مشاهدة النسخة كاملة : استشارات شبابية
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 14:50
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
متى يجب الزواج على الرجل
السؤال
هل يجب على الرجال أن يتزوجوا ؟
الجواب
الحمد لله
حكم الزواج بالنسبة للرجال يختلف باختلاف أوضاعهم وأحوالهم ، ويجب الزواج على من قدر عليه وتاقت إليه نفسه وخشي العنت ؛ لأن صيانة النفس وإعفافها عن الحرام واجب ، ولا يتم ذلك إلا بالزواج .
قال القرطبي :
المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج ، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه .
وقال المرداوي رحمه الله في كتابه الإنصاف :
الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَنْ خَافَ الْعَنَتَ . فَالنِّكَاحُ فِي حَقِّ هَذَا : وَاجِبٌ . قَوْلا وَاحِدًا .. " الْعَنَتُ " هُنَا : هُوَ الزِّنَا . عَلَى الصَّحِيحِ . وَقِيلَ : هُوَ الْهَلاكُ بِالزِّنَا .
.. الثَّانِي : مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ " إلا أَنْ يَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مُوَاقَعَةَ الْمَحْظُورِ " إذَا عَلِمَ وُقُوعَ ذَلِكَ أَوْ ظَنَّهُ . وَقَالَ فِي الْفُرُوعِ : وَيُتَوَجَّهُ إذَا عَلِمَ وُقُوعَهُ فَقَطْ . الإنصاف ج8 : كتاب النكاح : أحكام النكاح
فإن تاقت نفسه إليه وعجز عن الإنفاق على الزوجة فإنه يسعه قول الله تعالى : " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله "
وليكثر من الصيام ، لما رواه الجماعة عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء " .
وقال عمر لأبي الزوائد : إنما يمنعك من التزوج عجز أو فجور .
أنظر : فقه السنة 2/15-18
ويَجِبُ النكاح عَلَى مَنْ يَعْصِي وَلَوْ بِالنَّظَرِ أَوْ التَّقْبِيلِ لو بقي بلا زواج
فإذَا كَانَ الرَّجُلُ أَوْ الْمَرْأَةُ يَعْلَمُ أَوْ يَغْلِبُ فِي ظَنِّهِ أَنَّهُ إنْ لَمْ يَتَزَوَّجْ ارْتَكَبَ الزِّنَى أَوْ مَا فِي حُكْمِهِ أَوْ مَا يَقْرُبُ مِنْهُ كنكاح يده وجب عليه الزواجِ ,
وَلا يَسْقُطُ وُجُوبُ النِّكَاحِ عَلَى مَنْ عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ لا يَتْرُكُ الْمَحْظُورَ وَلَوْ تَزَوَّجَ لأَنَّهُ مَعَ الزَّوَاجِ يَكُونُ أَقَلَّ عِصْيَانًا لأنّه يُشغل عَنْ الْمَحْظُورِ ولو أحيانا بِخِلافِ مَا إذَا كَانَ مُتَعَزِّبًا فَهُوَ مُتَفَرِّغٌ لِلْمَعْصِيَةِ فِي جَمِيعِ حَالاتِهِ .
والناظر في حال عصرنا وما فيه من ألوان الفجور وأنواع الإغراءات يقتنع بأنّ الوجوب في عصرنا هذا أشد وأقوى من أي عصر مضى
نسأل الله أن يطهّر قلوبنا ويباعد بيننا وبين الحرام ويرزقنا العفّة والعفاف وصلى الله على نبينا محمد .
المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 14:55
هل يجب على المرأة أن تتزوج
السؤال
هل يجب على المرأة أن تتزوج ؟
الجواب
الحمد لله
للإجابة على سؤالك نلقي فيما يلي نظرة سريعة على ما كتبه بعض فقهاء المسلمين في هذه المسألة
: جاء في كتاب مواهب الجليل
: ويوجب النكاح على المرأة عجزها عن قُوْتِها أو سترتها إِلا بالنكاح
. وقال في الشرح الكبير
في النكاح الواجب : إن خشي على نفسه الزنى وجب عليه . وفي كتاب فتح الوهاب : المرأة التائقة يسن لها النكاح وفي معناها المحتاجة إلى النفقة ، والخائفة من اقتحام الفجرة .
وقال في مغني المحتاج
: يجب إذا خاف الزنا .. وقيل : يجب إذا نذره . ثمّ قال في حكمه بالنسبة للمرأة
وإن كانت محتاجة إليه ؛ أي لتَوقَانِها إلى النكاح أو إلى النفقة أو خائفة من اقتحام الفجرة .. استُحبَّ لها أن تتزوج ؛ أي لما في ذلك من تحصين الدين وصيانة الفرج والترفُّه بالنفقة وغيرها.
وقال ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني
: واختلف أصحابنا في وجوبه فالمشهور في المذهب أنه ليس بواجب ، إلا أن يخاف أحد على نفسه الوقوع في محظور بتركه فيلزمه إعفاف نفسه ، وهذا قول عامة الفقهاء ..
والناس في النكاح على ثلاثة أضرب : منهم : من يخاف على نفسه الوقوع في المحظور إن ترك النكاح فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام وطريقه النكاح .
وقال في سبل السلام :
ذكر ابن دقيق العيد أن من الفقهاء من قال بالوجوب على من خاف العنت وقدر على النكاح .. فيجب على من لا يقدر على ترك الزنا إلا به .
وقال في كتاب بدائع الصنائع
: لا خلاف أن النكاح فرض حالة التوقان حتى أن من تاقت نفسه إلى النساء بحيث لا يمكنه الصبر عنهن وهو قادر على المهر والنفقة ولم يتزوج يأثم .
فيتبيّن من الاستعراض السابق جملة من الحالات التي يجب فيها النّكاح
فإن قلتِ كيف نتصوّر قيام المرأة بهذا الواجب والعادة أنّ الرّجل هو الذي يبحث ويتقدّم ويطرق الأبواب وليس هذا من شأن المرأة ؟
فالجواب أنّ مما تفعله المرأة لتحقيق هذا الأمر هو أن لا تمتنع عن الزّواج إذا تقدّم لها الخاطب الكُفؤ
.
وينبغي أن تعلم المرأة المسلمة والرجل المسلم مكانة النّكاح العظيمة في الإسلام ليزدادا حرصا عليه وفيما يلي خلاصة جيّدة حول هذا للإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله حيث قال في كتابه المغني :
فصل :
والأصل في مشروعية النكاح الكتاب والسنة والإجماع
. أما الكتاب فقول الله تعالى : فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَث وَرُبَاع (النساء: 3). وقوله : وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإمَائِكُمْ (النور: 23) .
وأما السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج
ومن لم يستطع فليصم فإن الصوم له وجاء متفق عليه في آي وأخبار سوى ذلك كثيرة . وأجمع المسلمون على أن النكاح مشروع ..
قال ابن مسعود :
لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوماً ولي طَوْل النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة .
وقال ابن عباس لسعيد بن جبير: تزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساء .
وقال إبراهيم بن ميسرة :
قال لي طاوس لتنكحن أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور
قال أحمد في رواية المروذي : ليست العزبة من أمر الإسلام في شيء وقال من دعاك إلى
غير التزويج فقد دعاك إلى غير الإسلام .
ثم قال رحمه الله :
مصالح النكاح أكثر فإنه يشتمل على تحصين الدين وإحرازه وتحصين المرأة وحفظها والقيام بها وإيجاد النسل وتكثير الأمة وتحقيق مباهاة النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المصالح ..
ومن هنا يتبين لكِ أيتها الأخت السائلة أنّ مصالح النكاح ومنافعه كثيرة بحيث لا تتأخّر عنها المرأة المسلمة العاقلة وخصوصا إذا تقدّم لها صاحب الدّين والخُلُق ، والله تعالى أعلم .
: الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 15:01
شبهات وتساؤلات تتعلق بتأخر الزواج !
السؤال
شبهة اني سبب في تاخر زواجي، فلعل أحدا كان يريد أن يخطبني ولكن لم أعطه فرصة
وهل يجب في عصرنا الحالي أن نتجاوب مع نظرة أو حديث مع الرجل حتى لا نندم على فرصة أضعناها؟!
وهل إذا أرادت المرأة أن تحفظ نفسها وعينها وقلبها وتقول سيؤتيني الله من فضله وتغلق أي باب للتواصل مع الشباب هل هذا توكل على الله؟! وهل يتنافى مع السعي للرزق؟!
وإذا تقدم بها السن إلى الأربعين ولم يتقدم لها أحد وبدات الشكوك تراودها في تصرفاتها السابقة والتي اعتبرها من حولها أنها متزمتة
وقد رأت بأم عينها أن من تحدثت وفتحت الباب للشباب حتى أن بعضهن تجاوزن حدود الكلام إلى الفعل قد تزوجت !! وأن الرجل الملتزم يختار فقط الجميلة، بينما البنت الملتزمة التي لا تاخذ من حاجبها لا يمكن
أن ينظر إليها أحد لأنها لا تهتم بشكلها!! وأن الفتاة خلقت لأجل أن تتزوج وتنجب الأولاد وتربيهم على أحسن الأخلاق، فمادور التي لم تتزوج؟!
وهي غير محبب لها كثرة الخروج والاختلاط، وأحيانا لاتكون تملك مالا لتعمل مشروعا خاصا بها فهي مضطرة للعمل في وظيفة سواء حكومية أو خاصة؟ وهي بهذا ستختلط بالرجال
رغما عنها، وشيئا فشيئا سيصبح هذا الامر عاديا عندها ومستساغا!! وتساؤل يؤرقني ويقض مضجعي: أنَّ الأب والأخ غير ملزمون بأن يلبوا حاجياتها، فيجب عليها أن تعمل وتكسب قوتها، وبوفاة
الأب أو مرضه فهي ملزمة بدخول سوق الخضار وشراء لوازمها، والذهاب لتسديد فاتورة الكهرباء والماء!. فهي بين عملها في وظيفتها، ثم خارج البيت لجلب
المتطلبات اليومية، ثم في المنزل كخادمة تنظف وتطبخ، بل حتى تقوم بتغيير مصابيح البيت وإصلاح الحنفيات التالفة، وربما حتى طلاء الجدران!!. فلا تدري أهي أنثى أم ذكر!! وأنّه عليها
أن تصبر وتصبر وتصبر، فلا هي تستطيع ممارسة العادة السرية لأنّها محرمة، ولا هي تصبر على متطلبات جسدها، ولا هي قادرة على أن تبوح لأحد أنّها لم تعد تصبر دون زوج! فهي مذ كانت
طفلة كانت تمارس العادة دون علم منها ما هي! فقط كانت تستمتع ولا تدري كنه هذه المتعة؟! ولما كبرت وعلمت توقفت ولكن لم تتزوج فكيف تصبر؟!.
صامت، وصلت، ودعت، وتصدقت، وصبرت، وابتعدت عن ما يثير الشهوات، وأغلقت كل الأبواب، ولكنّها بشر فإلى متى ستصبر وتنتظر!. فأحيانا تغلبها الشهوة فلا تجد ما تنفس به عن نفسها إلا أن تفعل العادة
.. أفيدوني أفادكم الله، وجزاكم عنّا كل خير.
الجواب
الحمد لله
أختنا الفاضلة
أولا :
اعلمي أرشدنا الله وإياكِ أن أمر الزواج وما إليه لا يسير إلا على وفق مقادير الله تعالى ، شأنه في ذلك شأن كل شيء في هذه الدنيا
فلا مانع لما أعطى الله ، ولا معطي لما منع الله ، والعطاء الدنيوي ليس دليلا على رضى الله ، والمنع كذلك ليس دليلا على غضب الله
ذلك بـأن الله تعالى يعطي الدنيا وما فيها لمن يحب ولمن لا يحب ، وكذا يمنعها عمن يحب وعمن لا يحب ، ولذا قال تعالى :
( فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ * كَلَّا ..) سورة الفجر/15-16.
و(كلا) هذه إبطال لما قبلها من الأفكار المغلوطة التي فيها الربط بين رضى الله والعطاء الدنيوي ، والربط بين سخطه سبحانه ومنعه العطاء !
وعليه ؛ فالأمر لا يتعلق بمجرد اغتنام الفرص أو إهدارها ، وإنما هي المقادير !!
فكم من فتاة فتحت الأبواب على مصراعيها ، واغتنمت جميع الفرص المتاحة ، سواء كانت محرمة أو مباحة ، ثم آل أمرها إلى عدم الزواج
بل إلى كُره فكرة الزواج ، وذلك لما عانت من تجارب عاطفية فاشلة ، وما ترتب عليها من تقلبات نفسية مزاجية ، وتوتر ، وقلق ، وأعراض اكتئابية
حتى وصل الأمر بكثير منهن لدرجة التلبس باضطراب نفسي ، والتردد على الطبيبات النفسيات لعلاجه والتخلص من أعراضه !
وعلى الناحية الأخرى ، كم من فتاة اكتفت بفتح باب الزواج على مراد الله ، وراعت في تعاملها مع الرجال حدود الله ، ثم آل أمرها إلى الزواج ، ورزقها الله من حيث لم تحتسب ، بل من حيث ظنت ألا رزق لها هنالك !!
وحينئذ ، فلا وجه للتلاوم أو الندم ، في حق من وقف عند مراد الله ، والتزم شرعه ، وأخذ بالأسباب المتاحة له ، ولو كان منها توسيط خاطبة ، أو الإيعاز لبعض أهل الخير ، والعارفين بالناس ، للتوسط في ذلك .
ولتعلمي يا أمة الله ، أن الزواج وغيره من أقسام الناس في الدنيا ، وأرزاقهم : إنما هو مقدر من عند الله ؛ فما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن .
وفي الحديث الجليل البالغ المعنى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم: ( يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، وَاحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ
وَتَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ
وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَأَنَّ الْخَلاَئِقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يُعْطُوكَ شَيْئًا لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُعْطِيَكَهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ، أَوْ أَنْ يَصْرِفُوا عَنْكَ شَيْئًا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُعْطِيَكَهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَى ذَلِكَ
وَأَنَّ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، فَإِنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَالْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا. ) .
رواه عبد بن عبد حميد في "المنتخب" (636) ، وهو بنحوه عند الترمذي وغيره ، وصححه الألباني .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ: نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رَوْعِي : أَنَّ نفْسًا لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ
وَلَا يَحْمِلَنَّكُمِ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ .
رواه الطبراني في الكبير (7694) صححه الألباني لغيره .
والحالة الوحيدة التي تلام فيها المرأة على أنها لم تعط الفرصة للخطاب : هي رفضها للخطاب بلا مبرر واضح
أو رفضها لفكرة الزواج من الأساس ، أو الانطوائية والانعزال الزائد عن حد الاعتدال ، فلا يعرفها أحد من النساء ولا الرجال
وهذه الصورة غالبا ما تقع على خلفية اضطرابات نفسية ، وتقلبات مزاجية ، تفتقر إلى التدخل العلاجي .
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 15:01
ثانيا :
وأما فكرة اختيار الرجل الملتزم للجميلة فحسب : فهذا أمر نسبي اعتباري ، يختلف في درجته بين الرجال باختلاف طبائعهم وثقافتهم وبيئتهم وهيئتهم ووجاهتهم وغيرها
وتختلف أذواق الناس ومقاييسهم في تقدير الجمال الذي يطلبونه ، أو الحد الملائم له ، ليعيش حياة مستقرة مع أسرته؛ فما لا يُرضي أحدهم في الهيئة والملامح ، يُرضي غيره ، وهكذا حال الناس وعيشهم ، كما هو ظاهر معلوم .
ومع أن مراعاة جمال المرأة ، أو حد "القبول" فيها : أمر لا يذم ولا يلام صاحبه ، إلا أن الذي يلام صاحبه ويذم أن يجعل اختياره على حساب دين المرأة ، أو ألا يلقي لدينها بالا من أساسه!!
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " .
رواه البخاري (5090) ومسلم (1466) .
ثالثا :
وفيما يتعلق بالحكمة من خلق النساء ، فالنساء شقائق الرجال في هذه الحكمة ، فكما أن الحكمة من خلق الرجال هو عبادة الله تعالى والعمل بطاعته ، فكذلك هي الحكمة من خلق النساء
قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) ( الذاريات /56-58.
وقال تعالى : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ
وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35.
هذا رأس الأمر وأساسه ، عبادة الله وتوحيده والعمل بطاعته ، والدعوة إليه سبحانه على مستوى الأقارب والأصدقاء والمعارف ، ومن خلال اللقاءات الدعوية النسائية في المساجد
إن كان متاحا ، أو الغرف الصوتية الدعوية على شبكة الإنترنت ، أو من خلال الكتب والمقالات الدعوية وغيرها .
وعلى المستوى الدنيوي فدور المرأة - سواء كانت متزوجة أم لا - ليس قاصرا على إنجاب الأطفال وتربيتهم ، بل يتعدى للمشاركة في الأعمال التطوعية الميدانية ، لاسيما التي تتطلب وجود الأخوات للتعامل مع النساء بدلا عن الرجال .
والحاصل :
أن العبد الصالح ، رجلا كان أو امرأة ، لن يعدم بابا من الخير والنفع ، يتقرب إلى الله به ، ويفتح عليه الدخول إلى رب العالمين منه ، مهما صغر أو كبر ، سواء كان في حسن تبعل المرأة لزوجها
ورعايتها بيتها وأولادها ، إن قدر لها ذلك ، أو في طاعة ربها ، فيما افترض عليها ، فتصلي خمسها ، أو تزيد ، وتصوم شهرها ، وتتنفل
وتحفظ فرجها عما حرم الله عليها ، وتعين من حولها ، وتصل جيرانها ، وتحسن إلى الخلق بما استطاعت ؛ ولو أن تكف أذاها عن الناس .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الْإِيمَانُ بِاللهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ قَالَ: قُلْتُ: أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا قَالَ:
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ؟ قَالَ: تُعِينُ صَانِعًا أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ .
رواه البخاري (2518) ومسلم (84) واللفظ له .
رابعا :
وأما فيما يتعلق بالنفقة فهي واجبة من الآباء على الأبناء الذين لا مال لهم ، ولا يقدرون على التكسب ، كبارا كانوا أو صغارا .
ولبيان ذلك بأدلته انظري جواب السؤال رقم (42220) ورقم (13464).
وفيما يتعلق بممارسة العادة فغاية ما فيها - والحالة هذه - أنها طريقة للتخلص من التوتر والقلق النفسي الناتج عن الشعور بالوحدة والاحتياج لوجود زوج قوام على شؤونك ، وليست مجرد شهوة عارضة !
والأخذ بكل سبب مزيل لمشاعر القلق والتوتر النفسي في هذا الوقت سيعينكِ على التخلص من ممارستها .
وعلى رأس هذه الأسباب الذكر وتلاوة القرآن والصلاة بخشوع وتدبر في كل منها .
ومن الأسباب الفعالة كذلك تمارين الاسترخاء كتمارين التنفس وبسط العضلات .
وننصح كذلك بالرجوع لطبيبة نفسية من ذوات الأمانة والدين ، للتخلص من أعراض القلق النفسي من خلال تعليمك تمارين الاسترخاء وجلسات تنطيم المشاعر وجلسات العلاج المعرفي السلوكي .
نسأل الكريم ، الجواد الرحيم ، الرزاق ذا القوة المتين : أن يمن عليك بسابغ فضله ونعمه ، وأن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة ، وأن يصلح لك شأنك وعيشك ، ويشرح صدرك بالرضا واليقين .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 15:06
تريد المشورة في الاختيار بين رجلين تقدما لخطبتها
السؤال
أنا بنت متقدم لى عريسان ، الأول أحبه ، والثاني لا أشعر تجاهه بعاطفة ، الأول أخلاقه جيدة ، ولا ينقصه شيء من أساسيات الدين , إلا أن الثاني الذي لا أشعر تجاهه بعاطفة : يفوقه كثيرا ،
من ناحية كثرة الطاعات ، والقرب إلى الله ، وتعلم الدين ، وما إلى ذلك . عندي ميل لأقبل الأول متمنية أن يزداد مستواه الدينى مع الوقت
وهو يعدني بذلك ، ولكنى أخاف أن أكون بذلك قد غلبت هواى ، ودنياي ، على آخرتي ؛ أرجو الإفادة .
الجواب
الحمد لله
لا نملك هنا إلا أن نقدم لك بعض الإضاءات التي تعينك على اتخاذ قرارك ، وتحمل مسؤوليته بنفسك ؛ لا أن نتخذ نحن هذا القرار بدلا عنك ، فهذا لا نملكه ، ولا ينبغي أن يملكه أحد سواك !!
إن أساسيات الدين التي تسمح لنا بالنظر في حال الخاطب الأول
والتي ذكرت أنها لا تنقصه : هي شيء مجمل جدا في عبارتك ، وفي تقدير الناس واعتبارهم ؛ والذي يجب أن يكون واضحا في ذهنك أن تكون أساسيات الدين ، وهي الحد الأدنى الذي لا يقبل التنازل عنه :
أن يكون معروفا بسلامة اعتقاده ودينه بصفة عامة ، محافظا على أداء الفرائض ، وأهمها وأعظمها الصلوات الخمس ، من أهل الجماعات في المساجد ، محبا للدين معظما له ، مبتعدا عن المحرمات ، حريصا على أكل الحلال .
ثم لا يشترط بعد ذلك : أن يكون صواما ، قواما ، حافظا للقرآن ، منشغلا بطلب العلم ، أو الدعوة إلى الله ، أو نحو ذلك من فضائل الأعمال
والميزات الخاصة في بعض الأشخاص ، فمثل هذا ليس من الأساسيات الواجب توافرها ، وقد يكون شخص من عامة الناس ، ممن ذكرنا حاله أولا في محافظته على الواجبات ، وتركه للمحرمات
من أهل الاقتصاد في الدين ، ليس مفرطا ، فاسقا ، ولا هو من العباد الزهاد ، قد يكون مثل هذا أحسن عشرة ، وأشد إكراما لأهله ، ومعرفة بحقوقهم من غيره .
فإن كانت الأساسيات التي رأيت أنها في الخاطب الأول ، هي على النحو الذي ذكرناه ، فلا يضرك تقصيره في النوافل ، أو عدم انشغاله بطلب العلم
ونحو ذلك ، وما دام قد خطبك ، وعندك ميل إليه : فلا حرج عليك في قبوله ، وتقديمه على غيره ، بعد استخارة الله ، وسؤاله التوفيق والسداد
فإنه لا شيء أقطع لتعلق القلب بشخص ، مثل الزواج به ، وإعفاف النفس بالوصال الحلال
.
وأما إذا كنت تعنين بأساسيات الدين : مفهوما آخر ، وقدرا من التدين العام المعروف عند كثير من الناس ، ثم لا يهتم بصلواته الخمس ، ولا يعظم أمر الجماعة
أو كان ممن يتهاون في شأن المحرمات ونحو ذلك : فمثل هذا لا ينبغي لك أن تقبليه أصلا ، سواء كان هناك خاطب سواه ، أو لا ؛ فإما أن تقبلي الخاطب الثاني
أو لا ، هذا أمر آخر ، لكن لا ينبغي أن يدخل الأول ـ إذا كانت هذه حاله ـ في حسابك أصلا !!
ومن شأن الزمان ، ومجاهدة النفس ، وإعفافها بالوصال الحلال : من شأن ذلك كله أن ينسيك ذلك التعلق بالشخص الأول ، الذي يفترض أن يكون باهتا حتى الآن ، يزول بأقرب دافع عنه ، مع سد أبوابه ، وقطع علائقه .
وأما وعده لك : فليف بعهد الله لعباده بطاعته ، وترك محارمه أولا ؛ ثم ننظر في وعده لك !!
وينظر جوب السؤالين القادمين
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 15:10
فرق بين الحب وبين العلاقة المحرمة
السؤال
أنا آنسة 24 سنة ، بصراحة أنا أحببت حبّاً طاهراً خالٍ من اللقاءات والمواعيد , حبّاً طاهراً لإنسان طاهر ملتزم ، واعدني الزواج ، وطلب مني أن أنتظره لأن ظروفه صعبة ، أنا لا أنكر أنه اتصل بي أكثر من مرة
لكنني طلبت منه أن لا يتصل بي ؛ لأني غير راضية عن ذلك ، مع أني أحبه ، لكنى شعرت أن الحب بدء يسير في الطريق الخطأ , فوافقني الرأي ، واحترم رأيي
, هو يراسلني بين حين وآخر برسائل على الإنترنت حتى أعرف أخباره , أنا وهو على علاقة منذ سنة ، ولكن هو ظروفه صعبة جدّاً ,هذا الشخص أنا أعرفه عائليّاً وعائلته وعائلتي على علاقة متينة
أشهد أني أحبه في الله ، وواثقة من أنه يبادلني ذات الشعور ، ولكن المشكلة أن أبي بدء يُطرق حتى وصل عدد العرسان المتقدمين لي 8
ولكني أرفض في كل مرة لأني وعدته أن أنتظره ، أنا الآن حائرة هل ما أفعله حلال أو حرام ؟
علما بأني أصلي الفروض والسنن والنوافل والحمد لله , وأقيم الليل فأخاف أن تضيع حسناتي بما أفعل ؟
هل الحب الطاهر العفيف حرام ؟ وهل حبي حلال أم أنه حرام ؟ .
الجواب
الحمد لله
بداية أسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة
وأسأله سبحانه أن يكثر من أمثالك من الفتيات اللاتي يحرصن على العفاف والطهارة ، ويلتزمن حدود الله في جميع شؤونهن ، ومن أهم ذلك العلاقات العاطفية التي تساهل فيها كثير من الناس
فضيعوا حدود الله ، وانتهكوا محارمه ، فابتلاهم الله بالمشاكل التي نقرؤها ونسمعها مما فيه العبرة لكل مسلم ، بل وكل عاقل .
ثم اعلمي أن المراسلات والاتصالات بين الجنسين باب من أبواب الفتنة ، والشريعة مليئة بما يدل على وجوب الحذر من الوقوع في حبائل الشيطان في هذا الباب
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى شابا ينظر إلى فتاة نظراً مجرَّداً لوى عنقه كي يصرف بصره عنها ، ثم قال : ( رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا )
رواه الترمذي ( 885 ) وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
لذلك فقد أحسنتِ حين قطعتِ الاتصال بهذا الشاب
ونرجو أن تنقطع المراسلة أيضاً ؛ لأن المراسلة من أعظم أبواب الفساد التي فتحت على الناس في هذه الأزمان ،
ولا يعني هذا حرمة ميل الرجل أو المرأة نحو شخص معين يختاره كي يكون زوجا له ، يشعر بالمحبة والمودة نحوه ، ويعقد العزم على الارتباط به إذا ما تيسر الأمر
فإن المحبة أمر قلبي ، تُقذف في قلب المرء بأسباب معلومة أو غير معلومة ، إلا أنها إذا كانت بسبب الاختلاط أو النظر أو المحادثة المحرمة أصبحت هي أيضا محرمة
وأما إذا كانت بسبب معرفة سابقة أو قرابة أو سماع عن ذلك الشخص ولم يملك الإنسان دفعها : فلا حرج حينئذٍ من هذه المحبة ، بشرط أن تُلتزم فيها حدود الله .
قال ابن القيم رحمه الله :
"إذا حصل العشق بسبب غير محظور : لم يُلَم عليه صاحبه ، كمن كان يعشق امرأته أو جاريته ثم فارقها وبقي عشقها غير مفارق له : فهذا لا يلام على ذلك
وكذلك إذا نظر نظرة فجاءة ثم صرف بصره وقد تمكن العشق من قلبه بغير اختياره ، على أن عليه مدافعته وصرفه " انتهى.
" روضة المحبين " ( ص 147 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"قد يسمع إنسان عن امرأة بأنها ذات خلق فاضل وذات علم فيرغب أن يتزوجها ، وكذلك هي تسمع عن هذا الرجل بأنه ذو خلق فاضل وعلم ودين فترغبه
لكن التواصل بين المتحابين على غير وجه شرعي هذا هو البلاء ، وهو قطع الأعناق والظهور ، فلا يحل في هذه الحال أن يتصل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل ، ويقول إنه يرغب في زواجها
بل ينبغي أن يخبر وليها أنه يريد زواجها ، أو تخير هي وليها أنها تريد الزواج منه ، كما فعل عمر رضي الله عنه حينما عرض ابنته حفصة على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما
وأما أن تقوم المرأة مباشرة بالاتصال بالرجل : فهذا محل فتنة " انتهى .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 26 / السؤال رقم 13 ) .
والنصيحة لك بضرورة الانقطاع عن مراسلة هذا الشاب ، وإخباره بأن عليه التقدم لخطبتك من ولي أمرك إن كان يريد الزواج فعلا ، ولا يتخذ الظروف المادية أو غيرها عائقاً ومانعاً
فالأمر يسير إن شاء الله ، ومن يرضى بالقليل يغنه الله من فضله وسعته ، وليكن تقدمه إليك لإقامة العقد الشرعي على الأقل ، وإن تأخر الدخول فلا بأس
أما أن يبقى الأمر معلقا على نية المواعدة على الزواج ، ثم تستمر المراسلة بينكما على ذلك ، فهذا – بحكم الشرع والواقع والتجربة المتواترة – طريق خاطئ وباب إثم وفساد
وتأكدي أنك لن تنالي السعادة إلا بطاعة الله سبحانه ، والتقيد بحدود شرعه ، وأن في الطرق المباحة غنية وكفاية عن الوسائل المحرمة ، ولكننا نضيق على أنفسنا فيضيق الشيطان علينا .
وتأخرك في الزواج فيه ضرر بالغ عليكِ ، وقد يتأخر بك السن ولا تتحسن ظروف ذلك الشاب ، فلا تتزوجينه ولا تتزوجين غيره
فاحذري من التأخر فليس فيه إلا الضرر ، واعلمي أنه قد يكون في أحد من المتقدمين إليك من الدين والاستقامة أكثر من ذلك الشاب ، وقد يصير بينكما من الحب والمودة أضعاف ما بينك وبين ذلك الشاب .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-11-07, 15:14
يتقدم إليها الخطاب وتتردد في القبول
السؤال
رغم أنني أريد الزواج والأطفال ككل النساء , إلا أني مترددة جدا في الإقدام على ذلك ، مع أنني أتلقى عروضا ، لكنني أخشى ألا يكون الشخص الذي أوافق عليه ذا الخلق ، ثم إنني ـ أيضا ـ لا أدري ما الذي سيحدث لي بعد ذلك !!
أرجو أن تشيروا علي ، وتنصحوني في مشكلتي .
الجواب
الحمد لله
المشروع في حق الشباب - ذكورا وإناثا – هو التعجيل بالزواج
امتثالا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ومسلم (1400)
ولما في ذلك من الصيانة والعفة والاستقرار .
فنصيحتنا لك أيتها الأخت الكريمة أن تقبلي من جاءك من أهل الدين والخلق ، بعد الاستخارة والاستشارة
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي ( 1084 ) من حديث أبي هريرة ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وأهل الدين والخلق لا يخفى حالهم فلهم سيماهم وعلاماتهم ، من التمسك بالسنة ، والمحافظة على الصلوات في الجماعة ، ومصاحبة الصالحين ، والبعد عن الفتن ومظاهر الفساد .
وإياك والتردد وكثرة الرفض ، فإن من يذهب اليوم قد لا يأتي مثله في الغد ؛ قال الشاعر :
على فُرصٍ كانت ، لو آني انتهزتها
لقد ِنلتُ فيها من شريف المطالبِ
فإذا تقدم إليك خاطب فصلي صلاة الاستخارة أولا
فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سييسره ، وإلا صرفه الله عنك بلطفه وعلمه ، سبحانه .
ثم يتحرى أهلك عن الخاطب بالسؤال عنه من يعرفه من جيرانه وزملائه في العمل وإمام مسجده ، فإن كان مستقيما محافظا على الصلوات ، حسن العشرة
فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ، فإن كان لك خير فيه فإن الله تعالى سيسره ، وإلا صرفه الله عنك .
كما أن السؤال عن أسرة الخاطب أمر مهم ، فقد لا تكون أمه مرضيّة الخلق ، أو في الأسرة من الانحراف ما لا يرجى معه العيش الهنيء لك .
فإن وفق الله تعالى لك من يظهر منه حسن الخلق ، والحرص على دينه ، والجد في أمر الزواج ، مع الأهلية له ؛ فاقبلي خطبته ، واعزمي الأمر ولا تترددي ؛ قال الشاعر :
وقال طَرَفَة بن العَبْد
إذا كنتَ ذا رأيْ فكُنْ ذا عَزِيمَةٍ
فإنَّ فَسادَ الرَّأْيِ أنْ تَتَردَّدا
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 13:38
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
شاب عنده بعض المشكلات التي أثرت على حياته ويسأل عن العلاج .
السؤال
أنا شاب في العشرين من عمره ، لدي عدة مشاكل : الأولى: أنني من عائلة صوفية تنطبق عليها معظم نواقض الاسلام العشرة ، وأنا سلفي العقيدة أظهر لهم أني معهم
وعندما بلغت العشرين أوضحت منهجي كأفكار وليس كتطبيق ، فهددت بقطع النفقة والاعتزال ، وأبي متشدد جدا في الصوفية
ويحبني جدا ، وقد يتأذى إن أنا رفضت الرجوع عن أفكاري ، وأخشى بذلك من عقاب الله. فما واجبي تجاه عائلتي وأبي خاصة ؟
مشكلتي الثانية :
أنني قد أخفيت أمر عائلتي عن أصدقائي والناس فأخشى أن أخسرهم ، وفي المقابل أخشى على عائلتي منهم ومن القدح فيهم ، وكنت أكذب لأخفي ذلك الأمر
حتى أصبح الكذب عادة لي يعرفني بها جميع أصحابي وذلك يسوؤني جدا ، وحاولت التخلص منها ولكن بلا فائدة ، واقترفت ذنوبا كثيرة وتبت منها لكن آفة الكذب لم أقدر عليها
فأنا أمازح الناس كثيرا من عرفت ومن لم أعرف ، حتى أفقدني هيبتي أمام الجميع ، فأصبح لا يؤبه لي ، فكون ذلك صورة عند أصحابي أنني طيب ، ساذج
كذاب ، هذلي ، ولا أحد يرغب أن يتخذني صديقا ، وإن كانوا يحبونني ، فأدركت بذلك أنني شخصية تافهة ؛ فماذا أفعل لعلاج ذلك ؟
مشكلتي الثالثة :
أنني أحفظ القران ، ومتعني الله بقدرات عالية أحس أنها بدأت تندثر ، أحب أهل الدين ؛ درجاتي في المدرسة لا تفارق التفوق ، وأنا الآن أدرس في كلية الطب
وأهم بتركها لجميع الأمور السابقة وأتوجه إلى دراسة الشريعة فقد متعني الله بفهم جميل لها ، والآن أصبح ليس لدي ثقة بنفسي
قلبي مشغول دائما بانتقادات أصدقائي لي ، وجرحهم ، لا أستطيع التركيز في الصلاة ولا في الدراسة ، فأرجو منكم المساعدة .
الجواب
الحمد لله
أولا :
الواجب عليك تجاه أهلك أن تجمع بين برهم ونصحهم
فإن بر الوالدين واجب على الأبناء ، مطلقا
أيا كان حال الوالدين ، وإن كان مشركين ، بل وإن أمرا ولدهما بالشرك بالله ، فقد حرم الله طاعتهما في ذلك ، ولم يسقط عن الابن حقهما في بره
قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) العنكبوت/8 .
وقوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15
ثانيا :
وأما عن خصلة الكذب ، وهي شر ما وقعت فيه ، وشر ما يتصف به العبد من خلق ذميم ، عافا الله وإياك ، بمنه وكرمه ؛ فالواجب عليك أن تقلع عنها تماما
فالكذب لا يصلح من المسلم في شيء ، لا في جد ولا هزل ، بل الواجب عليه أن ينتهي عنه كله ، ويلزم نفسه الصدق في أمره كله ؛ قال تعالى : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) التورة/119
ومما يعينك على التوبة من هذه الكبيرة ، والتخلص من تلك الخصلة الذميمة أمور :
أولها : الاستعانة بالله جل في علاه ، فقد ورد في الحديث: (وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ) متفق عليه.
وقال تعالى : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) سورة الفاتحة/5-7 .
فالتعبد لله بالصدق ، ومثله سائر شعب الإيمان ، وطرائق المهتدين ، لا يسلم للعبد إلا بالاستعانة به سبحانه ؛ فإنه لا حول ولا قوة لنا إلا بالله
أي : أننا لا نتحول من حال إلى حال ، ولا نقوى على فعل من الأفعال إلا بالله الكبير المتعال !
2- التعبد لله سبحانه باسمه [ السميع ] ، ذلك الاسم الرفيع الجليل من أسمائه تعالى الحسنى ؛ قال جل وعلا معاتبا عباده في استفهام إنكاري بديع :
( أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ) الزخرف/80 .
فالله سبحانه يسمع السر والنجوى ، ويسمع الجهر والعلانية ، ورسله من الملائكة تكتب ما نتلفظ به في الحالين
قال تعالى :
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/16-18 .
3- التأمل في عاقبة الصدق ، وأنه في ذاته يهدي إلى الخير كله ، فعن عبد الله بن مسعود
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا ، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ،
وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) رواه البخاري (6094) ، ومسلم (2607).
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 13:38
قال الإمام النووي في " شرح مسلم " ( 16/160 ) :
"قال العلماء: معناه : أن الصدق يهدي إلى العمل الصالح الخالص من كل مذموم ، والبر اسم جامع للخير كله ، وقيل : البر الجنة ، ويجوز أن يتناول العمل الصالح والجنة .
وأما الكذب : فيوصل إلى الفجور ، وهو الميل عن الاستقامة ، وقيل : الانبعاث في المعاصي" انتهى .
ثم قال رحمه الله :
"قال العلماء : هذا فيه حث على تحري الصدق ، وهو قصده والاعتناء به ، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه ؛ فإنه إذا تساهل فيه : كثر منه ، فعرف به .
وكتبه الله لمبالغته [ يعني :في الصدق ] : صديقا ، إن اعتاده . أو كذابا ، إن اعتاده [ أي اعتاد الكذب] " انتهى .
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ ) رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (9 / 127) وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة "(342) .
فلا تلتمس – يا عبد الله - رضى الناس في سخط رب الناس !
تصالح مع نفسك ، ولا يكن همك رضاهم عنك ، وعن أهلك ، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا
فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ : رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ ، سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ) رواه ابن حبان (276)، وصححه الألباني في " الصحيحة " (2311) .
ثالثا :
يا عبد الله ، أنعم الله عليك ووفقك للاجتهاد في حفظ القرآن ، ومحبة أهل العلم والدين ، وهذا في ذاته دافع عظيم للتأدب بآداب أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصته .
ومن هذه الآداب أن تكون من أهل السكينة والوقار ، والعمل بطاعة العزيز الغفار ، وهذا لا يتعارض مع المزاح والتبسم وملاطفة أقرانك ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر الناس تبسما
فعن عبد الله بن الحارث قال : "مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " . رواه الترمذي (3641) ، وصححه الألباني .
وأما المزاح المنهي عنه فقال فيه الإمام النووي رحمه الله :
"قال العلماءُ: المزاحُ المنهيُّ عنهُ، هُو الذي فيه إفراطٌ ، ويُداوم عليه ، فإنه يُورث الضحك وقسوةَ القلب ، ويُشغل عن ذكر الله تعالى والفكر في مهمات الدين
ويؤولُ في كثيرٍ من الأوقات إلى الإِيذاء ، ويُورثُ الأحقاد ، ويُسقطُ المهابةَ والوقارَ، فأما ما سَلِمَ من هذه الأمور، فهو المباحُ الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلهُ
فإنه صلى الله عليه وسلم إنما كان يفعلهُ في نادرٍ من الأحوالِ لمصلحةٍ ، وتطييب نفس المخاطب ومؤانستهِ ، وهذا لا منعَ منهُ قطعاً، بل هو سنةٌ مستحبةٌ إذا كان بهذهِ الصفةِ
فاعتمدْ ما نقلناهُ عن العلماء وحققناهُ في هذه الأحاديث وبيان أحكامها، فإنه مما يعظمُ الاحتياجُ إليه ؛ وبالله التوفيق."
انتهى من "الأذكار" (521) .
رابعا :
دراسة الطب فرض من الفروض الكفائية على عموم المسلمين ، إذا قام بها بعضهم سقط عن الباقين ، وهو ـ كذلك ـ باب عظيم من أبواب الدعوة
وسبب كبير من أسباب قبول الناس لما تحمله من العلم الشرعي ؛ وذلك لأنه جرت عادة الناس بأن يربطوا ذهنيا ونفسيا ، بين التفوق في طب الأبدان والتفوق في طب الأديان
فكونك طبيبا يمثل لهم في ذاته قدرا من المصداقية في دعوتك وكلامك ، وهذا مشاهد معروف لا يخفى .
ثم إن من أخطر ما يكون على العبد في سيره ، في مصلحة دينه ودنياه ، أن يشرع في أمر مشروع ، أو مباح ، وهو من الأمور الحسنة المحتاج إليها ، ثم هو يقطع شوطه قبل نهايته ، وينصرف إلى غيره .
وبناء عليه : فننصحك أخانا الكريم بالجمع بين طب الأبدان ، وطب الأديان في دراستك ، ولا تلتفت لفكرة التخلي عن دراسة الطب للتفرغ للعلوم الشرعية ، واضرب في كل غنيمة بسهم .
وحذار حذار من ترك ما أنت فيه ، لأجل فكرة عرضت لك ، أو بارق لاح لنظرك ؛ فكم من شباب فعلوا مثل هذا ، فتركوا دراستهم الدنيوية
- بالرغم من تفوقهم فيها ، أو تأهلهم لها –
على أمل أن يتفرغوا للدراسات الدينية ، فاضطرب دينهم وحالهم ، واضطربت دنياهم ، ولم يحصلوا شيئا في مآل أمرهم ، واكتشفوا في نهاية سعيهم :
أن هذا لم يكن إلا بمثابة الهروب من واقعهم ، ومصاعب الطريق التي يسلكونها .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وثبتنا وإياك على الكتاب والسنة وسبيل المؤمنين من سلف الأمة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 13:45
والدها يرفض زواجها من شاب تحبه بسبب اختلاف مستواهما التعليمي
السؤال
أنا فتاه مسلمة متدينة - ولله الحمد - ، من عائله محافظة ، أعجبت بشاب ، وهو كذلك من عائلة محافظة ، وأكثر شيء جذبني له : أخلاقه ودينه ، تعلقنا ببعض رغم تديننا ، النفس ضعيفة
وأحببنا بعضا لمدة سنتين بالسر ، وتعاهدنا ألا يصير بينا أي غلط ، أو لقاءات حتى نخطب ، سبب تأجيل الخطبة لبعد سنتين أن ظروف الشاب كانت تحتاج لوقت لتتحسن
من دراسة وعمل ، وبعد أن تحسنت تقدم لخطبتي ، لكن والدي - هداه الله - رفضه باعتبار أني فتاة جامعية ، وهو لا ، طبعا أبديت موافقتي الشديدة عليه
ومع ذلك رفض أبي بشدة ، حاول الشاب أكتر من مرة مع والدي ، لكن أبي يرفض ، اتفقت مع الشاب أن لا نتواصل ، ونترك التواصل لوجه الله
لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا . حاول أهلي أن يزوجوني ، لكن رفضت
لم أتقبل أي رجل غير الشاب الذي أحببته . الآن أعيش بصراع وعذاب نفسي ، فترة أحاول إخراج الشاب من قلبي ، وفترة نعود لتواصل ووعدني بإعادة محاولة مع والدي ، فأرجو النصحية .
الجواب
الحمد لله
أولا :
لا نحتاج أن ننبهك إلى خطأ تواصلك مع هذا الشاب وقد استمر هذا الخطأ لمدة سنتين ، فأنت تعلمين أنه خطأ ، والإنسان العاقل الحازم إذا علم أن هذا الفعل خطأ فإنه يتركه ولا يتعلل بـ (ضعف النفس) .
ومطلوب من الإنسان أن يقوي نفسه ، ويقوي إيمانه حتى يقوى على ترك ما يعلم أنه خطأ وحرام ، وذلك بكثرة قراءة القرآن والصلاة وذكر الله واستحضار أن الله تعالى يراه ويسمعه ويراقبه
وأن الملائكة تكتب عليه كل ما يقول أو يفعل ، وسوف ينشر له ذلك الكتاب إلى يوم القيامة .. إلخ .
فبهذا يقوى الإيمان ، وتقوى النفس ، ويترك المسلم ما حرم الله عليه .
ثانيا :
تعلقك بهذا الشاب أمر طبيعي
. فماذا تنتظرين من فتاة في سنك تتواصل مع شاب ، ويحضرهما الشيطان ويشجعهما ويزين لهما الحرام ؟ مع ما في هذا التواصل من كلمات الحب والغرام والإعجاب والمدح ... إلخ
وأي فتاة لا يعجبها ذلك ، ولا يخلب عقلها ، ويسرق لبها ؟!
لا بد أن ذلك واقع ، حتى يصور لها الشيطان أنها لا يمكن أن تعيش بدون هذا الشاب ، وأنها ستنتظره عشرين سنة ، ولن تتزوج بغيره ، وأن هذا الشاب لا يوجد أحد مثله في أخلاقه ودينه ... إلخ .
مع أنها لو فكرت بعقلها لعلمت أن الشاب الذي يرضى أن يتواصل مع فتاة ، من وراء أهلها لمدة سنتين : لا يصح وصفه بأنه ذو دين وخلق .
وهل يرضى هذا الشاب لأخته أو ابنته أن تفعل ذلك ، مع شاب أيضا صاحب دين وخلق ؟ اسأليه : ماذا سيفعل إن وقع ذلك ؟
والغريب أننا رغم مئات ومئات من المآسي ، نسمع نفس المبررات
الشاب يقول عن نفسه : أنا لست كغيري ، أنا أحبك حبا صادقا ، والفتاة المخدوعة تخدع نفسها أيضا وتقول : هذا الشاب ليس كغيره من الشباب ، هو صاحب دين وخلق ، ثم تكون النهاية مأساوية في كثير من القصص .
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 13:46
ثالثا :
إننا نتفق مع والدك في رفضه هذا الشاب للسبب الذي ذكرتيه
فإن اختلاف مستوى التعليم والثقافة بين الزوجين يتسبب في كثير من الأحيان في حدوث مشاكل بينهما ، وذلك لصعوبة التفاهم بينهما .
قد تقولين : إن فلانة تزوجت من فلان مع اختلاف مستواهما التعليمي ، ونجح زواجهما ولم يفشل .
فنقول لك : وفلانة الأخرى ، وفلانة وفلانة ..
حدث بينها وبين زوجها مشاكل كثيرة متكررة من أجل هذا السبب .
فهل ترضين لنفسك أن تكون حياتك محلا للتجربة ، إما أن تنجح وإما أن تفشل ، بدلا من أن يكون اختيارك مبنيا على أسس سليمة ؟
إننا لا نحرم ولا نمنع ما أحل الله ، فلا نحرم الزواج في مثل هذه الظروف والأوضاع ( مع اختلاف المستوى التعليمي ) ، غير أن واقع الناس يحذرنا أن نقع فيما أخطأ فيه الآخرون
وكما قيل : السعيد من وعظ بغيره ، لا من وعظ الناس به ، وكان عبرة أمامهم ، على خطئه .
رابعا :
اعلمي أن الدراسات والأبحاث تثبت أن أكثر الزيجات المبنية على علاقة ومحبة سابقة قبل الزواج أنها تنتهي بالفشل ، خلافا لما يظنه الناس .
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : (84102) فارجعي إليها ، لتتعرفي على أسباب ذلك .
ثم نقول لك أيتها السائلة الكريمة :
دعي ما تقوله الدراسات من أن نسبة كبيرة من الزيجات المبنية على علاقات سابقة : تفشل ، أو تكون عرضة للفشل .
ودعي ما يقوله الواقع : من أن التفاوت الكبير في المستوى التعليمي
والشهادة الجامعية : هو أيضا عامل آخر من عوامل الفشل ، أو لنقل : من عوامل عدم الانسجام في المعيشة فيما بعد ذلك ؛ دعي ما يقوله الواقع ، وما تقوله الدراسات ، والتجارب .
فماذا في أيدينا ، نحن وأنت أن نفعله ؛ وقد رفض والدك ، وبشدة كما تقولين ، أن تتزوجي من هذا الشاب ؟
ربما لو كان والدك هو من يخاطبنا
لقلنا له : إذا لم تستطع إقناع ابنتك في نهاية الأمر ، وكانت مصرة على تلك العلاقة ، وكانت ، وكانت ... ؛ فما حيلة المضطر ؟؟
لكن والدك لا يسمعنا ، ولا نحن نجهر له بمثل هذا القول ، المضطر ؛ والزواج من غير موافقة والدك ، وولي أمرك : باطل شرعا ، غير مقبول واقعا ؛ فماذا ـ يا ترى ـ سوف يكون الحل ؟
هل تريدين أن تثبتي لوالدك ، ولمجتمعك : أن رغبتك ، وإصرارك أعظم وأقوى من موقف والدك؟؟
وأن بإمكانك أن تفعلي أشياء كثيرة ، رغم رفض والدك .
هل تريدين أن تثبتي أن بإمكانك أن تقابلي الرفض بالرفض ، والعناد بعناد ؛ فلا هو زوجك بمن تريدين ، ولا أنت ستتزوجين بمن يريده ، وربما لا تتزوجين من الأساس ؟!
فأي شرع ، وأي عقل ، وأي منطق ، وأي عرف مستقيم : يقبل منك بهذا ؟!
وأخيرا ...
إننا ننصحك بطاعة والدك ، وقطع علاقتك بهذا الشاب نهائيا ، والتوبة من هذا الخطأ والفعل المحرم ، وأن تقبلي على حياتك بنفس قوية
وبقلب مليء بالإيمان بالله والخوف منه والرجاء لثوابه ، مع الحرص التام على البعد عن كل خطأ لا يرضي الله تعالى
.
ومتى قطعت علاقتك بالشاب
حقيقة لا تجربة واختبارا ، فلن تلبثي ، إن شاء الله ، أن يهون عليك الأمر ، ويغطيه النسيان
كما حصل مع ألوف مؤلفة ، سواكما ، ثم لم يتوقف أمر الزواج ، ولم تتوقف حياة الناس ، فقد بنيت الدنيا على نسيان الأحبة .
فتعاملي مع الأمر بإيجابية ، وواقعية ، وتناسي همومك ، وعلائقك ، وإذا تقدم لك شاب مرضي الدين والخلق فإنك تقبلين الزواج منه .
وبهذا تكونين قد طويت تلك الصفحة الخاطئة من حياتك ، وفتحت صفحة بيضاء نقية عنوانها : " طاعة الله تعالى والفرار من معصيته " .
نسأل الله تعالى لك التوفيق والفلاح وأن يلهمك رشدك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 14:05
الحب الذي ينتهي بالزواج هل هو حرام ؟
السؤال
هل الحب الذي ينتهي بزواج حرام ؟.
الجواب
الحمد لله
أولاً : العلاقة التي تنشأ بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، ويسميها الناس " الحب " هي مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية .
ولا يستريب عاقل في تحريم هذه العلاقة ، ففيها : خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية ، ونظره إليها ، والكلام المليء بالحب والإعجاب مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات .
وقد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك . كما هو واقع ومشاهد الآن .
ثانياً :
أثبتت الدراسات فشل أكثر الزيجات المبنية على علاقة حبٍّ مسبق بين الرجل والمرأة ، بينما نجحت أكثر الزيجات التي لم تُبْنَ على تلك العلاقة المحرمة في الغالب ، والتي يسميها الناس "الزواج التقليدي" .
ففي دراسة ميدانية لأستاذ الاجتماع الفرنسي سول جور دون كانت النتيجة :
"الزواج يحقق نجاحاً أكبر إذا لم يكن طرفاه قد وقعا في الحب قبل الزواج".
وفي دراسة أخرى لأستاذ الاجتماع إسماعيل عبد الباري على 1500 أسرة كانت النتيجة
أن أكثر من 75 % من حالات الزواج عن حب انتهت بالطلاق ، بينما كانت تلك النسبة أقل من 5% في الزيجات التقليدية – يعني : التي لم تكن عن حبٍّ سابق .
ويمكن ذكر أهم الأسباب التي تؤدي إلى هذه النتيجة :
1- الاندفاع العاطفي يعمي عن رؤية العيوب ومواجهتها ، كما قيل : "وعين الرضا عن كل عيب كليلة" . وقد يكون في أحد الطرفين أو كلاهما من العيوب ما يجعله غير مناسب للطرف آخر
وإنما تظهر تلك العيوب بعد الزواج .
2- العاشقان يظنان أن الحياة رحلة حب لا نهاية لها ، ولذلك نراهم لا يتحدثان إلا عن الحب والأحلام .. إلخ ، أما المشكلات الحياتية وطرق مواجهتها
فلا نصيب لها من حديثهم ، ويتحطم هذا الظن بعد الزواج ، حيث يصطدمان بمشكلات الحياة ومسؤولياتها .
3- العاشقان لم يعتادا على الحوار والمناقشة وإنما اعتادا على التضحية والتنازل عن الرغبة ، إرضاءً للطرف الآخر ، بل كثيراً ما يحصل بينهما خلاف لأن كل طرف منهما يريد أن يتنازل هو ليرضي الطرف الآخر
! بينما يكون الأمر على عكس ذلك بعد الزواج ، وكثيراً ما تنتهي مناقشاتهم بمشكلة ، لأن كل واحد منهما اعتاد على موافقة الطرف الآخر على رأيه من غير نقاش .
4- الصورة التي يظهر بها كل واحد من العشيقين للآخر ليست هي صورته الحقيقية ، فالرفق واللين والتفاني لإرضاء الآخر .. هي الصورة التي يحاول كل واحد من الطرفين إظهارها في فترة ما يسمى بـ "الحب"
ولا يستطيع الاستمرار على هذه الصورة طول حياته ، فتظهر صورته الحقيقية بعد الزواج ، وتظهر معها المشكلات.
5- فترة الحب مبنية غالباً على الأحلام والمبالغات التي لا تتناسب مع الواقع بعد الزواج . فالعاشق يَعِدها بأنه سيأتي لها بقطعة من القمر
ولن يرضى إلا أن تكون أسعد إنسانة في الدنيا كلها .. إلخ . وفي المقابل .. هي ستعيش معه في غرفة واحدة ، وعلى الأرض وليس لها أية طلبات أو رغبات ما دامت قد فازت به هو
وأن ذلك يكفيها !! كما قال قائلهم على لسان أحد العاشقين : "عش العصفورة يكفينا" ، و "لقمة صغيرة تكفينا" و "أطعمني جبنة وزيتونة" !!! وهذا كلام عاطفي مبالغ فيه
. ولذلك سرعان ما ينساه الطرفان أو يتناسياه بعد الزواج ، فالمرأة تشتكي من بُخل زوجها ، وعدم تلبيته لرغباتها ، والزوج يتأفف من كثرة الطلبات والنفقات .
فلهذه الأسباب - وغيرها - لا نعجب إذا صرّح كل واحد من الطرفين بعد الزواج بأنه خُدِع ، وأنه تعجل
, ويندم الرجل على أنه لم يتزوج فلانة التي أشار بها عليه أبوه ، وتندم المرأة على أنها لم تتزوج بفلان الذي وافق أهلها عليها ، غير أنهم ردوه تحقيقاً لرغبتها !
فتكون النتيجة تلك النسبة العالية جداً من نِسب الطلاق لزيجات كان يظن أهلها أنهم سيكونون مثالاً لأسعد الزيجات في الدنيا !!!
ثالثاً :
وهذه الأسباب السابق ذكرها أسباب حسية ظاهرة ، يشهد الواقع بصحتها ، إلا أننا ينبغي ألا نُهمل السبب الرئيس لفشل تلك الزيجات ، وهو أنها أقيمت على معصية الله – فالإسلام لا يمكن أن يقرّ تلك العلاقة الآثمة
ولو كانت بهدف الزواج - ، فكان العقاب الرباني العادل لأهلها بالمرصاد . قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ) طـه/124 . المعيشة الضيقة المؤلمة نتيجة لمعصية الله والإعراض عن وحيه .
وقال تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ) الأعراف/96 ، فالبركة من الله جزاء على الإيمان والتقوى ، فإذا عدم الإيمان والتقوى أو قلّ ، قلّت البركة أو انعدمت .
وقال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 ، فالحياة الطيبة ثمرة الإيمان والعمل الصالح .
وصدق الله العظيم إذ يقول : ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ _ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) التوبة/109 .
فعلى من كان زواجه على هذا الأساس المحرم أن يسارع بالتوبة والاستغفار ، ويستأنف حياة صالحة قوامها الإيمان والتقوى والعمل الصالح .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 14:09
هل الحب قبل الزواج أفضل
السؤال
هل الزواج بعد قصة حب أكثر استقراراً في الإسلام أم الزواج الذي يرتبه الأهل ؟.
الجواب
الحمد لله
يختلف أمر هذا الزواج بحكم ما كان قبله
فإن كان الحب الذي بين الطرفين لم يتعدَّ شرع الله تعالى ، ولم يقع صاحباه في المعصية :
فإنه يُرجى أن يكون الزواج الناتج من هذا الحب أكثر استقراراً
وذلك لأنه جاء نتيجة لرغبة كل واحدٍ منهما بالآخر .
فإذا تعلق قلب رجل بامرأة يحل له نكاحها أو العكس فليس له من حلٍ إلا الزواج لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لم نرَ للمتحابَّيْن مثل النكاح "
رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 624 ) .
قال السندي – كما في هامش " سنن ابن ماجه " - :
قوله " لم نر للمتحابين مثل النكاح " لفظ " متحابين " : يحتمل التثنية والجمع
والمعنى : أنه إذا كان بين اثنين محبة فتلك المحبة لا يزيدها شيء من أنواع التعلقات بالتقربات ولا يديمها مثل تعلق النكاح ، فلو كان بينهما نكاح مع تلك المحبة : لكانت المحبة كل يوم بالازدياد والقوة . انتهى .
وإن كان هذا الزواج جاء نتيجة علاقة حب غير شرعيَّة كأن يكون فيه لقاءات وخلوات وقبلات وما شابه ذلك من المحرَّمات : فإنه لن يكون مستقرّاً
وذلك لوقوع أصحابه في المخالفات الشرعيَّة والتي بنوْا حياتهما عليها مما يكون له أثره في تقليل البركة والتوفيق من الله تعالى
لأن المعاصي سبب كبير لذلك
وإن ظهر لكثير من الناس بتزين الشيطان أن الحب بما فيه من تجاوزات يجعل الزواج أقوى .
ثم إن هذه العلاقات المحرَّمة التي كانت بينهما قبل الزواج ستكون سبباً في ريبة كل واحدٍ منهما في الآخر ، فسيفكر الزوج أنه من الممكن أن تقع الزوجة في مثل هذه العلاقة مع غيره
فإذا استبعد هذا تفكَّر في أمر نفسه وأنه قد حصل معه ، والأمر نفسه سيكون مع الزوجة ، وستتفكَّر في حال زوجها وأنه يمكن أن يرتبط بعلاقة مع امرأة أخرى ، فإذا استبعدت هذا تفكَّرت في أمر نفسها وأنه حصل معها .
وهكذا سيعيش كل واحدٍ من الزوجين في شك وريبة وسوء ظن ، وسيُبنى عليه سوء عشرة بينهما عاجلاً أو آجلاً .
وقد يقع من الزوج تعيير لزوجته بأنها قد رضيت لنفسها أن تعمل علاقة معه قبل زواجه منها ، فيسبب ذلك طعناً وألماً لها فتسوء العشرة بينهما .
لذا نرى أن الزواج إذا قام على علاقة غير شرعيَّة قبل الزواج فإنه غالباً لا يستقر ولا يُكتب له النجاح .
وأما اختيار الأهل فليس خيراً كلَّه ولا شرّاً كلَّه ، فإذا أحسن الأهل الاختيار وكانت المرأة ذات دينٍ وجمال ووافق ذلك إعجابٌ من الزوج ورغبة بزواجها
فإنه يُرجى أن يكون زواجهما مستقرّاً وناجحاً ؛ ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم الخاطب أن ينظر إلى المخطوبة
فعن المغيرة بن شعبة أنه خطب امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما "
رواه الترمذي ( 1087 ) وحسَّنه والنسائي ( 3235 ) .
قال الترمذي : ومعنى قوله " أحرى أن يؤدم بينكما " : أحرى أن تدوم المودة بينكما .
فإن أساء الأهل الاختيار ، أو أحسنوا ولم يوافِق عليها الزوج : فإنه سيُكتب لهذا الزواج الفشل وعدم الاستقرار غالباً ، لأن ما بني على عدم رغبة فإنه غالباً لا يستقر .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-13, 14:14
تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل ؟
السؤال
أنا أطلب منك المساعدة أنا أحب شابا وطلب مني أن أخرج معه ولكني لا أعرف ما أقوله أنا محتارة أرجو المساعدة .
الجواب
الحمد لله
أولاً :
يسرنا كثيراً طلبك المساعدة في هذا الأمر ، قبل أن تقدمي عليه
ونحن لا نرضى لك إلا ما نرضاه لبناتنا وأخواتنا ،وحافظي على أثمن ما تملكين ، وإياك أن يخدعك الشيطان بمسمى الحب تارة أو التسلية أخرى .
أختنا الكريمة... يسرنا كثيراً محافظتك على الصلاة ، والتزامك بالحجاب ، وتخلقك بالعفة والحياء ، وتمسكك بتعاليم الدين الذي جاء ليعلي من شأن الإنسان ويزكي نفسه ويطهرها .
ويسوؤنا كثيراً أن تكوني بخلاف ذلك ، يسوؤنا أن يجرك الشيطان إلى هلاكك ، فتكوني كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر !!
إنه كلام جد وليس بالهزل ، قد سلك في هذا الطريق كثيرات غيرك ، وكانت النهاية تعيسة ، وندمن ، ولكن .. بعد فوات الأوان ، وقت لا ينفع الندم
ولعلك تجدين في هذا الموقع قصصاً كثيرة في هذا ، لك فيها عبرة ، وإياك أن تكوني أنت عبرة لغيرك
ثانياً :
لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها ، ولو كان في نيتهما الزواج
لأن الله تعالى حرم الخلوة بالأجنبية ، ومصافحتها والنظر إليها – إلا لحاجة كالخطبة والشهادة – وحرم عليها أن تتبرج بالزينة ، وأن تكشف عن عورتها أمام الرجال الأجانب عنها
وأن تخرج متعطرة بينهم ، وأن تخضع بالقول لهم ، وهذه المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة ، وليس فيها استثناء لمن عزم على الزواج
بل ولا لمن خطب بالفعل ؛ لأن الخاطب يظل أجنبيا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها .
1- فمما جاء في تحريم الخلوة بالأجنبية ولو كانت مع خاطبها : ما رواه البخاري (3006) ومسلم (1341) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أَلا ، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي (2165) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
2- ومما جاء في تحريم نظر الرجل إلى المرأة : قوله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/30 .
وروى مسلم (2159) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي .
و ( نظر الفجأة ) هو أن تقع عينه على المرأة من غير قصد ، كما لو كان ينظر إلى الطريق ونحو ذلك .
وأما المرأة فلها أن تنظر إلى الرجل من غير شهوة ، إذا أمنت الفتنة ، وأما مع الشهوة أو خوف الفتنة فلا يجوز .
3- ومما جاء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية : قوله صلى الله عليه وسلم
: ( لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ) رواه الطبراني من حديث معقل بن يسار ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (5045) ، والإثم هنا على الرجل والمرأة سواء .
4- ومما جاء في تحريم تبرج المرأة ، وإظهارها لزينتها أمام الرجال الأجانب عنها : ما روى مسلم (2128) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ
وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا ، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا ) .
والبخت : نوع من الإبل طويلة الأعناق .
5- ومما جاء في تحريم خروجها متعطرة بحيث يشم الرجال الأجانب ريحها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ )
رواه النسائي (5126) وأبو داود (4173) والترمذي (2786) وحسنه الألباني في صحيح النسائي .
6- ومما جاء في تحريم الخضوع بالقول قوله تعالى : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ) الأحزاب/32
وإذا كان هذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات ، فإن غيرهن من باب أولى .
ثالثاً :
إن ما يسمى بالحب بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ، لا يخلو من محرم من هذه المحرمات ، إن لم تجتمع كلها ، وما هو أزيد منها ، عافانا الله وإياك من كل سوء .
فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى ، والحذر من غضبه وانتقامه ، وقطع هذه العلاقة مع الشاب فوراً ، فلا تفكري في اللقاء به ، ولا تستجيبي لطلبه في الخروج معك
بل ينبغي أن تقطعي الاتصال معه تماما ، فإن بداية الشر هو تعلق قلبك به ، وهذا من استدراج الشيطان لك ، أنك نظرت إليه أو تكلمت معه حتى دخل حبه في قلبك
فلا تزيدي الأمر شرا وبلاء بالكلام أو الخروج معه .
واعلمي أن أكثر المصائب إنما تبدأ بخطوات يسيرة
ثم يقع ما لم يكن في الحسبان
وكم من امرأة وثقت في نفسها ثقة زائدة
وأن ذلك الشاب لن ينال منها أي شيء
ثم كانت النتيجة أنها خسرت كل شيء ! ثم تخلّى عنها ذلك الذئب الذي كان يعدها ويمنيها بالزواج
لأنها لم تعد صالحة له
وهيهات أن يثق بها وقد سمحت لنفسها أن تتعلق برجل أجنبي عنها .
ونحن إذ نقول ذلك لك ، فإنما نقوله من باب النصح وإرادة الخير لك
نسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:31
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
تعرَّف على فتاة وتزوجت غيره رغماً عنها فهل يمكن أن يكون هو زوجَها في الجنة ؟
السؤال
أنا كنت أعرف فتاة وحاولت الارتباط بها دونما فائدة ، وقد قام أهلها بتزويجها لغيري رغماً عنها ، فإن دخلنا الجنة بإذنه تعالى فهل سيزوجها الله بزوجها الذي أُرغمت عليه ، أم بالرجل التي تحلم أن يكون زوجها ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
اعلم أنه لا يحل للمسلم محادثة أو مراسلة امرأة أجنبية عنه ، ومن باب أولى أنه لا يجوز له أكثر من ذلك ، كاللقاء والخلوة بها ... ، وهذا الباب
باب التعارف بين الجنسين : باب فتنة وشر ، واتباع لخطوات الشيطان ، حتى يوقع أصحابها في المنكر العظيم والإثم الكبير ، والعياذ بالله .
ثانياً:
إذا ثبت عقد زواج بشرع الله تعالى المطهَّر ، وكان الزوج هو آخر أزواج المرأة فيكون زوجها في الجنة ، فالصحيح في هذه المسألة أن المرأة لآخر أزواجها
لا لأحسنهم خلُقاً ولا أنها تُخيَّر بينهم ، وإذا كان لها زوج واحد ليس ثمة غيره حتى توفيت ، أو توفي هو ولم تتزوج بعده : فالأمر في ذلك واضح بيِّن ؛ أنه يكون زوجَها في الجنة إن كان الزوجان من أصحابها .
رابعاً:
النصيحة لك :
1. أن تبتعد عن حياة تلك المرأة ؛ حتى لا تكون سببا في فساد ، أو تهدم بيتها وتشتت أسرتها وفِكرها .
2. أن تقطع التفكير فيها ؛ حتى لا تعذِّب نفسك بما طائل وراءه ، وحتى لا تسبِّب لنفسك أمراضاً كالاكتئاب والقلق مما قد يسبِّب لك أمراضاً عضوية .
3. أن تسير في حياتك فتبحث عن زوجة صالحة تحفظ عليك نفسك ودينك ، وتستثمر حياتك في النافع المفيد ، فتكوِّن أسرة صالحة وتربِّي ذرية طيبة ، فهو خير لدينك ودنياك من أن تعيش آمالاً فتسبب لنفسك بها آلاماً .
4. واعلم أن الجنة ليست ملتقى للعشَّاق ! وهذه العلاقة المحرَّمة التي كانت بينك وبين تلك المرأة لن يكون لها وجود في جنة الله تعالى
والمرأة قد مضت لحال سبيلها ، وتزوجت زواجا شرعيا ، فلا تجعل نفسك مصلحا اجتماعيا ، تبحث عمن أجبرها أهلها ، أو من لا ترغب في زوجها
فافعل فعلها ، وتزوج أنت الآخر زواجا شرعيا ، والتفت لنفسك أن يضيع عمرك فيما يضرك دنيا وأخرى ، وعسى الله أن يبدلك خيرا منها .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:36
المرأة التي تزوجت بأكثر من زوج لأيهم تكون في الجنة
السؤال
إذا ماتت المرأة ، وقد تزوجت في حياتها بأكثر من زوج ، فمع مَن تكون في الجنَّة ؟.
الجواب
الحمد لله
هذه المسألة فيها ثلاثة أقوال لأهل العلم :
الأول : أنها تكون مع أحسنهم خلقاً كان معها في الدنيا .
والثاني : أنها تُخيَّر بينهم .
والثالث : أنها لآخر أزواجها .
وأقرب هذه الأقوال وأصحّها هو القول الثالث وفيه حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
" أيما امرأة تُوفي عنها زوجها ، فتزوجت بعده ، فهي لآخر أزواجها " صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع 2704 وفي السلسلة الصحيحة 1281 .
هذا على وجه الإجمال ، أما على وجه التفصيل فأدلّة الأقوال كما يلي :
دليل القول الأول :
قال القرطبي :
وذكر أبو بكر بن النجاد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن شاكر حدثنا عبيد بن إسحاق العطار حدثنا سنان بن هارون عن حميد عن أنس : أن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ،
المرأة يكون لها الزوجان في الدنيا ، ثم يموتون ويجتمعون في الجنة ، لأيهما تكون ؟ للأول أو للآخر ؟
قال : لأحسنهما خلقا كان معها يا أم حبيبة ، ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " .
" التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) .
قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، وفيه علتان : عبيد بن إسحاق العطار ، وسنان بن هارون .
أما الأول : فضعيف جدّاً ، وأمَّا الثاني : فضعيف .
= أقوال الأئمة :
عن يحيى بن معين أنه قال : عبيد بن إسحاق العطار : لا شيء .
وقال أبو حاتم الرازي : ما رأينا إلا خيراً ! وما كان بذاك الثبت ، في حديثه بعض الإنكار.
" الجرح والتعديل " ( 5 / 401 ) .
وفي " الضعفاء والمتروكين " للنسائي ( ص 72 ) : متروك الحديث .
وقال الذهبي : ضعفه يحيى ، وقال البخاري : عنده مناكير ، وقال الأزدي : متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وأما أبو حاتم فرضيَه ! وقال ابن عدي : عامَّة حديثه منكر .
" ميزان الاعتدال " ( 5 / 24 ) .
وذكر ابن عدي في " الكامل " ( 5 / 347 ) هذا الحديث من جملة منكراته ، وقال :
وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن .
= وأما سنان بن هارون :
قال ابن حبان :
منكر الحديث جدّاً ، يروي المناكير عن المشاهير ...
عن يحيى بن معين : قال سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشيء .
" المجروحين " ( 1 / 354 ) .
وذكره العقيلي في " الضعفاء " ( 2 / 171 ) ، وذكر له هذا الحديث .
= وعليه : فالحديث لا يصح الاستدلال به ، وهو ضعيف جدّاً ، فسقط هذا القول .
= = القول الثاني :
وهو أنها تُخيَّر بين أزواجها .
ولم أر لمن قال هذا القول أيَّ دليل .
وفي " التذكرة في أحوال الموتى والآخرة " ( 2 / 278 ) : ذكر المسألة ، وقال بعدها : وقيل : إنها تخير إذا كانت ذات زوج .أ.هـ
وقال العجلوني : ........ وقيل لأحسنهم خلقاً ! وقيل : تخير .
" كشف الخفاء " 2 / 392 .
وهو الذي رجحه الشيخ ابن عثيمين حفظه الله كما في فتاواه ( 2 / 53 ) .
= = = وأما القول الثالث :
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:36
فلهم عليه عدة أدلة :
أ. قال الإمام الطبراني :
3130 حدثنا بكر قال نا محمد بن أبي السري العسقلاني قال نا الوليد بن مسلم قال نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن عطية بن قيس الكلاعي قال خطب معاوية بن أبى سفيان أم الدرداء بعد وفاة أبي الدردا
فقالت أم الدرداء إني سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده فهي لآخر أزواجها وما كنت لأختارك على أبي الدرداء
فكتب إليها معاوية فعليك بالصوم فإنه محسمة .
" المعجم الأوسط " ( 3 / 275 ) .
قلت : والحديث فيه علتان : ضعف أبي بكر بن أبي مريم ، وعدم تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث في باقي السند .
أقوال العلماء :
قال ابن حبان :
ولقد كان أبو بكر بن أبي مريم من خير أهل الشام ولكنه كان رديء الحفظ يحدث بالشيء ويهم فيه لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد .
" المجروحين " ( 3 / 146 ) .
وأما تدليس الوليد بن مسلم فمشهور ، وهو يدلس تدليس التسوية ، وهو إسقاط ضعيف بين ثقتين ، لذا اشترط العلماء على أهل هذا الصنف التصريح بالتحديث في كل طبقات السند بعد روايته .
وانظر : " التبيين لأسماء المدلسين " لسبط ابن العجمي ( ص 235 ) ، و " طبقات المدلسين " للحافظ ابن حجر ( ص 51 ) .
ب. قال الإمام أبو الشيخ الأصبهاني :
حدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري قال ثنا إسماعيل بن زرارة قال ثنا أبو المليح الرقي عن ميمون بن مهران عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة لآخر أزواجها .
" طبقات المحدثين بأصبهان " ( 4 / 36 ) .
قلت : ورجال الحديث ثقات مشهورون ، إلا أحمد بن إسحق الجوهري لم أجد له ترجمة إلا أن أبا الشيخ نفسه جعل هذا الحديث من ( حسان حديثه ) .
فإن كان كذلك فهو أنظف إسناد في المسألة ، والله أعلم .
ج. قال الخطيب البغدادي :
4803 سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني نزل الأنبار وحدث بها عن حمزة بن أبي حمزة النصيبي وعمار بن عطاء الخراساني والربيع بن بدر روى عنه إسحاق بن بهلول التنوخي
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا أبو غانم محمد بن يوسف الأزرق حدثنا أبي قال حدثنا جدي حدثنا سمرة بن حجر أبو حجر الخراساني عن حمزة النصيبي عن بن أبي مليكة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المرأة لآخر أزواجها " .
" تاريخ بغداد " ( 9 / 228 ) .
قلت : والحديث ضعيف جدّاً ، فيه : حمزة النصيبي وهو ضعيف جدّاً .
أقوال العلماء :
- قال الإمام النسائي :
متروك الحديث .
" الضعفاء والمتروكين " ( ص 39 ) .
- وقال ابن الجوزي :
قال أحمد : مطروح الحديث ، وقال يحيى : ليس بشيء ليس يساوي فلساً ، وقال البخاري والرازي : منكر الحديث ، وقال النسائي والدار قطني متروك الحديث ، وقال ابن عدي : يضع الحديث
وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه المتعمد لها ، لا تحل الرواية عنه .
" الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي ( 1 / 237 ) .
د . قال البيهقي :
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن أبي طالب أنبأ إسحاق بن منصور ثنا عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن أبي إسحاق
عن صلة عن حذيفة رضي الله عنه ثم أنه قال لامرأته إن شئت أن تكوني
زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة .
" السنن " ( 7 / 69 ) .
قلت : فيه : أبو إسحاق السبيعي : وهو مدلس وقد اختلط ، فالأثر ضعيف .
أقوال العلماء :
انظر : " من رمي بالاختلاط " للطرابلسي ( ص 64 ) و " طبقات المدلسين " لابن حجر ( ص 42 ) .
وقد ضعفه به العلامة الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .
هـ. أثر يرويه ابن عساكر ( 19 / 193 / 1 ) عن عكرمة :
أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام ، وكان شديداً عليها ، فأتت أباها فشكت ذلك إليه ، فقال : يا بنية اصبري ، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ، ثم مات عنها ، فلم تَزوَّج بعده : جُمع بينهما في الجنة .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
ورجاله ثقات إلا أن فيه إرسالا لأن عكرمة لم يدرك أبا بكر ، إلا أن يكون تلقاه عن أسماء بنت أبي بكر ، والله أعلم . " السلسلة الصحيحة " ( 3 / 276 ) .
= والخلاصة :
- أن القول بأن المرأة مع أحسنهم أخلاقاً كان معها في الدنيا : مما لم يصح فيه دليل .
- وأن القول بأنها تختار من تشاء منهم : لا دليل عليه البتة .
- وأن القول بأنها مع آخر أزواجها هو القول الأقرب للصواب ، وذلك لاحتمال حُسن حديث أم الدرداء مرفوعاً ، وهو مؤيد بأثري حذيفة وأسماء الموقوفيْن ، واللذان يصلحان لتقوية المرفوع ، ولبيان أن للقول أصلاً معتبراً .
والحديث صححه العلامة الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1281 ) .
- وهو على كل حال أحبُّ إلينا من الرأي .
والله أعلم .
وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:41
يريد خطبة فتاة كانت على علاقة بشخص وتابت فهل يسألها عن تفاصيل ماضيها
السؤال
في عمليه البحث عن شريكة حياة ، وجدت الفتاه التي أتمنى الارتباط بها ، وهي ـ وفقاً لما وصفته أختي ـ
: فتاة صالحة تصلي وتقرأ القرآن وتتبع أوامر الشرع . ولكن وفقا لما قالته أختي ، فإن هذه الفتاة كانت على علاقة مع ولد ، ولكنها لم تصل إلى مرحلة الجماع . أختى صديقة مقربة من هذه الفتاة
وأخبرتني بأنها تغيرت منذ ذلك الوقت ، وبكت و ندمت على ذلك
. فهل من حقي أن أطلب المزيد من التفاصيل عن ماضيها ؟
وماذا أفعل لو أزعجني ذلك ؟
أو ينبغي علي تركها كفتاة لها ماض وتابت ، مع علمي أنها لم تعد إلى ذلك ؟
الجواب
الحمد لله
أولا :
من ابتلي بشيء من المعاصي ثم تاب ، تاب الله عليه ، وبدل سيئاته حسنات
مهما كان ذنبه ، ومهما عظم جرمه ، كما قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا .
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/68– 70
والمهم أن تكون التوبة صادقة نصوحا خالصة لله تعالى .
ومن إحسان الله تعالى على عبده أن يستره ، ولا يكشف أمره
ولهذا كان من القبيح أن يفضح الإنسان نفسه وقد ستره الله ، بل أن ينبغي أن يستتر بستر الله تعالى ، والنصوص الشرعية مؤكدة لذلك ، حاثة عليه في غير ما موضع . فمن ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عز وجل عنها ، فمن ألمّ فليستتر بستر الله عز وجل ) والحديث رواه البيهقي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (663)
وروى مسلم (2590) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
وهذا من البشارة للتائب الذي ستره الله تعالى في الدنيا ، أن الله سيستره في الآخرة ، وقد حلف النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى تأكيدا له
فقد روى أحمد (23968) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( ثَلَاثٌ أَحْلِفُ عَلَيْهِنَّ لَا يَجْعَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ؛ فَأَسْهُمُ الْإِسْلَامِ ثَلَاثَةٌ الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالزَّكَاةُ .
وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُمْ .
وَالرَّابِعَةُ لَوْ حَلَفْتُ عَلَيْهَا رَجَوْتُ أَنْ لَا آثَمَ : لَا يَسْتُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا إِلَّا سَتَرَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم (1387) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ
: يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) رواه البخاري (6069) ومسلم (2990).
وبهذا يُعلم أن المرأة لا تخبر خاطبها أو زوجها بشيء من معاصيها ، ولو سألها فإنها لا تخبره ، وتستعمل المعاريض والتورية ، وهي الكلام الذي يفهم منه السامع معنى
خلاف ما يريده المتكلم ، كأن تقول : لم يكن لي علاقة بأحد ، وتقصد لم يكن لي علاقة بأحد قبل يوم أو يومين ، ونحو هذا .
ثانيا :
ينبغي للزوج أن يختار صاحبة الدين والخلق ، فإذا وُفق لذلك فلا يفتِّش في ماضيها ، ولا يسألها عن معاصيها ، فإن ذلك مخالف لما يحبه الله تعالى من الستر
مع ما فيه من إثارة الشك ، وتكدير الخاطر ، وتشويش البال ، والإنسان في غنى عن ذلك كله ، فحسبه أن يرى زوجته مستقيمة على طاعة الله ، ملتزمة بأمره في الوقت الذي يريد الزواج بها فيه
. وهكذا الزوجة لا تسأل زوجها عن أموره الماضية ، هل أحب غيرها ، أو تعلق بسواها ، أو زل في معصية ، فإن هذا لا خير فيه ، ويفتح بابا من الشر قد لا يمكن تلافيه ، وهو مخالف لمراد الشارع كما سبق .
ثم من الذي ما ساء قط ، ومن له الحسنى فقط ، وأي عبد لله لم يلم بذنب ، يجو(يرجو) التوبة منه
والستر عليه ؛ كلنا ذاك الرجل ، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : أين كانوا قبل أن يمن الله عليهم بدينه ، وينقذهم بنبيه ، ألم يكونوا في ظلمات الشرك ؟ ألم يكونوا يعبدون الأصنام ؟ ألم يكونوا ...
ألم يكونوا ... ؛ فدع ستور الماضي مرخاة على أصحابها ، وفوض أمرهم فيها إلى الذي يعلم السر وأخفى .
والحاصل :
أن هذه الفتاة إذا كانت قد تابت واستقامت ، وظهر لكم صلاح حالها في الوقت الحاضر ؛ فلا حرج عليك في الزواج منها بعد الاستخارة ، وليس لك أن تسألها عن ماضيها
لأنه لا خير لك في هذا السؤال ، وهو مخالف لما يريد الله تعالى من الستر ، وقد يحملها على الكذب ، أو تكون صادقة ولا تقتنع بتصديقها فيورثك الشك والهم .
وإن كنت تعلم من نفسك أنك لن تصبر على ما أمرك الله به من الستر ، وترك التفتيش والتنقيب عن العورات والزلات ؛ فدعها لغيرك ، والله يوفقها لمن هو خير منك ، ويوفقك لمن هو خير منها .
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:47
ترك الزّواج استحياء من النّساء وإزالة الشّهوة الجنسيّة
السؤال
أنا شاب عمري 18 سنة ، لا أريد أن أتزوّج لأنّني خجول جدّا جدّا ، وقد تعقدت من النّساء أخجل منهنّ بشكل رهيب جدّا ، وأريد أن أزيل الشّهوة الجنسيّة سواء بعمليّة جراحيّة أيضا، أنا أقسمت بالله أن لا أتزوّج هل عليّ إثم إذا لم أتزوّج؟
الجواب
الحمد لله
أوّلاً :
طوبى لك على ما رزقك الله به من هذه الخصلة الحميدة والصّفة الجليلة التي حثّ الشّرع المطهّر على التّحلّي بها، فقد ورد في فضل الحياء أحاديث كثيرة منها
: ما رواه عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (دَعْهُ ، فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الْإِيمَانِ) رواه البخاريّ (24) ومسلم (36) .
قال الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين رحمه الله في "شرح رياض الصالحين" (4/29 – 30) : "الحياء : انكسار يكون في القلب ، وخجل لفعل ما لا يهتمّ به النّاس ، أو ما لا يستحسنه النّاس.
الحياء من الله والحياء من الخلق من الإيمان ، الحياء من الله يوجب للعبد أن يقوم بطاعة الله ، وأن ينتهي عمّا نهى الله ، والحياء من النّاس يوجب للعبد أن يستعمل المروءة
وأن يفعل ما يجمّله ويزيّنه عند النّاس ، ويتجنّب ما يدنّسه ويشينه ، فالحياء من الإيمان" انتهى .
ومع فضيلة الحياء وأهمّيته ، فلا ينبغي أن يكون سببا لترك ما أمر به الإسلام ودعا إليه ؛ لأنّ الحياء إنّما يطلب ويُحمد إذا كان معينا على امتثال أوامر الله ورسوله
قال الشّيخ عبد الرّحمن السّعديّ رحمه الله
في تفسير قوله تعالى : (وَاللهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) الأحزاب/54 :
"فالأمر الشّرعيّ ، ولو كان يُتَوَهَّم أنّ في تركه أدبًا وحياء ، فإنّ الحزم كلّ الحزم اتّباع الأمر الشّرعيّ ، وأن يَجزم أنّ ما خالفه ليس من الأدب في شيء"
انتهى . تيسير الكريم الرّحمن (ص 670) .
والانصراف عن الزّواج بالكلّيّة والرّغبة عنه خلاف السّنّة ، وقد نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك ، فقد روى البخاري (5063) ومسلم (1401) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ! قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا . وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ
. وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ : (أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ ، إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ
لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي) .
فالنكاح لا ينافى كمال الحياء ، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً ، ومع ذلك فقد تزوج صلى الله عليه وسلم .
وروى البخاري (5074) ومسلم (1402) عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال : (رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاخْتَصَيْنَا) .
فلا يجوز إزالة الشهوة سواء كان ذلك بعملية جراحية أو غيرها .
قال في "الفواكه الدواني" (1/137): "وأما لو استعملت دواء لقطعه (الحيض) أصلا فلا يجوز لها حيث كان يترتب عليه قطع النسل، كما لا يجوز للرجل استعمال ما يقطع نسله أو يقلله" انتهى .
وورد سؤال إلى اللّجنة الدّائمة للبحوث العلميّة والإفتاء عن حكم إجراء عمليّة خصي لقطع الشّهوة ، فأجابت :
"لا يجوز لك الإقدام على إجراء عمليّة لقطع الخصيتين ؛ لنهي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عثمان بن مظعون عن الاختصاء" انتهى .
فتاوى اللّجنة الدّائمة (18/34) .
وسبق بيان حكم من حرّم النّكاح على نفسه في جواب السؤال رقم (87998) .
ثانياً :
أما اليمين التي حلفتها ، فقد حلفت على ترك السّنّة والخير ، فالمطلوب منك أن تكفر عن يمينك كفارة يمين ، وتتزوج متى يسر الله لك الزواج
لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه : (وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ، فَكَفِّرْ عَنْ َيمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ) رواه البخاري (6722) ومسلم (1652) .
وكفارة اليمين هي : عتق رقبة ، أو إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم أهله ، أو كسوتهم ، فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام . وقد سبق بيانها تفصيلا في جواب السؤال رقم (45676) .
ثالثاً :
أما حكم ترك الزّواج ، فإنّ الزّواج يختلف حكمه بحسب الإنسان وقدرته المادية والبدنية ، ومدى احتياجه له ، فتارة يجب ، وتارة يستحب ، وتارة يكره ، وانظر جواب السؤال رقم (36486) .
فالنّصيحة لك أن تصبر ولا تستعجل وتقطع بأنّك لا تستطيع الزّواج ، فإنّ لعامل السّنّ تأثيرا كبيرًا فيما أنت فيه من شدّة الحياء ، ومع تقدّم السّنّ فإنّه ستخفّ هذه الشّدّة ويكون الأمر في حدود المعتاد
واجتهد أيضا في الدّعاء والتّضرّع إلى الله أن يخفّف عنك ، وأن يوفّقك للزّواج السّعيد ، ويحسن أيضا لعلاج هذا الأمر استشارة أهل الخبرة والاستفادة من تجاربهم ونصائحهم وإرشاداتهم .
نسأل الله عزّ وجل أن ييسّر أمرك ويوفّقك لكلّ خير .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-20, 15:52
كانت رافضية فمنَّ الله عليها بالهداية وأهلها يمنعونها من التزوج برجل من أهل السنَّة
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر32 سنة ، ولم يسبق لي الزواج ، والآن أتى رجل صالح ، وأهلي رافضون هذا الشاب لأنه سني ، علماً بأن أهلي شيعة ! وأنا متسننة منذ الصغر
هل يجوز الزواج من غير رضا الأهل ، والأم ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً :
نحمد الله تعالى أن أخرجك من الظلمات إلى النور ، وأن بصَّرك بالحق ، وهي نعمة جليلة ، فاحرصي على شكرها ، بالتمسك بها ، والدعوة إليها ، وتعظيمها .
ثانياً :
ليس للمرأة أن تزوج نفسها ، بل لا بدَّ أن يزوجها وليها ، وإلا كان عقد زواجها باطلاً ، وهو مذهب جمهور العلماء ، بل لا يُعرف بين الصحابة رضي الله عنهم خلاف في ذلك .
وإذا كان الحال كما تقولين ، ولا يوجد مِن أهلك مَن هو على الحق في اعتقاده ، وكان أهلك يعتقدون تحريف القرآن ، وتكفير الصحابة ، وعصمة أئمتهم ، وقذف عائشة ، وغيرها من الاعتقادات الكفرية
وكانوا يمنعونك من التزوج برجل صالح من أهل السنَّة : فإنه تسقط بذلك ولايتهم عليك ؛ لاختلاف الدِّين بينك وبينهم من جهة ، ولعضلهم لك مِن التزوج بكفء ، وأحدُ السببين كافٍ لإسقاط ولايتهم في تزويجك .
وعليه ؛ فيمكنك التزوج دون رضاهم ، فارفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليقوم هو بتزويجك ، فإن لم يوجد فإنه يزوجك رجل عدل من المسلمين في بلادك ، ممن لهم مكانة ونوع ولاية على المسلمين .
والله أعلم
الشيخ محمد صالح المنجد
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:20
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
أخته تحادث رجلاً أجنبيّاً ووالداها لا ينكران عليها فماذا يفعل؟
السؤال
شخص له أخت تكلم شابّاً على الهاتف ، ونصحها ، فلم تستجب ، فقال لأبويهما ، فلم يُنكرا عليها ، وهو لا يحب الدياثة ، وهو غيور جدّاً
فماذا يمكن أن يفعل ؟
الجواب
الحمد لله
أولاً :
"الغيْرة من الغرائز البشريّة الّتي أودعها اللّه في الإنسان تبرز كلّما أحسّ شركة الغير في حقّه بلا اختيار منه ، أو يرى المؤمن حرمات اللّه تنتهك .
والغيرة على حقوق الآدميّين الّتي أقرّها الشّرع مشروعة ، ومنها غيرة الرّجل على زوجته أو محارمه
وتَرْكُها مذمومٌ ، قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم
: ( أتعجبون من غيْرة سعد ؟ لأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) وفي رواية : ( إنّه لغيور ، وأنا أغير منه ، واللّه أغير منّي ) .
وإنّما شرعت الغيرة لحفظ الأنساب ، وهو من مقاصد الشّريعة ، ولو تسامح النّاس بذلك لاختلطت الأنساب
لذا قيل : كلّ أمّة وُضعَت الغيْرة في رجالها : وُضعَت الصّيانة في نسائها ، واعتبر الشّارع من قتل في سبيل الدّفاع عن عرضه شهيداً ، ففي الحديث : ( من قتل دون أهله فهو شهيد ) .
ومَن لا يغار على أهله ومحارمه : يُسمَّى : " ديّوثاً "
والدّياثة من الرّذائل الّتي ورد فيها وعيد شديد ، وما ورد فيه وعيد شديد يعدّ من الكبائر عند كثير من علماء الإسلام ، جاء في الحديث
: ( ثلاثة لا ينظر اللّه عزّ وجلّ إليهم يوم القيامة : العاقّ لوالديه ، والمرأة المترجّلة ، والدّيّوث )- رواه النسائي ( 2561 ) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي .
انتهى من " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 321 - 323 ) مختصراً .
وقال ابن القيم رحمه الله :
"أصل الدِّين : الغيرة ، ومَن لا غيْرة له : لا دين له ، فالغيرة تحمي القلب ، فتحمي له الجوارح ، فتدفع السوء والفواحش ، وعدم الغيرة : تميت القلب ، فتموت الجوارح ، فلا يبقى عندها دفع البتة
ومَثَل الغيرة في القلب مَثَل القوة التي تدفع المرض وتقاومه ، فإذا ذهبت القوة وَجد الداءُ المحلَّ قابلاً ، ولم يجد دافعاً ، فتمكَّن ، فكان الهلاك" انتهى .
" الجواب الكافي " ( ص 45 ) .
فنحن مع هذا الأخ السائل الذي لا يزال قلبه حيّاً ، ولا تزال الغيرة تجد مكاناً لها في قلبه ، ونحثه على التمسك بها .
ثانياً :
حتى ينجح في حل مشكلة أخته : عليه أولاً أن يبحث في الأسباب الدافعة لها لأن تفعل هذه المعصية ، وتتجرأ على محادثة رجل أجنبي في بيت أهلها
ونحن نرى أن من أسباب فعل تلك المعصية :
1. الفراغ العاطفي ، فقد تكون محرومة من عطف أمها ، أو والدها ، أو منهما جميعاً ، ثم وجدت ذلك الذئب الذي أوهمها بأنه من يستطيع إشباع تلك العاطفة .
2. ضعف الإيمان ، ولو أن هذه الأخت عرفت الله تعالى بأسمائه وصفاته ، وعرفت ما يترتب على المعاصي من أوزار : لتوقفت عن المعصية ، أو لكان ذلك حائلاً بينها وبين فعلها ابتداء .
3. فراغ الوقت ، فكثير من الفتيات تجد الفراغ في يومها وليلتها لأن تقرأ روايات الحب والعشق ، ولأن تطالع الفضائيات ، وتحادث في الهاتف ، ولو أنها شُغلت بما ينفعها من أعمال : لضاقت عليها ساعات يومها .
4. النظر إلى المحرمات ، وهو ما يهيِّج الشهوة ، ويدعو لتقليد تلك الممثلة ، أو تجرب تلك التجربة المفعمة بعاطفة الحب والغرام .
5. الخلوة ، وهي الداء القاتل ، والتي تمكِّن الشيطان من أن يكون أنيسها ، وونيسها ، في وحدتها .
6. التمكين من أجهزة الاتصالات ، وهو سبب مباشر لفعل معصية المحادثة والتعرف على ذلك الرجل الأجنبي .
وعلاج المشكلة يحتاج من ذلك الأخ أن يفكِّر في هذه الأسباب
– وقد يكون هناك غيرها –
ويحاور عقلاء أهله لعلاجها أو القضاء عليها ، من غير إحداث شرٍّ أكبر منه .
ثالثاً :
ننصح الأخ السائل أن يوجِّه رسائل تذكرة لأخته ، كتابية كانت أو شفوية ، ولتكن محتوية على المسائل التالية :
1. أنها ستصبح بتلك المحادثات المحرَّمة سلعة رخيصة عند ذلك الذئب ، وأنه لا يتزوج هؤلاء بمثلك ؛ لأنهم يخافون من خيانتك لهم ! .
2. أنك بتلك المحادثات تلطخين سمعتك وسمعة ومكانة أهلك في المجتمع .
3. أنها بتلك المحادثات سيزداد عندها بغض الخير والطاعة ، وسيزداد عندها حب الشر والمعصية .
4. أنها ستصل لمرحلة كراهية الأهل والتفكير في هجرهم .
والذي ننصح بفعله في مثل هذه الحالة :
1. مداومة النصح لها ، وعدم اليأس من هدايتها .
2. تعريفها على صاحبات الخير والصلاح من بنات جنسها .
3. تحريك الوالدين تجاهها ، لنصحها ، وتذكيرها ، والأخذ على يدها .
4. مكالمة ذلك الرجل الفاسد ، وتخويفه ، وتهديده .
5. التعجل في تزويجها .
6. الحرص على دعاء الله تعالى أن يهديها ، ويجنبها الفتن .
هذا ما نراه ، ونسأل الله تعالى أن يوفق أخاها لما فيه رضاه ، وأن يهدي أخته لما يحب ويرضى ، وأن يحبب إليها الإيمان ويزينه في قلبها ، وأن يبغِّض إليها الكفر والفسوق والعصيان ، وأن يجعلها من الراشدين .
والله الموفق
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:25
دراسته مختلطة في بلد أجنبي ويسأل عن حضور مادة "الثقافة الجنسية"!
السؤال
أدرس مادة في الثانوية العامة تسمَّى " إدارة الحياة " ، تناقش فيه مواضيع عن الجنس ، وعوازل القضيب ، وحبوب الحمل ، الجنس في الدبر ، ومواضيع متعلقة بالجنس ، إنني شخص لا أستطيع ضبط نفسي
وأتهيج إذا نوقِشت مثل هذه المواضيع ، ما أسأل عنه هو : هل دخولي مثل هذه المواد حلال ؟
هل أسقط هذه المادة وأغيِّر إلى فصول لا يوجد فيها مثل هذه المادة " إدارة الحياة " ؟
هل يجوز أن نناقش الجنس ، واللواط في فصول مختلطة ؟
ماذا عليَّ لو لم أشارك في المناقشة ؟
إنني في مدرسة عامة ، ومجبر أن أذهب إليها من قبل أمِّي ، أحاول أن أقنعها أن أدرس من البيت ، إلا أنها ستتعصب ، وترفض ، إذاً هل يجوز لي أن أذهب إلى هذه المدرسة ؟
ما الذي عليَّ عمله إذا لم أستطع تغيير المدرسة ؟ .
الجواب
الحمد لله
تدريس مسائل الجنس وما يتعلق به من أمور للطلاب والطالبات في مراحل مبكرة من عمرهم فيه مفاسد كثيرة
منها :
1. تعجيل النمو الجنسي عند الطلاب والطالبات
وقد ثبت أن كثيراً من الطلاب والطالبات لا ينتظرون حتى يصلوا إلى المرحلة التي تدرَّس فيها تلك المواد
بل يسارعون إلى استعارتها من زملائهم وزميلاتهن قبل الوصول لتلك المرحلة ! ولك أن تتصور مدى الفساد الذي يُمكن أن ينشأ نتيجة هذا الأمر
وبخاصة إذا استغل الكبارُ الصغارَ للتطبيق العملي عليهم ! كما يحصل في تلك المجتمعات المنحلة أخلاقياً ودينياً .
2. انتشار حمل الطالبات سفاحاً في المراحل الثانوية والجامعية
وقد وصلت الأعداد إلى حدٍّ ملفتٍ للنظر ، حتى دعا هذا الأمر للتدخل من بعض عقلاء التربويين لوضع حدٍّ لهذا الأمر ، وأنَّى لمثل هؤلاء العقلاء أن يصلحوا في مجتمع مجنون بالسعار الجنسي ؟! .
وقد زادت نسبة أولاد الزنى إلى درجة كبيرة تنذر بالخطر
فقد ذكر مكتب الإحصاء الحكومي في فرنسا أن نسبة أولاد الزنى تجاوزت نصف عدد المواليد في فرنسا في عام 2006 م (50.5%) ، وذلك لأول مرة في تاريخ البلاد .
وهكذا الحال في بريطانيا وأمريكا .
3. ازدياد حالات الاغتصاب بين الطلاب والطالبات ، وهناك قضايا مشتهرة ، ومنتشرة ، ولم يعُد الأمر خافياً على أحد ، بل صار كابوس " الاغتصاب " يراود الطالبات ويعيش معهن
وتنتظر كل طالبة الوقت الذي سيحصل معها .
4. كثرة حوادث القتل بين الطلاب بعضهم مع بعض ، والطلاب لمدرسيهم ، وكل ذلك من أجل التنافس على عشق طالبة ، والفوز بقلبها !
.
5. نزع الحياء من الطلاب والطالبات ، وترى هذا في واقع حالهم بعد تلك الدروس ، ويظهر ذلك في حوارهم مع أهليهم ، وفي مجالسهم العامة .
6. السعي نحو التطبيق العملي لتلك الدروس النظرية ؛ لأنه من المعلوم أن تدريس هذه المواد مما يثير الشهوة – كما جاء في السؤال - ، وخاصة إن كان مع التدريس النظري صورٌ ترى
وأفلام تُشاهد ، وهو ما يجعل الطلاب والطالبات يحرصون على تطبيق ذلك على أرض الواقع العملي ، ولو من أجل اكتشاف المجهول ، ثم سرعان ما يتحول ذلك إلى سعار
وإن لم يتمكن أحدهم من ممارسة الجنس مع الطرف المغاير له : مارسه مع أهل جنسه ، فينتشر الشذوذ ، وهو واقع كثير من تلك المجتمعات ، بل أصبحت لهم مؤسسات ونقابات تدافع عنهم ، وتطالب لهم بمزايا وحقوق .
واستمع لشهادة طبيبة أمريكية عملت في بعض الدول العربية ، ورأت واقع حال بلدها ، واعترفت بخطأ نشر مادة " الثقافة الجنسية " بين الطلاب والطالبات في المدارس ، تقول :
" ... ولئن كانت نساؤكم في الشرق لا يعرفن عن أسرار الحياة الجنسية بعض ما تعرفه فتيات أمريكا : فإني أقول - بضمير مرتاح - :
إنه خير لكم أن تئنوا تحت وطأة الجهل ، من أن تنعموا بهذه المعرفة ، إننا نلقي على فتياتنا الدروس ؛ لتعريفهن دقائق الحياة الجنسية
فلا تلبث الواحدة منهن أن تخرج من قاعة المحاضرات ، باحثة عن أول صديق ، وأقرب زميل ؛ لتمارس معه النظريات الجنسية التي تعلمتها
في غير مبالاة ، كأنها تشترك معه في رواية تمثيلية ، أو تتفرج على لعبة " فولي بول " ، وتكون النتيجة الطبيعية لذلك مزيداً من العبث ، ومزيداً من الانحلال " .
انظر : " مكانكِ تحمدي " أحمد محمد جمال ( ص 93 ، 94 )
بواسطة " قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية " للدكتور فؤاد بن عبد الكريم .
وعلى هذا ، فلا يجوز لك أن تحضر تلك الدروس ، وأقل ما يجب عليك فعله أن تنتقل إلى فصول أخرى لا تدرس هذه المادة .
والله الموفق
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:29
يحب فتاة ويرفضها أهله لسوء سمعة والدها
السؤال
أنا شاب أحب فتاة جارتنا حب جنون حب من زمان ندرس في مدرسة واحدة ونذهب للمدرسة سوياً وكان حبا طاهرا وشريفا والحمد لله وتعاهدنا على الزواج وأنا الآن مغترب وآخر ليلة جمعتنا تعاهدنا وتواعدنا على كتاب الله
وكل منا قال للآخر لن أتزوج احد غيرك بإذن الله يا شيخ هذا البنت محترمة وتعرف حقوق ربها وتدرس المساء في مدرسة للقران الكريم والفقه والسيرة بس يا شيخ عندي بعض المشاكل ألا وهي
: 1) أن أهلي رافضين زواجي منها وأنا أدري والله أعلم أنهم سيرضون عني بعد الزواج
. 2) هذه البنت مظلومة في مجتمع الله يهديهم والبنت يا شيخ أمها مطلقة من أبيها وعايشه عند أبوها وخالتها زوجة أبوها وعمتها أخت أبوها وجدتها أم أبوها ظالمينها في كل شغل البيت والزراعة وكل شيء فأنا أريد أن أنقذ هذه البنت من هذا المجتمع .
3 ) إن والد هذه الفتاة سكير وصاحب أفعال قديمة وأهلي رافضين زواجي من أجل السمعة بس أنا حبيت أنقذ هذه الفتاة من هذا المجتمع وبعدين البنت مش راضية عن أفعال أبوها لان أبوها عاصي يعني (
لماذا نعاقب شخص بأفعال شخص آخر) . والله احترت يا شيخ وساعدني وأعطني الرأي السديد رغم أن تركي للفتاة كارثة عسى ربي أن يفرجها ويسهل الصعاب وجزاكم الله عني كل خير
الجواب
الحمد لله
أولا :
ينبغي اختيار الزوجة صاحبة الدين والخلق ؛ التي تحفظ زوجها ، وتصون بيتها ، وتربي أبناءها ، وتسهم في قيام الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم
وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَلِجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466).
ولا ينبغي التهاون في هذا الأمر ، ولا الانجرار خلف العاطفة ، والانسياق خلف ما يُدعى أنه الحب ، فكم من زواج كان مصيره الفشل ؛ لأنه لم يبْن على قاعدة اختيار ذات الدين .
والإنسان لا يعاقب بفعل غيره ، ولا يحمل إلا وزر نفسه
كما قال تعالى : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) الإسراء/15
لكن أصهار الإنسان لا ينفك الإنسان عن معاملتهم ، وزيارتهم ، وتأثر أولاده بهم ، ولهذا فاختيار العائلة الكريمة ذات السمعة الطيبة
أمر له أثره المحمود على الزوج وأهله وأبنائه ، وهو عامل من عوامل استقرار الأسرة ، ونجاحها في اجتياز ما قد يعرض لها من مشاكل لا تنفك عنها البيوت غالبا .
ولهذا فلا نلوم أهلك على رفضهم الارتباط برجل سكير ذي سمعة سيئة ، فإن هذا يسئ إليهم وإلى أحفادهم .
وقضايا الحب والعاطفة ينبغي تقييمها بتعقل وإنصاف وسعة نظر
فقد يخيل للإنسان أنه لا يستغني عن هذه الفتاة ، ولا يمكنه العيش بدونها ، وأن فيها من الصفات والمزايا كذا وكذا ، ولو أنه تعقل وتدبر لبان له حجم المبالغة في عاطفته ونظرته
ولهذا ينبغي أن تضع بين يديك موازنة دقيقة تقارن فيها بين حسنات هذه الفتاة وسيئاتها ، ومزايا الارتباط بها وعيوبه
ثم تبني قرارك على وفق ما يترجح من هذه الموازنة ، دون أن تخدع نفسك ، فإنه لا أحد سيتحمل عاقبة هذا الاختيار أكثر منك .
ثانيا :
إذا ترجح لديك خيار الزواج من هذه الفتاة ، فاسع لإقناع أهلك وأخذ موافقتهم ، فإن الأصل وجوب طاعة الوالدين إذا نهيا عن الزواج بفتاة معينة ؛ لأن برهما واجب
والزواج بفتاة بعينها لا يجب ، ولا يستثنى من ذلك إلا حالة الخوف على النفس من الزنا بأن يغلب على الظن أن عدم الزواج من امرأة بعينها قد يؤدي إلى الوقوع في الحرام معها .
ثالثا :
ينبغي للأهل ألا يعارضوا زواج الابن إذا تبين تعلق قلبه بفتاة معينة ، مع صلاح هذه الفتاة واستقامتها ، فإن الزواج هو خير علاج لهما ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لم يُرَ
للمتحابَّيْن مثل النكاح ) رواه ابن ماجه ( 1847 ) وصححه البوصيري والألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 624 ).
وإذا استحضروا نية الإحسان إلى الفتاة واستنقاذها من أهلها ، فذلك حسن ، لا سيما إذا كانت ستنتقل إلى محل بعيد عنهم ، ولا يتأثر أولادها بالجو الفاسد الذي يحيونه ، فهذا مما يرجح كفة الزواج منها .
رابعا :
لا يخفى أنك أجنبي عن هذه المرأة ، وأنه لا يجوز لك الخلوة بها أو مصافحتها أو النظر إلى محاسنها ، أو الحديث معها عن الحب وما يتصل به
وإن كان قد جرى شيء من ذلك في الماضي فالواجب هو التوبة إلى الله تعالى من ذلك ، كما تجب التوبة من الدراسة المختلطة التي لا تنفك عن شيء من هذه المحرمات ، ولها آثارها السيئة على الفتى والفتاة معا .
ونوصيك باستشارة من تثق فيه من أهل الخير ممن يعرف الفتاة وأهلها ، وصلاة الاستخارة قبل الإقدام على أي خطوة في هذا المضمار ، فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
نسأل الله تعالى أن يهيئ لك من أمرك رشَدا ، وأن يحسن عاقبتك في الأمور كلها .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:34
طلقها قبل الدخول وتفكر في الرجوع إليه
السؤال
كنت مخطوبة لما يزيد عن العام تقريبا وعملنا عقد النكاح الإسلامي. وقد تم الاتفاق بين جميع الأطراف عند التوقيع على العقد أن العلاقة ستكون خطبة وأننا سنقيم حفل الزواج في نهاية العام
بعد أن أكون قد أكملت دراستي. لكن، وخلال فترة الخطوبة، ظهر شيء من سوء الفهم بين خطيبي وعائلتي. والداي عارضا رؤيتي له وشعرا أنه لا يناسبني. وأنا أقر بأنه كان في بعض الأحيان لا يحترم الآخرين وغير ناضج
لكني مع ذلك أحببته وكنت أختلق أعذارا لتصرفاته. المذكور كان يعيش في مدينة غير التي أعيش فيها، ولذلك فقد كانت علاقتنا علاقة عن بعد، وبدأ سوء الفهم في التراكم شيئا فشيئا.
فأخذ يطالبني بأن أنتقل لأعيش معه على الفور وإلا فإنه سيطلقني. فأخبرته بأننا اتفقنا أن نقيم احتفال العرس أولا، فقال إنه يمكننا إقامته لاحقا، لكن في الوقت الراهن
فإني زوجته وعلي أن أعيش معه. كان الأمر صعبا علي جدا حيث وجدت نفسي مضطرة للاختيار بين عائلتي وخطيبي. أنا لم أكن أراه كزوج حتى ذلك الوقت وكان الأمر مشكلا ومخيبا للآمال.
وأخبرته أني لن أضحي بأهلي. ولذلك فقد أنهى علاقتنا وبعث برسالة إلى إمامنا قائلا إنه طلقني. لقد مضى على إنهاء العلاقة خمسة أشهر تقريبا، لكني رأيته مؤخرا وأصبت بالكآبة مدة تزيد على الأسبوع.
أنا أشعر جدا بالذنب لأني لم أستمع له وأسأل إن كان ينبغي علينا حسب الشريعة الإسلامية أن نتصالح، وما إن كان علي أن أرجع إليه. أنا أخاف أني لن أتمكن أبدا من أن أحب غيره مرة أخرى
وأنه سيكون دائما في مخيلتي. أعلم أننا قد لا نكون مناسبين لبعضنا، لكننا في الوقت نفسه نعرف بعضنا جيدا، وأخذت علاقتنا تصبح حميمة وقوية. أنا لا أعرف حقا كيف أتصرف.
فوالداي يعارضان (علاقتنا) تماما وأعلم أن لموقفهما أسبابا وجيهة
لكني مع ذلك لا أزال أميل إليه وأريد أن أعود إليه مرة أخرى. وإذا لم يكن من المناسب أن نعيد إقامة هذه العلاقة، فهل يمكنني عمل أي شيء فيما يتعلق بما ذكر أعلاه؟
الجواب
الحمد لله
أولا :
إذا تم عقد النكاح فقد صارت المخطوبة زوجة لخاطبها ، لكن لا يلزمها الانتقال إليه إذا كانت اشترطت تأخير الدخول إلى وقت معين ووافق على ذلك الشرط
لقولهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ) رواه الترمذي (1352) وأبو داود (3594)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَحَقُّ الشُّرُوطِ أَنْ تُوفُوا بِهِ مَا اسْتَحْلَلْتُمْ بِهِ الْفُرُوجَ ) رواه البخاري (2721)ومسلم (1418) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
وعليه ؛ فلا إثم عليك في عدم ذهابك إليه ، وقد أخطأ هو بطلبك قبل نهاية السنة التي اتفقتم عليها ، وأخطأ بمحاولته التأثير عليك لتخالفي والديك
وبتسرعه في الطلاق ، وهذا يدل على عدم نضجه ، فلو كان حريصا عليك لانتظر بقية السنة ، وما أسرع انقضاءها .
ثانيا :
إذا طلق الرجل امرأته قبل الدخول بانت منه بمجرد الطلاق ، فلا رجعة له عليها ، ولا عدة عليها ، ولكن لا حرج عليه أن يتقدم إليها مرة أخرى ويتزوجها إن رضيت هي ووافق وليها ، بعقد جديد ومهر جديد .
ثالثا :
إذا كان أهلك لا يريان فيه الشخص المناسب لك ، فإنه ينبغي لك أن تطيعي أهلك ، خاصة وأنت تقرين بأن لهم أسبابا وجيهة في اتخاذهم هذا الموقف . وأما كونك تعلقت به
فهذا أمر طبيعي يقع بين المرأة وزوجها ، وإذا أبدلك الله زوجا آخر فستحبينه إن شاء الله . والزواج حياة ممتدة ، لا تُبنى على العاطفة وحدها
ولهذا كان من حكمة الشريعة أنها اشترطت موافقة ولي المرأة ؛ لأن المرأة ضعيفة تغلبها العاطفة ، فقد تتنازل عن حقوقها ، وقد ترضى بمن أُعجبت به ولو كان غير مناسب لها
فكوني مع رغبة والديك فإنهما أبعد منك نظرا ورأيا ، ولا تضغطي عليهما للموافقة على هذا الرجل في حال تقدمه لك مرة أخرى .
رابعا :
لا يخفى عليك أنه يشترط لصحة النكاح موافقة ولي المرأة ، فلن يصح لك الزواج من هذا الرجل مرة أخرى إلا بموافقة والدك ، كما أنك الآن أجنبية عن هذا الرجل تماما
فلا مجال لإقامة علاقة معه ؛ لأنك لم تعودي زوجة له الآن .
وينبغي أن تنشغلي بما ينفعك ، وأن لا تفكري فيما مضى ، حتى يرزقك الله الزوج الصالح ، وألا تقدمي على الزواج من أحد إلا بعد السؤال عنه ، والاطمئنان على دينه وخلقه
وأن يكون لك فيما مضى درس وعبرة ، وأن تحمدي الله أن تعرفت على عيوب هذا الزوج قبل الدخول والانتقال إليه .
نسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .
: اللقاء الشهري 17
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:36
كيف يفعل من ابتلي بالنظر إلى النساء؟
السؤال
أعاني كثيراً من النظر إلى النساء المتبرجات ، وفي كثير من الأوقات لا أستطيع أن أتغلب على نفسي وأصرف بصري ، فأرجو النصيحة ، ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله
"من أصابه جرح مسموم فعليه بما يخرج السم ، ويبرئ الجرح ، بالترياق والمرهم ، وذلك بأمور
منها: أن يتزوج ,
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله فإنما معها مثل ما معها) . وهذا مما ينقص الشهوة ويضعف العشق .
الثاني : أن يداوم على الصلوات الخمس والدعاء والتضرع وقت السحر
وتكون صلاته بحضور قلب وخشوع ، وليكثر من الدعاء بقوله
: (يا مقلب القلوب ، ثبت قلبي على دينك) . (يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك) ,
فإنه متى أدمن الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك ، كما قال تعالى : (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) يوسف/24"
انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/77)
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
الثالث : أن يبعد نفسه عن الأماكن التي توجد بها نساء متبرجات ، وعن القنوات وغيرها مما تعرض الصور التي تؤثر في القلب وتضعفه .
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:41
شباب وفتيات يقومون بأعمال الخير فهل يجوز اللقاء بينهم لتنظيم العمل؟
السؤال
مجموعة من الشباب من الجنسين يقومون بالأعمال الخيرية مثل زيارة الأيتام والمرضى وإطعام الفقراء .... ويكون التعامل المباشر بينهم في حدود تنظيم العمل الخيري .
فهل يجوز اللقاء بينهم في هذه الأعمال ؟
الجواب
الحمد لله
القيام بالأعمال الخيرية ، من زيارة الأيتام والمرضى وإطعام الفقراء ، أمر عظيم دعت إليه الشريعة ، ورغبت فيه ، ورتبت عليه ثوابا جزيلا ، وأجرا كبيرا
قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *
فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) الإنسان/8- 12.
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا ) رواه البخاري (5304) ومسلم (2983) .
وروى أحمد (7260) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ ، فَقَالَ لَهُ : ( إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ
وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ ) والحديث حسنه الحافظ في الفتح (11/151) ، والألباني في صحيح الجامع برقم (1410) .
وروى مسلم (2568) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ . قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا خُرْفَةُ الْجَنَّةِ ؟
قَالَ جَنَاهَا) أي : ثمارها ، قال النووي رحمه الله : "أي يؤول به ذلك إلى الجنة ، واجتناء ثمارها".
وروى الترمذي (969) عن عَلِيٌّ رضي الله عنه قال
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ
وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . والخريف هو البستان .
إلى غير ذلك من النصوص المشهورة في فضل هذه الأعمال .
ولا حرج على المرأة أن تباشر هذه الأعمال ، فتحسن إلى الأيتام ، وتطعم الفقراء ، وتزور المريضات من النساء ، ما دامت متمسكة بما أمر الله تعالى من الحجاب والستر وعدم الاختلاط بالرجال
بل هذا مستحب مندوب في حقها .
ولا شك أن للمرأة دورا عظيما في هذا المجال ، فإنها تستطيع التعرف على الأسر الفقيرة ، وإيصال المساعدات إليها ، والتعاون مع أخواتها المسلمات وتشجيعهن على البذل والعطاء في هذا المجال
لكن لا مسوغ ولا مبرر لمقابلتها الرجال الأجانب ، بحجة تنظيم العمل الخيري ، أو مباشرته ، بل يكفيها أن تعمل مع مثيلاتها من النساء ، وأن يعمل الرجل مع الرجال ، سدا للذريعة ، ومنعا لحدوث الفتنة بها أو لها .
وإن لزم الأمر في تعاون الرجال مع النساء في هذا المجال ، فليكن عبر زوجات هؤلاء الرجال أو بعضهن ، فيقمن بالاتصال بالنساء وتنظيم العمل معهن .
وإذا كان هؤلاء الشباب غير متزوجين ، فالفتنة هنا أعظم ، والخطر أكبر ، وهو من "خطوات الشيطان" التي حذرنا الله منها
كما قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي
مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21
ولا شك أن لقاء الشاب بالشابة أو الرجل بالمرأة ، ولو بحجة تنظيم العمل الخيري ، هو من خطوات الشيطان ، التي قد تجر إلى ما هو أكبر وأعظم .
وقد حدث بسبب ذلك من القصص والمآسي الكثير والكثير ، والعاقل من يعتبر بغيره ، لا من يكون عبرة لغيره .
فعلى هؤلاء أن يتقوا الله تعالى ، وأن لا يخلطوا عملا صالحاً وآخر سيئاً ، وأن يبتعدوا عن أسباب الفتنة والانحراف ، وأن يحذروا من مكر الشيطان وتلبيسه .
نسأل الله أن يعيذنا جميعا من فتنة القول والعمل .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:49
اهتدى حديثاً ويسخر منه أهله وأصدقاؤه ، فكيف يتصرف ؟
السؤال
لقد كنت من المسرفين في الذنوب والمعاصي ، وكان أهون شيء عندي فعل المعصية ، كنت من المتعاطين للمخدرات ( الحشيش ، الحبوب الكبتاجون ، الخمر ) كنت ممن يزنون ، من الله عليَّ فتزوجت
وقبل الزواج تبت من معصية الزنا ، ولله الحمد ، بقي معي تعاطي المخدرات ، وكان سببها الصحبة الفاسدة ، وفي يوم من الأيام توفي لي ابن عم يقربني سنّاً ، ولكن لم يتزوج
ففكرت في حالي وأنه أصغر مني قد توفي ، وكنا في نفس المعصية تعاطي المخدرات ، فمنَّ الله عليَّ بالهداية ، وتركت كل شيء ، حتى الدش - يا شيخ - كسرته
وتغيرت حياتي 180 درجة ، أصبحت : أتصدق ، أصلي ، أدعو للخير ، أوزع أشرطة ، كتيبات ، مطويات ، أحضر محاضرات ، آمر بالمعروف ، وأنهى عن المنكر . المشكلة : واجهت كثيراً من الانتقادات
أولها من الأهل - الوالدة والأخوات - بأنني متشدد ، متزمت ، يريدون أن يسمعوا الأغاني ، وينظروا إلى المسلسلات ، وإذا نصحتهم وقلت لهم هذه حرام ما يجوز يردون علي : " لماذا شرع الاستغفار ؟
إذا لا تريد تسمع أغاني وتتفرج على التلفزيون اطلع نحن نريد نتفرج ونسمع " ، ونفس المشكلة تحصل معي في العمل ، طلعت مرة ، ومرتين ، زوجتي تقعد معهم
وإذا خرجت أخذتها معي ، ويطلبون مني أني أخليها تجلس معهم ، وأنا أرفض ، وزوجتي تستحي من الأهل ، وتخاف يصير مشاكل
وإذا تركتها تجلس معهم تقوم تجلس بعيده عن التلفزيون تجلس لحالها وأحيانا أسمع دعوة من الوالدة تقول : " ليت الله ما هداك
آذيتنا !" أعوذ بالله مشكلتي في العمل / أنا أعمل في القطاع العسكري ، أصحابي كلهم من الصحبة السيئة ، الملتزمون 3 فقط ، الملتحون 6 ، ممن يتغاضون عن أشياء كثيرة
وأن هذا ليس من الدين في شيء ، والبقية منهم يشرب الحشيش ويستخدم المخدرات ، ومن يغازل النساء ، طبعاً الغالبية مدخنون . يا شيخ اتفقوا على الإساءة إليّ
فلا أدخل في مجلس إلا يذكروني بالماضي ، ويستهزئون بالملتحين ، ويسبونهم ، وينعتونهم بـ " الكذابين " و " الإرهابيين " ، وأنا تصيبني الغيرة ، وأقول لهم : أنتم تسبون إخوانكم ، يعني : مسلمين
ما يجوز ، حرام تستهزئون باللحية لأنها سنة . يا شيخ أساؤوا لسمعتي ، في أغلب المجالس يكثر الانتقادات على الملتحين ، ولا يذكرونهم بخير . يا شيخ أحس أني أجرمت في حق إخواني الملتزمين
هل معنى هذا أن التزامي بالشريعة وإطلاق اللحية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذا الزمان : أصبح جريمة لا بد أدفع ثمنها
أو أصير منحرفا مثلهم ؟
يا شيخ حتى مديري يقول : أنتم الملتحون حاطكم تحت المجهر ، والله أي غلطة ما أغفرها لكم . عملت بعض الحلول : أولاً : قدمت نقل من نفس الإدارة لإدارة أخرى
ولكنها ستطول قليلاً . ثانياً : كل من أساء الأدب بقول أو فعل قطعت علاقتي معه نهائيّاً ، وهذا حد من المشكلة كثيراً جدّاً ، ولكنه لا يعجبني
فقد أصبح الناس تحذر من التعامل معي والخوف من أن يغلطوا عليَّ ، فأصبحوا ينفرون منِّي ، وينفِّرون الناس . أرجو من فضيلتكم أن تجدوا لي الحل المناسب ؛ لأني والله تعبت نفسيّاً .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
هنيئا لك هذه التوبة ، يا عبد الله ، وهنيئا لك رجوعك إلى ربك
وحمدا لله على سلامتك من طريق الضلال والغواية
ورجوعك إلى طريق الإنابة والهداية ، زادك الله هدى ، وبرا وتقى ، وثبتك على صراطه المستقيم ، إلى أن تلقاه على خير ما يحب ويرضى !!
واعلم أخي الفاضل أن الشيطان لن يستسلم بعد توبتك بسهولة
ولن يدعك لحال سبيلك ؛ لأنك كنت من جنوده ، وخرجت من غير إذنه ولا رضاه ! فصرت من جنود الرحمن ، وكنت في عصابة أوليائه ، وانتقلت إلى طائفة أعدائه
فمنَّ الله عليك بالهداية ، وغظتَه وكبتَّه ، فمن المنطقي أن يحاول ـ بكل الوسائل ـ أن يعود بك إلى سابق عهدك ، فعليك بالمثابرة ، والثبات ، والصحبة الخيرة الصالحة التي تعينك على الحق .
ونسأل الله أن يتقبل منك غيرتك على الدين ، وأمرك بالمعروف ، ونهيك عن المنكر ، وحب هداية الناس .
ثانياً:
اعلم أخي الفاضل أنه ينبغي النظر إلى قضيتك باعتبارين :
الأول : كونك تائباً مهتدياً .
والثاني : كونك داعياً إلى الله .
1. أما الاعتبار الأول :
فالوصية لك فيه : الصبر على الأذى ، والتحمل للسفاهة ، مع جواز استعمال الشدَّة إذا لزم الأمر ، وذلك إذا تعلَّق الاستهزاء بالدين ، وقدرت على منعه وإيقافه .
والشيطان له جنود يرسلهم للكيد والمكر وصد الناس عن الدين ، وهؤلاء الجنود ليسوا من الجن كلهم ، بل له جنود كذلك من الإنس ، وهم الذين يقومون بمهامه في صرف الناس عن الطاعة
ودفعهم لفعل المعاصي ، قال تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ) الأنعام/ 112 .
وقد طمأنك ربك تعالى ، وبشرك بالثواب الجزيل يوم القيامة إن صبرت على أذى هؤلاء السفها
في الدنيا ، وذلك بالرفعة في الدرجات يوم القيامة ، وقد توعدهم ربنا تعالى بالعقوبة البالغة إن هم ماتوا على سفهاتهم واستهزائهم بالمؤمنين .
قال تعالى : ( زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) البقرة/ 212 .
وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ . وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ . وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ . وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ . وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ .
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ . هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المطففين/ 29 – 36 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
يُخبر تعالى عن المجرمين أنهم كانوا في الدار الدنيا يضحكون من المؤمنين ، أي : يستهزئون بهم ويحتقرونهم ، وإذا مروا بالمؤمنين يتغامزون عليهم ، أي : محتقرين لهم .
( وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ) أي : إذا انقلب ، أي : رجع هؤلاء المجرمون إلى منازلهم ، انقلبوا إليها فاكهين
أي : مهما طلبوا وجدوا ، ومع هذا ما شكروا نعمة الله عليهم ، بل اشتغلوا بالقوم المؤمنين يحتقرونهم ويحسدونهم .
( وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاءِ لَضَالُّون ) أي : لكونهم على غير دينهم .
قال الله تعالى : ( وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِين ) أي : وما بُعث هؤلاء المجرمون حافظين على هؤلاء المؤمنين ما يصدر من أعمالهم وأقوالهم ، ولا كلفوا بهم ، فلم اشتغلوا بهم وجعلوهم نصب أعينهم
كما قال تعالى : ( قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ .
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ) المؤمنون/ 108 – 111 .
ولهذا قال هاهنا : ( فَالْيَوْمَ ) يعني : يوم القيامة .
( الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) أي : في مقابلة ما ضحك بهم أولئك .
( عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ ) أي : إلى الله عز وجل ، في مقابلة من زعم فيهم أنهم ضالون ، ليسوا بضالين ، بل هم من أولياء الله المقربين ، ينظرون إلى ربهم في دار كرامته .
وقوله : ( هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ؟ أي : هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين من الاستهزاء والتنقص أم لا ؟ يعني : قد جوزوا أوفر الجزاء ، وأتمه ، وأكمله .
" تفسير ابن كثير " ( 8 / 353 ، 354 ) .
فاصبر أخي الفاضل واحتسب الأجر على سفاهة هؤلاء ، وداوم على تذكيرهم بحكم فعلهم ، وأنهم إن تعرضوا للدين باستهزاء وسخرية فقد خرجوا من ملة الإسلام
ولحقوا بإخوانهم من الكفار والمجرمين ، الذين سبق ذكر حالهم في الآيات السابقة .
*عبدالرحمن*
2018-11-26, 14:50
2. وأما الاعتبار الثاني :
فالوصية فيه أن تسلك الطرق المناسبة لعلاج هؤلاء المرضى ، فأنت بهذه الاعتبار لست رجلاً عرف الطريق فسلكه ، بل أنت الآن داعية إلى الله ، تريد أن تعبر بهؤلاء بحر الظلمات ليصلوا إلى بر الأمان والسلامة
فالوصية لك أن تزيد من العلم الشرعي ، والطاعات التي تقربك لخالقك عز وجل
وأن تكون حكيماً في تبليغ رسالة رب العالمين لهؤلاء المرضى ، والحكمة هي وضع الشيء في مكانه المناسب ، فالأصل في التعامل معهم الرفق واللين ، ولا مانع من استعمال الشدة مع بعضهم إن رأيت أن ذلك يردعه .
قال الله تعالى : ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) آل عمران/ 159 .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين تجذب الناس إلى دين الله ، وترغبهم فيه ، مع ما لصاحبه من المدح ، والثواب الخاص
والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين ، وتبغضهم إليه ، مع ما لصاحبها من الذم ، والعقاب الخاص ، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول ، فكيف بغيره ؟! .
أليس من أوجب الواجبات ، وأهم المهمات ، الاقتداء بأخلاقه الكريمة ، ومعاملة الناس بما يعاملهم به صلى الله عليه وسلم ، من اللين ، وحسن الخلق ، والتأليف ، امتثالاً لأمر الله ، وجذباً لعباد الله ، لدين الله .
ثم أَمَرَه الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه صلى الله عليه وسلم ، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله ، فيجمع بين العفو والإحسان .
" تفسير السعدي " ( ص 154 )
وانظر : " تفسير الطبري " ( 7 / 341 ) .
وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : السَّامُ عَلَيْكُمْ ! قَالَتْ عَائِشَةُ : فَفَهِمْتُهَا
فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ ، قَالَتْ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ
فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ .
رواه البخاري ( 5678 ) ومسلم ( 2165 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هذا مِن عظيم خلُقه صلى الله عليه وسلم ، وكمال حلمه ، وفيه : حث على الرفق ، والصبر ، والحلم ، وملاطفة الناس ، ما لم تدع حاجة إلى المخاشنة .
" شرح النووي على مسلم " ( 14 / 145 ) .
وقال الشوكاني – رحمه الله - :
في الحديث استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين ، إذا لم يترتب عليهم مفسدة .
" نيل الأوطار " ( 8 / 146 ) .
ثالثاً:
وبخصوص أهلك :
عليك أن تصبر على أذاهم ، وتداوم النصح والتذكير ، ولا تيأس من ذلك ، واحرص أشد الحرص على هدايتهم ، ونوِّع في الأساليب ، وتلطف معهم
ولا ترخ الحبل لزوجتك إذا كان في جلوسها مع أهلك معاصٍ أو منكرات
إلا أن تكون تستطيع تغييرها ، ولا ينبغي أن يدفعها خجلها منهم إلى أن تُغضب ربها بسماع أو مشاهدة المحرَّمات ، كما أن عليها مسئولية كبيرة في الوقوف مع زوجها ، ونصرته ، وتثبيته على الهداية والطاعة .
ونأسف لقول والدتك تلك المقولة الشنيعة ، ولا ندري كيف قالتها ولعلها لا تعلم ما فعله بعض أصحاب المخدرات مع أمهاتهم وأخواتهم ! ولا تدري ما فعلوه في إفساد الأسر ، والمجتمعات
ولا تدري كم تبذل الأسر من مال ووقت وجهد حتى يصلح الله ولداً من أولادها يتعاطى المخدرات والمسكرات ؛ لما رأوه من الأذى والضرر والشر منه .
وبخصوص عملك :
فإن رأينا أنك أحسنت في طلبك النقل إلى مكان آخر خير منه ، وخاصة أنك في أول طريق الهداية والتوبة ، وتحتاج لصحبة صالحة تدلك على الخير ، وتحثك على فعله ، وتحذرك من الشر ، وتحثك على تركه .
ونعيد أن الأصل في التعامل هو الرفق واللين مع أهلك ، وزملاء العمل ، وغيرهم ، ولا مانع من المخاشنة والشدة مع من يستحقها ، إن رأيت في ذلك مصلحة لكف لسانه عن الدين والاستهزاء به .
والله أعلم
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:00
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
هجرت صاحباتها فأثَّر ذلك على دينها ، وصايا ونصائح
السؤال
عندي مشكلة ، لا أستطيع أن أتخذ فيها قراراً ، لكن القرار لا بدَّ أن يكون خلال هذه الأيام ، لدي صحبة ، أحسبها والله حسيبها أنها صالحة
أنا فتاة عمري 22 سنة ، منذ 4 سنوات ماضية تعرفت عليهن منذ دخول الجامعة ، نتعاون على الخير ، حفظنا سوية 15 جزءاً من كتاب الله ، حررنا مجلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من رائعة
وقفن معي في وجه عاصفة رهيبة شنها عليَّ المحيط بأجمعه في الجامعة التي نحن فيها ، لدينا حلقة يومية نتدارس فيها كتاب الله !! لكن المشكلة هي أني لم أعد أطيقهن
أشعر أنهن أمامي بوجه ، ومن خلفي بوجه آخر ، بعض المواقف السخيفة ولَّدت هذه الأفكار لدي ، منعت اتصالي بهن ، أو لقاءهن ، واعتذرت لهن عن ذلك ، جعلت حديثنا على البريد فقط
بكلمات بسيطة : كيف الحال ، الحمد لله ، انتهى ، أما الحفظ ، والذكر ، والمشاريع الباقية : كلها أوقفتها ، كرهتهن بمعنى الكلمة - والله - إلى الآن لم أكمل حفظي ، وعندي فتور رهيب في العبادة
ولا قيام ، ولا صيام ، ولا أدري أهو شيطان حل بداخلي أم ماذا ؟
هنَّ يردن الآن أن نقر ما الذي أريده لأني قررت أن أنعزل عن البشر كلهم ، أصبحت حقودة ، حسودة ، قلبي أشد سواداً من الليل ، وكله لأني أشعر أن صحبتي هذه فيهن قليل من التعلق المنبوذ بالدنيا
مظاهر ، وما إلى ذلك من أشياء البنات ، ماذا أفعل ؟ حتى رسائل التذكير منهن تحديداً لا أقبلها ، والله أني أمسحها من قبل أن أقرأها ! . أخشى أن أقول لهن إني سأتركهن للأبد فأنكت سواداً في قلوبهن
لأنهن جعلنني قدوة ، بعضهن يحلف بالله أن لولا الله ثم أنا ما كنّ يؤدين الصلاة بالمرة ، وصلاة الليل ، وإفطار يوم وصيام يوم ، والحفظ ، والتسميع ، والجوال لإيقاظ بعضنا لصلاة الفجر ، والقيام
لكن قلبي أصبح يكرههن كرهاً حقيقيّاً ، أعلم أنه من الشيطان ، لكن والله ما قدرت أدفعه ، كيف أعيش معهم ، أضغط على نفسي ، وأترك مشاريع العزلة ، وأعود ، رسائلهن قتلتني من شدة الإلحاح علي بالعودة
ويسألنني بالله أن أرد ، حتى دراستي أشعر أنهن أثَّرن عليَّ ، وأي مصيبة تصيبني أقول : هذا عذاب من ربي ؛ لأني فعلت لفلانة كذا ، ما أبغي أحس أن ربي يفضل أحداً عليَّ ، ليس في الدنيا ، لكن في كل شيء
أظن عذابي أشد من عذاب الرسل ؛ لأن الرسول يعلم يقيناً أن الله يحبه ، وأن الله معه ، أما أنا : أخشى أن عذاب ربي قد حلَّ بي ، لأي سبب ؟
لا أعرفه ، أعتزلهن أم أعود ؟ ماذا أقول لهن ؟
من يقع في مشكلة يراها كبيرة ولا يعلم أين المخرج ، أرشدني بخبرتك لأني سأتوكل على ربي ، ثم سآخذ مشورتك . جزيت الجنة .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
لا شك أن ما تشعرين به – يا أمة الله – تجاه أخواتك إنما هو بسبب الشيطان ، ومكره ، وكيده ، ولم يحدث من هؤلاء الأخوات ـ على حسب ما جاء في رسالتك
ما يجيز لك تلك التصرفات معهنَّ ، بل لو وقع منهم بعض الخطأ أو التقصير والذنب ، فكل الناس كذلك ، ومن ذا الذي ما ساء قط ؟!!
وهو يدل على أن الأمر محض مكيدة من الشيطان ليوقعك فيما وصل حالك إليه ، ونأسف أنه نجح في هذا ، فبغَّض إليك تلك الصحبة ، فحصل الفتور في الطاعة والعبادة .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/ 21 .
واعلمي أن من خطوات الشيطان التي يسلكها مع الطائعين ربهم تعالى :
1. التحريش بين المسلمين ، وبالأخص بين الصحبة الصالحة .
عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ) رواه مسلم (2812)
قال النووي – رحمه الله - :
هذا الحديث من معجزات النبوة ، ... ، ومعناه : أيس أن يعبده أهل جزيرة العرب ، ولكنه سعى في التحريش بينهم ، بالخصومات ، والشحناء ، والحروب ، والفتن ، ونحوها .
" شرح مسلم " ( 17 / 156 ) .
2. أن يبغض إليهم الصحبة الصالحة ، ويحبب إليهم العزلة الضارَّة .
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ ) .
رواه أبو داود ( 547 ) والنسائي ( 847 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود " .
وعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ كَذِئْبِ الْغَنَمِ يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ ) .
القاصية : المنفردة عن القطيع البعيدة عنه
رواه أحمد ( 22029 ) ، وحسَّنه محققو المسند .
قال المناوي – رحمه الله - :
( إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم ) أي : مُفسد للإنسان ، أي : بإغوائه ، ومُهلك له ، كذئب أرسل في قطع من الغنم .
( يأخذ الشاة القاصية ) أي : البعيدة عن صواحباتها ، ... وهو تمثيل ، مثَّل حالة مفارقة الجماعة ، واعتزاله عنهم ، ثم تسلط الشيطان عليه : بحالة شاة شاذة عن الغنم
ثم افتراس الذئب إياها بسبب انقطاعها ، ووصف الشاة بصفات ثلاث : فالشاذة هي النافرة ، والقاصية هي التي قصدت البعد لا عن تنفير
( والناحية ) بحاء مهملة التي غفل عنها ، وبقيت في جانبٍ منها ؛ فإن الناحية هي التي صارت من ناحية الأرض .
ولما انتهى التمثيل حذَّر فقال : ( وإياكم والشعاب ) أي : احذروا التفرق ، والاختلاف
.
( وعليكم بالجماعة ) تقرير بعد تقرير ، وتأكيد بعد تأكيد ، أي : الزموها ، وكونوا مع السواد الأعظم ؛ فان من شذَّ شذَّ إلى النار .
( والعامة ) أي : السواد الأعظم من المؤمنين .
( والمسجد ) أي : لزومه ؛ فإنه مجمع الأخيار ، وموطن الأبرار ، وأحب البقاع إلى الله تعالى ، ومنه ينفر الشيطان .
" فيض القدير " ( 2 / 350 ) .
فاحرصي على إغلاق الطريقين أمام الشيطان ، ولا تفتحي على نفسك أبواباً من الشر ، ولم يصبك الفتور ، وقلة العزم على الطاعة إلا بعد أن تمكن الشيطان من السير بك على الطرق التي أرادها لك
ولعلَّ نظرة لحالك الآن مع مقارنة بحالك من قبل أن يتبين لك أن الأمر مكيدة ومكر من الشيطان ، فاحذري
وتنبهي .
والصحبة الصالحة من أعظم ما يثبت المسلم على دينه ، فاجتهدي في إقامتها على شرع الله تعالى .
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ .
رواه البخاري ( 467 ) ومسلم ( 2585 ) .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " عليكَ بإخوان الصدق ؛ فإنهم زينة في الرخاء ، وعدة في البلاء " .
واحرصي على الطاعات والأعمال الصالحة ، فهي خير زادٍ للثبات
كما قال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) إبراهيم/ 27
وقال عزَّ وجل : ( وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً ) النساء/ 66 .
واحرصي على المداومة على الدعاء ، والتضرع إلى الله تعالى أن يثبتك على دينه ، وأن يزيدكِ هدى وتوفيقاً وصلاحاً ، فهكذا كان حال المؤمنين ، كما حكى الله تعالى عن حالهم
في قوله سبحانه وتعالى : ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) آل عمران/ 8 .
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ) .
رواه الترمذي ( 2140 ) وابن ماجه ( 3834 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
ولإصلاح ما بينكِ وبينهم لا يحتاج الأمر لكثير عناء ، فأرجعي تلك العلاقة الطيبة بالرد على رسائلهنَّ ، ومكالماتهنَّ ، وأخبريهنَّ أنكِ مررتِ بظروفٍ خاصة
ولا داعي لذِكر تفصيلاتها ، ويكفي أن تكون درساً لكِ لمستقبل الأيام .
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:01
ثانياً:
احذري أشد الحذر من العزلة والانفراد ، فهما بداية الانحدار والسقوط للهاوية
ولو كانت عزلتك عزلة عبادة وطاعة لكان لها وجه من الشرع ، أما تلك العزلة التي تؤدي إلى الفتور : فهي عزلة محرَّمة ، وتصير خلطتك مع صاحباتك واجبة ، فتنبهي لهذا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :
وأما قوله " هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة " : فهذه المسألة وإن كان الناس يتنازعون فيها إمَّا نزاعاً كليّاً ، وإمَّا حاليّاً ، فحقيقة الأمر : أن الخلطة تارة تكون واجبة
أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأموراً بالمخالطة تارة ، وبالإنفراد تارة ، وجماع ذلك
: أن المخالطة إن كان فيها تعاون على البر والتقوى : فهي مأمور بها
وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان : فهي منهي عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ونحو ذلك :
هو مما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الاختلاط بهم في الحج ، وفي غزو الكفار ، والخوارج المارقين ، وإن كان أئمَّة ذلك فجاراً ، وإن كان في تلك الجماعات فجَّارٌ .
وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا : إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ، ونحو ذلك .
ولا بد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه ، وذكره ، وصلاته ، وتفكره ، ومحاسبة نفسه ، وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره
فهذه يحتاج فيها إلى إنفراده بنفسه ، إما في بيته - كما قال طاووس " نِعْم صومعة الرجل بيته ، يكف فيها بصره ولسانه " - وإما في غير بيته .
فاختيار المخالطة مطلقا : خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا : خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا ، وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال : فهذا يحتاج إلى نظر خاص - كما تقدم - .
" مجموع الفتاوى " ( 10 / 425 ، 426 ) .
ولتعلمي ـ يا أمة الله ـ أن البلايا التي نزلت بقلبك : من الحقد والحسد ، هي كلها ، مع حالك هذه حلقة واحدة ؛ فإن من ثواب الحسنة : الحسنة بعدها ، ومن عقاب السيئة : السيئة بعدها
.
لو كنت عاقلة للأمر كما ينبغي لعلمت أن الله تعالى أعلم بخلقه ، ورفع بعضهم فوق بعض درجات ، بعلمه في خلقه سبحانه ، وحكمته التي أرادها لهم :
قال الله تعالى : ( انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً) (الاسراء:21)
وقال تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ) (الأنعام :53)
. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله
: " أي: هذا من ابتلاء الله لعباده، حيث جعل بعضهم غنيا؛ وبعضهم فقيرا، وبعضهم شريفا، وبعضهم وضيعا، فإذا مَنَّ الله بالإيمان على الفقير أو الوضيع؛. كان ذلك محل محنة للغني والشريف
فإن كان قصده الحق واتباعه، آمن وأسلم، ولم يمنعه من ذلك مشاركه الذي يراه دونه بالغنى أو الشرف، وإن لم يكن صادقا في طلب الحق، كانت هذه عقبة ترده عن اتباع الحق
وقالوا محتقرين لمن يرونهم دونهم: أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا ؛ فمنعهم هذا من اتباع الحق ، لعدم زكائهم .
قال الله مجيبا لكلامهم المتضمن الاعتراض على الله في هداية هؤلاء، وعدم هدايتهم هم. أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ الذين يعرفون النعمة، ويقرون بها، ويقومون بما تقتضيه من العمل الصالح،
فيضع فضله ومنته عليهم، دون من ليس بشاكر، فإن الله تعالى حكيم
لا يضع فضله عند من ليس له بأهل، وهؤلاء المعترضون بهذا الوصف، بخلاف من مَنَّ الله عليهم بالإيمان، من الفقراء وغيرهم فإنهم هم الشاكرون. "
تفسير السعدي (258) .
لقد كان الواجب عليك ـ يا أمة الله ـ أن تسارعي في فعل الخيرات ، وترك المنكرات ، وأن تسبقي الناس إلى ذلك
كما قال رب العالمين : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) المائدة /48 .
قال الحسن البصري رحمه الله :
" نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره " .
وأما أن تقعدي عن الخيرات ، وتشغلي قلبك بالأمراض ، ونفسك بالسوآت ، فليس هذا من فعل العقلاء في شيء .
نسأل الله تعالى أن يهديك لما يحب ويرضى ، وأن يصلح بالك وحالك
وأن يثبت قلبك على الإيمان والطاعة ، ونرجو أن تعملي بما ذكرنا لك من الرجوع عن مقاطعتك لأخواتك ، ومن الحرص على تلك الصحبة الطيبة
ومن إبعاد كيد الشيطان ووسوسته عنك ، ونرجو الله أن يوفقك للعمل بذلك .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:15
بماذا تنصحونني مع هذه الفتاة ؟
السؤال
مشكلتي أني متعلق بفتاة كانت خطيبتي قبل ، حدثت مشاكل بيننا وتركتها ، وهذه المشاكل حدثت لأننا أخبرنا الناس حول النكاح ، وبعد ذلك غيرت رأيها حول النكاح ، لذلك حدثت مشاكل
والآن تقدمت لخطبتها من جديد ، ولم يأتني الرد من أهلها ، ولكن رأيت الفتاة في مكان ما ، وهي قالت لي بأنها لا تريد أن تتزوجني ، وكانت علاقتي سابقة معها ، وهي في الفترة التي كانت هي خطيبتي :
كنا نتحدث عبر الإنترنت والهاتف بشكل يومي ، ولمدة سنتين ، وكنا فقط نتحدث فيما يرضى الله ؛ ولأن قلبي متعلق بها ، ولا أستطيع نسيانها ، وأحبها ، وأنا أحببت الفتاه أكثر عندما رأيتها متمسكة في دينها
ولكنها ترفضني باستمرار عندما أسالها أو أراها في مكان ما ، وأنا - والحمد لله - إنسان مصلٍّ وأخاف الله ، أسأل الله أن يحفظني من فتن الدنيا ، وأريد أن أتزوج وأستر على نفسي وعلى الفتاة !!
وأنا أريد أن أستر عليها أيضا لأنها أرسلت لي صورها من غير حجاب ورأيت شعرها وكتفيها !! ولقد أرجعت صورها لها من فترة بطلب منها !! بماذا تنصحونني ، وبماذا تنصحون الفتاه ؟
وما الأفضل لنا ؟ وأتمنى لكم التوفيق .
الجواب
الحمد لله
أسأل الله تعالى أن يفرج عنا وعنك ، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والآخرة ، كما أسأله سبحانه أن يتقبل منك سعيك نحو العفاف ، ورغبتك في الوصول إلى ما يُرضِي اللهَ عز وجل.
ثم نوصيك بالتأني والتأمل في علاقتك بهذه الفتاة ، بعد أن فشلت سنتان من الزمن في الجمع بينكما للوصول إلى الزواج السعيد ، ولا بد أن هناك أسبابا حقيقية وراء هذا الفشل .
ولعل من أهمها - إذا كانت خطبتكما من غير عقد شرعي – تجاوزُ حدود الله تعالى في المبالغة في الحديث والاتصال اليومي من دون وجود رابط شرعي بينكما
وهذا التعدي مما ينتشر اليوم بدعوى التعارف والتآلف ، وقد ثبت أن مفاسده تربو على مصالحه المتوهمة ، وأن الأمر لا بد أن يصاغ بطريقته الحقيقية الشرعية ، وهي العقد الكامل
وإلا فقد أسرف الطرفان على أنفسهما ، ووقعا – غالبا – في كثير من المشاكل ، والعلاقة التي تبدأ بمخالفة شرع الله مآلها الانقطاع والضياع .
لذلك فالنصيحة لك أن تطوي الأيام السابقة بالتوبة والاستغفار ، وتعزم على فتح صفحة جديدة يكون الشرع والعقل فيها الحَكَم الأول والأخير ، وليست العاطفة التي قد تقود إلى الآلام أو الإحباط أو الفشل .
إن التحدي الذي يواجهك اليوم هو القدرة على الاستغناء عن الخلق بالخالق ، وهو الواجب الذي يحقق السعادة للمسلم المستسلم لأمر الله ، فالتعلق بغير الخالق سبحانه مذلة للإنسان
مجلبة للهم والأحزان ، يتحول القلب فيها إلى ريشة تسير حيث يسير المحبوب ، وتقف حيث تستقل ركائبه ، وذلك ما لا يرضاه الله سبحانه ، ولا يجوز لعاقل أن يرضاه لنفسه .
وأنت بتقدمك لطلب الفتاة من أهلها تكون قد أتممت ما ينبغي عليك ، وفي أي نتيجة يكون الخير فيها لك إن شاء الله :
فهي إذا وافقت تكون قد أقبلت إليك ناسية الماضي المتراكم من الخلافات التي فرقت بينكما
ليكون ذلك عبرة للتخلص من أسباب الخلاف والشقاق ، والسعي دائما للتفاهم والحوار ، وتقديم كل منكما من التنازل ما يرضى به قرينه وشريكه .
أما إذا رفضت : فينبغي أن يكون ذلك باعث اطمئنان لقلبك ونفسك ، وليس باعث هم وحزن
فقد كفاك الله شر الاقتران بفتاة عن غير رضى ولا ارتياح
فيجب عليك أن تربأ بنفسك عن إيواء مَن لا ترضى بك زوجا ولا قرينا ، ويجب أن يكون ذلك دافعا لك للبحث عن تلك الفتاة التي يتعلق قلبها بك ، وترتاح لمرآك وحضورك ، وليست التي تتردد في الارتباط بك .
يقول الله عز وجل : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره (ص/96) :
" الغالب على العبد المؤمن أنه إذا أحب أمرا من الأمور فقيض الله له من الأسباب ما يصرفه عنه أنه خير له ، فالأوفق له في ذلك ، أن يشكر الله ، ويجعل الخير في الواقع
لأنه يعلم أن الله تعالى أرحم بالعبد من نفسه ، وأقدر على مصلحة عبده منه ، وأعلم بمصلحته منه
كما قال تعالى : ( وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) ، فاللائق بكم أن تتمشوا مع أقداره ، سواء سرتكم أو ساءتكم " انتهى .
فلا تُطمِع نفسك بما لم يكتب الله تعالى من رزق في الدنيا ، فهي أقدار مقسومة وآجال مضروبة ، ولن تنال منها إلا ما كتب لك
فلا تحزن إن فات محبوب ، ولا تفرح إذا تحصل مطلوب ، واسأل الله تعالى دائما الثبات والطمأنينة والرضا والقناعة
.
فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ) رواه مسلم (1054)
لقد خلق الله القلب نبعا فياضا من مشاعر المحبة والوفاء والإخلاص والاحترام ، ولا ينضب هذا النبع إلا حين يصير الجسم جثة هامدة باردة بالموت ، حينها فقط يمكنك أن تيأس وتخاف ألا يبذل القلب حبه لمن يستحق المحبة .
أما أن تحاول إقناع نفسك بأن هذه هي الفرصة الوحيدة والأخيرة ، وأنها قصة ضحية لا يمكن أن يسعد في حياته مع غير تلك الفتاة
فاسمح لي أن أقول لك إنك مخطئ في ذلك الظن ، وأن الشيطان هو الذي يسول ويملي لك ، وأنك إن استرسلت في تعلقك ذلك فلن تبلغ إلا إلى الشقاء والتعاسة .
والحل سهل إن شاء الله تعالى ، بشرط أن تدرب نفسك على تحمل الألم القلبي ، وتأكد أنه لن يطول
إنما هي أيام أو أسابيع ، وغايتها ستة أشهر يعدها علماء النفس فترة فطام نفسي ، يسلو القلب فيها عن حزن فراق أو موت ، ويعود بعدها أقوى وأثبت مما كان إن شاء الله .
وثمة قاعدة يتفق عليها جميع العقلاء والحكماء والعلماء والمربون وعلماء النفس وأصحاب الخبرة والتجربة ، وهي : أن كل شخص في الدنيا يمكنه أن يستغني عن أي شخص آخر
فالله سبحانه وتعالى حصر حاجة النفوس إليه سبحانه ، وقطع عنها كل علقة مطلقة بالبشر .
فإذا أدركت هذه الحقيقة ، هان عليك الخطب ، وسهل عليك الأمر ، وكسبت دنياك وقلبك وآخرتك ، ودرأت عن نفسك أوهام الشيطان ووساوسه ، ثم فوق كل ذلك
تعاملت مع الأمر بكل هدوء وعقلانية ، فإن يسر الله هذه الفتاة زوجة كان بها ، وإن لم ييسرها فإن الله سبحانه يقول : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) النساء/130
هذه هي القاعدة التي ننصحك بحفظها والإيمان بها والعمل على ضوء ما فيها .
وَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَها كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِ
فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ
وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ
فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:18
رفضت خطبته وهو متعلق بها فماذا يفعل؟
السؤال
رفضتني آنسة بعد خطبتها بدون أي سبب وأنا لا أزال أرغب فيها ، قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات لكن موقن في قلبي أنها ستعود لي والواقع عكس ذلك ، ما الذي ينبغي علي فعله ؟
الجواب
الحمد لله
ما دمت قد استخرت الله تعالى ، ولم يتيسر لك الزواج من هذه الفتاة ، فاعلم أن هذا هو الخير لك ولها الآن
فقد يكون في الزواج منها مفسدة ، صرفها الله عنك ، وقد يكون زواجك بغيرها خيراً لك ، والله سبحانه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وهو أعلم بما يصلح عبده ويسعده ويرضيه
وما على العبد إلا أن يسلم أمره إليه ، ويرضى باختياره ، ويؤمن بقدره ، ويرجو ما عنده ، فإنه أرحم به من نفسه ، سبحانه وتعالى .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : " إن العبد لَيَهمّ بالأمر من التجارة والإمارة ، حتى ييسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإني إن يسرته له أدخلته النار
فيصرفه الله عنه ، فيظل يتطيّر ( أي يتشاءم ) ، يقول : سبقني فلان ، دهاني فلان ، وما هو إلا فضل الله عز وجل " . ذكره ابن رجب في
"جامع العلوم والحكم" (2/470) .
وأما ما تشعر به من أن هذه الفتاة ستكون لك ، فهذا أمر محتمل ، قد يقع وقد لا يقع ، ولا تدري ما الخير فيه ، فينبغي أن لا تعلق قلبك به ، بل سل الله أن ييسر لك الخير حيث كان
وأن يصرف عنك الشر حيث كان ، وبادر بالبحث عن ذات الخلق والدين ، ولا تؤخر الزواج طمعا في حصول ذلك الاحتمال ، فإن هذا شأن ضعاف الإيمان والتوكل
يتعلق الواحد منهم بشيء ثم لا يستطيع تجاوزه ، مع زعمه أنه يستخير الله تعالى ويرضى بقضائه ! وهو في الحقيقة إنما يرضى بهواه وما اشتهت نفسه .
والحاصل أنه ينبغي لك :
1- أن تسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج من المرأة الصالحة التي تسعد معها في الدنيا والآخرة .
2- أن تسعى في البحث عن هذه المرأة الصالحة .
3- أن تصرف النظر عن تلك الفتاة ، وأن تغلق باب التفكير فيها ، وأن تعتقد أن الخير فيما قدره الله تعالى لك .
4- ألا تحزن ولا تيأس لكونك رفضت من غير سبب ، فقد يكون ذلك لأسباب خاصة بها لا يعنيك معرفتها .
نسأل الله أن يوفقنا إياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:25
أمها تنهاها عن الحجاب فماذا تفعل ؟
السؤال
أمي تكرهني ، وصرت أشك في أمرها، أعلم أنك ستقول أنه من عمل الشيطان، وأنا فعلا أذكر نفسي بهذا في كل ثانية، فهي تغضب من كلام وحوار عادي جداً، والله يا سيدي الشيخ أنا لم أقصد في مضايقتها
إلا أني أحاول أن أذكرها بتعاليم ديننا ، فهي متبرجة وتعمل في أماكن مختلطة، وأخاف عليها ، وفي نفس الوقت هي تكره لي فعلي للخير، تكرهه كرهاً شديداً، وعندما يضيق بها الأمر تنهار
بدون سبب حتى تشعرني بالذنب وتقول أني بنت عاقة وأنها غير راضية عنى، وتبدأ تقول" "أنت واحدة محجبة أنتي؟ أنت واحدة تعرف ربنا" وأبدأ أشعر أن الخير مني بعيد فعلاً لكني فعلاً لم أضايقهم
واستغفر الله وأذهب لمصالحتهم، لكنها ترفض الحديث معي ، وأنا والله لا أتكبر عليها فكلنا مسلمين
لكني أريد أن أعرف "غضب الأم من غضب الله " وأخاف فعلاً أي يصيبني مقت من الله عز وجل.
قد وصل بي الأمر أني كنت فعلا محجبة من قبل وتركت الصلاة وتركت الحجاب الشرعي بسبب هذا، ولكني الآن تائبة وأخاف أن أقع في هذا مرة أخرى. أنصحني جزاك الله خيراً
الجواب
الحمد لله
فإن حق الوالدين عظيم فقد قرن الله سبحانه حقهما بحقه فقال جل شأنه : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا
فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) الإسراء/23
( وَوَصَّيْنَا الإنسان بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان:14)
وقد أحسنت أيتها الأخت غاية الإحسان في اعتذارك لأمك ومحاولة مصالحتها وإن لم تكوني أسأت إليها ، فإن أولى الناس بالإحسان إليه وبره والعفو عن إساءته وحسن صحبته .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
( يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي قَالَ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ ) رواه البخاري (5971) ومسلم (2548) .
وإساءة أحد الوالدين مهما بلغت لا تبرر للولد أن يقصر في حقوقهما عليه فضلا عن أن يسيء إليهما ، وقد أمر الله عز وجل بحسن صحبتهما ، وإن اجتهدوا غاية الاجتهاد في دعوة الولد إلى الشرك
فقال سبحانه : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) لقمان/15 .
قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسيره (3/586) :
" أي إن حرصا عليك كل الحرص على أن تتابعهما على دينهما فلا تقبل منهما ذلك ، ولا يمنعك ذلك من أن تصاحبهما في الدنيا معروفا ، أي محسنا إليهما "
فإن كان هذا أدب الشرع مع الوالدين اللذين يأمران ولدهما أن يشرك بالله ، ويجاهدانه على ذلك ، أي يحاولان معه ـ جهدهما ـ أن يقع في ذلك ، فلا شك أن الوالدين المسلمين أولى بالصحبة بالمعروف
حتى وإن كانا عاصيين ، حتى وإن أمرا ولدهما بمعصية الله ؛ غير أنه ـ أيضا ـ لا يجوز له أن يطيعهما إذا أمراه بالمعصية
كما قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) من حديث علي رضي الله عنه ، واللفظ لمسلم .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" قال وإذا خوطب بالجهاد فلا إذن لهما , وكذلك كل الفرائض , لا طاعة لهما في تركها . يعني إذا وجب عليه الجهاد . لم يعتبر إذن والديه ; لأنه صار فرض عين وتركه معصية , ولا طاعة لأحد في معصية الله .
وكذلك كل ما وجب مثل الحج , والصلاة في الجماعة والجمع , والسفر , للعلم الواجب .
قال الأوزاعي لا طاعة للوالدين في ترك الفرائض والجمع والحج والقتال
; لأنها عبادة تعينت عليه , فلم يعتبر إذن الأبوين فيها , كالصلاة , ولأن الله تعالى قال : ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ولم يشترط إذن الوالدين "
انتهى . المغني (9/171) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ويلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية وإن كانا فاسقين , وهو ظاهر إطلاق أحمد , وهذا فيما فيه منفعة لهما ولا ضرر , فإن شق عليه ولم يضره وجب وإلا فلا
, وإنما لم يقيده أبو عبد الله لسقوط الفرائض بالضرر وتحرم في المعصية ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , فحينئذ ليس للأبوين منع ولدهما من الحج الواجب , لكن يستطيب أنفسهما
, فإن أذنا وإلا حج وليس للزوج منع زوجته من الحج الواجب مع ذي محرم , وعليها أن تحج وإن لم يأذن في ذلك , حتى أن كثيرا من العلماء أو أكثرهم يوجبون لها النفقة عليه مدة الحج .
والحج واجب على الفور عند أكثر العلماء , والقول بوجوب العمرة على أهل مكة قول ضعيف جدا مخالف للسنة الثابتة , ولهذا كان أصح الطريقين عن أحمد أن أهل مكة لا عمرة عليهم رواية واحدة
, وفي غيرهم روايتان , وهي طريقة أبي محمد وطريقة أبي البركات في العمرة ثلاث روايات ثالثها تجب على غير أهل مكة
" انتهى . الفتاوى (5/381) .
وكل ما نوصيك به ـ أيتها الأخت الكريمة ـ أن تحذري من أن يضحك عليك الشيطان مرة أخرى ، ويصرفك عن الطريق الهداية ، والعمل بطاعة ربك ؛ فإن هذا هو مقصوده منك : أن يصدك عن سبيل الله ، وعن الصلاة ؟!!
واعلمي أن ما تلاقينه من المتاعب والمصاعب ، مع والدتك ، أو أسرتك ، أو أصدقائك ومجتمعك : اعلمي أن ذلك كله من ابتلاء الله تعالى لك : ليظهر صدقك مع ربك
ويتميز الصادق في محبة الله وطاعته من الكاذب .
قال الله تعالى : (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت : 1-3 .
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :
" يخبر تعالى عن [تمام] حكمته ، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال " إنه مؤمن " وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن
ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه ، فإنهم لو كان الأمر كذلك
لم يتميز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل، ولكن سنته وعادته في الأولين وفي هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء والضراء، والعسر واليسر، والمنشط والمكره
والغنى والفقر، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، والشهوات المعارضة للإرادة
فمن كان عند ورود الشبهات يثبت إيمانه ولا يتزلزل، ويدفعها بما معه من الحق ، وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب
أو الصارفة عما أمر اللّه به ورسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، ويجاهد شهوته، دل ذلك على صدق إيمانه وصحته.
ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه شكا وريبا، وعند اعتراض الشهوات تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دلَّ ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه.
والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها إلا اللّه، فمستقل ومستكثر، فنسأل اللّه تعالى أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وأن يثبت قلوبنا على دينه
فالابتلاء والامتحان للنفوس بمنزلة الكير، يخرج خبثها وطيبها . "
انتهى . تفسير السعدي (626) .
فاحذري ـ يا أمة الله ـ من طاعة الشيطان ، والرسوب في الاختبار ؛ ولتكن زلتك الأولى درسا تلقنتيه ، يحصنك من العودة مرة أخرى عن طريق ربك
ولتكن توبتك التي ذكرتيها لنا بداية للطريق الصحيح مع ربك ، والصبر على أمره :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل عمران/200.
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 16:35
مقاومة الغريزة الجنسية
السؤال
أنا شابة عمري 21 سنة ، رغباتي وشهواتي تتحكم بي ولا تدعني أرتاح وتحيرني وتصيبني بالإحباط والامتعاض ، فأخبرني يا سيدي الكريم
كيف يمكنني التخلص من هذه الشهوات والرغبات الشيطانية ؟.
الجواب
الحمد لله
الشهوة أمر جُبل عليه الناس ولا يمكن التخلص منه . والتخلص منه ليس مطلوباً من المسلم ، إنما المطلوب هو أن يمتنع من صرفها في الحرام ، وأن يصرفها فيما أحل الله تعالى.
ويمكن أن يتم حل مشكلة الشهوة لدى الفتاة من خلال خطوتين:
الخطوة الأولى:
إضعاف ما يثير الشهوة ويحركها في النفس ، ويتم ذلك بأمور، منها:
1 - غض البصر عما حرم الله تعالى، قال عز وجل : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) النور/31
وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنها لك الأولى وليست لك الثانية " . ومصادر النظر الحرام كثيرة، ومنها : النظر المباشر للشباب والتأمل في محاسنهم ، ومنها النظر من خلال الصور في المجلات والأفلام.
ب - الابتعاد عن قراءة القصص والروايات التي تركز على الجانب الجنسي، أو متابعة مواقع الإنترنت المهتمة بذلك.
ج - الابتعاد عن جلساء السوء .
د - التقليل ما أمكن من التفكير بالشهوة ، والتفكير بحد ذاته لا محذور فيه، لكنه إذا طال قد يقود صاحبه إلى فعل الحرام.
هـ إشغال الوقت بالأمور المفيدة، لأن الفراغ قد يقود إلى الوقوع في الحرام.
و - التقليل من الذهاب للأماكن العامة التي يختلط فيها الشباب بالفتيات.
ز - حين تبتلى الفتاة بالدراسة المختلطة و لا تجد بديلا فينبغي أن تلتزم الحشمة والوقار، وتبتعد عن مجالسة الشباب والحديث معهم قدر الإمكان، وتقصر صلتها بزميلاتها من الفتيات الصالحات .
الخطوة الثانية:
تقوية ما يمنع من سير النفس في طريق الشهوة، ويتم ذلك بأمور منها :
أ - تقوية الإيمان في النفس وتقوية الصلة بالله عز وجل، ويتم ذلك: بكثرة ذكر الله، وتلاوة القرآن ، والتفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، والإكثار من النوافل.
والإيمان يعلو بالنفوس ويسمو بها، كما أنه يجعل صاحبه يقاوم الإغراء.
ب - الصيام، وقد أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء
". والخطاب للشباب يشمل الفتيات.
ج - تقوية الإرادة والعزيمة في النفس، فإنها تجعل الفتاة تقاوم دافع الشهوة وتضبط جوارحها.
هـ - تذكر ما أعده الله للصالحات القانتات، قال عز وجل ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ
وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) الأحزاب/35 .
و - التأمل في سير الصالحات الحافظات لفروجهن ، ومنهن مريم التي أثنى عليها تعالى بقوله :
( وَمَرْيَمَ ابنة عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ) التحريم/12 ، والتأمل في حال الفاجرات والساقطات والمقارنة بين الصورتين ، وشتان بينهما .
ز - اختيار صحبة صالحة ، تقضي الفتاة وقتها معهن، ويعين بعضهن بعضا على طاعة الله تعالى.
ح - المقارنة بين أثر الشهوة العاجلة التي تجنيها الفتاة حين تستجيب للحرام ، وما يتبع هذه الشهوة من زوال لذتها، وبقاء الحسرة والألم .
وبين أثر الصبر ومجاهدة النفس ، ومعرفة أن لذة الانتصار على الشهوة والنفس أعظم من لذة التمتع بالحرام .
ط - الاستعانة بدعاء الله تعالى وسؤاله، وقد حكى لنا القرآن العبرة في ذلك بقصة يوسف عليه السلام
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) يوسف/33 .
: الشيخ : محمد الدويش
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 22:36
فمن لاديه استفسار يتقدم به
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:19
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
يلاحظ تغيراً في حال خطيبته ويطلب النصح
السؤال
أنا خاطب بنتاً في أمريكا منذ 3 سنوات ، وهي 18 سنة الآن ، وقد تواصلنا عن بعد لفترة وتفاهمنا في كثير من الأمور ، ولكن الآن بدأت تظهر بعض المشاكل بسبب تصرفاتها الشخصية
فمثلا هي ارتدت الحجاب ( مع أني أعلم أن هذا أمر ديني جيد ) لكن كنت أحب أن تقول لي مسبقا لأشاركها هذا الأمر ، وهى متقلبة المزاج ، ولم أشعر أني قريب منها
ولم أجرحها . البارحة قالت لي إن أحد أصدقائها القدامى بدء يلاحظها ، وأن قلبها يخفق إذا نظر إليها ! وتقول إن هذا ليس بالأمر الجديد
وأنها اختارتني أنا لأكون زوجا لها من عمق قلبها ( نحن على وشك الزواج ) وأنها تدعو الله ليريها الطريق
أنا أصدقها ، ولكني محتار لماذا يحدث هذا الآن ، مع أنها كانت أعقل من هذا عندما كانت في فترة طفولتها ( 15 سنة وأنا كنت 24 عند الخطوبة ) الشيطان لم يؤثر عليها بهذا الشكل من قبل ؟
لماذا الآن ؟
كان من الممكن أن أرسل هذه الرسالة لجهات استشارية أخرى لكني أريد استشارة الإسلام ؟
الجواب
الحمد لله
لا بد أن ندرك –أولاً- حقيقة مهمة لعلها من أهم أسرار نجاح المسلم في حياته وعلاقاته المتنوعة
لأنها حقيقة تتعلق بالنفس البشرية التي يجب أن نحسن فهمها والتعامل معها ، وسيساعد ذلك – إن شاء الله – على تجاوز كثير من المشاكل .
يجب أن نعلم جميعا أن النفس البشرية خلقها الله تعالى وشأنُها التقلب والتغير ، فهي في أصل تكوينها تقلبت في مراحل الخلق من التراب إلى الطين ثم الصلصال
وكذا في رحم الأم من النطفة إلى العلقة ثم المضغة وهكذا ، كما أن الله سبحانه وتعالى أودع فيها من أسرار الخلق والروح ما هيأها لتتنازعها نوازع الخير والشر ، ونوازع السعادة والشقاء .
عَنْ أَنَسٍ بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: ( لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ مَا هُوَ ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ ) رواه مسلم ( 2611 ) .
يقول المناوي - في شرح هذا الحديث - :
"أي : لا يملك دفع الوسوسة عنه ، أو لا يتقوى بعضه ببعض ، ولا يكون له قوة وثبات ، بل يكون متزلزل الأمر ، متغير الحال ، مضطرب القال ، معرضا للآفات ، والتمالُك : التماسُك" انتهى .
"فيض القدير" ( 5 / 379 ) .
والعاقل هو الذي يسعى جهده في التزام الخير والسعادة والنجاح ، والامتناع – قدر المستطاع – عن الميل مع تقلبات النفس المختلفة .
وفي هذا السياق أيضا ينبغي أن تفهم طبيعة العلاقات بين البشر .
فإن كل صديق أو زوج أو قريب يحرص غاية الحرص على إنجاح علاقته مع قرينه ، ويسعى دائماً في تحسينها والبلوغ بها الغاية المرجوة
إلا أن كثيراً من الناس لا يتنبه للطبيعة المتقلبة للنفس البشرية ، وأنها لا تملك أن تدفع عن نفسها التغير الذي يصيبها بالفتور أحياناً
والتقصير أحياناً أخرى ، فتجد الزوج أو الصديق أو القريب يغفل عن السؤال - أحياناً - عن حال زوجه وصديقه ، أو يفتر عن إبداء مستوى الاهتمام المطلوب تجاه قرينه ،
فينعكس ذلك على الطرف الآخر بالسلب والشك والاتهام ، والحقيقة أن ذلك إنما هو في السياق الطبيعي المتوقع من كل نفس وكل قلب .
وإذا كانت النفس تتقلب في علاقتها بالله تعالى ما بين إقبال وشيء من الإدبار ، فكيف نريد أن يكون شأنها في علاقتها بالبشر ؟!
نعم ، النفوس العظيمة ، والقلوب الكبيرة هي التي تحافظ على سويتها في علاقتها بالناس جميعاً
فلا تكاد تقع لها هفوة ولا زلة ولا تقصير ، وتجدها تلبي جميع الحاجات العاطفية التي يطالبها به من حولها من الأهل والأصدقاء والأقرباء
ولكن ليس من الواقعية أن ننتظر من جميع الناس هذا المستوى الراقي في التعامل ، كما أنه لا يتخلق أحد بذلك إلا بعد مجاهدة عظيمة للنفس يسعى من خلالها في تعليمها وتقويمها لتصل إلى ذلك المستوى .
فلا بد أن يتنبه كل زوج وكل صديق وقريب ، فلا يظنن إن هو رأى إدباراً من زوجه أو صديقه أن يأخذ ذلك على أنه تحول في العلاقة ، أو تغير يقتضي منه اتخاذ موقف معين
ولا بد أن يحاول حفظ مشاعره من التأثر بسبب ذلك ، ولا يأخذه إلا في إطار العفو الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى به .
بل لا يجوز للعاقل أن يطالب الناس – زوجة أو صديقا أو قريبا –
كي يكونوا له كما يحب ويشتهي في جميع الأحوال والظروف ، فإنه نفسه لا يملك أن يكون لهم كذلك ، فكيف يطالبهم بما يدرك صعوبته ، ومن لم يدرك هذه الحقيقة فشل في علاقاته
وأخفق في حياته الاجتماعية ، وناقض الفطرة البشرية التي خلق الله الناس عليها .
قال أبو الدرداء رضي الله عنه : ( إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك ، فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى ) .
وكما قيل في الحكمة : ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذراً ، فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك ، فتقول لقلبك : ما أقساك ! يعتذر إليك أخوك سبعين عذراً فلا تقبله ، فأنت المعيب لا أخوك .
والحقيقة أن ما ذكرته – أخي السائل - في شأن مخطوبتك إنما هو رصيد في صالحها ، فلبسها الحجاب – ولو بغير مشورتك – يدل على أنها تقدِّم طاعة الله تعالى على طاعة كل إنسان
وهذا أول ما يجب أن تحمدها عليه ، إذ قد اختارت الالتزام بأمر الله والمبادرة إلى ذلك قبل مشورة أي إنسان ، ولم يخطر في بالها فور استقرار قلبها على هذه الطاعة إلا أن تبادر إلى الامتثال
فلا يجوز لك أن تجد في نفسك عليها ، بل يجب أن تشجعها وتشكرها على هذه المبادئ العظيمة التي تحملها .
كما أن مصارحتها لك بما تجده في نفسها عند رؤية صديق قديم لها دليل آخر على أمانتها وصدقها وخوفها من الله تعالى ، حيث اختارت أن تصارحك بما تخفيه الفتيات
عادة كي تبرئ ذمتها أمام الله ، وكي تأخذ بيدها للتخلص من تلك المشاعر القديمة التي لا تملك الآن دفعها ، ولكنها – ولا شك – تملك السير في علاجها وتجاوزها .
فهل ترى من الصواب – أخي السائل – أن تأخذ هذه الأخلاق الحميدة مأخذ الشك والتردد ؟
ألا ترى معي أن خصلة الصدق التي تتحلى بها هي من أهم العوامل لنجاح الحياة الزوجية ؟
ثم لا بد أن تراعي هذا الطول الذي استغرقته فترة الخطوبة – ثلاث سنوات حتى الآن – فكيف لا تريد أن يتخللها المد والجزر في مدى التفاهم والتوافق
زيادة على أنها ما زالت في عمر صغير ، والفتاة في مثل سنها تتعرض لكثير من التغيرات بسبب عوامل نفسية وأخرى جسمية وأيضا اجتماعية ، وهذه كلها أسباب تفسر لك ما تجده اليوم منها .
فالنصيحة لك أن تتخذ الحكمة في تعاملك ، ولا ترخ الحبل لنفسك فيسيطر الشك والتردد عليها ، فالأمر أهون من ذلك ، ولتسعَ أنت إلى التأثير عليها بخلقك ولطفك وعلو تفكيرك عن الخوض في مضائق ليس لها نهاية
ولا تفرِّط في خطيبتك إذ تبدو عليها أمارات الأمانة والديانة إن شاء الله تعالى ، واسْعَ في تعجيل الزواج ، ففي ذلك حلٌّ – إن شاء الله – لكل هذه الخواطر التي ذكرت .
وأود التنبيه أخيراً إلى أننا في موقعنا نشير وننصح بما نراه أقرب إلى الحق والعدل إن شاء الله تعالى ، وهو ما يؤدي إليه اجتهادنا في فهم أحكام الإسلام وتعاليمه
وفهم السؤال الذي يُعرض علينا ، فإن أصبنا فذلك بتوفيق من الله تعالى ، وإن أخطأنا فنسأله سبحانه العفو والمغفرة ، والإسلام بريء من هذا الخطأ .
فنسأل الله تعالى لك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:22
هل ترفض شاباً متديناً من أجل كراهتها لأهله ؟
السؤال
إذا كانت الفتاة لا تريد الزواج من رجل سمعت من أهلها أنه ذو دين وأخلاق حسنة، ولكنها لا تريده ليس بغضًا فيه بل في أهله الذين رأتهم هي، وتعرف أنهم يغتابون الناس وفيهم النميمة فهل لها الحق أن ترفضه ؟
الجواب
الحمد لله
" إذا كان أهلها يعرفون هذا الشخص بدينه وأمانته واختاروه زوجًا لها، فإنه ينبغي لها أن تجيب إلى ذلك
أما حالة أهله وكونهم يغتابون الناس فهذا شيء يتعلق بهم ويحرم عليهم، ولكن هي لا تفوت الزواج بالرجل الكفء الصالح لها من أجل حالة أهله، فإن استصلاح الخلل في أهله ممكن بمناصحتهم وتخويفهم بالله عز وجل
أو أن تعتزل مجلسهم الذي تدور فيه الغيبة والنميمة وتجلس في مكان آخر، وليست ملزمة أن تجلس معهم إذا كانوا في حالة يغتابون فيها الناس ولا تفوت فرصة الزواج بالرجل الكف
الذي يختاره لها أهلها من أجل ذلك، لأنه بإمكانها تدارك المحذور كما ذكرنا، وأن تأخذ بالصالح لها وهو الزواج بهذا الرجل الكفء الصالح لها "
والله أعلم .
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 159 ) .
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:25
خطبها شاب متدين ولكنها لا تميل إليه
السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 16 سنة، وقد تقدم لخطبتي شاب ملتزم، وهو مؤذن بأحد المساجد
ولكنني لا أرغب في الزواج منه؛ لأني لا أحبه، بل وأكرهه من قبل أن يخطبني؛
فهل أنا آثمة في ردي له ورفضه، وهو يدخل في ضمن من يرضى دينه ؟
الجواب
الحمد لله
" إذا كنت لا ترغبين الزواج من شخص؛ فلا إثم عليك، ولو كان صالحًا
لأن الزواج مبناه على اختيار الزوج الصالح مع الارتياح النفسي إليه؛ إلا إذا كنت تكرهينه من أجل دينه؛ فإنك تأثمين في ذلك من ناحية كراهة المؤمن، والمؤمن تجب محبته لله
ومن ناحية كراهة تمسكه بدينه، ولكن لا يلزمك مع محبتك له دينًا أن تتزوجي منه مادمت لا تميلين إليه نفسيًا " .
والله أعلم .
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 3 / 159 )
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:31
متردد في الزواج من هذه الفتاة بسبب نقص دينها
السؤال
أنا شاب ، أبلغ من العمر 27 عاماً ، لدى رغبة جامحة في الزواج ، مما دفعني للتفكير في الزواج بأي فتاة مهما كان شكلها ، ومهما كانت ظروفها ، ما دام متوفراً فيها شرط الدين ، ولي ابنة عمة متدينة جدّاً
عرضتْ عليَّ ابنتها ، عمرها 15 عاما ، وهي غير ملتزمة بالدين على الوجه الذي يرضيني ، لكنها تؤدى الصلاة في وقتها ، لبستْ النقاب بعد خطبتي لها ، وبناء على طلب مني ، لكنها تشاهد التلفاز
وتضع نغمات لأغاني على الجوال الخاص بها ، وفي يوم الرؤية الشرعية قالت لي إنها لا تحب الملتزمين ، وبعد أن تحدثت إليها بدأت الفكرة عن الملتزمين تتغير عندها
وبعد 4 شهور من الخطبة اتصلت بي وقالت لي إنها أخبرت أمها أنها لا تحبني وليست قادرة على أن تعرفني ، وذلك بحكم أني عندما أذهب إليهم أجلس مع أهلها ولا أجلس معها ، لأنها لا تزال أجنبية عني
وقالت لي هل تستطيع أن تعوضني عن الجامعة ، حيث إن الزواج بعد 3 سنوات ، أي بعد نهاية المرحلة الثانوية ، وقبل الجامعة ؟ فقلت لها : لا أفهم ماذا تريدين
قالت : يعني أنا وأصحابي نريد أن نذهب للجامعة لنحب شباب ، ونعيش فترة الجامعة ، هكذا نحب شباب ويحبونا ، ولا أفكر في الزواج قبل هذه المرحلة ، المهم تعاملت مع الموقف على أنها لا تزال صغيرة ولا تعرف شيئاً
وتريد أن تقلد زميلاتها ، وتقلد ما تراه في التلفاز ليلا نهارا من قصص العشق والغرام ، وحاولت إقناعها أني أستطيع أن أعوضها عن الجامعة وما يدور برأسها
ولكني خائف جدّاً من كلامها هذا ، وأنا أكتب لك بعد المكالمة التي كانت بيننا بساعتين فقط ، وأنا في حيرة من أمري ، فأبوها وأمها وكافة أهلها متمسكون بي جدّاً ، وأنا كنت أشعر بميل تجاهها
ولكني الآن خائف أن تكون ليست الزوجة الصالحة التي عشت عمري أحلم بها ، وفى نفس الوقت أقول : لا تظن بها السوء ، فهي لا تزال صغيرة ولا تعي ما تقول .
أرجو من فضيلتكم النصيحة ما أفعل لكي أحافظ على ديني ؟
مع العلم أن ظروفي المادية سيئة ، ولن يرضى بي أحد على وضعي هذا ، فهم رضوا بي لأنهم أهلي ويعرفونني جيداً .
الجواب
الحمد لله
أولاً :
هناك خطأ كبير يقع فيه كثير من المقبلين على الزواج
والباحثين عن شركاء الحياة من الرجال والنساء ، كثيرا ما أودى بمشاريعهم نحو الفشل ، ليترك كلا الطرفين نُهبةً للهموم والأحزان ، ويُحمِّلَ المجتمعَ وزرا جديدا تجره أعباء الطلاق وسلبياته .
وسبب هذا الخطأ هو " الخيال "
! ، حين يمني أحد الطرفين نفسه بأن شريكه سيتغير ويتبدل في مستقبل الأيام حتى تكتمل فيه صفات شريك الأحلام الذي كان يداعب شبابه ، وأن كل نقص فيه سيعوضه كمالا يملأ وجدان شريكه ومشاعره بكل جديد وجميل .
يحاول هؤلاء تجاوز الحاضر نحو المستقبل المجهول ، هربا من الحقيقة ، ورغبة في التخلص من مواجهة قريبة ، ونسي هؤلاء أن الواجب على كل مقبل على الزواج – إذا أراد نجاحا وتوفيقا
أن يكون " واقعيا " في شرطه واختياره ، " واقعيا " في قبوله أو رفضه ، لا يبني على الأوهام ، ولا يشطح في " الخيال " ، بل يرى الحاضر بواقعية ثم يبني حكمه على أساسه ، ليتحمل بعد ذلك المسؤولية المباشرة .
فواقع هذه الفتاة ينادي عليها بعدم التدين ، وعدم صلاحيتها لك ، ووصية نبيك صلى الله عليه وسلم لك هي أن تنكح ذات الدِّين ، وهو اللائق بك أن تفعله دون غيره ، وعذرك في قبول أهلها لك لا ينفعك
لأنك ستعيش مع الفتاة لا مع أهلها ، ولن يكون منهم إلا تصبيرك عليها ، ولو رأيت منها ما رأيت ، ولو سمعت منها ما سمعت .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا ، وَلِحَسَبِهَا ، وَجَمَالِهَا ، وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) .
رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -
والمعنى : أن اللائق بذي الدين والمروءة أن يكون الدِّين مطمحَ نظره في كل شيء لا سيما فيما تطول صحبته ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بتحصيل صاحبة الدِّين الذي هو غاية البغية .
..
" فتح الباري " ( 9 / 135 ) .
وقال الصنعاني – رحمه الله - :
ودلَّ الحديث على أن مصاحبة أهل الدِّين في كل شيء هي الأولى ؛ لأن مصاحبَهم يستفيد من أخلاقهم ، وبركتهم
وطرائقهم ، ولا سيما الزوجة ، فهي أولى مَن يُعتبر دينُه ؛ لأنها ضجيعته ، وأم أولاده ، وأمينته على ماله ومنزله وعلى نفسها .
" سبل السلام " ( 1 / 146 ) .
ثانياً:
نوصيك بالاستعانة بخالقك تعالى على إعانتك على الزواج
ولا تظنن أن زواجك بتلك الفتاة لن يكلفك مبالغ طائلة ؛ لأن الظاهر من حالها أنها ستُكثر من المطالب ولو أدى لفقرك ! ولا تقلق إن تركتها لتتزوج غيرها ؛ فإن الله تعالى قد تكفَّل بإعانة الناكح الذي يريد العفاف .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ ) .
رواه الترمذي ( 1655 ) والنسائي ( 3218 ) وابن ماجه ( 2518 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
قال المباركفوري – رحمه الله - :
( والناكح الذي يريد العفاف ) أي : العفة من الزنى ، قال الطِّيبي : إنما آثر هذه الصيغة إيذاناً بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي تفدح الإنسان
وتقصم ظهره ، لولا أن الله تعالى يعينه عليها لا يقوم بها ، وأصعبها : العفاف ؛ لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة فيه ، وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين
فإذا استعف وتداركه عون الله تعالى : ترقَّى إلى منزلة الملائكة ، وأعلى عليين .
" تحفة الأحوذي " ( 5 / 242 ) .
والخلاصة :
أن حال تلك الفتاة لا يصلح لأن تتزوجها ، فإن عزمَتْ على التغير إلى الأفضل عزماً أكيداً ، وسعت في ذلك فعلاً فتزوجها ، وإن أبت إلا الاستمرار على حالها
أو لم تصدق في تغيرها : فدعها إلى غيرها ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:37
مسلمة تحب رجلاً نصرانياً وتريد الزواج به
السؤال
أنا فتاة مسلمة أبلغ من العمر 20 سنة وأحب رجلاً أجنبياً مسيحياً لا يتكلم العربية..
هل يجوز أن أتزوج من رجل مسيحي إذا أمنت على ديني وكنت واثقة من أن ذلك لن يؤثر على إسلامي؟
وإذا كان الجواب بالنفي كيف لي أن أدعوه إلى الإسلام وهل لديكم جمعيات للدعوة إلى الإسلام لكي أخبره بأن ينضم إليكم؟
الجواب
الحمد لله
أجمع المسلمون على أنه لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من كافر
يهودي أو نصراني أو غيره ؛ لقوله تعالى
: ( وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) البقرة/221.
وقال تعالى : ( فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ) الممتحنة/10.
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وقد اتفق المسلمون على أن الكافر لا يرث المسلم , ولا يتزوج الكافر المسلمة "
انتهى من "الفتاوى الكبرى" (3/130).
ولأن ( الإسلام يعلو ولا يعلى عليه ) كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه الدارقطني وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (2778)
وللرجل سيادةً على المرأة ، ولا يجوز أن يكون للكافر سيادةٌ على المسلمة ، لأنّ الإسلام دين الحق وكلّ ما سواه من الأديان باطل
والمرأة المسلمة إذا تزوجت من كافر وهي عالمة بالحكم فهي زانية ، وعقوبتها حدُّ الزنا ، وإن كانت جاهلة فهي معذورة ويجب التفريق بينهما من غير حاجةٍ إلى طلاق ، لأن النكاح باطل .
وعلى هذا فيجب على المسلمة التي أكرمها الله بالإسلام وعلى وليِّها الحذر من ذلك وقوفاً عند حدود الله واعتزازاً بالإسلام ، قال الله تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ) .
وننصح هذه المرأة أن تقطع علاقتها بهذا النصراني ، فلا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها
فإذا اختار الإسلام بطوعه ورغبته فلا حرج عليها من الزواج به ، إذا وافق وليّها على ذلك .
على أننا ننصحها بما أمر به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن تختار لنفسها صاحب الدين والخلق .
نسأل الله تعالى أن يصلح أمرها ويلمهما رشدها .
*عبدالرحمن*
2018-12-07, 15:44
يتأخر عن الجماعة خشية أن يؤم المصلين
السؤال
أنا شاب ملتزم وأحب الصلاة ، لكني في بعض الأحيان أذهب إلى المسجد متأخرا ؛ لأني أخاف أن أؤم المصلين ، إذا جئت أصلي بهم يكون عندي بعض الخوف ، وخاصة في الصلوات الجهرية
فهل علي إثم إذا لم أصلِّ بهم ، وإذا تأخرت عن الصلاة ، وهل هناك طرق علاجية لإزالة الخوف مني لكي أتمكن من الصلاة بهم ، برغم أني إذا صليت وحدي لا أخاف ؟
الجواب
الحمد لله
المبادرة إلى الجماعة ، والتبكير في الذهاب إلى المساجد من فضائل الأعمال التي يغفل عنها ويقصر فيها كثير من الناس ، والمؤمن حين يذوق طعم الإيمان
ويستشعر لذة العبادة ، لا يكاد يصبر حتى يسمع النداء ليذهب إلى المسجد ، بل تجده مسارعا مسابقا ، لا يدخل وقت الصلاة إلا وقد اشتاق إليها
ويصدق عليه وصف النبي صلى الله عليه وسلم لأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وهو الرجل المعلق قلبه في المساجد .
ولا شك أن التبكير إلى صلاة الجماعة والحرصَ على إدراكِ تكبيرتها الأولى دليلٌ على تعظيم هذه الشعيرة ، وحبها ، والرغبة فيها ، وهو دليل أيضا على صلاح العبد ودينه وتقواه .
قال سفيان الثوري : " مجيئك إلى الصلاة قبل الإقامة توقير للصلاة " انتهى .
"فتح الباري" لابن رجب (3/533)
وقال إبراهيم التيمي :
" إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى فاغسل يدك منه "
انتهى . "سير أعلام النبلاء" (5/84)
وكان وكيع بن الجراح يقول :
" من لم يدرك التكبيرة الأولى فلا ترجُ خيره " انتهى .
رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3/74) .
بل كان بعض السلف يعدون الذهاب إلى المسجد بعد الأذان تقصيرا ، وأن الفضل هو في الذهاب قبل النداء .
قال سفيان بن عيينة :
" لا تكن مثل عبد السوء ، لا يأتي حتى يُدعَى ، ايت الصلاة قبل النداء " انتهى .
التبصرة لابن الجوزي (131)
ونحن نذكر أنفسنا وإياك هنا ببعض فضائل التبكير إلى صلاة الجماعة والمبادرة إليها :
أولا :
روى ابن المنذر – كما في "الدر المنثور" (2/314) - عن أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله سبحانه وتعالى : ( سَابِقُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) الحديد/21
أنها التكبيرة الأولى . وذكره بعض المفسرين عن مكحول وسعيد بن جبير من التابعين .
ثانيا :
روى عبد الرزاق في "المصنف" (1/528) من طريقٍ صحيحٍ عن أنس رضي الله عنه قال :
( من لم تفته الركعة الأولى من الصلاة أربعين يوما كتبت له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) .
وجاء عن مِيثم ، رجلٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( بلغني أن الملَك يغدو برايته مع أول من يغدو إلى المسجد ، فلا يزال بها معه حتى يرجع يدخل بها منزله ) .
رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/183) وصححه ابن حجر في "الإصابة" (6/148) والألباني في "صحيح الترغيب" (1/242) .
ثالثا :
وفي التبكير إلى صلاة الجماعة تحصيل أجر انتظار الصلاة ، والمكث في المسجد ، ودعاء الملائكة ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( وَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ ، وَتُصَلِّي - يَعْنِي عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ - مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ ) رواه البخاري (477) ومسلم (649)
كما فيه تحصيل فضيلة الصلاة في الصف الأول ، وفضيلة إدراك التأمين مع الإمام ، فقد جاء في الحديث الصحيح : ( إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا
فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) رواه البخاري (780) ومسلم (410) .
ومن بكَّر في حضور الجماعة أمكنه الاستفادة من الوقت بين الأذان والإقامة بصلاة السنة الراتبة أو تحية المسجد ، وشغل الوقت بالدعاء بخيري الدنيا والآخرة ، فإن ما بين الأذان والإقامة من مواطن إجابة الدعاء .
رابعا :
وفي هدي السلف الصالح من النماذج التي تبعث الهمة في القلب ، وتبث العزيمة في النفس ، وتدعو كل مقصِّرٍ ومفرِّطٍ إلى الحياء من رب العالمين ، حيث يتسابق إليه العباد والزهاد ، وهو في غفلته ساه عن الأجر والمغنم .
يروي ابن شاهين في كتابه "الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك" (رقم/107) عن الحسن عن أنس رضي الله عنه قال :
( اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم حذيفة ، قال رجل منهم : ما يسرني أني فاتتني التكبيرة الأولى مع الإمام وأن لي خمسين من الغنم .
وقال الآخر : ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي مائة من الغنم . وقال الآخر : ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأن لي ما طلعت عليه الشمس .
وقال الآخر : ما يسرني أنها فاتتني مع الإمام وأني صليت من العشاء الآخرة إلى الفجر ) .
وعن أبي حرملة عن ابن المسيب قال : " ما فاتتني التكبيرة الأولى منذ خمسين ، وما نظرت في قفا رجل في الصلاة منذ خمسين سنة "
انتهى . السير (4/30) . يعني أنه كان يصلي في الصف الأول .
خامسا :
ويخشى على من يعتاد التأخر عن صلاة الجماعة ، وإهمال فضل التكبيرة الأولى أن يؤخره الله عن الأجر والفضل والخير ، حيث يرضى لنفسه التأخر ، فيكون جزاؤه من جنس عمله .
وقد قال بعض العلماء في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم : ( تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّه ) رواه مسلم (438) أن المقصود هو من يتأخر عن الصف الأول والتكبيرة الأولى .
سادسا :
وأظنك أخي السائل قد أدركت – بعد كل ما سبق – خطأ ما ترتكبه من تعمد التأخر عن الجماعة ، وأن الخوف الذي يدفعك لذلك هو من وحي الشيطان ، يريد حرمانك من الأجر والفضل .
ونحن ندرك أن موقف الإمامة موقف فيه من الهيبة والرهبة الشيء العظيم ، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يدفعك إلى التقصير فيه ، فإذا دخلت المسجد ، وكنت أحق من يؤم الموجودين
فتقدم ولا تتأخر ، فإن الإثم يلحقك إذا تقدَّمَ الناسَ من لا يُتقن قراءة الفاتحة ولا يحسن إقامة أركان الصلاة .
ونطمئنك بأن الخوف الذي تشعر به عند الإمامة هو شعور عارض ، سرعان ما يذهب عنك مع اعتياد الإمامة ، فعليك أن تتحمل المشقة في بداية الطريق ، ثم سيفتح الله لك باب الخير جزاء صبرك وتحملك .
ويمكنك الاستعانة ببعض ما يهون شعور الخوف الذي يصيبك ، فاحرص على الأمور الآتية :
1- التحضير الجيد في مراجعة الآيات التي تريد قراءتها في الصلاة ، فإن ذلك يكسبك من الثقة والقوة ما يدفع عنك الخوف والرهبة .
2- اعتياد الصلاة في البيت بصوت مرتفع ، في قيام الليل وصلاة النافلة الليلية ، ففي ذلك تعويد للنفس على موقف الإمامة والقراءة .
3- إمامة الناس في الصلوات السرية ، فإن اعتياد الوقوف في مكان الإمام يخفف من رهبة تقدم الناس في الجهرية .
4- اسْعَ في إقناع النفس بسهولة الأمر
وكيف أن بعض صبيان الصحابة كان يتقدم الناس في مسجد قومه ، وأن الأمر لا يعدو قراءة يسيرة سهلة مع خشوع واطمئنان وخضوع لله رب العالمين .
5- ولا تنس سؤال الله تعالى التوفيق إلى الخير ، وتسهيل البر والعمل الصالح .
ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والفوز بالنعيم المقيم .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 14:46
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
يبكي لسماع القرآن ويمارس العادة السرية ويسيء لوالديه فهل هذا نفاق ؟
السؤال
قرأت في أحد المواقع الإسلامية عن صفات الحبيب المصطفى ، وقد أدى ذلك إلى بكائي بعض الشيء ، وهذا يقع لي - أي البكاء - حتى في بعض الصلوات في المسجد ، خصوصا إذا كان للإمام صوت شجي
ولكن على الرغم من هذا فإني أقع في بعض المعاصي كالعادة السرية ورفع صوتي شيئاً ما على والداي ، وقد قرأت في موقعكم أسباب هذه المعاصي وكيفية التخلص منها
وسؤالي هل ما أقوم به من أعمال قبيحة أُعدُّ منافقا ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
نرى – أخي الفاضل – أن سؤالك عن نفسك إن كنت منافقاً أم لا : يدل على خيرٍ عظيم عندك إن شاء الله
وذلك أن خوف المسلم على نفسه من أن يكون واقعاً في النفاق يدل على حياة قلبه
وعلى حرصه على إيمانه أن يُخدش ، َقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا ، وقال الحسن البصري – عن النفاق - : مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ .
قال ابن القيم رحمه الله :
وبحسب إيمان العبد ومعرفته يكون خوفه أن يكون من أهل هذه الطبقة ، ولهذا اشتد خوف سادة الأمة وسابقيها على أنفسهم أن يكونوا منهم ، فكان عمر يقول لحذيفة
: ناشدتك الله هل سماني رسول الله مع القوم ؟ فيقول : لا ، ولا أزكي بعدك أحداً ، يعني : لا أفتح عليّ هذا الباب في تزكية الناس ، وليس معناه أنه لم يَبرأ من النفاق غيرك .
" طريق الهجرتين " ( ص 604 ) .
وقد خاف كبار الأولياء على أنفسهم من هذا :
1. قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
والصحابة الذين أدركهم ابن أبي مليكة من أجلِّهم : عائشة ، وأختها أسماء ، وأم سلمة ، والعبادلة الأربعة ، وأبو هريرة ، وعقبة بن الحارث
والمسور بن مخرمة , فهؤلاء ممن سمع منهم , وقد أدرك بالسن جماعة أجل من هؤلاء : كعلي بن أبي طالب ، وسعد بن أبي وقاص , وقد جزم بأنهم كانوا يخافون النفاق في الأعمال
, ولم ينقل عن غيرهم خلاف ذلك فكأنه إجماع ؛ وذلك لأن المؤمن قد يعرض عليه في عمله ما يشوبه مما يخالف الإخلاص ، ولا يلزم من خوفهم من ذلك وقوعه منهم
, بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم .
" فتح الباري " لابن حجر ( 1 / 110 ، 111 ) .
2. قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
وقال الجعد أبو عثمان : قلت لأبي رجاء العطاردي : هل أدركت من أدركت من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يخشون النفاق ؟
قال : نعم ، إني أدركت بحمد الله منهم صدراً حسناً ، نعم ، شديداً ، نعم ، شديداً ، وكان قد أدرك عمر
.
3. وقال – رحمه الله - :
وممن كان يتعوذ من النفاق من الصحابة : حذيفة ، وأبو الدرداء ، وأبو أيوب الأنصاري
وأما التابعون : فكثير ، قال ابن سيرين : ما علي شيء أخوف من هذه الآية ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ ) البقرة/ 8
وقال أيوب : كل آية في القرآن فيها ذكر النفاق أخافها على نفسي ، وقال معاوية بن قرة : كان عمر يخشاه وآمنه أنا ؟ ، وكلام الحسن في هذا المعنى كثير جدّاً ، وكذلك كلام أئمة الإسلام بعدهم .
وقال الإمام أحمد - في رواية ابن هانيء وسئل : ما تقول فيمن لا يخاف النفاق على نفسه ؟
- فقال : ومن يأمن على نفسه النفاق ؟ .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 178 ، 179 ) .
وانتبه – أخي الفاضل – إلى أمرين مهمين :
الأول : أن أولئك الأئمة من الصحابة ومن بعدهم كان النفاق الذين يخشونه هو نفاق العمل ، وهو الطريق إلى نفاق القلب الذي يودي بصاحبه إلى النار – والعياذ بالله -
وهذا النفاق هو الوارد في جملة من الأحاديث تحذر المسلم من التخلق بأخلاقهم ، ومنها :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خََصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ .
رواه البخاري ( 34 ) ومسلم ( 58 ) .
ورواه الترمذي – رحمه الله - ( 2632 ) وقال بعده :
وإنما معنى هذا عند أهل العلم : نفاق العمل ، وإنما كان نفاق التكذيب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هكذا روي عن الحسن البصري شيء من هذا أنه قال : النفاق نفاقان : نفاق العمل ، ونفاق التكذيب .انتهى
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
وأصل هذا يرجع إلى ما سبق ذكره : أن النفاق أصغر ، وأكبر ؛ فالنفاق الأصغر : هو نفاق العمل
وهو الذي خافه هؤلاء على أنفسهم ؛ وهو باب النفاق الأكبر ، فيُخشى على من غلب عليه خصال النفاق الأصغر في حياته أن يخرجه ذلك إلى النفاق الأكبر حتى ينسلخ من الإيمان بالكلية
كما قال تعالى ( فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) الصف/ 5 ، وقال : ( وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّة ) الأنعام/ 110 .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 179 ) .
وللإمام النووي شرح مستوفى لهذا الحديث لا يخرج عن هذا ، فلينظر في " شرح مسلم " له ( 2 / 46 – 48 ) .
والأمر الثاني : أن هؤلاء الكبار كانوا أبر الناس قلوباً ، وأشدهم تعظيماً لحرمات ، وأبعدهم عن انتهاك حدوده ، لكن الواحد منهم لكمال علمه بربه ، وخوفه من مقامه
يرى الذنب الصغير – إن وقع فيه – كبيراً ، بل كان بعضهم يخاف من الرياء
وآخر يخاف أن يكون مقصراً في العمل فيكون قوله مخالفاً لفعله ، وآخرون ظنوا أن اشتغالهم بالمباح في بيوتهم مع زوجاتهم ، وأولادهم مع وجود الخشوع والرقة في مجالس الذكر ظنوا ذلك من النفاق .
عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ : لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ
فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا ، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قُلْتُ : نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا
الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ .
رواه مسلم ( 2750 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
قوله : ( عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات )
قال الهروي وغيره : معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به , أي : عالجنا معايشنا وحظوظنا , والضيعات : وهي : معاش الرجل من مال ، أو حرفة ، أو صناعة .
قوله : ( نافق حنظلة ) معناه : أنه خاف أنه منافق , حيث كان يحصل له الخوف في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم , ويظهر عليه ذلك مع المراقبة والفكر , والإقبال على الآخرة ,
فإذا خرج اشتغل بالزوجة والأولاد ومعاش الدنيا , وأصل النفاق إظهار ما يكتم خلافه من الشر ,
فخاف أن يكون ذلك نفاقا , فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس بنفاق , وأنهم لا يكلفون الدوام على ذلك , ( ساعة وساعة ) أي : ساعة كذا وساعة كذا .
" شرح مسلم " ( 17 / 66 ، 67 ) .
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
ولما تقرر عند الصحابة رضي الله عنهم أن النفاق هو اختلاف السر والعلانية
: خشي بعضهم على نفسه أن يكون إذا تغير عليه حضور قلبه ورقته وخشوعه عند سماع الذكر برجوعه إلى الدنيا والاشتغال بالأهل ، والأولاد
والأموال أن يكون ذلك منه نفاقاً ، كما في صحيح مسلم عن حنظلة الأسدي ... – وساق الحديث - .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 111 ) .
وأما بالنسبة لحالك : فإنك يجب عليك أن تخاف أكثر من خوف أولئك الأولياء الأطهار من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ؛ وذلك لأنك تعصي الله تعالى بفعل العادة السرية ، وبإساءتك لوالديك
وقولك " ورفع صوتي شيئاً ما على والداي " ! : لا ينجيك من التوعد بالعقوبة ، وأنت قد نهيت أن تقول لوالديك " أف " فكيف برفع الصوت عليهما ؟! فالواجب عليك الحذر من أن تؤدي معاصيك لخاتمة سوء ! .
والبخاري – رحمه الله – بوَّب على ما رواه عن إبراهيم التيمي وابن أبي مليكة والحسن البصري – مما ذكرناه عنهم آنفاً – بقوله " قال البخاري – رحمه الله - : " بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ " .
وختم تبويبه بقوله :
" وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الْإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) " .
انتهى
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
وقول البخاري بعد ذلك : " وما يحذر من الإصرار عل النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى ( وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُون ) : فمراده : أن الإصرار على المعاصي وشعب النفاق من غير توبة
يُخشى منها أن يعاقب صاحبها بسلب الإيمان بالكلية ، وبالوصول إلى النفاق الخالص ، وإلى سوء الخاتمة ، نعوذ بالله من ذلك ، كما يقال : " إن المعاصي بريد الكفر " .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 181 ) .
ثانياً:
إننا ندعوك للاستمرار على رقة القلب والبكاء عند سماع القرآن ، وسماع المواعظ ، وفي الوقت نفسه ندعوك للتوبة من فعل المعاصي ، وندعوك للكف عن العادة السيئة
وندعوك للكف عن الإساءة لوالديك ، والمسارعة للتأسف منهما ، والبر بهما ، والإحسان إليهما بالقول والفعل ، واحذر من الاستمرار على المعاصي دون توبة ، واعلم أنه ليس الخائف من بكى وعصر عينيه
ولكن الخائف من ترك الأمر الذي يخاف أن يعاقب عليه .
وما نقلناه لك من الوعيد على ذلك كافٍ لك – إن شاء الله – لأن تبادر إلى التوبة والإنابة إلى الله .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 14:54
حصل لها كثير من المصائب فأصابها اليأس من الحياة ، وتسأل عن الحل؟
السؤال
ابتليت منذ فترة ببعض الآلام الجسدية التي زاد من حدتها بلاء " السحر " الذي كدر علي حياتي وتقدم سني مع عدم الزواج !! أكاد أشعر باليأس والإحباط ، فحياتي في شقاء
وليس فيها شيء من مظاهر التوفيق أو النجاح ، ولا أقوم بواجباتي الدينية كما ينبغي ، فلا أنا ارتحت في الدنيا ، ولا أنا أشعر بحلاوة الإيمان . ف
كيف أقوى على الاستمرار في حياتي ؟
الجواب
الحمد لله
أختي السائلة
من خلال كلامك وعرضك للمشكلة القائمة لديك يتبين لنا أمور هامة لا بد أن تؤخذ بعين الاعتبار منها :
أولاً:
أن عندك من الخير ما لا يقدَّر بثمن ، وعلى رأس هذا الخير : الإسلام
فهذه نعمة عظمى ومنة كبرى منَّ الله بها على كل مسلم
مهما حصل له من البلاء والهم والغم والاكتئاب فلا بد له أن يتذكر أنه مسلم
وأن الله يحب من عباده أن يكونوا مسلمين مع غناه عنهم وعدم ضره لو كفروا ، ولو وقعت منه بعض المنكرات ، فبقاؤه في دائرة الإسلام من نعم الله العظيمة عليه .
وتصوري - أختنا الفاضلة - أن لديك من الدنيا أجمل ما فيها : المال ، والمكانة ، والزوج ، والأولاد ، والبيت الهادئ المستقر ، والثقافة ، والسعادة تملأ حياتك
وكل ما تمنيتيه فهو موجود لديك ، ولكن ذلك كله مع اعتناقكِ لليهودية ، أو النصرانية ، أو البوذية ، أو أنك تقدسين بقرة ، كملايين من الناس ، أو أنك تعبدين فأراً ، أو الشمس
أو أي مخلوق آخر ، أو أنك من الحيارى التائهين : فهل سيكون ذلك خير أم ما أنت عليه من الهموم والغموم مع الإسلام ؟! .
وثانيها : السنَّة :
وتخيلي - أختنا الفاضلة - لو أنك تنتسبين إلى الإسلام ولكن على منهج غير قويم ، تصوري أنك شيعية رافضية
تعتقدين أن القرآن محرّف ناقص وتقدِّسين عليّاً ، وتسبين الصحابة
رضوان الله عليهم جميعاً - ، وتكفِّرين عمومهم ، وتتعبدين الله بلعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، وتتهمين أم المؤمنين عائشة بالزنا - كما هو حال الملايين ممن ينتسب للإسلام والإسلام منهم براء - ؟!
أو تصوري أنك ممن ينتسب إلى الإسلام ويعتقد أن الأولياء في قبورهم ينفعون ويضرون ، فيدعونهم ، ويستغيثون بهم ، ويذبحون لهم ، ويقدمون لهم القرابين ، وهذا لا شك أنه الكفر الصريح .
وهذه إشارة إلى فرقتين من بين اثنتين وسبعين فرقة تنتسب إلى الإسلام كلها في النار إلا واحدة كما أخبر بذلك الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام .
أيهما أحب إليك ؟ أن تكون الدنيا وما فيها من متاع تحت قدميك مع هذا الضلال والانحراف أم تكوني مسلمة سنية وفطرة وتوحيد مع كثير من الهموم والمتاعب ؟ .
ثالثها :
واحمدي الله تعالى على الهداية للصلاة والتوفيق للعمل الصالح ؛ فإن كثيراً من الناس يعدُّ نفسه مسلماً سنيّاً
ولكنه لا يصلي ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( العَهدُ الذِي بَينَنَا وَبَينَهُمُ الصَّلاةُ ، فَمَن تَرَكَهَا فَقَد كَفَرَ ) رواه الترمذي ( 2621 ) والنسائي ( 463 ) وابن ماجه ( 1079 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
ومن التوفيق للعمل الصالح : حب الله ورسوله والصحابة كما ذكرت ذلك في رسالتكِ ، وقد ثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام قوله : ( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا
وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ ) رواه البخاري ( 16 ) ومسلم ( 43 ) .
وكذلك فإن حب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أعظم القربات التي حُرم منها أكثر البشر
فقد صحَّ عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال
: " ( المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) رواه البخاري ( 6169 ) ومسلم ( 2640 ) من حديث عبد الله بن مسعود ، ورواه مسلم ( 2639 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .
فهذه الخيرات العظيمة التي لا تستبدل واحدة منها بالدنيا وما فيها من الملذات والنعيم ، وفي الواقع أنتِ لا تشعرين بقيمتها الحقيقية ؛ لأنك لم تجربي فقدها يوماً ولم تري شيئاً من ثمارها في الدنيا إلا القليل .
أختنا الفاضلة :
إننا لا نقلِّل من حجم المشكلة التي تعانين منها ، ولكن تضخيم الأمور قد يجعل من مشكلة واحدة مشكلات متعددة ، وأنت عندك في الواقع مشكلات متعددة ، فكيف لو ضخمتِ كل واحدة منها حتى أصبحت عدة مشكلات ؟! .
إن النظر إلى المشكلات من زاوية واحدة يُورث الهم والغم والاكتئاب
وإن كانت صغيرة تعظم في نظر صاحبها حتى يرى أن هموم الدنيا كلها على كاهله ، ولا يمكن أن تكون هنالك مشكلة لدى مسلم ليس فيها إلا الشر المحض
وفي أكثر الأحيان يكون الخير في المصيبة أضعاف السوء الذي فيها .
أولاً : هل تعلمين أن الله يبتلي المؤمنة لأنه يحبها ويحب الخير لها ، ففي الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام ( مَنْ يُرِد الله بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْهُ ) رواه البخاري ( 5321 ) .
فأي فضل أعظم من أن يغسل الله عبده الذي يحبه من الذنوب أولاً بأول ، بالبلاء والمصائب ليلقاه يوم يلقاه نقيّاً لا ذنب عليه ، فتكون الفرحة عنده عظيمة ، ويعلم حينها أن البلاء الذي كان به من أعظم نعَم الله عليه .
والنبي صلوات الله وسلامه عليه يقول : ( يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ ) . رواه الترمذي ( 2402 ) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فجددي نظرتك أختي الكريمة للحياة التي تعيشين ، وللمصائب التي تعانين ، وأحسني الظن بربك ، فهو أحكم الحاكمين سبحانه .
حاولي أختي قدر استطاعتك أن تنظري للجانب الطيب الجميل لكل مشكلة تعانينها : نفسيَّة كانت أو ماديَّة ، فمثلاً :
تأخر الزواج :
كم من الفتيات تأخر سن الزواج بالنسبة لهن فكان ذلك لهن خير عظيم .
فهذه امرأة بلغت الأربعين من العمر ، تزوجت أخواتها وتزوج إخوانها ، وتوفي والداها ، وبقيت في البيت وحدها ، وهي ذات دين وصلاح ، قالت لها امرأة : أعانك الله على هذه الوحدة
بقيتِ وحدك بعدما ذهب كل أهلك ، وجعلتْ تصبِّرها ، فردت بجواب يعجز عنه كثير من الخاصة لو كانوا مكانها ، وصعقت المستمعات بإجابتها
قالت : ومن قال لكِ إنني أعيش وحدي ؟ أبداً ؛ أنا ما عشتُ يوماً إلا مع من أحب ! فهو معي في الليل والنهار ، لا يفارقني طرفة عين ، أأناجيه في الأوقات الفاضلة ، إنه ربي .
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 14:55
مثال آخر : في مصيبة عدم الإنجاب :
إحدى الأخوات تزوجت ومكثت سنوات ولم تنجب ، ثم علمت من الفحوصات أنها هي سبب عدم الإنجاب ، فخيَّرت زوجها بين أن يطلقها أو تُزوِّجه امرأة أخرى تعيش معها كأختين في بيت واحد
وكان يحبها لدينها ، وصلاحها ، فاختار أن يتزوج ، ويبقيها معه زوجة ثانية بكامل حقوقها الزوجية ، وتم ذلك فصار لديها وقت فراغ ، فالتزمت مع مجموعة من النساء في حفظ القرآن ، حتى أتمت حفظه
ثم أخذت سنداً ، وإجازةً في القراءة ، والحفظ ، ثم بدأت تطالع وتدرس فأخذت دورة فقهية ، ودورة في العقيدة ، وهي الآن مدرسة للنساء في عدة مراكز نسائية
وكان لها الفضل بعد الله في إدخال السنَّة في كثير من المناطق التي طالما عاشت على البدع والخرافات ، وكان لها أثر عظيم في رفع الجهل عن نساء طالما عبدن الله على جهالة
فهي قد صبرت على برئها ، فأكرمها ربها ؛ لما ترى لتفرغها من الأثر العظيم على نفسها وغيرها من العلم والتعليم
.
مثال ثالث :
وهذا المثال يتعلق بمشكلة من أكبر المشاكل التي تعانين منها وهي السحر ، وتأثير الجن والسحرة على الناس ، وفي هذا المثال إجابات على أكثر تساؤلاتك المتعلقة بالموضوع .
فتاة من عائلة طيبة متدينة ، ابتليت الأسرة بزوجة أحد الأبناء أنها تتعامل بالسحر ، فحصل بينها وبين أخت زوجها خلاف فسحرت لها سحراً ليعزف الخطاب عنها ، وليروها قبيحة عند أول رؤية ، فلا يرجع الخاطب
وقد حصل ذلك مرات عديدة رغم أن عندها نسبة جمال ملحوظة ، وبقيت على ذلك مدة طويلة ، ثم عرضت نفسها على الرقية الشرعية من السحر فظهرت آثار السحر عليها
وبقيت تتعالج مدة فلم تستفد ، كلما ظنت أن المشكلة عندها قد انتهت تتفاجأ بأنها مازالت تعاني من نفس السحر ، فأصيبت بما تصابين أنت به الآن من هم وغم واكتئاب .
وبدأت تتساءل ، ألهذه الدرجة يكره الناس بعضهم ويؤذون بعضهم بلا مبرر ، وأصبح السحر والجن يسبب لها الرعب في الليل والنهار ...
ثم عرضت مشكلتها على أحد أهل الاختصاص ، فقال لها : عشر نقاط ، التزمي بها ، وبإذن الله ألا تستمر هذه المشكلة إذا صبرتِ وتحملتِ مدة يسيرة ، ولا تحتاجين فيها أن تعرضي نفسك على رجل ليرقيك
بل تعالجي نفسك بنفسك ، فقالت : أصبر ، وأبذل كل جهدي بإذن الله فكُتب لها عشر نقاط ، والتزمت بها وحافظت عليها بقوة
وها هي النقاط العشر نكتبها لك ، ونسأل الله أن يوفقك للمحافظة عليها كجزء من علاج عدة مشكلات عندك ، والسحر واحدة منها ، وهذه النقاط هي :
1. قراءة ما تيسر من القرآن في كل يوم .
2 الدعاء في الثلث الأخير من الليل بإلحاح أن يفرج الله عنك .
3. تحري أوقات الإجابة ، والدعاء فيها ، مثل السجود ، وبين الأذان والإقامة ، وقبل التسليم من الصلاة .
4. المحافظة على أذكار الصباح والمساء ، حتى في أيام الحيض .
5. العناية بالأذكار المخصوصة ، كالذكر عند دخول المنزل ، ودخول الخلاء ، والخروج منه ، والنوم ، والاستيقاظ
ومختلف مناسبات الأذكار ، وهي مفصلة في رسالة صغيرة الحجم عظيمة النفع ، وهي " حصن المسلم " للشيخ سعيد بن وهف القحطاني .
6. البعد عن المعاصي ، وترك الغفلة ومواطنها ؛ لأنها مواطن تجمع الشياطين ، وفيها يُستغل الغافلون ، فيُسيطر عليهم بالشهوات .
7. محاولة إعانة مكروب ، وتفريج كربته ، عسى الله أن يفرج كربتك بذلك ، فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرَّج كربة أخيه فرَّج الله كربته .
8. الدعاء لأصحاب الكربات أن يفرج الله عنهم ؛ لأن ذلك مظنة دعاء الملائكة لك بمثل ما دعوتِ .
9. كثرة الاستغفار .
10. الإكثار من دعاء الكرب في مختلف الأوقات وهو : " لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم " .
وبعد شهر تقريباً من محافظتها على هذه الأمور – مع اختلاف يسير -
: أذهب الله بلاءها ، وكتب لها الشفاء والعافية ، وما هي إلا أيام بعد ذلك حتى جاءها خاطب وتزوجت ، وعندها الآن ثلاثة أبناء ، وتعيش حياة هادئة مستقرة ، تتقلب بين النعم الدينية والدنيوية .
المثال الأخير ، وأسأل الله أن يجعل فيه عبرة وأسوة لك .
فتاة من عائلة غير متدينة ، تزوجت بشاب عامي يميل إلى التدين مع شيء من التهاون والتفريط في بعض الأمور الشرعية ، حملت بعد أشهر من الزواج
ومكث الحمل مدة ثم سقط ميتاً ، حزنت هي وزوجها كثيراً ، ثم بعد عدة أشهر حملت ثانية ، ومكث الحمل عدة أشهر ثم سقط كالأول ، فكان الحزن للثاني أعظم
فأصبحا يراجعان الأطباء لمعرفة الأسباب ، وتم تشخيص العلة ، وفي الحمل الثالث أخذت الأدوية اللازمة لتثبيت الحمل إلا أنه بعد أشهر سقط ميتاً مع أخذ كل الاحتياطات لتثبيته
وكان الحزن هذه المرة أضعاف الأوليين ، وفقدا الثقة بالطبيب فبحثوا عن آخر أمهر منه لكن الأمر تكرر ، وأسقطت مرة أخرى ، فبدأ كل منهما يبحث عن علاج ويسأل فأرشدوا إلى شيخ يعالج بالرقية فقال لها عندك سحر قوي
وهو الذي يسبب الإسقاط ، ويحتاج عدة جلسات ، وتم ذلك ، ولكن لم تستفد شيئا ، ثم إلى شيخ آخر ، وثالث ، ورابع ، وفي كل مرة يحصل علاج جزئي ثم تعود أعراض السحر إليها ثانية .
فضاقت الدنيا على الزوجين بما رحبت ، واقتربا من اليأس ، وأصبحت الحياة بلا طعم ، وكثير من التساؤلات التي طرحتيها - أختنا الفاضلة - في رسالتك كانا يطرحانها
لماذا خلق الله الجن ؟ ولماذا يتمكن من أذيتنا دون أن نقدر على فعل شيء ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ فأصيبا باكتئاب ، وكاد ذلك يعصف بحياتهما الزوجية .
ثم يسَّر الله لزوجها لقاء أحد طلبة العلم الأفاضل ، فقال له : ألا أدلك على خير دينك ودنياك ؟
فقال الزوج : هذا ما أبحث عنه ، فكتب له قريبا مما ذكرنا من النقاط العشر ، فالتزمها هو وزوجته ، ويسَّر الله أمرهما ، وفرَّج كربهما ، ورزقا بطفلة غاية في الجمال .
لقد مرت هذه المرأة بابتلاء عظيم ، ومات أطفالها بفعل السحر ، وأنفقت الأموال على العلاج ، ولكن انقلب البلاء في النهاية إلى نعمة ، بل نعَم كثيرة
فقد كانت تؤخر الصلاة عن وقتها فأصبحت تحافظ عليها ، وكانت تسمع الأغاني وتشاهد المسلسلات والأفلام وتحضر الأعراس المختلطة بما فيها من منكر ، فامتنعت هي وزوجها عن ذلك إلى هذه اللحظة
وكانت لا تعرف قيام الليل ولا تلاوة القرآن ولا حفظه ولا طلب العلم ولا صيام النوافل ، ثم أصبحت من أهل ذلك كله ، حتى وإن انتهت المشكلة التي كانت تعاني منها قبل سنة ، إلا أنها ذاقت طعم الطاعة
ولذة العبادة والمناجاة ، فقررت أن تحافظ عليها طيلة عمرها ، نعم كانت في مشكلة ومصيبة : فأصبحت مشكلتها سبباً لرفعتها في الدنيا والدين ، نسأل الله لنا ولها ولك أختنا الفاضلة الثبات على الدين والاستقامة .
والله الموفق
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 14:59
قبلته زوجا بعد الاستخارة لكنه طلقها
السؤال
قبل مدة تقدم لي شاب ووافقت عليه بعد استخارتي أنا وأمي أكثر من مرة ، وكتب كتابي ، ولكن بعد العقد بستة أشهر فسخ العقد بيننا لأسباب مجهولة من جهته ، أي أنها غير مقنعة يقول :
إنه يشعر ببرود في المشاعر بعد أن كان يحبني حبا كبيرا فسبب لي إحباطا وكرها للشباب الذين لا يهمهم في الحياة سوى أنفسهم فعلا أنا أكره الشباب ولا أريد أن أخطب مرة أخرى
لأن في المرة الأولى كان كل شيء صحيحا أي "زواج تقليدي" وبعد استخارة . ملاحظة : الشاب يعمل في البنك هل من الممكن أن الله يعاقبني لأنني وافقت على شاب يعمل في البنك ؟
لكنني استخرت أكثر من مرة .
الجواب
الحمد لله
أولا :
نحن نقدر مشاعرك تجاه هذا الأمر ، وما سببه لك من ضيق وألم ، لكن قد يكون في ذلك خير عظيم لك ، تدركينه فيما بعد إن شاء الله .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
فالمؤمنة ترضى بقضاء الله تعالى ، وتعلم أن الله أرحم بها من نفسها ، وأن البلاء يزيد المؤمن أجرا ورفعة ، إن هو صبر واحتسب .
ثانيا :
إذا كان الشاب الذي تقدم لك يعمل في بنك ربوي ، فاحمدي الله تعالى أن صرفه عنك ، ولم تصبحي زوجة له
تأكلين من ماله الحرام ، وهذه نتيجة الاستخارة ، والحمد لله ، فإن الاستخارة قد لا تظهر نتيجتها في الحال ، فيمضي الطرفان في القضية ، ثم يصرف الله أحدهما أو كليهما عن إتمامها
فثقي تماما أن الله تعالى قد اختار لك خير الأمرين ، ويكون ما جرى من كتابة العقد ثم الطلاق ، ابتلاء من الله ، وهو مفيد ونافع ، وإن جرّ عليك شيئا من الألم والحزن .
ولاشك أنك أخطأت في قبول هذا الشاب ، فإن أول ما ينبغي أن تبحثي عنه هو الدين والخلق ، ومن يعمل في الربا كتابة أو شهادة أو غير ذلك
ساقط العدالة ، معرّضٌ نفسه للعن والطرد من رحمة الله ، فكيف ترضى به المؤمنة زوجا لها ، وأبا لأولادها .
فاحمدي الله تعالى ، واشكريه على هذه النعمة ، وخذي من هذا الدرس عبرةً وعظة ، فإن الإنسان إن سلِم مرة ، قد لا يسلم في كل مرة .
ولا أعجب من حال العبد ، يصرفه الله عن الشر ، رحمة منه وإحسانا ، ويظل هو يتألم على فواته !
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة :
اصرفوه عنه ، فإنه إن يسرته له أدخلته النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظل يتطير بقوله : سبقني فلان ، وأهانني فلان ، وما هو إلا فضل الله عز جل ).
ثالثاً :
وأما الإحباط الذي حصل لك وعزمك على عدم تكرار ذلك مرة أخرى فالأولى بك غير هذا التصرف ، وكون الإنسان فشل مرة ، لا يعني ذلك أنه سيفشل كل مرة
بل استفيدي مما حصل ، وليكن ذلك دافعا لك إلى حسن الاختيار في المرة القادمة ، وأن يكون أساس ذلك الاختيار : الدين والخلق .
نسأل الله تعالى أن يزيدك إيمانا وتقى ، وأن يرزقك الزوج الصالح ، والذرية الصالحة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 15:06
إذا طلب منها أن تقول قبلت فلانا زوجا أمام الله فهل تصبح زوجة له ؟
السؤال
مشكلتي هي أني تعرفت على شخص في النت وحبينا بعضنا لكن بعدها طلب مني أن نتزوج لكي لا يكون كلامنا حراما والطريقة هي أن أقول أنا فلانة قبلت فلانا زوجا أمام الله وبعدها طلب أن أزيل الحجاب أمامه لكني
رفضت لأني لم أقتنع بهذا الزواج فيما يخص شروطه قال: القبول موجود والمهر . قلت : أعفيك منه ، والشهود قال : بأنه هناك شهود لكني لم أشفهم بعيني ، لكنه يلح بأنه زواج صحيح وأنا غير مقتنعة بذلك
من فضلكم أريد أن أعرف هل أنا أعتبر زوجته أو لا ؟
لا أريد أن أقع في الحرام بحديثي معه .
الجواب
الحمد لله
هذا ليس زواجا ، بل انحراف ، وتسميته زواجا : كذب وزور وخداع
والواجب عليك هو قطع هذه العلاقة مع هذا الرجل الذي يتلاعب بأحكام الله تعالى ، ويستحل ما حرم الله ، فإن زعمه أن هذا زواج يعني أنه يستبيح منك ما يستبيحه الزوج من زوجته
وهل يعجز أي زان على وجه الأرض أن يجري هذا الزواج مع الزانية الفاجرة التي تشاركه الإثم ، فتكون بذلك زوجته ، ولا يكونا زانيين ؟!
ونحن نخشى عليك أن يتم استدراجك إلى خلع الحجاب أمامه أو ما هو أعظم
ويتم تصويرك وابتزازك وتهديك بهذه الصور ، وقد صار من السهل الآن تركيب الصور بعضها على بعض ، وقد حدث مثل هذا كثير
وكم من امرأة غافلة استدرجها الذئب الماكر بمثل هذه الحيل ، حتى فقدت شرفها وعفتها ، ثم تركها ، ناسيا زواجه المزعوم ، فلا نفقة ولا حقوق ، بل ولا طلاق !
إن الزواج الصحيح لابد فيه من وجود ولي المرأة وشاهدي عدل من المسلمين
وأي نكاح بدون ولي فهو باطل ، ومن زوجت نفسها بدون وليها فهي زانية ، كما قال أبو هريرة رضي الله عنه : (إن التي تزوج نفسها هي الزانية ) رواه الدارقطني .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل ) رواه البيهقي ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7557) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أيما امرأة نكحت نفسها بغير إذن وليها فنكاحها باطل
فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2709) .
والذي يظهر لنا من سؤالك أنك تخافين الله تعالى ، ولا تحبين لنفسك الوقوع في الحرام ، والتعرض لسخط الجبار سبحانه ، ولهذا ننصحك نصيحة المشفق عليك أن تتناسي هذا الرجل، وأن تقطعي كل علاقة معه
على الإنترنت أو غيره ، فإن كل كلمة وابتسامة ولحظة شهوة ، تسجل عليك ، وغدا تسألين عنها أمام ربك
فبادري بالتوبة لتمحى عنك هذه السيئات ، نسأل الله أن يعفو ويتجاوز عنك ، وأن يصرفك عن هذا الفاجر ، وأن يحفظ بنات المسلمين .
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-12-12, 15:14
حكم التقاط الصور خلسة ونشرها
السؤال
ما حكم التقاط الصور خلسة ، وخصوصاً صور النساء ثم القيام بنشرها في الجوالات أو عن طريق الإنترنت ، والمرأة المسكينة لا تدري ؟.
الجواب
الحمد لله
هذا الفعل لا شك أن محرم ، وقد اشتمل على عديد من المحظورات الشرعية ، والتي منها :
1- التعدي على حدود الله ، قال الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) .
2- إطلاع على العورات محرم . وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ ، فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ) رواه الترمذي وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
3- هتك حرمة المسلم : وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ ) رواه مسلم .
4- إذا كان المصوِّر مؤتمنا على رؤية العورة كالطبيب ، أو صديقتها ونحو ذلك ، كان في تصويرها ونشر ذلك خيانة للأمانة . والنصوص في ذم الخيانة كثيرة معروفة
وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ ، وَلا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ ) رواه أحمد . وصححه الألباني في صحيح الجامع (7179) .
5- في هذا الفعل : أذية للمؤمنات ، وقد توعد الله تعالى من آذى المؤمنين والمؤمنات بغير جرم منهم بقوله : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) الأحزاب/58.
(بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) أي بغير جناية منهم موجبة للأذى (فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً) حيث آذوهم بغير سبب (وَإِثْماً مُبِيناً) حيث تعدوا عليهم ، وانتهكوا حرمة أمر الله باحترامها .
انظر تفسير السعدي (ص 1120) .
ويزداد الفعل إثما إذا كان في ذلك أذية للجار .
روي مسلم (46) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ) .
( بَوَائِقَهُ ) أَيْ دَوَاهِيَهُ , وَالْمُرَادُ الشُّرُورُ كَالظُّلْمِ وَالْغِشِّ وَالْإِيذَاءِ .
6- فيه شبه بالمنافقين الذين كانوا يتعرضون للمؤمنات ، فتوعدهم الله عز وجل بقوله :
( لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا ) الأحزاب/60،61 .
(لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) أي نأمرك بعقوبتهم وقتالهم ، ونسلطك عليهم .
ولم تذكر الآية الفعل الذي ينتهون عنه ، ليعم كل ما توحي به أنفسهم إليهم ، وتوسوس له
وتدعو إليه من الشر ، من التعريض بسبِّ الإسلام وأهله ، والإرجاف بالمسلمين ، وتوهين قواهم ، والتعرض للمؤمنات بالسوء والفاحشة ، وغير ذلك من المعاصي الصادرة من أمثال هؤلاء .
انظر : "تفسير السعدي" (ص 1121) .
7- مخالفة الشرع الذي أوجب الاستئذان قبل دخول البيوت ، قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ *
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) .
قال الإمام البخاري رحمه الله :
بَاب الِاسْتِئْذَان مِنْ أَجْل الْبَصَر .
قال الحافظ :
أَيْ شُرِعَ مِنْ أَجْله ; لأَنَّ الْمُسْتَأْذِن لَوْ دَخَلَ بِغَيْرِ إِذْن لَرَأَى بَعْض مَا يَكْرَه مَنْ يَدْخُل إِلَيْهِ أَنْ يَطَّلِع عَلَيْهِ , وَقَدْ وَرَدَ التَّصْرِيح بِذَلِكَ فِيمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ فِي " الأَدَب الْمُفْرَد " وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيّ وَحَسَّنَهُ مِنْ حَدِيث ثَوْبَانَ رَفَعَهُ
: ( لا يَحِلّ لامْرِئٍ مُسْلِم أَنْ يَنْظُر إِلَى جَوْف بَيْت حَتَّى يَسْتَأْذِن فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ ) صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد . أَيْ : صَارَ فِي حُكْم الدَّاخِل
, وَلِلأَوَّلَيْنِ مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة بِسَنَدٍ حَسَن رَفَعَهُ : ( إِذَا دَخَلَ الْبَصَر فَلا إِذْن ) اهـ .
ثم روى البخاري (6241) ومسلم عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِي حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : ( لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِي عَيْنِكَ ، إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ ) .
" مِنْ جُحْر فِي حُجَرٍ " الأَوَّل هُوَ كُلّ ثَقْب مُسْتَدِير فِي أَرْض أَوْ حَائِط , وَالثَّانِي جَمْع حُجْرَة وَهِيَ نَاحِيَة الْبَيْت .
وقال النووي :
( مِدَرَى يَحُكُّ بِهِ رَأْسه ) . الْمِدْرَى حَدِيدَة يُسَوَّى بِهَا شَعْر الرَّأْس , وَقِيلَ : هُوَ شِبْه الْمِشْط .
( إِنَّمَا جُعِلَ الإِذْن مِنْ أَجْل الْبَصَر ) مَعْنَاهُ أَنَّ الاسْتِئْذَان مَشْرُوع وَمَأْمُور بِهِ , وَإِنَّمَا جُعِلَ لِئَلا يَقَع الْبَصَر عَلَى الْحَرَام , فَلا يَحِلّ لأَحَدٍ أَنْ يَنْظُر فِي جُحْر بَاب وَلا غَيْره مِمَّا هُوَ مُتَعَرِّض فِيهِ لِوُقُوعِ بَصَره عَلَى اِمْرَأَة أَجْنَبِيَّة . وَاللَّه أَعْلَم .
وروى البخاري (6242) ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعُنَهُ.
قال الحافظ :
" بِمِشْقَصٍ أَوْ مَشَاقِص " نَصْل السَّهْم إِذَا كَانَ طَوِيلا غَيْر عَرِيض .
و قَوْله " يَخْتِل " أَيْ يَطْعَنهُ وَهُوَ غَافِل .
ويدل الحديث على جواز عقوبة من اطلع في البيت بغير إذن صاحبه برميه بشيء ولو فقأ عينه .
وروى مسلم (2158) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ اطَّلَعَ فِي بَيْتِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنَهُ ) .
قال النووي :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِنْ اِطَّلَعَ فِي بَيْت قَوْم بِغَيْرِ إِذْنهمْ فَقَدْ حَلَّ لَهُمْ أَنْ يَفْقَئُوا عَيْنه )
قَالَ الْعُلَمَاء مَحْمُول عَلَى مَا إِذَا نَظَر فِي بَيْت الرَّجُل فَرَمَاهُ بِحَصَاةِ فَفَقَأَ عَيْنه . وَهَلْ يَجُوز رَمْيه قَبْل إِنْذَاره ؟
فِيهِ وَجْهَانِ لأَصْحَابِنَا : أَصَحّهمَا جَوَازه لِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث وَاللَّه أَعْلَم .
8- في هذا الفعل إفساد للمجتمع ، و إشاعة للفاحشة والفساد ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) .
فإذا كان هذا الوعيد الشديد لمن أحب بقلبه أن تشيع الفاحشة وتظهر ، فكيف بمن يظهرها وينقلها ؟! لا شك أن عقوبته أشد ، وإثمه أعظم .
9- الاحتفاظ بالصورة إصرار على المعصية ، وانتهاك حرمات الله ، فيبعد صاحبها عن التوبة . قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْها : لا صغيرة مع إصرار .
10- نشره للصورة مجاهرة بالذنب الذي اقترفه ، فيكون بعيدا عن رحمة الله وعفوه ومغفرته.
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلا الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولَ : يَا فُلانُ
عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ! وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ) متفق عليه .
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:30
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
يصلي ويعبد الله ، لكنه مفتتن بالنساء
السؤال
ما العمل فيمن يصلي ويصوم ويعبد الله كثيراً ويخافه ويتقيه ( قدر المستطاع ) ولا يقوى على كبح جماح غرائزه ، ومنع نفسه من العلاقات النسائية المتعددة
وإن كانت لا تخلو من ارتكاب المعاصي ، أحيانا ، مع أنه كثيرا ما يقاوم ذلك ، في حين أنه متزوج وله ثلاثة أبناء ؛ منهم بنتان ، وعلاقته طيبة مع زوجته ؟! .
الجواب
الحمد لله
إن أصل الأصول الذي تنبني عليه حياة العبد : إيمانه بالله ، وما يستلزمه من العمل الصالح
فهذا فقط هو العصمة من الخسران في هذه الحياة
قال الله تعالى : ( وَالْعَصْرِ(1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ(3) سورة العصر .
وهذا أيضا هو سبب الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة
قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97 .
غير أن عبادة العبد لربه ليست موسمية ، أو آنية ؛ بحيث يطيع ربه في وقت أو موسم ، ثم هو يحيا بعد ذلك كيفما شاء أو شاء له هواه ، وإنما هي عبادة شاملة لحياته كلها
قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام/162-163
. ولأجل ذلك ينبغي أن يظهر أثر هذا الإيمان وتلك الطاعات في سلوك العبد وحياته ؛ فالمؤمن لا يكون كذابا ، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، فالإيمان الصادق حاجز عن ذلك
والصلاة الحقيقية تنهى صاحبها عن القاذورات
قال الله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت/45 .
ثم إنني أدعوك أخي الكريم لتشاركنا ساعة صدق وهدوء ، لنتأمل سويا ما رواه أبو أُمَامَةَ رضي الله عنه أنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا !!
فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ ؛ قَالُوا : مَهْ مَهْ !!
فَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا . قَالَ : فَجَلَسَ .
قَالَ : أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ ؟!
قَالَ : لا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ .
قَالَ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ .
قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لابْنَتِكَ ؟!
قَالَ : لا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ .
قَالَ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ .
قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ؟!
قَالَ : لا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ .
قَالَ : وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ.
قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ؟!
قَالَ : لا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ .
قَال :َ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ؟!
قَالَ : لا وَاللَّهِ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَال :َ وَلا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاتِهِمْ
قَالَ : فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ .
فَلَمْ يَكُنْ الْفَتَى بَعْدَ ذَلِكَ يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ ) مسند أحمد 21705 وصحح الألباني إسناده في الصحيحة 370 .
وأسألك في هذه الوقفة الهادئة الصادقة بالله : أتحب ذلك لابنتيك ؟! أم تحبه لزوجتك ؟
فلم ترضاه في بنت غيرك ، أو زوجته ، أو...؟؟
لا تقل : إن معصيتك التي أقررت بها لم تصل بك إلى حد الزنا ، لأن السؤال باق عليك أيضا : أترضاه لنسائك وأهل بيتك ؟! ولتعلم أن من حام حول الحمى ، أوشك أن يواقعه ؛ كذا قال الصادق المصدوق !!
فإن كنت فتيا ففي الناس غيرك فتيان ، وإن كنت رجلا ، ففي الناس أيضا رجال :
جاء شقيقٌ عارضا رمحه إن بني عمك فيهم رماح
ولئن ظننت أن عندك غيرة على عرضك ، وغيرك لا يغار ، فأنت غالط واهم ، وهب أنك صادق ، فأين منك غيرة الله على حرماته ؛ لقدْ خَسَفَتْ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالنَّاسِ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ ذكر الحديث، وفيه :
... ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَال :..
.َ ( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ) البخاري 1044 ومسلم 901
ألا تحمد الله على زوجتك التي تحيا معك حياة طيبة ؟! ألا تخشى .. ؟! ألا تخشى ...؟!
أعرفت الآن أنك لم تتق الله ، ولا قدر المستطاع ؟
نعم ، فالله تعالى حد لك الحلال في أمرين : زوجتك أو ما ملكت يمينك ، لمن عنده ملك اليمين
وقال لك : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) (7) المؤمنون ، وها قد ابتغيت ما وراء ذلك !! ثم تسأل عن العمل ؟!
هل غضضت من بصرك كما أمرك الله ؟!
وهل ابتعدت عن الخلوة بالنساء ، والدخول عليهن ، كما أمرك النبي صلى الله عليه وسلم ؟!
وهل حميت نفسك عن مصافحة النساء ، وأن تمس امرأة لا تحل لك ، كما أمرك النبي ، صلى الله عليه وسلم ؟!
أعرفت أنك لم تتق الله ، ولا قدر المستطاع ؟!
فإن فعلت ما أمرك الله ورسوله ، واتقيت ربك ، واتقيت فتن النساء ، ففي الطهر الحلال من زوجك ما يكفيك .
فإن احتجت ، فقد أحل الله لك أن تنكح ما طاب لك من النساء ؛ مثنى وثلاث ورباع .
فإن لم تقنع ، فعليك بالصوم ، فإنه لك وجاء!!
والله الموفق .
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:32
حكم نظر المرأة للرجال
السؤال
هل يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب عنها ، أم أن ذلك حرام .
الجواب
الحمد لله
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ :
ما حكم نظر المرأة للرجل من خلال التليفزيون أو النظرة الطبيعية في الشارع ؟
فأجاب :
نظر المرأة للرجل لا يخلو من حالين سواء كان في التلفزيون أو غيره .
1- نظر شهوة وتمتع فهذا محرم لما فيه من المفسدة والفتنة .
2- نظرة مجردة لا شهوة فيها ولا تمتع فهذه لا شيء فيها على الصحيح من أقوال أهل العلم
وهي جائزة لما ثبت في الصحيحين ( أن عائشة رضي الله عنها كانت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون
وكان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسترها عنهم ) وأقرها على ذلك .
ولأن النساء يمشين في الأسواق وينظرن إلى الرجال وإن كن متحجبات ، فالمرأة تنظر إلى الرجل وإن كان هو لا ينظرها
بشرط ألا تكون هناك شهوة وفتنة فإن كانت شهوة أو فتنة فالنظرة محرمة في التلفزيون وغيره .
فتاوى المرأة المسلمة 2/973
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:36
يريد أن ينظر إلى النساء في الشارع بنية الخطبة
السؤال
أعيش في دولة كافرة ذات فتن كثيرة ، وأريد الزواج وأبحث عن زوجة بمواصفاتي الشخصية وخصوصاً الجمال وأعرف أنه من الجائز النظر للنساء بنية الخطبة
فهل يجوز لي النظر إلى النساء في الشارع من أجل اختيار من أتقدم لخطبتها ؟
وهل يجوز إذا اخترت فتاة ما وأعجبتني وأريد أن أتأكد أنها تعجب أهلي (وهم يعيشون في بلد آخر) أن أريها لصديق لي ولو لثوانٍ ؟.
الجواب
الحمد لله
لا يجوز النظر إلى النساء في الشارع ، لأن الله تعالى أمر المؤمنين بغض أبصارهم
قال تعالى : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ) النور/30
وفتح العبد هذا الباب على نفسه أمر خطير ، والشيطان يزين له في البداية أمر الخطبة ، حتى يصبح هذا الأمر عادة عنده ، فينظر إلى النساء لا بغرض الخطبة ، بل لغرض متابعتهن ، والنظر في حسنهن .
والذي يريد الخطبة ، فإنه لا ينظر إلى المتبرجات في الشوارع لاسيما في تلك البلاد الكافرة ، التي يكون أكثر أهلها كفارا أو فساقا
بل إنه يسأل أهل الفضل والمعرفة ، عن النساء الفاضلات الصالحات ، فيأتي البيوت من أبوابها .
أما نظرك إلى النساء في الشوارع ، فهو نظر إلى الجمال الظاهر ، دون الجمال الباطن ، الذي هو أولى وأهم من الجمال الظاهر
وما الفائدة أن يتزوج الرجل أجمل الجميلات ، ولا يكون عندها من حسن الخلق ولا من أمر الدين شيء .
فعليك بمراجعة نفسك والنظر في الصفات التي ينبغي أن تتوفر فيمن تختارها للزواج بها ، وأهم ذلك أن تكون صاحبة دين وخلق
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ ) رواه البخاري (5090) ، ومسلم (1466) .
وليس المراد من الزواج مجرد قضاء الشهوة والاستمتاع ، حتى يكون الرجل لا هَمَّ له إلا الجمال ، بل الزواج أسمى من ذلك فعليك بدراسة الأوصاف الحقيقة لشريكة العمر
تلك الأوصاف التي تجعل من حياتك سعادة وهناء ، لا سعادة مؤقتة تزول بزوال الشهوة ، ويبقى الكدر بعد ذلك .
ولا يجوز لك أن تري صديقك من تريد خطبتها ، ولا يجوز له النظر إليها .
وينبغي أن يكون عند الرجل غيرة على أهله وعرضه ، وقد تعجب الصحابة رضي الله عنهم من شدة غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه ، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟!
لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ) رواه البخاري (6846) مسلم (1499) .
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:41
التحذير من نكاح المشكوك في عفافها
السؤال
وصلني قبل فترة رسالة إلكترونية من إحدى قريباتي عن طريق الخطأ وتعترف فيها بأنها قد زنت مع أحد الشباب وفعلت كل شيء ، لا أحد يدري عن هذا ولم أخبر أحداً به
المشكلة أن جدتي اختارت تلك الفتاة كزوجة لأخي وطلبت هذا من والدي ، والدي يفعل كل ما تأمره به أمه، لا أستطيع أن أخبر والديّ بالموضوع ولا حتى أخي
وإن أخبرت جدتي بالأمر فلن تفعل شيئا لأن تلك الفتاة تكون ابنة أختها ولن تخبر والديّ بالأمر، فماذا أفعل ؟.
الجواب
الحمد لله
ينبغي أن تعلم أولاً أن الرسالة التي وصلتك عن طريق الخطأ قد تكون مكذوبة على هذه الفتاة .
ثانيا : إذا تأكدت من صحة هذه الرسالة ، فلا يخلو الأمر من حالين :
الأولى :
أن تكون هذه الفتاة قد بدا عليها التغير والصلاح والاستقامة ، وانقطعت علاقتها بالحرام
فلا حرج في زواج أخيك منها ، وينبغي أن تستر عليها
لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات
يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " رواه البخاري (2310) ومسلم (2580) .
انظر السؤال ( 4882 ) ( 26810 )
وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن التوبة من الذنب تمحوه ، قال عليه الصلاة والسلام : " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه ( 3427 ) .
الثانية :
أن تكون هذه المرأة غير مرضية الدين والخلق ، أو لا يؤمن رجوعها للحرام ، فالواجب نصح أخيك بعدم الزواج منها ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة
قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم (55) من حديث تميم الداري رضي الله عنه .
ولا يكون ذلك بقذفها أو فضحها ، وإنما بمحاولة صرف أخيك عن الزواج منها ، كأن ترسل له رسالة ، أو تخبره مشافهة بأنه لا خير له في الزواج من هذه الفتاة
فإن لم ينصرف عنها بذلك ، فبقولك : إنك تعلم عنها ما يوجب الإعراض عن خطبتها ، ونحو ذلك مما يزهده في نكاحها ، حتى لو اضطررت إلى حكاية ما حصل من وصول الرسالة دون الوقوع في قذفها .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:47
التوبة قبل فوات الأوان
السؤال
هل من نصيحة للشباب الذين انغمسوا في ملذات الدنيا ونسوا الاستعداد والعمل ليوم القيامة ؟.
الجواب
الحمد لله
النصيحة للشباب الغافلين بالتوبة قبل فوات الأوان وقبل أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله .
والموت يأتي فجأة والله يمهل ولا يهمل وهو عزيز ذو انتقام والمعصية لها آثار على البدن والقلب وعقوباتها معجلة في الدنيا قبل الآخرة
وليذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله من حرّ يوم القيامة في ظله ( وشاب نشأ في عبادة الله ) رواه البخاري ( 660 ) ومسلم ( 1031 )
وليستحوا من ربهم ومن حال الأمة التي تكالب عليها أعداؤها وتحتاج إلى شباب ينهضون بها ويجاهدون العدو وهم طائعون لله وليعتبروا بآخر آية نزلت من القرآن وآخر وصية من الله للبشرية
( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ) البقرة / 281 .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .
*عبدالرحمن*
2018-12-17, 16:51
هذا العمل منكر
السؤال
ظاهرة منتشرة عند بعض الناس في المغرب العربي تتمثل في أن الأم تقوم بجرح أعلى ركبة ابنتها بموس الحلاقة ثلاثة خطوط متجاورة وتضع على الدم النازف قطعة سكر وتأمر ابنتها بأكلها
وقول بعض الكلمات مدعية هذه الأم أن هذه الفعلة تحفظ لابنتها بكارتها وتمنع وصول أي معتد إليها ( وهناك طرق أخرى لهذه الفعلة ) فما حكم الشريعة الإسلامية في هذا العمل ؟.
الجواب
الحمد لله
هذا العمل منكر ، وهو خرافة لا أصل لها ، ولا يجوز فعلها
بل يجب تركها والحذر منها
والقول بأنها تحفظ على البنت بكارتها أمر باطل من وحي الشيطان لا أساس له في الشرع المطهر
فيجب التواصي بتركه والحذر من فعله
ويجب على أهل العلم بيان ذلك والتحذير منه؛ لأنهم المبلغون عن الله سبحانه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم .
والله المستعان .
مجموع فتاوى ومقالات للشيخ ابن باز 6 / 394
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir