مشاهدة النسخة كاملة : الرّاكب و سائق الحافلة (( إدفع بالتي هي أحسن ))
⋟صقر☬الأندلس⋞
2018-10-01, 21:28
كانت الحافلة مملوؤة عن آخرها بالركاب القاعدين و القائمين ، و الطريق خارجها مزدحمة بالمركبات و المارة ، صبر السّائق كما صبر الركاب نفذ ، لقد انفجر غاضبا و انهالت يده على المقود محدثة رنّات متنوّعة عبر البوق صمّت آذان كل من كان في تلك الأرجاء ، ثم أخرج رأسه من النّافذة قائلا : واش حبّيتونا نباتوا هنا؟ أيّا سرّح سرّح مشّي مشّي .
ثم أخذ سيجارة علّها تخفّف عنه ذلك الغضب و تربّع رأسه كما يزعمون ؛ و ما هي إلّا ثوانٍ نطق أحد الركّاب كان يمكث غير بعيد عنه : يا خويا لعزيز راك في نقل جماعي طفي القارو ؛ إلتفت إليه مُقطّب الحاجبين : شعب كيما هذا الشراب - حشاكم - ما يكفيش معاه ، ردّ عليه الراكب قائلا : إتّق الله يا رجل ، ليجيبه السائق : معليه يا سيد الإمام ، كاش ما خلّاولنا عقل ، يا سيدي ديرني مجنون .
انطلقت الحافلة بعد طول انتظار لتصل المحطّة الموالية ، نزل ذلك الرّاكب و لم يلبث أن رجع و في يده قطعة شكولاطة ، أهداها للسّائق قائلا : تفضّل يا أخي غيّر بها مذاق فمك ، إبتسم السّائق شاكرا إياّه على حسن تعامله و طيبته ، معتذرا له عمّا بذر منه في لحظة غضب .
نواجه في حياتنا مواقف كثيرة ، علينا ألا نتركها تمر هكذا دون التمعُّن فيها و التعلم و أخذ العبرة منها ، و هذا الحدث ما هو إلّا تذكرة و دعوة لمعاملة النّاس بالحسنى و المحبّة و الأخلاق الحسنة .
ابن الجزائر11
2018-10-01, 22:04
بارك الله فيك أخي على سرد الواقعة التي تقطر عِبرا
نعم إنها ثمرة مقابلة الغضب بالحلم والسيئة بالحسنة وفي نهاية المطاف تولد الأخوة والصداقة وتندثر العداوة وتتلاشى في بحر المودة .
مثل هذا الفن الفريد مفقود أو شبه مفقود في مجتمعنا وله أهله طبعا وخاصته , فمنهم من ينقذ بحارا خرق سفينته بيده وسط أمواج كالجبال ليعود به سالما إلى الساحل
ونقيضه من يغرق البحار وسفينته ويغرق معهما فشتان شتان ...
فقد كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في مثل هذه المواقف الجليلة التي صنعت أبطالا وأحيتهم بعد موات .
مُحمد رازي
2018-10-01, 22:57
ما أحوجنا فعلا لأخذ العبر و الدروس من المواقف الحياتية التي نصادفها في طريقنا و قبل ذلك أن نكون نحن القدوة ليعتبر الآخرون من تصرّفاتنا و معاملاتنا و ما يظهر من أخلاقنا كما هو الحال بالنسبة لهذا الراكب الطيّب الذي وسّع باله و أخذ بقاعدة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، لأنه ما الفائدة من أن تقرأ حديثا شريفا أو تحفظ آية من القرآن و عندما يضعك الله في موقف كهذا لا تعمل بما تعلمت فيصبح حجة عليك
بارك الله فيك على الموضوع القيّم و الهادف
سَامِيَة
2018-10-01, 23:02
جزاكم الله خيرا
وقطعة الشوكولاطة تلك ربما كانت في ظاهرها لتغيير المذاق ولكنها في الأعماق عربون تناصح وكما قلتم دفع بالتي هي أحسن
ومن يدري !! ربما ستغير كثيرا من طريقة تفكير ذاك السائق وربما تكون ذكراها خير تذكرة له.
⋟صقر☬الأندلس⋞
2018-10-02, 09:09
بارك الله فيك أخي على سرد الواقعة التي تقطر عِبرا
نعم إنها ثمرة مقابلة الغضب بالحلم والسيئة بالحسنة وفي نهاية المطاف تولد الأخوة والصداقة وتندثر العداوة وتتلاشى في بحر المودة .
مثل هذا الفن الفريد مفقود أو شبه مفقود في مجتمعنا وله أهله طبعا وخاصته , فمنهم من ينقذ بحارا خرق سفينته بيده وسط أمواج كالجبال ليعود به سالما إلى الساحل
ونقيضه من يغرق البحار وسفينته ويغرق معهما فشتان شتان ...
فقد كان صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في مثل هذه المواقف الجليلة التي صنعت أبطالا وأحيتهم بعد موات .
إنها حقا مواقف مؤثرة تشعرنا بأن مجتمعنا لا يزال بخير رغم ما يقال و نسمع .
⋟صقر☬الأندلس⋞
2018-10-02, 09:15
ما أحوجنا فعلا لأخذ العبر و الدروس من المواقف الحياتية التي نصادفها في طريقنا و قبل ذلك أن نكون نحن القدوة ليعتبر الآخرون من تصرّفاتنا و معاملاتنا و ما يظهر من أخلاقنا كما هو الحال بالنسبة لهذا الراكب الطيّب الذي وسّع باله و أخذ بقاعدة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ، لأنه ما الفائدة من أن تقرأ حديثا شريفا أو تحفظ آية من القرآن و عندما يضعك الله في موقف كهذا لا تعمل بما تعلمت فيصبح حجة عليك
بارك الله فيك على الموضوع القيّم و الهادف
أشرت إلى نقطتين مهمتين في مشاركتك الطيبة ، صدقت علينا و بكل إخلاص أن نكون قدوة لغيرنا ، و أن نعمل بما علمنا ، و إن لم نعلم علينا أن نعلم .
⋟صقر☬الأندلس⋞
2018-10-02, 09:18
جزاكم الله خيرا
وقطعة الشوكولاطة تلك ربما كانت في ظاهرها لتغيير المذاق ولكنها في الأعماق عربون تناصح وكما قلتم دفع بالتي هي أحسن
ومن يدري !! ربما ستغير كثيرا من طريقة تفكير ذاك السائق وربما تكون ذكراها خير تذكرة له.
يقال : لا تحقرن من المعروف شيئا ، فلربما تصرف بسيط جدا ، ينوّر عقل إنسان و يحوله 360 درجة .
بارك الله فيك أختي سامية .
Hamoudi.chemssou
2018-10-14, 22:14
شكرا بارك الله فيك
الأمنيات
2018-10-16, 22:38
التعامل بالحلم والصفح هي صفات المؤمن ،،،لكن لم تعد موجودة في حياتنا اليوميه الا نادرا
مثل هاذا التصرف نادر ما نلاحظه اظنه سيخلد في ذاكرة ذلك السائق وربمى سيتغير الى الاحسن
ربي يصلحنا ويهدينا
بارك الله فيك
خاطرة قلم
2018-11-07, 11:56
الحمدلله مزال كاين الخير في بلادنا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir