الأمازيغي
2009-11-22, 18:12
هل تخشى إسرائيل تهديدات العرب؟!
عادت جهود السلام العربية مع إسرائيل إلى نقطة الصفر، هذا إن كانت قد تقدمت أصلا خطوة واحدة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو سنة 1993، وما أعقبها من اتفاقيات: كخارطة الطريق، ومؤتمر أنابوليس، إذا اقتصرنا فقط على ذكر هذه المحطات التي كانت بمثابة بقع السراب البراقة في طريق جر السلطة الفلسطينية إلى مزيد من التنازلات وممارسة الضغط على حركة المقاومة، ومواجهة عناصرها بـحجة الالتزام باتفاقيات السلام!
لقد بعث انتخاب الرئيس الرابع الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية باراك حسين أوباما الأمل في نفوس الفلسطينيين والعرب في إمكانية تعديل الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، ولكن بعد أن حال الحول (نوفمبر 2008-نوفمبر 2009) على هذا الحدث، اتضح أن باراك أوباما وإن كان يعتبر الرجل الأقوى في العالم إلا أنه بالنسبة للوبي اليهودي مجرد واجهة جديدة للسياسة الأمريكية المسيرة يهوديا.
هذا الموقف نقلته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون –بعبارات دبلوماسية- إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عند زيارتها في بداية الشهر الجاري للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فقد قالت لمحمود عباس –حسب مصادر قناة "الجزيرة –نت" –"بأن الإدارة الأمريكية لم تستطع تليين الموقف الإسرائيلي من الاستيطان، وأن الضغوط الداخلية من اللوبي اليهودي يمنعها من اتخاذ خطوة إلى الأمام".
وكانت كلينتون قد أثنت على الموقف الإسرائيلي من الاستيطان في ندوة صحفية عقدتها في القدس مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بوصفها قرار إسرائيل وقف بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية باستثناء إكمال البناء في 3000 وحدة سكنية، بأنه "تنازل غير مسبوق"! رغم أن هذا الأمر كانت السلطة الفلسطينية قد رفضته، مصرة على التزام إسرائيلي بوقف كامل للاستيطان، حسب التزامات خارطة الطريق كشرط لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويبدو أن الضغط الأمريكي الذي فشل تماما مع إسرائيل قد تحول سريعا إلى الجانب الفلسطيني، حيث حذر الرئيس الأمريكي محمود عباس من مغبة وضع العراقيل في طريق المفاوضات، وهذا ما كان قد حدث في السابق مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يعتبر حمامة سلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن رفض التنازل عن مدينة القدس في قمة "كامب ديفد" التي جمعت ياسر عرفات والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، أصبحت الإدارة الأمريكية والسلطة الإسرائيلية تعتبره إرهابيا خطيرا يجب التخلص منه.
الموقف الأمريكي الأخير يبدو أنه أوقع رئيس السلطة الفلسطينية في الحرج مما جعله يعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في فلسطين، وكان لموقف محمود عباس تأثير على حسابات الأنظمة العربية، التي عبرت عن قلقها من الموقف الأمريكي من الاستيطان الإسرائيلي، وأعلنت من خلال وزراء خارجية الدول المشكلة لمبادرة السلام العربية في اجتماعهم الأخير بالقاهرة على لسان وزير الخارجية القطري، أن "مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة إلى الأبد" ولكن الموقف العربي لم يكن له صدى لا في إسرائيل ولا في أمريكا، لأنه جاء أشبه بشكوى العاجز اليائس منه إلى الإنذار القابل للتنفيذ!
فإسرائيل كانت –دوما- تعمل ولا تقول، وأحيانا تقول وتعمل، أما العرب فلم يصبح أحد يأخذهم على محمل الجد لأنهم يقولون ما لا يفعلون، وإذا فعلوا فهم لا يؤثرون!
كان العالم ينتظر موقفا عربيا يكون في مستوى الرد على العدوان الإسرائيلي الإجرامي البالغ الوحشية على سكان قطاع غزة، ولكن العرب فشلوا حتى على تحديد مكان انعقاد اجتماعهم، ولما اجتمعوا انقسموا، وخطف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأضواء بتصريحه في قمة الكويت بأن "المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد" وكان هذا التصريح من صاحب هذه المبادرة موقفا شجاعا متقدما. ولكن بعد أن انطفأت أضواء قمة الكويت وهدأت مشاعر الشارع العربي عاد العرب يؤكدون لمن يريد أن يسمع بأن السلام هو خيارهم الوحيد والاستراتيجي.
والجميع يعرف أن السلام عندما يكون مع العدو المحارب والمحتل والمتمادي في عدوانه لا يمكن أن يسمى إلا استسلاما، ورفعا للراية البيضاء والقبول بالهزيمة دون حرب!
أما بنيامين نتانياهو فهو لم يخف لا على الناخبين الإسرائيليين ولا على الفلسطينيين والعرب والأمريكيين بأن برنامجه الحكومي هو بناء المزيد من المستوطنات، والرفض المطلق لتفكيك المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، ورفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛ أما الأمريكيون فلم يغيروا رأيهم من قضية ضمان الأمن الإسرائيلي والمعاملة الخاصة لإسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي، بل إن الكونغرس الأمريكي المتصهين هو أكثر عداء وكراهية للعرب وللحق الفلسطيني من الكنيست الإسرائيلي نفسه، أما الاتحاد الأوروبي الذي يمثله مفوض السياسة الخارجية "خافيير سولانا" فقد صرح هذا الأخير في مؤتمر بالقدس عقد في الأشهر القليلة الماضية، بأنه يعتبر إسرائيل عضوا في الإتحاد الأوروبي حتى وإن كانت غير منضمّة إلى مؤسساته الرسمية.
فهل يمكن لهذه التركيبة الموالية لليهود (أمريكا والاتحاد الأوروبي) أن تضغط على إسرائيل لانتزاع الحق الفلسطيني من بين مخالبها؟!
وهل هناك ما يخيف إسرائيل من الموقف العربي إذا كانت معظم الأنظمة العربية تعتبر المقاومة "عملا عبثيا" وأحيانا تسميه "إرهابا"! وتعمل على محاصرة "حماس" و"حزب الله" حتى لا يتسببان في إشعال المنطقة باستفزاز إسرائيل؟!.
عادت جهود السلام العربية مع إسرائيل إلى نقطة الصفر، هذا إن كانت قد تقدمت أصلا خطوة واحدة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو سنة 1993، وما أعقبها من اتفاقيات: كخارطة الطريق، ومؤتمر أنابوليس، إذا اقتصرنا فقط على ذكر هذه المحطات التي كانت بمثابة بقع السراب البراقة في طريق جر السلطة الفلسطينية إلى مزيد من التنازلات وممارسة الضغط على حركة المقاومة، ومواجهة عناصرها بـحجة الالتزام باتفاقيات السلام!
لقد بعث انتخاب الرئيس الرابع الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية باراك حسين أوباما الأمل في نفوس الفلسطينيين والعرب في إمكانية تعديل الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل، ولكن بعد أن حال الحول (نوفمبر 2008-نوفمبر 2009) على هذا الحدث، اتضح أن باراك أوباما وإن كان يعتبر الرجل الأقوى في العالم إلا أنه بالنسبة للوبي اليهودي مجرد واجهة جديدة للسياسة الأمريكية المسيرة يهوديا.
هذا الموقف نقلته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون –بعبارات دبلوماسية- إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عند زيارتها في بداية الشهر الجاري للأراضي الفلسطينية وإسرائيل، فقد قالت لمحمود عباس –حسب مصادر قناة "الجزيرة –نت" –"بأن الإدارة الأمريكية لم تستطع تليين الموقف الإسرائيلي من الاستيطان، وأن الضغوط الداخلية من اللوبي اليهودي يمنعها من اتخاذ خطوة إلى الأمام".
وكانت كلينتون قد أثنت على الموقف الإسرائيلي من الاستيطان في ندوة صحفية عقدتها في القدس مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بوصفها قرار إسرائيل وقف بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية باستثناء إكمال البناء في 3000 وحدة سكنية، بأنه "تنازل غير مسبوق"! رغم أن هذا الأمر كانت السلطة الفلسطينية قد رفضته، مصرة على التزام إسرائيلي بوقف كامل للاستيطان، حسب التزامات خارطة الطريق كشرط لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويبدو أن الضغط الأمريكي الذي فشل تماما مع إسرائيل قد تحول سريعا إلى الجانب الفلسطيني، حيث حذر الرئيس الأمريكي محمود عباس من مغبة وضع العراقيل في طريق المفاوضات، وهذا ما كان قد حدث في السابق مع الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي كان يعتبر حمامة سلام في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد أن رفض التنازل عن مدينة القدس في قمة "كامب ديفد" التي جمعت ياسر عرفات والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ورئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، أصبحت الإدارة الأمريكية والسلطة الإسرائيلية تعتبره إرهابيا خطيرا يجب التخلص منه.
الموقف الأمريكي الأخير يبدو أنه أوقع رئيس السلطة الفلسطينية في الحرج مما جعله يعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في فلسطين، وكان لموقف محمود عباس تأثير على حسابات الأنظمة العربية، التي عبرت عن قلقها من الموقف الأمريكي من الاستيطان الإسرائيلي، وأعلنت من خلال وزراء خارجية الدول المشكلة لمبادرة السلام العربية في اجتماعهم الأخير بالقاهرة على لسان وزير الخارجية القطري، أن "مبادرة السلام العربية لن تبقى مطروحة إلى الأبد" ولكن الموقف العربي لم يكن له صدى لا في إسرائيل ولا في أمريكا، لأنه جاء أشبه بشكوى العاجز اليائس منه إلى الإنذار القابل للتنفيذ!
فإسرائيل كانت –دوما- تعمل ولا تقول، وأحيانا تقول وتعمل، أما العرب فلم يصبح أحد يأخذهم على محمل الجد لأنهم يقولون ما لا يفعلون، وإذا فعلوا فهم لا يؤثرون!
كان العالم ينتظر موقفا عربيا يكون في مستوى الرد على العدوان الإسرائيلي الإجرامي البالغ الوحشية على سكان قطاع غزة، ولكن العرب فشلوا حتى على تحديد مكان انعقاد اجتماعهم، ولما اجتمعوا انقسموا، وخطف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأضواء بتصريحه في قمة الكويت بأن "المبادرة العربية لن تبقى على الطاولة إلى الأبد" وكان هذا التصريح من صاحب هذه المبادرة موقفا شجاعا متقدما. ولكن بعد أن انطفأت أضواء قمة الكويت وهدأت مشاعر الشارع العربي عاد العرب يؤكدون لمن يريد أن يسمع بأن السلام هو خيارهم الوحيد والاستراتيجي.
والجميع يعرف أن السلام عندما يكون مع العدو المحارب والمحتل والمتمادي في عدوانه لا يمكن أن يسمى إلا استسلاما، ورفعا للراية البيضاء والقبول بالهزيمة دون حرب!
أما بنيامين نتانياهو فهو لم يخف لا على الناخبين الإسرائيليين ولا على الفلسطينيين والعرب والأمريكيين بأن برنامجه الحكومي هو بناء المزيد من المستوطنات، والرفض المطلق لتفكيك المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م، ورفض قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؛ أما الأمريكيون فلم يغيروا رأيهم من قضية ضمان الأمن الإسرائيلي والمعاملة الخاصة لإسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي، بل إن الكونغرس الأمريكي المتصهين هو أكثر عداء وكراهية للعرب وللحق الفلسطيني من الكنيست الإسرائيلي نفسه، أما الاتحاد الأوروبي الذي يمثله مفوض السياسة الخارجية "خافيير سولانا" فقد صرح هذا الأخير في مؤتمر بالقدس عقد في الأشهر القليلة الماضية، بأنه يعتبر إسرائيل عضوا في الإتحاد الأوروبي حتى وإن كانت غير منضمّة إلى مؤسساته الرسمية.
فهل يمكن لهذه التركيبة الموالية لليهود (أمريكا والاتحاد الأوروبي) أن تضغط على إسرائيل لانتزاع الحق الفلسطيني من بين مخالبها؟!
وهل هناك ما يخيف إسرائيل من الموقف العربي إذا كانت معظم الأنظمة العربية تعتبر المقاومة "عملا عبثيا" وأحيانا تسميه "إرهابا"! وتعمل على محاصرة "حماس" و"حزب الله" حتى لا يتسببان في إشعال المنطقة باستفزاز إسرائيل؟!.