تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحب في الله والبغض في الله أصل عظيم من أصول الدين..فرط فيه الكثير من الناس


عبد الحفيظ 26
2009-11-17, 16:29
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فإن الحب في الله والبغض في الله أصل عظيم من أصول الدين لايكمل الإيمان إلا به كما قال

تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) التوبة:71 أي يحب بعضهم بعضا في الله


وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من أعطى لله ومن لله

وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل الإيمان) رواه الترمذي وغيره وصححه

الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ح (380) .

وفي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ثلاث

من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء

لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)

ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لايحبه إلا لله ) نفي كل سبب للمحبة غير أن تكون لله .

وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (

أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) رواه الإمام أحمد في مسنده وحسنه الشيخ

الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة ح ( 998 )

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ،

ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما

أبغضه الله ) مجموع الفتاوى ج8 ص337

و روى الإمام عبدالله بن المبارك في الزهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( أحب لله ،

وأبغض لله ، وعاد في الله ، ووال في الله ، فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم

الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مواخاة الناس اليوم في أمر

الدنيا ، وذلك ما لا يجزئ عن أهله شيئا يوم القيامة )ص120

إن الحب في الله والبغض في الله عبادة مقيدة بشرطا قبول العمل وهما الإخلاص وموافقة الشرع

فأما شرط الإخلاص فيتحقق بأن تكون المحبة خالصة لله سبحانه و ألا تزيد بغير سبب من

الأسباب الشرعية وكذلك البغض أن لايزيد ولاينقص إلا بالأسباب الشرعية كما دل عليه

قوله عليه الصلاة والسلام (لايحبه إلا لله ) .

وقال يحى بن معاذ رحمه الله ( حقيقة الحب في الله أن لايزيد بالبر ولا ينقص بالجفاء ) شذرات

الذهب ج2 ص138 والمقصود أن يكون حبه خالصا لله سبحانه فإن تأثر بالبر أو بالجفاء

فهو لحظ النفس لا لله .

وأما شرط موافقة الشرع في المحبة فيتحقق بأن يحب الشخص على ما هو عليه حقيقة

من دون إفراط أو تفريط .

وما قيل في المحبة يقال في البغض في الله فيشترط أن يكون البغض يراد به وجه الله لا لعداوة

شخصية أو غيرها من الأسباب غير الدينية .

وأسباب البغض الشرعية هي الكفر أو البدعة أو المعصية ولكن يبغض كل بحسب جرمه .

وعلامة الإخلاص في البغض في الله ألا يزيد بالإساءة الشخصية من المبغض للمبغض

ولاينقص بإحسانه إليه فالبغض في الله مبعثه انحراف المبغض عن دين الله بواحد من تلك

الأسباب فإن كان كذلك فهو لله وفي الله وإلا فهو لحظ النفس .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (وَلْيَعْلَمْ أَنَّ الْمُؤْمِنَ تَجِبُ مُوَالَاتُهُ وَإِنْ ظَلَمَك

وَاعْتَدَى عَلَيْك وَالْكَافِرُ تَجِبُ مُعَادَاتُهُ وَإِنْ أَعْطَاك وَأَحْسَنَ إلَيْك ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ الرُّسُلَ

وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ لِيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَيَكُونُ الْحَبُّ لِأَوْلِيَائِهِ وَالْبُغْضُ لِأَعْدَائِهِ وَالْإِكْرَامُ لِأَوْلِيَائِهِ

وَالْإِهَانَةُ لِأَعْدَائِهِ وَالثَّوَابُ لِأَوْلِيَائِهِ وَالْعِقَابُ لِأَعْدَائِهِ) مجموع الفتاوى ج28ص209

وأما شرط الموافقة للشرع في البغض في الله فيتحقق بأن يكون البغض في الله على وفق ما عليه

الشخص من صفات الشر يزيد البغض بزيادتها وينقص بنقصانها دون إفراط أو تفريط .

وقد أرشد الله المؤمنين إلى ذلك في كتابه حيث يقول : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين

لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) المائدة:8

والعدل هنا عام في كل شيء ومن ذلك العدل في البغض فلا ينبغي

أن يكون بغضنا للمتلبسين ببعض صغائر البدع أو الذنوب كبغض المقترفين

للكبائر منهما ولا يكون بغضنا لهؤلاء كبغضنا للكفار مثلا فإن هذا من العدل

المأمور به في الدين .وقد أخبر الله في كتابه عن تفاوت ملل الكفر في

في بغضهم وعداوتهم للمؤمنين فقال ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ

أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ

وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ) المائدة:82 وإذا كانوا كذلك فمن العدل

ألا يتساوى بغضنا لمن هم أشد الناس عداوة للمؤمنين بمن هم أقل عداوة منهم

فضلا عن أن يتساوى بمن وصفهم الله بأنهم أقرب مودة .

وتطبيق هذا المنهج يجري على كل المبغضين في الله ممن هم دون الكفار من أهل

البدع من المسلمين وأصحاب المعاصي أن يبغض كل واحد من هؤلاء على قدر

بدعته أو معصيته دونما غلو في ذلك أو تقصير .
**
من كتاب: موقف أهل السنة والجماعة من

أهل الأهواء والبدع للشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي حفظه الله تعالى ج2
........................
أقول وبعدما عرفنا مكانة وعظم شان هذا الأصل أي "الحب في الله
والبغض في الله"، دعونا نتسأءل عن أنفسنا وموقفنا منه وما نحن فيه
اليوم أو على الاقل العديد منا، أين وصل بنا الأمر، هل حقا نحب في
الله ونبغض في الله كما أمرنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أم
نحب الناس ونبغضهم لأشياء أخرى ؟؟؟؟ المهم أسئلة كثيرة أرجوا
أن تجد إجابات من الإخوة والأخوات المشاركين

عبد الحفيظ 26
2009-11-17, 16:48
أوثق عرى الإيمان...الحب في الله والبغض في الله
للشيخ: ياسر برهامي حفظه الله


للإستماع


http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=30025


للحفظ
http://download.media.islamway.com/lessons/burhamy/347-Awthaq_3ora_Aliman.rm

جيلالي تياب
2009-11-17, 21:58
جزاك الله خيرا

عبد الحفيظ 26
2009-11-27, 20:41
الحب في الله والبغض في الله


صالح بن فوزان الفوزان (http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=99)

للحفظ:

http://download.media.islamway.com/lessons/fawzan/412-5ob_Bo3191.rm

http://download.media.islamway.com/lessons/fawzan/412-5ob_Bo3191.mp3

للاستماع:

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=43839

محبة الحياة
2009-11-29, 08:22
بارك الله فيك

عبد الحفيظ 26
2009-11-29, 20:35
بارك الله فيك

وفيك بارك الله