Virgile
2018-08-14, 15:10
الحياة الكريمة قبل الحفلات الغنائية:
كتب حسين لقرع في جريدة الشروق اليومي
رد الصحفي لقرع على ادعاءات بعض الصحف التي اخلطت الحابل بالنابل
وربطت قيام سكان ورقلة بالصلاة امام المسرح البلديي على أنه رغبة للقيام باعمال ارهابية
تلك مزاعمهم من الاسلام
مؤسف جدا لحالة الصحافة الصفراء الجزائرية التي لا تثق في أقوالها دول العالم كلها
بعد كلٍّ من ورقلة وسيدي بلعباس وتبسة ووادي سوف… أقدم مواطنون على منع حفلين غنائيين في كل من الأغواط ودائرة أولاد سيي سليمان بباتنة في الأيام الأخيرة، لتأخذ بذلك ظاهرة منع الحفلات بُعدا وطنيا غير منتظر وتنتشر من ولايةٍ إلى أخرى انتشار النار في الهشيم.
الملاحظة الأساسية التي ينبغي التنبيهُ إليها في هذا السياق، هي طغيانُ النقاش الإيديولوجي المفتعَل حول أسباب هذه الأحداث و”خلفياتها”، ما أبعد النقاش عن الموضوعية المطلوبة وحرفه عن سياقه الاجتماعي المطلبي المشروع، فضلا عن تحويل الأنظار عن ظاهرةٍ خطيرة بدأت تتنامى في جنوبنا الكبير وينبغي أن تنتبه إليها السلطات وتُحسن معالجتها قبل فوات الأوان.
في مدن الشمال كما في الجنوب، رفع المحتجُّون مطالبَ واحدة، وشعاراتٍ تنموية بحتة تتمحور إجمالاً حول أزمات السكن والبطالة ومياه الشرب وحالة الطرقات وقلة المشافي والانقطاعات الكهربائية المتواصلة… وغيرها من المشكلات التنموية المتشابهة في مختلف أنحاء الوطن، وأكدوا أنّ إنفاق الأموال العمومية على معالجة هذه الاختلالات التنموية أولى من إنفاقها على الفنانين، لكن الملاحظ أن المحتجين في ورقلة والوادي والأغواط تحدّثوا عن ظاهرةٍ أخرى وهي التهميش التنموي الذي يعاني منه الجنوب من عقود، وبات يُشعِرهم بالكثير من الغُبن و”الحقرة”.
لقد أضحى سكانُ الجنوب في السنوات الأخيرة يتحدّثون بمرارةٍ واستياء كبيرين عن ضعف التنمية في المنطقة، وتركيز السلطات على الشمال، وإهمالها للصحراء، برغم كل تنبيهاتهم وصرخاتهم ومطالبهم التي يرفعونها كل مرة للسلطات المحلية والعليا، وحتى احتجاجاتهم ومظاهراتهم التي تزايدت في الأعوام الأخيرة.. ويؤكّد سكان المنطقة أن ضعف التنمية بها أضحى مشكلا مزمنا والتنمية هناك تسير بسرعة السلحفاة، حتى ورقلة التي تعيش كل الجزائر منذ 56 سنة كاملة بخيرات آبارها النفطية يشكو سكانُها ضعفَ بنيتِها التحتية ووتيرةِ التنمية بها مقارنة بولاياتٍ عديدة “فقيرة” في الشمال، ولذلك ركّز سكانُها الذين كانوا أوّلَ من احتجّ على إقامة سهرةٍ غنائية على أن المنطقة بحاجةٍ ماسّة إلى التنمية وليس إلى الحفلات، والأمر نفسه تكرّر يوم الخميس مع سكان الأغواط الذين تجمّعوا أمام دار الثقافة لمنع حفلٍ غنائي هناك، وأعابوا على السلطات عدم تجهيز المستشفى الجامعي وفتحه للمرضى برغم اكتمال الأشغال به منذ سنة، وتحدّثوا عن “التهميش المفروض على أبناء المنطقة” وطالبوا بـ”التنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية تجاه أبناء الجنوب”.
هذا الكلام الذي يترجم الإحساس بالغُبن التنموي والتهميش ينبغي أن تتحسّس السلطاتُ مدى خطورته وتقرأه قراءة صحيحة وتعمل على معالجة المشكلة جذريا قبل أن تتفاقم وتستفحل أكثر، وهذا عوض أن تتفاعل مع تحريض العلمانيين المتطرِّفين الذين يصطادون في المياه العكرة ويتحدّثون عن خطرٍ “أصولي” وهمي، لتهدّد المحتجِّين.
كتب حسين لقرع في جريدة الشروق اليومي
رد الصحفي لقرع على ادعاءات بعض الصحف التي اخلطت الحابل بالنابل
وربطت قيام سكان ورقلة بالصلاة امام المسرح البلديي على أنه رغبة للقيام باعمال ارهابية
تلك مزاعمهم من الاسلام
مؤسف جدا لحالة الصحافة الصفراء الجزائرية التي لا تثق في أقوالها دول العالم كلها
بعد كلٍّ من ورقلة وسيدي بلعباس وتبسة ووادي سوف… أقدم مواطنون على منع حفلين غنائيين في كل من الأغواط ودائرة أولاد سيي سليمان بباتنة في الأيام الأخيرة، لتأخذ بذلك ظاهرة منع الحفلات بُعدا وطنيا غير منتظر وتنتشر من ولايةٍ إلى أخرى انتشار النار في الهشيم.
الملاحظة الأساسية التي ينبغي التنبيهُ إليها في هذا السياق، هي طغيانُ النقاش الإيديولوجي المفتعَل حول أسباب هذه الأحداث و”خلفياتها”، ما أبعد النقاش عن الموضوعية المطلوبة وحرفه عن سياقه الاجتماعي المطلبي المشروع، فضلا عن تحويل الأنظار عن ظاهرةٍ خطيرة بدأت تتنامى في جنوبنا الكبير وينبغي أن تنتبه إليها السلطات وتُحسن معالجتها قبل فوات الأوان.
في مدن الشمال كما في الجنوب، رفع المحتجُّون مطالبَ واحدة، وشعاراتٍ تنموية بحتة تتمحور إجمالاً حول أزمات السكن والبطالة ومياه الشرب وحالة الطرقات وقلة المشافي والانقطاعات الكهربائية المتواصلة… وغيرها من المشكلات التنموية المتشابهة في مختلف أنحاء الوطن، وأكدوا أنّ إنفاق الأموال العمومية على معالجة هذه الاختلالات التنموية أولى من إنفاقها على الفنانين، لكن الملاحظ أن المحتجين في ورقلة والوادي والأغواط تحدّثوا عن ظاهرةٍ أخرى وهي التهميش التنموي الذي يعاني منه الجنوب من عقود، وبات يُشعِرهم بالكثير من الغُبن و”الحقرة”.
لقد أضحى سكانُ الجنوب في السنوات الأخيرة يتحدّثون بمرارةٍ واستياء كبيرين عن ضعف التنمية في المنطقة، وتركيز السلطات على الشمال، وإهمالها للصحراء، برغم كل تنبيهاتهم وصرخاتهم ومطالبهم التي يرفعونها كل مرة للسلطات المحلية والعليا، وحتى احتجاجاتهم ومظاهراتهم التي تزايدت في الأعوام الأخيرة.. ويؤكّد سكان المنطقة أن ضعف التنمية بها أضحى مشكلا مزمنا والتنمية هناك تسير بسرعة السلحفاة، حتى ورقلة التي تعيش كل الجزائر منذ 56 سنة كاملة بخيرات آبارها النفطية يشكو سكانُها ضعفَ بنيتِها التحتية ووتيرةِ التنمية بها مقارنة بولاياتٍ عديدة “فقيرة” في الشمال، ولذلك ركّز سكانُها الذين كانوا أوّلَ من احتجّ على إقامة سهرةٍ غنائية على أن المنطقة بحاجةٍ ماسّة إلى التنمية وليس إلى الحفلات، والأمر نفسه تكرّر يوم الخميس مع سكان الأغواط الذين تجمّعوا أمام دار الثقافة لمنع حفلٍ غنائي هناك، وأعابوا على السلطات عدم تجهيز المستشفى الجامعي وفتحه للمرضى برغم اكتمال الأشغال به منذ سنة، وتحدّثوا عن “التهميش المفروض على أبناء المنطقة” وطالبوا بـ”التنمية الحقيقية والعدالة الاجتماعية تجاه أبناء الجنوب”.
هذا الكلام الذي يترجم الإحساس بالغُبن التنموي والتهميش ينبغي أن تتحسّس السلطاتُ مدى خطورته وتقرأه قراءة صحيحة وتعمل على معالجة المشكلة جذريا قبل أن تتفاقم وتستفحل أكثر، وهذا عوض أن تتفاعل مع تحريض العلمانيين المتطرِّفين الذين يصطادون في المياه العكرة ويتحدّثون عن خطرٍ “أصولي” وهمي، لتهدّد المحتجِّين.