مشاهدة النسخة كاملة : حوار بين الشيخ الألباني والشيخ عبد المحسن العباد حول صيام يوم السبت
نقاش بين الشيخ الألباني والشيخ العباد حول حكم صوم السبت فيالتطوع
حوار بين الشيخ الألباني والشيخعبدالمحسنالعباد حولصياميومالسبت
الألباني: نعم . . الشيخعبدُ المُحسن عنده شيء . . تفضل . .
العبَّاد: عن موضوع صياميوم السبت . . أنت تقول أنَّه لا يُتطوع فيه مُطلقاً أو إذاأُفرد؟
- مُطلقاً؛ إلا في الفرضكما قال، لا أفرق بين إفراده وبين ضمِّه إلى يوم قبله أو يوم بعده، ذاكراً والحمدلله حديث جويرية: ((. . . هل صمت قبله. . هل تصومين بعده؟ قالت: لا)).
- الجُمعة . .
- الجمعةنعم؟
- الذي بعدهيوم السبت.
- أنا أقول أنه هذا الحديثمع الذين يقولون بجواز صومه مقروناً بغيره؛ فيوم الجُمُعة . . إذا صام يوم الجمعةصام يوم السبت، هذا حديث جُويرية صريح في هذا ولكننا نجيب بما سبق حول المسألةالمتعلقة بقوله عليه الصلاة والسلام: ((لا يقطع الصلاةشيء)).
- لا أناأريد بس ما يتعلق بيوم السبت؛ يعني هل يُتطوع به مقروناً إلىغيره؟
- لا لا، أقول لا بارك اللهفيك، ولكن قصدت بكلامي في رجوعي إلى البحث السابق أنَّ حديث جويرية يبيح وحديث لاتصوموا يحظر فيقدم الحاظر على المبيح هذا الذي قصدت إليه حينما رجعت إلى الموضوعالسابق.
- بس ألا يُحمل حديث النهيعن صيام يوم السبت، على إفراده بالصيام؟
- الرسول -عليه الصلاة والسلام- كما لا يخفاكم وأنتمأهل اللغة العربية ومنكم نتعلم، هو قال -عليه السلام-: ((لا تصوموا يوم السبت إلافيما افترض عليكم))، إلا فيما افترض عليكم . .
- بس ألا يُحمل علىالانفراد؟
- لا، لأنه ناقضٌللاستثناء، ثم ماذا يقول أهل العلم فيما إذا اتفق يوم السبت مع يوم عيد، لنفترضمثلاً صوم يوم عرفة بعده يليه صوم يوم السبت، صوم يوم عرفة معروف فيه الفضل لدىطلاب العلم فضلاً عن أمثالكم، فيشرع صيام يوم السبت على الخلاف المعروف لمن كان فيعرفة مثلاً السنة ألا يصوم وإنَّما هذه الفضيلة بالنسبة لمن ليس في عرفة، المهم جاءيوم عرفة موافقاً ليوم الجمعة، ثم جاء بعده يوم العيد يوم سبتٍ، فهل يجوز صيام يومالجمعة نظراً إلى كونه يوم عرفة وصيام يوم السبت الذي هو يوم العيد ونعلم جميعاًأنَّه منهي عنه، بحجة أننا لا نصوم يوم السبت مفرداً لأن الحديث خاصٌ فيما إذا صيممفرداً؟ ما أعتقد أن أحد من أهل العلم في مثل هذه الصورة -وهي ليست خيالية- بل قديتفق في كثير من الأحيان أن يكون يوم الجمعة يوم عرفة، والذي يليه بطبيعة الحال هويوم سبت، فهل نقول بجواز صوم هذا اليوم لأننا صمنا يوم الجمعة، وبحجة أنَّه يومعرفة؟ ما أظن أن أحداً يجيز هذا . .
- بس لأنه حرام صوم يومالعيد . .
- إذا سمحت . . هذا كلامكميلتقي مع كلامي، حين أقول: ما أظن أن أحداً يقول بجواز هذا الصيام، ولكن إذا كانالأمر كذلك؛ فإذن التعليل بالإفراد ليس سليماً، تعليل النهي بالإفراد ليس سليماً،لأنَّه هنا لم يُفرد، ما هو الجواب؟ هو ما تفضلتم به أن النهي عن صيام يوم العيدمعروفٌ؛ طيب ما الفرق -بارك الله فيكم- بين نهي ونهيٍ؟ أنا أقول الجواب: الفرق أنَّالنهي عن صوم يوم العيد معروف عند عامة العلماء بل وعامة طلاب العلم، أمَّا النهيعن صيام يوم السبت؛ فهذا كان مجهولاً، كان مطوياً، كان نسياً منسياً، هذا هو الفرق،وإلا نهي الرسول عليه السلام هنا وهناك واحد، بل أقول إنَّ نهيه عن صيام يوم السبتآكد من نهيه -عليه الصلاة والسلام- من صوم يوم العيد، ذلك لأنَّ نهيه المتعلق بصوميوم العيد لا شيء أكثر من هى رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- عن صوم يوم العيد،أمَّا النهي عن صوم يوم السبت فمقرونٌ بعبارةٍ مؤكدةٍ لهذا النهي، ألا وهو قوله -عليه الصلاة والسلام- : ((ولو لم يجد أحدكم إلاَّ لحاء شجرة فليمضغه -أي فليثبتإفطاره لهذا اليوم اتباعاً لأمر الرسول -عليه السلام- هذا التأكيد إن لم يجعل نهيه -عليه السلام- عن صيام يوم السبت أرقى وأعظم وأخطر من صيام يوم العيد، فعلى الأقلأن يجعله مساوياً له؛ فلماذا أخيراً يُفرِّقُ أهل العلم بين صيام يوم السبت فيقولوننحمل الحديث على الإفراد، ولماذا لا تحملون النهي عن صيام يوم العيد على الإفراد؟ذلك لأن النهي حاظرٌ والحاظر مقدمٌ على المبيح، هذه وجهة نظري فيالمسألة.
- الحديث، حديث جويرية ألا يبيِّن أنَّ المقصود من قوله: ((لا تصوموا يوم السبت إلافيما افترض عليكم))، خاصٌ فيما إذا أفرد، لأن حديث جويرية دل أنها صامت يوم السبتمقروناً مع الجمعة، ثم أيضاً قول الرسول -صلى الله عليه وسلَّم-: ((من صام رمضانوأتبعه ستاً من شوَّال))، إذا صادف لمصلحة يوم السبت ألا يواصل الإنسان الصيام؟ويكون يعني صام ستاً متوالية وفيها يوم السبت، وكذلك الأيام البيض إذا جاءت واحدةمنها يوم السبت، أو وافق يوم عرفة؟
- هذا في اعتقادي بعضهإعادة للكلام السابق، قلنا عن حديث جويرية أنه مبيحٌ، وحديث النهي عن صوم يوم السبتحاظر، والحاظر مقدمٌ على المبيح، صيام ست من شوَّال لا شك أن هذا الصوم معروفٌفضله، ولكن إذا صدف أنَّ أحد أيام الست هذه اتفق أنَّه يوم سبتٍ، - وأنا شايفالأستاذ هناك ذاهب وقايم وكأنَّه يعني ينتظرنا فاصبر علينا ويعني ما صبرك إلابالله- فأقول: إن الذي يريد أن يصوم السبت -كما تقولون- تبعاً ليس إفراداً، أمَّاأنا فأصوم الأيام الست؛ فإذا اتفق فيها يوم سبتٍ لم أصمه، إذا اتفق يوم جمعة معالخميس صمته، أمَّا إذا اتفق في هذه الأيام الست يوم سبت فلا أصومه، وفي زعمي وأعنيما أقول- أنا خيرٌ وأهدى سبيلاً وأقوم قيلاً حينما لا أصوم يوم السبت من ذاك الذيصوم يوم السبت، كيوم من الأيام الست، لماذا؟ لأنني لم أترك صيام يوم السبت هوىً،وابتداعاً في الدين وإنَّما تركته لله تبارك وتعالى ورسول الله -صلى الله عليهوسلَّم- فيقول كما تعلمون: ((من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه))، فإذاً أنامفطر، خير من ذاك الصائم، لأنني تركت صوم هذا اليوم لله -عزَّ وجل- والشاهد باركالله فيكم، أن نتذكر ما ذكرناه من المثال الواضح، الذي لا يقبل جدلاً مطلقاً، إذااتفق يوم عيد مع يوم فضيلة، هل نصومه؟ الجواب: لا، توجيه هذا الجواب فقهياً ما هو؟ليس هناك إلا قاعدة الحاظر مقدم على المبيح، إن كان عند أهل العلم جواب غير هذا؛فيمكن أن نُعدل رأينا في صيام يوم السبت، أمَّا أن نقع في حيص بيص -كما يقال- فمرَّةً نبيح صيام يوم نهى عن صيامه الرسول -عليه الصلاة والسلام- نهياً مُطلقاً،وخصص إلا فيما افترض عليكم؛ فنقول: وإلاَّ مقروناً بغيره، نتمسك بماذا؟ بأصل، بنصمبيح، لكن هنا النص حاظرٌ، وحاصرٌ إلاَّ فيما افترض عليكم، فصوم يوم العيد إذا صدفيوم فضيلة صوم يوم عرفة إذا صدف يوم فضيلة هل نصومه مع مخالفة النص الناهي؟ نقول: لا، مفرداً؛ نقول: لا، لماذا؟ لأن النهي مقدم على المبيح، الحاظر مقدم على المبيح،إذاً الذي أجد نفسي مطمئناً أن لا أكون مضطرباً في فقهي في علمي، تارةً أستبيح مانهى عنه الشارع، بدعوى القرن مع يوم آخر، وتارةً لا أعتد بهذا، مع أنَّ الحكمواضحًٌ تماماً.
- التوفيق بين الأدلة، لاتصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، وقوله: أتصومين غداً ؟ قالت: لا، قال : فأفطري. حديث جويرية.
- بارك الله فيك، أقول: هذه إعادة، أنا أعرف أنَّهم يقصدون التوفيق، ولكنلماذا يخرجون عن هذا التوفيق في صوم يوم العيد؟ الجواب منهيعنه.
- نقول: لا يصامأبداً.
- ليش ياسيدي؟ هذا كلام، لكن الجواب العلمي ما هو؟ لأنه نهى الرسول عنه. قلت آنفاً ما هوالجواب العلمي؟ الحاظر مقدم على المبيح، أمَّا أن نقول: نُهي عنه، فالجواب مُقابلبمثله، أيضاً يوم السبت نهي عنه، وقلنا آنفاً: النهي عن يوم السبت أدق، من نهيه عنصوم العيد، لأنَّه قال إلا في ما افترض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء شجرةفليمضغه، هذا ليس طعاماً، لحاء الشجرة، القشر الذي لا نداوة فيه، ولا حلاوة ولا شيءإطلاقاً، ولكن ليثبت عملياً تطاوعه مع النص النبوي الكريم، فهو يأكل ويمضغ هذااللحاء تحقيقاً لنهي الرسول -عليه السلام- .
مداخلة من أحد الجالسين: بسانت يا شيخ ترى أنه يوم عرفة لو صادف السبت فإنَّه لايصام!
الألباني: سبحانالله!
- السنةأنَّه لا يصام.
- كيف لا؟ لا يصام، وماذانتكلم؟
- تفوتعلى المسلمين خيراً كثيرا!
- لقد نسيتَ ما قلناهآنفا.
- لا لم أنسه . .
- لانسيته!
- لم أنسه . .
- إذاً أثبتلي، ما هو الذي زعمت أنا أنك نسيته؟ هاته؟
- الجمع بين النصوص . .
- لا لا، ليس هذافقط . .
- الجمع بين النصوص أولى،يعني أنت يا شيخ قبل قليل، كنت تُذكر على هذه القاعدة، وألا يُلجأ إلى تفويت نصوإبطال العمل به إلا في أحلك المضايق، الآن أبطلنا الحديث الصحيح في ال. .
- سامحك الله! لا تقل أبطلنا، لا تقل هذا.
- إذا وافق يوم عرفة يوم سبت . .
- لا هذِّب لفظك،هذب لفظك، مع الحديث، لا تقل . .
- كلام العلماء -رحمهمالله- في التعبير عن . .
- أنت الآن -بارك الله فيك- جئت بشيء جديد غير ما تفضل به الشيخ عبد المُحسن؟
- بل أؤكدعليه.
- ما جئتبجديد.
- لم أئتبجديد.
- لكن الشيء الجديد أنكألغيت بعض كلامي السابق، بل على تعبيرك ولسان حالك يقول: هذه بضاعتنا ردَّت إلينا،أبطلت أنت قوله عليه السلام: ((من ترك شئاً لله عوضه الله خيراً منه))، نحن تركناصيام يوم عرفة في مثالك لله -تبارك وتعالى-؛ فهل تظن ظن السوء بالله -عزَّ وجل- أنَّه لا يكافينا بخير مما يكافي الصائمين ليوم عرفة وأنا تركته لله، هذا الذي قلتلك أنك نسيته . .
- ما نسيته يا شيخ، لا لمأنسه.
- ولكن لماطلبتك ما أبديت.
مُداخلٌ آخر: المثال الذي يعني الشيخ ذكره من أنه يوم العيد يعني لو وافقيوم الإثنين، أو يوم الخميس، الحقيقة يعني أنَّ هذا، يجعل . . وإن كنت سابقاً يعنيلا أتفق مع الشيخ، ولكن هذا الاستدلال الآن . .
- الألباني: لا هذا واضحبارك الله فيك، لكن الناس يغلب ..
- ولكن هذا صيام فضيلة واضح جداً، إذا وافق يوم عيد لايُصام . .
- مُداخلمن شخص يجلس بعيداً عن المسجل: هذا ينطبق على قاعدة الحاظر مُقدمٌ على المبيحتماماً.
الألباني: لا مش تماماً، مشتمام، وإنَّما تارةً وتارة.
العبَّاد: فضيلة الشيخ -حفظكم الله- لا أدري هل تعلمون أحداً من العلماء قال: لا يجوز صيام يوم السبتتطوُّعاً مُطلقا لا منفرداً ولا مقروناًبغيره؟
الألباني: أولاً أقول لكم، إن كنت تعتبر راوي الحديث من العلماء، فالجوابنعم.
العبَّاد: أقول غيركم منالقدماء.
الألباني: نعم، أقول: راوي الحديث، الصحابي.
العبَّاد: لا بس الصحابي ماقال أنَّه فهم كفهمكم.
- ماذاقال؟
- جابالحديث ويمكن أن يكون محمولاً على ما يتفق مع حديثجويرية.
- لا ليس كذلك، أنا أعنيشيئاً آخر، وهو أنَّه يقول: إنَّ الذي يصوم يوم السبت، لا صام ولاأفطر.
- هذامحمول يعني على أنه إذا أفرده بالصيام.
- هذا محمول عندك.
- أمَّا نحن نتكلمعنده.
- وعند غيره أيضاًكذلك.
- لا لا،أنا أقول عن راوي الحديث. هذا المحمول هو عندك، ما فيهخلاف.
- رواي الحديث . . هذا لاينطبق إلا على من يقول يعني قضى يعني شيء واجب عليه، وأمَّا إذا كان [كلام سريع] فقضى شيئاً يعني واجباً عليه فلا يتطوع به إلا مقروناً مع غيره كيومالجمعة.
- على كلحال، ما تؤاخذني يا شيخ عبد المحسن. .
- لا ما فيهمؤاخذة.
- إذاقلت أنَّ هذا تكرار بارك الله فيك، أنت الآن أخيراً سألتني: هل قال أحدبهذا؟
أنا أقول نعمقال به كثير من المتقدمين والمتأخرين، لكنني علوت فرجعت إلى راوي الحديث، وقلت إنهقال: (( بأنَّ الذي يصوم يوم السبت لا صام ولا أفطر))، وهذا اقتباسٌ منه من قولهعليه الصلاة والسلام في من صام الدهر: (( لا صام ولا أفطر))، فهل تأمرون صائم الدهربأن يصوم أم بأن يفطر؟ لا شك بأن قولكم في هذه المسألة أنكم تأمرونهبأن لا يصومالدهر . .
مقاطعٌيتكلم: الحديث . .
الألباني: إذا سمحت، إذاسمحت، الكلام الآن مع الشيخ عبد المحسن.
المقاطع: تفضل . .
الألباني: ما أظن أنكم تخيرون، أو بالأحرى أنَّكمترجحون صيام يوم الدهر لانَّه صيام وتقرُّب إلى الله -عزَّ وجل- مع علمكمبقوله-عليه السلام-: ((من صام الدهر فلا صام ولا أفطر))؛ فإذن صيام الدهر مرجوحٌ،كذلك حينما نعود إلى راوي الحديث فيقول: (( من صام يوم السبت فلا صام ولا أفطر))،فماذا نفهم من هذا الحديث؟ أنَّه يحض على صيام يوم السبت؟ أم علىإفطاره؟
- العبَّاد: على إفطاره إذا أفرده، يعني الإفراد فعليه أنيفطر.
- يا شيخ أنت -جزاك الله خير- تفرض على راوي الحديث ما هو قائمٌ فيذهنك.
- العبَّاد مقاطعاً: . .
- إذا سمحت،معليش، أنا أريدك أن تأتي بعبارة تضمها إلى عبارة هذا الراوي تلتقي هذه العبارة مععبارتك، أمَّا أن تحمل قوله على عبارتك أنت، فهذا تحميلٌ للعبارة ما لا تتحمل، علىأني أقول أخيراً، قول الرسول -عليه السلام- أبلغ عندي وأفصح وآكد في النهي من قولهذا الراوي، لكن الراوي نستطيع أن نقول: تفنن في التعبير، ولفت النظر إلى قولالرسول -عليه السلام- : ((من صام الدهر فلا صام ولا أفطر))، تفنن في التعبير: أيليس له أجر، وليس له ثواب، هذا الكلام من هذا الرواي انا في الحقيقة مما يفيدنيجداً، ويُفضل إفطاري على صيام الآخرين، ذلك لأن هذا الصحابي يقول: صيام الآخرينكصيام الدهر، لا صام ولا أفطر، أمَّا أنا فتركت صيام يوم السبت لله، فالله يعوضنيخيراً منه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مُداخل: حديث صيام يوم وإفطار يوم ما يختلف علىهذا؟
الألباني وهو يقوم منالمجلس: بارك الله فيك، لا تزال تدور في النصوص العامة، في فلك النص العام، النصالعام تطرأ عليه النصوص، وهذا ما كنا نتكلمفيه.
الألباني: أعتذر عن الشيخ فإني تقدمت بين يديك.
العبَّاد: وأنت أكبر منيسناً وعلماً"
انتهى بحمد الله
م
ن
ق
و
ل
جزائرــــية
2009-11-19, 12:01
سلمت يمناك أخي على النقل المميز
بارك الله فيييييييك
فريد_2007
2009-11-22, 03:16
بارك الله فيك
بارك الله فيك
وفيك بركة اهي الفاضل
شكرا على النقل الطيب
أخي
طيب الله ثراك وجعلك من اهل الجنة
سلمت يمناك أخي على النقل المميز
بارك الله فيييييييك
جزاك الله بما يحبه لعباده المؤمنين
أبو جابر الجزائري
2009-11-24, 00:36
بارك الله فيكم أخي الحبيب رشيد ، كما يسرنّي أن ألتقي بك مرة أخرى.
أرجوا أولا منكم إصلاح اللصق الواقع في كلمات الموضوع حتى لا يذهب عن الموضوع رونقه
أما فيما يخص الحوار الماتع بين مجدد العصر والشيخ الفاضل عبد المحسن العباد، فإني تمنيتُ لو تطرق حوارهما إلى صحة حديث النهي عن الصيام.
وذلك أن الحديث ضعفه أغلب علماء الصنعة من المتقدمين والمتأخرين سندا ومتنا.
بالنسبة للسند فقد وقع فيه اضطراب عن الراوي عبد الله بن بسرة:
مخرج الحديث من حمص، واختلف أهلها في رواية الحديث عن عبدالله بن بسر على أوجه كثيرة، فرواه عنه خالد بن معدان، واختُلف عليه، فرواه عنه ثور بن يزيد، وعامر بن جشيب، ولقمان بن عامر، واختُلف على كل منهم.
أما ثور فروى جماعة عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورُوي عنه عن خالد، عن عن ابن بسر، عن أمه الصماء.
ورُوي عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن عمته.
والمحفوظ عن ثور الرواية الأولى.
أما عامر بن جشيب فاختلف نفس الرواة في الإسناد إليه عن خالد، عن ابن بسر مرفوعا،
ومن الرواة عن عامر: لقمان بن عامر، ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بسر، عن خالته الصماء،
ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بُسر، عن أخته. ليس فيهما عامر بن جشيب.
وهذه الطرق الثلاثة اختلف فيها بقية بن الوليد والزبيدي الحمصيان.
واختلف على الزبيدي سوى ما سبق، فرُوي عنه عن فضيل بن فضالة، عن خالد، عن ابن بسر، عن أبيه، وهذا منكر.
وروي عنه، عن فضيل، عن ابن بسر، عن خالته الصماء. ليس فيه خالد بن معدان.
وثمة طريق رابع إلى خالد بن معدان، رواها عنه داود بن عبيد الله، عنه، عن ابن بسر، عن أخته، عن عائشة مرفوعا، وهذا منكر.
فالرواية عن خالد بن معدان مضطربة، وأمثلها رواية ثور عنه.
ورُوي الحديث عن حسان بن نوح، واختُلف عليه:
فروي عنه عن عبدالله بن بسر مرفوعا،
ورُوي عنه عن عمرو بن قيس، عن عبدالله بن بسر،
وروي عنه عن أبي أمامة مرفوعا.
لذا قال النسائي : حديث مضطرب - أي ضعيف - وهو قول الحافظ ابن حجر أيضا
أما بالنسبة لمتن الحديث فلإنه يخالف أحاديث كثيرة صحيحة منها :
-حديث جويرية في جواز صيام يوم الجمعة إذا اقترن بصيام يوم السبت
-حديث صيام ثلاث أيام من كل شهر
-حديث صيام داود ـ يصوم يوما ويفطر يوما
-حديث صيام عرفة وعاشوراء
-حديث صيام الستة من شوال
فوجه الإستدلال: أنه لو كان صيام يوم السبت لا يجوز، لنبه الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر، لما تقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، بل حديث جواز يوم السبت مع الجمعة صريح في جواز يوم السبت.
قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله ـ أي الإمام أحمد ـ في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بسر.
ولذا قال أبو داود السجستاني صاحب السنن عن حديث النهي عن صيام السبت : حديث منسوخ نَسَخه حديث جويرية- في صيام الجمعة السبت ـ
بل ذهب الإمام مالك إلى أنه حديث مكذوب ، وتُعُقب في ذلك.
وقال الزهري : حديث حمصي ـ إشارة إلى ضعفه ـ .
قال الأوزاعي: ما زلتُ له كاتما حتى رأيتُه انتشر.
قال الإمام أحمد : فكان يحيى بن سعيد القطان ينفيه، وأبى أن يحدثني به،
الخلاصة : أن الحديث لايصح لاضطرابه فإن سلم فهو شاذ أو منسوخ للأحاديث الصحيحة المعارضة، بل لطعن الإئمة الفطاحل أصحاب الفن
من المتقدمين خاصة.
والله أعلم
المرجع بتصرف:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223)
sousou24
2009-11-24, 06:52
http://img695.imageshack.us/img695/5414/d8b4d983d8b1d8a7d984d98.gif
كما احييك بدوري وجزاك الله كل خير
بارك الله فيكم أخي الحبيب رشيد ، كما يسرنّي أن ألتقي بك مرة أخرى.
أرجوا أولا منكم إصلاح اللصق الواقع في كلمات الموضوع حتى لا يذهب عن الموضوع رونقه
أما فيما يخص الحوار الماتع بين مجدد العصر والشيخ الفاضل عبد المحسن العباد، فإني تمنيتُ أن يتطرق حوارهم إلى صحة حديث النهي عن الصيام.
وذلك أن الحديث ضعفه أغلب علماء الصنعة من المتقدمين والمتأخرين سندا ومتنا.
بالنسبة للسند فقد وقع فيه اضطراب عن الراوي عبد الله بن بسرة:
مخرج الحديث من حمص، واختلف أهلها في رواية الحديث عن عبدالله بن بسر على أوجه كثيرة، فرواه عنه خالد بن معدان، واختُلف عليه، فرواه عنه ثور بن يزيد، وعامر بن جشيب، ولقمان بن عامر، واختُلف على كل منهم.
أما ثور فروى جماعة عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورُوي عنه عن خالد، عن عن ابن بسر، عن أمه الصماء.
ورُوي عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن عمته.
والمحفوظ عن ثور الرواية الأولى.
أما عامر بن جشيب فاختلف نفس الرواة في الإسناد إليه عن خالد، عن ابن بسر مرفوعا،
ومن الرواة عن عامر: لقمان بن عامر، ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بسر، عن خالته الصماء،
ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بُسر، عن أخته. ليس فيهما عامر بن جشيب.
وهذه الطرق الثلاثة اختلف فيها بقية بن الوليد والزبيدي الحمصيان.
واختلف على الزبيدي سوى ما سبق، فرُوي عنه عن فضيل بن فضالة، عن خالد، عن ابن بسر، عن أبيه، وهذا منكر.
وروي عنه، عن فضيل، عن ابن بسر، عن خالته الصماء. ليس فيه خالد بن معدان.
وثمة طريق رابع إلى خالد بن معدان، رواها عنه داود بن عبيد الله، عنه، عن ابن بسر، عن أخته، عن عائشة مرفوعا، وهذا منكر.
فالرواية عن خالد بن معدان مضطربة، وأمثلها رواية ثور عنه.
ورُوي الحديث عن حسان بن نوح، واختُلف عليه:
فروي عنه عن عبدالله بن بسر مرفوعا،
ورُوي عنه عن عمرو بن قيس، عن عبدالله بن بسر،
وروي عنه عن أبي أمامة مرفوعا.
لذا قال النسائي : حديث مضطرب - أي ضعيف - وهو قول الحافظ ابن حجر أيضا
أما بالنسبة لمتن الحديث فلإنه يخالف أحاديث كثيرة صحيحة منها :
-حديث صيام الجمعة السبت
-حديث صيام ثلاث أيام من كل شهر
-حديث صيام داود ـ يصوم يوما ويفطر يوما
-حديث صيام عرفة وعاشوراء
-حديث صيام الستة من شوال
فوجه الإستدلال: أنه لو كان صيام يوم السبت لا يجوز، لنبه الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الأمر، لما تقرر أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، بل حديث جواز يوم السبت مع الجمعة صريح في جواز يوم السبت.
قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بسر.
ولذا قال أبو داود السجستاني صاحب السنن عن حديث النهي عن صيام السبت : حديث منسوخ نَسَخه حديث جويرية- في صيام الجمعة السبت ـ
بل ذهب الإمام مالك إلى أنه حديث مكذوب ، وتُعُقب في ذلك.
وقال الزهري : حديث حمصي ـ إشارة إلى ضعفه ـ .
قال الأوزاعي: ما زلتُ له كاتما حتى رأيتُه انتشر.
قال الإمام أحمد : فكان يحيى بن سعيد القطان ينفيه، وأبى أن يحدثني به،
الخلاصة : أن الحديث لايصح لاضطرابه فإن سلم فهو شاذ أو منسوخ للأحاديث الصحيحة المعارضة، بل لطعن الإئمة الفطاحل أصحاب الفن
من المتقدمين.
والله أعلم
المرجع بتصرف:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله أخي الفاضل أبو جابر الجزائري (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=77034)
أحييك على التدخل اللطيف منك والتوضيح المحترم إلا أن يا أخي تعليقك على هذا الموضوع كان في غير محله لان الشيخان لم يتحاورا على ضعف الحديث أو صحته لان هذا في علمها انه مفروغ منه لو كان كما توصلت إليه لسقط الاستدلال به ولكن كان الكلام بينهما على جواز صوم يوم السبت مقرونا أو لا.
أولا : ليس كل حديث فيه علة يترك و إن صح طريق من طرقه أو ارتقى لغيره
ثانيا إن الاضطراب نوع من أنواع الأحاديث الضعيفة ولكن له عدة إحكام إذا سلم طريق منه وثبتت صحته كان حجة له
ثالثا: ليس كل حديث ضعيف يبقى على حاله وان تعددت طرقه وخرج من الأنواع التي لا يجبر كسره
رابعا :أقوال أهل العلم في حديث ما وهي على الكيفية التي وصلت إليه عند النظر في سنده ومتنه
خامسا :قدح العالم فيه لا يعني انه ليس صحيح لان الطريق الذي وصل إليه يرى انه ضعيف كما جاء عنهم إن صح الحديث فهو مذهبي
سادسا: لو اخذ أهل العلم بان كل حديث جاء بطريق ضعيف ضعفت كل طرقه ما وجد الصحيح لغيره والحسن لغيره
سابعا :عند علماء الحديث قاطبة يقدم الحاظر على المبيح وهذه قاعدة من قاعدة علم الحديث
ثامنا الحديث صحيح وصريحا في عدم الصوم يوم السبت إلا في الفرض هنا تسقط كل الافتراضات
وجزاك الله خيرا اخي
أبو جابر الجزائري
2009-11-26, 01:56
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الحبيب رشيد
بارك الله فيك على الإطراء الجميل، سائلا المولى أن يجزيك كل خير
فلقد سُررتُ كثيرا للإحاطتك بعلم الحديث ، فربي يحفطك ويزيك علما ، آمين.
كما أرجوا من أخي العزيز رشيد أن يتقبل مني هذه الملحوظات :
يا أخي تعليقك على هذا الموضوع كان في غير محله لان الشيخان لم يتحاورا على ضعف الحديث أو صحته لان هذا في علمها انه مفروغ منه
عفى الله عنّى وعنك أخي وابن بلدتي :
كنتُ أعلمُ أنهما لم يتطرقا إلى صحة ولكني قلت :
أما فيما يخص الحوار الماتع بين مجدد العصر والشيخ الفاضل عبدالمحسن العباد، فإني تمنيتُ لو تطرق حوارهم إلى صحة حديث النهي عن الصيام
وذلك أن الحديث ضعفه أغلب علماء الصنعة من المتقدمين والمتأخرين سندا ومتنا.
فأردتُ أن من خلال مشاركتي إثراء الموضوع من خلال تسليط الضوء ـ من باب إفادة القراء لأني أعلم أن كثير من إخواني لم يطلعوا على أقوال الذين ضعفوا الحديث ـ إلى مسألة جوهرية في صيام يوم السبت، وهي تستحق التوضيح وهو أن الأمر لا يتعلق فقط بإفراد السبت من عدمه، بل أن الذين قالوا بعدم جواز السبت مفردا أو مقرونا قد بنوا ذلك على حديث جرحه أغلب علماء الحديث بخاصة القدماء منهم الذين هم المرجع الأول في تصحيح وتضعيف الحديث وهم :
الإمام مالك،
الإمام أحمد،
يحي بن سعيد القطان،
الزهري،
أبو داود السجستاني،
النسائي،
الأوزاعي
ثم أوضحتُ أن سبب تضعيف الحديث هو اضطراب الراوي فمرة :
يروى الحديث عن أخته الصماء
ومرة عنه عمته الصماء ،
ومرة عن أمه ،
ومرة عن خالته،
ومرة يرفعه مباشرة للنبي صلى الله عليه وسلم
ومرة يوقفه عن نفسه
وغير ذلك من الاضطرابات التي سبق ذكرها
فعدم ضبط الراوي ـ وإن كان ثقة ـ في هذه الرواية جعل أهل الفن يحكمون على الحديث بالضعف.
وممّا يأكد ذلك، أن هذا الحديث خالف أحاديث كثيرة صحيحة صريحة أو ضمنيه إلى جواز صيام السبت
قولكم لان هذا في علمها انه مفروغ منه
بالنسبة للشيخ عبد المحسن العباد، يجب التأكد من موقفه من تصحيح الحديث ذلك أني وجدتُ أنه لم يصرح بتصحيح حديث يوم السبت عند شرحه لسنن الترمذي بل اكتفى بقوله هناك من صحح الحديث وهناك من ضعفه ولم ينتصر لمن صحح الحديث ، حيث قال : ورد فيه ـ أي صيام يوم السبت ـ ما يدل على صيامه وورد فيه ما يدل على عدم صيامه، والذين صححوا الحديث اعتبروا النهى في إفراده.....
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=tadevi&id=5524&coid=69393
قولكم: لو كان كما توصلت إليه لسقط الاستدلال
هذا ليس من اجتهادي ـ استغفر الله ـ ، بل أنا ناقل ففط لكلام لأهل العلم،
قولكم
أولا : ليس كل حديث فيه علة يترك و إن صح طريق من طرقه أو ارتقى لغيره
ثانيا إن الاضطراب نوع من أنواع الأحاديث الضعيفة ولكن له عدة إحكام إذا سلم طريق منه وثبتت صحته كان حجة له
ثالثا: ليس كل حديث ضعيف يبقى على حاله وان تعددت طرقه وخرج من الأنواع التي لا يجبر كسره
أهل الفن عندما ضعفوا حديث يوم السبت لم يبنوا كلامهم على الطرق الضعيفة منه، بل تكلموا في الطرق الصحيحة، ولكن هذه الطرق الصحيحة
تعارضت واختلفت رغم صحتها، وهو ما يشعر أن الراوي الثقة الذي تُصحح أحاديثه عموما، لم يضبط في هذا الحديث فقط، أي انخرم شرط من شروط قبول الحديث وهو الضبط، لذا ضعف هذا الحديث، هذا من جانب السند
وكذلك بنوا تضعيفهم أيضا أن متن الحديث يخالف أحاديث صحيحة صريحة وضمنيه كثيرة تشير إلى جواز صيام السبت ، وهذه علة ثانية لردّ الحديث وهو ما يسمى الحديث الشاذ أو المنكر
قولكم
خامسا :قدح العالم فيه لا يعني انه ليس صحيح لان الطريق الذي وصل إليه يرى انه ضعيف كما جاء عنهم إن صح الحديث فهو مذهبي
لم يضعف الحديث عالم واحد، بل هم أساطين هذه الصنعة بل هم أكثر من الذين صححوا الحديث
قولكم
ثامنا الحديث صحيح وصريحا في عدم الصوم يوم السبت إلا في الفرض هنا تسقط كل الافتراضات
هنا بيت القصيد وهو ما أردتُ أن أوضحه بأن الحديث ضعيف عند أكثر أهل الفن وقد بينتُ سبب التضعيف وجود علتين قادحتين
وشكرا مرة أخرى على تفاعلكم
حكم صيام يوم السبت للعلامة - شامة بلاد الشام - الشيخ الألباني -رحمه الله - .
بسم الله الرحمن الرحيم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
هذا هو كلام العلامة الألباني حول حكم صوم يوم السبت، ولم أنقل كـلام الشيخ - رحمه الله – من الناحية الحديثية ، وإنما نقلت كلامه من الناحية الفقهية فقط ، ومـن شاء كلام الشيخ – رحمه الله - على الأسانيد فليرجع لـ ( الإرواء ) في المجلد الرابع حديث رقم ( 960 ) ( ص 118 – 125 ) فقد أسهب الشيخ – رحمه الله – هناك في التكلم عليها .
وأما حديث أم سلمة – رضي الله عنها – فقد بين ضعفه الشيخ – رحمه الله - في الضعيفة [ 3 / 219 – 220 ] برقم ( 1099 ) . وأقرأ التنبيه الآتي بعد قليل .
هذه هي الأحاديث التي قد ذكرها الشيخ – رحمه الله – في السلسلة الصحيحة التي هي معارضة لحديث النهي عن صوم السبت مطلقا :
حديث أبي هريرة أيـضا ( لاتصوموا يوم الجمعة إلا وقبله يوم أو بعده يوم ) الصحيحة [ 2 / 675 ] برقم 981 .
عن أبي هريرة مرفوعاً ( لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن تصوموا قبله يوما أو بعده يوما ) الصحيحة [ 2 / 675 ] .
حديث أبي هريرة ( نهى عن صيام يوم الجمعة إلا في أيام قبله أو بعده ) الصححه في الصحيحة [ 3 / 10 – 11 ] برقم 1012 وايضا في [ 2 / 675 ] .
حديث ابن أبي أمية قال : ( دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من الأزد يوم الجمعة ، فدعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام بين يديه ، فقلنا : إنا صيام . فقال : صمتم أمس ؟ قلنا : لا . قال : أفتصمون غداً ؟ قلنا : لا . قال : فأفطروا . ثم قال : " لا تصوموا يوم الجمعة مفرداً "
الصحيحة [ 2 / 676 ]
وحديث أبي هريرة أيضا ( لا تخْتَصُّوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تَخُصُّوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ؛ إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم ) .الصحيحة [ 2 / 674 ] برقم 980
قال الشيخ - رحمه الله – في الصحيحة [ 2 / 733 – 735 ] : " وبهذه المناسبة أقول : إن هناك حديثاً آخر يشبه هذا من حيث الاشتراك في النهي مع استثناء فيه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم .. " وهو حديث صحيح يقيناً ، ومخرج في " الإرواء " ( 960 ) ، فأشكل هذا على كثير من الناس قديما وحديثا ، وقد لقيتُ مقاومة شديدة من بعض الخاصة ، فضلا عن العامة ، وتخريجه عندي كحديث الجمعة ، فلا يجوز أن نضيف إليه قيدا آخر غير قيد " الفرضية " كقول بعضهم : " إلا لمن كانت له عادة من صيام ، أو مفردا " فإنه يشبه الاستدراك على الشارع الحكيم ، ولا يخفى قبحه .
وقد جرى بيني وبين كثير من المشايخ والدكاترة والطلبة مناقشات عديدة حول هذا القول ، فكنت أذكرهم بالقاعدة السابقة وبالمثال السابق ، وهو صوم يوم الاثنين أو الخميس إذا وافق يوم عيد ، فيقولون يوم العيد منهي عن صيامه ، فأبين لهم أن موقفكم هذا هو تجاوب منكم معالقاعدة ، فلماذا لا تتجاوبون معها في هذا الحديث الناهي عن صوم يوم السبت؟! فلا يُحيرون جوابا ؛ إلا قليلا منهم فقد أنصفوا جزاهم الله خيرا ، وكنت أحيانا أطمئنهم وأبشرهم بأنه ليس معنى ترك صيام يوم السبت في يوم عرفة أو عاشوراء مثلا أنه باب الزهد في فضائل الأعمال ، بل هو من تمام الإيمان والتجاوب مع قوله عليه الصلاة والسلام :
" إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ماهو خير لك منه " . وهو مخرج في " الضعيفة " بسند صحيح تحت الحديث ( رقم 5 ) .
هذا ؛ وقد كان بعض المناقشين عارض حديث السبت بحديث الجمعة هذا ، فتأملت في ذلك ، فبدا لي أن لا تعارض والحمد لله ، وذلك بأن نقول : من صام يوم الجمعة دون الخميس فعليه أن يصوم السبت ، وهذا فرض عليه لينجو من إثم مخالفته الإفراد ليوم الجمعة ، فهو في هذه الحالة داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث السبت : " إلا فيما افترض عليكم " .
ولكن هذا إنما هو لمن صام الجمعة وهو غافل عن النهي عن إفراده ، ولم يكن صام الخميس معه كما ذكرنا ، أما من كان على علم بالنهي ؛ فليس له أن يصومه ؛ لأنه في هذه الحالة يصوم ما لا يجب أو يفرض عليه ، فلا يدخل – والحالة هذه – تحت العموم المذكور ، ومنه يعرف الجواب عما إذا اتفق يوم الجمعة مع يوم فضيل ، فلا يجوز إفراده كما تقدم ، كما لو وافق ذلك يوم السبت ؛ لأنه ليس ذلك فرضا عليه .
وأما حديث : " كان صلى الله عليه وسلم يكثر صيام يوم السبت " ، فقد تبين أنه لا يصح من قبل إسناده وقد توليت بيان ذلك في " الضعيفة " برقم ( 1099 ) من المجلد الثالث ، فليراجعه من شاء الوقوف على الحقيقة .
تنبيه : حديث أم سلمة – رضي الله عنها – ضعفه الشيخ في الضعيفة بعد أن حسنه في تعليقه على صحيح ابن خزيمة ! ، حيث قال – رحمه الله - : " ولم أكن قد تنبهت لهذه العلة – وهي حال عبد الله بن محمد بن عمر - في تعليقي على " صحيح ابن خزيمة " ، فحسنتُ ثمة إسناده ، والصواب ما اعتمدته هنا . والله أعلم . [ 3 /220 ].
وأيضا في الصحيحة [ 5 / 523 ] عن أبي هريرة ( لا تصوموا يوم الجمعة ، إلا وقبله يوم ، بعده يوم ) قال العلامة الألباني - رحمه الله - بعد هذا الحديث بقليل : " واعلم أنه قد صح النهي عن صوم يوم السبت إلا في الفرض ، ولم يستثن عليه الصلاة والسلام غيره ، وهذا بظاهره مخالف لما تقدم من إباحة صيامه مع صيام يوم الجمعة ، فإما أن يُقال بتقديم الإباحة على النهي ، وإما بتقديم النهي على الإباحة ، وهذا هو الأرجح عندي ، وشرح ذلك لا يتسع له المجال الآن ، فمن رامه ، فعليه بكتابي " تمام المنة في التعليق على فقه السنة " ( 405 – 408 / طبعة عمان ) .
وهذا هو كلام الشيخ – رحمه الله – في تمام المنة ( ص 406 وما بعدها ) : " وتأويل الحديث بالنهي عن صوم السبت مفردا يأباه قوله : " إلا فيما افترض عليكم " ، فإنه كما قال ابن القيم في " تهذيب السنن " :
" دليل على المنع من صومه في غير الفرض مفردا أو مضافا ؛ لأن الاستثناء دليل التناول ، وهو يقتضي أن النهي عنه يتناول كل صور صومه إلا صورة الفرض ، ولو كان إنما يتناول صورة الإفراد لقال : لا تصوموا يوم السبت إلا أن تصوموا يوما قبله أو يوما بعده ، كما قال في الجمعة ، فلما خص الصورة المأذون فيها صومها بالفريضة ؛ علم تناول النهي لما قابلها " .
قلت : وأيضا لو كانت صورة الاقتران غير منهي عنها ؛ لكان استثناؤها في الحديث أولى من استثناء الفرض ؛ لأن شبهة شمول الحديث له أبعد من شموله لصورة الاقتران ، فإذا استثنى وحده على عدم استثناء غيره كما لا يخفى .
وإذا الأمر كذلك ؛ فالحديث مخالف للأحاديث المبيحة لصيام يوم السبت ، كحديث ابن عمرو الذي قبله ، ونحوه مما ذكره ابن القيم تحت هذا الحديث في بحث له قيم ، أفاض فيه في ذكر أقوال العلماء فيه ، وانتهى فيه إلى حمل النهي على إفراد يوم السبت بالصوم ، جمعا بينه وبين تلك الأحاديث ، وهو الذي ملت إليه في " الإرواء " .
والذي أراه – والله أعلم – أن هذا الجمع جيد لولا أمران اثنان :
الأول : مخالفته الصريحة للحديث ، على ما سبق نقله عن ابن القيم .
والآخر : أن هناك مجالا آخر للتوفيق والجمع بينه وبين تلك الأحاديث ، إذا ما أردنا أن نلتزم القواعد العلمية المنصوص عليها في كتب الأصول ، ومنها :
أولا : قولهم : إذا تعارض حاظر ومبيح ؛ قُدِّم الحاظر على المبيح .
ثانيا : إذا تعارض القول مع الفعل ؛ قدم القول على الفعل .
ومن تأمل في تلك الأحاديث المخالفة لهذا ؛ وجدها على نوعين :
الأول : من فعله صلى الله عليه وسلم وصيامه .
الآخر : من قوله صلى الله عليه وسلم كحديث ابن عمرو المتقدم .
ومن الظاهر البين أن كلا منهما مبيح ، وحينئذ ؛ فالجمع بينها وبين الحديث يقتضي تقديم الحديث على هذا النوع لأنه حاظر ، وهي مبيحة . وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لجويرية : " أتريدين أن تصومي غدا " ، وما في معناه مبيح أيضا ، فيقدم الحديث عليه .
هذا ما بدا لي ، فإن أصبت فمن الله ، وله الحمد على فضله وتوفيقه ، وإن أخطأت فمن نفسي ، وأستغفره من ذنبي . انتهى كلامه – رحمه الله - .
فأرجو الله – عز وجل – أن ينفعني بها وبكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
اخي الفاضل اين مؤاخذ على الشيخ وبالتوضح مع العلم ان حديث السبت صحيح وانتفى عنه الضعف
وللامانة العلمية ان كثيرا من اهل العلم من صححه وايضا كثيرا منهم من ضعفه والطريق الذي جاء به و ذكره الشيخ صحيح والله اعلم وجزيت اخي الجنة
أبو جابر الجزائري
2009-11-28, 10:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب رشـــــــــــــــيــــــــــد
تقبل الله منّا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب رشـــــــــــــــيــــــــــد
تقبل الله منّا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
السلام عليكم أخي الكريم وعيدكم مبارك وجزآكم الله جنة الفردوس على السبق في تهنئتي بالعيد وأعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالانتصارات والتمكين لدينه وشكرا جزيلا للمرة الثانية
http://www.ader3.com/mobile9/wallpaper/240x320_animated_wallpaper_10.gif
أبو جابر الجزائري
2009-11-28, 22:07
السلام عليكم أخي الكريم وعيدكم مبارك وجزآكم الله جنة الفردوس على السبق في تهنئتي بالعيد وأعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية بالانتصارات والتمكين لدينه وشكرا جزيلا للمرة الثانية
http://www.ader3.com/mobile9/wallpaper/240x320_animated_wallpaper_10.gif
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وألف شكرا على البطاقة الجميلة الرائعة
ربي يسددك ويوفقك في الداريين، آمين
أبو جابر الجزائري
2009-11-30, 05:44
اخي الفاضل اين مؤاخذ على الشيخ وبالتوضح مع العلم ان حديث السبت صحيح وانتفى عنه الضعف
وللامانة العلمية ان كثيرا من اهل العلم من صححه وايضا كثيرا منهم من ضعفه والطريق الذي جاء به و ذكره الشيخ صحيح والله اعلم وجزيت اخي الجنة
السلام عليكم أخي الحبيب رشيد مرة أخرى
أقول : كيف يصح الحديث وقد طعن فيه الإئمة الجبال الراسيات من المتقدمين خاصة بل لا يعرف اختلاف بينهم على تضعيف الحديث، وسأزيدك توضيحا عند نقلي المفصل لأحسن بحث مختصر ـ في نظري ـ في مسألة صيام السبت.
كما لا أوافق أخي العزيز على أن كثير من العلماء صحح الحديث وأن كثير من العلماء أيضا ضعفوا الحديث وذلك لأسباب التالية :
أولا : بل الذين ضعفوا الحديث هم أكثر ـ كما سيأتي ـ ،
ثانيا: الكثرة في حد ذاتها ليست حجة ، فمثلا من الذين صححوا الحديث الترمذي بقوله " حديث حسن" ، ولكن في حقيقة الأمر وكما هو معروف أن الحسن له إصطلاح خاص عند الترمذي ولا يقصد به الحسن الذي هو من قبيل الصحيح
كذلك من أشهر من صحح الحديث الحاكم لكنه متساهل في التصحيح كما معروف أيضا ، بل ذكر أنه يخالف حديث صحيح وهو حديث جويرية في صيام الجمعة والسبت
ثالثا: قيمة أقوال العلماء المتقدين لها وزنها ،لأنهم ـ أكرر ـ أرباب هذه الصنعة وإليكم تعود الكلمة وبخاصة أنهم اتفقوا على تضعيف الحديث
وإليكم الآن البحث الذي أظنه شاف كافِ
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذا نواة جزء مفرد إن شاء الله في حديث: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، نظرا لأن الخلاف حول الحديث يتكرر دائما، من آخره أن يوم عاشوراء وافق السبت هذه السنة، فاجتهدت قدر الإمكان في تحرير الكلام على الحديث، وأقتصر هنا على جانب الرواية، لأن جانب الدراية يُستغنى عنه إن ثبت ضعف الحديث رواية، وهذه هي النتيجة التي توصلتُ إليها، فأقول مستعينا بالله:
الحديث مخرجه من رواية أهل حمص، واختلفوا في روايته اختلافا كثيرا، وأشهر ما رُوي عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر، عن أخته.
وقد اختُلف على ثور:
فرواه أبوداود (2421) والترمذي (744) -ومن طريقه البغوي في شرح السنة (6/361 رقم 1806) وابن بشكوال في الغوامض والمبهمات (2/797) وابن الأثير في أسد الغابة (5/494)- والنسائي في الكبرى (3/210 رقم 2776) وابن ماجه (1726) والطبراني في الكبير (24/330) من طريق سفيان بن حبيب،
ورواه أبوداود (2421) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3411) والطبراني في الكبير (24/326) وفي مسند الشاميين (1/245) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/23) والحاكم (1/435) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/3380) من طريق الوليد بن مسلم،
ورواه النسائي في الكبرى (3/210 رقم 2775) والطبراني في الكبير (24/330) من طريق أصبغ بن زيد،
ورواه النسائي في الكبرى (3/210 رقم 2777) من طريق عبدالملك بن الصبّاح،
ورواه أحمد (6/368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/106)- والدارمي (1/352) وابن خزيمة (2163) والطحاوي (2/80) والطبراني في الكبير (24/325) –ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (35/218)- وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/3380) والبيهقي في السنن الكبرى (4/302) وفي فضائل الأوقات (307) من طريق أبي عاصم،
ورواه الطبراني في الكبير (24/330) من طريق الفضل بن موسى،
ورواه الطبراني في الكبير (24/330) بسند واه عن قرة بن عبدالرحمن،
ورواه تمام الرازي في فوائده (592 ترتيبه) من طريق الأوزاعي،
ورواه الضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو (34/أ كما في الإرواء 960) من طريق يحيى بن نصر،
وعلقه الدارقطني في العلل (5/193/ب) عن عباد بن صهيب،
عشرتهم عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعْدان، عن عبدالله بن بُسْر السلمي، عن أخته الصمّاء، أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افتُرض عليكم، وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة أو عود شجرة فليمضغه". على اختلاف في اللفظ.
تنبيهان: عزاه الإمام الألباني -رحمه الله- في الإرواء للضياء في المختارة (114/أ) من طريق ثور به، ولم أجده فيه.
وعزاه جاسم الدوسري -وفقه الله- لأبي داود (برقم 2424) من طريق الأوزاعي مسندا به من هذه الطريق (الروض البسام 2/199)، والواقع أن أبا داود إنما أسند عن الأوزاعي حكايته أنه روى الحديث بعد توقف، ولم يذكر سند روايته، ولذلك لم يعزه المزي في تحفة الأشراف (15910) لأبي داود عن الأوزاعي مسندا.
فهذا هو الوجه الأول المشتهر.
ورواه النسائي في الكبرى (3/209 رقم 2774) وابن ماجه (1726) وعبد بن حميد (508) وأبوالحسن الطوسي في المستخرج على الترمذي (3/392) وابن أبي عاصم والطبراني -ومن طريقهما الضياء (9/64)- وابن شاهين في الناسخ والمنسوخ (398) وأبونعيم في الحلية (5/218) من طرق عن عيسى بن يونس، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر مرفوعا، ليس فيه روايته عن أخته الصماء.
قال أبونعيم: غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور.
قلت: عيسى ثقة، وقد تابعه على روايته عتبةُ بن السكن في فوائد تمام الرازي (593 ترتيبه)، إلا أن عتبة متروك.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3413) وتمام الرازي في الفوائد (591 ترتيبه) من طريق أبي بكر عبدالله بن يزيد، سمعت ثور بن يزيد، ثنا خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أمه مرفوعا.
عبدالله بن يزيد هو ابن راشد الدمشقي أبوبكر، وهو صدوق (الجرح والتعديل 5/202)، وليس أبا عبدالرحمن المقرئ المكي كما ظنه غير واحد ممن خرَّج الحديث، كصاحب الروض البسام.
فهاتان الروايتان الأخيرتان شاذتان، لمخالفة الجماعة.
والأشهر المحفوظ عن ثور: روايته عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورواه بقية بن الوليد واختُلف عليه:
قال النسائي في الكبرى (3/211 رقم 2778): أخبرنا سعيد بن عمرو، قال: حدثنا بقية بن الوليد، ثنا ثور، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن عمته الصماء به.
سعيد صدوق، ورواه بقية من وجه آخر:
ورواه أبوطاهر المخلّص -ومن طريقه المزي في تهذيب الكمال (14/16)- من طريق محمد بن المصفى، ثنا بقية، عن السري بن يَنْعُم الجُبْلاني، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا، ليس فيه ذكر الصماء.
ومحمد بن المصفى والسري صدوقان، وعامر وثقه الدارقطني.
ورواه بقية من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/211 رقم 2779): أخبرنا عمرو بن عثمان،
وقال الطبراني في الشاميين (3/89): حدثنا أحمد بن يحيى بن حمزة، حدثني أبي، عن أبيه،
قالا: ثنا بقية، حدثني الزُّبيدي، ثنا لقمان بن عامر، عن عامر بن جَشيب، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بُسر مرفوعا كسابقه.
والزُّبيدي هو محمد بن الوليد الحمصي: ثقة ثبت، ولقمان صدوق.
ورواه النسائي أيضا (3/212 رقم 2783) والطبراني في الشاميين (3/89) من طريق يزيد بن عبدربه، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن عامر بن جشيب، عن خالد، عن عبدالله مرفوعا، ليس عند النسائي لقمان بن عامر، نبه عليه المزي، أما عند الطبراني فالسند مقرون بالإسناد السابق؛ فلم يظهر الاختلاف.
ويزيد حمصي ثقة، وهو أوثق من روى عن بقية.
ورُوي عن بقية والزبيدي من وجه آخر:
فقال النسائي في الكبرى (3/212 رقم 2782): أخبرنا سعيد بن عمرو، ثنا بقية، عن الزبيدي، عن لقمان بن عامر، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن خالته الصماء مرفوعا.
وسعيد صدوق، وتقدمت روايته عن بقية عن ثور عن خالد عن ابن بسر عن عمته الصماء.
ورواه أحمد (6/368) –ومن طريقه أبونعيم في معرفة الصحابة (6/3380)- من طريق إسماعيل بن عياش، عن محمد بن الوليد الزبيدي، عن لقمان، عن خالد، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
وإسماعيل الأصل أنه ثقة في الشاميين، بيد أنه رواه من وجه آخر!
فرواه الطبراني في الكبير (8/172 رقم 7722) من طريق إسماعيل بن عياش، عن عبدالله بن دينار عن أبي أمامة مرفوعا!
وهذه رواية منكرة، قال الهيثمي في المجمع (3/198): رواه الطبراني في الكبير من طريق إسماعيل بن عياش عن الحجازيين، وهو ضعيف فيهم.
وقال الألباني: وهو كما قال. وقال إن رجاله ثقات. (الصحيحة 3101)
قلت: رحمهما الله، والأمر ليس كما قالا، فعبدالله بن دينار هذا ليس العدوي الحجازي الثقة، بل هو الحمصي الضعيف، فهو شيخ ابن عياش دون الأول، بل هو معروف برواية إسماعيل بن عياش عنه، ولم يَذكروا في ترجمته رواية عن غير التابعين، فأرى في الحديث علة أخرى وهي الانقطاع.
واختُلف على الزبيدي غير ما سبق:
فرواه النسائي في الكبرى (3/211 رقم 2780) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3412) والطبراني في الكبير (24/330) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/3380) من طريق محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، عن الفضيل بن فضالة، عن عبدالله بن بسر عن خالته الصماء مرفوعا.
وعزاه ابن حجر لابن منده في الصحابة من طريق الفضيل به. (الإصابة 13/23)
ومحمد بن حرب هو كاتب الزُّبيدي: ثقة، وقدمه أحمد على بقية بن الوليد، أما فضيل فتابعي من أهل الشام؛ ذكره ابن حبان في الثقات.
وروي من وجه آخر عن الزبيدي:
فرواه النسائي (3/211-212 رقم 2781) والطبراني في الشاميين (3/100) وأبونعيم في الصحابة (1/411) من طريق أبي التقي عبدالحميد بن إبراهيم، ثنا عبدالله بن سالم، عن الزبيدي، ثنا الفضيل بن فضالة، أن خالد بن معدان حدثه، أن عبدالله بن بسر حدثه، أنه سمع أباه يرفعه.
قال النسائي عقبه: أبوتقي هذا ضعيف ليس بشيء، وإما أخرجته لعلة الاختلاف.
قلت: لكن رواه الطبراني في الشاميين (3/100) وفي الكبير (2/31 رقم 1191) من طريق إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي، عن عمرو بن الحارث، عن عبدالله بن سالم به،
وعند الطبراني وأبونعيم زيادة: وقال عبد الله بن بسر: إن شككتم فسلوا أختي. قال: فمشى إليها خالد بن معدان؛ فسألها عما ذكر عبد الله، فحدثته بذلك.
وهذه المتابعة لا تصح: فابن زبريق هذا مختلف فيه، وحاله إلى الضعف أقرب، انظر تهذيب الكمال وحاشيته (2/370)، وقد ضعفه النسائي في روايته عن عمرو بن الحارث خصوصا، وعمرو بن الحارث هذا ليس المصري الثقة، بل هو حمصي شبه مجهول، تفرد بالرواية عنه اثنان: ابن زبريق الضعيف، ومولاة له مجهولة، فهو غير معروف بالعدالة كما قال الذهبي. (الميزان 3/251)
وعبدالله بن سالم حمصي ثقة.
ومن الاختلاف على خالد بن معدان:
ما رواه النسائي في الكبرى (3/212 رقم 2784) عن محمد بن وهب، ثنا محمد بن سلمة، ثني أبوعبدالرحيم، عن العلاء، عن داود بن عبيد الله، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن عائشة مرفوعا.
قال الذهبي عن داود: لا يعرف، تفرد بالحديث عنه العلاء، وكأنه ابن الحارث. (الميزان 2/12)
قلت: وكذلك مال المزي، ولكني أشك في كونه العلاء بن الحارث الدمشقي، إذ ذُكرت له رواية عن عبدالله بن بسر نفسه، وقد أدركه إدراكا بينا، فقد توفي العلاء سنة 136 عن سبعين سنة، وهو ثقة تغير آخر عمره، والله أعلم.
ومحمد بن حرب ومحمد بن سلمة وأبوعبدالرحيم خالد بن أبي يزيد حرانيون ثقات، وتوفي الأخير سنة 144
والسند منكر على كل حال، تفرد به مجهولان.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/209 رقم 2772) وأبويعلى في مسنده الكبير –ومن طريقه ابن عساكر (27/154) والضياء (9/58)- والبغوي في الصحابة (4/170) –ومن طريقه ابن عساكر- والدولابي في الكنى (2/118) وابن قانع (2/81) والشجري في الأمالي (2/114) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن حسان بن نوح، عن عبدالله بن بسر أنه سمع رسول الله صلى الله وسلم.
مبشر حلبي ثقة، وتابعه على هذا الوجه علي بن عياش –وهو حمصي ثقة- عن حسان به.
رواه أحمد (4/189) -ومن طريقه ابن عساكر- وابن حبان (6/379 رقم 3615) والطبراني –ومن طريقه الضياء (9/58-59) والعراقي في الأربعين العشارية (17)- والمزي في تهذيب الكمال (6/43) من طريق علي بن عياش به.
ولكن قال الطبراني في مسند الشاميين (3/399): ثنا أبوزرعة الدمشقي وأحمد بن محمد بن عرق، قالا: ثنا علي بن عياش، ثنا سليمان بن حسان بن نوح، عن عمرو بن قيس، قال سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
فإن كان الذي في أصل مسند الشاميين محفوظا فهو اختلاف آخر، ويحرر ذلك، لأن الضياء والعراقي والمزي أخرجوه من طريق الطبراني عن أبي زرعة وابن عرق معا عن ابن عياش بالسند الذي قبل هذا.
نعم، رووه عن الطبراني بإسناد معجمه الكبير -ولم يُطبع مسند عبدالله بن بسر منه- لا بإسناد رواية مسند الشاميين؛ المروي من طريق أبي نعيم الأصبهاني عن الطبراني.
ومما أشكل عليّ أن أبا ثور عمرو بن قيس الحمصي الثقة روى عن ابن بُسر، وذكروا من الرواة عنه حسان بن نوح، وهذا شيخ معروف لعلي بن عياش، ولم يذكروا في شيوخ علي ولا الرواة عن أبي ثور من يسمى سليمان بن نوح، فإن كان الإسناد محفوظا فأظن أن [سليمان بن] مقحمة.
ومن الاختلاف على حسان بن نوح ما رواه الروياني في مسنده (2/307) من طريق أبي المغيرة عبدالقدوس بن الحجاج –وهو حمصي ثقة- عن حسان، نا أبوأمامة مرفوعا.
وحسان بن نوح هذا حمصي، ذكره العجلي وابن حبان وابن خلفون في الثقات، ولم يتبين لي الوجه المحفوظ من روايته، وإن كنت أرى أنه لا يصح عن أبي أمامة بحال، فلم يُتابع على روايته من وجه صحيح.
اختلاف آخر:
رواه النسائي في الكبرى (3/209 رقم 2773) وابن خزيمة (3/317) والطبراني في الكبير (24/324-325) وابن منده في الصحابة (كما في الإصابة 13/23) وأبونعيم في معرفة الصحابة (6/3380) والبيهقي (4/302) من طريق الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته الصماء أخت بسر مرفوعا.
وسقط في مطبوعة صحيح ابن خزيمة "ابن عبدالله بن بسر"، والتصويب من إتحاف المهرة (16/996)
ومعاوية حمصي ثقة له غرائب وإفرادات، وابن عبدالله بن بسر مبهم في جميع المصادر، وكذا في تاريخ البخاري (8/442) والجرح والتعديل (9/324)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، بل نص الذهبي أنه لا يُعرف. (الميزان 4/593)
وقد ذكروا يحيى بن عبدالله بن بسر من شيوخ معاوية، ولم أجد لهذا ترجمة، ومن أولاد عبدالله بن بُسر من لا تُعرف حاله أيضا، مثل ابنه محمد. (مجمع الزوائد 6/255)، فالإسناد ضعيف للجهالة.
طريق آخر:
رواه أحمد (4/189) -ومن طريقه الخطيب (6/24) وابن الجوزي في التحقيق (2/105) والضياء (9/104)- عن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني،
ورواه الطبراني (كما في تنقيح التحقيق 2/361) -ومن طريقه الضياء- عن الحسين بن إسحاق التستري، ثنا محمد بن الصباح الجرجرائي،
قالا: ثنا الوليد بن مسلم، عن يحيى بن حسان، سمعت عبدالله بن بسر مرفوعا.
وقد صرح الوليد بالتحديث عند الطبراني.
وشيخ الطبراني هو الحسين بن إبراهيم بن إسحاق التستري: راو مكثر، أخرج له أبوعوانة والحاكم وأبونعيم في المستخرج على مسلم والضياء، وروى عنه الطبراني في المعجم الكبير فقط نحو ألف حديث، وقال عنه الخلال: شيخ جليل سمعت منه بكرمان سنة خمس وسبعين وقت خروجي إلى كرمان، وكان عنده عن أبي عبدالله جزء مسائل كبار، وكان رجلا مقدَّما، رأيت موسى بن إسحاق القاضي يكرمه ويقدمه. (طبقات الحنابلة 1/142)، وقال عنه الذهبي: كان من الحفاظ الرحالة، ونقل عن أبي الشيخ أنه توفي سنة 290 (السير 14/57)، وقال أيضا: محدث رحال ثقة، ونقل عن ابن قانع أنه توفي سنة 289 (تاريخ الإسلام 21/157)، وقال في موضع آخر: والصحيح وفاته في المحرم سنة ثلاث وتسعين. (التاريخ 22/136)
ويحيى بن حسان يظهر أنه البكري الفلسطيني الثقة، ولم يذكر المزي له رواية عن ابن بسر، ولا رواية للوليد عنه، والله أعلم.
قلت: والراويان عن الوليد هنا صدوقان كانا ببغداد، وقد خالفهما جماعة أكثر وأحفظ وفيهم بلديون للوليد؛ فرووه على وجه آخر عنه عن ثور كما تقدم، والرواة هم: يزيد بن قبيس (شامي ثقة، وروايته عند أبي داود)، ودُحيم (دمشقي ثقة حافظ متقن، عند ابن أبي عاصم والطبرني وأبي نعيم)، وإسحاق بن راهويه (إمام حافظ جبل، عند الطبراني في الشاميين)، وصفوان بن صالح (دمشقي ثقة رمي بتدليس التسوية، عند الحاكم)
فالأظهر لديّ أن المحفوظ عن الوليد روايته عن ثور، وأن هذا اختلاف لا يُقال إن للوليد فيه إسنادان، فلو كانت روايته عن يحيى محفوظة لما احتاج الحفاظ لغيرها، ولاشتُهرت وعُرفت في الشام –مخرج الحديث، وبلد الوليد بن مسلم- على الأقل، والله أعلم.
وجه آخر مخالف:
رواه النسائي في الكبرى (3/213 رقم 2785) عن أحمد بن إبراهيم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، ثنا معاوية بن يحيى أبومطيع، ثني أرطاة، سمعت أبا عامر، سمعت ثوبان وسئل عن صيام يوم السبت، قال: سلوا عبدالله بن بسر، قال: فسئل، فقال: صيام السبت لا لك ولا عليك.
وهذا موقوف فيه مخالفة جزئية للمتن السابق عند المتأمل، وإسناده شامي حسن: أحمد والفراديسي كلاهما دمشقي ثقة، ومعاوية بن يحيى الأطرابلسي الشامي ثقة صدوق، ذُكرت له أوهام، وأرطاة حمصي ثقة، وأبوعامر عبدالله بن غابر الأَلهاني حمصي صدوق.
وقال الألباني: إسناده جيد. (الصحيحة 225)
فهذا الموقوف أخرجه النسائي بعد سرد الطرق المرفوعة للحديث السابق إشارة منه لإعلاله ، والله أعلم.
وجه آخر:
قال أحمد (6/368) -ومن طريقه ابن الجوزي في التحقيق (2/106): حدثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا ابن لهيعة، أخبرنا موسى بن وردان، عن عبيد الأعرج، قال: حدثتني جدتي أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتغدى، وذلك في يوم السبت، فقال: تعالَي فكلي، فقال: إني صائمة، فقال لها: أصُمتِ أمس؟ فقالت: لا، قال: فكُلي فإن صيام يوم السبت لا لك ولا عليك".
أخرجه أحمد في مسند الصماء، فإما أنه يعتبر جدة عبيد هي الصماء، أو أنه أورده في مسندها إعلالا للمروي عنها في صيام السبت، والإمام أحمد منقولٌ عنه إعلال الحديث.
وهذا السند ضعيف: فيه ابن لهيعة، والراوي عنه لم يُذكر ضمن من كان يتتبع أصول ابن لهيعة الصحيحة، وقد رواه ابن لهيعة من وجه آخر:
قال أحمد (6/368): ثنا حسن بن موسى، ثنا ابن لهيعة، ثنا موسى، أخبرني عُبيد بن حُنين مولى خارجة، أن المرأة التي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت حدثته، أنها سألت رسول الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا لك، ولا عليك.
وموسى بن وردان صدوق، فيه كلام يسير، وعبيد بن حنين ثقة، وهو غير عبيد الأعرج الوارد في السند الآخر، فهذا قال عنه ابن عبدالهادي: لا يُعرف. (وانظر التعليق على المسند 45/8 الرسالة)
فأكَّد الاختلاف أن ابن لهيعة لم يضبطه، والسند ضعيف على كلا الحالين، وضعف الإسناد شيخ الإسلام ابن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم 264)، وتلميذه ابن عبدالهادي (التنقيح 2/372)، والهيثمي (مجمع الزوائد 3/198)
تلخيص الطرق السابقة:
مخرج الحديث من حمص، واختلف أهلها في رواية الحديث عن عبدالله بن بسر على أوجه كثيرة، فرواه عنه خالد بن معدان، واختُلف عليه، فرواه عنه ثور بن يزيد، وعامر بن جشيب، ولقمان بن عامر، واختُلف على كل منهم.
أما ثور فروى جماعة عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن أخته الصماء مرفوعا.
ورُوي عنه عن خالد، عن عن ابن بسر، عن أمه الصماء.
ورُوي عنه عن خالد، عن ابن بسر، عن عمته.
والمحفوظ عن ثور الرواية الأولى.
أما عامر بن جشيب فاختلف نفس الرواة في الإسناد إليه عن خالد، عن ابن بسر مرفوعا،
ومن الرواة عن عامر: لقمان بن عامر، ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بسر، عن خالته الصماء،
ورُوي عن لقمان، عن خالد، عن ابن بُسر، عن أخته. ليس فيهما عامر بن جشيب.
وهذه الطرق الثلاثة اختلف فيها بقية بن الوليد والزبيدي الحمصيان.
واختلف على الزبيدي سوى ما سبق، فرُوي عنه عن فضيل بن فضالة، عن خالد، عن ابن بسر، عن أبيه، وهذا منكر.
وروي عنه، عن فضيل، عن ابن بسر، عن خالته الصماء. ليس فيه خالد بن معدان.
وثمة طريق رابع إلى خالد بن معدان، رواها عنه داود بن عبيد الله، عنه، عن ابن بسر، عن أخته، عن عائشة مرفوعا، وهذا منكر.
فالرواية عن خالد بن معدان مضطربة، وأمثلها رواية ثور عنه.
ورُوي الحديث عن حسان بن نوح، واختُلف عليه:
فروي عنه عن عبدالله بن بسر مرفوعا،
ورُوي عنه عن عمرو بن قيس، عن عبدالله بن بسر،
وروي عنه عن أبي أمامة مرفوعا.
ولم يتبين لي الراجح من هذه الروايات، وأرى أنه مضطرب كذلك.
والحديث رواه أيضا معاوية بن صالح عن ابن عبدالله بن بسر، عن أبيه، عن عمته، وهذا ضعيف.
وروي عن يحيى بن حسان عن عبدالله بن بسر مرفوعا، رواه عنه الوليد بن مسلم، وهذه رواية شاذة عنه.
ورُوي الحديث بلفظ مغاير عن أبي عامر الغبري، عن عبدالله بن بسر موقوفا عليه، وسنده جيد.
ورُوي باللفظ المغاير من طريقين عن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم، وكلا الطريقين اختلاف على راو ضعيف.
ورُوي من وجهين منكرين عن أبي أمامة مرفوعا، تقدم أحدهما.
فتحصل أن الحديث فيه اختلاف شديد، حتى إذا استبعدنا أحاديث ومخالفات الضعفاء يبقى الحديث مضطربا عن الثقات أنفسهم، وكلهم من بلد واحد، وقد نص النسائي وابن حجر على أن الحديث مضطرب، ومع الاختلاف والضعف في المرفوع نجد أنه رُوي موقوفا بإسناد نظيف ولفظ مختلف، فهاتان علتان تكفيان للقدح في الحديث، كيف وقد تتابع حُذّاق الأئمة على إنكار هذا الحديث منذ وقت مبكر؟
أقوال العلماء في الحديث:
من ضعف الحديث:
أقدم من وقفتُ عليه منهم حافظُ التابعين ابن شهاب الزهري، فروى أبوداود (2423 واللفظ له) والحاكم (1/436) والبيهقي (4/302) من طريق عبدالملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، سمعت الليث يحدث عن ابن شهاب، أنه كان إذا ذُكر له أنه نهي عن صيام يوم السبت يقول: هذا حديث حمصي.
ورواه الطحاوي (2/81) من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث، ثنا الليث بن سعد به بأتم منه، ولفظه: سئل الزهري عن صوم يوم السبت، فقال: لا بأس به، فقيل له: فقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهته، فقال: ذاك حديث حمصي.
قال الطحاوي عقبه: فلم يعدّه الزهري حديثا يُقال به، وضعَّفه.
وهذا صحيح عن الزهري، وقد أطال الإمام الألباني في نقد معنى العبارة بعد تصحيح سنده للزهري (صحيح أبي داود الكبير 7/182)، ولكن أقول: سواء كان قصد الإمام الزهري التنكيت على أهل حمص أو لم يكن فإن مقصد كلامه الطعن في متن الحديث، وأنه لا أصل له صحيح عنده، ولهذا أورده الإمام أبوداود -وغيره- مُعلا به الخبر، ونص على هذا المعنى الطحاوي.
وكفى بهذا الحكم المتقدم من حافظ التابعين وأوسعهم رواية.
ولم ينفرد الزهري من المتقدمين بإعلاله، فروى أبوداود (4224) –ومن طريقه البيهقي- بسند رجاله ثقات عن الأوزاعي -وهو شامي- أنه قال عن الحديث: ما زلتُ له كاتما حتى رأيتُه انتشر.
وقال الألباني: صحيح مقطوع. (صحيح سنن أبي داود 2424 الصغير)
بل نقل أبوداود (2424) عن الإمام مالك قوله: هذا كذب.
وقال أبو بكر الأثرم: سمعت أبا عبد الله [يعني أحمد بن حنبل] يُسأل عن صيام يوم السبت يتفرد به؟ فقال: أما صيام يوم السبت ينفرد به فقد جاء في ذلك الحديث حديث الصماء. يعني حديث ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن عبدالله بن بسر، عن أخته الصماء، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم". قال أبوعبد الله: فكان يحيى بن سعيد ينفيه، وأبى أن يحدثني به، وقد كان سمعه من ثور. قال: فسمعته من أبي عاصم.
قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله في الرخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مخالفة لحديث عبدالله بن بسر.. ثم سرد الأثرم الأحاديث.
قال ابن تيمية عقبه: واحتج الأثرم بما دل من النصوص المتواترة على صوم يوم السبت، ولا يُقال يحمل النهي على إفراده، لأن لفظه: "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم"، والاستثناء دليل التناول، وهذا يقتضي أن الحديث يعم صومه على كل وجه، وإلا لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فإنه لا إفراد فيه، فاستثناؤه دليل على دخول غيره، بخلاف يوم الجمعة، فإنه بيَّن أنه إنما نهى عن إفراده، وعلى هذا فيكون الحديث إما شاذا غير محفوظ وإما منسوخا، وهذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه، كالأثرم وأبي داود.. الخ كلامه.
ثم نقل ابن تيمية كلام وحجة من قواه، وخلص في النهاية إلى خلاف هذا الحديث. (اقتضاء الصراط المستقيم 2/72-75 وبعده إلى 81)، ونقله بطوله ابن القيم، وأقر كلام شيخه. (تهذيب السنن 3/297-298 وبعده إلى 301)، وإن كان مال في زاد المعاد إلى التوفيق بينه وبين الأحاديث المخالفة. (2/79-80)، وكذلك نقل ابن مفلح كلام شيخه ابن تيمية مختصرا جدا، وأقره. (الفروع 3/92 العلمية)
وعدّه الأثرم منسوخا (الناسخ والمنسوخ ص170)، وقال: إنه خالف الأحاديث كلها، وسردها، وكان الأثرم قد قال عن حديث آخر (151): الأحاديث إذا تظاهرت فكثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ، كما قال إياس بن معاوية: إياك والشاذ من العلم، وقال إبراهيم بن أدهم: إنك إن حملت شاذ العلماء حملت شرا كثيرا، فالشاذ عندنا هو الذي يجيء بخلاف ما جاء به غيره، وليس الشاذ الذي يجيء وحده بشيء لم يجئ أحد بمثله ولم يخالفه غيره.
وقال أبوداود: هذا حديث منسوخ، وزاد في رواية ابن العبد: نَسَخه حديث جويرية، وقد أتبع أبوداود الحديث بحديث جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: صمتِ أمس؟ قالت: لا، فقال: أتريدين أن تصومي غدا؟ قالت: لا، قال: فأفطري.
وحدبث جويرية هذا رواه البخاري.
قلت: واحتج غيره بمخالفته لحديث أبي هريرة مرفوعا في الصحيحين: "لا يصوم أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده". والذي بعد الجمعة هو السبت!
وانظر بقية الأحاديث المعارِضة للحديث –الخاصة والعامة- في الناسخ والمنسوخ للأثرم والاستقامة لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال النسائي: الحديث مضطرب، نقله المنذري في مختصر السنن (3/300) وابن القيم في الزاد (2/79) وابن مفلح في الفروع (3/92) وابن الملقن في خلاصة البدر المنير (1/337) وابن حجر في التلخيص الحبير (2/216)، ولم أجده في موضعه من السنن الكبرى للنسائي، ولكن صنيعه وتطريقه للحديث يقتضيه.
وقال الطحاوي: إن الآثار المروية التي فيها إباحة صوم يوم السبت تطوعا "..هي أشهر وأظهر في أيدي العلماء من هذا الحديث الشاذ الذي قد خالفها".
وقال البيهقي في فضائل الأوقات (307): إن صح هذا الخبر.
وقال أبوبكر ابن العربي: وأما يوم السبت فلم يصح فيه الحديث، ولو صح لكان معناه مخالفة أهل الكتاب. (القبس شرح الموطأ 2/514)
وقال ابن حجر: الحديث معلول بالاضطراب. (التهذيب 8/174 ونحوه في بلوغ المرام 688)، وقال: الحديث فيه اضطراب شديد. (التهذيب 12/326)، وردَّ ابن حجر في التلخيص الحبير (2/216) على من رجح بعض الأوجه في رواية الحديث قائلا: "لكن هذا التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد مع اتحاد المخرج يوهن راويه وينبئ بقلة ضبطه، إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث؛ فلا يكون ذلك دالا على قلة ضبطه، وليس الأمر هنا، كذا بل اختلف فيه أيضا على الراوي عن عبد الله بن بسر أيضا".
والذي ردَّ على ترجيحه ابن حجر هو: الدارقطني، حيث قال بعد أن ذكر خمسة أوجه فقط من الاختلاف: والصحيح عن ابن بُسر عن أخته. (العلل 5/194/أ)
وكذا عبدالحق الإشبيلي، حيث رجح رواية ابن بُسر عن عمته (الأحكام الوسطى 2/225)، مع أنها رواية لم تثبت أصلا كما تقدم.
وقال سماحة الشيخ ابن باز: حديث منسوخ أو شاذ، لأن الأحاديث الصحيحة المحكمة قد دَلَّت على شرعية صيامه مع الجمعة أو مع الأحد في غير الفرض، وهي أحاديث صحيحة وكثيرة، وفيه علة أخرى أيضاً: وهي الاضطراب. (التحفة الكريمة 61)
من صحح الحديث:
قال الترمذي: حديث حسن، ومعنى كراهته في هذا أن يخص الرجل يوم السبت بصيام، لأن اليهود تعظم يوم السبت.
وأورده ابن السكن في صحاحه (البدر المنير 5/760)، وكذا ابن خزيمة، وابن حبان، والضياء.
وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري، وقال إنه معارَض بإسناد صحيح.. فذكر حديثي جويرية وأم سلمة في صيام السبت.
ووجَّه عبدُالحق الإشبيلي تكذيب الإمام مالك بقوله: ولعل مالكا رضي الله عنه إنما جعله كذبا من أجل رواية ثور بن يزيد الكلاع، فإنه كان يُرمى بالقدر، ولكنه كان ثقة فيما روى، قاله يحيى وغيره، وقد روى [عنه] الجلة، مثل يحيى بن سعيد القطان وابن المبارك والثوري وغيرهم. (الأحكام الوسطى 2/225)
قلت: التوجيه الذي قاله بعيد متكلَّف، لأن مالكا لم ينفرد بإعلال الحديث، ثم إن يحيى القطان نفسه قد أنكره من رواية ثور خصوصا، وأقره الإمام أحمد.
وقال الموفق ابن قدامة: حديث حسن صحيح. (الكافي 1/363)
وتعقب النووي والشمس ابن عبدالهادي قول أبي داود بالنسخ وتكذيب مالك للحديث. (المجموع 6/451 والمحرر 647)
وقال الذهبي عن طريق ثور: إسناد صالح حسن. (مهذب سنن البيهقي 4/1681)، وقال عن طريق حسان بن نوح عند النسائي: إسناد صالح. (تاريخ الإسلام 10/126)، وقال أيضا: يحمل الحديث على أنه كان يصوم معه يوما. (تنقيح التحقيق 1/396)
وقال الشمس ابن مفلح عن إسناد أبي عاصم عن ثور: سنده جيد. قلت: هذا حكمه على ظاهر الإسناد، ثم نقل إعلال الأئمة للمتن، وأقر كلام شيخه ابن تيمية في أن المتن شاذ أو منسوخ.
وقال العراقي: حديث صحيح. (الأربعون العشارية 17)
وقال ابن الملقن: والحق أنه حديث صحيح غير منسوخ. (البدر المنير 5/763)، ونص أنه يُحمل على إفراد السبت فقط.
وهنا تنبيه مهم: فعلى فرض ثبوت الحديث وأنه غير منسوخ فهذا أغلب من صححه رأى أن النهي ليس مطلقا، بل هو مخصوص بإفراد السبت، وبعضُهم نص أنه معارَض بالصحيح، فينبغي لمن يحتج بتصحيحهم أن يراعي فقههم للحديث، فإنه لذلك لم يستنكروه.
ثم انتصر الألباني لتصحيح الحديث في إرواء الغليل (رقم 960) وعدد من كتبه، وقلَّده جماعة من المعاصرين.
وقد صحح الإمام الألباني الحديث اعتمادا على ما وقف عليه من طرقه، فبنى ترجيحه على اجتهاده في دراستها، ولكن بالتوسع في التخريج نجد أن عدة أوجه واختلافات لم يخرّجها رحمه الله، ولعله لذلك لم تتبين له قوة الاضطراب على حقيقته، فربما لو رآها وقت تخريجه للحديث لكان تغير ترجيحه، فرحمه الله تعالى، وجزاه عن السنة وأهلها خيرا.
خلاصة البحث:
ظهر لديَّ أن الحديث لا يصح لاضطرابه، ولو لم يكن مضطربا فهو شاذ، وإن سلم منه فهو منسوخ، مع التنبيه أن غالب من تساهل وصحح الحديث لم يأخذ بظاهره، بل حمله على إفراد السبت بالصوم، والله تعالى أعلم.
وقد أفرد موضوع الحديث بالتصنيف عدة، منهم ابن حجر في رسالته: القول الثبت في صيام السبت، وغير واحد من المعاصرين
المرجع :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=136223)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزآك الله أحسن الجزاء على هذا الكرام منك وعلى إثراء الموضوع والكل يعلم أقوال العلماء فمنهم من أجاز صيام يوم السبت ولو منفردا ولكن يا أخي أبو جابر الجزائري حفظك الله ورعاك لم ابدي قولي في مسالة هل يجوز صوم يوم السبت منفردا أو مقرونا بل أن كل كلامي يحوم حول الحوار الذي جرى بين الشيخين الأكرمين والكل منهما لم يضعف الحديث بل ذهب الواحد منهما لاستظهار جواز من الحديث لو كان الحديث ضعيفا لسقط الاستدلال به وانتهى الأمر ولو كان حديث السبت ضعيف لكان مرجوحا وأصبح حديث منكرا لأنه يخالف الصحيح ولكنه صح عند الشيخين لذلك تراهم يستعملون بعض القواعد من علم الحديث ويقلون يقدم النهي على المبيح و ألقولي على الفعلي و سؤالي هو كما يلي هل الحديث عند الشيخان صحيح أم ضعيف فان كان ضعيف ودار بينهم هذا الحوار فأنهما لا يفقهان شيئا و هذا لا يقوله إلا جاهلا بهما لأنهما على علم بصحة الحديث واختلفا في صومه مقرونا من عدم صومه على الإطلاق إلا في الفرض //خلاصة القول هل كان يعلمان بضعف الحديث ويتحاوران عليه لاستنباط من خلاله الحكم// وجزيت الجنة ان شاء الله
أبو جابر الجزائري
2009-12-02, 19:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزآك الله أحسن الجزاء على هذا الكرام منك وعلى إثراء الموضوع والكل يعلم أقوال العلماء فمنهم من أجاز صيام يوم السبت ولو منفردا ولكن يا أخي أبو جابر الجزائري حفظك الله ورعاك لم ابدي قولي في مسالة هل يجوز صوم يوم السبت منفردا أو مقرونا بل أن كل كلامي يحوم حول الحوار الذي جرى بين الشيخين الأكرمين والكل منهما لم يضعف الحديث بل ذهب الواحد منهما لاستظهار جواز من الحديث لو كان الحديث ضعيفا لسقط الاستدلال به وانتهى الأمر ولو كان حديث السبت ضعيف لكان مرجوحا وأصبح حديث منكرا لأنه يخالف الصحيح ولكنه صح عند الشيخين لذلك تراهم يستعملون بعض القواعد من علم الحديث ويقلون يقدم النهي على المبيح و ألقولي على الفعلي و سؤالي هو كما يلي هل الحديث عند الشيخان صحيح أم ضعيف فان كان ضعيف ودار بينهم هذا الحوار فأنهما لا يفقهان شيئا و هذا لا يقوله إلا جاهلا بهما لأنهما على علم بصحة الحديث واختلفا في صومه مقرونا من عدم صومه على الإطلاق إلا في الفرض //خلاصة القول هل كان يعلمان بضعف الحديث ويتحاوران عليه لاستنباط من خلاله الحكم// وجزيت الجنة ان شاء الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل رشيد ـ الذي أجّله كثير، فهناك من الأعضاء من يفرض عليك تقديره واحترامه بمواضيعه ذات المستوى الراقي وأنت منهم، أحسبك كذلك.
أمّا بعد:
أظنك لم تفهمني بعد، خُويا رشيد
من منّا لا يعرف بتصحيح حديث صيام يوم السبت من طرف حافظ العصر الشيخ الألباني ، فما يوم حليمة بسرّ، كما يظهرأيضا أن الشيخ محسن العبادّ يعتقد بصحة الحديث ، فكل من كان له مسكة عقل يفهم ذك من خلال قراءة الموضوع..............
كان قصدي ـ والله من وراء القصد ـ أن أثري موضوعك وهو ما قلته في مشاركة سابقة :
فأردتُ أن من خلال مشاركتي إثراء الموضوع من خلال تسليط الضوء ـ من باب إفادة القراء لأني أعلم أن كثير من إخواني لم يطلعوا على أقوال الذين ضعفوا الحديث ـ إلى مسألة جوهرية في صيام يوم السبت، وهي تستحق التوضيح وهو أن الأمر لا يتعلق فقط بإفراد السبت من عدمه، بل إن الذين قالوا بعدم جواز السبت مفردا أو مقرونا قد بنوا ذلك على حديث جرحه أغلب علماء الحديث بخاصة القدماء منهم الذين هم المرجع الأول في تصحيح وتضعيف الحديث
بعبارة أوضح: مسألة إفراد صيام يوم السبت من عدمه بنيت على أساس تصحيح حديث صيام يوم السبت، ولكن الحديث لا يسلم بصحته عند غيرهم ـ ثبت العرش ثمّ انقش ـ، وأن الذين ضعفوا الحديث حجتهم قوية ، وهذا بيت القصيد من مشاركتي أن أثري معلومات الأعضاء حول صحة الحديث.
وإن كانت مداخلاتي " في غير محلها" فأرجوا المعذرة، وسوف أقوم بحذف كل ما كتبته ، فلك كل الحق فيما تراه مناسب لموضوعك، وما يتم التعقيب عليها.
أخوك أبو جابر الجزائري
جزآك الله أحسن الجزاء أخي الفاضل والكريم وأثابك جنة الفردوس الأعلى على ما دار بيننا كإخوة في الله كما اخبر ك باني احبك في الله العزيز الحليم واطلب من اعز إخواني أبو جابر الجزائري أن لا يحذف أي شيء كتب ليستفيد منه إخواننا إلا من ناحيتي أسدد خطأ وقع مني ومن دون قصد والله اعلم كما ارجوا منك تصحيح هذه الجملة و لك مني الشكر والعرفان لتصبح هكذا هذا لا يقوله إلا جاهلا بهما وحفظك الله وسدد خطاك
أبو جابر الجزائري
2009-12-03, 20:40
جزآك الله أحسن الجزاء أخي الفاضل والكريم وأثابك جنة الفردوس الأعلى على ما دار بيننا كإخوة في الله كما اخبر ك باني احبك في الله العزيز الحليم واطلب من اعز إخواني أبو جابر الجزائري أن لا يحذف أي شيء كتب ليستفيد منه إخواننا إلا من ناحيتي أسدد خطأ وقع مني ومن دون قصد والله اعلم كما ارجوا منك تصحيح هذه الجملة و لك مني الشكر والعرفان لتصبح هكذا هذا لا يقوله إلا جاهلا بهما وحفظك الله وسدد خطاك
أحبك الله الذي أحببتني من أجله
قال يحي بن معاذ: أخف عبادة على البدن " الحب في الله ".
ووالله لقد أحببتك أخي رشيد وكبُرتَ في عين منذ زمن طويل من خلال مواضيعك ومداخلاتك الفذّة، ولم تأتي الفرصة لأبوح لك بذلك، ولكنك سبقتني في ذلك، ـ فهذه بتلك (مبادرتي بالتهنيئة بالعيد).
وبورك فيك على الكلمات العطرة التي فاح شذاها فملء أرجاء منتدنا، وربي يحفطك من كل سوء ووفقك لما تحب وتتمنى في الدنيا والآخرة
أخوك أبو جابر الجزئري الذي يكنّ لك كل الحب والاحترام والتقدير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir