تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز [قوافل العائدين] مِـحْنَةُ عُلَمَاء الأمَّة الجَدِيدَةُ ؟؟؟


طاهر القلب
2018-09-13, 15:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ... وبعد :
لَعل العبارة الشهيرة : " لُحومُ العُلماءِ مَسمُومة " دالة على المقصود فيها من ذلك التناول للعلماء بالثَلْبِ والانتِقاص والقَدح في شُخُوصهم أو في عِلمهم – والمصيبة فيهما معًا – ولعل هذا أبسطُ وأقّلُ مما سُلِّط على هذه الفئة المباركة من أمتنا العظيمة، أمّة الإسلام العظيم، أن يُؤذى هؤلاء بسبب وَرعهم ودينهم وعقيدتهم، وكذا دِفاعهم عن حُقوق النّاس، أو السَعي في نُصرة المظلوم، ونَهي الظالم، وهي بالمناسبة وظيفتهم الخالدة كورثة للأنبياء، وكمنَارَات مُنيرة يَلتَجِأ إليها النّاس من النّاس ...
هَذا عندما يكون الأمر ( مُجرد ) ثَلبٍ وقَدح فيهم، فما بالك في من يَسجنُهم ويَضطَهِدهم ويُحاكِمهم ويَقضِى بِحُكمه المُبَطَّن قَبلاً، حُكمَه الظَاهر علنًا ... فيُهدر دَمَهم، ويُهدر عِلمهم، ويُهدر قَوَام ذَلك الميرَاث الذي قد ورثِوهُ على الأنبياء، فَيُصبح النّاس كَالهَيجَاءِ المُتَلاطِمة فِي لَيلِهَا المُظْلِم، وهُم يَخبِطُون خَبطَ عَشوَاء، ويَتَنَاجَون بِكُّل مَا هُو هُرَاء وَهَواء، صَيحَتُهم فيها مجرد عواء، لذئابٍ بَشرية في غَابة وَاسعة لا يَحكُمها إلاَّ مَا فِيها مِن غَرائز وقوّة، هَذه الذِئاب البَشرية تَقتُل لتَفْتَرس لا لتَتَفَرسَ، وَتَأكُل اللحُوم لِغريزَتها لاَ لما تَحملُه مِن شَرَاسَة، وَتَسفِك الدِمَاء كَالمَاء الجَاري في واديه ... عِندها يَتَحول ذَلك القَانون إلى الحَيوَانِية المُطلَقة، التي لا تَحمِل في شَريعَتِها إلاَّ مَا كَان من شَرائِع الجَهل بَعد نُور العِلم، وشَرائِع اللاعَدل بَعد هَيبةِ العَدل، وشَرائِع القُوّة والجَبَرُوت وَسَطْوَة القَويّ عَلى الضعيف بعدما انَتهى عَصرُها وَعَهدُها للأبد، هُنا نَصِل إَلى الدَرجة الأخِيرة من دَرجَاتِ كَونِنَا بَشَرٌ، فَيُرفَع الدِين بَعدَ رَفع العَدل، ويُرفع الحَياءُ بَعد رَفع البَركَة، وَتُرفَع الرَحمَةُ مِن قُلُوب النَّاس فتَقْسُوا وتَتَصَلَف، فَلا هُم كَانُوا أنَاسًا من إنْسِيَتِهم بِبَعضِهم أو إِنْسَانِيَتهم لِبَعضِهم، وقد صَاروا إلى غَير ذَلك خِلْقَةً وَتَخَلُقًا ...

فَهل أصبحَت مُصيبتُنا في دِينَنا أم أَصبحنَا نَحنُ مُصيبَة دِيننَا ؟
وَهَل تَحوَّل هَذا العَالم من مُجرد قَريةٍ صَغيرة إِلى غَابَة كَبِيرة ومُظلِمةٌ ؟


إليكم الخط متابعي قافلتنا ...



عائدون مع قوافل [ نَسِيمُ الفَجرِ ] :................................................. .....................


أَلا يَا نَسِيمَ الفَجرِ سَلِم عَلَى فَجرِي *** فَقَد غَاب في اللَيلِ الطَويلِ مِن الهَجرِ
تُضِيءُ اللَيـَالي بِالنُجُوم وَبَدرُهَــا *** وَلَيــلُ الجَفَـا مِن غَيـرِ نَجمٍ وَلاَ بَـدرِ
الرافعي رحمه الله




[[ فريق القافلة ]]

نسمة الصفاء
المكارم
حمزة
mangekyأک
طاهر القلب

بسمة ღ
2018-09-15, 10:28
شكرا جزيلا لك أستاذنا الكريم موضوع مهم جدا

وضعت الملح على الجرح ،أوليس العلماء ورثة الأنبياء،أوليس هم فوانييس الأمة ينيرون دربها يبددون كل عقبات، فالعلماء هم نقطة قوة كل دولة ومنه اذ اردت اسقاط اي امة فماعليك الى اصابة علماءها


جزاك الله خيرا استاذ

طاهر القلب
2018-09-15, 10:43
.
.

وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته

شرّفت أخي طاهر بطرحِك النقاشي القيّم ..

===========================================

قدُسية العالِم { مبدأ ثابت } لا حياد عنه @ والعلماء هم نجوم وبدور هذه الأمة ..

لولاهم لكانت [[ غابة موحشة ]] يأكل فيها القوي الضعيف !

هم بواعث النظام والسلم والعقيدة الراسخة ..

ويعرف بهم ( مدى قوة وازدهار الدول والأمم ) & دولة ترفع علمائها لا شك أنها دولة راقية مزدهرة ..


لكن !!

حين تنتكس ( الفطرة ) ويتلوث الحق بالباطل وتكثر الشبهات !

أول ما يسقط ضحية هذا التخلّف هو [[ العالِم ]] — والأمر غير مستغرب —

كون العلماء هم قوام وأعمدة ( أي كيان سياسي ) @ ولاشك أن ما يعيبهم سينعكس على العوام ..


وهنا نقف وقفة متأمل متدبر !

لواقع [[ إسلامية أوطاننا المسلوبة ]] & ..

لأجل ماذا أصبح العالِم يكرس حياته ؟؟


إن أردت إصابة أمة في قلبها النابض .. اصب علمائها !

وهو ما نراه اليوم في تجسيد واضح لنموذج ( العالِم العميل ) !!

واقع وحقيقة معاشة، قام هذا النموذج على أنقاض ( نموذج العالم الذي لا يخاف في الله لومة لائم ) ..


اختفاء وتساقط { هذا النموذج الطيّب من العلماء } & يجعلنا نقف على حديث من لا ينطق عن الهوى

على قول نبيّنا صلى الله عليه وسلم :

[[ إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ]]

- رواه البخاري -


ولله في خلقه شؤون ..

.
.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم أخي فتحي إنما المصيبة في قبض العلم بقبض العلماء
ولعل التاريخ حافل بهذه المحن للعلماء، وأصدقك أننا استخلصنا منها أن العالم بحق وحقيقة هو الذي توجه له هذه السهام المسمومة ... ولنا في ذلك عبر ومواعظ عديدة ... قيل أعتقد للشافعي كيف نعرف أصحاب الحق من أصحاب الباطل، قال أنظروا إلى أين تصوّب سهام الباطل، فذاك هو الحق وأهله، وفي هذه دلالة عميقة في تحري الحق وأهله، خاصة حاملي شُعلة العِلم وقبسه النُوراني ... ثمّ قد تحدثت أخي على قُدسية العالم، و ربما فُهم مِنها أنّها لشَخصِه، فإنما قُدسيته من قدسية علمه، وكل ما يحمله من هموم هذه الأمة، وما يلاقيه في سبيل جهاده بعلمه وعمله، أما من افتقر إلى هاته الأسس، فلا يمكن أن نصنفه في هذه الفئة، فإنما العالم الحق هو العالم العامل بعلمه ... ولا قدسية للأشخاص مهما كانوا، ومهما بلغوا، ومهما اكتسبوا من جبروت وقوّة واضطهاد، إنّما القدسية لما قدسه الدين، وما كان من الدين ... ثمّ العلماء، لو أدركنا وفعّلنا أنوار العقل، لعلمنا أنّها معركتهم مع الظلم والجهل والباطل، وهي قائمة حتى في هذه المحن التي تتلاطم أمواجها على شواطئهم ...
فهل يفلح الباطل وأهله مهما كانوا، ولو بقي آخر عالم عامل في مواجهته؟
ولعلى أحدثك فيما بعد بحديث آخر بليغ ...
بارك الله فيكم أخي فتحي وفي علمكم
تقديري

نجمة حسيبة
2018-09-15, 15:47
أكيد ان العلماء ورثة الانبياء و لا خير* في عالم لم و لا ينتفع الناس بعلمه .

بـــيِسَة
2018-09-15, 20:11
شكراااااااااا موضوع في القمة

بارك الله فيك .

بالتوفيق

Dinho
2018-09-15, 21:12
من هم العلماء الذين تقصدهم



ليس كل من تفقه في الاسلام وأفتى في مسالة يصبح عالما



ان كنت تقصد الدعاة الذين سجنوا في السعودية



فالأولى أن تقول انهم دعاة لا علماء فلا يوجد في وقتنا الحالي عالم بل طلاب علم ومتعالمين

بلال88
2018-09-16, 02:11
المحنة باقية ما بقي فرعون ينبض في القلوب، سنّة الله في الأنبياء وورثتهم
"ما جاء أحد بمثل ما أوتيت به إلا عودي"
والسير والتواريخ والواقع المعاصر يشهد، ما من عالم رباني إلا كان له محنة من أمير جائر أو جاهل متعصب أو قرين حاسد!
يثبت قليل على الحق أو بعضه فيجرجرون في السلاسل والأصفاد وربما كانوا من المشنوقين!
ويجيب كثير اتقاء لشر الفاجر الجائر، فما يلبث كثير من هذا الكثير حتى يكون ممّن "رضي وتابع"! فترى العالم برتبة مُخبر يسعى بالوشاية والتحريض، والعالم برتبة سفاح يفتي بسفك الدماء و"الضرب في المليان"!
فأي سمّ يحمله هذا الصنف من بني آدم ممّن نقض العهد ونبذ الميثاق وباع دينه بدنياه أو بدنيا غيره؟! اللهم إلا سمّ بلعام بن باعوراء!
"وهل أفسد الدنيا إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها"

إذا كان حال العالم بين صادع وصامت ومدار ومداهن وراض ومتابع! فما حال الأتباع والأنصار؟!
أول ما يقول الناس عند نزول نازلة: "أين العلماء؟ أين الصدع بالحق؟ أين..أين..أين..؟!"
فإذا قام قائم صادعا بالحق مبرئا ذمته أمام ربه مستحثيا بقاء جذوة مغالبة الباطل في النفوس، وجاءت المحنة بما تحمله من غَيابات!
هرع بعض الأتباع إلى النصرة الافتراضية ساعات وربما أياما في أحسن الأحوال، ثم ينصرف كلٌ إلى شأنه ومعاشه! ويُنسى عالمنا الصادع إلا من الأهل والأحباب!
في انتظار نازلة أخرى لاستنفار العلماء ولعن الصامت والتخلي عن الصادع...!
فإذا فرّج الله عمّن غيبته المحنة طلب السلامة والعافية وأدرك أن الاستنفار ماكان إلا من أصابع ملتهبة على "الكيبورد" وجلسات "قهوجية" ساخنة تبرد عند هبوب أول ريح للمحنة!
هذه المتلازمة " الخوف من قول الحق" و" الخوف من نصرة الصادع بالحق" أفقدت العلماء هيبتهم وجرّأت عليهم السفهاء والدهماء، فكانت النتيجة ذهاب بريق العلم وسطوته على القلوب، وصار مرتعا يعبث فيه كل بلقع سلقع!
لكن وربك الرحمن تكفل بحفظ دينه فلا يزال يخرج من كل سلف خلف ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
حياكم الرحمن

طاهر القلب
2018-09-16, 13:20
شكرا جزيلا لك أستاذنا الكريم موضوع مهم جدا

وضعت الملح على الجرح ،أوليس العلماء ورثة الأنبياء،أوليس هم فوانييس الأمة ينيرون دربها يبددون كل عقبات، فالعلماء هم نقطة قوة كل دولة ومنه اذ اردت اسقاط اي امة فماعليك الى اصابة علماءها


جزاك الله خيرا استاذ



نعم بداية المحنة في إصابة رأس القوم ...
ثم يأتي الدور على باقي الجسد الذي قد بقي دون رأس
فكيف يكون حال الرأس دون جسده؟؟؟
وكيف يكون حال الجسد دون رأسه؟؟؟
بارك الله فيكم على الرّد الطيب

طاهر القلب
2018-09-16, 13:24
أكيد ان العلماء ورثة الانبياء و لا خير* في عالم لم و لا ينتفع الناس بعلمه .

لو تُرك النّاس يسيرون دُون أنوار تضيء لهم الدروب وتُعَبِّدُ لهم المسالك ...
فهل تراهم يصلون بسلام إلى بـر الآمان والاطمئنان؟؟؟
هذا الأمر ينطبق عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
« إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ
وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ فَيَقْتَحِمْنَ فِيهَا
فَأَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا »
(صحيح البخاري)
بارك الله فيكم على الرّد الطيب

ابن الجزائر11
2018-09-16, 13:54
السلام عليكم

بارك الله فيك على الموضوع القيم

إن محنة العلماء هي محنة قديمة جديدة تستدير كما يستدير الليل والنهار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فطوبى لمن ثبت وصبر في مثل هذه الزلزلة العظيمة التي تجعل

الحليم حيرانا ، دعونا نقلب صفحات التاريخ التي تلطخت بدماء العلماء من قبل الدهماء ونذكر منهم عبد الله بن الزبير ذلك الفارس المترجل الذي صلب شهورا ، وسعيد بن

جبير والإمام ابن حنبل الشيباني في قضية خلق القرآن وتتابع الخلفاء حتى فرج الله عنه ، وأبو حنيفة حين رفض القضاء والثوري كذلك وقضى بقية حياته متواريا عن الأنظار

والإمام البخاري طبيب الحديث في علله مات حسيرا بسب تهمة القول بخلق القرآن وغيرهم من العلماء الربانيين الذين صبروا على المحن .

ولكن كان علماء السلف رحمهم الله من الذين لا يخافون في الحق لومة لائم فأصلح الله بهم الأمة ، لا يُقلبون الأمور فتنقلب عليهم وإنما رأس مالهم قول الحق والنصح لولي

الأمر .

بل لو اطلعنا على سادة الحديث والنقد لوجدناهم ألفوا كتبا في رد رواية من يخالط السلاطين تزلفا وما أدراك بمن يأكل تمرهم ليمشي بأمرهم .....

طاهر القلب
2018-09-16, 13:57
شكراااااااااا موضوع في القمة

بارك الله فيك .

بالتوفيق

ولكم الشكر على المرور العطر
تقديري

طاهر القلب
2018-09-16, 13:57
من هم العلماء الذين تقصدهم



ليس كل من تفقه في الاسلام وأفتى في مسالة يصبح عالما



ان كنت تقصد الدعاة الذين سجنوا في السعودية



فالأولى أن تقول انهم دعاة لا علماء فلا يوجد في وقتنا الحالي عالم بل طلاب علم ومتعالمين


أخي الكريم دينهو ...
كان النّاس لا يسألون من هم هؤلاء العلماء؟؟
بقدر سؤالهم عن ... هذا علمهم، وهذا عملهم، وهذه أخلاقهم ...
ثمّ نحن لا نريد أن يكون هناك فرق بين عالم وعالم آخر،
إلاّ بما كان فيه ومنه هو لأمته ودينه قبلا ...
ثمّ إنما كان الأنبياء أصحاب دعوة و رسالة، و ورثتهم كذلك بين الدعوة والرسالة ...
ثمّ لو صدقنا حديثك بخصوص أنه لا يوجد علماء في وقتنا الحالي، فهذه دلالة على
الكارثة الكبرى التي نعيشها، والمصيبة الطامة التي حلّت بأُمتنا ...
ومحنتنا في ديننا أكبر من أن تكون مجرد محنة علماء مضطهدين ومسجونين فقط ...
على العموم يجب أخذ الأمر بالبساطة التي هو عليها
فإن سميناهم علماء أو دعاة أو طلاب علم أو غير ذلك ...
ألا يجدر بنا احترام وتقدير العلم ؟
ولو كان مجرد حافظ للستين فقط؟
تقديري

المُهَاجر
2018-09-16, 17:10
2739 - " قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الخير ، و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول
الله ! إنا كنا في جاهلية و شر ، فجاءنا الله بهذا الخير [ فنحن فيه ] ، [ و
جاء بك ] ، فهل بعد هذا الخير من شر [ كما كان قبله ؟ ] . [ قال : " يا حذيفة
تعلم كتاب الله و اتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ) " . قال : قلت : يا رسول الله !
أبعد هذا الشر من خير ؟ ] . قال : " نعم . [ قلت : فما العصمة منه ؟ قال : "
السيف " ] . قلت : و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ ( و في طريق : قلت : و هل بعد
السيف بقية ؟ ) قال : " نعم ، و فيه ( و في طريق : تكون إمارة ( و في لفظ :
جماعة ) على أقذاء ، و هدنة على ) دخن " . قلت : و ما دخنه ؟ قال : " قوم ( و
في طريق أخرى : يكون بعدي أئمة [ يستنون بغير سنتي و ] ، يهدون بغير هديي ،
تعرف منهم و تنكر ، [ و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس ]
" . ( و في أخرى : الهدنة على دخن ما هي ؟ قال : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي
كانت عليه " ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم ، [ فتنة عمياء
صماء ، عليها ] دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا
رسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [
يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلتزم جماعة المسلمين و
إمامهم ، [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فاسمع و أطع ] " .
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، و لو
أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن
تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . ( و في أخرى )
: " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه و إن ضرب ظهرك و أخذ
مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب [ في الأرض ] حتى يدركك الموت و أنت عاض على جذل
شجرة " . [ قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ثم يخرج الدجال " . قال : قلت : فبم
يجيء ؟ قال : " بنهر - أو قال : ماء و نار - فمن دخل نهره حط أجره و وجب وزره ،
و من دخل ناره وجب أجره و حط وزره " . [ قلت : يا رسول الله : فما بعد الدجال ؟
قال : " عيسى ابن مريم " ] . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " لو أنتجت فرسا لم
تركب فلوها حتى تقوم الساعة " ] " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 541 :

قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته ،
ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم ، و شتت
شملهم ، و أذهبت شوكتهم ، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم ، مصداق قوله
تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* . و قد جاء مطولا و
مختصرا من طرق ، جمعت هنا فوائدها ، و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة
للسياق ، و هو للإمام البخاري في " كتاب الفتن " .

Dinho
2018-09-16, 20:00
أخي الكريم دينهو ...
كان النّاس لا يسألون من هم هؤلاء العلماء؟؟
بقدر سؤالهم عن ... هذا علمهم، وهذا عملهم، وهذه أخلاقهم ...
ثمّ نحن لا نريد أن يكون هناك فرق بين عالم وعالم آخر،
إلاّ بما كان فيه ومنه هو لأمته ودينه قبلا ...
ثمّ إنما كان الأنبياء أصحاب دعوة و رسالة، و ورثتهم كذلك بين الدعوة والرسالة ...
ثمّ لو صدقنا حديثك بخصوص أنه لا يوجد علماء في وقتنا الحالي، فهذه دلالة على
الكارثة الكبرى التي نعيشها، والمصيبة الطامة التي حلّت بأُمتنا ...
ومحنتنا في ديننا أكبر من أن تكون مجرد محنة علماء مضطهدين ومسجونين فقط ...
على العموم يجب أخذ الأمر بالبساطة التي هو عليها
فإن سميناهم علماء أو دعاة أو طلاب علم أو غير ذلك ...
ألا يجدر بنا احترام وتقدير العلم ؟
ولو كان مجرد حافظ للستين فقط؟
تقديري





نعم لا يوجد علماء بالمعنى الحقيقي في وقتنا الحالي



فالعالم هو الذي يأخد على نفسه العهد مع الله تم مع العباد على ان يدعو الى دين الاسلام النقي ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر



ولا تأخده في الله لومة لائم



عندما اقول عالم بالنسبة لي فابن تيمية عالم وهو شيخ الاسلام



الحسن البصري عالم



أحمد بن حنبل عالم



العز بن عبد السلام عالم



وغيرهم كثير وانضر الى حياتهم كيف كانت



اما الان مجرد متطفليين على العلم علماء السلطان ومتعالمين أفسدو في الاسلام اكتر مما أصلحوا





لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من تسعر به النار يوم القيامة رجل قال انه عالم ورجل قال انه قارئ للقران حافض لستين حزب



العبرة ليست بالحفض والعلم


العبرة ببذل هذا العلم حتى يكون الرجل بحق عالم يجب ان يتعرض لما تعرض له الانبياء من الأذى



وليس ان يكون الرجل يخطب في المنتديات ويحضر الملتقيات وينزل في الفنادق الفخمة ويضهر على التلفاز كالمشاهير والنجوم



تم يقال عنه عالم



في الاخير أقول لك



ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث من علامات الساعة ان تتبدل المفاهيم وصدق رسول الله

صَمْـتْــــ~
2018-09-16, 20:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


فَهل أصبحَت مُصيبتُنا في دِينَنا أم أَصبحنَا نَحنُ مُصيبَة دِيننَا ؟
وَهَل تَحوَّل هَذا العَالم من مُجرد قَريةٍ صَغيرة إِلى غَابَة كَبِيرة ومُظلِمةٌ ؟






السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي طاهر القلب،

أصبحت مصيبتنا في ديننا حينما قصّرنا فيه..
وأضعنا دروبه.. حينما أصبحتِ الدنيا أكبر مقاصدنا

حينما تجرّدت النّفوس من إنسانيّتها.. فشهقت حجارة مسنّنةً أراقت دماء ضمائرِها

حينما أصبح الغنيُّ يُحدّث الفقير من خلف فزّاعةٍ تضربُ مأمنَه

حينما أصبح القويُّ يجتثُّ صمتَ الضّعيف، وأصبح السّارقُ يمتهن النّهب كفنٍّ يبديه في ثوبٍ نظيف

وأصبحتِ المقاعِد خير الموارد لسُلطانٍ.. وعلمٍ تُعطى أوسمتُه دون أمانةٍ أو جهدٍ ..ليحرم من يستحقّها بمسعىً شريف

حينما تناقصت تحيّة الإسلام، وطغت معاني التشكيك والملام، وكثرت الأحلام وتكاثرت الأوهام.. وغابت الحقائق على ألسنةٍ لا تخشى ربّ الأنام



ورغم أنّ الرّأي يتّسعُ لأكثر ..

فسوف أختصر إجابتي على سؤالك بقولك أنّ:

مصيبتنا أصبحَت في دِينَنا..

وأنّ هَذا العَالم قد تحوّل من مُجرد قَريةٍ صَغيرة إِلى غَابَة كَبِيرة ومُظلِمة..

===

ولأنّ موضوعك يتضمّن مدخلينِ فلي عودة أخرى بإذن الله لتناوله من جانبِه الآخر المتعلّق بمحنة علماء الأمّة..

تقبّل مروري الخاطف..

طاهر القلب
2018-09-17, 12:51
المحنة باقية ما بقي فرعون ينبض في القلوب، سنّة الله في الأنبياء وورثتهم
"ما جاء أحد بمثل ما أوتيت به إلا عودي"
والسير والتواريخ والواقع المعاصر يشهد، ما من عالم رباني إلا كان له محنة من أمير جائر أو جاهل متعصب أو قرين حاسد!
يثبت قليل على الحق أو بعضه فيجرجرون في السلاسل والأصفاد وربما كانوا من المشنوقين!
ويجيب كثير اتقاء لشر الفاجر الجائر، فما يلبث كثير من هذا الكثير حتى يكون ممّن "رضي وتابع"! فترى العالم برتبة مُخبر يسعى بالوشاية والتحريض، والعالم برتبة سفاح يفتي بسفك الدماء و"الضرب في المليان"!
فأي سمّ يحمله هذا الصنف من بني آدم ممّن نقض العهد ونبذ الميثاق وباع دينه بدنياه أو بدنيا غيره؟! اللهم إلا سمّ بلعام بن باعوراء!
"وهل أفسد الدنيا إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها"

إذا كان حال العالم بين صادع وصامت ومدار ومداهن وراض ومتابع! فما حال الأتباع والأنصار؟!
أول ما يقول الناس عند نزول نازلة: "أين العلماء؟ أين الصدع بالحق؟ أين..أين..أين..؟!"
فإذا قام قائم صادعا بالحق مبرئا ذمته أمام ربه مستحثيا بقاء جذوة مغالبة الباطل في النفوس، وجاءت المحنة بما تحمله من غَيابات!
هرع بعض الأتباع إلى النصرة الافتراضية ساعات وربما أياما في أحسن الأحوال، ثم ينصرف كلٌ إلى شأنه ومعاشه! ويُنسى عالمنا الصادع إلا من الأهل والأحباب!
في انتظار نازلة أخرى لاستنفار العلماء ولعن الصامت والتخلي عن الصادع...!
فإذا فرّج الله عمّن غيبته المحنة طلب السلامة والعافية وأدرك أن الاستنفار ماكان إلا من أصابع ملتهبة على "الكيبورد" وجلسات "قهوجية" ساخنة تبرد عند هبوب أول ريح للمحنة!
هذه المتلازمة " الخوف من قول الحق" و" الخوف من نصرة الصادع بالحق" أفقدت العلماء هيبتهم وجرّأت عليهم السفهاء والدهماء، فكانت النتيجة ذهاب بريق العلم وسطوته على القلوب، وصار مرتعا يعبث فيه كل بلقع سلقع!
لكن وربك الرحمن تكفل بحفظ دينه فلا يزال يخرج من كل سلف خلف ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
حياكم الرحمن



بارك الله فيكم أخي القدير بلال ونفع بعلمكم
كلماتك وكأنها تنفلق عن حبّات النوى للُّب الموضوع وتبعاته
وقد ألجمت الرّد وأدركت القصدولا أزيد إلاّ أن أقول :
أنّ حقّ العِلم على العالم الصّدع بالحقّ وعدم المداهنة أو الـمِراء
وحقّ النّاس على علمائهم الأخذ بهم إلى الحقّ سبحانه وتعالى
لا إلى شخص ذي سلطان أو ذي شانٍ ...
والعجب في هذه المحنة العجيبة الفريدة
أنّ بعضهم كان مع بعض في جلسات أخويّة، تحفهم الملائكة من كل جانب
فما الذي تغير وما الذي فرّق بين هذا أو ذاك؟؟؟
وقد زاد على ذلك أن جلب الخَيبَات وَالخَبِيَات على كل صعيد
نسأل الله العفو والعافية

طاهر القلب
2018-09-17, 12:57
السلام عليكم

بارك الله فيك على الموضوع القيم

إن محنة العلماء هي محنة قديمة جديدة تستدير كما يستدير الليل والنهار إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، فطوبى لمن ثبت وصبر في مثل هذه الزلزلة العظيمة التي تجعل

الحليم حيرانا ، دعونا نقلب صفحات التاريخ التي تلطخت بدماء العلماء من قبل الدهماء ونذكر منهم عبد الله بن الزبير ذلك الفارس المترجل الذي صلب شهورا ، وسعيد بن

جبير والإمام ابن حنبل الشيباني في قضية خلق القرآن وتتابع الخلفاء حتى فرج الله عنه ، وأبو حنيفة حين رفض القضاء والثوري كذلك وقضى بقية حياته متواريا عن الأنظار

والإمام البخاري طبيب الحديث في علله مات حسيرا بسب تهمة القول بخلق القرآن وغيرهم من العلماء الربانيين الذين صبروا على المحن .

ولكن كان علماء السلف رحمهم الله من الذين لا يخافون في الحق لومة لائم فأصلح الله بهم الأمة ، لا يُقلبون الأمور فتنقلب عليهم وإنما رأس مالهم قول الحق والنصح لولي

الأمر .

بل لو اطلعنا على سادة الحديث والنقد لوجدناهم ألفوا كتبا في رد رواية من يخالط السلاطين تزلفا وما أدراك بمن يأكل تمرهم ليمشي بأمرهم .....


وفيكم يبارك الله
أنظر أخي ابن الجزائر ...
لو أننا تفحصنا بقليل من التدبر - وللأسف أننا نقرأ ولا نتدبر –
لوجدنا أن معظم تلك المحن التي حدثت لهؤلاء العلماء كان طرفها الآخر
من .............؟؟؟
ولعل تاريخ الإسلامي نفسه يخبرنا أنه دائما
من رحم تلك المحن والشدائد تُولد الِمنَحُ والعَوائِدُ
طبعا العوائد الحسنة لمستقبل الأمة و دينها
فيمّكن الله لها خيري الدين و الدنيا ، كما كان لها في سابق عهدها
وإنّما هذا الظَرفُ الذي تَمرُ به ظَرفُ تمحيص وغربلة
لأنّه من الشدّة تتمايز الخبائث من الطيبات
ولا يقف ويصمد ويصبر فيها

إلاّ أصحاب الرسوخ والشموخ والأساس
المبني على الأصول المتينة والقويّة
والحقّ ظاهرٌ بأصحابه أو دونهم لأنّها معركته مع الباطل
فإنّما يُنصر ويُعرف أهل الحقّ بالحقّ ... لا العكس
جزيل الشكر على طيب ردكم

طاهر القلب
2018-09-17, 13:47
2739 - " قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الخير ، و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول
الله ! إنا كنا في جاهلية و شر ، فجاءنا الله بهذا الخير [ فنحن فيه ] ، [ و
جاء بك ] ، فهل بعد هذا الخير من شر [ كما كان قبله ؟ ] . [ قال : " يا حذيفة
تعلم كتاب الله و اتبع ما فيه ، ( ثلاث مرات ) " . قال : قلت : يا رسول الله !
أبعد هذا الشر من خير ؟ ] . قال : " نعم . [ قلت : فما العصمة منه ؟ قال : "
السيف " ] . قلت : و هل بعد ذلك الشر من خير ؟ ( و في طريق : قلت : و هل بعد
السيف بقية ؟ ) قال : " نعم ، و فيه ( و في طريق : تكون إمارة ( و في لفظ :
جماعة ) على أقذاء ، و هدنة على ) دخن " . قلت : و ما دخنه ؟ قال : " قوم ( و
في طريق أخرى : يكون بعدي أئمة [ يستنون بغير سنتي و ] ، يهدون بغير هديي ،
تعرف منهم و تنكر ، [ و سيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين ، في جثمان إنس ]
" . ( و في أخرى : الهدنة على دخن ما هي ؟ قال : " لا ترجع قلوب أقوام على الذي
كانت عليه " ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : " نعم ، [ فتنة عمياء
صماء ، عليها ] دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها " . قلت : يا
رسول الله ! صفهم لنا . قال : " هم من جلدتنا ، و يتكلمون بألسنتنا " . قلت : [
يا رسول الله ! ] فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : " تلتزم جماعة المسلمين و
إمامهم ، [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فاسمع و أطع ] " .
قلت : فإن لم يكن لهم جماعة و لا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ، و لو
أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت و أنت على ذلك " . ( و في طريق ) : " فإن
تمت يا حذيفة و أنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم " . ( و في أخرى )
: " فإن رأيت يومئذ لله عز وجل في الأرض خليفة ، فالزمه و إن ضرب ظهرك و أخذ
مالك ، فإن لم تر خليفة فاهرب [ في الأرض ] حتى يدركك الموت و أنت عاض على جذل
شجرة " . [ قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " ثم يخرج الدجال " . قال : قلت : فبم
يجيء ؟ قال : " بنهر - أو قال : ماء و نار - فمن دخل نهره حط أجره و وجب وزره ،
و من دخل ناره وجب أجره و حط وزره " . [ قلت : يا رسول الله : فما بعد الدجال ؟
قال : " عيسى ابن مريم " ] . قال : قلت : ثم ماذا ؟ قال : " لو أنتجت فرسا لم
تركب فلوها حتى تقوم الساعة " ] " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 541 :

قلت : هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم و نصحه لأمته ،
ما أحوج المسلمين إليه للخلاص من الفرقة و الحزبية التي فرقت جمعهم ، و شتت
شملهم ، و أذهبت شوكتهم ، فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم ، مصداق قوله
تبارك و تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم )* . و قد جاء مطولا و
مختصرا من طرق ، جمعت هنا فوائدها ، و ضممت إليه زوائدها في أماكنها المناسبة
للسياق ، و هو للإمام البخاري في " كتاب الفتن " .


أخي المهاجر ...
هذا حديث عظيم وعبر ومواعظ جليلة
ولعلى أركز على ما سطرته بخط عريض وكذا تعليق الشيخ الرباني الألباني رحمه الله



"دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها"


هذا تمييز لدعاة من دعاة و واجب التحري قائم هنا
فكيف نخلص من الفُرقة والتشتت ونحن نتمايز بين من يرى نفسه صاحب الهداية فقط دون غيره، والآخر يرى من حزبه وفرقته الأحق بالنجاة،
بل وأكثر من ذلك أن يُعلِى ذلك على رؤوس الأشهاد، وعلى الأعلام والإعلام، وفي كل مكان طالته يده وقدرته، وأكبر من ذلك أن يقدح في غيره
ويذمه ويُحيِّده عن المشهد والاستشهاد به أو بعلمه، وحتى أنه يصل الأمر به أن يكفره، بل ويذهب به وينال منه بوسائل وأساليب ملتوية وقذرة، فإلى السجون
وإلى إهدار الدماء، وحتى أنه يؤذى في أهله وعرضه وماله، وهو الحرام الذي انتهكت به كل حقوق المسلم على المسلم، ثم ترى بعضهم يكيل التهم من هنا ومن هناك،
كما حصل واستعان بعضهم في زمن غابر بـ "السلطان" لفرض حزبه وفرقته ورأيته للأمور، فمن أراد التخلص من الفُرقة وشتات الأمر عليه أن يلتزم الجماعة
و وسيلة الالتزام واضحة جدا لا غبار عليها ...
قوله تبارك وتعالى : (ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم)
وسبيلها واضح جدا وهو الإنصاف والاتصاف ثمّ القصد والإخلاص ...
فلا طاعة للمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى
ولا تأخذه في الحقّ لومة لائم مهما كان وممن كان وأيّا كان ...



"تلتزم جماعة المسلمين و إمامهم ، [ تسمع و تطيع الأمير و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك ، فاسمع و أطع"


هنا أحدثك بأنواع ثلاثة للعلماء (الإمام) ذكرهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
( العلماء ثلاثة أقسام : عالم ملة، وعالم دولة، وعالم أمة .
أما عالم الملة :فهو الذي ينشر دين الإسلام، ويفتي بدين الإسلام عن علم، ولا يبالي بما دل عليه الشرع أوافق أهواء الناس أم لم يوافق .
وأما عالم الدولة : فهو الذي ينظر ماذا تريد الدولة فيفتي بما تريد الدولة، ولو كان في ذلك تحريف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأما عالم الأمة : فهو الذي ينظر ماذا يرضي الناس، إذا رأى الناس على شيء أفتى بما يرضيهم، ثم يحاول أن يحرف نصوص الكتاب والسنة من أجل
موافقة أهواء الناس . نسأل الله أن يجعلنا من علماء الملة العاملين بها) .


وما أكثر الصنفين الأخيرين اليوم، خاصة الصنف الثاني، وإن كان فيهما شر كبير،
لأن غايتهم لم تبرر وسيلتهم، فلم ينالوا غاية ولم يحصلوا وسيلة ...
والله المستعان

طاهر القلب
2018-09-18, 16:32
نعم لا يوجد علماء بالمعنى الحقيقي في وقتنا الحالي



فالعالم هو الذي يأخد على نفسه العهد مع الله تم مع العباد على ان يدعو الى دين الاسلام النقي ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر



ولا تأخده في الله لومة لائم



عندما اقول عالم بالنسبة لي فابن تيمية عالم وهو شيخ الاسلام



الحسن البصري عالم



أحمد بن حنبل عالم



العز بن عبد السلام عالم



وغيرهم كثير وانضر الى حياتهم كيف كانت



اما الان مجرد متطفليين على العلم علماء السلطان ومتعالمين أفسدو في الاسلام اكتر مما أصلحوا





لهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أول من تسعر به النار يوم القيامة رجل قال انه عالم ورجل قال انه قارئ للقران حافض لستين حزب



العبرة ليست بالحفض والعلم


العبرة ببذل هذا العلم حتى يكون الرجل بحق عالم يجب ان يتعرض لما تعرض له الانبياء من الأذى



وليس ان يكون الرجل يخطب في المنتديات ويحضر الملتقيات وينزل في الفنادق الفخمة ويضهر على التلفاز كالمشاهير والنجوم



تم يقال عنه عالم



في الاخير أقول لك



ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث من علامات الساعة ان تتبدل المفاهيم وصدق رسول الله




جميل قولك أخي دينهو ...
ولكن لا يجب أن ننكر بالمطلق، فالعالم بالسرائر موجود ومعلوم ...
ثمّ أحد الإخوة قال كلمة حفت بالذهب الخالص
وهي قوله على لسان ورقة بن نوفل في دلائل
نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال :
"ما جاء أحد بمثل ما أوتيت به إلا عودي"
وهي دليل العالم الحقّ

جزيل الشكر لكم على الرّد

طاهر القلب
2018-09-26, 13:22
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أخي طاهر القلب،

أصبحت مصيبتنا في ديننا حينما قصّرنا فيه..
وأضعنا دروبه.. حينما أصبحتِ الدنيا أكبر مقاصدنا

حينما تجرّدت النّفوس من إنسانيّتها.. فشهقت حجارة مسنّنةً أراقت دماء ضمائرِها

حينما أصبح الغنيُّ يُحدّث الفقير من خلف فزّاعةٍ تضربُ مأمنَه

حينما أصبح القويُّ يجتثُّ صمتَ الضّعيف، وأصبح السّارقُ يمتهن النّهب كفنٍّ يبديه في ثوبٍ نظيف

وأصبحتِ المقاعِد خير الموارد لسُلطانٍ.. وعلمٍ تُعطى أوسمتُه دون أمانةٍ أو جهدٍ ..ليحرم من يستحقّها بمسعىً شريف

حينما تناقصت تحيّة الإسلام، وطغت معاني التشكيك والملام، وكثرت الأحلام وتكاثرت الأوهام.. وغابت الحقائق على ألسنةٍ لا تخشى ربّ الأنام



ورغم أنّ الرّأي يتّسعُ لأكثر ..

فسوف أختصر إجابتي على سؤالك بقولك أنّ:

مصيبتنا أصبحَت في دِينَنا..

وأنّ هَذا العَالم قد تحوّل من مُجرد قَريةٍ صَغيرة إِلى غَابَة كَبِيرة ومُظلِمة..

===

ولأنّ موضوعك يتضمّن مدخلينِ فلي عودة أخرى بإذن الله لتناوله من جانبِه الآخر المتعلّق بمحنة علماء الأمّة..

تقبّل مروري الخاطف..


وعليكم السلام
قد قاربت لردك هذا من كل باب وقد وجدتك أوصدتها كلها خلفك
فلم يبقى منها باب إلا وقمت باللازم فيه ... بارك الله فيكم
وأقول فقط ...
أن من لم يخشى الله في دينه ، فلن ولم يخشى أحدا وهو ماض في رفسه وعفسه
وكذلك من يخشى هذا السلطان أو أي مورد آخر فلن ولم يخشى في دينه وعلى دينه شيئا ...
وهي محنة الإسلام في هذا الزمان الموحش
تقديري لمروركم الخاطف

أمير جزائري حر
2018-09-26, 14:20
شكرا على الموضوع. وأما رأيي فهو: أنّ من هو في محنة هم الشعب أو ( الأمّة - إن صحّ التعبير -). لكن علماء الأمة ( الحاليّون) ليسوا في محنة - إلا من رحم الله وهم قلة قليلة - بل هم في منحة ونعيم بفضل مجاراتهم وتغطيتهم وتبريراتهم لممارسات الحاكم. إلا القليل من أمثال سلمان العودة. ولدينا بذلك 03 اطراف في المعادلة؛ السلطان وحاشيته في قمة الهرم ( هرم الفساد) ثم العلماء وحاشيتهم ومن يطبلون لهم ويصدّقون على اقوالهم (ويدخل في ذلك أطراف عدّة؛ من طلبة يتذلّلون لهم ووسائل إعلام ...الخ) وفي الأخير في أسفل الهرم يأتي الشعب (أو الأمّة-إن شئت-) ممن هم مغلوبون على أمرهم (وفيها كلام ولا داعي للخوض فيه).


ولعل عنوان حال الأمّة حاليا هو معادلة : محنة الأمّة vs فساد الأئمّة (دينا ودنيا)؟؟


لذلك رفع الفرنسيون في ثورتهم منذ دهر بعييييد: (اشتقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)


ولذلك جاء في السنّة منذ قرووون بعيدة: (اثنان إذا صلحا صلحت الأمّة؛ العالم والحاكم).

طاهر القلب
2018-09-27, 13:51
شكرا على الموضوع. وأما رأيي فهو: أنّ من هو في محنة هم الشعب أو ( الأمّة - إن صحّ التعبير -). لكن علماء الأمة ( الحاليّون) ليسوا في محنة - إلا من رحم الله وهم قلة قليلة - بل هم في منحة ونعيم بفضل مجاراتهم وتغطيتهم وتبريراتهم لممارسات الحاكم. إلا القليل من أمثال سلمان العودة. ولدينا بذلك 03 اطراف في المعادلة؛ السلطان وحاشيته في قمة الهرم ( هرم الفساد) ثم العلماء وحاشيتهم ومن يطبلون لهم ويصدّقون على اقوالهم (ويدخل في ذلك أطراف عدّة؛ من طلبة يتذلّلون لهم ووسائل إعلام ...الخ) وفي الأخير في أسفل الهرم يأتي الشعب (أو الأمّة-إن شئت-) ممن هم مغلوبون على أمرهم (وفيها كلام ولا داعي للخوض فيه).


ولعل عنوان حال الأمّة حاليا هو معادلة : محنة الأمّة vs فساد الأئمّة (دينا ودنيا)؟؟


لذلك رفع الفرنسيون في ثورتهم منذ دهر بعييييد: (اشتقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس)


ولذلك جاء في السنّة منذ قرووون بعيدة: (اثنان إذا صلحا صلحت الأمّة؛ العالم والحاكم).




تلك من تلك أخي على صهوة الخيال ...
فمحنة الشعب من محنة العلماء ...
والمحنة هنا تحتمل السبيلين :
علماء المنحة
وعلماء المحنة
ومصيبة الشعب أو الأمة فيهما معا ...
ففي الأولى قد رضوا بالسلطان والأمان بما لديهم من الدنيا و زخرفها
وقد تركوا أحكام الديان وشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مهما كان هذا المنكر و فاعله ....
و في الثانية قد ربطت أفواههم وعلقت أجسادهم وإرتقت في السماء نظراتهم
وامرهم بين سجن وتعذيب او اضطهاد و تشريد ...
فكان مصيبة الأمة فيهما معا
وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ...
شكرا لكم على الرد الطيب

أمير جزائري حر
2018-09-27, 22:06
ومصيبة الشعب أو الأمة فيهما معا ...
ففي الأولى قد رضوا بالسلطان والأمان بما لديهم من الدنيا و زخرفها
وقد تركوا أحكام الديان وشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
مهما كان هذا المنكر و فاعله ....
و في الثانية قد ربطت أفواههم وعلقت أجسادهم وإرتقت في السماء نظراتهم
وامرهم بين سجن وتعذيب او اضطهاد و تشريد ...
فكان مصيبة الأمة فيهما معا



أحسنت وصدقت. هي محنة مزدوجة هنا.لكن النوع الثاني ستتولد منه منحة من الرحمن لأن دماء العلماء لا تذهب هدراً.





وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ...



وهذه يمكننا اعتبارها محنة ثالثة. فإذا غُيّبَ القرآن وأُضعف سلطانهُ على القلوب بسبب المحنتين السالف ذكرهما، ثُمّ غاب السلطان الذي يكون بالله ولله فهي محنة وأيّ محنة. لذلك جاء في السُنّة: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله . ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه.


ونلاحظ أنّهُ ذُكِر على رأسهم: إمام عادل [استحقّ ظلّ يومئذ لأنه كان ظلا للعدل والرحمة على الأرض].



وجاء في السُنّة ايضا: سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه، فقتله. رواه الحاكم - وصححه - والخطيب، وصححه الألباني


وهو [مُستحِقُّ مرتبة سيّد الشّهداء] الآمر الناهي والعالم الربّاني المفقود.

طاهر القلب
2018-09-30, 13:53
بارك الله بكم أخي على صهوة الخيال على التعقيب القيّم ...
ولعلى أزيد على ما ذكرت تنويها ...
لأصحاب تلك المنحة المؤقتة
والحال الذي وقعوا فيها بمهادنتهم ورضاهم للحال دون المآل
فمن إعتاد الإنبطاح ولي أعناق الأحكام والشرائع ...
سيأتي يوم ويقال له في نفسه قولا غير الذي قيل قبلا
وسيقول هو عندها " أُكلت يوم أكل الثور الأبيض " ...
فالتنازل يبدأ سهلا مهلا بخطوة بسيطة
يستحيل الرجوع إليها ...
فمن فرط في شيىء لا يمكنه الرجوع فيه لنفس ذلك الشيىء
والحديث قياس لمن أمعن وتدبر ...
و رحم الله مجاهد ليبيا العظيم عمر المختار
عندما قال وهو الشيخ الطاعن في السن
"كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضرورياً
فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرةً أخرى"
تقديري

Nikon_nik
2018-10-09, 01:30
شكراا على طاىح الموضوع فهو مهم جدا خصوصا في وقتنا

أبوإبراهيــم
2018-11-03, 21:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة ... وبعد :
لَعل العبارة الشهيرة : " لُحومُ العُلماءِ مَسمُومة " دالة على المقصود فيها من ذلك التناول للعلماء بالثَلْبِ والانتِقاص والقَدح في شُخُوصهم أو في عِلمهم – والمصيبة فيهما معًا – ولعل هذا أبسطُ وأقّلُ مما سُلِّط على هذه الفئة المباركة من أمتنا العظيمة، أمّة الإسلام العظيم، أن يُؤذى هؤلاء بسبب وَرعهم ودينهم وعقيدتهم، وكذا دِفاعهم عن حُقوق النّاس، أو السَعي في نُصرة المظلوم، ونَهي الظالم، وهي بالمناسبة وظيفتهم الخالدة كورثة للأنبياء، وكمنَارَات مُنيرة يَلتَجِأ إليها النّاس من النّاس ...
هَذا عندما يكون الأمر ( مُجرد ) ثَلبٍ وقَدح فيهم، فما بالك في من يَسجنُهم ويَضطَهِدهم ويُحاكِمهم ويَقضِى بِحُكمه المُبَطَّن قَبلاً، حُكمَه الظَاهر علنًا ... فيُهدر دَمَهم، ويُهدر عِلمهم، ويُهدر قَوَام ذَلك الميرَاث الذي قد ورثِوهُ على الأنبياء، فَيُصبح النّاس كَالهَيجَاءِ المُتَلاطِمة فِي لَيلِهَا المُظْلِم، وهُم يَخبِطُون خَبطَ عَشوَاء، ويَتَنَاجَون بِكُّل مَا هُو هُرَاء وَهَواء، صَيحَتُهم فيها مجرد عواء، لذئابٍ بَشرية في غَابة وَاسعة لا يَحكُمها إلاَّ مَا فِيها مِن غَرائز وقوّة، هَذه الذِئاب البَشرية تَقتُل لتَفْتَرس لا لتَتَفَرسَ، وَتَأكُل اللحُوم لِغريزَتها لاَ لما تَحملُه مِن شَرَاسَة، وَتَسفِك الدِمَاء كَالمَاء الجَاري في واديه ... عِندها يَتَحول ذَلك القَانون إلى الحَيوَانِية المُطلَقة، التي لا تَحمِل في شَريعَتِها إلاَّ مَا كَان من شَرائِع الجَهل بَعد نُور العِلم، وشَرائِع اللاعَدل بَعد هَيبةِ العَدل، وشَرائِع القُوّة والجَبَرُوت وَسَطْوَة القَويّ عَلى الضعيف بعدما انَتهى عَصرُها وَعَهدُها للأبد، هُنا نَصِل إَلى الدَرجة الأخِيرة من دَرجَاتِ كَونِنَا بَشَرٌ، فَيُرفَع الدِين بَعدَ رَفع العَدل، ويُرفع الحَياءُ بَعد رَفع البَركَة، وَتُرفَع الرَحمَةُ مِن قُلُوب النَّاس فتَقْسُوا وتَتَصَلَف، فَلا هُم كَانُوا أنَاسًا من إنْسِيَتِهم بِبَعضِهم أو إِنْسَانِيَتهم لِبَعضِهم، وقد صَاروا إلى غَير ذَلك خِلْقَةً وَتَخَلُقًا ...

فَهل أصبحَت مُصيبتُنا في دِينَنا أم أَصبحنَا نَحنُ مُصيبَة دِيننَا ؟
وَهَل تَحوَّل هَذا العَالم من مُجرد قَريةٍ صَغيرة إِلى غَابَة كَبِيرة ومُظلِمةٌ ؟


إليكم الخط متابعي قافلتنا ...



عائدون مع قوافل [ نَسِيمُ الفَجرِ ] :................................................. .....................


أَلا يَا نَسِيمَ الفَجرِ سَلِم عَلَى فَجرِي *** فَقَد غَاب في اللَيلِ الطَويلِ مِن الهَجرِ
تُضِيءُ اللَيـَالي بِالنُجُوم وَبَدرُهَــا *** وَلَيــلُ الجَفَـا مِن غَيـرِ نَجمٍ وَلاَ بَـدرِ
الرافعي رحمه الله




[[ فريق القافلة ]]

نسمة الصفاء
المكارم
حمزة
mangekyأک
طاهر القلب





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم أرجو أن تفتح قلبك لكلامي جيدا

العلماء ورثة الأنبياء ولا يطعن فيهم عادة إلا المنافقين أو الجهال الذين هم حمل زائد على أمتهم ، ولا يوجد عصر يخلو من علماء ، فالعلماء هم السبب الذي جعله الله سبحانه لحفظ دينه ، والطعن فيهم هو إسقاط لما معهم لما ورثوه من مشكاة النبوة ، فالطعن في العلماء خطير جدا جدا جدا ، لا ينبغي لمسلم لديه مثقال ذرة من إيمان أن يفكر حتى في أن يطعن في علماء الأمة ، ولا يعني هذا عصمتهم ولكن مهمتهم كبيرة جدا وهو حمل هذا الدين

قال النبي صلى الله عليه وسلم : يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ
الراوي:إبراهيم بن عبدالرحمن العذري المحدث:الإمام أحمد المصدر:تاريخ دمشق الجزء أو الصفحة:7/39 حكم المحدث:صحيح


النقطة الأولى اتفقنا عليها ، تبقى الآن النقطة الثاني وهي أيضا مهمة جدا بل وأصبحت ظاهرة في هذا العصر

وهو من هم العلماء الحقيقيين ومن المتشبه بهم ؟ ومن الذي يحدد ويزكي العلماء !!

للأسف المصيبة الكبرى التي نعاني منها هو أنه أصبح أهل الجهل هم من يرفعون الناس ويعطونهم مكانة العالم وهذا أمر خطير جدا جدا

هل بمجرد ظهور شخص في الإعلام ليتكلم في الدين يعني أنه أصبح عالما ؟ هل تعلم أن أغلب علماء العصر لا يظهرون في الأعلام ، خذ مثال : العثيمين والألباني وأبو بكر الجزائري وإبن باز وعبد المحسن العباد .......... الخ

فلا يعرف العلماء إلا العلماء أنفسهم ، فمثلما لا يعرف الأطباء إلا من يدرسون الطب ولا يعرف علماء الإقتصاد إلا من يدرس الإقتصاد ، فكذلك لا يعرف أهل العلم إلا أهل العلم ،

هل تستطيع أن تتصور أن يأتي شخص توقف عن الدراسة في الإبتدائي ويقول عن طبيب نعم هذا طبيب ماهر ، وربما يكون ذلك الشخص ليس طبيبا أصلا !! كيف لجاهل أن يعرف أهل العلم الذي هو منه محروم ؟

لا يا أخي أهل العلم لا يزكيهم إلا أهل العلم وليس أهل الجهل

وهناك علامات يعرف بها العلماء منها :

كثرة التأليف بدون نكير
أن يكون دارس عند أهل العلم وله تزكية
أن يكون من الدعاة إلى التوحيد وهذا منهج الأنبياء والمرسلين لا أن يكون قصاصا ، فقد كان السلف يكرهون القصاصين

والعلامة الكبرى هي : رسوخ قدمه في مواطن الشبه أي الفتن


وليكن في علمك أخي أن السعودية بلاد العلم والعلماء ولديها هيئة مستقلة تسمى هيئة كبار العلماء وهم والعلماء فيها هم من يضعون المناهج الدراسية ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالطريقة الشرعية

والذين هم في السجن هم من المفسدين بل إن الشيخ إبن باز رحمه الله قد كتب في هذا الشخص الذي تقول أنهم حكموا عليه بالإعدام ، كتب فيه الشيخ إبن باز تقرير في التسعينات بعد أن اطلع على محاضراته ووجه أمرا إلى صاحب السمو الملكي بأن يوقفه من المحاضرات حتى يتوب

وحتى القضاة في السعودية هم علماء ، ولكن للأسف الشديد أصبح الآن المفسدين يتلاعبون بعواطف الشباب فلا يفرقون بين العاطفة والدين


وبالنسبة لكلام الشيخ إبن العثيمين وهو كلام أهل السنة جميعا عن أنواع العلماء

فطبعا علماء الملة هم من يتبعون الكتاب والسنة وكما نعلم أن السنة أمرت بطاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه إلا عند ظهور الكفر البواح

فدعوتنا لهذا الأصل الكبير هو طاعة لرسول الله وليس خدمة للحكام كما تعتقد

أما علماء الدولة فهم الذين يبيحون ما يفعله الحاكم من محرمات ومن بدع ، وهذا والحمد لله أهل السنة بريؤون منه فهم ينكرون المنكر على الحاكم سرا كما أمر بذلك رسول الله ولا يدعون لنزع يد الطاعة أبدا

فأرجو أن لا تخلط بين هاذين النوعين وكلام الشيخ العثيمين في مسألة طاعة ولاة الأمر مشهور ومعروف وتجده في كل مكان

وأعتقد أن الأخ أجابك بحديث حذيفة وهو كاف وواف بإذن الله

وأريد أن أقول لك : أن الإصلاح عن طريق السياسة والإصطدام بأهلها ومنازعتهم ليس من منهج الأنبياء والمرسلين ولم يكن يوما ديدنهم

وها هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عرض عليه الملك على طبق من ذهب ورفضه حتى مكن الله دينه في نفوس عباده

فما بالك بمن تجده هو ينازع على الحكم ، هذا من أكبر الإنحرافات عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم

طاهر القلب
2018-11-04, 14:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم أرجو أن تفتح قلبك لكلامي جيدا

العلماء ورثة الأنبياء ولا يطعن فيهم عادة إلا المنافقين أو الجهال الذين هم حمل زائد على أمتهم ، ولا يوجد عصر يخلو من علماء ، فالعلماء هم السبب الذي جعله الله سبحانه لحفظ دينه ، والطعن فيهم هو إسقاط لما معهم لما ورثوه من مشكاة النبوة ، فالطعن في العلماء خطير جدا جدا جدا ، لا ينبغي لمسلم لديه مثقال ذرة من إيمان أن يفكر حتى في أن يطعن في علماء الأمة ، ولا يعني هذا عصمتهم ولكن مهمتهم كبيرة جدا وهو حمل هذا الدين

قال النبي صلى الله عليه وسلم : يحمِلُ هذا العِلمَ من كلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ
الراوي:إبراهيم بن عبدالرحمن العذري المحدث:الإمام أحمد المصدر:تاريخ دمشق الجزء أو الصفحة:7/39 حكم المحدث:صحيح


النقطة الأولى اتفقنا عليها ، تبقى الآن النقطة الثاني وهي أيضا مهمة جدا بل وأصبحت ظاهرة في هذا العصر

وهو من هم العلماء الحقيقيين ومن المتشبه بهم ؟ ومن الذي يحدد ويزكي العلماء !!

للأسف المصيبة الكبرى التي نعاني منها هو أنه أصبح أهل الجهل هم من يرفعون الناس ويعطونهم مكانة العالم وهذا أمر خطير جدا جدا

هل بمجرد ظهور شخص في الإعلام ليتكلم في الدين يعني أنه أصبح عالما ؟ هل تعلم أن أغلب علماء العصر لا يظهرون في الأعلام ، خذ مثال : العثيمين والألباني وأبو بكر الجزائري وإبن باز وعبد المحسن العباد .......... الخ

فلا يعرف العلماء إلا العلماء أنفسهم ، فمثلما لا يعرف الأطباء إلا من يدرسون الطب ولا يعرف علماء الإقتصاد إلا من يدرس الإقتصاد ، فكذلك لا يعرف أهل العلم إلا أهل العلم ،

هل تستطيع أن تتصور أن يأتي شخص توقف عن الدراسة في الإبتدائي ويقول عن طبيب نعم هذا طبيب ماهر ، وربما يكون ذلك الشخص ليس طبيبا أصلا !! كيف لجاهل أن يعرف أهل العلم الذي هو منه محروم ؟

لا يا أخي أهل العلم لا يزكيهم إلا أهل العلم وليس أهل الجهل

وهناك علامات يعرف بها العلماء منها :

كثرة التأليف بدون نكير
أن يكون دارس عند أهل العلم وله تزكية
أن يكون من الدعاة إلى التوحيد وهذا منهج الأنبياء والمرسلين لا أن يكون قصاصا ، فقد كان السلف يكرهون القصاصين

والعلامة الكبرى هي : رسوخ قدمه في مواطن الشبه أي الفتن


وليكن في علمك أخي أن السعودية بلاد العلم والعلماء ولديها هيئة مستقلة تسمى هيئة كبار العلماء وهم والعلماء فيها هم من يضعون المناهج الدراسية ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بالطريقة الشرعية

والذين هم في السجن هم من المفسدين بل إن الشيخ إبن باز رحمه الله قد كتب في هذا الشخص الذي تقول أنهم حكموا عليه بالإعدام ، كتب فيه الشيخ إبن باز تقرير في التسعينات بعد أن اطلع على محاضراته ووجه أمرا إلى صاحب السمو الملكي بأن يوقفه من المحاضرات حتى يتوب

وحتى القضاة في السعودية هم علماء ، ولكن للأسف الشديد أصبح الآن المفسدين يتلاعبون بعواطف الشباب فلا يفرقون بين العاطفة والدين


وبالنسبة لكلام الشيخ إبن العثيمين وهو كلام أهل السنة جميعا عن أنواع العلماء

فطبعا علماء الملة هم من يتبعون الكتاب والسنة وكما نعلم أن السنة أمرت بطاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه إلا عند ظهور الكفر البواح

فدعوتنا لهذا الأصل الكبير هو طاعة لرسول الله وليس خدمة للحكام كما تعتقد

أما علماء الدولة فهم الذين يبيحون ما يفعله الحاكم من محرمات ومن بدع ، وهذا والحمد لله أهل السنة بريؤون منه فهم ينكرون المنكر على الحاكم سرا كما أمر بذلك رسول الله ولا يدعون لنزع يد الطاعة أبدا

فأرجو أن لا تخلط بين هاذين النوعين وكلام الشيخ العثيمين في مسألة طاعة ولاة الأمر مشهور ومعروف وتجده في كل مكان

وأعتقد أن الأخ أجابك بحديث حذيفة وهو كاف وواف بإذن الله

وأريد أن أقول لك : أن الإصلاح عن طريق السياسة والإصطدام بأهلها ومنازعتهم ليس من منهج الأنبياء والمرسلين ولم يكن يوما ديدنهم

وها هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عرض عليه الملك على طبق من ذهب ورفضه حتى مكن الله دينه في نفوس عباده

فما بالك بمن تجده هو ينازع على الحكم ، هذا من أكبر الإنحرافات عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم

حياك الله أخي أبو إبراهيم الأثري وبعد :
تفتح قلوبنا دوما لمن يتخذ اللين والبينة الشاهدة والمشهودة ديدنه في النقاش
وهذا أسلوب الحوار البنّاء الذي يفتح للأمة الآفاق
دون اتخاذ السلطة تارة والتسلط تارة أخرى سيفا مشهرا في كم الأفواه أو صم الآذان ...
والله المستعان
قد قلت أخي :
"وهو من هم العلماء الحقيقيين ومن المتشبه بهم ؟ ومن الذي يحدد ويزكي العلماء !! "
وهو سؤال يجب أن يطرح وأن يكون دائما نصب أعيننا
ولعلي أجيبك بإجابة العبد البسيط الغير عارف
ربما من يجيب على هاته الأسئلة هو ذاك الحاكم الذي يتحكم في الرقاب في هذا الزمن الموحش
ولعلى أجيب بالإجابة التي لم تستطع إيرادها في ردك وهي ...
أنه يعرف العلماء بالحق والصدح بالحق ولا تلومهم في الحق لومة لائم ...
ومن مقتضيات الصدع بالحق كلمة الحق عند سلطان جائر ...
ومن مقتضيات الحق الأخذ بحق هذا الضعيف من ذاك القوي ...
ومن مقتضيات الحق عدم اتخاذ أحمال العلم في الجوف مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا ...
ومن مقتضيات الحق عدم الخيانة للزميل والجليس والعالم والرفيق وحامل اللواء
بل وتعدى بعضهم إلى أبعد من هاته فاتخذها مطية اللمز والهمز والقدح
والتجريح الغير مبرر والغير مؤسس على أصوله ...
إذن من هم العلماء ؟
هم من يرضى عنهم السلطان أم من يرضى عنهم الرحمان
من هم العلماء ؟
هم أصحاب التواضع الجم وجلسائهم الفقراء والبسطاء الذين ينتمون إليهم بالجوارح والأفهام ... وبيان الحق لهم وفيهم ومنهم لمن تعدى وتجبر منهم أو عليهم ...
ألا تذكر سلطان العلماء ومواقفه
من هم العلماء أخي ؟
قلت : " فلا يعرف العلماء إلا العلماء أنفسهم ، فمثلما لا يعرف الأطباء إلا من يدرسون الطب ولا يعرف علماء الإقتصاد إلا من يدرس الإقتصاد ، فكذلك لا يعرف أهل العلم إلا أهل العلم"
هذا كلام جميل فمن جنسه يفلح الحديد ويعرف
خذ العملية العكسية من هم العلماء الذين يعرفون العلماء؟
مع أني أجبت في الأولى عن هاته فالعلماء بحق يعرفون بالحق وحده
ثم تأتي بعد ذلك مقتضيات ذلك الحق فيهم
ومنه دفاعهم عن الدين و المستضعفين
ثم إظهار الحق الذي به يعرفون
والذي يحملون عرفه ومعرفته دون مواربة أو شائبة
ودون دخيلة أو مخيلة
وليس العالم بالتزكية والثناء وصكوك الغفران فقط
ثم لا تضرب لنا الأمثال وتنسى منها المثال الواقعي
والمنظور من أبسط فهم لرجل لا علم له بالدين
وللحديث بقيّة إن شاء الله

أبوإبراهيــم
2018-11-04, 15:42
حياك الله أخي أبو إبراهيم الأثري وبعد :
تفتح قلوبنا دوما لمن يتخذ اللين والبينة الشاهدة والمشهودة ديدنه في النقاش
وهذا أسلوب الحوار البنّاء الذي يفتح للأمة الآفاق
دون اتخاذ السلطة تارة والتسلط تارة أخرى سيفا مشهرا في كم الأفواه أو صم الآذان ...
والله المستعان
قد قلت أخي :
"وهو من هم العلماء الحقيقيين ومن المتشبه بهم ؟ ومن الذي يحدد ويزكي العلماء !! "
وهو سؤال يجب أن يطرح وأن يكون دائما نصب أعيننا
ولعلي أجيبك بإجابة العبد البسيط الغير عارف
ربما من يجيب على هاته الأسئلة هو ذاك الحاكم الذي يتحكم في الرقاب في هذا الزمن الموحش
ولعلى أجيب بالإجابة التي لم تستطع إيرادها في ردك وهي ...
أنه يعرف العلماء بالحق والصدح بالحق ولا تلومهم في الحق لومة لائم ...
ومن مقتضيات الصدع بالحق كلمة الحق عند سلطان جائر ...
ومن مقتضيات الحق الأخذ بحق هذا الضعيف من ذاك القوي ...
ومن مقتضيات الحق عدم اتخاذ أحمال العلم في الجوف مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا ...
ومن مقتضيات الحق عدم الخيانة للزميل والجليس والعالم والرفيق وحامل اللواء
بل وتعدى بعضهم إلى أبعد من هاته فاتخذها مطية اللمز والهمز والقدح
والتجريح الغير مبرر والغير مؤسس على أصوله ...
إذن من هم العلماء ؟
هم من يرضى عنهم السلطان أم من يرضى عنهم الرحمان
من هم العلماء ؟
هم أصحاب التواضع الجم وجلسائهم الفقراء والبسطاء الذين ينتمون إليهم بالجوارح والأفهام ... وبيان الحق لهم وفيهم ومنهم لمن تعدى وتجبر منهم أو عليهم ...
ألا تذكر سلطان العلماء ومواقفه
من هم العلماء أخي ؟
قلت : " فلا يعرف العلماء إلا العلماء أنفسهم ، فمثلما لا يعرف الأطباء إلا من يدرسون الطب ولا يعرف علماء الإقتصاد إلا من يدرس الإقتصاد ، فكذلك لا يعرف أهل العلم إلا أهل العلم"
هذا كلام جميل فمن جنسه يفلح الحديد ويعرف
خذ العملية العكسية من هم العلماء الذين يعرفون العلماء؟
مع أني أجبت في الأولى عن هاته فالعلماء بحق يعرفون بالحق وحده
ثم تأتي بعد ذلك مقتضيات ذلك الحق فيهم
ومنه دفاعهم عن الدين و المستضعفين
ثم إظهار الحق الذي به يعرفون
والذي يحملون عرفه ومعرفته دون مواربة أو شائبة
ودون دخيلة أو مخيلة
وليس العالم بالتزكية والثناء وصكوك الغفران فقط
ثم لا تضرب لنا الأمثال وتنسى منها المثال الواقعي
والمنظور من أبسط فهم لرجل لا علم له بالدين
وللحديث بقيّة إن شاء الله




السلام عليكم

قلت أن العالم الحقيقي هو الذي يصدع بالحق !! نعم صحيح ، ومن هو الذي يعرف الحق ؟؟؟ هل الجهال أم العلماء ؟؟؟؟

طبعا الإجابة وصلت قبل السؤال


وقلت أن العالم الحقيقي هو من يقول كلمة حق عند سلطان جائر ، وهنا لدي تعقيبين على هذا الكلام :

أولا : طبعا هذا الكلام حق لأنه مأخوذ من حديث رسول الله ولكن استغلاله لمصالح سياسية ولأهواء شخصية ليس من صفات أهل الحق أبدا وخاصة إذا حرف الحديث عن مساره

فعندما يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم : كلمة حق عند سلطان جائر ، فهذا الكلام واضح وضوح الشمس في كبد النهار لا تشوبه شائبة ، أن كلمة الحق هذه تقال في مجلس السلطان أي عند السلطان الجائر ، لا على الشاشات ولا فوق المنابر ولا في الصحف والمجلات لأن هذا مخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم من جهة في قوله : مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ
الراوي:عياض بن غنم المحدث:الألباني المصدر:تخريج كتاب السنة الجزء أو الصفحة:1097 حكم المحدث:صحيح

ومن جهة أخرى هذه ليست كلمة حق عند سلطان بل إن السلطان لا يكون في ذلك المجلس فهنا المتكلم يتكلم مع الناس لا مع السلطان فيكون كلامه تهييجا لا كلمة حق عند السلطان ويكون جبنا لأنه من الشجاعة أن تقال كلمة الحق عند السلطان بينك وبينه ، هذه هي تربية رسول الله ، لا دخل لنا لا في صكوك الغفران ولا هم يحزنون ، فتركيب الكلام الذي ليس له معنى لا يفيد

ثانيا : العالم لا يقول كلمة الحق فقط عند سلطان جائر بل يقول كلمة الحق لجميع الناس ؛ يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر دون تفريق

لأنه إذا رأينا شخص يتكلم عن منكرات الحاكم ويرى المحكوم يفعل نفس المنكرات ويسكت فهذا من النفاق وعدم الإخلاص في العمل ، ويكون غالبا يفعل ما يفعل ليس لوجه الله وانما لمصالح سياسية ، فلو كان لوجه الله لما فرق بين حاكم ومحكوم ، فالمنكر واحد

تعقيب على قولك : ومن مقتضيات الحق عدم اتخاذ أحمال العلم في الجوف مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا

الجواب : هذا كلام جميل ويجب أن يسمعها منك المشايخ الذين يتقاضون آلاف الدولارات من أجل حصص في القنوات


ومن مقتضيات الحق عدم الخيانة للزميل والجليس والعالم والرفيق وحامل اللواء

بل وتعدى بعضهم إلى أبعد من هاته فاتخذها مطية اللمز والهمز والقدح

والتجريح الغير مبرر والغير مؤسس على أصوله

جوابي على هذا الكلام : هذا كلام عام غير مفصل وكان الأجدر بك التفصيل ، ما هي هذه الخيانة ؟ ومن الذي خان زميله ؟ ومن الذي تعدى باللمز والقدح ؟

وقولك التجريح الغير مؤسس على أصوله : سبحان الله !! كيف تقول أنه غير مؤسس على أصوله وأنت تعترف أنه ليس لديك علم ؟ كيف تحكم على عالم بغير علم ؟ يعني أنت تعرف فساد تلك الأصول وجهلها هذا العالم !! لابأس بينها له وجزاك الله خيرا

ومادمت قلت في أول الكلام أن العالم هو الذي يصدع بالحق ، فعليك أن تعرف الحق حتى تحكم وتعرف من هم أهله

وبالنسبة للصفات التي ذكرتها هي من الصفات النبيلة التي توجد في العالم وغير العالم وليست خاصة بالعالم وحده


وقولك : إذن من هم العلماء ؟ هم من يرضى عنهم السلطان أم من يرضى عنهم الرحمان


الجواب : طبعا من يرضى عنهم الرحمان

والسؤال هنا : هل من يعصي الرسول صلى الله عليه وسلم يرضى عنه الرحمان أم الذي يطيعه ؟

هل المتسمك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم هو من يرضى عنه الرحمان أم المخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم

هل الذي يضرب بأكثر من 100 حديث في طاعة ولي الأمر الظالم الجائر عرض الحائط هو الذي يرضى عنه الرحمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

والله سبحانه يقول : فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

ويقول سبحانه : وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا

هل من يشاقق الرسول في 100 حديث ممن يرضى عنهم الرحمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

بأي حكم حكمت ؟

و ملاحظة : إن فلسفة حتمية الإصطدام بالسلطة هي فلسفة غريبة عن ديننا الحنيف ، فالإسلام يأمر بلزوم جماعة المسلمين وعدم التفرق ، والإجتماع على إمام المسلمين وإن كان هناك إنحرفات في السلطة فإنها تصلح بالطرق الشرعية التي حددها لنا الإسلام ولم يتركنا هملا ، لأن هذه الفلسفة ينتج عنها أن الحاكم عدو الشعب وهذا خطأ ، الواجب أن نكون صفا واحدا و كما قلت سابقا منازعة السلطان لسلطانه ليس من منهج الأنبياء والمرسلين ، فلم ينازع موسى عليه السلام فرعون في سلطانه ولم ينزع إبراهيم عليه السلام النمرود في سلطانه ولم ينازع النبي صلى الله عليه وسلم قريش في سلطانهم ، بل دعوا إلى عباد الله وحده وتعليق قلوب العباد بخلقها فأصلح الله لهم الدين والدنيا وساسوا العالم

أما منهج محاربة السلطة الذي ابتدعه المنحرفون أفسد الدين والدنيا وضيع الأنفس والأموال والأعراض ، نسأل الله العافية ونسأل الله أن يزرع في قلوبنا الهداية

طاهر القلب
2018-11-05, 13:34
تحية طيبة أخي أبو إبراهيم الأثري
وشكرا لكم على التعقيب والمتابعة ... وبعد :
ربما خضت هذا الحديث سابقا ولكنه كان لمناحي أخرى غير التي طرحت هنا في هذا الموضوع
وأسألك بكل بساطة .. هل الاستعانة بعصا السلطان لكم الأفواه (لاحظ مجرد كم الأفواه) أو المحاججة بالبينة والدليل والكلمة السواء،
هل هو فعل العالم الذي يعرف الحق أم فعل الذي لم يجد في نفسه ما يقابل به علما وأدبا وتواضعا وحبا للناس ومن الناس؟
هذا سؤال يسأله كل من يمشي في الشوارع ويسمع الأحاديث
وقلت :
" ومن هو الذي يعرف الحق ؟؟؟ هل الجهال أم العلماء ؟؟؟؟ "
من هم الجهال في نظرك بكل بساطة حتى نستدل بهم على العلماء؟
وهل بات أمر العالم غير معروف حتى يستدل به بواسطة الجهال
ثمّ الحق والعدل والظلم والجور
كلها جوهر ظاهر غير خفي يعلمه العالم والجاهل على السواء
ولعل بساطة العلم والفكر أبلغ في التعبير في كثير من الأحيان
ثمّ قلت في تعقيبك الأول :
" أولا : طبعا هذا الكلام حق لأنه مأخوذ من حديث رسول الله ولكن استغلاله لمصالح سياسية ولأهواء شخصية ليس من صفات أهل الحق أبدا وخاصة إذا حرف الحديث عن مساره
فعندما يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم : كلمة حق عند سلطان جائر ، فهذا الكلام واضح وضوح الشمس في كبد النهار لا تشوبه شائبة ، أن كلمة الحق هذه تقال في مجلس السلطان أي عند السلطان الجائر ، لا على الشاشات ولا فوق المنابر ولا في الصحف والمجلات لأن هذا مخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم من جهة في قوله : مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ
الراوي:عياض بن غنم المحدث:الألباني المصدر:تخريج كتاب السنة الجزء أو الصفحة:1097 حكم المحدث:صحيح
ومن جهة أخرى هذه ليست كلمة حق عند سلطان بل إن السلطان لا يكون في ذلك المجلس فهنا المتكلم يتكلم مع الناس لا مع السلطان فيكون كلامه تهييجا لا كلمة حق عند السلطان ويكون جبنا لأنه من الشجاعة أن تقال كلمة الحق عند السلطان بينك وبينه ، هذه هي تربية رسول الله ، لا دخل لنا لا في صكوك الغفران ولا هم يحزنون ، فتركيب الكلام الذي ليس له معنى لا يفيد "


طبعا هنا كلامك من فهمك لحديث رسول الله ...
والقياس هنا مع المقاس والمقياس لا ينتصب ولا ينظبط
ثمّ قد ربطت ذلك بالمصالح السياسية لمن فسر واستغل هذا الحق في غير وجه حق ..
فهل تدرك أن تلك المصالح السياسية هي التي تحكم وتتحكم في هذا القول وذاك القول
وهي التي جعلت العلماء علماء وعلماء، كما قال قبلا واقتبسته للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في أصناف العلماء وهو لو أدركت تصنيف حسب المصالح السياسية لا الدينية الواجبة في العالم وعلى العالم ...
ثمّ كيف يعقل منطقا أن يقترب هذا العالم أو ذاك من مجلس السلطان، إن لم يقربه السلطان ويرضى عنه وعنه أقواله وأفعاله ...
كما كان في السابق ليس بينه وبين رعيته حجاب ، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده ...
ومن حكم بالعدل لا يخشى الناس بل يخشى رب الناس وحده ، ومن ألقى السمع وهو شهيد لا يخشى أقوال العلماء والعلماء ،
بل ولا يخشى ما بين العلماء و العلماء ...
وهذا ليس في باب النزاع والخروج بل في باب النص والاسترشاد من صاحب السلطان بعيدا عن التهييج الذي يتقوله البعض ...
هذه واحدة
ثمّ كيف هو تفسيرك لنفس تلك الشاشات والمنابر والصحف و غيرها ممن تتقاذف التمييع والتلميع لهذا الحاكم وعلى رؤوس الأشهاد ،
فتقرّب من له منه الرضى وتبعد غيره ، بل تتسخط عليهم ... فإن كانت هي الوسيلة لبلاغ الرسالة التي يحملها العالم للناس، فهي الوسيلة لا الغاية ...
وهي حجة العالم أمام الله على الناس ، وهي وسيلة لبلاغ الدين وأمر الدين من هذا العالم لهذا العالَم (بفتح اللام) ؟
ثمّ هذا مجلس السلطان فكيف يعقل للعالم الحق أن يكون في جنب السلطان
وعلى هدايته أن يقول ويفعل فيه ...
وهنا نذهب إلى تصنيف الشيخ ابن عثيمين قبلا في جزئية أخرى
ثمّ "كلمة حق عند سلطان جائر"
قد قلت بأن هذه الكلمة واجبة في مكان ذاك المجلس للسلطان وفي الخفاء كنصح ومن أعلم بأنها لم تقال أو لم تفعل؟
يا أخي بعض العلماء بعيدون عن دهاليز السياسة ودواهي الساسة وقد أخذوا فيها واتخذوا لها
لأنه الحق من الدين الذي هو فيهم ويحملون لوائه ، ما أنكر عليهم لا تلك المصالح السياسية و مطامع الساسة ...
ثم قلت :
"إن السلطان لا يكون في ذلك المجلس"
عجيب أن تقول هذا و نحن في عصر التكنولوجيا في أحدث أجيالها
فترامب مثلا يغرد بفتاويه السياسية دوما ...
ثم قلت :
" ثانيا : العالم لا يقول كلمة الحق فقط عند سلطان جائر بل يقول كلمة الحق لجميع الناس ؛ يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر دون تفريق
لأنه إذا رأينا شخص يتكلم عن منكرات الحاكم ويرى المحكوم يفعل نفس المنكرات ويسكت فهذا من النفاق وعدم الإخلاص في العمل ، ويكون غالبا يفعل ما يفعل ليس لوجه الله وانما لمصالح سياسية ، فلو كان لوجه الله لما فرق بين حاكم ومحكوم ، فالمنكر واحد "


وهو ما أكدته في ردي السابق بقولي يأخذ حق هذا الضعيف من ذاك القوي
وهي تحتمل الكثير من الحقوق بين القوي والضعيف ...
والحق الذي يعلمه العالم في نفسه انطلاقا من شرائع دينه، يجب أن يعرفه في نفسه مع غيره ثمّ يعلّمه غيره ...
لأنه يمثل ضمير الناس في دينهم وعند مخاطبتهم على أساس سوي وعلى نفس الصعيد لا فرق بين الحاكم و المحكوم ...
لأن علمه بالدين والحق يلزمه ذلك مع الناس ومن يحكمهم ... وهي رسالته الدينية التي كلف بها والواجب عليه أن يبلغها بأي وسيلة وضعت له
ولا خشية له بعدها من أي أحد إلا ممن حمله هاته الرسالة وهذا البلاغ المبين ...
هنا يكون هذا العالم الحق بأداء الأمانة التي حمل بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للناس جميعا لا فرق فيها
وأمامها بين الحاكم والمحكوم ...
ثم قلت :
" تعقيب على قولك : ومن مقتضيات الحق عدم اتخاذ أحمال العلم في الجوف مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا
الجواب : هذا كلام جميل ويجب أن يسمعها منك المشايخ الذين يتقاضون آلاف الدولارات من أجل حصص في القنوات
ومن مقتضيات الحق عدم الخيانة للزميل والجليس والعالم والرفيق وحامل اللواء
بل وتعدى بعضهم إلى أبعد من هاته فاتخذها مطية اللمز والهمز والقدح
والتجريح الغير مبرر والغير مؤسس على أصوله
جوابي على هذا الكلام : هذا كلام عام غير مفصل وكان الأجدر بك التفصيل ، ما هي هذه الخيانة ؟ ومن الذي خان زميله ؟ ومن الذي تعدى باللمز والقدح ؟
وقولك التجريح الغير مؤسس على أصوله : سبحان الله !! كيف تقول أنه غير مؤسس على أصوله وأنت تعترف أنه ليس لديك علم ؟ كيف تحكم على عالم بغير علم ؟ يعني أنت تعرف فساد تلك الأصول وجهلها هذا العالم !! لابأس بينها له وجزاك الله خيرا
ومادمت قلت في أول الكلام أن العالم هو الذي يصدع بالحق ، فعليك أن تعرف الحق حتى تحكم وتعرف من هم أهله
وبالنسبة للصفات التي ذكرتها هي من الصفات النبيلة التي توجد في العالم وغير العالم وليست خاصة بالعالم وحده "

كلام عام ... بل هو أخص ما يكون لأن المشكاة واحدة و المنبع واحد ، وما تفرق ذلك كله إلا لما أسميته أنت المصالح السياسية
ومطامع الكراسي والحكم وهي النزعة النفسية في هذا الإنسان ...
طيب من يكون موظفا حكوميا عليه ما عليه من وظيفته تلك لا يبرح عنها وعن مستلزماتها الحكومية السياسية منها خاصة ...
فمن له إذن مصالح سياسية؟
سألت عن الخيانة ... هي
الخيانة بين الأستاذ وتلميذه
الخيانة بين الجليس وجليسه
الخيانة العلمية لمن حمل العلم و تحمّل أعبائه وخاض عبابه
الخيانة بين الشيخ وطلابه
الخيانة بين الشيخ و زميله الشيخ
خيانة المعروف والنصح والامتثال لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
خيانة العلم الذي به هو عالم
وسألت عن اللمز و الهمز ... هو
أن يتخذ ذلك سبيلا للمخالفة والمناكفة حول مسألة ما
والقدح في الأعراض والشخوص والأهل والقبيلة والعشيرة
وكيل الكلام من سوق الكلام ..
بل وهناك من تمادى في ذلك فأقام للأموات مآتم ومناوح
فأقعَدَ المقبور وأعدّ له العُدّة وناله مما يناله ولا يناله فيه
وأتى بالعجب العجاب في هاته، فأتاح للمشارط الكفاح
وألّف المؤلفات ولم يخشى فيها الكلام والتجريح
فيمن هو تحت الثرى مستريح
وللحديث بقيّة إن شاء الله

أبوإبراهيــم
2018-11-05, 14:13
تحية طيبة أخي أبو إبراهيم الأثري
وشكرا لكم على التعقيب والمتابعة ... وبعد :
ربما خضت هذا الحديث سابقا ولكنه كان لمناحي أخرى غير التي طرحت هنا في هذا الموضوع
وأسألك بكل بساطة .. هل الاستعانة بعصا السلطان لكم الأفواه (لاحظ مجرد كم الأفواه) أو المحاججة بالبينة والدليل والكلمة السواء،
هل هو فعل العالم الذي يعرف الحق أم فعل الذي لم يجد في نفسه ما يقابل به علما وأدبا وتواضعا وحبا للناس ومن الناس؟
هذا سؤال يسأله كل من يمشي في الشوارع ويسمع الأحاديث
وقلت :
" ومن هو الذي يعرف الحق ؟؟؟ هل الجهال أم العلماء ؟؟؟؟ "
من هم الجهال في نظرك بكل بساطة حتى نستدل بهم على العلماء؟
وهل بات أمر العالم غير معروف حتى يستدل به بواسطة الجهال
ثمّ الحق والعدل والظلم والجور
كلها جوهر ظاهر غير خفي يعلمه العالم والجاهل على السواء
ولعل بساطة العلم والفكر أبلغ في التعبير في كثير من الأحيان
ثمّ قلت في تعقيبك الأول :
" أولا : طبعا هذا الكلام حق لأنه مأخوذ من حديث رسول الله ولكن استغلاله لمصالح سياسية ولأهواء شخصية ليس من صفات أهل الحق أبدا وخاصة إذا حرف الحديث عن مساره
فعندما يقول لك النبي صلى الله عليه وسلم : كلمة حق عند سلطان جائر ، فهذا الكلام واضح وضوح الشمس في كبد النهار لا تشوبه شائبة ، أن كلمة الحق هذه تقال في مجلس السلطان أي عند السلطان الجائر ، لا على الشاشات ولا فوق المنابر ولا في الصحف والمجلات لأن هذا مخالف لحديث النبي صلى الله عليه وسلم من جهة في قوله : مَن أرادَ أن ينصحَ لذي سلطانٍ في أمرٍ فلا يُبدِهِ عَلانيةً ولَكِن ليأخذْ بيدِهِ فيَخلوَ بهِ فإن قبِلَ منهُ فذاكَ وإلَّا كانَ قد أدَّى الَّذي علَيهِ لَهُ
الراوي:عياض بن غنم المحدث:الألباني المصدر:تخريج كتاب السنة الجزء أو الصفحة:1097 حكم المحدث:صحيح
ومن جهة أخرى هذه ليست كلمة حق عند سلطان بل إن السلطان لا يكون في ذلك المجلس فهنا المتكلم يتكلم مع الناس لا مع السلطان فيكون كلامه تهييجا لا كلمة حق عند السلطان ويكون جبنا لأنه من الشجاعة أن تقال كلمة الحق عند السلطان بينك وبينه ، هذه هي تربية رسول الله ، لا دخل لنا لا في صكوك الغفران ولا هم يحزنون ، فتركيب الكلام الذي ليس له معنى لا يفيد "


طبعا هنا كلامك من فهمك لحديث رسول الله ...
والقياس هنا مع المقاس والمقياس لا ينتصب ولا ينظبط
ثمّ قد ربطت ذلك بالمصالح السياسية لمن فسر واستغل هذا الحق في غير وجه حق ..
فهل تدرك أن تلك المصالح السياسية هي التي تحكم وتتحكم في هذا القول وذاك القول
وهي التي جعلت العلماء علماء وعلماء، كما قال قبلا واقتبسته للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
في أصناف العلماء وهو لو أدركت تصنيف حسب المصالح السياسية لا الدينية الواجبة في العالم وعلى العالم ...
ثمّ كيف يعقل منطقا أن يقترب هذا العالم أو ذاك من مجلس السلطان، إن لم يقربه السلطان ويرضى عنه وعنه أقواله وأفعاله ...
كما كان في السابق ليس بينه وبين رعيته حجاب ، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده ...
ومن حكم بالعدل لا يخشى الناس بل يخشى رب الناس وحده ، ومن ألقى السمع وهو شهيد لا يخشى أقوال العلماء والعلماء ،
بل ولا يخشى ما بين العلماء و العلماء ...
وهذا ليس في باب النزاع والخروج بل في باب النص والاسترشاد من صاحب السلطان بعيدا عن التهييج الذي يتقوله البعض ...
هذه واحدة
ثمّ كيف هو تفسيرك لنفس تلك الشاشات والمنابر والصحف و غيرها ممن تتقاذف التمييع والتلميع لهذا الحاكم وعلى رؤوس الأشهاد ،
فتقرّب من له منه الرضى وتبعد غيره ، بل تتسخط عليهم ... فإن كانت هي الوسيلة لبلاغ الرسالة التي يحملها العالم للناس، فهي الوسيلة لا الغاية ...
وهي حجة العالم أمام الله على الناس ، وهي وسيلة لبلاغ الدين وأمر الدين من هذا العالم لهذا العالَم (بفتح اللام) ؟
ثمّ هذا مجلس السلطان فكيف يعقل للعالم الحق أن يكون في جنب السلطان
وعلى هدايته أن يقول ويفعل فيه ...
وهنا نذهب إلى تصنيف الشيخ ابن عثيمين قبلا في جزئية أخرى
ثمّ "كلمة حق عند سلطان جائر"
قد قلت بأن هذه الكلمة واجبة في مكان ذاك المجلس للسلطان وفي الخفاء كنصح ومن أعلم بأنها لم تقال أو لم تفعل؟
يا أخي بعض العلماء بعيدون عن دهاليز السياسة ودواهي الساسة وقد أخذوا فيها واتخذوا لها
لأنه الحق من الدين الذي هو فيهم ويحملون لوائه ، ما أنكر عليهم لا تلك المصالح السياسية و مطامع الساسة ...
ثم قلت :
"إن السلطان لا يكون في ذلك المجلس"
عجيب أن تقول هذا و نحن في عصر التكنولوجيا في أحدث أجيالها
فترامب مثلا يغرد بفتاويه السياسية دوما ...
ثم قلت :
" ثانيا : العالم لا يقول كلمة الحق فقط عند سلطان جائر بل يقول كلمة الحق لجميع الناس ؛ يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر دون تفريق
لأنه إذا رأينا شخص يتكلم عن منكرات الحاكم ويرى المحكوم يفعل نفس المنكرات ويسكت فهذا من النفاق وعدم الإخلاص في العمل ، ويكون غالبا يفعل ما يفعل ليس لوجه الله وانما لمصالح سياسية ، فلو كان لوجه الله لما فرق بين حاكم ومحكوم ، فالمنكر واحد "


وهو ما أكدته في ردي السابق بقولي يأخذ حق هذا الضعيف من ذاك القوي
وهي تحتمل الكثير من الحقوق بين القوي والضعيف ...
والحق الذي يعلمه العالم في نفسه انطلاقا من شرائع دينه، يجب أن يعرفه في نفسه مع غيره ثمّ يعلّمه غيره ...
لأنه يمثل ضمير الناس في دينهم وعند مخاطبتهم على أساس سوي وعلى نفس الصعيد لا فرق بين الحاكم و المحكوم ...
لأن علمه بالدين والحق يلزمه ذلك مع الناس ومن يحكمهم ... وهي رسالته الدينية التي كلف بها والواجب عليه أن يبلغها بأي وسيلة وضعت له
ولا خشية له بعدها من أي أحد إلا ممن حمله هاته الرسالة وهذا البلاغ المبين ...
هنا يكون هذا العالم الحق بأداء الأمانة التي حمل بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، للناس جميعا لا فرق فيها
وأمامها بين الحاكم والمحكوم ...
ثم قلت :
" تعقيب على قولك : ومن مقتضيات الحق عدم اتخاذ أحمال العلم في الجوف مجرد وظيفة يتقاضى عليها أجرا
الجواب : هذا كلام جميل ويجب أن يسمعها منك المشايخ الذين يتقاضون آلاف الدولارات من أجل حصص في القنوات
ومن مقتضيات الحق عدم الخيانة للزميل والجليس والعالم والرفيق وحامل اللواء
بل وتعدى بعضهم إلى أبعد من هاته فاتخذها مطية اللمز والهمز والقدح
والتجريح الغير مبرر والغير مؤسس على أصوله
جوابي على هذا الكلام : هذا كلام عام غير مفصل وكان الأجدر بك التفصيل ، ما هي هذه الخيانة ؟ ومن الذي خان زميله ؟ ومن الذي تعدى باللمز والقدح ؟
وقولك التجريح الغير مؤسس على أصوله : سبحان الله !! كيف تقول أنه غير مؤسس على أصوله وأنت تعترف أنه ليس لديك علم ؟ كيف تحكم على عالم بغير علم ؟ يعني أنت تعرف فساد تلك الأصول وجهلها هذا العالم !! لابأس بينها له وجزاك الله خيرا
ومادمت قلت في أول الكلام أن العالم هو الذي يصدع بالحق ، فعليك أن تعرف الحق حتى تحكم وتعرف من هم أهله
وبالنسبة للصفات التي ذكرتها هي من الصفات النبيلة التي توجد في العالم وغير العالم وليست خاصة بالعالم وحده "

كلام عام ... بل هو أخص ما يكون لأن المشكاة واحدة و المنبع واحد ، وما تفرق ذلك كله إلا لما أسميته أنت المصالح السياسية
ومطامع الكراسي والحكم وهي النزعة النفسية في هذا الإنسان ...
طيب من يكون موظفا حكوميا عليه ما عليه من وظيفته تلك لا يبرح عنها وعن مستلزماتها الحكومية السياسية منها خاصة ...
فمن له إذن مصالح سياسية؟
سألت عن الخيانة ... هي
الخيانة بين الأستاذ وتلميذه
الخيانة بين الجليس وجليسه
الخيانة العلمية لمن حمل العلم و تحمّل أعبائه وخاض عبابه
الخيانة بين الشيخ وطلابه
الخيانة بين الشيخ و زميله الشيخ
خيانة المعروف والنصح والامتثال لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
خيانة العلم الذي به هو عالم
وسألت عن اللمز و الهمز ... هو
أن يتخذ ذلك سبيلا للمخالفة والمناكفة حول مسألة ما
والقدح في الأعراض والشخوص والأهل والقبيلة والعشيرة
وكيل الكلام من سوق الكلام ..
بل وهناك من تمادى في ذلك فأقام للأموات مآتم ومناوح
فأقعَدَ المقبور وأعدّ له العُدّة وناله مما يناله ولا يناله فيه
وأتى بالعجب العجاب في هاته، فأتاح للمشارط الكفاح
وألّف المؤلفات ولم يخشى فيها الكلام والتجريح
فيمن هو تحت الثرى مستريح
وللحديث بقيّة إن شاء الله






اعذرني أخي ، كلامك شبه فلسفي لم أفهم منه شيئا فضلا عن أقوال لا علاقة لها بالموضوع

ولأن خير الكلام ما قل ودل ، فلنرتب الأمور على النحو الثاني ، أنت تقول الإمثثال لكتاب الله وسنة رسوله وتزعم أن هؤلاء من الداعين إلى الكتاب والسنة وأن العلماء الربانيين هم علماء السلطان !!! لابأس ، أقول لك :

أولا : حديث النصح للحاكم سرا ؟ هل مخالفه هو متبع للسنة أم مخالف للسنة ؟؟

ثانيا : الذي يرى بالخروج على الحكام هل هو متبع لأمر رسول الله أم عاص لأمره ؟

ثالثا : إستدللت كثيرا بقول إبن العثمين وما العلماء الذين أتكلم عنهم إلا إبن العثيمين وأمثاله ، فهل كان إبن العثيمين مقربا من السلطة وهو الذي لم يذكر منكرا للحاكم علنا ؟ وهو الذي يحذر من الإنكار العلني في أكثر من شرح لرسائله ، وهو الذي أثنى على دولة السعودية وعلى أنها قائمة على الكتاب والسنة

رابعا : من أين أتيت بأن العالم لا يكون عالما حتى يعادي السلطان ويبتعد عنه ؟ ماذا إن كان السلطان عادلا ؟ ماذا إن كان مقيما لشرع الله !! هل هذا أيضا يجب أن يبتعد عنه ؟

والعالم يجب أن يكون معينا للسلطان في إقامة دين الله ونشر العدل والخير بين الناس لا أن يتخذه عدوا ، فلا أدري من أين أتيت بحتمية العداء بين العلماء والأمراء رغم أن في اجتماعهم ونصحهم لبعضهم خير كبير للأمة

خامسا : عندما يقرب السلطان العلماء الربانيين الداعٍين إلى الخير دليل على أنه من أهل الخير

سادسا : ليست السياسية هي التي تحدد العلماء أبدا ، وكما قلت لك أن العلماء هم من يبلغون الأمراء عن المفسدين كما بلغ الشيخ إبن باز رحمه الله عن سفر وسلمان بعد الإطلاع على دروسهما

ملاحظة : في ما قلته في الأول إستعمال عصا السلطان من أجل تكميم الأفواه أم المناقشة بالحجة والدليل

فليكن في علمك أخي الكريم أن أهل العلم لا يتاهونون أبدا في إقامة الحجة على هؤلاء الذين تسميهم علماء بل حتى المسجونين يعطون حقهم ويأتي كبار العلماء لمناظرتهم

وإن من تتكلم عنهم هم أبعد الناس عن الحجة و الدليل العلمي الذي هو واضح وضوح الشمس في كبد السماء ولكن الهوى هو العائق ويجب لأمثال هؤولاء أن يوضع لهم حد ويتم شكايتهم للسلطان حتى لا يفسدوا دين الناس

وكما قال عثمان رضي الله عنه : إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن

أما اتهاماتك المبطنة ، ففصلها لأستطيع أن أجيب عنها ، من هذا الذي هو تحت التراب وأخرجوه كما زعمة ؟

هل تقصد سيد قطب ؟؟ أم من ؟

وليكن في علمك ، أن أي شخص يخلف خلفه تراث ضار للأمة ومخالف للكتاب والسنة فإنه من أوجب الواجبات للعلماء الربانيين أن يدحضوه ويبينوا عواره للمسلمين ، وهذا لا علاقة له بالميت ولا بإدخاله الجنة والنار فهذا من تلبيس إبليس و انما الأمر يكن في الثراث والكتب التي تركها والتي لا زالت تطبع ولا زالت الأمة تنحرف بسببها ولا زالت الجماعات المتطرفة التي ارهقت الأمة وزادت من ذلها تعمل بسبب هذه الكتب وإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل

مرحبا بك في أي وقت أخي الكريم

طاهر القلب
2018-11-06, 14:37
وبالنسبة لكلام الشيخ إبن العثيمين وهو كلام أهل السنة جميعا عن أنواع العلماء

فطبعا علماء الملة هم من يتبعون الكتاب والسنة وكما نعلم أن السنة أمرت بطاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه إلا عند ظهور الكفر البواح

فدعوتنا لهذا الأصل الكبير هو طاعة لرسول الله وليس خدمة للحكام كما تعتقد

أما علماء الدولة فهم الذين يبيحون ما يفعله الحاكم من محرمات ومن بدع ، وهذا والحمد لله أهل السنة بريؤون منه فهم ينكرون المنكر على الحاكم سرا كما أمر بذلك رسول الله ولا يدعون لنزع يد الطاعة أبدا

فأرجو أن لا تخلط بين هاذين النوعين وكلام الشيخ العثيمين في مسألة طاعة ولاة الأمر مشهور ومعروف وتجده في كل مكان

وأعتقد أن الأخ أجابك بحديث حذيفة وهو كاف وواف بإذن الله

وأريد أن أقول لك : أن الإصلاح عن طريق السياسة والإصطدام بأهلها ومنازعتهم ليس من منهج الأنبياء والمرسلين ولم يكن يوما ديدنهم

وها هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عرض عليه الملك على طبق من ذهب ورفضه حتى مكن الله دينه في نفوس عباده

فما بالك بمن تجده هو ينازع على الحكم ، هذا من أكبر الإنحرافات عن منهج النبي صلى الله عليه وسلم


كلام جميل وتصويب مبين وترتيب مضبوط ...
فهل نسقطه على الواقع فقط وسترى بأم عينيك الواقع في هذا الكلام
وتذكر أن تتخلى عن الأحكام والأفكار المسبقة
وكذا الواجب أن تكون مسلما متجردا فقط
يحمل في كفه محكم شريعته وفي كفه الآخر فطرته وإنسانيته
وجِبلّتَهُ في الأمر كله
وسترى كل ذلك بائنا إن شاء الله

طاهر القلب
2018-11-06, 15:52
اعذرني أخي ، كلامك شبه فلسفي لم أفهم منه شيئا فضلا عن أقوال لا علاقة لها بالموضوع

ولأن خير الكلام ما قل ودل ، فلنرتب الأمور على النحو الثاني ، أنت تقول الإمثثال لكتاب الله وسنة رسوله وتزعم أن هؤلاء من الداعين إلى الكتاب والسنة وأن العلماء الربانيين هم علماء السلطان !!! لابأس ، أقول لك :

أولا : حديث النصح للحاكم سرا ؟ هل مخالفه هو متبع للسنة أم مخالف للسنة ؟؟

ثانيا : الذي يرى بالخروج على الحكام هل هو متبع لأمر رسول الله أم عاص لأمره ؟

ثالثا : إستدللت كثيرا بقول إبن العثمين وما العلماء الذين أتكلم عنهم إلا إبن العثيمين وأمثاله ، فهل كان إبن العثيمين مقربا من السلطة وهو الذي لم يذكر منكرا للحاكم علنا ؟ وهو الذي يحذر من الإنكار العلني في أكثر من شرح لرسائله ، وهو الذي أثنى على دولة السعودية وعلى أنها قائمة على الكتاب والسنة

رابعا : من أين أتيت بأن العالم لا يكون عالما حتى يعادي السلطان ويبتعد عنه ؟ ماذا إن كان السلطان عادلا ؟ ماذا إن كان مقيما لشرع الله !! هل هذا أيضا يجب أن يبتعد عنه ؟

والعالم يجب أن يكون معينا للسلطان في إقامة دين الله ونشر العدل والخير بين الناس لا أن يتخذه عدوا ، فلا أدري من أين أتيت بحتمية العداء بين العلماء والأمراء رغم أن في اجتماعهم ونصحهم لبعضهم خير كبير للأمة

خامسا : عندما يقرب السلطان العلماء الربانيين الداعٍين إلى الخير دليل على أنه من أهل الخير

سادسا : ليست السياسية هي التي تحدد العلماء أبدا ، وكما قلت لك أن العلماء هم من يبلغون الأمراء عن المفسدين كما بلغ الشيخ إبن باز رحمه الله عن سفر وسلمان بعد الإطلاع على دروسهما

ملاحظة : في ما قلته في الأول إستعمال عصا السلطان من أجل تكميم الأفواه أم المناقشة بالحجة والدليل

فليكن في علمك أخي الكريم أن أهل العلم لا يتاهونون أبدا في إقامة الحجة على هؤلاء الذين تسميهم علماء بل حتى المسجونين يعطون حقهم ويأتي كبار العلماء لمناظرتهم

وإن من تتكلم عنهم هم أبعد الناس عن الحجة و الدليل العلمي الذي هو واضح وضوح الشمس في كبد السماء ولكن الهوى هو العائق ويجب لأمثال هؤولاء أن يوضع لهم حد ويتم شكايتهم للسلطان حتى لا يفسدوا دين الناس

وكما قال عثمان رضي الله عنه : إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن

أما اتهاماتك المبطنة ، ففصلها لأستطيع أن أجيب عنها ، من هذا الذي هو تحت التراب وأخرجوه كما زعمة ؟

هل تقصد سيد قطب ؟؟ أم من ؟

وليكن في علمك ، أن أي شخص يخلف خلفه تراث ضار للأمة ومخالف للكتاب والسنة فإنه من أوجب الواجبات للعلماء الربانيين أن يدحضوه ويبينوا عواره للمسلمين ، وهذا لا علاقة له بالميت ولا بإدخاله الجنة والنار فهذا من تلبيس إبليس و انما الأمر يكن في الثراث والكتب التي تركها والتي لا زالت تطبع ولا زالت الأمة تنحرف بسببها ولا زالت الجماعات المتطرفة التي ارهقت الأمة وزادت من ذلها تعمل بسبب هذه الكتب وإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل

مرحبا بك في أي وقت أخي الكريم

السلام عليكم
ليس للفلسفة بين حروفي وجود، بل لعلي أتجنب الفصح ممتطيا التلميح فقط ... فمن الإشارة يفهم القصد، وكي لا نميل إلى زوايا أخرى من النقاش، والتي لا أريد الدخول فيها ها هنا ...
طيب .. هل كل أولئك الذين قد سميتهم بـ "المفسدين"، هم بالكل المطلق التام مفسدين؟
وهل لهم في الدين والإسلام سابقة أو لاحقة؟
فإن وجدت لهم، فمن جحد لهم هذا الفضل فيها بكل بساطة، ثم ضربهم بها ، فالذي لم تفهمه من كلامي قد اختصره سؤالي ... وهو لماذا استعمال عصا السلطان لكَمِّ الأفواه سواء كان ذلك ضد العالم أو الرجل الحرّ البسيط؟
قلت في ردك أعلاه :
"أولا : حديث النصح للحاكم سرا ؟ هل مخالفه هو متبع للسنة أم مخالف للسنة ؟؟"
وعلى قولك السابق وفي مساره ذاك أجيبك، بأن فاعله متبعا للسنة وفاعلا لها ...
ثمّ من قال لك بأنهم لم يفعّلوا هذه قبلا وبعدا، وهل وجدوا عندها الآذان المصغية أم وجدوا المشانق الطاغية على مجرد قولهم قبل فعلهم ...
وهل الامتثال للسنة يكون بحسب وحسب، وفيها تفصيل للباس لا يلبسه إلا السلطان نفسه
سواء كان بقصد أو دون قصد ...
وهل الامتثال للسنة لا يكون بإنكار المنكر ولو كان على النفس التي بين الأضلع ...
وهل الامتثال للسنة يكون للسلطان على حساب الإنسان والدين ...
وهل الامتثال للسنة بأقوال وأفعال دون أقوال وأفعال تكون منتخبة ومقررة بإمعان وتدبير ...
وهل الامتثال للسنة بشكلها العام دون الخاص - أي سُنة دون سُنة - ...
وهل كان السلطان وحاشيته وقافين على هذا النصح مدركين لمضامن ومكامن كلمات النصح تلك، ثم قائلها الذي هو ليس ذلك العالم أو هذا العالم ...
ثم قلت مشكورا في ردك أعلاه :
"ثانيا : الذي يرى بالخروج على الحكام هل هو متبع لأمر رسول الله أم عاص لأمره ؟ "
ومن قال بالخروج هنا، فنحن نتحدث على ظلم وقع على هؤلاء العلماء ولم تعطى لهم حتى الفرصة للدفاع أو القول، ثمّ كانت التهم جاهزة قبلا، وممعن جيدا في توصيفها منذ عشرات السنين، ثم نحن هنا نتحدث في إطار ذاك النصح وقبوله أو مجرد سماعه منهم ... و من أهل النصح جميعا على تنوعهم واختلافهم مع هذا السلطان أو هذا العالم وذاك العالم ... ثم من خرج على الآخر؟
ومن هو قابع في السجون ويعاني التعذيب والاضطهاد والتشريد لأهله وجمعه ... أم من هو متنعّم متنغّم راض بما كسبت يداه؟
وما أعلمه في ظاهرة فعل "الخروج" هو أن تلك المواقع التي تتبدل، فمن تبدلت مواقعهم وأصبحوا مطاردين في شعابالبلاد ... أم أولئك الذين يسكنون القصور الفارهة ويركبون السيارات المذّهبة الشارهة ... ثمّ إنّ لهم في كل نازلة منزلة؟؟
طبعا لمعرفة هذه الجزئية يجب معرفة واقع المواقع ذاك، ومن هو باق في موقعه، ممن هو مزحزح عن موقعه وعن بيته وعن ماله وعن عرضه وعن نفسه التي تغالب بين الحياة والموت، وهي بالمناسبة أبسط دليل على من لا دليل له في هذا الأمر كله ...
ثم قلت في ردك :
"ثالثا : إستدللت كثيرا بقول إبن العثمين وما العلماء الذين أتكلم عنهم إلا إبن العثيمين وأمثاله ، فهل كان إبن العثيمين مقربا من السلطة وهو الذي لم يذكر منكرا للحاكم علنا ؟ وهو الذي يحذر من الإنكار العلني في أكثر من شرح لرسائله ، وهو الذي أثنى على دولة السعودية وعلى أنها قائمة على الكتاب والسنة "
لم أستدل به إلاّ مرّة واحدة وأظنها كافية لأعلم طينة الشيخ وغيرته على الدين وعلو كعبه ، وهو العالم الذي ينصف عندما يقول ويقرّ عندما يستدل، ويضع كل نقطة على حرفها المناسبة له و المناسب لها ... فكيف يجب علينا أن ننظر لتصنيفه ذاك للعلماء، وهو بالمناسبة بائن بينونة كبرى إلاّ من جحد و وجد في نفسه تفسيرا آخر بشكل آخر غير تفسير الكلمات الدالة على المعاني بلغة عربية بليغة فصيحة ... والواجب قراءة سيرة الرجل الشيخ العالم العامل ابن عثيمين لتعلم كيف تفهم كلامه وأفعاله ... هذا ردي على ما أشرتم إليه حول الشيخ ...
ثم قلت في ردك :
"رابعا : من أين أتيت بأن العالم لا يكون عالما حتى يعادي السلطان ويبتعد عنه ؟ ماذا إن كان السلطان عادلا ؟ ماذا إن كان مقيما لشرع الله !! هل هذا أيضا يجب أن يبتعد عنه ؟
والعالم يجب أن يكون معينا للسلطان في إقامة دين الله ونشر العدل والخير بين الناس لا أن يتخذه عدوا ، فلا أدري من أين أتيت بحتمية العداء بين العلماء والأمراء رغم أن في اجتماعهم ونصحهم لبعضهم خير كبير للأمة"

ومن أين أتيت بقولي ذاك؟
وأسئلتك تلك يجب أن تجيب عليها بالواقع والحقيقة التي نعيشها، لكي لا نفصل بين التشريع و الشرائع و الواقع الذي تطبق فيه هذه الشرائع و الأحكام ... يا أخي قلت سابقا كلمة وختمتها بقولي : "إن الله ليزرع بالسلطان ما لا يزرع بالقرآن"
فأين العداء في كلامي ، بل الواجب على السلطان لا العالم أن يقرب أهل العلم و المشورة منه ليكوّن الحجة عليهم يوم القيامة في طريقته ونهجه ، ثمّ ليكون هو حجة عليهم يوم تلقى الحجج ...
ثم قلت في ردك :

"خامسا : عندما يقرب السلطان العلماء الربانيين الداعٍين إلى الخير دليل على أنه من أهل الخير"
لا يكفي ذلك طبعا إن لم يكون مصغي للنصح وقافا عليه مدركا عاملا عالما بأحواله وأحوال الناس الذين هم تحت سلطته، وهو المسؤول عنهم، وكل راع مسؤول عن رعيته ... مبجل للعلم و العلماء مقدرا لهم ومنزلهم منزلتهم التي أنزلهم الدين فيها و لها ...
ثم قلت في ردك :

"سادسا : ليست السياسية هي التي تحدد العلماء أبدا ، وكما قلت لك أن العلماء هم من يبلغون الأمراء عن المفسدين كما بلغ الشيخ إبن باز رحمه الله عن سفر وسلمان بعد الإطلاع على دروسهما"
هذه سبق وقلت لا أريد الدخول في الشخصنة و التشخيص لكي لا ينحرف النقاش ، ولعل هاته السادسة يجيب عنها ما قبلها من نقاش دون الدخول في التفاصيل أو التفصيل طبعا ...
للحديث بقية إن شاء الله

بلال88
2018-11-10, 19:40
بعد إذن الأخ طاهر القلب...



أولا : حديث النصح للحاكم سرا ؟ هل مخالفه هو متبع للسنة أم مخالف للسنة ؟؟
لا زالت الأمّة تنكر سرا وعلنا، ولم يُؤثر عن أحد من السلف الانكار على من أنكر علنا، فضلا عن تبديعه، فضلا عن رميه بمذهب الخوارج، والحديث الوارد في ثبوته نظر، وعلى فرض صحته فيُحمل على ما لم يجهر به جمعا مع أحاديث الباب وآثار الصحابة في الانكار علانية.

فمن سلفكم؟!

ثانيا : الذي يرى بالخروج على الحكام هل هو متبع لأمر رسول الله أم عاص لأمره ؟

أحاديث النهي عن الخروج في القتال حصرا، وتعميمها على كل انكار دونه بدعة عصرية، مع أن الأنظمة المعاصرة لا تسقط عليها الأحاديث الواردة أصلا.
ومن خرج بالقتال متأولا فلا يّذم بإطلاق وهو مذهب قديم للسلف، وإنما استقر الأمر بعد ذلك على عدم الخروج لما أفضى إليه من المفاسد.
أما التحريض على من دعا إلى الاصلاح ورميهم بأنهم خوارج فاقتلوهم قتل عاد! فمن أعظم المنكر والبدع المعاصرة والولوغ في سفك الدماء، وها هي طائفة كبيرة من السلف خرجت بالسيف، فمن قال عنهم خوارج؟ ومن حرض عليهم؟ فما بالك بما هو أدنى!
والخوارج الذين جاء وصفهم في السنة هم من خرجوا على الأمة وسفكوا دماءها تكفيرا أو تبديعا سواء خرجوا على السلطة (وهو الغالب) أو لم يخرجوا، والمشهد الليبي أفضل مثال على اجتماع غلاة التكفير والتبديع -الدواعش والدواخل- في سفك الدماء ووصل الأمر إلى قتل العلماء والقرّاء والتمثيل بجثثهم ورميها في المزابل وعلى قارعة الطرقات.
ثالثا : إستدللت كثيرا بقول إبن العثمين وما العلماء الذين أتكلم عنهم إلا إبن العثيمين وأمثاله ، فهل كان إبن العثيمين مقربا من السلطة وهو الذي لم يذكر منكرا للحاكم علنا ؟ وهو الذي يحذر من الإنكار العلني في أكثر من شرح لرسائله ، وهو الذي أثنى على دولة السعودية وعلى أنها قائمة على الكتاب والسنة

موقف ابن باز وابن عثيمين اتجاه السلطة معروف، لكن في مسألة الانكار ففتواهما واضحة جدا، وهي تحري المصلحة في ذلك سواء كانت في السر أو الجهر، فلا أدري من أين أتيت بتحذيرهما من الانكار العلني هكذا بإطلاق!
خامسا : عندما يقرب السلطان العلماء الربانيين الداعٍين إلى الخير دليل على أنه من أهل الخير

العبارة بهذا الاطلاق باطلة، وما أدراك عن مآربه خاصة إذا كان الواقع يشهد بضده.
سادسا : ليست السياسية هي التي تحدد العلماء أبدا ، وكما قلت لك أن العلماء هم من يبلغون الأمراء عن المفسدين كما بلغ الشيخ إبن باز رحمه الله عن سفر وسلمان بعد الإطلاع على دروسهما

وخصمك سيأتي بالتحذير لابن باز نفسه من التحذير من سلمان وسفر! وتنطلق حرب التزكيات لتنتهي عند نقطة البداية: يزكي الرجل حُجته.
أما الوثيقة المسرّبة فهي جواب عن رسالة للداخلية السعودية ولم تكن ابتداء كما تزعم! والسؤال: لماذا تم تسريبها أثناء حملة الاعتقالات بالذات في ذلك الوقت رغم مرور سنة على ارسالها وانقطاع سفر وسلمان عن الدروس العامة كما جاء في الرسالة؟! الجواب ظاهر: وهو أن السلطة أرادت أن تضفي شرعية من هيئة كبار العلماء على الاعتقالات لكنها لم تجد إلا هذه الرسالة، وهو ما يؤكد رفض ابن باز ومن معه إصدار تأييد لها وإلا لما اضطروا إلى اللجوء إلى هذا التلاعب في البيانات.
وكما قلت سابقا: العبرة بالحجة لا تزكية فلان وتجريح علان.

هل تقصد سيد قطب ؟؟ أم من ؟

وليكن في علمك ، أن أي شخص يخلف خلفه تراث ضار للأمة ومخالف للكتاب والسنة فإنه من أوجب الواجبات للعلماء الربانيين أن يدحضوه ويبينوا عواره للمسلمين ، وهذا لا علاقة له بالميت ولا بإدخاله الجنة والنار فهذا من تلبيس إبليس و انما الأمر يكن في الثراث والكتب التي تركها والتي لا زالت تطبع ولا زالت الأمة تنحرف بسببها ولا زالت الجماعات المتطرفة التي ارهقت الأمة وزادت من ذلها تعمل بسبب هذه الكتب وإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيلسيد قطب اشتهر بثباته على موقفه ولهذا ذاع صيته، أما تحميله جريرة غلاة التكفير فمن المضحك المبكي! فالرجل لا يعد مرجعا علميا عند القوم، ومن يطالع كتبهم يجدها حافلة بالنقولات عن أئمة الدعوة النجدية، فلو قلنا بقولك لكانوا هم أحق بها.
ولا أدري أين كان هذا الضلال وانحراف الأمة بسببه يوم أن كان شيخ الطريقة يثني عليه! فهل تغير الحي أم الميت؟!

أخيرا لا أقول إلا: فك الله قيد علماء المحنة وكسر رقاب مقيديهم.