مشاهدة النسخة كاملة : العادات و تاثيرها الايجابي و السلبي
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:27
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وبعد
فإن رحلة النجاح على الأرض تستلزم بين كل فترة وأخرى أسئلة تأتي على جوانب هذه الرحلة
ويعرف قدرها الحقيقي في الواقع
وكل إنسان يريد أن يقف على الأماني التي تختمر في عقله
وتحدّث نفسه بين كل فينة وأخرى عليه أن يقف في عرض الطريق ويسائل نفسه جملة من الأسئلة التي تبين عن صحة الطريق الذي يشقه وأين هو من هذا الطريق ؟
وكيف يعيد ترتيب ما انحرف عن مساره منها ؟
إن مشكلة كثير من الناجحين اليوم ليست في التخطيط
فقد تجد منهم من يخطط ويرتّب ويبني مشروعه الذي يريد عناقه في قادم الزمن
وإنما المشكلة الحقيقية أن تلك الخطة التي بناها أتى عليها الوقت
وتنازعت عليها الأولويات
وغاب منها عامل الزمن
وتجاذبتها عادات قديمة ، وفي النهاية لم تكن النتيجة مفاجئة حين يقف هؤلاء في نهاية العام أو في زمن نهاية الخطة فيرون فرقاً واسعاً بين الأماني المكتوبة والواقع المعاش .
إنني أود أن أقول
أن وراء كثير من النجاحات التي يعيشها الناجحون عادات إيجابية تكاد تسيطر على حياة هؤلاء
وبفضل هذه العادات بعد توفيق الله تعالى كانت النهاية رائعة كبيرة ! وليس بخاف على عاقل أثر هذه العادات في تحقيق الأهداف التي يرسمها الإنسان لنفسه أو المشاريع التي يعيش من أجل تحقيقها
وليس أصدق دليلاً على هذا من كتب السير الذاتية التي تروي هذه القضية في أوسع صورها ! وقبل أن أدلف في تقرير أثر هذا المعنى بالشواهد ألقي بظلال أسئلة أراها ملحة على عقل كل قارئ لهذه الأسطر هذه اللحظة
فلعل هذه الأسئلة تقدح الشرارة التي أريد في قلب صاحبها :
هل في برنامجك اليومي عادات إيجابية ثابتة ؟
إذا فاتت إحدى العادات اليومية لعارض ما ذا تفعل ؟
هل هذه العادات اليومية باتجاه مشروعك العمري أو في اتجاه آخر ؟
وإذا أمعنت نظرك في السؤال الأول والأخير ستجد أن إجابتك بنعم في السؤال الأول لا تمثل فائدة كبيرة إذا لم تتفق مع إجابتك على السؤال الأخير
! وما ذا تجدي العادات الإيجابية إذا لم تكن في ذات الطريق باتجاه مشروع العمر الذي يبني عليه الإنسان مستقبله وآماله ؟!
إن العادات الإيجابية التي تقف خلف مشروع الإنسان ضرورة لتحقيق المستقبل الذي ينشده الإنسان لنفسه
وقد يقال : إن العادات لاتكن إيجابية مهما كانت مؤثرة حتى تخطو بمشروع الإنسان وأمانيه إلى غاياتها النهائية .. وكم من عادة إيجابية لا يختلف عليها اثنان لكنها في النهاية لا تسهم في دفع المشروع إلى نهايته المرسومة فتكون حين ذلك لا حظ لها في التأثير
وقد يغطي لحافها الوثير على كثير من الأماني فنخفق دون أن نشعر ؟!
لو كان مشروع الإنسان في فترة من الزمن حفظ القرآن الكريم مثلاً
وخطط الإنسان لمشروعه
وأبدع في صياغة خطته
ورسم النهاية التي يود فيها أن يعانق هذا الحلم الكبير فما هي العادات الإيجابية التي يجب أن يمارسها الإنسان حتى يصل إلى عناق ذلك المشروع ؟
لذلك ادعوكم لمعرفه معظم العادات التي تواجهه الكثير منا
و منها ما هو صحيح ويجب تسليط الضوء عليه ليثبت ويزيد و منها ماهو غير صحيح و يجب تجنبه علي الاحوط او تعديله ان امكن ذلك حتي نستطيع تحقيق احلامنا في كل المجالات
اخوة الاسلام
و من العادات
الأطعمة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2160983
الأشربة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161127
الطب والتداوي
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161271
أحكام اللباس
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161399
الزينة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161519
العقيقة وأحكام المولود
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2161673
أحكام الفنون والتمثيل
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2162066
أحكام الرياضة والتسلية والترفيه
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2162249
الرقية
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2162826
..
اللقطة واللقيط >> عادات
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2163116
........
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:33
(( العادات بشكل عام ))
إذا نزل الركاب وبقيت وحدها مع السائق فهل يلزمها النزول؟
السؤال :
أريد أن أسأل عن حكم ركوبى المواصلات ، أنا أركب سيارات الأجرة كالميكروباص ونحوه ، ويكون فيه ركاب آخرون معي ، وكما تعلمون أن الركاب ينزلون على محطات أثناء الطريق وأحيانا يحصل أن ينزل جميع الركاب
أثناء الطريق وأبقى بمفردي في السيارة ولم أصل لبيتي بعد ، وتكون المسافة لا تزال بعيدة ، وفي نفس الوقت لا يمكنني النزول من السيارة إذا نزل آخر الركاب من السيارة
فهل وجودي في الميكروباص بمفردي حلال أم حرام ؟
الجواب :
الحمد لله
اختلف العلماء المعاصرون في ركوب المرأة بمفردها مع السائق الأجنبي عنها هل تكون خلوة أم لا ؟
فذهب كثير منهم إلى أن ذلك خلوة ، وقد سبق نقل كلام بعضهم في موضوع
عمل المرأة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2157510
وذهب آخرون – كالشيخ الألباني رحمه الله- إلى أن ذلك لا يكون خلوة بشرط أن يكون في وسط البلد .
ويتجه كلام الشيخ الألباني رحمه الله
أكثر : إذا كان ذلك في السيارات الكبيرة ، كـ"الميني باص" ، أو الحافلات الكبيرة (أتوبيس عام)
لأن وصول السائق إلى المرأة ، ونظره إليها ، وحديثه معها يكون متعذرا في الغالب .
ولا يعني ذلك أنه إذا انتفت الخلوة ، فإنه يجوز لها الركوب بمفردها في جميع الحالات .
بل مدار الأمر حينئذ ، على غلبة الظن بالسلامة من الفتنة أو الأذى ، أو التحرش بالمرأة ، ممن لا يخافون الله ، ولا رادع يردعهم .
فيتوجب عليها النزول – إذا نزل جميع الركاب وبقيت بمفردها – إذا كانت تخشى على نفسها من السائق .
وهناك قرائن تدل على غلبة الظن بالسلامة والأمن ، أو عدم ذلك :
فقد يظهر على السائق علامات الإجرام ، وقد يكون معه من يعمل معه على السيارة ، فيكون اجتماعهما كاجتماع ذئبين على شاة واحدة .
ففي هذه الحالة لا يجوز لها الركوب ، ولتتعب قليلا في انتظار سيارة أخرى حرصا منها على سلامتها .
وقد تكون حوادث التحرش ، والعدوان : في المدينة المعينة ، أو المنطقة السكنية : كثيرة فاشية ، فهنا يتوجب عليها الاحتياط أكثر ، ولو كلفها ذلك تعبا زائدا ، أو الاتصال بمن يصحبها ، أو يقابلها ، من أهلها .
وقد يظهر على السائق علامات الصلاح ، أو يكون رجلا كبيرا في السن ، أو سائقا معروفا لك وللناس في منطقتها ، ونحو ذلك ...
أو تكون الساعة في وسط النهار ، مثلا ، والشوارع آهلة ، ولا يتمكن السائق من تغيير طريقه ، لو أراد العدوان ، ونحو ذلك .
ففي مثل هذه الأحول ، حيث يغلب الظن بالسلامة ، وتظهر قرائن الأمن : لا حرج عليها ، إن أكملت الطريق مع السائق ، بعد نزول الركاب ، متى احتاجت إلى ذلك
بشرط أن يكون ذلك داخل المدينة ، كما هو ظاهر ، والابتعاد عن السائق بقدر الاستطاعة ، فتكون في المقعد الخلفي – إن أمكن – مع الحرص على فتح النافذة التي بجانبها
ولو شيئا قليلا ، ليحصل الأمن بالمارة ، والاستغاثة بهم ، إن حدث لها شيء ، لا قدر الله .
ونسأل الله تعالى أن يحفظك وبناتنا من كل سوء .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:35
حكم ما يسمى بحفلة نون عند ظهور أول سن للطفل
السؤال :
ما حكم (حفلة نون) التي تقام للطفل عند ظهور أول سن له ؟
وما هي الحفلات المباحة للأطفال ؟
الجواب :
الحمد لله
الأصل جواز الاحتفال بأي مناسبة دنيوية سارة، كميلاد مولود، أو الحصول على شهادة، أو قدوم غائب، ونحو ذلك إذا لم يكن فيها تشبه بالكفار
ولم تتخذ عيدا يحتفل به كل سنة؛ وذلك لتحريم التشبه بالكفار، ومنع إحداث عيد في الإسلام، فلا عيد للمسلمين إلا الفطر والأضحى.
قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في صحيح "سنن أبي داود".
وروى أبو داود (1134) ، والنسائي (1556) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : " قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟
) قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2021).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
: عن إقامة الحفلات عند ختم القرآن أو عند المناسبات السارة كالنجاح والقدوم من السفر هل يعتبر هذا من الإسراف ؟
فأجاب: "إقامة الحفلات عند قدوم الغائب أو عند النجاح أو ما أشبه ذلك : لا بأس ولا حرج فيه؛ لأن الناس يفعلون هذا لا بقصد العبادة ، ولم يطرأ على بالهم أنهم يفعلون هذا تقربا إلى الله
ولكنهم يفعلون ذلك فرحا وسرورا بما أنعم الله به عليهم من حصول مطلوبهم، ولا بأس بهذه الحفلات .
لكن الذي يخشى منه : أن يُسرف في هذه الحفلات إما بكثرة الطعام الذي يزيد على الحاجة كثيرا، وإما بكثرة المدعوين بحيث يدعى المئات من الناس من أجل هذا الاحتفال .
وإلا ؛ فالأصل أن الاحتفال بمناسبة الفرح ، لا تعبداً لله ، أو تقرباً إليه ، وإنما إظهارا للفرح والسرور : لا بأس به . والله أعلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وسئل رحمه الله : عن حكم الاحتفال عند تخريج دفعة من حفظة كتاب الله؟ وهل ذلك من اتخاذ الأعياد؟.
فأجاب:
"لا بأس بذلك، ولا تدخل في اتخاذها عيداً؛ لأنها لا تتكرر بالنسبة لهؤلاء الذين احتُفل بهم ، ولأن لها مناسبة حاضرة "
انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين" (16/ 119).
فلا حرج في الاحتفال بظهور أول سن للطفل ، أو مشيه ، أو بداية نطقه، بشرط ألا يتكرر أي لا يفعل بعد ذلك كل سنة.
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:39
بناء اليمام لعشه بجانب البيت، هل يجلب الرزق ؟
السؤال :
أمام باب بيتى تأتي يمامة وتضع أغصان الأشجار ، وكلما أنظفها تأتي بأغصان أخرى ، فهل هذا يدل على شيء ؛ لأن إحداهن قالت لي : إنه رزق ، فهل هذا صحيح ؟
الجواب :
الحمد لله
من المعلوم أن الطيور تتحرك لتحقيق مصالحها وفق الفطرة والغريزة التي أودعها الله في نفسها
ولا يعلم من دلائل الشرع ، ولا من العقل أو الحس أو التجربة : ما يثبت أن بناء اليمام لعشه قرب بيته : مما يجلب الرزق ، أو يزيده .
بل هذا أقرب إلى اعتقاد أهل الجاهلية في "الطيور" ، وتطيرهم بها ، إذا طارت يسارا ، أو تيمنهم بها إذا طارت يمينا .
قال لبيد بن ربيعة ، الشاعر الصحابي، رضي الله عنه :
لَعَمْرُكَ ما تَدري الضَّوَارِبُ بالحصَى * وَلا زاجِراتُ الطّيرِ ، ما اللّهُ صانِعُ
سَلُوهُنَّ ، إنْ كَذَّبْتُموني ، متى الفتى * يَذُوقُ المَنَايا ، أوْ متى الغَيثُ واقِعُ
ومن تعلق بأسباب غير مشروعة ولا معقولة : فقد وقع في أمر منهي عنه.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" والأسباب التي جعلها الله تعالى أسبابا نوعان:
النوع الأول: أسباب شرعية كالقرآن الكريم والدعاء ...
النوع الثاني: أسباب حسية كالأدوية المادية المعلومة عن طريق الشرع كالعسل ، أو عن طريق التجارب ، مثل كثير من الأدوية . وهذا النوع لا بد أن يكون تأثيره عن طريق المباشرة ، لا عن طريق الوهم والخيال ...
أما إذا كان مجرد أوهام وخيالات ، يتوهمها المريض ، فتحصل له الراحة النفسية بناء على ذلك الوهم والخيال ، ويهون عليه المرض ، وربما ينبسط السرور النفسي على المرض
فيزول = فهذا لا يجوز الاعتماد عليه، ولا إثبات كونه دواء ؛ لئلا ينساب الإنسان وراء الأوهام والخيالات.
ولهذا نُهي عن لبس الحلقة والخيط ونحوهما ، لرفع المرض أو دفعه ؛ لأن ذلك ليس سببا شرعيا ولا حسيا ، وما لم يثبت كونه سببا شرعيا ولا حسيا : لم يجز أن يجعل سببا
فإن جعله سببا نوع من منازعة الله تعالى في ملكه وإشراك به ، حيث شارك الله تعالى في وضع الأسباب لمسبباتها "
انتهى . "فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1 / 110 – 111).
والله سبحانه وتعالى قد كرّم الإنسان بالعقل، فحري بالمسلم أن يصون هذه النعمة فلا يهينها ويضعفها بالركون إلى الخرافات.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" والشرع مبناه على تكميل أديان الخلق بنبذ الوثنيات والتعلق بالمخلوقين ، وعلى تكميل عقولهم بنبذ الخرافات والخزعبلات ، والجد في الأمور النافعة المرقية للعقول
المزكية للنفوس ، المصلحة للأحوال كلها دينيها ودنيويها والله أعلم "
انتهى . "القول السديد / المجموعة الكاملة لمؤلفات السعدي" (10 / 19) .
والحاصل :
أن الذي يجلب الرزق للعبد هو العمل والاجتهاد والأخذ بالأسباب ، وأعظم ذلك : تقوى الله تعالى وطاعته ، قال الله تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق/2-3 .
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:42
المراد بالطبيعة في قولهم: إن قوة الطبيعة تدفع العلة وتبطلها .
السؤال :
يقول بعض أهل العلم في كتبهم ، وقد قرأته في كتاب "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" ، عبارة لم أفهمها وهي : " إن قوة الطبيعة تدفع العلة وتبطلها " ، فما معنى هذه العبارة ، وماهي الطبيعة ؟
الجواب :
الحمد لله
المقصود بالطبيعة في مثل هذا السياق: المزاج العام للشخص ، وما أودعه الله فيه من الصحة والعافية ، والقوى الجمسانية ؛ فإن المزاج القوي يقاوم العلة المرضية ويدفعها.
ومن ذلك قول ابن القيم رحمه الله: " فعلم القلب ومعرفته بذلك : توجب محبته، وإجلاله، وتوحيده فيحصل له من الابتهاج واللذة والسرور، ما يدفع عنه ألم الكرب والهم، والغم .
وأنت تجد المريض إذا ورد عليه ما يسره ويفرحه ، ويقوي نفسه ؛ كيف تقوى الطبيعة على دفع المرض الحسي، فحصول هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى"
انتهى من زاد المعاد (4/ 187).
ومنه قول ابن مفلح رحمه الله :
" اُشْتُهِرَ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، وَصَحَّ عَنْهُ : أَنَّهُ كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ ، وَيَقُومُ أَوَّلَ النِّصْفِ الثَّانِي ، يَسْتَاكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي وَيَدْعُو .
فَيَسْتَرِيحُ الْبَدَنُ بِذَلِكَ النَّوْمِ وَالرِّيَاضَةِ وَالصَّلَاةِ ، مَعَ حُصُولِ الْأَجْرِ الْوَافِرِ .
فَالنَّوْمُ الْمُعْتَدِلُ مُمْكِنٌ لِتَقْوَى الطَّبِيعَةُ مِنْ أَفْعَالِهَا، مُرِيحٌ لِلْقُوَى النَّفْسَانِيَّةِ مُكْثِرٌ مِنْ جَوْهَرِ حَامِلِهَا".
انتهى، من "الآداب الشرعية" (3/244) .
وفي المصباح المنير (2/ 368): " وَالطَّبِيعَةُ : مِزَاجُ الْإِنْسَانِ الْمُرَكَّبُ مِنْ الْأَخْلَاطِ" انتهى.
قال الجرجاني في التعريفات ص140:
" الطبيعة: عبارة عن القوة السارية في الأجسام ، بها يصل الجسم إلى كماله الطبيعي" انتهى.
ويسمى ذلك "الطبيعة" باعتبار أن الله تعالى : " طبعه عليه" ؛ يعني : أن الله تعالى جعلها فيه بأصل الخلقة ، دون أشياء خارجية حصلت له .
قال في المصباح المنير (1/ 90):
" وَالْجِبِلَّةُ - بِكَسْرَتَيْنِ وَتَثْقِيلِ اللَّامِ - ، وَالطَّبِيعَةُ ، وَالْخَلِيقَةُ ، وَالْغَرِيزَةُ : بِمَعْنًى وَاحِدٍ.
وَجَبَلَهُ اللَّهُ عَلَى كَذَا - مِنْ بَابِ قَتَلَ - : فَطَرَهُ عَلَيْهِ.
وَشَيْءٌ جِبِلِّيٌّ : مَنْسُوبٌ إلَى الْجِبِلَّةِ ، كَمَا يُقَالُ طَبِيعِيٌّ ، أَيْ ذَاتِيٌّ ، مُنْفَعِلٌ عَنْ تَدْبِيرِ الْجِبِلَّةِ فِي الْبَدَنِ ، بِصُنْعِ بَارِئِهَا ؛ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" انتهى.
واستعمال الطبيعة في هذه المعاني متقارب ؛ وهو واضح لا إشكال فيه ، ولا حرج .
قال الحافظ ابن حجر، رحمه الله ، في بيان مسالك الجمع بين ما جاء في إثبات العدوى ، وما جاء في نفيها:
" ثانيها : حمل الخطاب بالنفي والإثبات على حالتين مختلفتين ؛ فحيث جاء ( لا عدوى ) : كان المخاطب بذلك من قوي يقينه ، وصح توكله
بحيث يستطيع أن يدفع عن نفسه اعتقاد العدوى ، كما يستطيع أن يدفع التطير الذي يقع في نفس كل أحد ، لكن القوي اليقين : لا يتأثر به .
وهذا مثل ما تدفع قوة الطبيعة العلة ، فتبطلها .
وعلى هذا يحمل حديث جابر في أكل المجذوم من القصعة ، وسائر ما ورد من جنسه .
وحيث جاء : ( فر من المجذوم ) : كان المخاطَب بذلك من ضعف يقينه ، ولم يتمكن من تمام التوكل ، فلا يكون له قوة على دفع اعتقاد العدوى .
فأريد بذلك : سد باب اعتقاد العدوى عنه ، بأن لا يباشر ما يكون سببا لإثباتها .. "
انتهى . من "فتح الباري" (10/160) .
وهو أصل النص المنقول في "تيسير العزيز الحميد" (364) .
فالطبيعة هي : المزاج، والقوة التي جعلها الله في البدن، فإذا قوي ذلك دفع المرض وأبطله.
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:46
أقامت حفلة لإتمام ابنتها سنة ولتركها شقتها
السؤال:
أشعر بذنب كبير وإثم عظيم ، فلقد قمت بعمل حفلة بسيطة في شقتي ، وقمت بدعوة الأقارب ؛ وكان سبب الاحتفال أن ابنتي أتمت السنة من عمرها ، والسبب الآخر توديع شقتي ، فأنا سأنقل إلى بيتي قريبا
علما أن ابنتي أتمت السنة قبل شهر ، أي أن الحفلة أقيمت بعد بلوغ ابنتي سنة وشهرا ، ولقد أحببت أن أقيم هذه الحفلة بسبب شعوري بالإنجاز الكبير في تربية ابنتي ، وأسميتها حفلة إتمام السنة وتوديع شقتي
علما بأني لن أفعلها سنويا ، ولم أسمها عيد ميلاد ، فأنا خائفة من وقوعي في الحرام بهذه الحفلة ، وأني ابتدعت شيئا ، وأخاف أن يتبعني الناس فيه فالتقليد في عائلتي أعمي ، فما الموقف الشرعي من هذا الأمر ؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج فيما قمت به من الاحتفال بإتمام ابنتك سنة ، وتوديع شقتك ، ما دام الأمر لا يتكرر ، ولا يأخذ صفة العيد ، ولم يكن في يوم ميلادها؛ فهما إذن من جملة الأمور السارة الحاضرة .
وقد رخص الفقهاء في الاحتفاء والفرح بالمناسبات الدنيوية السارة، كقدوم الغائب، وبناء البيت، وخروج المرأة من النفاس ، ونحو ذلك .
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" ( 7 / 218) :
" فحكم الدعوة للختان وسائر الدعوات غير الوليمة : أنها مستحبة ، لما فيها من إطعام الطعام ، والإجابة إليها مستحبة غير واجبة ، وهذا قول مالك والشافعي وأبي حنيفة وأصحابه " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "
الولائم ثلاثة أقسام:
1- قسم منهي عنه كالمأتم : وهو وليمة الأحزان التي يفعلها من يموت له الميت ، فيولم ويدعو الناس إليها ، هذه إما مكروهة ، وإما محرمة ، وهو الصواب.
2- وقسم آخر مطلوب شرعاً وهو الوليمة للنكاح : فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن عوف : (أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ) ؛ وذلك لأن الإيلام للنكاح يستلزم إظهاره وإعلانه ، وإعلان النكاح من الأمور المشروعة.
3- والقسم الثالث هو ما عدا ذلك فهو مباح : كالوليمة عند خروج المرأة من النفاس ، والوليمة للختان ، والوليمة لنزول البيت أول ما ينزل ، وما أشبه ذلك " .
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (116/18).
وسئل رحمه الله : عن إقامة الحفلات عند ختم القرآن ، أو عند المناسبات السارة ، كالنجاح والقدوم من السفر : هل يعتبر هذا من الإسراف ، أرجو التفصيل في هذا جزاكم الله خيرا؟
فأجاب : " إقامة الحفلات عند قدوم الغائب أو عند النجاح أو ما أشبه ذلك : لا بأس ولا حرج فيه ؛ لأن الناس يفعلون هذا لا بقصد العبادة
ولم يطرأ على بالهم أنهم يفعلون هذا تقربا إلى الله ، ولكنهم يفعلون ذلك فرحا وسرورا بما أنعم الله به عليهم من حصول مطلوبهم ، ولا بأس بهذه الحفلات .
لكن الذي يخشى منه أن يسرف في هذه الحفلات ، إما بكثرة الطعام الذي يزيد على الحاجة كثيرا ، وإما بكثرة المدعوين بحيث يدعى المئات من الناس من أجل هذا الاحتفال .
وإلا ؛ فالأصل أن الاحتفال بمناسبة الفرح ، لا تعبداً لله أو تقرباً إليه ، وإنما إظهارا للفرح والسرور : لا بأس به . والله أعلم "
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .
والمحذور في ذلك إنما هو إحداث عيد يتكرر؛ لما في ذلك من التشبه بالكافرين ، فهم أهل الأعياد المحدثة المخترعة ، ولأن ذلك يكون تشبيها لها بالأعياد الشرعية التي تتكرر كل عام .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : عن حكم الاحتفال عند تخريج دفعة من حفظة كتاب الله ؟ وهل ذلك من اتخاذ الأعياد ؟ .
فأجاب :
"لا بأس بذلك ، ولا تدخل في اتخاذها عيداً ؛ لأنها لا تتكرر بالنسبة لهؤلاء الذين احتُفل بهم ، ولأن لها مناسبة حاضرة"
انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين" (16/119).
وقال رحمه الله أيضا :
" فائدة : كل شيء يتخذ عيدا يتكرر كل أسبوع ، أو كل عام وليس مشروعا ، فهو من البدع ، والدليل على ذلك : أن الشارع جعل للمولود العقيقة ، ولم يجعل شيئا بعد ذلك
واتخاذهم هذه الأعياد تتكرر كل أسبوع ، أو كل عام : معناه أنهم شبهوها بالأعياد الإسلامية ، وهذا حرام لا يجوز ، وليس في الإسلام شيء من الأعياد ، إلا الأعياد الشرعية الثلاثة : عيد الفطر
وعيد الأضحى ، وعيد الأسبوع ، وهو يوم الجمعة.
وليس هذا من باب العادات ؛ لأنه يتكرر ، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم فوجد للأنصار عيدين يحتفلون بهما ، قال: (إن الله أبدلكما بخير منهما : عيد الأضحى ، وعيد الفطر) ؛ مع أن هذا من الأمور العادية عندهم "
.
انتهى من مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين (9/ 376).
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:51
حكم الاحتفال بليلة الجاي فوكس أو ليلة البون فاير
السؤال :
ما حكم الاحتفال بليلة "الجاي فوكس" ؛ وهي مناسبة تقام في بريطانيا تكثر فيها الألعاب النارية؟
الجواب :
الحمد لله
ليلة "الجاي فوكس" تصادف الخامس من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) من السنة الشمسية ، يعرفها أهل المملكة المتحدة (بريطانيا) أيضا باسم "مؤامرة البارود"، أو "ليلة البون فاير"
ولها في مخيلتهم تاريخ خاص ، وحكاية خاصة.
ذلك أن "فوكس" هذا (1570 - 1606م) "كان واحدًا من جماعة المتآمرين الذين خططوا لاغتيال الملك جيمس الأول ملك بريطانيا، وبرلمانه البروتستانتي في (5) نوفمبر عام
1605م. تعرف هذه المؤامرة شعبيًا باسم مؤامرة البارود. كان فوكس وجميع المتآمرين الآخرين من طائفة الرومان الكاثوليك.
وكانوا يعارضون بتعصب شديد السياسة المعادية للنصارى الكاثوليك في البرلمان البريطاني البروتستانتي. إذ إن قانون العقوبات كان يطبق بقوة فقط ضد الكثير من الكاثوليك.
كان "روبرت كاتسبي" يقود المتآمرين، وهو الذي استأجر قَبْوًا أسفل مباني البرلمان وملأه ببراميل البارود. كان دور "جاي فوكس"
القيام بعملية إشعال الفتيل، إلا أن الحكومة استبقت الأحداث وأفشلت المؤامرة. تم إلقاء القبض على "فوكس" وتمت محاكمته وإعدامه.
يحتفل الكثير من البريطانيين بيوم "جاي فوكس" سنويًا في يوم (5) نوفمبر، بإطلاق الألعاب النارية" انتهى من "الموسوعة العربية العالمية".
كما جاء في بعض الموسوعات المفتوحة قولهم:
"تعد ليلة البون فاير (بالإنجليزية: Bonfire Night) أو ليلة "جاي فوكس" -المعروفة أيضًا باسم يوم جاي فوكس أو ليلة الألعاب النارية- احتفالًا سنويًا في الخامس من نوفمبر في بريطانيا العظمى
على وجه الخصوص. يبدأ تاريخ تلك الليلة بأحداث الخامس من نوفمبر عام (1605م) عندما أُلقِيَ القبض على "جاي فوكس" -
أحد أعضاء مؤامرة البارود - أثناء حراسته لمتفجرات وضعها المتآمرون في قبو مبنى البرلمان البريطاني أو مجلس اللوردات. عندئذ أشعل الناس النيران في أنحاء لندن احتفالًا بنجاة جيمس الأول ملك إنجلترا من محاولة اغتياله،
وبعدها بعدة شهور فُرِضَ قانون إلزام الاحتفال بالخامس من نوفمبر الذي خصص يومًا سنويًا عامًا للاحتفال بفشل المؤامرة".
وقد كتب العديدون عن حضور "البعد الديني البروتستانتي" في هذه الاحتفالية، لما لها من رمزية في المواجهة مع الكاثوليكية التي كانت على أشدها في القرون الوسطى
فكانت ترافق هذه الاحتفالية بعض الطقوس الدينية ، وتثار أنواع من الجدل الديني والسياسي والاجتماعي بهذه المناسبة في الصحف البريطانية خاصة
الأمر الذي يدل الباحث على اختلاط جميع هذه العوامل في فهم ظاهرة "الجاي فوكس"، والتعاطي مع ثقافتها وتاريخها.
وفي جميع الأحوال، فقد سبق في موقعنا بيان الحكم الشرعي الواضح الذي يلزم جميع المسلمين، وهو الاستقلال والنأي بالنفس عن هذه المناسبات الخاصة بالأديان والشعوب والثقافات الأخرى،
والحرص على التبعية المطلقة لهويتنا الإسلامية الجامعة ، بعيدا عن أنواع التبعيات السياسية والاجتماعية والثقافية للأمم الأخرى ، وأخطرها التبعية الدينية .
يقول العلامة محمد رشيد رضا رحمه الله :
" إذا نظرنا إلى التقليد والتشبه من طرف السياسة ، تجلّى لنا أن الصواب امتناع أمتنا عن التشبه أو التقليد لغيرها من الأمم في الأزياء والعادة ، وكل ما لا فائدة فيه
لا سميا المناصبين والمحادين لنا، والانتداب لتقليدهم في كل ما يعود علينا بالمنفعة ، وعلى الخصوص المنافع التي تتعلق بالقوة على (الذب) والدفاع عن الحوزة ، وبتوسيع دائرة الثروة
بأن نجتهد بمجاراتهم ومماراتهم ، بل بمنافستهم ومسابقتهم إلى أصول المنافع ومقدماتها وأسبابها، لا أننا نقتصر على اجتلاب نتائج صنائعهم وأعمالهم ، كالآلات الحربية والبوارج البحرية
إذ تقليدهم في النتائج باتخاذها منهم واحتذائهم فيها، لا يخرجنا عن كوننا عيالاً عليهم، ولا يُرْجَى أن ندانيهم ونقاربهم، فضلاً عن أن نساهمهم ونحاذيهم
فضلاً عن أن نساميهم فنسموهم ، ونبزهم (نغلبهم) لا سيما ونحن الآن كما ترى هذاذيك بذاذيك ، ولا كفران لله "
انتهى من "مجلة المنار" (1/ 551) .
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:55
كم اقتناء الكلب لحراسة الدجاج
السؤال:
امرأة عندها دجاج فى بيتها تضعه فوق سطح المنزل فتأتى العرسة فتمص دماءها ، فهل يجوز لها أن تأتى بكلب يحرس هذا الدجاج بعد أن أخذت بكل الطرق لحماية الدجاج حيث إن العرسة لا ت تأتى إلى مكان فيه كلب ؟
ولو جئنا بكلب ووضعناه خارج المنزل أو فوق سطحه هل بهذا نمنع الملائكة من دخول البيت حيث إن النص ورد لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ، والكلب بهذه الحالة خارج البيت أو فوقه ؟
وهل الكلب مرخص فيه فى الأشياء التى ورد بها النص أم أن الأمر يتعدى إلى غيرها ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا:
لا يجوز اقتناء الكلاب ، إلا كلب الصيد، أو حراسة الماشية ، أو حراسة الزرع .
والأصل في ذلك ما روى البخاري (2145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ ؛ إِلا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ ).
وروى مسلم (2974) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا ، لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ : فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ ).
وروى مسلم (2943) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ) قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَوْ كَلْبَ حَرْثٍ " .
قال العراقي رحمه الله: " أن يكون كلب ماشية : أي معدا لحفظها .
وجمع الماشية مواش ، والمراد هنا الإبل والبقر ، أو الغنم ، والأكثر استعمالها في الغنم .
وفي رواية أبي الحكم عن ابن عمر (غنم) بدل ماشية . وروى الترمذي عن عطاء بن أبي رباح «أنه رخص في إمساك الكلب ، وإن كان للرجل شاة واحدة»"
انتهى من " طرح التثريب "(6/27).
ثانيا:
اختلف العلماء في اقتناء الكلب لغير هذه الثلاثة، كحراسة البيوت وأهلها، والأكثر على الجواز، وهو الراجح.
قال النووي رحمه الله: " اختلف في جواز اقتنائه لغير هذه الأمور الثلاثة
كحفظ الدور والدروب ، والراجح : جوازه قياساً على الثلاثة عملاً بالعلَّة المفهومة من الحديث وهي : الحاجة " .
انتهى من " شرح مسلم " ( 10 / 236 ).
وقال العراقي رحمه الله:
" وقال أصحابنا وغيرهم : يجوز اقتناء الكلب لهذه المنافع الثلاثة ، وهي الاصطياد به ، وحفظ الماشية والزرع .
واختلفوا في اقتنائه لخصلة رابعة ، وهي اقتناؤه لحفظ الدور والدروب ونحوها :
فقال بعض أصحابنا : لا يجوز ؛ لهذا الحديث وغيره ، فإنه مصرح بالنهي إلا لأحد هذه الأمور الثلاثة .
وقال أكثرهم وهو الأصح : يجوز ؛ قياسا على الثلاثة ، عملا بالعلة المفهومة من الحديث ، وهي الحاجة"
انتهى من " طرح التثريب " ( 6/28).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" وعلى هذا : فالمنـزل الذي يكون في وسط البلد لا حاجة أنْ يتخذ الكلب لحراسته ، فيكون اقتناء الكلب لهذا الغرض في مثل هذه الحال محرماً لا يجوز
وينتقص من أجور أصحابه كل يوم قيراط أو قيراطان ، فعليهم أنْ يطردوا هذا الكلب وألا يقتنوه ، وأما لو كان هذا البيت في البر خالياً
ليس حوله أحدٌ : فإنَّه يجوز أنْ يقتني الكلب لحراسة البيت ومَن فيه ، وحراسةُ أهلِ البيت أبلغُ في الحفاظ مِن حراسة المواشي والحرث " .
انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " ( 4 / 246 ).
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (26/ 163): " « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة » مخرج في ( الصحيحين ) .
السؤال: من كان يربي الكلب للضرورة مثل حراسة الدجاج، فما رأي الدين في ذلك؟
ج: من اقتنى كلبا لصيد أو حراسة : كان ذلك جائزا له، فلا يمنع الملائكة من دخول البيت.
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز" انتهى.
وعليه : فيجوز لهذه المرأة أن تتخذ كلبا لحراسة الدجاج.
ثالثا:
روى البخاري (3322) ، ومسلم (2106) عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ).
وهذا في الكلب غير المأذون في اقتنائه .
فأما المأذون في اقتنائه : فلا يمنع دخول الملائكة على الراجح.
ومع هذا ؛ فلو أمكن جعله خارج البيت كان أحوط ، ومن ذلك جعله على السطح ، فإن السطح خارج المنزل المعد للسكنى .
قال النووي رحمه الله: " قال الخطابى :
وإنما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة ، مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور، فأما ما ليس بحرام ، من كلب الصيد والزرع والماشية ، والصورة التي تُمتهن في البساط والوسادة وغيرهما :
فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه. وأشار القاضي إلى نحو ما قاله الخطابي.
الأظهر : أنه عام في كل كلب ، وكل صورة ، وأنهم يمتنعون من الجميع لإطلاق الأحاديث. ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم تحت السرير
كان له فيه عذر ظاهر، فإنه لم يعلم به، ومع هذا امتنع جبريل صلى الله عليه وسلم من دخول البيت، وعلل بالجرو ؛ فلو كان العذر في وجود الصورة والكلب لا يمنعهم، لم يمتنع جبريل والله أعلم" .
انتهى من " شرح مسلم " (14/ 84).
وتعقبه العراقي بقوله: " وفيما ذكره النووي نظر ، وقد عرفت أن مما نقل هو عن العلماء التعليل به : أنها منهي عن اتخاذها ، وذلك مفقود في المأذون في اتخاذه .
ولا يصح استدلاله بذلك الجرو ؛ لأنه لم يكن مأذونا في اتخاذه ، بل هو منهي عنه ؛ إلا أن عدم العلم به أسقط الإثم ، فهو غير مكلف ، للغفلة عنه .
فلا يلزم من عدم دخولهم بيتا فيه كلب غير مأذون في اتخاذه ـ امتناعُهم من دخول بيت فيه كلب مأذون في اتخاذه ؛ لعدم التقصير مع الإذن.
وما جاء نقصان أجر العمل ، إلا مع عدم الإذن في الاتخاذ ؛ فكذلك امتناع دخول الملائكة . والله أعلم"
انتهى من " طرح التثريب "(6/35).
وعليه : فالأظهر : أن الكلب المأذون في اقتنائه لا يمنع دخول الملائكة.
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 05:59
حكم الصناعات المعاصرة وما تسببه من تلوث بيئي
السؤال:
ما حكم صناعة الطاقة ، وإنشاء المصانع ، والمحطات المولدة للكهرباء ، وصناعة السيارات والطائرات والسفن ؟
علما أنها تؤدي إلى التلوث البيئي عند تشغيلها بسبب غازات العوادم السامة والتي تنتشر في الهواء أو المياه ، ففي هذه الحالة يوجد فائدة وضرر بنفس الوقت ، فما هو التفصيل الشرعي ؟
الجواب :
الحمد لله
هذه المصانع والمحطات مباحة من حيث الأصل ، وتحقق مصالح عظيمة للناس ، والفعل المباح إذا ترتب عليه مصلحة ومفسدة ، فالواجب الموازنة العادلة بينهما
فإن كانت المفسدة أعظم ، كان هذا الفعل محرما ، لأن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح" .
وإن كانت المصلحة أعظم كان جائزا .
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه الله تعالى :
" إذا اجتمعت مصالح ومفاسد ، فإن أمكن تحصيل المصالح ودرء المفاسد فعلنا ذلك ، امتثالاً لأمر الله فيهما ؛ لقوله - سبحانه -: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) .
وإن تعذر الدرء والتحصيل ؛ فإن كانت المفسدة أعظم من المصلحة درأنا المفسدة ، ولا نبالي بفوت المصلحة ، قال - تعالى -: ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْـخَمْرِ وَالْـمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا )
. حرمهما لأن مفسدتهما أكبر من منفعتهما...
وإن كانت المصلحة أعظم من المفسدة حصلنا المصلحة مع التزام المفسدة ، وإن استوت المصالح والمفاسد فقد يُتخيّر بينهما ، وقد يُتوقفُ فيهما "
انتهى من " قواعد الأحكام (1 / 136) .
وإذا نظرنا إلى هذه المصانع وجدنا ما فيه مصالح أعظم مما فيها من مفاسد لما يلي :
1- أن هذه المصانع ومحطات توليد الكهرباء إذا تم إيقافها فسوق تشق الحياة على الناس مشقة عظيمة ، ويقعون في حرج شديد ، ومثل هذا لا يحرمه الشرع ولا يأمر بإيقافه
قال الله تعالى: ( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج /78.
2- أن المسلمين لو فعلوا ذلك لما استطاعوا أن يحاربوا أعداءهم ، ولا أن يدافعوا عن أنفسهم ، وسيعودون إلى السيوف والحراب ! في الوقت الذي مع عدوهم أحدث الأسلحة وأشدها فتكا
! وقد أمر الله تعالى المسلمين بالأخذ بأسباب القوة وإعداد القوى لإرهاب الأعداء .
قال الله تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) الأنفال /60 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" ( مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ) أي: كل ما تقدرون عليه من القوة العقلية والبدنية وأنواع الأسلحة ، ونحو ذلك مما يعين على قتالهم ، فدخل في ذلك أنواع الصناعات التي تعمل فيها أصناف الأسلحة ...
ومن ذلك : الاستعداد بالمراكب المحتاج إليها عند القتال ، ولهذا قال تعالى: ( وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) وهذه العلة موجودة فيها في ذلك الزمان ، وهي إرهاب الأعداء ، والحكم يدور مع علته .
فإذا كان شيء موجود أكثر إرهابا منها ، كالسيارات البرية والهوائية ، المعدة للقتال التي تكون النكاية فيها أشد ، كانت مأمورا بالاستعداد بها ، والسعي لتحصيلها ... " .
انتهى من " تفسير السعدي " (ص 324 - 325) .
3- أن امتناع دولة أو دولتين ، أو حتى كل الدول الإسلامية مجتمعة عن كل هذه الصناعات لن يؤثر في التخفيف من هذه المخاطر شيئا يُذكر
فإن الدول الصناعية الكبرى هي المسئولة بالدرجة الأولى عن انبعاث الغازات المسببة لهذه الظاهرة .
فتقول بعض التقارير :
إن دول أوروبا واليابان وأمريكا الشمالية مسئولة عن 66% من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث في الجو ، مع أنهم يمثلون أقل من 15 % من سكان العالم .
والولايات المتحدة الأمريكية التي لا يزيد سكانها عن 5% من سكان العالم مسئولة عن حوالي 25% من الغازات المنبعثة في الأجواء العالمية .
أي أن أقل من 20% من سكان العالم يطلقون أكثر من 91% من تلك الغازات ، ثم تنتشر هذه الغازات في الغلاف الجوي ليعاني منها من أطلقها ، ومن لم يطلقها على حد سواء .
وتقول التقارير : إن الولايات المتحدة الأمريكية بها نحو 130 مليون سيارة ، ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون ما يعادل كل ما ينبعث من الاقتصاد الياباني بالكامل
وقد امتنعت الولايات المتحدة الأمريكية من التوقيع على معاهدة "كيوتا" لخفض الانبعاثات الغازية في العالم .
فإذا ما أضفنا إلى ذلك سائر الدول الصناعية ، لاسيما تلك الدول التي تستخدم الطاقة النووية كالصين والهند ، يتبين أن هذه الدول هي المسئولة عن هذه الظاهرة
وأن الدول الفقيرة مجتمعة ليس لها تأثير يذكر في تفاقم هذه المشكلة ، ومع ذلك فهي أكثر الدول معاناة من آثارها ، لضعف إمكاناتها المادية ، وخدماتها الطبية .. إلخ .
4- أن المفاسد والأضرار المترتبة على هذه الظاهرة ، يمكن الحد منها وتقليلها ، وذلك بتقليل انبعاث الغازات المسببة لهذه الظاهرة ، ثم تنقية الجو مما انبعث منها
واختيار بين الأمثل فالأمثل من البدائل الواقعية المتاحة ، والمبالغة في الالتزام بالتدابير الوقائية ، وشروط الأمن والسلامة الممكنة ؛ حتى تبقى في المعدلات التي لا تمثل خطرا ، أو في أدنى معدل ممكن لها .
ولكن ذلك كله يحتاج إلى جهود دولية ، ومزيد من الأبحاث والأموال اللازمة لذلك .
وانظر : مقال للدكتور المهندس يوسف الإبراهيم بعنوان : "الاحتباس الحراري والكوارث الناجمة عنه" .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 06:04
حكم وضع دعاء نغمة للانتظار في الجوال
السؤال:
ما حكم جعل نغمة الانتظار دعاء ؟
الجواب :
الحمد لله
عرضت هذا السؤال على شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى فقال:
" المسلم دائما يستثمر كل شئ لصالحه فان وضع مكانه مقطع من درس علمي أو محاضرة أو موعظة كان انفع له و انفع لمن سمع وقت الانتظار ". انتهى
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-09-10, 06:08
ما حكم استخدام برنامج (سناب شات) ؟
السؤال:
هناك برنامج يسمى سناب شات (Snapchat) ، هذا البرنامج صورته الأساسية على شكل شبح الشكل الأبيض الذي يرسموه للشبح ، فماحكم استخدام هذا البرنامج ؟ فقد امتنعت عن استخدامه
خشية أن يكون هناك مشكلة بهذه الصورة تمس الاعتقاد أو شيء من هذا ، وهذا بسبب أنهم جعلوه على شكل شبح ، فهل ما فعلته صحيح أم أنه لا يوجد مشكلة بهذه الصورة ويجوز لي استخدامه ؟
الجواب :
الحمد لله
الحكم بجواز الدخول في هذا البرنامج المسمى " سناب شات " لا علاقة له بالصورة الرمزية للبرنامج ، فليست من الصور المحرمة ، ولا نعلمها شعارا لاعتقادات باطلة أو نحو ذلك
والعبرة بحقيقة البرنامج لا بشعاره ومسماه ، فلا ينبغي الالتفات إلى ذلك .
وجواز الدخول فيه أو المنع منه ، إنما يعتمد على مراد الداخل إليه فإن كان من أهل العلم وطلابه والمجموعات الدعوية فهو جائز طيب ؛ لما يمكنهم تقديمه من منافع للناس .
وأما من يدخل للفساد أو النظر إلى محرم أو سماعه أو الدعوة إليه ونحو ذلك ، فيحرم عليه دخوله .
أما من كانت تدخله للتسلية ونحوها من الأمور المباحة ، فدخولها لأجل ذلك مباح إن أمِنت على نفسها الفتنة أو الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه ، واقتصدت في هذا الأمر دون مبالغة .
والأولى لها البعد عن مثل هذه البرامج ؛ لقلة الفائدة فيها ، وغالبها يدور على القيل والقال ، وقد ورد النهي عن ذلك .
فعن المغيرة رضي الله عنه قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال) رواه البخاري (1477) ، ومسلم (1715).
فالذي لا يستطيع أن يتحكم بنفسه في عالَم " السناب شات " وأمثاله فعليه الامتناع ، ويجوز لمن سار وفق الضوابط الشرعية في حفظ نفسه ، وعدم الانسياق وراء الهوى والشهوة ، أن يدخل ليفيد ويستفيد .
وننبه الأخت السائلة إلى أن هذا البرنامج عُرف بحذف المحادثات تلقائيا ؛ فلأجل هذا اغتر به كثير من الفتيات فأرسلن صورهن فيه
ثم تبيّن أن محادثاته يمكن حفظها بسهولة عبر برامج أخرى ، فالحذر الحذر من التساهل في ذلك .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:36
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة
السؤال:
إلى أي مدى يمكننا تطبيق قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة عندما يتعلق الأمر بالطعام والملابس والصابون ؟
على سبيل المثال : كيف يجب أن أتصرف عندما أريد شراء مادة غذائية ولا أجد عليها تفاصيل المكونات ؟
وكذا الحال في أي مادة لا أعرف مصدر مكوناتها ، أو لا أعرف ماهية المكونات ، أو لا توجد تفاصيل كافية حول هذه المكونات ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
صاغ أهل العلم قاعدة " الأصل في الأشياء الإباحة " استخلاصا من أدلة الشرع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" اعلم أن الأصل في جميع الأعيان الموجودة على اختلاف أصنافها وتباين أوصافها : أن تكون حلالا مطلقا للآدميين ، وأن تكون طاهرة لا يحرم عليهم ملابستها ومباشرتها ، ومماستها
وهذه كلمة جامعة ، ومقالة عامة ، وقضية فاضلة عظيمة المنفعة ، واسعة البركة ، يفزع إليها حملة الشريعة ، فيما لا يحصى من الأعمال ، وحوادث الناس ، وقد دل عليها أدلة عشرة - مما حضرني ذكره من الشريعة –
وهي : كتاب الله ، وسنة رسوله ، واتباع سبيل المؤمنين المنظومة في قوله تعالى : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )
وقوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) ، ثم مسالك القياس ، والاعتبار ، ومناهج الرأي ، والاستبصار " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (21 / 535) .
ثم ساق رحمه الله تعالى الأدلة على ذلك ، فيحسن الاطلاع عليها في الكتاب المشار إليه .
ومعنى هذه القاعدة : أن كل ما على الأرض من منافع ، وما استخلصه الإنسان منها : فالانتفاع به مباح ، ما لم يقم دليل على تحريمه .
ثانيا :
بالنسبة للأطعمة والأشربة والملابس ومواد التنظيف فإنه يعمل بهذه القاعدة ، في كل مالم يرد فيه نص شرعي ، ويستثنى من ذلك أمران :
الأول :
الأشياء المحتوية على ضرر معتبر ومؤثر ؛ لأن المواد الضارة الأصل فيها التحريم ، ولا تتناولها قاعدة " الأصل في الأشياء الإباحة " .
قال الله تعالى : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) البقرة /195.
وقال الله تعالى : ( وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ) النساء /29.
وعَنْ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه - : أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قالَ : ( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ ) رواه الحاكم (2 / 57 - 58) وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم ، وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1 / 498) .
وقد حقّق الشيخ المفسّر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى هذه المسألة ؛ فقال :
" إن كان فيها ضرر لا يشوبه نفع ، فهي على التحريم ؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم: ( لا ضرر ولا ضرار ) .
وإن كان فيها نفع من جهة ، وضرر من جهة أخرى ، فلها ثلاث حالات :
الأولى : أن يكون النفع أرجح من الضرر .
والثانية : عكس هذا .
والثالثة : أن يتساوى الأمران .
فإن كان الضرر أرجح من النفع أو مساويا له ، فالمنع ؛ لحديث: ( لا ضرر ولا
ضرار ) ، ولأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .
وإن كان النفع أرجح ، فالأظهر الجواز ؛ لأن المقرر في الأصول : أن المصلحة الراجحة تقدم على المفسدة المرجوحة "
انتهى من " أضواء البيان " (7 / 793 - 794) .
الثاني :
الأصل في اللحوم والذبائح التحريم .
لأن اللحوم والذبائح لا يجوز تناولها ، إلا إذا تحقق وجود التذكية بشروطها .
قال الخطابي رحمه الله تعالى :
" وأما الشيء إذا كان أصله الحظر ، وإنما يستباح على شرائط وعلى هيئات معلومة ؛ كالفروج لا تحل إلا بعد نكاح أو ملك يمين ، وكالشاة لا يحل لحمها إلا بذكاة ، فإنه مهما شك في وجود تلك الشرائط
وحصولها يقيناً على الصفة التي جعلت علماً للتحليل كان باقياً على أصل الحظر والتحريم "
انتهى من " معالم السنن " (3 / 57) .
ولكن يكفي لإثبات الحل فيها : أن نعلم أن ذابحها مسلم ، أو من أهل الكتاب (اليهود والنصارى) ولا يشترط بعد ذلك التحقق من طريقة الذبح ، في كل ذبيحة
وبناء على هذا ، فالذبائح الموجودة في البلاد الإسلامية ، أو الكتابية : يحكم بأنها حلال ، إلا إذا ثبت لدينا : أنها ذبحت بطريقة مخالفة للشريعة الإسلامية
كالخنق ، أو الصعق بالكهرباء ، أو لم يُذكر عليها اسم الله ... ونحو ذلك .
والمنتج الذي لم يدل دليل شرعي على تحريمه ، أو لم يكتب في قائمة مكوناته ما يحرم ، أو يضر : فإننا نحكم عليه بالحل والطهارة ، ولا ننتقل عن هذا الأصل لمجرد شكوك ، أو كلام غير موثق .
فإذا دخلت مكونات محرمة في طعام ما ، فهل يحرم تناوله بالكلية ؟
وخلاصته : أنه إذا كانت المادة المحرمة لا تزال موجودة بعينها : حرم تناوله .
وإن كانت قد تحولت إلى مادة أخرى بسبب التفاعلات أو الصناعة ، ولم تبق المادة الأولى المحرمة موجودة فيه بعينها : فالراجح من أقول العلماء : أنه يجوز تناوله .
ثالثا :
بالنسبة للألبسة ، فهي داخلة ضمن القاعدة " الأصل في الأشياء الإباحة " ، فالأصل فيها الحل، إلا ما استثناه الشرع ، كالحرير المحرم على الرجال
وبعض الجلود التي لا تطهر بالدباغ
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:40
هل يترك مكانه في المواصلات العامة لتجلس فيه امرأة متبرجة ؟
السؤال:
نواجه مشكلة النساء المتبرجات في الطرقات وحتى في الحافلات العمومية للنقل ، والسؤال هو هل يجوز لنا نحن الرجال الوقوف وترك أمكنتنا للنساء المتبرجات من باب الشهامة
أم إن هذا مشاركة لهن في الإثم ، ويجب تركهن واقفات ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
" الشّريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها ، وتعطيل المفاسد وتقليلها ، وأنّها ترجّح خير الخيرين وشرّ الشّرّين ، وتحصيل أعظم المصلحَتين بتفويت أدناهما
وتدفع أعظم المفسدتَين باحتمال أدناهما "
انتهى من " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية ( 20 / 48 ) .
وبناء على هذا الأصل ، وبالنظر إلى واقع وسائل النقل في البلدان التي في نسائها تبرج فهذا السؤال له ثلاث حالات :
الحالة الأولى :
أن يكون وقوفك وتركك المكان للمتبرجة يحصّل مصلحة ويخفف من المفسدة ؛ ففي هذه الحالة ينبغي عليك أن تقوم وتترك لها مكانك .
مثل أن يكون أكثر الواقفين رجالا ، وبقاؤها واقفة في وسطهم فتنة لها ، ولباقي الركاب ، أو كل الركاب جالسين وهي واقفة وحدها ، وكل العيون ترمقها
فيكون وقوفها في هذه الحالات فيه زيادة في المنكر ، وهو تبرجها ، ثم يضاف إليه منكر آخر وهو نظر الناس إليها أو ملامستهم لها . فجلوسها فيه تخفيف للمنكر وتقليل له .
وكذا إذا كان ترك المكان لها فيه تأليف قلبها للالتزام ولا مفسدة في وقوفك ، ونحو هذه المصالح.
الحالة الثانية :
إذا كان وقوفك وترك المكان لها فيه مفسدة .
كأن يكون النساء هن أغلب الواقفين وفي وقوفك تعريض نفسك لملامستهن والنظر إليهن.
ففي هذه الحالة بقاء المرأة واقفة وسط النسوة هو الأصلح ، وعليك البقاء في مكانك .
وقد سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :
" أثناء ركوب الأتوبيس ، ويكون في معظم الأحيان مزدحما ازدحاما شديدا ، هل الأفضل أن أبقى جالسا - إذا تمكنت من الجلوس- عندما أجد عجوزا يريد الجلوس
أم أقوم ليجلس هو ( أو هي) مع ما يتسبب به القيام من (الحف) أو ملامسة النساء.
فأجابت : إذا كان الواقع كما ذكرت من أن قيامك ينشأ عنه مزاحمة النساء أو ملامستهن لك- فاستمر جالسا في مكانك ؛ محافظة على نفسك من أسباب الفتنة والوقوع في الشر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 26 / 341 ) .
الحالة الثالثة :
حالة استواء الأمرين وانتفاء أي مفسدة في وقوفك أو في جلوسك وكذا الحال بالنسبة لها ، فهنا الأمر واسع . ووقوفك من أجل أن تجلس هي : نوع من الشهامة والمروءة وحسن الخلق
وهذا ليس خاصا بالنساء ، بل وقوفك من أجل أن يجلس غيرك إحسان إلى الناس وخلق حسن .
وليس في قيامك من مكانك من أجل أن تجلس فيه امرأة متبرجة إعانة على المعصية ، ولا إقرار لمنكرها ، لأن الناس في العادة يتركون المكان للمرأة لكونها امرأة
بغض النظر عن كونها متحجبة أو متبرجة ، كما يتركون المكان للضعفة من الناس ، كالمسن والمريض ونحو ذلك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:42
ما حكم لبس إسورة تقيس نشاط الجسم عند ممارسة الرياضة ؟
السؤال:
هل يجوز وضع أسورة "سوني" (SmartBand) على المعصم والتي تراقب أنشطة الجسم وكم مسافة قطعها المرء مشياً أو جرياً خلال اليوم؟
إنها تكنولوجيا جديدة
والمأخذ الوحيد فيها أنها تُوضع على المعصم كالأسورة ، فلا أدري ما الحكم هنا، وأرجو التوضيح ؟
الجواب :
الحمد لله
الأساور التي يحرم على الرجال لبسها هي أساور الزينة ؛ لأن التزين بمثل هذا من خواص النساء
أما الأساور التي تُلبس للحاجة ، أو لمقصد مباح ، ليس منه الزينة : فلا حرج على الرجل في لبسها ، ولا يوجد في النصوص الشرعية ما يمنع من ذلك .
والإسورة المذكورة هي من هذا النوع الأخير ، فهي تقنية حديثة يقصد منها بعض المصالح الدنيوية المباحة ، كقياس نشاط الجسم والمسافة التي قطعها مشياً أو جرياً وعدد السعرات التي حرقها
وعدد ساعات النوم .... إلخ
فهي أشبه ما تكون بالساعة التي يلبسها الرجل في يده لمعرفة الوقت ، ولم يمنع منها أحد من أهل العلم ؛ لأنها وإن كانت على شكل السوار إلا أنها لا تلبس بقصد الزينة ، ولا مما تختص به النساء .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:47
حكم الاحتفال بـــ (اليوم الثقافي) الذي تقيمه إحدى الجامعات بشكل سنوي
السؤال:
هل يجوز الاحتفال باليوم الثقافي الذي تقيمه الجامعة بشكل سنوي حيث يقوم الطلاب فيه من مختلف الدول بعرض ثقافات بلدانهم والتعريف بها؟
الجواب :
الحمد لله :
المناسبات والاحتفالات الزمانية التي تتكرر في كل عام ، لها حالان :
الأولى : أن يكون اليوم الذي تم تحديده للاحتفال به مقصوداً لذاته ، تعظيماً وتخصيصاً له عن سائر الأيام ، فمثل هذا يدخل في مضاهاة الأعياد الشرعية
سواء خصه بشيء من العبادات أم من العادات ؛ لأن المقصود منه تعظيم هذا اليوم ، فيدخل في معنى العيد ؛ لأن " الْعِيد اسْمٌ لِيَوْمٍ يَعُودُ كُلَّ سَنَةٍ، ذِكْرَى لِنِعْمَةٍ ، أَوْ حَادِثَةٍ وَقَعَتْ فِيهِ ، لِلشُّكْرِ ، أَوْ لِلِاعْتِبَارِ".
انتهى من "التحرير والتنوير" (7/108) .
ويدخل في هذا: الاحتفال بيوم المولد النبوي ، والإسراء والمعراج ، والهجرة النبوية... الخ
والأعياد شريعة من الشرائع يجب فيها الاتباع ، ويحرم الابتداع ، وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم وقائع وفتوح في أيام متعددة ، كبدر والخندق وحنين والفتح والهجرة
ولم يشرع اتخاذ شيء من هذه الوقائع عيداً ، مما يدل على أنه لا يُعظَّم يوم يعتاد إلا ما كان مشروعاً .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية
: " فأما اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع أو الشهور أو الأعوام ، غير الاجتماعات المشروعة ، فإن ذلك يضاهي الاجتماع للصلوات الخمس ، وللجمعة ، وللعيدين وللحج ، وذلك هو المبتدَع المحدث"
انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم" (2/140).
وفي "الدرر السنية" (5/63) :
" فلو ساغ تعظيم زمان من الأزمنة التي لم يدل على تعظيمها الشرع ، وجعلُه عيداً ؛ لساغ تعظيم ليلة الإسراء ، ويوم بدر ، ويوم الفتح ، وجعلها أعياداً ؛ لما حصل في تلك الأزمنة من الخير الكثير
وإعلاء كلمة الله تعالى ، وتشريف رسول الله صلى الله عليه وسلم". انتهى
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة" (3/88) :
" ما كان من ذلك مقصوداً به التنسك والتقرب ، أو التعظيم كسباً للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية ، أو نحوهم من طوائف الكفار : فهو بدعة محدثة ممنوعة
داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم.
مثال ذلك : الاحتفال بعيد المولد ، وعيد الأم ، والعيد الوطني ؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، ولما في ذلك من التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولما في الثاني والثالث من التشبه بالكفار". انتهى
الثانية : أن لا يكون اليوم الذي تم تخصيصه مقصودا بالتعظيم والتمييز لذاته ، وإنما تم اختياره لأمر تنسيقي وتنظيمي ، لا يقصد بالاجتماع فيه التقرب إلى الله
وإنما المقصود العمل المباح الذي يتم فيه ، كالتوعية بأهمية أمر ما ، كأسبوع المرور ، والشجرة ، ويوم الصحة ، واللغة ، ونحو ذلك
أو التحذير من مخاطر أمر ما ، كالتدخين والمخدرات ونحوها؛ فمثل هذه لا تعد من الأعياد المبتدعة .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/89) :
" وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلاً ، لمصلحة الأمة ، وضبط أمورها ؛ كأسبوع المرور، وتنظيم مواعيد الدراسة ، والاجتماع بالموظفين للعمل ، ونحو ذلك مما لا يفضي به إلى التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة
فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) ، فلا حرج فيه، بل يكون مشروعا ". انتهى
وقال الشيخ ابن عثيمين : " وأما أسبوع الشجرة : فلا بأس به"
انتهى من "الكنز الثمين" (ص: 172).
وقال الدكتور عبد الله بن سليمان آل مهنا : " يُفَرَّق بين اليوم الذي يُحدد لعمل معين ، ولو تكرر ، وبين اليوم الذي يحدد ويتكرر لذات اليوم ، فيكون مقصوداً لذاته ، تعظيماً له وتمييزاً له عن غيره.
فالأول ليس تمييز اليوم وتخصيصه مقصوداً ، وإنما المقصود منه جعله ظرف زمانٍ لعملٍ معيَّنٍ ، كبداية دراسة أو اختبار أو اجتماع ونحو ذلك ، ولا يلتفت إليه لمعنىً آخر .
أما اليوم الثاني ، فإنه مقصود لذاته ، لحدث قد حصل فيه ، أو لأي سبب آخر ، يعظم ذلك اليوم ويميزه عن الأيام الأخرى ، فانتظاره كل عام ، والاهتمام به بما يقام فيه من أعمال : يدل على أنه المقصود لذاته .
ومن المعلوم أنه لا يجوز هذا التخصيص إلا بدليل شرعي ، فالأعياد التي تنتظر ويكون فيها اجتماع وأعمال هي الأعياد المشروعة : الفطر والأضحى ، وأيام التشريق ، ويوم الجمعة في الأسبوع.
فإذا أضفنا أياما أخرى ... ضارعنا بذلك الأعياد الشرعية ، وزاحمناها ، وخصصنا أزمنة بتعظيم دون مخصص شرعي "
انتهى من " الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها " صـ: 239.
وبناء على ما سبق : فلا حرج من الاحتفال بـ"اليوم الثقافي" الذي تقيمه الجامعات ، وليس هذا من الأعياد المحدثة التي لا يجوز إحداثها ؛ لأنه لا يتضمن تعظيماً لليوم
ولا تخصيصاً له ، وإنما هو من باب التنظيم والترتيب
. والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:52
حكم بناء البيوت في اتجاه القبلة
السؤال:
هل يُكره بناء البيت باتجاه القبلة ؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج في بناء البيت بحيث تكون واجهته باتجاه القبلة ؛ لأن الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل بالمنع
ولا نعلم دليلا ينهى عن ذلك , لكن قام الدليل على النهي عن استقبال القبلة عند قضاء الحاجة
"الأحاديث الصحيحة في النهي عن استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة كثيرة تدل على تحريم استقبال القبلة واستدبارها عند قضاء الحاجة ببول أو غائط ، وهذا في الصحراء أمر واضح
وهو الحق ؛ لأن الأحاديث صريحة في ذلك ، فلا ينبغي ولا يجوز أبداً استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء ببول أو غائط .
أما في البنيان فاختلف العلماء في ذلك أكثر ، فقال بعضهم : يجوز في البناء ؛ لأنه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه في بيت حفصة قضى حاجته مستقبل الشام مستدبر الكعبة
كما رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قالوا : هذا يدل على أنه لا بأس باستقبالها واستدبارها في البناء
لأن الإنسان مستور بالأبنية ، والأصل أنه يفعل ذلك للتشريع ويُتأسى به عليه الصلاة والسلام في أفعاله ، فلما فعل ذلك دل على جوازه
لأنه قضى حاجته على لبنتين مستقبل الشام مستدبر الكعبة ، هذا يدل على جوازه في البناء .
وقال آخرون : هذا لعله خاص به صلى الله عليه وسلم لأنه فعله في البيت ولم يشتهر ولم يفعله في الصحراء فيدل على أنه خاص به ، وأنه يجب على المسلمين عدم الاستقبال وعدم الاستدبار حتى في البناء
عملاً بالأحاديث العامة التي فيها التعميم وعدم التخصيص ، وهذا قول أظهر أنه ينبغي عدم الاستقبال وعدم الاستدبار مطلقاً في البناء والصحراء .
لكن كونه محرماً في البناء محل نظر ؛ لأن الأصل عدم التخصيص به صلى الله عليه وسلم ، لكن يحتمل أن يكون هذا قبل النهي ، ويحتمل أنه خاص به عليه الصلاة والسلام
فلهذا لا يكون التحريم فيه مثل التحريم في الصحراء ، فالأولى للمؤمن ألا يستقبل في الصحراء ولا في البناء ، ولا يستدبر .
لكن في البناء أسهل وأيسر ، ولا سيما عند عدم تيسر ذلك لوجود المراحيض الكثيرة إلى القبلة ، فحين إذن يكون الإنسان معذوراً لأمرين :
الأمر الأول : وجود المراحيض التي إلى القبلة ويشق عليه الانحراف عنها .
الأمر الثاني : ما عرفت من حديث ابن عمر في استقبال النبي صلى الله عليه وسلم للشام واستدباره الكعبة في قضاء حاجته في بيت حفصة ، هذا يدل على الجواز
والأصل عدم التخصيص له صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فيكون الفعل جائزاً مع أن الأولى ترك ذلك في البناء ، ويكون في الصحراء محرماً لعدم ما يخص ذلك
هذا هو الأقرب في هذه المسألة . والله جل وعلا أعلم" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/574 ، 575) .
ومما ذكر في تلك الفتوى يُعلم أن الأوْلى والأفضل جعل جهة دورات المياه في البيوت في غير اتجاه القبلة بحيث يكون من يقضي حاجته فيها لا يستقبل القبلة.
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:56
هل يجوز عدم الاحتفال بالعيد ؛ حزنا لما يصيب المسلمين في فلسطين وغيرها؟
السؤال:
نعلم أن القتل اليوم مستشر في أرض فلسطين ، وأمّا بقية المسلمين في العالم فبين حزين وعاجز عن المساعدة
وسؤالي ما إن كان يجوز للمسلمين عدم الاحتفال بالعيد بسبب ما يحدث من مآسي في فلسطين خصوصاً إن كان المسلم يشعر بالحزن والأسى بسبب ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله
لم تشرع أعياد المسلمين لمجرد الفرح واللعب والتزاور ، ولكنها من شعائر الدين وعباداته ، فالسنة فيها أن يظهرها المسلمون ويعلنوا بها .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ، ومن أظهر ما لها من الشعائر " .
انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم" (1/ 528) .
ولذلك تجد كل دين ، وكل مذهب : له أعياد يهتم بها أتباعه ، ويظهرونها : لأنها جزء هام من دينهم .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" إِظْهَار السُّرُورِ فِي الْأَعْيَادِ مِنْ شِعَارِ الدِّينِ "
انتهى من " فتح الباري" (2/ 443) .
إذن ، فإظهار السرور في العيد هو من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله .
وقد روى أحمد (24334) عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ – يعني يوم أن لعب الحبشة في المسجد : ( لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً
إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ )" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (3219) .
ثم إنه لا تعارض بين إظهار الفرح بالعيد ، والتألم على ما أصاب المسلمين ، والحزن على حالهم ؛ فإن المسلم يظهر فرحه بالعيد ، إظهارا لدينه ، وإعلاء لشأنه ، وهو مع ذلك يحزن لأحزان المسلمين .
فينبغي أن يجمع المسلم بين الأمرين : يظهر شعائر الدين وعباداته ، كصلاة العيد وإظهار شيء من الفرح والسرور به ، وفي الوقت ذاته يحزن لما أصاب إخوانه ويتألم لآلامهم .
ولاشك أن المسلم كلما كان أكثر شعورا وإحساسا بآلام إخوانه المسلمين ، قل توسعه في مباحات اللهو واللعب ، وإن أفسح لنفسه حاجتها وطلبتها من النافع من مظاهر الفرح بالعيد ، وشكر نعمة الله عليه .
وراجع إجابة السؤال القادم للتعرف على ما يجب علينا فعله تجاه مذابح المسلمين في بلاد العالم .
وراجع إجابة السؤال بعد القادم لمعرفة كيفية مواساة إخواننا المصابين ؟
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 01:58
ماذا نفعل لمذابح المسلمين في فلسطين والعالم
السؤال
ما هو موقفنا مما يحدث الآن من المذابح للمسلمين في فلسطين وفي أنحاء أخرى في العالم ، من تخريب بيوت وجرف مزارع وقتل أطفال وحبس الجرحى في الشوارع
وقصف البيوت ومنع الناس من شراء ما يحتاجونه من الطعام والشراب من قبل اليهود وغيرهم ، ماذا يمكنني كمسلم أن أفعل ؟
الجواب
الحمد لله
1- عليكم بالدعاء ، ومنه : القنوت في الصلاة . والدعاء من أعظم الأسباب التي ينصر الله بها المؤمنين على عدوهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ)
رواه البخاري (2896)، ولفظ النسائي (3178) : (إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا : بِدَعْوَتِهِمْ ، وَصَلَاتِهِمْ ، وَإِخْلَاصِهِمْ) وصححه الألباني في صحيح النسائي .
2- جمع الصدقات وإيصالها عن طريق الثقات .
3- مناصرة المستضعفين بكل الطرق ومنها وسائل الإعلام المتنوعة ، بإيضاح الحقائق وإيقاف العالم على صور الظلم والعدوان التي تمارس ضد أهل فلسطين ، وغيرهم من المسلمين .
4- استثارة واستنهاض همم العلماء والدعاة والخطباء والكُتَّاب لبيان الظلم الواقع ، والتقصير في رفعه ، وتجييش الأمة للدفاع عن المقدسات .
5- محاسبة النفس على التقصير في الغزو ، وفي نيته عند العجز عنه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ ) رواه مسلم (3533) .
6- تربية الأبناء على عداوة اليهود وأعداء الدين ووجوب جهادهم عند القدرة .
7- الأخذ بجميع أسباب إعداد القوة المادية والمعنوية استعداداً لملاقاة العدو ، قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال/60 .
8- تذكير النفس والناس بفضل الشهادة في سبيل الله والإلمام بأحكام الجهاد ، وترك التعلق بالدنيا .
9- الاستفادة من شبكة الإنترنت في مواجهة اليهود إعلامياً وثقافياً بإنشاء المواقع التي تبين جرائمهم وتكشف زيفهم ، والمشاركة في المواقع الحوارية التي يبثون فيها أفكارهم لدحضها وبيان باطلها ، إلى غير ذلك من صور المواجهة .
10- مراسلة الجمعيات الحقوقية العالمية والمنظمات الدولية بأنواعها ، وإيقافهم على الجرائم التي يرتكبها اليهود في فلسطين ، والمطالبة بمحاكمة من يقف وراءها .
11- على المسلمين المقيمين في الدول الغربية أن يطالبوا تلك الحكومات أن يكون لها دور إيجابي تجاه هذه الأزمات ، والضغط عليها نحو العدالة والإنصاف .
12- المطالبة بتفعيل دور المؤسسات والجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي بقوة ، لكي تنشط في إغاثة إخواننا ، وإيصال المساعدات إليهم .
13- على المسلم أن يعمل على تحريك المجتمع من حوله للتفاعل مع الأحداث ، وحث الناس على أن يقدم كل واحد منهم ما يستطيع أن يقدمه .
14- التأكيد على أن القضية قضية إسلامية ، يتحمل مسؤوليتها جميع المسلمين ، حكومات وشعوباً ، ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ، ولا العرب ، بل هي قضية المسلمين جميعاً .
15- الحديث عن التطبيع وخطورته ، وبيان أضرار ذلك على الدول التي بدأت به ، لعلهم يتوبون ويرجعون ، ويَحْذَرُ غيرُهم .
16- التواصل مع الإعلاميين الشرفاء ـ من العرب وغيرهم ـ وحثهم على الكتابة وتقديم البرامج التي تدفع الرأي العام والحكومات إلى التعامل مع هذه الأزمات بشيء من العدل ، والوقوف مع المظلوم .
نسأل الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته.
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 02:01
كيف نواسي إخواننا المحتاجين والمصابين
السؤال :
ما هو واجبنا تجاه إخواننا المسلمين الذين أُصيبوا بالمصائب والنكبات في أنحاء العالم.
الجواب :
لحمد لله
قال الله تعالى : ( إنما المؤمنون إخوة ) وقال يصفهم : ( أشداء على الكفار رحماء بينهم )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ ) رواه الإمام أحمد
وقد لخّص ابن القيم رحمه الله
أنواع مواساة المؤمن لأخيه المؤمن تلخيصا جيدا فقال : المواساة للمؤمن أنواع : مواساة بالمال ومواساة بالجاه ومواساة بالبدن والخدمة ومواساة بالنصيحة والإرشاد ومواساة بالدعاء والاستغفار لهم
ومواساة بالتوجّع لهم ، وعلى قدر الإيمان تكون هذه المواساة فكلما ضعف الإيمان ضعفت المواساة وكلما قوي قويت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعظم الناس مواساة لأصحابه بذلك كله فلأتباعه من المواساة بحسب اتباعهم له .
الفوائد 1/171
كان الخليل بن أحمد يمشي مع صاحب له فانقطعت نعل صاحبه فحملها ومشى حافيا فخلع الخليل نعليه فحملهما ومشى حافيا فسأله صاحبه عن فعله ذلك ؟ فقال : أواسيك في الحفاء .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 02:07
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس على كرسي ؟
السؤال:
هل ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جلس على كرسيٍ ؟
الجواب :
الحمد لله
كان حال النبي صلى الله عليه وسلم على الغاية في التواضع للخلق ، والعبودية لله رب العالمين ، روى أحمد (7160) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ
فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ ، فَقَالَ جِبْرِيلُ : ( إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ ، قَبْلَ السَّاعَةِ )، فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ : ( يَا مُحَمَّدُ ، أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ : أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ
أَوْ عَبْدًا رَسُولًا ؟ ) ،، قَالَ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ. قَالَ: ( بَلْ عَبْدًا رَسُولًا ) " .
قال محققو مسند أحمد : " إسناده صحيح على شرط الشيخين " .
وكان يجلس على الأرض ، ويأكل على الأرض .
روى الطبراني في " الكبير" (12494) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ
وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ ، [أي : يمسكها ليحلبها] وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْمَمْلُوكِ عَلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ ) وصححه الألباني في " الصحيحة " (2125) .
وروى البغوي في " شرح السنة " (11/ 287)
عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ: " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كُلْ ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ، مُتَّكِئًا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكَ ، فَأَصْغَى بِرَأْسِهِ حَتَّى كَادَ أَنْ تُصِيبَ جَبْهَتُهُ الأَرْضَ ، قَالَ: (لَا ، بَلْ آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ
وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (544) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" كان صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض تارة ، وعلى الحصير تارة، وعلى البساط تارة "
انتهى من "إغاثة اللهفان" (1/ 126) .
فهذا كان غالب حاله صلى الله عليه وسلم .
وكان ربما احتاج إلى أن يُسمع الناس كلامه ، ويبلغهم جميعا ، فيدعو بكرسي فيجلس عليه ، ويعلم الناس .
روى مسلم (876) عن أبي رِفَاعَةَ قال : " انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، رَجُلٌ غَرِيبٌ ، جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ ، لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ
قَالَ: فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ ، حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا
قَالَ: فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ، فَأَتَمَّ آخِرَهَا " .
قال النووي رحمه الله :
" وَقُعُودُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْكُرْسِيِّ لِيَسْمَعَ الْبَاقُونَ كَلَامَهُ وَيَرَوْا شخصه الكريم " انتهى .
وقد ثبت عن أصحابه رضي الله عنهم أنهم جلسوا على الكراسي والأسِرَّة :
فروى البخاري (1594) عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: " جَلَسْتُ مَعَ شَيْبَةَ عَلَى الكُرْسِيِّ فِي الكَعْبَةِ ، فَقَالَ: " لَقَدْ جَلَسَ هَذَا المَجْلِسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " ، وشيبة هو ابن عثمان بن أبي طلحة (صحابي) رضي الله عنه .
وروى أبو داود (113) عن عَبْد خَيْرٍ قال : " رَأَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أُتِيَ بِكُرْسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيْهِ ........إلخ الحديث " وصححه الألباني في "صحيح أبي داود "
وروى البخاري (7266) عَنْ أَبِي جَمْرَةَ ، قَالَ : " كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُقْعِدُنِي عَلَى سَرِيرِهِ ".
فالجلوس على الكرسي لا حرج فيه ، فإن احتاج الإنسان إلى الجلوس عليه لتعليم الناس وإسماعهم : فهو مستحب ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 02:12
مَشْيُ الرجل قابضا بإحدى يديه على الأخرى خلف ظهره .
السؤال :
هل هناك أي مانع في أن يمشي الرجل قابضا يديه خلف ظهره ؟
الجواب :
الحمد لله
مَشْي الرجل قابضا بإحدى يديه على الأخرى خلف ظهره لا حرج فيه ، ومثل هذا من أمور العادات ، والأصل في العادات الإباحة ، حتى يقوم دليل على المنع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الْأَصْلُ فِي الْعَادَاتِ لَا يُحْظَرُ مِنْهَا إلَّا مَا حَظَرَهُ اللَّهُ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/ 196) .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" الأصل في العادات الإباحة إلا ما ورد عن الشارع تحريمه ؛ لأن الله خلق لنا جميع ما على الأرض لننتفع به بجميع أنواع الانتفاعات ، إلا ما حرمه الشارع علينا "
انتهى من " رسالة في أصول الفقه " (ص 105-106) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الأصل فيما يعتاده الناس الحل ، حتى يقوم دليلٌ على المنع " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (16/ 2) بترقيم الشاملة .
وانظر إجابة السؤال القادم
لكن إذا كانت هذه المشية مما يعاب من أصحاب المروءات والهيئات المحترمة بين الناس ، في بلد معين أو زمان معين : فالمشروع أن يراعى في ذلك عرف الناس ، ويترك مثل هذه المشية
ليس لأنها محرمة في الشرع ؛ بل صيانة للمروءة ، وصيانة للنفس عن القيل والقال ، وملابسة ما يخل بالمروءة والهيئات المحترمة .
قال ابْنُ الْمُبَارَكِ : " قِيلَ لِلْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ : بِأَيِّ شَيْءٍ سَوَّدَكَ قَوْمُكَ؟ قَالَ: لَوْ عَابَ النَّاسُ الْمَاءَ ، لَمْ أَشْرَبْهُ " انتهى من " تاريخ أبي زرعة الدمشقي" (ص 669) .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله :
وَاللَّهِ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ الْمَاءَ الْبَارِدَ يَثْلِمُ مِنْ مُرُوءَتِي شَيْئًا مَا شَرِبْتُ إِلا حَارًّا " .
انتهى من " آداب الشافعي ومناقبه " (ص 64) .
راجع للفائدة إجابة السؤال بعد القادم
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله اخي الكريم
جزاك الله خيرا
*عبدالرحمن*
2018-09-12, 16:43
بارك الله اخي الكريم
جزاك الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
ما اجمل الاخوة في الله حين تكتمل
بحضورك المميز مثلك
ادام الله مرورك العطر
https://a.top4top.net/p_79572lht1.gif (https://up.top4top.net/)
بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله غني كل خير
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 04:47
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
كراهة تشبيك الأصابع إذا خرج إلى الصلاة حتى يصلي
السؤال
ما حكم تشبيك الأصابع إذا كان في المسجد ؟.
الجواب
الحمد لله
هذا من آداب الخروج إلى المسجد التي جاءت بها السنة : أنه لا يشبك يديه .
عن أَبي ثُمَامَةَ الْحَنَّاط أَنَّ كَعْبَ بْنَ عُجْرَةَ أَدْرَكَهُ وَهُوَ يُرِيدُ الْمَسْجِدَ أَدْرَكَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ قَالَ : فَوَجَدَنِي وَأَنَا مُشَبِّكٌ بِيَدَيَّ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ خَرَجَ عَامِدًا إِلَى الْمَسْجِدِ فَلا يُشَبِّكَنَّ يَدَيْهِ ، فَإِنَّهُ فِي صَلاةٍ ) رواه أبو داود (562) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
فهذا الحديث دليل على النهي عن تشبيك الأصابع حال المشي إلى المسجد للصلاة ؛ لأن هذا العامد إلى المسجد في حكم المصلي .
قال الخطابي رحمه الله : " تشبيك اليد هو إدخال الأصابع بعضها في بعض , والاشتباك بهما , وقد يفعله بعض الناس عبثاً , وبعضهم ليفرقع أصابعه عندما يجده من التمدد فيها ,
وربما قعد الإنسان فشبك بين أصابعه واحتبى بيديه , يريد به الاستراحة , وربما استجلب به النوم , فيكون ذلك سبباً لانتقاض طهره , فقيل لمن تطهر
وخرج متوجهاً إلى الصلاة : لا تشبك بين أصابعك ؛ لأن جميع ما ذكرناه من هذه الوجوه على اختلافها لا يلائم شيءٌ منها الصلاة ولا يشاكل حال المصلي "
انتهى من "معالم السنن" (1/295) .
وقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ذي اليدين في موضوع سجود السهو بلفظ : ( فَقَامَ إِلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّه غَضْبَانُ , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى , وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ....)
رواه البخاري (482) ومسلم (573) .
ولا منافاة بين هذا وما قبله ؛ لأن هذا التشبيك وقع بعد انقضاء الصلاة في ظنه صلى الله عليه وسلم , فهو في حكم المنصرف عن الصلاة , ويكون النهي خاصاً بالمصلى ؛ وبمن قصد المسجد ، لأن ذلك من العبث وعدم الخشوع .
قال الإمام البخاري رحمه الله : " بَاب تَشْبِيك الأَصَابِعِ فِي الْمَسْجِدِ وَغَيْرِهِ " وأورد أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه شبك بين أصابعه في المسجد وغيره ، منها حديث ذي اليدين المتقدم .
قال الحافظ ابن حجر عن الجمع بين هذه الأحاديث وأحاديث النهي :
" وَجَمَعَ الإِسْمَاعِيلِيّ بِأَنَّ النَّهْيَ مُقَيَّد بِمَا إِذَا كَانَ فِي الصَّلاةِ أَوْ قَاصِدًا لَهَا ، إِذْ مُنْتَظِر الصَّلاةِ فِي حُكْمِ الْمُصَلِّي . . ثم قال الحافظ : وَالرِّوَايَةُ الَّتِي فِيهَا النَّهْي عَنْ ذَلِكَ مَا دَامَ فِي الْمَسْجِدِ ضَعِيفَة كَمَا قَدَّمْنَا " انتهى .
"فتح الباري" (1/565) .
ومما يحسن التنبيه عليه أن من المصلين من يعبث بأصابعه يفرقعهما , وهذا عبث لا يليق بالمصلي , وهو دليل على عدم الخشوع , إذ لو خشع القلب لخشعت الجوارح وسكنت .
وعن شعبة مولى ابن عباس قال : صليت إلى جنب ابن عباس ففقَّعت أصابعي , فلما قضيت الصلاة قال : لا أمَّ لك ! تفقع أصابعك وأنت في الصلاة !
رواه ابن أبي شيبة (2/344) وقال الألباني في "إرواء الغليل" (2/99) : سنده حسن .
والخلاصة : أن تشبيك الأصابع مكروه لمن خرج إلى الصلاة , حتى يفرغ من الصلاة ، وأن الجالس في المسجد لا حرج عليه في تشبيك أصابعه إلا إ ذا كان ينتظر الصلاة ، فيكره له تشبيكها .
والله أعلم .
انظر : "أحكام حضور المساجد" للشيخ عبد الله بن صالح الفوزان (ص 67-68) .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 04:50
: الاحتفال بالزفاف وفق عادات وتقاليد البلد
السؤال :
سأتزوج العام المقبل بإذن الله تعالى وأريد أن يُقام عرسي وفقاً للسنة، ولكن هناك فعل درج النساء هـنا في باكستان على العمل به اثناء حفل الزفاف ولا أدري ما حكمه، فأريد منكم فتوى
. تُجلس العروس في وسط الغرفة ثم يقوم النساء الحاضرات، وهن من الأسرة والأقارب والأصدقاء، يقمن بالمرور عليها واحدة تلو الأخرى ويضعن على رأسها الزيت
والبعض الأخر يطعمنها بعض الحلويات، ثم في نهاية هذا كله يقمن بوضع الحناء على كفّيها. فأريد أن أعرف ما إذا كان هذا الفعل حراماً أم لا؟.
. أنا أعلم أن الحناء لا إشكال فيه، لكني أسأل عن طريقة الاحتفال نفسها.. هل فيها أي محذور شرعي؟
الجواب :
الحمد لله
العادات والأعراف التي تتابع عليها الناس ، كالاحتفال بالعرس على طريقة معينة وليس فيها ما يخالف الشرع ولا فيها تشبه بأعداء الإسلام، فالأصل فيها الإباحة ؛ ولا حرج فيها .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (29/216) :
" الأصل في اعتبار العادة ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال : (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن) . وفي كتب أصول الفقه ، وكتب القواعد ما يدل على أن العادة من المعتبر في الفقه، ومن ذلك:
أ- قولهم: العادة محكمة....إنما تعتبر العادة إذا اطردت أو غلبت. وقلما يوجد باب من أبواب الفقه ليس للعادة مدخل في أحكامه " انتهى.
وسئل علماء "اللجنة الدائمة للإفتاء" (22/270) :
ما حكم الأكل من المأكولات التي تعد في المناسبات والتقاليد ، مثل الأكل من أكلة الربيع التي نعدها بالسميد والغرس عند قدوم فصل الربيع ؟
فأجابوا :
"إن كانت هذه المأكولات لا ارتباط لها بأعياد ومناسبات بدعية ، وليس فيها مشابهة للكفار، وإنما هي عادات لتنويع الأكلات مع الفصول السنوية - فلا حرج في الأكل منها؛ لأن الأصل في العادات الإباحة " انتهى .
وسئلوا أيضاً (20/477 ) :
ما حكم عمل ولائم للمرأة بعد خروجها من فترة الحداد؟
فأجابوا :
"الولائم التي تعمل للمرأة بعد خروجها من عدة الوفاة، إن كانت من باب العادة وإكرام المرأة فلا بأس بها، وإن كانت من باب التدين واعتقاد أنها مشروعة، فإنها لا تجوز؛ لأنها بدعة " انتهى .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
عما اعتاده بعض الناس في البادية من قيام الزوجين بتوزيع هدايا من الثياب على الأقارب بعد عقد النكاح ، ثم يعطيهم الأقارب بدل ذلك شيئاً من المال .
فأجاب :
"لا أرى في هذا العمل بأساً؛ لأنه لا يشتمل على شيء محرم ، وإنما هي عادات ، والأصل في العادات الإباحة إلا ما دل الشرع على تحريمه" انتهى. من فتاوى "نور على الدرب"
فالحاصل : أن ما جاء في السؤال لا حرج فيه، إذا لم يكن فيه تشبه بأعداء الإسلام أو فيه مخالفة للشرع
.
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 04:55
مجالس الترويح المباح ، ينبغي أن تصان عن المنكرات الشرعية
السؤال:
نحن فئة من النساء ، ننظم فيما بيننا جلسات دعوية نتذاكر فيها كتاب الله وسنة رسوله ، ومؤخرا طرأت فكرة على الأخوات لتنظيم حفل للترفيه ، فعزمن على إقامته ، وبدأن في التحضير له
ولقد كنت من بين المعترضات على هذه الفكرة ، حيت رأيت أنها تحمل بين طياتها العديد من السلبيات ، والتي أحسبها نوعا من الانفلات من القيود الشرعية
وأود من فضيلتكم أن تخبروني إن كنت على حق أم لا فيما أرى ، والحفل هو بالمواصفات التالية :
* الحفل نسائي ولا اختلاط فيه وهو في هذا الجانب يواكب المواصفات الشرعية لكن :
1- ليس هناك دواعي لتنظيم هذا الحفل ، فلا توجد أي مناسبة تستدعي إقامته ، وكل ما في الأمر أن الأخوات أردن إقامة هذا الحفل للتسلية والترويح عن النفس كما يقولون ، وأشعر أن اختلاق مثل هذه الاحتفاليات دون سبب
يعتبر شكلا من أشكال الفراغ الإيماني ويجسد غيابا تاما لأي تضامن ولو معنوي ، كان من المفروض أن نستشعره تجاه إخوتنا في بعض الدول المجاورة ؛ لما يتعرضون له من مآسي وأحزان .
2- هذا الحفل ستظهر فيه النساء بكامل زينتهن ، فلن ترتدي الأخوات الحجاب وأخشى أن يكون فيه الكثير من الرياء والتفاخر بالثياب والزينة .
3- ستصرف في هذا الحفل أموال باهظة في كراء القاعة وإعداد أفخر الأطعمة واستقدام منشدات لتنشد الأناشيد الإسلامية ولكن بإيقاعات موسيقية
وهو ما أراه نوعا من الإسراف والتبذير ، وزيغا عن الضوابط الشرعية
4- تفرض مساهمة مالية باهظة شيئا ما على من ترغب في الحضور ، وفي هذا الأمر نوع من التعالي والتكبر وإقصاء لفئة منا لا تملك ثمنا للتذكرة
أو ربما هي أحوج لثمن التذكرة بدلا من أن تسرف في هذا العبث ، هذا في الوقت الذي تجمعنا في سائر الأيام جلسات مجانية لذكر الله لا يقصى فيها أحد .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
إظهار الفرح والسرور بالاحتفال بالمناسبات السعيدة كالنجاح وبناء البيت الجديد والإنجاب ونحو ذلك لا حرج فيه ، إذا سلم من المنكرات والمحاذير الشرعية
ومثل ذلك : الترفيه المباح بالاجتماع للطعام والتواد والتحادث لا حرج فيه أيضا ، من حيث الأصل .
أما إذا اشتمل هذا الاجتماع الترفيهي على منكرات ومخالفات شرعية - كما تذكر الأخت السائلة - من التباهي والتفاخر بالزينة والملابس ، والإسراف والتبذير في الإنفاق وإعداد الولائم والأطعمة
وإنشاد الأناشيد بمصاحبة الإيقاعات الموسيقية ، وفرض مساهمة مالية كبيرة على المشتركات : فما ذكر من هذا كله ، إذا كان واقعا حقيقة : فهو منكر ممنوع .
فإذا أمكن التفريق بين الأمرين : فيسمح بمثل هذا الاجتماع ، من أجل الترويح المباح ، وإدخال السرور على النفوس ، وتأليف من يعجبه مثل ذلك : على مجالس الصالحين ، وجذبه لمجالس الخير والمنفعة
مع ترك ما ذكر من المنكرات ، والاقتصاد في النفقة ، وتعاون أهل اليسار على تحمل نفقة زائدة ، بحيث يعفى أهل الإعسار منها ، أو تخفف عنهم المؤونة ، ونحو ذلك : فهو أمر حسن لا حرج فيه إن شاء الله .
وإما إن كان ما ذكر من المنكرات أمرا ملازما له ، بحيث لم يمكنكم إقامة هذا الاجتماع ، إلا على الصورة المذكورة : فلا يشرع حينئذ الوقوع في مثل هذه المنكرات ، من أجل أمر غايته أنه مباح في أصله .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:04
يستحب افتتاح الرسائل والمكاتبات بذكر الله تعالى
السؤال :
هل افتتاح الرسائل عند كتابتها بالثناء على الله تبارك وتعالى ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمر ضروري في كل الرسائل حتى لو لم تكن رسائل إسلامية ؛ كالرسائل التي توجه إلى المدراء ، أو المسئولين..الخ ؟
لعل في افتتاح الرسائل بمثل هذه الديباجة نوع من أنواع الدعوة الغير مباشرة ، لكن لا أدري مدى ملائمتها لشتى الظروف . وماذا عن بدء الخطابات بتلك الديباجة
هل هو أمر واجب عند الحديث في أي موضوع ، أم أنه خاص فقط بالخطابات الإسلامية ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
يستحب البداءة في الكتب والرسائل والمكاتبات المهمة ، بذكر الله تعالى .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (18/128-129) :
" ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الاِبْتِدَاءَ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى فِي الأْمُورِ الْمُهِمَّةِ مَنْدُوبٌ ؛ اقْتِدَاءً بِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَعَمَلاً بِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: (
كُل أَمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى فَهُوَ أَقْطَعُ )
[ والحديث ضعفه الألباني في " ضعيف الجامع " برقم 4216] فَيُسْتَحَبُّ الْبُدَاءَةُ بِالْحَمْدِ لِكُل مُصَنِّفٍ ، وَدَارِسٍ ، وَمُدَرِّسٍ ، وَخَطِيبٍ
وَخَاطِبٍ ، وَبَيْنَ يَدَيْ سَائِرِ الأْمُورِ الْمُهِمَّةِ ، قَال الشَّافِعِيُّ: أُحِبُّ أَنْ يُقَدِّمَ الْمَرْءُ بَيْنَ يَدَيْ خُطْبَتِهِ وَكُل أَمْرٍ طَلَبَهُ حَمْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَالثَّنَاءَ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالصَّلاَةَ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .....
.
وَفِي فَتْحِ الْبَارِي : أَنَّ الْبَسْمَلَةَ لِلْكُتُبِ وَالْوَثَائِقِ وَالرَّسَائِل ، كَمَا فِي كُتُبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلُوكِ وَمَا كَتَبَهُ فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ ، وَأَنَّ الْحَمْدَ لِلْخُطَبِ " انتهى .
وقال القرطبي رحمه الله :
" اتَّفَقُوا عَلَى كَتْبِ " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ " فِي أَوَّلِ الْكُتُبِ وَالرَّسَائِلِ " .
انتهى من " تفسير القرطبي " (13/ 193) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل ؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية
ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه ، وهكذا الجرائد وأشباهها ، لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات
ولا جعلها سفرة للطعام ، ولا ملفا للحاجات ؛ لما يكون فيها من ذكر الله عز وجل ، والإثم على من فعل ذلك ، أما الكاتب فليس عليه إثم " .
انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (5/ 427) .
ثانيا :
يشمل ذلك الحكم جميع الرسائل ذات الأمور المهمة ، سواء كانت دينية أو دنيوية ، ما لم تكن محرمة أو مكروهة .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (8/ 92):
" اتَّفَقَ أَكْثَرُ الْفُقَهَاءِ عَلَى أَنَّ التَّسْمِيَةَ مَشْرُوعَةٌ لِكُل أَمْرٍ ذِي بَالٍ ، عِبَادَةٍ أَوْ غَيْرِهَا " انتهى .
وهذا كله على سبيل الندب والاستحباب لا الوجوب .
ثالثا :
إذا ذكر في الرسالة أو غيرها مع البسملة الحمد والثناء على الله ، والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم ، فلا حرج عليه ، وقد سبق كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في ذلك
وقد تكون هناك مناسبة أو حاجة إلى الثناء على الله تعالى ببعض الأسماء الحسنى التي يفهم من كتبت إليه الرسالة المقصود منها .
روى ابن أبي حاتم في " تفسيره " (10/ 3263) عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ قَالَ: " كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ذُو بَأْسٍ ، وَكَانَ يَفِدُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَفَقَدَهُ عُمَرُ فَقَالَ : مَا فَعَلَ فَلَانُ بن فلان ؟
فقالوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يُتَابِعُ فِي هَذَا الشَّرَابِ [يعني : يشرب الخمر] قَالَ: فَدَعَا عُمَرُ كَاتِبَهُ فَقَالَ : اكْتُبْ " مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ إِلَى فُلانِ بْنِ فُلانٍ : سَلامُ عَلَيْكَ
فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلا هُوَ غَافِرُ الذَّنْبِ وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ ذِي الطّوْلِ لَا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِير " ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: " ادْعُوا اللَّهَ لِأَخِيكُمْ أَنْ يُقْبِلَ بِقَلْبِهِ
وَأَنْ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ " فَلَمَّا بَلَغَ الرَّجُلَ كِتَابُ عمر جعل يقرؤه ويردده ويقول : غَافِرُ الذَّنْبِ وَقَابِلُ التَّوْبِ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، قَدْ حَذَّرَنِي عُقُوبَتَهُ وَوَعَدَنِي أَنْ يَغْفِرَ لِي " .
وانظر : " تفسير ابن كثير" (7/116) .
وروى الطبراني في " الكبير" (4860) عن أَبِي الزِّنَادِ :
" أَنَّهُ أَخَذَ هَذِهِ الرِّسَالَةَ مِنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، لِعَبْدِ اللهِ مُعَاوِيَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ : سَلَامٌ عَلَيْكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللهِ ، فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، أَمَا بَعْدُ " فذكر الحديث .
وروى الخطيب في " الكفاية " (ص 340)
عن عُبَيْد اللَّهِ بْن مُعَاذٍ , قَالَ : " كَتَبَ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ , وَهُوَ قَاضِي الْكُوفَةِ إِلَى أَبِي وَهُوَ قَاضِي الْبَصْرَةِ : مِنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ إِلَى مُعَاذِ بْنِ مُعَاذٍ , سَلَامٌ عَلَيْكَ
, فَإِنِّي أَحْمَدُ إِلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ , وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ , أَمَّا بَعْدُ : أَصْلَحَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ , بِمَا أَصْلَحَ بِهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّهُ هُوَ أَصْلَحَهُمْ "
وعَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ : " أَنَّ مُكَاتَبَةَ الْمُسْلِمِينَ كَانَتْ :
" مِنْ فُلَانٍ إلَى فُلَانٍ سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَحْمَدُ إلَيْكَ اللَّهَ الَّذِي لَا إلَهَ إلَّا هُوَ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ " .
انتهى من " الآداب الشرعية " (1/ 388) .
والخلاصة :
أن افتتاح الرسائل بذكر الله تعالى والبسملة أمر مستحب مشروع ، فإن زاد على البسملة الثناء على الله ومدحه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم فلا بأس بذلك
وخاصة مع المصلحة والحاجة ، سواء في الأمور الدينية أو الدنيوية .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:07
هل يجوز إلقاء أوراق أو أكياس مكتوب عليها أسماء الصحابة في القمامة ؟
السؤال:
هل يجوز إلقاء أكياس أو أوراق مكتوب عليها أسماء الصحابة كعناوين فى القمامة أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
ينبغي تنزيه كلِّ اسمٍ معظَّمٍ ومحترمٍ بالشرع عن الامتهان ، كأن يُلقى في مزبلة أو صندوق قمامة ونحو ذلك .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (14/59) :
" يَجِبُ تَنْزِيهُ كُتُبِ التَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ عَنِ الاِمْتِهَانِ .
فَمَنْ أَلْقَى وَرَقَةً فِيهَا شَيْءٌ مِنْ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ ، أَوْ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ تَعَالَى ، أَوِ اسْمُ نَبِيٍّ ، أَوْ مَلَكٍ ، فِي نَجَاسَةٍ ، أَوْ لَطَّخَ ذَلِكَ بِنَجَسٍ - وَلَوْ مَعْفُوًّا عَنْهُ - حُكِمَ بِكُفْرِهِ ، إذَا قَامَتِ الدَّلاَلَةُ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ الإْهَانَةَ لِلشَّرْعِ " انتهى .
وقال أبو عبد الله الخرشي المالكي عند قول خليل : " كَإِلْقَاءِ مُصْحَفٍ بِقَذَرٍ " ، قال :
" مِثْلَ الْمُصْحَفِ : أَسْمَاءُ اللَّهِ ، وَأَسْمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ لِحُرْمَتِهَا " .
انتهى من " شرح مختصر خليل " للخرشي (8/63) .
وفي " حاشيتي قليوبي وعميرة " (4/177)
: " ( وَالْفِعْلُ الْمُكَفِّرُ : مَا تَعَمَّدَهُ اسْتِهْزَاءً صَرِيحًا ، كَإِلْقَاءِ مُصْحَفٍ بِقَاذُورَةٍ ) ، وَالْمُرَادُ بِالْمُصْحَفِ : مَا فِيهِ قُرْآنٌ ، وَمِثْلُهُ : الْحَدِيثُ وَكُلُّ عِلْمٍ شَرْعِيٍّ أَوْ مَا عَلَيْهِ اسْمٌ مُعَظَّمٌ " انتهى .
فكل اسم معظم شرعا له حرمة ، ينبغي مراعاتها .
ثانياً :
وأما إلقاء الأكياس والأوراق المكتوب عليها أسماء الصحابة في القمامة ، ففيه تفصيل :
1- إذا فعل ذلك بقصد الإهانة ، أو كراهةً للصحابة وبغضةً لهم ، أو كراهة لهذا الصحابي بالذات ، فمثل هذا لا شك في تحريمه ، لأنه فِعْلٌ يدل على عقيدة فاسدة ، فيحرم الاعتقاد والفعل الدال عليه جميعاً .
2- إذا لم يكن الإلقاء على سبيل الإهانة والبغض للصحابة : فلا يخلو الأمر من كراهة ؛ لأن أسماء الصحابة التي تدل عليهم هي أسماء محترمة بالشرع ينبغي صيانتها وتنزيهها عما لا يليق .
قال ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى : " الْغَالِبَ عَلَى بَعْضِ الصُّنَّاعِ فِي هَذَا الزَّمَانِ أَنَّهُمْ يَسْتَعْمِلُونَ الْوَرَقَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْرِفُوا مَا فِيهِ وَذَلِكَ لَا يَجُوزُ
لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ فِيهِ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ ، أَوْ حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْمَلَائِكَةِ أَوْ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَامُ .
وَمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ ، فَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ ، وَلَا امْتِهَانُهُ ؛ حُرْمَةً لَهُ وَتَعْظِيمًا لِقَدْرِهِ .
وَأَمَّا إنْ كَانَ فِيهِ أَسْمَاءُ الْعُلَمَاءِ أَوْ السَّلَفِ الصَّالِح - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ - أَوْ الْعُلُومُ الشَّرْعِيَّةُ فَيُكْرَهُ ذَلِكَ ، وَلَا يُبْلَغُ بِهِ دَرَجَةُ التَّحْرِيمِ كَاَلَّذِي قَبْلَهُ " .
انتهى من " المدخل " (4/89) .
وقد سألنا شيخنا عبد الرحمن البراك حفظه الله تعالى عن هذه المسألة ، فقال: " إذا لم يقصد الإهانة : فلا يحرم " انتهى .
مع التنبيه على أنه إذا اقترن باسم الصحابي ذكر الله تعالى ، أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، أو ذُكرت الترضية عليه ونحو ذلك : حرم إلقاؤه ، لحرمة ذكر الله وذكر رسوله صلى الله عليه وسلم .
3- وأما إن كان المكتوب على الأوراق والأكياس لا يدل على صحابي بعينه ، وإنما يدل على شخصٍ آخر يشترك معه في الاسم كرجل اسمه " عمر " أو " أبو بكر "
أو كان الاسم علَماً على شارع أو محل تجاري : فلا يشمله الحكم السابق ؛ لانتفاء معنى الإهانة أو الانتقاص في هذه الحال .
فالكراهة تتعلق بالأوراق التي يكتب فيها اسم أحد من الصحابة بما يفهم منه أنهم المعنيون بالذكر ، كـ " عمر بن الخطاب " و " الزبير بن العوام " و " عائشة بنت الصديق " ونحو ذلك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:09
حكم حياكة وبيع قطع قماشية تحتوي على عبارات تذكيرية لتعليقها في البيوت .
السؤال:
أعلم أن آيات القرآن الكريم لم توضع من أجل الزينة ، وإنما من أجل القراءة . لكن ماذا عن حكم حياكة بعض القطع القماشية التي تحوي بعض العبارات التذكيرية مثل " ليس الشديد بالصرعة
ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ، وأمثالها ؟ أرغب بتعليقها في البيت ، أو ببيعها في بعض المواقع الالكترونية
كي يستفيد منها الناس في الأغراض التعليمية سواءً لهم أو لأبنائهم ، أي أني أنوي جني ربح طفيف من وراءها .
فهل هذا جائز ؟
الجواب :
الحمد لله
لا حرج في كتابة اللوحات الزيتية ، أو صنع قطع القماش ونحو ذلك ، مما فيه أبيات شعرية ، أو فقرات من الحكم النافعة ، والكلام الحسن المتخير
ولا حرج ـ كذلك ـ في بيعها وشرائها ، ما دامت تخلو من المحاذير الشرعية ، مثل الكلام القبيح ، أو الصور المحرمة ، أو نحو ذلك .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ... أما تعليق بعض الحِكَم على الجدران فهذا لا بأس به ولا حرج فيه " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 5/2 نسخة الشاملة ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:16
موقفنا من أب يريد أن تسافر الأسرة لدول سياحية والأم ترفض ذلك
السؤال :
يضغط الأولاد كثيراً على الوالدين للسفر إلى الخارج كما يفعل الكثير من الأقارب ، وقد يلين الوالد لرغبتهم ، وترفض الأم ؛ خشية على أولادها وبناتها المراهقين من الفتن
لأن كثيراً من الدول التي الإسلامية والعربية تنتشر فيها المعاصي بأنواعها ، والمشكلة : أن الأبناء قد زهدوا في السفر إلى مكة والسياحة الداخلية ، ويقولون لوالديهم : مللنا ولن نسافر معكم
سافروا واتركونا عند الجدة أو الأخوال . الوالد يحمِّل الأم مسؤولية الموقف ، ويتهمها بالغيرة ، والأم تخشى على أبنائها ، وتخشى أن تكون سبباً في ردة فعل معاكسة يكرهون بسببها التدين
أو أن ينفلتوا بعد أن يكبروا في السفر لوحدهم ، وخاصة أنهم يقولون لها : قد كنتِ تسافرين مع أهلك فلم تحرميننا من السفر ؟ فهل تطيعهم مع الالتزام بالقدر الممكن من المحافظة ؟ أم تصر على موقفها ؟
الجواب :
الحمد لله
قد أحسنت الأم غاية الإحسان في رأيها وموقفها في حفظ أولادها ذكوراً وإناثاً من التلوث بأدواء الفساد والاختلاط والعري الموجود – وللأسف – بكثرة في كثير من الدول الإسلامية التي تُقصد للسياحة .
والأولى أن يكون الأب بصفها ويتخذ الموقف نفسه ؛ حتى لا يكون تضاد في العملية التربوية لأولادهم ، وحتى لا يتخذ أولئك الأولاد موقفاً سلبيّاً من والدتهم بتأييد من والدهم .
ويمكن أن يتم إقناع الأولاد بالخطر العظيم الموجود في الدول التي تُقصد للسياحة ، ويُبيَّن لهم أن من الواجبات الشرعية الملقاة على عاتق والديهم :
حفظهم من الشر والمكر والكيد والفساد الذي يُدار من دوائر الفساد تجاه الأسرة المسلمة ؛ لتفكيك أوصالها ، ولتشتيت شملها ، بالتجرؤ على سلطة الوالد ، وبالاحتقار للعفاف والمروءة التي تدعو إليها الأمهات الفضليات .
وقد وسَّع الله على المسلمين في بلادهم بأن حباهم أماكن جميلة يمكن للأسرة المحافظة أن تقصدها من غير أن ترى ما يؤذي سمعها وبصرها ، وهي متنوعة ما بين جبال شاهقة ، وأراضٍ خصباء ، وأجواء ذات طقس معتدل .
وعلى رأس ذلك كله : يمكنكم قصد الديار المقدسة في مكة المكرمة ، أو المدينة النبوية ، بكل يسر وسهولة.
ولا ينبغي للأسرة المسلمة أن تجعل السفر جزء من حياتها
وليُعوَّد الأولاد على استغلال فرص العطلة بالاشتراك في برامج نافعة ، أو دراسة مباحة .
ونحن لا نستطيع أن نحرِّم ما أحل الله ، ولا أن نضيِّق واسعاً على أحد ، لكن كل عاقل يرى ما وصلت إليه أحوال المسلمين في بلدانهم
: لا يشك لحظة أن الواجب على القائمين على تربية أولادهم أن يحتاطوا في حفظ الأمانة التي أوكلهم الله بحفظها .
وها نحن نرى الفساد قد وصل إلى البيوت المغلقة الحصينة من خلال المدارس والقنوات والمجلات والجيران والأقرباء ، فكيف مع كل هذا يكون التساهل في الذهاب إلى أماكن المنكر والفساد بأرجلنا وبتمويل من أموالنا ؟! .
وليكن في ضرب الأمثلة للأولاد نصيب في إقناعهم بالعدول عن فكرة السفر لتلك الأماكن في تلك الدول السياحية ، وذلك بذكر وقائع حقيقية لمن رجع بمرض الأيدز
ومن رجع جثة هامدة بسبب جرعة مخدرات أو شرب خمر ، ومن رجعت وقد فقدت شرفها ، أو تعلقت برجل في تلك الديار فتركت أهلها من أجله ، ومن رجع تاركاً للصلاة
وهكذا في سلسلة من المنكرات والفساد مما لا يمكن إحصاؤه بسهولة ، ولا يعني رجوع بعض الأسر سالمة من الشر والفساد أن يكون هذا هو الأصل ، لا
بل هذا من حفظ الله لهم ، وأما هم فقد فعلوا من الأسباب ما يكسبهم به الآثام ويجر عليهم الويلات .
وقد أمرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن ننأى عن الفتن وأماكنها ، وأن لا يغتر الإنسان بما عنده من إيمان ويقين ؛ فإن الفتن الآن والشهوات أقوى من أن يتحداها المسلم الضعيف
وها هم المتساقطون على الطريق قد كثروا ومنهم من رجع لصوابه فاهتدى ومنهم من ظلَّ على ضلاله فهلك .
عن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ).
رواه أبو داود ( 4319 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال ابن الجوزي - رحمه الله - :
واحذر - رحمك الله - أن تتعرض لسبب لبلاء ، فبعيد أن يسلم مقارب الفتنة منها ، وكما أن الحذر مقرون بالنجاة : فالتعرض للفتنة مقرون بالعطَب
وندر من يسلم من الفتنة مع مقاربتها على أنه لا يسلم من تفكر ، وتصور ، وهمٍّ . "
انتهى من " ذم الهوى " ( ص 126 ) .
وقال ابن القيم – رحمه الله - :
" فما استُعين على التخلص من الشرِّ بمثل البُعد عن أسبابه ومظانِّه .
وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها إلا حاذق ، وهي : أن يُظهر له في مظانِّ الشرّ بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه : ألقاه في الشبكة "
انتهى من " عدة الصابرين " ( ص 50 ) .
وختاماً :
لا بد من التأكيد على ضرورة تأييد الأب لزوجته في موقفها ، وبما أن الأولاد قد رضوا بأن يبقوا عند جدتهم أو أخوالهم فهذا يعني أنهم أهل خير وطاعة
فيستثمر هذا الأمر فيهم ، ويوجهون إلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم في العطل المدرسية .
وقد يكون إصراركم على عدم السفر لتلك البلدان مما يجعلهم يغيرون رأيهم فيقتنعون بالسياحة الداخلية ، وبالذهاب للحرمين
وهي نعمة لو يعلمون كم من الملايين يتمنونها وتحترق قلوبهم عندما يرون الصلاة تنقل على الهواء مباشرة من هناك : لكان ذلك مما يجعلهم يغيرون نظرتهم وفكرهم حول السفر لتلك البقاع الطاهرة المقدسة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:20
طبيبة تتأذى من المواصلات العامة فهل تقود السيارة بنفسها ؟
السؤال :
أنا فتاة بنجلادشية غير متزوجة ، وعندي سيارة أجد نفسي مضطرة للتنقل بها من حين لأخر داخل المدينة ، ويقوم بقيادتها أحد السائقين ، وأسئلتي هي :
- هل يجوز لي التنقل بها مسافات غير بعيدة داخل المدينة برفقة هذا السائق ، والذي هو بالطبع غير محرم لي؟ فأبي منشغل طيلة الوقت ، وأخي يعيش في بلد آخر ، وأمّي منشغلة بأمورها
وإذا لم أستخدم سيارتي فمعنى هذا أني سألجأ إلى استخدام الحافلات العامة ، وهي من السوء - هنا في بنجلادش - بما لا يعلمه إلا من جرّب ورأى ، وفيها عرضة للاختلاط وربما الاغتصاب ..الخ .
- هل يجوز لي استخدام الحافلات العامة إذا تعطلت سيارتي لسبب أو لآخر أو إذا قام أحد من أفراد عائلتي باستخدام سيارتي ؟
- هل هناك مشكلة في أن أتعلم قيادة السيارة ، وأتولى تلك المهمة بنفسي وأتخلص من كل الملابسات المتعلقة بهذا الموضوع ؟
- وهل يجوز للمرأة أن تقود السيارة ؟
الجواب :
الحمد لله
إذا احتاجت المرأة إلى الخروج ، ولم تجد من يقوم بتوصيلها من محارمها ، ودار الأمر بين أن تقود السيارة بنفسها أو في خلوة مع السائق أو في المواصلات العامة ، فإنها تختار أخفها ضرراً وأقلها فساداً .
فإذا كانت المواصلات العامة مأمونةً ولا يخشى على المرأة فيها ، فإنها تقدمها على الأمور الأخرى .
وأما إن كانت المواصلات العامة غير مأمونة لما يخشى على المرأة فيها من التحرش والمضايقات ، فإنها في هذه الحال تقود السيارة بنفسها إذا وجدت الحاجة لخروجها كما هو الحال بالنسبة للطبيبة.
وإذا احتاجت لتعلم قيادة السيارة فتعلمها امرأة أو رجل من محارمها .
وليس للمرأة أن تركب مع السائق وحدها للتنقل خارج المدينة أو داخلها ، فإن هذا من الخلوة المحرمة ، وفي الحديث
: ( لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ )
رواه الترمذي (1171) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:23
هل يجب عليها طاعة والدها إذا أمرها ألا تتحدث بالإنجليزية في المنزل ؟
السؤال:
هل يجب عليّ أن أطيع والدي إذا طلب مني التوقف عن اللعب بالألعاب ، وعن التحدث بالإنجليزية في البيت ؟
فهو يريد مني أن أتحدث العربية بفصاحة ، لكني أتحدث الاثنتين معاً ولا أجد بأساً في ذلك.
الجواب :
الحمد لله
أولا :
تجب طاعة الوالدين في المعروف ، وبرهما من أفضل الطاعات وأنبل الصفات .
ولا شك أنهما يحرصان كل الحرص على مصلحة أبنائهما ، ولا يدخران جهدا في ذلك ، وحرصهما على مصلحة أبنائهما مقدمة لديهما على مصلحتهما الخاصة ، وهذا شيء مقرر معروف ، إلا في حالات نادرة .
ثانيا :
ينبغي على الأبناء العناية التامة باللغة العربية وتعلمها والممارسة الجادة على إجادتها بطلاقة لسان وحسن صياغة ؛ فإنها لغة القرآن ، ولغة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله عنهم
ولغة أهل العلم العارفين بالحلال والحرام .
وينبغي على الآباء والأمهات مراعاة هذا الأصل ، وتوجيه أبنائهم وبناتهم لتعلم العربية وإجادتها .
ولا بأس مع ذلك بتعلم غير العربية والكلام بها أحيانا ، إذا كانت هناك حاجة تدعو إلى ذلك .
أما اعتياد غير الكلام العربي : أن يتحدث بغير العربية التي هي شعار أهل الإسلام ، أو إكثاره من ذلك ، من غير حاجة : فهو مكروه ، منهي عنه
وآثار السلف في ذلك كثيرة ، فإنها رطانة الأعاجم ، واعتيادها له أثر في نفس المتكلم بها .
فمنبوذ مكروه لأنه من التشبه بالأعاجم .
والحاصل :
أن طاعة الوالد في مثل ذلك واجبة ، لا سيما إذا كان في بيته ، وعلى مرأى منه ، فلا يحل لك مواجهته بما يكره ، أو الإصرار على عمل يغضبه ، من غير مصلحة شرعية ظاهرة .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-14, 05:29
هل يجوز تغليف واجهة البيت بالمرمر ونحوه ؟
السؤال:
هل يجوز تغليف واجهة البيت بالمرمر أو السيراميك أو حجر الحلان ؟
الجواب :
الحمد لله
نهي الله تعالى ورسوله عن إضاعة المال وإتلافه بالإسراف أو التبذير ، والإسراف هو تجاوز حد الاعتدال في الإنفاق ، والتبذير هو الإنفاق في غير حق .
والواجب في الإنفاق هو التوسط والاعتدال ؛ قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) الفرقان/67 .
وهذا التوسط والاعتدال لا ينضبط بحد معين إذا تجاوزه المرء يكون مسرفا ، أو قصر عنه يصير بخيلا ؛ بل يختلف باختلاف حال الشخص من اليسار والفقر ، وكذا باختلاف الزمان والمكان .
يراجع جواب السؤال القادم
وهذا الاعتدال مشروع في كل شيء ، سواء كان في نفقة أو كسوة أو مركب أو بناء أو غير ذلك .
وتغليف واجهة البيت بالمرمر ونحوه يختلف حكمه باختلاف أحوال الناس في الغنى والفقر :
فمن كان منهم غنيا موسعا عليه في الدنيا ، بحيث لا يعد ذلك منه ومن أمثاله إسرافا ، أو تجاوزا لنفقة مثله ، لم يحرم عليه ذلك ، بل هو مباح له .
وأما من كان متوسط الحال ، أو دون ذلك ، فإن ذلك يعد في حقه إسرافا ، وبخلاف الفقير المحتاج إذا تكلف مثل ذلك ، كان سفيها ، ينبغي منعه من التصرف في ماله .
والغني المقتدر قد يحتاج إلى فسحة في النفقة لا يحتاجها من دونه ؛ لئلا تستشرف نفوس أبنائه وتتطلع إلى ما عند ذويهم من أهل اليسار
وغير ذلك من المقاصد ؛ إذ ليس من الحكمة أن نحتم على الغني واسع الغني أن يبني بيتا كما يبنيه الفقير أو متوسط الحال ، أو يسكن في منزل متواضع ، في حي من الأحياء الشعبية
أو ينفق نفقة لا يتعداها وإلا عُدّ مسرفا ؛ فإن الله عز وجل جعل الناس بعضهم فوق بعض درجات ، ووسع على هذا وقدر على هذا رزقه ، وامتحن بعضهم ببعض
وامتحن كلا منهم بما هو عليه من الحال : فمن أعطاه فشكر ولم يبطر زاده من فضله ، ومن قدر عليه رزقه فصبر ، فإن الله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب .
والأصل العام في مثل ذلك ، قول الله تعالى : (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) الطلاق/7 .
مع ضبط ذلك بقوله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف/31 .
وينظر لمزيد الفائدة جواب السؤال بعد القادم
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 14:11
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
شراء المنزل الكبير الواسع متى يكون إسرافا ؟
السؤال
زوجتي دائماً ما تصر على أن أشتري منزلاً كبيراً ، وبه مسبح ، وحديقة ، وأنا أُصر على أن نسكن بيتاً صغيراً ( مثلا 3 غرف نوم ) بدون المتع الزائدة والرفاهية كالمسبح والحديقة ، فما العمل ؟
أنا لا أستطيع إرغامها على الزهد ، وأيضا بحكم أني زوجها لا مفر من بقائنا مع بعضنا البعض ، وأعلم أن عدم الزهد ليس مبررا للطلاق ، ولكني - يا شيخنا الفاضل - لا أريد الانغماس في الدنيا ، فما العمل ؟
وهل إن اشتريت بيتاً جديداً بما تريده هي أؤجر ؟
علما بأني لا أمانع بالعيش في بيت صغير ، ولست أريد إلا سقفا يؤويني وأهلي ، وهل يقع عليَّ القول ممن أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
لا ينبغي للمسلم أن يجعل الدنيا أكبر همِّه ، وليس الفقر هو ما خشيه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته ، بل خشي انفتاح الدنيا والتنافس فيها ، فهنا تكون الهلكة .
عن عمرو بن عوف قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فَوَاللَّهِ لَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أَخَشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ ) .
رواه البخاري ( 2988 ) ومسلم ( 2961 ) .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله -
في فوائد هذا الحديث - :
وفيه : أن المنافسة في الدنيا قد تجر إلى هلاك الدين .
" فتح الباري " ( 6 / 263 ) .
وقال :
قال ابن بطال : فيه أن زهرة الدنيا ينبغي لمن فتحت عليه أن يحذر من سوء عاقبتها ، وشرِّ فتنتها ، فلا يطمئن إلى زخرفها ، ولا ينافس غيره .
" فتح الباري " ( 11 / 245 ) .
ومن أشغلته دنياه عن أخراه فهو مغبون ، والدنيا لعب ، ليس فيها مستمر ولا كامل ، والآخرة خير وأبقى ، وقد ضرب الله تعالى للدنيا مثلاً بالنبات الذي ينمو ويزهر
ثم لا يلبث حتى يصبح هشيماً تذروه الرياح ، فلا بقاء ولا استمرار للإنسان في الدنيا ، لذلك يجب أن يضع الآخرة نصب عينيه .
قال تعالى : ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) الحديد/ 20 .
وقال عز وجل : ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا .
الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) الكهف/ 45 ، 46 .
ثانياً:
ومما يبين أن الناس قد يهلكون بالتنافس على الدنيا : شراؤهم بيوتهم بالقروض الربوية ! فيعرض الواحد نفسه لسخط الله ومقته من أجل أن ينافس غيره على بناء بيت ، أو على تزويقه
وتوسيعه ، وهؤلاء قد يدخلون في الذين أذهبوا طيباتهم في حياتهم الدنيا ؛ لأنهم فعلوا ما نهاهم الله عنه تمتعاً به والتذاداً ، وأما من بنى بيتاً أو اشتراه بمال حلال وتمتع به : فلا يكون من أولئك .
وقد ذكرنا حرمة شراء المنازل عن طريق البنوك الربوية في أجوبة الأسئلة : ( 2128 ) و ( 21914 ) و ( 22905 ) فلتنظر .
ثالثاً:
ومن هنا نعلم أنه ليس ثمة أجر على بناء البيوت لذاتها ، وإلا لصار الأغنياء الذين يبنون القصور بعشرات الملايين من أصحاب الدرجات العليا في الجنة ! فالدينار الذي ينفقه المسلم على بناء بيته ليس له ما يقابله من الأجر في الآخرة
وعسى المرء أن يسلم من الإثم ، فإن أُجر فإنما يؤجر على نيته في الحفاظ على أسرته وأهل بيته من الضياع ، وعلى إيوائهم في مسكن يحفظ كرامتهم وأعراضهم
وأما على ذات البناء فليس ثمة أجر ، وهو معرض للإثم والعقوبة في حال الإسراف ، وقصد التفاخر والتباهي .
وقد خرَّج علماء اللجنة الدائمة أحاديث في ذم البناء ، ثم قالوا بعدها :
هذه الأحاديث وما جاء في معناها : منها ما هو صحيح ، ومنها ما هو حسن ، ومنها ما ليس بصحيح ، فما كان منها حجة : فهو محمول على ذم من فعل ذلك للتباهي
والإسراف ، والتبذير ، فإن هذا يختلف باختلاف الأحوال ، والأشخاص
والأمكنة ، والأزمنة ، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن علامات الساعة :
( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاه يتطاولون في البنيان ) ، قال ابن رجب في شرح هذا الحديث : " والمراد أن أسافل الناس يصيرون رؤساءهم
وتكثر أموالهم ، حتى يتباهون بطول البنيان ، وزخرفته ، وإتقانه " ، وذكر النووي هذا المعنى في " شرح صحيح مسلم " ، حينما تكلم على هذا الحديث .
أما إذا طال البنيان لغرض شرعي ، كتوفير المرافق والمساكن للمحتاجين ، أو لاتخاذها سبيلاً للكسب ، أو لكثرة مَن يعول ، ونحو ذلك : فلا شي
في ذلك فيما يظهر لنا ؛ فإن الأمور بمقاصدها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ) والحديث أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين عن عمر رضي الله عنه .
الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن منيع .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 490 ) .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
ذُكر لنا أن كل عمل ابن آدم يؤجر عليه إلا بناء المسكن ، فهل هذا صحيح ؟ فإذا كان صحيحاً فما العلة ؟ وما السبب ؟ ، مع ذكر الحديث الذي ورد في ذلك ، جزاكم الله خير الجزاء ؟ .
فأجاب :
نعم ، هذا ورد في الإنسان الذي يصرف ماله في الطين ، أي : في البناء الذي لا يحتاج إليه ، وأما البناء الذي يحتاج إليه : فإنه من ضروريات الحياة
والإنسان إذا أنفق على نفسه ما هو من ضروريات الحياة : فإنه يؤجر على ذلك إذا أنفقه يبتغي به وجه الله عز وجل ؛ لكن المفاخرة والتطاول في البنيان هو الذي لا خير فيه ، بل ليس فيه إلا إضاعة المال
أما ما يبنيه الإنسان لحاجته : فإنه يؤجر على ذلك ، إذا ابتغى به وجه الله ؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسعد بن أبي وقاص :
واعلم أنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعله في فم امرأتك ) .
" اللقاء الشهري " ( 15 / السؤال رقم 6 ) .
وتنظر الأحاديث وأقوال بعض العلماء في المسألة في جواب السؤال رقم ( 21658 ) .
رابعاً:
وبه تعلم حكم بناء البيت الذي تود زوجتك أن تشتريه لهم ، ونلخص لك ذلك في نقاط :
1. لا يجوز شراء البيت من مصادر محرَّمة ، كالقروض الربوية ، وأموال الغصب .
2. ليس ثمة أجر على مجرد بناء البيت ، إلا أن يقصد صاحبه إيواء أهل بيته ، وحفظهم من الحر والبرد ، فيؤجر على نيته ، لا على ذاته بيته .
3. لا يجوز للمسلم بناء بيت أو شرائه بقصد التباهي والتفاخر ، فإن فعل ذلك : أَثم .
4. لا مانع من أن يشتمل البيت على بركة سباحة ، أو حديقة ، لكن على أن يكون ذلك من غير إسراف ومبالغة في حجمهما وأثمانهما ، والبيت الواسع من السعادة لصاحبه .
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( أَرْبَعٌ مِنَ اَلسعَادَةِ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ، وَالْمَسْكَنُ الوَاسِعُ ، وَاَلجَارََُُّ الصَّالِحُ
وَالْمَرْكَبُ اَلهَنِيءُ ، وَأَرْبَغ مِنَ اَلشًقَاوَةِ : اَلْجَارُ السُّوءُ ، وَالْمَرْأَةُ اَلسُّوءُ ، وَالْمَسْكَنُ اَلضيقُ ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ ) .
رواه ابن حبان في " صحيحه " ( 1232 ) ، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 282 ) ، و" صحيح الترغيب " ( 1914 ) .
قال المناوي – رحمه الله - :
( والمسكن الواسع ) أي : الكثير المرافق بالنسبة لساكنه ، ويختلف سعته حينئذ باختلاف الأشخاص ، فرب واسع لرجل ضيِّق على آخر ، وعكسه .
" فيض القدير " ( 3 / 302 ) .
5. تكلفة البناء ، وسعر الشراء يُرجع في ضابط كونه إسرافاً أم لا إلى حال صاحبه ، فمن كانت ثروته ( 100 ) مليون ريال – مثلاً – لا يعد مسرفاً
ولا مبذراً من باب أولى – إذا بنى بيتاً أو اشتراه بقيمة ( 2 ) مليون ريال ، ومن كانت ثروته هي في راتبه الذي يقبضه كل شهر : فإنه يعد مسرفاً إذا تجاوز الحد في البناء أو الشراء .
فالمسرف من أصحاب البيوت : من تجاوز المقدار المعقول ، فزاد في الطوابق ، أو الغرف من غير حاجة ، والمبذِّر منهم : هو من بنى لغير حاجة ، أو صرف ماله في البناء لعباً وتساهلاً بالمال .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
- :
رجل اشترى منزلاً باثنين مليون ريال , ثم أثثه بستمائة ألف , وبعد ذلك اشترى سيارة بثلاثمائة ألف ريال , فهل هذا الرجل يعتبر مسرفاً ومبذِّراً ؟ وما حكم التحف في البيوت ؟ أفيدونا ، جزاكم الله خيراً .
فأجاب :
الإسراف : هو مجاوزة الحدِّ , وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أنه لا يحب المسرفين , وإذا قلنا : إن الإسراف مجاوزة الحد : صار الإسراف يختلف , فقد يكون هذا الشيء إسرافاً بالنسبة لفلان ,
وغير إسراف بالنسبة لفلان , فهذا الذي اشترى بيتاً بمليونين من الريالات ، وأثثه بستمائة ألف ، واشترى سيارة : إذا كان غنيّاً : فليس مسرفاً ؛ لأن هذا سهل بالنسبة للأغنياء الكبار , أما إذا كان ليس غنيّاً :
فإنه يعتبر مسرفاً , سواء كان من أوساط الناس ، أو من الفقراء ؛ لأن بعض الفقراء يريد أن يكمِّل نفسه , فتجده يشتري هذه القصور الكبيرة ,
ويؤثثها بهذا الأثاث البالغ ، وربما يكون قد استدان بعضها من الناس , فهذا خطأ .
فالأقسام ثلاثة : الأول : غني واسع الغنى , فنقول : إنه - في وقتنا الحاضر ، ولا نقول في كل وقت - : إذا اشترى بيتاً بمليونين ريال ، وأثثه بستمائة ألف ريال ، واشترى سيارة , فليس بمسرف .
الثاني : الوسط , فيعتبر هذا بحقه إسرافاً .
الثالث : الفقير , فيعتبر في حقه سفهاً ؛ لأنه كيف يستدين ليكمل شيئاً ليس بحاجة إليه ؟! .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 107 / السؤال رقم 4 ) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 14:16
هل يعد شراء الأشياء الباهظة الثمن من الإسراف ؟
السؤال:
هل شراء الأشياء الباهظة الثمن التي تطلبها الأخت أو الأم يعد من قبيل الإسراف ، حتى لو كانت هذه الأشياء في مقدور المشتري ، ولا يجد مشقة في شرائها ؟
الجواب :
الحمد لله
قال الله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) الأعراف/31 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
" والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي ، والشره في المأكولات الذي يضر بالجسم ، وإما أن يكون بزيادة الترفُّه والتنوُّق في المآكل والمشارب واللباس ، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام "
. انتهى . " تفسير السعدي" (287) .
وقال تعالى : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) . الإسراء/26-27 .
قال ابن كثير رحمه الله :
" لما أمر بالإنفاق نهى عن الإسراف فيه ، بل يكون وسطًا ، كما قال في الآية الأخرى: { وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [ الفرقان: 67 ] .
ثم قال: منفرًا عن التبذير والسرف : { إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } أي: أشباههم في ذلك.
وقال ابن مسعود : التبذير: الإنفاق في غير حق. وكذا قال ابن عباس .
وقال مجاهد : لو أنفق إنسان ماله كله في الحق لم يكن مبذرًا ، ولو أنفق مدًا في غير حقه كان تبذيرًا .
وقال قتادة : التبذير: النفقة في معصية الله تعالى ، وفي غير الحق وفي الفساد ". انتهى .
"تفسير ابن كثير" (5/69) .
وقال الشيخ السعدي رحمه الله :
" يقول تعالى: { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } من البر والإكرام ، الواجب والمسنون ؛ وذلك الحق يتفاوت بتفاوت الأحوال والأقارب والحاجة وعدمها والأزمنة .
{ وَالْمِسْكِينَ } آته حقه من الزكاة ومن غيرها ، لتزول مسكنته { وَابْنَ السَّبِيلِ } وهو الغريب المنقطع به عن بلده ، فيعطي الجميع من المال على وجه لا يضر المعطي
ولا يكون زائدا على المقدار اللائق فإن ذلك تبذير قد نهى الله عنه ، وأخبر:{ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ } ؛ لأن الشيطان لا يدعو إلا إلى كل خصلة ذميمة
فيدعو الإنسان إلى البخل والإمساك ، فإذا عصاه دعاه إلى الإسراف والتبذير. والله تعالى إنما يأمر بأعدل الأمور وأقسطها ويمدح عليه
كما في قوله عن عباد الرحمن الأبرار { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } " .
"تفسير السعدي" (456) .
فقد تبين أن الله تعالى أمر عباده أباح لعباده أن يتنعموا بما أنزل لهم من الطيبات ، من الطعام والشراب واللباس ، وأمرهم أن يصلوا ذوي القربى ، وأن يعطوا المساكين ، ونهاهم في نفقتهم وعطائهم عن الإسراف والتبذير .
فأما النفقة في شيء محرم ، فهي إسراف وتبذير ، وأما النفقة في الأمور المباحة ، فالإسراف فيها يختلف بحسب حال المنفق ، وموضع نفقته ، وغير ذلك من العوارض التي تعرض لفعله ، من حيث الزمان ، والمكان ، والإمكان .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
نسمع أن الإسراف يختلف من شخص إلى آخر ، وذلك على حسب المال الذي عنده سواء كان تاجراً أو غنياً ؟
فأجاب :
" هذا صحيح ، الإسراف أمر نسبي ، لا يتعلق بنفس العمل وإنما يتعلق بالعامل ، فمثلاً : هذه امرأة فقيرة اتخذت من الحلي ما يساوي حلي المرأة الغنية تكون مسرفة ؟
لو اتخذ هذا الحلي امرأة غنية قلنا : إنه لا إسراف فيه ، ولو اتخذته امرأة فقيرة قلنا : فيه إسراف ، بل حتى الأكل والشرب يختلف الناس في الإسراف فيه : قد يكون الإنسان فقيراً
يعني : من الناس من تكفيه المائدة القليلة ، وآخر لا يكفيه ، ثم إنه – أيضاً - تختلف باعتبار أن الإنسان قد ينزل به ضيف فيكرمه بما لا يعتاد أكله هو في بيته فلا يكون هذا إسرافاً .
فالمهم أن الإسراف يتعلق بالفاعل لا بنفس الفعل لاختلاف الناس فيه " انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (88 / 34)
وقال رحمه الله أيضا :
" الإسراف مجاوزة الحد , وقد بين الله تعالى في كتابه أنه لا يحب المسرفين , وإذا قلنا : إن الإسراف مجاوزة الحد , صار الإسراف يختلف : فقد يكون هذا الشيء إسرافاً بالنسبة لفلان , وغير إسراف بالنسبة لفلان
, فهذا الذي اشترى بيتاً بمليونين من الريالات ، وأثثه بستمائة ألف ، واشترى سيارة , إذا كان غنياً فليس مسرفاً ؛ لأن هذا سهل بالنسبة للأغنياء الكبار ,
أما إذا كان ليس غنياً فإنه يعتبر مسرفاً , سواء كان من أوساط الناس أو من الفقراء ؛ لأن بعض الفقراء يريد أن يكمل نفسه , فتجده يشتري هذه القصور الكبيرة
ويؤثثها بهذا الأثاث البالغ ، وربما يكون قد استدان بعضها من الناس , فهذا خطأ .
فالأقسام ثلاثة : الأول : غني واسع الغنى , فنقول : إنه في وقتنا الحاضر - ولا نقول في كل وقت - : إذا اشترى بيتاً بمليونين ريال وأثثه بستمائة ألف ريال واشترى سيارة , فليس بمسرف .
الثاني : الوسط , فيعتبر هذا بحقه إسرافا ً.
الثالث : الفقير , فيعتبر في حقه سفهاً ؛ لأنه كيف يستدين ليكمل شيئاً ليس بحاجة إليه ؟! "
انتهى .
"لقاء الباب المفتوح" (107 / 23)
وبناء على ما سبق : فإن كان ما تطلبه الأم والأخت من الأشياء مباحا ، وكان في مقدروك شراؤها ، بحيث لا يشق عليك ، ولا يضر بنفقة هي أولى من ذلك : جاز لك شراؤها
وكون ذلك إسرافا يرجع إلى ما سبق تقريره ، فإن كان مألوفا أن من هو في مثل حالكم يشتري مثل هذه الأشياء : فليس ذلك في حقكم إسرافا .
ويترجح في حقك شراء مثل ذلك ، متى قدرت عليه ، إن كان يترتب على ذلك الشراء صلة للأرحام ، واستصلاح للقلوب ، أو خيف من تركها قطيعة الرحم ، أو فساد ذات البين .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 14:22
حكم استعمال المبيدات الحشرية في رش ثمار الزراعة
السؤال:
ما الحكم الشرعي في استخدام المبيدات الحشرية في الزراعة والتي تتسبب أحياناً في تسمم بعض المنتجات الزراعية ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
المبيدات الحشرية سلاح خطير يعبث به كثيرون بالتسبب بضرر بالغ بالبيئة وبالطعام والشراب والتربة ، وكل ذلك طمعاً بدنيا زائلة
وقد تنادى العقلاء في أرجاء العالَم لوضع حدٍّ لما يقوم به أولئك العابثون بذلك الضر العظيم ، والذي يؤدي ليس إلى قتل الناس الذين يتناولون تلك الثمار المزروعة والتي رُشَّت بالمبيدات وقطفت قبل الوقت المسموح به
وقد أدى ذلك في كثير من البلدان إلى التسبب بقتل من أكل من تلك الثمار ، وهذا عدا عن تأثير تلك المبيدات على التربة والمياه الجوفية وعلى الهواء ، فتسببت بتلوث ذلك كله .
وفي " الموسوعة العربية العالمية "
: " يجب التعامل مع جميع أنواع مبيدات الحشرات على أنها مواد سامة ، ويجب ارتداء الملابس الواقية عند استعمالها لتجنب حوادث التسمم ، وتختار المبيدات المراد استعمالها بحذر شديد
وذلك لأن الاختيار الخاطئ قد يؤدي إلى قتل أو يؤدي إلى الإضرار بالنبات أو الحيوان المراد حمايته ، كما يجب تجنب الاستعمال المكثف للمواد التي تترك متبقيات ضارة على المحاصيل الغذائية " . انتهى .
وفيها – أيضاً - : " وقد يؤدِّي التلوث بالمبيدات الحشرية، والكيميائيات العضوية الأخرى إلى تسمم الأغذية أيضاً " . انتهى
وقال الأستاذ محمد محمود كالو : "ولكثرة هذه الآفات استعمل الإنسان المبيدات والمضادات للأعشاب والحشرات ، ومن أجل جشعه الزائد استعمل مخصبات وأسمدة لزيادة الإنتاج والمحصول
ونتيجة للاستعمال المفرط والخاطئ لهذه الأسمدة والمبيدات : فإن كمية كبيرة من هذه السموم تبقى في التربة دون انحلال زمناً طويلاً ، فمنها ما يمتصها النبات
ومنها مع هطول الأمطار أو الري تتسرب إلى طبقات الأرض مسببة تلوثاً للمياه الجوفية والسطحية ، أو تبخر بفعل حرارة الشمس مسببة تلوث الهواء المحيط " .
انتهى من موقف القرآن من العبث البشري بالبيئة (ص: 17 ) – ترقيم الشاملة - .
وبما سبق يتبين : أنه لا يجوز لمزارع استعمال المبيدات الحشرية وفق هواه ، بل لا بدَّ من رجوعه لأهل الاختصاص لدلالته على النوع الملائم ليستعمله
ويجب عليه التقيد بالتعليمات والإرشادات المتعلقة بكيفية رش الأشجار والثمار ، والالتزام القطعي بالوقت المسموح له بقطف الثمار بعدها ، دفعا للضرر المترتب على مخالفة ذلك .
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ ( لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ ) رواه ابن ماجه ( 2314 )
وحسنه النووي وابن الصلاح وابن رجب - كما في " جامع العلوم والحكم " ( ص 304 ) - وحسَّنه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .
قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث - : " نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره ، ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي على نفسه ، أو غيره .
" . انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 14:31
هل يجوز المشاركة في التصويت للرسول صلى الله عليه وسلم في المواقع العالَمية ؟
السؤال:
هل يجوز التصويت الإلكتروني للرسول صلى الله عليه وسلم في أحد المواقع العالمية الذي يطرح التصويت بغرض اختيار أفضل رجل في التاريخ ؟ . وجزاكم الله خيراً ونفع بكم .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
ذهب غير واحد من أهل العلم المعاصرين إلى عدم جواز المشاركة في التصويتات الإلكترونية لاختيار الرسول الله عليه وسلم كأفضل وأعظم شخصية في التاريخ ، ومجمل أسباب المنع من المشاركة :
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم ولا يمكن أن يقارَن بغيره من الناس ، وأن من اختاره الله تعالى واصطفاه على العالَمين لا مجال للتصويت على اصطفائه وأفضليته .
2. أن الشخصيات التي توضع للاختيار بينها هم كفار وملاحدة وزنادقة في غالبهم ، ويعد ذِكر النبي صلى الله عليه وسلم بينهم انتقاصاً من قدره
فالمشاركة في الاختيار مشاركة في مهزلة انتقاص من مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
3. أن غالب مستخدمي الإنترنت في العالَم هم من غير المسلمين ، وغالب هؤلاء لن يصوِّتوا لاختيار النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد يتعمدون وضعه في ذيل القائمة مما يسبب انتكاسة
عند عوام المسلمين والذين يعلقون آمالاً وأوهاماً على مثل هذه التصويتات ، وفي حال مقاطعتنا لهذه التصويتات نكون قطعنا الطريق على الراغبين الانتقاص من قدر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
بل يجب على المسلمين رفع شكوى على تلك المواقع لمجرد ذِكرهم لنبينا صلى الله عليه وسلم مع حثالات الأمم .
4. أن بعض المواقع الإلكترونية تبحث عن الشهرة وتريد الانتفاع المادي من وراء دخول المسلمين – وغيرهم – لمواقعهم
وكلما كان الداخلون لتلك المواقع أكثر استطاعوا الحصول من شركات تجارية على دعايات لها في مواقعهم تلك ، هذا عدا عما يمكن أن يكون في تلك المواقع من مواد ضارة ومفسدة للدِّين والخلُق .
5. أن من شأن إعطاء فرصة الاختيار بين شخصيات تاريخية ومؤثرة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، من شأن ذلك أن يفتح الفرصة للطعن بالنبي صلى الله عليه وسلم وسبِّه وشتمه
والمخايرة بين الأنبياء قد جاء النهي الصريح عنها لما قد يؤدي بالمتخايرين لازدراء نبي الدين الآخر فيقع فاعل ذلك في الكفر ، فأولى أن يُمنع هذا بين نبي ومن هم دونه من غير المسلمين.
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -
:
"المخايَرة إذا وقعت بين أهل دينين لا يؤمن أن يَخرج أحدهما إلى الازدراء بالآخر فيُفضي إلى الكفر".
انتهى من" فتح الباري " ( 6 / 446 ) .
6. أن احتمال الكذب والتزوير واردان من أولئك القوم القائمين على تلك المواقع ، فيكون التصويت لصالح الرسول صلى الله عليه وسلم عبثاً والحال هو هذا .
وقد أفتى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – مفتى السعودية – بالمنع من المشاركة في التصويت ، وكان مما قاله :
محمد سيد ولد آدم ، ولا يمكن أن يقارن بأحدٍ من الخَلق
ولا يجوز التصويت ؛ فهو نقص في حق الرسول عليه الصلاة والسلام ، كما أنه عمل خطأ كله من الأصل ، فهذا محمد نبي الله أفضل الخَلق على الإطلاق ، كما أنه أفضل الأنبياء
لا يجوز لأصحاب المواقع الالكترونية التعامل مع هذه التصويتات .
انتهى من" جريدة المدينة " ، السبت 6 / 2 / 1431 هـ ، 21 / 1 / 2010 م ، العدد ( 17074 ) .
وقال الدكتور ابراهيم الحمود - الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء - :
"هذا النوع من التصويت في نظري أنه نوع من العبث وصرف الأنظار عما هو أهمّ ، ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يوضع في معادلة مع سائر البشر ؛ فهو النبي المعصوم
وله خصائص ليست لغيره من الناس ، ولا أحد من المسلمين يشكّ في فضله على هذه الأمة ، وقد يؤدي هذا التصويت إلى الإساءة إليه من غير المسلمين
وهو الذي يقصده أعداء الاسلام من هذه الأفكار التي تبث بين فترة وأخرى ، ومقام النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من أن يَدخل في مثل هذه المنظومة ، وقد أدَّبه ربه فأحسن تأديبه ، وشرَّفه بالرسالة
وهو سيد الأنبياء والمرسلين ، ومَن أنكر ذلك فهو مكابر معاند فكيف يخضع للتصويت ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم ، فالحذر الحذر ممن يدسّ السّم في العسل "
.انتهى من" جريدة المدينة " ، السبت 5 / 2 / 1431 هـ ، 20 / 1 / 2010 م ، العدد ( 17073 ) .
ثانياً:
نقول لأصحاب العواطف الطيبة تجاه نبيهم صلى الله عليه وسلم :
إنكم تُشكرون على ما تبدونه من محبة تميز نبيكم صلى الله عليه وسلم على العالَمين في مواقع أولئك الكفَّار : لكننا نريد منكم أن تعبِّروا عن محبتكم لنبيكم صلى الله عليه وسلم بأفضل من هذا بمراحل كثيرة
وذلك أن تلتزموا سنَّته في هديكم الظاهر ، وأن تستقيموا على شريعته ، وأن تتخلقوا بأخلاقه ، فلا يكون بينكم ولا منكم من يأكل الربا ، ولا من يأكل أموال اليتامى ، ولا من يكون تاركاً للصلاة
ولا عاقّاً لوالديه ، ولا قاطعاً لرحمِه ، وأن يصلِّي كصلاة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ، وأن يحجَّ كحجِّه ، وبمثل هذا – وما يماثله – نعبِّر عن صدق محبتنا لنبينا صلى الله عليه وسلم
ونكون دعاة لهذا الدين بأفعالنا وسلوكنا قبل أن ندعو بألسنتنا .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:09
هل يجوز لها الصلاة في الملابس التي كانت ترتديها وهي تمسك بحيواناتها الأليفة
السؤال
هل يجوز الصلاة بالملابس التي كنت أرتديها حال إمساكي ببعض الحيوانات الأليفة؟
فلدي حيوان أليف غالباً ما أمسك به ، وعلى الرغم من أنه نظيف في الظاهر إلا أنني لا أعلم إن كان قد تبول ووقع بعض البول عليه أو على أقدامه أو مؤخرته.
الجواب :
الحمد لله
الحيوانات الأليفة نوعان : نوع مأكول اللحم كالغنم والماعز والظباء ، وهذا النوع بوله وروثه طاهر
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (2/492) :
"وبول ما يؤكل لحمه وروثه طاهر ... قال مالك : لا يرى أهل العلم أبوال ما أُكِلَ لحمُه وشُرِب لبنُه نجساً " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"بَوْلُ مَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَرَوْثُ ذَلِكَ فَإِنَّ أَكْثَرَ السَّلَفِ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِنَجِسِ ، وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَحْمَد وَغَيْرِهِمَا ، وَيُقَالُ : إنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ إلَى تَنْجِيسِ ذَلِكَ . بَلْ الْقَوْلُ بِنَجَاسَةِ ذَلِكَ قَوْلٌ مُحْدَثٌ لَا سَلَفَ لَهُ مِنْ الصَّحَابَةِ" انتهى .
النوع الثاني من الحيوانات الأليفة : ما كان منها غير مأكول اللحم كالهرة ، فهذا بوله وروثه نجس ، يجب التطهر منه إذا أصاب الثوب أو البدن .
قال النووي رحمه الله في "المجموع" (2 / 548) :
" وأما بول باقي الحيوانات التي لا يؤكل لحمها فنجس عندنا وعند مالك وأبي حنيفة وأحمد والعلماء كافة " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَأَمَّا رَوْثُ مَا لَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ كَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ : فَهَذِهِ نَجِسَةٌ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ " انتهى .
"مجموع الفتاوى" (21 / 74)
وإذا كان الحيوان مما لا يؤكل لحمه ، وكان طاهرا في الظاهر ، فلا يحكم بنجاسته بمجرد الشك ، بل لا بد من اليقين .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
إذا قام الإنسان من النوم وتطهر وصلى ثم عاد إلى فراشه لينام ووجد في فراشه ما يدعوه للشك بأنه بال في فراشه فماذا يفعل وهو قد صلى بملابسه ولكنه مجرد شك ؟
فأجابوا :
"الأصل الطهارة ولا عبرة بالشك الطارئ" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (5/282- 83) .
وسئلوا أيضا :
إذا شك المسلم بأن إحدى ملابسه غير طاهرة ، وهو لم ير أثرا على الثوب من نجاسة فما حكم ذلك ؟
فأجابوا : "متى تحقق طهارة أحد ملابسه وشك في نجاسته فإنه يبقى على الأصل وهو الطهارة ، واليقين لا يزول بالشك" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (6/67-68) .
وعلى هذا : يجوز الصلاة بالملابس التي كنت ترتدينها حال إمساكك ببعض الحيوانات الأليفة إن كانت من مأكول اللحم بكل حال ؛ لأن بوله وروثه طاهر – كما تقدم – .
فإذا كان الحيوان غير مأكول اللحم ـ كالهرة ـ فهو محمول على الطهارة أيضاً ، حتى يتيقن المسلم نجاسته ، فيجب عليه حينئذ غسل تلك النجاسة قبل القيام إلى الصلاة .
وينبغي التنبه إلى أنه يحرم اقتناء الكلب لغير حاجة الصيد أو الحراسة .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:12
حكم العيدية التي تُعطى للصغار في العيد
السؤال :
من المعتاد بين مسلمي الغرب في العيد أن يقوموا بإعطاء مال إلى صغار العائلة ، كما لو قلنا إن هناك عائلة تتكون من زوج وزوجة و 5 أبناء (2 من الأبناء متزوجان ولديهما أطفال) ولهذا يقوم الزوج والزوجة بإعطاء عيدية
(وهى الكلمة التي يقومون باستخدامها) إلى أبنائهما الخمس ، كما يقومون بإعطاء أحفادهما ، ومن المفترض أن يقوم ابناهما المتزوجان بإعطاء عيدية إلى صغار أسرة زوجاتهم ، وإلى أبناء وبنات الإخوة
فهل مفهوم إعطاء العيدية جائز في الإسلام أم أنه بدعة ويجب تجنبها ؟ .
الجواب :
الحمد لله
إعطاء الصغار والكبار ما يسمَّى بـ " العيدية " لا حرج فيه ، وهو من محاسن الأخلاق ، وجميل العادات ، لكن ينبغي التنبه إلى أمور :
1. مراعاة العدل في الإعطاء ، فلا يصلح إعطاء بعض الأبناء دون الباقين ، ولا بعض الأخوات دون الباقيات ؛ لما يسببه ذلك من إيغار الصدور ، وإيقاع الحسد والبغضاء في الأسرة الواحدة .
2. لا يلزم إعطاء قدر المبلغ نفسه لكل أفراد الأسرة ، بل يراعى في ذلك الأعمار ، فيُعطى للكبير ما لا يعطى للصغير ، ويُعطى للمتزوج ما لا يعطى للأعزب ..... ونحو ذلك .
3. مراقبة الأولاد الصغار في مجالات صرف العيديات التي يأخذونها من أهلهم وأقربائهم ؛ لأنه يكثر في الأعياد الخروج لأماكن اللهو
واللعب بألعاب فيها ميسر وقمار ، وتفتح النوادي والسينمات أبوابها ، فيحتاج الأولاد لمراقبة إنفاق أموالهم .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:16
الحكم في مثل هذا اللغز : من هم الذين صدقوا فيما قالوا وكان مصيرهم النار؟
السؤال
من هم الذين صدقوا فيما قالوا وكان مصيرهم النار؟
الجواب
الحمد لله
اعلم أن الصدق منجاة في الدنيا والآخرة ، وأن الكذب مهلكة .
وقد روى مسلم (2607) عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا . وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) .
وإنما يلغز الناس بهذا الذي ذكره السائل ويقصدون اليهود والنصارى ، فإن اليهود قالت : ليست النصارى على شيء ، وصدقوا ، ودخلوا النار . وقالت النصارى : ليست اليهود على شيء ، وصدقوا ، ودخلوا النار .
وهذا يذكرونه عن أبي يزيد البسطامي الصوفي في الحكاية المشهورة التي فيها أن بعض النصارى سأله هذا السؤال فأجاب بذلك
واحتج بقول الله تعالى : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) البقرة /113.
ولقائل أن يقول : الكفار الذين قال الله فيهم : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) الزمر / 38
وقال : ( قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ) المؤمنون / 88 ، 89 .
ومثل هذا كثير ، فقد يصدق بعض الكفار في أشياء قالوها ، ولكنهم دخلوا النار بسبب كفرهم، لا بسبب صدقهم .
وعلى كل حال : فلا ينبغي إطلاق مثل هذه العبارة ، لأنها قد يفهم منها بعض الناس أن هؤلاء دخلوا النار بسبب صدقهم ، وهذا باطل بلا شك
قال الله تعالى : ( قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) المائدة / 119
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:20
أحوال استعمال الأذان نغمة للجوال وحكم كل واحدة منها
السؤال
قمت بعمل برنامج للهواتف الجوالة كي تحسب أوقات الأذان ، وتشغل صوت الأذان في موعده ، ولكن قيل لي : إنه لا يجوز وضع الأذان على الجوال ، سواء كان ذلك للتنبيه على ورود اتصال ، أو حتى لتشغيله في موعد الأذان
هل يجوز استعمال برنامج الأذان بهذه الطريقة ؟
وهل يجوز التنبيه لموعد الأذان بغير صوت الأذان ( صوت الجرس مثلاً أو التنبيه بالاهتزاز ) ؟
. ملحوظة : يمكنني الاكتفاء بعرض مواقيت الصلاة فقط ، ولكنني أطور في البرنامج حتى يستطيع تحويل الجوال للوضع الصامت تلقائيّاً في أوقات الصلاة .
الجواب:
الحمد لله
تحتاج الأمة الإسلامية إلى اختصاصيين في جميع مجالات الحياة ، حتى لا نكون عالة على غيرنا ، ولا تبعاً لهم ، وبخاصة في مجالات الحياة المعاصرة التي لا يستطاع الانفكاك عنها بسهولة
كمجال البرمجة ، والإلكترونيات ، وما يشبهها .
ومن العظيم والمفرح أن نجد من هؤلاء من يتحرى في عمله الصواب ، حتى لا يكون معيناً على انتشار فاحشة ، أو بدعة ، أو معصية ، ونسأل الله أن يكون السائل الكريم منهم ، وأن يوفق لما فيه خير هذه الأمة .
وبخصوص ما سألتَ عنه : فاعلم أن استعمال الأذان في الجوال له أحوال ثلاثة :
1. أن يستعمل للتنبيه عندما يتلقى صاحب الجوال مكالمة من غيره .
2. أن يستعمل للتنبيه على وقت الصلاة .
3. أن يستعمل منبهاً على موعد ، أو للاستيقاظ من النوم للصلاة ، أو العمل .
أ ـ والذي يظهر لنا أن الحالة الأولى لا تجوز لما في ذلك من الامتهان لكلمات الأذان ، وهي عبارات شرعية ، فيها توحيد الله ، والشهادة بالرسالة ، فينبغي تعظيمها ، وقد شرعت في الأصل للتنبيه على الصلاة .
وقد سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله :
من المعروف عند أهل العلم أن الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة ، في أوقات مخصوصة ، فهل يجوز جعل الآذان كنغمة للجوال ؟ .
فأجاب:
"ألفاظ الأذان من ألفاظ الذِّكر ، يجب تعظيمها ، وليس من تعظيمها اتخاذها وسيلة للتنبيه على الاتصال ؛ فإن ظهور الصوت من الجهاز لا يعتبر ذكراً لله من صاحب الجوال ، ولا مقصوداً له
ولا يكون بذلك ذاكراً لله ، ولا يستمع المتصل عليه إلى جمل الأذان المسجلة ، بل سيسارع إلى فتح الخط ، وبديهيّاً أنه لا يشرع له أن يجيب المؤذن .
إن تسجيل القرآن ، أو جمل الأذان ليكون به التنبيه : نوع امتهان لذكر الله ، وكلام الله ، لكن لو استعيض عن ذلك بصيغة " السلام " : لكان له وجه ، والله أعلم" انتهى .
ب _ وأما استعمال الأذان في الجوال للتنبيه على وقت الصلاة الحقيقي ، كما هو حال البرنامج الذي ذكرته في سؤالك : فلا حرج فيه ، إن شاء الله ، وهو موافق لسبب مشروعية الأذان في الأصل .
ج. وأما استعمال الأذان للتنبيه على موعد ، أو للاستيقاظ من النوم : فإن كان هذا الاستيقاظ من أجل الصلاة ، فلا يظهر لنا مانع من ذلك
وهو بهذا شبيه بأذان الفجر الأول الذي يكون قبل طلوع الفجر ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من حكمته أنه ( يوقظ نائمكم )
وشبيه أيضاً بالأذان الذي زاده عثمان بن عفان رضي الله عنه ـ يوم الجمعة قبل الصلاة ، لينبه الناس على قرب موعد الصلاة .
وأما استعمال الأذان لمجرد التنبيه على موعد أو الاستيقاظ من النوم لغير الصلاة ، فهو محل تردد ونظر ، والأحوط تركه ، لما فيه من الشبه بالحالة الأولى التي ذكرنا المنع منها ، والاكتفاء بالنغمات المباحة لذلك الغرض .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:23
هل ثبت في السنة إذا أراد الرجل الانتقال من مسكن إلى مسكن أن يكون ذلك يوم الأربعاء ؟
السؤال:
هل هناك حديث باستحباب أن يكون النقل من السكن يوم الأربعاء وإذا كان فما هو ومصدره ومدى صحته؟
الجواب :
الحمد لله
لا نعلم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أثرا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم فيه أن الرجل إذا أراد الانتقال من مسكن إلى مسكن آخر أن يكون ذلك يوم الأربعاء على وجه الخصوص
ويوم الأربعاء شأنه في ذلك شأن سائر الأيام .
والذي ينبغي على العاقل أن ينظر فيما يصلح شأنه، من تهيئة المكان ، وتجهيز الناقلات ، والترتيب ، والتنسيق ، وغير ذلك
مع مراعاة أن يكون في حيه مسجد مناسب قريب منه، يمكنه من إقامة الصلوات في أوقاتها ، وعدم الانشغال عنها لغير عذر شرعي ، دون أن يكون ذلك مخصوصا بيوم بعينه .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-15, 15:29
ما رأيكم فيمن يهتم بالقلب والإيمان ولا يهتم بزينته ولا تهتم المرأة بالحجاب؟
السؤال:
ماذا يقال حول أخذ الرجال لزينتهم؟
ما هو الحكم إذا أبقيت على لحتي وكنت أشذبها (ولم أحلقها) وكنت أنوي بذلك أن أطلقها في وقت لاحق (قريبا جدا)؟ بعض العلماء يعتقدون بأن تلك الأمور (خصوصا تزيين النفس) مثل هذه للرجال
وللنساء الحجاب ، يجب أن تترك، وألا يركز عليها كثيرا . وهم يقولون بأن يركز الناس على أرواحهم ، وعلى إيمانهم ، وعلى ممارساتهم مثل الصلاة وسنة النبي عليه السلام . أليس التزين هو جزء من السنة
هذا شيء نقوم به كل يوم ، وهو شيء يتعلق بشخصيتنا . وكل ما أبحث عنه هو ما يقربني من حب الله ، وأسأل الله أن يرشدنا جميعا للطريق المستقيم .
الجواب :
الحمد لله
لا بأس بالتجمل ولباس الزينة وما أشبه ذلك ، قال تعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) والريش هو لباس الزينة والجمال .
ولما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام خصلة الكِبر فقال : (لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كِبر) ، قالوا : يا رسول الله
إن الرجل يحب أن يكون نعله حسنا وثوبه حسنا ؟ فقال : (إن الله جميل يحب الجمال ، الكِبر بطر الحق ، وغمط الناس) .
فالإنسان عليه أن يظهر بمظهر حسن ، ولكن لا يقصد بذلك التكبر والإعجاب بنفسه ، ولفت الأنظار ، إنما يقصد التحدّث بنعمة الله ، وإظهار ما أعطاه الله ، كما ورد أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى رجلا عليه ثياب بِذْلة
[هي ما يمتهن من الثياب، كثياب العمل] ، فسأله هل عندك مال ؟ فقال : نعم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (فليُر عليك أثر ذلك)
. وفي حديث آخر : (إن الله إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يظهر عليه أثرها) . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
قال : إني لأتجمّل لامرأتي كما أحبّ أنها تتجمّل لي .
فعلى الإنسان أن يظهر بمظهر جمالي في لبسه وشعره وتعطّره كما يرغب بذلك من امرأته . واللحية جمال الرجال ، وعليهم أن يتجملوا بإعفائها
وهي زينة ، ومن وقع منه شيء من الخلل بتقصيرها فعليه أن يتوب ويُقلع عن ذلك بإعفائها ، وذلك كله من أسباب الجمال .
والله أعلم
سماحة الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله .
وينبغي أن يُعلم أن الأهم ـ فعلاً ـ هو الاهتمام بالقلب وإصلاحه ، ولكن ليس معنى ذلك ـ كما يظن البعض ـ أن تترك الأمور الظاهرة ، وقد يكون بعضها واجباً
كإعفاء اللحية للرجال ، ولبس الحجاب للنساء ، فإن القلب إذا صلح فلابد أن يظر أثر ذلك على الجوارح ، بطاعتها الله ، وبعدها عن معصيته ، أما أن يكون القلب صالحاً ، والإيمان قوياً
ولا يظهر ذلك على جوارح الإنسان فهذا لا يمكن ، قَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً ، إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه البخاري (52) ومسلم (1599) .
والله أعلم
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 14:18
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
حكم إنشاء موقع لتحميل الملفات الصوتية والمرئية
السؤال
أرغب في إنشاء موقع لتحميل الصور والملفات على شبكة الانترنت
وهذا شرح مبسط لعمل الموقع ، مركز تحميل الصور والملفات : يتيح لك إمكانية رفع الصور والملفات من جهازك إلى الانترنت
وعمل روابط لها بحيث يمكنك المشاركة بها في المنتديات أو إرسالها إلى من ترغب بسهولة تامة وبدون تسجيل ، ( الخدمة مجانية )
المشكلة قد يقوم بعض المستفيدين من الخدمة بتحميل صور أو ملفات فيها مخالفات للشريعة الإسلامية مثل ( صور النساء ، صور وأفلام إباحية ، أغاني وموسيقى ، أفلام سينمائية ، أفلام قصيرة ، فضائح
وغيرها من الصور والملفات التي فيها مخالفات شرعية ) حيث أن الرقابة على الموقع لن تكون دائمة ، السؤال : ما حكم هذا الموقع ؟
وهل علينا إثم و وزر كل ملف مخالف للشريعة يتم تحميله عن طريق موقعنا ؟
وهل عملنا هذا من إشاعة الفاحشة والتعاون على الإثم والعدوان ؟
وما الحكم أن الموقع لتحميل الصور فقط ؟ .
الجواب
الحمد لله
لا يجوز لك إنشاء هذا الموقع ؛ لأنه سيكون سبباً في انتشار المعاصي في المواقع الأخرى ، وسيتمكن من خلاله من يشاء نشر أغنية ، أو مقطع محرَّم
أو صورة محرَّمة بكل يسر وسهولة ، ولا فرق بين أن يكون للصور خاصة ، أو للصور والمقاطع الصوتية والمرئية .
وأنتَ بهذا الموقع تعين من يريد نشر المحرَّم ، وهو من التعاون المنهي عنه في كتاب الله ، قال تعالى : ( وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/من الآية 2 .
وكل منكر وإثم ينتشر من خلال موقعك سيكون لك نصيب منه ، وانتشاره لن يكون له حدٌّ لو توقف موقعك عن العمل ؛ لأنه سيكون قد حُمِّل وسينشر عن طريق موقع آخر
وهذا يعني استمرار الإثم كلما رأى أو سمع أحد ما حُمِّل عن طريق موقعك ، بل وحتى بعد موتك فإن الإثم سيلحق بك إلى قبرك ! .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) .
رواه مسلم ( 2674 ) .
وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ) .
رواه مسلم ( 1017 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة , وتحريم سن الأمور السيئة , وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة
, ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة , وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه , أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه
, سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه , أم كان مسبوقا إليه , وسواء كان ذلك تعليم علم , أو عبادة , أو أدب , أو غير ذلك .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فعُمل بها بعده ) معناه : إن سنَّها ، سواء كان العمل في حياته ، أو بعد موته .
" شرح مسلم " ( 16 / 226 ، 227 ) .
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ ) .
رواه مسلم ( 1893 ) .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ ) .
رواه الترمذي ( 2670 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وكذلك يقال : من دلَّ على شرٍّ فعليه وزر فاعله .
قال المناوي – رحمه الله -
:
ومن تأمل هذا المعنى ورُزق التوفيق : انبعثت همته إلى التعليم ، ورغب في نشر العلم ليتضاعف أجره في الحياة ، وبعد الممات على الدوام
ويكف عن إحداث البدع ، والمظالم من المكوس وغيرها ؛ فإنها تضاعف عليه السيئات بالطريق المذكور ، ما دام يعمل بها عامل ، فليتأمل المسلم هذا المعنى ، وسعادة الدال على الخير ، وشقاوة الدال على الشر .
" فيض القدير " ( 6 / 127 ) .
وما يفعله بعض أصحاب مثل هذه المواقع من إلزام الراغب بتحميل مادة من الإشارة إلى تعهد أن لا تكون هذه المادة فيها ضرر على أحد أو معصية :
غير مجدٍ ولا مبرئ للذمة ؛ لما يوجد من كثير من رواد الإنترنت من غير المسلمين ، أو من الفاسقين المجرمين ، الذين لا يلتزمون بعهد .
ويمكن أن ندلك على طريق تستفيد منه في دنياك – إن أردت - وآخرتك ، وهو تخصيص موقع التحميل الذي تسأل عنه لتحميل المواد الإسلامية النافعة
ويقتضي منك هذا متابعة الموقع باستمرار ، وأن تأتيك المادة قبل أن تُحمَّل لتنظر فيها وتطلع عليها ، فإن رأيتها موافقة للشرع ، دالة على الخير ، محذرة من الشر : فاسمح لها بالتحميل
ولا نظن أن هذا الأمر صعب من الناحية الفنية ، ويحتاج منك لمتابعة ويقظة لما يُرغب بنشره ، مع الاستعانة بطلاب العلم للحكم على المواد التي يخفى عليك حكمها
ولك أن تتصور عظيم النفع للمسلمين في هذا ، وعظيم الأجر لك ، وهو من الصدقة الجارية ، والعلم الذي يُنتفع به بعد موتك .
ولا مانع أن يكون الموقع موسعاً للملفات الصوتية والمرئية والكتب ، مع تجنب رفع الأناشيد التي تصاحبها الآلات كالدف وغيره ، وتجنب نشر صور النساء ، وتجنب نشر كتب البدعة والضلالة .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 14:23
تعليق الهلال والنجمة المضاءة بالكهرباء على واجهات المباني في رمضان
السؤال
ظهرت عندنا في الأردن عادة جديدة وانتشرت كثيراً ، وهي تعليق الهلال والنجمة المضاءة بالكهرباء على واجهات المباني والشرفات ، احتفالا بشهر رمضان المبارك ، وطيلة الشهر
فهل يجوز ذلك أم فيه إسراف وتقليد لشجرة الميلاد التي يزينها النصارى شهر ديسمبر ؟
وهل جهل الناس يعذرهم ؟.
الجواب
الحمد لله
أولاً :
لا نرى حرجاً من إظهار الزينة بالفوانيس وغيرها ابتهاجاً بدخول الشهر المبارك شهر رمضان ، لكن ينبغي مراعاة عدة أمور ، منها :
1. عدم اعتقاد أنها عبادة ، بل هي من الأمور العادية المباحة .
2. عدم الإسراف في شراء هذه الزينة بأثمان باهظة .
3. أن لا يوجد في هذه الزينة صور لذوات الأرواح ، أو أن يكون فيها معازف.
4. تجنيب المساجد مثل هذه الزينة ، لأن ذلك يشغل المصلين .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة :
تجري عادة في بعض المساجد في أيام الفطر وفي غيرها من أيام المناسبات الدينية هي تزيين المساجد بأنواع وألوان مختلفة من الكهرباء
والزهور ، هل يجيز الإسلام هذه الأعمال أو لا ؟ وما دليل الجواز والمنع ؟ .
فأجابوا :
" المساجد بيوت الله ، وهي خير بقاع الأرض ، أذن الله تعالى أن ترفع وتعظَّم بتوحيد الله وذكره وإقام الصلاة فيها ، ويتعلم الناس بها شئون دينهم وإرشادهم إلى ما فيه سعادتهم
وصلاحهم في الدنيا والآخرة بتطهيرها من الرجس والأوثان والأعمال الشركية والبدع والخرافات ، ومن الأوساخ والأقذار والنجاسات ، وبصيانتها من اللهو واللعب والصخب وارتفاع الأصوات
ولو كان نشد ضالة وسؤالاً عن ضائع ، ونحو ذلك مما يجعلها كالطرق العامة وأسواق التجارة ، وبالمنع من الدفن فيها ، ومن بنائها على القبور
ومن تعليق الصور بها أو رسمها بجدرانها إلى أمثال ذلك مما يكون ذريعة إلى الشرك ، ويشغل بال من يعبد الله فيها ، ويتنافى مع ما بنيت من أجله
وقد راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، كما هو معروف في سيرته وعمله ، وبيَّنه لأمته ليسلكوا منهجه ويهتدوا بهديه في احترام المساجد وعمارتها بما فيه رفع لها من إقامة شعائر الإسلام بها
مقتدين في ذلك بالرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه عظَّم المساجد بإنارتها ، ووضع الزهور عليها في الأعياد والمناسبات ، ولم يعرف ذلك أيضاً من الخلفاء الراشدين
ولا الأئمة المهتدين من القرون الأولى التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون ، مع تقدم الناس ، وكثرة أموالهم ، وأخذهم من الحضارة بنصيب وافر ، وتوفر أنواع الزينة
وألوانها في القرون الثلاثة الأولى ، والخير كل الخير في اتباع هديه صلى الله عليه وسلم ، وهدي خلفائه الراشدين ، ومن سلك سبيلهم من أئمة الدِّين بعدهم .
ثم إن في إيقاد السرج عليها ، أو تعليق لمبات الكهرباء فوقها ، أو حولها ، أو فوق مناراتها ، وتعليق الرايات والأعلام ، ووضع الزهور عليها في الأعياد والمناسبات تزييناً وإعظاماً لها :
تشبهاً بالكفار فيما يصنعون ببيَعِهم وكنائسهم ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم في أعيادهم وعبادتهم " انتهى .
" فتاوى إسلامية " ( 2 / 20 ، 21 ) .
وإذا كانت الإضاءة التي في المسجد كافية لتنويره لم يكن للزيادة التي لا فائدة فيها فائدة مشروعة ، وينبغي صرف ذلك في غيره .
" مجموع فتاوى ابن تيمية " ( 31 / 206 ) .
ثانياً :
وننبه إلى أن " اتخاذ الهلال أو النجمة شعاراً للمسلمين : لا أصل له في الشرع ، ولم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد خلفائه الراشدين بل ولا في عهد بني أمية ، وإنما حدث بعد ذلك ...
وعلى كلٍّ فالشعارات والرايات لابد وأن تكون موافقة للشرع ، وحيث إنه ليس هناك دليل على مشروعيتها : فالأحرى ترك ذلك ، وليس الهلال ولا النجمة شعاراً للمسلمين ، ولو اتخذه بعض المسلمين " .
وقد سبق بيان هذا في جواب السؤال القادم فلينظر .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 14:28
اتخّاذ الهلال شعارا
السؤال :
ما الذي يرمز إليه شعار الهلال والنجمة لدى المسلمين؟
لقد بحثت في موقعك على الإنترنت وكذلك في المراجع الموجودة في المكتبة لديَ ولم أعثر على شيء سوى إشارة إلى علم الإمبراطورية العثمانية. شكراً لك على اهتمامك.
الجواب:
الحمد لله
إن اتخاذ الأهلة أو النجوم شعاراً للمسلمين لا أصل له في الشرع
ولم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد خلفائه الراشدين بل ولا في عهد بني أمية ، وإنما حدث بعد ذلك واختلف بعض أصحاب التواريخ في أول حدوثه
وفي أول من فعله فقيل الفرس ، وقيل الإغريق ثم انتقل إلى المسلمين في بعض الحوادث ،
( يُنظر التراتيب الإدارية للكتاني 1/320 )
ويقال أن اتخاذ الهلال سببه هو أن المسلمين حين فتحوا بعض بلاد الغرب وفي كنائسهم يعلو فيها الصليب وضع المسلمون بدل الصليب هذا الهلال فانتشر لذلك
وعلى كلٍّ فالشعارات والرايات لابد وأن تكون موافقة للشرع وحيث أنه ليس هناك دليل على مشروعيتها فالأحرى ترك ذلك ، وليس الهلال ولا النجمة شعاراً للمسلمين ، ولو اتخذه بعض المسلمين
وأما من جهة - ما يعتقده المسلمون في القمر والنجوم فإنهم يعتقدون أنها من خلق الله عز وجل لا تنفع ولا تضر ولا تؤثر بذاتها في الأحداث الأرضية ، وإنما خلقها الله لفوائد البشر
ومن ذلك قول الله عز وجل : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ .. الآية (189) سورة البقرة . نقل ابن كثير رحمه الله في معنى قوله قل هي مواقيت للناس : يعلمون بها حل دينهم وعدة نسائهم ووقت حجهم ..
جعلها الله مواقيت لصوم المسلمين وإفطارهم وعِدَّة نسائهم ومحل دَيْنهم . تفسير ابن كثير
وقال القرطبي رحمه الله في تفسير الآية
: تبيين لوجه الحكمة في زيادة القمر ونقصانه, وهو زوال الإشكال في الآجال والمعاملات والأَيْمان والحج والعُدَد والصوم والفطر ومدة الحمل والإجارات
.. إلى غير ذلك من مصالح العباد. ونظيره قوله الحق: "وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب" [الإسراء: 12] .
. وقوله : "هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدَّره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب" [يونس: 5] وإحصاء الأهلة أيسر من إحصاء الأيام .
أنظر تفسير القرطبي .
أمّا النّجوم فقد قال علماء الإسلام خَلَقَ ( الله ) هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلاثٍ جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَعَلامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ، صحيح البخاري كتاب بدء الخلق
كما قال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .. ) الآية 97 سورة الأنعام
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِير ) سورة تبارك آية 5
والله تعالى أعلم
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 15:59
تحريم اقتناء الكلاب إلا ما استثناه الشرع
السؤال
ما حكم تربية الكلاب في البيوت ؟.
الجواب
الحمد لله
أولاً :
لا يجوز للمسلم أن يقتني الكلب ، إلا إذا كان محتاجاً إلى هذا الكلب في الصيد أو حراسة الماشية أو حراسة الزرع .
روى البخاري (2145) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقُصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ ) .
وروى مسلم (2974) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا لَيْسَ بِكَلْبِ صَيْدٍ وَلا مَاشِيَةٍ وَلا أَرْضٍ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ قِيرَاطَانِ كُلَّ يَوْمٍ ) .
وروى مسلم (2943) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ اقْتَنَى كَلْبًا إِلا كَلْبَ مَاشِيَةٍ أَوْ كَلْبَ صَيْدٍ نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَوْ كَلْبَ حَرْثٍ ) .
قَالَ اِبْن عَبْد الْبَرّ : فِي هَذَا الْحَدِيث إِبَاحَة اِتِّخَاذ الْكِلَاب لِلصَّيْدِ وَالْمَاشِيَة , وَكَذَلِكَ الزَّرْع .
وروى ابن ماجه (3640) عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ ) صححه اٍلألباني في صحيح ابن ماجه .
فهذه الأحاديث تدل على تحريم اقتناء الكلب إلا ما استثناه الرسول صلى الله عليه وسلم .
واختلف العلماء في الجمع بين رواية نقص قيراط ورواية نقص قيراطين .
فقيل : ينقص من أجره قيراطان إذا كان الكلب أشد أذى ، وينقص قيراط إذا كان دون ذلك .
وقيل : أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أولاً بأنه ينقص قيراط ، ثم زاد بعد ذلك العقوبة فأخبر بنقص قيراطين زيادةً في التنفير عن اقتناء الكلب .
والقيراط هو مقدار معلوم عند الله تعالى ، والمراد ينقص جزء من أجر عمله .
انظر : "شرح مسلم للنووي" (10/342) ، "فتح الباري" (5/9) .
وقال الشيخ ابن عثيمين في "شرح رياض الصالحين" (4/241) :
" وأما اتخاذ الكلب وكون الإنسان يقتنيه فإن هذا حرام , بل هو من كبائر الذنوب , لأن الذي يقتني الكلب إلا ما استثنى ينقص كل يوم من أجره قيراطان . . .
ومن حكمة الله عز وجل أن الخبيثات للخبيثين , والخبيثون للخبيثات يقال : إن الكفار من اليهود والنصارى والشيوعيين في الشرق والغرب كل واحد له كلب والعياذ بالله يتخذه معه ,
وكل يوم ينظفه بالصابون والمنظفات الأخرى ! مع أنه لو نظفه بماء البحار كلها وصابون العالم كله ما طهر ! لأن نجاسته عينية , والنجاسة العينية لا تطهر إلا بتلفها وزوالها بالكلية .
لكن هذه من حكمة الله , حكمة الله أن يألف هؤلاء الخبثاء ما كان خبثاً ، كما أنهم أيضاً يألفون وحي الشيطان ؛ لأن كفرهم هذا من وحي الشيطان
ومن أمر الشيطان ، فإن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر , ويأمر بالكفر والضلال , فهم عبيد للشيطان وعبيد للأهواء , وهم أيضاً خبثاء يألفون الخبائث . نسأل الله لنا ولهم الهداية " انتهى .
ثانياً :
هل يجوز اقتناء الكلب لحراسة البيوت ؟
الجواب :
لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من تحريم اقتناء الكلب إلا ثلاثة فقط ، وهي : كلب الصيد ، وحراسة الماشية ، وحراسة الزرع .
فذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز اقتناء الكلب لسبب غير هذه الأسباب الثلاثة ، وذهب آخرون إلى أنه يجوز أن يقاس على هذه الثلاثة ما كان مثلها أو أولى
كحراسة البيوت ، لأنه إذا جاز اقتناء الكلب لحراسة الماشية والزرع فجواز اقتنائه لحراسة البيوت من باب أولى .
قال النووي في "شرح مسلم" (10/340) :
" هَلْ يَجُوز اِقْتِنَاء الْكِلَاب لِحِفْظِ الدُّور وَالدُّرُوب وَنَحْوهَا ؟ فِيهِ وَجْهَانِ : أَحَدهمَا : لا يَجُوز ، لِظَوَاهِر الأَحَادِيث ، فَإِنَّهَا مُصَرِّحَة بِالنَّهْيِ إِلا لِزَرْعٍ أَوْ صَيْد أَوْ مَاشِيَة , وَأَصَحّهمَا : يَجُوز
قِيَاسًا عَلَى الثَّلاثَة ، عَمَلا بِالْعِلَّةِ الْمَفْهُومَة مِنْ الأَحَادِيث وَهِيَ الْحَاجَة " انتهى .
وهذا الذي صححه النووي رحمه الله من جواز اقتناء الكلب لحراسة البيت ، صححه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" ، قال :
" والصحيح أنه يجوز اقتناؤه لحفظ البيوت ، وإذا جاز اقتناء الكلب لتحصيل منفعة كالصيد ، فاقتناؤه لدفع مضرة وحفظ النفس من باب أولى " انتهى بمعناه .
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 16:02
رمي الأوراق التي فيها اسم من أسماء الله
السؤال
اسمي فيه "عبد القادر" وفى كثير من التعاملات في الدواوين الحكومية مثلا احتاج إلى كتابة اسمي عند تقديم طلب ما ، ثم بعد ذلك قد يلقون بهذا الطلب في القمامة. فهل علي مسئولية في ذلك ؟ .
الجواب
الحمد لله
لا بأس من كتابتك اسمك في الأوراق والمعاملات التي تحتاج إلى تقديمها إلى غيرك ولا حرج عليك ، وإنما الإثم والحرج على من يلقي هذه الأوراق في القمامة ؛ لأن فيها امتهاناً للفظ الجلالة .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
هل يجوز كتابة البسملة على بطاقات الزواج ؟ نظراً لأنها ترمى بعد ذلك في الشوارع أو في سلال المهملات .
فأجاب :
يشرع كتاب البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل ، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( كل امرئ ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) ، ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية
ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه
وهكذا الجرائد وأشباهها ، لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات ولا جعلها سفرة للطعام ولا ملفاً للحاجات لما يكون فيها من ذكر الله عزّ وجل ، والإثم على مَنْ فعل ذلك ، أمّا الكاتب فليس عليه إثم . ا.هـ .
مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز ( 5 / 427 ) ط : الثانية .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 16:08
تربية القطط
السؤال
هل يجوز الاحتفاظ بالقطة في المنزل ، وفقا لتعاليم الإسلام ؟.
الجواب
الحمد لله
أولاً :
يجوز اتخاذ الهرة في المنزل ولا حرج لأن الهرة ليست مؤذية ، ولا نجسة .
أما كونها ليست مؤذية : فهذا معلوم لا يمارى فيه بل هي مفيدة بأكلها الحيات والجرذ والحشرات وغيرها التي قد تكون في المنازل أو ساحاتها .
وأما كونها غير نجسة : فلحديث كبشة بنت كعب بن مالك : أن أبا قتادة – والد زوجها - دخل عليها فسكبت له وضوءاً فجاءت هرة لتشرب منه فأصغى إليها الإناء حتى شربت قالت كبشة
: فرآني أنظر إليه فقال : أتعجبين يا ابنة أخي ؟ قالت : قلت : نعم ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ليست بنجس إنها من الطوافين عليكم والطوافات "
. رواه الترمذي ( 92 ) والنسائي ( 68 ) وأبو داود ( 75 ) وابن ماجه ( 367 ) وصححه الترمذي ونقل ابن حجر في " التلخيص " تصحيح البخاري له .
ثانياً :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض " . رواه البخاري ( 3140 ) ومسلم ( 2242 ) .
خشاش الأرض : حشرات الأرض وهوامها كالفأرة .
فهذا الحديث لم ينكر على المرأة أنها اتخذت هرة ولكنه بين أن إثم المرأة كونها لم تطعمها ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض .
ثالثاً :
ما سمي الصحابي الجليل أبو هريرة بهذا إلا لأنه كان يعطف على الهرر ويقتنيها ، حتى اشتهر بهذه الكنية ونسي الناس اسمه حتى اختلف العلماء باسمه إلى قرابة ثلاثين قولاً.
قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " : والراجح أن اسمه عبد الرحمن بن صخر ولم يختلف أحد منهم أنه أبو هريرة .
رابعاً : تنبيه :
يجوز اقتناء الهرة ، ولكن لا يحل بيعها وشراؤها ولكن توهب هبة ، وتعطى عطية ، وذلك لحديث أبي الزبير قال سألت جابراً عن ثمن الكلب والسنور ، قال : زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك . رواه مسلم ( 1569 ) .
السنور : الهر .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-09-18, 16:10
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
مع جزء اخر من سلسلة
عادات
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2019-02-24, 02:38
بارك الله لكم
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني جضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir