تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تلك السحابة أبت أن تجود بمائها !!


عمر عيسى محمد أحمد
2018-08-29, 15:35
بسم الله الرحمن الرحيم
ros1ros1زهرة2ros1ros1
#زهرة4#زهرة4#زهرة4#زهرة4#زهرة4
#مكتبة


تلك السحابة أبت أن تجود بمائها !!
العيون تترقب اللحظات .. وتحن لروعة البسمات .. وتتأمل محاسن اللمحات .. فتلك العنيدة لعلها تجود يوماً بالالتفات .. وتخلق جسور البين والوفاق حتى الممات .. أمنيات تحلم بها النفس بالإصباح والأمسيات .. وأحلام تراقص القلب بحلاوة اللمسات .. والفؤاد يكتوي هياماً بنفحات تماثل الجمرات .. وتجري الأيام بوتيرة تجلب الحسرات .. ورغم جور الخل فإن القلب هو الملام .. فهو الذي يحلم بإشراقه فجر يقهر الظلام .. والعهد عهد لو لا ذلك الكبرياء الذي يوجد الخصام .. وتلك سحابة تمتطي الآفاق ولا تبالي بالأنام .. فكم يحن القلب شغفاَ لإشارات الرضا يوم تمطر بالسلام .. أمنيات أصبحت حلماً يراود القلب متى ما ترحل السحابة للأمام .. ولكن تلك السحابة أبت أن تجود بمائها في يوم من الأيام .. فكأنها السراب والضباب حين يجتاح الركام .. فذاك الجفاء وذاك الفصال وذاك الملام .. تترفل السحابة تيهاَ ودلالاً غير عابئة بأوجاع القلوب والأسقام .. وقد تمسكت بعنادها وقالت لن تنحني يوماً لشرعة الأقلام والأزلام .. والتزمت بكبرياء العزة حين سكنت فوق الغمام .. وتلك الأمنيات قد خابت دون بادرة تمحو الخصام .. لا ترى باكياَ يتباكى ولا ترى شاكياَ يتظلم من جور الأحباب .. وتمتطي العزة واثقة الخطوة حين تعلن فصل الخطاب .. ولا ترى الحجة في مساجلات تمزق صفحات الكتاب .. فقط تجيد الفصال والانفصال مهما تكون قوة الأسباب .. وترى مقدار شأنها علواً ومقاماً فوق الرقاب .. والحكم حكمها في نهاية المطاف مهما تكون شدة الحساب .. وقد مرت تلك السحابة ذات يومَ دون حرف يعني التحية والسلام .. والهامات قد تعالت واشرأبت لترى البدر يجتاز الساحة بين الخيام .. فلم تميل لحظة لتجامل قلباَ يكتوي من لوعة الهيام .. مرت وكأنها لا ترى ولا تشاهد ولا تسمع صيحات أناس كانت تبادر بالكلام .. وعينها تلك العنيدة أبت أن تميل لترى ما لا يريد قلبها بين الأنام .. ولكن تلك الأيام دائرة بين الأنام .. ولا بد من يوم سوف يأتي عليها وعندها يكون رد السلام .. وقد تجود سحابة أخرى بمائها فيميل القلب لتلك الأخرى دون أسف يعني الملام .. فتعود تلك العصية بمائها فلا تجد عطشى بين الديار وقد ارتوى الكل من ظمأ الصيام .. وعندها سوف تبكي تلك العصية وتندب حظها وقد قتلت حبها بكثرة العناد والخصام .

ـــــــــــــ
الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

بـــيِسَة
2018-08-29, 15:51
بارك الله فيك

ابدع قلمك كالعادة

تحياتي.بيسة.ع*