المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كرة الندم [القدم ] إلى أين


ها جر2000
2009-11-17, 05:32
الحمد وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
لقد ابتليت الأمة الإسلامية ببلايا عظيمة ، من جراء مخططات أعداء الإسلام ، ومن أعظم ما ابتليت به أمة الجد والاجتهاد في طاعة الله والدعوة إليه والجهاد الوقع في مكر وخديعة بروتكولات حكما صهيون ، فقد مكروا ونظروا وللبراءة أظهروا وخرجوا بنتيجة وهي فتح أبواب الملاهي والفجور والسخافة بالفن والخمور ، والرياضة ،للإناث والذكور ، ونجحوا في ذلك في برهة من العصور ، وهاهم يجلبون علينا بخيلهم ورجلهم في السر والظهور .
ومن أعظم ما ابتليت به الأمة في هذه العصور ، كرة الندم [القدم ] كما يسميها بعض الأخوة جزاهم الله خيرا ،هذه اللعبة التي فتن بها الكبير والصغير ، والرجال والنساء ولم يسلم منها إلا القليل ،ولقد ظهرت في الزمن الأولى كلعبة ترويحية ، ثم بقيت تتطور ويقنن لها القوانين إلى أن وصلت إلى ما عليه ، وقد أضرت كثيرا بشباب الأمة وأموالها وطاقاتها ، مما ينبغي لها أن تعيد النظر في حساباتها قبل فوات الأوان ، وتذوق الأمرين ،ويأتي عليها اليوم الذي تتفرق فيه على نفسها من هذه اللعبة ، وتتقاتل فيما بينها ، وربما تقوم الحرب الثالثة من أجلها ، ومن يدري ..؟؟
إن هذه الكلمة القصيرة لا ادعي فيها أني ألممت بالموضوع ، فجئت بالمشروع فيه والممنوع في هذا الموضوع المهم الذي يحتاج إلى كتابات كثيرة، وتوعية شاملة كبيرة ودروس وخطب بالغة طويلة وقصيرة ، لأن البلوى به قد عمت ،وشره قد استطار وبه الأمة ألمت ، حتى كاد أن يعم بيوت المسلمين ،بعد أن أتى على الكفرين ، فقد أصبح حديث الساعة ،في الشوارع والبيوت، والسوق والحانوت ، ويهرع إليه بالمراكب والمواكب، وتترك له الوظائف لتحصيل الحِكم والطرائف، والإعلام بأنواعه قد ساد ،وظهر على الأمة بكل فساد ،وكأنه فسطاط الدين ،وعمود الإسلام المتين، حيث أصبحت تعقد عليه ألوية الولاء والبراء ، والحب والبغضاء ، وترفع فيه ألوية القومية والوطنية بالتمزيق، والجهوية والشعوبية بالتفريق، بين أبناء البلد الواحد من المسلمين ، لاعبين ومتفرجين ، قد دب فيهم الحسد والبغضاء وكانت كرة القدم من أهم أسبابه فجعلتهم إخوة أعداء ألداء .وقد قال الله تعالى :{{ .. لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ..}}فأين انتم يا مؤمنين من الولاء لله والبراء ..
وهؤلاء الكفار قد حادوا الله ورسوله ، وقلدهم المسلمون في كل شيء ليعود عليهم ذلك بالضرر ، وقد قال صلى الله عليه وسلم :<< لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وحذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ..} والحديث في الصحيحين ، أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
إن كرة القدم كادت أن تصبح صنما يعبد من دون الله ، فإن حبها تمكن من القلوب حتى أصبح كثير من الناس من إدمانهم لها وتحدثهم عنها لا يمكن أن يفوتوا عليهم مباراة واحدة لكرة القدم مع أنهم لم يبالوا أن تضيع منهم جميع الصلوات ، والواجبات والله سبحانه وتعالى يقول: {{ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله }} فإن المحبة من أعظم العبادات التي ينبغي أن يحققها العبد ،ولا يجوز له أن يقدم على محبة الله ورسوله شيئا حتى نفسه التي بين جنبيه ، والأدلة في هذا الباب كثيرة ،ونكتفي بدليل واحد من الكتاب والسنة قال تعالى :{{ قل إن كان أباؤكم أو أبناؤكم أو إخوانك ...] وقال صلى الله عليه وسلم :<< لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين >> فإذا كان هؤلاء المذكورين مع عظيم قدرهم وقيمتهم في النفوس لا يجوز تقديم محبتهم على محبة الله ورسوله فكيف بلعبة تصد عن محبة الله تعالى ومحبة رسوله .
وهؤلاء القوم عشقوها إلى درجة أن كثيرا منهم مات أو يموت من أجلها ، أو يمرض ويبقى الشهور وهو معلول ،وخاصة إذا حصلت الهزيمة لفريقه الذي يسانده،ويناصره ، فإذا فاز فريقه طار فرحا وجاءه الشفاء ،وعلى خصمه اللعنة والعفاء وهذا عين محبة العبادة والعياذ بالله .
2 - تشريع قوانين لها يعاقب مخالفوها عقوبات مالية ، وبدنية ، مما يخالف شرع الله سبحانه وتعالى ، فإن الفيفا لها نظام عالمي وقانون يضاهي قانون الإسلام ، وأعضاء منظمة الفيفا اليوم تجاوز عددهم عدد منظمة الأمم المتحدة ، ومنظمة الينسكو ، وقد ألزموا به الدول الإسلامية
حتى دفعوا الأموال الباهضة لهذه المنظمة الكافرة ،وقد رضي بذلك المسلمون شعوبهم ، وأولياء أمورهم وأصبحوا يوالون عليه ويعادون فيه ،حتى فيما بينهم ، بل أصبح كثير من أبناء المسلمين ، يقدمون أبناء الكفرة على أبناء ملتهم ، ويهتفون بأسمائهم ، ويحملون صورهم وشعاراتهم حتى في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، عنوانا على محبتهم لهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فهذا المسلم يدخل المسجد ليصلي وعلى ظهره أو صدره صورة اللاعب المشهور الفلاني وذاك يحمل صورة الفريق الفولاني ، وآخر يصلي في بدلة الرياضة للفريق الفلاني وفيها الصليب، وإمام من فوق المنبر يدعو للفريق بالانتصار،والمأمومين بالتأمين جهارا وكأنهم في معركة مع الكفار.
3 - التفريق بين المسلمين ، على قاعدة أعداء الله" فرق تسود " فبعدما نجحوا في وضع الحدود الجغرافيا بين بلاد المسلمين ،ها هم يجلبون عليهم بمخططاتهم ومكرهم ، نساء ورجالا ، شبابا وشيوخا فيذيقوننا وبالا، ليوقعوا بينهم العداوة والبغضاء ، بشعارات براقة سخيفة ورثتهم المهانة والمذلة ، والضعف والانهزامية أمام الكفار، والحسد والبغضاء لبعضهم البعض، وصدق من قال : أسد علي وفي الحروب نعامة . وقد قال تعالى : {{ والمسلمون والمسلمات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..}} وقال صلى الله عليه وسلم :{ دب إليكم داء الأمم من قبلكم ، الحسد والبغضاء ، الحالقة ...} وما تركته المباريات الأخيرة بين الكثير من شعب مصر وشعب الجزائر ودول أخرى إسلامية مماثلة من الحسد والبغضاء والآثار السلبية بسبب هذه اللعبة البغيضة مما ينذر بالخطر ، و يجلب على الدولتين وسياستهما البلاء والشر ، وربما يأتي اليوم الذي تتقاتل فيه الدولتان بجيشهما بسبب هذه اللعبة اللعينة ، فتنتقم الدولة المنهزمة من الدولة الفائزة ، ولو أن تأخذها على حين غرة وغفلة منها .
4 - تضييع الأوقات والأعمار في اللعب على حساب الواجبات والفرائض ، والله توعد على ذلك بقوله : {{ دعهم يخضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون }} فكثير من الناس إذا كانت مقابلة مبرمجة يحضرون لها أنفسهم قبل اللقاء بأسبوع ، ويجتهدون غاية الاجتهاد في الدعاية ، والتحريض ، وصرف الأوقات والأموال في ذلك ، أما اليوم الذي تجري فيه المباراة فحدث ولا حرج ، حيث هناك من الناس من يذهب في الصباح الباكر لحجز المكان ، ومنهم من يسافر المسافات البعيدة من أجل حضور اللقاء المرتقب ، ويخرجون بالطبول ، والمزامير ، والمجون ،والزغاريد من النساء والألعاب النارية والاختلاط ، ويفرطون في الصلوات والواجبات الأسرية والوظيفية ،ويحدثون فوضى في المدينة التي تقام فيها المباراة حيث يكلف ذلك الخزينة أموالا باهضة هي في غنى عنها ، فتجند لذلك الطاقات الأمنية البشرية والمادية للحفاظ على أمن الدولة وممتلكاتها ، وأمن المواطن وممتلكاته ، ولردع المشاغبين وبعد نهاية كل مباراة يتجدد نفس السيناريو -إن صح التعبير - ويحدث في كل مرة أضرار وأضرار ، تصل في بعض الأحيان إلى الإعاقة أو الموت ، والله المستعان .
5- ومما يؤسف له جدا أن يقع في شباك هذه الخديعة في هذه اللعبة من يحسبون على السنة ، والمنهج السلفي - زعموا - بحجة أن المقابلة بين دوليتين إسلاميتين ، فنظروا إلى هذا الجانب الذي أوتينا منه ، ولم ينظروا إلى الآثار السلبية المترتبة على ذلك ، من الحب والبغض ، وإضاعة الواجبات والوقوع في المخالفات ، والإقرار للمنكرات التي عليها القوم حيث لا يمكنهم تغيير المنكر ولا الأمر بالمعروف ، بل أصبحوا يؤاكلوهم ويشاربوهم حتى اعتادوا عليه ، وماتت الغيرة على حدود الله ومحارمه ،وقد قال الله تعالى : {{ لعن الذين كفروا من أهل الكتاب على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }} .
وسأنقل لك أخي القارئ بعض المفاسد التي سطرها الشيخ حمود التويجري رحمه الله في كتابه الموسوم: "بالإيضاح والتبيين لما وقع فيه الأكثرون من مشابهةالمشركين"ص224/244حيث ذكر سبعة وجوه في تحريمها فقال رحمه الله :
1- أن فيها تشبهابالكفار.
2- أن فيها صدا عن ذكر الله.
3- أنها مشتــملة على المضرة.
4- أن اللعب بها من الأشر والمرح ومقابلة النعم بضد الشكر.
5- أنه يكثربين اللاعبينالوقاحة والبذاءة وسلاطة اللسان من السب ونحوه.
6- أن فيها كشـفا للعورات وهذامحرم.
7- أنها من اللهو الباطل.
هذا وقد تجد بعض الدول أو الأشخاص أو التجار المسلمينيشترون أندية أو أسهم في أندية كفرية بأموال طائلة ولو أنفقوها في ما ينفع المسلمينلكان خيرا لهم وأقوم عند الله ..
وأضف إلى ذلك ما يحصل من فتنة لبناتالمسلمين من تتبع أخبار اللاعبين والافتتان بهم ..


وأضف إليه أن يتشبهالنساء بالرجال بحيث يصبح لهن أندية رياضية (نسوية) تمارس المرأة فيه (حقها ) فيمزاولة اللعبة في أندية مغلقة (بداية) ثم مفتوحة في النهاية وقد وجد للأسف في بعضالدول المسلمة مثل هذا.. ولا حول ولا قوة إلا بالله

وأضف إلى ذلك دعمالفريق بالأغاني والهراء الفني وما ينتج عن ذلك من ضعف إنكار المنكر و ..و
هذا إذا ما أضفنا من صرف المسلمين لقضاياهم الأساسية وشغلهمبالمحطات الفضائية التي تغطي كل التفاصيل المملة عن حياة اللاعبين وقيمة شرائهم و.. و..إلخ
ثم أضف أن شئت ما يحصل من كذب وأخبار وإشاعات وزور إعلامي ينشر فيالصحف وتشغل الجماهير (الغفيرة) في قيل وقال وفي ما لا طائل له..
وأخيراما يحرض ويعزز من التعصب المقيت لهذا أو ذاك أو الفريق والفريق الآخر بحجة مباراةقمة (في الجهل ) . وما فيه من إحياء لدعوى الجاهلية التي حذر منها رسول الله صلىالله عليه وعلى آله وسلم.
تنبيه مهم :ذكر في تقرير عن الماسونية أن من أهدافهم أنهم يشغلوا الناس بقضايا جانبيةكالرياضة والموسيقى والأفلام والمسلسلات إلخ.. حتى يتمكنوا من الأمم.
نسأل الله أن يبصر المسلمين بما يحدق بهم من خطر ويحيط بهم من مكر ، ونسأله أن يدرنا وإياهم إلى التمسك بالكتاب والسنة على منهج صالح سلف هذه الأمة إنه ولي ذلك والقادر عليه .
ييتبع إن شاء الله ...