساناً تصدق بما يكفي ستين مسكيناً على مسكين واحد : لا يجزئ .

ولو أطعم ثلاثين مرتين : لا يكفي ؛ لأن العدد منصوص عليه ، فلا بد من اتباعه ، اللهم إلا ألا يجد إلا ثلاثين مسكيناً فهنا نقول : لا بأس ، للضرورة .

" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 13 / 256 ، 257 ) .

وإن لم تستطع حتى هذا : فقد سقطت عنك الكفارة ؛ لقوله تعالى ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/من الآية 286
.
والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:39
كيف تواجه مشكلاتها مع أم زوجها ؟

السؤال

تزوجت منذ ست سنوات ، ولأن زوجي هو الولد الوحيد في أسرته كان لزاماً علينا أن نسكن مع أبويه ، ومنذ اليوم الأول من زواجنا وأمّه تريني شتى أنواع العذاب بسبب سوء خلقها ومعاملتها

أتذكر أن أخي في إحدى المرات كان قادماً إلينا من باكستان إلى بريطانيا ؛ لكي يكمل دراسته

وبحكم أنه أخي وأنه سيحل غريباً على هذه البلدة أحببت أن أستقبله عندي في البيت لمدة يوم أو يومين قبل أن يذهب إلى المدينة الأخرى التي فيها جامعته

ولكن أمّ زوجي أقامت الدنيا ولم تقعدها وكانت تصرخ بأعلى صوتها فسمعنا كل من في الجوار ، وقالت : إنه ليس من عادات أسرتهم أن يستقبلوا الغرباء !! .

أكاد لا أحصي مواقفها السيئة التي تنبئ عن امرأة جشعة ، ففي حفل زواجي كنّا قد أقمنا حفلاً متواضعا نظراً لبعض الظروف وكانت والدتي قد أعطتها فستاناً كهدية في تلك المناسبة

فكأنه لم يعجبها فبدلاً من أن تسكت وتحترم مشاعرنا بدأت بالسخرية والتذمر . إنها تهينني على كل صغيرة وكبيرة وتستعمل معي كل أنواع السب والشتم ، وكل أنواع الكلمات السيئة

وإذا ما اعترضتُ أو أردتُ أن أدافع عن نفسي قالت : أنا لا أقصدك ! إنها تجيد حبك الأمور والتلاعب بالألفاظ بشكل عجيب .

ليس هذا خُلقها معي فحسب بل حتى مع زوجها نفسه فهو رجل مريض مقعد ولا يستطيع أن يتحرك إلا بمساعدة ، لذا فهي تتذمر وتسبه وتشتمه وتعصيه ، وهو حيال كل هذا لا يملك إلا الصمت

بل إنها توقفت عن خدمته منذ أن مرضت وأصابها السرطان ، ولكنها قد عوفيت من ذلك المرض ، ومع هذا ما زالت معرضةً عن خدمته ، وأصبح زوجي هو من يقوم بذلك ، مسكين زوجي لا يدري

كيف يواجه كل هذا الضغط ، إنه يعود من العمل مرهقاً يأمل أن يجد وقتاً يرتاح فيه ، ولكنه يجد نفسه أمام والده المقعد الذي يحتاج إلى الرعاية والعناية فيضطر للقعود بجانبه

ولو كان فيها خير هذه المرأة لقامت بذلك فهي زوجته على كل حال ولكن غلبتها طباعها الخبيثة فحالت بينها وبين طاعة زوجها.

فبعد أن عرفتم حالي مع هذه المرأة وما أعانيه من سوء خُلقها ، ما هي نصيحتكم ؟

الجواب

الحمد لله

ننبهك - أولاً – أنه قد يقع منك تجاه أم زوجك ما يقتضي وقوعك في الإثم كسبها وشتمها واتهامها بما ليس فيها وغيبتها

فعليك أن تحذري من هذا فإنه حتى لو كانت في الأصل سيئة التعامل معك أو مع غيرك فإن هذا ليس بمسوِّغ لك لأن يصدر منك تجاهها ما هو محرَّم عليك مما ذكرناه آنفاً .

وأما بخصوص طريقة التعامل معها فإنه يمكننا القول إن لك أن تهجريها وأن تردي الإساءة بمثلها

وأنه لا يلزمك شرعاً برَّها ولا زيارتها ، لكن هناك خصوصيات عديدة

ووضعا اجتماعيا معقدا يجعلنا لا نفضل لك ذلك ، لا سيما ومعيشتكم في مكان مشترك ؛ فهذا يتطلب قدرا من الحكمة والواقعية في التعامل ، فنحن نطمع منك في أمور ، ولا نظنك تضعفين عنها ، إن شاء الله :

1. أن تحتملي أذى أم زوجك وأن تصبري على ما ابتليتِ به إكراماً لزوجك وأداء لحسن العشرة معه ، قال تعالى : ( وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ .

الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران/ 133 ، 134 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -

: " وصف المتقين وأعمالهم ( والكاظمين الغيظ ) أي : إذا حصل لهم من غيرهم أذية توجب غيظهم - وهو امتلاء قلوبهم من الحنق الموجب للانتقام بالقول والفعل

- هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطباع البشرية بل يكظمون ما في القلوب من الغيظ ويصبرون عن مقابلة المسيء إليهم .

( والعافين عن الناس ) يدخل في العفو عن الناس العفو عن كل من أساء إليك بقول أو فعل ، والعفو أبلغ من الكظم ؛ لأن العفو ترك المؤاخذة مع السماحة عن المسيء

وهذا إنما يكون ممن تحلى بالأخلاق الجميلة وتخلى عن الأخلاق الرذيلة ، وممن تاجر مع الله وعفا عن عباد الله رحمة بهم ، وإحساناً إليهم

وكراهة لحصول الشر عليهم ، وليعفو الله عنه ويكون أجره على ربه الكريم لا على العبد الفقير ، كما قال تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 148 ) .

فالصبر على الأذى وكظم الغيظ ثم العفو عن المسيء والإحسان إليه هذه أخلاق الصالحين .

2. أن تصفحي عنها ؛ امتثالا لوصية الله تعالى في قوله : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) آل عمران/ 199 ، وهذه الآية جامعة لمحاسن الأخلاق

وإن أم زوجك قد بلغت من العمر ما بلغت وربما تجلس قليلا ثم تفارق الدنيا فراقاً لا لقاء بعده إلا في الآخرة ، فاعفي واصفحي واطلبي أجر ذلك وثوابه من الكريم الجليل – سبحانه - .

3. ابتعدي عن كل ما يثيرها ويزعجها ، وأقلِّي من الخلطة معها إلا لإيصال الخير إليها ، كما قال تعالى : ( وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) .

4. أن تكثري من الدعاء لها بالهداية والصلاح ؛ فإن الدعاء أثره عظيم على الداعي والمدعو له ، وإن الالتجاء إلى الله لا ينتج عنه إلا الخير .

5. لا تدعي النصح لها وابذلي القول والفعل الحسن لها ، منك ومن غيرك ممن تظنين أن كلامهم مسموع لديها ، وربما زوجك يكون له أثر كبير إذا وعظها وأرشدها

أو من خلال كتاب أو برنامج تلفزيوني لشيخ تثق به وتستمع له .

6. استشعري الأجر على كل ما سبق ذكره ، واعلمي أن المحن تأتي بالمنح ، فَعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ " أَنَّ رَجُلاً قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ لِى قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ "

فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلاَ يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم ( 2558 ) .

ومعنى تسفهم المل : تطعمهم الرماد الحار .

07 فإذا ضاق صبرك عن أن تحتملي هذا الوضع ، فليس إلا أن تفترقي مع زوجك في مسكن خاص ، ومع أن هذا حق لك ، لا شك فيه ، إلا أن المتعين على المرأة العاقلة قبل أن تفكر في حقها الخالص

أن تنظر في ظروف زوجها ، والظروف المحيطة بكم ؛ وتتريثي في طلب ذلك الحق ، إلى أن تجدي من زوجك القدرة على تنفيذه .

ونسأل الله تعالى أن يسددك ويوفقك لما فيه رضاه .

وانظري جواب السؤال القادم

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-12, 19:44
تعيش مع حماتها وبينهما مشاكل كثيرة

السؤال

أنا زوجة منذ 10 سنوات تقريبا ولديَّ طفلان ، أعيش منذ أن تزوجت مع والد ووالدة زوجي ، بدأت حياتي وأنا أرجو أن نكوِّن أسرة وأن أعامل وكأني ابنة لهم وأعاملهم بنفس الطريقة

ولكن الحياة بيننا أصبحت ما يمكن أن يسمى " تعايش سلمي " ، فهناك حوار ما دامت ليس لها ملاحظات عليَّ ، لكني أفتقد الإحساس بالمحبة وخصوصا عندما أكون مريضة أو أحس بالتعب

لا أحس أنها تسأل عن صحتي باهتمام الأم ، إن أنا قلت إني أحس بالتعب لا تسألني إن تحسنت حالتي أو كيف أصبحت فصرت لا أقول ، وفي بعض الأحيان ردها على كلامي يوصل الإحساس أنها ترى أني أتصنع ذلك

وهذا يحز في نفسي ، فأنا لا أطلب أن أستريح وتقوم هي بعمل المنزل ولكن مجرد الاهتمام بالسؤال عن صحتي ، والمشكلة الأخرى تكمن في طبع والدة زوجي أنها كثيرة الانتقاد لتصرفات الآخرين

تكون في بعض الأحيان على صواب وأحيانا أخرى تكون فيها مبالغة ، فهي تريد الأمور أن تتم كما تراها وغير ذلك فهو في نظرها خطأ

المشكلة أن حديثنا في الغالب ما يكون انتقادا لأشخاص سواء من الأصدقاء أم من الأقارب من جهتهم أو من جهتي ، وانتقادها يكون غالباً حادّاً وخاصة إن كانت في حالة غضب

من الشخص وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الشتم ، أولاً أنا أحس أننا نرتكب الكثير من الغيبة ، وإن لم أرد عليها أو حاولت أن أبرر تصرفات من تنتقده في محاولة لرد غيبة الشخص المتحدث عنه انقلب عليَّ الحال

فالوضع الوحيد الذي يرضيها أن أقول إنها على حق وأن الطرف الآخر قد أخطأ ، ولكن ذلك لا يتم إلا وقد جرحنا في الناس كثيراً

ويزيد من ضيقي أن يكون هذا النقد اللاذع لأهلي ( أبى وأمي وإخوتي وأزواجهم ) ، وقد يكون معها الحق أحيانا ، فهم بشر ولهم عيوبهم وأخطاؤهم

ولكن أن نظل نتحدث عما حدث وننتقدهم والانتقاد لا يكون فقط على السلوك الذي حدث منهم وأغضبها ( وطبعا بشكل لاذع ) بل يكون أحيانا على تصرفاتهم في حياتهم الشخصية

وإن ظهر عليَّ الضيق غضبت مني ، وقد توفي والد زوجي منذ ما يقل من عام فأصبح الوضع أكثر سوءا ؛ أصبحتْ أشد حساسية وانتقاداً للنظرة والحركة والكلمة وطريقة كلام من نعرفهم

وانتقل هذا الانتقاد لي أنا شخصيّاً في كل أمور حياتنافأرجوا النصح والتوجيه.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ينبغي أن تعلمي – أختنا السائلة - اختلاف طبيعة البشر ، فهم ليسوا سواء من حيث الخلُق والدين والعقل والتصرفات ، وينبغي عليكِ -

كذلك - مراعاة من كان كبيراً في السنِّ فإن عقله يضعف ويعود صغيراً في كثيرٍ من تصرفاته

وعليكِ – أيضاً – مراعاة أنكِ تتعاملين مع أم زوجكِ ، وغالب هؤلاء الأمهات تدب فيهن غيرة الضرائر من زوجات أبنائهنَّ .

فإذا راعيتِ كل ما سبق وفطنتِ له فإنه تهون عليك مشاكلك وتفرَّج همومك ، فما تعانين منه تعاني منه كثيرات ، وهو يحتاج لأمرين مهمين : الصبر والحكمة .

فاصبري على ما ترينه وتسمعينه من أهل زوجك ، وكوني حكيمة في تعاملك معهم

وبخاصة أم زوجك ؛ فإنه بحكمتك تستطيعين تجنب كثير من المشاكل ، وتفوزين برضاهم أو على الأقل كف شرهم عنكِ ، وتفوزين بقلب زوجك ورضاه عنكِ .

والحكمة في تعاملك مع أم زوجكِ تقتضي منكِ إسماعها الكلام الحسن ، والثناء عليها ، والدعاء لها ، وتلبية طلباتها ، وأن تكوني أحرص منها على نفسها إن كانت تتناول دواء

مثلاً – أو لها موعد زيارة طبيبة ، كما أن للهدية دوراً كبيراً في ترقيق قلبها وتغيير معاملتها تجاهك .

مع العلم أنه لا يجب عليكِ خدمتها ولا العناية بها من حيث الوجوب الشرعي ، فما تفعلينه هو أمر مستحب محبوب للشرع ، وهو من حسن العشرة لزوجكِ

ولعلَّها إذا عرفت أنكِ تقومين بما لا يجب عليكِ شرعاً ، وعرف زوجكِ ذلك – أيضاً – أن يكون لك مكانة عندهما عالية .

ثانياً :

هذا لا يعني أنكِ تجارينها في الغيبة التي تفعلها ، بل يجب عليكِ نصحها بترك أكل لحوم الناس باغتيابهم ، فإن انتهت فهو خير لها ، ولكِ أجر ذلك ، فإن استمرت ولم تنته فلا يحل لك الجلوس معها وهي تغتاب الآخرين

بل يجب مفارقة مجلسها ، وقد يكون تصرفك هذا مساهماً في تركها للغيبة ، ولا يكفي إنكارك بقلبك في الحال

لأنك لستِ في حكم المكرَهة ، ولا بدَّ أن تفهم هي وابنها هذا الحكم ، واعلمي أنكِ إن بقيتِ معها وهي على ذلك الحال فأنت شريكة معها في إثم الغيبة ، فكيف إن شاركتِ معها بلسانك ؟! .

ثالثاً

لك كل الحق في أن يكون لكِ بيتٌ مستقل تعيشين فيه مع زوجكِ وأبنائكِ

ولك الحق أن يكون لك كثير من الخصوصية إن كان زوجك يريد أن يكون مسكنكم مع أهله ، ولا يكون عاقّاً لأمه لو فعل ذلك ، فالرجل العاقل الحكيم يزن الأمور بميزان الشرع ، ويعطي كل ذي حقٍّ حقَّه

ولا ينتقص لواحدٍ من الآخر .

على أننا ، مع ذلك ، نعلم صعوبة الاستقلال بمسكن في كثير من الأحيان ، لا سيما مع الظروف المعاصرة التي جعلت من الحصول على المسكن الملائم ، خاصة في المدن الكبرى

أمرا صعب المنال ، وهنا يتوجب على المرء أن ينظر في الظروف المحيطة به ، بشكل عام ، وبأفق أرحب ، من أجل ألا يشق على نفسه ، ولا على من حوله ، والله تعالى كتب الإحسان على كل شيء .

ويجب على زوجكِ أن يعلم بحقيقة وضعك مع أمه ؛ لأن هذا سبَّب لك عصبية ظهر أثرها على أبنائك ، وقد يكون أثر على زوجك أيضاً ، لذا ينبغي عليه أن يسارع في حل مشكلات البيت

وعليك أن يتقبل منكِ المصارحة في الأمور كلها ؛ وعليه أن يتحمل المسئولية التي أوجبها عليه الشرع ، فعليه برُّ أهله ، ومن برِّهما نصحهما وتذكيرهما إن وقعا في مخالفة الشرع

كما أن عليه مسئولية عِشرة زوجته بالمعروف ، وعليه مسئولية تربية أولاده ، فهو أحوج ما يكون للمصارحة والمعاونة على ذلك ، وأنتِ الطرف الأساس الذي يعينه على ذلك كله .

ونسأل الله تعالى أن يهديكم ويصلح بالكم ، وأن يجمع بينكم على خير ، وأن تكونوا أسرة واحدة سعيدة في الدنيا والآخرة .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:09
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل تصبر على زوج سيء الأخلاق أم تحرص على الفراق ؟

السؤال

أنا شابة في الرابعة والعشرين ، متزوجة منذ خمس سنوات ونصف ، ولدي طفلة في الثالثة من العمر ، ليس لدي أسرة ، فوالدي توفي عندما كنت في الثامنة عشرة

أما أمي فتركتني بعد أن طلقها والدي وأنا في الشهر الأول من عمري ، ومع هذا فلديّ أعمام ولكنهم لا يتصلون بي إلا قليلاً ؛ لأنهم يكرهون زوجي ، وأنا أيضاً أكرهه ، إنه منافق يُبطن ما لا يُظهر

فتراه يتمثل الصلاح أمام الناس ، فإذا ما خلا لم يُبق ولم يذر ، يتكاسل في صلاته ، يسيء إليّ ، يحتقرني ، يهزأ بي وبما أقول من نُصح .. الخ ، إنه يضرب أسوء الأمثلة أمام الطفلة الصغيرة

كما أنه فوق هذا وذاك بخيل قابض اليد ، كثير الوعود قليل الإيفاء . وبالرغم من كل ذلك فإني أراقب الله فيه ، وأسعى للقيام بطاعته على أتم وجه

غير أن ذلك لا ينفي كرهي له ، إني أكرهه بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، حتى عندما يأتي للنوم معي لا أشعر بما يشعر به كل النساء مع أزواجهن من متعة ، بل أشعر كما لو أني أخضع لعذاب لا خيار لي حياله إلا الصبر .

كلما حاولت التوصل إليه بالنصح نهرني وقال : لقد سمعت هذا كثيراً ، إنه يسيء فهمي في كل صغيرة وكبيرة ويحمّلني الخطأ دائماً ، ما جعلني أعزف عنه عزوفاً تامّاً

لدرجة أني أخشى أن لا تُقبل صلاتي ؛ لشدة ما أجد في نفسي تجاهه . فما العمل من وجهة نظركم ؟ لقد فكرت بالطلاق ولكني لا أريد لابنتي أن تعيش نفس الحياة الذي عاشتها والدتها

ومع هذا فما زال هذا الخيار قائماً ، فالطلاق من وجهة نظري أقل وطأة على نفسي وأحب إليَّ من البقاء معه ، فأرجو التوجيه .

الجواب

الحمد لله

الأصل في الزواج أن يقوم على المودة والرحمة بين الزوجين ، وحفظ العهد وحسن الرعاية والعفاف ، والتعاون فيما بينهما على وتربية الأولاد

ومعانٍ كثيرة شُرع الزواج من أجلها ، وقام عليها ، وقد تفقد المرأة معنى من هذه المعاني ، وتحافظ على بيتها حرصا على أمور أخَر كحفظ العهد ، أو الخوف على مستقبل الأولاد .

ولقد ضربتِ مثلاً حسناً في الإحسان إلى زوجك ، والحرص على القيام بحقوقه ، مع ما يفعله معك من إساءة ، ونرجو أن تداومي على هذا الأمر محتسبة الأجر عند الله ؛ فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً

وإن الزوج طريقك إلى الجنة .

وإن الزوجة كما هي مطالبة بحسن العشرة كذلك يطالب الزوج ، فهو مأمور بحسن الخلق والمعاشرة

قال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/ 19 ، وقال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 .

ومما يطالب الزوج به : النفقة ، قال تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 233 .

وهو مأمور بحسن تربية الأولاد وهو محاسَب عند الله على نصحهم والعناية بهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ

وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهْىَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري ( 2278 ) ومسلم ( 1829 ) .

فإن فُقدت هذه المعاني من الحياة الزوجية أصبح العيش فيها مضرّاً مهلِكاً للنفس والبدن ، ولكن إذا كان النصح واجباً لعامة المسلمين فإن زوجك أولى الناس به

فلو عرضتِ حالته على من يستحيي منه من الناس لعله ينصحه فتكون هذه النصيحة سببا في هدايته ، فلعل أن يكون في ذلك خير له في دينه ودنياه وآخرته .

فإن لم يجد ذلك معه شيئا ، فانظري إلى أمرك ، وشاوري الثقات القريبين منك ، والعارفين بحالك : فإن غلب على ظنك أن تؤدين له حقه

وتحستبين عند الله ما ضيعه من حقك ، وعلمت أن ذلك أحفظ لابنتك ، خاصة في البيئة التي تعيشين فيها

فاصبري معه ، واحتسبي أجر ذلك عند الله .

وإن غلب على ظنك أنك لن تتمكني من تحمل ذلك ، فالكي آخر الدواء

والطلاق آخر ما يلجأ إليه الزوجان

لكنه مع ذلك حل واقعي ، وشرعي ، لكثير من المشكلات التي لا حل لها إلا ذلك

وقد قال الله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/ 130

ولعل الله أن يبدلك خيرا منه ، وأن يبدل ابنتك خيرا من تلك الحال .

وانظري جوابي السؤالين القادمين

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:13
هل تطلب الطلاق من زوجها الذي لا يحافظ على الصلاة ويقصر في حقوقها ؟

السؤال

لقد تقدم لخطبتي شاب أقل مني في المستوى التعليمي فلم يحصل إلا على الثانوية ، وأنا جامعية فرفضت ، فادعت أمه أنه معه دبلوم في اللغة الإنجليزية ثم تبين لي بعد ذلك أنه لا يعرف شيئا عن اللغة الإنجليزية

وقالت إنه موظف وراتبه 4000 ريال وهذا الراتب يكفي لأن جده سيعطيه شقة له على سبيل الهدية ، وتم الزواج فعلا ولكن ظهر لي بعد ذلك أن عليه ديونا للبنوك تخصم من راتبه ، ولا يعطيني في الشهر إلا 100 ريال فقط

ومنذ ثلاثة أشهر ترك العمل ولم يجد غيره ، ولم ننتقل إلى الشقة التي أعطاها له جده مع أنه مضى من الوقت الآن سنة وأربعة أشهر على زواجنا . لأنه لا يستطيع أن ينفق علي ، بل نقيم مع أهله .

وهو مع ذلك متهاون في الصلاة ، لا يصلي إلا إذا طلبت منه ذلك ، وهو أيضا بدين جدا مما يمنعني من الحصول على اللذة معه ، ولا يهتم بنظافته الشخصية ، حتى بدأت أنفر منه .

الجواب

الحمد لله

الزواج آية من آيات الله ، ونعمة من نعمه ، يجد فيها الزوجان السكن والأنس

والمودة والرحمة ، مع العفة والإحصان ، وإنجاب الذرية الصالحة التي تعمر الأرض وفق منهج الله

. كما قال سبحانه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21 .

وهذه مقاصد الزواج التي شرع من أجلها ، فإذا لم تتحقق هذه المقاصد ، كان الطلاق سبيلا مشروعا ، يمهّد للانتقال لحياة زوجية أخرى ، تتحقق فيها أهداف النكاح ومقاصده .

وما ذكرتِه من الأسباب ، يبيح لك سؤال الطلاق ؛ وقد روى الترمذي (1187)

أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا مِنْ غَيْرِ بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ) . والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي.

فقوله : "من غير بأس" أي : من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " فالواجب على المرأة أن عاشر بالمعروف ، وأن تسمع وتطيع لزوجها بالمعروف ، وألا تطلب الطلاق إلا من علة ، فإذا كان هناك علة ، فلا بأس

مثل أن يكون بخيلا لا يؤدي حقها ، أو كان كثير المعاصي ، كالسُّكر ونحو ذلك ، أو كان يسهر كثيرا ويعضلها ، أو ما أشبه ذلك من الأسباب فهذا عذر معتبر " انتهى ، نقلا عن "فتاوى الطلاق" ص 264 .

وهذه الأسباب التي ذكرت وإن كانت تبيح لك سؤال الطلاق ، إلا أنه ينبغي أن تفكري في هذا الأمر تفكيرا كثيرا قبل الإقدام عليه ، مراعية عدة أمور :

الأول : الأمل في صلاح حاله ، لاسيما إذا انتقلتما إلى شقة خاصة ، ولعله بتشجيعك يلتزم بصلاته ، ويفتح الله عليه برزق حسن ، ويسعى لإرضائك والتخلص مما يؤذيك

ويكون لك أجر الصبر والإحسان إليه ، وإعانته على تغيير حاله . فراجعي نفسك ، وتدبري في حال زوجك ، فإن رجوت منه صلاحا وتغيرا ، فاصبري واحتسبي ، واعلمي أن الصبر عاقبته الفرج والظفر

وكم من امرأة صبرت على زوجها وسوء خلقه ، ثم غير الله حاله ، وصار من أحسن الأزواج ، لا ينسى صبرها

ومعروفها وإحسانها ، وقد قال الله تعالى : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34، 35 .

والمرأة لها دور عظيم يمكن أن تقوم به في مجال إصلاح زوجها ، ودعوته إلى الخير والفلاح

إذا أوتيت الحكمة والرفق والأسلوب الحسن . وينبغي أن يتجه الإصلاح أولا إلى الدين ، قبل الجسم والمادة ، فإنه إن صلح دينه جاءه التوفيق والتسديد في أموره كلها بإذن الله وفضله .

الثاني : أن تنظري في أمرك فيما لو وقع الطلاق ، وكيف سيكون حالك ، وهذا أمر لا يُحكم عليه في وجود الغضب أو النفور من الزوج ، بل يحتاج إلى روية ونظر وتأمل

والعاقلة قد ترضى بالحياة المنغّصة مع زوج فيه خير وشر ، وصلاح وفساد ، وتفضل ذلك على أن تكون مطلقة

تعاني من الوحدة والقلق والبحث عن الزوج ، في زمان انتشرت فيه العنوسة ، وصعب فيه أمر الزواج من الأبكار ، فضلا عن المطلقات .

وهذا يختلف من امرأة لأخرى ، فربما كانت المطلقة مرغوبة لدينها أو لجمالها أو مالها أو نسبها .

الثالث : ينبغي أن تكثري من اللجوء إلى الله تعالى ، وسؤاله أن يلهمك رشدك ويقيك شر نفسك ، وألا تتخذي قرارا إلا بعد أن تستخيري ربك جل وعلا .

ولمعرفة صلاة الاستخارة ينظر السؤالين القادمين

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والهدى والفلاح .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:21
صلاة الاستخارة

السؤال

أود معرفة المزيد عن صلاة الاستخارة . ماذا أتلو ، وأدعو ، كم عدد الركعات ، وما هو الأجر من ذلك . وهل صلاة المذهب الحنبلي والشافعي والحنفي بنفس الطريقة .

الجواب

الحمد لله

صلاة الاستخارة سنة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يعمل عملاً ولكنه مترددٌ فيه ، وسيكون الحديث عن صلاة الاستخارة من خلال ثمان نقاط :

1ـ تعريفها .
2ـ حكمها .
3ـ الحكمة من مشروعيتها .
4ـ سببها .

5ـ متى تبدأ الاستخارة .
6ـالاستشارة قبل الاستخارة .
7ـ ماذا يقرأ في الاستخارة ؟ .

8ـ متى يكون الدعاء ؟ .

المطلب الأول : تعريفها .

الاسْتِخَارَةُ لُغَةً : طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ . يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك . وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ . أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ .

المطلب الثاني : حكمها .

أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ , وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ

: إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ ,

وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ

: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ :

عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ صَحِيحِهِ (1166) وَفِي بَعْضِهَا ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ .

المطلب الثالث : الحكمة من مشروعيتها .

حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّةِ الاسْتِخَارَةِ , هِيَ التَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ , وَالْخُرُوجُ مِنْ الْحَوْلِ وَالطَّوْلِ , وَالالْتِجَاءُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ .

لِلْجَمْعِ بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ . وَيَحْتَاجُ فِي هَذَا إلَى قَرْعِ بَابِ الْمَلِكِ (سبحانه وتعالى) ,

وَلا شَيْءَ أَنْجَعُ لِذَلِكَ مِنْ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ ; لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ , وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ , وَالافْتِقَارِ إلَيْهِ قَالا وَحَالا ، ثم بعد الاستخارة يقوم إلى ما ينشرح له صدره .

المطلب الرابع : سببها .

سَبَبُهَا ( مَا يَجْرِي فِيهِ الاسْتِخَارَةُ ) : اتَّفَقَتْ الْمَذَاهِبُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَدْرِي الْعَبْدُ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهَا , أَمَّا مَا هُوَ مَعْرُوفٌ خَيْرَهُ أَوْ شَرَّهُ كَالْعِبَادَاتِ وَصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمَعَاصِي

وَالْمُنْكَرَاتِ فَلا حَاجَةَ إلَى الاسْتِخَارَةِ فِيهَا , إلا إذَا أَرَادَ بَيَانَ خُصُوصِ الْوَقْتِ كَالْحَجِّ مَثَلا فِي هَذِهِ السُّنَّةِ ; لِاحْتِمَالِ عَدُوٍّ أَوْ فِتْنَةٍ , وَالرُّفْقَةِ فِيهِ , أَيُرَافِقُ فُلانًا أَمْ لا ؟ وَعَلَى هَذَا فَالاسْتِخَارَةُ لا مَحَلَّ لَهَا فِي الْوَاجِبِ وَالْحَرَامِ وَالْمَكْرُوهِ

, وَإِنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ . وَالاسْتِخَارَةُ فِي الْمَنْدُوبِ لا تَكُونُ فِي أَصْلِهِ ; لِأَنَّهُ مَطْلُوبٌ , وَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَ التَّعَارُضِ , أَيْ إذَا تَعَارَضَ عِنْدَهُ أَمْرَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِهِ أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ ؟ أَمَّا الْمُبَاحُ فَيُسْتَخَارُ فِي أَصْلِهِ .

المطلب الخامس : مَتَى يَبْدَأُ الاسْتِخَارَةَ ؟

يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَخِيرُ خَالِيَ الذِّهْنِ , غَيْرَ عَازِمٍ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ , فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ : " إذَا هَمَّ " يُشِيرُ إلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ , فَيَظْهَرُ لَهُ بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَا هُوَ الْخَيْرُ ,

بِخِلَافِ مَا إذَا تَمَكَّنَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ , وَقَوِيَتْ فِيهِ عَزِيمَتُهُ وَإِرَادَتُهُ , فَإِنَّهُ يَصِيرُ إلَيْهِ مَيْلٌ وَحُبٌّ , فَيَخْشَى أَنْ يَخْفَى عَنْهُ الرَّشَادُ ; لِغَلَبَةِ مَيْلِهِ إلَى مَا عَزَمَ عَلَيْهِ .

وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْهَمِّ الْعَزِيمَةَ ; لأَنَّ الْخَاطِرَ لا يَثْبُتُ فَلَا يَسْتَمِرُّ إلَّا عَلَى مَا يَقْصِدُ التَّصْمِيمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَيْلٍ . وَإِلا لَوْ اسْتَخَارَ فِي كُلِّ خَاطِرٍ لاسْتَخَارَ فِيمَا لا يَعْبَأُ بِهِ , فَتَضِيعُ عَلَيْهِ أَوْقَاتُهُ . "

المطلب السادس : الاسْتِشَارَةُ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ .

قَالَ النَّوَوِيُّ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ . قَالَ تَعَالَى : وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وَإِذَا اسْتَشَارَ وَظَهَرَ أَنَّهُ مَصْلَحَةٌ , اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ

. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيُّ : حَتَّى عِنْدَ الْمُعَارِضِ ( أَيْ تَقَدُّمِ الاسْتِشَارَةِ ) لأَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ إلَى قَوْلِ الْمُسْتَشَارِ أَقْوَى مِنْهَا إلَى النَّفْسِ لِغَلَبَةِ حُظُوظِهَا وَفَسَادِ خَوَاطِرِهَا .

وَأَمَّا لَوْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُطْمَئِنَّةً صَادِقَةٌ إرَادَتَهَا مُتَخَلِّيَةً عَنْ حُظُوظِهَا , قَدَّمَ الاسْتِخَارَةَ .

المطلب السابع : الْقِرَاءَةُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ .

-فِيمَا يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ ثَلاثَةُ آرَاءٍ :

أ - قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بَعْدَ الْفَاتِحَةِ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ , وَفِي الثَّانِيَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .

وَذَكَر النَّوَوِيُّ تَعْلِيلًا لِذَلِكَ فَقَالَ : نَاسَبَ الْإِتْيَانُ بِهِمَا فِي صَلَاةٍ يُرَادُ مِنْهَا إخْلَاصُ الرَّغْبَةِ وَصِدْقُ التَّفْوِيضِ وَإِظْهَارُ الْعَجْزِ , وَأَجَازُوا أَنْ يُزَادَ عَلَيْهِمَا مَا وَقَعَ فِيهِ ذِكْرُ الْخِيَرَةِ مِنْ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ .

ب - وَاسْتَحْسَنَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْ يَزِيدَ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَرَبُّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ . مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَرَبُّك يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ .

وَهُوَ اللَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى ,

وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا

ج - أَمَّا الْحَنَابِلَةُ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ فَلَمْ يَقُولُوا بِقِرَاءَةٍ مُعَيَّنَةٍ فِي صَلاةِ الِاسْتِخَارَةِ .

المطلب الثامن : مَوْطِنُ دُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ .

قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ : يَكُونُ الدُّعَاءُ عَقِبَ الصَّلاةِ , وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِمَا جَاءَ فِي نَصِّ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم . أنظر الموسوعة الفقهية ج3 ص241

قال شيخ الاسلام في الفتاوى الكبرى ج2 ص265 : مَسْأَلَةٌ فِي دُعَاءِ الِاسْتِخَارَةِ , هَلْ يَدْعُو بِهِ فِي الصَّلاةِ ؟ أَمْ بَعْدَ السَّلامِ؟ الْجَوَابُ : يَجُوزُ الدُّعَاءُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ , وَغَيْرِهَا :

قَبْلَ السَّلامِ , وَبَعْدَهُ , وَالدُّعَاءُ قَبْلَ السَّلامِ أَفْضَلُ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ دُعَائِهِ قَبْلَ السَّلامِ , وَالْمُصَلِّي قَبْلَ السَّلامِ لَمْ يَنْصَرِفْ , فَهَذَا أَحْسَنُ ,

وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ..

..........

كيفية صلاة الاستخارة وشرح دعائها

السؤال

كيف تكون صلاة الاستخارة ؟

وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟.

الجواب

الحمد لله

صفة صلاة الاستخارة قد رواها جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ :

" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ

هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي

وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . " رواه البخاري 6841 وله روايات أخرى في الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :

الاستخارة : اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .

قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة .. في الأمور كلها ) قال ابن أبي جمرة :

هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت

: .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .

قوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .

قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة ) فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا .. وقال النووي في " الأذكار " : لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة .

. ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .

وقال ابن أبي جمرة . الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك ,

ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .

وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .

قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة .. وقوله " وأستقدرك " .

. معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .

قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .

قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) .. في رواية .. " ثم يسميه بعينه " .. وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .

قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي .

قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه ) أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ,

قوله ( ورَضِّني ) .. أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..

والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء .

انتهى ملخّصا من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:27
هل يطلِّق امرأته لأنها لم تُسلم أم يبقيها في عصمته من أجل ابنه منها ؟

السؤال

تزوجت بامرأة روسية سنة 1998 ، وبعد حوالي 6 أشهر اعتنقت الإسلام ، ولبست الحجاب ، وأصبحت تحاول حفظ بعض سور من القرآن ، ولكن بعد حوالي سنة حصلت مشكلة كبيرة اضطررت بعدها مع الأسف إلى الطلاق

وعشت مرحلة صعبة بعدها تقارب نصف السنة ، وتعرفت على امرأة كانت تسكن بجانبي ومع الأسف كانت علاقتنا لوقت قصير غير شرعية لضعف الإيمان آنذاك

ولكن بعدها تزوجنا بعقد كتبه أحد أصدقائي الذي لعب دور الولي ! مع حضور شاهدين ، وكتب عقداً أمضاه هو والشهود ، وفي ذلك الوقت كان من الصعب أن تجد أحداً يكتب عقدا للمسلمين في مدينة

" سان بطرسبورغ " الشمالية ، وبعد حوالي شهرين تزوجنا رسميّاً بالعقد الروسي في مكتب خاص بزواج الأجانب ، وليس في الكنيسة ، وكنت أعتقد أن الزوجة ستعتنق الإسلام بعد مدة من الزمن

ولكن بعد حوالي 5 أشهر حملت زوجتي بولد رغم الاحتياطات التي قمت بها , وقد كنت في حيرة من أمري هل نسقط الجنين أم لا , خاصة أنه كانت بيننا بعض المشاكل ، ولكن في الأخير قررت أن أبقي الجنين

وهكذا ولد الولد وكبر شيئا فشيئا ، وأنا كل همي أن تعتنق زوجتي الإسلام ، وكلما مر الوقت كلما كبر الولد وزاد تأثري بالقضية ، حيث كنت دائما أفكر في الطلاق ، ولكن لا أريد أن أتخلى عن ولدي

ففي حالة الطلاق كان يلزم عليَّ أن أرجع إلى وطني وأترك الولد ، لكن كنت أتراجع عن فكرة الطلاق لكي لا يكبر الولد بعيدا عني ، فيضيع في ذاك البلد الأجنبي ، كنت دائما أحاول أن أعلمه تعاليم الإسلام

أمه لم تكن تعارضني في أي شيء ، كان لدي الاختيار بين أن أصبر من أجل تربية ولدي أو أن أطلقها ، خاصة أنه مع مرور الوقت لم تعتنق الإسلام , والغريب أنها تعتقد بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول

وأن عيسى نبي الله ورسوله وتؤمن بالرسل ، ولا تتدخل أبداً في تربيتي لولدي على الطريقة الإسلامية ، ولكن تعبت كثيراً ، ورغم محاولاتي اللانهائية دون جدوى لم تتغير أفكارها

وندمتُ كثيراً على الزواج بغير المسلمة وقد كان اعتقادي أنها ستعتنق الإسلام كما اعتنقته زوجتي الأولى ، ومع الأسف وبعد مرور أكثر من 12 سنة على زواجنا لم يتغير رأيها

وقد أصبحتُ في حالة نفسية لا أعرف ماذا سأفعل ، حيث أن عمري حاليّاً 45 سنة ، والحمد لله أصبحت ملتزما , وابني الذي ضحيت من أجله عمره الآن 11 سنة ، ويصلي الصلوات الخمس منذ سنة تقريباً

وعلمته شيئاً من القرآن - والحمد لله - ، حتى الساعة تربيته - ما شاء الله - جيدة ، وقد ذهبت إلى الحج في سنة 2007 ميلادية ودعوت الله هناك كثيراً أن يشرح صدر زوجتي للإسلام , وبعد مرور 4 سنوات بعد الحج

لا أعرف ماذا أفعل مع هذه السيدة ، أدعو في كل صلاة لها بالهداية , سألت الكثير من الأئمة الكل كان ينصحني بالصبر ، وها أنا صبرت وضحيت من أجل ولدي .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

هداية التوفيق للإسلام والخير بيد الله تعالى وحده ، لا يملك قلوب الناس للتوجه لها إلا الله عز وجل

وإنما على المسلم البيان والدلالة على الخير ، قال تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص/ 56 .

قال الشيخ السعدي – رحمه الله - :

" يخبر تعالى أنك يا محمد - وغيرك من باب أولى - لا تقدر على هداية أحد ، ولو كان من أحب الناس إليك ؛ فإن هذا أمر غير مقدور للخلق ، هداية للتوفيق وخلق الإيمان في القلب

وإنما ذلك بيد اللّه سبحانه تعالى يهدي من يشاء وهو أعلم بمن يصلح للهداية فيهديه ممن لا يصلح لها فيبقيه على ضلاله "

انتهى من " تفسير السعدي " ( ص 620 ) .

والذي نوصيك به تفعله من أجل هدايتها بذل أقصى جهدك في التلطف معها وتحبيب الإسلام لها ، وأفضل ما تُحبب إليها الإسلامَ به وترغبها بالدخول فيه : المعاملة الحسنة

فاختر لها طيب الكلام وأحسن الهدايا فإن الهدية تملك القلب ، ولا تقصر بالدعاء لها لعل الله يشرح صدرها ، فإن دخولها في الإسلام نعمة عظيمة ينعم الله بها عليها وعليك .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِىَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) رواه البخاري ( 2783 ) ، وحُمْر النَّعم : الإبل الحمراء ، وكانت أنفس أموال العرب .

ولا تيأس ولا تحزن لعدم الهداية ، قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم - وغيره من باب أولى – ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) الشعراء/ 3

ومعنى الآية : أشفق على نفسك أن تهلكها ، وما ذاك إلا بسبب شدة حرصه صلى الله عليه وسلم على هداية الناس
.
فابذل وسعك من غير قصور واجتهد غاية الجهد حتى تعذر أمام الله ، واعلم أن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء .

ثانياً:

أحسِن تربية ابنك وتعاهده في كل حين فإن أمه إذا رأت طِيب غرسك لان قلبها وانشرح صدرها للإسلام .

ولا ننصحك بطلاقها حتى لا تخسر هدايتها للإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم بقي مع عمه أبي طالب يدعوه إلى أن وصل إلى فراش الموت

فقد روى البخاري ( 1294 ) ومسلم ( 141 )

عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : " لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

فَقَالَ : ( أَيْ عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ ) .... ومعنى أحاج : أشهد .

وربما يؤدي طلاقها إلى ضياع ابنك ، فالأنظمة الغربية تقف مع المرأة – الأم – وتقضي عليك برد ابنك إلى أمه رغماً عنك حال حصول طلاق أو فراق لها

ومن نعمة الله عليك أنها تركتْك وشأنك في التربية ولم تعارضك أبداً

فلا تستعجل في الإقدام على أمر قد تندم عليه فيما بعد ، خاصة وأن إخوانك الذين معك في منطقتك لم ينصحوك بذلك وهم أعلم بالأمر منا ونحن بعيدون عنك .

على الأقل إذا رأيت منها ما يريبك ويدعوك إلى طلاقها لأمر عظيم فانتظر حتى يكبر ابنك ويبلغ أشده ويستقل برأيه ، وتتمكن من اصطحابه معك إذا رجعت إلى بلادك ، وحينئذ يكون طلاقها أسهل وأهون على ابنك .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:33
تشتكي من زوجها الذي لا يأكل معها مطلقا ويذهب ليأكل مع أمه

السؤال

زوجي لا يأكل معي نهائيا ، يتركني ويأكل عند والدته ، ودائما ما أتكلم معه ، وأحاول أن أقنعه أن هذا لا يصح ، وحرام عليه ؛ لكنه غير قادر على أن يفهمني ، ومقتنع أن هذا ليس حراما ، وسؤالي : هل هذا حرام فعلا ؟

ولو حرام : ما عقابه ؟

وهل هناك طريقة أقنعه بها ؟

الجواب

الحمد لله

المعاشرة بالمعروف واجبة على كل من الزوجين ، فيلزم كل واحد منهما معاشرة الآخر بالمعروف : من الصحبة الطيبة وكف الأذى وحسن المعاملة .

قال الله عز وجل : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/ 19 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : طيِّبُوا أقوالكم لهن ، وحَسّنُوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي ) وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل العِشْرَة دائم البِشْرِ ، يُداعِبُ أهلَه

ويَتَلَطَّفُ بهم ، ويُوسِّعُهُم نَفَقَته ، ويُضاحِك نساءَه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين يَتَوَدَّدُ إليها بذلك ، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيأكل معهن العشاء في بعض الأحيان ، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها "

انتهى من " تفسير ابن كثير" (2 /242) .

وقال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/ 228 .

أي : ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن ، فلْيؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (1 /609) .

وروى البخاري (1975) ومسلم (1159) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ) .

ولا شك أن من تمام المؤانسة وحسن العشرة والصحبة بين الزوجين جلوسهما معا على الطعام ، فيناولها منه وتناوله منه ، وقد روى البخاري (3936) ومسلم (1628) عن سعد بن أبي وقاص

عن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( وَلَسْتَ بِنَافِقٍ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا آجَرَكَ اللَّهُ بِهَا ، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ ) .

وكون الزوج يترك الأكل مع زوجته ، ويذهب ليتناول الطعام مع والدته بصورة دائمة مستمرة

فهذا خلاف ما أمر الله به من حسن العشرة ، وإنما الذي ينبغي له أن يكون حكيما ، فيحرص على إرضاء والدته دون أن يؤذي زوجته ، وعلى إرضاء زوجته دون أن يؤذي والدته

ولكل منهما حق يجب عليه الوفاء به ، دون أن يظلم الآخر .

فإذا كانت والدته تحب أن يتناول معها الطعام فليحرص على تناوله تارة معها ، وتارة مع زوجته

ولكن أن يترك الطعام مع زوجته بالكلية ليتناوله مع أمه ، فليس هذا من حسن العشرة في شيء ؛ وليسأل الزوج نفسه : هل يقبل من زوجته أن تفعل ذلك معه ؛ فتضع له الطعام ، ثم تذهب لتأكل وحدها ، أو في بيت أهلها ؟!
\
لكن الذي ننصحك به أن تتلطفي في معالجة ذلك مع زوجك ، وأن تتفاهمي معه حوله ، وتحببي إليه المقام معك ، والأكل من أكلك ، على قدر ما تستطيعين

واصبري على ما تجدين من زوجك في هذا الشأن وغيره ، فلا أحد من الناس خال من الخطأ ، والسعيد من غلبت حسناته سيئاته .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

إنني متزوجة منذ حوالي 25 سنة ولدي العديد من الأبناء والبنات ، وأواجه كثيرا من المشاكل من قبل زوجي

فهو يكثر من إهانتي أمام أولادي وأمام القريب والبعيد ، ولا يقدرني أبدا من دون سبب ولا أرتاح إلا عندما يخرج من البيت ، مع العلم أن هذا الرجل يصلي ويخاف الله ، أرجو أن تدلوني على الطريق السليم جزاكم الله خيرا .

فأجاب الشيخ : " الواجب عليك الصبر ، ونصيحته بالتي هي أحسن ، وتذكيره بالله واليوم الآخر لعله يستجيب ويرجع إلى الحق ويدع أخلاقه السيئة

فإن لم يفعل فالإثم عليه ولك الأجر العظيم على صبرك وتحملك أذاه ، ويشرع لك الدعاء له في صلاتك وغيرها بأن يهديه الله للصواب ، وأن يمنحه الأخلاق الفاضلة ، وأن يعيذك من شره وشر غيره .

وعليك أن تحاسبي نفسك ، وأن تستقيمي في دينك ، وأن تتوبي إلى الله سبحانه مما قد صدر منك من سيئات وأخطاء في حق الله أو في حق زوجك أو في حق غيره ، فلعله إنما سلط عليك لمعاص اقترفتيها .

لأن الله سبحانه يقول : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ولا مانع

أن تطلبي من أبيه أو أمه أو إخوته الكبار أو من يقدرهم من الأقارب والجيران أن ينصحوه ويوجهوه بحسن المعاشرة ؛ عملا بقول الله سبحانه : ( وعاشروهن بالمعروف ) "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (8 /395) .

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:15
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تريد الانفصال عنه بعد أن عقد عليها لسوء خلقه ورقّة دينه

السؤال

أنا فتاة منتقبة والحمد لله ، قمت بالرؤية الشرعية وبعدها تم العقد الشرعي ، وكان زوجي يتصل بي يوميا لساعات ، وكان هذا الأمر يحرجني ، ولكنه يقول لي عادي أنت زوجتي لا حرج

وكلما أكلمه أكتشف أشياء لا تروقني ، مثل كلام سيء يقوله على العلماء ويقول لي : يجب أن تتبعيني ؛ لأن هذا النهج الصحيح ، الجرح والتعديل ، وأنا كنت لا أحب أن أتكلم في عالم أو أي شخص بسوء

وعندما أنكر عليه ذلك يحدث مشكلة ، ويقول لي كلام يجرح ، كنت لا أجيب طاعة له ، وعندما عاد من السفر كان يأتي تقريبا يوميا إلى البيت ، ويخرجني ويذهب بي إلى المطاعم

وأبي لا يحب هذا ولا يوجد هذا الشيء في عرفنا ، وكلما أقول لا على شيء ، يحدث مشاكل ويقول لي كلاما سيئا أستحي أن أقوله ، وينعتني بالحيوان , صدقا لست مرتاحة في هذه العلاقة هو يتحكم في كل شيء

لا تخرجي إلا بأمري ، وأبي ينزعج لأنه يقول لي : أنا الذي أنفق عليك أنا الذي أتحكم , وكان يريدني أن أقول له أشياء في الهاتف حتى يستفرغ شهوته

وهذا الأمر كان يتعبني جدا ، والمشكلة أني لا أقول ، ويعطيني أفلام لأتفرج عليها ، وأنا عندما أردت الزواج كنت أريد من يعينني على طاعة الله

, ومع العلم أنه لا يطيع أمه ، ويحدث بينهم دائما مشاكل ، ولا يكلمها بالأيام ، وحتى إنه في العيد كان معها في البيت ولم يسلم عليها , آسفة على . سؤالي :

أنا أريد الانفصال عن هذا الشخص ، لأني لا أرضى له خلقا ، ولست مرتاحة ، فهل معي الحق ؟ وإن كان هو لا يريد الطلاق ، فماذا افعل ؟

الجواب

الحمد لله

إذا كان هذا الزوج على ما ذكرت عنه من كونه يسيء القول في أهل العلم ويقع في أعراضهم وإذا نصح في ذلك لم يقبل ، وهو مع ذلك سيئ المعاشرة سيئ الخلق بذيء القول سليط اللسان كثير المشاكل عاق لوالدته

: فننصحك بعدم استمرار مشروع الزواج مع من هذه صفاته ، وتلك أخلاقه .

والمعهود في الناس أن الزوج يحرص في هذه الفترة على أن يظهر أمام زوجته وأهلها بالمنظر اللائق من حسن العشرة وكرم الأخلاق وحفظ اللسان والوادعة واللين .

والمعقود عليها التي لم يدخل بها زوجها ، لا تزال في بيت أهلها ، ولا قوامة لزوجها عليها حتى تنتقل إلى بيت الزوجية ، ومادام أنها في بيت أبيها فهي تحت طاعته وأمره

فإذا ارتحلت إلى بيت زوجها كانت القوامة له ، وطاعته هي المقدمة .

يراجع جواب السؤال القادم.

فإذا كان يتحكم بك هذا التحكم وأنت في بيت أبيك فماذا عسى أن يكون حاله معك إذا انتقلت إليه ؟!

فنرى أن رغبتك في الانفصال عنه لكونه غير مرضي الدين والخلق رغبة صحيحة وقرارك في مفارقته قرارً سديدا ، وعسى أن تتركيه لله فيبدلك الله عنه من هو خير لك منه وأحسن صحبة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:18
هل يلزم المرأة استئذان زوجها وطاعته وهي في بيت أبيها قبل الدخول؟

السؤال

أريد أن أعرف ماذا يقول الشرع عن الزوجة التي تم عقد نكاحها ، ولكن لم يتم الدخول الذي هو مقرر بعد سنة إن شاء الله ، في هده الفترة هل يجب أن تأخذ الإذن من زوجها لفعل

أي شيء ( مثل الخروج أو الذهاب إلى أماكن لا يحبها الزوج ) ، أو يكفي أن تأخذ الإذن من أبيها ؟

الجواب

الحمد لله

يلزم الزوجة طاعة زوجها واستئذانه إذا انتقلت إليه ، كما يلزمه أن ينفق عليها ، وأما إذا كانت في بيت أبيها ، ولم يدخل بها الزوج

فلا يجب على الزوج أن ينفق عليها ما دامت في بيت أبيها ، وليس عليها طاعته ، وإنما تستأذن أباها ، وتطيعه ، فإذا انتقلت إلى زوجها كانت طاعته أوجب .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل للمرأة المعقود عليها ولم يدخل بها الزوج يكون للزوج الحق في أن يقول لها : افعلي كذا ولا تفعلي كذا وهي في بيت والدها ؟ أم ذلك في بعض الأمور يكون له الحق ؟

فأجاب : " ما دامت عند أهلها لا حق له عليها حتى تنتقل عنده وتصير في بيته ، ما دامت عند أهلها فهي في حكم أهلها يدبرها أهلها

وليس له حقٌ عليها بهذه الحال حتى تنتقل

إنما هي زوجة ليس لها أن تتزوج عليه ، بل زواجه ثبت ، وهو زوجها ، ومتى تيسر دخولها عليه أدخلت عليه , وعليها أن تخاف الله وتراقبه وأن تبتعد عما حرم الله ، لكن ليس له حق أنها تستأذن إذا أرادت الخروج

أو يكون له حق أن يمنعها من الخروج ، هذا هي عند والديها الآن ، فالأمر عند والديها حتى تنتقل إليه "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" من موقع الشيخ رحمه الله .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

: في امرأة تزوجت وخرجت عن حكم والديها , فأيهما أفضل : برها لوالديها ؟ أم مطاوعة زوجها ؟

فأجاب : " المرأة إذا تزوجت كان زوجها أملك بها من أبويها , وطاعة زوجها عليها أوجب " - إلى أن قال - : " فليس لها أن تخرج من منزله إلا بإذنه ، سواء أمرها أبوها أو أمها أو غير أبويها باتفاق الأئمة "

انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/147) .

وبهذا يتبين أن الزوجة يلزمها طاعة زوجها واستئذانه إذا انتقلت إلى بيت الزوجية .

وأما إذا كان الاتفاق على أن الدخول سيكون بعد سنة مثلا ، فالزوجة في هذه الفترة في حكم والدها ، تطيعه وتستأذنه ، لكن الأولى بها ألا تفعل شيئا تعلم كراهة زوجها له

فهذا دليل على رجاحة عقلها ، واستعدادها لتلبية رغبات زوجها مستقبلا ، وعلى الزوج ألا يشدد في ذلك إذا سلم الأمر من المحاذير .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:23
ابن عمه سيء الأخلاق فهل يوافق على تزوجه بأخته ؟

السؤال

ابن عمي طلب يد أختي للزواج ، ولكنه سيئ السمعة وكثير الكذب ، ولكن المشكلة أنها تبلغ من العمر 38 عاماً ، بكر ، عمي نفسه لم نره في حياتنا كثيراً

لا يعرف الأصول ولا صلة الرحم ، زوجته أيضا سيئة السمعة ، الابن يبلغ من العمر 38 عاماً أيضا ، لم يتزوج من قبل ، وتقدم لكثير من بنات العائلة ولكنه يُرفض ، أختي تقول : إنه ليس أمامها فرصة أخرى للزواج

وأنا أرفضه بشدة ، طلبت منه كنوع من إثبات حسن النية أن يحفظ نصف القرآن فعاد وقال : لا أستطيع ، فصليت استخاره وقبلتُه ، وبعد الخطبة ظهرت المشاكل والكذب

قال : إنه جهز الشقة التي بناها في بيت والده ثم اتضح أنه أخذ شقة أخيه التي قام بتجهيزها مسبقا ! تغاضينا عن هذا الكلام وحددنا موعدا للزواج ، ظهرت حجج غريبة لترك الموضوع

حدثت بعض المشاكل وغاب لمدة عام ونصف وظهر ثانية - بدون أي مقدمات - ليطلب يدها مرة أخرى ، وأنا متحير ولا أثق بهذا الشخص ، هل أوافق أم أرفض ؟ مع العلم أن الأب البالغ من العمر موافق والأم مغلوبة على أمرها

الجواب

الحمد لله: :

الذي ننصحكم به ولا نشك أنه الفعل الصواب ، إن شاء الله ، هو رفض ابن عمك وعدم تزويجه أختك ؛ ولو كان في ابن عمك بعض ما ذكرت لكان هذا هو الواجب عليك فعله ، فكيف وقد اجتمعت فيه أمور سيئة للغاية ؟!

وأسوأ ما فيه الكذب الظاهر ، فكيف يأمن الإنسان على كريمته مع مثل هذا الكذاب ؟!

إن الكذب مجانب للإيمان وهو من أقبح الصفات والأخلاق ومن كذب عليك مرة فقد يكذب مائة مرة ، ومثل هذا لا يصلح زوجاً لأختك .

ثم هذا التهاون الظاهر في مسؤوليته أمام الناس ، والتزاماته مع أصهاره ، الذين هم قرابته ورحمه ، فكيف يكون قيامه على شأن ابنتهم ، ورعايته لها بعد ذلك ؟!

وقد شرع الله تعالى موافقة الولي في الزواج لحكمة بالغة ،

وذلك أن الرجل أقدر على النصح لموليته والعناية بما يصلح لها في دينها ودنياها ، والرجل أقدر على حسن تقويم الرجال من المرأة ولذا فإنه لا يتم زواج إلا بولي يوافق على إنشاء عقد الزوجية وإلا كان باطلاً .

قالت عائشة رضي الله عنها : " النكاح رقٌّ ، فلينظر أحدكم أين يضع كريمته " .

وقال رجل للحسن بن علي رضي الله عنه : " إن لي بنتاً فمَن ترى أن أزوِّجها له ؟ قال : زوِّجها لمن يتقي الله ، فإن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها "
.
وقال الشعبي – رحمه الله -

: " مَن زوَّج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها " .

وقال أبو حامد الغزالي – رحمه الله - :

" والاحتياط في حقِّها أهم ، لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلَص لها ، والزوج قادر على الطلاق بكل حال ، ومهما زوَّج ابنتَه ظالماً أو فاسقاً أو مبتدعاً أو شارب خمر : فقد جنَى على دِينه وتعرض لسخط الله

لما قَطَع من حق الرحم وسوء الاختيار "

انتهى من " إحياء علوم الدين " ( 2 / 41 ) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " ومَن كان مصرّاً على الفسوق : لا ينبغي أن يُزوَّج "

انتهى من " مختصر الفتاوى المصرية " ( 1 / 395 ) .

فلا تقف حائراً واحزم أمرك ، وردَّه ردّاً جميلاً ، مع وعظه في نفسه ونصحه في دِينه وتوجيهه في سلوكه ، فعسى الله أن يهديه ويصلح باله وحاله قولاً وعملاً
.
ونسأل الله أن يرزقك أختاً زوجاً صالحاً يتقي الله تعالى فيها ويحسن عشرتها بالمعروف ، وإن تأخر زواج المرأة خير من حياة مع زوج فاسد وقد يُخسرها دينها .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:29
هل له حق إلزام زوجته بالعمل خارج المنزل ؟

السؤال

منذ بضعة أشهر عُقد عقد قراني على شاب يعيش في دولة كافرة ، وحقيقة أنه تقبل فكرة لبسي للنقاب، رغم معارضة أسرته التي تُعتبر أسرة متحضرة ومنفتحة ، جعلتني أتأثر وكبر في نظري كثيراً ،

أمّا هو فمع مرور الأيام بدء يحب التدين أكثر ويحمد الله على أن وهبه زوجة متدينة ، وبدأت أشعر أني وُفقت بهذا الزوج . ولكني اكتشفت أنه يصرّ على موضوع العمل، إنه يريدني أن أخرج للعمل وكسب بعض المال لكي أساعده

إنه يقول : إنه لم يستقر مالياً وإنه بحاجة الى المساعدة ، ولعله يشير بطريقة غير مباشرة إلى أن أخبر والدي وهو رجل ثري ، بأن يساعدنا . هذا أمر لم يكن في الحسبان مطلقاً

فأنا امرأة أريد أن أبقى في البيت لأهتم بشئون منزلي وحياتي الزوجية ، وقد تحدثت معه مراراً على أن هذا الموضوع لا يناسبني أبداً ، ولكنه لم يحمل كلامي محمل الجد مما اضطرني إلى الحديث مع

والدي بهذا الخصوص لكي يجد لنا حلاً . إن هذا الموضوع يزعجني كثيراً ، وأريد أن أضع حداً لكل هذا، ففكرت بإلغاء عقد القران هذا، أي الطلاق.

ولكني أتذكر أني قبل أن أوافق على الزواج كنت قد صليت صلاة الاستخارة

كما أن والداي يحبانه ويحبان عائلته ، ولكني الأن أصبحت أشعر بشعور مختلف ، وأدركت أن هناك فروقاً هائلة بيننا نحن الاثنين فيما يتعلق بفهمنا لبعض القضايا الدينية والدنيوية .

فلا أدري ماذا أفعل ؟ هل من نصيحة ؟

الجواب

الحمد لله

فليس للزوج أن يلزم زوجته بالخروج للعمل خارج البيت ، وذلك لأن النفقة واجبة عليه بالإجماع

وقد قال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) النساء/34
.
وعن جابر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم (1218) .

قال النووي - رحمه الله - :

" فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها، وذلك ثابت بالإجماع " .

انتهى من " شرح صحيح مسلم " (8/ 184).

وينظر جواب السؤالين القادمين

وأما بالنسبة لرغبتك في إنهاء عقد القران فننصحك قبل اتخاذ القرار بهذا الشأن أن يتم التفاهم مع الزوج ، والنقاش معه بالمعروف والحسن من القول ، حول قضية العمل هذه وغيرها من القضايا التي فيها اختلاف بينكما .

وننصحك أيضا بالتأني في إتمام أمر الزواج ، حتى تكوني مطمئنة إلى قدرته المادية على تحمل أعباء المعيشة ، وأن ذلك لن يؤثر على طبيعة حياتكما ، والعلاقة بينكما .

وننصحك أيضا البعد عن الطلاق قدر ما تستطيعين؛ إلا في حالة رأيت تعذر أو صعوبة الحياة معه في ظل تلك الخلافات ، واستشيري أهل الرأي والمشورة من أهلك ، واسترشدي برأيهم في ذلك ، والله يكتب لك التوفيق والسداد.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:31
زوجها مقتدر ويأمرها بالعمل

السؤال

تزوجت قبل 8 أشهر ، أحب زوجي وأحترمه كثيراً ، ولم أعصه أبداً ، قبل أن نتزوج أعطاني الخيار إذا كنت أريد الخروج للعمل أو لا.

بعد أن تزوجنا يعتقد الآن بأنني يجب أن أعمل وأحصل على المال ، أنا لا أريد أن أعمل ولسنا بحاجة للمال فهو يحصل على المال الكافي لنا ، لست أؤمن بأن المال هو الحل لكل شيء.

أرجو أن تساعدني ، كيف أتصرف في مثل هذه الحالة ؟

هل يجب أن أطيعه وأخرج للعمل ؟

نحن نعيش في الغرب وعملي سيتطلب الاختلاط بالعامة.

الجواب

الحمد لله

عرضنا السؤال التالي على فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :

إذا أمرها زوجها بالعمل خارج البيت في وظيفة لتحصل على راتب ، فهل يلزمها أن تطيعه ؟

فأجاب حفظه الله :

لا يلزمها ، لأن الإنفاق عليه هو ، (و) لا يلزمها أن تنفق على نفسها . انتهى

فكيف إذا كان هذا العمل يتضمّن أمرا محرّما وهو الاختلاط بالرجال

فلا تطيعيه فيما يأمر به إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

، وذكّريه بأنّه هو الرجل وأنّه قوام عليك بما أنفق من ماله ، وأنّه لا يصحّ أن يحمله الطّمع في الدنيا وطلب المزيد من المال على أن يكلّف زوجته بعمل لا يجب عليها شرعا ويعرّضها للفتنة من أجل مزيد من متاع الدنيا الفاني

نسأل الله له الهداية وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:35
هل تجب طاعة زوجها إذا أمرها بالعمل خارج البيت

السؤال

أسلمت قبل 15 سنة بعد أن سمعت عن حقوق المرأة في الإسلام .

وسؤالي هو :

يجب على الرجال أن ينفقوا على زوجاتهم ، والمرأة ليست ممنوعة من بعض الأشياء المعينة إذا أذن زوجها ، فكيف للمرأة أن تحمي نفسها من أن تُستغل من قبل زوجها ؟

مثلا يريد منها أن تعمل في تجارته وأن ترعى الأطفال وأن تنجب أطفالاً أكثر وأن أحضر الرضيع معي للعمل بعد الولادة بأسبوع

تكون مسئوليتي بيع الأشياء في البقالة وتوصيل الولد الأكبر للحضانة والعمل معه وتجهيز وجبات الأكل في البيت وتنظيف البيت ، يساعدني أحياناً ولكن لا يعمل دون أن يذكرني بأن هذا عملي وواجب علي فعله .

هل أستطيع أن أرفض الخروج للعمل وأن أبقى في البيت وأن يقوم هو بالإنفاق علي ؟ أم يجب أن أطيع زوجي بما أنه لم يطلب مني أن أفعل شيئاً محرماً ؟

تعبت من محاولة إقناعه بأن مكاني في البيت وأنه يجب أن يراعي احتياجاتي ولكنه دائما غير راض عن عملها.
آسف على الإطالة

ولكن هذه مشكلة عامة عند كثير من الأخوات وهي سلبهم حقوقهم التي أعطاهم الله إياها ؟.

الجواب

الحمد لله

جعل الله تعالى القِوامة للرجل على المرأة لأمرين : إحداهما موهبة من الله والآخر مكتسب من قِبَل الرجل

قال الله تعالى : ( الرجال قوَّامون على النساء بما فضَّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ) النساء/34 .

وتفضيل الله تعالى جنس الرجل على جنس المرأة بالعقل والتدبير والقوة مما لا يُجادل فيه ، وهو الأمر الوهبي ، وأما الكسبي فهو نفقة الزوج على الزوجة وهو من الواجبات ، وهو دليل على قوامته عليها.

عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف "

. رواه مسلم ( 1218 ) .

قال النووي رحمه الله

: فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها ، وذلك ثابت بالإجماع .

" شرح مسلم " ( 8 / 184 ) .

ومن أسباب وجوب النفقة على الزوج أن الزوجة محبوسة عن التكسب بسبب ما عليها من واجبات تجاه زوجها وأولادها وبيتها .

قال البخاري رحمه الله : وجوب النفقة على الأهل والعيال .

وروى حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم " أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول "

البخاري (1426) ومسلم (1034) .

قال الحافظ ابن حجر :

الظاهر أن المراد بالأهل في الترجمة الزوجة … ومن جهة المعنى أنها محبوسة عن التكسب لحق الزوج ، وانعقد الإجماع على الوجوب . " الفتح " ( 9 / 625 ) .

فالواجب على الزوج أن يتقي الله ربه ، وأن يحافظ على من ائتمنه الله عليه من الزوجة والأبناء

ولا يحل له أن يحمِّل زوجته ما لا طاقة لها به ، وليس عليها العمل والنفقة على البيت وعليه ، بل النفقة واجبة عليه هو حتى لو كانت غنية .

ودور المرأة في بيتها دور عظيم فهي التي تقوم على حفظه والعناية به ، وتقوم بحق الزوج من تجهيز البيت من حيث النظافة والترتيب ، وعمل الطعام ، والقيام على الأبناء وغير ذلك من الأعمال الكثيرة والكبيرة .

ولا يجب على المرأة العمل خارج البيت وخاصة إذا كان في خروجها تعريض لها للخلطة بالأجانب والتفريط أو التقصير في واجبات المنزل والأبناء .

فالنفقة واجبة بالإجماع – كما سبق – على الزوج ، فعليه أن يعلم هذا ، وأن يجعل المرأة مصونة محفوظة في بيتها لتقوم بما أوجبه الله تعالى عليها .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 19:44
هل يزوَّج ابنته ممن تعلق قلبها به أم يحرمها منه ؟

السؤال

سأختصر الأمر قدر المستطاع في انتظار فتواكم التي قد تنقذ عائلة من الانهيار ، فقد ساء الأمر جدّاً بعد مشكلة حدثت ، هذه أحداثها : أختي كان عمرها 16 أو 17 سنة حين خطبها شاب ملتزم نحسبه على خير

وكانت هي سعيدة بذلك غاية السعادة ، وكانت قبل ذلك قد انقطعت عن الدراسة فراراً بدينها ؛ فالمعاهد عندنا مختلطة ، سار كل شيء على أتم وجه

وتم العقد الشرعي ، وكان لا يشك أحد في أنهما يعيشان سعادة حقيقية ، فجأة صارت أختي تقول : أنا لا أحب هذا الشخص ، لا أطيقه ، لماذا يتصرف هكذا .. الخ

، وبدت كأنها تخترع له عيوباً ، ظننا أن الأمر سحر أو ما شابه ؛ لأن ارتباطهما أثار غيرة الكثير من الفتيات في سنها ، طال الأمر وزاد نفورها من زوجها ولا أحد يفهم السبب وزوجها في غاية العجب واللطف معها

ويؤول الأمر لصغر سنها أو خوفها من الزواج ومسؤولياته ، حتى أتى اليوم الذي اعترفت فيه أنها تحب غيره ! وكانت الصدمة الكبرى ، تبيَّن أنه فتى من سنها كان يدرس معها في نفس الصف

وأنها كانت تحبه في صمت لعدة سنوات وهو لا يدري ، والجديد أنه اتصل بها على الانترنت وبدا منه أنه يهتم لأمرها ، صدته ، وكان دافعها أن ذلك لا يجوز ، لكن النفس والشيطان انتصرا عليها

وصارت بينهما علاقة إلكترونية ، لا تقابله ولا يقابلها لكن الاتصال موجود ، نفَّرها ذلك من زوجها عقد شرعي بدون دخول وانفجر الوضع ، علم الأب والزوج بذلك

كاد أبي يقضي نحبه من الصدمة ؛ لأنه ظن دائما أن ابنته لا يمكن أن تقع في مثل هذه الأمر ، وهي التي اختارت بنفسها الالتزام والحجاب ونفرت من المدارس المختلطة

ووافقت بملء إرادتها على زوج متدين ، وعاشت بعيدة عن المجون والاحتكاك بالناس والمسلسلات والغناء ...الخ

عاشت في وسط نظيف ، سبحان الله ، لما تأزم الأمر اعتذرت وأقسمت على التوبة والعودة للطريق المستقيم ، وسامحها زوجها مؤولا الأمر لنزوة مراهقة إضافة لتمسك بمصاهرته لعائلتنا فهو يحب أبي جدّاً

لكن الأمور توترت وأختي لم تتب وساء خلقها مع الجميع وخاصة مع زوجها وحتى والديها ، وصارت الحياة مع زوج لا تحبه أمراً غير محتمل

انتهت أشهر من العذاب والأحزان بانفصالها عن زوجها بألم كبير من أطرافنا جميعا ، أبي تبرأ منها وضربها وأعلن سخطه عليها ، بعد مرور أشهر على ذلك كله لا زالت أختي تحب الشاب الأول ، لا تنساه

ولا تريد غيره ، سألنا عن هذا الشاب فبدا جادّاً ، مقيماً للصلاة ومتمسكاً بأختي جدّاً ، أبي يرفض ارتباطهما تماما . سؤالنا : ما حكم الشرع في هذا الأمر هل جائز لهما الارتباط ؟

هل تكون فيه بركة ؟

أبي قد يغير رأيه بفتوى منكم ، لا أخفيك أختي تتعذب ، لا تخرج من غرفتها تقريبا ، ترى أننا نحرمها من الحلال .. الخ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه صلاح أسرتكم واجتماعها ، ونسأله تعالى أن يهدي أختك لما يحب ويرضى وأن يجنبها الفتن والمنكر والإثم .

وما تذكريه في رسالتك يؤكِّد ما نذكره دوماً في إجابتنا من خطر الاختلاط والعلاقات بين الجنسين مراسلة ومحادثة ، وليس ثمة فرق في هذا بين عامي أو ملتزم ؛ ففتنة الشهوة لا تفرق بينهم إذا ظهر نارها واشتعل عودها .

ثانياً:

بما أن الحديث لن يكون مع أختك بل معك ومع والدك الفاضل : فإننا نرجو أن نوفق فيما ننصحكم به ونوجهكم نحو العمل بمقتضاه :

1. لا تحمِّلوا أنفسكم مسئولية ما حدث مع أختك ، فأنتم لم تقصروا في تربيتها

وقد وافقتم على خروجها من مدرسة الاختلاط ، وقد حرصتم على إعفافها بتزويجها لرجل من أهل الصلاح وكان ذلك ، فلم يحصل منكم ما تلومون به أنفسكم ، اللهم إلا أن يكون التساهل مع أختك في استعمالها للإنترنت .

2. لا يحل للولي أن يُكره موليته على الزواج بمن تكره ، وأنتم لن تفعلوا هذا – إن شاء الله – مع أختك ، سواء كان الإكراه على الرجوع لزوجها الأول أو غيره .

3. لا يكون الأب عاضلاً لابنته إذا كان يمنع تزوجها من شخص غير مرضي الدين والخلُق ، وإنما يكون عاضلاً إذا رفض كل من تقدَّم لابنته وهو مرضي الدين والخلق .

4. وأما بخصوص التصرف الشرعي مع أختكم فنرى :

أ. عدم ذِكر ما جرى منها لأحدٍ من أقربائكم – فضلاً عن غيرهم – كائناً من كان ، فلا أحد يوثق به من قريب أو جار أن يسرِّب خبرها فيُزاد فيه ولا يُنقص حتى تتسع الدائرة عليكم ، فلا تقدروا على مواجهتها والذب عن أنفسكم .

ب. عدم مقاطعة والدك لها وعدم التبرؤ منها والسخط عليها

ونرى أنها الآن أحوج ما تكون لعقل والدها ليلجم سعار عاطفتها ، فهي الآن محجوبة عن التفكير بعقلها ، وتحتاج من يقف معها من أهلها لمخاطبة عقلها

وإحياء تدينها بتذكيرها بحكم ما حصل منها وعواقب ذلك ، فهي قد ارتكبت معصية بيِّنة بإنشائها علاقة مع رجل أجنبي عنها ، وهي آثمة بالحديث معه ومراسلته

فيجب أن تعلم حقيقة مخالفتها للشرع ، كما أنها تحتاج إلى من يخاطب عقلها ليبين لها أن ما تفعله قد يكون له عواقب سيئة من تفرق الأسرة ، ومن هوانها على عشيقها ذاك عندما يصير زوجاً لها

ومن احتمال أن يعاقبها ربها بابنة تتصرف مثل تصرفها ، ومن انتشار خبرها بين الناس مما يسبب طعنا وتجريحا بوالدها وأمها وأخواتها

وهكذا في قائمة طويلة من العواقب السيئة تُخبر بها وتوقَف عليها ؛ فلعلَّ ذلك الخطاب لتدينها وعقلها أن يثمر ثمرة يانعة .

ثم تعرفوها مع ذلك :

أن هذا الشاب هو الذي أفسدها على زوجها الذي عقد عليها عقدا شرعيا ، وسبب نفرتها منه ، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من كل من أفسد امرأة على زوجها

ولعنه ، حتى ذهب بعض أهل العلم إلى عدم صحة زواجها من هذا المفسد .

ج. إذا لم تقنع أختكم بما تعظونها به وتذكرونها بعواقبه ، وظلت مصرَّة على التزوج بذاك الشاب

فنرى أن تزوجوها إياه ! علاجاً لمرضها ودائها ، واستصلاحا لشأنها

وستراً عليها وعلى أسرتكم أن تنالكم ألسنة السوء ، ولا يكون هذا منكم إلا بعد التأكد من صلاحية ذاك الشاب ليكون زوجاً لأختكم من حيث دينه وخلقه ، وإلا فلا يحل لكم القبول به زوجاً لها.

نحن على علم بصعوبة هذا الأمر عليكم ، ونحن نقدِّر ذلك ، ولكن من نظر إلى عواقب خلاف هذا الأمر ، فإنه لن يتردد بقبوله ، ومما رأيناه وعلمناه من حوادث مشابهة رفض فيها الأهل تزويج من تعلقت به ابنتهم

: زنا ، هروب من البيت ، انتحار ، السفر خارج بلادها ...

وغير ذلك مما انتشرت حكايته وذاعت أخباره ، نسأل الله أن يعصمكم من شر ذلك كله ، ولذا فما نقوله لكم وإن كان صعباً على النفس قبوله ، لكنَّ الأصعب قد يكون في خلافه .

فابدؤوا إذاً بالصواب في وعظها وإرشادها لفعل الصواب

من قطع علاقتها بذلك الشاب حقيقة لا صورة ، وواقعاً لا كلاماً

فإن استجابت لكم فبها ونعمت ، وإن لم تستجب فليس أمامكم إلا الجمع بينها وبين ذاك الشاب بالحلال ، إيقافاً لإثمها في علاقتها به الآن بالحرام ، واتقاء لشر نخافه من عاقبة ذلك الأمر.

ونرى ، إذا حصل الخيار الثاني ، وتقدم هذا الشاب فعليا إليكم ، أن لا يكون تعجل في الدخول ، بل لتكن ثمة فترة معقولة بعد العقد

فقد تتضح لها من الأمور ما كان عنها خافياً عليها من سلوك وأخلاق وتصرفات لذاك الشاب تنفرها منه

وقد تعيد التفكير في قرارها في التزوج منه فلا تكمل مشوارها ، وبكل حال فالخير في تأخير الدخول حتى تتضح الأمور وتكمل قناعتها بصواب فعلها .

وهذا الذي ذكرناه لك من اجتماعهما بالحلال بالزواج قد ورد بمثله الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَمْ نَرَ – وفي لفظ ( يُرَ ) - لِلمُتَّحَابَّيْن مِثُلَ النِّكَاحِ ) رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري ، والألباني في " صحيح الجامع ".

قال المنَّاوي – رحمه الله -

: " ( لَمْ يُرَ لِلمُتَّحَابَّيْنِ ) قال الطِّيبي : هو من الخطاب العام ، ومفعوله الأول محذوف ؛ أي : لم تَرَ أيها السامع ما تزيد به المحبة ( مِثْلَ النِّكَاحِ ) لفظ ابن ماجه والحاكم ( مِثْلَ التَّزوُّج )

أي : إذا نظر رجل لأجنبية وأخذت بمجامع قلبه ، فنكاحها يورثه مزيد المحبة ، كذا ذكره الطيبي

وأفصح منه قول بعض الأكابر المراد : أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق : النكاح ، فهو علاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلاً "

انتهى من " فيض القدير " ( 5 / 376 ) .

وقال ابن القيم – رحمه الله –

في بيان علاج داء العشق - : " وقد اتفق رأي العقلاء من الأطباء وغيرهم في مواضع الأدوية : أن شفاء هذا الداء : في التقاء الروحين والتصاق البدنين

انتهى من " روضة المحبين " ( ص 212 ) .

وقال – رحمه الله – أيضاً - : " ولقد أبطلَ مَنْ قال : إنها إذا عيَّنت كُفْئاً تُحبه ، وعيَّن أبوها كُفْئاً : فالعبرةُ بتعيينه ، ولو كان بغيضاً إليها قبيحَ الخِلقة .

وأما موافقتُه لمصالح الأمة : فلا يخفى مصلحة البنت فى تزويجها بمن تختاره وترضاه وحصولُ مقاصد النكاح لها به ، وحصولُ ضد ذلك بمن تُبغِضُه وتنفِرُ عنه

فلو لم تأت السنة الصريحة بهذا القول ، لكان القياسُ الصحيح وقواعدُ الشريعة لا تقتضى غيره ، وبالله التوفيق "
.
انتهى من " زاد المعاد في هدي خير العباد " ( 5 / 97 ، 98 ) .

نسأل الله أن ييسر أمركم ويفرج كربكم ويهديكم لما فيه رضاه .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-20, 18:40
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل الحسد موجود؟

وما معناه؟

السؤال

الحسد في الإسلام موجود أم غير موجود ؟

الجواب

الحمد لله

" الحسد تمني زوال النعمة التي أنعم الله بها على المحسود ، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من شر الحاسد إذا حسد ، قال الله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ *

وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) سورة الفلق كاملة ، ومعنى إذا حسد : إذا أظهر ما في نفسه من الحسد وعمل بمقتضاه ، وحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود .

والحسد على درجات :

الأولى : أن يحب الإنسان زوال النعمة عن أخيه المسلم ، وإن كانت لا تنتقل إليه ، بل يكره إنعام الله على غيره ويتألم به .

الثانية : أن يحب زوال النعمة عن غيره لرغبته فيها ؛ رجاء انتقالها إليه .

الثالثة : أن يتمنى لنفسه مثل النعمة من غير أن يحب زوالها عن غيره ، وهذه الدرجة جائزة وليست من الحسد في شيء بل هي غبطة .

والحاسد يضر نفسه من ثلاثة وجوه :

أحدها : اكتساب الذنوب ؛ لأن الحسد حرام .

الثاني : سوء الأدب مع الله تعالى ، فإن حقيقة الحسد كراهية إنعام الله على عبده ، واعتراض على الله في فعله .

الثالث : تألم قلبه من كثرة همه وغمه .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ... الشيخ عبد الله بن غديان... الشيخ صالح الفوزان... الشيخ بكر أبو زيد .

"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (26/29) .

*عبدالرحمن*
2019-01-20, 18:45
العين والحسد والفرق بينهما وحكمهما ، وهل يضمن من يتعمد الإصابة بعينه

السؤال

ما حكم العين والحسد في الإسلام ؟ وهل هو حلال أم حرام ؟

وما عذاب الشخص الذي يتفاخر بعينه أو يهدد الناس بعينه ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا بدَّ من ذِكر معنى العيْن والحسد ، وذِكر الفرق بينهما ، فنقول :

العيْن : " مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين "

كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة "( 1 / 271 ) .

الحسَد : هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه !!

وقال الراغب الأصفهاني : " الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها ، وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها "

انتهى من "المفردات في غريب القرآن" (118) .

وأما الفرق بينهما :

1. الحسد أعم من العيْن ، فكل عائنٍ حاسد ، وليس كل حاسد عائناً .

2. العائن أضر من الحاسد .

3. الحاسد قد يحسد ما لم يره ويحسد في الأمر المتوقع قبل وقوعه ، والعائن لا يَعين إلا ما يراه والموجود بالفعل .
4. مصدر الحسد : تحرُّق القلب واستكثار النعمة على المحسود

ومصدر العين : انقداح نظرة العين ، أو نفس خبيثة .

5. الحسد لا يقع من صاحبه على ما يكره أن يصاب بأذى ، كمالِه وولده ، والعين تقع على ما يكره العائن أن يصاب بأذى كولده وماله .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

"والمقصود : أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد ، ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن ؛ لأنه أعم ، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد ، وليس كل حاسد عائناً

فإذا استعاذ من شر الحسد : دخل فيه العين ، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته ، وأصل الحسد هو : بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها"

انتهى من " بدائع الفوائد " ( 2 / 458 ) .

ثانياً:

أما حكمهما : فلا شك أنه التحريم .

أ. أما الحسد : فقد جاء عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ... ) .

رواه مسلم ( 2559 ) .

قال ابن عبد البر – رحمه الله -
:
"وكذلك قوله أيضاً في هذا الحديث ( لا تحاسدوا ) يقتضي النهي عن التحاسد ، وعن الحسد في كل شيء على ظاهره وعمومه ، إلا أنه – أيضاً - عندي مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم ( لا حسد إلا في اثنتين

رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ) هكذا رواه عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم"

انتهى من" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 6 / 118 ) .

ب. وأما العيْن : فتحريمها من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم ، قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب/ 58

وقال صلى الله عليه وسلم ( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ ) رواه ابن ماجه ( 2314 ) ، وحسَّنه النووي وابن الصلاح وابن رجب - كما في " جامع العلوم والحكم " ( ص 304 ) - وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه ".

قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث -:

"نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره، ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه، أو غيره" .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .

ثالثاً:

أما من يتعمد إصابة الناس بعينه ويهددهم بذلك : فلا شك أنه آثم بذلك ، وعلى ولي الأمر حبس هذا العائن ومنعه من لقاء الناس ، والإنفاق عليه إن كان فقيراً حتى يتوب توبة نصوحاً أو يموت فيرتاح الناس من شرِّه وضرره .

سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :

سمعنا أن هناك بعض الأشخاص لهم قدرة الإصابة بالعين لمن أرادوا ومتى أرادوا ، فهل هذا صحيح ؟ .

فأجاب :

"لاشك أن العين حق كما هو الواقع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( العَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ القَدَرَ لَسَبَقَتْهُ العَيْنُ ) – رواه مسلم -

وفي حديث آخر ( إِنَّ العَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ القَبْرَ وَالجَمَلَ القِدْرَ ) – رواه أبو نعيم في " الحلية " وحسنه الألباني في " الصحيحة " ( 1249 ) - ، أي : يحصل بها الموت ، أما حقيقتها : فالله أعلم بذلك .

ولاشك أنها تكون في بعض الناس دون بعض ، وأن العائن قد يتعمد الإصابة فيحصل الضرر ، وقد لا يتعمد الإصابة فتقع منه بغير قصد ضرر ، وهناك من يحاول الإصابة ولا يقدر عليها .

وقد أمر الله بالاستعاذة من العائن ، فهو داخل في قوله تعالى ( وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) الفلق/ 5 ، وبالاستعاذة من شره يحصل الحفظ والحماية ، والله أعلم"

انتهى من" الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

"ونقل ابن بطال عن بعض أهل العلم " أنه ينبغي للإمام منع العائن إذا عرف بذلك من مداخلة الناس ، وأن يلزم بيته ؛ فإن كان فقيراً رزقه ما يقوم به

فإن ضرره أشد من ضرر المجذوم الذي أمر عمر رضي الله عنه بمنعه من مخالطة الناس -

كما تقدم واضحاً في بابه - وأشد من ضرر الثوم الذي منع الشارع آكله من حضور الجماعة "

قال النووي :

" وهذا القول صحيح متعين لا يُعرف عن غيره تصريح بخلافه "

انتهى من" فتح الباري " ( 10 / 205 ) .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 123 ) :

والنقول من مختلف المذاهب متضافرة على ما ذكره ابن بطال من كون الإمام يمنع العائن من مخالطة الناس

إذا عرف بذلك ويجبره على لزوم بيته ؛ لأن ضرره أشد من ضرر المجذوم وآكل البصل والثوم في منعه من دخول المساجد ، وإن افتقر فبيت المال تكفيه الحاجة لما في ذلك من المصلحة وكف الأذى .

انتهى . وينظر أيضا : ( 16 / 229 ) .

رابعاً:

الصحيح أن العائن المتعمد يضمن ما أوقعه من ضرر على الآخرين ، حتى إنه ليُقتل إذا قتل بعينه.

قال القرطبي – رحمه الله - :

"لو أتلف العائن شيئاً : ضمنه ، ولو قَتل : فعليه القصاص أو الدية إذا تكرر ذلك منه بحيث يصير عادة ، وهو في ذلك كالساحر عند من لا يقتله كفراً " انتهى .

انظر " الموسوعة الفقهية " ( 17 / 276 ) .

وقال شرف الدين الحجاوي – رحمه الله - :

"والمِعيان : الذي يقتل بعينه ، قال ابن نصر الله في " حواشي الفروع " : ينبغي أن يُلحق بالساحر الذي يقتل بسحره غالباً ، فإذا كانت عينه يستطيع القتل بها ويفعله باختياره : وجب به القصاص

وإن فعل ذلك بغير قصد الجناية : فيتوجه أنه خطأ يجب فيه ما يجب في القتل الخطأ ، وكذا ما أتلفه بعينه يتوجه فيه القول بضمانه ، إلا أن يقع بغير قصد فيتوجه عدم الضمان

"انتهى من" الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل " ( 4 / 166 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-20, 18:48
هل يُصيب الرجل بالعين زوجته الجميلة

السؤال

سؤالي حول العين . إذا قال الرجل لزوجته إنها جميلة فهل يجب عليه أن يقول ما شاء الله أم أن هذا يعتبر تطرفا ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً : العين حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " العين حق ولو كان شيء سابَق القدر لسبقته العين " .

رواه مسلم ( 2188 ) من حديث ابن عباس .

وروى البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 ) من حديث أبي هريرة : أوَّله .

ثانياً : إن العين تكون من العائن الحاسد على الأكثر .

يقول ابن القيم :

وكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً … ثم قال :

وأصله إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ، وقد يعين الرجل نفسه ، وقد يعين بغير إرادته

بل بطبعه ، وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني ، وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : عن من عرف بذلك حبسه الإمام ، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت ، وهذا هو الصواب قطعا ..

" زاد المعاد " ( 4 / 167 ) .

فعليه جاء في الحديث :

" أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ".

رواه البخاري ( 3191 ) من حديث ابن عباس .

ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة .

ومنى لامَّة : التي تصيب بالحسد .

ثالثاً : إن الراجح أن العين كما أنها تكون من العائن الحاسد فقد تكون من غير الحاسد بمجرد الإعجاب وذلك لحديث " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .

رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 168 ) والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه الألباني في " الكلم الطيب " ( 243 ) .

فهذا الحديث يبين أن الرجل قد يصيب نفسه أو ماله - ولا أحد يحسد نفسه - فيصيب نفسه بالعين لإعجابه بنفسه ، فلأن يصيب زوجته من باب أولى .

قال ابن القيم :

وقد يعين الرجل نفسه . " زاد المعاد ( 4 / 167 ) .

رابعاً : إن الرجل قد يصيب زوجته بالعين بنظره إليها وملاحظته جمالها والإعجاب بها حتى وإن لم يقل لها إنك جميلة ويستحب له أن يقول اللهم بارك فيها .

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ فَنَظَرَ

إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ ( المخبأة : هي الفتاة في خدرها وهو كناية عن شدة بياضه ) فَلُبِطَ سَهْلٌ ( أي : صُرع وسقط على الأرض )

فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا

رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ

عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ) المسند 3/486 وقال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ، المجمع 5/107.

خامساً : وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف وبحديث .

أما الآية وهي قوله تعالى ولولا إذ دخلتَ جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله : فلا تصلح للاستدلال ، إذ لا علاقة للحسد بالموضوع ، وإنما أهلك الله جنتيه بسبب كفره وطغيانه .

وأما الحديث : فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله : لم تصبه العين " . والحديث ضعيف جدّاً !

قال الهيثمي :

رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي ، وهو ضعيف جدّاً . "

مجمع الزوائد " ( 5 / 21 ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-20, 18:51
حقيقة العيْن وطرق الوقاية منها وعلاجها

لسؤال

ما هي العين ؟

قرأت هذا المصطلح كثيراً في هذا الموقع ، أرجو التوضيح .

الجواب

الحمد لله

هذه بعض المسائل والفتاوى المتعلقة بالعين ، ونسأل الله تعالى أن ينفع بها .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

ما حقيقة العين - النضل - قال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد ؟ وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح والذي ما معناه قوله : " ثلث ما في القبور من العين " ؟

وإذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله وقوله ؟ وهل في أخذ غُسالة العائن للمعين ما يشفي ، وهل يشربه أو يغتسل به ؟

فأجابوا :

العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين

وقد أمر الله نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد ، فقال تعالى : ومن شر حاسد إذا حسد

فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا ، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن ، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة

فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ، وإن صادفته حذراً شاكي السلاح ( أي : تام السلاح ) لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها .

(من " زاد المعاد " بتصرف) .

وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين ، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين "

وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1251 ) .

وأخرج الإمام أحمد والترمذي ( 2059 ) وصححه ، عن أسماء بنت عميس أنها قالت : يا رسول الله

إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفنسترقي لهم ؟ ، قال : نعم ، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وأخرج الإمام أحمد ( 15550 ) ومالك ( 1811 ) والنسائي وابن حبان وصححه الألباني في المشكاة ( 4562 ) عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار

( اسم موضع ) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة

فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه ، قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه

هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت ، ثم قال له : اغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه

ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

( جلد مخبأة ) أي جلد عذارء

( لبط ) أي صُرع وسقط .

( داخلة إزاره ) أي الجزء الملامس للبدن من الإزار

فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين ؛ للأحاديث المذكورة وغيرها ، ولما هو مشاهد وواقع .

وأما الحديث الذي ذكرته " ثلث ما في القبور من العين " : فلا نعلم صحته ، ولكن ذكر صاحب " نيل الأوطار "

أن البزار أخرج بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس – يعني : بالعين – " .

ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه

والتعوذات النبوية وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ، ومن التعوذات : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " و

" أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون "

وقوله تعالى حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ونحو ذلك من الأدعية الشرعية ، وهذا هو معنى كلام ابن القيم المذكور في أول الجواب .

وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل

وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله .

" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 1 / 186 ) .

وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين :

هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟ .

فأجاب بقوله :

رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحسّاً ، قال الله – تعالى - : وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم القلم / 51 ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها : أي يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم

: " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم ، ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل ... – وساق الحديث - .

والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .

وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي :

1- القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة " الترمذي 2057 و أبو داود 3884 ، وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " باسم الله أرقيك

من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك " .

2- الاستغسال : كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب .

أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ، وكذلك الأخذ من أثره ، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه ، والله أعلم .

والتحرز من العين مقدماً لا بأس به ، ولا ينافي التوكل بل هو التوكل ؛ لأن التوكل الاعتماد على الله –سبحانه –

مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول:

" أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " الترمذي ( 2060 ) وأبو داود ( 4737 ) ويقول : " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام " ، رواه البخاري ( 3371 ) .

" فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 117 ، 118 ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-20, 18:55
يشك أنه أصاب شخصاً بالعيْن فمرض هذا الشخص بعدها ومات

السؤال

في إحدى المرات شاهدت أحد الرجال المسنين في قريتي والذي كان غائباً منذ زمن ولم أره منذ فترة ، فقلت في نفسي : هل ما زال هذا الشيخ حيّاً ؟!

ولست أدري ما كنت أقصد بها لكن حدثتني نفسي بأن هذا كان نوعاً من الحسد ، فمرض هذا الشيخ بعدها تقريباً لمدة أسبوعين ومات

فهل أتحمل وزراً إن كان هذا بسببي ، وما رأي الدين في حالتي هذه ؟ . وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

مما ينبغي أن يُعلم في مسألة العيْن : أنها حق ، كما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( الْعَيْنُ حَقٌّ ) رواه البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 )

ومعنى كونها حقّاً أنها سبب للإصابة بالأمراض أو الموت إذا شاء الله تعالى أن يجعل لك تلك الآثار ، ويُعلم كذلك أن الإصابة بها قد تكون من نفس حاسدٍ خبيثة وقد تكون من نفس معجَبة وقد يكون هذا المُعجَب من الصالحين

كما روى ابن ماجه ( 3509 ) بإسناد صحيح عن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضِيَ الله عنه قَالَ

: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ !! فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ !! فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا قَالَ ( مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ )

قَالُوا : عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ ( عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ ) ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَأَمَرَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيَغْسِلْ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ وَرُكْبَتَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فوائد هذا الحديث -

: " وأنَّ العيْن تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ، ولو من الرجل المحب ومن الرجل الصالح ، وأن الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدعاء للذي يعجبه بالبركة ويكون ذلك رقية منه " .

انتهى من " فتح الباري " ( 10 / 205 ) .

وعليه نقول : إن كان ما حصل لذلك الشيخ الكبير بعد رؤيتك له ليس من المحتم أنه من أثر عينك ؛ لأمور :

1. أن ما حصل منك هو مجرد حديث نفس تعجبت فيه من بقائه إلى الآن على قيد الحياة ، ولا نرى أن هذا يشمله النهي الوارد في الحديث السابق ؛ لأن التعجب من الشيء غير الإعجاب به وتمنيه للنفس فضلا عن تمني زواله

عن ذاك الشخص وهو ما لا نظنه وقع منك ، والإعجاب هو الاستحسان للشيء والرضا به ، وهو غير التعجب من الشيء الذي يكون أصله سؤال في النفس يسأل صاحبه عن إجابة .

2. أن الإصابة بالعين تكون مباشرة بعد النظر ، وما قلته عن واقع حاله لم يكن كذلك ، ولو أنك ذكرت أنه سقط أمامك مباشرة فلعله يقوي جانب إصابته بالعين من قبَلك .

3. ثم إنه لا يمكن لأحدٍ أن يجزم أن ما حصل لذلك الشيخ الكبير – رحمه الله – قد حصل فعلاً بسبب نظرتك له وإصابته بالعين من قبلك .

فنرى أن لا تقلق مما حصل وخاصة أن الرجل قد توفي ، ولو أنه مرض لأمكن نصحك بأن تتوضأ وتغسله بماء وضوئك ، وادع لذلك الشيخ أن يرحمه ربه تعالى وأن يعفو عنه .

ثم تعلم من هذا درسا مهما : أن تحفظ عينك من مثل ذلك ، فإن أعجبك شيء فبادر بما أدبك به النبي صلى الله عليه وسلم : أن تدعو بالبركة عليه ، قبل كل قول أو نظر ، فتقول

مثلا ـ : تبارك الله ، بارك الله ، ما شاء الله اللهم بارك .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 01:30
شكرا جزيلا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 17:57
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


مدى الحرية التي يمنحها الوالدان لابنتهما

السؤال

كيف أخبر أبويّ أن يعطياني مساحة أكبر من الحرية ، فأنا فتاة في سن المراهقة أعيش في أستراليا؟

الجواب

الحمد لله

نحن لا ندري أيتها الأخت الكريمة ما مدى المساحة التي يعطيك إياها والديك، وما هي الحرية التي تطلبينها ، لأن مفهوم الحرية أصبح مفهوما فضفاضا غير واضح .

وعلى أية حال ، فلتعلمي - بارك الله فيك - أنَّ الحرية ينبغي أن تكون في حدود ما شرعَه الله تعالى لعباده ،

فليس هناك حرية فيما يخالف شرع الله ، ولا لك أن تطلبي ذلك منهما ؛ بل هما مأموران بأن يؤدباك ، ويربياك على التزام شرع الله جل جلاله ، وعدم تعدي حدوده .

ثم هما كذلك مطالبان برعايتك ، وتأديبك بمكارم الأخلاق ، وصالح الأعمال ؛ يدخل في ذلك كله : اعتقادك الصحيح ، وحمايتك من العقائد والأفكار الباطلة الهدامة

ويدخل فيه عبادتك لربك ، وأداء فرائضه ، واجتناب محارمه ، ويدخل فيه أيضا الأخلاق والآداب العامة

فيما يتعلق بملبسك ، وهديك ، واختيار أصدقائك ورفقتك

قال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ

عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) متفق عليه .

إننا نعلم صعوبة ذلك كله في المجتمع الذي تعيشين فيه ، والذي يكفل لأفراده الحرية المطلقة من كل قيد ، وفي كل شيء

لكن مرضاة الله ، والصبر على أوامره ، هو واجب المسلم على كل حال ، في نشاطه وكسله ، في عسره ويسره ، فيما أحب ووافق هواه ، وفيما كره وخالف هواه .

فينبغي أن تجاهدي نفسَكِ وتبذلي جهدَكِ في عدم الخروج عن حدود الشَّرع قدر جهدك ، ولكِ الأجر العظيم عند الله تعالى ، فالصبر الصبر ، فما يعقب طاعة الله تعالى من اللَّذة سينسيكِ آلام المشقَّة إن شاء الله تعالى .

واعلمي - وفقك الله - أنَّ والديك مسئولان عنك يومَ القيامة ، ولهما عليكِ حقوق كثيرة ، أهمها: الطاعة في المعروف ، وبرّهما، وعدم الخروج عن طاعتهما ما دامَ كلُّ ذلك في حدود الشَّرع الحنيف.

أما كيف تخبرين أبويكِ بإعطائك مساحة أكبر من الحرية - في حدود الشَّرع -

فإنَّ ذلك يكون بالحُجَّة الواضحة ، والمناقشة الهادئة ، والقول الليِّن ، وضرب الأمثلة على مواقفكِ السليمة الصحيحة ، وبإثبات ذلك عملاً وواقعًا.

ونسأل الله لنا ولك ولوالديكِ أن يهدينا سبيل الرشاد.

للاستزادة: جواب السؤالين القادمين

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:02
حق أمي عليّ وحقي على أمي ومدى استقلاليتي

السؤال

لدي بعض الأسئلة عن الوالدين

1- ما هو حق الأم علي ؟

2- ما هو حقي على أمي ؟

3- ما هي الأشياء التي يمكن أن أعملها (المباحة طبعاً) دون أن يكون لأمي الحق من منعي ؟

4- متى يكون للأب القرار الأخير في الموضوع ؟

أنا أحب أمي جدا جدا وهي تريد حمايتي حتى أنني أشعر بعض الأحيان بأنني مقيد ، أعلم بأنها تفعل هذا من فرط حبها لي فكيف أخبرها بأنني أريد بعض الحرية في اختياراتي في الحياة ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً : حق الأم على ولدها :

للأم على ولدها حقوق كثيرة وكبيرة لا يحصيها المحصي ولكن نذكر منها :

أ - حبها وتوقيرها في النفس والقلب ما استطاع لأنها أحق الناس بحسن صحبته .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أبوك " .

رواه البخاري ( 5626 ) ومسلم ( 2548 ) .

فهي التي جعلت بطنها لك وعاءاً وثديها لك سقاءاً ، فحبها لازم ولا بد ، والفطرة تدعو إليه ، بل إن حب الأولاد لأمهاتهم وحب الأمهات لأولادها فطر الله عليه البهائم والدواب ، فبنو البشر أولى بذلك والمسلمون أولى بذلك كله .

ب - الرعاية والقيام على شؤونها إن احتاجت إلى ذلك بل إن هذا ديْن في عنق ولدها . أليست قد رعته طفلاً صغيراً وسهرت عليه وكانت تصبر على أذاه .

قال تعالى ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ( الأحقاف / 15 ) . بل إن ذلك قد يقدّم على الجهاد إن تعارض معه .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحيٌّ والداك ؟ قال : نعم، قال : ففيهما فجاهد .

رواه البخاري ( 2842 ) ومسلم ( 2549 ) .

ت -عدم الأذية وإسماعها ما تكره من القول أو الفعل .

قال تعالى : فلا تقل لهما أفٍ ( الإسراء / 23 ) .

فإذا كان الله تعالى حرَّم قول " أف " للوالدين : فكيف بمن يضربهما ؟!! .

ث - النفقة عليها إن أعوزت ولم يكن لها زوج ينفق عليها أو كان زوجها معسراً بل إن النفقة عليها وإطعامها عند الصالحين أحب إليهم من أن يطعموا أبناءهم .

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران

فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي به أبوي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون

عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم …. " .

رواه البخاري ( 2102 ) ومسلم ( 2743 ).

يتضاغون : يبكون بصوت عالِ .

ج - الطاعة والائتمار بأمرها إن أمرت بمعروف ، أما إن أمرت بشرٍّ كالشرك : فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

قال تعالى : وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ( لقمان / 15 ) .

ح - أما بعد موتها فيسن قضاء ما عليها من كفارات والتصدق عنها والحج أو الاعتمار عنها.

عن ابن عباس رضي الله عنهما :" أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ؟ قال : نعم حجي عنها ، أرأيتِ لو كان على أمك ديْن أكنتِ قاضيته ، اقضوا الله فالله أحق بالوفاء"

. رواه البخاري ( 1754 ) .

خ - وكذلك بعد موتها يسنّ برها بصلة من كانت تصله وتحترمه كأقاربها وأصدقائها .

عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِنَّ مِنْ أَبَرِّ الْبِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ ".

رواه مسلم ( 2552 ) .

ثانياً : حقوقك على أمك :

أ - القيام على شأنك وأنت طفل وإرضاعك وحضانتك وهذا معلوم من فطرة الناس وهو متواتر عنهم من بدء الخليقة .

قال تعالى والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ….. (البقرة / 233 ) .

ب - أن تربيك تربيةً صالحةً وهي مسؤولة عنك يوم القيامة أمام الله لأنك من رعيتها وهي راعيتك .

عن عبد الله بن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الإمام راع ومسؤول عن رعيته والرجل راع

في أهله وهو مسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع

في مال سيده ومسؤول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن رعيته".

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ثالثاً : أما ما يحل لك أن تصنعه دون أن تتدخل أمك في شؤونك من المباحات : فليس لها الحق في اختيار ما تحب من المباحات التي لا سلطة لها عليك بها كالطعام والشراب والملبس والمركب ونحو ذلك .

وأما التدخل في شؤونك من جهة خروجك ودخولك المنزل أو السهر في الليل مع الرفقة الذين تصحبهم : فيجب على الوالدين كليهما أن يراقبا أولادهما في ذلك ليضبطوا الأمر ولا يضيع الأولاد مع رفقة السوء

فإن أكثر ما سبّب للشباب الفساد رفقة السوء ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " .

رواه الترمذي ( 2387 ) وأبو داود ( 4833 ) .

والحديث حسَّنه الترمذي وصححه النووي كما في "

تحفة الأحوذي " ( 7 / 42 ) .

وكذلك يراقبان ولدهما في وقت رجوعه إلى البيت وإلى أين يخرج لأنه لا يجوز لهما أن يتركا الحبل على غاربه للولد خصوصا إذا لم يكن صاحب استقامة .

وينبغي عليك أن تراعي منزلتهما وتوقيرهما وأخذهما بالصحبة الحسنة حتى وإن ضيقا عليك فيما أباح الله لك

فإنه أمرنا أن نصحب آباءنا بالصحبة الحسنة حتى ولو كانوا كفاراً يدعوننا إلى الشرك فكيف وهما لا يدعوننا إلا إلى شيء يظنان كل الظن أن الخير لنا فيه وإن كان في بعض ما يأمران به تضييق عليك في بعض ما يباح لك .

فالأحسن أن تطيعهما وأن تصنع ما يريدان وتنزل عند رغبتها وإن كان لا يجب عليك

ولكن من باب التضحية والإيثار فإنهما أحق من يحسن إليهما وقد جعل الله تعالى طاعة الوالدين بعد عبادته مباشرة كما ذكر في كتابه وذلك بيانا لمنزلة بر الوالدين .

رابعاً : يكون للأب القرار الأخير في كل ما هو داخل في مسئوليته تجاهك فهو الذي يقرر

مثلا في أيّ مدرسة يدرس ولده الذي تحت نفقته وكذلك يكون للأب القرار في كل تصرّف يتعلّق بملكه مثل استعمالك لسيارته وأخذك من ماله وهكذا .

وأما الولد الكبير المستقل بنفسه ونفقته فإنّه يقرر لنفسه ما يريد مما أباحه الله ويُشرع له إرضاء أبيه ما لم يتعارض ذلك مع طاعة الله وعلى الولد

أن يستمر في توقير أبيه مهما بلغ الولد من العمر وذلك من باب البر وحسن العشرة ، فقد روي عن ابن عمر أنه قال : " ما رقيت سطح منزل أبي تحته " .

وكذلك إذا أمر الأب ولده بمعروف أو بترك المباح فيُطاع ما لم يكن ضرر على الولد .

خامساً : أما كيف تخبر أمك برغبتك في مزيد من الحرية فإنّ ذلك يكون بالقول والعمل .

أ - أما العمل : فيكون بعد أن تثبت عملا وواقعا لأمك بأنك لم تعد الصبي الذي تعهد

وأنك أصبحت رجلاً قادراً على تحمل المسئولية وتتصرف أمامها تصرف الرجال في مواقفك فإن هي رأت منك ذلك مرارا فستثق بك وسيستقيم أمرك عندها ويكبر مقامك في نفس أمك .

ب - أما القول : فيكون بالحجة الواضحة والمناقشة الهادئة والقول اللين وضرب الأمثلة على مواقفك السليمة الصحيحة ، ولعل الله تعالى أن يشرح صدرها لتعاملك معاملة الرجل البالغ العاقل الراشد السوي ما دمت كذلك .

ونسأل الله لنا ولك ولوالديك أن يهدينا سبيل الرشاد وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:07
نصائح للمراهقات واختيار الصديق

السؤال

كيف أستطيع التوفيق بين أن أكون فتاة مراهقة عصرية ، وفتاة مرضية لأهلها ويحبها الجميع ، وأن أتخلص من صديقتي التي لا أحبها ولا أجد طريقة في حبها .

الجواب

الحمد لله

اعلمي أن مرحلة المراهقة هي أخطر مرحلة يمر بها الإنسان حيث إن للإنسان فيها تغيرات جسمية وعقلية وعاطفية وجنسية ، والشيطان حريص على إغوائه في هذه المرحلة بكل ما يستطيع من طرق ووسائل الإغواء

ولذا فإنه يجب على كل مراهق ومراهقة أن ينتبه لنفسه وأن يأخذ حذره ، ومما نوصي به في هذه المرحلة :

أولاً : احرصي على فعل الطاعات من: واجبات ومستحبات، واحرصي على البعد عن المحرمات والمشتبهات والمكروهات.
ومن الوسائل التي تنجي من الوقوع في حبائل الشيطان وتبعد العبد عن معصية الله :

ـ مراقبة الله واستحضار عظمته وخصوصاً عند الخلوة، قال الشاعر:

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ســاعـة ولا أن ما تخفي عليه يغيـب

وقال الآخر:

وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني

ـ عدم الإنسياق وراء خطوات الشيطان

قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) النور/21 .

فخطوات الشيطان كالسلسلة من انساق وراءها لم تنته .

وكل خطوة أعظم من التي قبلها ، إلا أن يتدارك الإنسان نفسه بالإقلاع والتوبة .

ـ التوبة من كل ذنب ، فالذنب قد يحصل من المسلم ، ولكن الواجب عند ذلك هو الإقلاع والتوبة، وليس الاستمرار والإصرار

قال تعالى: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/135.

وقال صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ) رواه ابن ماجة برقم (4251) ، وقال الشيخ الألباني : حسن .

ـ تذكر الموت ولقاء الله ، فإن من تذكر أن الموت يأتي بغتة ، وأنه سيلقى الله وسيسأله عن عمله، فإنه سيرتدع عن الذنب.

ـ اللجوء إلى الله بالدعاء بأن يوفقه لفعل الطاعات، وترك المنكرات

والله لن يخيب من دعاه، قال سبحانه: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ ) البقرة/186

ثانياً : احرصي على جلساء الخير وابتعدي عن جلساء السوء، فإن الصاحب ساحب. وكما قيل: عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.

ثالثاً : عليك بشغل الوقت بالنافع والمفيد من أمور الدين والدنيا، وإياك والفراغ فإنه من أعظم المفسدات في هذه المرحلة.

رابعاً : إذا أردت أن تملكي قلوب الناس فأحسني معاملتهم وحسني أخلاقك معهم، وتعاوني معهم واقض حوائجهم، فإنك بذلك تستطيعين ملك قلوبهم ، ألم تسمعي إلى ما قال الشاعر :

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهُمُ * فطالما استعبد الإنسانَ إحسانُ

ومن مأثور الحكم عن على رضي الله عنه قوله :

اُمنُنْ على من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره !!

على أننا نقول لك هنا قولا جامعا ، في ملك قلوب الناس ، واستجلاب محبتهم
.
قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا )

قال قتادة رحمه الله في تفسير الآية : " إي والله ، في قلوب أهل الإيمان ؛ ذُكر لنا أن هرم بن حيان كان يقول : ما أقبل عبد بقلبه إلى الله، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه ، حتى يرزقه مودّتهم ورحمتهم

" تفسير الطبري (18/266) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ؛ قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ

فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ !!

وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ

: إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ ، قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ !! ) رواه البخاري (7485) ومسلم (2637) .

أرأيت يا أمة الله ، كيف أن امتلاك قلوب الناس ، والحصول على محبتهم ، ليس بمقدورك أنت ، ولا بمقدور غيرك من البشر ، وإنما هو بيد الله سبحانه وحده

فهو الذي يؤلف بين القلوب ، وهو الذي يباعد بينها ، وهو الذي يعطي ويمنع ، ويخفض ويرفع ، وهذا كله من مقتضى ربوبيته سبحانه لخلقه .

وأما كيف نتحصل على محبة الله تعالى ، وهو أعظم مطلوب للعبد المؤمن

فذلك القصد النبيل العظيم له طريق واحد ، هو اتباع نبيه وطاعته .

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (آل عمران:31)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ

وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ

وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري (6502) .

وأما إن بقي بعد ذلك ، قوم من أهل الشر والفساد ، ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، ويريدون لك الشر ، ويطلبون منك موافقتهم

وثقل عليهم ما أنت فيه من طاعة الرحمن ، والحرص على منازل الطاعة ، وشعب الإيمان ، فلا عليك منهم يا أمة الله ، وسيري في طريقك المستقيم ، وكوني مع الصالحين من عباده :

إِذا رَضِيَتْ عَنِّي كِرامُ عَشيرَتي فَلا زالَ غَضْباناً عَلَيَّ لِئامُها

ونؤكد هنا على الإحسان إلى الوالدين والأقربين فإنهم أحق من يحسن المرء إليهم وأحق من يسعى لملك قلوبهم

ولا بد من الصبر على ما قد يصدر من الوالدين من نظرة إليك على أنك مازلت صغيرة، لأنك مهما كبرت فأنت في أعين والديك صغيرة.

ثم إن لهما حق القوامة والرعاية والتربية والأدب عليك ، وهما مؤتمنان عليك ، مسئولان عنك في الدنيا والآخرة ، ومن حقهما أن يحملاك على الأدب ، ومراعاة أحكام الدين

واحترام أعراف الناس وعاداتهم التي لا تخالف شرع الله ؛ وكل ذلك يصطدم مع أهواء المراهق ونزعاته ، مما يسبب الحالة التي تصفينها ، وتشعرين بكونها مشكلة ؛ نعني

: حالة التوفيق بين ما تتطلبه منك حالة المراهقة ، ومتابعة رغبات النفس وأهوائها ، وما يتطلبه منك واجب الأدب ، ويجلبه عليك حق الرعاية والقوامة لأبويك .

وبهذا تعلمين الجواب عن بقية سؤالك ؛ فإذا كانت هذه الصاحبة من أهل الخير ، فاحرصي على مودتها والتقرب إليها ، وإن كانت من أهل السوء والفساد ، فانأي بنفسك عنها ، واتخذي جانبا منها

وسوف تنأى ـ هي ـ أيضا عنك :

( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور:26)
.
والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:17
كيف يتصرف مع والده الذي اكتشف أن له علاقات محرمة مع نساء ؟

السؤال

والدي يخون والدتي فماذا أفعل ؟ وهو يصلى جميع الصلوات ودائما ما يقدم نصائح إسلامية أفلا يكون بذلك منافقاً بسبب الأفعال التي يقوم بها أستغفر الله ، وهذا الأمر مستمر منذ زمن طويل ، وكان متقطعا فمنذ أن

عشنا في أفريقيا تزوج والدي بزوجة أخرى تركنا وهرب معها ، وعندما انتقلت للعيش بالمملكة المتحدة حيث عدت لأفريقيا بعد ولادتي بالمملكة المتحدة تكرر ذات الأمر ولم يتغير شيء

وأنا ووالدتي انتقلنا للعيش بعيدا عنه ؛ لأنها اكتشفت الأمر عندما كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريبا ، ومنذ 3 سنوات عدنا ، وأنا الآن أراقبه عن كثب ويزداد الأمر سوءا

وقد شاهدت صفحته الشخصية للمواعدة في موقع للمواعدة ، وقد رأيت نصوصاً بينه وبين سيدات أخريات بما فيهن زوجته الأخرى وبها كلام مخزي ، كما أنه تلقى أيضا صوراً من زوجته الأخرى

وأعتقد أنه يواعد نساء أخريات أيضا ، وقد قام مؤخرا بزيارة إحدى النساء وأنا أعرف ذلك بسبب رؤيتي لإحدى الرسائل ، وأنا أعلم أن ما أفعله خطأ وذلك بسبب مكري وخداعي

لكني قلق من أني إذا واجهته فإن والدتي ستتدمر ؛ لأنها ستعرف هي الأخرى فماذا أفعل ؟

مع ملاحظة أن هناك أفراد من الأسرة حاولوا إرشاده لكنهم فشلوا .

الجواب

الحمد لله

إن ما يفعله والدك هو خيانة لدينه قبل أن يكون خيانة لوالدتك ، وإن وقوع الأب – رب الأسرة – في معصية ظاهرة أو معروفة لدى بعض أبنائه يسبِّب دماراً للأسرة التي ستفتقد القدوة الحسنة وتفتقد القيادة الرشيدة للبيت وأهله ،

وهو ما سيجعل من الأسرة الواحدة أفراداً مفككين ويتجرأ كل واحد منهم على المعصية التي يهواها ! ولذا فليحذر الآباء من أن يكونوا قدوات سيئة لأسرهم

وليعلموا أن الله تعالى سائلهم عن رعيتهم أدوا النصح لها أو وقع التفريط منهم في الأمانة عليها .

وقد ساءنا الحال الذي تذكره عن والدك ، وخاصة أنه من المصلين ومن الناصحين بالخير ، ولذا فإننا نوصيك بأشياء نرجو أن يكون فيها نفع وإصلاح :

1. أن تتوقف عن تتبع رسائله والتجسس على مراسلاته وكتاباته ؛ لأن ذلك من التجسس المذموم

وفيه النظر إلى ما يحرم عليك النظر إليه من صورة لرجل أو لعورة ، وقد يسبِّب لك ذلك النظر المحرَّم فتنة في دينك

فلا يأمن مَن كان حاله مثلك أن يطلع على صور لرجال أو عورات تؤدي إلى الوقوع في الفتنة وفساد الأخلاق

ويكفيكِ معرفة وقوعه في الإثم في علاقات محرمة مع نساء مراسلةً أو مواجهةً ، فليس هناك داعٍ لتتبع المزيد لما فيه من حرمة وأثر سيئ ، من غير مصلحة ترجى من وراء ذلك .

2. ابحث عن أسباب وقوع والدك في ذلك الحرام من العلاقات مع النساء ، فقد تكون والدتك هي السبب فتكون هي العلاج ! فكثير من مثل حالة والدك لا يجد الرجل من زوجته ما يشبع رغبته الجنسية

ولا يجد من طيب الكلام وحلو المعاملة ما يغنيه عن العلاقات المحرمة مع غيرها من النساء

وبالطبع ليس هو معذوراً في إنشاء تلك العلاقات المحرمة ، خاصة أن الرجل مقيم على ذلك منذ زمن ، ومتعدد التجارب المشينة ؛ وإنما نحن في صدد البحث عن علاج لتلك المصيبة ، بكل سبيل يمكننا

فإن كان الأمر كذلك ، فانصح والدتك بأن تعاشره بالمعروف ، وأن تغنيه بنفسها عن غيرها من النساء .

3. بالإمكان أن تجربوا معه النصح غير المباشر ، كأن يطلب أحد منكم منه النصح والتوجيه كتابةً أو مشافهة في قضية مطروحة في " المدرسة " أو على " مواقع الإنترنت " أو في المجتمع الذي تعيشون به

وتختلطون معه ، حول مشكلة مثل مشكلتكم معه ؛ كيف يتصرف الأبناء مع أب في مثل حال أبيكم ؟ وما هي الآثام التي ستلحق بذلك الأب ؟ وما هي آثار أفعاله السيئة على أسرته ؟ " .

ونرجو أن تكون هذه الحيلة نافعة في إصلاح حاله فقد تكون الضربة التي تقع موقعها ليصحو من غفلته ويرعوي عن غيِّه ومعصيته بها .

4. فإذا لم تنفع تلك الطريقة ليصحو من سكرته ويستفيق من غفلته : فنرى أن تكون مواجهة صريحة معه ، لا يكون فيها تلميح بل تصريح ، ولا يكون فيها مجاملة بل مواجهة

وليكن هذا مغلفاً بغلاف المحبة والنصح والخوف عليه من عذاب الله وتعرضه لسخط ربِّه تعالى عليه والخوف من سوء خاتمة تُلحق به العذاب وتُلحق بأسرته الخزي والعار .

ونرجو أن يكون هذا نافعاً له يكف به عن الوقوع في الحرام من العلاقات مع النساء ، ويساهم في إصلاح نفسه ونصح أسرته .

5. فإن لم يُجد كل ما ذكرناه فابحثوا عن آخر وآخر من الرجال القريبين من عقله أو قلبه أو منهجه ليكونوا له من الناصحين والمذكِّرين بعواقب فعله في الدنيا والآخرة ، ولا تيأسوا من ذلك .

6. ولن نقول إن آخر شيء تفعله له هو الدعاء له بالهداية الصلاح ، بل هو أول ما ينبغي لك أن تفعله ، ولكننا نقول لك إن لم يُجد مع والدك كل ما ذكرناه فاستمروا في الدعاء له

بأن يصلح الله حاله ويغير سلوكه ويهديه إلى سواء السبيل ، مع تحري الأوقات الفاضلة كالثلث الأخير من الليل ، وتحري الأفعال مظنة الاستجابة كالسجود في الصلاة .

07 فإن لم يجد كل ما سبق مع والدكم ، ورأيتم أنه مصر على تلك الفاحشة ، فليس للوالدة أن تبقى على العيش مع مثل هذا ، بل تسعى للانفصال عنه

إما بطلاق ، وإما بخلع ؛ ولعله إن رأى ذلك أن يهتم لأمر بيته الذي يهدم وأن يقلع عما هو فيه ؛ فإن لم يقلع ولم يتغير ، فهذا أدعى لفراق والدتكم إياه ؛ وأما أنتم فواصلوه ، وأحسنوا إليه بما استطعتم .

وينظر جواب السؤال القادم

ونسأل الله أن يهدي والدك لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يجعل ذلك عاجلاً لا آجلاً .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:21
تزعم أن زوجها ملتزم وقد اعترف لها بأنه يزني ! فماذا تفعل؟

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ 16 سنة ، ولدي 3 أطفال ، زوجي يصلي الصلاة في أوقاتها ، ويقوم لصلاة الفجر ، ويقرأ القرآن ، ويصوم التطوع ، باختصار : تصرفاته تبين لي أنه رجل ملتزم

وأنا أثق فيه ثقة عمياء ، نكوِّن بيتاً يضرب به المثل في التفاهم والتعاون ، وفجأة تأتيني صاعقة ، وهو أنه زاني من الدرجة الأولى ! وأنه حاول عدة مرات مع الخادمة عندنا في البيت

ولكنها كانت ترفض ، وحاول مع صديقات أختي عندما نذهب إلى بيت الوالدين ، وكانت له علاقة مع سيدة متزوجة ، وزوجها بأرض المهجر ، وكل هذه الأخبار صحيحة لأنه اعترف . أنا لا أعرف كيف أتصرف

ولكني أصبحت أكرهه ، ولا أتصور أنني سأقدر على العيش معه ، أفكر كثيراً في الطلاق ، ولكن أولادي ، ماذا أفعل ؟ . ملحوظة : أنا مالكة البيت ، والسيارة ، ولي راتب شهري لا بأس به

ملتزمة أكثر منه ، لا أستمع للموسيقى ، وكنت أمنعه كذلك ، ومتحجبة ، وأوقظ أولادي - 14 و 11 سنة - لصلاة الفجر ، ولله الحمد ، ولا نتفرج إلا على القنوات الإسلامية ، والحمد لله ، ونحن بيت ملتزم على قدر المستطاع

وما فعلته هو أني طردته من المنزل ، وأخذت السيارة ، وأريد أن أعرف التصرف الذي يرضي الله عز وجل في هذا الموقف ، لقد سبق لي أن أرسلت سؤالاً ، ولم أتوصل بالجواب

وهو يتعلق بمنزلي لأنني اشتريته بقرض ربوي ، ولم أكن وقتها على علم بحرمته ، فالمدة المتبقية لاستكمال القرض هي 7 سنوات ، هل يجب أن أبيعه وأكتفي بكراء منزل آخر ، أو ماذا ، خصوصا وأنا في هذه الظروف ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال ، وهي أول فتنة كانت لبني إسرائيل ، لذا فإن الشريعة المطهرة قد جاءت أحكامها واضحة وصريحة في تحريم الخلوة بالنساء الأجنبيات ، وتحريم النظر إليهن

وتحريم مصافحتهن ، والاختلاط بهنَّ ، وغير ذلك من الخطوات التي تؤدي بالمسلم للوقوع في فاحشة الزنا

ومن تجرأ على شرع الله فأطلق لنفسه العنان في أن تفعل ما تشتهي وتهوى وقع على أم رأسه ، وقادته الخطوة إلى أختها ، حتى تصل به إلى الهاوية .

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) . رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 ) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ

مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم ( 2742 ) .

وعلى الزوجة التي تعلم من زوجها وقوعه فيما حرَّم الله مع النساء الأجنبيات أن تسارع إلى تذكيره بتقوى الله ، وأن تخوفه من أليم عذابه ، وأن تقطع الطريق على الشيطان أن يقوده إلى الرذائل والفواحش

وأن تبحث عن الأسباب التي أدَّت به إلى الوقوع في هذه المحرمات فتعالجها ، فلا تبق خادمة في بيتها ، ولا تمكنه من النظر إلى صاحباتها ، أو الخلوة بهن

أو الحديث معهن ، كما عليها أن تبحث في نفسها فقد تكون مقصرة في حقه في الفراش ، ولا تشبع رغبته بسبب عملها ، أو انشغالها ، وهذا كله لا يعني أنه يحل له ما فعله

إن ثبت عنه – فالزنا من كبائر الذنوب ، وهو متزوج ، وعقوبته الرجم حتى الموت ، وإنما نريد علاج واقع أمامنا ، وليس هناك من يعين الأمة على حفظ أعراضها من قوانين وأنظمة وأحوال

بل كل ما في الدنيا يصب في تأجيج الشهوة ، وإطلاق العنان لأهلها لتفريغها حيث شاءوا ، ونظرة إلى الفضائيات ، وعامة وسائل الإعلام تعرِّف الجاهل صدق قولنا .

ثالثاً :

اتخاذ خادمات في البيوت له مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، وكم تسبب وجود الخادمات في كثير من المشكلات في بيوت المسلمين ، ووقع كثيرون في المعاصي الصغيرة والكبيرة بسبب ذلك .

ويرجى النظر في جواب السؤال رقم ( 26282 ) ففيه زيادة بيان حول مفاسد إحضار الخادمات ، وشروط جواز ذلك .
رابعاً :

الذي ننصحك به تجاه زوجك بعد أن اعترف لك أنه وقع في الزنا :

1. أن تعظيه ، وتخوفيه بالله تعالى أن يتوب ويستغفر ويندم على ما فات من فعاله القبيحة .

2. فإن لم يستجب لهذا ، ولم يكف عن ملاحقة النساء ، ويترك الزنا : فاطلبي الطلاق منه

فإن لم يرض به : فارفعي أمرك للقضاء ليتم تطليقك منه ، فإن لم يتم هذا الفراق إلا بالخلع : فخالعيه ، وادفعي ما يطلبه للفكاك منه ، وتخليص نفسك من سوئه وشرِّه .

واعلمي أن خطر الزوج الزاني لا يلتصق به وحده ، بل يتعداه إلى أولاده

وإليك أنتِ ! إلى أولاده بسكوته عما يفعلونه من محرمات ومنكرات ، وقد يكون بإشراكهم في أفعاله القبيحة ، ويتعداه إليكِ أنتِ بما يمكن أن يؤثر زناه على حالك .

فقد يتلاعب الشيطان بالمرأة ويزين لها أن تقع في الحرام هي الأخرى مغايظةً لزوجها ، ومقابلة له على فعله .
فإن هي استجابت للشيطان في ذلك فقد خسرت خسراناً مبيناً .

وانظري كلاماً لشيخ الإسلام رحمه الله في ذلك في "مجموع الفتاوى" (32/120، 121) .

وخلاصة القول : إما أن يتوب توبة صادقة ، وإما أن تسعي لمفارقته ، بطلاق ، أو خلع .

واستعيني بالله تعالى دعاءً ، وتضرعاً لهدايته أو التخلص منه ، واستعيني بعقلاء أقاربك لتخليصك منه إن لم يتب من ذنبه ، وإياكِ أن تجعلي أولادكِ مانعاً من فراقه ، فبفراقه تحافظين عليهم

وتحمينهم من سوئه وشرِّه ، وبفراقه تستطيعين تربيتهم بعيداً عن مكامن الشر ودواعي الفتنة .

خامساً :

وأما بخصوص بيتك الذي اشتريتيه بقرضٍ ربوي : فكلما تعجلت في سداد هذا القرض والتخلص منه فهو الأولى ، ولكن لا يجب عليك ذلك ، فلا يلزمك بيع الشقة لتعجيل سداد القرض

وتكفيك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إلى ذلك .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:26
هل يطلق زوجته التي تكثر الذهاب إلى بيت أهلها وتقصر في حق بيتها ، وترهقه بطلباتها؟

السؤال

أنا شاب متزوج من قبل 3 سنين ، ولدي طفلان ، وزوجتي مقصرة في حق البيت من تنظيف ، وتعبت من طلباتها ، وهي كثيرة الذهاب إلى بيت أهلها : فأي عطله تأتي تريد الذهاب إلى بيت هلها بحجة أن أخواتها متجمعات

وأنا يا شيخ أتمنى أن تكون معي هي وأبنائي في العطلة ، ولكنها لا تنصاع بل تريد الذهاب ، وأنا أستطيع أن أجبرها ولكن لدي قاعدة : " إكرام النفس هواها " .

وأنا أفكر الآن بالطلاق ، لأن هذه ليست حياة ، يا شيخ في أي عطلة تريد الذهاب إلى بيت أهلها حتى في عطلة رأس السنة وهي عطلة الأعياد

بل وصل الأمر أن إحدى أخواتها سافر زوجها فتريد زوجتي الجلوس مع أختها في بيتها ، ما هو الحل ؟

أفيدونا مأجورين ، تعبت والله يا شيخ ، وليس لدي مشكلة من الزواج من ثانية ، ولكن بدون أن تكون هذه موجودة ، حيث أنني مقتدر مادياً ، ولا تقل لي : انصحها ، فاني والله نصحتها ولا فائدة .

الجواب

الحمد لله

ينبغي ألا تتسرع في أمر الطلاق ، وأن تأخذ بالأسباب والوسائل المشروعة لإصلاح الزوجة وحل المشاكل التي بينكما ، ومن ذلك ما أرشد الله إليه من الوعظ ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح

ثم الاستعانة بالحكمين من أهلك وأهلها

قال تعالى : (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا

مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) النساء/ 33 -34

ويمكن الاستعانة في وعظها ببعض الأشرطة ، أو توجيهها لسؤال أهل العلم عن سلوكها وموقفها

أو اصطحابها إلى محاضرة ، تتناول الحياة الأسرية والعلاقة الزوجية وينبغي أن تقف على أسباب نفورها من البيت ورغبتها في الذهاب إلى أهلها ، فقد يكون منك قسوة في معاملتها

أو تقصير في حقوقها ، وعلاج ذلك يكون بالمصارحة والسعي الصادق لإزالة الخلاف ، فإذا بذلت الأسباب والوسائل للعلاج ، ولم تنجح في إصلاحها

ولم تر الصبر عليها ، فلا حرج عليك في طلاقها حينئذ ، وتطلقها طلقة واحدة رجعية ، لعل ذلك يردها إلى صوابها ، ويدعوها إلى الاهتمام بزوجها وبيتها .

وإليك بعض ما أوصى به أهل العلم في هذا المجال :

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: (وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ) أي: "ارتفاعهن عن طاعة أزواجهن بأن تعصيه بالقول أو الفعل

فإنه يؤدبها بالأسهل فالأسهل، (فَعِظُوهُنَّ) أي: ببيان حكم الله في طاعة الزوج ومعصيته والترغيب في الطاعة، والترهيب من معصيته، فإن انتهت فذلك المطلوب

وإلا فيهجرها الزوج في المضجع، بأن لا يضاجعها، ولا يجامعها بمقدار ما يحصل به المقصود، وإلا ضربها ضربًا غير مبرح، فإن حصل المقصود بواحد من هذه الأمور وأطعنكم (فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً)

أي: فقد حصل لكم ما تحبون فاتركوا معاتبتها على الأمور الماضية، والتنقيب عن العيوب التي يضر ذكرها ويحدث بسببه الشر" انتهى.

وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (19/225):

عندي زوجة لها خمسة أطفال، منهم الرضيع، ومنهم الماشي، وحيث إن والدتهم زوجتي لم تقم بواجباتي المنزلية والزوجية، وكذلك عدم نظافة أولادها، وعدم اهتمامها بي، وعدم تقبل مني أي توجيه..

فأجابوا: " إذا كان الواقع كما ذكرت، فانصحها وبين لها حقوق الزوج على زوجته..، واستعمل معها السياسة والملاطفة في توجيهها لأداء واجبها..

فإن استقامت فالحمد لله، وإن أبت فاهجرها في المضجع، فإن لم يفد ذلك، فاضربها ضرب تأديب لا انتقام، فإن أطاعت فأحسن إليها

عاشرها بالمعروف، وإن أبت ولم يمكن الصلح بينكما فليس إلا الصبر أو الفراق

قال الله تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي

الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ).." انتهى باختصار .

وقال الشيخ ابن عثيمين: " فإن تعذر الصبر فإننا نحاول الإصلاح

كما قال الله تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ) [النساء:35] هذا إذا كان الشقاق بين الطرفين "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب"

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 18:32
تكلم عن فتاة حتى أفسد عليها خطبتها ثم تاب ، فماذا عسى أن يفعل ؟

السؤال

أنا شاب كنت أحب فتاة صديقة لي في الجامعة ، والله عالم بصدق نيتي اتجاها وأني كنت صادقا في علاقتي معها وأردتها زوجة لي

وكنت كثير النصح لها فيما يرضي الله ، واكتشفت لاحقا أنها قد أخطأت بعلاقات محرمة من أحاديث مع شباب آخرين ، وأنها كانت تكذب علي وقد خانتني

وبعد ذلك بفترة أحببت أن أكون قريبا منها لكي أذكرها بربها وأقربها من الله وأبعدها عن الطريق الخطأ الذي كانت به .

مرت الأيام الطويلة وكانت قد تعرفت على شاب من غير علمي وابتعدت عني رويدا رويدا حتى علمت أن الشاب قد تقدم لخطبتها ، وهي كانت فرحة به وتخلت عني وعن كل شيء بسببه

وأنها كانت تكذب علي بحبها لي ، فلم أتمالك نفسي وكان الشيطان قد سيطر على غضبي واستغل ضعفي ليجعلني أتكلم عما مضى من أمرها أمام هذا الشاب لكي أنتقم منها وأبعدها عنه

وقد بعد عنها ولم تتم الخطبة ، والآن أنا أحس بذنب فظيع لأني تكلمت عنها بما مضى من أمرها ، ولم أزد في حديثي شيئا ، إنما تكلمت عن شيء فعلته فعلا .

وأنا الآن أسأل الله أن يتوب علي ، وأن يغفر لي ما قد أخطأته بحقها ؛ وأدعو لها دائما في صلاتي ، فهل يتقبل الله توبتي ؟

وماذا علي أن أفعله ؟ أفيدوني ، جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله

أولا :

علاقة الشاب بالفتاة الأجنبية عنه علاقة محرمة ، وإن زعم أنه كان صادقا معها ، أو كان يريدها زوجة له ، أو كان يدعوها بزعمه إلى الالتزام وينصحها به ، وليس له عليها أدنى ولاية ولا أي حق .

روى أبو نعيم في "الحلية" (4/84)عن ميمون بن مهران قال : " ثلاث لا تبلون نفسك بهن

: لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله ، ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها كتاب الله ، ولا تصغين بسمعك لذي هوى ، فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه " .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

" عشق الأجنبية فيه من الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، وهو من الأمراض التي تفسد دين صاحبها ، ثم قد تفسد عقله ، ثم جسمه "

انتهى . "مجموع الفتاوى " (10/132)

ونحمد الله تعالى أن تاب عليك من هذه البلية العظيمة والخصلة المشئومة.

ثانيا :

لا شك أن غضبك لنفسك ، ورغبتك في الانتقام من هذه الفتاة ، ثم كشفك سرها ، وسعيك لإفساد خطبتها ، ولو كان بالتحدث بما كان فعلا من أمرها ، لا شك أنك بذلك قد وقعت في أخطاء

بل محرمات عديدة ، فقد هتكت ستر الفتاة ، وقد أمر الله بالستر على المؤمنين ، وحذر من فضحهم وهتك سرتهم ، وكشف عورتهم . واغتبتها

حتى وإن ذكرت ما فيها ، فهذه هي حيقيقة الغيبة ، وقد نهاك الله عن ذلك . ثم سعيت في إفساد أمرها ، وقد فعلت ؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله .

وقد عرّف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْغِيبَة فقَالَ : ( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ) فقِيلَ له : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ) رواه مسلم (2589)

قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله :

" نَقَلَ الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّ الْغِيبَة مِنْ الْكَبَائِرِ " انتهى .

"الزواجر" (2 /240)

ثالثا :

إذا كنت قد تبت فعلا وصدقت في توبتك ، فالرجاء في الله جل جلاله أن يتقبل منك ، وأن يمن عليك بتوبة نصوح ، وأن يقيل عثرتك فيما مضى ، ويصلح شأنك فيما بقي .

وقد أحسنت صنعا إذ اعترفت بذنبك ، وأقررت أنك قد أخطأت بحقها

وهذا أول طريق التوبة . والواجب عليك فعل كل ما يمكنك فعله في سبيل إصلاح ما أفسدت ، وأول ذلك الاستغفار لها وسؤال الله أن يتوب عليها وأن يصلح حالها .

رابعاً :

عليك أن تجتهد في الثناء عليها في المجالس التي كنت تجلس فيها وتسيء إليها فيها

قدر طاقتك ذلك ، وبالقدر الذي يتناسب مع ذكر امرأة أجنبية عنك ، ولو كان ذلك بإكذاب نفسك فيما كنت تحكيه عنها قبل ذلك ، أو بيان أن غضبك هو الذي حملك على ما قلت .

خامساً :

عليك التحلل منها بطلب المسامحة والعفو ، مع الاعتراف لها بالخطأ

وأنك تسعى جديا في تصحيح خطئك ؛ لأن من شروط صحة التوبة أنها إذا تعلقت بحق آدمي فلا بد من التحلل منه

هذا إذا كانت مصارحتها تنفع في ذلك ، وإلا فيكفيك الاستغفار لها والعمل على إصلاح ما أفسدت كما تقدم بيانه .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:39
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


أخو زوجها يرتكب اللواط وهي ترفض دخوله بيتها وتخشى على ابنها منه

السؤال

لدي بنت في الثالثة وولدين أحدهما في التاسعة والآخر في الثانية من العمر ، وأمرّ هذه الأيام بظرف سيء مع زوجي ، فقد اقترح أن يُحضر أخاه الشاذ جنسيّاً والبالغ من العمر خمسين عاماً للمكوث عندنا ! .

لقد رفضتُ ذلك رفضاً قاطعاً ، فلا أريد أن يدخل بيتي رجل لوطي ، أخاف أن تنزل بنا صاعقة أو يحلّ علينا غضب من الله ، كما أني أخاف على ولدي ابن التسع سنين من أن يتأثر بهذا الرجل بشكل من الأشكال .

ويريد مني أيضاً ( زوجي ) أن أظهر الاحترام لأخيه وأن أترفق به في الحديث ... الخ ، كيف يتوقع مني كل هذا لرجل هذا شأنه ؟!

هل من نصيحة ؟

أرجو منكم المساعدة في حل هذه المعضلة .

الجواب

الحمد لله

إذا كان ثابتاً على أخي زوجك ما تصفينه به من أنه شاذ وأنه يعمل عمل قوم لوط : فلا يحل لزوجك أن يُدخله – والحال هذه – بيته فضلاً أن يمكِّنه من الالتقاء بأبنائه ، كما لا يحل له الطلب منكِ بإظهار الاحترام له

إذ ليس هو من أهل الاحترام والتقدير ، بل هو أهل للزجر والهجر وإظهار البغضة لحاله ، والتأفف منه ، وعدم الاحترام له ، لما هو عليه من عظيم الشر والفسوق والعصيان ، وكبيرته التي يفعلها –

إن كانت ثابتة عليه – هي من أقبح الكبائر وأكثرها شناعة ، ولذلك استحق فاعلوها أشد العذاب من الخسف والرجم والإغراق بما لم تعاقب به أمة من أمم الكفر قبلها أو بعدها .

وقد نقل ابن القيم – في " زاد المعاد " ( 5 / 40 ) - عن شيخه ابن تيمية – رحمهما الله - إجماع الصحابة على قتل من يعمل عمل قوم لوط ، وأنهم إنما اختلفوا في كيفية قتله .

وانظري – في عظم فاحشة اللواط وعقوبة فاعله – أجوبة الأسئلة الثلاثة القادمه

ولذا فنحن نوافقك على موقفك من دخوله البيت ، ونوافقك أيضا على نوع المعاملة التي يستحقها ، فلا تترددي في منعه من دخول البيت أصلا

والبقاء فيه من باب أولى ، والواجب على زوجكِ أن يتخذ القرار نفسه بل كان ينبغي أن يكون سابقاً لكِ في اتخاذه ، وقد حمَّله الشرع مسئولية العناية بأسرته ورعايتها والنصح لها

وإذنه لأخيه الشاذ بدخول بيته والالتقاء بابنه والطلب من زوجته أن تُظهر له الاحترام : كل ذلك يضاد الواجب الذي أوجبه الله عليه في حماية أسرته والعناية بها ، وهو من الغش المحرَّم لرعيته التي ولاه الله تعالى مسئوليتها .

فإذا ما قدر أن هذا الشاذ قد تاب توبة نصوحا ، قبل أن يدخل بيتكم ، أو يحل فيه ، وظهر لكم صحة هذه التوبة ، واستقامة حاله ؛ فلا حرج ـ حينئذ

في أن يدخل البيت ، مع التزام الزوجة بعدم الظهور عليه والاختلاط به ، والخلوة معه من باب أولى

لأن هذه محرمات في الأصل حتى لو كان تقيّاً ، فهو " الحمو " الذي حذَّرت منه الشريعة كما بينَّاه في أكثر من جواب لخطورته وانتشار شرِّه وتساهل الناس به ، والواجب فيمن كانت هذه حاله

أن يتم التعامل معه ، حتى بعد توبته ، بمزيد احتياط ، وغلق لكل أبواب الفساد والفتنة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:41
موقف المسلمين من فاحشة اللواط

السؤال

أنا حاليا أبحث مسألة اضطهاد اللوطية في قارة آسيا وخاصة في ماليزيا.

أرجو منك التكرم بالإجابة على بعض أسئلتي.

1- كيف يعامل اللوطية (من المسلمين وغير المسلمين) في ماليزيا ؟

2- ما مدى قسوة العقوبة عليهم ؟

3- ما مدى تفهم المجتمع للوطية ؟

4- هل اللواط قانوني (مسموح به قانونا) ؟

الجواب

الحمد لله

ليس لدينا خبرة بوضع الشّذوذ في بلاد ماليزيا ولكنّ المفترض في المسلمين من ذلك الشّعب أن تكون لديهم الكراهية التامّة لهذا الفعل القذر

لأنّ الإسلام الذي يدينون به يحرّم هذا الفعل تحريما شديدا ويجعل عقوبته عظيمة أليمة في الدّنيا والآخرة .

كيف لا وقد قال نبي الإسلام عليه السّلام : " مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ . " أي إذا كان راضيا

. والحديث رواه الترمذي في سننه 1376

وقال علماء الإسلام كمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَإِسْحَقَ أنّه يُقام عليه حدّ الرجم أحصن أو لم يُحصن .

والذي يخالف فطرة الله ، ويفعل ما يؤدي إلى اكتفاء الرّجال بالرّجال والنّساء بالنّساء ، وفساد الأُسر ، والتأثير على الإنجاب ، ونشر الانحلال في المجتمع

وحدوث الأمراض الفتّاكة ، والإضرار بالأبرياء ، وسريان الأذيّة إلى الأطفال اغتصابا ونقلا للأمراض ، والفساد في الأرض عموما لا شكّ أنّه آفة يجب أن تُستأصل .

ولعلّ ما تقوم به أيّها الباحث من العمل يقودك إلى التعرّف عن كثب على هذا الدّين وعظمة شرائعه ودقّة أحكامه ، وحكمة من أنزله ، أسأل الله لك التوفيق والنّجاح والله الهادي إلى سواء السّبيل .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:45
وقعت في المحرم مع أخي زوجها

السؤال

زوجي يسافر كثيراً في أعمال له وهو يغيب لأوقات طويلة وفي أول حياتنا الزوجية عاملني بطريقة سيئة تجاهلني وأساء إلي نفسياً وجنسياً ولقد أحضر أخاه ( 19 عاماً ) ليعيش معنا

رغم اعتراضي وقد صار أن كنت أنا وأخوه بمفردنا في البيت وحدث بيننا شيء يسير لكنني تبت منه فهل يحمل زوجي وزراً في هذا لأنه هو الذي تسبب في هذا الموقف ؟ ثم حدث أن اكتشف زوجي ما حدث

عن طريق الضغط البدني والنفسي وبرر لي محاولاته للمعرفة بأن له الحق في أن يكتشف خيانتي له

. كل ما أريد أن أعرفه هو هل له الحق في التفتيش في ماض ذهب وليس لديه ما يثير شكوكه أو اعتقاده أن هذه العلاقة ما زالت مستمرة أجيبوني جزاكم الله خيرا .

الجواب

الحمد لله

إنا لله وإنا إليه راجعون ...

لقد وقع زوجك فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث حذر من دخول الرجال على النساء فقيل له : أفرأيت الحمو قال : " الحمو الموت " ، والحمو هو أخو الزوج وأقاربه كابن عمه

ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الحمو الموت ) أن الخوف منه أكثر من غيره لأنه يتمكن من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير أن يُنكر عليه أحد ، لأن دخوله البيت أمر لا يستغربه الناس

وكم سمعنا من المآسي التي وقعت بسبب دخول إخوان الزوج على زوجة أخيهم بل إنه حصل الزنا والحمل من أخي الزوج ، والله المستعان .

ولا يجوز لزوجك أن يبحث عن الماضي وسوئه ، بل يجب عليه أن يستر كما ستر الله ، خاصة بعد التوبة عن مثل هذا ، لأن قلبه من بعدها لن يصفو ، وسيفسر كل عمل يراه منكِ بعد ذلك على أنه من هذا القبيل .

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألَمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يُبد لنا صفحته نُقم عليه كتاب الله تعالى عز وجل " .

رواه الحاكم في " المستدرك على الصحيحين " ( 4 / 425 ) والبيهقي ( 8 / 330 ) . وصححه الألباني في صحيح الجامع ( 149 )

والقاذورات : يعني المعاصي .

وعن أبي هريرة قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من الناس وهو في المسجد فناداه : يا رسول الله إني زنيتُ - يريد نفسه - فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قِبَلَه

فقال : يا رسول الله إني زنيت فأعرض عنه فجاء لشق وجه النبي صلى الله عليه وسلم الذي أعرض عنه ، فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال :

أبك جنون ؟ قال : لا يا رسول الله ، فقال : فهل أحصنتَ ؟ قال : نعم يا رسول الله

قال : اذهبوا به فارجموه . رواه البخاري ( 6430 ) ومسلم ( 1691 ) .

وقد جاء في بعض الروايات أن رجلاً من أسلم أتى أبا بكر فقال له : إن الآخر قد زنى يعني نفسه فقال : فتب إلى الله واستتر بستر الله ثم أتى عمر كذلك ...

انظر فتح الباري ( 12/125 )

قال الحافظ ابن حجر :

ويؤخذ من قضيته : أنه يستحب لمن وقع في مثل قضيته أن يتوب إلى الله تعالى ويستر نفسه ولا يذكر ذلك لأحد كما أشار به أبو بكر وعمر على ماعز .

وأن مَن اطلع على ذلك يستر عليه بما ذكرنا ، ولا يفضحه ، ولا يرفعه إلى الإمام كما قال صلى الله عليه وسلم في هذه القصة " لو سترته بثوبك لكان خيراً لك " ، وبهذا جزم الشافعي رضي الله عنه

فقال : أُحبُّ لمَن أصاب ذنباً فستره الله عليه أن يستره على نفسه ويتوب واحتج بقصة ماعز مع أبي بكر وعمر .

وفيه : أنه يستحب لمن وقع في معصية وندم أن يبادر إلى التوبة منها ، ولا يخبر بها أحداً ويستتر بستر الله ، وإن اتفق أنه أخبر أحداً : فيستحب أن يأمره بالتوبة وستر ذلك عن الناس كما جرى لماعز مع أبي بكر ثم عمر .

" فتح الباري " ( 12 / 124 ، 125 ) .

وعليه :

فليس للرجل حق في البحث عن الماضي الذي قد تابت عنه زوجته لما قدمنا ، ولا ينبغي للمرأة أن تصارح زوجها بما قد حصل في الماضي وتابت منه ، ولتستتر بستر الله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:47
لماذا حرم الإسلام السحاق واللواط

السؤال

لماذا يعتبر اللواط والسحاق حراماً في الإسلام؟

أعرف أنها حرام لكن لماذا؟ وما هو المذكور عنها في القرآن والسنة؟.

الجواب

الحمد لله

1. لا ينبغي أن يشك المسلم ولو للحظة في أن شرع الله حكيم

وينبغي أن يعلم أن ما أمر الله به وما نهى عنه فيه الحكمة البالغة ، والطريق القويم ، والسبيل الوحيد لأن يعيش الإنسان آمناً مطمئنّاً ، ويحفظ عرضه وعقله وصحته ، ويوافق الفطرة التي فطر الله الناس عليها .

وقد حاول بعض الملحدين الطعن في الإسلام وأحكامه ، فأنكروا الطلاق وتعدد الزوجات وأباحوا الخمور ، ومن نظر في أحوال مجتمعاتهم عرف الحال المزري الذي وصلت إليه تلك المجتمعات .

فلما أنكروا الطلاق : حصل القتل بدلاً منه ، ولما أنكروا التعدد : حصل اتخاذ العشيقات بدلا منه ، ولما أباحوا الخمور : انتشرت الرذائل والفواحش بجميع ألوانها وأشكالها .

وهما مخالفان لفطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها – بل البهائم كذلك – من ميل الذكر للأنثى والعكس ، ومن خالف في هذا خالف الفطرة .

وانتشارهما سبَّب أمراضاً كثيرة لا يستطيع الشرق والغرب أن ينكر وجودها بسببهما ، ولو لم يكن من نتائج هذا الشذوذ إلا مرض " الأيدز " – الذي يقضي على جهاز المناعة في الإنسان – لكفى .

وسبَّب – كذلك - تفكك الأسَر وانحلالها ، وترك الأعمال والدراسة والانشغال بمثل هذه الشذوذات .

ولا ينتظر المسلم – وقد جاءه التحريم من ربه تعالى

أن يُثبت الطب حصول الضرر على مرتكب ما نهى الله عنه ، بل لا بدَّ أن يجزم أن الله تعالى لا يشرع إلا ما فيه خير الناس ، ولا تزيده هذه الاكتشافات الحديثة إلا يقيناً وطمأنينة بعظيم حكمة الله تعالى .

قال ابن القيم :

وفى كل منهما – أي : الزنى واللواط - فساد يناقض حكمة الله في خلقه وأمره ؛ فإن في اللواط من المفاسد ما يفوت الحصر والتعداد

ولَأَن يقتل المفعول به خيرٌ له من أن يُؤتى فإنه يَفسد فساداً لا يرجى له بعده صلاح أبداً ، ويَذهب خيرُه كله ، وتمص الأرضُ ماء الحياء من وجهه فلا يستحي بعد ذلك لا من الله ولا من خلقه

وتعمل في قلبه وروحه نطفة الفاعل ما يعمل السم في البدن ، وقد اختلفَ الناس هل يدخل الجنة مفعول به ؟ على قولين سمعت شيخ الإسلام رحمه الله يحكيهما .

" الجواب الكافي " ( ص 115 ) .

2. السحاق والمساحقة لغةً واصطلاحاً : أن تفعل المرأة بالمرأة مثل صورة ما يفعل بها الرجل .

واللواط لغةً : إتيان الذكور في الدبر ، وهو عمل الملعونين قوم نبي الله لوط عليه السلام . يقال : لاط الرجل لواطا ولاوط ، أي عمل عمل قوم لوط .

واصطلاحا : إدخال الحشفة في دبر ذكر .

ومما ذُكر عنهما في القرآن والسنَّة :

أ‌.قال تعالى : ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين . إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون الأعراف/80 ، 81 .

ب‌. إنا أرسلنا عليهم حاصباً إلا آل لوط نجيناهم بسحر القمر/34 . الحاصب : الريح ترمي بالحجارة .

ت‌. ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين الأعراف/80 .

وقال تعالى : ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين العنكبوت/28 .

ث‌. ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين الأنبياء/74 .

ج‌. ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون . أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون . فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون

. فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين . وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين النمل/ 54 – 58.

هذا من حيث العقوبة التي وقعت على قوم لوط ، أما من حيث ما جاء في أحكامهم :

ح‌.قال تعالى : واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان تواباً رحيماً النساء / 16.

قال ابن كثير :

وقوله تعالى واللذان يأتيانها منكم فآذوهما أي : واللذان يفعلان الفاحشة فآذوهما ، قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير وغيرهما : أي : بالشتم والتعيير والضرب بالنعال

وكان الحكم كذلك حتى نسخه الله بالجلد أو الرجم ، وقال عكرمة وعطاء والحسن وعبد الله بن كثير

: نزلت في الرجل والمرأة إذا زنيا ، وقال السدي : نزلت في الفتيان من قبل أن يتزوجوا ، وقال مجاهد : نزلت في الرجلين إذا فعلا لا يكنى ( أي يصرح ولا يستعمل الكناية ) - وكأنه يريد اللواط - ، والله أعلم .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 463 ) .

خ‌.عن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط " . ‌

رواه الترمذي ( 1457 ) وابن ماجه ( 2563 ) .

والحديث : قال صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " رقم : ( 1552 ) .‌

د‌.‌عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ... ملعون من وقع على بهيمة ، ملعون من عمل بعمل قوم لوط " . ‌ رواه أحمد ( 1878 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " رقم : ( 5891 ) .‌

ذ‌.عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به " .

رواه الترمذي ( 1456 ) وأبو داود ( 4462 ) وابن ماجه ( 2561 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " رقم : ( 6589 ) .‌

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:52
هل ننصحه بالتزوج من زميلته في الدراسة مع وجود معوقات ؟

السؤال

أنا شاب في السادسة والعشرين ، من أصل باكستاني ، ولكني مقيم في " بريطانيا " حيث أدرس لنيل شهادة الدكتوراة في " الهندسة الميكانيكية "

. إني أحاول التمسك بديني قدر المستطاع ، وأحاول دعوة كل من حولي سواءً كانوا مسلمين أم غير مسلمين بمن في ذلك زملائي الذين في المعمل ، ومن ضمن هؤلاء الزملاء فتاة مسلمة تعرفت

عليها منذ ثلاث سنوات وليست بذاك القدر من الالتزام ، ولا ألومها على ذلك ، فليست إلا مجرد نتاج لبيئة صاخبة يصعب معها التمسك بمبدأ أو خُلق ، إلا أني أؤمل أن اُحدث تغييراً .

ومن خلال دعوتي لها بالطرق الشرعية الصحيحة اتضح لي أنها كانت ملتزمة في الماضي ، وأن حياتها تغيرت عندما انتقلت وعاشت في مكان آخر فتأثرت بتلك البيئة والرفقاء الجدد ، وأن والدها أيضاً رجل

غير ملتزم وأن والدتها توفيت عندما كانت صغيرة لذا فوالدها هو من تولى تربيتها ، وقد قالت إنها تسعى جاهدة للعودة إلى ما كانت عليه من تدين والتزام

وقالت أيضا إنها هي من يعتني بأبيها الآن ، وإنها تحاول أن تأخذ بيده إلى المسار الصحيح . وأتذكر أني سألتها في إحدى المرات ما إذا كانت تفكر بالزواج فقالت " نعم "

ولكنها لم تجد الشخص المناسب حتى الآن ، ومن ضمن الشروط أن يكون من نفس خلفيتها الثقافية والمحلية .

هذا الأمر جعلني أفكر بالزواج بها رغم اختلال شرط الخلفية الثقافية والمحلية ، ولكني أحب فقط أن أكون سبباً في عونها ومساعدتها إلى العودة إلى التمسك بدينها .

في الحقيقة لم أتعرف عليها بعمق حتى يتسنى لي أخذ قرار صحيح

فكل ما في الأمر أنها مجرد فكرة خطرت ببالي فأحببت استشارتكم ، ولم أظهر لها مطلقاً أني أسعى لأمر كهذا حتى وإن أقدمتُ عليه فلن يكون قبل أن أنتهي من دراستي .

بالنظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم ( تُنكح المرأة لأربع لمالها ونسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ) إذا ما أتيتُ لإنزال هذه الصفات عليها وجدت نفسي غير قادر على معرفة ذلك بالتفصيل

فالدين - كما أشرت سابقاً - ليس بتلك الصلابة ، ولكنه هو الأمر الذي دفعني للتفكير بالزواج بها أساساً ، حتى الجمال لا أستطيع البتّ فيه لأني أتجنب النظر إلى وجهها وأحاول غض بصري باستمرار

إذن فكيف أتوصل إلى القرار الصحيح ؟ حتى والدتي لا أظن أنها ستتفاعل مع زواج كهذا ؛ فهي تريد فتاة " باكستانية " تشاطرنا لغتنا وعاداتنا وتقاليدنا ... الخ

فماذا لو تخطيت والدتي وخالفت رغبتها أتظنون أن الأمر من النُبل بحيث يبيح لي مثل ذلك ؟

فبماذا تشيرون عليَّ إجمالاً ؟

أرجو منكم النصح والتوجيه .

الجواب

الحمد لله

الذي نراه أن هناك معوقات كثيرة أمامك حتى تقدم على الزواج من تلك الفتاة ، وأول تلك المعوقات : عدم اقتناعك بصلاحيتها زوجةً لك ! وهذا واضح من تعابير ألفاظك

وليس شيئاً نستنتجه بصعوبة ، فهي – عندك – ليست متدينة بالقدر الكافي ، وليس بذات جمال يلفت انتباهك إليها – وإن كنتَ تقول إنك لم تدقق النظر فيها - ، وثاني المعوقات

: رفض والدتك للزواج من خارج بيئتكم الأصلية ، وثالثها : أنك لن تتزوج الآن بل قد يطول بك الأمر ، ولو حصل الزواج فيما بعد ، فقد يصعب عليك الرجوع بها إلى بلدك ، إما رفضاً من أهلك أو رفضاً منها هي نفسها .

والذي يبدو لنا أنك مررت بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة

فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها

وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !!

والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في اختيار الزوجين ؛

فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره .
لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة

ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها .

ومع كل ما ذكرناه لك فلا يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:55
تفكر بعدم الإنجاب لتعمل وتوفر المال تأمينا لمستقبلها ومستقبل أولادها !

السؤال

زوجي أكبر مني بكثير ما يعني أنه ربما سيموت قبلي. هي فقط مجرد افتراضات على اعتبار أني من أسرة معمّره، أي أن أفراد أسرتي في العادة يعيشون عمراً طويلاً

وهذا ما جعلني أفترض هذا الافتراض بالنظر الى الفارق العمري بيني وبينه.

رغم أن موت الزوج يُعد كارثة بحد ذاتها إلا أني أفكّر في أمر آخر وهو ما الذي سيحل بي إذا مات وأين سأسكن..! فالبيت الذي نسكن فيه الآن بيت صغير ومع هذا فإنه عرضة للقسمة بين جميع أقربائه .

صحيح أنه يعتني بي الآن غاية العناية ويرعاني، لكن إذا مات فإن الربع الذي من المفترض أن يكون للزوجة بعد وفاة زوجها من تركته

لن يكفي لشراء بيت، حتى المال الذي أعطاني كمهر عند الزواج لن يكفي إلا لأيام معدودة. كما أني لا أستطيع أن ارث من عائلتي لأنهم كلهم غير مسلمين.

لقد بدأت أفكر بشكل جاد بالتوقف عن فكرة الإنجاب (ليس لدي منه أولاد حتى الآن) لفترة عشر أو خمس عشرة سنة إلى الأمام، أذهب فيها للعمل وجمع المال لأشتري بيتاً خاصاً بي،

فإذا ما أنجبت وكتب لزوجي الموت كان هناك مأوىً يلم شتاتي وشتات أبنائي، خير من أن نعيش في الشارع أو عالة على الآخرين. لكن هنا تظهر مشكلة أخرى وهي أني لو فعلت ذلك فمعنى هذا

أن زوجي ربما يتعدى مرحلة التخصيب والإنجاب.

فما رأيكم؟

الجواب

الحمد لله

اعلمي يا أمة الله أن الآجال مكتوبة والأرزاق محسوبة

ولن يموت أحد حتى يستوفي رزقه وأجله ، والله تعالى أرحم بعبده من أمه ، بل هو أرحم به من نفسه ، ولو خُلّي بين العبد وبين نفسه ، فأعمَلَ ما يدور بفكره

وما يترجح لديه بحساباته تارة وظنونه وأوهامه تارة أخرى ، ما استطاع واحد منا أن يسعد في حياته ولا أن يدبر أمره على الوجه الذي كان يؤمّل فيه ويسعي لتحقيقه .

ألم تسمعي يا أمة الله إلى قول الله تعالى : ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) الذاريات/22

ألم تعلمي يا أمة الله أن رزقك إنما هو على رب العالمين ، وليس على زوجك

قال الله تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) هود/6

وقال تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) العنكبوت/60 .

ألم تسمعي إلى حديث عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قال : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوقُ: ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ

فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ فِي ذَلِكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ الْمَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ...

) رواه البخاري (7454) ومسلم (2643) .

إنك لا تحتاجين إلا إلى شيء واحد ، تحتاجين إلى إحسان الظن بالله جل جلاله ، والتوكل عليه ، وإنزال حاجتك به ، والثقة بما عنده سبحانه ، والرضا باختياره لك .

قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/2-3.

وأما ما يتعلق بنصيبك من بيت زوجك ، فإن الأمر على خلاف ما تظنين .

نعم ، إذا مات الزوج ولم يكن له أولاد كان لك الربع – لكن ألا تعلمين أنه إذا كان له ولد ذكر ، كان لك الثمن وكان للولد بقية التركة !! لأن الولد الذكر يحجب إخوان الميت وأخواته وأعمامه وسائر عصباته إلا الجد .

وإذا كان الولد أنثى ، فإنك تأخذين الثمن وتأخذ البنت النصف، وهذا يعني أن المولود مهما كان له نصيب عظيم من البيت ، وإذا انضم إلى نصيبك ازداد عظماً ، فمم تخافين يا أمة الله ؟ !

والله تعالى أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 14:58
أولياء فتاة يطلبون النصح هل يوافقون على تزويجها من أوربي أسلم حديثاً ؟

السؤال

إن ابنتي جامعية في السنة السابعة طب ، تبلغ من العمر 25 سنة ، لها صديقة متزوجة بجزائري في ألمانيا ، وكلهم جزائريون , التقى هذان الزوجان برجل أعمال ألماني يقول إنه قد أسلم

, يبلغ من العمر 51 سنة , مطلِّق وله ولدان , ويبحث عن مسلمة ملتزمة , فاستشار الزوجين في مساعدته , فدلته صديقة ابنتي على ابنتي ، فاتصل بها عبر الانترنت

وأغراها بتوفير كل ما تطلبه بما فيها استكمال دراستها التخصصية بالخارج ، فانبهرت ابنتي بهذه الفكرة ، وسارعت بطرحها على العائلة ، وبعد دراستنا – نحن عائلتها - الموضوع :

وجدنا المشاكل التالية : • لا نعرف عن حقيقة إسلامه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة خلقه شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أصوله شيئا . • لا نعرف عن حقيقة أهدافه شيئا .

• عدم التكافؤ في السن . • عدم التكافؤ في المحيط الاجتماعي . • قطع النسل العربي من البنت . • إمكانية حصوله على رغبته في ألمانيا . هـــــــــذا من جهته هو , أما من جهة البنت فقد استخلصنا ما يلي :

• أن مستقبل البنت لا يبعث على القلق باعتبارها طبيبة . • البديل من بلدها ووطنها متوفر في شباب الجزائر . • المحافظة على القيم العربية الإسلامية واجب ديني .

لهذا ارتأت عائلتنا أن تقحمكم لإعطائها الموقف الشرعي في الموضوع لعلنا أغفلنا جانباً شرعيّا في القضية . وفي الأخير تقبلوا منا فائق الاحترام والتقدير ، متمنين منكم الرد السريع على هذا الاستفسار ، وشكراً .

الجواب

الحمد لله

نحن وإن كنا نشكر لابنتك إطلاع أهلها على عرض ذلك الرجل وما وعدها به ، إلا أننا ننكر عليها قبولها بمراسلة أجنبي عنها ومحاورته

وإذا كانت هي عاقلة متزنة ـ بحمد الله ـ فإن كثيرات سواها قد وقعن ضحايا لمثل تلك المراسلات .

وبعد التأمل فيما ذكرتموه عن ابنتكم وعن ذلك الرجل الألماني : فإننا نوصي بشدة بعدم قبوله زوجاً لابنتكم ، وما ذكرتموه من اعتبارات كافٍ لمثل هذا الحكم

وتشريع ركنية الولي في عقود الزواج غاية في الحكمة ، لئلا تنساق الفتاة وراء هواها فتقبل بكل معسول الكلام

منمق الألفاظ الباني للأحلام في الهواء ! وها هو الدليل على ذلك أنكم لم تكتفوا بما وقع في قلوبكم من حكم على ذلك الرجل حتى سارعتم لطلب المشورة من موقعنا هذا

وهذا يدل – إن شاء الله – على أنكم أهل لتحمل الأمانة ، وأنكم المؤتمنون الناصحون على أعراضكم .

والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الأولياء ونصح لهم بالنافع الصالح لتزوج مولياتهم وهم المرضيون من أهل الدين والخلُق

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ ) رواه الترمذي ( 1084 ) ، وابن ماجه ( 1967 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وقال رجل للحسن : " إن لي بنية فمن ترى أن أزوجها ؟ فقال : " زوِّجها ممن يتقي الله تعالى ، فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها " .

وأنَّى لكم معرفة ذلك في الرجل الراغب بتزوج ابنتكم ؟! ونحن هنا ننبه إلى أنه قد يكون مسلماً حقيقة ، وقد يكون صادقاً في رغبته ، لكنَّ ذلك كله لا تعرفونه عنه ولا شيئاً منه

ولو فرض أنه قد تأكد لكم أنه من المسلمين الصادقين في استقامتهم ، فإن ما ذكرتموه بعد أمر إسلامه من الأسباب – أيضاً – كافٍ للحكم بعدم صلاحيته لتزوج ابنتكم ، ويكفي من ذلك أنها ستقيم في ديار الكفر

وستدرس وتعمل في بيئاتهم وبلادهم ، الأمر الذي يخشى منه على دينها وخلقها ، كما أن من عادة اختلاف البيئات واللغات والطبائع أن تكون مؤثرة سلباً غاية التأثير ، مما يحدث بسببه فشل في الزواج في كثير من الحالات .

ولذا فإننا معكم تماما في رفض هذا الزواج ، وننصح ابنتكم أن تصرف نظرها عن قبول ذلك الرجل زوجاً لها

ولتعلم أن رأي أهلها ومن هو أعلم منها بحال الرجال والبيئات مقدم على رأيها بلا أدنى شك

ولتسأل ربها تعالى أن يختار لها الأحسن من الرجال الصالحين ليكون زوجاً لها ، تقيم وإياه بيتاً مؤسساً على طاعة الرحمن ليكون منه – إن شاء الله - النبتة الصالحة من الذرية الطيبة .

ونسأل الله تعالى أن يهديها لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يرزقها زوجا صالحاً وذرية طيبة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 15:02
تقول " أكره والدي كثيراً فهو السبب في تعاستي فهل ألام على كرهي له ؟ "

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 30 سنة ، ما أعاني منه أني أكره والدي بشدة ولا أطيق أن أسمع حتى أخباره , أبي قد أجرم في حقي وحق والدتي وإخوتي

تركني وأنا صغيرة في عمر الثامنة ورحل إلى بلد آخر وتزوج من أخرى ونسي أنه لديه ابنتين صغيرتين ، أنا وأختي كنا في حاجة لوجوده معنا لكن لم يهتم لذلك فكل ما يهمه نفسه ,

تركنا أنا وأمي وأختي عند إخواني المتزوجين ، زوجاتهم كانوا قساة القلوب علينا ، يختلقون المشاكل ، وإخواني يصدقونهم ، وحتى وصل الأمر إلى طردنا أنا وأمي وأختي لنعيش فترة في بيت أختي المتزوجة

وكثير من المصاعب مرت علينا ، ألوم والدي ؛ لأنه لم يفكر بنا ولم يوفر لنا العيش الهانئ

تتقاذفنا الأقدار بكل قسوة وظلم ، بعدها هاجرنا مع والدتي إلى نفس البلد الذي فيه والدي ، وكان قد أنجب أولاداً من الأخرى ، لم يعدل بيننا ، عشنا ظروفاً قاسية ، لم يصرف علينا

حتى أمي المسكينة كانت تبيع ملابسنا المستعملة لتوفير الأكل لنا ، وكبرنا وما زلتُ لا أرى من أبي أي اهتمام ، أكرهه بشدة ، فهو لا يستحق حتى كلمة " أب " ؛ لم يوفِّر العيش الكريم لي ولأختي

ولم يهتم بمستقبلنا من ناحية الزواج والاستقرار , أصبحتُ قاسية بسبب الظروف الصعبة التي مررت بها ، والآن قد باع بيتا له وأعطى الأموال كلها لزوجته الأخرى وأولادها ونحن لم يذكرنا بشيء أبداً ,

أكرهه جدّاً ، فهل أُلام على كرهي له ؟

وما هو حكم الشرع في ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً:

نسأل الله تعالى أن يجبر مصابكم وأن يزيل آلامكم وأن يكتب لكم الأجر ، كما نسأله تعالى أن يهدي والدكم فقد أساء غاية الإساءة بذلك الإهمال المتعمد لأسرته التي

أوجب الله تعالى عليه رعايتها والعناية بها ، وخاصة أن من فرَّط فيهم من أسرته هم الضعفاء منهم

كما أن أباكم قد وقع في ظلم أمكم فلم يعطها حقها من النفقة ولم يعدل بينها وبين زوجته الأخرى ، كما أنه وقع في الظلم في العطية حيث أعطى أولاده من زوجته الأخرى دون أولاده من الزوجة الأولى

وكل ما فعله أبوكم هو معاصٍ واضحة بيِّنة وتفريط فيما أوجب الله تعالى عليه ، وهو مستحق للوعيد إلا أن يتوب لربه ويرجع عن غيِّه ويقيم العدل في أسرتيه ويصلح ما أفسده ، فإن فعل ذلك وجد ربَّه توَّاباً رحيماً .

ثانياً:

مع كل ما فعله والدكم فإنَّ حقَّه في البرِّ والطاعة في المعروف محفوظان بنص الشرع ، وإذا كان الله تعالى قد ذكر حق الوالد المشرك – بل والداعي لأولاده لأن يشركوا بربهم عز وجل

بالبر والصحبة بالمعروف فلأن يكون ما دونه في السوء أولى وأحرى بذاك البر وتلك المصاحبة بالمعروف

قال تعالى : ( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/ 15

فإذا استحق الأب الوعيد على معاصيه وتفريطه في الواجبات الشرعية ، فإن الأولاد العاقين وغير البارين بوالديهم متوعدون – كذلك - على أفعالهم ، وليس من الجائز مقابلة العقوق بعقوق ولا مقابلة الظلم بظلم .

ثالثاً:

أما البغض القلبي للوالد العاصي أو الكافر فإن الأولاد لا يلامون عليه ، ولا يتنافى هذا مع برِّه وطاعته بالمعروف ، لكن عليك أن تمسكي لسانك عن الإساءة إليه ، وأن تمسكي يدك أيضا عن الإساءة إليه .

وبما أن الأمر قد وقع من والدكم ، وقد تحملتم من الآلام ما تحملتم

فإننا نوصيكم باحتساب ما جرى معكم عند الله ، ونوصيكم بالدعاء لوالدكم بالهداية والتوبة وإصلاح ما أفسد ؛ فهو أحوج ما يكون لرحمة الله تعالى والمن عليه بالتوبة .

وانظري جواب السؤال القادم

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-01-23, 15:06
هل يأثم المسلم على بغض والديه القلبي في حال خالفوا الشرع؟

السؤال

هل إن كان الشخص يكره والده ولا يحبه ، مع حسن معاملته ومحاولة برِّه ، يأثم بهذه المشاعر ، مع العلم أن والده هو من تسبَّب في هذه المشاعر بقسوته وأسلوبه في المعاملة مع الأبناء ؟ .

الجواب

الحمد لله

إن الله تعالى أمر الأبناء ببر والديهم والإحسان إليهم ، ونهاهم عن عقوقهم والإساءة إليهم ، وغرس فيهم من المحبة الفطرية ما يعينهم على ذلك البر والإحسان ، وينفرهم من العقوق والعصيان .

فإذا ما قدر أن يقع من الوالدين ، أو أحدهما ، شيء من المعاصي الشرعية التي يطلع عليها الأبناء

أو تلك التي تكون في حق أبنائهم أصالة ، فينبغي على الابن أن ينظر إليهما بعين الرحمة والشفقة على ما وقعا فيه ، والحرص على هدايتهما ونجاتهما من معصية الله جل جلاله.

فإذا غلب الإنسان ، فوقع في قلبه شيء من الكراهة لهما ، فليجاهد نفسه على ضبط الأمور

فتكون الكراهة لفعلهما ، وليس لذاتهما ؛ بحيث يكون اجتهاده ورغبته الصادقة في نجاتهما من معصية الله ، ورجوعهما إلى طاعته ، ليزول الداعي إلى تلك الكراهة .

فإذا غلب ـ أيضا ـ على شيء من ذلك ، أو بقي في قلبه من النفرة أو البِغضة ، التي لها سبب ظاهر

ما لم يجد له دفعا ، فيرجى له ألا يؤاخذ بذلك ، إن شاء الله ، وألا يكون عليه فيه حرج ، لا سيما إذا كان ذلك في حق والد كافر ، أو ظاهر الفسوق والعصيان ، أو مبتدع منافر للسنة وأهلها ، أو نحو ذلك .

غير أن ذلك كله ليس عذراً يبيح التفريط في برهما ، أو الوقوع في شيء من العقوق الظاهر لهما

بالقول أو بالفعل .

قال تعالى – في حق الوالدين المسلميْن - : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا .

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/ 23 ، 24 .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

إنني أجد بغضا وكراهية لأبي ؛ وذلك غضباً لله عز وجل ، فإنه ما من بيت من بيوت الجيران إلا ونظر على شأنهم ، وكم من المشاكل حدثت بسبب هذا الموضوع ، وعلمت حقّاً بما قاله ابن عباس - رضي الله عنهما -

أنه سيأتي زمان على هذه الأمة يذوب فيه قلب المؤمن كما يذاب الملح في الماء ، وذلك لكثرة ما يجد ولا يقدر أن ينكره ، وإنه يسبب لي المشقة لعلمي أن معصية الوالدين من الكبائر .

فأجابوا :

عليك بالإحسان إلى والدك وبذل المعروف له وطاعته في غير معصية الله عز وجل ، وحاولي بذل النصيحة له إن قدرت عليها ولم تخشي مفسدة أعظم .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود
.
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 155 ، 156 ) .

وسئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

أبونا قد هجر أمَّنا ، هو يعاملنا بقسوة ، ولا يعطينا شيئاً ، علماً بأنه يملك الكثير من الأموال ، مما أحدث في قلوبنا شيء من الكراهية له ، فبماذا توجهونه ؟ مأجورين .

فأجاب :

الواجب عليه : أن ينفق على أبنائه إذا كانوا فقراء ، الواجب عليه : أن ينفق عليهم ، وأن يعاملهم باللطف والإحسان والخلق الحسن ، والواجب على أولاده أيضاً : أن يعرفوا قدْره ، وأن يبرُّوه

وأن يخاطبوه بالتي هي أحسن ، وإذا دعت الحاجة إلى أن يرفعوا الأمر إلى المحكمة

: فلا بأس ، يقولون : والدنا ، ونحن فقراء ولم ينفق علينا ، يرفعون أمره إلى المحكمة ، وإذا توسط لهم بعض الطيبين من الجيران والأقارب لدى الوالد حتى ينفق : فهذا أحسن من المحكمة ، أحسن من الخصومة
.
وصيتي للأولاد : الرفق ، والبر بالوالد ، والكلام الطيب مع الوالد .

ووصيتي للوالد : أن يتقي الله ، وأن ينفق على أولاده المحتاجين ، وأن لا يحوجهم إلى الشكوى إلى المحكمة ، أو إلى توسط للناس

يجب أن يعدل من نفسه ، وأن يعرف ما أوجب الله عليه ، وأن ينفق عليهم ما داموا فقراء ، وأن يحسن إليهم ، وأن لا يحوجهم إلى شكوى ولا إلى غيرها ، وعلى الأولاد جميعاً أن يجتهدوا في برِّ والدهم

والكلام الطيب معه ، ومخاطبته بالتي هي أحسن ، وإذا دعت الحاجة إلى أن يطلبوا من أعمامهم أو من بعض جيرانهم أو أصدقاء والدهم أن يتوسطوا لدى والدهم بالإحسان إليهم وإيتاء

حقهم بدلاً من الشكوى : فهذا أطيب ، وأحسن .

" فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 261 ) .

فالوصية لمن كان هذا حاله :

أن تحتفظ بشعورك تجاه والدك في قلبك ، وأن تجاهد نفسك للتخلص منه ، وأن تصبر على ما ترى من والدك

وأن تعينه على طاعة ربه وأن لا يقع في مخالفة شرعية ، ولا تنس أن برَّه عليك واجب ، وعقوقه محرَّم ، فأحسن إليه ، وادع الله أن يهديه فهذا من حقه عليك .

وما سبق كله هو في حال أن يكون الوالد مرتكباً لمعصية بينة ، أو منكر يُغضب الله ، وأما أن يكون ما يصدر من الأب ضبطاً لأولاده في أفعالهم ، وقسوة في محلها على المخالف

: فمثل هذا لا يجوز معه بغضه البغض القلبي ، ولا ينطبق عليه ما ذكرناه سابقاً ، فليُنتبه لهذا ، فإن كلامنا في العُصاة الظلمة والقُساة البُغاة ، وليس فيمن يقسو في مكانه ، ويضع حدّاً لمخالفات أولاده بما يردعهم ويربيهم .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:37
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


خطبها آخر بعد الأول فهل تأثم إن وافقت؟

السؤال

تقدم لخطبتي شاب بمواصفات جيدة ، وافقت عليه ، وتم تحديد موعد الخطبة ، لكن لم يتم أي شيء رسمي ، مجرد أن أخي أعطاه الرد ، وأتت أمه لزيارتنا

وفي نفس الوقت أتى شاب آخر لخطبتي أفضل منه في المواصفات ، شعرت أني سأرتاح مع الشاب الجديد أكثر ، ونفسيتي أصبحت مرتاحة له أكثر من الشاب الأول

هل لو أني وافقت على الشاب الذي أتى بعده أكون قد وقعت في إثم - مع العلم أني غير مقتنعة كل القناعة بالشاب الأول - ؟ .

الجواب

الحمد لله

قبل الجواب عما يتعلق بكِ : لا بدَّ من الكلام عما يتعلق بالخاطب الثاني : لا يجوز لأحدٍ أن يخطب على خطبة أخيه .

فعن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : (نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيعَ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ ، وَلَا يَخْطُبَ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَتْرُكَ الْخَاطِبُ قَبْلَهُ ، أَوْ يَأْذَنَ لَهُ الْخَاطِبُ) رواه البخاري ( 4848 ) ومسلم ( 1412 ) .

ولكن إذا حدث وتقدم للمرأة أكثر من خاطب ، لكون الثاني ـ مثلاً ـ لم يعلم بالأول ، أو لغير ذلك من الأسباب ، فلا حرج عليها من اختيار الأفضل لها ، وإن كان هو الثاني .

وقد صحَّ في السنة أن معاوية وأبا جهم خطبا فاطمة بنت قيس رضي الله عنهم ، فلما استشارت النبي صلى الله عليه وسلم أوصاها بالزواج من ثالث وهو أسامة بن زيد رضي الله عنه .

روى مسلم (1480) عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ رضي الله عنها أَنَّهَا جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذَكَرْتُ لَهُ :

أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ [أي فقير] لَا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ ) .

فلا حرج عليكِ من قبول الثاني ورفض الأول ، وينبغي أن يكون الاختيار وفق المعايير الشرعية

وفي جواب السؤال القادم تجدين مواصفات الزوج المسلم .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:42
مواصفات الزوج المسلم

السؤال

أنا فتاة عمري 18 عاما وقد طُلبت للزواج 5 مرات ورفضتهم جميعاً لأنني كنت صغيرة والآن أفكر بالزواج

وسؤالي هو :

ما هو الشيء الذي يجب أن أبحث عنه لكي أحصل على مسلم جيد ؟

ما هي أهم الأشياء ؟.

الجواب

الحمد لله

نشكر لك حرصك أيتها الأخت السائلة على تحري الصفات التي تعينك على اختيار زوج صالح إن شاء الله تعالى

وفيما يلي ذكْر أهم الصفات التي ينبغي توفرها فيمن تختارينه أو ترضين به زوجا لك ويكون أبا لأبنائك إن قدر الله بينكما أبناء .

- الدين : وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر ،

ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها

وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين .

قال الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )

وقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقال تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي 866 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1084 .

- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة

فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله ما دام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف

وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد :

قال الله تعالى : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك ) فانظري كيف حفظ الله للغلامين مال

أبيهما بعد موته إكراما له لصلاحه وتقواه ، فكذلك الزوج من الأسرة الصالحة والأبوين الكريمين فإن الله ييسر له أمره و يحفظه إكراما لوالديه .

- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها : ( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير ) لا مال له .. )

رواه مسلم 1480 . ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال .

- ويستحب أن يكون لطيفا رفيقا بالنساء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .

- ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم .

- ويستحب أن يكون صاحب علم بالكتاب والسنة ، وهذا إن حصل فخير وإلا فإنّ حصوله عزيز .

- ويجوز للمرأة النظر إلى المتقدم لها كما يستحب له ذلك ، ويكون هذا النظر بوجود محرم لها ولا يجوز التمادي في ذلك بأن تراه وحدها في خلوة أو تخرج معه لوحدها أو أن يتكرر اللقاء دون حاجة لذلك .

- ويشرع لوليّ المرأة أن يتحرى عن خاطب موليته ويسأل عنه من يعاشره ويعرفه ممن يوثق في دينه وأمانته ، ليُعطيه فيه رأيا أمينا ونُصْحا سديدا .

- وقبل هذا كله ومعه ينبغي التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء واللجوء إليه سبحانه أن ييسر لك أمرك وأن يعينك على حسن الاختيار ويلهمك رشدك ، ثم بعد بذل الجهد واستقرار رأيك على شخص بعينه يُشرع لك استخارة الله عز وجل

ثم التوكل على الله عز وجل بعد استنفاذ الجهد فهو نعم المعين سبحانه . جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى العدوي مع زيادة .

نسأل الله العلي القدير أن ييسر لك أمرك ويلهمك رشدك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:47
بينها وبين أسرة زوجها خصومة فهل تسافر معهم للعمرة ؟ وهل تصلي الفرض في السيارة ؟

السؤال

قرر زوجي أداء العمرة مع أفراد أسرته ، إنني أيضاً أريد أن أؤدي العمرة ولكن ليس مع أسرته ؛ لأنهم يجرحونني كثيراً ويغضبونني ، كما أن العمرة هي عبادة يجب أن نؤديها بخشوع وإخلاص

إذا ذهبت معهم فإنني أخاف أن لا أكون قادرة على التركيز في العبادة بشكل كاف ، والأكثر من ذلك لا أحد منهم يصلي الصلوات الخمس لذلك فإنني أخاف على صلاتي بالرغم من أنني أحافظ على وضوئي

وأصلي في أي مكان حتى في الأتوبيس أو السيارة عند السفر ، هل أعتبر ذلك فرصة ذهبية وأذهب معهم أم علي أن أنتظر حتى أجد فرصة أخرى لاحقاً ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

إذا كان حال أسرة زوجك كما تذكرينه عنهم فلا ننصحك بالذهاب معهم لأداء العمرة ، ونرى أن انتظار فرصة أخرى أفضل من هذه هو الأولى لك

لأن من طبيعة السفر أن يُسفر عن أخلاق الناس وهذا لمن لم يكن معروفاً عنه شيء في أخلاقه

وأما من كان يُعرف بسوء الخلق فإن السفر معه مجازفة كبيرة ، ويُخشى من ازدياد سوء أخلاقه في سفره ذاك ، ولذا فإننا نخشى عليك من آثار السفر مع أسرة زوجك

وقد يتسببون لك في قطيعة أبدية بينك وبينهم مما يؤثر على علاقتك بزوجك ، فنرى أن يذهب هو وحده معهم دون أن ترافقيه ، وأن تعوضي ذلك بالتفرغ للطاعة والعبادة في بيتك فهو لا شك خير لك من مثل تلك السفرة .

أما إذا غلب على ظنك السلامة من أذاهم ، أو أن لديك القدرة على مداراتهم ، والصبر على ما يصدر منهم ، وخشيت ألا تتكرر فرصة العمرة مرة أخرى : فلا بأس أن تسافري معهم لأداء العمرة .

ومع هذا فإننا نرى أنه ينبغي عليك وعلى زوجك أن تضعوا حدا للخصومة بينك وبين أسرة زوجك ؛ لما له من آثار سيئة على حياتكما وحياة أولادكما ، فضلاً عما فيه من اكتساب آثام بسبب ما يحصل من قطيعة

وغيبة وقبح كلام ، وإذا لم يمكن إصلاح الوضع بالكلية فلا أقل من الالتزام بعدم إظهار الخصومة والوقوع في المعاصي القولية والفعلية ، فنرجو أن يسعى زوجك بما هو خير له ولأسرتيه

ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه ، وأن يرزقنا وإياك حسن الأخلاق وجميل الفعال .

ثانياً:

نريد تنبيهك على قولك إنك تصلين في أي مكان حتى في السفر حتى في السيارة : أن هذه الصلاة إن كانت فريضة فلا يجوز لك أداؤها فيها ؛ لأن الصلاة في السيارة تقتضي منك ترك بعض أركان الصلاة كالقيام والركوع

وتقتضي – غالباً - تخلف بعض شروطها كالاتجاه للقبلة ، ولذا فإنه لا يجوز أداء صلاة الفريضة في السيارة بل يجب النزول منها والالتزام بشروط الصلاة وأركانها

وإنما صلاة الفرض في السيارة رخصة في حال العذر ؛ وذلك إذا لم يكن ممكنا إيقاف السيارة والنزول منها للصلاة ، وهذا ظاهر في حال السفر في الطائرة

أو القطار ، أو الحافلات العامة التي يرفض القائمون عليها التوقف لأداء الصلاة .

وأما صلاة النفل في السيارة : فإنها تجوز للمسافر ، حتى ولو أمكنه النزول منها ؛ فإن الشرع وسع عليه في ذلك ، لئلا يفوت عليه ما اعتاده من التطوعات ، أو يقطعه النزول عن سيره في السفر .

وينظر جواب السؤال القادم

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:50
الصلاة في السيارة والطائرة

السؤال

أنا امرأة أسكن في إحدى المدن وأذهب مع زوجي إلى مدينة أخرى لعمل ما أو بغرض أن نتمشى أو نتسوق وتدركنا صلاة المغرب أو العشاء فنذهب للبحث عن مسجد فيه مصلى نساء أحيانا لا نجد فيصلي زوجي في المسجد

وأنا لا أجد مكاناً أصلي فيه والله يعلم أننا نبحث وبشكل جدي ولكن للأسف كما قلت أحيانا لا نوفق فأضطر أن أصلي في السيارة وأنا جالسة (

السؤال : هل تصح صلاتي بهذه الطريقة علما أنني فعلت هكذا أكثر من مرة ) أفيدوني

الجواب

الحمد لله

عملك هذا أيتها الأخت غير صحيح ، لأن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة فيمكنك أن تصلي في المسجد ( قسم الرجال ) بعد خروج الرجال منه ، فإن لم تجدي مسجداً فإنك تصلين على الأرض في أي مكان .

والصلاة في السيارة أو الطائرة أو القطار أو غيرها من المراكب إذا كان المصلي لا يستطيع استقبال القبلة والصلاة قائماً لا تجوز في الفريضة إلا بشرطين :

1-أن يخشى خروج وقت الفريضة قبل وصوله ، أما إن كان سينزل قبل خروج الوقت فإنه ينتظر حتى ينزل ثم يصلي .

2-ألا يستطيع النزول للصلاة على الأرض ، فإن استطاع النزول وجب عليه ذلك .

فإذا وجد الشرطان جاز له الصلاة في هذه المراكب والدليل على جواز الصلاة على هذه الحال عموم قوله تعالى : لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها البقرة / 286 وقوله تعالى : فاتقوا الله ما استطعتم التغابن / 16

وقوله تعالى : وما جعل عليكم في الدين من حرج الحج / 78 .

فإن قيل : إذا جاز لي الصلاة على هذه المراكب ، فهل أستقبل القبلة ، وهل أصلي جالساً مع القدرة على الصلاة قائماً ؟

فالجواب :

إن استطعت أن تستقبل القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك

لأنه شرط في صحة صلاة الفريضة في السفر والحضر

وإن كان لا يستطيع استقبال القبلة في جميع الصلاة فليتق الله ما استطاع ؛ لما سبق من الأدلة .

هذا في الفرض ، أما النافلة فأمرها واسع ، فيجوز للمسلم أن يصلي على هذه المذكورات حيثما توجهت به - ولو استطاع النزول في بعض الأوقات -

لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفل على راحلته حيث كان وجهه ، لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة " رواه البخاري 1094

لكن الأفضل أن يستقبل القبلة عند الإحرام حيث أمكنه في صلاة النافلة حين سيره في السفر . أنظر فتاوى اللجنة الدائمة 8/124

وأما صلاة الفريضة جالساً مع القدرة على القيام فإنها لا تجوز لعموم قوله تعالى

: ( وقوموا لله قانتين ) البقرة / 238، وحديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً ، فإن لم تستطع فعلى جنب ) رواه البخاري 1117 وبالله التوفيق .

فتاوى اللجنة الدائمة 8/126 .

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:54
تأخر زواجه بسبب دراسة خطيبته

السؤال

مشكلتي أني عقدت قراني على فتاة منذ سنتين على نية الزواج بعد عقد القران بثلاث سنوات ، لكي تنهي دراستها الجامعية ، مع العلم أكبرها بالعمر بـ (12) سنة , عمري (32) سنة , وتمت الموافقة على هذا الشرط من الطرفين ,

ولكن الفتاة لم تنجح بعد أول سنة من عقد قراننا ، ولا في السنة الثانية إلا ببعض المواد التي تؤهلها للنجاح للسنة الثالثة , وأصبحت المشاكل شبه دائمة بيننا حول نجاحها وتأخير موعد زواجنا ,

وتلقي هي وأهلها علي كل اللوم بأني سبب رسوبها ، مع أني أصبحت أعد الساعات لأتزوج .. مع أني لم أقصر بحقها .. فأنا أحبها ..

, وأريد إكمال نصف ديني .. تتجد المشاكل بين فترة وأخرى بسبب طول الخطوبة , والآن نقض أهلها وعدهم لي بالزواج بعد (3) سنوات من عقد القران ..

وأنها غير معروف متى تنهي دراستها , وأن علي الانتظار حتى تكمل دراستها التي لا أعرف متى ؟! ودائما تتجدد المشاكل حول هذا الأمر ..

وأصبحت ألاقي بعض الجفاء من الفتاة بسبب إلحاحي بتعجيل الزواج .. ,

وأهل الفتاة من النوع الذي لا يمكن التفاهم معهم .... دائما مع ابنتهم على الحق والباطل.. صدر مني في الفترة الأخيره كلام جارح للفتاة وأهلها بسبب الجفاء الذي ألمسه من الفتاة..

وما كان من والدها إلا أن قال : ليس لك عندي بنت للزواج.. قلبي متعلق بها ، ولا أستطيع نسيانها ، وأحبها ، وأدعو الله دائما بالخير لي ولها ، وأن يجمعنا عن قريب .

. أريد الزواج .. فما رأي فضيلتكم في مشكلتي هذه . أدع لي بتيسير زواجي .. بماذا تنصحونني ، وبماذا تنصحون الفتاة ؟

وما الأفضل لنا ؟

أرجو الرد خلال هذه الفترة ؛ لأن فيه تقرير مصير بالنسبة لي وللفتاة . بعد العيد مباشرة .

الجواب

الحمد لله

الحقيقة أننا نتفهم مشكلتك كثيرا ، ونعجب أكثر من زوجتك وأهلها كيف يبلغون بالأمور إلى التكلف المَقيت الذي يهدم ولا يبني ، ويفسد ولا يصلح .

هانت في نفوسهم المعاصي والفتن التي يتعرض لها الشباب في المدارس والجامعات والأسواق ، بل وحتى في البيوت من خلال الفضائيات والمحطات الفاسدة ، ولم يلتفتوا إلى العفاف الذي قصدته الشريعة في تشريعها للزواج .

لقد جَنَتْ على مجتمعاتنا تلك العاداتُ البغيضة ، وألقت بظلام الرذيلة والفاحشة ، واستبدلت ذلك بالطهر والعفة والطاعة ، كل ذلك باسم " إكمال الدراسة " ! ، أو " بلوغ سن الرشد " ! ، أو

" تجميع الأموال الطائلة " !

فليلعم أولئك الآباء أنهم محاسبون أمام الله تعالى عن وقوفهم عثرة في وجه ما شرعه الله تعالى

وعن أذاهم المتواصل – من حيث يشعرون أو لا يشعرون – للأجيال المتتالية من الشباب الباحث عن عفته بالحلال ، ولينظروا هل ينفعهم الاعتذار بالعادة أو الدراسة بين يدي الله عز وجل ؟

وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عمن ترفض الزواج بحجة الدراسة ؟

فأجاب:

" حكم ذلك أنه خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ).

وفي الامتناع عن الزواج تفويت لمصالحه ، فالذي أنصح به إخواني المسلمين من أولياء النساء وأخواتي المسلمات من النساء ألا يمتنعن عن الزواج من أجل تكميل الدراسة" انتهى .

وسئل الشيخ صالح الفوزان في "المنتقى من فتاوى الفوزان" (4/النكاح والطلاق والحقوق الزوجية، سؤال رقم/166) :
سائلة تقول : إن لها بنات في سن الزواج وقد تقدم إليهن الخطاب

ولكنها ترفضهم بحجة أن بناتها سوف يكملن تعليمهن ، إيمانًا منها بضرورة التعليم للفتاة ، وبعد انتهائهن من التعليم سوف تزوجهن .

فما حكم عملها هذا ، وهل هي مصيبة أم مخطئة ؟

فأجاب :

"هي مخطئة في هذا العمل ؛ لأن الواجب أن الفتاة إذا بلغت وكانت بحاجة إلى الزواج أن يبادر بتزويجها ، خشية عليها من الفساد ، وأيضًا التزويج فيه مصالح ، منها :

أولاً : صيانتها وعفتها .

وثانيًا : فيه طلب الذرية الصالحة .

وثالثًا : فيه كفالة الزوج لها وقيامه عليها وصيانتها .

وأما التعليم فهو أمر مكمّل لا يفوت به الزواج الذي فيه المصالح العظيمة والمنافع الكثيرة ، مع أنه يمكن أن تجمع بين الأمرين ، بأن تتزوج ، وأن تواصل دراستها .

أما إذا تعارض الزواج مع الدراسة فيجب أن تقدم الزواج ؛ لأن تفويته فيه أضرار بالغة ، بخلاف تفويت التعليم ، فإنه لا يترتب عليه كبير ضرر .

هذا إذا كان التعليم محتشمًا وشرعيًا ، أما إذا كان التعليم كما هو الغالب على الدول اليوم غير الملتزمة أنه تعليم مختلط ، وتعليم غير محتشم ، فهذا لا يجوز للمرأة أن تنتظم فيه

سواء كانت متزوجة أو غير متزوجة ؛ لأن هذا يجرها إلى الحرام " انتهى بتصرف.

أما نصيحتنا لك فهي أن تعرض هذه الفتوى على زوجتك وولي أمرها ، لعلهم ينتفعون بما فيها ، ويعيدون النظر في أمرهم .

وحاول أن تدخل بعض ذوي الجاه والمكانة ليشفعوا في حل المشكلة ، أو على الأقل التوصل إلى شيء يرضيك ، كالالتزام بموعد قريب للدخول .

وما دمت قد ذكرت أن قلبك متعلق بها ، ولا تستطيع نسيانها ، فإننا نوصيك بالصبر حتى يجعل الله لك فرجا ، والإكثار من دعاء الله تعالى .

ونسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 17:58
والدها يتحرش بها والأم تخاف على ابنتها فكيف تتصرفان ؟

السؤال

أب يتحرش بابنته ، وشكت البنت للأم والأم تراقبه دائما ، والأم خائفة على ابنتها ، وهذا الزوج لم يقرب الأم منذ ثلاثة شهور ولم يطلبها بالمرة ، فماذا تفعل هذة المسكينة ؟ .

الجواب

الحمد لله

إنه ليحزننا أن نسمع أو نقرأ مثل هذه الحكايات ، فالذي من المفترض أن يكون حامياً لعرضه باذلاً الغالي والنفيس للدفاع عنه نراه هو من ينتهكه ! وهذا الفعل غاية في الفحش والإثم

وإذا كان التحرش بالأجنبية محرَّماً مجرَّماً فالتحرش بالابنة أشد تحريماً وأشد تجريماً ، ولذا فلا ينبغي السكوت عليه من قبَل الابنة ولا من قبل أمها .

وقد ذكر الفقهاء أن المَحْرَم الذي يكون له مثل أقل من هذه الأفعال فإنه يعامل معاملة الأجنبي من الرجال

وهذا الفعل الخسيس من الأب أولى وأحرى أن يكون سبباً ليُتعامل معه بصفته رجلاً أجنبيّاً ، فلا تمكنه من النظر إليها ولا تجعله يختلي بها
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

"وقد اتفق العلماء على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة "

انتهى من" مجموع الفتاوى " ( 15 / 415 ) .

وقال ابن عبد البر – رحمه الله - :

"ولقد كره الشعبي أن يديم الرجل النظر إلى ابنته أو أمِّه أو أخته ، وزمنه خير من زمننا هذا

، وحرام على الرجل أن ينظر إلى ذات محرم نظر شهوة يرددها "

انتهى من" الاستذكار " ( 8 / 388 ) .

وقال – رحمه الله – أيضاً - :

"وأجمعوا أنه لا يجوز أن ينظر أحد إلى ذات محرم منه نظر شهوة ، وأن ذلك حرام عليه ، والله يعلم المفسد من المصلح ، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "

انتهى من" الاستذكار " ( 8 / 432 ) .

وإذا كان هذا هو حكم النظر إلى ذات المحرم بشهوة ، فكيف ما هو أكثر من ذلك كالتحرش بها لمساً وتقبيلاً وغير ذلك ؟! .

وعليه :

فالمطلوب فعله من الأم أن تعظ زوجها وتنصحه وتخوفه بالله تعالى ربِّه أن يكفَّ عن فعله المشين وأن يحفظ عرضه لا أن ينتهكه ، فإن استجاب واستقام وندم على ما فات : فهذا هو المطلوب

على أن لا يوثق به مباشرة بل يكون هناك فترة يراقب فيها ، ليُعرف صدقه ، واستقامته .

وإذا لم يتب ولم ينته عن فعله القبيح ذاك : فلا يجوز للابنة البقاء في البيت ، وعليها أن تغادره إلى مكان يكون آمناً لعرضها ، كبيت أخيها أو أختها أو قريب لها من محرمها

على أن تُحسن اختيار المكان ليكون بالفعل آمناً لها على عرضها ، ونرى أن يُستر على فعل أبيها معها فلا يقال عن فعله لأحدٍ حتى يُعطى فرصة للتوبة الصادقة

وحتى لا يتسبب لها ذلك بالطعن في عرضها واتهامها بما ليس فيها ، إلا إن عرف له أخ أو قريب عاقل حكيم له عليه تأثير فيمكن أن يُخبر لكي ينصحه أو يعنفه

على أن يلتزم هذا القريب بالستر على الابنة ، وإذا سأل أحد عن سبب خروجها من بيت أبيها

فلا بأس أن يقال إنه ثمة خصومة بين الابنة وأبيها ، ويستمر ذلك الابتعاد حتى يقضي الله خيراً إما بتوبته فترجع لبيت أبيها أو تتزوج فتنتقل لبيت زوجها .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 18:07
حكم دعاء أن لا يتزوج زوجها عليها وحكم طلب الطلاق منه إذا فعل وأحوال الحنث في اليمين

السؤال

تزوجت منذ ثلاث سنوات ، ولكن المشاكل بيني وبين زوجي منذ البداية ، حتى أنه قد طلقني مرتين

إنه سريع الغضب ، ويضربني أحياناً ، ومنذ أسبوعين فقط قال لي إنه يريد الزواج بثانية ، إنني لا أستطيع تحمل ذلك ، وإن كنت أعلم أنه حق كفله له الشرع ولكنه أمر صعب على نفسي

ومما زاد عدم تقبلي للأمر أني أعرف هذه المرأة التي يريد الزواج بها ، إنها إحدى صديقاتي ، وقد سألتها عن رأيها في الموضوع بل ونصحتها بأن لا تتزوجه

وقلت لها : سأدعو الله لك بأن يرزقك زوجاً خيراً منه ، وقد علم زوجي بكل هذا فغضب وقال إن هذه معصية كبيرة وما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك. أسئلتي هي : - هل يجوز أن أدعو الله عليهما فلا يتزوجا ؟

. - هل ما فعلته من حديثي معها ومحاولة صرفها جائز ؟ -

هل يجوز لي أن أطلب الطلاق إذا تزوجها ؟ .

- لو حلفتُ على شيء ثم نكثت يميني فهل هذه كبيرة من الكبائر ؟

وماذا يجب عليّ حينئذٍ ؟ . بارك الله فيكم .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا مانع من دعاء الزوجة أن لا يتيسر زواج زوجها من صديقتها إذا كان ذلك الزواج يشق عليها تقبله ، وما فعلتِه من حديثك مع صديقتك تلك لا يظهر لنا أن فيه مخالفة للشرع

وأنتِ قد أردتِ لها الخير ولم يكن منك دعاء عليها بأن لا تتزوج مطلقا – وهو الذي فيه إثم – بل إنكِ قد أخبرتِها أنك ستدعين لها بأن يرزقها الله تعالى زوجاً غيره خيراً منه

وعليه : فقول الزوج إن ما فعلتِه من الحديث معها هو معصية كبيرة ليس صواباً ، بل إننا نرى أن دعاءك بعدم زواجه منها أمر مباح لا إثم فيه

وكذا يباح لك الدعاء بأن لا يتزوج عليكِ عموماً ، ولا يباح لك الدعاء عليه بالضرر أو الفقر لئلا يستطيع الزواج ؛ فإن هذا دعاء بإثم ، وكذا لا يجوز لك الدعاء عليه أن لا يتزوج إن كان محتاجاً للزواج وهو قادر عليه .

ثانياً:

طلب الزوجة الطلاق من غير سبب يبيح لها ذلك من كبائر الذنوب ؛ لما روى ثَوْبَانُ رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) رواه الترمذي ( 1187 ) وصححه وأبو داود ( 2226 ) وابن ماجه ( 2055 ).

ولا يجوز للزوجة طلب الطلاق لمجرد تزوج زوجها عليها ؛ لأن عليها أن تتحمل وتصبر ، فإذا هي طلبت الطلاق فإنها يخشى عليها أن تدخل في النهي الوارد في الحديث .

سئل الشيخ عبد الله بن جبرين – رحمه الله - :

هل يجـوز للزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها إذا تزوج عليها ؛ لعدم وجود الصبر عندها ؟ .

فأجاب :

لا يجوز لها ذلك ، وورد في الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ( ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها ، ولتنكح ، ولها حظه ) أو كما قال

فعليها أن تتحمل وتصبر ، وفي الحديث ( أيما امرأة سألت الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ) عليها أن تتحمل ، وتصبر ، سيما إذا كان الزوج عادلا قائما بما يجب عليه .

وأما طلبها للفراق إذا حصل الزواج من أخرى وتعذَّر عليها الصبر ولم تستطع تحمُّل ذلك نفسيّاً أو بدنيّاً حتى أدَّاها ذلك إلى أنها لم تستطع أن تعطي زوجها حقَّه : فحينئذٍ تكون معذورة في طلبها للفراق .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

فإذا تعذَّر الصبر على الزوج وخافت المرأة أن لا تقيم حدودَ الله الواجبةَ عليها لزوجها : فلا بأس أن تطلب الطلاق .

" فتاوى نور على الدرب " ( شريط 346 ) .

وانظري في أجر الزوجة الصابرة على تزوج زوجها بأخرى: جواب السؤال القادم

ثالثاً:

أما بخصوص الحِنث في اليمين – وهو مخالفة المحلوف عليه – فإن حكمه يكون بحسب ما حلفتِ عليه ، وبحسب المحلوف عليه يكون الحِنث واجباً أو محرَّماً أو مكروهاً أو مستحبّاً أو مباحاً .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 30 / 310 ، 311 ) :

تعمد الحنث في اليمين تجري عليه الأحكام الخمسة :

فقد يكون الحنث واجباً ، وذلك إذا كان الحلف على ترك واجب عيني أو على فعل محرم ، فإذا حلف مثلاً على أن لا يصلي إحدى الصلوات الخمس المفروضة : وجب عليه الحنث .

وقد يكون الحنث مندوباً ، وذلك إذا حلف على ترك مندوب كسنَّة الضحى أو على فعل مكروه كأن يلتفت بوجهه في الصلاة ، فيندب الحنث .

وقد يكون الحنث مباحاً ، وذلك إذا حلف على ترك مباح أو فعله كدخول دار وأكل طعام معين ولبس ثوب فقال بعض الفقهاء : الأفضل في هذا ترك الحنث ؛ لما فيه من تعظيم الله تعالى .

وقد يكون الحنث حراماً ، وذلك إذا حلف على فعل واجب أو ترك حرام ، فعليه أن ينفِّذ ما حلف عليه ؛ لقوله تعالى ( وَلاَ تَنْقُضُوا الأَْيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) النحل/ 91 .

وقَد يكون تعمد الحنث مكروهاً ، وذلك إذا حلف على فعل مندوب أو ترك مكروه .

انتهى

وانظري جواب السؤال بعد القادم.

وأما بخصوص ما يترتب على الحنث في اليمين فإنه حيث وُجد الحِنث في اليمين فإن ذمة الحانث تكون مشغولة بكفارة يمين ، وهي إطعام عشرة مساكين وجبة طعام – غداء أو عشاء – ولا يجوز إخراج الكفارة نقوداً .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 35 / 40 ) :

لا خلاف بين الفقهاء في أن كفارة اليمين لا تجب إلا بالحنث فيه

ولا خلاف بينهم في أن موجِب الحنث هو المخالفة لما انعقدت عليه اليمين ، وذلك بفعل ما حلف على عدم فعله

أو ترك ما حلف على فعله ، إذا عُلِم أنه قد تراخى عن فعل ما حلَف على فعله إلى وقت لا يمكنه فيه فعله ، ولا خلاف على وجوب الكفارة بالحنث في اليمين المعقودة على أمر في المستقبل نفياً كان أو إثباتاً .

انتهى

وانظري جواب السؤال الثالث القادم

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-02-05, 17:02
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


إذا تزوج زوجي بثانية فهل لي أجر ؟

السؤال

ما هو أجر الزوجة الأولى إذا صبرت على زواج زوجها بامرأة أخرى ؟

هل هناك أجر خاص لهذه الحالة أم أنه نفس الأجر الذي تناله أي زوجة في طاعة زوجها وأدائها لفروضها ؟ إذا عرفت أن هناك أجرا خاصا لهذا فسيساعدني على قبول هذا الحال بسهولة أكبر .

قيل لي إن أجر المرأة التي تصبر على هذا أكبر من أجر المؤمن الذي يذهب للجهاد ، وبما أن الحج هو جهاد المرأة فإن قبول التعدد أعظم من الجهاد .

هل هناك دليل على هذا ؟

وهل تعلم أن هناك أي أجر آخر ؟.

الجواب

الحمد لله

قال الله عز وجل : ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) النحل/ 70 .

وقال تعالى : ( وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ) الحج/ 5 .

قال الطبري رحمه الله :

" يقول تعالى ذكره : والله خلقكم أيها الناس ، وأوجدكم ، ولم تكونوا شيئا، لا الآلهة التي تعبدون من دونه، فاعبدوا الذي خلقكم دون غيره ، ثم يقبضكم .

ومنكم من يهرم ، فيصير إلى أرذل العمر، وهو أردؤه ، وإنما نردّه إلى أرذل العمر ليعود جاهلا

كما كان في حال طفولته وصباه ، يقول: لئلا يعلم شيئا بعد علم كان يعلمه في شبابه ، فذهب ذلك بالكِبَر ، ونُسي ، فلا يعلم منه شيئا، وانسلخ من عقله ، فصار من بعد عقل كان له ، لا يعقل شيئا " انتهى مختصرا .

وقال السعدي رحمه الله :

" يخبر تعالى أنه الذي خلق العباد ونقلهم في الخِلقة، طورا بعد طور، ثم بعد أن يستكملوا آجالهم يتوفاهم ، ومنهم من يُعَمِّره حتى يُرَدّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ، أي: أخسه ، الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة،

حتى العقل الذي هو جوهر الإنسان ، يزيد ضعفه ، حتى إنه ينسى ما كان يعلمه، ويصير عقله كعقل الطفل "

انتهى من " تفسير السعدي " (ص 444) .

وقال الزجاج رحمه الله:

" المعنى: أن منكم من يَكْبُرُ ، حتى يذهب عقله خَرَفاً، فيصير بعد أن كان عالماً جاهلاً، ليريَكم من قدرته ، كما قَدِر على إِماتته وإِحيائه ، أنه قادر على نقله من العلم إِلى الجهل " .

انتهى من " زاد المسير "(2/ 571).

فالمقصود : أن الله تعالى ينقل العباد من جهل إلى علم، ثم من علم إلى جهل، ومن ضعف إلى قوة، ثم من قوة إلى ضعف .

والناس يتفاوتون في مقدار ذلك الجهل الذي ينقلون إليه ، فمنهم من يُطْبِق عليه الخرف ، فلا يعلم شيئا ، مطلقا ، ومنهم من لا يكاد يعلم شيئا ، ومنهم من يعلم الشيء بعد الشيء ، إلا أن الجهل وعدم العلم هو الغالب عليه .

والمراد بقوله تعالى : (لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا): بيان غلبة الجهل من بعد العلم ، لا انتفاء العلم بالكلية بالنسبة لكل من أدرك هذه المرحلة ، فنفى العلم للمبالغة .

ولذلك قال : (وَمِنْكُمْ) إشارة إلى أنه ليس كل من كبر وشاخ ، يُردّ إلى أرذل العمر ، بل من هؤلاء من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا ، ومنهم من يكبر فيحفظ الله عليه عقله وسمعه وبصره .

قال ابن جزي رحمه الله :

"وليس المراد نفي العلم بالكلية ، بل ذلك عبارة عن قلة العلم ، لغلبة النسيان" .

انتهى من " تفسير ابن جزي " (1/ 431) .

وقال الرازي رحمه الله :

" فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ قَالَ: لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ، مَعَ أَنَّهُ يَعْلَمُ بَعْضَ الْأَشْيَاءِ كَالطِّفْلِ؟

قُلْنَا : الْمُرَادُ أَنَّهُ يَزُولُ عَقْلُهُ ، فَيَصِيرُ كَأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ شَيْئًا، لِأَنَّ مِثْلَ ذَلِكَ قَدْ يُذْكَرُ فِي النَّفْيِ لِأَجْلِ الْمُبَالَغَةِ "

انتهى من " تفسير الرازي " (23/ 205) .

وقال ابن عاشور رحمه الله :

" وَلِذَلِكَ مَرَاتِبُ فِي ضَعْفِ الْعَقْلِ ، بِحَسَبِ تَوَغُّلِهِ فِي أَرْذَلِ الْعُمُرِ، تَبْلُغُ إِلَى مَرْتَبَةِ انْعِدَامِ قَبُولِهِ لِعِلْمٍ جَدِيدٍ، وَقَبْلَهَا مَرَاتِبُ مِنَ الضَّعْفِ مُتَفَاوِتَةٌ، كَمَرْتَبَةِ نِسْيَانِ الْأَشْيَاءِ، وَمَرْتَبَةِ الِاخْتِلَاطِ بَيْنَ الْمَعْلُومَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ "

انتهى من " التحرير والتنوير " (17/ 202) .

*عبدالرحمن*
2019-02-05, 17:04
ما هي كفارة اليمين بالتفصيل ؟

السؤال

الرجاء التفضل بتفصيل كفارة اليمين .

الجواب

الحمد لله

كفارة اليمين بينها الله تعالى بقوله: ( لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ

أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) المائدة / 89 .

فيخير الإنسان بين ثلاثة أمور:

1- إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، فيعطي كل مسكين نصف صاع من غالب طعام البلد

كالأرز ونحو ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا، وإذا كان يعتاد أكل الأرز مثلاً ومعه إدام وهو ما يسمى في كثير من البلدان ( الطبيخ ) فينبغي أن يعطيهم مع الأرز إداماً أو لحماً

ولو جمع عشرة مساكين وغداهم أو عشاهم كفى .

2- كسوة عشرة مساكين ، فيكسو كل مسكين كسوة تصلح لصلاته ، فللرجل قميص (ثوب) أو إزار ورداء ، وللمرأة ثوب سابغ وخمار .

3- تحرير رقبة مؤمنة .

فمن لم يجد شيئا من ذلك، صام ثلاثة أيام متتابعة .

وجمهور العلماء على أنه لا يجزئ إخراج الكفارة نقودا .

قال ابن قدامة رحمه الله

: " لا يُجْزِئُ في الكفارة إِخراج قيمة الطعام ولا الكسوة ، لأن الله ذكر الطعام فلا يحصل التكفير بغيره ، ولأن الله خَيَّرَ بين الثلاثة أشياء ولو جاز دفع القيمة لم يكن التَخْيِِيرُ منحصراً في هذه الثلاث ... "

اهـ . المغني لابن قدامة 11/256

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:

( على أن تكون الكفارة طعاما لا نقودا، لأن ذلك هو الذي جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة، والواجب في ذلك نصف صاع من قوت البلد ، من تمر أو بر أو غيرهما

ومقداره كيلو ونصف تقريبا ، وإن غديتهم أو عشيتهم أو كسوتهم كسوة تجزئهم في الصلاة كفى ذلك ، وهي قميص أو إزار ورداء )

انتهى نقلا عن فتاوى إسلامية 3/481

وقال الشيخ ابن عثيمين :

فإن لم يجد الإنسان لا رقبة ولا كسوة ولا طعاماً فإنه يصوم ثلاثة أيام ، وتكون متتابعة لا يفطر بينهما . اهـ .

فتاوى منار الإسلام ( 3/667 )

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-05, 17:12
أحكام البر باليمين وحالات جواز الحنث

السؤال

ما هي أحكام البر باليمين ؟

ومتى يجوز لي الحنث في اليمين ؟

وحلفت أمي علي بالنبي أن أسكت : هل أبر بيمينها أم لا ، وهل هذه يمين مؤقتة أم دائمة ؟

وكيف أفرق بين اليمين الدائمة واليمين المؤقتة ؟

أرجو أن تردوا علي بسرعة مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة ، إن أمكن . وشكرا جزيلا لكم .

الجواب

الحمد لله

أولا :

البر باليمين تعتريه الأحكام الخمسة : فيكون واجبا ومندوبا وحراما ومكروها ومباحا .

قال في "مطالب أولي النهى" (6/ 365) :

" ( فمن حلف على فعل مكروه أو ) حلف على ( ترك مندوب , سُنّ حنثه وكره بره ) لما يترتب على بره من ترك المندوب قادرا . ( و ) من حلف ( على فعل مندوب أو ترك مكروه , كره حنثه ,

وسن بره ) لما يترتب على بره من الثواب بفعل المندوب , وترك المكروه امتثالا .

( و ) من حلف ( على فعل واجب أو على ترك محرم , حرم حنثه ) لما فيه من ترك الواجب أو فعل المحرم , ( ووجب بره ) لما مر .

( و ) من حلف ( على فعل محرم أو ترك واجب , وجب حنثه ) لئلا يأثم بفعل المحرم أو ترك الواجب ( وحرم بره لما سبق ) .

( ويخيّر ) من حلف ( في مباح ) ليفعلنه أو لا يفعله بين حنثه وبره ( وحفظها فيه أولى ) من حنثه ; لقوله تعالى : ( واحفظوا أيمانكم ) " انتهى .

وينظر : بدائع الصنائع (3/ 17)

أسنى المطالب (4/ 247).

وبهذا تعلم أنه يجوز لك الحنث في اليمين إذا حلفت على أمر مباح ، ويستحب لك الحنث إذا حلفت على ترك أمر مستحب أو فعل أمر مكروه ، ويكره الحنث في عكس هذه الصورة : أن تحلف على ترك أمر مكروه

أو فعل مستحب ، ويتأكد جانب البر باليمين بعموم الأمر بحفظ الأيمان . ويجب الحنث إذا حلفت على فعل أمر محرم أو ترك أمر واجب ، ويحرم الحنث إذا حلف على ترك محرم أو فعل واجب .

والأصل في جواز الحنث : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ ) رواه مسلم (1650).

وروى البخاري (5188) ومسلم (1649) عن أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قال : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنْ الْأَشْعَرِيِّينَ فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ وَهُوَ يَقْسِمُ نَعَمًا مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ فَاسْتَحْمَلْنَاهُ

فَحَلَفَ أَنْ لَا يَحْمِلَنَا قَالَ مَا عِنْدِي مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ثُمَّ أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَهْبٍ مِنْ إِبِلٍ فَقَالَ أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ أَيْنَ الْأَشْعَرِيُّونَ

قَالَ فَأَعْطَانَا خَمْسَ ذَوْدٍ غُرَّ الذُّرَى فَلَبِثْنَا غَيْرَ بَعِيدٍ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي نَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ فَوَاللَّهِ لَئِنْ تَغَفَّلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمِينَهُ لَا نُفْلِحُ أَبَدًا فَرَجَعْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا اسْتَحْمَلْنَاكَ فَحَلَفْتَ أَنْ لَا تَحْمِلَنَا فَظَنَنَّا أَنَّكَ نَسِيتَ يَمِينَكَ فَقَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ هُوَ حَمَلَكُمْ ، إِنِّي وَاللَّهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا ).


ثانيا :

لا يجوز الحلف بغير الله تعالى ، سواء كان بالنبي أو بالكعبة أو بالوالد أو غير ذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ومسلم (1646)

وقوله : ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ ) رواه الترمذي (1535) وأبو داود (3251) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وهذه اليمين لا تنعقد ، ولا تلزم فيها كفارة ، ولا يلزم المحلوف عليه برها .

قال ابن قدامة رحمه الله : " ولا تنعقد اليمين بالحلف بمخلوق ; كالكعبة , والأنبياء , وسائر المخلوقات , ولا تجب الكفارة بالحنث فيها . وهو قول أكثر الفقهاء "

انتهى من "المغني" (9/ 405) .

وينبغي أن تبين لوالدتك حرمة الحلف بغير الله ، ووجوب التوبة من ذلك .

وننبه على أنه يلزمك بر والدتك ، وطاعتها ولو لم تحلف ، فإذا قالت لك : اسكت ، وكان لا يترتب على هذا السكوت معصية ، فإنك تسكت برا وطاعة لها .

ثالثا :

اليمين بالله قد تكون مؤقتة وقد تكون دائمة ، وذلك بحسب اللفظ ، أو بحسب النية ، أو بحسب الباعث أو المهيج على اليمين .

مثال الأول : أن يقول الحالف : والله لا أكلم فلانا حتى يتوب .

ومثال الثاني : أن يقول : والله لا أكلم فلانا ، وفي نيته إلى أن يتوب .

ومثال الثالث : أن يقول : والله لا أكلم فلانا ، لأنه رآه واقفا مع الأشرار ، فلو تبين أنهم أخيار لم يحنث ، ولو ترك الوقوف مع الأشرار انحلت اليمين .

والله أعلم .

الشيخ محمد صاللح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:40
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تأمر الناس بالصلاة وهي لا تصلي إلا أمامهم فقط !

السؤال

أنا معلمة و أحرص على تعليم طالباتي الصلاة و لكني لا أصلي إلا أمام الناس مع يقيني بأهمية الصلاة وكذلك دائماً أقول للخادمة إذا دخل وقت الصلاة اتركي العمل ، واذهبي صلِّي ، وأنا لا أصلي ! وأتكاسل فبماذا تنصحني

الجواب

الحمد لله

نأمل أن لا يستمر حالك كما هو الآن ، ونرى أن عندكِ خيراً عظيماً ، ولا بدَّ لك من تنميته واستثماره ؛ لئلا تضيع حياتك فتلقي ربك تعالى ولم تصلحي من شأنك وحالك .

وخير ما ننصحك به في إهمالك للصلاة هو كتاب الله تعالى وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فتنبهي لما سنذكره من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم لتعلمي عِظم الإثم الذي يلحقك ويثقل كاهلك .

واعلمي أن ترك الصلاة كفر مخرج من الإسلام ، فكيف ترضين لنفسك أن تكوني في سلك أولئك الذين استحقوا غضب الله تعالى وسخطه ؟ واحذري من تزيين الشيطان لفعلك بأن تركك للصلاة ليس جحوداً

إذ لا فرق بين من يتركها كسلاً أو يتركها جحوداً ، وليس ترك الصلاة معصية يُستغفر من تركها ويُتاب من عدم أدائها ، بل يلزم من تركها الدخول في الإسلام بالشهادتين ، أو تجديد إسلامه بأداء الصلاة .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

الذي كان يصلي ثم يترك الصلاة لشهر أو شهرين أو أكثر ، ثم يهديه الله تعالى إلى سبيل الهدى والحق- هل عليه القضاء أم لا ؟ .

فأجابوا :

مَن ترك الصلاة لشهر ، أو شهرين ، أو أقل ، أو أكثر : فعليه أن يجدد إسلامه ، وأن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً ، ويندم على ما فات ؛ لأن ترك الصلاة بالكلية كفر أكبر

ويشرع له أن يكثر من نوافل الطاعات ، والتضرع بين يدي الله سبحانه ، لعل الله أن يعفو عنه ، ويتجاوز عما سلف ، وأن يقبل توبته ، فالتوبة تجب ما قبلها ، ولا يلزمه القضاء .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 5 / 44 ) المجموعة الثانية .

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - :

الصلاة ركن من أركان الإسلام ، بل هي آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي عمود الإسلام ، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بين العبد وبينَ الكُفرِ والشِّركِ : تركُ الصلاة ) .

والمرأة التي لا تصلِّي : إن كانت لا ترى وجوب الصلاة عليها : فهي كافرة بإجماع أهل العلم ، وإن كانت ترى وجوبها وتركتها تكاسُلاً : فإنها تكفر على الصحيح من قولي العلماء .

فعلى هذا لا يصحُّ للمسلم أن يتزوَّجها ، وإذا كان قد تزوَّجها :

فلا يجوز له إمساكها ؛ لقوله تعالى : ( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ) الممتحنة/ 10

وقوله تعالى : ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) البقرة/ 221 .

" المنتقى من فتاوى الفوزان " ( 1 / 102 ، السؤال 53 ) .

وقد سبق الكلام على تارك الصلاة وحكمه في أجوبة عديدة ، وبإمكانك الاطلاع على تفاصيلها في قسم تارك الصلاة ، من التصنيف الموضوعي .

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:40
ثانياً:

قد وقعتِ في أمرٍ آخر جلل ، وهو ترك العمل بما تنصحين به غيرك ! وكان الواجب عليك الالتفات لنفسك لإنقاذها من النار ، ومن سخط العزيز القهَّار .

قال الله تبارك وتعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) البقرة/44 .

قال ابن كثير – رحمه الله – :

قال ابن جريج : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أهل الكتاب ، والمنافقون ، كانوا يأمرون الناس بالصوم ، والصلاة ، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس ، فعيَّرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير : فليكن أشد الناس فيه مسارعة .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 246 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أي : بالإيمان ، والخير ، ( وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) أي : تتركونها عن أمرها بذلك

، والحال : ( وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) وأسمى العقل عقلاً ؛ لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير ، وينعقل به عما يضره ؛ وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به

وأول تارك لما ينهى عنه ، فمَن أمر غيره بالخير ولم يفعله ، أو نهاه عن الشر فلم يتركه : دل على عدم عقله ، وجهله ، خصوصا إذا كان عالِماً بذلك ، قد قامت عليه الحجة .

وهذه الآية وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل :

فهي عامة لكل أحد ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ ) ، وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف

والنهي عن المنكر ؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين ، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين : أمر غيره ، ونهيه ، وأمر نفسه ، ونهيها ، فترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر

فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين ، والنقص الكامل أن يتركهما

وأما قيامه بأحدهما دون الآخر : فليس في رتبة الأول ، وهو دون الأخير ، وأيضاً فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه ، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة .

" تفسير السعدي " ( ص 51 ) .

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ

: أَيْ فُلَانُ ، مَا شَأْنُكَ ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ) .

رواه البخاري ( 3094 ) ومسلم ( 2989 ) .

( فتندلق ) : تخرج وتنصب بسرعة ، ( أقتابه ) : جمع قتب ، وهي الأمعاء والأحشاء ، ( برحاه ) : حجر الطاحون التي يديرها .

والذي نوصيك به هو الاستمرار بنصح الناس في أمر الصلاة ، مع الاهتمام بإقامتها من قبَلك ، وأدائها في وقتها ، بصدق وإخلاص .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

أضطر أحيانا إلى إمامة أهل قريتي ، وأكثر الأحيان أخطب الجمعة من كتاب خطابة ، ولي - والحمد لله -

مكانة في قلوب الناس ، ومع ذلك يتغلب عليَّ شيطاني وأتبع هوى نفسي ، وأشعر بضيق عندما أرتكب أي معصية ؛ لأنني أعرف الخطأ ، ورغم ذلك أقع فيه ، وآمر الناس بالبعد عن الخطيئة

وأنا أفعلها ، وأنا أعرف جيِّداً قول الله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) .

فأجابوا :

نوصيك بالاستمرار في وعظ أهل قريتك ، والاستزادة من العلم الشرعي ما أمكنك ذلك ، والبعد عن المعاصي ، ومجاهدة النفس على ذلك

والحرص على أن يطابق قولُك عملَك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، والله سبحانه يقول : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/ 69 ، مع التوبة النصوح مما سبق .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 269 ، 270 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:51
عاش معها بالحرام فتاب وأسلمت وتزوجها ويريد أهله أن يطلقها

السؤال

أرجو منكم قراءة رسالتي هذه ، وإرسال الجواب بأسرع وقت ؛ لأنني تعبت وأنا أبحث عن مواقع الفتوى ، وإرسال الرسائل ، وانتظار الجواب

وكل المواقع التي راسلتُها لم ترد لي الجواب , فتغيرت نظرتي تجاه تلك المواقع ، وعندما قرأت بعض الفتاوى في موقعكم هذا ارتحت له كثيراً وأصبحتُ يوميّاً أقرأ بعض فتاواكم

فهي تريحني ، ووجدت فيها الكثير من الأجوبة الشافية لبعض أسئلتي ، أرجو منكم إيجاد حل لكل أسئلتي فهي لا تدعني أنام ، وأنا بأمسّ الحاجة للجواب الشافي ؛ لأنني جدّاً متعب ، ومشرد الذهن

وأنا أخاف أن أقع في الخطأ الذي أحاول الابتعاد عنه كل الابتعاد . قصتي هي أنني كنتُ في بلد أجنبي للدراسة ، وأنتم تعرفون كيف يعيش المجتمع الغربي ، كي لا تطول القصة أكثر

أنا ارتكبت الفواحش : مِن شرب خمر ، وزنا ، وأفطرت شهر رمضان ، وارتكبت الزنا في شهر رمضان ، وأخطائي كانت كثيرة ، والحمد لله الذي هداني للتوبة التي نوَّرت لي حياتي

ونقلتني من الظلمات إلى النور ، توبتي كانت في شهر رمضان ، وكانت تسكن معي فتاة أجنبية ، ديانتها مسيحية ، وعندما رأتني هذه الفتاة تائباً أقرأ القرآن ، وأصلي ، وأصوم

بدأت هذه الفتاة الاقتراب إلى الإسلام ، وفي العاشر من رمضان أسلمت هذه الفتاة ، وارتدت اللباس الشرعي ، والحجاب ، وبدأت تتعلم القرآن ، وتصلي الفرض ، والسنَّة

وتصوم ، ودرست السيرة النبوية ، والكثير من الدروس في الإسلام ، ولقد تزوجتها في أول يوم أشهرت فيه إسلامها ، وعشنا أجمل أيام حياتنا ، وذات يوم عرفتُ حقيقةً مرَّة غيَّرت مسار حياتي

وأصبحتُ دائم الهم والحزن ، عرفت تاريخ هذه الفتاة ، وكان تاريخها كأي تاريخ فتاه أجنبية ( الحرية والخيانة )عرفت منها أنها كانت قد خانتني أكثر من مرة ، هي خانتني ، ولكن قبل أن تسلم

وقبل أن أتزوجها ، ولكن كونها أصبحت زوجتي ، وكوني عربيا : لا أستطيع نسيان الماضي ، وأنا خنت ديني ، وربي ، وابتعدت عن الإسلام ، وأنا مسلم منذ ولدتني أمي

هي لم تكن تعرف شيئاً عن الإسلام ، وأنا كنت أعرف الكثير عن الإسلام ، هي أفضل مني بكثير أليس كذلك ؟ والإسلام يجبّ ما قبله ، والتائب من الذنب كما لا ذنب له

أنا أحترمها وأقدِّرها جدّاً لأنها أسلمت عن يقين ، وهي تبكي كثيراً ، خصوصاً عند قراءتها للقرآن ، والأحاديث النبوية ، هي كانت قد أخطأت ، ولم تكن على علم بالإسلام

وأنا أخطأت وكنت أعرف أن الزنا من الكبائر ، وأن الله شديد العقاب ، ولكن الإنسان معرَّض للخطأ ، ويبقى تفكيره محدوداً ، والذي يضايقني عندما عرفت حقيقة الماضي : انفعلتُ

وغضبتُ جدّاً جدّاً ، وطلقتها مرة ، وبعد يومين : انفعلت وضربتُها ، وغضبتُ جدّاً ، وطلقتها ثانية ، وكثرت المشاكل بيننا ، وكثر غضبي ، وأنا عندما أغضب أصبح كالمجنون

لا أفكر ، ولا أفهم ما أقول ، وكل ما أقوله يخرج بشكل عفوي ، وفي المرتين راجعتها بعد الاستفسار والسؤال ، وبعد مرور عدة أيام حصلت بيننا مشاحنة وصلت إلى الضرب

وهي أهانتني ، والبادئ كان أنا ، وطلقتها ثالثة ، وبعد كل المرات التي حصل فيها الطلاق كنت أندم ، وأبكي ، وأشفق عليها ؛ لأن هذه الفتاة بعد إسلامها أصبحت جدّاً صالحة ، وكنت أخاف عليها من الضياع

ولكن الغضب والشيطان جعلوني أرتكب الأخطاء ، وبعد طلاق المرة الثالثة صليت ركعتين ، وبكيت ، ودعوت الله تعالى إذا وقع الطلاق بأن أبتعد عنها مباشرةً ، وإن لم يقع بأن أراجعها بأسرع وقت ، وهذا الذي حدث

راجعتها في تلك الليلة بتيسير من الله ، وأنا قرأت أن طلاق الغضبان لا يقع ، وعندما انتهت دراستي رجعت إلى بلدي ، وكنت وعدتها أن أفاتح أهلي بالموضوع لكي تلحق بي

ولكن هنا الوضع مختلف ، ووجدت الفرق الكبير بين الفتاة العربية التي لم يلمسها أحد قط ، وبين الأجنبية التي نامت مع الكثير من قبلي ، وهذا الشيء يضايقني بشكل كبير

وأحياناً أفكر بتركها ، ولكن أخاف الله ؛ لأني كنت مثلها ، وهي أصبحت الآن أفضل مني ، والآن عقلي وفكري دائما مشغول بالمقارنة بين العربية والأجنبية ، وأهلي لم يقبلوا بزواجي

وبدأت أسألتهم لي : من هي ؟ هل هي كانت فتاة قبل أن أتزوجها ؟

قلت : نعم وهي لم تكن كذلك ، أنا تزوجتها لأنها أسلمت ، وأحسنت إسلامها , وتزوجتها لإرضاء الله تعالى ، ولكي أكفِّر عن ذنبي ، وهي الآن بانتظار دعوتي لها

وهي تتمنى أن تصوم شهر رمضان في بلدي المسلم ، أهلي رافضون ، وأنا أريد أن تلحق بي لكي لا تضيع هناك ، وهي إنسانة رائعة الأخلاق ، وخصوصاً بعد إسلامها

أصبحت المرأة الأولى الملتزمة بالدين الإسلامي في نظري ، أنا الآن أتعذب جدّاً ، عندما أتذكر تاريخها وتاريخي وأنا أقول في نفسي إن هذه الفتاه بعثها الله لي كفارة للتكفير عن ذنوبي الكثيرة .

- هل الطلاق وقع ؟ وإذا وقع هل يحق لي إرجاعها للحفاظ عليها من الضياع والوحدة في البلاد الفاسقة ؟ .

- ماذا يجب عليَّ فعله ، البقاء مع زوجتي الأجنبية المسلمة حديثاً أم الزواج من فتاة عربية مسلمة ؟

. - ماذا أفعل مع أهلي ؟ هم يريدون أن أطلقها ، وإذا طلقتها لإرضائهم : هل هذا حرام ؟ .

- هل الزنا دين في رقبتي وسيأتي يوم أدفع ثمنه ؟ . وكيف لي أن أنسى ماضيها الذي يأكل ويشرب وينام ويستيقظ معي وأعيش معها كزوجين مسلمين ؟

. أرجو إرسال أدلة تساعدني في ذلك ، أرجو منكم كل الرجاء إرسال الجواب الشافي الذي انتظره منذ زمن

ولكي لا يخيب ظني بهذه المواقع التي أنشأت لمساعدة المسلمين ، وخصوصا التائهون ، الضائعون مثلي ،

المحتاجون للمساعدة ، ولو حتى بنصيحة ( الغريق يتعلق بقشة ) إذا انتم لن تساعدوني فإلى أين أذهب يا علماء المسلمين ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

إننا وإن كنا نرجو أن نكون عند حسن ظنك

: إلا أنه لا يسرنا أن تكون لك نظرة سلبية تجاه مواقع الفتوى الأخرى لأهل السنَّة ، ونحب منك أن تحسن الظن بالقائمين عليها ، وأن تعذرهم

ولو أنك ترى كمية الأسئلة التي ترد لنا ولهم لعذرتنا ، ولست وحدك من يطلب التعجل في إجابته

ولا يمكن تحقيق رغبة كل سائل في هذا الباب ، فالعذر لنا ولإخواننا في المواقع الأخرى قائم ، والكريم هو الذي يَعذر غيره .

ثانياً:

ما حصل معك في ذلك البلد الأجنبي يؤكد ما نقوله دوماً أنه لا يجوز السفر إلى تلك البلاد إلا بقيود وضوابط ، وبخاصة إذا كان المسافر شابّاً أو شابَّة في مقتبل العمر

وفي فورة شهوتهم ، وعلى الآباء والأمهات أن يعلموا أن أحوال أولادهم في تلك البلاد غالباً ما تكون مؤسفة

من البعد عن الدين ، والفعل للفواحش ، والتخلي عن السلوك المستقيم ، وهم في النهاية من يدفع ضريبة هذه المخالفات الشرعية .

فالواجب على الآباء والأمهات أن يتنبهوا لأولادهم ، وأن لا يكون حرصهم على تعليمهم على حساب دينهم وسلوكهم .

ثالثاً:

نهنئك على توبتك ، ونحمد الله أن أنقذك من الكفر والفسوق والعصيان ، وكم يتخبط غيرك في ظلمات الجهل والمعصية ، وكم يغرق غيرك في أوحال الآثام

وكم يتردى غيرك من قمم الأخلاق وأعالي الفضائل ، فالواجب عليك العض على شجرة التوبة

والتمسك بحبال التقوى ، وإياك والتفريط والرجوع إلى سالف الحال ؛ فإنك في نعمة حُرمها كثيرون ، فلا تكفر النعمة بترك طريق التوبة .

رابعاً:

ونهنئ أختنا على إسلامها ، ونحمد الله أن وفقها وهداها للإسلام ، وهي لا شك تعلم الآن عِظَم الفرق بين حالها أولاً وحالها الآن ، وتعلم الفرق بين أن يكون الإنسان كافراً وبين أن يكون مؤمناً

وتعلم الفرق بين حال قلبها أولاً من حيث الضيق والضنك ، وبين حال قلبها الآن من حيث السعة والانشراح ، فنسأل الله أن يزيدها هدى وتوفيقاً ، وأن يجعلها هادية مهديَّة .

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:52
خامساً:

إن الذي يعيش بعيداً عن الهداية والرشاد يتخبط في القول والفعل والفكر

ويلتزم منهجاً لا يرضى به إلا شياطين الإنس والجن ، ويعيش على مبادئ لا توافق نصّاً صحيحاً ، ولا تلتقي مع عقلٍ صريح ، وخذ على ذلك مثالاً مصطلح " الخيانة " ! فإنه عند هؤلاء معناه أن يخون العشيق عشيقته

والعكس ! فقد تكون المرأة ذات زوج ، وتخون زوجها مع عشيقها ، ثم إذا رأت ذلك العشيق مع امرأة أخرى : بكت ، وناحت ، وأهانته ، وقد تضربه ! لماذا ؟ لأنه خانها !! وكأنها لم تخن زوجها

وكأنه لا عتب عليها ، بل جعلت العتب على ذلك العشيق الخائن ! فأي مبادئ يعيش عليها هؤلاء ؟ وأي منطق يسيرون عليه ؟ .

وإن تأسف فاجعل أسفك على المسلم الذي لا يعرف خيانة الله ، ولا خيانة رسوله

ولا خيانة دينه ، وراح يحصر الخيانة بخيانة محبوبته وعشيقته ! وهو يمارس معها كبيرة من كبائر الذنوب ، وهو الذي خان الله ورسوله ودينه من قبلُ .

وأنت أخي السائل :

تلوم امرأة كانت تنام معك ومع غيرك وهي كافرة ! ولم تلُم نفسك أنك فعلت ما لا يحل لك وأنت تزعم الإسلام وتنتسب إليه ؟! .

تلوم امرأة أسلمت وحسُن إسلامها كانت على الفجور والفواحش وهي كافرة ؟! .

إن موقفك أضعف ما يكون ، وليس لك وجه في الإنكار والعتب والملامة

لا وهي كافرة ، ولا وهي مسلمة ، فهي عندما كانت كافرة كان كفرها أعظم من كل ذنبٍ فعلته ، وهي عندما كانت كافرة ليس ثمة شيء يردعها عن فعل الفواحش والمنكرات .

وهي عندما أسلمت فإن إسلامها كفَّر عنها ذنوبها وآثامها ، فأي وجه لك في الإنكار عليها كافرة أم مسلمة ؟! .
روى مسلم ( 121 ) عن عمرو بن العاص رضي الله عنه

قال : فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ ، قَالَ : فَقَبَضْتُ يَدِي ، قَالَ : ( مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ ) قَالَ : قُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ

قَالَ : ( تَشْتَرِطُ بِمَاذَا ؟ ) قُلْتُ : أَنْ يُغْفَرَ لِي ، قَالَ : ( أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ) .

وروى البخاري ( 4436 ) ومسلم ( 174 ) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قَدْ قَتَلُوا وَأَكْثَرُوا ، وَزَنَوْا وَأَكْثَرُوا ، فَأَتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا

: إِنَّ الَّذِي تَقُولُ وَتَدْعُو إِلَيْهِ لَحَسَنٌ لَوْ تُخْبِرُنَا أَنَّ لِمَا عَمِلْنَا كَفَّارَةً

فَنَزَلَ : ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ) ، وَنَزَلَتْ : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) .

فهؤلاء من أهل الشرك قتلوا وأكثروا القتل ، وزنوا وأكثروا الزنا

وانظر ماذا أنزل الله تعالى لهم ، أنزل لهم أن سيئاتهم تبدَّل حسنات ، وفي الحديث السابق بين أن الإسلام يهدم ما كان قبله ، فأي عذرٍ لك بعد هذا في محاسبتها على شيء فعلته في جاهليتها ؟!

قال علماء اللجنة الدائمة :

إذا صدق الإنسان في توبته من ذنبه ، ولو كان شركاً بالله ، أو زناً ، أو قتلاً ، أو أكل مال بالباطل ، وندم على ما مضى من ذنبه ، ورد الحقوق إلى أهلها أو سامحوه

وأتبع ذلك عملاً صالحا : تاب الله عليه ، وغفر ذنبه ، بل يبدل سيئاته حسنات

قال الله تعالى في صفة عباده الصالحين : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا

. إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا .

وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) الفرقان/ 68 – 71

وقال : ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ ) الأنفال/ 38

وقال : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/ 53

وقرر قول يعقوب لبنيه : ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) يوسف/ 87

إلى غير ذلك من الآيات وما في معناها من الأحاديث التي وردت في الحث على التوبة والرجاء في رحمة الله ومغفرته ، وإن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ، أو حالة الاحتضار ومعالجة سكرات الموت .

فعلى من ارتكب ذنباً أن يتوب إلى الله ، ويندم على ما مضى ، ويرد الحقوق لأربابها ، أو يستبيحهم منها ، ويظن بالله خيراً ويرجو رحمته ، وإن كان ذنبه أكبر الذنوب فرحمته سبحانه أوسع ،

ومغفرته أشمل ، وعليه أن يستتر بستر الله رجاء أن يستره الله ، ولا يفضحه ، والله المستعان .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 24 / 296 ، 297 ) .

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:52
فلم يكن ثمة داعٍ لانفعالك وغضبك وضربك لها بعد أن عرفت عنها ما عرفت ، فقد أسلمت

وطلَّقت دينها وتاريخها ، فلأي شيء يتم محاسبتها على جاهليتها ، وبخاصة أنك أنت جزء من تاريخها ؟!

وفعلك أنت أقبح من فعلها ، حيث كنت تنتسب إلى الإسلام الذي يحرِّم عليك أفعالك تلك ، وهي لم تكن تنتسب لدينك الذي ينهاها عن أفعالها ، بل رضيتَ بها على عاداتهم وتقاليدهم ، وهي لم تخالف في ذلك ! .

سادساً:

الذي يظهر لنا من خلال كلامك عنها أنها أسلمت وحسن إسلامها ، ولعلَّها أن تكون خيراً منك في جوانب كثيرة

فالواجب عليك بعد أن رضيتها زوجة أن تحسن معاملتها ، وأن تقوي عزيمتها ، وأن تقف بجانبها ناصراً ومؤيداً ومعيناً .
سابعاً:

بخصوص طلاقكِ لها : يجب عليك مراجعة من تثق به من أهل العلم لإيقافه على حقيقة حالكِ عندما صدر منك الطلاق ، فإن الغضب درجات ، وليس كل الغضب يقع معه الطلاق ، ولا كله لا يقع معه الطلاق .

عَنْ عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا طَلَاقَ وَلَا عَتَاقَ فِي إِغْلَاقٍ ) .

رواه أبو داود ( 2193 ) وابن ماجه ( 2046 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -

والإغلاق معناه : أنه يُغلق على الإنسان حتى يفعل الشيء بدون إرادة .

" لقاءات الباب المفتوح " ( 130 / السؤال رقم 20 ) .

وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله - :

ويقع الطلاق من الغضبان الذي يتصور ما يقول ، أما الغضبان الذي أخذه الغضب ، فلم يدر ما يقول : فإنه لا يقع طلاقه .
"
الملخص الفقهي " ( 2 / 308 ) .

فإن كان وقع طلاقك لها في المرات الثلاث السابقة : فقد حرمت عليك ، ولا يحل لك إرجاعها لعصمتك إلا بعد أن تتزوج هي زواج رغبة من آخر فيدخل بها

ثم يفارقها بطلاق أو موت ، وإن لم تقع إحدى الطلقات الثلاث : فإنه يتبقى لك باقيها ، ولك أن ترجعها لعصمتك ، ومعرفة ذلك تتم بلقائك من تثق بعلمه ودينه لتطلعه على تفصيل ما حصل منك في تلك المرات .

ثامناً:

الذي ننصحك به تجاه تلك الزوجة – إن كنت لا تزال لها زوجاً - : أن تسعى لإحضارها لبلدك ؛ لتخلصها من بيئة الكفر والفساد التي تعيش فيها الآن ، ولكن على شرط أن تعاهد نفسك على الإحسان لها

وأن تعاشرها بالمعروف ، وأن لا تعيرها بتاريخها قبل الإسلام ، وأن لا يكون لما عرفته عنها أثر عليك

فإن كنتَ تستطيع فعل ذلك : فأحضرها لبلدك ، وكوِّن معها أسرة إسلامية ، وإلا فدعها في بلدها ، لعلَّ الله أن يرزقها خيراً منك ، ولعلَّ الله أن يرزقك خيراً منها .

تاسعاً:

أما بخصوص طلب أهلك منك أن تطلقها : فلا يجب عليك طاعتهم في هذا ، وعلى أهلك أن يتقوا الله في التفريق بينك وبين زوجتك ، وإذا أصررت على بقائك زوجاً لها : فإنك لا تكون عاقّاً لوالديك .

عاشراً:

وأما سؤالك : " هل الزنا ديْنٌ في رقبتي وسيأتي يوم أدفع ثمنه ؟ "

: فالجواب : إن كنت صدقت التوبة مع الله عز وجل ، كما قلت عن نفسك ، فعسى ألا يكون ديْناً ، وألا تؤاخذ به ؛ وقد سبق بيان الوعد للتائبين بمغفرة الذنوب ، وتبديلها حسنات .

ونسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك ، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان ، وأن يهديك لما فيه صلاح حالك .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 17:58
نصائح ، وتوجيهات لمعدِّد يشتكي حال زوجتيه

السؤال

سؤالي يا شيخ هو في كيفية التعامل مع الزوجات : حيث أني متزوج بزوجتين : الأولى عندي منها ثلاثة أطفال ، وهي الآن حامل ، والثانية متزوج منها قبل ما يقارب السبعة أشهر تقريباً

السؤال هو : في يوم - يا شيخ - قالت لي الثانية : إن زوجتك الأولى تقول لي - يعني كنصيحة أخوية فيما تزعم – " إنكِ سوف تندمين لزواجك من " ... " - أنا يعني -

وأنا صابرة عليه منذ زمن ؛ وذلك لأجل أولادي " ، وقالت الثانية : " إن هناك كلام كثير قالته لي عنك ، ولكني أسكتها " ، وقلت لها : هل تعلمين أن هذا يعد غيبة ؟

ونصحتها وخوفتها بالله . ما العمل في مثل هذه المواقف ؟

علماً بأني لم أقصر مع أي منهما ، وأحب أن يكونا أختين ، وأتعامل معهما على هذا الأساس

وأحاول قدر المستطاع أن أستر على أي كلام يصدر منهما على أي واحدة منهما ، وأحاول قدر المستطاع أن أعدل بينهما في المصروف الشخصي

والمبيت ، وأي شيء يتعلق بالحياة الزوجية معهما ، وأحب أن نذهب ونجيء مع بعضنا البعض كأسرة واحدة .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

ما يحدث مع الزوج المعدد في بيوت الزوجية بين نسائه أمرٌ طبيعي ، وقد جبل الله النساء على الغيرة من الضرائر

ولم يسلم من هذا حتى النساء العظيمات ، وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، ولنذكر في ذلك قصتين من قصصهنَّ – رضي الله عنهن - :

1. عَنْ أَنَسِ بن مالك قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتْ الصَّحْفَةُ

فَانْفَلَقَتْ فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ : ( غَارَتْ أُمُّكُمْ ) ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ

عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ . رواه البخاري ( 4927 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقالوا - أي : جميع من شرح الحديث -: فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها

لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوباً بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة ، وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً ( أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه ) .

" فتح الباري " ( 9 / 325 ) .

2. عَنْ أَنَسِ بن مالك قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الْأُولَى إِلَّا فِي تِسْعٍ فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا فَقَالَتْ :

" هَذِهِ زَيْنَبُ " ! فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا فَقَالَ : " اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الصَّلَاةِ وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ "

فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْآنَ يَقْضِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ

فَيَجِيءُ أَبُو بَكْرٍ فَيَفْعَلُ بِي وَيَفْعَلُ ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا قَوْلًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : " أَتَصْنَعِينَ هَذَا ؟ " . رواه مسلم ( 1462 ) .

( اسْتَخَبَتا ) : من السَّخَب ، وهو اختلاط الأصوات ، وارتفاعها .

قال النووي - رحمه الله - :

وأما مدُّ يده إلى زينب ، وقول عائشة " هذه زينب " فقيل : إنه لم يكن عمداً ، بل ظنها عائشة صاحبة النوبة ؛ لأنه كان في الليل ، وليس في البيوت مصابيح ، وقيل : كان مثل هذا برضاهن …
.
وفي هذا الحديث : ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حُسن الخلق، وملاطفة الجميع.

" شرح مسلم " ( 10 / 47 ، 48 ) .

فهذه بعض أحوال الضرائر ، وهؤلاء هن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، والزوج هو النبي صلى الله عليه وسلم

فمن أراد التعدد فليكن على باله أنه سيحصل بين نسائه من الغيرة والتنافس الشيء الكثير ، وليكن قدوته في معالجة تلك المواقف : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإلا فلن تستقيم حياته معهن .

فيحتاج الأمر – أخي السائل – إلى حكمة ، وصبر ، وتقدير لحال الضرائر

وما جبلهن الله تعالى عليه من الغيرة .

وقد نقل الإمام الذهبي رحمه الله عن المغيرة بن شعبة قوله : " صاحب الواحدة : إن مرضت مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان " .

" سير أعلام النبلاء " ( 3 / 31 ) .

ثانياً:

مما هو متوقع أن يصدر من النساء : التقرب إلى الزوج بطعن إحداهن بالأخرى ، وبتأليب الزوج عليها ، ومما هو متوقع منهن : كذب إحداهن على الأخرى ؛ لتظهر أن زوجها يحبها أكثر ، أو يسعد في ليلتها أكثر من الأخرى .

عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) . رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130 ) .

وبوَّب البخاري على الحديث بقوله : " المتشبِّع بما لم ينل ، وما يُنهى من افتخار الضَّرَّة " .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قوله ( المتشبِّع ) أي : المتزين بما ليس عنده ، يتكثر بذلك ، ويتزين بالباطل ، كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة ، فتدَّعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده ؛ تريد بذلك غيظ ضرتها ... .

وأما حكم التثنية في قوله ( ثوبي زور ) : فللإشارة إلى أن كذب المتحلِّي مثنَّى ؛ لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ ، وعلى غيره بما لم يُعطَ ، وكذلك شاهد الزور ، يظلم نفسه ، ويظلم المشهود عليه ...

وأراد بذلك : تنفير المرأة عمَّا ذكرت ؛ خوفاً من الفساد بين زوجها وضرتها ، ويورث بينهما البغضاء ، فيصير كالسحر الذي يفرِّق بين المرء وزوجه .

" فتح الباري " ( 9 / 317 ، 318 ) .

ثالثاً:

ما تنشده – أخي السائل – من رغبتك في الجمع بين زوجتيك ، وجعلهما بمثابة الأختين : أمر طيب

وهي لعلها رغبة كل من يتزوج أكثر من واحدة ، لكنَّ واقع الضرائر يفرض عليك التعامل معهن على أن بينهما من الغيرة والتنافس عليك ما يجعلك تعالج الأمر وفق هذا الواقع.

ويمكننا نصحك بنصائح نافعة لعلها تساهم في حل مشكلاتك الزوجية ، ومن ذلك :

1. لا تصغي لكلام واحدة منهن في الأخرى ، واقطع أصل هذا بعدم السماح أصلاً بأن تنقل لك إحداهما ما جرى بينها وبين ضرتها .

2. إذا حصل بين الزوجتين مشكلة : فالنصيحة لك أن تجمع بينهما في مجلس واحد

وتسمع من الطرفين ، وتدلي كل واحدة بحجتها ، ومن شأن هذا أن يخفف كثيراً من الكذب ، والافتراء ، والمبالغة ، في حديث كل واحدة عن الأخرى .

3. لا تظهر لواحدة من الزوجتين سوء الأخرى ، ولا تنقل لها ما يجري بينك وبين ضرتها ، لا كلام خير ؛ لئلا تحسدها ، وتغار منها ، ولا كلام شرٍّ وسوء ؛ لئلا تشمت بها .

4. احرص على العدل بين الزوجتين في كل ما تستطيع ، ولا تقصِّر في هذا الباب ، حتى فيما لا تراه واجباً عليك .
قال جابر بن زيد : " كانت لي امرأتان ، فكنت أعدل بينهما حتى في القُبَل " .

وقال مجاهد : " كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء حتى في الطيب : يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه " .

وقال محمد بن سيرين : " إنه يكره للزوج أن يتوضأ في بيت إحدى زوجتيه دون الأخرى " .

واعلم أن من شأن هذا العدل التام أن يقطع كثيراً من المشكلات بين الضرائر .

5. لا بأس باستعمال الشدَّة في بعض الأمور التي ترى أنه من المناسب وضع حدٍّ لها ، فنحن نعترف أن الكمال هو في الرفق ، واللين ، ولكن قد لا يصادف هذا الرفق واللين من يقدِّره

ومن يؤثر فيه إيجاباً ، لذا يجوز للزوج أن يستعمل الشدة – أحياناً – مع نسائه إذا رأى أن ذلك يصلحهن ، وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل الرفق واللين في تعامله مع نسائه : فقد استعمل الشدة أحياناً

كما صحَّ عنه أنه هجر نساءه شهراً كاملاً خارج بيوتهن

ولا شك أن هذا كان شديداً عليهنَّ ، وهذه هي " الحكمة " ، فليست الحكمة هي اللين والرفق مطلقاً ، بل وضع الشيء في مكانه المناسب ، وهي استعمال الدواء النافع لكل موقف بما يناسبه ، شدةً ، أو ليناً .

6. من الضروري أن تتعاهد نساءك بالوعظ ، والتوجيه ، والنصح بترك التنافس على الدنيا وزينتها ، وما يحدث منهن من أجل ذلك من الكذب ، والغيبة

والنميمة ، وإفساد ذات البيْن ، فكن على علم بهذا وإدراك ، ولا تقصِّر في هذا الباب ، وسترى أثر ذلك إن شاء الله سعادة وهناءة في حياتك الزوجية معهما .

ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه ، وأن يتولاك بعنايته ، ورعايته .

والله الموفق

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 18:03
مشكلة " فقد الثقة في الآخرين " ، أسبابها ، وطرق علاجها

السؤال

أنا فتاة أدرس الشريعة ، لكن مع تعاملي مع الناس تعقدتُ من الحياة ، وطريقة تعاملهم

ولا أجد الأسلوب للتعامل معهم ، ولا أجد أحداً أثق فيه ، بصراحة أشعر أن هذه الحياة خالية من الناس الصالحة ، وهذه مشكلة في اختيار الزوج الصالح ، وأخاف كثيراً ، ولا أعرف ماذا أفعل ؟!

الجواب

الحمد لله

أولاً:

يعاني كثير من الناس من أزمة في " الثقة بالآخرين " ، فمستقل ، ومستكثر ، ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر ، ومن أبرز تلك الأسباب : مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة !

والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه ، فينشأ عند الإنسان صراع في داخله ، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما على العموم ، أو بالأقارب والأهل ، أو بالأصدقاء .


ثانياً:

ليس من مشكلة إلا ولها حل ، وليس من داء إلا وله دواء ، وبما أن الأخت السائلة تدرس " الشريعة " فلن يكون حل مشكلتها عليها عسيراً

كما أننا لن نشق على أنفسنا لنوصل رسالتنا لها لتعالج نفسها من ذلك الداء الخطير

والذي يسبب ضيقاً ، وحرجاً ، وعنتاً ، حتى تكون الحياة معه في غاية الصعوبة ؛ لاضطرار المرء من التعامل مع الآخرين ، فهو لا يستطيع أن يعيش وحده ، حتى يكون له أهل

وأصدقاء ، وجيران ، فإذا لم يُحسن التعامل مع تلك المشكلة : سبَّب له ذلك آلاماً ، وحطَّم له آمالاً .

ثالثاً:

هذه وقفات يسيرة معكِ أختنا السائلة ، نرجو أن تجد منكِ آذاناً صاغية :

1. مراسلتكِ لنا تدل على أنكِ لم تفقدي الثقة في جميع الناس ، وإلا فكيف تطلبين النصح ممن لا تثقين بهم ؟! وهذا يسهِّل علينا مهمة النصح والإرشاد .

2. أنتِ تعلمين أنه يوجد من هو مثلك فاقد للثقة في الآخرين ، فهل تعلمين أنكِ من الآخرين عند هؤلاء ؟!

وبما أنك لا تقبلين هذا الحكم الجائر من غيركِ عليكِ : فإن الناس لا يقبلون ـ منك ـ سحب الثقة منهم ، وجعلهم محط اتهامكِ بإضمار الشر ، وعدم محبتهم للخير لكِ .

3. اعلمي أيتها الأخت السائلة أن الناس فيهم المسلم والكافر ، وفيهم العاصي والطائع

وفيهم العاقل والمجنون ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم من هو من أهل الشر ، ومن هو من أهل الخير ، وهذا هو واقع الناس ، ولا يمكن لأحدٍ أن يجادل فيه .

4. حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من تعميم الحكم بفساد الناس ، وهلاكهم ، وأخبر أن صاحب الحكم الجائر هذا هو أولى بالحكم من الناس ، أو أنه هو الذي أهلكهم ، لا أنهم هالكون في حقيقة الحال .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ : فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ) قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لاَ أَدْرِى ( أَهْلَكَهُمْ ) بِالنَّصْبِ ، أَوْ ( أَهْلَكُهُمْ ) بِالرَّفْعِ .

رواه مسلم ( 2623 ) .

وهذه النظرة التشاؤمية للناس مفسدة للقلب ، والعقل ، وتجعل صاحبها حبيس الأوهام والخيالات ، تنكد عليه معيشته ، وتجعله دائم القلق ، والأحزان .

5. ومع ما ذكرناه سابقاً فإنه لا مانع من الاحتراس من الناس ، وما قلناه لا يعني وضع الثقة في كل أحدٍ ، والإنسان ليس له إلا ما ظهر من الناس ، فلا هو بالذي يعلم بواطن الناس ، ولا هم يعلمون باطنه .

6. إن من المزالق الخطرة على من يعيش مثل هذه النفسية أن يزكي نفسه ، فهو إذا كان يرى أن الناس ليسو أهلا لثقته ؛ لأنهم لا يستحقونها ، سوف تكون النتيجة المنطقية لذلك : أنه ليس مثلهم

وربما يصل به ذلك إلى العُجب الذي يُهلك صاحبه ، والعياذ بالله

لذا فإنه عليكِ – أختنا السائلة – الحذر من كيد الشيطان ، فهو لا يفتر ولا ييأس من الكيد للمؤمن ، حتى يوقعه في شرَك الوسوسة ، أو الإحباط ، أو اليأس ، أو غير ذلك من أنواع شباكه .

7. ونصيحتنا – أختنا السائلة – أن لا تكتفي برؤية الجانب المظلم من الناس ، فإنه من المستحيل أن لا يكون قد مرَّ عليك في حياتك مواقف لأناس صالحين ، شرفاء ، ناصحين

، فليكن مثل هؤلاء على بالك حين الحكم على الناس ، حتى تتوزان عندك الأمور

وتكوني عادلة في الحكم ، ثم إنك لا تعرفين الناس كلهم ، فكم في الأرض من أتقياء ، وأنقياء ، وأصفياء ، وصلحاء ، فلا تجعلي معرفتك بقليل من الناس ميزاناً في الحكم على من لا تعرفين .

8. والمسلم الذي يقابل الناس إحسانَه لهم بإساءة : لا ينبغي له أن يهتم ، أو يغتم ؛ لأن علاقته في فعل الخير هي مع الله ، وليكن شعاره دوماً : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان/9 .

9. تجنبي الخلطة الزائدة مع الناس ، واجعلي لك ميزاناً عادلاً دقيقاً في انتقاء صديقاتك ، حتى لا ترجعي باللوم على نفسك إن قدَّر الله وأساءت إحداهنَّ لك فيما بعد .

هذه وصايانا ، ونصائحنا ، ونرجو الله أن ينفعكِ بها .

رابعاً:

وأما بخصوص اختيار الزوج : فقد سبق منا بيان ذلك بكثير من التفصيل ، فنرجو منك مراجعة أجوبة الأسئلة : السابقة بعنوان

مواصفات الزوج المسلم

اختيار الزوج

مواصفات الزوج

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن ييسر أمرك ، ويهديك سبل الرشاد ، وأن يرزقك زوجاً صالحاً ، وذرية طيبة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 18:07
تعاني من مشكلة التأتاة فهل هناك أدعية لعلاجها ؟

السؤال

أخت تسأل : أنا مبتلاة بمشكلة ( التأتأة ) أي : صعوبة النطق وتردد الحروف ، والحمد لله مازلت صابرة على قدر الله

هل هناك أدعية ما في الكتاب والسنة يدعو بها لإنسان لحل هذه المشكلة ؟

وإذا كانت نعم فما هي ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يُعظم للأخت المبتلاة الأجر ، ونسأله تعالى أن يشفيها ويعافيها ، ونوصيها بالصبر والاحتساب ، وهذا من صفات أهل الإيمان .

ولتعلم هذه الأخت أن مثل هذه الابتلاءات لها حكَم بالغة ، وهي مما يُكفَّر بها عنها الخطايا ، ويرفع بها لها الدرجات .
عَنْ صُهَيْبٍ الرُّومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ( عَجَباً لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ ) رواه مسلم ( 2999 ) .

قال علماء اللجنة الدائمة : " الله سبحانه حكيم عليم بما يصلح شأن عباده ، عليم بهم ، لا يخفى عليه شيء ، فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في أنفسهم

وأولادهم ، وأحبابهم ، وأموالهم ؛ ليعلم الله سبحانه - علماً ظاهراً - المؤمن الصابر المحتسب من غيره ، فيكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله جل شأنه

وليعلم غير الصابر من الجزعين الذين لا يؤمنون بقضاء الله وقدره ، أو لا يصبرون على المصائب ، فيكون ذلك سبباً في زيادة غضب الله عليهم

قال تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )

وقال سبحانه وتعالى : ( وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ ) إلى أن قال :

( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )

وقال سبحانه : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) ، والعلم الظاهر : الموجود بين الناس ، وإلا فهو سبحانه يعلم في الأزل الصابر وغيره .

كما أن المصائب - من الأمراض والعاهات والأحزان - سبب في حط خطايا وتكفير ذنوب المؤمن ، فقد ثبت في أحاديث كثيرة أنها تحط الخطايا

فعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما يصيب المؤمن من وَصَب ولا نَصَب ولا سقم ولا حزَن حتى الهمّ يهمّه

إلا كفر الله به سيئاته ) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً ، قال : أجل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم "

قلت : أذلك بأن لك أجرين ؟ قال : أجل ، ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها ) أخرجه البخاري ومسلم .

هذا وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة ، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب ؛ لعموم ما تقدم من النصوص ؛ ولقوله سبحانه : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (8/336) .

ثالثاً :

لا نعلم شيئاً في السنَّة النبوية يقال عند الابتلاء بهذا ، وفي الطب الحديث – كذلك

لا يوجد ـ فيما نعلم ـ دواء لهذا الداء ؛ لأنه ـ في الغالب الأعم من حالاته ـ لا يعد مرضاً بل مشكلة يحتاج علاجها إلى عناصر مهمة أن توجد في المبتلى

وهي : الثقة بالنفس ، والبيئة البيتية والمدرسية والسكنية الواعية التي لا تتسبب في ضغط نفسي على المبتلى ، والتدرب على طريقة الكلام المناسبة ببطء ومهل حتى يتخلص من مشكلته – بإذن الله

– نهائيّاً ، ويحتاج هنا لمساندة أخصائي النطق والتخاطب .

وفي السنة النبوية أدعية يقولها المريض أيّاً كان مرضه

ويمكن الاطلاع عليها في جواب السؤال القادم

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 18:11
بعض الأدعية والأدوية لمن يشتكي من ألم في بدنه

السؤال

أشعر بألم شديد في مقدمة رأسي فهل هناك دعاء أدعو به أو أي شيء أفعله ليسكن هذا الألم ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

أما بالنسبة لما أصابك من مرض فإنك إن صبرت واحتسبتَ فإن الله سبحانه وتعالى يجعل مرضك كفارة لذنوبك .

عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " .

رواه البخاري ( 5318 ) ومسلم ( 2573 ) .

ثانياً :

نوصيك ببعض العلاجات والأدعية الصحيحة ، أما العلاجات ، فمنها :

1. العسل ، قال الله تعالى : ( ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل/69 .

2. القسط – أو العود الهندي -

عن أم قيس بنت محصن قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : عليكم بهذا العود الهندي ؛ فإن فيه سبعة أشفية .

رواه البخاري ( 5368 ) ومسلم ( 287 ) .

3. الحجامة :

عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به .

رواه البخاري ( 5374 ) ومسلم ( 1202 ) . الشقيقة نوع من الصداع .

4. الحبة السوداء :

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام ، والسام الموت .

رواه البخاري ( 5364 ) ومسلم ( 2215 ) .

وبوَّب عليه البخاري بقوله : باب الحجامة من الشقيقة والصداع .

أما بالنسبة للأدعية التي نوصيك بها ، فنذكر لك بعض ما يتيسر من صحيح السنة :

1. عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ضع يدك على الذي تألم من جسدك ، وقل : باسم الله ، ثلاثاً

وقل : سبع مرات : أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر

. رواه مسلم ( 2202 ) .

2. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مريضاً أو أُتي به قال : أَذهب الباس رب الناس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً .

رواه البخاري ( 5351 ) ومسلم ( 2191 ) .

وكذلك عليك بقراءة الفاتحة والمعوذات ، والقرآن كله فيه شفاء كما قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَاراً ) الاسراء/82

3. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناساً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حيٍّ من أحياء العرب فلم يَقروهم ( أي لم يقدموا لهم حق الضيف ) ، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك فقالوا :

هل معكم من دواء أو راقٍ ؟ فقالوا : إنكم لم تَقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جُعلا فجعلوا لهم قطيعاً من الشاء ، فجعل يقرأ بأم القرآن – أي : سورة الفاتحة

– ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ ، فأتوا بالشاء فقالوا لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال : وما أدراك أنها رقية ؟ خذوها واضربوا لي بسهم .

رواه البخاري ( 5404 ) ومسلم ( 2201 ) .

4. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات ، فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها

قال معمر : فسألت الزهري كيف ينفث ؟ قال : كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه .

رواه البخاري ( 5403 ) ومسلم ( 2192 ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-07, 18:15
يعاني من الوسوسة وقد ترك الصلاة

السؤال

قد تقولون بأني مجنون لكن الله يعلم بحالي ، والله أعيش في عذاب ، فيما يخص الإحساس بالشرك في الأقوال والأعمال فلقد ساءت حالتي كثيراً ؛ فقد أصبحت لا أنام

ولا شهية لي في المأكل ، فلم أجد من يقف بجانبي ، قد يخيل للبعض أن الأمر هين ، تقول لشيخ : إني مصاب بالوسواس ، فيقول : لا تلتفت إليه ، فهذا أمر صعب ، والله لأني على بكاء طوال الوقت ، ولا أدري ما العمل

أدعو وأتضرع لكن دون جدوى ، لم أجد شيئا يشفي غليلي ، حتى الصلاة لم أعد أصلي ، وهذا كله بسبب هذا الوسواس . مللت من العيش وسئمت الحياة

والله استحييت كثيراً قبل أن أرسل هذه الفتوى ولكني معذور.

والله لم تعد عندي رغبة للعيش ، جربت جميع الوسائل : الأذكار والأحاديث لكن دون جدوى ، أريد جوابا شافياً شافياً ، فماذا أفعل فقد ظهرت علي علامات النحافة والإرهاق .

الجواب

الحمد لله

لقد تألمنا لألمك ، وحزنا لحزنك ، ونسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ، ويفرج همك ، ويذهب كربك .

والعلاج يسير لكنه يحتاج إلى عزيمة وإصرار وصبر ، ويجمعه ثلاثة أمور :

الأول : الإعراض عن الوسوسة وعدم الالتفات لها .

الثاني : الإكثار من اللجوء والتضرع إلى الله تعالى ، فإن الشفاء بيده ، وهو أرحم بالعبد من الوالدة بولدها

وهو مجيب دعاء المضطرين ، فَأَكْثِر من الدعاء والسؤال ، ولا تَعْجَلْ

فإن من أدمن طرق الباب يوشك أن يفتح له ، وفي الحديث : ( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي ) رواه البخاري (6340) ، ومسلم (2735) .

الثالث : الإكثار من الصالحات ، لا سيما الأذكار وقراءة القرآن ، ليضعف أثر الشيطان عليك ، وتقل وسوسته لك

فإن الشيطان إذا ذكر الله خنس ، والصلاة من أعظم الأعمال ، وآكد الفرائض ، وتركها كفر كما دلت عليه النصوص ، فكيف ترجو النجاة والمعافاة مع تركها ؟!

فواظب على الصلاة ، وأدها في أوقاتها مع الجماعة ، واثبت على ذلك ، وأيقن بالفرج من ربك

واعلم أن هذا الابتلاء يزيد في درجاتك ، ويضاعف من حسناتك ، وكراهتك له ، وتألمك منه دليل على صحة الإيمان في قلبك ، كما روى مسلم (132) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :

جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ ) .

قال النووي رحمه الله :

" مَعْنَاهُ : اِسْتِعْظَامُكُمْ الْكَلَام بِهِ هُوَ صَرِيح الْإِيمَان , فَإِنَّ اِسْتِعْظَام هَذَا وَشِدَّة الْخَوْف مِنْهُ ، وَمِنْ النُّطْق بِهِ فَضْلًا عَنْ اِعْتِقَاده ، إِنَّمَا يَكُون لِمَنْ اِسْتَكْمَلَ الْإِيمَان اِسْتِكْمَالًا مُحَقَّقًا ، وَانْتَفَتْ عَنْهُ الرِّيبَة وَالشُّكُوك " انتهى .

ونوصيك بتجنب الوحدة والفراغ ، والحرص على الرفقة الصالحة

فإن الشيطان من الواحد قريب ، ومن الاثنين أبعد .

نسأل الله لنا ولك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 18:23
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تكرر رفض وليها للخطّاب فهل تزوج نفسها

السؤال

أنا معلمة سني 31 سنة أعمل بالتربية والتعليم منذ أول 1996 وفي آخر 1997 تقدم لي في المدرسة زميل ، وطلب منى التقدم لخطبتي ، فطلبت منه الانتظار لحين زواج أختي الكبرى

. وبعد زواجها عام 2000 تقدم هذا المعلم لخطبتي في المنزل ، ولكن أبي رفض رغم موافقة والدتي ، بحجة أنها أمامها دراسات عليا واحتمال تعينها في الجامعة كمعيدة

وكذلك تم رفض العديد من المتقدمين خلال هذه الفترة ، والسبب أنه بعد العمل بالجامعة سيأتي من هم أفضل من هؤلاء ( من المهن التي رفضت مهندس ، وغيرها )

. وفي عام 2002 تم تعيني بالجامعة كمعيدة ، وتقدم آخرون ، ولكن كان الرفض أيضاً لأسباب مختلفة

وكان سبب الرفض الذي يقال للمتقدمين أنها مشغولة بالدراسات العليا ... منها طبيب بحجة طامع في مرتبك . ـ وتقدم لي المدرس التي تقدم أول مرة ، ورغم إعلاني بموافقتي التامة إلا أن أبي رفض بحجة اختلاف

المهن ( مدرس ـ معيدة) ، رغم أن يتناسب معي علمياً حيث أنه يستكمل دراساته العليا في نفس المجال ، ويتناسب معي ثقافياً واجتماعيا ، كما أنه متيسر مادياً وعلى خلق ودين. ـ ومنذ 2003 حتى الآن آخر 2006

لم يتقدم أحد سوى هذا الشخص الذي مازال متمسكا بالزواج مني ، وأنا أرغب في الزواج منه

وأخبرني أبي أنه من الأفضل أن أبقى بلا زواج ، أفضل من الزواج من مدرس ، بحجة أنني أعمل في وظيفة مضمونة ولي دخل كبير وغير محتاجة للزواج ، إلا إذا جاءت الفرصة المناسبة

والتي تتمثل في مهن معينة قليلة بشروط مادية معينة ، وهو جاد في هذا ، وهذا يسبب لي ضرراً نفسياً بالغاً ، حيث إنني لا أرى طموحي في العمل بل في تكوين أسرة .

والسؤال : ـ فهل يحق لي تزويج نفسي به بدون علم الولي ؟

وهل يعتبر غير كفء لي، أفيدوني يرحمكم الله أرجو تفصيل الرد وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

أولا :

لا يجوز النكاح ولا يصح إلا بولي ، في قول جمهور الفقهاء

لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي " رواه أبو داود ( 2085 ) والترمذي (1101 ) وابن ماجه (1881) من حديث أبي موسى الأشعري ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل " رواه البيهقي من حديث عمران وعائشة ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 7557

وقوله صلى الله عليه وسلم :" أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له "

رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2709) .

وولي المرأة : أبوها ، ثم أبوه وإن علا ، ثم ابنها وابنه وإن سفل (هذا إن كان لها ولد) ، ثم أخوها لأبيها وأمها ، ثم أخوها لأبيها فقط ، ثم أولادهم وإن سفلوا

ثم العمومة ، ثم أولادهم وإن سفلوا ، ثم عمومة الأب، ثم السلطان.

(المغني 9/355)

ولكن إذا تكرر رفض الولي للخاطب الكفؤ ، اعتبر عاضلا لموليته ، وسقطت ولايته بذلك ، وانتقل الحق إلى من بعده من العصبات .

ثانيا :

الكفاءة المعتبرة هي الكفاءة في الدين ، فلا فرق بين عربي ولا عجمي ، ولا أحمر ولا أبيض إلا بالتقوى .

واعتبر بعض الفقهاء شروطا أخرى في الكفاءة ، كالنسب ، وغيره ، وكون الخاطب مدرسا وأنت معيدة ، لا يعني أنه غير كفؤ لك ، ما دام على خلق ودين ومتيسر ماديا كما ذكرت .

ثالثا :

الذي نراه هو معاودة نصح الوالد ، والاستعانة في ذلك بمن له قبول عنده من قريب أو صديق ، فإن رضي تزويجك بهذا الخاطب ، فهذا هو المراد

وإلا فاعرضي الأمر على من بعده من الأولياء حسب الترتيب السابق ، فإن أبى تزويجك ، أو حصل نزاع بين الأولياء ، فارفعي الأمر إلى القاضي ، ويتولى هو تزويجك .

رابعا :

إن من أعجب العجب ما يفعله هذا الولي ، وأشباهه ، من تحويل بناتهم إلى سلع تجارية لمن يدفع أكثر ، أو لمن يكون أيسر يدا من الآخر

ثم أعجب من ذلك أن يزعم أنها ليست بحاجة إلى الزواج !! فماذا يفهم من الحاجة هذا المسكين

ألم يعلم حاجة النفوس إلى السكن ، والمودة والرحمة ، وحاجة النفوس الطبيعية التي غرسها الله فيها ، لحكمه البالغة ، سبحانه . فعلى ولي المرأة أن يتقي الله تعالى

وأن يعلم أن منع ابنته أو أخته من الزواج بالكفء الذي رضيته ، يعتبر ظلما وعدوانا ، يوجب فسقه وسقوط عدالته وردّ شهادته .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

: ( إذا منع الولي تزويج امرأة بخاطب كفء في دينه وخلقه فإن الولاية تنتقل إلى من بعده من الأقرباء العصبة الأولى فالأولى ، فإن أبوا أن يزوجوا كما هو الغالب

فإن الولاية تنتقل إلى الحاكم الشرعي ، ويزوج المرأة الحاكم الشرعي ، ويجب عليه إن وصلت القضية إليه ، وعلم أن أولياءها قد امتنعوا عن تزويجها ، أن يزوجها ، لأن له ولاية عامة ، ما دامت لم تحصل الولاية الخاصة.

وقد ذكر الفقهاء رحمهم الله أن الولي إذا تكرر رده للخاطب الكف

فإنه بذلك يكون فاسقا ، وتسقط عدالته وولايته ، بل إنه على المشهور من مذهب الإمام أحمد تسقط حتى إمامته ، فلا يصح أن يكون إماما في صلاة الجماعة في المسلمين ، وهذا أمر خطير!!

وبعض الناس كما أشرنا إليه آنفا يرد الخطاب الذين يتقدمون إلى من ولاه الله عليهن ، وهم أكفاء .

ولكن قد تستحي البنت من التقدم إلى القاضي لطلب التزويج ، وهذا أمر واقع

لكن عليها أن تقارن بين المصالح والمفاسد ، أيهما أشد مفسدة : أن تبقى بلا زوج ، وأن يتحكم فيها هذا الولي على مزاجه وهواه ، فإن كبرت وبرد طلبها للنكاح زوجها

أو أن تتقدم إلى القاضي بطلب التزويج ، مع أن ذلك حق شرعي لها.

لا شك أن البديل الثاني أولى ، وهو أن تتقدم إلى القاضي بطلب التزويج لأنها يحق لها ذلك

ولأن في تقدمها للقاضي وتزويج القاضي إياها مصلحة لغيرها ، فإن غيرها سوف يقدم كما أقدمت ، ولأن في تقدمها إلى القاضي ردعا لهؤلاء الظلمة الذين يظلمون من ولاهم الله عليهن لمنعهن من تزويج الأكفاء .

أي أن في ذلك ثلاث مصالح :

مصلحة للمرأة حتى لا تبقى بلا زواج.

مصلحة لغيرها إذ تفتح الباب لنساء ينتظرن من يتقدم ليتبعنه.

منع هؤلاء الأولياء الظلمة الذين يتحكمون في بناتهم أو فيمن ولاهم الله عليهن من نساء ، على مزاجهم وعلى ما يريدون.

وفيه أيضا مصلحة إقامة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".

كما أن فيه مصلحة خاصة وهي قضاء وطر المتقدمين إلى النساء الذين هم أكفاء في الدين والخلق) انتهى

نقلا عن فتاوى إسلامية 3/148).

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه الخير والصلاح والفلاح .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 18:30
الخوف من انقطاع سبب الرزق ، والتعلق بالأسباب ، واقع ذلك ، وعلاجه

السؤال

أنا طالب في جامعة خاصة ، وأنا الآن في السنة الثالثة ، وبقي سنتان على التخرج ، ومصاريف الجامعة عالية التكاليف ، والأهل - بارك الله فيهم - هم من يتكفل بها بفضل من الله .

ولكن مؤخراً بدأت أشعر بالقلق تجاه المستقبل ، مثل وفاة من يعولني ، مما سيؤدي إلى عدم القدرة على مواصلة الدراسة ، كما أن الناس ينادونني منذ الآن بدكتور فأخاف من الذل بعد العز ،

والله يعلم أنني لا أحمل في قلبي تكبراً ، وأحاول جاهداً تسخير شهادتي المرجوة منذ الآن في نصرة ديننا العزيز ، لكن شعور القلق هذا من أنني لن أتخرج لسبب من الأسباب يجعلني أعتقد أن والدي هما المعيلان

وليس الله تعالى !! ، أخاف على عقيدتي ، أرجو المساعدة بطرق إيمانية عملية ترفع ثقتي بأن الله هو الفعال لما يريد ، وأنه يريد لنا الخير .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

إن خير ما تعالج به نفسك أخي الفاضل أن تفرِّق بين الأسباب ، ومسببها ، فالله تعالى هو مقدِّر الأسباب ، وموجدها ، وأما البشر ، والوظائف ، والعمل : فما هي إلا أسباب .

فالله تعالى هو الرزاق ، وهو سبحانه قد قدَّر للرزق أسباباً ، ومن اختلت عقيدته : جعل الأسباب بمنزلة مسببها

وموجدها ، والإسلام ليس فيه اعتماد المسلم على الأسباب مع غض الطرف عن مسببها ، وليس فيه قطع الأسباب والتخلي عنها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -

: " ومما ينبغي أن يعلم : ما قاله طائفة من العلماء ، قالوا : " الالتفات إلى الأسباب : شرك في التوحيد

ومحو الأسباب أن تكون أسباباً : نقص في العقل ، والإعراض عن الأسباب بالكلية : قدح في الشرع ، وإنما التوكل ، والرجاء : معنى يتألف من موجب التوحيد ، والعقل ، والشرع " .

وبيان ذلك : أن الالتفات إلى السبب هو اعتماد القلب عليه ، ورجاؤه ، والاستناد إليه ، وليس في المخلوقات ما يستحق هذا ؛ لأنه ليس مستقلاًّ ، ولا بد له من شركاء ، وأضداد ، ومع هذا كله :

فإن لم يسخِّره مسبِّب الأسباب : لم يسخَّر ، وهذا مما يبين أن الله رب كل شيء ، ومليكه ، وأن السموات ، والأرض ، وما بينهما ، والأفلاك ، وما حوته : لها خالق ، مدبِّر ، غيرها " انتهى .

" مجموع الفتاوى " ( 8 / 169 ) .

وقال – رحمه الله - :

" فعلى العبد أن يكون قلبه معتمداً على الله ، لا على سببٍ من الأسباب ، والله ييسر له من الأسباب ما يصلحه في الدنيا والآخرة ، فإن كانت الأسباب مقدورة له ، وهو مأمور بها : فَعَلَها

مع التوكل على الله ، كما يؤدي الفرائض ، وكما يجاهد العدو

ويحمل السلاح ، ويلبس جُنَّة الحرب ، ولا يكتفي في دفع العدو على مجرد توكله بدون أن يفعل ما أُمر به من الجهاد ، ومَن ترك الأسباب المأمور بها : فهو عاجز ، مفرط ، مذموم " انتهى .

" مجموع الفتاوى " ( 8 / 528 ، 529 ) .

ثانياً :

في حالتك – مثلاً - : فإن والديك هما أسباب النفقة عليك ، ويجب أن تعلم أن الله تعالى جعلهما كذلك ، ويجب أن تعتقد أن الله تعالى قادر على تقدير أكثر من سبب لرزقك والنفقة عليك

وانظر حولك ، فهل ترى الطلاب كلهم ينفق عليهم أهلوهم ؟! الجواب : قطعاً لا ، ولو تأملت في أسباب رزقهم ، والنفقة عليهم : لرأيتها كثيرة

ومتعددة ، ومتنوعة ، فليس الأمر مقتصراً على والديك حتى تخشى أن تنقطع أسباب نفقتك ، وليس لك أن تجعلهما بمنزلة الرب تعالى الرزاق

فشتان بين الخالق والمخلوق ، وشتان بين مقدِّر الأسباب وموجدها ، وبين الأسباب نفسها .

وتأمل قوله تعالى : ( أَمْ مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ) الملك/ 21

: تجد الأمر واضحاً بيِّناً ، إن الله تعالى يخبر الكفار هنا أنه تعالى مقدر الرزق بأسبابه ، كالمطر

والأنهار ، والعيون ، وأنه تعالى لو شاء فمنع هذه الأسباب ، فأمسك المطر أن ينزل ، والأنهار أن تجري ، والعيون أن تجف : فمن ذا الذي يستطيع منع ذلك ، ومن ذا الذي يستطيع الإتيان بهذه الأسباب للرزق ! .

وعلاج أمرك – أيضاً – هو أن تتفكر في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ) الطلاق/ 2 ، 3 .

فأنت تظن أنه لو مات والداك فقد تنقطع نفقتك ، والله تعالى يقول لك إن العبد لو اتقاه فجاء بالمطلوب ، وكف عن الممنوع : لرزقه من حيث لا يحتسب !

أي : ليسَّر من أسباب الرزق ما ليس في حسبانه ، وما لم يخطر له على بال

كما أن العبد لو توكَّل على الله تعالى حق التوكل لكفاه الله تعالى همومه ، وفرَّج عنه غمومه ، وهذا هو عين علاج حالتك ، وما خلطت به بين أسباب الرزق ومسببه ، وما أصابه من قلق وهمٍّ .

واقرأ كلام هذا الإمام لتجد البلسم الشافي لقلقك ، وهمِّك ، وحزنك :

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى

: ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/ 130 - :

" وفي الآية تنبيه على أنه ينبغي للعبد أن يعلِّق رجاءه بالله وحده ، وأن الله إذا قدَّر له سبباً من أسباب الرزق ، والراحة : أن يحمده على ذلك ، ويسأله أن يبارك فيه له

فإن انقطع أو تعذر ذلك السبب : فلا يتشوش قلبُه ؛ فإن هذا السبب من جملة أسباب لا تُحصى ، ولا يتوقف رزق العبد على ذلك السبب المعين ، بل يفتح له سبباً غيره أحسن منه ، وأنفع ، وربما فتح له عدة أسباب

فعليه في أحواله كلها أن يجعل فضل ربه ، والطمع في برِّه : نصب عينيه ، وقبلة قلبه ، ويكثر من الدعاء المقرون بالرجاء ; فإن الله يقول على لسان نبيه : ( أنا عند ظن عبدي بي

فإن ظنَّ بي خيراً فله ، وإن ظن بي شرّاً فله ) – رواه أحمد ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب (3386 ) -

وقال : ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ) – رواه الترمذي ( 2805 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " – " انتهى بتصرف .

" تيسير اللطيف المنَّان في خلاصة تفسير الأحكام " ( ص 85 ) طبعة المعارف .

ثم تأمل ـ يا عبد الله ـ حديث عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ) رواه أحمد (205) والترمذي (2344) ، وصححه الألباني .

لتعلم أن قضيتك إنما هي في تحقيق التوكل على الله ، وصدق الرجاء فيه ، والتعلق به ، وليست في موت أحد ولا حياته ؛ فإن سنن الله تعالى في خلق لا تتبدل لأجل موت أحد ولا لحياته !! .

ثالثاً :

أمرٌ أخير نختم به معك : وهو أنه قد يكون ما بك من قلق ، وما أصابك من هم وغم : إنما هو بسبب معاصٍ أنت مرتكبها ، وآثام قد فعلتَها ، فانظر لنفسك وعالج ما أنت واقع فيه من مخالفة

فإن الله تعالى قد يعجل بالعقوبة لمن كانت هذا حاله ، ونحن نعلم ما في الجامعات المختلطة من مفاسد وآثام ، فاحرص على التخلص ، والتوبة منها .

قال الإمام ابن قيم الجوزية – رحمه الله - :

" ومن عقوباتها – أي : المعاصي والذنوب - : ما يلقيه الله سبحانه من الرعب ، والخوف في قلب العاصي

فلا تراه إلا خائفاً مرعوباً ، فإن الطاعة حصنُ الله الأعظم ، الذي من دخله كان من الآمنين من عقوبات الدنيا والآخرة ، ومن خرج عنه : أحاطت به المخاوف من كل جانب ، فمن أطاع الله

: انقلبت المخاوف في حقه أماناً ، ومن عصاه : انقلبت مآمنه مخاوف ، فلا تجد العاصي إلا وقلبه كأنه بين جناحي طائر ، إن حركت الريح البابَ قال : جاء الطلب

وإن سمع وقْع قدمٍ : خاف أن يكون نذيراً بالعطب ، يحسب كل صيحة عليه ، وكل مكروه قاصد إليه ، فمن خاف الله : آمنه من كل شيء ، ومن لم يخف الله : أخافه من كل شيء " انتهى .

" الجواب الكافي " ( ص 50 ) .

وانظر جوابي السؤاليْن : القادمين

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 19:02
يخاف من الموت

السؤال

أواجه هذه المشكلة منذ شهرين تقريباً، ذهبت للطبيب ولكنهم قالوا بأنني بخير وصحة جيدة، لا أدري كيف أشرح ولكنني أحسن حالاً الآن .

أفكر بالموت كل يوم وكل دقيقة وهذا حقاً يخيفني مع أنني أدعو الله ، أفكر بحادث وكيف مات الناس فيه، ولا أدري ما الذي سيحصل لي ولعائلتي في المستقبل. أدعو الله أن أعيش في سلام في هذه الدنيا وأن أفكر

فيه كل ساعة. أشعر بالصداع بعد ذلك ، لا أستطيع العمل كما كنت أعمل من قبل، أشعر بأنني في عالم آخر. أحياناً أسأل نفسي لماذا بعض الناس يموتون بهذه الطريقة المأساوية ، هل لأنهم سيئون أم ماذا ؟

أرجو أن تساعدني إجابتك على أن يتحسن شعوري وأن أعيش حياة سعيدة مع عائلتي .

الجواب

الحمد لله

أخي الحبيب كم نحن نفتقر في كثير من الأحيان إلى النظرة المتوازنة للأشياء والحقائق

وكم نجد في حياتنا اليومية من المشكلات التي تعود في أصل تكوينها إلى إفراط جامح ، أو تفريط فاضح ، ولاغنى لطالب السعادة والنجاح في هذه الدنيا أن يسير معتدلاً

دون أن يغلب جانباً على آخر ، وبذلك يعمر قلبه الإيمان ، ويطمئن في عمل ما يطلب منه

و إن ما تشكو منه ليس عائداً إلى جهل بأصل القضية ، وإنما هو عائد إلى تغليبك لجوانب الخوف وتكثيرك لأسبابها ، وتجاهلك لجوانب الفأل والتقصير في أخذها .

أخي المسلم ...

لقد علمت أن الموت حقيقة قادمة لكل حي موجود ، لا يتخلف عن ذلك أحد مهما شرفت منزلته عند الله ، فهذا نبي الله تعالى أشرف الخلق قال الله له : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الزمر/30

وقال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) آل عمران/185

وقال الشاعر : كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول

إن الخوف المحمود من الموت هو ذلك الذي يدعو الإنسان للبحث عن حاله ، ومراقبة نفسه ومحاسبتها عن أعمالها السيئة ، فإن هذا الخوف هو الذي يدعو المرء إلى البعد عن المعاصي ومداومة الاستغفار والتوبة

وأما الخوف الذي يكوّن لدى الإنسان حالة هلع وتوجس وترقب لخطر قادم ، يجعله يعيش مكتوف الأيدي ، و يثنيه عن العمل ويؤخره عن واجباته

فهذا خوف مذموم ، وصاحبه بحاجة لأن يجد ويجتهد في العمل على إزالته والحد منه ، ولعلك أخي السائل تشعر بهذا ، وتظن أن هذه الوسوسة هي أجراس الخطر ومؤشرات النهاية ، وليس الأمر كذلك

غاية ما في الأمر أن هذه وسوسة من الشيطان الرجيم ، ليوهن قلب المؤمن ، وينغص عليه حياته ، ليس من ورائها أي حقيقة تذكر ، ولهذا تجد أن ذهابك إلى المستشفى لإجراء الفحوصات أكد لك أنك بخير

الأمر الذي أدى لتحسنك وطمأنينتك ، ولعلنا نساعدك بما يعينك على التخلص من هذه الوسوسة وذلك في النقاط التالية :

الأولى :

تحريك جذوة الإيمان التي في فؤادك بأن ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن

قال تعالى : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) التكوير/29 ، وما الموت إلا من قضاء الله وقدره الذي لا حيلة لابن آدم في دفعه ، أو الحيلولة دون وقوعه

قال تعالى : ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلا نَفْعاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) يونس /49

وقال تعالى : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) النساء / 78

وإذا كان كذلك فإن الخوف من الموت لا يؤخر ولا يقدم ، ولن تجني منه سوى النكد والأسى ، فلن يأتيك أجلك إلا إذا أراد الله في وقته المعلوم ، لن يتقدم عن ذلك

سواءً خفت من الموت أو لم تخف ، وسواءً فكرت في نهايتك كيف ستكون أم لا ، كل مافي الأمر أنك لن تجني من خوفك هذا إلا ضيق الصدر ونكد المعاش

وهذا خلاف ما أراد الله للمؤمنين من الحياة الهانئة المستقرة المطمئنة قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل /97 .

الثانية : تذكر لطف الله بعباده المؤمنين ورحمته بهم ، فإنه الودود الرحيم الغفور ، الذي سبقت رحمته غضبه ، يمن على العاصين بالمغفرة الواسعة

قال تعالى : ( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً ) النساء /147

والمؤمن موعود بالجنة إذا مات ، فلا يحول بينه وبين الجنة إلا الموت ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار ) رواه مسلم 47

الثالثة : كن دائم التوكل على الله تعالى في كل أمورك

واعلم أن في التوكل قطعاً لدابر الوسوسة وحسماً لمادتها

وإذا عزمت على فعل فلا تلتفت إلى الخلف ، وإذا شعرت بهذه الهواجس فالجأ إلى الله تعالى بالاستعاذة قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف/200

الرابعة :

ارفع رأسك للأمام وابدأ حياتك اليومية بكل ثبات ويقين

وباشر كل أعمالك بنشاط وطمأنينة ، فكم في هذه الدنيا من المبشرات التي تبعث الأنس والطمأنينة في النفوس لتألف نظرة مشرقة متفائلة ، تعيد للإنسان الأمل وتزرع في النفس اليقين .

وأما سؤالك : مالذي سيحصل لك ولعائلتك في المستقبل ؟

فسبحان الله !

أأنت الذي خلقتهم ؟ أو أنت الذي رزقتهم ؟ أو أنت الذي تتكفل بتدبير حوائجهم ؟

لا ولكنه الله تعالى ، الذي هو أرحم بهم منك ، وثق تماماً أن الله لن يضيعهم سبحانه وبحمده

فهذا الأمر ليس إليك ابتداؤه ولا منتهاه ، ولو فكر الناس بمثل هذه الطريقة ما عاش أحد مرتاح الفكر والبال ، ولكن الحمد الله الذي ضمن الرزق لكل أحد

قال تعالى : ( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) هود /6

فاطرد عنك هذا التفكير .

الخامسة :

عليك بكثرة الدعاء أن يطرد الله عنك هذه الوساوس ، ادعه بكل خشوع وتضرع ، مظهراً له العجز والفقر ،

وثق تماماً أنه يجيبك على ذلك

قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة /186

وأما الذين يموتون بسبب الحوادث ؛ فلا يدل موتهم بهذه الطريقة على سوئهم أبداً ، بل ربما مات بهذه الطريقة من هو في عداد الصالحين ، وتأمل هذا الحديث النبوي الشريف الذي سيعينك على إزالة هذا الإشكال

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ الْمَطْعُونُ وَالْمَبْطُونُ وَالْغَرِيقُ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) رواه البخاري برقم 615

فانظر إلى من يموت بالغرق ، أو يموت بالحرق ، أو من يموت بالهدم أليس كل ذلك مما يفزع ، ولكن ذلك لم يدل على سوئهم ، بل سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم شهداء ، وهي قمة الكرامة والشرف

فليس طريقة الموت مؤشراً على سوء الميت ، ولكن الله تعالى بحكمته يقضي أن يموت بعض الناس بهذا ،ربما لكي يرفع منازلهم في الجنة ، أو ليكفر عنهم ذنوبهم ، أو لحِكم أخرى لا نعلمها .

نسأل الله أن يوفقك لحسن العمل ، وحسن التفكير .

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 19:08
طرق النجاح في الحياة

السؤال

كيف أحصل على النجاح و التوفيق "أو الازدهار أو الرخاء" في الدنيا والآخرة.. وما نوع النجاح والازدهار الذي يريده الإسلام للأمة الإسلامية في هذا العالم .

الجواب

الحمد لله

راحة القلب وطمأنينته ، وسروره وزوال همومه وغمومه ، مطلوب كل أحد ، وبه تحصل الحياة الطيبة

ويتم السرور والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية ، وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه فاتتهم من وجوه أخرى .

وبين يديك جملة من الأسباب لهذا المطلب الأعلى الذي يسعى له كل أحد ، فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيي حياةً طيبة

ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التُعساء ، ومنهم من هو بين بين ، بحسب ما وفق له . فمن تلك الأسباب والوسائل :

1- الإيمان والعمل الصالح ....

وهو أعظم الأسباب وأصلها وأُسها

قال تعالى : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل/ 97 فأخبر تعالى

ووعد من جمع بين الإيمان والعمل الصالح بالحياة الطيبة والجزاء الحسن في الدنيا والآخرة .

وسبب ذلك واضح : فإن المؤمنين بالله – الإيمان الصحيح المثمر للعمل الصالح المصلح للقلوب

والأخلاق والدنيا والآخرة – معهم أصول وأُسس يتلقون بها جميع ما يرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج ، وأسباب القلق والهم والأحزان ..

فيتلقون المحاب والمسارّ بقبولٍ لها ، وشكر عليها ، واستعمال لها فيما ينفع ، فإذا استعملوها على هذا الوجه أحدث لهم من الابتهاج بها ، والطمع في بقائها وبركاتها ، ورجاء ثواب الشاكرين

أموراً عظيمة تفوق بخيراتها وبركاتها هذه المسرَّات التي هذه ثمراتها ، ويتلقون المكاره والمضار والهم والغم بالمقاومة لما يمكنهم مقاومته ، وتخفيف ما يمكنهم تخفيفه

والصبر الجميل لما ليس لهم منه بُدٌّ ، وبذلك يحصل لهم من آثار المكاره من المقاومات النافعة ، والتجارب والقوة ، ومن الصبر واحتساب الأجر والثواب أمورٌ عظيمة تضمحل معها المكاره ، وتحل محلها المسار والآمال الطيبة ،

والطمع في فضل الله وثوابه ، كما عبَّر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا في الحديث الصحيح فقال

: " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كلَّه خير ، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن " رواه مسلم رقم (2999) .

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمن يتضاعف غنمه وخيره وثمرات أعماله في كل ما يطرقه من السرور والمكاره .

2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف ...

وهذا من الأسباب التي تزيل الهم والغم والقلق ، وبها يدفع الله عن البَرِّ والفاجر الهموم والغموم بحسبها ، ولكن للمؤمن منها أكمل الحظ والنصيب ، ويتميز بأن إحسانه صادر عن إخلاص واحتساب لثوابه

فيُهون الله عليه بذل المعروف لما يرجوه من الخير ، ويدفع عنه المكاره بإخلاصه واحتسابه

، قال تعالى : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاحٍ بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً ) النساء/114 ومن جملة الأجر العظيم :

زوال الهم والغم والأكدار ونحوها .

3- ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب ، واشتغال القلب ببعض المكدرات : الاشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة

فإنها تلهي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه ، وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم ، ففرحت نفسه وازداد نشاطه

وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره ، ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، وبعمل الخير الذي يعمله .

وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه فإن هذا أدعى لحصول المقصود النافع والله أعلم .

4- ومما يُدفع به الهم والقلق اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر ، وقطعه عن الاهتمام بما في الوقت المستقبل ، وعن الحزن على الوقت الماضي

ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن ، فالحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها ، والهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل

فيكون العبد ابن يومه ، يجمع جِدَّه واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر ، فإن جمع القلب على ذلك يُوجب تكميل الأعمال ، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن

والنبي صلى الله عليه وسلم إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء ، فهو يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله ، والتخلي

عما كان يدعو لدفعه ؛ لأن الدعاء مقارنٌ للعمل

فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا ، ويسأل ربه نجاح مقصده ، ويستعينه على ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم : " احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز

وإذا أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدَّر الله وما شاء فعل

فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم. جمع صلى الله عليه وسلم بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال ، والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار

وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة ، ومشاهدة قضاء الله وقدره ، وجعل الأمور قسمين :

1- قسم يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبذل فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده .

2- وقسم لا يمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويُسلم .

ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم .

5- ومن أكبر الأسباب لانشراح الصدر وطمأنينته الإكثار من ذكر الله ، فإن لذلك تأثيراً عجيباً في انشراح الصدر وطمأنينته ، وزوال همه وغمه

قال تعالى : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " الرعد/28 فلذكر الله أثرٌ عظيمٌ في حصول هذا المطلوب لخاصيته ، ولما يرجوه العبد من ثوابه وأجره .

6- ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم ، السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم ، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور ، وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها

ومعرفته أن اشتغال فكره فيه من باب العبث والمحال ، فيُجاهد قلبه عن التفكر فيها

وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته

فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهولٌ ما يقع فيها من خير وشر ، وآمال وآلام ، وأنها بيد العزيز الحكيم ، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها ، ودفع مضراتها

ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره ، واتكل على ربه في إصلاحه ، واطمأن إليه في ذلك ، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله وزال عنه همه وقلقه .

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 19:08
ومن أنفع ما يكون في ملاحظة مستقبل الأمور استعمال هذا الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به : " اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري

وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي ، واجعل الحياة زيادةً لي في كل خير ، والموت راحةً لي من كلِّ شر " رواه مسلم (2720) .

وكذلك قوله : " اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كلَّه ، لا إله إلا أنت " رواه أبو داود بإسناد صحيح رقم 5090 وحسنه الألباني في صحيح الكلم الطيب ص 49 .

فإذا لهج العبد بهذا الدعاء الذي فيه صلاح مستقبله الديني والدنيوي بقلب حاضر ، ونيةٍ صادقة ، مع اجتهاده فيما يُحقق ذلك ، حقق الله له ما دعاه ورجاه وعمل له ، وانقلب همه فرحاً وسروراً .

7- إذا حصل لإنسان قلق وهموم بسبب النكبات ، فإن من أنفع الأسباب لزوالها أن يسعى في تخفيفها عن نفسه بأن يُقدر أسوأ الاحتمالات التي ينتهي إليها الأمر , ويوطن على ذلك نفسه

فإذا فعل ذلك فليَسْعَ إلى تخفيف ما يمكن تخفيفه بحسب الإمكان

فبهذا التوطين وهذا السعي النافع ، تزول همومه وغمومه ، ويكون بدل ذلك السعي في جلب المنافع ، وفي رفع المضار الميسورة للعبد ، فإذا حلت به أسباب الخوف , وأسباب الأسقام

وأسباب الفقر فليتلق ذلك بطمأنينة وتوطين للنفس عليها ، بل على أشد ما يمكن منها ، فإن توطين النفس على احتمال المكاره يهونها ويزيل شدتها ، وخصوصاً إذا أشغل نفسه بمدافعتها بحسب مقدوره

فيجتمع في حقه توطين النفس مع السعي النافع الذي يشغل عن الاهتمام بالمصائب

ويُجاهد نفسه على تجديد قوته المقاومة للمكاره ، مع اعتماده في ذلك على الله

وحسن الثقة به ، ولا ريب أن لهذه الأمور فائدتها العظمى في حصول السرور وانشراح الصدور مع ما يؤمله العبد من الثواب العاجل والآجل ، وهذا مُشاهد مُجرب ، ووقائعه ممن جربه كثيرة جداً .

8- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة ؛ لأن الإنسان متى استسلم للخيالات ، وانفعل قلبه للمؤثرات ، من الخوف من الأمراض وغيرها

ومن الغضب والتشوش من الأسباب المؤلمة ، ومن توقع حدوث المكاره وزوال المحاب ، أوقعه ذلك في الهموم والغموم والأمراض القلبية والبدنية ، والانهيار العصبي الذي له آثاره السيئة

التي قد شاهد الناس مضارها الكثيرة ، ومتى اعتمد القلب على الله وتوكل عليه ، ولم يستسلم للأوهام , ولا ملكته الخيالات السيئة ، ووثق بالله ، وطمع في فضله

اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم ، وزالت عنه كثير من الأسقام البدنية والقلبية

وحصل للقلب من القوة والانشراح والسرور ما لا يمكن التعبير عنه

فكم ملئت المستشفيات من مرضى الأوهام والخيالات الفاسدة ، وكم أثرت هذه الأمور على قلوب كثير من الأقوياء ، فضلاً عن الضعفاء ، وكم أدت إلى الحمق والجنون .

واعلم أن حياتك تبع لأفكارك، فإن كانت أفكارك فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة. وإلا فالأمر بالعكس.

والمُعافى من عافاه الله ووفقه لجهاد نفسه لتحصيل الأسباب النافعة المقوية للقلب ، الدافعة لقلقه ، قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) الطلاق/3

. أي كافيه جميع ما يُهمه من أمر دينه ودنياه ، فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام ، ولا تُزعجه الحوادث ، لعلمه أن ذلك من ضعف النفس

ومن الخور والخوف الذي لا حقيقة له ، ويعلم مع ذلك أن الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة ، فيثق بالله ويطمئن لوعده ، فيزول همه وقلقه

ويتبدل عُسره يُسرا ، وترحه فرحا ، وخوفه أمنا ، فنسأله تعالى العافية ، وأن يتفضل علينا بقوة القلب وثباته ، وبالتوكل الكامل الذي تكفل الله لأهله بكل خير ، ودفع كل مكروه وضير .

وينبغي أيضاً إذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية، وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ما هو فيه من النعم، واضمحلال ما أصابه من المكاره.

انظر كتاب الوسائل المفيدة للحياة السعيدة للشيخ عبد الرحمن بن سعدي .

* وقد لخص ابن القيم خمسة عشر نوعاً من الدواء يذهب الله بها الهم والحزن وهي :

الأول: توحيد الربوبية.

الثاني: توحيد الإلهية.

الثالث:التوحيد العلمي الاعتقادي (وهو توحيد الأسماء والصفات).

الرابع : تنـزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده ، أو يأخذه بلا سبب من العبد يوجب ذلك .

الخامس: اعتراف العبد بأنه هو الظالم.

السادس : التوسل إلى الرب تعالى بأحب الأشياء ، وهو أسماؤه وصفاته ، ومن أجمعها لمعاني الأسماء والصفات : الحي القيوم.

السابع : الاستعانة به وحده .

الثامن : إقرار العبد له بالرجاء .

التاسع : تحقيق التوكل عليه ، والتفويض إليه ، والاعتراف له بأن ناصيته في يده ، يصرفه كيف يشاء ، وأنه ماض فيه حكمه ، عدل فيه قضاؤه .

العاشر: أن يرتع قلبه في رياض القرآن ، ويتعزى به عن كل مصيبة ، ويستشفي به من أدواء صدره ، فيكون جلاء حزنه ، وشفاء همه وغمه .

الحادي عشر : الاستغفار.

الثاني عشر: التوبة.

الثالث عشر : الجهاد.

الرابع عشر : الصلاة.

الخامس عشر : البراءة من الحول والقوة وتفويضهما إلى من هما بيده.

نسأل الله تعالى أن يعافينا من الهموم وأن يفرج عنا الكروب ويزيل عنا الغموم إنه هو السميع المجيب، وهو الحي القيوم.

انظر للأهمية رسالة علاج الهموم – وهي موجودة في الموقع – قسم الكتب .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-02-08, 19:13
لم يرزق بأولاد من عشر سنين ويريد أن يتزوج وتهدد الأولى بالانتحار

السؤال

أبلغ عامي الأربعين ، متزوج من عشرة أعوام , لم أرزق بأي طفل حتى الآن , وذلك بسبب وجود مشاكل في الجهاز التناسلي لزوجتي , راجعنا الكثير من الأطباء ، وجربنا الكثير من الأدوية ، ولكن بلا فائدة .

أهلي يضغطون علي لكي أتزوج ، وأنا مقتنعٌ بالفكرة ولكن لا أريد أن أجرح زوجتي ، حيث إنها رفضت الفكرة وتهدد بالانتحار في حال أقدمت على الزواج بأخرى , أفيدوني جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

إن من حكمة الله تعالى أن وهب لبعض عباده ذكورا ، ووهب لبعضهم إناثا ، ووهب لعضهم الجنسين

وجعل من يشاء منهم عقيما ، له في ذلك الحكمة التامة

سبحانه وتعالى وتقدس ، يعلم حال عباده وما يصلح لهم

قال عز وجل : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى/49، 50 .

والولد نعمة من النعم ، وتحصيله مقصد من المقاصد التي شرع لأجلها النكاح ، ولهذا كانت وصية النبي صلى الله عليه بتزوج المرأة الولود

كما روى أبو داود (2050) عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الأُمَمَ ) صححه الألباني في صحيح أبي داود (1805) .

وقد يتأخر الولد ، وقد يجزم الأطباء بعدم حصوله ، ثم ينعم الله به ، وذلك أمر مشاهد معلوم .

ولا حرج على الرجل أن يتزوج بثانية لهذا السبب أو لغيره ، بشرط أن يعدل ولا يحيف ، ولا يشترط رضا الأولى ولا استئذانها .

وأنت بين أمرين : إما أن تصبر على زوجتك ، وتحسن إليها ، وترجو من الله أن يرزقك الولد منها ، وإما أن تتزوج بأخرى مع احتمال أن تضطر لفراق لأولى

إذا كرهت البقاء معك ، وطلبت الطلاق ، أو نغصت عليك الحياة ، وأرهقتك بالمشاكل ، أو أقدمت على الانتحار كما زعمت ، فوازن بين الأمرين ، واستخر الله تعالى .

وينبغي نصح الزوجة - في جميع الأحوال –

بأن التفكير في الانتحار ليس من حال أهل الإيمان ، فإن الانتحار جريمة عظيمة

وكبيرة منكرة ، وقد جاء فيها نصوص كثيرة من الوعيد

قال تعالى : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا . وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا) النساء/29، 30 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه

في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه [أي : يطعن] في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 )
.
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة ) رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .

وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات .

قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 ).

ونسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشدا ، وأن ييسر لك الخير حيث كان .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-02-10, 15:54
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حكم من يقول: إن فقر المسلمين بسبب كثرة النسل

لسؤال

ما حكم الشرع في رأيكم فيمن يقول : إن فقر المسلمين وضعفهم وتخلفهم في هذا العصر نتيجة للانفجار السكاني وكثرة النسل بنسبة تفوق التقدم الاقتصاد ؟

وما نصيحتكم لمن يعتقد ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

"رأينا أن رأيه خطأ ، وذلك لأن الله تعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وليست العلة كثرة السكان ، لأنه ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ، ولكن الله عز وجل يعطي لحكمة ، ويمنع لحكمة .

ونصيحتي لمن يعتقد هذه العقيدة أن يتقي الله عز وجل ، وأن يدع هذا الاعتقاد الباطل

وأن يعلم أن العالم مهما كثروا فإن الله تعالى لو شاء لبسط لهم الرزق

ولكن الله قال في كتابه : (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) الشورى/27 .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

"فتاوى علماء البلد الحرام" ص 1084 .

ولا شك أن الدعوة إلى تحديد النسل أو تقليله ، مصادمة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ ، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ) رواه أبو داود (2050) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1784) .

وقد ضمن الله تعالى لجميع المخلوقات رزقها ، فقال : (ومَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا) هود/6.

فمحاربة الزيادة السكانية ـ سواء كان ذلك بفرض وسائل منع الحمل أو بالإجهاض أو بغير ذلك ـ باعتقاد أن الموارد لا تكفي الزيادة السكانية ، وأن مصلحة البشر تقتضي الإقلال من زيادة نموهم

إن ذلك إعلان لإنكار ربوبية الله للخلق ، وسعة رزقه ، وهو شبيه باعتقاد المشركين ، الذين كانوا يقتلون أولادهم خشية الفقر

قال الله تعالى : (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ) الأنعام/151

وقال : (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) الإسراء/31 .

وكثرة الأمة نعمة من نعم الله تعالى التي يستحق أن يشكر عليها ، ويعبد وحده ، ولهذا ذكر الله تعالى أن نبيه شعيباً عليه السلام ذكَّر قومه ببعض نعم الله عليهم ، فقال : (وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ) الأعراف/86 .

وكثرة الأمة من أسباب عزتها وانتصارها على أعدائها

ولهذا قال الله تعالى عن بني إسرائيل: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا) الإسراء/7.

وفي دراسة مستقبلية عن مصر قال الدكتور محمد سيد غلاب : "إن الزيادة السكانية لم تكن أبداً عبئاً ، ولا يصح أن تعتبر كذلك في القرن القادم ؛ فهي التي مكنت مصر من التقدم في كل العصور" .

وفي دراسة أخرى : يشير الدكتور مصطفى الفقي إلى أن من أهم العوامل المؤثرة في دور مصر عربيّاً : "اعتبار مصر مستودع الثروة البشرية" .

ويقول الأستاذ خورشيد أحمد الخبير الاقتصادي :

"القوة الغالبة لا تكون في المستقبل إلا للبلاد التي تتمتع بزيادة السكان

وتتحلى في الوقت ذاته بالعلوم الفنية ، فليس ثمة شيء يستطيع أن يحتفظ لأمم الغرب بسيادتها وقيادتها العالمية سوى أن تعمل على نشر حركة تحديد النسل ومنع الحمل في بلاد آسيا وإفريقيا

لأجل هذا : فإن البلاد الغربية تعمل اليوم وسعها لزيادة سكانها ، ولكنها في الوقت نفسه تستعين بأحسن ما عندها من أساليب الدعاية لتعميم حركة تحديد النسل في البلاد الآسيوية والإفريقية" .

ويقول أيضاً : "وما أصْدَق الأستاذ ( أورجانسكي) [مفكر أمريكي] في قوله : (وفي المستقبل ، إنما تكون القوة أكثر عند المعسكر الذي يكون عنده الأفراد أكثر)" .

ويقول أيضاً : "مما لا يخفى على طالبٍ لعلم التاريخ : أن تعدد السكان له أهمية سياسية جذرية

ولذا : فإن كل حضارة أو قوة عالمية قد أولت جل اهتمامها إلى زيادة أفرادها في عصرها الإنشائي والتعميري ، ولذا : فإن المؤرخ المعروف الأستاذ (ويل ديورانت) يعد كثرة السكان من أهم أسباب التقدم المدني

وأيضاً يعدها الأستاذ (آرنولد توينبي) من تلك التحديات الأساسية التي ردّاً عليها يخرج إلى عالم الوجود تقدم أي حضارة إنسانية" .

وحتى لا يفهم الكلام خطأ ، فليست زيادة السكان وحدها هي الكفيلة بالتقدم والحضارة ، والانتصار على الأعداء ، بل هي سبب رئيس لذلك ، ولكنه ليس السبب الوحيد ، بل لا بد أن يواكب ذلك : تعليم قوي

وتربية صحيحة ، وشيوع العدل والأمان في المجتمع ، ومحاربة الفساد

وقبل كل ذلك : الإيمان والتقوى ، قال الله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف/96 .

وقد تعالت صيحات أعداء الإسلام محذرةً من كثرة أعداد المسلمين ، وأن ذلك من أعظم الخطر عليهم .

ففي كتاب "تحولات في جغرافية الشرق الأوسط" لمؤلفه البروفيسور أرنون سوفير 1984م

وهو من الكتب الدراسية في الدولة اليهودية ، ويعتبر مرجعاً للجهات المختصة هناك ، يرى الكاتب أن الزيادة السكانية العالية في مصر تقلق إسرائيل ، لإمكانية إقامة جيش قوي .

وقد نشرت صحيفة ( الديلي تلغراف ) في 19 /1/1988 مقالاً بعنوان (القنبلة السكانية المؤقتة في حوض المتوسط )

تناول فيه كاتبه هذه القضية التي تقض مضاجع الغرب وهي الزيادة السكانية الكبيرة في الدول التي تقع شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط ، وتراجعها في الدول التي تقع شماله

. ونقل المقال عن تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة :

أن ثلثي سكان البحر الأبيض المتوسط في الخمسينات كانوا أوربيين منتشرين في الدول الممتدة من مضيق جبل طارق إلى مضيق البوسفور

غير أن هذه الصورة ستنعكس بحلول عام (2025)

وسيصبح البحر المتوسط بحراً إسلامياً ، إن لم يكن عربياً .

فهذا المقال يشير بما لا يدع مجالاً للشك ، إلى أن الذي يشجع قضايا تحديد النسل والحد من الزيادة السكانية بين المسلمين ، وتشجيع الدعوات العاملة على ذلك تحت شعارات كثيرة مثل :

( تنظيم الأسرة ) ، ( تنظيم المجتمع ) ، ( تخطيط الأسرة ) إلى غير ذلك من الشعارات الكثيرة .. نقول : إن الذي يشجع على ذلك إنما يخدمون أعداء الإسلام والمسلمين ، ويعملون لمصلحتهم ، علموا ذلك أو جهلوه .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"وأما القول بتحديد النسل فهذا لا شك أنه من دسائس أعداء المسلمين يريدون من المسلمين ألا يكثروا ؛ لأنهم إذا كثروا أرعبوهم ، واستغنوا بأنفسهم عنهم : حرثوا الأرض

وشغَّلوا التجارة ، وحصل بذلك ارتفاع للاقتصاد ، وغير ذلك من المصالح ؛ فإذا بقوا مستحسرين قليلين صاروا أذلة ، وصاروا محتاجين لغيرهم في كل شيء" انتهى .

"تفسير سورة البقرة" (2/88) .

وأخيرا ... إننا في حاجة إلى زيادة النسل مع أسلمة خطط التنمية ، وأسلمة الأنظمة ، وأسلمة القوانين

مع الاستفادة من العلوم الحديثة .

ولمزيد الفائدة ، ينظر كتاب : "حركة تحديد النسل" أبو الأعلى المودودي ص (178-186)

"مجلة البيان" عدد (11، 107، 191) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-10, 16:04
مشكلة أبوين مع ابنتهم التي ترفض الزواج وتأخر بها العمر

السؤال

نحن أسرة تتقي الله ، ومشكلتي أن ابنتي الصغرى البالغة من العمر 34 عاماً لم تتزوج حتى الآن ، وهي إنسانة متميزة ذات جمال ومال وحسب ونسب ، وناجحة في كل مجالات الحياة

وعلى خلق ودين وملتزمة ، وتقوم بكثير من الأعمال الصالحة من مساعدة الغير وقيام الليل وحفظ القرآن وحضور مجالس علم ولذلك فقد تقدم لها أعداد لا حصر لها من العرسان

من خيرة الشباب على مدى يزيد عن 10 سنوات وفي كل مرة تقابل الموضوع بفتور وليس بفرحة كما يفعل أقرانها ، ثم تعمل استخارة وتخبرنا بعدها أن نفسها غير منشرحة لهذا الشخص

وأنها تحس بالاختناق منه ، وإنه ليس الشخص المناسب الذي ترغب فيه ، وليس لها أي اعتراض موضوعي على معظمهم ، ونفشل أنا ووالدها البالغ من العمر 70 عاماً

في إقناعها بكل الوسائل الممكنة إبتداءاً من التوسل والملاطفة إلى المشاجرة وإظهار عاقبة الأمور ، وقد تم عرضها - بناءاً على رغبتها - على دكتورة أمراض نفسية التي أقرت أنها سليمة معافاة وليس بها شيء

مما جعلنا في حالة حزن وحسرة شديدة تلف أيامنا على مدى العشر سنوات وفي حيرة وحرج من أمرها مما جعلها مختارة تحلف على المصحف أن ليس هناك سبب تعلمه أو يشينها يمنعها من الزواج وإنها تصدقنا القول

ولأنني أكثر حساسية بهذا الموضوع فقد تأثرت نفسيّاً وصحيّاً وغضب قلبي عليها – والعياذ بالله –

غضباً شديداً بحيث أنني لا أطيق النظر إليها أو التحدث معها ، وحياتنا أصبحت جحيماً وبلغت ذروتها هذا العام بعد رفضها شابّاً كان حلم حياتنا أنا ووالدها وبنفس الأسلوب ولكل منا رأي سأعرضه

على فضيلتكم لتحكم بيننا بالشرع ، فأنا أرى أنها بعدم طاعتها لوالدها ولي أمرها وتسببها لنا في كل هذا الأذى وحرماننا من ثمرة جهدنا في تربيتها -

وهي الفرحة بها - عقوق لنا لن يجدي معه كل ما تفعل من أعمال صالحة ، وأن آفتها الكِبر بسبب تميزها والتعامل مع الموضوع باستغناء وعدم تقدير لنعمة الله عليها –

فغيرها لا يجد هذه النعمة– وأعتبره بطراً للنعمة ، ونصحتها أن تطرح موضوع الانشراح والقبول أولاً هذا جانباً وإنها لو توكلت على الله حق توكله وارتبطت بمن ارتضاه لها والدها فببركة التوكل

وإعمال سنة الله في خلقه لإعمار الأرض بالتزاوج والتكاثر وببركة رضانا ودعائنا لها وتقوى الله في معاملتها زوجها مستقبلاً سيجعل الله بينهما المودة والرحمة والسكينة

بمعنى يأتي الانشراح والقبول الذي تسعى إليه ، وهي ترى أنها تتبع السلوك الشرعي السليم من عمل الاستخارة ولكن الله لم يرزقها حتى الآن بمن ينشرح له صدرها ، وأن هذا بلاؤها

وأن النصيب لم يأت بعد وعندما يأتي سيسهل كل شيء ، وأنها غير عاقة لوالديها إنما هي تمارس حقها الشرعي في القبول أو الرفض

وأنها حرة أن تتزوج أو لا تتزوج فهذا شأنها وأنها سبق أن جربت الارتباط بخطوبة 3 مرات – مرتان باختيارها ومرة باختيارنا – وفشلت ، وهي التي فسخت هذه الخطب جميعاً

. أرجو من فضيلتكم أن تجيب علينا أنا وهي بوضوح تام على هذه الأسئلة

: 1. هل هي ابنة عاقة لوالديها أم لا ؟

2. هل الزواج من الأمور الاختيارية ومن يتركه مع قدرة عليه لا إثم عليه ؟

3. أينا رأيه هو الصواب الذي يرضاه الله ، رأيي في أن تتوكل على الله وتقبل الزواج ممن يرضاه لها أبوها أم رأيها بأن تنتظر حتى يأتي من ينشرح له صدرها أولا ؟

. نحن في انتظار حكم الله لنقول سمعنا وأطعنا ،

الجواب

الحمد لله

أولاً :

الزواج من هدي النبي صلى الله وسلم وسنَّته ، وقد أنكر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم على مَن أراد ترك النكاح وقال : " أما أنا فأتزوج النساء ، مَن رغب عن سنَّتي فليس مني " –

رواه البخاري ( 4776 ) ومسلم ( 1401 ) –

والمقصود بـ " سنتي " أي : الهدي والطريقة ، لا أنه مستحب ؛ والصحيح أن الزواج تجري فيه الأحكام الخمسة ، فقد يكون حراماً ومكروهاً ومستحبا وواجبا ومباحاً

ويصبح واجباً عند جمهور الفقهاء في حالة واحدة وهي إذا خاف الرجل أو المرأة من الزنا إذا لم يتزوجا ، فهنا يجب على كل من ملك القدرة المالية منهما على النكاح أن يتزوج

أما إذا كان غير راغب في النكاح ، وكان قادراً على حفظ نفسه – رجلا كان أو امرأة -

: فلا يجب في حقه الزواج عند جمهور الفقهاء ، بل هو مستحب في حقه ، ويكون حراماً إذا علم الزوج أنه لن يؤدي حقوق زوجته ولن يستطيع إعفافها ، وهكذا هو حكم الزوجة .

قال ابن قدامة :

والناس في النكاح على ثلاثة أضرب : منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح : فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء ؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه ، وصونها عن الحرام ، وطريقه النكاح .

الثاني : من يستحب له ، وهو من له شهوة يأمن معها الوقوع في محظور : فهذا الاشتغال له به أولى من التخلي لنوافل العبادة ، وهو قول أصحاب الرأي ، وهو ظاهر قول الصحابة رضي الله عنهم ، وفعلهم ...

القسم الثالث : من لا شهوة له , إما لأنه لم يُخلق له شهوة كالعنين , أو كانت له شهوة فذهبت بكبر أو مرض ونحوه , ففيه وجهان ; أحدهما : يستحب له النكاح ; لعموم ما ذكرنا ، والثاني

: التخلي له أفضل ; لأنه لا يحصل مصالح النكاح , ويمنع زوجته من التحصين بغيره , ويضر بها , ويحبسها على نفسه , ويعرض نفسه لواجبات وحقوق لعله لا يتمكن من القيام بها , ويشتغل عن العلم والعبادة بما لا فائدة فيه .

" المغني " ( 7 / 5 ، 6 ) .

ثانياً :

هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل هدي ، ولم تمنعه أعباء الدعوة التي يقوم بها من أن يتزوج بل إنه مات عن تسع نسوة ، ولم يمنع العلماء علمهم من الزواج

وهكذا العبَّاد والمجاهدون ، فلا يجوز لمسلم أن يوجِد تضادّاً بين النكاح وبين قيامه بالدعوة أو طلبه للعلم أو خروجه للجهاد ، فالجيل الأول المزكَّى ومعهم نبيهم صلى الله عليه وسلم كانوا دعاة وعلماء

ومجاهدين وعابدين ، وهم – في الوقت نفسه – متزوجون وبأكثر من واحدة في الغالب .

والنكاح آية من آيات الله تعالى امتنَّ الله بها علينا فقال : وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ الروم / 21 ]

وهو من هدي وسنن المرسَلين ، كما قال تعالى : وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ..

. [ الرعد / 38 ] ، وعزة الأمة الإسلامية وقوتها إنما تكون بتكثير نسلها المتربي على الخير والطاعة ، وقد رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم بالنكاح من أجل أن تكثر هذه الأمة ويفاخر بها الأمم السابقة .

فندعو أختنا للتأمل في هذه الحِكَم والأحكام ، فلعلَّها أن تكون لبِنَة رئيسة في بيتٍ مسلم ، لتنجب ذرية طيبة صالحة .

ثالثاً :

إذا لم يكن ثمة سبب شرعي لأختنا في ترك الزواج : فإنه يجب عليها طاعة والديها فيه

ويكون عصيانهم عقوقاً ، وإذا كان ثمة سبب شرعي : فلا يكون تركها للزواج عقوقاً ، ويحرم على والديها إجبارها على النكاح ، فرضاها وقبولها شرطٌ لصحة عقد الزواج .

قال الإمام أحمد رحمه الله ـ في رواية صالح وأبي داود ـ : " إذا كان له [ يعني : للمرء ] أبوان يأمرانه بالتزويج : أمرته أن يتزوج ، أو كان شابا يخاف على نفسه العنت : أمرته أن يتزوج " انتهى .

الآداب الشرعية ، لابن مفلح (1/434) .

وقال المرداوي رحمه الله :

" على القول باستحبابه : هل يجب بأمر الأبوين ، أو بأمر أحدهما به ؟ "

فذكر كلام الإمام أحمد السابق ، ثم قال :

" فجعل أمر الأبوين له بذلك بمنزلة خوفه على نفسه العنت [ يعني : أنه واجب في الحالين ]

قال الإمام أحمد رحمه الله :

والذي يحلف بالطلاق لا يتزوج أبدا ، إن أمره أبوه : تزوج "

"الإنصاف في بيان الراجح من الخلاف" (8/14) .

رابعاً :

ندعو أختنا – كذلك – لأن تفكِّر في حال والدَيها ، ولتعلم أنه بإدخالها السرور إلى قلبيْهما أنها تكون أدَّت طاعة من أعظم الطاعات لربها تعالى ، ففي زواجها موافقة للفطرة

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وسنن المرسلين ، وفيه برٌّ لوالديها ، وفيه إدخالٌ للسرور عليهما ، فأي شيء تقوم به – الآن – من الطاعات يعدل هذا ويماثله ؟! .

ولتتفكَّر – ولو قليلاً – بحال والديْها وما يعانيه كل واحدٍ منهما بسبب تأخير زواج ابنتهما

ولتعلم أن الناس الذين لا يتقون الله فيكم كثير ، وفي تأخيرك للزواج أو امتناعك عنه فتح باب لإطلاق السفهاء ألسنتهم طعناً في أعراضكم واتهامكم بما أنتم بريئون منه .

يقول الدكتور محمد حسن غانم – محللا مشاعر الأم التي يتأخر زواج ابنتها - :

إنها تعيش هذه المشكلة بكامل طاقتها وعصبيتها وقلقها واكتئابها ، لأنها كأم تشعر بعمق أحاسيس ابنتها .

وتعيش على حلم أن سعادتها القصوى أن ترى ابنتها في عش الزوجية ، وترى أحفادها ، ولذا فقد تنتاب الأم حالات من الاكتئاب ، وقد تلجأ إلى السحرة والدجالين ظنا منها أن ابنتها "

معمول لها عمل بوقف الحال " ، وقد تلجأ إلى الدلالات في الأماكن الشعبية وعرض مشكلة ابنتها عليهن ، ووعدهن بمكافأة سخية إذا أحضرن لابنتها عريس المستقبل

وعلى العكس من ذلك قد يكون إيمان الأم قويّاً بحيث تقول كلاماً تكون سببا في التخفيف عن ابنتها وحثها على الرضا بقضاء الله .

انتهى

ويقول الدكتور رامز طه :

إن الفتاة التي ترفض الزواج من كل رجل يتقدم لها تجعل نفسها محلا لإثارة الأقاويل والشائعات التي تسي

إلى سمعتها ، ومع الوقت لا تجد من يطرق بابها ، والشيء نفسه بالنسبة إلى الرجل حتى لو كان ذا مركز مرموق …
انتهى

ولتنتبه أختنا الفاضلة إلى ما يترتب على تأخير الزواج من مضاعفات خطيرة في جسمها ، ومنه ضعف الرحم وعدم القدرة على الإنجاب .

قال الدكتور محمد الرواشدة - أستاذ العلاج الطبيعي -
:
" إن الزواج المتأخر يترافق معه عدة مشكلات متعددة في الولادة وصحة الجنين "

وقال : " إن بعض الدراسات أكدت أن الحمل المتأخر بعد سن الأربعين يؤدي إلى ولادات مشوهة ، أما الإنجاب بعد سن الـ 35 يؤدي إلى طفل منغولي لكل 260 ولادة ، فيما تزداد النسبة بعد هذا العمر "
.
وقد وجِّه سؤال للدكتور فلاح الخطيب - استشاري ورئيس قسم علاج الأورام -

عن أهم العوامل والأسباب التي تساهم في حدوث سرطان الثدي ، فذكر عدة عوامل ومنها : احتمالات الإصابة به عند المرأة التي تحمل بالطفل الأول لها بعد سن الثلاثين .

خامساً :

ما قالتْه الأم الكريمة من عدم قبول الله تعالى لأعمال ابنتها إذا هي أصرَّت على فعلها :

قول غير صحيح ، ولا تحبط الأعمال كلها إلا بالشرك والردَّة ، ولا يجوز أن يكون فعل ابنتكم سبباً للقسوة عليها والغلظة في التعامل معها ، ويجب عليكم التلطف في العبارة والمعاملة ، لعلَّ الله تعالى أن يهديها ويوفقها .

كما ننصح أختنا الفاضلة أن تتواضع لربها تعالى ، ولا يجوز لها التكبر على خلق الله تعالى ، ويجب عليها شكر نعمة الله عليها

ولا يكون الشكر بالتعالي على الناس واحتقارهم ، ولتعلم أن مِن الناس مَن يكون قليل العلم لكنه عالي الأخلاق قوي الدين ، فلا تغتر بنفسها ولْتتواضع لربها ليرفع منزلتها في الدنيا والآخرة

ولا نظن أن كل من جاء لخطبتها يستحق الرفض شرعاً ، فلتنتبه لهذا ولتسعَ في تغيير ما هي عليها للأصلح والأفضل والأعلى والأكمل .

ولتعلم أن انشراح الصدر بعد الاستخارة ليس هو العلامة الوحيدة على رد الزوج ، وعدم القبول به ، بل هو من العلامات ،

فنرجو مراجعة إجابة السؤال القادم

ونحب أن نذكرك ـ أختنا الكريمة ـ أن ما جاء في جوابنا ، هو بحسب ما أداه إليه اجتهادنا ، ومبلغ علمنا

لا أن كل رأي نراه ، أو حكم نحكم به هو حكم الله ، إلا أن يكون فيما نقوله أو نراه نص بيِّن من كتاب الله أو سنة نبيه ، صلى الله عليه وسلم ؛ فلقد كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ ، أَوْصَاهُ فِي

خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا

ثُمَّ قَالَ : ( ... وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ، فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ ، وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا !! ) رواه مسلم (1731) .

قال النووي رحمه الله :

" هذا النهي على التنزيه والاحتياط " .

وقال ابن القيم رحمه الله

: " قال بعض السلف : ليتق أحدكم أن يقول : أحل الله كذا ، وحرم كذا ، فيقول الله له : كذبت أحل كذا

ولم أحرم كذا .

فلا ينبغي أن يقول لما لا يعلم ورود الوحي المبين بتحليله وتحريمه : أحله الله وحرمه الله ، لمجرد التقليد أو بالتأويل

" إعلام الموقعين (1/39) .

ونسأل الله تعالى أن يشرح صدوركم للحق والصواب ، وأن يهديكم لما يحب ويرضى ، وأن يرزق ابنتك زوجاً صالحاً وذرية طيبة ، وأن يؤلف بين قلوبكم جميعاً .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-02-10, 16:09
صلّى الاستخارة ولم يحسّ بأيّ شيء

السؤال

ما النصيحة التي توجهها لشخصين يريدان الزواج ، كلاهما صلى الاستخارة والمرأة فقط وصلتها الرسالة وليس الرجل

رأت هذه الأخت بأنها وزوجها يعيشان بسعادة سوياً وأن الله يقول لها بأن هذا هو الخيار الصحيح لكليهما

. ولكن ماذا عن الرجل الذي لم ير أي علامة أو إحساس أو منام ؟ ماذا يجب عليهما أن يفعلا ؟

كم المدة الواجب فيها صلاة الاستخارة ؟

البعض قال 3 أيام والبعض قال 7 . جزاك الله خيرا.

الجواب

الحمد لله

أما صلاة الاستخارة ودعاؤها: فدليلها ما رواه البخاري ( 1109 ) وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

وأما قول بعض الناس " ثم يمضي لما ينشرح صدره له "

فقد ورد فيه حديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رواه ابن السنِّي - قال " إذا هممتَ بالأمر فاستخر ربك سبعاً ثم انظر إلى ما يسبق في قلبك فإنَّ الخير فيه ".

قال النووي: إسناده غريبٌ. فيه من لا أعرفهم. أ.ه‍‍ "الأذكار" (ص132).

وقال الحافظ ابن حجر: وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد ، لكن سنده واهٍ جداً. أ.ه‍‍ "الفتح" (11/223).

قال الحافظ العراقي:

فيه راوٍ معروفٌ بالضعفِ الشديدِ وهو إبراهيم بن البراء .. فعلى هذا فالحديث ضعيف جدا .

أ.ه‍ـ "الفتوحات الربانية" (3/357).

والصواب : أنَّ تيسير الأمر من الله عز وجل - بعد تقديره وقبول الدعاء- هو علامة الخيرية في المضيِّ في العمل ، ووجود العوائق وعدم تيسر الأمر هو دليل صرف الله تعالى عبده عن هذا العمل .

ويظهر هذا المعنى جليًّا عند التأمُّلٍ في حديث جابر في الاستخارة ، في قوله صلى الله عليه وسلم "

اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - ويسميه - خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي

وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ".

. قال ابن علاّن

- بعد أن نقل تضعيف حديث أنس عن الأئمة -: ومِن ثَمَّ قيل : إنَّ الأولى أن يفعل بعدها ما أراد ( أي : وإن لم يشعر بانشراح الصّدْر ) ، إذ الواقع بعدها- ( أي: بعد الصلاة )- هو الخير ..

وقال الحافظ ابن حجر:

قال الحافظ زين الدين العراقي ( في العمل بعد الاستخارة ) :

" .. مهما فعله ، فالخير فيه ، ويؤيده ما وقع في آخر حديث ابن مسعود في بعض طرقه " ثم يعزم" أ.ه‍‍ كلام العراقي . قلت -

(أي: ابن حجر): قد بَيَّنـتُها فيما تقدّم وأن راويها - (أي: زيادة "ثم يعزم") - ضعيفٌ ، لكنه أصلح حالاً من راوي هذا الحديث - ( أي: حديث : ثم انظر ما يَسْبق إلى قلبك ) -

أ.ه‍‍ كلام ابن حجر "الفتوحات الربانية" (3/355-357) .

هـ . ومن خرافات الناس المنتشرة أنك بعد الاستخارة تنام ، فما رأيتَه في منامك من خيرٍ وانشراح صدرٍ فهو يعني أنَّ أمرك خيرٌ فتسير فيه وإلا فلا ! ( وهذا ما قصده السائل بقوله : وصلت الرسالة !!

) وليس لهذا دليل صحيح كما عرفنا .

وما مضى من البحث لا يعني أن انشراح الصدر لا يكون من العلامات ، لكن لا ينبغي جعله هو العلامة الوحيدة والقاطعة على خيرية الأمر ، والانسان كثيرا ما يستخير على أمر يحبه ، وصدره منشرح له بالأساس .

قال شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة انشراح الصّدْر

: فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسّر له من الأمور هو الذي اختاره الله له.

أ.ه‍ـ"مجموع الفتاوى" (10/539).

ففرقٌ بين مَن جعل "انشراح الصدر" هو العلامة الوحيدة وبين مَن جعلها مِن العلامات.

ولا يوجد مدة محدّدة لصلاة الاستخارة ، ويجوز تكرار الصلاة أكثر مرة ، وليست محدّدة بعدد من المرات ، وللمصلي أن يدعو قبل السلام ، أو بعد السلام

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-10, 16:14
يريد أن يتزوج من مسلمة حديثا لمساعدتها ووالداه يرفضان

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 عامًا وأعمل في أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة في شركة محترمة والحمد لله

أنا من جنوب الهند، ومنذ 7 أشهر اعتنقت الإسلام إحدى زميلاتي التي كانت هندوسية وتنتمي إلى نفس بلدتي وذلك بمساعدة المحكمة الشرعية هنا في أبو ظبي

وهي ملتزمة جدًا الآن وتؤدي الفروض الخمس في وقتها، وقد أعلمت والديها بإسلامها، إلا إن والديها، وهم هندوس متشددون، يرفضون ما قامت به بشدة

وهي الآن تشعر بوحدة شديدة، وهي كمسلمة لا تستطيع أن تتزوج إلا مسلمًا، ومن المستحيل أن يقوم والداها وهم معترضون على إسلامها بالبحث عن زوج مسلم لها

وقد عرضت علي أن أتزوجها ونحيا معًا في ظل الإسلام، وبدافع إعانة مسلمة على الحياة الإسلامية فقد وافقت على الزواج منها، وقد حاولت هي دعوة والديها إلى الإسلام إلا إن كل جهودها باءت بالفشل

وهي الآن في الهند وحدها وفي خطر شديد وأنا في أبو ظبي، وقد وافق والدي على هذا الزواج شريطة موافقة والديها، ومنطقهم في ذلك أنني أنا الأخ الأكبر وأحد دعائم أسرتي

وهم يظنون أن زواجي من هذا الفتاة دون موافقة والديها سوف يثير الإشاعات مما قد يؤثر على سمعة أختي الأصغر مني، كما أنهم يخشون أن يقوم والداها بالانتقام مني وقتلي

وأنا لا يرتابني أي من هذه الهواجس، وأتمنى حقًا إنقاذ هذه الفتاة

إلا أنني محتار بين الزواج من تلك الفتاة دون موافقة والديها وبين رغبة والدي، أرجو منكم إخواني المساعدة بالنصيحة للوصول إلى قرار صائب.[مسلم - 24 سنة - الإمارات العربية المتحدة]

الجواب

الحمد لله

أولا :

رغبتك في الزواج من هذه الفتاة لإعانتها على الحياة الإسلامية

أمر محمود يرجى لك به الأجر والثواب من الله تعالى ، وهو من باب التعاون على البر والتقوى ، والحفاظ على المسلمة ، أن تؤذى في نفسها ، أو تفتن في دينها ، وهو ـ أيضا ـ من تمام موالاة المسلم لأخيه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ ) رواه أبو داود (4918) وحسنه الألباني .

والمعنى أنه يَمْنَع تَلَفه وَخُسْرَانه , يَحْفَظهُ وَيَصُونَهُ وَيَذُبّ عَنْهُ بِقَدْرِ الطَّاقَة . [ انظر : عون المعبود ].

وعن عبد الله بن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ

عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه البخاري (2442) ومسلم (2580) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : َقَوْله : " وَلَا يُسْلِمُهُ " أَيْ لَا يَتْرُكُهُ مَعَ مَنْ يُؤْذِيه وَلَا فِيمَا يُؤْذِيه

بَلْ يَنْصُرُهُ وَيَدْفَعُ عَنْهُ , وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ وَاجِبًا وَقَدْ يَكُونُ مَنْدُوبًا بِحَسَبِ اِخْتِلَاف الْأَحْوَالِ , وَزَادَ الطَّبَرَانِيّ مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ سَالِم " وَلَا يُسْلِمُهُ فِي مُصِيبَةٍ نَزَلَتْ بِهِ " .

انتهى من فتح الباري مختصرا .

لكن ينبغي أولا أن تحتال لإقناع أسرتها بهذا الزواج ، وألا تقابل تشددهما بتشدد مثله ، بل حاول أن تلين لهم الكلام ، وتحسن إليهم في المعاملة والصلة ، واحتسب ما تنفقه من أجل إنقاذ المسلمة من الأذى الذي يحيط بها .

وإذا لم يمكن إقناعهما ، فبالإمكان أن تعقدا نكاحكما في المحكمة الشرعية ، في الدولة التي تعملان فيها ، وأن تبتعد أنت وزوجك عن مكان الخطر الذي يتوقع أن يلحق بك أو بها

من جراء هذا الزواج ، مع أنه من الممكن أن تستغلا عملكما في الخارج ، وتكثرا من الصلة لأهلها بالمال والهدايا ، لعل الله أن يلين قلوبهم لكما ، أو على الأقل أن تتقي شرورهم بذلك .

على أنه يلزمك أن تستصلح قلب والديك للموافقة على هذا الزواج ، وما فيه من الخير والأجر إن شاء الله

فإن قدر أنهما لم يقتنعا قبل إتمامه ، فسوف تتضاعف مسؤوليتك في استصلاح قلوب أهلك وأهلها ، لكن نرجو الله عز وجل أن يجعل لكما فرجا ومخرجا ، ببركة النية الصالحة ، والرغبة في الخير الذي تقدمان عليه .

وهذا كله ، فيما إذا كانت الأخطار التي تتحدث عنها أسرتك ، هي مجرد هواجس وظنون

لكن إذا كان والداك لا يرغبان في هذا الزواج ويتخوفان من عاقبته عليك أو على بقية الأسرة ، وكانت المخاوف المذكورة لا حقيقة لها ، وإنما هي مجرد هواجس وظنون ، كما بدا لنا من رسالتك .

وأما أن كانت الأخطار محققة ، عليك ، أو على أسرتك ، أو على الفتاة ، والتجارب في بلادكم لعلها تعطيك مؤشرا لذلك

فلا ننصحك أن تحمل نفسك من البلاء فوق ما تطيق ، وهي ـ إن كانت صادقة مع الله ، فسوف يجعل لها فرجا ومخرجا ، ولتصبر ولتحتسب :

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) لأنفال/29

نسأل الله أن ييسر لكما أمركما ، وأن يحفظكما من كل مكروه وسوء .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-02-10, 16:19
هل يأثم بطلاق زوجته التي كان لها علاقات سابقة قبل التوبة

السؤال

أنا شاب متزوج منذ 3 سنوات بزوجة أقل مني سنّاً بسنة ، ورزقت منها - والحمد لله - منذ سنتين ببنت ، المشكلة أنه ليس هناك تفاهم بيننا ، فنحن دائما في تصادم

حيث إنها عصبية وغالباً لا يعجبها أي شيء ، وكثيرة الشكوى ، و لا تتفاهم مع عائلتي ، زد على ذلك أني أشكُ في ماضيها ، فقد كانت قبل زواجنا تدخن

ومِن رواد الملاهي الليلية حين كانت طالبة جامعية ، وقد اعترفت لي بذلك قبل الزواج وأكدت بأنها لم تتجاوز تلك الأمور ، ومنذ سنة اكتشفت بالصدفة في أوراقها الخاصة شهادة طبية

( يرجع تاريخها إلى سنة قبل الزواج ) تثبت بأنها بكر فواجهتها وطلبت منها تبرير ذهابها للطبيب للحصول على هذه الشهادة إن كانت لا تشكُ في عذريتها فقالت :

إنه قيل لها من قبَل بعض صديقاتها إنه إجراء روتيني تقوم به الفتاة لتفادي المشاكل التي قد تحصل ليلة الدخلة من قبل بعض الأزواج

ولكني لم أقتنع وبقيت أشكٌ بالأمر رغم تأكدي من عذريتها ، وبسبب كثرة المشاكل التي بيننا وصعوبة التفاهم إلى جانب الشكٌ أصبحت أفكر جديّاً في الطلاق تجنباً للفتنة ورحمة لي ولها .

وسؤالي هو : هل الطلاق في كل الأحوال حرام أم حلال ؟

وفي حالتي هل أعتبر آثما إذا طلقت ؟

. أرجو الإجابة الشافية ، مع الشكر الجزيل لسعة صدوركم .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

الأصل في الطلاق أنه يخالف مقصود الشرع من الاجتماع بين الزوج وزوجته في بيتٍ واحدٍ بألفة ومودة ، وقد امتن الله تعالى على الناس بهذه الألفة والمودة

وجعل ذلك من آياته عز وجل ، بالإضافة إلى ما ينتج عن هذا الزواج من ذرية طيبة .

وقد دلَّت نصوص شرعية على أن التفريق بين الزوجين هو من أخس أفعال السحرة ، قال تعالى – عن السحرة - : ‏( ‏فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ‏) ‏البقرة‏ /‏

وهو من أعظم أفعال الشياطين التي تقربهم إلى إبليس ، فعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ قال :‏ ‏" ‏ إن إبليس يضع عرشه على الماء

ثم يبعث سراياه ، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلتُ كذا وكذا ، فيقول : ما صنعتَ شيئاً ، ويجيء أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقتُ بينه وبين أهله ، فيدنيه منه ، ويقول : نِعْم أنتَ " ‏‏.‏

رواه مسلم ( 2813 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الحظر وإنما أبيح منه قدر الحاجة"

اهـ مجموع الفتاوى (33/81) .

لكن هذا لا يعني المنع من الطلاق أو حرمته ، بل قد يكون واجباً ، أو مستحبّاً ، أو مباحاً ، أو مكروهاً .

فيكون واجبا في أحوال ، منها : إذا كان الدافع له أموراً تهدم الحياة الزوجية كتهاونها في عرضها وشرفها ، أو عند العجز عن الإصلاح بينهما في حال وجود الشقاق

أو كان بالزوج عيبٌ يحول بين الحياة الزوجية وبين أدائها وظيفتها ككونه عنِّيناً أو مجبوباً ، والزوجة تحتاج إلى العفاف . ويكون واجباً إن كان إمساكها بغير معروف ، ولا يؤدي ما أوجبه الله عليه تجاهها .

ويكون الطلاق مستحباً : إذا كان الدافع له سوء أخلاق الزوجة ، وتسببها في إيذاء زوجها أو أقاربه أو جيرانه بالقول أو بالفعل ، أو كان الطلاق بسبب نفورها منه .

ويكون مباحاً : إذا أراد طلاقها للتزوج بأخرى وليس عنده قدرة على التعدد ، أو بسبب نفورٍ طبيعي .

ويكون مكروهاً : إذا كان مع استقامة حالها وخلقها ، وكان بينهما أولاد يخاف ضياعهم ، أو كانت فقيرة أو غريبة عن بلدها .

ثانياً :

إننا نتعجب منك – أخي الفاضل – حيث تقول إن زوجتك قد اعترفت لك أنها كانت – قبل الزواج – من رواد الملاهي الليلية ، وقد قبلتَ بها بعد أن تابت

ثم أغاظك أنك رأيت شهادة تثبت عذريتها ! بل إن هذا يؤكد كلامها أنها لم تقع في الفاحشة الكبرى ، وقد تكون صادقة في قولها أنها فحصت من أجل إثبات عذريتها لليلة الدخلة .

وعلى كل حال : إن كنتَ قبلتَ كلامها في أنها تابت وتركتْ جاهليتها خلف ظهرها

: فإن هذه الشهادة لا ينبغي أن تغير من نظرتك لها ، وهي – في أسوأ الأحوال – كانت في تلك الفترة التي كانت فيها ترتاد أماكن الفساد والانحراف .

وإن كنت لا زلت في شك من صدق توبتها ، وترى أنه لا يمكن لحالك أن تستقيم معها ، وسوف يبقى الشك ينغص عليك عيشك معها ، لا سيما مع وجود المشاكل الأسرية

فالذي نراه لك أن تطلقها ، وتحسن إليها ، كما أمرك الله : ( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) البقرة/229 ،

ونسأل الله أن يغني كلا منكما من سعته ، وأن يبدلك خيراً منها ، ويبدلها خيراً منك .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-07-29, 18:44
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تأمر الناس بالصلاة وهي لا تصلي إلا أمامهم فقط !

السؤال

أنا معلمة و أحرص على تعليم طالباتي الصلاة و لكني لا أصلي إلا أمام الناس مع يقيني بأهمية الصلاة وكذلك دائماً أقول للخادمة إذا دخل وقت الصلاة اتركي العمل ، واذهبي صلِّي

وأنا لا أصلي ! وأتكاسل فبماذا تنصحني

الجواب

الحمد لله

نأمل أن لا يستمر حالك كما هو الآن ، ونرى أن عندكِ خيراً عظيماً ، ولا بدَّ لك من تنميته واستثماره ؛ لئلا تضيع حياتك فتلقي ربك تعالى ولم تصلحي من شأنك وحالك .

وخير ما ننصحك به في إهمالك للصلاة هو كتاب الله تعالى وسنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فتنبهي لما سنذكره من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم لتعلمي عِظم الإثم الذي يلحقك ويثقل كاهلك .

واعلمي أن ترك الصلاة كفر مخرج من الإسلام ، فكيف ترضين لنفسك أن تكوني في سلك أولئك الذين استحقوا غضب الله تعالى وسخطه ؟

واحذري من تزيين الشيطان لفعلك بأن تركك للصلاة ليس جحوداً ، إذ لا فرق بين من يتركها كسلاً أو يتركها جحوداً ، وليس ترك الصلاة معصية يُستغفر من تركها ويُتاب من عدم أدائها

بل يلزم من تركها الدخول في الإسلام بالشهادتين ، أو تجديد إسلامه بأداء الصلاة .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

الذي كان يصلي ثم يترك الصلاة لشهر أو شهرين أو أكثر ، ثم يهديه الله تعالى إلى سبيل الهدى والحق- هل عليه القضاء أم لا ؟ .

فأجابوا :

مَن ترك الصلاة لشهر ، أو شهرين ، أو أقل ، أو أكثر : فعليه أن يجدد إسلامه ، وأن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً ، ويندم على ما فات ؛ لأن ترك الصلاة بالكلية كفر أكبر

ويشرع له أن يكثر من نوافل الطاعات ، والتضرع بين يدي الله سبحانه ، لعل الله أن يعفو عنه ، ويتجاوز عما سلف ، وأن يقبل توبته ، فالتوبة تجب ما قبلها ، ولا يلزمه القضاء .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 5 / 44 ) المجموعة الثانية .

وقال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله - :

الصلاة ركن من أركان الإسلام ، بل هي آكدُ أركان الإسلام بعد الشهادتين ، وهي عمود الإسلام ، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر ، كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بين العبد وبينَ الكُفرِ والشِّركِ : تركُ الصلاة ) .

والمرأة التي لا تصلِّي : إن كانت لا ترى وجوب الصلاة عليها : فهي كافرة بإجماع أهل العلم ، وإن كانت ترى وجوبها وتركتها تكاسُلاً : فإنها تكفر على الصحيح من قولي العلماء .

فعلى هذا لا يصحُّ للمسلم أن يتزوَّجها ، وإذا كان قد تزوَّجها : فلا يجوز له إمساكها ؛ لقوله تعالى : ( وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ ) الممتحنة/ 10 ، وقوله تعالى : ( وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ ) البقرة/ 221 .

" المنتقى من فتاوى الفوزان " ( 1 / 102 ، السؤال 53 ) .

وقد سبق الكلام على تارك الصلاة وحكمه في أجوبة عديدة ، وبإمكانك الاطلاع على تفاصيلها في قسم تارك الصلاة ، من التصنيف الموضوعي .

ثانياً:

قد وقعتِ في أمرٍ آخر جلل ، وهو ترك العمل بما تنصحين به غيرك ! وكان الواجب عليك الالتفات لنفسك لإنقاذها من النار ، ومن سخط العزيز القهَّار .

قال الله تبارك وتعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) البقرة/44 .

قال ابن كثير – رحمه الله –
:
قال ابن جريج : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أهل الكتاب ، والمنافقون ، كانوا يأمرون الناس بالصوم ، والصلاة ، وَيَدَعُونَ العملَ بما يأمرون به الناس ، فعيَّرهم الله بذلك ، فمن أمر بخير : فليكن أشد الناس فيه مسارعة .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 246 ) .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ) أي : بالإيمان ، والخير ، ( وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ ) أي : تتركونها عن أمرها بذلك

والحال : ( وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) وأسمى العقل عقلاً ؛ لأنه يعقل به ما ينفعه من الخير ، وينعقل به عما يضره ؛ وذلك أن العقل يحث صاحبه أن يكون أول فاعل لما يأمر به

وأول تارك لما ينهى عنه ، فمَن أمر غيره بالخير ولم يفعله ، أو نهاه عن الشر فلم يتركه : دل على عدم عقله ، وجهله ، خصوصا إذا كان عالِماً بذلك ، قد قامت عليه الحجة .

وهذه الآية وإن كانت نزلت في سبب بني إسرائيل : فهي عامة لكل أحد

لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )

وليس في الآية أن الإنسان إذا لم يقم بما أمر به أنه يترك الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ؛ لأنها دلت على التوبيخ بالنسبة إلى الواجبين ، وإلا فمن المعلوم أن على الإنسان واجبين : أمر غيره ، ونهيه

وأمر نفسه ، ونهيها ، فترك أحدهما لا يكون رخصة في ترك الآخر

فإن الكمال أن يقوم الإنسان بالواجبين ، والنقص الكامل أن يتركهما ، وأما قيامه بأحدهما دون الآخر : فليس في رتبة الأول

وهو دون الأخير ، وأيضاً فإن النفوس مجبولة على عدم الانقياد لمن يخالف قولُه فعلَه ، فاقتداؤهم بالأفعال أبلغ من اقتدائهم بالأقوال المجردة .

" تفسير السعدي " ( ص 51 ) .

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِي النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِي النَّارِ فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ فَيَقُولُونَ

: أَيْ فُلَانُ ، مَا شَأْنُكَ ؟ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَانَا عَنْ الْمُنْكَرِ ؟ قَالَ : كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلَا آتِيهِ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ) .

رواه البخاري ( 3094 ) ومسلم ( 2989 ) .

( فتندلق ) : تخرج وتنصب بسرعة ، ( أقتابه ) : جمع قتب ، وهي الأمعاء والأحشاء ، ( برحاه ) : حجر الطاحون التي يديرها .

والذي نوصيك به هو الاستمرار بنصح الناس في أمر الصلاة ، مع الاهتمام بإقامتها من قبَلك ، وأدائها في وقتها ، بصدق وإخلاص .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

أضطر أحيانا إلى إمامة أهل قريتي ، وأكثر الأحيان أخطب الجمعة من كتاب خطابة ، ولي - والحمد لله - مكانة في قلوب الناس ، ومع ذلك يتغلب عليَّ شيطاني وأتبع هوى نفسي

وأشعر بضيق عندما أرتكب أي معصية ؛ لأنني أعرف الخطأ

ورغم ذلك أقع فيه ، وآمر الناس بالبعد عن الخطيئة ، وأنا أفعلها

وأنا أعرف جيِّداً قول الله تعالى : ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) .

فأجابوا :

نوصيك بالاستمرار في وعظ أهل قريتك ، والاستزادة من العلم الشرعي ما أمكنك ذلك ، والبعد عن المعاصي ، ومجاهدة النفس على ذلك

والحرص على أن يطابق قولُك عملَك ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، والله سبحانه يقول : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/ 69 ، مع التوبة النصوح مما سبق .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 12 / 269 ، 270 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-07-29, 18:52
يرغمها على العمل ويريد الزواج من غيرها فهل تطلب الطلاق ؟

السؤال

إن زوج خالتي طلب منها أن تأذن له بالزواج من زوجة ثانية وأخبرها قريباً بأمر الزفاف

المشكلة أن خالتي لم تستطع العمل السنوات القليلة الماضية لمرضها لكن زوجها أجبرها على العمل في عمل تنظيفي

وهو يعمل أيضًا لكنه يأخذ كل مالها التي تعمل به ويعطيها القليل ، وأخبرها أنه لن يدفع مصاريف الإيجار ولا الطعام لذا عليها أن تعمل أكثر ، والعمل يتسبب في مرضها

وخالتي هي التي تدفع مصاريف كل شيء ، وهو يدّعي أنه ليس لديه أي مال ، والواقع أنه ينفق جميع ماله على بيت زوجته الثانية وعلى زفافه

أخبرْنا خالتَنا ] أو عمتنا [ أن تأتي وتقيم معنا هربًا منه ، وهذه ليست أول مرة يتزوج فيها زوجة ثانية ويهمل خالتي لكن خالتي تقول إنها ستعطيه فرصة أخرى

هل حرام أن نشجع خالتنا أن تبقى مقيمة معنا لمدة ونحثها على الطلاق منه ؟

نحن خائفون على صحتها ، فهي مريضة أليس لها حق في الطلاق ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

أوجب الله تعالى على الزوج أن يُسكن زوجته ويكسوها وينفق عليها ، وقد جعل الله ذلك – كله – حقّاً للزوجة .
قال تعالى أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ [ الطلاق / 6 ] .

قال ابن حزم - رحمه الله - :

ويلزمه – أي : الزوج - إسكانها على قدر طاقته ؛ لقول الله تعالى أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم [ الطلاق / 6 ] .

" المحلى " ( 9 / 253 ) .

وقال ابن قدامة - رحمه الله - :

ويجب لها مسكن بدليل قوله سبحانه وتعالى أسكنوهن… فإذا وجبت السكنى للمطلقة

فللتي في صلب النكاح أولى ، قال الله تعالى وعاشروهن بالمعروف ، ومن المعروف أن يسكنها في مسكن ، ولأنها لا تستغني عن المسكن للاستتار عن العيون ، وفي التصرف والاستمتاع وحفظ المتاع ."

المغني " ( 9 / 237 ) .

وعن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل : ما حق المرأة على زوجها ؟

قال : " تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تضرب الوجه ، ولا تقبح ، ولا تهجر إلا في البيت " .

رواه أبو داود ( 2142 ) وابن ماجه ( 1850 )

وصححه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1929 )
.
قال الخطابي – رحمه الله - :

في هذا إيجاب النفقة والكسوة لها ، وليس في ذلك حد معلوم ، وإنما هو على المعروف ، وعلى قدر وسع الزوج وَجِدَتِه ، وإذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم حقاً لها فهو لازم للزوج ، حضر أو غاب

وإن لم يجده : كان ديناً عليه إلى أن يؤديه إليها كسائر الحقوق الزوجية . "

معالم السنن على هامش المنذري " ( 3 / 67 ، 68 ) .

وعن جابر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف " .

رواه مسلم ( 1218 ).

قال النووي - رحمه الله - :

فيه وجوب نفقة الزوجة وكسوتها ، وذلك ثابت بالإجماع . "

شرح مسلم " ( 8 / 184 ) .

ثانياً :

يجب على المعدِّد أن يتقي الله تعالى ويعدل في النفقة والكسوة والمبيت ، ولا يحل له أن يجور في قسمته بين نسائه
.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

وأما العدل في النفقة والكسوة : فهو السنَّة أيضاً ، اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه كان يعدل بين أزواجه في النفقة ، كما كان يعدل في القسمة

مع تنازع الناس في القَسم ، هل كان واجباً عليه أو مستحباً له ؟

وتنازعوا في العدل في النفقة هل هو واجب ؟

أو مستحب ؟

ووجوبه أقوى وأشبه بالكتاب والسنة .

" مجموع الفتاوى " ( 32 / 269 ) .

وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم المعدَِّد من أن يظلم إحدى نسائه .

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل " .

رواه الترمذي ( 1141 ) وأبو داود ( 2133 ) والنسائي ( 3942 ) وابن ماجه ( 1969 )

وصححه الحافظ ابن حجر في " بلوغ المرام " ( 3 / 310 ) ، والألباني في " إرواء الغليل " ( 7 / 80 ) .

قال الشافعي - رحمه الله - :

ودلَّت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما عليه عوام علماء المسلمين : أن على الرجل أن يقسم لنسائه بعدد الأيام والليالي ، وأن عليه أن يعدل في ذلك لا أنه مرخص له أن يجور فيه . "

الأم " ( 5 / 158 ) .

وقال : ولم أعلم مخالفا في أن على المرء أن يقسم لنسائه فيعدل بينهن . "

الأم " ( 5 / 280 ) .

وقال البغوي - رحمه الله - :

إذا كان عند الرجل أكثر من امرأة واحدة يجب عليه التسوية بينهن في القسم إن كُنَّ حرائر ، سواء كن مسلمات أو كتابيات ... فإن ترك التسوية في فعل القَسم : عصى الله سبحانه وتعالى ، وعليه القضاء للمظلومة . "

شرح السنة " ( 9 / 150 ، 151 ) .

ثالثاً :

لا يجوز للزوج أن يأخذ راتب زوجته إلا عن طيب نفسٍ منها ، وقد أباحت لها الشريعة أن تعمل عملاً مباحاً – دون إلزام ، لأن النفقة واجبة على زوجها –

وأباحت لها التملك لهذا المال ، فإن أعطت منه زوجَها جاز ، وإن أخذه عن غير طيب نفسٍ منها كان سحتاً عليه .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

لا حرج عليك في أخذِ راتب زوجتك برضاها إذا كانت رشيدة ، وهكذا كل شيء تدفعه إليك من باب المساعدة لا حرج عليك في قبضه

إذا طابت نفسها بذلك وكانت رشيدة ؛ لقول الله عز وجل في أول سورة النساء فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا [ النساء / 4 ]

ولو كان ذلك بدون سند ، لكن إذا أعطتْك سنداً بذلك فهو أحوط إذا كنت تخشى شيئاً من أهلها وقراباتها أو تخشى رجوعها . "

فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 672 ، 673 ) .

رابعاً :

إذا علمت الزوجة أن الزوج يجب عليه أن يؤمن لها المسكن والنفقة والكسوة ، وعلمت أن العدل واجب عليه بين نسائه ، وعلمت أنه لا يحل له أن يجبرها على العمل ولا على أن تعطيه راتبها

ثم رأت من زوجها مخالفة لكل ما ذُكر أو لبعض منه : فهي بالخيار : إما أن تصبر على هذا الظلم رجاء أن يتغير زوجها وأن يُصلَح حاله ، وإما أن تطالب بحقها عن طريق المحاكم الشرعية

فإن لم يُصلَح زوجُها ، أو لم تحصِّل حقَّها من المحاكم الشرعية ، ولم تستطع الصبر على ظلم زوجها : فإن لها حق طلب الطلاق ، واستيفاء حقِّها كاملاً منه .

ومع أن المرأة كلما استطاعت الصبر على ما تجده من ظلم زوجها وأذاه ، وحافظت على بيتها ، فهو أفضل لها وأولى من الطلاق منه ؛ فإن لكل حالة من الخصوصية ما يوجب النظر في ملابساتها مجتمعة

قبل إبداء الرأي فيها ، ويمكنها ـ هنا ـ أن تستشير عقلاء أهلها وأقربائها في موضوعها

فإما أن يصلَح الحال وتمضي حياتها على خير ، وإما أن تختار لنفسها أحد الأمرين : الصبر أو الطلاق ، والتحذير من طلب الطلاق إنما هو في حال أن يكون من غير سبب شرعي .

عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة سألت زوجها الطلاق في غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة"

رواه الترمذي ( 1187 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 2226 ) وابن ماجه ( 2055 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-07-29, 19:03
حملت منذ 3 أسابيع وزوجها يهددها بالطلاق إن لم تسقط الجنين

السؤال

أنا فتاة مغربية متزوجة عندي ولدان

وسؤالي هو : أنا حامل منذ ٣ أسابيع رغم احتياطي لعدم الحمل لطلب زوجي ، وفور إعلامي لزوجي بالحمل رفض رفضا تاما هذا الحمل ، وهددني بالطلاق إن لم أقم بإجهاض هذا الطفل . أرجو منكم المساعدة وشكرا .

الجواب

الحمد لله

ذهب جمع من أهل العلم إلى جواز إسقاط النطفة قبل الأربعين يوماً

كما سبق بيانه في جواب السؤال القادم

وقيده بعضهم بوجود المصلحة أو دفع المضرة ، كما جاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء ونصه :

" 1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً .

2- إذا كان الحمل في الطور الأول ، وهي مدة الأربعين يوماً وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر جاز إسقاطه . أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقّة في تربية الأولاد

أو خوفاً من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم ، أو من أجل مستقبلهم ، أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز "

انتهى نقلاً من الفتاوى الجامعة (3/1055).

وعليه ؛ فإذا خشيت أن يطلقك زوجك في حال استمرار الحمل ، وكان الزوج جاداًّ في ذلك ، فلا حرج عليك في إسقاط الجنين في الأربعين يوماً الأولى من الحمل .

قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله : "وبما قدمناه يظهر جواز إلقاء النطفة ، ودليله وتعليله واضح .

وأما المدة التي يجوز إلقاء النطفة فيها فهي أربعون يوماً"

انتهى من "فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم" (11/135).

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-07-29, 19:07
حكم إسقاط الجنين قبل الأربعين لئلا يتوالى الحمل

السؤال

امرأة اكتشفت أنها حامل لأسبوعها الثاني أو الثالث وهي مرضعة لولد في شهره الرابع

هل يجوز لها إسقاط الحمل لما قد يترتب عنه من ضرر لها (لتوالي الحملين بأربعة أشهر) ثم لولدها في فترة الرضاع لكونها ستجبر على إيقاف الرضاع طيلة مدة الحمل .

الجواب

الحمد لله

أولا :

اختلف الفقهاء في حكم الإجهاض قبل الأربعين ، فذهب جماعة من الحنفية والشافعية وهو المذهب عند الحنابلة إلى جوازه .

قال ابن الهمام رحمه الله في "فتح القدير" (3/401):

" وهل يباح الإسقاط بعد الحبل ؟ يباح ما لم يتخلق شيء منه ، ثم في غير موضعٍ قالوا

: ولا يكون ذلك إلا بعد مائة وعشرين يوما , وهذا يقتضي أنهم أرادوا بالتخليق نفخ الروح وإلا فهو غلط ؛ لأن التخليق يتحقق بالمشاهدة قبل هذه المدة " انتهى .

وقال الرملي رحمه الله في "نهاية المحتاج" (8/443) :

" الراجح تحريمه بعد نفخ الروح مطلقا ، وجوازه قبله ".

وفي حاشية قليوبي (4/160) :

" نعم ، يجوز إلقاؤه ولو بدواء قبل نفخ الروح فيه خلافا للغزالي " .

وقال المرداوي رحمه الله في "الإنصاف" (1/386)

: " يجوز شرب دواء لإسقاط نطفة . ذكره في الوجيز ، وقدمه في الفروع . وقال ابن الجوزي في أحكام النساء : يحرم . وقال في الفروع :

وظاهر كلام ابن عقيل في الفنون : أنه يجوز إسقاطه قبل أن ينفخ فيه الروح وقال : وله وجه انتهى ".

وقال ابن رجب الحنبلي في "جامع العلوم والحكم" :

ورُوي عن رفاعة بن رافع قال : جلس إليَّ عمر وعليٌّ والزبير وسعد في نفر مِنْ أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتذاكَروا العزلَ

فقالوا : لا بأس به ، فقال رجلٌ : إنَّهم يزعمون أنَّها الموؤدةُ الصُّغرى ، فقال علي : لا تكون موؤدةً حتَّى تمرَّ على التَّارات السَّبع : تكون سُلالةً من طين ، ثمَّ تكونُ نطفةً ، ثم تكونُ علقةً ، ثم تكون مضغةً

ثم تكونُ عظاماً ، ثم تكون لحماً ، ثم تكون خلقاً آخرَ ، فقال عمرُ : صدقتَ ، أطالَ الله بقاءك . رواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف".

ثم قال ابن رجب :

" وقد صرَّح أصحابنا بأنَّه إذا صار الولدُ علقةً ، لم يجز للمرأة إسقاطُه ؛ لأنَّه ولدٌ انعقدَ ، بخلاف النُّطفة ، فإنَّها لم تنعقد بعدُ ، وقد لا تنعقدُ ولداً " انتهى .

وذهب المالكية إلى عدم الجواز مطلقا وهو قول لبعض الحنفية وبعض الشافعية وبعض الحنابلة

قال الدردير في "الشرح الكبير" (2/266) :

" لا يجوز إخراج المني المتكون في الرحم ولو قبل الأربعين يوما، وإذا نفخت فيه الروح حرم إجماعا " انتهى .

ومن الفقهاء من قَيًّد الجواز بالعذر

، وينظر : "الموسوعة الفقهية الكويتية" (2/57).

وجاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء :

"1- لا يجوز إسقاط الحمل في مختلف مراحله إلا لمبرر شرعي وفي حدود ضيقة جداً .

2- إذا كان الحمل في الطور الأول ، وهي مدة الأربعين يوماً وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر جاز إسقاطه .

أما إسقاطه في هذه المدة خشية المشقّة في تربية الأولاد ، أو خوفاً من العجز عن تكاليف معيشتهم وتعليمهم أو من أجل مستقبلهم ، أو اكتفاء بما لدى الزوجين من الأولاد فغير جائز"

انتهى نقلاً من الفتاوى الجامعة (3/1055).

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (21/450) :

"الأصل في حمل المرأة أنه لا يجوز إسقاطه في جميع مراحله إلا لمبرر شرعي ، فإن كان الحمل لا يزال نطفة وهو ما له أربعون يوماً فأقل

وكان في إسقاطه مصلحة شرعية أو دفع ضرر يتوقع حصوله على الأم - جاز إسقاطه في هذه الحالة

ولا يدخل في ذلك الخشية من المشقة في القيام بتربية الأولاد أو عدم القدرة على تكاليفهم أو تربيتهم أو الاكتفاء بعدد معين من الأولاد ونحو ذلك من المبررات الغير شرعية .

أما إن زاد الحمل عن أربعين يوماً حرم إسقاطه ، لأنه بعد الأربعين يوماً يكون علقة وهو بداية خلق الإنسان

فلا يجوز إسقاطه بعد بلوغه هذه المرحلة حتى تقرر لجنة طبية موثوقة أن في استمرار الحمل خطراً على حياة أمه ، وأنه يخشى عليها من الهلاك فيما لو استمر الحمل " انتهى .

والذي يظهر أنه لا حرج من إسقاط الحمل في الصورة المسؤول عنها إذا كان في ذلك ضرر يتوقع حصوله على الأم بتوالي الحمل ، أو ضرر حاصل على الرضيع .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-07-29, 19:16
هل يطيع أباه ويشتري له خمراً ؟

السؤال

أبى يشرب الخمر ، ويطلب منى أن أحضر له خمراً ، وأنا لا أقدر أن أقول له " لا " ؛ لأنه مصدر المال في البيت

فهل أحاسب على تلك الخمر الذي أشتريه ؟.

الجواب

الحمد لله

أوجب الله سبحانه وتعالى على الأبناء بر والديهم وطاعتهم .

قال تعالى :قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ

وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ الأنعام / 151 .

وحرَّم عليهم العقوق .

قال تعالى :وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا الإسراء / 23 .

وهذه الطاعة واجبة إلا إذا أمرا بشرك أو معصية .

لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .

والخمر محرَّمة بالكتاب والسنَّة والإجماع .

قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ المائدة / 90 ، 91 .

وقد لُعن في الخمر عشرة ومنهم المشتري لها .

وعن أنس بن مالك قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة : عاصرها ، ومعتصرها ، وشاربها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وساقيها ، وبائعها ، وآكل ثمنها ، والمشتري لها ، والمشتراة له " .

رواه الترمذي : ( 1259 ) وابن ماجه ( 3381 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " رقم ( 1041 ) .

والخلاصة : لا يحل لك شراء الخمر لوالدك ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الله ، وحتى لو سبَّب ذلك غضباً منه ودعاءً عليك ، فهو آثم على فعله ، ولا وزن له في الشرع .

عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " مَن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله ، ومَن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس "

رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1 / 115 )

وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2311 ) .

ونسأل الله تعالى أن يهدي والدك .

والله أعلم .

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عودة
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

*عبدالرحمن*
2019-07-30, 16:45
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


والده يجحد وجوب الصلاة ويسب الصحابة فما حكمه وكيف يتعامل معه ؟

السؤال

الحمد لله الذي هدانا وأنعم علينا بنعمة الإسلام ، أنا بدأت بالالتزام منذ أشهر قليلة ، وأبي يحاربني في ذلك ، أبي لا يصلي ؛ لأنه لا يعترف أن الصلاة فرض

بل ويسب بعض الصحابة ، ويتكلم عن السيدة عائشة ، ويتكلم بالسوء عن الصالحين أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية ، ويشكك في أي حديث شريف

ويتحيز كثيراً للشيعة ، ويعاملني أنا وأمي وإخوتي معاملة سيئة ، بل ويهين أمي ، ولا يدع أخي الصغير يذهب إلى المسجد بحجة المذاكرة

ويمنعني أن أتحدث إلى إخوتي في أمور الدين ، ولا يحب أن ينصحه أحد ، ولا يطيق سماع القرآن ، ولا سماع البرامج الدينية ، ويتهمها بالتضليل ، وكلما يراني أشاهد برنامجاً دينيّاً يغيِّر القناة .

فما هو حكمه في الشرع ؟

وكيف أستطيع التعامل معه ؟

مع العلم أنه أنا والحمد لله أعامله معاملة طيبة ، وأدعو له ، ولكنه يهينني ، ويقول لإخوتي إنني إرهابي ، ويشجعهم على سماع الأغاني ، وعدم مشاهدة البرامج الدينية ، وعلى عدم سماع كلامي .

أرجو الرد على سؤالي ، وجزاكم الله خيراً

الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يُعظم أجرك في مصيبتك ، ونسأله تعالى أن يهدي والدك قبل أن يأتيه أجله .

أما حكم والدك : فقد أتى بأفعال وأقوال يوجب بعضها كفره وخروجه من الملة ، فكيف بها مجتمعة ؟!

ومن ذلك : تركه للصلاة حتى لو كان كسلاً ، وجحده لفرضيتها ، وهذان أمران يكفرانه ، ويخرجانه من ملة الإسلام

أما الأول : فعلى الصحيح من أقوال أهل العلم في حال تركها كسلاً ، وأما الثاني فبالاتفاق ، ولكن لا خلاف في أن تارك الصلاة إن تركها جحوداً لفرضيتها أنه كافر خارج من ملة الإسلام .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

أجمع العلماء على أن تارك الصلاة ، الجاحد لوجوبها كافر ، وأنه يقتل كفراً ما لم يتب .

" أضواء البيان " ( 4 / 335 ) .

ووالدك لم يترك الصلاة كسلاً ، بل تركها جحوداً لفرضيتها ، وإنه لو كان تركها كسلاً لكفر : فكيف وقد تركها جحوداً لها ؟! .

وأما سبُّه لبعض الصحابة : فالظاهر أنه لا يستثني في سبه إلا بعض الصحابة ! لا أنه يسبُّ بعضهم ، والذي ظهر لنا من سؤالك أن والدك معتقد لمذهب الرافضة الخبيث

والذي يَحكم على الصحابة بالردة إلا عدداً قليلاً منهم ، وهذا موجب لكفرهم ؛ ومن لم يحكم بكفرهم من العلماء : فإنه يحكم بسجنهم حتى التوبة أو الموت .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

سب الصحابة على ثلاثة أقسام:

الأول : أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم

أو أن عامتهم فسقوا : فهذا كفر ؛ لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم والترضي عنهم ، بل من شك في كفر مثل هذا : فإن كفره متعين ؛ لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة كفار ، أو فساق .

الثاني : أن يسبهم باللعن والتقبيح ، ففي كفره قولان لأهل العلم ، وعلى القول بأنه لا يكفر : يجب أن يجلد ويحبس حتى يموت أو يرجع عما قال .

الثالث : أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم ، كالجبن والبخل : فلا يكفر

ولكن يعزر بما يردعه عن ذلك ، ذكر معنى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب " الصارم المسلول " ونقل عن أحمد في ( ص 573 )

قوله : " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص ، فمن فعل ذلك : أُدب ، فإن تاب ، وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع " .

" فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 5 / 83 ، 84 ) .

ومن لوازم الطعن في الصحابة رضي الله عنهم : الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي الإسلام ، وفي رب العباد سبحانه وتعالى .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

إن سب الصحابة رضي الله عنهم ليس جرحاً في الصحابة رضي اله عنهم فقط ، بل هو قدح في الصحابة ، وفي النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي شريعة الله ، وفي ذات الله عز وجل :

- أما كونه قدحاً في الصحابة : فواضح .

- وأما كونه قدحاً في رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحيث كان أصحابه ، وأمناؤه ، وخلفاؤه على أمته من شرار الخلق .

وفيه قدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجه آخر ، وهو تكذيبه فيما أخبر به من فضائلهم ومناقبهم .
- وأما كونه قدحاً في شريعة الله :

فلأن الواسطة بيننا وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم في نقل الشريعة : هم الصحابة ، فإذا سقطت عدالتهم : لم يبق ثقة فيما نقلوه من الشريعة .

- وأما كونه قدحاً في الله سبحانه : فحيث بعث نبيه صلى الله عليه وسلم في شرار الخلق ، واختارهم لصحبته ، وحمل شريعته ونقلها لأمت‍ه .

فانظر ماذا يترتب من الطوام الكبرى على سب الصحابة رضي الله عنهم .

ونحن نتبرأ من طريقة هؤلاء الروافض الذين يسبون الصحابة ويبغضونهم ، ونعتقد أن محبتهم فرض

وأن الكف عن مساوئهم فرض ، وقلوبنا - ولله الحمد - مملوءة من محبتهم ؛ لما كانوا عليه من الإيمان ، والتقوى ، ونشر العلم ، ونصرة النبي صلى الله عليه وسلم .

ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول ، أو عمل .

مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين - ( 8 / 616 ) .

ولذا فلا عجب أن يحكم علماء الإسلام بالزندقة على كل من ينتقص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

قال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله - :

قال إمام عصره أبو زرعة الرازي - من أجلِّ شيوخ مسلم - : إذا رأيتَ الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله : فاعلم أنه زنديق ؛ وذلك أن الرسول حق

والقرآن حق ، وما جاء به حق ، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة ، فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب والسنة ، فيكون الجرح به ألصق ، والحكم عليه بالزندقة والضلالة والكذب والفساد هو الأقوم الأحق .

" الصواعق المحرقة " ( 2 / 608 ) .

وكذلك يقال في قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنه كفر وردة .

وانظر تفصيل ذلك في جواب السؤال القادم

ومن لم يسلم منه صحابة النبي صلى الله عليه فلن يسلم منه أئمة الهدى من بعدهم كالتابعين ومن تبعهم كشيخ الإسلام ابن تيمية

وبسبهم على الصحابة وطعنهم في دينهم فإنهم يحكمون على أنفسهم أنهم على دينٍ غير ديننا .

ثانياً :

أما عن كيفية التعامل مع والدك :

فلا بدَّ لك من سلوك طرق شتى في بيان الحق له ، والسعي الحثيث في هدايته ، ولا تيأس ولا تمل من هذا

فهو باعتقاده وأقواله وأفعاله قد خرج من الإسلام خروجاً كليّاً ، وعليك تدارك الأمر بما تراه نافعاً له ، ونوجهك إلى أمورٍ ، منها :

1. وجوب التبرؤ من اعتقاده وأقواله وأفعاله .

2. التلطف في إيصال الحق له .

3. تنويع طريق الدعوة وبيان الحق

فالمناظرات التي جرت بين أهل السنة وبين الرافضة كانت قاصمة ظهر لهم

فيمكنك الاستعانة بها ، لتقنعه برؤيتها وسماعها ، وكذا يوجد من الأشرطة السمعية والكتب ما يكفي لدعوة هؤلاء المنتقصين من الصحابة ، وما يُرد به على شبهاتهم .

4. السعي نحو عدم تأثير والدك على أمك وأشقائك ، حتى لا تتوسع دائرة الكفر والردة .

5. الدفاع عن نفسك بأخلاقك وسلوكك الحسن معه ومع أهل بيتك .

6. عدم اليأس من هدايته ، والاستمرار في دعوته ، عن طريقك مباشرة ، وعن طريق غيرك ممن يعرفهم ويثق بهم من أهل السنَّة .

7. مداومة الدعاء له ، واختيار الأوقات الفاضلة كثلث الليل الآخر ، والأحوال الفاضلة كالسجود في الصلاة .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

كيف نعامل الرجل الذي يسب الأصحاب الثلاثة ؟ .

فأجابوا :

صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة ، وقد أثنى الله عليهم في كتابه

قال الله تعالى : ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

وقال تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) ، إلى غير هذا من الآيات التي أثنى الله فيها على الصحابة

ووعدهم بدخول الجنة ، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي من هؤلاء السابقين ، وممن بايع تحت الشجرة فقد بايع النبي صلى الله عليه وسلم نفسه لعثمان ، فكانت شهادة له

وثقة منه به ، وكانت أقوى من بيعة غيره للنبي صلى الله عليه وسلم ، في أحاديث كثيرة إجمالاً وتفصيلاً

وخاصة أبا بكر وعثمان وعليًّا ، وبشَّر هؤلاء بالجنة في جماعة آخرين من الصحابة ، وحذَّر من سبهم فقال : ( لا تسبُّوا أصحابي

فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبًا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه ) رواه مسلم في صحيحه من طريق أبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، - ورواه البخاري من حديث أبي هريرة - .

فمن سبَّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو شتمهم

وخاصة الثلاثة : أبا بكر وعمر وعثمان المسؤول عنهم : فقد خالف كتاب الله وسنة رسوله وعارضهما بمذمته إياهم ، وكان محروماً من المغفرة التي وعدها الله مَن تابعهم واستغفر لهم

ودعا الله ألا يجعل في قلبه غلا على المؤمنين .

ومِن أجل ذمّه لهؤلاء الثلاثة وأمثالهم : يجب نصحه ، وتنبيهه لفضلهم ، وتعريفه بدرجاتهم وما لهم من قَدم صدق في الإسلام ، فإن تاب : فهو من إخواننا في الدين ، وإن تمادى في سبهم : وجب الأخذ على يده

مع مراعاة السياسة الشرعية في الإنكار بقدر الإمكان ، ومن عجز عن الإنكار بلسانه ويده : فبقلبه ، وهذا هو أضعف الإيمان ، كما ثبت في الحديث الصحيح .

" فتاوى إسلامية " ( 1 / 12 ) .

ونسأل الله أن يوفقك في مسعاك ، وأن يثبتك على الحق ، وأن يهدي والدك .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-07-30, 16:49
حكم من قذف عائشة رضي الله عنها

السؤال

ما حكم من قذف عائشة رضي الله عنها ؟

الجواب

الحمد لله

إن عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين داخلات في عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكل نص نهى عن سب الأصحاب فعائشة داخلة فيه ومن ذلك :

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نصيفه . " رواه البخاري : فتح رقم 3379.

ثم إن علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة بما برأها الله منه فهو كافر مكذب لما ذكره الله من براءتها في سورة النور .

وقد ساق الإمام ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول: من سب أبا بكر وعمر جلد ومن سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟

قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها : ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين ) .

قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ومن خالف القرآن قتل .

قال ابن حزم : قول مالك ههنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها .

قال أبو بكر ابن العربي : ( لأن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ومن كذب الله فهو كافر فهذا طريق مالك وهي سبيل لائحة لأهل البصائر ) .

قال القاضي أبو يعلى : ( من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم ) .

وقال ابن أبي موسى: (ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة ) .

وقال ابن قدامة

: ( ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ،

أفضلهن خديجة بنت خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم ) .

وقال الإمام النووي رحمه الله:

( براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافرا مرتدا بإجماع المسلمين).

وقال ابن القيم رحمه الله :

(واتفقت الأمة على كفر قاذفها ) .

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ( أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر لأنه معاند للقرآن ) .

وقال بدر الدين الزركشي : ( من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها ) .

وقد بنى العلماء كلامهم في حكم من قذف عائشة على عدد من الأدلة ومنها :

1- الاستدلال بما جاء في سورة النور من التصريح ببراءتها فمن اتهمها بذلك بعدما برأها الله فإنما هو مكذب لله عز وجل وتكذيب الله كفر لا شك فيه .

2- أن في الطعن في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء له صلى الله عليه وسلم و

لا شك أن إيذاءه صلى الله عليه وسلم كفر إجماعا ومما يدل على تأذي النبي بقذف زوجه ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث الإفك عن عائشة قالت : " ..

فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ مَنْ يَعْذِرُنِي مِنْ رَجُلٍ قَدْ بَلَغَنِي عَنْهُ أَذَاهُ فِي أَهْلِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ عَلَى أَهْلِي إِلا خَيْرًا …" الحديث .

فقوله صلى الله عليه وسلم "من يعذرني" أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من أذاه في أهل بيتي . فثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم تأذّى بذلك تأذيا استعذر منه .

قال الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله تعالى: ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا ) : يعني في عائشة .. لما في ذلك من أذية رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرضه وأهله ، وذلك كفر من فاعله ) .

3- كما أن الطعن في عائشة يستلزم الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم لأنّ الله سبحانه قد قال : ( الخبيثات للخبيثين )

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهي طيّبة ، لأنه أطيب من كل طيب من البشر ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعا ولا قدرا .

ثم ليعلم ختاما أن أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة بنت الصديق كما صح عن عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ قَالَ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ

قَالَ فَأَتَيْتُهُ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ عَائِشَةُ قَالَ قُلْتُ فَمِنْ الرِّجَالِ قَالَ أَبُوهَا إِذًا قَالَ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ عُمَرُ قَالَ فَعَدَّ رِجَالًا .

فمن أبغض حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حريّ أن يكون بغيضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والله أعلم .

المصدر: ( انظر عقيدة أهل السنّة والجماعة في الصحابة الكرام ناصر الشيخ 2/871

اعتقاد أهل السنة في الصحابة : محمد الوهيبي ص: 58

*عبدالرحمن*
2019-07-30, 16:57
نصائح ، وتوجيهات لمعدِّد يشتكي حال زوجتيه

السؤال

سؤالي يا شيخ هو في كيفية التعامل مع الزوجات :

حيث أني متزوج بزوجتين : الأولى عندي منها ثلاثة أطفال ، وهي الآن حامل ، والثانية متزوج منها قبل ما يقارب السبعة أشهر تقريباً

السؤال هو : في يوم - يا شيخ - قالت لي الثانية : إن زوجتك الأولى تقول لي - يعني كنصيحة أخوية فيما تزعم – " إنكِ سوف تندمين لزواجك من " ... " - أنا يعني - ، وأنا صابرة عليه منذ زمن ؛ وذلك لأجل أولادي "

وقالت الثانية : " إن هناك كلام كثير قالته لي عنك ، ولكني أسكتها " ، وقلت لها : هل تعلمين أن هذا يعد غيبة ؟

ونصحتها وخوفتها بالله . ما العمل في مثل هذه المواقف ؟

علماً بأني لم أقصر مع أي منهما ، وأحب أن يكونا أختين ، وأتعامل معهما على هذا الأساس ، وأحاول قدر المستطاع أن أستر على أي كلام يصدر منهما على أي واحدة منهما

وأحاول قدر المستطاع أن أعدل بينهما في المصروف الشخصي ، والمبيت ، وأي شيء يتعلق بالحياة الزوجية معهما ، وأحب أن نذهب ونجيء مع بعضنا البعض كأسرة واحدة .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

ما يحدث مع الزوج المعدد في بيوت الزوجية بين نسائه أمرٌ طبيعي

وقد جبل الله النساء على الغيرة من الضرائر ، ولم يسلم من هذا حتى النساء العظيمات ، وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، ولنذكر في ذلك قصتين من قصصهنَّ – رضي الله عنهن - :

1. عَنْ أَنَسِ بن مالك قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ فَضَرَبَتْ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الْخَادِمِ فَسَقَطَتْ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ

فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ :

( غَارَتْ أُمُّكُمْ ) ثُمَّ حَبَسَ الْخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا وَأَمْسَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ . رواه البخاري ( 4927 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وقالوا - أي : جميع من شرح الحديث -: فيه إشارة إلى عدم مؤاخذة الغيراء بما يصدر منها

لأنها في تلك الحالة يكون عقلها محجوباً بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة ، وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً ( أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه ) .

" فتح الباري " ( 9 / 325 ) .

2. عَنْ أَنَسِ بن مالك قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعُ نِسْوَةٍ فَكَانَ إِذَا قَسَمَ بَيْنَهُنَّ لَا يَنْتَهِي إِلَى الْمَرْأَةِ الْأُولَى إِلَّا فِي تِسْعٍ فَكُنَّ يَجْتَمِعْنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي بَيْتِ الَّتِي يَأْتِيهَا فَكَانَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ فَجَاءَتْ زَيْنَبُ فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا

فَقَالَتْ : " هَذِهِ زَيْنَبُ " ! فَكَفَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فَتَقَاوَلَتَا حَتَّى اسْتَخَبَتَا ، وَأُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ عَلَى ذَلِكَ فَسَمِعَ أَصْوَاتَهُمَا

فَقَالَ : " اخْرُجْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلَى الصَّلَاةِ وَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ " ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : الْآنَ يَقْضِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ فَيَجِيءُ أَبُو بَكْرٍ فَيَفْعَلُ بِي وَيَفْعَلُ

فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ أَتَاهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ لَهَا قَوْلًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : " أَتَصْنَعِينَ هَذَا ؟ " . رواه مسلم ( 1462 ) .

( اسْتَخَبَتا ) : من السَّخَب ، وهو اختلاط الأصوات ، وارتفاعها

قال النووي - رحمه الله - :

وأما مدُّ يده إلى زينب ، وقول عائشة " هذه زينب " فقيل : إنه لم يكن عمداً ، بل ظنها عائشة صاحبة النوبة ؛ لأنه كان في الليل ، وليس في البيوت مصابيح ، وقيل : كان مثل هذا برضاهن … .

وفي هذا الحديث : ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حُسن الخلق، وملاطفة الجميع.

" شرح مسلم " ( 10 / 47 ، 48 ) .

فهذه بعض أحوال الضرائر ، وهؤلاء هن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، والزوج هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن أراد التعدد فليكن على باله أنه سيحصل بين نسائه من الغيرة والتنافس الشيء الكثير

وليكن قدوته في معالجة تلك المواقف : نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإلا فلن تستقيم حياته معهن .

فيحتاج الأمر – أخي السائل – إلى حكمة ، وصبر ، وتقدير لحال الضرائر

وما جبلهن الله تعالى عليه من الغيرة .

وقد نقل الإمام الذهبي رحمه الله عن المغيرة بن شعبة قوله : " صاحب الواحدة : إن مرضت مرض ، وإن حاضت حاض ، وصاحب المرأتين بين نارين تشعلان " .

" سير أعلام النبلاء " ( 3 / 31 ) .

ثانياً:

مما هو متوقع أن يصدر من النساء : التقرب إلى الزوج بطعن إحداهن بالأخرى ، وبتأليب الزوج عليها ، ومما هو متوقع منهن : كذب إحداهن على الأخرى ؛ لتظهر أن زوجها يحبها أكثر ، أو يسعد في ليلتها أكثر من الأخرى .

عَنْ أَسْمَاءَ أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ضَرَّةً ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ ) . رواه البخاري ( 4921 ) ومسلم ( 2130 ) .

وبوَّب البخاري على الحديث بقوله : " المتشبِّع بما لم ينل ، وما يُنهى من افتخار الضَّرَّة " .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

قوله ( المتشبِّع ) أي : المتزين بما ليس عنده ، يتكثر بذلك ، ويتزين بالباطل ، كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة ، فتدَّعي من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده ؛ تريد بذلك غيظ ضرتها ...
.
وأما حكم التثنية في قوله ( ثوبي زور ) : فللإشارة إلى أن كذب المتحلِّي مثنَّى ؛ لأنه كذب على نفسه بما لم يأخذ ، وعلى غيره بما لم يُعطَ ، وكذلك شاهد الزور ، يظلم نفسه ، ويظلم المشهود عليه ...

وأراد بذلك : تنفير المرأة عمَّا ذكرت ؛ خوفاً من الفساد بين زوجها وضرتها ، ويورث بينهما البغضاء ، فيصير كالسحر الذي يفرِّق بين المرء وزوجه .

" فتح الباري " ( 9 / 317 ، 318 ) .

ثالثاً:

ما تنشده – أخي السائل – من رغبتك في الجمع بين زوجتيك ، وجعلهما بمثابة الأختين : أمر طيب

وهي لعلها رغبة كل من يتزوج أكثر من واحدة ، لكنَّ واقع الضرائر يفرض عليك التعامل معهن على أن بينهما من الغيرة والتنافس عليك ما يجعلك تعالج الأمر وفق هذا الواقع.

ويمكننا نصحك بنصائح نافعة لعلها تساهم في حل مشكلاتك الزوجية ، ومن ذلك :

1. لا تصغي لكلام واحدة منهن في الأخرى ، واقطع أصل هذا بعدم السماح أصلاً بأن تنقل لك إحداهما ما جرى بينها وبين ضرتها .

2. إذا حصل بين الزوجتين مشكلة : فالنصيحة لك أن تجمع بينهما في مجلس واحد ، وتسمع من الطرفين ، وتدلي كل واحدة بحجتها ، ومن شأن هذا أن يخفف كثيراً من الكذب ، والافتراء ، والمبالغة

في حديث كل واحدة عن الأخرى .

3. لا تظهر لواحدة من الزوجتين سوء الأخرى ، ولا تنقل لها ما يجري بينك وبين ضرتها ، لا كلام خير ؛ لئلا تحسدها ، وتغار منها ، ولا كلام شرٍّ وسوء ؛ لئلا تشمت بها .

4. احرص على العدل بين الزوجتين في كل ما تستطيع ، ولا تقصِّر في هذا الباب ، حتى فيما لا تراه واجباً عليك .
قال جابر بن زيد : " كانت لي امرأتان ، فكنت أعدل بينهما حتى في القُبَل " .

وقال مجاهد :

" كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء حتى في الطيب : يتطيب لهذه كما يتطيب لهذه " .

وقال محمد بن سيرين : " إنه يكره للزوج أن يتوضأ في بيت إحدى زوجتيه دون الأخرى " .

واعلم أن من شأن هذا العدل التام أن يقطع كثيراً من المشكلات بين الضرائر .

5. لا بأس باستعمال الشدَّة في بعض الأمور التي ترى أنه من المناسب وضع حدٍّ لها ، فنحن نعترف أن الكمال هو في الرفق ، واللين

ولكن قد لا يصادف هذا الرفق واللين من يقدِّره ، ومن يؤثر فيه إيجاباً ، لذا يجوز للزوج أن يستعمل الشدة – أحياناً – مع نسائه إذا رأى أن ذلك يصلحهن

وكما أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل الرفق واللين في تعامله مع نسائه : فقد استعمل الشدة أحياناً ، كما صحَّ عنه أنه هجر نساءه شهراً كاملاً خارج بيوتهن ، ولا شك أن هذا كان شديداً عليهنَّ ، وهذه هي " الحكمة "

فليست الحكمة هي اللين والرفق مطلقاً ، بل وضع الشيء في مكانه المناسب ، وهي استعمال الدواء النافع لكل موقف بما يناسبه ، شدةً ، أو ليناً .

6. من الضروري أن تتعاهد نساءك بالوعظ ، والتوجيه ، والنصح بترك التنافس على الدنيا وزينتها ، وما يحدث منهن من أجل ذلك من الكذب

والغيبة ، والنميمة ، وإفساد ذات البيْن ، فكن على علم بهذا وإدراك ، ولا تقصِّر في هذا الباب ، وسترى أثر ذلك إن شاء الله سعادة وهناءة في حياتك الزوجية معهما .

ونسأل الله تعالى أن يوفقكم لما فيه رضاه ، وأن يتولاك بعنايته ، ورعايته .

والله الموفق

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-07-30, 17:01
ف يتصرف مع والده المختل عقليّاً ؟

السؤال

والد صديقي مصاب بمرض انفصام مزمن ، قام بإحضاره لمنزله للعناية به ، يقوم بالدخول للحمام حافياً ، ويجلب معه النجاسة للمنزل ، برغم بطء حركته بسبب أدوية المرض : يقوم بملاحقة أبناء ابنه بسبب لعبهم ، وخروج أصواتهم

أو بسبب المشي لغرض ما من أمامه ، يتصور الحركات أنها ضده ، يقوم بحلاقة وجهه بشكل مزري من حيث شكل الحلاقة ، يقوم أحياناً بترك الحمام داخل المنزل ويخرج يقضي حاجته أمام الناس

وغيرها من التصرفات ، يعاني من المرض منذ أكثر من 30 عاماً ، أدخل مستشفى الأمراض العقلية عدة مرات ، والحال كما أسلفنا ، أمام هذه التصرفات وغيرها

: يقوم ابنه أحيانا بالصراخ عليه لردعه عن هذه التصرفات بعد فشل رجائه بالحسنى ، وأحياناً لفقد الابن أعصابه وهو يرى أبناءه الصغار مرعوبين من جدهم

ولولا إظهار الغضب من تصرفاته هذه : فإنه يزداد فيها ، لم يجد في الكتب الدينية عن كيفية التعامل مع الوالدين المبتلين بهذا المرض ، أفيدونا بارك الله بكم ، فالابن يعيش في صراع

وفي حيرة شديدة ، خوفاً من الله جل وعلا ، إن كانت هذه التصرفات مرفوضة شرعيّاً ، علماً بأنه لا يوجد له أخ كبير ، أو والد لطلب تدخله لردعه ، ليتجنب الابن مواجهته بهذه الطريقة .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

الذي يظهر من تصرفات والد صديقك :أنه قد سقطت عنه التكاليف الشرعية العملية ، وأما الواجبات المالية : فإنها باقية لا تسقط عنه .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :

عن فاقد الذاكرة ، والمغمى عليه ، هل تلزمهما التكاليف الشرعية ؟ .

فأجاب :

إن الله سبحانه وتعالى أوجب على الإنسان العبادات إذا كان أهلاً للوجوب ، بأن يكون ذا عقل يدرك به الأشياء ، وأما من لا عقل له : فإنه لا تلزمه الشرائع ، ولهذا لا تلزم المجنون

ولا تلزم الصغير الذي لم يميِّز، بل ولا الذي لم يبلغ أيضاً ، وهذا من رحمة الله تعالى

ومثله أيضاً : المعتوه الذي أصيب بعقله على وجه لم يبلغ حدَّ الجنون ، ومثله : الكبير الذي بلغ فقدان الذاكرة

فإنه لا يجب عليه صلاة ، ولا صوم ؛ لأنه فاقد الذاكرة ، وهو بمنزلة الصبي الذي لا يميز ، فتسقط عنه التكاليف ، فلا يلزم بها .

وأما الواجبات المالية : فإنها تجب في ماله ، ولو كان فاقد الذاكرة .

" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 12 / جواب السؤال رقم 4 ) ، ( 19 / جواب السؤال رقم 40 ) .

ثانياً:

وأما بخصوص ما يفعله : فإنه يجب على أهل بيته منعه من الإفساد ، والإتلاف ، وكل ما يضر أو يؤذي من الأفعال ، والأقوال ، وليُسلك في ذلك أفضل السبل لمنعه وكفه عن أفعاله المضرة

والمؤذية ، ولو كان ذلك بالصراخ عليه

لأنه والحالة كما وُصف ليس عاقلاً حتى يكون هذا من العقوق له ، فهو لا يُدرك ما يفعل ، ولا ما يُفعل معه ، وبما أن صراخ ولده عليه نافع في كف أذاه : فلا بأس في فعله

إن شاء الله ، ولوددنا أن لو كان ذلك بغير هذه الطريقة ، فليحرص ابنه على التلطف مع والده في ابتداء الأمر ، فإن عجز : فلا بأس من استعمال الشدة والغلظة ، دون إيقاع ضرر عليه .

وإن كان من الخير له الذهاب به لمستشفى متخصص يقوم على رعايته والعناية به : فلا ينبغي التقصير في هذا الجانب ، وهو خير من بقائه في بيت ابنه ، يؤذي نفسه ، ويؤذي أحفاده ، والناس عموماً .

وليحرص ذلك الابن ومن يعقل من أهله على الدعاء له ، وليحرصوا على علاجه بالرقية الشرعية ، فقد ييسر الله تعالى له الشفاء من دائه ذاك بسبب ذلك الدعاء ، وتلك الرقية .

وعليكم بمراقبة تصرفاته خشية تنجيسه الفراش أو الثياب ، وإذا فعل ذلك : فعليكم المبادرة بغسله وتنظيفه ، ولا تؤخروا ذلك ؛ خشية نسيان موضع النجاسة ، وعليكم بالتلطف معه

لأنه لا يدري ما يفعل ، وقد رُفع عنه القلم .

ونسأل الله تعالى أن يشفيه ، ويعافيه ، وأن يكتب أجر بره لابنه ، ومن يعتني به من أهله .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-07-30, 17:14
المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الجاهلية

السؤال

يتهم الغرب الإسلام بأنه يظلم المرأة ، فما هي مكانة المرأة في الإسلام ؟.

الجواب

الحمد لله

بلغت المرأة في الإسلام مكانة عالية , لم تبلغها ملة ماضية , ولم تدركها أمة تالية ,

إذ إن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء , فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في الدار الآخرة سواء ,

قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم ) سورة الإسراء /70 ,

وقال عز من قائل : ( للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون ) سورة النساء/7,

وقال جل ثناؤه ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228,

وقال سبحانه : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة /71 ,

وقال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً -

واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23 ,24 .

وقال تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أنّي لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى ) سورة آل عمران / 195,

وقال جل ثناؤه : ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) سورة النحل /97 ,

وقال عز من قائل : ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً ) سورة النساء/124 .

وهذا التكريم الذي حظيت به المرأة في الإسلام لا يوجد له مثيل في أي ديانة أو ملة أو قانون فقد أقرت الحضارة الرومانية أن تكون المرأة رقيقاً تابعاً للرجل , ولا حقوق لها على الإطلاق

, واجتمع في روما مجمع كبير وبحث في شؤون المرأة فقرر أنها كائن لا نفْس له , وأنها لهذا لن ترث الحياة الأخروية , وأنها رجس .

وكانت المرأة في أثينا تعد من سقط المتاع , فكانت تباع وتشترى , وكانت تعد رجساً من عمل الشيطان .

وقررت شرائع الهند القديمة : أن الوباء والموت والجحيم وسم الأفاعي والنار خير من المرأة ,

وكان حقها في الحياة ينتهي بانتهاء أجل زوجها - الذي هو سيدها - فإذا رأت جثمانه يحرق ألقت بنفسها في نيرانه , وإلا حاقت عليها اللعنة .

أما المرأة في اليهودية فقد جاء الحكم عليها في العهد القديم ما يلي : ( درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلاً , ولأعرف الشر أنه جهالة , والحماقة أنها جنون ؛ فوجدت أمرّاً من الموت : المرأة التي هي شباك ,

وقلبها شراك , ويدها قيود ) سفر الجامعة , الإصحاح 7 : 25 , 26 , ومن المعلوم أن العهد القديم يقدسه ويؤمن به اليهود والنصارى .

تلك هي المرأة في العصور القديمة , أما حالها في العصور الوسطى والحديثة فتوضحها الوقائع التالية :

شرح الكاتب الدانمركي wieth kordsten اتجاه الكنيسة الكالوثوليكية نحو المرأة

بقوله : ( خلال العصور الوسطى كانت العناية بالمرأة الأوربية محدوداً جداً تبعاً لاتجاه المذهب الكاثوليكي الذي كان يعد المرأة مخلوقاً في المرتبة الثانية ) , وفي فرنسا عقد اجتماع عام 586 م

يبحث شأن المرأة وما إذا كانت تعد إنساناً أو لا تعد إنساناً ؟ وبعد النقاش : قرر المجتمعون أن المرأة إنسان , ولكنها مخلوقة لخدمة الرجل .

وقد نصت المادة السابعة عشرة بعد المائتين من القانون الفرنسي على ما يلي : ( المرأة المتزوجة - حتى لو كان زواجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها - لا يجوز لها أن تهب ,

ولا أن تنقل ملكيتها ولا أن ترهن , ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته عليه موافقة كتابية ) .

وفي إنجلترا حرّم هنري الثامن على المرأة الإنجليزية قراءة الكتاب المقدس وظلت النساء حتى عام 1850 م غير معدودات من المواطنين ,

وظللن حتى عام 1882 م ليس لهن حقوق شخصية , سلسلة مقارنة الأديان ,

تأليف د . أحمد شلبي , ج3 , ص: 210 - 213 .

أما المرأة المعاصرة في أوروبا وأمريكا وغيرها من البلاد الصناعية فهي مخلوق مبتذل مستهلك في الأغراض التجارية , إذ هي جزء من الحملات الإعلانية الدعائية ,

بل وصل بها الحال إلى أن تجرد ملابسها لتعرض عليها السلع في واجهات الحملات التجارية وأبيح جسدها و عرضها بموجب أنظمة قررها الرجال لتكون مجرد متعة لهم في كل مكان.

وهي محل العناية ما دامت قادرة على العطاء والبذل من يدها أو فكرها أو جسدها , فإذا كبرت وفقدت مقومات العطاء تخلى عنها المجتمع بأفراده ومؤسساته , وعاشت وحيدة في بيتها أو في المصحات النفسية .

قارن هذا - ولا سواء - بما جاء في القرآن الكريم من قوله تعالى : ( المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) سورة التوبة/71 , وقوله جل ثناؤه : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) سورة البقرة / 228 .

وقوله عز وجل : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إمَّا يبلُغنَّ عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً -

واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رًّب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) سورة الإسراء / 23, 24 .

وحينما كرمها ربها هذا التكريم أوضح للبشرية قاطبة بأنه خلقها لتكون أماً وزوجة وبنتاً وأختاً , وشرع لذلك شرائع خاصة تخص المرأة دون الرجل .

المصدر: من كتاب الإسلام أصوله ومبادؤه

تأليف : د محمد بن عبد الله بن صالح السحيم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-07-31, 14:52
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تسأل عن حقوق المرأة في الإسلام

السؤال

ما هي حقوق المرأة في الإسلام ؟

وكيف تغيرت منذ العصر الذهبي للإسلام ( من القرن الثامن إلى الثاني عشر) إن طرأ عليها تغييرات ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

لقد كرم الإسلام المرأة تكريما عظيما

كرمها باعتبارها ( أُمّاً ) يجب برها وطاعتها والإحسان إليها

وجعل رضاها من رضا الله تعالى

وأخبر أن الجنة عند قدميها

أي أن أقرب طريق إلى الجنة يكون عن طريقها

وحرم عقوقها وإغضابها ولو بمجرد التأفف

وجعل حقها أعظم من حق الوالد

وأكد العناية بها في حال كبرها وضعفها

وكل ذلك في نصوص عديدة من القرآن والسنة .

ومن ذلك : قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ) الأحقاف/15

وقوله : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا

وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23، 24 .

وروى ابن ماجه (2781) عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جَاهِمَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَال َ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ

: قَالَ : وَيْحَكَ أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : ارْجِعْ فَبَرَّهَا . ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ الْجَانِبِ الآخَرِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ ، قَالَ : وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟

قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَارْجِعْ إِلَيْهَا فَبَرَّهَا . ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنْ أَمَامِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَرَدْتُ الْجِهَادَ مَعَكَ أَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ

قَالَ : وَيْحَكَ ! أَحَيَّةٌ أُمُّكَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : وَيْحَكَ الْزَمْ رِجْلَهَا فَثَمَّ الْجَنَّةُ ) صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة . وهو عند النسائي (3104) بلفظ : ( فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا ) .

وروى البخاري (5971) ومسلم (2548) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :

( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي ؟ قَالَ : أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ . قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أُمُّكَ .قَالَ : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : ثُمَّ أَبُوكَ ) .

إلى غير ذلك من النصوص التي لا يتسع المقام لذكرها .

وقد جعل الإسلام من حق الأم على ولدها أن ينفق عليها إذا احتاجت إلى النفقة

ما دام قادرا مستطيعا ، ولهذا لم يعرف عن أهل الإسلام طيلة قرون عديدة أن المرأة تُترك في دور العجزة ، أو يخرجها ابنها من البيت ، أو يمتنع أبناؤها من النفقة عليها ، أو تحتاج مع وجودهم إلى العمل لتأكل وتشرب .

وكرم الإسلام المرأة زوجةً ، فأوصى بها الأزواج خيرا ، وأمر بالإحسان في عشرتها ، وأخبر أن لها من الحق مثل ما للزوج إلا أنه يزيد عليها درجة

لمسئوليته في الإنفاق والقيام على شئون الأسرة ، وبين أن خير المسلمين أفضلُهم تعاملا مع زوجته

وحرم أخذ مالها بغير رضاها

ومن ذلك قوله تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19

وقوله : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/228 .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي )

رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وكرمها بنتا ، فحث على تربيتها وتعليمها ، وجعل لتربية البنات أجرا عظيماً

ومن ذلك : قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ) رواه مسلم (2631) .

وروى ابن ماجه (3669) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلاثُ بَنَاتٍ ، فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ وَسَقَاهُنَّ وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

وقوله : (من جِدَته) أي من غناه .

وكرم الإسلام المرأة أختا وعمة وخالة ، فأمر بصلة الرحم ، وحث على ذلك ، وحرم قطيعتها في نصوص كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلامَ

وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ) رواه ابن ماجه (3251) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .

وروى البخاري (5988) عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : قال اللَّهُ تعالى – عن الرحم- : ( مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ ) .

وقد تجتمع هذه الأوجه في المرأة الواحدة ، فتكون زوجة وبنتا وأما وأختا وعمة وخالة ، فينالها التكريم من هذه الأوجه مجتمعة .

وبالجملة ؛ فالإسلام رفع من شأن المرأة ، وسوى بينها وبين الرجل في أكثر الأحكام ، فهي مأمورة مثله بالإيمان والطاعة ، ومساوية له في جزاء الآخرة

ولها حق التعبير ، تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله ، ولها حق التملك ، تبيع وتشتري ، وترث ، وتتصدق وتهب ، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها

ولها حق الحياة الكريمة ، لا يُعتدى عليها ، ولا تُظلم . ولها حق التعليم ، بل يجب أن تتعلم ما تحتاجه في دينها .

ومن قارن بين حقوق المرأة في الإسلام وما كانت عليه في الجاهلية أو في الحضارات الأخرى علم حقيقة ما قلناه ، بل نجزم بأن المرأة لم تكرم تكريما أعظم مما كرمت به في الإسلام .

ولا داعي لأن نذكر حال المرأة في مجمتع الإغريق أو الفرس أو اليهود ، لكن حتى المجتمعات النصرانية كان لها موقف سيء مع المرأة

فقد اجتمع اللاهوتيون في "مجمع ماكون" ليبحثوا : هل المرأة جسد بحت أم جسد ذو روح ؟

! وغلب على آرائهم أنها خِلْو من الروح الناجية ، ولا يستثنى من ذلك إلا مريم عليها السلام .

وعقد الفرنسيون مؤتمرا سنة 586م للبحث في شأن المرأة : هل لها روح أم لا ؟

وإذا كانت لها روح هي روح حيوانية أم روح إنسانية ؟ وأخيرا قرروا أنها إنسان ! ولكنها خلقت لخدمة الرجل فحسب .

وأصدر البرلمان الإنجليزي قرارا في عصر هنري الثامن يحظر على المرأة أن تقرأ "العهد الجديد" لأنها تعتبر نجسة .

والقانون الإنجليزي حتى عام 1805 م كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته ، وقد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات .

وفي العصر الحديث أصبحت المرأة تطرد من المنزل بعد سن الثامنة عشرة لكي تبدأ في العمل لنيل لقمة العيش ، وإذا ما رغبت في البقاء في المنزل فإنها تدفع لوالديها إيجار غرفتها وثمن طعامها وغسيل ملابسها !

ينظر : "عودة الحجاب" (2/47- 56) .

فكيف يقارن هذا بالإسلام الذي أمر ببرها والإحسان إليها وإكرامها ، والإنفاق عليها ؟!

ثانياً :

وأما تغير هذه الحقوق عبر العصور ، فلا تغير فيها من حيث المبدأ والتأصيل النظري ، وأما من حيث التطبيق فالذي لا شك فيه أن العصر الذهبي للإسلام كان المسلمون فيه أكثر تطبيقا لشريعة ربهم

ومن أحكام هذه الشريعة : بر الأم والإحسان إلى الزوجة والبنت والأخت والنساء بصفة عامة . وكلما ضعف التدين كلما حدث الخلل في أداء هذه الحقوق ، لكن لا تزال طائفة إلى يوم القيامة تتمسك يدينها

وتطبق شريعة ربها ، وهؤلاء هم أولى الناس بتكريم المرأة وإيصال حقوقها إليها .

ورغم ضعف التدين عند كثير من المسلمين اليوم إلا أن المرأة تبقى لها مكانتها ومنزلتها ، أمّاً وبنتا وزوجة وأختا ، مع التسليم بوجود التقصير أو الظلم أو التهاون في حقوق المرأة عند بعض الناس ، وكل مسئول عن نفسه .

*عبدالرحمن*
2019-07-31, 14:55
إجبار الزوج زوجته على الجماع

السؤال

هل يجوز للرجل أن يُجبر زوجته أو أمته على الجماع إذا رفضت ؟.

الجواب

الحمد لله

ليس للمرأة أن تمنع نفسها من زوجها ، بل يجب عليها أن تلبي طلبه كلما دعاها ما لم يضرها أو يشغلها عن واجب .

روى البخاري (3237) ومسلم (1436)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح ) .

فإن امتنعت من غير عذر كانت عاصية ناشزا ، تسقط نفقتها وكسوتها .

وعلى الزوج أن يعظها ويخوفها من عقاب الله ، ويهجرها في المضجع

وله أن يضربها ضرباً غير مُبَرِّح، قال الله تعالى : ( وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عما يجب على الزوج إذا منعته من نفسها إذا طلبها ؟

فأجاب : ( لا يحل لها النشوز عنه ، ولا تمنع نفسها منه ، بل إذا امتنعت منه وأصرت على ذلك فله أن يضربها ضربا غير مبرح ، ولا تستحق نفقة ولا قسما )

مجموع الفتاوى 32/279 .

وسئل عن رجل له زوجة وهي ناشز تمنعه نفسها فهل تسقط نفقتها وكسوتها وما يجب عليها ؟

فأجاب : ( تسقط نفقتها وكسوتها إذا لم تمكنه من نفسها ، وله أن يضربها إذا أصرت على النشوز . ولا يحل لها أن تمتنع من ذلك إذا طالبها به

بل هي عاصية لله ورسوله ، وفي الصحيح : " إذا طلب الرجل المرأة إلى فراشه فأبت عليه كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى تصبح " )

انتهى من مجوع الفتاوى 32/278

والحديث رواه مسلم (1736) .

فينبغي وعظ الزوجة أولا ، وتحذيرها من النشوز وغضب الله عليها ولعنة الملائكة لها

فإن لم تستجب هجرها الزوج في الفراش ، فإن لم تستجب ضربها ضربا غير مبرح ، فإن لم ينفع معها ذلك ، منع عنها النفقة والكسوة ، وله أن يطلقها أو يخالعها لتفتدي منه بمالها .

وكذلك الأمة ليس لها أن تمتنع من تلبية رغبة سيدها إلا من عذر ، فإن فعلت كانت عاصية ، وله أن يؤدبها بما يراه مناسباً وأذن الشرع به .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-07-31, 14:59
زوجها قوي الشهوة فماذا تفعل ؟

السؤال

تزوجنا منذ 6 أشهر وعندنا مشكلة تتعلق بتنظيم عملية الجماع فهو عنده رغبة قوية جداً وحاولت أن أوفي باحتياجاته لكنني لم أستطع وأصبحت مرهقة وبدنياً غير قادرة على ذلك.

وزوجي وجد أن الموقف سيء وهو ينفصل عني في المنزل . أعلم أن واجبي هو إشباع رغباته لكن ما هي واجباتنا نحو بعضنا البعض ؟

إذا كان أحدنا لا يستطيع مجاراة الآخر رغم نية إرضاء الطرفين : هل يجوز لزوجي أن ينفصل عني بهذه الطريقة؟

وهل يحق له أن يأتي إلي من أجل هذه العلاقة رغم أننا لم نتكلم سوياً ؟

نحن ولله الحمد بالرغم من هذا سعداء مع بعضنا ونحب بعضنا ويحترم كل منا الآخر. ولكننا نريد حلاً إسلامياً لإزالة هذه المشكلة من حياتنا.

الجواب

الحمد لله

الواجب على الزوج أن يعاشر امرأته بالمعروف ، ومن المعاشرة بالمعروف : الجماع ، وهو واجب عليه

وقد قدَّر جمهور العلماء المدة التي لا يحل للزوج أن يترك الجماع بها أربعة أشهر

والأصح أن ذلك لا يتحدد بمدة بل الواجب عليه ان يطأها بقدر كفايتها .

قال ابن قدامة رحمه الله :

والوطء واجب على الرجل إذا لم يكن له عذر ، وبه قال مالك .

" المغني " ( 7 / 30 ) .

وقال الجصَّاص :

إن عليه وطأها بقوله تعالى : فتذروها كالمعلَّقة يعني : لا فارغة فتتزوج ، ولا ذات زوج ، إذا لم يوفها حقها من الوطء .

" أحكام القرآن " ( 1 / 374 ) .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله :

ويجب على الزوج وطء امرأته بقدر كفايتها ، ما لم ينهك بدنه ، أو يشغله عن معيشته ، غير مقدَّر بأربعة أشهر ...

" الاختيارات الفقهية " ( ص 246 ) .

ويجب على المرأة أن تطيع زوجها إذا دعاها للفراش ، فإن أبت فهي عاصية .

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء لعنتها الملائكة حتى تصبح " .

رواه البخاري ( 3065 ) ومسلم ( 1436 ) .

قال شيخ الإسلام :

يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش وذلك فرض واجب عليها .. ..

فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة ... ، كما قال تعالى : واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا .

" الفتاوى الكبرى " ( 3 / 145 ، 146 ) .

ولا يجوز للزوج أن يحمِّل امرأته ما لا طاقة لها به من الجماع ، فإذا كانت معذورة لمرض أو عدم تحمل لم تأثم من رفضها للجماع .

قال ابن حزم :

وفرض على الأمة والحرة أن لا يمنعا السيد والزوج الجماع متى دعاهما ما لم تكن المدعوة حائضا أو مريضة تتأذى بالجماع أو صائمة فرض فإن امتنعت لغير عذر فهي ملعونة .

" المحلى " ( 10 / 40 ) .

وقال البهوتي :

( وللزوج الاستمتاع بزوجته كل وقت ... ما لم يشغلها عن الفرائض أو يضرها ) فليس له الاستمتاع بها إذن لأن ذلك ليس من المعاشرة بالمعروف وحيث لم يشغلها عن ذلك ولم يضرها فله الاستمتاع .

" كشاف القناع " ( 5 / 189 ) .

وللزوجة التي يضرها زوجها بكثرة الجماع أن تصطلح مع زوجها على عدد معين تتحمله ، فإن زاد حتى ضرها ذلك فلها أن ترفع أمرها للقاضي ، فيحكم القاضي بعدد معين يلزم الزوج والزوجة به .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

ويجب على الزوج وطء امرأته بقدر كفايتها ، ما لم ينهك بدنه ، أو يشغله عن معيشته ، غير مقدَّر بأربعة أشهر ...

فإن تنازعا : فينبغي أن يفرضه الحاكم كالنفقة ، وكوطئه إذا زاد .

" الاختيارات الفقهية " ( ص 246 ) .

وحيث لا يوجد الآن في بلدكم قضاء شرعي فعلي الزوجة أن تحاول الاتفاق مع زوجها حول هذا الأمر

ولتكلمه بصراحة وتذكره بالآيات والأحاديث التي تأمر الزوج بحسن المعاشرة مع زوجته ، وتبين له أنها لم تمتنع عنه إلا لما يصيبها من الضرر

وأنها حريصة كل الحرص على طاعته وتلبية رغبته والنصيحة للأخت السائلة أن تصبر على زوجها ، وتتحمل الأمر قدر استطاعتها ، ولتعلم أنها مثابة مأجورة على ذلك من الله تعالى .

وعلى الزوج أن يتقي الله تعالى في امرأته ، ولا يحملها ما لا طاقة لها به

وليحسن إلى امرأته ، وليعاشرها بالمعروف ، فإذا كانت شهوته قوية بحيث لا تكفيه زوجة واحدة فلماذا لا يحاول البحث عن حل لهذه المشكلة التي قد تكون سبباً لإفساد العلاقة بينه وبين زوجته

أو لما هو أخطر من ذلك وهو أن يتجه لإشباع شهوته بطريق محرم .

ومن هذه الحلول التي قد تساعد على حل هذه المشكلة أن يتزوج بأخرى

فقد أباح الله تعالى للرجل أن يتزوج بأربع بشرط أن يعدل بينهن

ومن الحلول أيضاً : أن يكثر من الصيام ، فإن الصيام يقلل من الشهوة ، ومنها أيضاً : أن يتناول أدوية تخفف من شهوته بشرط ألا يكون في ذلك ضرر عليه .

والله تعالى المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-07-31, 15:03
إذا دعت زوجها إلى الفراش فامتنع

السؤال

بعض الأخوات سألوا هذا السؤال :

سمعنا الحديث أن الرجل إذا دعا زوجته للفراش فامتنعت لعنتها الملائكة حتى تصبح

والسؤال هو : ماذا لو دعت المرأة زوجها للفراش فامتنع ؟ .

الجواب

الحمد لله

لا يجوز للرجل أن يهجر امرأته إضراراً بها إلا إذا ظهر منها النشوز والعصيان

ولكن لا يأثم إذا ترك الاضطجاع معها غير مُضارٍّ بها

لأن الحاجة له وترجع إلى شهوته ولا يملك إثارة الشهوة

فإن هجرها فهو آثم بذلك لأنه لا ضرر ولا ضرار

والله أعلم .

المصدر: كتبه : ابن جبرين

*عبدالرحمن*
2019-07-31, 15:08
السبب في تفضيل الزوج وجعل القوامة بيده

السؤال

أنا فتاة مسلمة والحمد لله وقرأت كثيرا وسمعت من العلماء عن حق الزوج على زوجته وكم هو عظيم سمعت أحاديث تشدد من عصيان المرأة لزوجها وإني لأمتثل لأمر الله ورسوله إذا تزوجت بإذن الله تعالى

ولكن لدى استفسار إن جاز لي السؤال حيث هو استفسار يدور برأس الكثيرات ويخجلن من ذكره خوفا من اتهامهن بالجهل أو إنكار أمر الله ورسوله

وهو ما هو فضل الزوج حتى يستحق كل هذا الحق علينا معشر النساء حتى إنه يفوق حق ؟.

الجواب

الحمد لله

عظم حق الزوج على زوجته أمر قررته الشريعة

كما في قوله سبحانه : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/228

وقوله : ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ

نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/34

وقوله صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذي نفس محمد بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه "

رواه ابن ماجه (1853) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .

ومعنى القتب : رحل صغير يوضع على البعير .

إلى غير ذلك من النصوص .

والحكمة بينها الله تعالى بقوله :

( بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ) فهذا تفضيل قضاه الله عز وجل وحكم به ، لا يسأل سبحانه عما يفعل وهم يسألون ، ثم لما يقوم به الرجل من الإنفاق على أهله والسعي في طلب رزقهم .

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/363)

: ( وقوله : " وللرجال عليهن درجة " أي في الفضيلة في الخَلق والخُلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق والقيام بالمصالح والفضل في الدنيا والآخرة

كما قال تعالى : " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم " ) . اهـ.

وقال أيضا (1/653): ( يقول تعالى : "الرجال قوامون على النساء" أي الرجل قيم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت

" بما فضل الله بعضهم على بعض" أي لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة ، ولهذا كانت النبوة مختصة بالرجال ، وكذلك الملك الأعظم لقوله صلى الله عليه وسلم :

" لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " رواه البخاري من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه ، وكذا منصب القضاء وغير ذلك ، "وبما أنفقوا من أموالهم"

أي من المهور والنفقات والكلف التي أوجبها الله عليهم لهن في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فالرجل أفضل من المرأة في نفسه

وله الفضل عليها والإفضال ، فناسب أن يكون قيما عليها

كما قال الله تعالى : "وللرجال عليهن درجة" الآية

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: "الرجال قوامون على النساء" يعني أمراء ، عليها أن تطيعه فيما أمرها به من طاعته ، وطاعته أن تكون محسنة لأهله حافظة لماله ) اهـ.

وقال البغوي في تفسيره (2/206) :

( بما فضل الله بعضهم على بعض ، يعني : الرجال على النساء بزيادة العقل والدين والولاية ، وقيل : بالشهادة

لقوله تعالى : " فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان "

وقيل : بالجهاد ، وقيل : بالعبادات من الجمعة والجماعة

وقيل : هو أن الرجل ينكح أربعاً ولا يحل للمرأة إلا زوج واحد ، وقيل : بأن الطلاق بيده ، وقيل : بالميراث ، وقيل : بالدية ، وقيل : بالنبوة ).

وقال البيضاوي في تفسيره (2/184): (

" الرجال قوامون على النساء " يقومون عليهن قيام الولاة على الرعية ، وعلل ذلك بأمرين، وهبي وكسبي فقال : "بما فضل الله بعضهم على بعض" بسبب تفضيله تعالى الرجال على النساء بكمال العقل وحسن التدبير

ومزيد القوة في الأعمال والطاعات ، ولذلك خصوا بالنبوة والإمامة والولاية وإقامة الشعائر

والشهادة في مجامع القضايا ، ووجوب الجهاد والجمعة ونحوها

وزيادة السهم في الميراث وبأن الطلاق بيده . "وبما أنفقوا من أموالهم" في نكاحهن كالمهر والنفقة )

انتهى بتصرف يسير .

والحاصل أن الرجل أعطي القوامة لهذين السببين المذكورين في الآية

وأحد السببين هبة من الله تعالى ، وهو تفضيل الله الرجال على النساء والآخر يناله الرجل بكسبه ، وهو إنفاقه المال على زوجته .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-01, 14:20
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


الخلع تعريفه وطريقته

السؤال

ما هو الخلع ؟

وما هي الطريقة الصحيحة ؟

إذا لم يرد الزوج أن يطلق زوجته فهل يمكن أن يقع الطلاق ؟

وماذا عن المجتمع الأمريكي ، إذا المرأة لم يعجبها زوجها ( بعض الأحيان لأنه متدين ) تظن بأنه لديها الحرية بأن تطلقه.

الجواب

الحمد لله

الخلع فراق الزوجة بعوض ، فيأخذ الزوج عوضاً ويفارق زوجته ، سواء كان هذا العوض هو المهر الذي كان دفعه لها أو أكثر أو أقل .

والأصل فيه قول الله تعالى : ( وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلا أَنْ يَخَافَا أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ) البقرة / 229 .

ودليل ذلك من السنة أن امرأة ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه أتت النبي صلى الله عليه وسلم

فقالت : يا رسول الله ، ثابت بن قيس لا أعيب عليه في خلق ولا دين ، ولكن أكره الكفر في الإسلام . فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟ .

وكان قد أصدقها حديقة . قالت : نعم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اقبل الحديقة ، وفارقها " أخرجه البخاري (5273) .

فأخذ العلماء من هذه القضية أن المرأة إذا لم تستطع البقاء مع زوجها ، فإن لولي الأمر أن يطلب منه المخالعة ، بل يأمره بذلك .

وأما صورته : فيأخذ الزوج العوض أو يتفقان عليه ثم يقول لها ك فارقتك أو خالعتك ونحو ذلك من الألفاظ .

والطلاق من حق الزوج ، فلا يقع الطلاق إلا إذا أوقعه هو ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما الطلاق لمن أخذ بالساق ) يعني الزوج

رواه ابن ماجه ( 2081 ) وحسنه الألباني في إرواء العليل ( 2041 )

ولذلك قال العلماء من أكره على طلاق امرأته ظلماً ، فطلق دفعاً للإكراه فإنه لا يقع طلاقه ، انظر المغني ( 10 / 352 )

أما ما ذكرته من أن المرأة عندكم ربما طلقت نفسها عن طريق القوانين الوضعية ، فإن كان ذلك لسبب يبيح لها طلب الطلاق كما لو كرهت الزوج

ولم تستطع البقاء معه ، أو كرهته في دينه لفسقه وجرأته على ارتكاب المحرمات ونحو ذلك ، فلا بأس بطلبها الطلاق ولكن في هذه الحالة تخالعه فترد عليه المهر الذي أعطاها إياه .

أما إن كان طلبها للطلاق من غير سبب فإن ذلك لا يجوز وحكم المحكمة بالطلاق في هذه الحال لا يعتد شرعاً بل تبقى المرأة زوجة للرجل

وهنا تحصل مشكلة وهي أن هذه المرأة تعتبر مطلقة أمام القانون فقد تتزوج إذا انقضت عدتها ، وهي في حقيقة الأمر زوجة ليست مطلقة .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

عن مثل هذه المسألة فقال :

" نحن الآن أمام مشكلة ؛ فبقاؤها على عصمته يمنعها من أن تتزوج بزوج آخر ، وظاهرا حسب حكم المحكمة أنها طلقت منه ، وأنها إذا انتهت عدتها تجوز للأزواج

فأرى الخروج من هذه المشكلة أنه لا بد من أن يتدخل أهل الخير والصلاح في هذه المسألة ، من أجل أن يصلحوا بين الزوج وزوجته ، وإلا فعليها أن تعطيه عوضا ، حتى يكون خلعا شرعيا " .

لقاء الباب المفتوح للشيخ محمد بن عثيمين رقم (54) ( 3/174) من طبعة دار البصيرة بمصر .

*عبدالرحمن*
2019-08-01, 14:22
أمثلة من الأعذار المبيحة لطلب الخلع من الزوج

السؤال

هل من الممكن للزوجة أن تطلب الخلع حتى ولو لم يكن الزوج موافقا ؟

هل يمكن ذكر بعض الأسباب ؟

الجواب

الحمد لله

لقد وجهت هذا السؤال لشيخنا الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين فأجابني عنه بما يلي :

إذا كرهت المرأة أخلاق زوجها كاتصافه بالشدة والحدة وسرعة التأثر وكثرة الغضب والانتقاد لأدنى فعل والعتاب على أدنى نقص فلها الخلع .

ثانياً : إذا كرهت خلقته كعيب أو دمامة أو نقص في حواسه فلها الخلع .

ثالثاً : إذا كان ناقص الدين بترك الصلاة أو التهاون بالجماعة أو الفطر في رمضان بدون عذر أو حضور المحرمات كالزنا والسكر والسماع للأغاني والملاهي ونحوها فلها طلب الخلع .

رابعاً : إذا منعها حقها من النفقة أو الكسوة أو الحاجات الضرورية وهو قادر على ذلك فلها طلب الخلع .

خامساً : إذا لم يعطها حقها من المعاشرة المعتادة بما يعفها لعُنّة ( عيب يمنع القدرة على الوطء) فيه أو زهد فيها أو صدود إلى غيرها ، او لم يعدل في المبيت فلها طلب الخلع

والله أعلم .

الشيخ عبد الله بن جبرين

*عبدالرحمن*
2019-08-01, 14:28
مشكلة " فقد الثقة في الآخرين " ، أسبابها ، وطرق علاجها

السؤال

أنا فتاة أدرس الشريعة ، لكن مع تعاملي مع الناس تعقدتُ من الحياة ، وطريقة تعاملهم ، ولا أجد الأسلوب للتعامل معهم ، ولا أجد أحداً أثق فيه

بصراحة أشعر أن هذه الحياة خالية من الناس الصالحة ، وهذه مشكلة في اختيار الزوج الصالح ، وأخاف كثيراً ، ولا أعرف ماذا أفعل ؟!

الجواب

الحمد لله

أولاً:

يعاني كثير من الناس من أزمة في " الثقة بالآخرين " ، فمستقل ، ومستكثر ، ويرجع ذلك إلى أسباب تختلف من شخص لآخر

ومن أبرز تلك الأسباب : مقابلة كثيرين الإحسان بالإساءة ! والمعاملة السيئة التي قد يكون تعرض لها من أهله أو أقربائه أو القريبين منه

فينشأ عند الإنسان صراع في داخله ، يؤدي به إلى فقدان الثقة بالآخرين ، إما على العموم ، أو بالأقارب والأهل ، أو بالأصدقاء .

ثانياً:

ليس من مشكلة إلا ولها حل ، وليس من داء إلا وله دواء ، وبما أن الأخت السائلة تدرس " الشريعة " فلن يكون حل مشكلتها عليها عسيراً

كما أننا لن نشق على أنفسنا لنوصل رسالتنا لها لتعالج نفسها من ذلك الداء الخطير ، والذي يسبب ضيقاً ، وحرجاً ، وعنتاً

حتى تكون الحياة معه في غاية الصعوبة ؛ لاضطرار المرء من التعامل مع الآخرين

فهو لا يستطيع أن يعيش وحده ، حتى يكون له أهل ، وأصدقاء ، وجيران ، فإذا لم يُحسن التعامل مع تلك المشكلة : سبَّب له ذلك آلاماً ، وحطَّم له آمالاً .

ثالثاً:

هذه وقفات يسيرة معكِ أختنا السائلة ، نرجو أن تجد منكِ آذاناً صاغية :

1. مراسلتكِ لنا تدل على أنكِ لم تفقدي الثقة في جميع الناس ، وإلا فكيف تطلبين النصح ممن لا تثقين بهم ؟! وهذا يسهِّل علينا مهمة النصح والإرشاد .

2. أنتِ تعلمين أنه يوجد من هو مثلك فاقد للثقة في الآخرين ، فهل تعلمين أنكِ من الآخرين عند هؤلاء ؟!

وبما أنك لا تقبلين هذا الحكم الجائر من غيركِ عليكِ : فإن الناس لا يقبلون ـ منك ـ سحب الثقة منهم ، وجعلهم محط اتهامكِ بإضمار الشر ، وعدم محبتهم للخير لكِ .

3. اعلمي أيتها الأخت السائلة أن الناس فيهم المسلم والكافر ، وفيهم العاصي والطائع

وفيهم العاقل والمجنون ، وفيهم الصالح والطالح ، وفيهم من هو من أهل الشر ، ومن هو من أهل الخير ، وهذا هو واقع الناس ، ولا يمكن لأحدٍ أن يجادل فيه .

4. حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من تعميم الحكم بفساد الناس ، وهلاكهم ، وأخبر أن صاحب الحكم الجائر هذا هو أولى بالحكم من الناس ، أو أنه هو الذي أهلكهم ، لا أنهم هالكون في حقيقة الحال .

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ : فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ) قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : لاَ أَدْرِى ( أَهْلَكَهُمْ ) بِالنَّصْبِ ، أَوْ ( أَهْلَكُهُمْ ) بِالرَّفْعِ .

رواه مسلم ( 2623 ) .

وهذه النظرة التشاؤمية للناس مفسدة للقلب ، والعقل ، وتجعل صاحبها حبيس الأوهام والخيالات ، تنكد عليه معيشته ، وتجعله دائم القلق ، والأحزان .

5. ومع ما ذكرناه سابقاً فإنه لا مانع من الاحتراس من الناس ، وما قلناه لا يعني وضع الثقة في كل أحدٍ ، والإنسان ليس له إلا ما ظهر من الناس ، فلا هو بالذي يعلم بواطن الناس ، ولا هم يعلمون باطنه .

6. إن من المزالق الخطرة على من يعيش مثل هذه النفسية أن يزكي نفسه ، فهو إذا كان يرى أن الناس ليسو أهلا لثقته ؛ لأنهم لا يستحقونها ، سوف تكون النتيجة المنطقية لذلك :

أنه ليس مثلهم ، وربما يصل به ذلك إلى العُجب الذي يُهلك صاحبه ، والعياذ بالله

لذا فإنه عليكِ – أختنا السائلة – الحذر من كيد الشيطان ، فهو لا يفتر ولا ييأس من الكيد للمؤمن ، حتى يوقعه في شرَك الوسوسة ، أو الإحباط ، أو اليأس ، أو غير ذلك من أنواع شباكه .

7. ونصيحتنا – أختنا السائلة – أن لا تكتفي برؤية الجانب المظلم من الناس ، فإنه من المستحيل أن لا يكون قد مرَّ عليك في حياتك مواقف لأناس صالحين ، شرفاء ، ناصحين

فليكن مثل هؤلاء على بالك حين الحكم على الناس ، حتى تتوزان عندك الأمور ، وتكوني عادلة في الحكم ، ثم إنك لا تعرفين الناس كلهم ، فكم في الأرض من أتقياء

وأنقياء ، وأصفياء ، وصلحاء ، فلا تجعلي معرفتك بقليل من الناس ميزاناً في الحكم على من لا تعرفين .

8. والمسلم الذي يقابل الناس إحسانَه لهم بإساءة : لا ينبغي له أن يهتم ، أو يغتم ؛ لأن علاقته في فعل الخير هي مع الله ، وليكن شعاره دوماً : ( إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً ) الإنسان/9 .

9. تجنبي الخلطة الزائدة مع الناس ، واجعلي لك ميزاناً عادلاً دقيقاً في انتقاء صديقاتك ، حتى لا ترجعي باللوم على نفسك إن قدَّر الله وأساءت إحداهنَّ لك فيما بعد .

هذه وصايانا ، ونصائحنا ، ونرجو الله أن ينفعكِ بها .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-08-01, 14:32
سب الدين وهو في حالة غضب شديد

السؤال

رجل سب الدين هو في حالة غضب شديد ، فما حكمه ؟

وما هي شروط التوبة من هذا الفعل ؟

وهل ينفسح نكاح زوجته ؟.

الجواب

الحمد لله

" الحكم فيمن سب الدين الإسلامي أنه يكفر

فإن سب الدين والاستهزاء به ردة عن الإسلام وكفر بالله عز وجل وبدينه

وقد حكى الله عن قوم استهزؤوا بدين الإسلام حكى الله عنهم أنهم كانوا يقولون : إنما كنا نخوض ونلعب ، فبين الله عز وجل أن خوضهم هذا ولعبهم استهزاء بالله وآياته ورسوله ، وأنهم كفروا به

فقال تعالى : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .

فالاستهزاء بدين الله ، أو سب دين الله ، أو سب الله ورسوله ، أو الاستهزاء بهما كفر مخرج عن الملة

ومع ذلك فإن هناك مجالاً للتوبة منه ، لقول الله تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .

فإذا تاب الإنسان من أي ردة كانت توبةً نصوحاً استوفت شروط التوبة الخمسة ، فإن الله يقبل توبته . وشروط التوبة الخمسة هي:

الشرط الأول : الإخلاص لله بتوبته ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة رياء أو سمعة

أو خوفاً من مخلوق ، أو رجاء لأمر يناله من الدنيا فإذا أخلص توبته لله وصار الحامل له عليها تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه ورجاء ثوابه ، فقد أخلص لله تعالى فيها.

الشرط الثاني : أن يندم على ما فعل من الذنب ، بحيث يجد في نفسه حسرة وحزناً على ما مضى ، ويراه أمراً كبيراً يجب عليه أن يتخلص منه .

الشرط الثالث : أن يقلع عن الذنب وعن الإصرار عليه ؛ فإن كان ذنبه تَرْكَ واجبٍ قام بفعله وتَدَارَكَه إن أمكن

وإن كان ذنبُه بإتيانِ محرمٍ أقلع عنه ، وابتعد عنه ، ومن ذلك إذا كان الذنب يتعلق بالمخلوقين ، فإنه يؤدي إليهم حقوقهم أو يستحلهم منها.

الشرط الرابع : العزم على أن لا يعود في المستقبل ، بأن يكون في قلبه عزم مؤكد ألا يعود إلى هذه المعصية التي تاب منها.

الشرط الخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول ، فإن كانت بعد فوات وقت القبول لم تقبل ، وفوات وقت القبول عام وخاص :

أما العام ؛ فإنه طلوع الشمس من مغربها ، فالتوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لا تقبل

لقول الله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلْ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ) الأنعام/158 .

وأما الخاص ؛ فهو حضور الأجل ، فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع لقول الله تعالى : ( وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ) النساء/18 .

أقول : إن الإنسان إذا تاب من أي ذنب - ولو كان ذلك سب الدين - فإن توبته تقبل إذا استوفت الشروط التي ذكرناها .

ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ، ولكن المتكلم بها قد لا يكفر بها ، لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره ، فهذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه سب الدين في حال غضب

نقول له : إن كان غضبك شديداً بحيث لا تدري ماذا تقول ، ولا تدري حينئذ أأنت في سماء أم في أرض ، وتكلمت بكلام لا تستحضره ولا تعرفه ، فإن هذا الكلام لا حكم له

ولا يحكم عليك بالردة ، لأنه كلام حصل عن غير إرادة وقصد ، وكل كلام حصل عن غير إرادة وقصد فإن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ به ، يقول : الله تعالى في الأيمان : ( وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الأَيْمَانَ ) المائدة/89 .

فإذا كان هذا المتكلم بكلمة الكفر في غضب شديد لا يدري ما يقول ، ولا يعلم ماذا خرج منه ، فإنه لا حكم لكلامه، ولا يحكم بردته حينئذ ، وإذا لم يحكم بالردة فإن الزوجة لا ينفسخ نكاحها منه ، بل هي باقية في عصمته .

ولكن ينبغي للإنسان إذا أحس بالغضب أن يحرص على مداواة هذا الغضب بما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم ، حين سأله رجل ، فقال له : يا رسول الله

أوصني قال : (لا تغضب) فردد مراراً ، قال : ( لا تغضب ) . فلْيُحْكِم الضبط على نفسه ، وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإذا كان قائماً فليجلس ، وإذا كان جالساً فليضطجع

وإذا اشتد به الغضب فليتوضأ ، فإن هذه الأمور تذهب غضبه . وما أكثرَ الذين ندموا ندماً عظيماً على تنفيذ ما اقتضاه غضبهم ، ولكن بعد فوات الأوان" اهـ .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/152)

*عبدالرحمن*
2019-08-01, 14:37
يسب الدين فهل يصاحبه ؟

وكيف يتصرف معه ؟

السؤال

أنا معي صاحب يسب الدين ، ويسمعني كلاماً سيئاً في رمضان ، كيف أتعامل معه ؟

إنه دائماً معي ويكرر لي السب والشتم .

الجواب

الحمد لله

سب الله تعالى أو الدين كفر أكبر مخرج من الملة

قال الله تعالى : ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة/65، 66 .

والواجب عليك تذكير هذا الساب ونصحه وتخويفه من أنه قد حبطت أعماله ، وأنه – إن لم يتب - سيلقى الله تعالى بالكفر الأكبر .

وأعلمه أن عقوبته التي يستحقها في الدنيا : القتل

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ) رواه البخاري (3017) .

وذكِّره بوجوب الرجوع إلى الإسلام ، وأنه إذا رجع وتاب تاب الله عليه .

فإن استجاب فقد أحسن ، وإن لم يستجب فلا يحل لك البقاء معه وهو يسب الدين .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين

عن حكم البقاء بين قوم يسبون الله عز وجل .

فأجاب :

" لا يجوز البقاء مع قوم يسبون الله عز وجل

لقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء/140 .

والله الموفق " انتهى .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (2/السؤال رقم 238) .

واعلم أن صحبة السوء لا تأتي إلا بالشر ، فاحرص على نفسك منها ، وقد شبَّه النبي صلى الله عليه وسلم صاحب السوء بنافخ الكير ، فهو إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة .

عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ

وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً ) . رواه البخاري ( 5543 ) ومسلم ( 2628 ) .

يُحذيك : يُعطيك .

قال النووي رحمه الله :

" فيه تمثيله صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك , والجليس السوء بنافخ الكير , وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ,

والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع , ومن يغتاب الناس , أو يكثر فُجْرُه وبَطَالَتُه . ونحو ذلك من الأنواع المذمومة "

انتهى . " شرح مسلم " ( 16 / 178 ) .

والخلاصة : أنه يجب عليك مناصحة هذا الساكن معك ، فقد وقع في الكفر الأكبر عندما سب الدين ، ووقع في كبيرة من كبائر الذنوب عندما سبَّك

فإن استجاب لنصحك وأصلح نفسه فابق معه وأعنه على نفسه ، وإن لم يستجب فلا خير لك في مصاحبته .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-02, 14:19
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تحلم بالموت وتخاف منه

السؤال

كثيراً ما يأتي لي تذكر الموت ، فأخاف خوفا شديدا .. ، وأحلم أني مت .. وأصبح خائفة جدا. وجزاك الله خيرا .

الجواب

الحمد لله

الخوف من الموت شعور يصيب أكثر الناس

فقد فطر الله سبحانه الإنسان على حب الحياة والخوف من المجهول

وجعل الموت من عالم الغيب الذي لا يدرك حقيقته إلا من انتقل إليه

فإذا فكر الإنسان فيه لم يملك إلا أن يصيبه شعور الوحشة أو الخشية أو القلق من ذلك المستقبل المجهول .

هذا هو التفسير الطبيعي للخوف من الموت لدى الإنسان بوجه عام .

ولكن المؤمن المسلِّمَ لقضاء الله وقدره ، الذي غرسَ حبَّ الله في قلبه ، وزرعَ حسنَ الظن بالله في نفسه ، يدرك أنه إنما يقبل بموته على رب كريم ، وإله رحيم

يجزي بالحسنات إحسانا ، ويتجاوز عن السيئات صفحا وغفرانا ، وذلك للمؤمن المتعلق بالله فقط ، المنكسر قلبه بين يديه سبحانه ، التواب الأواب الذي

يقول الله تعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) يونس/62-63.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" يخبر تعالى أن أولياءه هم الذين آمنوا وكانوا يتقون ، كما فسرهم ربهم ، فكل مَن كان تقيا كان لله وليا : أنه ( لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ) أي : فيما يستقبلون من أهوال القيامة ، ( وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ) على ما وراءهم في الدنيا " انتهى
.
"تفسير القرآن العظيم" (4/278)

وهكذا ينبغي أن تكوني أختي الكريمة...

يجب علينا جميعا أن نسعى في ولاية الله تعالى ، لننال محبته ورضوانه ، ويكون حبه عز وجل أجمل ما في قلوبنا ، فيصبح الموت حينئذ نقلة إلى نزل الكريم الرحيم سبحانه

وتحررا من آصار الدنيا وأغلالها إلى سعة الآخرة ونعيمها .

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَقَالَ : ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ .

قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ )

رواه البخاري (6512) ومسلم(950)

وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ . قَالَتْ عَائِشَةُ أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ : إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ . قَالَ : لَيْسَ ذَاكَ

وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ

فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ ، وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ وَعُقُوبَتِهِ ، فَلَيْسَ شَىْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ ، كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ )

رواه البخاري (6507) ومسلم (2683)

يقول القرطبي رحمه الله :

" هذه الكراهة للموت هي الكراهية الطبيعية التي هي راجعة إلى النفرة عن المكروه والضرر ، واستصعاب ذلك على النفوس ، ولا شك في وجدانها لكلِّ أحد

غير أن مَن رزقه الله تعالى ذوقًا من محبته ، وانكشف له شيء من جمال حضرته ، غلب عليه ما يجده من خالص محبته ، فقال عند أزوف رحلته

مخاطبًا للموت وسكرته ، كما قال معاذ ـ رضى الله عنه ـ : " حبيبٌ جاء على فاقة ، لا أفلح اليوم من ندم " ، وكان يقول عند اشتداد السكرات : "اخْنُقْنِي خنْقَك ، فوَحقِّكَ إن قلْبي ليحبّك ".

"المفهم" (2/644)

فإذا استحضرت هذه المعاني في قلبك ونفسك ، وعملت الأعمال الصالحة استعدادا ليوم الرحيل عن هذه الحياة الفانية ، لم يضرك الموت بإذن الله

ولن يكون خوفك منه إلا سببا لكل خير وإقبال على الله ، وليس سببا للهلاك أو القلق أو الفزع أو الإحباط لا قدر الله .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله السؤال الآتي :

" هل يجب على المؤمن عدم الخوف من الموت ؟ وإذا حدث هذا فهل معناه عدم الرغبة في لقاء الله ؟

فأجاب :

يجب على المؤمن والمؤمنة أن يخافا الله سبحانه ويرجواه

لأن الله سبحانه قال في كتابه العظيم : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )

وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ )

وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ )

وقال عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ

وقال عز وجل : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )

في آيات كثيرة .

ولا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة اليأس من رحمة الله ، ولا الأمن من مكره

قال الله سبحانه : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )

وقال تعالى : ( وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )

وقال عز وجل : ( أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )

ويجب على جميع المسلمين من الذكور والإناث الإعداد للموت والحذر من الغفلة عنه ، للآيات السابقات

ولما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أكثروا من ذكر هادم اللذات - الموت )

ولأن الغفلة عنه وعدم الإعداد له من أسباب سوء الخاتمة ، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه . فقلت : يا نبي الله : أكراهية الموت فكلنا نكره الموت

قال : ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه ) متفق عليه .

وهذا الحديث يدل على أن كراهة الموت والخوف منه لا حرج فيه ، ولا يدل ذلك على عدم الرغبة في لقاء الله ؛ لأن المؤمن حين يكره الموت أو يخاف قدومه ، يرغب في المزيد من طاعة الله والإعداد للقائه

وهكذا المؤمنة حين تخاف من الموت وتكره قدومه إليها ، إنما تفعل ذلك رجاء المزيد من الطاعات والاستعداد للقاء ربها .
" انتهى.

"مجموع فتاوى ابن باز" (6/313-314)

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-02, 14:26
تاب من المخدرات وغيرها لكن يشعر بالملل ويخاف النفاق

السؤال

أنا شاب أدمنت تعاطي المخدرات أكثر من عشر سنوات ، صاحبها جرائم وفواحش عظيمة لا يعلم بها إلا الله ، ولكن بحمد الله منّ علي الله بتوبة منذ أربع سنوات

وأسأل الله أن يثبتني حتى ألقاه . الآن أعيش صراعاً مع نفسي بسبب الماضي المظلم يؤثر على حياتي وعلى تصرفاتي ، كما أنه بقيت لي معصية ، لم أجاهر بها ولم أستطع التخلص منها رغم الكثير من المحاولات

بدأت أشعر بالملل وأفضل الرجوع على ما كنت عليه من هم وغم وحزن على إحساسي بالنفاق ، مع العلم أني أحافظ على الصلوات الخمس في المسجد

ودائماً أضع أمام عيني حديث المصطفى صلى الله عليه وسلّم ( كل أمتي معافى إلا المجاهرون ) ، أنا الآن في إحدى الكليات الشرعية أدرس منتسباً وأخشى أن أكون ممن أضلني الله على علم

وكلما تذكرت ذلك الماضي وتلك المعاصي أقول هذا من تلاعب إبليس فأنا اليوم أفضل من أمس ، وأسأل الله أن يكون غداً أفضل من اليوم ، وجهوني .

الجواب

الحمد لله

نعم ، يا عبد الله ، لا شك أن ما يعاودك من الإحساس بالنفاق ، والنزوع إلى ماضيك الأسود ، لتستريح من هذا الصراع ، لا شك أن ذلك كله من تلاعب إبليس ووسوسته وإغوائه

فأنت اليوم أحسن مما كنت عليه بالأمس ، بل لا مقارنة بين الحالين ، وغدا ستكون أفضل من اليوم بإذن الله ، إن أنت ثابرت واجتهدت واستمررت في الطاعة والإنابة .

والواجب أن تحمد الله تعالى وتشكره على هذه النعمة وهي ترك المخدرات وما كان يرافقها من الذنوب والآثام

فإن المخدرات هلاك في الدنيا والآخرة ، فالْخَمْرَ أُمُّ الْخَبَائِثِ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ رواه الطبراني ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3344) ]

والناجي منها بعد الابتلاء بها يعتبر مولودا جديدا ، فاحمد الله تعالى ، واستحضر نعمه ، ليزيد إقبالك ، ويعظم شكرك ، ويذهب عنك الملل والسأم .

تأمل كيف هداك الله للصلاة ، وجعلك من أهل المساجد ، وكيف ساقك إلى طلب العلم الذي هو أشرف الأعمال

ومن سلك طريقه سهل الله له طريقه إلى الجنة ، فكيف ترضى لإبليس أن يقول لك إنك منافق ، وإنه ينبغي أن تعود لسيرتك الأولى في الظلام والظلمات !

أهذا لأجل معصية لازلت مقيما عليها ؟!

فقد نجاك الله من عشراتٍ أمثالها أو أعظم منها ، أفلا تكون عبدا شكورا ؟

وهل من الشكر أن ترفض نعمة الله عليك ، وتختار الغواية والانحراف ، بعد الهداية والصلاح ؟!

إن إحساسك وخوفك من النفاق دليل على وجود الإيمان في قلبك ، وهكذا كان يخاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من النفاق .

قال البخاري رحمه الله في صحيحه : " بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ. وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا .

وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ .

وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ : مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ " انتهى .

أما أهل الغفلة والغواية فلا يشعرون بهذا النفاق ، ولا يخافون منه ، ولا يلتفتون إليه ، ولو لرجعت بذاكرتك إلى الماضي لأدركت ذلك ، فلا عليك أيها الأخ الكريم من هذه الوساوس ، فأنت في خير ونعمة والحمد لله .

وأما هذا الذنب الذي أنت مقيم عليه ، فرجاؤنا فيك ، وقد من الله عليك بالتوبة من هذه الموبقات ، أن تشكر نعمة ربك عليك ، وتترك ذلك الدنس الباقي على ثوبك ، لتقابل

ربك نظيفا برا طاهرا ، قد غسلت صحيفتك بماء التوبة ، ودمع الندم والألم على ما فات منك . رجاؤنا فيك ، ودعاؤنا لك ، أن تشعر بنعمة الله عليك إذ سترك

وبإمهاله لك إذ لم يعاجلك بالعقوبة على معاصيك ، أو يأت أجلك وأنت على حال العصيان ، أما تستحي من ربك الكريم الستير أن يراك على ما يكره

أما تخشى أن ينمو في قبلك حب هذه المعصية ، فيورثك غيرها من المعاصي ، أو يردك إلى ماضيك المظلم

أما تخشى أن تضعف توبتك ، أما تخشى أن تكون منازعة الشيطان لك ، وإيهامه لك بالنفاق من أثر تلك المعصية ، أما تحمد الله أن بصرك بذنبك ، ودعاك للتوبة ؟!

ظننا فيك أن تقلع عن ذلك الذنب الذي ما زال عندك ، وستره الله عليك ، ولو فرض أن ضعفت نفسك فاقترفته ، فبادر بالتوبة النصوح منه ، واعلم أن من شروط التوبة : الإقلاع عن الذنب وتركه بالكلية

والندم على ما فات ، والعزم الصادق على ألا تعود ؛ فهل أنت فاعل ـ يا عبد الله ؟

ظننا فيك ، ورجاؤنا منك ، ودعاؤنا لك : أن تفعل ، وفقك الله لما يحبه ويرضاه من التوبة النصوح ، والعلم النافع والعمل الصالح .

وروى البخاري (7507) ومسلم (2758) واللفظ له

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ ، فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ) .

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " قَوْله عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِي تَكَرَّرَ ذَنْبه : ( اِعْمَلْ مَا شِئْت فَقَدْ غَفَرْت لَك ) مَعْنَاهُ : مَا دُمْت تُذْنِب ثُمَّ تَتُوب غَفَرْت لَك " انتهى .

فانظر إلى البر الرحيم ، الحليم الكريم ، كيف يستر ، ويعفو ويغفر ، ويدعوك إلى الله التوبة والإنابة ، والعودة إليه ، كلما زلت بك القدم ، ويقول لك : اهرب من الذنب ، وتعالى إلى رحمة الرب :

( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ . وَالأرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ . وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ . وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ) الذاريات /47-51 .

قال الشيخ السعدي رحمه الله " تفسير السعدي (811) - عند تفسيره للآية السابقة ـ : "

لما دعا العباد النظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من ذلك ، وهو الفرار إليه ، أي : الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا ، إلى ما يحبه ، ظاهرًا وباطنًا

فرار من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة ، ومن الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور ، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب ، وحصل له نهاية المراد والمطلوب .

وسمى الله الرجوع إليه فرارَا

لأن في الرجوع لغيره ، أنواع المخاوف والمكاره ، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسرور والسعادة والفوز ، فيفر العبد من قضائه وقدره

إلى قضائه وقدره ، وكل من خفت منه فررت منه إلا الله تعالى ، فإنه بحسب الخوف منه ، يكون الفرار إليه .

" إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ " أي : منذر لكم من عذاب الله ، ومخوف بين النذارة .

" وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ " هذا من الفرار إلى الله ، بل هذا أصل الفرار إليه أن يفر العبد من اتخاذ آلهة غير الله ، من الأوثان ، والأنداد والقبور ، وغيرها

مما عبد من دون الله ، ويخلص العبد لربه العبادة والخوف ، والرجاء والدعاء ، والإنابة " انتهى .

فسارع بالفرار إلى الله ، واحذر من الفرار من ربك ، فإنك لا تفوته ، لكن يفوتك كل خير :

عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ رضي الله عنه ، أنه مَرَّ عَلَى خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ فَسَأَلَهُ عَنْ أَلْيَنِ كَلِمَةٍ سَمِعَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَلَا كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ شَرَدَ عَلَى اللَّهِ ، شِرَادَ الْبَعِيرِ عَلَى أَهْلِهِ )

رواه أحمد (21723) ، وصححه الألباني في صحيح الجامع .

فحذار ، يا عبد الله ، أن تكون من الشاردين !!

وأما شعورك بالممل والسأم ، فهذا شعور قد يعتري كثيرا من الناس ، وعلاجه بما يلي :

1. شغل الوقت بما ينفع من أمور الدنيا والآخرة ، كالانشغال بالعلم وحضور المحاضرات والدورات ، والانشغال بتجارة أو حرفة ؛ لأن الفراغ والبطالة مفسدة أي مفسدة .

قال صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري (6412) .

2. اتخاذ الصحبة الصالحة التي تعين على الطاعة ، ويمكن مزاولة المباحات معها ، من نزهة ورياضة وسفر ، فإن الإنسان يحتاج إلى ساعة يروّح فيها عن نفسه ، حتى لا تسأم وتمل .

3. زيارة القبور وعيادة المرضى ، فإن ذلك مما يرقق القلب ، ويذكر بالآخرة .

4. الاجتهاد في الإحسان إلى الآخرين ، وتقديم العون لهم ، لا سيما من ابتلي بالذنوب والآثام

فإن ذلك من وسائل الثبات والاستقامة على الهداية

قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) العنكبوت/69 .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد والثبات .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-02, 14:31
والدها بخيل ، ويكره زيارتها له ، ويعاقب أمها إن جاءت للزيارة

السؤال

والدي حريص جدّاً على المال ، إلى درجة أنه يكره الضيف ، لكنه في الأيام الأخيرة صار يكره قدومنا نحن - بناته - إلى البيت ، رغم أننا كنا نزوره ، ونطلب من والدتنا أن لا تضيفنا شيئاً

لأنه بعد ذلك سيعاقبها ! بمنع النفقة عليها ، وعلى أختي ، ورغم ذلك كنا نذهب إلى زيارته ، وفي يوم من الأيام طردني أنا وأختي ( نحن متزوجتان ، وزوجانا يحترمانه ) وهو يسبب لنا الحرج معهما .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

قد أحسنت أنت وأختك بصلة والديكما ، وزيارتهما ، والسعي نحو الأكمل في برِّهما

وهي وصية الله للأولاد ، وهذه الوصية تشمل الوالدين اللذين بلغا من السوء والشر والفساد أن يجاهدا أولادهم حتى يتركوا دينهم ، فكيف من كان أقل من ذلك سوء وشرّاً وفساداً ؟! وقد أحسن من عمل بما يعلم .

قال الله تبارك وتعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا

وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/ 14 ، 15
.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – :

( وَإِنْ جَاهَدَاكَ ) أي : اجتهد والداك ، ( عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ) ولا تظن أن هذا داخل في الإحسان إليهما ؛ لأن حق اللّه مقدَّم على حق كل أحد ، و " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .

ولم يقل : " وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فعقهما " بل قال : ( فَلا تُطِعْهُمَا ) أي : بالشرك

وأما برُّهما : فاستمر عليه ، ولهذا قال : ( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) أي : صحبة إحسان إليهما بالمعروف ، وأما اتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي : فلا تتبعهما .

" تفسير السعدي " ( ص 648 ) .

فعلى الأولاد – ذكوراً وإناثاً – أن يعقلوا وصية الرب تعالى

وأن يعلموا أن اتصاف والديهم بالدعوة إلى الكفر ليس بمبيح لهم العقوق ، والإيذاء بالقول والفعل ، فأولى أن تبقى صلتهم ، ويستمر برهم لمن كان مسلماً وإن ساء خلقه .

ثانياً:

مما لا شك فيه أن البخل صفة ذميمة ، وأن الحرص على جمع المال بِنَهم ، وعدم إنفاقه في وجوهه الشرعية : من الصفات القبيحة التي لا يليق بمؤمن أن يتخلق بها

وقد يصيبه من الإثم ما يصيبه إن كانت تلك الوجوه من النفقة واجبة عليه ، كالزكاة ، والإنفاق على الزوجة ، وعلى الأولاد العاجزين عن الكسب .

وقد جاء ذم البخل وأهله في هذه الشريعة المطهرة ، ومن ذلك :

1. قال سبحانه وتعالى: ( الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ) النساء/ 37 .

2. وقال تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى . وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى . وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى . وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى . فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ) الليل/ 5 – 10 .

3. عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفاً ) .

رواه البخاري ( 1374 ) ومسلم ( 1010 ) .

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :

وأما الدعاء بالتلف : فيحتمل تلف ذلك المال بعينه ، أو تلف نفس صاحب المال ، والمراد به : فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها .

قال النووي :

الإنفاق الممدوح : ما كان في الطاعات ، وعلى العيال ، والضيفان ، والتطوعات .

وقال القرطبي :

وهو يعم الواجبات ، والمندوبات ، لكن الممسك عن المندوبات : لا يستحق هذا الدعاء ، إلا أن يغلب عليه البخل المذموم ، بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذي عليه ، ولو أخرجه .

" فتح الباري " ( 3 / 305 ) .

فاتصاف والدك بالبخل والحرص على فتات الدنيا : خلق ذميم ، وكراهيته لبناته من أجل ذلك البخل والحرص : يدل على تمكن تلك الصفة القبيحة فيه ، ومنعه النفقة على زوجته وابنته : من المحرَّمات

وهو أمر يبيح لوالدتك الأخذ من ماله دون علمه وإذنه ؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لهند بنت عتبة - زوج أبي سفيان ، وقد اشتكت عدم نفقته عليها - : ( خُذُي مَا يَكْفِيكِ وَوَلدَكِ بِالمَعْرُوف )

رواه البخاري ( 5049 ) ومسلم ( 1714 ) .

وأنتِ وأختكِ عليكما مراعاة صفات البخل والحرص عند والدكما ، وعدم التسبب لوالدتك بالأذى والضرر ، ومثل هذه الصفات عنده تقتضي منكما عدم تكليفه نفقات الضيافة

والتي تسبب له الضيق والضجر ، والمعلوم عن هؤلاء البخلاء والحريصين محبة الأخذ وليس الإعطاء ، فلو أحضرتما معكما عند الزيارة من الهدايا

والأطعمة ، وما تيسر من الأغراض : لرأى في زيارتكما سعداً وفرحاً وسروراً ، ولتمنى أن تكثر منكما هذه الزيارات ، وفي الوقت نفسه : تعالجون ما عنده من حرص وبخل ، بالكلمة الحسنة

والرفق ، واللِّين ، وبذلك تجمعون بين صلته ، وصلة والدتكما ، وعدم التسبب بالقطيعة لكما ، أو بمنع النفقة عن أمكما وأختكما .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-08-02, 14:39
تحب زوجها حبّاً جنونيّاً وتطلب الحل

السؤال

أحب زوجي حبّاً جنونيّاً ، وهو راضٍ عني كل الرضا ، وعندما سافر للعمل في انتظار أن أصل إليه : أصبحت أشتاق إليه ، ولا أرتاح حتى يكلمني ، رغم أنني أقوم بواجباتي الدينية ؛ أحس بنقص في عدم وجوده

فبماذا تنصحوني ، إخواني في الله ، للصبر حتى اللقاء ؟ . جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

من الرائع أن ينتشرفي بيوت المسلمين الحب والمودة والألفة

لأن هذا الحب والمودة سيكون له الأثر الطيب على أفراد الأسرة ، ومن آيات الله العظيمة أن خلق المرأة من الرجل ، ومن حكمة ذلك أن تكون سكناً للرجل

وقد ذكر الله تعالى ذلك في آدم وحواء ، وفي عموم الخلق

قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) الأعراف/من الآية189

وهذا في آدم وحواء ، وفي عموم الخلق :

قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ) الروم/من الآية21 ، وجعل الله تعالى بين الزوجين مودة ورحمة

فقال – في تتمة آية الروم - : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/من الآية21 .

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

قوله تعالى : وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا الآية .

ذكر في هذه الآية الكريمة أنه خلق حواء من آدم ليسكن إليها ، أي : ليألفها ويطمئن بها ، وبين في موضع آخر أنه جعل أزواج ذريته كذلك

وهو قوله : وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً [ الروم : 21 ] .

" أضواء البيان " ( 2 / 304 ، 305 ) .

وقال ابن كثير – رحمه الله - :

فلا ألفة بين رُوحين أعظم مما بين الزوجين .

" تفسير ابن كثير " ( 3 / 525 ) .

ولكن لا نريد الحب أن يكون " جنونيّاً " ! ـ كما يقول الناس ـ ؛ بل متعقلاً يضع الأمور مواضعها ؛ كما روى زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال لي عمر بن الخطاب : " يا أسلم ! لا يكن حبك كَلَفا ، ولا يكن بغضك تلفا !!
قلت : وكيف ذلك ؟
قال : إذا أحببت فلا تَكْلف كما يكلف الصبي بالشيء يحبه ، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب أن يتلف صاحبك ويهلك " .
رواه عبد الرزاق في المصنف (20269) ، وإسناده صحيح .

وإنما نصح الخليفة الراشد بذلك لأن الكَلَف في الحب ( الحب الجنوني ) له آثاره السيئة على المحِب وعلى المحَب ، فأما أثره على المحِب فهو :

أ. انشغال فكره بحبيبه ، مما يسبب له قلقاً وتوتراً ، فيضيع مع هذا الانشغال الأوقات ، ويكون لآثاره الأمراض النفسية والبدنية .

ب. ومن آثار الحب الجنوني أنه يجعل هذا المحِب يتغاضى عن تقصير حبيبه في الواجبات ، ويجعله يتغاضى عن فعله للمحرمات ، بل وإذا طَلب منه حبيبه المشاركة فيها : فإن حبَّه الجنوني سيدفعه للمشاركة .

ج. ومن الآثار السيئة لهذا الحب أنه يستولي على مجامع قلبه ، بحيث يزاحم محبة الله ورسوله التي هي مدار نجاته ؛ فضلا عن محبة من سوى ذلك من الأهل والولد !!

د. ومن آثاره السيئة أن هذا المحِب بجنون لا يستطيع تحمل صدمة غياب حبيبه ، ولا مرضه ، فضلاً عن موته !

ومن آثار الحب الجنوني السيئة على المحَب :

أ. أنه قد يصيبه التوتر بسبب إلحاح المحب على رؤيته والجلوس معه ، وهذا قد يؤدي به إلى الإخلال بوظيفته ، أو التقصير في المهمات التي ينبغي أن ينصرف قلبه وعزمه إليها ؛ من علم نافع أو عمل صالح .

ب. ومن آثاره السيئة عليه : أنه لن يجد هذا المحب ناصحاً وموجهاً له ، بل سيتغاضى عن أخطائه وتقصيره . كما قيل : حبك الشيء يعمي ويصم !

ج. ومن آثاره السيئة عليه : أنه إن كان مستجيباً لمن يحبه : ضاعت أوقاته معه ، وإن لم يفعل تسبب في حصول القلق له ، وهذا قد يؤدي به للنفرة عنه وبغضه في النهاية .

يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

" .. فالرجل إذا تعلق قلبه بامرأة ، ولو كانت مباحة له ، يبقى قلبه أسيرا لها تحكم فيه وتتصرف بما تريد ; وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها .

وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لا سيما إذا درت بفقره إليها ; وعشقه لها ; وأنه لا يعتاض عنها بغيرها ; فإنها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور ; الذي لا يستطيع الخلاص منه

، بل أعظم !! فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ؛ فإن من استعبد بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا ،

بل يمكنه الاحتيال في الخلاص ؛ وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقا مستعبدا متيما لغير الله ، فهذا هو الذل والأسر المحض والعبودية لما استعبد القلب ... فالحرية حرية القلب

والعبودية عبودية القلب ؛ كما أن الغنى غنى النفس ؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الغنى عن كثرة العرض وإنما الغنى غنى النفس

وهذا لعمري إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة ؛ فأما من استعبد قلبه صورة محرمة : امرأة أو صبيا ، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه [ يعني : لا حيلة فيه ] ؛ وهؤلاء من أعظم الناس عذابا وأقلهم ثوابا

فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقا بها مستعبدا لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد ، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى .. "

انتهى " مجموع الفتاوى " (10/185-186) .

فاحرصي أن يكون حبك لزوجك حباً معتدلاً ، لا يترتب عليه إخلال بواجب ، ولا تقصير فيما هو أولى وأعظم من محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى ، وأن يديم عليكما الألفة والمودة والرحمة والحب ، وأن يرزقكما الذرية الصالحة .

والله الموفق

*عبدالرحمن*
2019-08-02, 14:45
أسباب تدخل الأم في حياة ابنتها المتزوجة وطريقة علاج ذلك

السؤال

أنا امرأة متزوجة ، وأمي تتدخل في شؤوني ، وتسبب لي المشاكل مع زوجي , حيث إنها تذهب وتسأل الطبيب عن حالتي الصحية ، أو أنها تأخذ من المركز الصحي نتائج فحوصي

وأحيانا تستمر في سؤالي عن أشياء تخص زوجي ، وهي تعلم أنه لا يحب هذه الأسئلة ، ولكنها لا تبالي , طبعاً هي تقول إنها تفعل ذلك بحجة الاطمئنان عليَّ وعلى صحتي

ولكن أنا وزوجي نرى أن هذا تدخل في حياتنا ، وليس من حقها ، حاولت التكلم معها مراراً ولكن دون جدوى ، بل إنها تغضب مني ، أنا لا أدري ما أفعل ؛ حيث إنني لا أريد أن أغضب أمي ولا زوجي .

الجواب

الحمد لله

إن حقَّ الأم على أولادها حقٌّ عظيم ، وقد أوجب الشرع على أولادها إيفاء هذه الحقوق ، وعُدَّ عقوق الوالدين من كبائر الذنوب .

وينبغي أن تعلم الأم التي زوَّجت ابنتها : أنه لا يجوز لابنتها أن تقدِّم طاعة أمها على طاعة زوجها ، وأنه ليس لها التدخل في حياة ابنتها بعد زواجها ، إلا أن يُطلب منها التدخل للإصلاح والوعظ والإرشاد .

وتدخل أم الزوجة في حياة ابنتها المتزوجة له آثار سلبية وآثار إيجابية ، ومن آثاره الإيجابية

: ما تفعله الأم العاقلة الحكيمة من توجيه ابنتها وإرشادها إلى ما يُصلح حياتها ، سواء كان ذلك التوجيه والإرشاد قبل زواج ابنتها أم بعده .

ولا شك أن تجربة الأم في حياتها ، وعاطفتها نحو ابنتها يدفعانها إلى بذل النصح والتوجيه للابنة التي لا تملك ما تملكه أمها من الخبرة والحكمة في التعامل مع الزوج .

وقد يكون لتدخل الأم في حياة ابنتها المتزوجة آثار سلبية ، ومن أعظم تلك الآثار ما قد يتسبب به تدخلها من تطليق ابنتها

وذلك عندما يرى الزوج أنه لا طاعة له على زوجته ، ولا قوامة له عليها ، وأن أم زوجته هي الآمرة والناهية لزوجته ، وبذلك تتسبب في خراب بيت ابنتها .

فلا يجوز للابنة مجاراة أمها فيما تتطلبه من أخبارها الخاصة ، ولو تسبب ذلك بغضبها عليها ، فطاعة الله تعالى مقدَّمة على طاعة غيره .

ولا شك أن هذا التدخل من أم الزوجة له أسبابه ، ومن هذه الأسباب :

1. قوة شخصية الأم ، مع ضعف شخصية زوجها ، فتكون هي المسيطرة في بيتها على قراراته ونظامه ، فتريد نقل هذا لبيت ابنتها .

2. ضعف شخصية زوج ابنتها مع ضعف شخصية ابنتها ، وهنا تكون الفرصة مواتية

لأن يكون للأم الدور الأكبر في توجيه دفة قيادة بيت ابنتها ، فترى الأم أن البيت يحتاج لإدارة قوية ، وأن الزوجين لا يستطيعان إدارة هذا البيت ، فتتولى هي قيادته .

3. العاطفة الجياشة نحو ابنتها ، وهذا يدفعها لسؤالها عن طعامها ، وشرابها ، ودوائها ، وأمراضها ، وعن كيفية تعامل زوجها معها ، بل يتعدى ذلك إلى أدق تفاصيل الحياة الزوجية .

4. ظلم الزوج لزوجته ، وهذا الظلم يدفع الأم للتدخل في كل صغيرة وكبيرة ؛ لتوقف الزوج عند حدِّه ، وتساهم في إعطاء ابنتها حقوقها المسلوبة .

5. كثرة زيارات الابنة لأمها ، وكثرة اتصالاتها بها ، وفي غالب هذه الزيارات والاتصالات لا تجد الأم شيئاً تتكلم به إلا معرفة ما يجري داخل بيت ابنتها .

وإذا تدخلت الأم في حياة ابنتها المتزوجة تدخلاًّ سيئاً، فعليها وعلى زوجها مراعاة أمور ، ومنها :

1. التوجه بالنصيحة المباشرة للأم من قبَل الابنة وزوجها بعدم التدخل في حياتهما الخاصة .

2. مناصحة الأب ( زوج الأم ) بضرورة كف زوجته عن التدخل في حياة الابنة وزوجها .

3. التلميح للأم ، بأنه إن استمر التدخل في حياتهما فسوف يمنعها الزوج من زيارة ابنتها أو الاتصال بها

كما أنه سيمنع زوجته وأولاده من زيارة أمها ، وبذلك تظهر قوة شخصية الزوج والزوجة ، ويكون هذا مانعاً للأم من التدخل السلبي في حياتهما .

4. ضرورة التفاهم بين الزوجين على تجاوز هذه المشكلة ، وعدم تفرد واحد منهما بحلها دون الآخر ، فهي مشكلة تتعلق بالطرفين ، وينبغي أن تكون الرؤية مشتركة .

5. مشاورة الأم في بعض الأمور ، وطلب نصحها فيها ، حتى تبقى الصلة بينهما بحدودها الشرعية

وحتى تعلم أن تدخلها ليس مرفوضاً كله ، وأنهما قد يحتاجانها في بعض الأمور ، وهذا يُعطي الثقة فيها ، ويُبقي على التواصل ، ويمنع من تدخلها السلبي .

6. تخفيف الزيارات والاتصالات بالأم ، وإذا حصل شيء من هذا أن يستثمر في الكلام المفيد ، والنصح والتذكير بالطاعات ، والبُعد عن المعاصي واقتراف السيئات .

ونسأل الله تعالى أن يصلح الأحوال ، وأن يهديكم جميعاً لما فيه رضاه .

والله الموفق

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-03, 14:21
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


كيف يكمل أعماله ؟

السؤال

مشكلتي أني لا أستطيع إكمال أي عمل أبدأ به ، سواء كنت شرعت فيه فعلا ، أم نويته ، وسواء كان هذا العمل متعلقا بعباداتي ، أم بحياتي الدنيوية ، دائما في منتصف الطريق أقطع ما كنت أقوم به .

أرجو الإفادة ، وشكرا .

الجواب

الحمد لله

ليست المشكلة في التوجيه والإرشاد ، فالأمر الذي تعاني منه أمر سلوكي ، يقتضي حلا وعلاجا عمليا ، لا يُكتفى فيه بالكلمات الوعظية أو النصيحة اللفظية .

فأول ما ينبغي عليك سلوكه لتجاوز هذا الخلل هو بكل وضوح : " الاستمرار حتى إكمال العمل "

ولعل تجربة أولى ناجحة تحفزك نحو إنجاز جميع أعمالك على وجه الكمال

ويمكنك أن تستعين على ذلك بأمرين اثنين :

1- تقسيم العمل إلى مراحل صغيرة متقاربة ، كي يكون ذلك أنشط لإتمام كل مرحلة على حدة

والمجاهدة حتى بلوغ المرحلة الأخيرة ، فالنفس تستثقل الأعمال الكبيرة الطويلة ، ولا بد أن تستعين عليها بالتقسيم والتجزئة والمرحلية في الإنجاز .

2- اختيار الأعمال القصيرة السريعة والبدء بها لإنجازها ، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ )

رواه البخاري (5861) ومسلم (782)

ويقول صلى الله عليه وسلم : ( أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )

رواه البخاري (6464)، ومسلم (783)

يقول الإمام النووي رحمه الله :

" أي : تطيقون الدوام عليه بلا ضرر ، وفيه دليل على الحث على الاقتصاد في العبادة ، واجتناب التعمق ، وليس الحديث مختصا بالصلاة ، بل هو عام في جميع أعمال البر " انتهى.

"شرح النووي على مسلم" (6/70-71) .

وننصحك بمراجعة بعد الكتب والدراسات التربوية ، والاستفادة منها في هذا المجال ، ومنها :

الفتور : أسبابه وعلاجه ، للشيخ د. ناصر العمر ، عجز الثقات للشيخ د. محمد موسى الشريف .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-03, 14:27
أجبرها أهلها على زواج صوري ليحصل الزوج على إقامة وجنسية !

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة ، أعيش في ألمانيا منذ 15 سنة مع والدتي وأخي ، وذلك أثر طلاق والداي ، قبل سنة أرغمتني والدتي على الزواج برجل ادَّعت أنه في حاجة ماسة للإعانة ، وأمام غطرستها

وتهديدها الدائم لي بالغضب عليَّ ، وانعدام المسؤولية عند أخي : لم يكن لي أي خيار ، منذ قليل اكتشفت حماقتي ، وجهلي , إذ إن أمي تبرر كل أوامرها بحجج تدَّعي أنها من الدين

وتم الزواج لدى المحاكم الألمانية , زواج صوري ، يمكِّن هذا الرجل الذي لم أره سوى عند كتابة العقد من البقاء في ألمانيا والحصول على الجنسية الألمانية بعد سنتين

بعد محاولات عديدة أمكن لي الحصول على موافقة والدتي للبداية في إجراءات الطلاق ، الرجل الذي أصبح اليوم قادراً على البقاء في ألمانيا موافق على طلاق التراضي ، كما كان اتفاقه مع والدتي منذ البداية .

سؤالي هو الآتي : كيف أكفِّر عن ذنبي ؟

هل عليَّ عدة المطلقات ؟

لقد تقدم شاب لي ، ويود الزواج بي ، وأنا حائرة ، إن أعلمته أخشى أن يتركني ، وإن لم أفعل أكون خدعته ، ثم متى أحل له ، أبعد الطلاق من الزواج الباطل أم قبل ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً:

لا يجوز لأحدٍ أن يُكره موليته على النكاح ممن لا ترغب

والعقد الذي يثبت أن المرأة البالغ زُوِّجت فيه بغير إرادتها : باطل عند بعض العلماء ، ومتوقف عليها لإمضائه عند آخرين ، وفي كل الأحوال لا يجوز أن تُجبر البالغ على الزواج .

وتفصيل ذلك في جواب السؤال القادم.

ثانياً:

العقود التي تُجرى في محاكم الدول الكافرة : قد تكون عقوداً باطلة ، وقد تكون صحيحة ، فإن كان سبقها عقد شرعي ، اشتمل على إيجاب ، وقبول

وموافقة ولي ، وشهود أو إعلان : كانت العقود أمام تلك المحاكم للتوثيق ، والتثبيت ، لا للإنشاء ، وإن لم يسبقها عقود شرعية : فلا قيمة لها ، ولا يُبنى عليها أحكام ؛ لأنها باطلة أصلاً .

ثالثاً:

ثمة عقود زواج تُبرم في دول الكفر لا لأجل العفاف والستر وإنشاء أسرة ، بل لغايات الإقامة والجنسية ! وليُعلم أن الزواج هو " كلمة الله " وهو " الميثاق الغليظ " ، وأنه لا يجوز الاستهانة بهذه العقود ، وجعلها مجالاً للعبث .

وليُعلم أن هذه العقود " الصُّورية " أو " الشكلية " إذا تمَّت وفق الشرع فإنه تترتب عليها آثارها الشرعية

من المهر ، والعدَّة ، وغير ذلك ، وأما إذا لم تتم وفق الأحكام الشروط الشرعية : فإنه لا تترتب عليها آثارها الشرعية ، مع وجود الإثم .

سئل علماء اللجنة الدائمة :

نحن شباب مسلم - والحمد لله - ، من مصر ، ولكننا نقيم في هولندا ، ونسأل عن حكم الإسلام في بعض الشباب المسلم الذي يلجأ للزواج من الأوربية

أو بعض النسوة الأجنبيات اللاتي معهن أوراق الإقامة ، وذلك للحصول على الإقامة في هولندا ، مع العلم أن هذا الزواج صوري

أي : حبر على ورق - كما يقولون – أي : أنه لا يعيش معها، ولا يعاشرها كزوجة ، هو فقط يذهب معها إلى مبنى الحكومة ، ومعه شاهدان ، ويتم توثيق العقد ، وبعد ذلك كل ينصرف لطريقه ؟ .

فأجابوا :

عقد النكاح من العقود التي أكد الله عِظم شأنها ، وسمَّاه " ميثاقاً غليظاً " ، فلا يجوز إبرام عقد النكاح على غير الحقيقة من أجل الحصول على الإقامة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 18 / 98 ، 99 ) .

وفي جواب السؤال رقم : ( 2886 ) فتوى أخرى بالتحريم والمنع ، فلتنظر .

فالذي يظهر لنا أن والدك موجود وعلى قيد الحياة ، وهو في هذه الحال وليك في الزواج ، ولو كان مطلِّقاً لأمك ، وأخوك ليس وليّاً لك مع وجود والدكِ ، فإذا تمَّ الزواج بموافقة والدك

وحضور شهود ، مع رضاكِ به : فهو عقد شرعي تترتب عليه آثاره

ولو لم يكن من أجل العيش معه ؛ لأن واقعه – والحالة هذه – أنه عقد شرعي مكتمل الأركان ، فلا يحل لك الزواج بغيره إلا بعد أن تحصلي على الطلاق ، وتنتهي عدتك .

وأما إن تمَّ العقد في الدوائر الرسمية فقط ، ودون موافقتك أو موافقة والدك : فهو عقد غير شرعي

ولا تترتب عليه آثاره ، ولا حاجة للحصول على الطلاق ، إلا من أجل أنك زوجة في الأوراق الرسمية

لا من أجل أنك زوجة شرعاً ، مع استحقاق من ساهم في وجوده للإثم ؛ لاستهانته بالعقد الشرعي ، وجعله مجالاً للعبث .

والخلاصة : أن الواجب عليك الاحتياط في أمر زواجك الجديد ، وألا تقدمي على إتمام الخطبة الجديدة ، إلا بعد طلاقك من الأول .

وأما بخصوص إعلام الخاطب الجديد ، فإن كان يغلب على ظنك أنه لن يعلم بما حدث ، فلا ننصحك بإخباره ، وأتمي زواجك به ، كأن شيئاً لم يكن .

وإن كنت تظنين أنه سوف يعلم ذلك ، فليعلمه منك أفضل وأكرم ، والقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف شاء ، فاستعين بربك سبحانه ، على صرف قلبه إليك ، إن كان في زواجك منه خير لك .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-08-03, 14:30
أجبرت على الزواج ممن لا تريده ، فهل تستخدم حبوب منع الحمل

السؤال

لقد تزوجت منذ فترة قصيرة ، ولكنني غير سعيدة مع زوجي ، وقد أجبرني أهلي على الزواج منه ، ومشكلتي أنني لا أرغب في الإنجاب منه

فهل يجوز أن أدعو الله أن لا يرزقني أولاداً منه أم لا يجوز ؟

وقد قرأت أنه لا يجوز استخدام حبوب منع الحمل بدون إذن الزوج ، فهل هذا صحيح ؟.

الجواب

الحمد لله

لا يجوز للولي سواء أكان أبا أو غيره أن يزوج مَنْ كانت تحت ولايته دون رضاها

لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها )

رواه مسلم (1421)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تُنْكَح الأيم حتى تُسْتَأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت )

رواه البخاري (4843) ومسلم (1419)

كما لا يجوز للولي أن يتعنت في تزويج موليته ، أو يعضلها عن الزواج ممن ترغب إذا كان كفؤاً لها

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسم - : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )

رواه الترمذي (1084) وحسنه الألباني وانظر السؤال رقم (32580)

أما ما حصل معك ، فلك الخيار في الاستمرار أو عدمه ، فاستخيري الله عز وجل ، فإن رضيت فلك الاستمرار على هذا الزواج ، وإن لم تقبلي الاستمرار في زواجك فلك الحق في طلب الفسخ ، لأنه وقع بدون رضاك .

فعن خنساء بنت خذام الأنصارية : أن أباها زوجها وهي ثيب ، فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه .

رواه البخاري (4845)

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه أبو داود (2096) وصححه الألباني .

وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن المرأة إذا زُوِّجت بدون رضاها فإن العقد يكون موقوفاً على إجازة المرأة ، فإن أجازته صح

وإلا فلها الفسخ . وهو مذهب الحنفية ورواية عن الإمام أحمد . انظر المغني 7 / 364 ،فتح الباري 9 / 194

قال الشيخ ابن عثيمين

في مسألة إجبار الوالد بنته على النكاح : إجبار الرجل ابنته على الزواج برجل لا تريد الزواج منه محرم ، والمحرم لا يكون صحيحاً ولا نافذاً

لأن إنفاذه وتصحيحه مضاد لما ورد فيه من النهي ، لأن مقصود الشرع بالنهي عن أمر ما ، أن لا نتلبس به ولا نفعله ، ونحن إذا صححناه فمعناه أننا تلبسنا به وفعلناه ، وجعلناه بمنزلة العقود التي أباحها الشارع .....

وعلى هذا فالقول الراجح يكون تزويج الوالد ابنته هذه بمن لا تريده زوجا ، تزويجا فاسدا ، والعقد فاسد ، يجب النظر فيه من قبل المحكمة

انظر الفتاوى ص 760 ،

وانظر أيضاً فتاوى الشيخ ابن إبراهيم 10 / 73 – 78

أما أخذك لحبوب منع الحمل دون علم الزوج ، فهذا ليس حلا للمشكلة

لأن هذا معناه مكوثك تحت من لا ترضين ، وقد نص بعض أهل العلم كما في فتاوى الشيخ ابن إبراهيم الموضع السابق ، على أنه إذا ظهر من المرأة الرضى بزواجها ممن تزوجت منه جبرا

فإنه يسقط حقها في طلب الفسخ ، وإذا سقط الحق في طلب الفسخ صار الرجل زوجا شرعيا لك ، وإذا كان كذلك لم يجز لك أخذ حبوب من الحمل إلا بعلمه عند وجود ما يدعو إلى ذلك .

*عبدالرحمن*
2019-08-03, 14:36
اشترطت على زوجها أن لا يشرب الدخان ولم يلتزم بالشرط

السؤال

هل للمرأة أن تشترط على من يريد الزواج بها أن يترك التدخين ؟

وماذا تفعل لو لم يلتزم بهذا الشرط ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

شرب الدخان محرم ، لما فيه من تضييع المال والإضرار بالصحة ، والإضرار بالآخرين .

لعلك تعلمين أن جميع أمم الأرض الآن _ مسلمهم وكافرهم _ أصبحوا يحاربون التدخين لمعرفتهم بضرره الشديد . والإسلام يحرم كل ما هو ضار لقوله عليه الصلاة والسلام : " لا ضرر ولا ضرار " .

ولا شك أن المطعومات والمشروبات منها ما هو نافع طيب ، ومنها ما هو ضار خبيث

وقد وصف الله سبحانه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى : ( ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ) ، فهل الدخان من الطيبات أو من الخبائث ؟

ثانيا : جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " إن الله ينهاكم عن قيل وقال

وكثرة السؤال وإضاعة المال " . ونهى الله سبحانه عن الإسراف فقال تعالى : ( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ) ووصف عباد الرحمن بقوله : ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )

ويدرك العالم أجمع الآن أن المال المهدر في الدخان عبارة عن مال ضائع لا يستفاد منه

لا بل ينفق فيما فيه ضرر . ولو أن أموال العالم التي أنفقت في الدخان جُمعت لأنقذت شعوبا ممن أهلكتهم المجاعة ، فهل هناك أسفه من الذي يمسك دولارا ويوقد عليه النار ؟

ما الفرق بينه وبين المدخن ؟

بل المدخن أعظم سفها فالذي يحرق الدولار ينتهي سفهه عند هذا الحد ، وأما المدخن فيحرق المال ويضر بدنه .

ثالثا : كم من الكوارث التي سببها الدخان ، بسبب أعقاب السجائر التي تلقى وتتسبب في حرائق ، وغير أعقاب السجائر ، وقد احترق منزل بأكمله على أهله بسبب تدخين صاحب المنزل ، وذلك حين أشعل سيجارته والغاز متسرب .

رابعا : كم الذين يتأذون بروائح المدخنين وبخاصة إذا ابتليت به وهو في جانبك في المسجد

ولعل الصبر على الروائح الكريهة أهون بكثير من الصبر على رائحة فم المدخن عقب قيامه من النوم . فالعجب من النساء كيف يصبرن على روائح أفواه أزواجهن ؟

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم من أكل ثوما أو بصلاً عن الصلاة في المسجد حتى لا يؤذي المصلين برائحته ، ورائحة البصل والثوم تهون عن رائحة المدخن وفمه .

هذه بعض الأسباب التي من أجلها حرّم التدخين .

: الشيخ سعد الحميد

ثانياً :

ما يشترطه أحد الزوجين على الآخرعند العقد ، الأصل فيه الصحة ووجوب الوفاء به ، ما لم يكن مخالفا للشرع

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ) رواه البخاري (2721) ومسلم (1418) .

وإذا لم يقم الزوج بما اشتُرط عليه والتزم به ، فللمرأة الحق في فسخ العقد .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

"ولو شرط عليها أن تحافظ على الصلوات الخمس ، أو تلزم الصدق والأمانة فيما بعد العقد ، فتركته فيما بعدُ فَلَكَ الفسخ" انتهى .

"الاختيارات الفقهية" (ص 219) .

فمثله لو اشترطت المرأة على زوجها ترك الدخان ، ولم يتركه ، فلها فسخ العقد .

وقد سئل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :

عن امرأة خطبها رجل فاشترطت عليه أن لا يشرب الدخان ، فوافق ، فتزوجته ، ثم تبين لها أنه يشرب الدخان ، فماذا يكون أمرها ؟

فأجاب :

"الحمد لله . إذا كان الأمر كما ذكر فإن للمرأة المذكورة الخيار في فسخ نكاحها منه ، أو البقاء معه" انتهى .

"فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " (10/149) .

ولكن النصيحة لها قبل أن تفسخ العقد أن تحاول إصلاح زوجها ، وإعانته على ترك هذا المحرم

فإن استقام ، فالحمد لله ، وإن أصر على ما هو عليه ، فإنها تقارن بين المصالح والمفاسد ، فقد يكون بقاؤها معه أصلح ، من أجل تربية الأولاد ونحو ذلك ...
.
ولعل الله أن يهديه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-03, 14:42
تتمسك بالسنة وتتهم بالتعنت ، وتريد النصيحة

السؤال

وُلدت مسلمة ، وكنت أجهل كل شيء باستثناء الصلاة ، وبفضل الله فقد استيقظت الآن وأخذت أتصرف وفقا للقرآن والسنة ما أمكنني ذلك ، لكني فقدت جميع صديقاتي الآن

وهن مسلمات أيضا ؛ فهن غير متمسكات كثيراً بالدين ، ولا يكترثن به كثيرا ، وأنا وزوجي أصبحنا غريبين في بلادنا ، صديقاتي امتنعن عن الاتصال بي وبوالدي ، زوجي وأخواته يناديننا وهابيون ، وكذلك بنت خالي

وأمي قالت إنها لا تملك الكثير من الوقت وهي لا تأبه طالما أن جميع أبنائها في خير ويصلون ، أغلب الناس يسخرون من حجابي ، والأمر محزن وصعب

أعني : أني أعيش في جزيرة صغيرة بالمحيط الهندي والجميع مسلمون ودولتي هي " جمهورية المالديف "

أنا أشعر بالوحدة الشديدة والحزن هنا ، هل تخبرني كيف أتصرف - فأنا أشعر بالوحدة الشديدة وأني بمفردي والوضع مؤلم جدّاً أن يفقد المرء كل أصدقائه السابقين - ؟

. أرجو أن تقدم لي نصيحة جيدة تتعلق بالكيفية التي أتصرف بها في هذا الوضع ، لقد حاولت كثيراً أن أخبر أهلي أيضا عن السنَّة لكن جميع الأجوبة التي حصلت عليها كانت : لقد فقدت دينك

أنت وهابية ، إنها الطريقة الوهابية . وأسأل الله أن يثيبكم جميعا على العمل الذي تقومون به .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يفرِّج كربك وييسر أمرك ، وأن يعينك على طاعته وحسن عبادته

واعلمي أن الغربة التي تعيشينها علامة خير لك ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " بدأ الإسلام غريباً وسيعود

كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء " رواه مسلم ( 145 ) ،

ولـ " طوبى " معاني كثيرة ومنها : الخير والكرامة ، وشجرة عظيمة في الجنة ، والفرح والسرور ، وغيرها كثير ، وكلها أقوال محتملة في تفسيرها .

قال السندي – رحمه الله - :

" غريباً " أي : لقلة أهله ، وأصل " الغريب " : البعيد من الوطن .

" وسيعود غريباً " : قلة من يقوم به ، ويعين عليه ، وإن كان أهله كثيراً .

" للغرباء " القائمين بأمره .

و " طوبي " فُعلى من " الطيب " وتفسر بالجنة ، وبشجرة عظيمة فيها .

وفيه تنبيه على أن نصرة الإسلام والقيام بأمره يصير محتاجاً إلى التغرب عن الأوطان ، والصبر على مشاق الغربة كما كان في أول الأمر .

" شرح سنن ابن ماجه " ( شرح حديث 3986 ) .

ثانياً :

لكِ في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ، فقد جاء قومه بالنور فأبوا إلا البقاء في ظلمات الكفر والجهل ، واتهموه بأنه ساحر وكاهن ومجنون ، وصبر على دعوتهم ، ولم يملَّ من تكرارها

ونوَّع بين الدعوة الفردية والجماعية ، والدعوة السرية والعلنية ، حتى نجح نجاحاً مبهراً

وهكذا الدعاة بعده دعوا الكفار إلى الإسلام ، ودعوا العصاة إلى الطاعة

ودعوا المبتدعة إلى السنة ، فلاقى كثيرون ضنكاً وهمّاً وصعوبة ، فلم يكن ليمنعهم هذا من الاستمرار على الدعوة ، ولولا ذلك ما وصل الإسلام إلى بلدكم " جزر المالديف " ! .

فاعتبري بهؤلاء القدوات ، وافعلي فعلهم ، واصبري صبرهم ؛ لتنالي رضا الله تعالى

وما تسمعينه من لمزٍ ونسبة إلى " الوهابية " قد قاله من كان قبلهم ، ولا يزال السفهاء يرددونه مع دعاة السنَّة ، وليس ذلك بضارِّهم ولا بمُوقِفهم عن تبليغ دين الله تعالى .

ثالثاً :

ومع الصبر على هذه الدعوة ننصحك بانتقاء العقلاء من النساء ، ومن أقاربك لتبليغهم دين الله تعالى ، وتذكيرهم بحقيقة الشرائع الإسلامية

فإن الناس الذين رضوا بالانتساب إلى الدين لا يمنعهم سلوك طريق السنَّة ، لكن عندهم موانع تحول دون وصولهم إلى طريق الحق ؛ من علماء الضلالة ودعاة البدعة ، وفتن الشبهات والشهوات

وغير ذلك . وعندنا ـ نحن ـ تقصير في تبليغهم حقيقة الدين ، أو ليس عندنا طرق حكيمة في هذا التبليغ .

فعليكِ بالرفق والتؤدة والصبر ، وانتقي عقلاء القوم ، وتلطفي في توجيههم وتبليغهم ، ونوِّعي بين الشريط المسموع ، والمحاضرة المرئية ، والكتاب المقروء ، ولعلك أن تجدي من النتائج ما تسرين به .

ثالثاً :

احرصي على أن يكون منطلق هذه الدعوة بيتكم ، فابدئي مع زوجك وأبنائك لتنطلقي من هذا البيت المبارك إلى الناس جميعاً ، وتذكري أن أمَّنا " خديجة بنت خويلد " هي أول من أسلم من هذه الأمة مطلقاً

وهي أول من نصر النبي صلى الله عليه وسلم في تبليغ الرسالة ، ودعت بناتها إلى الإسلام ، فكان بيتها أول البيوت إسلاماً ، ومنه انطلقت دعوة الخير لتعم أرجاء الأرض ، فكوني مثلها ، واقتدي بفعلها .

وفي جواب السؤال القادم

تجدين المزيد من الوصايا والنصائح فنرجو الاطلاع عليها ، وهو مغنٍ عن التكرار ها هنا .

والله الموفق

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-04, 18:23
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


كيفية التعامل مع الأهل العصاة

السؤال

ماذا تفعل المرأة إذا كانت الأسرة تعترض طريقها للإسلام (الالتزام) فهم غير ملتزمين ؟

كيف تلتزم السنة؟ هل للأخت أن تعيش بمفردها لتقترب من الله وتقطع علاقاتها الأسرية؟

وهناك شر وغيبة وفتنة ودفع لمعصية الله فهل هناك دعاء عندما نواجه هذه المواقف ؟.

الجواب

الحمد لله

نقول لهذه الأخت المسلمة جزاك الله خيرا على التزامك بالإسلام ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك عليه وأن ييسر لك إعانة عليه .

وبالنسبة للسؤال :

عليك أولا :

أن تصبري على أذاهم ، فإن طريق الالتزام ليس سهلا ، وهو طريق الأنبياء

والمسلم لابد أن يلاقي ويواجه صعوبات في طريق التزامه

كما روى مسلم في " صحيحه " ( 2823 ) من حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " حُفَّت الجنة بالمكاره ، وحُفَّت النار بالشهوات "

والأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد لقوا من أقوامهم بل من أقرب الناس إليهم الأذى والمضايقة فكان جزاء صبرهم أن جعل الله العاقبة لهم .

ثانياً :

على الأخت المسلمة أن تحرص ولا تيأس من نصيحة أسرتها باللين والحكمة والموعظة الحسنة

وفي إظهار الأخلاق الحميدة وطيّب الأفعال والأقوال ومد يد العون والإحسان حتى إلى أشد الناس مضايقة لك فإن هذا له تأثير عليهم إن شاء الله ، وهو من أنجح الوسائل للدعوة إلى الله .

ثالثا :

تحاول أن تجد مساندا لها في هذا الالتزام وذلك باستمالة من هو أكثر لها مودة ومحبةً فإنه أقرب إلى الاستجابة من غيره .

رابعا :

عليك أن تتسلحي بأعظم سلاح ألا وهو الدعاء لهم بالهداية وأن يقذف الله في قلوبهم نور الالتزام وأن تكثري من ذلك في السجود وفي الأسحار في آخر الليل وغيرها من مواطن الدعاء وأن لاتستبطئي الإجابة .

خامسا :

اعلمي أنه ليست كل عزلة مفيدة ، فقد تسبب عزلة بعض من هداهم الله لأهلهم زيادة في الفجور والابتعاد عن الدين ، وقد تسبب العزلة لصاحبها ضيق في الصدر وعدم قدرة على التحمل

لذا نرى أن تصبر الأخت السائلة على أهلها بالمخالطة التي لا تؤثر على دينها وإيمانها ، وكلما كان الاعتزال داخليّاً – أي : داخل البيت –

كان أفضل ؛ لأن خروج المرأة من عند أهلها قد يسبب لها كثرة الكلام عليها ، وإطماع الناس فيها لأنها صارت معتزلة وبعيدة عمن يرعاها ويحميها .

وبقاؤك قد يكون أنفع لأهلك لأن كثيراً من المعاصي قد لا يجرؤ الأهل على عملها رعاية لخاطر أولادهم الذين هداهم الله ، فإذا ما اعتزل هؤلاء أهلَهم خلا الجو لأهلهم فارتكبوا ما يحلو لهم من المعاصي .

لذا فإن الداعية ينبغي أن يكون حكيماً فيقدِّر المصالح والمفاسد الناتجة عن الاعتزال ، فلا يقدم مصلحة يسيرة على دفع مفسدة عظيمة ، ودفع المفاسد أولى من جلب المصالح .

سادساً :

ليس هناك دعاء معيَّن لمثل هذه المواقف خيراً من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لقومه بالمغفرة والهداية .

أ. عن عبد الله بن مسعود قال : كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيّاً من الأنبياء ضربه قومه فأدموْه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول : اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون .

رواه البخاري ( 3290 ) ومسلم ( 1792 ) .

قال النووي :

هذا النبي المشار إليه : من المتقدمين ، وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا يوم أحُد . " شرح مسلم " ( 12 / 150 )

ب. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدم طفيل بن عمرو الدوسي وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله إن " دوْساً " عصت وأبت فادع الله عليها ، فقيل : هلكت " دوس "

قال : " اللهم اهد دوساً وائتِ بهم " . رواه البخاري ( 2779 ) ومسلم ( 2524 ) .

ج. عن أبي هريرة قال : كنتُ أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة ، فدعوتها يوماً فأسمعتْني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكره

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، قلت : يا رسول الله إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى عليَّ فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهدِ أمَّ أبي هريرة " فخرجتُ مستبشراً بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلما جئت فصرتُ إلى الباب فإذا هو مجافٍ فسمعتْ أمي خشف قدمي

فقالت : مكانك يا أبا هريرة ، وسمعت خضخضة الماء ، قال : فاغتسلتْ ولبستْ درعها وعجلت عن خمارها ، ففتحت الباب

ثم قالت : يا أبا هريرة : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

قال : فرجعتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وأنا أبكي من الفرح ، قال : قلت يا رسول الله أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة فحمد الله وأثنى عليه وقال خيراً ...

رواه مسلم ( 2491 ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-04, 18:28
شتائم وخلافات مستمرة مع الزوج فهل تطلب الطلاق ؟

السؤال

أنا متزوجة ولي ثلاثة أطفال ، دائماً في شجار مع زوجي ويدَّعي بأنني لا أطيعه ، في بعض الأحيان وفي نهاية الشجار أتلفظ بألفاظ لا يتلفظ بها المتقون وربما قالها هو ، وفي 80 % من الحالات أشعر بأنني امرأة سيئة

وأن الملائكة تلعنني بالليل ، وأشعر بأنني يجب أن أطلب السماح حتى لو أنني لست مخطئة ، حينها أشعر بالراحة ، ولكنني أشعر بالذنب ، حين يقول عني زوجي بأنني دائماً أشتكي

ولو قلت كل ما يقوله زوجي عني لمكثت ساعات ، زوجي يبالغ ويقول بأنه يريد أن يكون هو الرجل ، فقلت له : إذاً لماذا لا نفترق كما قالت الآية . لا أشعر بالسعادة في حياتي ولا هو كذلك

أشعر بأنه ليس صادقاً مع نفسه لأنني لو كنت غير مطيعة له ودائماً أشتكي وأتصرف كالرجال فلماذا أبقاني معه حتى الآن ؟ . أرجو أن تساعدني وتنصحني لأنني لا أريد أن أغضب الله ولا أغضب زوجي

هو يقول بأنني أغضبه كل يوم ودائماً أجادل . أسأل الله المغفرة ، وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

الجواب

الحمد لله

شرع الله عز وجل الزواجَ وامتنَّ به على الإنسان وجعله من آياته عز وجل

وأخبر أن من أعظم حكَم الزواج وجود السكن والمودة والرحمة بين الزوجين

قال الله تعالى ‏:‏ ‏ ‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً‏ ‏ ‏[ ‏الروم‏ /‏ 21‏ ]‏‏ .

ولا يتم ما أراده الله تعالى من الزواج إلا إذا تحقق حسن العشرة بين الزوجين‏ ، وذلك‏ بأن يؤدي كل منهما ما يجب عليه نحو الآخر‏ .‏

فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها بالمعروف ، وأن تمكنه مما أباح الله له من الاستمتاع

وأن تقرَّ في بيتها ولا تخرج منه إلا بإذنه ، و‏لها على زوجها الكسوة والنفقة والسكنى بالمعروف ولها عليه المعاشرة بالمعروف‏

قال الله تعالى‏ :‏ ‏ ‏وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ‏ ‏ ‏[ النساء‏ /‏ 19‏] ‏‏.‏

والوصية للزوج – أولاً – أن يؤدي الذي عليه تجاه زوجته ، فإن رأى منها تقصيراً في جانب فعسى أن تكون جوانب أخرى فيها تدعوه للإبقاء عليها وعدم تطليقها

قال تعالى ‏:‏ ‏ ‏فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ‏‏ ‏[ ‏النساء‏ / 19‏ ]‏‏

وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏" ‏لا يَفْرُك مؤمنًا مؤمنة إن كره منها خلقًا رضي منها آخر‏ "

‏ ‏‏رواه مسلم ( 1469 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏ ،‏ ومعنى‏ " ‏يَفْرُك‏ " : أي : يبغض‏ .‏

ونحن نرى أن الزوج قد فعل هذا ، وأنه مع ما يجده من زوجته إلا أنه يصبر على أذاها ، ولعلَّ هذا هو ما تعجبتْ منه الأخت السائلة ، وأنه لماذا لا يطلقها

فقد يرى الزوج بحكمته وعقله أنه يوجد مجال لإصلاح الزوجة وتغيير طباعها ، ويرى مفاسد تشتت الأسرة وضياع الأولاد بالطلاق أكثر من مفسدة الشجار وتطاولها عليه .

والوصية للزوجة أن تتقي الله تعالى في زوجها ، ولتعلم أنه جنتها ونارها ، فقد تدخل بسببه الجنة وقد تدخل النار ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " انظري أين أنتِ منه

أي : الزوج - فإنما هو جنتكِ وناركِ " – رواه أحمد ( 18524 )

وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 220 ) - وقد أوجب الله تعالى عليها طاعته بالمعروف

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم النساء بعظم حقه عليها وأنه لو كان آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمر الزوجة أن تسجد لزوجها – كما رواه الترمذي ( 1159 ) وحسَّنه من حديث أبي هريرة - .

فالمرأة العاقلة تؤدي الذي أوجبه الله عليها ، ولا تتعدى حدود الله عز وجل ، ومِن تعدي المرأة على زوجها : سبُّها له ، وكثرة خصامها معه

وإذا كان ثمة أولاد بينهما كان ذلك– منها – زيادة في الإثم لما في سبِّها له من تسببها في جرأة أولادها على أبيهم ، وفقدان مهابته في قلوبهم ، وهو ما يؤثر سلباً في تربيتهم .

وإذا كنتِ تعلمين من نفسكِ أنه يمكنكِ إصلاح ما أخطأتِ به فعليك بالمبادرة إلى الإصلاح ، وذلك بالاستغفار والتوبة والندم والعزم على عدم العود لمثل تلك الفعال

كما يجب عليك طلب المسامحة من زوجك ، والقيام بطاعته ومعاشرته بالمعروف

فتكسبين بذلك رضا الله ، ورضا زوجكِ ، وحسن تربية أبنائك ، وهي السعادة البيتية التي يفتقدها الكثيرون ، وحلُّها بأيديهم ، لكنهم عنها غافلون أو عن إصلاحها مستكبرون .

وإن رأيتِ من نفسك عدم القدرة على إصلاحها أو عدم النية لذلك : فإننا ننصحكِ بالفراق ، وطلب الخلع من زوجك

وعليك أن تؤدي له ما تصطلحون عليه من المهر أو أقل أو أكثر ليطلقكِ ، وهذا خير لك من التمادي في المعصية وازدياد اكتساب الإثم .

فاحرصي – بارك الله عليكِ – على إصلاح بيتكِ وإسعادِ زوجكِ وتربية أبنائك ، واحرصي على بقائك في عصمته بتحسين خلقكِ والكف عن كل ما ترينه شائناً لك ومفرِّقاً بينكِ وبين زوجكِ

ونرى في كلامكِ التحسر على ما يصدر منكِ من أفعال مخالفة للشرع ، وهذا طيب ولكنه يحتاج لتقوية وتثبيت

واحرصي على الدعاء في أوقات الإجابة أن يطهر الله تعالى قلبك وجوارحكِ ، وأن يرزقك حسن الأخلاق ، ولا تترددي بالاعتراف بأخطائك لزوجك ، وتعاهدي معه على الصلح وإصلاح نفسيكما

والكف عن الشجار والشتائم ، واحرصا على الصحبة الصالحة ، وننصحكما بأداء العمرة معاً ، وأن يكون لكما برنامج لتقوية إيمانكما وزيادة الصلة بينكما كالصيام وقراءة القرآن وسماع الأشرطة المفيدة .

ونسأل الله أن يوفقكما لما فيه خير الدنيا والآخرة .

والله الموفق

*عبدالرحمن*
2019-08-04, 18:32
تحب ابن عمها وأبوها يرفض تزويجها له لأنه متزوج

السؤال

أنا فتاة ابلغ من العمر 16 سنة أوقفت تعليمي وقعدت بالبيت لأتعلم وظائف البيت والزوج من والدتي لمستقبلي وهذا كان بإرادتي وليس إجباريّاً. لي ابن عم يبلغ الـ 32 سنة متزوج ، يملك حسن الأخلاق والدين ووسيم وماديته عالية

, وأنا أحبه لدرجة الجنون ولكني لم أبح لأحد عن حبي له ، ابن عمي أراد زواج الثانية , ومن حظي اختارني أنا من بين كل البنات ,

وفقط حينها عرف عن حبي وأنا قلت للجميع إنني أحبه وموافقة أن أكون له زوجة ثانية , وفعلا أتى وطلبني من أبي ، ولكن أبي رفضه وقال لي : لن أزوجكِ لرجل متزوج ، أنت ما زلت صغيرة ولا تعرفين مصلحتك

ابن عمي لم يستسلم وما زال مصرّاً على الزواج مني ، ولكنه لم يعد يدخل بيتنا كالماضي , حرصاً من الكلام الزائد ولعدم إحراجي وإحراج الجميع , ولكنه يأتي عادة إلى ساحة بيوت العائلة

ويقعد في الديوان مع جدي وأعمامي , والجدير بالذكر أني أراه كل يوم ولكنه لم يكلمني أبداً. أنا ملتزمة بالدين وأعلم أن كل إنسان بالغ عاقل مسؤول عن أعماله ويحاسب عليها أمام ربه ,

وليس من حق أبي أن يحرم ما الذي أحله الله " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " .

أرجو منكم الإجابة ، والنصيحة منكم ، ماذا أفعل بدون معصية أبي ، وحتى ابن عمي ماذا يفعل ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

الأحكام التي شرعها الله لعباده فيها الحكمة والعدل والرحمة

كما قال سبحانه :( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)

وقال :(وما جعل عليكم في الدين من حرج)

وقال: (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) .

ومن ذلك : أن جعل موافقة الولي شرطاً من شروط صحة النكاح ، ولم يجعل للمرأة أن تزوج نفسها دونه .

وقد تجد بعض النساء في ذلك غضاضة وخاصة إذا كانت صغيرة أو جاهلة بأحكام وحِكَم الشرع المطهَّر ، لكن سرعان ما يتبيَّن للجميع أن ما شرعه الله تعالى هو غاية الحكمة، وذلك

– مثلاً – عندما تكبر هذه المرأة وتتزوج ويكون لها بنات وتصل إحدى بناتها إلى سن الزواج

فهل ترضى هذه الأم لابنتها أن تختار مَن تشاء مِن الرجال لتتزوجه من غير رضا والديها ؟ إن المؤمنات العاقلات ليعلمن أن هذا لو كان مشروعا لانتشربسببه الفساد والانحلال في المجتمعات ، وحاشا أن يكون هذا في شرع الله .

وكل من يفكِّر بعاطفته فهو يفكر بعقل ناقص ، ولذلك وجبت موافقة الولي

لأنه أقدر على التحري ومعرفة الصواب وتقييم الرجال من المرأة ، وكم تندمت نساء أن تزوجن برجال من غير موافقة أهلهن ، وكم من بيوت تهدمت جراء التعدي على حكم الله في هذا الباب .

وفي الوقت نفسه : لم تُجِز الشريعة للأولياء التحكم التعسفي ببناتهم

وقد حرَّم الله تعالى عليهم عضل بناتهم ومنعهن من التزوج ، لكن هذا التحريم هو في حال تقدم الكفء والموثوق في دينه وخلقه ، أما إن جاء من ليس كذلك ورفضه الأب ، فهو مأجور على رفضه .

وليس للأب أن يجبر ابنته على من لا ترغب بنكاحه ، وإذا فعل الأب ذلك كان آثماً ، وللمرأة أن تطالب بفسخ النكاح إن ثبت ذلك الإجبار .

سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين – رحمه الله - :

تعلمون - حفظكم الله - أن النساء ناقصات عقل ودين ، وهنا تعرض مسألة وهي أن المرأة إذا اختارت رجلا غير صالح ، وكان الرجل الذي اختاره والدها رجلا صالحا ، فهل يؤخذ برأيها أم تجبر على من أن أراد والدها ؟ .

فأجاب :

أما جبرها على من أراد والدها : فإنه لا يجوز حتى وإن كان صالحا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تنكح البكر حتى تستأذن ، ولا تنكح الأيم حتى تستأمر " ، وفي لفظ لمسلم : " والبكر يستأذنها أبوها في نفسها " .

وأما تزوجيها بمن لا يرضى دينه ولا خلقه : فلا يجوز أيضا ، وعلى وليها أن يمنعها وأن يقول لا أزوجك من هذا الرجل الذي تريدينه إذا كان غير صالح .

فإن قال قائل : لو أصرت المرأة على أن لا تتزوج إلا هذا الرجل .

فالجواب : أنا لا نزوجها به وليس علينا من إثمها شيء ، نعم لو أن الإنسان خاف مفسدة وهو أن يحصل بينها وبين هذا الخاطب فتنة تنافي العفة ، وليس في الرجل شي يمنع من تزويجها به شرعا

فهنا نزوجها به درءاً للمفسدة .

" مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة " ( ص 42 ) .

ثانياً :

يجب على الأب أن يحسن اختيار الزوج الصالح لابنته ، ويجوز له أن يرد الخاطب لكونه متزوجاً ، حتى لو كان قادراً على العدل ؛ وهذا الأمر ليس فيه ما يوجب الإثم على الولي

لأن للولي أن يشترط على الزوج أن لا يتزوج على ابنته ، فهو شرط مباح – على الصحيح

خاصة أن الكثير ممن يعدِّد ليس عنده من المقومات ما تقوم به بيوته على العدل والمحبة وحسن التربية

وقد جاء في سنن النسائي ( 3221 ) أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما خطبا فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنها صغيرة " ، فخطبها عليٌّ فزوَّجها منه .

وبه يعرف أنه يمكن رد صاحب الخلق والدين إن كان يرى الولي أن ابنته لا تناسبه ، أو أنه لا يستطيع العدل بينها وبين زوجاته ، والمحذور هو رد صاحب الخلق والدين والقبول بالفسقة أزواجاً لمن ولاهم الله تعالى أمرهن .

وليس لكِ أن تخالفي شرع الله تعالى في التزوج بغير ولي ، وهو نكاح باطل إن حصل .

وقد تعجبنا من وصفكِ نفسك في آخر السؤال أنك " ملتزمة بالدين " وقولك في أول السؤال إنك تحبينه لدرجة الجنون ! والواقع من الملتزمين والملتزمات ليس هذا ، فقد يحب الرجل امرأة والعكس

لكن لا يصل الحب لهذه الدرجة إلا مع ضعف الإيمان والتدين ؛ ولا ينبغي أن يتعدى هذا الأمر درجة الإعجاب والرغبة في النكاح

فإن حصل فخير ، وإلا فلا يجوز أن ينشغل الطرفان بهذا الأمر حتى يغطي على العقل والتفكير السليم ، والقصص المؤلمة في الحب الجنوني كثيرة أدت بأصحابها إلى جنون العقل

أو الوقوع في الفاحشة ، أو ترك الدين لأجل الدخول في دين معشوقته ، ونحن نربأُ بك عن هذا كله .

فاصبري حتى يفرج الله الأمر ، واستمعي لكلام أهلك ، ولا تخالفيهم ، وعليك بالإكثار من التزود بالإيمان والتقوى ، وإعمار قلبكِ بالحب لله ولدينه وللطاعة ،

واسألي الله تعالى أن ييسر لك زوجاً صالحاً ، وتذكري بأنه سيكون لك – إن شاء الله – بنات فلا ترضي لنفسك ما لا ترضينه لهم .

*عبدالرحمن*
2019-08-04, 18:35
ترك صلاة الجماعة في الشركة تجنبا لأذى الموظفين

السؤال

أعمل موظفا في شركة ، وصل أذى عمالها لي إلى حد اتهامي بالكبائر والنفاق ، وأصبح سبي وسب أهلي شيئا محببا لهم

فما حكم ترك صلاة الجماعة معهم ، وما حكم ترك العمل لهذا السبب ، مع العلم أنه يصعب إيجاد عمل آخر ؟

الجواب

الحمد لله

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكفيك شرار الخلق ، وأن يكف عنك الظلم والأذى .

ثم نوصيك أخانا السائل بالحكمة في الحل ، والحكمة لا تكون إلا مع التأني والتروي ، وليس بالعجلة والتسرع ، وذلك لتأخذ فرصتك في تقليب الأمر ومشورة أهل الفضل والرأي مِن حولك .

والذي نراه لك أمران :

أولا : فيما يتعلق بالصلاة : فليس ما ذكرته عذرا لترك صلاة الجماعة معهم ؛ فإن من أصول أهل السنة : حضور صلاة الجماعة خلف كل بر وفاجر ، إلا إن كانت تتيسر لك جماعة أخرى أمثل منهم

فلا بأس أن تصلي مع الجماعة الفاضلة ، وأما أن تترك صلاة الجماعة لتصلي وحدك ، فهذا لا يجوز لك ، ثم إن لن يحل من مشكلتك شيئا ، لأنك سوف تبقى تلتقي بهم في عملك ، وذهابك ومجيئك .

ثانيا : أما أذاهم لك ، فاستعن ـ أولا ـ بمولاك : أن يكف عنك شرهم وكيدهم وأذاهم ، وأن يسلمك منهم .

ثم إن كان لك رئيس ، أو كان عندك ذو سلطان تستعين به في كف شرهم عنك ، فافعل .

فإن لم يكن عندك من يدفع عنك الأذى ، وكان لعملك مقر آخر ، فاطلب نقلك إليه ، فما ينبغي للمسلم أن يبقى في مكان تنتهك فيه حرمته ، ويتعرض فيه للأذى ، وهو لا يستطيع الدفع عن نفسه .

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .

رواه الترمذي (2254) ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

على أنه ينبغي لك أن تدبر لك عملا آخر ، تنفق منه على نفسك وعيالك قبل أن تترك عملك هذا فعلا .

واعلم أن الله سبحانه وتعالى ناصر المظلومين ، ومجير المستضعفين ، فالجأ إليه سبحانه ، واسأله دائما العصمة من الأذى والحفظ من الضرر ، وأن يظهر الحق ويذب عن عرضك

ولتعز نفسك بمن قبلك من المؤمنين الذين اتهموا بالباطل في دينهم وعرضهم ، وأولهم الأنبياء

ثم الصحابة والصالحون ، حتى تجرأ بعضهم على اتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فأنزل الله براءتها من عنده في آيات تتلى إلى يوم القيامة .

وليحذر أولئك الذين يقعون في أعراض المسلمين ويأكلون لحومهم سخطَ الله ومقته وعقابه

فهو سبحانه يمهل ولا يهمل

يقول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/58

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَنَادَى بِصَوْتٍ رَفِيعٍ ، فَقَالَ :

( يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ ، لاَ تُؤْذُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ .

قَالَ : وَنَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا إِلَى البَيْتِ أَوْ إِلَى الكَعْبَةِ فَقَالَ : مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ ، وَالمُؤْمِنُ أَعْظَمُ حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ )

رواه الترمذي (2032) وقال حسن غريب . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"

والحاصل أنه ينبغي لك المحافظة على صلاة الجماعة ، مع اعتزال من يتهمونك بالباطل

فإن لم تستطع الجمع بينهما ، وبلغ بك من الأذى الشيء الكثير ، جاز لك ترك صلاة الجماعة معهم ، إن كان ينفعك ذلك في دفع الأذى عن نفسك ، أو تقليله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-04, 18:52
تزعم أن زوجها ملتزم وقد اعترف لها بأنه يزني ! فماذا تفعل؟

السؤال

أنا سيدة متزوجة منذ 16 سنة ، ولدي 3 أطفال ، زوجي يصلي الصلاة في أوقاتها ، ويقوم لصلاة الفجر ، ويقرأ القرآن ، ويصوم التطوع ، باختصار : تصرفاته تبين لي أنه رجل ملتزم

وأنا أثق فيه ثقة عمياء ، نكوِّن بيتاً يضرب به المثل في التفاهم والتعاون ، وفجأة تأتيني صاعقة ، وهو أنه زاني من الدرجة الأولى ! وأنه حاول عدة مرات مع الخادمة عندنا في البيت

ولكنها كانت ترفض ، وحاول مع صديقات أختي عندما نذهب إلى بيت الوالدين ، وكانت له علاقة مع سيدة متزوجة ، وزوجها بأرض المهجر

وكل هذه الأخبار صحيحة لأنه اعترف . أنا لا أعرف كيف أتصرف ، ولكني أصبحت أكرهه ، ولا أتصور أنني سأقدر على العيش معه ، أفكر كثيراً في الطلاق ، ولكن أولادي ، ماذا أفعل ؟

. ملحوظة : أنا مالكة البيت ، والسيارة ، ولي راتب شهري لا بأس به ، ملتزمة أكثر منه ، لا أستمع للموسيقى ، وكنت أمنعه كذلك ، ومتحجبة ، وأوقظ أولادي - 14 و 11 سنة - لصلاة الفجر

ولله الحمد ، ولا نتفرج إلا على القنوات الإسلامية ، والحمد لله ، ونحن بيت ملتزم على قدر المستطاع ، وما فعلته هو أني طردته من المنزل ، وأخذت السيارة

وأريد أن أعرف التصرف الذي يرضي الله عز وجل في هذا الموقف ، لقد سبق لي أن أرسلت سؤالاً ، ولم أتوصل بالجواب ، وهو يتعلق بمنزلي لأنني اشتريته بقرض ربوي

ولم أكن وقتها على علم بحرمته ، فالمدة المتبقية لاستكمال القرض هي 7 سنوات ، هل يجب أن أبيعه وأكتفي بكراء منزل آخر ، أو ماذا ، خصوصا وأنا في هذه الظروف ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

فتنة النساء هي أضر فتنة على الرجال ، وهي أول فتنة كانت لبني إسرائيل ، لذا فإن الشريعة المطهرة قد جاءت أحكامها واضحة وصريحة في تحريم الخلوة بالنساء الأجنبيات

وتحريم النظر إليهن ، وتحريم مصافحتهن ، والاختلاط بهنَّ

وغير ذلك من الخطوات التي تؤدي بالمسلم للوقوع في فاحشة الزنا ، ومن تجرأ على شرع الله فأطلق لنفسه العنان في أن تفعل ما تشتهي وتهوى وقع على أم رأسه ، وقادته الخطوة إلى أختها ، حتى تصل به إلى الهاوية .

عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) . رواه البخاري ( 4808 ) ومسلم ( 2740 ) .

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ) رواه مسلم ( 2742 ) .

وعلى الزوجة التي تعلم من زوجها وقوعه فيما حرَّم الله مع النساء الأجنبيات أن تسارع إلى تذكيره بتقوى الله ، وأن تخوفه من أليم عذابه

وأن تقطع الطريق على الشيطان أن يقوده إلى الرذائل والفواحش ، وأن تبحث عن الأسباب التي أدَّت به إلى الوقوع في هذه المحرمات فتعالجها

فلا تبق خادمة في بيتها ، ولا تمكنه من النظر إلى صاحباتها ، أو الخلوة بهن ، أو الحديث معهن ، كما عليها أن تبحث في نفسها فقد تكون مقصرة في حقه في الفراش ، ولا تشبع رغبته بسبب عملها

أو انشغالها ، وهذا كله لا يعني أنه يحل له ما فعله – إن ثبت عنه – فالزنا من كبائر الذنوب ، وهو متزوج ، وعقوبته الرجم حتى الموت

وإنما نريد علاج واقع أمامنا ، وليس هناك من يعين الأمة على حفظ أعراضها من قوانين وأنظمة وأحوال

بل كل ما في الدنيا يصب في تأجيج الشهوة ، وإطلاق العنان لأهلها لتفريغها حيث شاءوا ، ونظرة إلى الفضائيات ، وعامة وسائل الإعلام تعرِّف الجاهل صدق قولنا .

ومن المهم أن تنظري في جواب السؤال القادم ففيه بيان كيف تتعامل الزوجة مع زوج يشاهد الأفلام الجنسية ولا يُعطيها حقّها .

ثالثاً :

اتخاذ خادمات في البيوت له مفاسد لم تعد تخفى على أحد ، وكم تسبب وجود الخادمات في كثير من المشكلات في بيوت المسلمين ، ووقع كثيرون في المعاصي الصغيرة والكبيرة بسبب ذلك .

ويرجى النظر في جواب السؤال رقم ( 26282 ) ففيه زيادة بيان حول مفاسد إحضار الخادمات ، وشروط جواز ذلك .

رابعاً :

الذي ننصحك به تجاه زوجك بعد أن اعترف لك أنه وقع في الزنا :

1. أن تعظيه ، وتخوفيه بالله تعالى أن يتوب ويستغفر ويندم على ما فات من فعاله القبيحة .

2. فإن لم يستجب لهذا ، ولم يكف عن ملاحقة النساء ، ويترك الزنا : فاطلبي الطلاق منه ، فإن لم يرض به : فارفعي أمرك للقضاء ليتم تطليقك منه

فإن لم يتم هذا الفراق إلا بالخلع : فخالعيه ، وادفعي ما يطلبه للفكاك منه ، وتخليص نفسك من سوئه وشرِّه
.
واعلمي أن خطر الزوج الزاني لا يلتصق به وحده ، بل يتعداه إلى أولاده

وإليك أنتِ ! إلى أولاده بسكوته عما يفعلونه من محرمات ومنكرات ، وقد يكون بإشراكهم في أفعاله القبيحة ، ويتعداه إليكِ أنتِ بما يمكن أن يؤثر زناه على حالك .

فقد يتلاعب الشيطان بالمرأة ويزين لها أن تقع في الحرام هي الأخرى مغايظةً لزوجها ، ومقابلة له على فعله .
فإن هي استجابت للشيطان في ذلك فقد خسرت خسراناً مبيناً .

وانظري كلاماً لشيخ الإسلام رحمه الله في ذلك في "مجموع الفتاوى" (32/120، 121) .

وخلاصة القول : إما أن يتوب توبة صادقة ، وإما أن تسعي لمفارقته ، بطلاق ، أو خلع .

واستعيني بالله تعالى دعاءً ، وتضرعاً لهدايته أو التخلص منه ، واستعيني بعقلاء أقاربك لتخليصك منه إن لم يتب من ذنبه

وإياكِ أن تجعلي أولادكِ مانعاً من فراقه ، فبفراقه تحافظين عليهم ، وتحمينهم من سوئه وشرِّه ، وبفراقه تستطيعين تربيتهم بعيداً عن مكامن الشر ودواعي الفتنة .

خامساً :

وأما بخصوص بيتك الذي اشتريتيه بقرضٍ ربوي : فكلما تعجلت في سداد هذا القرض والتخلص منه فهو الأولى

ولكن لا يجب عليك ذلك ، فلا يلزمك بيع الشقة لتعجيل سداد القرض ، وتكفيك التوبة والندم على ما فات والعزم على عدم العودة إلى ذلك .

وانظري جواب السؤالين الثاني والثالث القادمين

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-08, 19:02
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


دخل بزوجته فوجدها ثيباً

السؤال

لقد تزوجتُ على أساس أنها بكر ، فدخلتُ بها ووجدتها ثيباً ، فطلقتُها ، وأخذت منهم المهر الذي أعطيتهم إياه ، مع العلم أنها أقرَّت في تلك الليلة أن أباها وأمها يعلمون هذا ، ويريدون أن يدلسوا عليَّ لعله لن ينتبه لذلك

وأقرت بأن زوج خالتها هو الذي فعل بها تلك الفعلة الشنيعة ، وهو الذي توسط لنا بينهم . هل عليَّ شيء في هذا ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لا شك أن فاحشة الزنا من أعظم الفواحش التي جاءت الشريعة الإسلامية بالتحذير منها ، وقد شرع الله تعالى أحكاماً كثيرة ليُحال دون الوصول إلى تلك الفاحشة ، فحرَّم النظر إلى الأجنبيات ، ومسهن

والخلوة بهن ، وحرَّم سفر المرأة وحدها ، وغير ذلك مما يقطع الطريق على الشيطان أن يزيِّن تلك الفاحشة لأحدٍ من المسلمين

ثم شرع الله تعالى حدوداً عظيمة بحق مرتكب هذه الفاحشة ، فشرع الجلد مائة جلدة للزاني والزانية غير المحصنين ، وشرع الرجم بالحجارة حتى الموت لمن أُحصن منهما .

ثانياً :

أما بخصوص كتمان الزوجة وأهلها لذهاب بكارتها : فهو غير مخالف للشرع

لأن الله تعالى يحب السِّتر ، ويجازي خيراً عليه ، ولا يلزم الزوجة أن تخبر زوجها بذهاب بكارتها إن كانت قد فقدتها بوثبة أو حيضة شديدة أو بزنا تابت منه .

وهذه بعض فتاوى لعلماء اللجنة الدائمة ، والشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة :

1. سئل علماء اللجنة الدائمة :

مسلمة تعرضت لحادثة في الصغر فقد منها غشاء البكارة ، وقد تم عقد زواجها ، ولم يتم البناء بعد ، وحالة أخرى تعرضت لنفس الحادث ، والآن يتقدم لها إخوة ملتزمون للخطبة والزواج

وهما في حيرة من أمرهما ، أيهما أفضل : المتزوجة تخبر زوجها قبل البناء ، أو تكتم هذا الخبر ، والتي لم تتزوج بعد هل تستر هذا الأمر خشية أن ينتشر عنها ويظن بها سوء ، وهذا كان في الصغر

، وكانت غير مكلفة ، أم هذا يعتبر من الغش والخيانة ، هل تخبر من تقدم إليها أم لا لأجل العقد ؟ .

فأجابوا :

لا مانع شرعا من الكتمان ، ثم إذا سألها بعد الدخول أخبرته بالحقيقة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 19 / 5 ) .

2. وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

فإذا ادَّعت أنَّها زالت البكارة في أمر غير الفاحشة : فلا حرج عليه ، أو بالفاحشة ولكنها ذكرت له أنها مغصوبة ومكرهة : فإن هذا لا يضره أيضاً

إذا كانت قد مضى عليها حيضة بعد الحادث ، أو ذكرت أنها تابت وندمت ، وأن هذا فعلته في حال سفهها وجهلها ثم تابت وندمت : فإنه لا يضره

ولا ينبغي أن يشيع ذلك ، بل ينبغي أن يستر عليها ، فإن غلب على ظنه صدقها واستقامتها : أبقاها ، وإلا طلقها مع الستر ، وعدم إظهار ما يسبب الفتنة والشرّ .

" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 20 / 286 ، 287 ) .

ثالثاً :

إذا اشترط الزوج أن تكون الزوجة بكراً وبانت بخلاف ذلك فله الحق في فسخ العقد

فإن كان ذلك قبل الدخول فلا شيء لها من المهر ، وإن كان بعد الدخول ، فإن كانت هي التي خدعته ردَّت إليه المهر ، وإن كان الذي خدعه هو وليها أو غيره دفع المهر للزوج .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

لو شرط أحد الزوجين في الآخر صفةً مقصودة ، كالمال ، والجمال ، والبكارة ، ونحو ذلك : صح ذلك ، وملك المشترِط الفسخ عند فواته في أصح الروايتين عن أحمد

وأصح وجهي الشافعي ، وظاهر مذهب مالك ، والرواية الأخرى : لا يملك الفسخ إلا في شرط الحرية والدِّين .

" مجموع الفتاوى " ( 29 / 175 ) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

إذا اشترط السلامة ، أو شرط الجمال : فبانت شوهاء ، أو شرطها شابة حديثة السن : فبانت عجوزاً شمطاء ، أو شرطها بيضاء : فبانت سوداء ، أو بكراً : فبانت ثيِّباً : فله الفسخ في ذلك كله .

فإن كان قبل الدخول : فلا مهر لها ، وإن كان بعده : فلها المهر ، وهو غُرم على وليِّها إن كان غرَّه

وإن كانت هي الغارَّة سقط مهرها ، أو رجع عليها به إن كانت قبضته ، ونص على هذا أحمد في إحدى الروايتين عنه ، وهو أقيسهما ، وأولاهما بأصوله فيما إذا كان الزوج هو المشترِط .

" زاد المعاد " ( 5 / 184 ، 185 ) .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إذا زالت بكارة المرأة بوطء مشروع أو غير مشروع ، فما الحكم الشرعي إذا عَقَدَ رجلٌ عليها في حالتين :

الحالة الأولى : إذا اشترط البكارة .

والحالة الثانية : إذا لم يشترط البكارة ، فهل له حق الفسخ أم لا ؟ .

فأجاب :

المعروف عند الفقهاء : أن الإنسان إذا تزوج امرأة على أنها بكر ، ولم يشترط أن تكون بكراً :

فإنه لا خيار له ؛ وذلك لأن البكارة قد تزول بعبث المرأة بنفسها ، أو بقفزة قوية تُمَزِّق البكارة ، أو بإكراه على زنا ، فما دام هذا الاحتمال وارداً : فإنه لا فسخ للرجل إذا وجدها غير بكر .

أما إذا اشترط أن تكون بكراً : فإن وجدها غير بكر : فله الخيار .

" لقاءات الباب المفتوح " ( 67 / السؤال رقم 13 ) .

وعلى هذا ؛ فإذا كنت اشترطت عليهم أن تكون بكراً ، فلك الحق في استرداد المهر .

أما إذا كنت لم تشترط ذلك ، فلك أن تطلقها إن شئت إذا لم تطب نفسك بالعيش معها ، ولكن لا حق لك في المهر .
والنصيحة أن تبقيها وتستر عليها إن كانت قد تابت توبة نصوحا واستقامت .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-08, 19:09
لا تزور أخاها ولا ابنة عمها خشية الأذى منهما فهل هذا من قطيعة الرحم؟

السؤال

سؤالي عن صلة الرحم لي أخ أكبر مني أخاف منه لأنه يحاول التحرش بي ولم يستطع ، وتحرش بأختي الصغرى ، والآن أخاف على ابنتي البالغة من العمر 14 سنة ، لذلك لا أزوره في بيته أبداً ، وهو متزوج

ولا أختلي به ، ولا أدع ابنتي تختلي به ، صلة رحمي معه هو سلامي عليه حين زيارته لمنزلنا ، وعندما أصادفه في بيت أحد من إخواني ، وأنا مطلقة وأعيش في منزل والدي ، فهل أكون بذلك وصلت رحمي معه ولم أقطعه ؟

لأني لا أريد الذهاب لمنزله . ولي ابنة عم شقيق لوالدي ولا أزورها لأني أتأذى منها ، ولكن أسلم عليها في الاجتماعات العائلية والمناسبات ، فهل وصلت رحمي ؟ وهل هي من رحمي ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

ما ذكرته من تحرش أخيك بك وبأختك الصغرى ، أمر تقشعر منه الأبدان ، وتنفر منه النفوس ، لما فيه من مخالفة الفطرة ، والارتكاس إلى عالم البهيمية بل أضل ؛ إذ كثير من البهائم لا تفعل هذا ولا تقبله
.
وقد أحسنت وأصبت في عدم زيارتك له وعدم اختلائك به ، ومنع ابنتك من الخلوة به

لأنه شخص غير مؤتمن .

وما ذكرت من السلام عليه عند لقائه ، كافٍ في صلة رحم أمثاله من أهل الشذوذ والانحراف ، نسأل الله العافية .

ثانياً :

ابنة عمك من جملة الأرحام الذين ينبغي صلتهم والإحسان إليهم ، وبذل المودة لهم ، لكن هل هي من الرحم التي يجب صلتها أو لا ؟ خلاف بين الفقهاء ، وبيان ذلك أن الرحم نوعان : رحم مَحْرَم ، ورحم غير مَحْرَم .

وضابط الرحم المَحرَم : كل شخصين لو كان أحدهما ذكرا والآخر أنثى لم يجز لهما أن يتناكحا ، كالآباء والأمهات والإخوة والأخوات والأجداد والجدات وإن علوا

والأولاد وأولادهم وإن سفلوا ، والأعمام والعمات ، والأخوال والخالات .

وأما أولاد الأعمام والعمات والأخوال والخالات ، فليسوا من الرحم المَحرَم ، لجواز التناكح بينهم .

والرحم غير المَحرَم : ما عدا ذلك من الأقارب ، كبنت عمك وعمتك، وابن عمك وعمتك ، وابن خالك ، وبنت خالك ، وهكذا .
وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرحم التي يجب صلتها : هي الرحم المحرم فقط

وأما غير المَحْرَم ، فتستحب صلتها ولا تجب ، وهذا قول للحنفية ، وغير المشهور عند المالكية ، وقول أبي الخطاب من الحنابلة ، وحجتهم أنها لو وجبت لجميع الأقارب لوجب صلة جميع بني آدم

وذلك متعذر ، فلم يكن بد من ضبط ذلك بقرابة تجب صلتها وإكرامها ويحرم قطعها , وتلك قرابة الرحم المحرم .

والقول الثاني في المسألة : أنه يجب صلة الرحم كلها ، لا فرق بين المحرَم وغيره

" وهو قول للحنفية , والمشهور عند المالكية , وهو نص أحمد , وهو ما يفهم من إطلاق الشافعية , فلم يخصصها أحد منهم بالرحم المحرم "

. "الموسوعة الفقهية الكويتية" (3/83) .

وينظر : "غذاء الألباب" للسفاريني (1/354)

"بريقة محمودية" (4/153) .

قال في "سبل السلام" (2/628) :

" واعلم أنه اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها فقيل : هي الرحم التي يحرم النكاح بينهما بحيث لو كان أحدهما ذكرا حرم على الآخر .

فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال . واحتج هذا القائل بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها وخالتها في النكاح لما يؤدي إليه من التقاطع .

وقيل : هو من كان متصلا بميراث ، ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : (ثم أدناك أدناك).

وقيل : من كان بينه وبين الآخر قرابة سواء كان يرثه أو لا .

ثم صلة الرحم كما قال القاضي عياض : درجات بعضها أرفع من بعض ، وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام , ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة

فمنها واجب ومنها مستحب ، فلو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لم يسم قاطعا ، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له ، لم يسم واصلا .

وقال القرطبي : الرحم التي توصل الرحم عامة وخاصة ، فالعامة رحم الدِّين , وتجب صلتها بالتوادد والتناصح والعدل والإنصاف والقيام بالحقوق الواجبة والمستحبة .

والرحم الخاصة تزيد بالنفقة على القريب وتفقِّد حاله والتغافلِ عن زلته " انتهى .

وسواء كانت ابنة العم من الرحم التي يجب صلتها ، أو كانت من الرحم التي يستحب صلتها فقط

فإن كان يلحقك الأذى بمخالطتها وزيارتها، واقتصرت على السلام عليها في الاجتماعات العائلية والمناسبات ، فلا حرج عليك ، ولا تعدين بذلك قاطعة للرحم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-08, 19:17
وسائل إزالة الغموم والهموم وضيق الصدور، ووصايا لبناء الشخصية والثقة في النفس

السؤال

نشأت في بيئة محطمة ، بين والداي ، حيث كبرت ولم يعطوني من حنان الوالدين شيئاً ، وأسلوبهم بالتربية معي كان قاسياً ومحطماً ، والآن ليس لدي طموح

وأشعر بضيقة صدر غالباً ، والتفاؤل عندي ضعيف جدّاً ، وكلما حاولت أن أبني لي طموحاً ، وأتفاءل يتراجع وينهدم ، فكيف أبني فيَّ التفاؤل وأثبته كي لا يتراجع ؟

وكيف أعيد الثقة في نفسي ؟

وكيف أُذهب عني ضيقة الصدر التي أعاني منها كثيراً ، مع العلم أني حافظ لكتاب الله ؟

فكيف أوظف هذا الحفظ لأبني نفسي ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

نسأل الله تعالى أن يفرِّج كربك ، وأن يمتعك متاعاً حسناً ، وأن يحبِّب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ، وأن يكرِّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .

وبما أنك من حفظة كتاب الله تعالى فإن الخطب سهل ، وأنت تملك مفتاح حلول مشكلات العالَم بأسره ، ولن يعجزك حل ما أنت فيه من كرب ، وجلاء ما بك من هم .

وسيكون حديثنا معك في مسألتين : الأولى : علاج الهموم ، وضيق الصدر ، والثانية : بناء التفاؤل ، والثقة بالنفس
.
ثانياً :

أما علاج ضيق الصدر ، وإزالة الغموم والهموم فلا حل لهذه المعاناة إلا باللجوء إلى الأدوية الربانية الشرعية ، ولا يزال المسلم يبتلى من ربه تعالى بالهم ، والغم ، والحزَن ، والمؤمن العاقل هو من يعلم أن في هذا التقدير أحد أمرين :

الأول : أن يكون ذلك عقوبة على معاصٍ يرتكبها ، وآثام يفعلها ، وإنما يقدِّر الله تعالى عليه ذلك حتى يرجع ، ويتوب ، ويدع ما هو فيه من فعل للسيئات ، وتركٍ للواجبات .

والثاني : أن يكون ذلك ابتلاءً لرفع الدرجات ، وتكفير السيئات ، وليس أمام المؤمن ما يفعله هنا إلا الصبر ، والاحتساب ، والحرص على إزالة تلك الهموم والغموم بمزيد من الطاعة ، وكثير من العمل الصالح .

ولن نطيل معك في هذا الباب ، فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله وسائل كثيرة يمكن للمؤمن أن يستعين بها لحياة قلب سعيدة

وسعادة نفس فسيحة

وقد جمع الشيخ رحمه الله هذه الوسائل في رسالة لطيفة سمَّاها " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة "

وقد قال في مقدمتها :

" فإنَّ راحة القلب ، وطمأنينته ، وسروره ، وزوال همومه ، وغمومه : هو المطلب لكل أحدٍ ، وبه تحصل الحياة الطيبة ، ويتم السرور ، والابتهاج ، ولذلك أسباب دينية ، وأسباب طبيعية

وأسباب عملية ، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين ، وأما من سواهم : فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب ، يجاهد عقلاؤهم عليه : فاتتهم من وجوه أنفع ، وأثبت ، وأحسن حالاً ، ومآلاً .

ولكني سأذكر برسالتي هذه ما يحضرني من الأسباب لهذا المطلب الأعلى ، الذي يسعى له كل أحدٍ .

فمنهم من أصاب كثيراً منها فعاش عيشة هنيئة ، وحيى حياة طيبة ، ومنهم من أخفق فيها كلها فعاش عيشة الشقاء ، وحيي حياة التعساء ، ومنهم من هو بيْن بيْن

بحسب ما وفق له ، والله الموفِّق ، المستعان به على كل خيرٍ ، وعلى دفع كل شر " .

ثالثاً :

أما بخصوص بناء الثقة ، والتفاؤل في هذه الحياة : فمثلك من حفظة كتاب الله هو من ينبغي أن يدل الناس على ما يفعلونه من أجل ذلك ، ففي صدرك الشفاء

وبين يديك العلاج ، لا لهذه الأدواء فقط ، بل لكل أدواء الدنيا ، فكتاب الله تعالى ليس للمسلمين فحسب ، بل هو هدى للناس ، ودلالة للعالَمين .

وقد جاء في السنَّة النبوية ما يبين بجلاء أن الإسلام راعى جانب غرس الثقة في نفوس أهل الإسلام منذ الصغر ، وربَّاهم على الرجولة ، وبناء الشخصية منذ نعومة أظفارهم ، ونضرب لذلك مثلين :

الأول :

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ : أُتِىَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَدَحٍ فَشَرِبَ وَعَنْ يَمِينِهِ غُلاَمٌ

هُوَ أَحْدَثُ الْقَوْمِ ، وَالأَشْيَاخُ عَنْ يَسَارِهِ قَالَ : (يَا غُلاَمُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أُعْطِىَ الأَشْيَاخَ ؟) ، فَقَالَ : مَا كُنْتُ لأُوثِرَ بِنَصِيبِى مِنْكَ أَحَداً يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ . رواه البخاري (2237) ومسلم (2030) .

فالغلام هنا – وهو ابن عباس – صاحب حق في أن يشرب بعد النبي صلى الله عليه وسلم

لأنه عن يمينه ، فاستأذنه النبي صلى الله عليه وسلم في أن يؤثر بنصيبه غيره ، فلم يأذن ! لأنه صاحب قرار ، والحق له ، فقرَّر أن لا يؤثر أحداً على نصيبه ، وهذا لا شك مما يسهم في بناء شخصية الطفل ، ويغرس فيه الثقة .

والثاني :

عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ ، فَنَسْأَلُهُمْ : مَا لِلنَّاسِ ؟! مَا لِلنَّاسِ ؟! مَا هَذَا الرَّجُلُ ؟

فَيَقُولُونَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ ، أَوْ : أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا ، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلَامَ وَكَأَنَّمَا يُقَرُّ فِي صَدْرِي ، وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلَامِهِمْ الْفَتْحَ

فَيَقُولُونَ : اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلَامِهِمْ ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلَامِهِمْ

فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : جِئْتُكُمْ وَاللَّهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقًّا ، فَقَالَ : صَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، وَصَلُّوا صَلَاةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا

فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنْ الرُّكْبَانِ فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ - أَوْ سَبْعِ سِنِينَ - . رواه البخاري (4051) .

وهذه غرس للثقة عظيم في نفس ذلك الطفل ، وتلك تربية عظيمة في الإسلام لأولئك النشء الذين سيكونون في المستقبل بناة لهذا الدين ، ودعاة لهذا الحق .

ونحن – أخي السائل – نشعر معك بالأسى ، والحزن ، والهم والغم ، والذي أصابك بسبب ما فعله أهلك ، لكن هذا ليس هو نهاية الأمر

بل هي كانت البداية ، وكانت بداية سيئة ، ويحتاج الأمر إلى تقويم ، ومعالجة ، وهذا ما ستفعله أنت

مستعيناً بالله تعالى ، متوكلا عليه وحده لا شريك له ، وفي صدرك كتاب الله ، فلن تجد الأمر إلا سهلاً يسيراً ، وسنذكر لك بعض النصائح والوصايا ، ونرجو أن تكون لك نافعة ، ونرجو أن يكون منك تطبيق لما نقوله لك .

1. احرص على تثبيت الإيمان في قلبك ؛ فإن القلب الذي يعمر بالإيمان الثابت فيه من القوة ما يحطم كل ماضٍ أليم ، وشر مستطير ، ويتحطم على هذا القلب القوي الثابت كل ضلال مبين .

2. ابذل من وقتك ما تتعلم به العلم الشرعي النافع ، وانظر لشخصية العلماء كيف هي قوية متينة ، وانظر لطموحهم في طلب العلم كيف هو عالٍ كبير ، فبالعلم تستطيع بناء الثقة في نفسك

وتكون به طموحاً لأن تكون في مصاف العلماء .

ولا تنس العمل بالعلم ، ولا خير فيمن يعلم ولا يعمل ، بل علمه سيكون حجة عليه ، والعلماء العاملون من أكثر الناس انشراحاً للصدور

ومن أكثر الناس طموحاً ، فهم يحرصون أشد الحرص على تعليم الناس ، ودعوتهم ، وإيصال الإسلام إلى أقاصي الدنيا
.
3. لا تنشغل بماضيك الأليم ، ومزِّق ورقته ، وتقدَّم للأمام ، ولا تنظر إلى الوراء

وكل ذلك نافعك إن شاء الله ، وفي عكسه الضرر والألَم ، فما فات لن ينفعك تذكره ، ولا العيش على آلامه ، بل اجعله دافعاً لك لأن تعوضه بالأمل ، والطموح

والحياة الجديدة السعيدة ، واجعله عبرة لك أن تسلك الطريق ذاته مع أولادك .

4. اغفر لوالديك صنيعهم معك ، وتجاوز عن أخطائهم في حقك ، ولا بدَّ من هذا حتى يكون قلبك أبيض كالثلج

وحتى لا تجعل للشيطان طريقاً إلى قلبك ليبغضك بهم ، وقدِّر حالهم من الضعف ، والجهل ، حتى تجد لهم أعذاراً في فعل ما فعلوه .

واعلم أن الله تعالى أمر ببر والديك والإحسان إليهما ، حتى وإن جاهداك على أن تشرك بالله تعالى .

قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان / 14 ، 15 .

قال ابن كثير رحمه الله :

أي : إن حَرَصَا عليك كل الحرص على أن تتابعهما على دينهما ، فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنعنَّك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفاً ، أي : محسنًا إليهما .

( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) يعني : المؤمنين .

" تفسير ابن كثير " ( 6 / 337 ) .

5. لا تقارن نفسك بمن هم أحسن منك حالاً ، حتى لا تزدري نعمة الله عليك ، وانظر لمن هم دونك ؛ حتى تعلم عظيم فضل الله عليك .

6. اقرأ سيرة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ، واتخذه لك قدوة حسنة ، وانظر كيف كانت طفولته مليئة بالآلام ، والأحزان

فقد ولد فقيراً يتيم الأبوين ، ثم لم يلبث أن مات جده ، ولم يكن هذا مانعاً من أن يكون إماماً للناس يقود الجيوش ، ويسير السرايا ، ويفتح البلدان ، ويعلم الجاهل ، وينصر المظلوم .

وقد امتن الله تعالى عليه بذلك فقال : (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى/6- 11 .

7. خالط أصحاب الهمم العالية ، وتجنب أصحاب الهمم الدنيئة ، فللصحبة أثرها الحسن والسيئ ، فاحرص على صحبة من ينفعك .

8. تذكَّر أن الشيطان يحرص أشد الحرص على إحزانك ، وتكدرك ، وتثبيط عزائمك ، فقابل ذلك بقوة اليقين بالله تعالى ، وبالطاعات ، ولا تنس أن تستعيذ بالله دوماً من الشيطان الرجيم .

9. أخيراً : الزم الدعاء ، وتحيَّن أوقات الإجابة ، تسأل ربك من فضله العظيم ، وتعوذ به من كل هم ، وغم ، وحزَن ، وتسأله أن يوفقك لمعالي الأمور .

والله الموفق

*عبدالرحمن*
2019-08-08, 19:23
لديه عيب خلقي جعله يتحاشى الناس ويفرط في الصلوات

السؤال

أكتب إليكم هذه الرسالة وأنا أتقطع ألما وحرقة لعلي أجد الجواب الشافي عندكم .

سؤالي كالتالي : أنا شاب مَنَّ الله علي بالالتزام وأنا أصر على بعض المعاصي وأتهاون في الصلوات مؤخرا وذلك لأن لدي حركة لا إرادية مزعجة بجانب الفم تظهر كلما ضحكت أو تعرضت لموقف محرج

وهذا سبب لي رهبة اجتماعية ومشاكل نفسية ، والعجيب أني حاولت في إحدى المرات أن أذهب لأحد الرقاة

ولكن ينتابني خوف شديد لأني قد ذهبت مرة ورأيت نطق الجان على لسان بعض المرضى فبعدها صرت أخاف من الرقية مع أني أقرأ آية الكرسي والمعوذات ولا أتأثر

فو الله إنها ضاقت بي الأرض بما رحبت وبدأ يتسلل إلى قلبي اليأس وأخاف أن أقنط من رحمة الله وأخشى أن تؤثر على وظيفتي فأفقد عملي وتنقلب حياتي رأسا على عقب . فما الحل ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي أن تحمد الله تعالى وتشكره على نعمة الالتزام ، فهي أجل النعم ، وأن تعلم أن الشكر هو باب المزيد

كما قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/7 .

ثانيا :

تأمل فيمن حولك من الناس ، كم فيهم من مريض ، ومبتلى ، وذي حاجة ، لتعلم أن ما تعاني منه لا يعد شيئا بالنسبة لمعاناة كثير من الناس ، فاحمد الله تعالى ، واصبر ولا تجزع .

وفي الحديث : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم (2963) .

ولو أنك زرت إحدى المستشفيات ، وتأملت ما يعانيه الناس ؛ لأدركت أنك في خير عظيم ، ونعمة سابغة ، وأنك مقصر في شكر ربك ومولاك ، بل وتخشى من القنوط من رحمته ، عجبا لك

لو تأملت في بدنك لرأيت مئات النعم تتوالى عليك ، نعمة النظر ، والسمع والنطق ، والمشي ، وسلامة الجوارح ، وأهمها هداية القلب

ثم تتأذى من حركة لا إرادية تظهر أحيانا ، فكيف لو كنت أخرس أو أعمى أو أعرج أو مقعدا ، فاحمد الله تعالى ، واحذر أن تسلب النعم بكفرانها وجحودها .

قال ابن القيم رحمه الله :

" حبس السلطان رجلا فأرسل إليه صاحبه : اشكر الله ، فضُرب ، فأرسل إليه : اشكر الله ، فجيء بمحبوس مجوسي مبطون في قيد ، وجعل حلقة من قيده في رجله وحلقة في الرجل المذكور

فكان المجوسي يقوم بالليل مرات [أي لقضاء حاجته] ، فيحتاج الرجل أن يقف على رأسه حتى يفرغ ، فكتب إليه صاحبه : اشكر الله ، فقال له : إلى متى تقول : اشكر الله ، وأي بلاء فوق هذا ؟

فقال : ولو وضع الزنار الذي في وسطه في وسطك كما وضع القيد الذي في رجله في رجلك ماذا كنت تصنع ؟!

فاشكر الله "

انتهى من "عدة الصابرين" ص 123

والزنار كان يلبسه الكفار تمييزا لهم عن المسلمين .

والمقصود من هذه القصة : أنه مهما ابتلي المؤمن في بدنه ، فلا تزال نعم الله تعالى عليه لا يستطيع إحصاءها ، وأعظمها نعمة الهداية إلى هذا الدين .

فانظر في حال من هو دونك ، وتأمل ما منحك الله من النعم ، فذلك من أعظم الوسائل التي تعين على الصبر ، بل تجلب الرضى ، وتساعد على الشكر .

ثالثا :

من ابتلي بمصيبة من المصائب فهو بين أمرين : أن يصبر ويحتسب ، فينال الأجر العظيم والثواب الكريم

كما قال تعالى : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/155- 157

وقال تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 .

أو أن يجزع ويتسخط ، فينال الإثم والعقاب ، مع بقاء مصيبته ، فلا يفيده الجزع شيئا ، وإذا خُيِّر العاقل بين الأمرين اختار الأول ولا شك

فإن المصيبة موجودة على كل حال ، فلم لا يكسب الثواب ، ويجني الحسنات ؟

وأي مصلحة في جلب السيئات ، وتعريض النفس للعقاب ، بل أي مصلحة في الجمع بين مصيبة الدنيا وعقاب الآخرة ؟

رابعا :

لا وجه للتخوف من الرقية ، فإنها نافعة في كل حال ، سواء كنت مصابا بعين ونحوها أو لم تكن مصابا ، والحالة التي تشكو منها قد تكون بسبب شيء من ذلك .

وأهم ما نوصيك بك أن تتجاوز هذه المرحلة ، وأن تعرض عن التفكير في هذا الأمر ، وأن لا تلتفت إلى نظر الآخرين ورأيهم ، فإنهم سيرونك مهما حاولت إخفاء عيبك – إن كان هناك عيب – فلا تبال بذلك

فأنت أفضل من عشرات ممن هم في سنك أو مجتمعك ، وكم من صاحب عيب وعاهة هو محبوب محترم بين الناس ، قد زكّاه إيمانه ، وقدّمه اجتهاده ، وجمّله خلُقه .

وهذا عطاء بن أبي رباح إمام من أئمة التابعين

قال عنه الذهبي رحمه الله : "الإمام شيخ الإسلام، مفتي الحرم" .

ثم قال في وصفه : " قال ابن سعد: هو مولى لبني فهر أو بني جمح ، انتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد ، وأكثر ذلك إلى عطاء .

سمعت بعض أهل العلم يقول : كان عطاء أسود أعور أفطس أشل أعرج ، ثم عمي ، وكان ثقة، فقيها ، عالما ، كثير الحديث .

قال أبو داود : أبوه نوبي ، وكان يعمل المكاتل ، وكان عطاء أعور أشل أفطس أعرج أسود ، قال : وقطعت يده مع ابن الزبير "

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (5/78) .

فانظر .. هل منعته هذه الأوصاف من طلب العلم ، وإمامة الناس ، والتصدي للتدريس والإفتاء ، والبذل والعطاء ؟

وهل كانت هذه الأوصاف مانعة من إقبال الناس عليه ، وإجلالهم له ، وأخذهم العلم عنه ؟

وانظر .. كم أعطاك الله من نعمة في بدنك حُرمها ذلك الإمام الكبير ؟

قال الذهبي في تتمة ترجمة هذا الإمام :

" قال الأصمعي: دخل عطاء بن أبي رباح على عبد الملك [الخليفة] ، وهو جالس على السرير، وحوله الأشراف ، وذلك بمكة في وقت حجه في خلافته ، فلما بصر به عبد الملك

قام إليه فسلم عليه ، وأجلسه معه على السرير ، وقعد بين يديه ، وقال : يا أبا محمد : حاجتك ؟ قال : يا أمير المؤمنين ! اتق الله في حرم الله ، وحرم رسوله ، فتعاهده بالعمارة

واتق الله في أولاد المهاجرين والأنصار ، فإنك بهم جلست هذا المجلس ، واتق الله في أهل الثغور ، فإنهم حصن المسلمين ، وتفقد أمور المسلمين ، فإنك وحدك المسؤول عنهم

واتق الله فيمن على بابك ، فلا تغفل عنهم ، ولا تغلق دونهم بابك

فقال له : أفعل ، ثم نهض وقام ، فقبض عليه عبد الملك وقال : يا أبا محمد ! إنما سألتنا حوائج غيرك

وقد قضيناها ، فما حاجتك ؟ قال : مالي إلى مخلوق حاجة ، ثم خرج ، فقال عبد الملك : هذا وأبيك الشرف ، هذا وأبيك السؤدد " انتهى .

فنوصيك بالتوبة إلى الله تعالى ، والإقبال عليه ، والاجتهاد في طاعته

والإكثار من شكره وحمده ، وعدم الالتفات إلى ذلك الأمر ، والاجتهاد في عملك ووظيفتك ، والإحسان وبذل المعروف للناس ، فإنك تنال بذلك الأجر والرفعة في الدنيا والآخرة .

نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-08, 19:27
هل يزوج ابنته لمن يريد حفل زفاف بالموسيقى ولا يصلي جماعة؟

السؤال

هل يجوز لأب تزويج ابنته لرجل صاحب سلوك حسن ، يصر على إقامة حفل زفافه بالموسيقى ، مع أنه عالم بتحريمها ، وهو من المصلين الذين لا يحرصون على أداء الصلاة جماعة ؟

الجواب

الحمد لله

ينبغي لولي المرأة أن يسعى لتزويجها من عرف بالصلاة والاستقامة والبعد عن المحرمات الظاهرة .

وصلاة الرجل جماعة في المسجد من الواجبات التي يأثم تاركها إلا لعذر

وسماع الموسيقى أو إقامة حفل زفاف بالموسيقى من المحرمات التي يتعين تركها ، وكيف يليق بالمسلم العالم بتحريم الموسيقى أن يبدأ حياته الزوجية بمعصية الله .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إذا كان الخاطب لا يصلي مع الجماعة : فهذا فاسقٌ ، عاصٍ الله ورسوله ، مخالفٌ لما أجمع المسلمون عليه من كون الصلاة جماعة من أفضل العبادات

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ( ص 222 ج 23 ) من " مجموع الفتاوى "

: اتفق العلماء على أنها - أي : صلاة الجماعة - من أوكد العبادات ، وأجلِّ الطاعات ، وأعظم شعائر الإسلام " ا.هـ كلامه رحمه الله تعالى

ولكن هذا الفسق لا يخرجه من الإسلام ، فيجوز أن يتزوج بمسلمة ، لكن غيره من ذوي الاستقامة على الدين والأخلاق : أولى منه ، وإن كانوا أقلَّ مالاً وحسباً

كما جاء في الحديث : ( إذا أتاكم من ترضون دِينه وخلُقه فأنكحوه ) قالوا : يا رسول الله ‍‍‍‍‍‍‍وإن كان فيه ؟

قال : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ) ثلاث مرات ، أخرجه الترمذي

وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) .

ففي هذين الحديثين دليل على أنه ينبغي أن يكون أولى الأغراض بالعناية والاهتمام : الدِّين ، والخلُق ، من الرجل والمرأة

واللائق بالولي الذي يخاف الله تعالى ويرعى مسؤوليته أن يهتم ويعتني بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه مسؤول عن ذلك يوم القيامة ، قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ)

وقال : ( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ . فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ )" انتهى .

" فتاوى الشيخ العثيمين " ( 12 / جواب السؤال رقم 31 ) .

وعلى هذا ؛ ينصح الأب بأن يبحث لابنته عن زوج أحسن حالاً من هذا الرجل الذي يصر على المحرم .

لكن إذا كانت البنت محتاجة للزواج وخشي الأب أن لا يتقدم لابنته أفضل من هذا الرجل

لاسيما مع تقدم سن البنت ، فزواجها من هذا الرجل خير لها من بقائها بلا زوج

لكن مع استمرار نصحه بتقوى الله تعالى ، والصلاة جماعة في المسجد ، والإصرار على عدم إقامة حقل الزفاف بالموسيقى أو غير ذلك مما حرم الله .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-09, 18:34
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


طلب المرأة الطلاق من زوجها المدمن للمخدرات

السؤال

هل يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها الذي يدمن شرب المخدرات ؟

الجواب

الحمد لله

الأصل أنه لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إلا إذا وجد سبب لذلك

قَالَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ) رواه أحمد (21874) وأبو داود (2226) والترمذي (1187) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2035).

وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ) أي : من غير شدة تلجئها إلى سؤال المفارقة .

قال الحافظ بن حجر رحمه الله في "فتح الباري" :

"الأخبار الواردة في ترهيب المرأة من طلب طلاق زوجها ، محمولة على إذا لم يكن بسبب يقتضي ذلك ، لحديث ثوبان ..... ثم ذكر الحديث المتقدم" انتهى .

ولا شك أن إدمان الرجل شرب المخدرات نقص كبير ، يضر المرأة في دينها ودنياها ، فإنه لا يؤمن أن يدخل عليها زوجها وهو سكران فيضربها أو يشتمها ، وقد يطلب منها في ذلك الوقت فعل ما لا يجوز لها فعله .

ومثل هذا يعتبر عذراً يبيح للمرأة أن تطلب الطلاق ، لكن الذي ينبغي للمرأة أن تصبر على زوجها ، وتحاول إصلاحه بقدر ما تستطيع فإن عجزت عن ذلك ووجدت أن الإقامة معه تضرها ، فلا حرج عليها حينئذ في طلب الطلاق .

وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

ما حكم طلب المرأة للطلاق من زوجها الذي يستعمل المخدرات ؟ وما حكم بقائها معه ؟ علماً بأنه لا يوجد أحد يعولها وأولادها سواه .

فأجاب :

"طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز ، لأن حال زوجها غير مرضية ، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين

ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير" انتهى .

"فتاوى المرأة المسلمة" (2/745، 746) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-09, 18:36
يمنعها والدها من الزواج بحجة إكمال تعليمها

السؤال

طرق بابنا بعض راغبي الزواج مني فرفض والديّ بحجة إكمال تعليمي ، وقد حاولت إقناعهما كثيراً برغبتي في الزواج وأن ذلك لن يتعارض مع دراستي ، ولكنهما أصرا على موقفهما

فهل يجوز لي أن أتزوج دون رضاهما ؟

وإلا ماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله

"لا شك أن منع والدك من تزويجك لمن هو كفء أمر محرم ، والزواج أهم من الدراسة ، وهو لا ينافي الدراسة ، لأنه من الممكن الجمع .

وفي الحال الذي وقعت يجوز لكي أن تتصلي بالمحكمة الشرعية لإبداء ما جرى ثم بعد ذلك يكون النظر الأخير لها أي المحكمة الشرعية" انتهى .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

"فتاوى المرأة المسلمة" (2/704) .

ترتيب أشرف بن عبد المقصود .

*عبدالرحمن*
2019-08-09, 18:42
زوجها عمها بغير رضاها وزوجها يشرب الخمر ويضربها

السؤال

أود أن أقص لكم قصتي ومشكلتي. راجيا منكم الإجابة. قبل سنة تعرفت مع فتاة طيبة الخلق وتواعدنا على الزواج بعد إكمال الدراسة. ولكن في يوم من الأيام جاءني الخبر أنه عرضت لها خطبة من قبل إنسان

غير معروف لديها وأن عمها وافق بل تعهد أن يزوجها منه مع وجود الأب والأخ ، والأب كان ساكتا لم يقل شيئا مع أنه وابنته غير موافقين على هذا الزواج والكلمة الأخيرة عند العم

لأنه هو الأكبر في العائلة جميعا.وبعد المخاصمة الطويلة أجبرها عمها بدون إذنها على النكاح مع كونها بكرا. وبعد مضي شهر تبين أن زوجها يشرب الخمر وكثيرا ما يأتي إلى البيت وهو سكران ويضربها ويسبها.

ولا يتمسك بأحكام الدين تماما. مع كوني متمسك متدين والحمد لله حتى قلت لها لو تزوجتك ستلبسين الحجاب وشرحت لها كل واجبات المرأة فكانت راضية بذلك.

عندما رجع أخوها الأكبر من السفر كان غائبا حينذاك علم أن أخته تزوجت مجبرة من دون إذنها وأن زوجها يشرب خمرا ويضربها فأعادها إلى البيت وهي غير مطلقة -الآن هي في البيت-. السؤال الأول

: هل يعتبر هذا النكاح صحيحا بدون إذنها؟ وهل كان العم مستحقا أن يزوجها مع وجود الأب والأخ؟

السؤال الثاني : لو عرض له الطلاق لن يوافق على الطلاق لأنه يعرف أنني أريد زواجها

الآن بعدما أعادها الأخ إلى البيت هل يجوز للقاضي أو الإمام أن يطلقها؟ لو رفض زوجها الطلاق ؟

وهل في الإسلام تكافؤ في الدين ؟

ألست أحق بها منه مع كوني الآن طالب علم في الجامعة الإسلامية؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

لا يجوز إجبار المرأة على الزواج ممن لا تريد ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأيم أحق بنفسها من وليها ، والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها ) رواه مسلم (1421).

وقوله : ( لا تُنْكَح الأيم حتى تُسْتَأمر ، ولا تنكح البكر حتى تستأذن . قالوا : يا رسول الله وكيف إذنها ؟ قال : أن تسكت ) رواه البخاري (4843) ومسلم (1419).

فإن زُوجت بغير رضاها فالنكاح لا يصح ، على الراجح ، وأولى إذا زوجت بغير كفء .

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (7/31) :

" إذا زوجها من غير كفء , فنكاحها باطل . وهو إحدى الروايتين عن أحمد , وأحد قولي الشافعي لأنه لا يجوز له تزويجها من غير كفء ,

فلم يصح . كسائر الأنكحة المحرمة , ولأنه عقد لموليته عقدا لا حظ لها فيه بغير إذنها , فلم يصح ,

كبيعه عقارها من غير غبطة ولا حاجة , أو بيعه بدون ثمن مثله , ولأنه نائب عنها شرعا , فلم يصح تصرفه لها شرعا بما لا حظ لها فيه كالوكيل " انتهى .

والأصل في ذلك ما جاء عن خنساء بنت خذام الأنصارية : أن أباها زوجها وهي ثيب ، فكرهت ذلك ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد نكاحه . رواه البخاري (4845) .

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن جارية بكرا أتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهي كارهة ، فخيرها النبي صلى الله عليه وسلم . رواه أبو داود (2096) وصححه الألباني .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ولكن القول الراجح في هذه المسألة أنه لا يحل للأب ولا لغيره أن يجبر المرأة على التزوج بمن لا تريد وإن كان كفئاً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تنكح البكر حتى تستأذن)

وهذا عام لم يستثن منه أحد من الأولياء بل قد ورد في صحيح مسلم (البكر يستأذنها أبوها) فنص على البكر ونص على الأب وهذا نص في محل النزاع فيجب المصير إليه ، وعلى هذا فيكون إجبار الرجل ابنته

على أن تتزوج بشخص لا تريد الزواج منه يكون محرماً والمحرم لا يكون صحيحاً نافذاً لأن إنفاذه وتصحيحه مضاد لما ورد فيه من النهي

وما نهى الشرع عنه فإنه يريد من الأمّة ألا تتلبس به أو تفعله ونحن إذا صححناه فمعناه أننا تلبسنا به وفعلناه وجعلناه بمنزلة العقود التي أباحها الشارع وهذا أمر لا يكون

وعلى هذا القول الراجح يكون تزويج والدك ابنته هذه بمن لا تريد يكون تزويجاً فاسداً والعقد فاسد فيجب النظر في ذلك من قبل المحكمة "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب".

وعليه فلهذه الفتاة أن تراجع المحكمة وتطلب فسخ النكاح ؛ لعدم رضاها بالزوج ابتداء ، ولسوء عشرته وضربه لها أيضا .

ثانيا :

الأحق بتزويج المرأة أبوها ثم جدها وإن علا ، ثم أخوها الشقيق ، ثم لأب ، ثم أبناؤهما ، وكل هؤلاء مقدمون على العم ، ولا تصح ولاية الأبعد كالعم ، مع وجود الأقرب .

ثالثا :

ما دام النكاح قائما لم يفسخ ، فليس لك التقدم لخطبة هذه المرأة ، فإذا فسخ النكاح ، وانقضت العدة جاز لك خطبتها من وليها .

رابعا :

قد علم مما سبق أن النكاح مع عدم رضى المرأة لا يصح عند بعض أهل العلم ، وذهب بعضهم إلى أنه يوقف على إجازة المرأة ، وعليه فإذا رفضت المرأة الاستمرار في الزواج

طلقها القاضي ، دون التفات لرأي الزوج . وكذلك للقاضي أن يطلق على الزوج إذا ثبت لديه وقوع الضرر على المرأة لفسق الرجل وسوء معاملته لها .

فإذا لم يكن القاضي في بلدها يطلقها بمثل ذلك ، فبإمكانها أن تختلع من هذا الزوج وتفدي نفسها منه، ولو اسقطت حقها كله، أو بعضه، صيانة لنفسها ودينها من مثل هذا الزوج .

خامسا :

الكفاءة معتبرة في النكاح ، وهي كفاءة الدين ، فلا يزوج كافر من مسلمة ، ولا فاسق من عفيفة .

قال في "زاد المستقنع" :

" فلو زوج الأب عفيفة بفاجر فلمن لم يَرْضَ من المرأة أو الأولياء الفسخ " انتهى مختصرا .

ورجح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

أن النكاح لا يملك الأولياء فسخه بكل فسق ، وأن لهم فسخه في حال شرب الزوج للخمر لأنه ضرره متعد للزوجة وأولادها .

قال رحمه الله :

" فإذا عُرف أن هذا الزوج يشرب الخمر فللبعيد من الأولياء أن يطالب بفسخ النكاح "

انتهى من "الشرح الممتع" (12/105).

وننبه على أنك أجنبي عن هذه المرأة فليس لك الاتصال بها أو الحديث معها في أمر الزواج أو غيره ، سدا للذريعة وبعدا عن أسباب الفتنة

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-09, 18:46
هل يتزوج ممن تفوقه في المستوى الاجتماعي ؟

السؤال

أنا شاب مسلم والحمد لله أريد العفاف بالزواج من أخت مسلمة مستواها الاجتماعي يفوقني ، ما حكم الشرع ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

إذا كان الرجل قادرا على بذل المهر المعجل وتحمل نفقات الزواج ، قادرا - كذلك - على الإنفاق على زوجه وبيته

فهو كفؤ لها في قول جمهور العلماء ، من يعتبر اليسار (الغنى) شرطا في الكفاءة كالحنفية والحنابلة ، ومن لا يعتبره كالمالكية والشافعية في الأصح عندهم .

وأما اشتراط أن يكون الزوج غنيا غنى مساويا للزوجة ، فهو قول مرجوح ذهب إليه بعض الفقهاء .

بل الراجح من حيث الدليل أن الكفاءة لا تعتبر إلا في الدين ، كما هو مذهب مالك رحمه الله .

قال ابن القيم رحمه الله : " فصل في حكمه صلى الله عليه وسلم في الكفاءة في النكاح

قال الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) الحجرات/ 13

. وقال تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) الحجرات/10 . وقال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) التوبة/71 ...

وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمى على عربي ، ولا لأبيض على أسود . ولا لأسود على أبيض ، إلا بالتقوى ، الناس من آدم ، وآدم من تراب ) رواه الترمذي (3270) وحسنه الألباني .

وفي الترمذي (1085) عنه صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوه ، تكن فتنة في الأرض وفساد كبير . قالوا : يا رسول الله ! وإن كان فيه ؟

فقال : إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، ثلاث مرات ). [ حسنه الألباني ] .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم لبني بياضة: ( أنكحوا أبا هند ، وانكحوا إليه ) وكان حجاما. وزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش القرشية من زيد بن حارثة مولاه

وزوج فاطمة بنت قيس الفهرية القرشية من أسامة ابنه ، وتزوج بلال بن رباح بأخت عبد الرحمن بن عوف .

وقد قال الله تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ) النور/26 .

وقد قال تعالى : ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء) النساء/3.

فالذي يقتضيه حكمه صلى الله عليه وسلم اعتبار الدين في الكفاءة أصلا وكمالا ، فلا تزوج مسلمة بكافر ، ولا عفيفة بفاجر ، ولم يعتبر القرآن والسنة في الكفاءة أمرا وراء ذلك

فإنه حرم على المسلمة نكاح الزاني الخبيث ، ولم يعتبر نسبا ولا صناعة ، ولا غنى ولا حرية

فجوز للعبد القن نكاح الحرة النسيبة الغنية إذا كان عفيفا مسلما ، وجوز لغير القرشيين نكاح القرشيات ، ولغير الهاشميين نكاح الهاشميات ، وللفقراء نكاح الموسرات " .

وقال : " وقد تنازع الفقهاء في أوصاف الكفاءة ، فقال مالك في ظاهر مذهبه إنها الدين ، وفي رواية عنه : إنها ثلاثة : الدين ، والحرية ، والسلامة من العيوب "

انتهى ـ باختصار ـ من "زاد المعاد" (5/144).

وينظر : "المغني" (7/27)

"الموسوعة الفقهية" (34/271).

ثانيا :

المستوى الاجتماعي يراد به النسب أو الغنى أو التعليم أو الحرفة والوظيفة ، وقد تراد جميعها .

ومن كان مرضي الدين والخلق ، فهو كفء للمرأة مهما كان مستواها الاجتماعي ، على الراجح كما سبق . هذا هو الأصل ، والحكم الشرعي

لكن يبقى النظر في حال كل خاطب ، وهل يناسبه الزواج ممن تفوقه في هذا المستوى أم لا ؟

والذي يظهر والله أعلم أنه إن كان التفاوت كبيرا فيما ذكرنا من النسب والغنى والتعليم والوظيفة ، فلا ينصح بالإقدام على هذا الزواج ؛ لأنه غالبا ما تحيط به المشاكل من جهة المرأة أو من جهة أهلها

وقد يكون الاختلاف في أسلوب الحياة ، وطبيعة التعامل مع الأمور من أسباب النفرة بين الزوجين لاحقا .

أما إن كان التفاوت يسيرا ، أو كان النقص في جانب يعوضه كمال في جانب آخر ، فلا بأس حينئذ ، كأن يكون الرجل فقيرا ، لكنه حاصل على شهادات متميزة ، أو يؤهل لوظيفة مرموقة ، أو من عائلة ذات شرف ، ونحو ذلك .

وثمة حالات تكون فيها المرأة وأهلها من الصلاح والاستقامة

ما يرفعهم عن النظر إلى الأمور المادية وقياس الناس بها ، وتكون رغبتهم في الزوج الفقير لعلمه أو لصلاحه ونحو ذلك ، وإن كان الأولى ـ في حق الزوج ـ أن يكون الرجحان في جانبه ، في الأمور التي تعتبر في الكفاءة .

وبكل حال ، فالنصح الدقيق في هذه المسألة يتوقف على معرفة الطرفين معرفة تامة ، ومعرفة ما يحيط بهما وبأسرتيهما ، فلعلك تسترشد بنصح من تثق فيه من أهل الخير والدراية في مجتمعك .

ونسأل الله لك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-09, 18:49
ألجأته أمه إلى التقصير في حق إحدى زوجتيه

السؤال

إذا كان لرجل زوجتان ، فألجأته أمه إلى التقصير في حق إحداهما ، فخير زوجته بين أن تبقى عنده ، وتصبر على التقصير ، وبين الفراق ، فاختارت البقاء ، فهل يجوز له ذلك ؟

الجواب

الحمد لله

"هذا لا حرج عليه إذا خيرها واختارت البقاء ، ولا إثم عليه ، وإنما الإثم والحرج على أمه التي ألجأته إلى هذه الحال

فإن تمكن من نصيحة أمه بنفسه ، أو بواسطة من تقبل منه ، وأنه لا يحل لها هذا ، ويخشى عليها من العقوبة الدنيوية والأخروية ، فهو اللازم ، وإلا فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها" انتهى .

فضيلة الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله .

"فتاوى المرأة المسلمة" (2/656) .

ترتيب أشرف بن عبد المقصود .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-08-10, 16:31
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تعاني من تأخر زواجها وتريد النصيحة

السؤال

فضيلة الشيخ أنا عمري 29 سنة ، ولحد الآن لم أتزوج ، أنا دائماً أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح الذي يعينني على ديني ودنياي ، وثقتي بالله كبيرة بأنه سيستجيب لي عاجلاً غير آجل

أنا أعرف كل الأوقات المناسبة التي تجاب فيها الدعوات ، المشكلة أني بدأت أحس أن كل ما أفعله من عبادات الغاية منه أن يستجيب الله دعائي ، يعني أصوم لأن دعاء الصائم مستجاب

أقوم الليل لأن الدعوة في الثلث الأخير مستجابة ، أصلي السنن والنوافل حتى أتقرب إلى الله ويستجيب دعائي ، باختصار : أحس أن ما أقوم به من عبادات ليست خالصة لوجه الله ، وهذا الإحساس يخنقني ، ماذا أفعل ؟

. شيء آخر : أنا تعبانه جدّاً بسبب تأخري في الزواج ، أنا أدعو الله دائماً وأبداً وأنا موقنة بأن الله أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، ولكني أخاف ذنوبي ، أخاف أن تكون ذنوبي حاجزاً تمنع استجابة الدعاء ، ماذا أفعل ؟

انصحني يا شيخ وادع لي ، أرجوك ، أرجوك ، أن يرزقني الله زوجاً صالحاً خيراً مما أستحق ، رزقاً من عنده يليق بفضله ، وجوده ، وكرمه . جزاكم الله خيراً ، ورزقكم الفردوس الأعلى .

الجواب

الحمد لله

قال الله تبارك وتعالى : ( فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19

وقال سبحانه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ :

( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى

أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ ) رواه الترمذي (2516)

اعلمي أيتها الأخت المسلمة أن الواجب عليك أن ترجعي لنفسك هنيهة ، وتعلمي أن ما اختاره الله لك هو الأصلح والأحسن ، وأن ماتفقدينه قد يكون فيه خير ، وخير كثير جدا .

ولا تجعلي وساوس الشيطان الرجيم وأمواجه تلاطمك فتأخذك يميناً وشمالاً ، شرقاً وغرباً حيث ما يشتهي الرجيم يتلاعب بك ، بل كوني كما يحب ربنا ويرضى ، وارضَيْ بقضائه واشكريه على نعمائه

وتأملي نعم الله عليك ، ولا تضجري ولا تسأمي ، واشغلي نفسك بطاعة الله عز وجل ، وضعي لك برنامجاً يوقظك لصلاة الفجر ثم تلاوة القرآن والأذكار والدعوة إلى الله وحضور المحاضرات والمواعظ والندوات الإسلامية

فتستطيعين من خلال هذا البرنامج أن تجدي الراحة والطمأنينة

ولتجعلي سلوتك الدائمة، قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم ( 2999)

( خففي عن نفسك، وتذكري أن هناك ملايين كثيرة من النساء مثلك لم يتزوجن، ولعل كثيرات منهن أسعد من كثيرات من المتزوجات.

شرحَ الله صدرك للرضا بقضائه، والاطمئنان إلى ما أنت عليه، وملأ قلبك سعادة.

أنت أسعد من كثيرات!

هل تزداد معاناتك من عدم زواجك حين ترين امرأة مع زوجها وأولادها يخرجون في نزهة؟!

أيجعلك هذا تتذكرين وحدتك، وحرمانك الزوج ومساندته، والأولاد وبراءتهم؟!

أيثير فيك إحساسا بأنك مظلومة، أو أنك تعيسة، أو أنك محرومة ؟

تمهلي قليلا، ولا تدعي هذه المشاعر السلبية، والأحاسيس المحبطة؛ تملأ عليك نفسك، وتزرع فيك الحزن .

لقد رأيتِ جانبا واحدا من حياة هذه الأسرة؛ لكن هناك جوانب كثيرة أخرى لم ترها عينك
.
لعلك لو رأيت الزوجة المبتلاة بزوج قاس لا يرحم، واستمعت إلى شكواها من معاناتها الدائمة منه؛ لربما حمدت الله على أن نجاك من الزواج ،..

لو جلست مع مطلقة تندب حظها، وتعلن ندمها على زواجها، واستمعت إليها وهي تشكو لك كم احتملتْ وعانت حتى حصلت على الطلاق، واستعادت أمنها؛ لربما حمدت الله على أنك لم تتزوجي ولم تعاني مثل ما عانت .

إن تفكرك بما تعانيه آلاف الزوجات، وما احتملته كثيرات غيرهن انتهى زواجهن بالطلاق، يخفف عنك كثيرا مشاعر الأسى التي تثور في نفسك بسبب عدم زواجك.

إن ذاك التفكر يبدد إحساسك بأنك مظلومة، ويحل محله إحساسا جميلا بالرضا. الرضا الذي يجلب لك رضا الله .
تذكري شكوى صديقتك من صراخ زوجها المستمر، وغضبه الدائم، ونجاتك أنت من هذا.

واستعيدي مشهد جارتك التي خرجت من بيتها باكية بعد أن ضربها زوجها فألحق بها ضررا وأذى ................

نقتبس لك هذه القصة ، للعبرة والعظة :

بلغت الأربعين من عمري ولم أتزوج، وأحمد الله على كل حال ارتضاه لي. في بداية أمري كنت أشعر بالحسرة والألم كلما خلوت بنفسي

وأندب حظي كلما تزوجت واحدة من صديقاتي. لم تكن لي شروط أو مواصفات محددة في الرجل الذي أرتضيه زوجا" فقد كنت مستعدة للقبول بأي رجل صالح. لكن السنين مرت دون أن يأتي هذا الرجل.

صرت أعتزل الناس لأتحاشى نظرات الشفقة... ولم أنج منها تماما فقد كنت أراها في عيون والدي وإخوتي الذين كانوا يدعون لي كلما رأوني ".

"وفي يوم من أواخر أيام شهر شعبان، ونحن نستعد لشهر رمضان المبارك، هداني الله إلى اقتناء مصحف خاص بي. صممت على ختمه. وجدت صعوبة كبيرة في قراءته بسبب انقطاعي عن القراءة طوال عشر سنين مضت ".

"وجدت صعوبة كذلك في فهم بعض الآيات، فاشتريت كتاب تفسير، وصرت أقرأ فيه تفسير ما أتلوه من آيات الكتاب الحكيم. انتهى رمضان ولم ينته تعلقي بكتاب الله، فواصلت تلاواتي آيات الله وقراءة تفاسيرها ".

"وجاء اليوم الذي استوقفتني فيه آية في سورة الكهف ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً ) تساءلت: ما معنى ( وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ) وجدت في التفسير أنها كل عمل صالح ".

"عشقت الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وتسبيح و تحميد وتهليل وتكبير. وبدأت السعادة تملأ قلبي، والرضا يستقر في نفسي. حمدت الله حمدا كثيرا أن هداني إلى هذا الطريق وأرشدني إلى معالمه ".

تستدرك الأخت أم يمان فتقول:

"لكن هذه ليست دعوة للرهبانية، بل هي دعوة للرضا بقضاء الله وقدره ".

غير متزوجات ... ولكن سعيدات (1 /4-7) محمد رشيد العويد

( ولكن، لتعلم كل فتاة أن الغاية من الحياة هي العبودية بمعناها الخاص ومعناها العام، فإذا توفر المناخ المناسب لبناء بيت مسلم.. قامت الفتاة بعبادة ربها من خلال الزواج وتربية الأولاد، وقد تنشئ لنا الجيل الذي نريد.

.. فإن لم يكن؛ فإن طرق العبادة العامة كثيرة وعلى رأسها الدعوة إلى الله عز وجل. فلتلتفت إلى المنحرفات عن طريق الله لتجعل

منهن بنات لها وتهديهن إلى صراط الله السوي ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا )

ولتجعل من المجتمع الإسلامي بيتا كبيرا هي فيه شمس هداية، ونبراس حق وعدل ومعرفة وعلم. ولنتواص بالحق والصبر: ( إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) التوبة/120 )

غير متزوجات ... ولكن سعيدات (1 / 12) محمد رشيد العويد

انظري جواب السؤالين القادمين

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-08-10, 16:34
الصبر على تأخر الزواج

السؤال

أنا فتاة بلغت من العمر التاسعة والعشرين ولم يكتب لي الزواج حتى الآن ، فأرجو من فضيلتك أن تدلني على قراءة سورة من القرآن ، أو دعاء يمنع عني التفكير الشديد في المستقبل والأولاد

لأني في ضيق من عدم الزواج ، حيث إنه يوجد في بيتنا من تكبرني سناً ولم تتزوج فأرشدني أثابك الله.

الجواب

الحمد لله

أولاً قبل الإجابة على هذا السؤال أحب أن أنبه أن الأمور كلها بيد الله عز وجل

لا جلب نفع ولا دفع ضرر إلا من عنده تعالى ، والمفرج للكربات هو الله جل شأنه فإذا أصاب الإنسان شيء فعليه أن يلجأ إليه تبارك وتعالى ، وأن يتضرع إليه ويدعه سواء في حصول مطلوب ، أو إزالة مرهوب .

لقوله تعالى : ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ) سورة النحل/53

ولقوله تعالى : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون ) سورة النمل/62

فالله تعالى هو الملجأ للعبد فإذا توجه إليه الإنسان بإخلاص وافتقار وحاجة ، وكان طيب المطعم - من مأكل ومشرب - والملبس والمسكن فإنه حري بالإجابة ، وهذا عام في كل شيء .

ثم ليعلم الإنسان أنه إذا دعا الله ولم يستجب له ، فإما أن الله يدخره له ، وإما أن يدفع عنه شراً أعظم مما سأل

ولكن لا يستحسر ويدع الدعاء ، فإن الله يحب الملحين في الدعاء ، وينتظر الإجابة ويوقن بها ، فإنه سبحانه وتعالى يقول : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) سورة البقرة/186 .

وليتحر أوقات الإجابة ، فإن من أوقاتها ، الثلث الأخير من الليل

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر )

رواه البخاري (7494) ومسلم (758) .

وكذلك ( آخر ساعة من يوم الجمعة فإنه لا يوافقها عبد مسلم قائم يصلي يدعو الله إلا أعطاه إياه ) رواه البخاري (935) ومسلم (852) ، أو ما بين خروج الإمام يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة .

وكذلك من الأوقات ما بين الأذان والإقامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد )

رواه الترمذي (212) وأبو داود (521) وأحمد (3/119) وقال الترمذي حديث حسن صحيح .

ومن الأحوال حال الإنسان إذا كان ساجداً ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) رواه مسلم (479)

وكذلك بعد التشهد الأخير قبل أن يسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين ذكر التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء ) رواه البخاري ومسلم ، هذا ما أريد أن أقدمه قبل الجواب الخاص .

أما الجواب الخاص فإن هذه المرأة عليها أن تصبر وتحتسب ، وأن تعلم أن الأمور بيد الله عز وجل ، وأن تأخر الزواج ربما يكون خيراً أعده الله لها ، فلتأمل الخير ولترجِّ نفسها

وإذا كان عندك هم أو وساوس فأكثري من ذكر الله عز وجل ، واستعيذي بالله من الشيطان الرجيم ، ولتقبلي على أمورك من العبادة والأعمال الأخرى ، حتى يزول همك .

وكذلك فادعي بالدعاء المشهور المزيل للهم والغم وهو : ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك ... ) ، والمرأة تقول : ( اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك

عدل في قضاؤك ، أسألك اللهم بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلفك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلا

حزني وذهاب همي وغمي )

رواه أحمد ( 1/391،452) وابن حبان (3372) والحاكم (1/509) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199)

وغير ذلك من الأدعية المأثورة ، فذلك يزيل عنك ما تجدين من الهموم والغموم ، نسأل الله لنا ولك العافية ، والله الموفق .

: الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-08-10, 16:37
تأخر الزواج وعلاقته بالقضاء والقدَ

السؤال

هل تعطيل الزواج للفتاة له علاقة بالقضاء والقدر ؟

أنا فتاة أخاف الله تعالى وأصلي وتعطل زواجي كان خُطّابي قليلين جدّاً وكلهم عيوب أكثرهم في الدين

أسأل : هل تعطيل الزواج له ارتباط بقضاء الله وقدره أم أني ارتكبت ذنباً والله تعالى غاضب مني ؟

مع أني أخاف الله بشدة وأعطاني تعالى نصيباً من الجمال ، أريد راحة لبالي بسؤالكم ، ولكم جزيل الشكر والثواب .

الجواب

الحمد لله

دلَّ القرآن والسنَّة الصحيحة وإجماع سلف الأمة على وجوب الإيمان بالقدر , خيره وشره , وأنه من أصول الإيمان الستة التي لا يتم إيمان العبد إلا بها

قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) الحديد/22

وقال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49 .

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تعريف الإيمان : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ) رواه مسلم ( 8 ) .

وكل ما يحصل في الكون إنما هو بقدر الله تعالى ، ويجب على من يؤمن بالقدر أن يؤمن أن الله تعالى علِم الأشياء قبل وقوعها ، ثم كتب ذلك في اللوح المحفوظ ، ثم شاء تعالى وجودها

ثم خلقها ، وهذه هي مراتب القدر الأربعة المشهورة ، وعلى كل مرتبة أدلة

فالزواج وتقدمه وتأخره وتيسره وتعسره كل ذلك بقدر الله ، ولا يعني هذا أن المسلم لا يفعل الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤدية إلى مسبباتها

ولا يتنافى الأخذ بالأسباب مع كون الشيء مقدراً في الأزل ، فالمرء لا يدري ما كُتب له ، وهو مأمور بفعل الأسباب .

والمصائب التي يقدرها الله تعالى على العبد , تكون خيراً للمؤمن إذا صبر عليها واحتسب ولم يجزع ,

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .

وهذه المصائب قد تكون عقوبة على المعاصي , ولكن هذا ليس بلازم , فقد تكون لرفع درجات المؤمن , وزيادة حسناته إذا صبر ورضي ........ أو غير ذلك من الحكم العظيمة .

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

إذا ابتلي أحد بمرض أو بلاء سيئ في النفس أو المال ، فكيف يعرف أن ذلك الابتلاء امتحان أو غضب من عند الله ؟

فأجاب :

" الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء , وبالشدة والرخاء ، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم , كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاء الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ) ، وتارة يفعل ذلك سبحانه بسبب المعاصي والذنوب

فتكون العقوبة معجلة كما قال سبحانه : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ) ، فالغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب

فما أصابه فهو بسبب ذنوبه وتقصيره بأمر الله ، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعاً في الدرجات ,

وتعظيماً للأجور , وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب .

فالحاصل : أنه قد يكون البلاء لرفع الدرجات , وإعظام الأجور , كما يفعل الله بالأنبياء وبعض الأخيار ، وقد يكون لتكفير السيئات

كما في قوله تعالى : ( من يعمل سوءً يُجز به ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما أصاب المسلم من همٍّ ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا حزن ولا أذى إلا كفَّر الله به من خطاياه حتى الشوكة يشاكها )

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يُصِب منه ) ، وقد يكون ذلك عقوبة معجلة بسبب المعاصي وعدم المبادرة للتوبة كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال

: ( إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة ) خرجه الترمذي وحسنه " انتهى

"مجموع فتاوى ومقالات" (4/370) .

وبما أنك تركت الزواج من هؤلاء الذين خطبوك من أجل الله وبسبب أنهم غير مستقيمين في الدين فسيعوضك الله تعالى خيراً منهم

قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2 ، 3

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه ) رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني في " حجاب المرأة المسلمة " ( 47 ) .

فعليك أن تُقبلي على الله بالدعاء والقربات ، ولا تجزعي ، واعلمي أن رحمة الله قريب من المحسنين .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-10, 16:51
كيف تتخلص من سارقي الأعمار

السؤال

ابتليت - والله تعالى المستعان- بصحبة الفارغات اللاتي لا يحسبن للوقت حسابا ، فيتحدثن في الهاتف لفترات طويلة ، ويتصلن في اليوم أكثر من مرة , وأنا أحيانا أجاريهن في انتظار أن ينهين المكالمات ولكن دون فائدة

فأنا من ينهيها غالبا , المشكلة أنني محتارة جدا بين أن أتعامل معهن بحسن خلق ، أو أن أحافظ على وقتي الذي هو عمري , كثيرا ما أشغلني هذا الموضوع إذا صارحتهن أو تجاهلت مكالماتهن أو أصررت على إنهائها رغما عنهن ،

أظل خائفة من أن أكون سيئة الخلق ، وسوء الخلق كما تعلمون يفسد العمل , وإذا جاريتهن وأرضيتهن نوعا ما أظل خائفة ماذا سأقول لربي في ساعاتي التي أضعتها دون فائدة

, مع العلم أني حاولت كثيرا أن أصارح مرة بلطف ومرة بعنف ، ولكن دون جدوى ، كما لا أستطيع قطع هذه العلاقات التي تزيد مدة بعضها عن السبع سنوات . أشيروا علي جزاكم الله خيرا

فقد طالت معاناتي.. وحول نفس الموضوع : كيف أتعامل مع الأهل في المنزل ، أو كثرة الضيوف الذين لا يعرفون للوقت قيمة ، ويطالبونني بالجلوس معهم لساعات ، أو ربما أيام دون عمل ترجى فائدته ؟

وفقكم الله لما يحب .

الجواب

الحمد لله

نصيحتنا لك نوجزها في أمور ثلاثة :

الأول : نثني على حرصك ومحافظتك على وقتك ، والحق كل الحق فيما تشعرين

لأن عُمُر الإنسان هو أيامه التي تُطوى ، وساعاته التي تُقضى ، والعاقل هو الذي يحفظ رأس ماله من الضياع ، والخاسر هو الذي يفرط في أثمن ما يملك ، فلا يرعى له حرمة ، ولا يعرف له قدرا .

جاء في تفسير الرازي "مفاتيح الغيب" (22/83) :

" أقسم الله تعالى بالعصر – الذي هو الزمن – لما فيه من الأعاجيب ؛ لأنه يحصل فيه السراء والضراء ، والصحة والسقم ، والغنى والفقر ؛ ولأن العمر لا يُقَوَّمُ بشيء نفاسة وغلاء

فلو ضيعت ألف سنة فيما لا يعني ، ثم تبت وثبتت لك السعادة في اللمحة الأخيرة من العمر بقيت في الجنة أبد الآباد ، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة

فكان الزمان من جملة أصول النعم ، فلذلك أقسم الله به ، ونبه سبحانه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها الإنسان ، وأن الزمان أشرف من المكان فأقسم به

لكون الزمان نعمة خالصة لا عيب فيها ، وإنما الخاسر المعيب هو الإنسان " انتهى
.
ثانيا : ثم نوصيك بعدم المبالغة في الزهد بالحديث مع الناس والأصحاب ، والمحافظة على قدرٍ مِن مجالستهم وملاطفتهم ، خاصة الأقارب منهم

فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم زيارة أصحابه ، والأنس بهم ، والحديث معهم ، ولكن المحذور هو المبالغة في ذلك حتى تنقضي الساعات الطوال

أو حتى يقع التفريط في الواجبات الأخرى التي تنتظر قضاءها ، من عبادة ، وتعلم ، وعمل ، ونحوها ، وخير الأمور أوساطها ، ومن قصد الخير وفقه الله إليه .

ولتحرصي أثناء محادثة أصدقائك وأقاربك على مدارسة المواضيع الجادة المهمة ، ومناقشة ما ينفع في الدين أو الدنيا ، ليكتب لك الأجر في إفادتهم ، وليكون مجلسكم ذلك حجة لكم يوم القيامة ، لا حجة عليكم .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ )

رواه أحمد (2/463) ، وصححه المحققون على شرط الشيخين . والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/76)

ثالثا : أحسني التخلص والاعتذار من سارقي الأعمار والأوقات ، وتأملي في الوسائل التي تعينك على ذلك ، فأنت أدرى بظرفك وحالك ، ومن ذلك مثلا :

أن تعتذري بانشغالك بالتحضير لامتحان الجامعة أو المدرسة أو الدورة العلمية إن كنت مرتبطة بشيء منها ، أو بانشغالك بتجهيز مشروع معين لتلك الجهة

فالناس غالبا ما يعذرون في هذه الأشياء ، بل ويشجعون على استغلال الوقت لها ، ولو اضطرك الأمر للارتباط فعليا بإحدى الجهات العلمية كي يقتنع الناس بعذرك .

ويمكنك استعمال هذا العذر مع الضيوف الحاضرين ، كما يمكنك الاعتذار به من صديقاتك المتصلات ، وإن كان التخلص على الهاتف أسهل وأيسر

إذ لا يرى المتصل حقيقة ما تفعلين في البيت ، فلك أن تعتذري منها برغبتك في الصلاة قبل فوات وقتها ، ولتكن نيتك صلاة النافلة إن كنت صليت الفريضة

أو اطلبي من والدتك مناداتك أثناء حديثك على الهاتف لطلب مساعدتها في العمل ، فإذا سمعت المتحدثة نداء الوالدة قطعت اتصالها بك

وهكذا يستطيع المرء أن يجد ما يتخلص به من نزيف الأوقات الذي يحدثه كثير من الناس .

وننقل لك هنا شكوى أحد العلماء من سارقي الأعمار ، وكيف كان علاجه لهذه المشكلة ، مع كلام جميل في أهمية الوقت ، وضرورة حفظه واستغلاله .

يقول ابن الجوزي في "صيد الخاطر" (ص/240-241) :

" أعوذ بالله من صحبة البطَّالين ! لقد رأيت خلقًا كثيرًا يجرون معي فيما قد اعتاده الناس من كثرة الزيارة ، ويسمون ذلك التردد خدمة ، ويطلبون الجلوس ، ويجرون فيه أحاديث الناس ، وما لا يعني ، وما يتخلله غيبة !

وهذا شيء يفعله في زماننا كثير من الناس ، وربما طلبه المزور ، وتشوق إليه ، واستوحش من الوحدة

وخصوصًا في أيام التهاني والأعياد ، فتراهم يمشي بعضهم إلى بعض ، ولا يقتصرون على الهناء والسلام ، بل يمزجون ذلك بما ذكرته من تضييع الزمان .

فلما رأيت أن الزمان أشرف شيء ، والواجب انتهابه بفعل الخير ، كرهت ذلك ، وبقيت معهم بين أمرين : إن أنكرت عليهم وقعت وحشة

لموضع قطع المألوف ! وإن تقبلته منهم ضاع الزمان ! فصرت أدافع اللقاء جهدي : فإذا غلبت قصرت في الكلام لأتعجل الفراق .

ثم أعددت أعمالًا لا تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم ، لئلا يمضي الزمان فارغًا ، فجعلت من المستعد للقائهم : قطع الكاغد – ورق الكتابة -

وبري الأقلام ، وحزم الدفاتر ، فإن هذه الأشياء لا بد منها ، ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب ، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي .

نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر ، وأن يوفقنا لاغتنامه .

ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة : فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله ، فهو يقعد في السوق أكثر النهار ، ينظر إلى الناس

وكم تمر به من آفة ومنكر ! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج ! ، ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين ، والغلاء والرخص ، إلى غير ذلك : فعلمت أن الله تعالى لم يُطلِع على شرف العمر

ومعرفة قدر أوقات العافية ، إلا مَن وَفَّقه وألهمه اغتنام ذلك ، ( وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/35" انتهى .

نسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-08-10, 16:57
كره الحياة ويتمنى الموت

السؤال

ما حكم الشرع في رجل كره هذه الحياة الدنيا أشد كراهية ، وسأل الله أن يميته إن كان ذلك خيراً له ، وانتظر الموت ؟

الجواب

الحمد لله

"لا يجوز للمسلم أن يكره الحياة وييأس فيما عند الله تعالى من فرج وخير

والواجب عليه أن يصبر على ما يلاقيه من أقدار الله ويحتسب ما يصاب به من مصائب عنده تعالى ، ويسأله سبحانه أن يصرفها عنه ، ويعينه ويأجره على ما يقدر عليه منها

وينتظر الفرج منه تعالى ، قال سبحانه : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) الشرح /5، 6 ، ويكره للمسلم تمني الموت لضر نزل به من مرض أو ضيق دنياً أو غير ذلك

وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به ، فإن كان فاعلاً فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي

وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي) ، وفي الصورة المذكورة في الحديث نوع تفويض وتسليم للقضاء .

وما يصيب المسلم في هذه الدنيا من مصائب كفارة له ، إذا احتسبها عند الله تعالى ولم يتسخط ، وفيها إيقاظ لقلبه من الغفلة ، وموعظة في المستقبل .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. الشيخ عبد العزيز آل الشيخ .. الشيخ صالح الفوزان .. الشيخ بكر أبو زيد .

"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (25/398) .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين




.

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:04
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


أظهر أنه مسلم وتزوجها عرفيّاً وأنجبت منه ، فما حكم فعلها وحال ابنها؟

السؤال

أنا فتاة مسلمة عمري 27 عاماً كنت لا أعرف شيئاً عن الالتزام ، أو حتى الطريق إليه ، المهم أنني أحببت شابّاً نصرانيّاً ، وأخبرني بأنه أسلم ليتزوجني

ولكنه لا يستطيع إشهار إسلامه الآن حتى لا تقتله الكنيسة ، وكتبنا ورقة بما يسمى " بالسفاح العرفي " ، أو النكاح - كما يسمونه - ولم أكن أعرف وقتها معنى " نكاح "

ودخل بي بدون علم أهلي ، وكنت سعيدة جدّاً بإسلامه من أجلي ، وحملت منه ، وانتظرت أن يعلن الأمر ، ولكنه كان خسيساً ، وفاجأني بأنه لم يسلم ، ولن يشهر زواجي ، وسافر إلى أمريكا

وبعدها أحسست بأن نهايتي قد اقتربت ، وأن الله سوف ينتقم منى جراء ما فعلت ، ولكن فعلا ستر الله كان أعظم ، حاولت أن أنزل هذا الجنين بكل الطرق ، ولم أستطع

هربت من البيت قبل موعد الولادة ، وولد الجنين ، وأخذته ، وتركته مع أناس فقراء ، وأعطيتهم ما يكفي من المال للإنفاق عليه ، ووالله ، ثم والله إني تبت إلى الله من كل ذنب

ولبست النقاب ، وأصوم ، وأصلي كل الأوقات ، وتقدم لي بعدها بأربع سنوات شاب ملتزم جدّاً ، فصارحته بالحقيقة ، وكانت المفاجأة أنه لم يتركني

ووقف بجانبي ، وستر عليَّ ، وتزوجته ، وهو الآن يعاملني معاملة طيبة جدّاً ؛ لأنه متدين ، وحياتنا الآن مليئة بالإيمان ، والتقوى ، والدين ، والآن لا أعرف ما حكم هذا الطفل

وهل هو ابني فعلاً أم ماذا ؟

وكيف ذلك ؟

وما هو الحكم الشرعي لحالتي هذه ؟

وهل هو أخ لأبنائي من زوجي الحالي ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً :

مثل هذه القصص والحكايات التي تحدث مع المخالفين للشرع تعزز ثقتنا بأحكام الإسلام التي جاءت بما فيه صلاح الإنسان والمجتمع ، فالعلاقات المحرَّمة بين الجنسين جرَّت ويلات على المجتمعات

فترك بعضهم دينه بسببها ، وآخرون تركوا التزامهم وفقدوا استقامتهم ، وإذا كانت هذه السائلة قد احتفظت بابنها عند أسرة : فإن غيرها قد باشرت قتل الجنين وهو في بطنها ، أو بعد ولادته

وقد تكون طرقهم في القتل غاية في الشناعة ، كإلقائه في حاوية قمامة يموت من البرد والجوع والاختناق

ثم الكبس والتقطيع بالآلات المخصصة للقمامة ! وكل ذلك من شؤم المعصية التي تهاون بها أولئك حتى جرَّت تلك الفظائع والآثام .

ومن أحكام الإسلام الحكيمة جعل موافقة ولي الزوجة شرطا في صحة عقد الزواج ، فالولي أقدر على حسن الاختيار من المرأة التي تغلب عاطفتها – غالباً – على عقلها وحسن تصرفها

ولا تستطيع تمييز الماكر من الرجال من الصادق ، فجُعل الولي شرطاً في عقد النكاح لمصالح جليلة ، وها نحن نرى مخالفة الناس لهذه الأحكام ، وما يعقب تلك المخالفة من أسى بالغ ، وندم قاهر ، وحزن عميق .

ثانياً :

نحمد الله تعالى أن وفقك لتوبة ، ونسأله تعالى أن يتقبل منك ، ويزيدك هدى ، فإن الله تعالى يتوب على من تاب

وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة ، والتصدق بالمال

فإن الله تعالى يقول : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه/82 .

ثالثاً :

نكاحك من هذا النصراني نكاح باطل ، فإن المسلمة لا يحل لها أن تتزوج غير مسلم بأي حال من الأحوال ، وقد أصبت في وصفك له بأنه "سفاح" .

ثم على فرض أنه كان قد أسلم بالفعل ، فإن النكاح الذي يتم بلا ولي ولا شهود ويتواصى الزوجان على كتمانه : نكاح باطل عند عامة العلماء .

وانظري جواب السؤال القادم

فقد ذكرنا فيه فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك.

رابعاً :

أما ابنك من هذا النصراني فهو ابنك حقيقة وينسب إليك ، ويكون أخاً لجميع أولادك من الأم ، ولكن لا يجوز أن ينسب إلى زوجك الحالي لأنه ليس ابناً له .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

ما حال ولد الزنا في الإسلام في عصرنا هذا ؟ .

فأجابوا :

"حكمه حكم أمه ، فهو تابع لها ، على الصحيح من قولي العلماء ، فإن كانت مسلمة : فهو مسلم ، وإن كانت كافرة : فهو كافر ، وينسب إليها

لا إلى الزاني ، ولا يضره ما جرى من أمه ومَن زنا بها ؛ لقول الله سبحانه : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )" انتهى .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 20 / 343 ) .

خامساً :

ما فعله زوجك الحالي أمر يُشكر عليه ، ويُرجى أن يكون من المستور عليهم في الدنيا والآخرة ؛ لوعد الله تعالى بذلك لمن ستر على مسلم .

وعليك أن تسارعي بإحضار ابنك من تلك الأسرة ، وتقومي بتربيته ، ورعايته .

وعلى زوجك أن يكمل معروفه بتشجيعك على إحضار ابنك ، وعلى رعايته والعناية به ، ونسأل الله أن يعظم له الأجر ، وأن يزيده من فضله .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:07
تزوجها عرفياً ثم تركها وهرب

السؤال

تعرفت على شاب ، وخدعني بأنه يريد الزواج مني ، ولكن لا يستطيع إعلان ذلك الآن ولا التقدم لأهلي ، وتزوجني عرفياً وكتبنا ورقة بذلك ، ثم ذهب وتركني .

فهل أنا زوجته فعلاً ؟

الجواب

الحمد لله

لا نزال نسمع مثل هذه المآسي ، فإلى متى تظل بناتنا غافلات لا يدرين ما يريده أولئك المجرمون؟

كل واحدة منهن تقول : إنني واثقة من نفسي ، وواثقة من هذا الشاب ، إنه ليس كغيره ، ثم إذا نال منها ما يريد تركها وهرب .

عشرات القصص بل مئات بل أكثر ، فيها هذه المآسي ، تتكرر ، ولا تزال تتكرر .

لقد كان الشرع حكيماً لما منع المرأة من التبرج وإظهار زينتها أمام الرجال الأجانب عنها .

وكان حكيماً لما منع المرأة من مخالطة الرجال الاختلاط المستهتر الذي لا يأتي إلا بالشر .

وكان حكيماً لما منع المرأة من الكلام مع رجل أجنبي عنها من غير حاجة أو داع لذلك .

وكان حكيماً لما سد الطريق أمام الغاوين والذين في قلوبهم مرض ، فأَمَرَ المرأةَ بالحجاب ، والتستر

والبعد عن مجامع الرجال ما أمكنها ذلك ، وحَرَّم لمس المرأة للرجل الأجنبي عنها ، وحرم خلوته بها ، وحرم التكسر والميوعة في الكلام – وغير ذلك كثير .

كل ذلك حفاظاً عليها وعلى عفتها ، وعلى المجتمع بأسره من الرذيلة والفاحشة ، حتى يسود العفاف والطهر والحياء .
ولما خالفت المرأة كل ذلك

وقعت فريسة لذئاب لا يراعون لله حرمة ، فلا دين ولا خُلق يمنعهم من شيء ، ثم تندم المرأة ... ولكن بعد فوات الأوان ، وقت لا يمكن للندم أن يعيد ما فات .

لقد كان الشرع حكيماً لما منع المرأة من تزويج نفسها ، بل اشترط أن يتولى ذلك وليها ، فإنه أقدر منها على اختيار الزوج المناسب لها ، وحتى لا تنخدع المرأة ، ويتلاعب بها المجرمون .

وزواج المرأة بلا ولي ، حكم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه زواج باطل ، فقال صلى الله عليه وسلم : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا

فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ) رواه الترمذي (1102) وأبو داود (2083) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1840) .

فإذا انضم إلى ذلك التواصي بكتمانه ، فلا يتم إعلانه ولا إعلام الناس به ، فهو الزنا الذي لا يرتاب أحد فيه ، ولا يغني مجرد ورقة يتم كتابتها ، فهذه الورقة لا قيمة لها ، ولا تغير الحرام إلى حلال .

فما يسميه الناس "نكاحاً عرفياً" ويكون بدون علم الولي ، ولا شهود ، ولا إعلان ، هو نكاح باطل ، وهو زنا ، وليس بنكاح .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وأما " نكاح السر " الذي يتواصون بكتمانه ، ولا يشهدون عليه أحداً : فهو باطل عند عامة العلماء ، وهو من جنس السفاح ، قال الله تعالى : (وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ) النساء/24.

" مجموع الفتاوى " ( 33 / 158 ) .

وقال أيضاً :

"إذا تزوجها بلا ولي ، ولا شهود ، وكتما النكاح : فهذا نكاح باطل باتفاق الأئمة ، بل الذي عليه العلماء أنه (لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ) ، (أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ)

وكلا هذين اللفظين مأثور في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال غير واحد من السلف : لا نكاح إلا بشاهدين ، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد ، ومالك يوجب إعلان النكاح .

و " نكاح السرِّ " هو من جنس نكاح البغايا" انتهى

" مجموع الفتاوى " ( 32 / 102 ، 103 ) .

فعلى هذا ؛ فما تم بينكما ليس بزواج شرعي ، ولست زوجة لهذا الرجل .

وقد سبق بيان حكم النكاح العرفي في جواب السؤالين القادمين

وفي جواب السؤال الثالث القادم

تجدين الأدلة على بطلان النكاح بلا ولي .

وأخيراً ... ندعوك إلى التوبة إلى الله تعالى والندم على ما فات ، والعزم على عدم العودة إلى ذلك ، والعزم على إصلاح العمل والاستقامة على شرع الله ، فإن الله تعالى وعد من تاب من المعاصي

وأصلح العمل ، وعده بالتوبة والمغفرة ، قال الله تعالى : (فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) المائدة/39

وقال تعالى : (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) طه/82 ، نسأل الله تعالى أن يوفقك للتوبة وأن يتقبل منك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:12
حكم الزواج العرفي ، وهل يجوز للزوجة أن تنتقل لولي آخر بإرادتها؟

السؤال

تعج بلدنا ببؤر الشر والفساد ، ويزداد الأمر سوءاً في الجامعات ، ولهذا السبب فإن الطلاب يتطلعون للزواج قبل تخرجهم ، لكن الأهل يمثلون أكبر عائق أمامهم ، وفيما يتعلق بالشاب فإننا نسمع أنهم لا يحتاجون لإذن من أوليائهم

لكن بالنسبة للفتيات فنحن نروغ من هذا عن طريق التقدم بالخطبة ، وإذا تحجج والد إحداهن بسبب غير إسلامي ، مثلا : أنا لا أريدك أن تتزوجي الآن ، أنا لا تعجبني قبيلته ، أنا غير مسرور من بنطاله الوسيع أو لحيته أو دينه

إذا كان الشاب سنيّاً صالحاً وكان ولي الفتاة على خلاف ذلك : فإننا نتركه ونذهب للجد أو الأخ ، وإذا رفض أي منهما فإننا نتمم الزواج بإذن أمير جماعتنا - جماعة الطلاب المسلمين -

هل فعلنا هذا صحيح ؟

وكيف يتم ذلك بطريقة صحيحة ؟

أرجو أن توضح كل شيء حول هذه المسألة ؛ لأنها الطريقة الوحيدة ، وهذا الإجراء منتشر الآن بشكل واسع حولنا ، وإذا كان خطأ فكيف يتصرف أولئك الذين تزوجوا بهذه الطريقة وبعضهم له أبناء الآن ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لا يجوز للمسلمة أن تتزوج بغير إذن وليِّها ، بل لا بد لها من ولي لها يزوجها

لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي )

رواه أبو داود (2085) وصححه الشيخ الألباني ؛ ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل )

رواه الترمذي وحسَّنه ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) ابن ماجه ( 1879 ) من حديث عائشة ، صححه الألباني في "إرواء الغليل" (1840) .

وقال الترمذي تعليقا عليه :

" والعمل على هذا عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وأبو هريرة وغيرهم وهكذا روي عن بعض فقهاء التابعين أنهم قالوا : لا نكاح إلا بولي

منهم سعيد بن المسيب والحسن البصري وشريح وإبراهيم النخعي وعمر بن عبد العزيز وغيرهم ، وبهذا يقول سفيان الثوري والأوزاعي وعبد الله بن المبارك ومالك والشافعي وأحمد وإسحق . انتهى .

ثانياً :

وقد أمر الله تعالى الأولياء أن يزوِّجوا من تحت ولايتهم من النساء

وأن لا يعضلوهن بمنعهن من النكاح لغير سبب شرعي

قال سبحانه : ( وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) النور/32 .

وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأولياء ألا يمتنعوا من تزويج من ولاهم الله عليهن من النساء في حال تقدم الخاطب الصالح في دينه وخلقه فقال

: ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي ( 1084 ) وحسَّنه ، حسنه الألباني في "إرواء الغليل" (1868) .

وفي كل من الآية والحديث المذكورين دلالتان واضحتان وهما :

1. أن الشرع خاطبَ الوليَّ بالتزويج ، وهذا يدل على أن الأمر متعلق به لا يتم النكاح إلا بأن يباشر هو تزويج موليته لخاطبها ، وما ذكرناه من الأحاديث يوضح هذا ويؤكده .

2. أنه لا يحل للولي عضل موليته ومنعها حقها في النكاح وأن ذلك من الظلم الذي يؤدي إلى الفساد الكبير في الدين والدنيا .

وإذا عمل كلٌّ من النساء وأوليائهن بمقتضى ذلك حصل الأمن الأسري ، وارتفع كثير من الشر والفساد في الدين والأخلاق .

فإن امتنع الولي من إعطائها حقها في الزواج بغير عذر شرعي : جاز أن تتجاوزه إلى الولي الأبعد كأخيها الأكبر أو عمها أو جدها ، على أن يكون ذلك من قبَل القاضي الشرعي

لا من قبَلها هي ولا من قبَل أوليائها ، فإن تعذر الولي من أهلها جاز أن يتولى تزويجها القاضي أو من في حكمه ؛ لما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي صلى الله عليه وسلم :

( أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) وسبق تخريجه وتصحيحه .

وبناء عليه فلا حرج على المرأة إن منعها وليها حقها في الزواج أن ترفع الأمر إلى القاضي الشرعي فيجعل الولاية لجدها أو عمها أو أخيها الأكبر .

وقد سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان عن مسألة قريبة من هذه فأجاب :

" لا يجوز للمرأة أن تزوج نفسها ، فإن زوجت نفسها فنكاحها باطل عند جمهور أهل العلم سلفاً وخلفاً ؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى خاطب بالتزويج أولياء أمور النساء قال

‏:‏ ‏( ‏وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ ) وقال صلى الله عليه وسلم ‏:‏ ( ‏إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه‏ ) وقال صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ( ‏لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل‏ ) .

أما ما ذكرت السائلة من أنها قرأت في بعض كتب الفقه أن المرأة تزوج نفسها : فهذا قول مرجوح ، والصحيح الذي يقوم عليه الدليل خلافه ‏.‏

وأما ما ذكرتْ من واقعتها وأن لها رأياً يخالف رأي أبيها لأن أباها يريد لها زوجاً ذا حسب ونسب يكافئها ، وهي لا ترى ذلك ، وإنما تميل إلى أن تتزوج شخصاً ترى أنه ذو دين وإن لم يكن ذا حسب ونسب

فالحق مع أبيها في هذا ، وأبوها أبعد منها نظراً ، فقد يخيل إليها أن هذا الشخص يصلح لها في حين أنه لا يصلح ، فليس لها أن تخالف أباها ما دام أنه ينظر في مصلحتها

وإذا تحقق أن شخصاً غيره يصلح لها ويكافئها في مقامه وحسبه ودينه وأبى أبوها أن يزوجها به : فإنه حينئذ يكون عاضلاً وتنتقل الولاية إلى من بعده من بقية الأولياء

ولكن هنا لابد فيه من مراجعة القاضي لينقل الولاية من الأب العاضل إلى من بعده من بقية الأولياء ، وليس لها هي أن تتصرف أو يتصرف أحد أوليائها بدون رضى أبيها

لا بد من الرجوع إلى القاضي الشرعي وهو ينظر في الموضوع وملابسات الواقعة ، وإذا رأى نقل الولاية إلى آخر نقلها حسب المصلحة : فلا بدَّ من ضبط الأمور في الزواج . . . " انتهى .

" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 5 / 242 ، 243 ) .

ثالثاً :

ومن تزوجت بطريقة غير شرعية ، كأن تتزوج المرأة من غير ولي : فنكاحها فاسد ، ويجب التفريق بينهما فوراً

والأبناء ينسبون إلى من تزوجها إن كانوا يظنون أن ما فعلوه جائزاً ، فإن كانوا يعلمون بطلان نكاحهم فلا ينسب الأبناء إلا إلى أمهم .

ولهذا النكاح الباطل مفاسد كثيرة تترتب عليه ، منها : ضياع حقوق المرأة ؛ لعدم وجود ما يثبت هذا النكاح ، فلا يثبت لها مهر ، ولا نفقة به . ومنها : انتشار الرذائل والفساد في المجتمعات

وخاصة الطلابية منها ؛ إذ يمكن من خلال هذه العقود الفاسدة أن تدَّعي كل امرأة حامل

أو رجل وامرأة وُجدا في وضع مشين ، أنهما متزوجان زواجاً عرفيّاً . ومنها : أنه لا يمكن من خلال هذا الزواج إثبات نسب الأولاد حال وجودهم - كما ذكرنا - ؛ وهو ما يعني ضياعهم وضياع نسبهم .

والسبيل إلى تصحيح هذا الوضع : هو بالذهاب إلى الولي ومصارحته بما حصل ، ثم يتم العقد مرة أخرى بموافقته ، فإن لم يوافق فُرِّق بينهما .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:16
زواج المتعة والزواج العرفي

السؤال

أنا أريد أن أتزوج من بنت مسلمة ، ولكن بعد ثلاثة أعوام ، ولا أريد في أن أرتكب الخطأ معها ، فأردت أن أتزوجها عرفيًّا ، أو زاوج متعة حتى أستطيع الزواج بها فيما بعد على الطريقة الشرعية

فماذا عليَّ أن أفعل عندما أريد زاوجها شرعيّاً من بعد هذا الزواج ؛ لأني أخاف الله ، ولا أريد الوقوع في الخطأ ، فهذه هي أفضل وأحل طريقة ، والله أعلم ، فماذا أفعل ؟.

الجواب

الحمد لله

لم يكن السؤال واضحاً ، وقد احتمل كلام الأخ السائل أكثر من شيء فيما يتعلق بنيته في العقد الذي يسأل عن حكمه ، فهو يقول مرة إنه " زواج عرفي " وأخرى يقول إنه " متعة "

فإذا عُلم أن " الزواج العرفي " له صورتان مشهورتان : احتمل السؤال ثلاث صور ، وسنجيب على احتمالات السؤال كلها .

أما زواج المتعة : فهو التزوج على مدة معينة بمعرفة الطرفين ، بمهر مقدَّر ، وينفسخ العقد بانتهاء المدة .

وهو عقد محرَّم

وأما " الزواج العرفي " فله صورتان :

الصورة الأولى : تزوج المرأة في السر ، ودون موافقة وليها ، وإذا كان كذلك : فهو عقد محرّم ولا يصح أيضاً ؛ لأن موافقة الولي من شروط صحة عقد النكاح .

والصورة الثانية : التزوج بموافقة المرأة ووليها ، لكن دون إعلان أو إشهار ، أو دون توثيقه في المحاكم الشرعية أو النظامية ، بشرط الإشهاد عليه ، وإذا كان كذلك : فهو عقد صحيح من حيث شروطه وأركانه

لكنه مخالف للأمر الشرعي بوجوب الإعلان ، ويترتب على عدم توثيقه ضياع لحقوق الزوجة من حيث المهر والميراث ، وقد يحصل حمل وإنجاب فكيف سيثبت هذا الولد في الأوراق الرسمية ؟

وكيف ستدفع المرأة عن عِرْضها أمام الناس ؟ .

هذا مع العلم أنه قد قال بعض الفقهاء بأن إعلان النكاح من شروط صحته ، وهو قول ليس بعيداً عن الصواب

وقد عللوا ذلك بكون الإعلان يُعلم به الفرق بين النكاح والسفاح ، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم " فصْل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت في النكاح "

رواه الترمذي ( 1088 ) والنسائي ( 3369 ) وابن ماجه ( 1896 ) . وحسَّنه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 1994 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

فالذي لا ريب فيه أن النكاح مع الإعلان : يصح , وإن لم يشهد شاهدان ، وأما مع الكتمان والإشهاد :

فهذا مما ينظر فيه ، وإذا اجتمع الإشهاد والإعلان : فهذا الذي لا نزاع في صحته ، وإن خلا عن الإشهاد والإعلان : فهو باطل عند العامة ، فإن قدِّر فيه خلاف فهو قليل . اهـ.

" الفتاوى الكبرى " ( 3 / 191 ) .

وقال ابن القيم :

إن الشارع اشترط للنكاح أربعة شروط زائدة عن العقد تقطع عنه شبهة السفاح : كالإعلان ، والولي ، ومنع المرأة أن تليه بنفسها ، وندب إلى إظهاره حتى استحب فيه الدف والصوت والوليمة

لأن في الإخلال بذلك ذريعة إلى وقوع السفاح بصورة النكاح ، وزوال بعض مقاصده من جحد الفراش . اهـ . "

إعلام الموقعين " ( 3 / 113 ) .

يعني أنه إذا كان النكاح سراً فيمكن أن تحمل المرأة وتلد ثم يُنكر الرجل نسبة هذا الولد إليه لأنه ليس هناك ما يُثبت أن هذه المرأة زوجته ، فلو تمّ الإشهاد والإعلان انتفى هذا المحذور .

والله اعلم .

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:18
تزوج امرأة بدون ولي

السؤال

أعيش في بلد أجنبي وتزوجت فتاة نصرانية أجنبية عن هذا البلد أيضاً وليس لنا أي أقارب فتقدمت لها فقبلتني ثم تلونا صيغة الإيجاب والقبول ونسيت المهر ثم دفعت لها مبلغاً وليس لها وصي فهي بالغة ومستقلة ولم يكن هناك شهود

هل هذا زواج صحيح .

فقد تزوجنا بغض النظر عن تقاليد المجتمع فقد كان هدفنا الله ورضاه . ولخشية أن لا يكون زواجنا صحيحاً فقد طلق بعضنا بعضاً فهل هذا صحيح .

هل يجب أن أجري عقد الزواج مرة ثانية أمام شهود وأي ولي لها ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً : لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة من غير إذن وليها بكراً كانت أم ثيباً وذلك قول جمهور العلماء منهم الشافعي ومالك وأحمد مستدلين بأدلة منها :

قوله تعالى : فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن .

وقوله تعالى : ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا .

وقوله تعالى : وأنكحوا الأيامى منكم .

ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته ، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه .

ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات قوله : " باب من قال " لا نكاح إلا بولي " .

وعن أبي موسى قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا نكاح إلا بولي " .

رواه الترمذي ( 1101 ) وأبو داود ( 2085 ) وابن ماجه ( 1881 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " ( 1 / 318 ) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل

فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها ، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له .

رواه الترمذي ( 1102 ) وأبو داود ( 2083 ) وابن ماجه ( 1879 ) .

وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 1840 ) .

(اشتجروا ) : أي تنازعوا

ثانياً : فإن منعها وليها من الزواج ممن تريد بغير عذر شرعي انتقلت الولاية إلى الذي يليه فتنتقل من الأب إلى الجد مثلاً .

ثالثاً : فإن منعها الأولياء كلهم بغير عذر شرعي فإن السلطان يكون وليها للحديث السابق ( … فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) .

رابعاً : فإن عدم الولي والسلطان زوجها رجل له سلطان في مكانها ، ككبير القرية ، أو حاكم الولاية ما أشبه ذلك ، فإن لم يوجد فإنها توكل رجلاً مسلماً أميناً يزوجها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

وإذا تعذر من له ولاية النكاح انتقلت الولاية إلى أصلح من يوجد ممن له نوع ولاية في غير النكاح كرئيس القرية وأمير القافلة ونحوه . الإختيارات ( ص : 350 ) .

وقال ابن قدامة : فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا سلطان فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها . المغني ( 9 / 362 ) .

وقال الشيخ عمر الأشقر:

إذا زال سلطان المسلمين أو كانت المرأة في موضع ليس فيه للمسلمين سلطان ولا ولي لها مطلقا كالمسلمين في أمريكا وغيرها

فإن كان يوجد في تلك البلاد مؤسسات إسلامية تقوم على رعاية شؤون المسلمين فإنها تقوم بتزويجها ، وكذلك إن وجد للمسلمين أمير مطاع أو مسؤول يرعى شؤونهم .

" الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني " ( ص 70 ) .

ويجب أن يشهد على عقد النكاح رجلان مسلمان بالغان عاقلان .

انظر السؤال القادم

ولذا فإن زواجكما الأول باطل فعليك أن تعيد العقد ولابد من وجود ولي للمرأة كما سبق وشاهدين .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-01, 16:22
ملخّص مهم في أركان النّكاح وشروطه وشروط الوليّ

السؤال

ما هي أركان عقد النكاح ؟

وما شروطه ؟ .

الجواب

الحمد لله

أركان عقد النكاح في الإسلام ثلاثة :

أولا : وجود الزوجين الخاليين من الموانع التي تمنع صحة النكاح كالمحرمية من نسب أو رضاع ونحوه وككون الرجل كافرا والمرأة مسلمة إلى غير ذلك .

ثانيا : حصول الإيجاب وهو اللفظ الصّادر من الولي أو من يقوم مقامه بأن يقول للزوج زوجتك فلانة ونحو ذلك .

ثالثا : حصول القبول وهو اللفظ الصّادر من الزوج أو من يقوم مقامه بأن يقول : قبلت ونحو ذلك .

وأمّا شروط صحة النكاح فهي :

أولا : تعيين كل من الزوجين بالإشارة أو التسمية أو الوصف ونحو ذلك .

ثانيا : رضى كلّ من الزوجين بالآخر لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لا تُنْكَحُ الأَيِّمُ ( وهي التي فارقت زوجها بموت أو طلاق ) حَتَّى تُسْتَأْمَرَ (

أي يُطلب الأمر منها فلا بدّ من تصريحها ) وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ

( أي حتى توافق بكلام أو سكوت ) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ إِذْنُهَا ( أي لأنها تستحيي ) قَالَ أَنْ تَسْكُتَ رواه البخاري 4741

ثالثا : أن يعقد للمرأة وليّها لأنّ الله خاطب الأولياء بالنكاح فقال : ( وأَنْكِحوا الأيامى منكم ) ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ

" رواه الترمذي 1021 وغيره وهو حديث صحيح .

رابعا : الشّهادة على عقد النكاح لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بوليّ وشاهدين ) رواه الطبراني وهو في صحيح الجامع 7558

ويتأكّد إعلان النّكاح لقوله صلى الله عليه وسلم : " أَعْلِنُوا النِّكَاحَ . " رواه الإمام أحمد وحسنه في صحيح الجامع 1072

فأما الولي فيُشترط فيه ما يلي :

1- العقل

2- البلوغ

3- الحريّة

4- اتحاد الدّين فلا ولاية لكافر على مسلم ولا مسلمة وكذلك لا ولاية لمسلم على كافر أو كافرة ، وتثبت للكافر ولاية التزويج على الكافرة ولو اختلف دينهما ، ولا ولاية لمرتدّ على أحد

5- العدالة : المنافية للفسق وهي شرط عند بعض العلماء واكتفى بعضهم بالعدالة الظّاهرة وقال بعضهم يكفي أن يحصل منه النّظر في مصلحة من تولّى أمر تزويجها .

6- الذّكورة لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ وَلا تُزَوِّجُ الْمَرْأَةُ نَفْسَهَا فَإِنَّ الزَّانِيَةَ هِيَ الَّتِي تُزَوِّجُ نَفْسَهَا . " رواه ابن ماجة 1782 وهو في صحيح الجامع 7298

7- الرّشد : وهو القدرة على معرفة الكفؤ ومصالح النكاح .

وللأولياء ترتيب عند الفقهاء فلا يجوز تعدّي الولي الأقرب إلا عند فقده أو فقد شروطه .

ووليّ المرأة أبوها ثمّ وصيّه فيها ثمّ جدّها لأب وإن علا ثمّ ابنها ثم بنوه وإن نزلوا ثمّ أخوها لأبوين ثم أخوها لأب ثمّ بنوهما ثمّ عمّها لأبوين ثمّ عمها لأب ثمّ بنوهما ثمّ الأقرب فالأقرب نسبا من العصبة كالإرث

والسّلطان المسلم ( ومن ينوب عنه كالقاضي ) وليّ من لا وليّ له . والله تعالى أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-09-06, 16:13
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


كيف يتصرف الأهل مع الولد العاصي ؟

السؤال

يدعي بعض الآباء أن دورهم ينتهي عند تبيين الحلال والحرام لأطفالهم ، وعلى أطفالهم ( 13 - 18 سنة ) عندئذ الاختيار ، فهل على الآباء منع الحرام بكل الطرق أم عليهم فقط التوضيح ؟

وإلى أي حد يجب على الآباء منع أبنائهم من ارتكاب ما هو حرام ؟

. ويظن بعض الآباء أنه بوصول الطفل لسن البلوغ تنتهي مسئوليتهم عنهم ، ويكون الابن حينها مسئولاً عما اكتسب من ذنوب وآثام ، ولا شيء عليهم أن يبينوا لأبنائهم ما هو حرام وفعله الأبناء ، فهل هذا صحيح ؟

أم أن على الآباء مسئولية لا تنتهي عن أبنائهم ، وعن منعهم من فعل الحرام حتى لو كان بعد النصح والتبيين ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولا :

ذكرنا في أجوبة عديدة ، المسؤلية الكبيرة الملقاة على عاتق الآباء تجاه أبنائهم مسئولية كبيرة ، ولا تنحصر في البيان والتعليم ، وإنما هي كذلك بالتأديب والتربية ، والرعاية والعناية ، بشتى الوسائل الممكنة للوالدين .

انظري أجوبة الأسئلة الثلاثة القادمة

فإذا قدِّر أن كان أحدٌ من الأولاد – ذكوراً أو إناثاً – على خلاف الشرع في تطبيق الأوامر ، أو فعل النواهي ، وكان عاصياً لوالديه فيما يأمرانه به من الشرائع والأخلاق :

فإن على الوالدين بذل مزيد من الجهد في هدايته ، بالترغيب تارة ، وبالترهيب أخرى

وبسلوك سبيل النصح له بتكليم من يثقون به من الأساتذة ، أو الأقرباء ليشاركوهم في توجييه ونصحه ، كما ينبغي لهما المداومة على الدعاء لهذا العاصي بالهداية ، وعدم الملل من ذلك .

سئل علماء اللجنة :

" أفيدكم أنني طاعن في السن ، ولي ولدان ( توءم ) ، ويدرسان في الصف الثالث المتوسط

وأرغب أن يكونا مستقيمين ، ويذهبا معي إلى المسجد لأداء الصلاة ، إلا أنهما أحيانا يرفضان ذلك

وأطلب الدعاء لهما ، وما هي الطريقة التي يمكن استخدامها لإصلاحهما ؟ علماً أنني أبلغت إدارة المدرسة عن هذا الموضوع ، حفظكم الله ، ورعاكم .

فأجابوا :

نوصيك بالاستمرار في مناصحة أبنائك ، وعدم اليأس ، وأن تستعمل الطرق النافعة في تربيتهم وتوجيههم ، فتارة بالترغيب ، وتارة بالترهيب

وغرس محبة الله ورسوله في قلوبهم ، وإبعادهم عن جلساء السوء ، وترغيبهم في مجالسة الصالحين

وتحذيرهم من وسائل الإعلام المفسدة ، وقبل ذلك وبعده كثرة اللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء بصلاحهم واستقامتهم

وهذا مما مدح الله به عباده الصالحين فقال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان/ 74 .

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 288 ) .

وكما ترين فإن ما ذكره العلماء الأفاضل واضح في أنه يجب العناية بالأولاد وتربيتهم وتعليمهم ، ونهيهم عن المنكر ، وعد تمكينهم من فعله ، وأن هذا ليس من التشدد في شيء

وأنه يجب التلطف مع العاصي منهم ، وبذل السبل المتعددة في توجيهه ونصحه وإرشاده ، ولو بلغت معاصيه ما بلغت ؛ فإنه جزء من الأسرة لا يمكن التخلي عنه بسهولة .

ثانيا :

متى تنتهي مسئولية الأهل عن أولادهم ؟

فرَّق العلماء بين الولاية على الذكر ، والولاية على الانثى ، وقال جمهورهم باستمرار الولاية على الانثى إلى زواجها .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 8 / 204 ، 205 ) :

عند الحنفيّة : تنتهي ولاية الأب على الأنثى إذا كانت مسنّةً ، واجتمع لها رأي ، فتسكن حيث أحبّت حيث لا خوف عليها ، وإن ثيّباً لا يضمّها إلاّ إذا لم تكن مأمونةً على نفسها ، فللأب والجدّ الضّمّ ، لا لغيرهما كما في الابتداء .

وتنتهي ولاية الأب على الغلام إذا بلغ وعقل واستغنى برأيه ، إلاّ إذا لم يكن مأموناً على نفسه ، بأن يكون مفسداً مخوفاً عليه ، فللأب ولاية ضمّه إليه لدفع فتنةٍ أو عارٍ ، وتأديبه إذا وقع منه شيء .

وعند المالكيّة : تنتهي الولاية على النّفس بالنّسبة للصّغير ببلوغه الطّبيعيّ ، وهو بلوغ النّكاح

فيذهب حيث شاء ، ولكن إذا كان يخشى عليه الفساد لجماله مثلاً ، أو كما إذا كان يصطحب الأشرار وتعوّد معهم أخلاقاً فاسدةً ، يبقى حتّى تستقيم أخلاقه .

وإذا بلغ الذّكر رشيداً ذهب حيث يشاء ، لانقطاع الحجر عنه بالنّسبة لذاته ، وإذا بلغ الذّكر - ولو زمناً أو مجنوناً - سقطت عنه حضانة الأمّ على المشهور .

وبالنّسبة للأنثى ، فتستمرّ الحضانة عليها والولاية على النّفس حتّى تتزوّج ، ويدخل بها الزّوج .

وعند الشّافعيّة : تنتهي الولاية على الصّغير - ذكراً كان أو أنثى - بمجرّد بلوغه .

وعند الحنابلة : لا تثبت الحضانة إلاّ على الطّفل أو المعتوه ، فأمّا البالغ الرّشيد فلا حضانة عليه ، فإن كان رجلاً فله الانفراد بنفسه لاستغنائه عن أبويه ، وإن كانت أنثى لم يكن لها الانفراد

ولأبيها منعها منه ، لأنّه لا يؤمن أن يدخل عليها من يفسدها ، ويلحق العار بها وبأهلها ، وإن لم يكن لها أب فلوليّها وأهلها منعها من ذلك .انتهى

فكلمة العلماء تكاد تكون متفقة على أن مسئولية الأهل على ابنتهم تستمر حتى لو بلغت ، ومنهم من جعل زواجها نهاية تلك المسئولية ؛ وذلك من أجل وجود مسئول آخر عنها

ومنهم من اشترط كونها في مكانٍ آمن لا خوف عليها فيه ، وتفريقهم بين الذكر والأنثى واضح بيِّن

والقاسم المشترك بين الذكر والأنثى : أنه إن كان لا تُؤمن أخلاقهم إذا انفردوا ، أو كان يُخشى عليهم من الصحبة الفاسدة ، أو عدم حسن التصرف : فإن مسئولية الأهل تبقى متصلة ، غير منقطعة ، ولو جاوزوا البلوغ .

وفي " فتاوى نور على الدرب " قال الشيخ العثيمين – رحمه الله - :

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد جعل الرجل راعياً في بيته

وأخبر أنه مسئولٌ عن رعيته ، ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم هذا بسنٍّ دون سن ، فما دام الرجل قادراً على رعاية بيته : فإن الواجب عليه رعايته ، وهو مسئولٌ عن أهله .

انتهى

ثالثاًً:

ما يفعله الأولاد من منكرات في البيت : لا يُسكت عليه ، بل يُنصح فاعله ، ويُوجَّه لفعل الخير ، ولا ينبغي للوالدين أن يعينا فاعل ذلك المنكر على فعله ، كأن يعطوه من المال ما يشتري به ذلك المحرَّم

ولا أن يمكناه من فعله ، ولهما السكوت عنه وعدم التصرف العملي حيال فاعله بالطرد : في حال أن يكون تصرفهما يسبب مفاسد أكثر وأكبر من تلك المعصية ، فقد يسكت الوالدان على سماع الابن للموسيقى

أو النظر المحرَّم ، ويكون ذلك خشية التصرف العملي بالطرد والضرب الذي يؤدي إلى الإكثار من تلك المعاصي خارج نطاق البيت والأسرة

ومن المعلوم أنه من يُطرد من بيته فإنه سيتمكن من فعل ما لا يستطيع فعله في البيت ، فتزداد المفاسد والمشكلات التي يسببها ذلك الولد العاصي العاق .

بل لو لم يصل الأمر إلى الطرد والقطيعة أو الهجر ، فإن كثيرا من الأبناء ، إذا حرم من مشاهدة التلفاز ، أو سماع الأغاني في البيت

ولم يكن قد هدى الله قلبه ، وشرح صدره للالتزام بذلك ، فإنه يتحيل إلى قضاء شهوته

وإشباع رغبته مع رفقة السوء ، أو في أي مكان خارج البيت ، وهنا يخلو له الجو بلا رقيب على تصرفاته ، وهو أمر يوشك أن يفتح عليه أبوابا مضاعفة من الفساد .

فحينئذ ؛ إذا عجز الوالد عن تقويم ولده ، ومنعه من هذه المنكرات المعتادة في التلفاز وغيره ، فإن المصلحة تقتضي أن يتغافل عن بعض ذلك من ولده ، اتقاء لشر أكبر منه ، يتوقع حصوله متى منع من ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
:
فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ وإن كان مُتضمِّناً لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مَفْسدةٍ : فيُنظرُ في المُعَارضِ له

فإن كان الذي يَفُوتُ من المصالحِ أو يحصلُ من المَفاسدِ أكثر : لم يكن مأموراً به ، بل يكون مُحرَّماً إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ من مصلحتِه .

" مجموع الفتاوى " ( 28 / 129 ) .

وقد طبَّق شيخ الإسلام هذا الأمر عمليّاً ، فقد قال :

مررتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمنِ التتارِ بقومٍ منهم يشربون الخمرَ ، فأنكرَ عليهم من كان معي

فأنكرتُ عليه ، وقلتُ له : إنَّما حرَّمَ الله الخمرَ لأنَّها تصدُّ عن ذكرِ الله والصَّلاةِ ، وهؤلاء يصدُّهم الخمرُ عن قتلِ النَّفُوسِ ، وسَبْيِ الذُّرِّيَّةِ، وأخذِ الأموالِ فدعهم .

نقله عنه ابن القيم في " إعلام الموقعين " ( 3 / 5 ) .

وهكذا يقال في حال الأبناء والبنات ، فإن طردهم خارج البيت لا شك أنه سيسبب فعلاً للمنكر أزيد مما كان عليه

وأشنع من الذي قبله ، حيث تتوفر فرص فعل تلك المنكرات بعيداً عن رقابة البيت وأهله ، فعلى الآباء تقدير هذا الأمر وإلا كانت خسارتهم فادحة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-06, 16:20
حقوق الأبناء

السؤال

ما هي حقوق الأبناء ?.

الجواب

الحمد لله

قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا كما أن للوالد على ولده حقوقاً .

عن ابن عمر قال : " إنما سماهم الله أبراراً لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا " . " الأدب المفرد " ( 94 ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبد الله بن عمر : " ….. وإن لولدك عليك حقاً " مسلم ( 1159 ) .

وحقوق الأولاد على آبائهم منها ما يكون قبل ولادة الولد ، فمن ذلك :

1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

قال الشيخ عبد الغني الدهلوي

: تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف لئلا تكون المرأة من أولاد الزنا فإن هذه الرذيلة تتعدى إلى أولادها

قال الله تعالى : الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك النور / 3

وإنما أمر بطلب الكفؤ للمجانسة وعدم لحوق العار . " شرح سنن ابن ماجه " ( 1 / 141 ) .

حقوق ما بعد ولادة المولود :

1- يسن تحنيك المولود حين ولادته .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان ابن لأبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ( أي : مات ) فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟

قالت أم سليم : هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت : واروا الصبي ( أي : دفنوه ) فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : أعرستم الليلة ؟

قال : نعم ، قال : اللهم بارك لهما فولدت غلاما قال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال

: أمعه شيء ؟

قالوا : نعم تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في ( أي : فم ) الصبي وحنكه به ، وسماه عبد الله " رواه البخاري ( 5153 ) ومسلم ( 2144 ) .

قال النووي :

اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو فيمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 14 / 122 – 123 ) .

2- تسمية الولد باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن .

عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " رواه مسلم ( 2132 ) .

ويستحب تسمية الولد باسم الأنبياء :

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " رواه مسلم ( 2315 ) .

ويستحب تسميته في اليوم السابع ولا بأس بتسميته في يوم ولادته للحديث السابق .

عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى " رواه أبو داود ( 2838 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4541 ) .

قال ابن القيم :

إن التسمية لما كانت حقيقتها تعريف الشيء المسمى لأنه إذا وجد وهو مجهول الاسم لم يكن له ما يقع تعريفه به فجاز تعريفه يوم وجوده وجاز تأخير التعريف

إلى ثلاثة أيام وجاز إلى يوم العقيقة عنه ويجوز قبل ذلك وبعده والأمر فيه واسع . "

تحفة المودود " ( ص 111 ) .

3- كما يسن حلق شعره في اليوم السابع والتصدق بوزنه فضة :

عن علي بن أبي طالب قال : " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة قال فوزنته فكان وزنه درهما أو بعض درهم "

رواه الترمذي ( 1519 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1226 ) .

4- كما تستحب العقيقة على والده كما مر سابقا من الحديث ، فقوله : " كل غلام رهينة بعقيقته ".

فيذبح عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة :

فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " رواه الترمذي ( 1513 ) ، صحيح الترمذي ( 1221 ) أبو داود ( 2834 ) النسائي ( 4212 ) ابن ماجه ( 3163 ) .

5- الختان :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .

- حقوق في التربية :

عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده

وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) .

فعلى الآباء مراعاة توجيه أبنائهم في الواجبات الدينية وغيرها من فضائل الشريعة المستحبة ومن أمور الدنيا التي فيها قوام معاشهم .

فيبدأ الرجل بتربية أبنائه على الأهم فالمهم فيبدأ بتربيتهم على العقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع ثم بالعبادات لاسيما الصلاة ، ثم يعلمهم ويربيهم على الأخلاق والآداب الحميدة ، وعلى كل فضيلة وخير .

قال الله تعالى : وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ لقمان / 13 .

عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر " رواه الترمذي ( 407 ) وأبو داود ( 494 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4025 ) .

وعن الربيع بنت معوذ قالت : " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت :

فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار " رواه البخاري ( 1859 ) ومسلم ( 1136 ) .

وعن السائب بن يزيد قال : " حُج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين " رواه البخاري ( 1759 ) .

- التربية على الآداب والأخلاق :

ينبغي على كل أب وأم أن يعلموا أبناءهم وبناتهم على الخلق الحميد والآداب الرفيعة سواء في أدبهم مع الله أو نبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

أو أدبهم مع قرآنهم وأمتهم ومع كل من يعرفون ممن لهم عليه حق ، فلا يسيئون العشرة مع خلطائهم ولا جيرانهم وأصدقائهم .

قال النووي :

على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية نص عليه الشافعي وأصحابه ، قال الشافعي وأصحابه

: وعلى الأمهات أيضا هذا التعليم إذا لم يكن أب لأنه من باب التربية ولهن مدخل في ذلك وأجرة هذا التعليم في مال الصبي فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته لأنه مما يحتاج إليه والله أعلم .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 8 / 44 ) .

وينبغي عليه أن يربيهم على الآداب في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس والنوم والخروج من المنزل ودخوله وركوب المركبات وغير ذلك وفي أمرهم كله

وأن يغرس فيهم صفات الرجال الحميدة من حب التضحية والإيثار والنجدة والشهامة والجود ، وأن يبعدهم عن الرذائل من جبن وبخل وقلة مروءة وقعود عن المكرمات وغير ذلك .

قال المناوي :

( كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا أي حقوقا كثيرة منها تعليمهم الفروض العينية وتأدبهم بالآداب الشرعية والعدل بينهم في العطية سواء كانت هبة أم هدية أم

وقفا أم تبرعا آخر فإن فَضّل بلا عذر بطل عند بعض العلماء وكره عند بعضهم .

" فيض القدير " ( 2 / 574 ) .

وعليه أن يقي أبناءه وبناته من كل شيء مما شأنه أن يقربهم من النار

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحريم / 6 .

قال القرطبي :

… وعن هذا عبَّر الحسن في هذه الآية بقوله : " يأمرهم وينهاهم " ، وقال بعض العلماء :

لما قال : قوا أنفسكم دخل فيه الأولاد لأن الولد بعض منه كما دخل في قوله تعالى : ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم فلم يفردوا بالذكر إفراد سائر القرابات فيعلمه الحلال والحرام

ويجنبه المعاصي والآثام إلى غير ذلك من الأحكام .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 194 – 195 ) .

النفقة :

وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها ، بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه أبو داود ( 1692 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4481 ) .

كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة ، ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح .

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت

فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال : من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار .

رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .

كذلك أيضاً من الأمور المهمة : وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها حق العدل بين الأولاد ، وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "

رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 )

فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث ، وإذا وقع الأب في هذا الخطأ وفضّل بعض أولاده على بعض ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :

ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي رواه مسلم ( 1623 )

لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء فاعدل بينهم في العطية .

ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .

والله اعلم .

*عبدالرحمن*
2019-09-06, 16:34
كيف يربي أبناءه على الصلاح

السؤال

أجد صعوبة في تربية أبنائي وإصلاحهم , وفي أغلب الأحيان فأنا أغضب وأضربهم .

أرجو أن تنصحني في هذا الخصوص ، وأن تدلني على كتب مفيدة تتناول هذا الموضوع .

الجواب

الحمد لله

تربية الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين ، أمر الله تعالى بها في القرآن وأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم

وقد قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحريم / 6 .

يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية :

يقول تعالى ذكره يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله قوا أنفسكم يقول : علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله .

وقوله وأهليكم ناراً يقول : وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار.

" تفسير الطبري " ( 28 / 165 ) .

وقال القرطبي :

قال مقاتل : ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه ، قال إلكيا : فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغني عنه من الأدب وهو قوله تعالى : وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها

ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : وأنذر عشيرتك الأقربين

وفي الحديث : " مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع " .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 196 ) .

والمسلم - أي مسلم – داعية إلى الله تعالى ، فليكن أولى الناس بدعوته أولاده وأهله من الذين يلونه

فالله تعالى عندما كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة قال له : وأنذر عشيرتك الأقربين الشعراء / 214 ، لأنهم أولى الناس بخيره ورحمته وبره .

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية رعاية الأولاد على الوالدين وطالبهم بذلك :

عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة

راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته " .

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ومن واجبك أن تنشئهم من الصغر على حب الله ورسوله وحب تعاليم الإسلام وتخبرهم أن لله ناراً وجنة ، وأن ناره حامية وقودها الناس والحجارة ، وإليك هذه القصة ففيها عبرة :

قال ابن الجوزي :

كان ملِك كثيرَ المال ، وكانت له ابنة لم يكن له ولد غيرها ، وكان يحبها حبّاً شديداً ، وكان يلهيها بصنوف اللهو ، فمكث كذلك زماناً

وكان إلى جانب الملك عابدٌ ، فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة فسمعت الجارية قراءته

فقالت لجواريها : كفوا ، فلم يكفوا ، وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم : كفوا ، فلم يكفوا ، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها ، فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة

فأقبل إليها ، فقال : يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة ؟ ما يبكيك ؟

وضمها إليه ، فقالت : أسألك بالله يا أبت ، لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة ؟

قال : نعم ، قالت : وما يمنعك يا أبت أن تخبرني ، والله لا أكلتُ طيِّباً ، ولا نمتُ على ليِّنٍ حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار .

" صفوة الصفوة " ( 4 / 437-438 ) .

وينبغي عليك أن تبعدهم عن مراتع الفجور والضياع وألا تتركهم يتربون بالسبل الخبيثة من التلفاز وغيره ثم بعد ذلك تطالبهم بالصلاح

فإن الذي يزرع الشوك لا يحصد العنب ، ويكون ذلك في الصغر ليسهل عليهم في الكبر وتتعوده أنفسهم ويسهل عليك أمرهم ونهيهم ويسهل عليهم طاعتك .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ".

رواه أبو داود ( 495 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 5868 ) .

ولكن ينبغي على المؤدب أن يكون رحيماً حليماً سهلاً قريباً غير فاحش ولا متفحش يجادل بالتي هي أحسن بعيداً عن الشتائم والتوبيخ والضرب

إلا أن يكون الولد ممن نشز عن الطاعة واستعلى على أمر أبيه وترك المأمور وقارف المحظور فعندئذٍ يفضَّل أن يستعمل معه الشدة من غير ضرر .

قال المناوي :

لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغاً يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين ويصونه عن مخالطة المفسدين ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب ويسمعه السنن

وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك

: خير له من أن يتصدق بصاع

لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية ، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها ، وهذا يدوم بدوام الولد والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة قوا أنفسكم وأهليكم ناراً التحريم / 6 .

فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة .

" فيض القدير " ( 5 / 257 ) .

والضرب وسيلة لاستقامة الولد ، لا أنه مرادٌ لذاته ، بل يصار إليه حال عنت الولد وعصيانه.

والشرع جعل نظام العقوبة في الإسلام وذلك في الإسلام كثير كحد الزاني والسارق والقاذف وغير ذلك ، وكلها شرعت لاستقامة حال الناس وكف شرهم .

وفي مثل هذا جاءت الوصية عن الرسول صلى الله عليه وسلم معلماً الأب ردع الولد :

عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه أدب لهم " .

رواه الطبراني ( 10 / 248 ) .

والحديث : حسّن إسنادَه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 106 ) .

وقال الألباني في صحيح الجامع ( 4022 ) : حسن .

فتربية الأولاد تكون ما بين الترغيب والترهيب ، وأهم ذلك كله إصلاح البيئة التي يعيش بها الأولاد بتوفير أسباب الهداية لهم وذلك بالتزام المربيين المسؤولين وهما الأبوان .

ومن الطرق التي ينجح المربي بها في تربية أولاده استخدام جهاز المسجل لسماع المواعظ وأشرطة القرآن وخطب ودروس العلماء حيث هي كثيرة .

أما الكتب التي سألت عنها والتي يمكن الرجوع إليها في تربية الأولاد فنوصيك بما يلي :

تربية الأطفال في رحاب الإسلام .

تأليف : محمد حامد الناصر ، وخولة عبد القادر درويش .

كيف يربي المسلم ولدَه .

تأليف : محمد سعيد المولوي .

تربية الأبناء في الإسلام .

تأليف : محمد جميل زينو .

كيف نربي أطفالنا .

تأليف : محمود مهدي الإستانبولي .

مسئولية الأب المسلم في تربية الولد

تأليف : عدنان با حارث

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-09-06, 16:39
دور الآباء تجاه أبنائهم ، في وسط مجتمع لا يساعد على التربية ؟!!

السؤال

هناك ظاهرة شائعة بين الشباب في الغرب ، ألا وهي أن الآباء يتركون أبناءهم يفعلون بعض الأشياء الحرام ظانين أن ذلك يحميهم من السقوط فيما هو أشد

مثال ذلك : أن الآباء يقولون : إنهم يتركون أبناءهم يستمعون إلى الموسيقى بدلاً من خروجهم ومخالطتهم أصحاب السوء ، أو تركهم للمنزل بالكلية

ويخشى الآباء من تطبيق شرع الله في بيوتهم خشية فرار أبنائهم ، فما رأي الإسلام في ذلك ؟ .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

يختلف نجاح وفشل المسلم في تربية أولاده تبعاً لاختلاف اعتبارات كثيرة ، ومما لا شك فيه أن للبيئة التي يسكنون فيها دور كبير في نجاح تلك التربية وفشلها .

يرجى مراجعة إجابة السؤال القادم

ثانياً:

يجب أن يعلم الوالدان أن الله تعالى قد استرعاهم رعية ، ووجب عليهم أداء الأمانة كما أمرهم الله تعالى بذلك في محكم التنزيل ، وجاءت السنَّة النبوية مؤكدة لهذا الأمر في كثير من الأحاديث الصحيحة

كما جاءت نصوص الوحي بالوعيد لمن لم يحط رعيته بنصح ، ولمن فرَّط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها .

عن مَعْقِلِ بْنِ يسار المُزنيِّ قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ ) .

وفي رواية : ( فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ إِلا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ) رواه البخاري (6731) ومسلم (142) .

ثالثاً:

قد أمر الله تعالى أولياء أمور الأولاد بتربيتهم منذ صغرهم على الطاعة ، ومحبة الدِّين ، وهم وإن لم يكونوا مكلفين بسبب عدم بلوغهم : لكنه لا يُنتظر البلوغ لتوجيه النصح والإرشاد والأمر بالطاعة

لأن الغالب على هذا السن أنه لا يستجيب أصحابه إلا أن يكونوا على تربوا على ذلك وتعلموه من أهلهم في صغرهم ، ومن هنا جاء الأمر للأولياء بتعليم الأولاد الصغار الصلاة منذ سن السابعة

وبالضرب عليها في سن العاشرة ، وكان الصحابة يصوِّمون أولادهم الصغار ؛ تعويداً لهم على محبة الدين ، وشرائعه ، ليسهل عليهم تنفيذ الأوامر والابتعاد عن النواهي عند الكبَر .

عن عبد الله بن عمرو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ ) .

أبو داود ( 495 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِى حَوْلَ الْمَدِينَةِ : ( مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ )

فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ.

رواه البخاري (1960) ومسلم (1136) .

وكما يربونهم على فعل الطاعات : فإنهم يمنعنونهم من المحرمات ، وفعل الولد للطاعة إنما يكون أجرها له ولمن علّمه وشجعه عليها

وأما فعل المعصية : فإن الصغير لا يأثم ، وإنما يأثم من مكَّنه منها ، وترك بابها مفتوحا أمامه ولم يغلقه ، وأما من دله عليها ، فهذا كمن فعل !!

ولذا فإنه ليس من التشدد في شيء أن يربي المسلم أولاده على الطاعة ، وأن يمنعهم من فعل المحرمات ، كلبس الذكر للذهب ، أو الحرير ، أو لبس الأنثى لثياب الذكور ، أو الكذب ، والسرقة ، والشتم

وغيرها من المعاصي ، كما أنه ليس من التشدد أن يربي المسلم ابنته على الحياء ، والعفاف ، وعدم الاختلاط ؛ لأنه من شبَّ على شيء يُخشى عليه الاستمرار عليه .

قال ابن القيم - رحمه الله -
:
والصبي وإن لم يكن مكلفاً : فوليُّه مكلَّف ، لا يحل له تمكينه من المحرَّم , فإنه يعتاده ، ويعسر فطامه عنه .

" تحفة المودود بأحكام المولود " ( ص 162 ) .

وقال - رحمه الله - :

فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم

وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه ، فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم كباراً .

" تحفة الودود " ( ص 229 ) .

وسئل علماء اللجنة الدائمة :

بالنسبة لأولادي الصغار : هل تعليمهم آداب الإسلام ، وإلزام البنات منهم الصغار بالملابس الإسلامية ، هل يعتبر ذلك تشدداً ؟

وإذا كان فعْلي هذا صحيحاً : فما الدليل عليه من الكتاب والسنَّة ؟ .

فأجابوا :

ما ذكرتيه من إلزام البنات بالملابس الواسعة والساترة ، وتعودهن على ذلك من الصغر : هذا ليس من التشدد ، بل أنتِ على حق في تربيتهم التربية الإسلامية .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 285 ، 286 ) .

وفي كتابه " مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة "

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

يقول أهل العلم : إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه الكبير ، وما كان فيه صور : فإلباسه الكبير حرام ، فيكون إلباسه الصغير حراماً أيضاً ، وهو كذلك .

والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب ، والأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلي إيصالها إلي هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم .

وسئل – بعدها - :

هل يجوز لبس الأطفال الذكور مما يخص الإناث كالذهب والحرير أو غيره والعكس ؟ .

فأجاب :

هذه مفهومة من الجواب الأول ، قلت : إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس .

وسئل – بعدها - :

هل يدخل تحت هذا إسبال الثياب للأطفال الذكور؟ .

فأجاب :

نعم يدخل . انتهى

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-06, 16:43
ابنها يقع في الفاحشة ، فهل تحاسب على أفعاله ؟

السؤال

يبلغ ابني من العمر 15 عاما ، وقد ولد في أمريكا ونشأ فيها . ابني له صديقات

وقد اكتشفت مؤخرا أنه يمارس الجنس مع إحداهن . وأنا أشعر بالذنب

لكني لا أعرف كيف أتصرف .

هل سيعاقبني الله جراء تصرفاته ؟.

الجواب

الحمد لله

ليس أعظم من المصيبة في الدين ؛ فهي المصيبة حقا ، نسأل الله السلامة منها ، وليس أكرم على الإنسان ـ بعد نفسه ـ من ولده ؛ فبهم سرور القلب وقرة العين

قال الله تعالى:( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ) الفرقان/74

لكن القلب لا يُسَرُّ ، والعين لا تَقَرّ إلا بذرية صالحة ، طائعة لله

قال الحسن البصري :

( هي والله أن يُري الله ُ العبدَ من زوجته ، من أخيه ، من حميمه طاعة الله ، لا والله ما شيء أحب من أن يرى ولدا ، أو والدا ، أو حميما ، أو أخا مطيعا لله عز وجل )

تحفة المودود لابن القيم ص 424

ولا شك أن أعظم ما يُسْأَل عنه الوالدان من حفظ أبنائهما ورعايتهم ، تربيتهم على طاعة الله تعالى ، وطردهم عن معصيته

قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً ) التحريم/6

َقَالَ مُجَاهِد وغيره من السلف :

أَوْصُوا أَهْلِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه وَأَدِّبُوهُمْ ، وقال قتادة : مُرُوهُمْ بِطَاعَةِ اللَّه وَانْهَوْهُمْ عَنْ مَعْصِيَته .

وفي الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ،ُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ فَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ

أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) البخاري 2554 ومسلم 1829.

فقد دل هذا الحديث على أَنَّ الْمُكَلَّف يُؤَاخَذ بِالتَّقْصِيرِ فِي أَمْر مَنْ هُوَ فِي حُكْمه ، وتحت رعايته .

وقد نص الحديث على دخول الوالدين في هذا الأصل العام : ( وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ )

فالوالدان مسئولان عن أبنائهما ، لأَنَّهُا أُمِرَا أَنْ يَحْرِصا عَلَى وِقَايَتهمْ مِنْ النَّار , وَامْتِثَال أَوَامِر اللَّه

وَاجْتِنَاب مَنَاهِيه . فإذا قام الوالدان بما يجب عليهما من تربية أولادهما التربية الصحيحة ولم يقصرا في ذلك ، فإنه لا إثم عليهما في هذه الحال إذا انحرف أولادهما . قال الله تعالى : ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الأنعام/164

وإذا كان كل أحد يفهم من الشرع ، وببديهة عقله ، أنه إن فرط في واجب الأدب والتربية نحو أولاده

فإنه مسئول عما وقعوا فيه من انحراف ، فإن مسئولية الأسرة التي تعيش في الغرب نحو أبنائها مسئولية من لون آخر ، هي أعظم من ذلك كله ؛ إنها مسئولية من ألقى ثمرة فؤاده في اليم ، مكتوفا !! .

وفي حالة ولدكما ، ومثلها كثير ، كان ينبغي سد أبواب الفتنة قبل أن تستفحل وتشتعل نارها ؛ فليس في الإسلام علاقة صداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه ، لاسيما في هذه المرحلة الخطيرة من عمر ابنكما .

لكن السؤال الأهم ، الآن ، فعلا هو : كيف نتصرف ؟

إن عليكما ، أنت وأبوه ، أن تتحيلا بكل حيلة سريعة لإبعاد ولدكما عن هذه العلاقات الآثمة

وقطع علاقاته بالنساء الأجنبيات ، حتى ولو تحققتما من أن هذه العلاقة لم تصل إلى أوحال الزنا ؛ فقد ذكرنا أن أصل هذه العلاقة مرفوض في الشرع .

وقد يكون من أهم الوسائل لإبعاده عن تلك العلاقات المحرّمة التعجيل في تحصينه بالزواج

ولذلك قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء ٌ) متفق عليه

الباءة أي : تكاليف الزواج .

ومعنى وجاء أي : وقاية من الوقوع في الإثم .

لكنكما تعلمان أن إبعاد الشاب عن تلك العلاقات المحرمة ليس بالأمر السهل ، بل تكاد هذه المهمة تكون مستحيلة في البلاد التي تعيشون فيها ؛ فإن المحضن الغربي الذي تنمو فيه قلوب هذه الذرية وعقولها

ملوث بكل لون من فتن الشبهات والشهوات ، تلك الفتن التي أحالت

الجيل الثاني والثالث من أبناء المسلمين هناك ، إلى أجيال تتفلت يوما بعد يوم من شعائر الإسلام وشرائعه ، وتتشرب بدلا منها قِيَم الغرب وأخلاقه ، حتى لا يكاد يبقى لها في نهاية الأمر إلا " بركة " النسب !!

فيعود السؤال إليكما مرة ثانية : هل عندكما من القوة في أمر الله ، والخوف من إضاعة الأمانة نحو نفسيكما أولا ، ثم نحو ذريتكما ثانيا ، والرغبة في إصلاح ما فات

هل عندكما من ذلك كله ما يدفعكما للتضحية بمتاع الدنيا وزينتها في بلاد الغرب ، والعودة بأبنائكما إلى بلدكم ، أو إلى حيث تكونون أكثر أمنا على دينكم ، قبل أن يفوت الأوان

ويأتي الموت على هذه الحال ؛ فيقول قائل : ( رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ) المؤمنون/99-100 ، وقبل أن نرى تأويل ما فعلنا

أي : عاقبته : ( يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ) الأعراف/99 ؟

أم إن المسؤولية لا تستحق هذه التضحية ؟!

وقد تقولون : إن أكثر بلاد المسلمين اليوم يعج بالفتن والمنكرات ، فلن تتوفر لنا البيئة الصالحة لتنشئة الذرية على الشرع النقي ، فما الفائدة من هذه النقلة ؟ !

فيقال : نعم ، وأنتم محقون إلى حد كبير ، لكن إذا لم نستطع جلب الخير كله ، فلنكسب أقصى ما نستطيع منه ، وإذا لم يمكن دفع الشر كله ، فلندفع أقصى ما يمكننا منه ، وبعض الشر أهون من بعض !!

والأمر فقط يحتاج إلى صدق مع النفس ، وصدق الله العظيم : ( بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ . وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) القيامة/14-15

والله يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-09-20, 16:11
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل تحذر أولادها من عمتهم التي لها سوابق

السؤال

أخت زوجي لها سوابق في الزنا بالمحرمات ، وقطعنا عنهم فترة 15 سنة ، ثم رجع زوجي يكلمهم ، فخفت على أولادي فطعنت بشرفها أمامهم ليبعدوا عنها ، قلت : إن عمتكم مارست الجنس مع خالها

فهل يجوز ذلك لأبعد أطفالي - مع أن أطفالي منقطعون عنها ، ولكن خفت من زوجي يؤثر عليهم - ؟

فتكلمت على شرفها ، هل يجوز ؟ . وجزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

حفظت الشريعة المطهرة أعراض الناس من أن تنال بالسوء ، فشرعت لذلك حدَّ الزنى ، وحدَّ القذف ، حتى لا يجرؤ أحد على انتهاك أعراض الناس بالفعل وهو يعلم أن مصيره الجلد

أو الرجم حتى الموت ، إلا أن يكون مفضلاً للخزي والعار والموت ، على الطهارة والنقاء والسلامة

كما لا يجرؤ أحد على انتهاك أعراض الناس بالقول وهو يعلم أنه سيقام عليه حدُّ القذف ، وسترد شهادته ، ويكون من الفاسقين ، إلا أن يكون متجرِّئا على الباطل ، راضياً بالسوء والمنكر ، على طهارة اللسان وعفته .

وأنت أيتها الأخت السائلة : لا يخلو ما قلتيه في حق أخت زوجك من أمرين :

الأول : أن تكون الجريمة منها غير ثابتة عليها شرعاً ، وإنما هي أقاويل وافتراءات .

والثاني : أن تكون تلك الجريمة ثابتة عليها .

وثبوت تلك الجريمة لا يكون بادعاء الناس ، ولا بأقاويلهم المفتراة ، بل لا بدَّ من ثبوتها بإحدى الطرق الشرعية ؛ حماية للأعراض ؛ وحفظاً لها من طعن السفهاء ، ومن طرق ثبوت جريمة الزنى – بالمحارم وبغيرهم - :

1. شهادة أربعة رجال ، يرون الفرج في الفرج – كالميل في المكحلة - .

2. اعتراف الزانية على نفسها أنها فعلت تلك الجريمة .

ولا يعد اعتراف الطرف الآخر بينة على طرفه المقابل حتى يعترف هو بفعله .

وعليه :

فلو أن تلك الجريمة المدعاة على أخت زوجتك لم تكن ثابتة بشهادة الشهود

ولا باعترافها : فإن قولك لأبنائك عنها : يعد قذفاً تستحقين عليه الحدَّ الشرعي ، فيلزمك أن تتوبي وتستغفري ربك تعالى ، وتكذِّبي نفسك أمام أولادك .

قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) النور/ 4 ، 5 .

وقال سبحانه : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/ 23 .

قال الإمام ابن جرير الطبري – رحمه الله - :

والذين يَشْتمون العفائف من حرائر المسلمين ، فيرمونهنّ بالزنا ، ثم لم يأتوا على ما رمَوْهن به من ذلك بأربعة شهداء عدول يشهدون عليهنّ أنهنّ رأوهن يفعلن ذلك : فاجلدوا الذين رموهن بذلك ثمانين جلدة

ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً ، وأولئك هم الذين خالفوا أمر الله وخرجوا من طاعته ففسقوا عنها .

" تفسير الطبري " ( 19 / 102 ) .

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - :

قوله تعالى في هذه الآية : ( يرمون ) معناه : يقذفون المحصنات بالزنا صريحاً ، أو ما يستلزم الزنا

كنفي نسب ولد المحصنة عن أبيه ؛ لأنه إن كان مِن غير أبيه : كان مِن زنى ، وهذا القذف هو الذي أوجب الله تعالى به ثلاثة أحكام :

الأول : جلد القاذف ثمانين جلدة .

والثاني : عدم قبول شهادته .

والثالث : الحكم عليه بالفسق .

فإن قيل : أين الدليل من القرآن على أن معنى ( يرمون المحصنات ) في هذه الآية : هو القذف بصريح الزنى ، أو بما يستلزمه كنفي النسب ؟ .

فالجواب : أنه دلت عليه قرينتان من القرآن :

الأولى قوله تعالى : ( ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ) بعد قوله ( يَرْمُونَ المحصنات ) ، ومعلوم أنه ليس شيء من القذف يتوقف إثباته على أربعة شهداء إلا الزنى

ومن قال: إن اللواط حكمه حكم الزنى : أجرى أحكام هذه الآية على اللائط .

القرينة الثانية : هي ذكر ( المحصنات ) بعد ذكر الزواني في قوله تعالى ( الزاني لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً ) النور/ 3

وقوله تعالى : ( الزانية والزاني فاجلدوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ ) النور/ 2

فذِكْر المحصنات بعد ذكر الزواني : يدل على إحصانهن ، أي : عفتهن عن الزني ، وأّن الذين يرمونهن إنما يرمونهن بالزنى .

" أضواء البيان " ( 5 / 431 ) .

وأما إن كانت تلك الجريمة المنكرة قد ثبتت على أخت زوجك أنها فعلتها بشهادة أربعة عدول ، أو باعترافها : فإنها تكون مرتكبة لجريمة نكراء

وإذا كان الزنى من كبائر الذنوب : فإن الزنى بالمحارم أقبح منه ، وأشد إثماً ، وأعظم جرماً .

قال ابن نجيم الحنفي – رحمه الله - :

والزنا محرم بجميع أنواعه ، وحرمة الزنا بالمحارم أشد ، وأغلظ ، فيجتنب الكل .

" البحر الرائق شرح كنز الدقائق " ( 8 / 221 ) .

وقال ابن حجر الهيتمي – رحمه الله - :

وأعظم الزنا على الإطلاق : الزنا بالمحارم .

" الزواجر عن اقتراف الكبائر " ( 2 / 226 ) .

وقد ذهب بعض العلماء إلى أن من زنى بمحرم من محارمه قتل

سواء أكان محصناً أم غير محصن ، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن عقوبة الزنى بالمحارم هي عقوبة الزاني بالأجنبية ، فيجلد مئة جلدة إن كان غير محصن ، ويرجم حتى الموت إن كان محصناً .

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - :

قد اتفق المسلمون على أن من زنا بذات محرم فعليه الحد ، وإنما اختلفوا في صفة الحد هل هو القتل بكل حال

أو حده حد الزاني ، على قولين ، فذهب الشافعي ، ومالك ، وأحمد - في إحدى روايتيه - : إلى أن حدَّه حد الزاني ، وذهب أحمد ، وإسحق ، وجماعة من أهل الحديث إلى أن حدَّه القتل بكل حال .

" الجواب الكافي " ( ص 123 ) .

ومن آثار ثبوت تلك الجريمة على أخت زوجك : أنه لا يعد ما قلتيه في حقِّها قذفاً ، إلا إن كانت قد تابت من ذلك الفعل توبة نصوحاً ، أو أقيم عليها الحد الشرعي – إن كان الحد هو الجلد -

فإن ثبتت جريمتها ، ولم تتب منها ، ولم يقم عليها حد الجلد : جاز تحذير أولادك وغيرهم ممن يمكن أن يتأثروا بها ، أو تسوء أخلاقهم بمصاحبتها وزيارتها ، وليس هذا من الغيبة المحرمة ، بل هو من الغيبة الجائزة .

قال النووي – رحمه الله -
:
اعلم أنَّ الغيبةَ وإن كانت محرّمة : فإنها تُباح في أحوال ، للمصلحة ، والمُجوِّزُ لهَا غرض صحيح شرعي ، لا يمكن الوصولُ إليه إلا بها ، وهو أحد ستة أسباب :
...
الرابع : تحذير المسلمين من الشرّ ، ونصيحتهم .

" الأذكار للنووي " ( ص 792 ) .

على أن يكون ذلك التحذيرعلى وجه النصح ، لا لدافع شخصي .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

وهذا كله يجب أن يكون على وجه النصح ، وابتغاء وجه الله تعالى ، لا لهوى الشخص مع الإنسان ، مثل أن يكون بينهما عداوة دنيوية ، أو تحاسد ، أو تباغض

أو تنازع على الرئاسة ، فيتكلم بمساويه مظهراً للنصح ، وقصده في الباطن الغض من الشخص ، واستيفاؤه منه ، فهذا مِن عمل الشيطان ، و( إنما الأعمال بالنيات

وإنما لكل امرئ ما نوى ) ، بل يكون الناصح قصده أنَّ الله يصلح ذلك الشخص ، وأن يكفي المسلمين ضرره في دينهم ، ودنياهم ، ويسلك في هذا المقصود أيسر الطرق التي تمكنه .

" مجموع الفتاوى " ( 28 / 221 )
.
والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-20, 16:18
هل تحرم عليه زوجته إذا زنى بأختها؟

السؤال

هل إذا زنى الرجل بأخت زوجته تحرم عليه زوجته ؟

الجواب

الحمد لله

حرم الله تعالى على الرجل أن يجمع بين الأختين

قال الله تعالى في ذكر المحرمات من النساء : (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) النساء/23

واختلف العلماء فيمن زنى بأخت امرأته هل يكون الزنا كالزواج بها أم لا ؟

قال ابن قدامة في "المغني"

: " فإن زنى بأخت امرأته فقال أحمد : يمسك عن وطء امرأته حتى تحيض ثلاث حيض .

ويحتمل أن لا تحرم بذلك أختها , ولا أربع سواها ; لأنها ليست منكوحة , ومجرد الوطء لا يمنع, بدليل الوطء في ملك اليمين لا يمنع أربعا سواها" انتهى .

واستدل من منعه من جماع امرأته حتى تنقضي عدة المزني بها ، بحديثين :

1. ما رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْمَعْ مَاءَهُ فِي رَحِمِ أُخْتَيْنِ ) .

2. وما رُْوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَلْعُونٌ مَنْ جَمَعَ مَاءً فِي رَحِمِ أُخْتَيْنِ ) .

والحديثان لا أصل لهما ، فهما موضوعان .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"لا أصل له باللفظين .

وقد ذكر ابن الجوزي اللفظ الثاني ، ولم يعزه إلى كتاب من كتب الحديث ، وقال ابن عبد الهادي: لم أجد له سنداً بعد أن فتشت عليه في كتب كثيرة" انتهى .

" التلخيص الحبير " ( 3 / 343 ) .

والقول الصحيح : أن زناه لا أثر له في تحريم زوجته ، والعدة واجبة عليها إن أرادت النكاح بعد توبتها ، ولا تعلق لعدتها بجماعه لزوجته .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

"قال في "الروض المربع" لمؤلفه الشيخ منصور البهوتي الحنبلي : " ومَن وطئ أخت زوجته بشبهة ، أو زنا : حرمت عليه زوجته ، حتى تنقضي عدة الموطوءة " .

يعني : لو أن رجلاً زنا بأخت زوجته - والعياذ بالله - قلنا له : إن زوجتك حرام عليك حتى تنقضي عدة المزني بها

فلو قدر أن المزني بها حملت من هذا الوطء : فلا تحل له زوجته حتى تضع المزني بها حملها

ولو بقي في بطنها أربع سنوات !! لكن تقدم لنا القول الراجح أن الزنا لا أثر له ، ولا يمكن أن نجعل السفاح مثل النكاح الصحيح" انتهى .

" الشرح الممتع " ( 12 / 133 ، 134 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-09-20, 16:27
معنى ( الخبيثات للخبيثين ) وهل يمكن العثور على زوجة صالحة ظاهراً وباطناً ؟!

السؤال

كتبت هذه الرسالة بعد قراءتي لمقال وفي آخر المقال ذكر الموقف التالي: ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فأمر بضرب عنقه ، فقال له العلويون

هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله ، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم

قال الله عزّ وجلّ : ( الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ )

فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر ، فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه .

فما هو تفسير آية ( الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ ) ؟! وقد حدثت لي تجربة شخصية من عهد قريب

حيث تزوجت من فتاة كنت أعتقد فيها الصلاح ، وكان هدفي هو إقامة بيت مسلم أحاول فيه بكل جهدي أن أسير على نهج رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام

ومن بعده صحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين ، وبدون الكثير من التفاصيل فقد قصَّرت في حق نفسي ، ولم أُحسن السؤال عنها وعن أخلاقها

ووجدتها - غفر الله لي ولها - على جانب عظيم من الخبث ، وأكثر حديثها كذب وخداع ، ولم أشعر أن عندها أي حب للدين أو للالتزام

وقد طلقتها بعد أن أنجبتُ منها مرة واحدة بعدما يئستُ تماماً من الإصلاح ، وأنا في قلبي حب شديد للدِّين ، ولمن أراه من الصالحين ، وفي المقابل عندي بغض شديد لمن أراه غير ملتزم

وبالذات إن كان يصر على المعصية أو يجاهر بها ، المهم كانت تجربة زواجي وطلاقي أقسى وأمرّ ما مررت به في حياتي ، وأنا الآن خائف من تكرار التجربة

وهل سأجد من تعينني على الصلاح ، وكيف أطمئن طالما تعوَّد الناس على إظهار غير حقيقتهم وبالذات عند هذه الأمور ؟ لأني قبل أن أتزوج تلك الفتاة كنت قد استخرت الله كثيراً

وكنت أحيانا أبكي أثناء الصلاة ليرشدني الله ، وبالذات لما كنت أرى علامات منها ، أو من أسرتها لا تدل على الالتزام الحقيقي ، أنا لا أبرئ نفسي من الخطأ والتقصير ، ولا أزكى نفسي

ولكني - والله - أحب دينه ، وأغار عليه بشدة ، وأبغض الكذب بغضاً شديداً ، باختصار : فإني لست أظن مهما سألت أو جمعت المعلومات أو حاولت دراسة شخصية الفتاة قبل الارتباط بها - مع الضوابط الشرعية بالطبع

- أني سأحسن الاختيار ، إلا برحمة وفضل من الله ، كما أن الزواج أصبح شديد الصعوبة هذه الأيام ، وأصعب وأشد ما فيه هو كيف أجد هذه الزوجة الصالحة

فوالله إني لأظنه الآن من أصعب الأمور ، وأكاد أظنه من المستحيلات إلا بقدر الله وتوفيقه عز وجل ، وعندما أسمع أو أقرأ هذه الآية فإني بدون إرادتي أشعر بالحزن الشديد

فهل تعني هذه الآية أنني ما تزوجت هذه الفتاة إلا لأني أستحقها ؟ أعلم أنه بلاء من الله ، ولكني أبغي سماع رأي واضح في تفسير الآية ، وإن أمكن الرد على باقي ما ذكرته من الاستفسارات .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

اختلف المفسرون في معنى قوله تعالى ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ )

النور/ 26 ، فقال بعضهم : هو الخبث والطِّيب في الأقوال

فيكون معنى الآية : الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من القول ، وكذا الكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من القول .

وقال آخرون : هو الخبث والطيب من الأفعال

فيكون معنى الآية : الأفعال الخبيثات للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الناس للخبيثات من الأفعال ، وكذا الأفعال الطيبات للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الأفعال .

والقول الثالث في الآية : أن الخبث والطيب هو من الأشخاص في النكاح

فيكون معنى الآية : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، وكذا الخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال ، والطيبون من الرجال للطيبات من النساء .

ولا مانع من حمل الآية على المعاني جميعها ، وإن كان أظهر الأقوال هو القول الأول ، وعليه الجمهور من المفسرين

ويليه : القول الثاني .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :

( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) أي : كل خبيث من الرجال والنساء ، والكلمات ، والأفعال مناسب للخبيث ، وموافق له ، ومقترن به ، ومُشاكِل له ، وكل طيِّب من الرجال والنساء

والكلمات والأفعال مناسب للطيب ، وموافِق له ، ومقترن به ، ومشاكِل له ، فهذه كلمة عامة وحصر ، لا يخرج منه شيء ، من أعظم مفرداته : أن الأنبياء - خصوصا أولي العزم منهم

خصوصا سيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي هو أفضل الطيبين من الخلق على الإطلاق - لا يناسبهم إلا كل طيب من النساء ، فالقدح في عائشة رضي الله عنها بهذا الأمر قدح في النبي صلى الله عليه وسلم

وهو المقصود بهذا الإفك من قصد المنافقين ، فمجرد كونها زوجة للرسول صلى الله عليه وسلم يُعلم أنها لا تكون إلا طيبة طاهرة من هذا الأمر القبيح .

فكيف وهي هي ؟ صدِّيقة النساء ، وأفضلهن ، وأعلمهن ، وأطيبهن ، حبيبة رسول رب العالمين ، التي لم ينزل الوحي عليه وهو في لحاف زوجة من زوجاته غيرها

ثم صرح بذلك بحيث لا يُبقي لمُبطل مقالاً ، ولا لشك وشبهة مجالاً فقال :

( أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) والإشارة إلى عائشة رضي الله عنها أصلا ، وللمؤمنات المحصنات الغافلات تبعا .
( لَهُمْ مَغْفِرَةٌ ) تستغرق الذنوب .

( وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) في الجنة صادر من الرب الكريم .

" تفسير السعدي " ( ص 563 ) .

ثانياً:

ما نقلتَه بشأن قتل من قذف عائشة رضي الله عنها صحيح ، وهذا هو الذي ينبغي على الحكام المسلمين أن يفعلوه ، وهو قتل كل من قذف عائشة رضي الله عنها

لأن الطعن في عرض عائشة تكذيب للقرآن ، وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم ، وكل واحدٍ من هذين يوجب الكفر المخرج من الملة ، ويستحق فاعله القتل على الردة .

وفي " الموسوعة الفقهية " ( 22 / 185 ) :

اتّفق الفقهاء على أنّ من قذف عائشة رضي الله عنها : فقد كذّب صريح القرآن الّذي نزل بحقّها

وهو بذلك كافر

قال تعالى - في حديث الإفك بعد أن برّأها اللّه منه - : ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) ، فمن عاد لذلك : فليس بمؤمنٍ .

وهل تعتبر مثلها سائر زوجات النّبيّ صلى الله عليه وسلم ورضي اللّه عنهنّ ؟ .

قال الحنفيّة والحنابلة في الصّحيح واختاره ابن تيميّة : إنّهنّ مثلها في ذلك ، واستدلّ لذلك

بقوله تعالى : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) .

والطّعن بهنّ يلزم منه الطّعن بالرّسول والعار عليه ، وذلك ممنوع .

والقول الآخر وهو مذهب الشّافعيّة والرّواية الأخرى للحنابلة : أنّهنّ - سوى عائشة - كسائر الصّحابة ، وسابّهنّ يجلد ، لأنّه قاذف .انتهى

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

قذْف عائشة بما برأها الله منه : كفر ؛ لأنه تكذيب للقرآن ، وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم ، أصحهما : أنه كفر ؛ لأنه قدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن ( الخبيثات للخبيثين ) .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 5 / ص 86 ) .

ثالثاً:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ : لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ ) .

رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

ليس من المستحيل أن يجد الرجل امرأة صالحة تعينه على طاعة الله ، وتقوم بخدمته ، وتربي أولاده ، وتحفظ ماله وبيته ، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بنكاح ذات الدِّين

ولولا أنه بمقدور الرجل واستطاعته أن يجد تلك المرأة المتدينة لما أوصاه نبيه صلى الله عليه وسلم بتزوجها ، وهو الذي أخبر في الحديث نفسه أن من الرجال من ينكح المرأة لجمالها ، ومنهم من ينكحها لحسبها

ومالها ، فالرجال يختارون من النساء كلٌّ حسب رغبته ، وعادته ، وعرفه ، والوصية لجميع المسلمين بأن يكون البحث عن ذات الدين ، والاقتران بها ؛ لأن في التزوج منها خيراً يراه الرجل في نفسه ، وفي بيته ، وعلى أولاده .

ولا ينبغي لك أخي السائل قطع الأمل من وجود امرأة صاحبة دين وخلق ، فما تزال أمة الإسلام بخير ، وما تزال بيوت المسلمين تربي أجيالاً من النساء يحملن أخلاق الإسلام ، ويتربين عليه .

ولا يعني فشل تجربة في الزواج أن الحكم سينساق ليشمل كل زواج بعده ، فلا يخرج ما حصل معك أولاً عن كونه عقوبة لك بسبب تقصيرك في السؤال والاستفصال عن المرأة التي تزوجتها .

والناس يعرف بعضهم بعضاً ، ويختلط بعضهم ببعض ، فلا يخفى حال الأسرة وأفرادها عن أقربائهم

وجيرانهم ، كما أن أفراد الأسرة يختلطون في المسجد ، والمدرسة ، والزيارات ، فتُعرف المرأة الصالحة من عكسها ، ويُعرف الرجل المتدين من عكسه ؛ وذلك بمحافظتهما على الصلاة

والالتزام بالشرائع الظاهرة ، والأخلاق في التعامل مع الآخرين ، وما يخفيه أحدهم في باطنه : فهذا مما لا يمكن لأحد معرفته

ولا يلام من اغتر بصلاح الظاهر وخفي عليه فساد الباطن ؛ إذ لم يكلفنا ربنا بشق بواطن الناس والاطلاع عليها .
ثم إن ما يجري على النساء اللاتي تبحث بينهن عن شريكةٍ لحياتك يجري عليك أيضاً

فما الذي يُدري الناس بحقيقة أمرك ، وعلم باطنك ؟! وقد أوصي الأولياء بأن يزوجوا أهل الدين والخلُق من الرجال ، وذلك بحسب ما يظهر منهم

مع السؤال والاستفصال من المقربين لهذا الخاطب ، وما قد يقع من الإيهام والخديعة من قبَل المرأة فإنه قد يقع مثله – بل وأضعافه – من الرجال ، فلا ينبغي لك أخي السائل أن تقلق وأن تغتم بسبب زواجك الأول

وكل ما عليك الآن هو البحث بأناة ، وسؤال أهل الخير عن الأسر الفاضلة الكريمة التي ربَّت بناتها على طاعة الله تعالى ، وعلى الأخلاق الفاضلة

ومن ثمَّ تخصص سؤالك عمن ترغب نكاحها من تلك الأسرة بسؤال صديقاتها وزميلاتها عن التزامها واستقامتها وعن أخلاقها وتعاملها ، وبذلك تكون حققت وصية النبي صلى الله عليه وسلم

والمرجو أن لا يخيب ظنك بها ، وأن لا تخيِّب أنت ظنهم بك .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لحسن الاختيار ، وأن يرزقك زوجة صالحة ، تعفُّك ، وتعفها ، وتُحسن إليها وتُحسن إليك ، وأن يرزقكم ذرية طيبة .

والله الموفق

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-10-14, 14:46
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل تحرم عليه زوجته إذا زنى بأختها؟

السؤال

هل إذا زنى الرجل بأخت زوجته تحرم عليه زوجته ؟

الجواب

الحمد لله

حرم الله تعالى على الرجل أن يجمع بين الأختين

قال الله تعالى في ذكر المحرمات من النساء : (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) النساء/23

واختلف العلماء فيمن زنى بأخت امرأته هل يكون الزنا كالزواج بها أم لا ؟

قال ابن قدامة في "المغني"

: " فإن زنى بأخت امرأته فقال أحمد : يمسك عن وطء امرأته حتى تحيض ثلاث حيض .

ويحتمل أن لا تحرم بذلك أختها , ولا أربع سواها ; لأنها ليست منكوحة , ومجرد الوطء لا يمنع, بدليل الوطء في ملك اليمين لا يمنع أربعا سواها" انتهى .

واستدل من منعه من جماع امرأته حتى تنقضي عدة المزني بها ، بحديثين :

1. ما رُوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَجْمَعْ مَاءَهُ فِي رَحِمِ أُخْتَيْنِ ) .

2. وما رُْوِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَلْعُونٌ مَنْ جَمَعَ مَاءً فِي رَحِمِ أُخْتَيْنِ ) .

والحديثان لا أصل لهما ، فهما موضوعان .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

"لا أصل له باللفظين .

وقد ذكر ابن الجوزي اللفظ الثاني ، ولم يعزه إلى كتاب من كتب الحديث ، وقال ابن عبد الهادي: لم أجد له سنداً بعد أن فتشت عليه في كتب كثيرة" انتهى .

" التلخيص الحبير " ( 3 / 343 ) .

والقول الصحيح : أن زناه لا أثر له في تحريم زوجته ، والعدة واجبة عليها إن أرادت النكاح بعد توبتها ، ولا تعلق لعدتها بجماعه لزوجته .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

"قال في "الروض المربع" لمؤلفه الشيخ منصور البهوتي الحنبلي : " ومَن وطئ أخت زوجته بشبهة ، أو زنا : حرمت عليه زوجته ، حتى تنقضي عدة الموطوءة " .

يعني : لو أن رجلاً زنا بأخت زوجته - والعياذ بالله - قلنا له : إن زوجتك حرام عليك حتى تنقضي عدة المزني بها ، فلو قدر أن المزني بها حملت من هذا الوطء :

فلا تحل له زوجته حتى تضع المزني بها حملها ، ولو بقي في بطنها أربع سنوات !! لكن تقدم لنا القول الراجح أن الزنا لا أثر له ، ولا يمكن أن نجعل السفاح مثل النكاح الصحيح" انتهى .

" الشرح الممتع " ( 12 / 133 ، 134 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-10-14, 14:51
زوجها يحبها وصاحب دين ولكن هي لا تنجذب إليه

السؤال

تزوجت منذ فترة قصيرة ، ولكني لست سعيدة بهذا الزواج , ولا يوجد في زوجي عيب أو شيء منفِّر بل هو يحافظ على الصلاة في المسجد ، وصاحب أخلاق

ويحاول أن يتقي الله , المشكلة أنني لا أحبه ، مع أني كنت دائما أرغب بالزوج الملتزم ، قد أكون تسرعت في الموافقه لأنني لم أتعرف عليه جيداً قبل الزواج وكنت أحيانا وقت العقد أشعر بعدم القبول

أخاف من أن انفصل عنه من المستقبل المظلم ، ولكني مترددة ، الشيء الوحيد الذي يطمئني أنني استخرت الله قبل الموافقة عليه ، أنا لا أعلم ما أنا فيه وهل هذا ابتلاء حقا أم أنا التي صنعت هذا الهم لنفسها

وهل يمكن أن أكمل في زواجي هذا بهذا الشعور الداخلي وأنجب أولادا منه ، ويكبرون ، وتكون هذه حياتي مع شخص لست راضية به ، أم عليَّ أن أتناسى وأعيش هكذا بلا شعور مع زوجي ! .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

إن نعَم الله تعالى على الإنسان كثيرة وعظيمة ، وهو يعجز عن إحصائها ، فأنَّى يستطيع شكرها ؟!

ولذلك وَصف الله تعالى الإنسان بالظلم والجهل بعد بيان عظيم نعَم الله

قال تعالى : ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) إبراهيم/ من الآية 34

فاعلمي أيتها الأخت أنك تتقلبين في نعم الله تعالى ، حيث رزقك الله بزوج صالح ، وبيت تأوين إليه ، في الوقت الذي ترتفع آهات كثيرة من نساء لا يجدن زوجاً

ومن وجدت فقد يكون ظالماً أو فاجراً ، وفي الوقت الذي تتشرد فيه الآلاف من النساء بسبب الفقر والحروب ، فاحرصي على شكر النعمة بالمحافظة عليها ، وأداء حقها ، واحذري من كفرانها ، وإلا سلبها الله منك

قال تعالى : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .

وحتى تعلمي عظم تلك النعم عليك انظري في حال من فقدها ، أو نقصت منه ، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لنا حتى لا يزدري أحدنا نعمة الله عليه .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ) رواه مسلم ( 2963 ) .

ثانياً:

مما نعجب منه في رسالتك قولك " فأنا لم أتعرف على زوجي جيِّداً قبل الزواج " ! وهل تعتقدين أن ما يحدث قبل الزواج بين الرجل والمرأة هو شرعي أولاً ؟

وهل تظنين أنه بتلك العلاقة يتعرف الرجل على المرأة والعكس ؟

إن أكثر ما يحدث في فترة التعارف تلك ليس بشرعي ، بل هو مخالف للشرع ؛ حيث يكون التوسع في النظر والحديث ، والاختلاط المستهتر ، والخلوة المحرمة ، وغير ذلك من المنكرات الشرعية ، وهي مشهورة بين الناس .

وفي هذه الفترة لا يَظهر الرجل على حقيقته ، ولا المرأة كذلك ، بل يحاول كل واحد منهما أن يُظهر صفاتٍ جميلة ، وأخلاقاً عالية راقية ، ولا تظهر الحقائق إلا فيما بعد الزواج

وفي إحصائيات متعددة في دول مختلفة تبين أن الزواج الذي تسبقه علاقة " حب محرَّم " أفشل من ذلك الذي خلا من تلك العلاقة

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وحسبنا تنبيهك أنه ليس ثمة حاجة لتلك الفترة لتتعرفي على زوجك ، وقد ذكرت من صفاته وأخلاقه ما يغنيك عن تلك الفترة للتعرف عليه .

إن الحب قبل الزواج قائم على المخادعة العاطفية ؛ إذ ليس في المرأة ما يجعلها محبوبة لزوجها إلا مظهرها الخارجي ! بخلاف الحب بعد الزواج فإن سببه المخالطة والمعاشرة

ولذا فإن الله تعالى يجعل بين الزوجين مودة ورحمة بعد زواجهما الشرعي ، لا قبله

كما قال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .

ثالثاً:

تقولين في سؤالك : " كنت دائما أرغب بالزوج الملتزم " ، ونقول لك : ها هي أمنيتك قد تحققت ، وها هي رغبتك قد تحصلت ، فقد رزقك الله زوجاً لا تعيبين عليه خلُقاً ولا دِيناً .

وقد استخرت الله تبارك وتعالى قبل إقدامك على هذا الزواج ، وهذا من أعظم أسباب توفيقك ، إن شاء الله

شريطة أن ترضي بما قسم الله تعالى وقدره لك

وتعلمي أن الله تعالى قد اختار لك الخير : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )(البقرة : 216) .

ونحن معك في الخوف من المستقبل المجهول إذا ما فكرت في الانفصال عن هذا الزوج الصالح

وأنت تعلمين نظرة المجتمع إلى المرأة المطلقة ، ولو كانت امرأة صالحة ، وظلمت في زواجها الأول وهي نظرة خاطئة فكيف إذا عرف أنك انفصلت عن هذا الزوج الصالح ، من غير ما بأس ، ولا عيب فيه !!

بل إننا نخاف عليك ما هو أشد من ذلك.

ألم تسمعي إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم :

( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ ) رواه أبو داود (2226) وصححه الألباني .

وانظري جوابي السؤالين :الثاني و الثالث القادمين

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2019-10-14, 14:55
هل الحب قبل الزواج أفضل

لسؤال

هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل ؟.

الجواب

الحمد لله

يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله ، فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى ،

ولم يقع صاحباه في المعصية : فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً

وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر .

فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح "

رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 624 ) .

قال السندي – كما في هامش " سنن ابن ماجه " - :

قوله " لم نر للمتحابين مثل النكاح " لفظ " متحابين " : يحتمل التثنية والجمع

والمعنى : أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح ، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة : لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة . انتهى .

وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات : فإنه لن يكون مستقرّاً

وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى ، لأن المعاصي سبب كبير لذلك

وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى .

ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر ، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره

فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه ، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة ، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى ، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها .

وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن ، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً .

وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها ، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما .

لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح .

وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه ، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها : فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً

ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة ، فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "

رواه الترمذي ( 1087 ) وحسَّنه والنسائي ( 3235 ) .

قال الترمذي : ومعنى قوله " أحرى أن يؤدم بينكما " : أحرى أن تدوم المودة بينكما .

فإن أساء الأهل الاختيار ، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج : فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً ، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2019-10-14, 15:01
الحب الذي ينتهي بالزواج هل هو حرام ؟

السؤال

هل الحب الذي ينتهي بزواج حرام ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً : العلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، ويسميها الناس " الحب " هي مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية .

ولا يستريب عاقل في تحريم هذه العلاقة ، ففيها : خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية

ونظره إليها ، والكلام المليء بالحب والإعجاب مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات . وقد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك . كما هو واقع ومشاهد الآن .

ثانياً :

أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق بين الرجل والمرأة ، بينما نجحت أكثر الزيجات التي لم تُبْنَ على تلك العلاقة المحرمة في الغالب ، والتي يسميها الناس "الزواج التقليدي" .

ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة :

"الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج".

وفي دراسة أخرى لأستاذ الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500 أسرة كانت النتيجة أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق

بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية – يعني : التي لم تكن عن حبٍّ سابق .

ويمكن ذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة :

1- الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها ، كما قيل : "وعين الرضا عن كل عيب كليلة" . وقد يكون في أحد الطرفين أو كلاهما من العيوب ما يجعله غير مناسب للطرف آخر ، وإنما تظهر تلك العيوب بعد الزواج .

2- العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ

أما المشكلات الحياتية وطرق مواجهتها ، فلا نصيب لها من حديثهم ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة ومسؤولياتها .

3- العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على التضحية والتنازل عن الرغبة ، إرضاءً للطرف الآخر

بل كثيراً ما يحصل بينهما خلاف لأن كل طرف منهما يريد أن يتنازل هو ليرضي الطرف الآخر ! بينما يكون الأمر على عكس ذلك بعد الزواج

وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش .

4- الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر .. هي الصورة التي يحاول كل واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ "الحب"

ولا يستطيع الاستمرار على هذه الصورة طول حياته ، فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج ، وتظهر معها المشكلات.

5- فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر ، ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ .

وفي المقابل .. هي ستعيش معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو ، وأن ذلك يكفيها !! كما قال قائلهم على لسان أحد العاشقين : "عش العصفورة يكفينا"

و "لقمة صغيرة تكفينا" و "أطعمني جبنة وزيتونة" !!! وهذا كلام عاطفي مبالغ فيه . ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج

فالمرأة تشتكي من بُخل زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات .

فلهذه الأسباب - وغيرها - لا نعجب إذا صرّح كل واحد من الطرفين بعد الزواج بأنه خُدِع

وأنه تعجل , ويندم الرجل على أنه لم يتزوج فلانة التي أشار بها عليه أبوه ، وتندم المرأة على أنها لم تتزوج بفلان الذي وافق أهلها عليها ، غير أنهم ردوه تحقيقاً لرغبتها !

فتكون النتيجة تلك النسبة العالية جداً من نِسب الطلاق لزيجات كان يظن أهلها أنهم سيكونون مثالاً لأسعد الزيجات في الدنيا !!!

ثالثاً :

وهذه الأسباب السابق ذكرها أسباب حسية ظاهرة ، يشهد الواقع بصحتها ، إلا أننا ينبغي ألا نُهمل السبب الرئيس لفشل تلك الزيجات ، وهو أنها أقيمت على معصية الله – فالإسلام لا يمكن أن يقرّ تلك العلاقة الآثمة

ولو كانت بهدف الزواج - ، فكان العقاب الرباني العادل لأهلها بالمرصاد

. قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طـه/124 .

المعيشة الضيقة المؤلمة نتيجة لمعصية الله والإعراض عن وحيه .

وقال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الأعراف/96

فالبركة من الله جزاء على الإيمان والتقوى ، فإذا عدم الإيمان والتقوى أو قلّ ، قلّت البركة أو انعدمت .

وقال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97

فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح .

وصدق الله العظيم إذ يقول : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ _ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة/109 .

فعلى من كان زواجه على هذا الأساس المحرم أن يسارع بالتوبة والاستغفار ، ويستأنف حياة صالحة قوامها الإيمان والتقوى والعمل الصالح .

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .

والله أعلم .