تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة


الصفحات : [1] 2 3

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:24
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تقدم موضوع

الحديث وعلومه

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2148923

مصطلح الحديث

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2149073

الأحاديث الصحيحة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2149229

شروح الأحاديث

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2149489

..........

حديث موضوع في بدء الخلق .

السؤال :

قرأت عن بداية الخلق في أحد الكتب أن الله سبحانه وتعالى خلق ياقوتة خضراء لا يعلم طولها وعرضها إلا الله ، ثم نظر إليها بعين الهيبة فذابت وصارت ماء ، ثم وضع عرشه علي الماء ؛ أريد التحقق من صحة ما قرأت .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "كتاب العظمة" (2/546) برقم : (192) ، فقال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّوِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ ...) الحديث بطوله .

وهذا حديث موضوع ، نوح بن أبي مريم متهم بالوضع ، قال مسلم وغيره: متروك الحديث.

وقال الحاكم : وضع حديث فضائل القرآن الطويل .

وقال البخاري : منكر الحديث .

وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الأسانيد ، ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

"ميزان الاعتدال" (4/ 279)، "المجروحين" (3/ 48) .

والراوي عنه حبيب بن أبي حبيب ، كذبه الإمام أحمد ، وقال أبو داود : كان من أكذب الناس، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان:

أحاديثه كلها موضوعة ، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات وأمره بين في الكذب .

"تهذيب التهذيب" (2/ 159) .

وقال المطهر ابن طاهر المقدسي في "البدء والتاريخ" (1/ 148):

" وفي كتاب أبي حذيفة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنه : " أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء - ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم - قال: فلحظها الجبار لحظة ، فصارت ماء يترقرق ، لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح، يرتعد من مخافة الله ، ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ، ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء، فذلك قوله تعالى : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ".

وهذا باطل أيضا ، جويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك ، كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .

"ميزان الاعتدال" (2/222) ، "التهذيب" (2/106)

وأبو حذيفة هو إسحاق بن بشر، صاحب كتاب المبتدأ.

كذبه علي بن المديني ، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك.

"ميزان الاعتدال" (1/ 184) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:28
الاستخفاف بالله سبحانه على جهة الهزل

السؤال

سؤالي بخصوص صديق لي كان يمزح بجهل ، فأثناء ما كان يمزح مع صديق آخر استفزه الأخير ، فالتقط الأول سماعة الهاتف وقال بكل جهل: "لابد أن أخبر الله". ثم استمر قائلا في الهاتف: "مرحبا الله" كأنه يتكلم إلى الله ، وأنا أعلم أن هذا لا يجوز لكن هل هذا شرك؟

الجواب

الحمد لله

وبعد ، فالإيمان بالله تعالى مبني على تعظيمه سبحانه وإجلاله والانقياد له ، ولذا عاب الله الكافرين وأخبر أنهم إنما أشركوا به سبحانه غيره لما لم يقدروا الله حق قدره فقال :

( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر /67 .

فالله جل شأنه هو العظيم الذي تكاد السماوات تتفطر من عظمته كما قال سبحانه :

( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الشورى/5 .

ومن تفكر في مخلوقات الله رأى طرفا من آثار عظمته سبحانه ، يقول النبي صلى الله وسلم في وصف الكرسي والعرش : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/223) .

ولا يجتمع في القلب الواحد تعظيم الله عز وجل مع الاستخفاف به ولذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته ورسله كفر كيفما وقع جدا أو هزلا قال الله تعالى في سورة التوبة :

( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة 64-66 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" وهذا نص في أن الاستهزاء بالله و بآياته وبرسوله كفر وقد دلت هذه الآية على أ ن كل من تنقص رسول الله جادا أو هازلا فقد كفر"

الصارم المسلول (2/70)

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن عند هذه الآية : " لا يخلو أن يكون ما قالوه ـ أي المنافقين ـ من ذلك جدا أو هزلا ، و هو ـ كيفما كان ـ كفر ؛ فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة " اهـ .

وقال العلامة السعدي : " إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة "
.
وما قاله هذا الرجل فيه استخفاف بالله سبحانه ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ـ ، وتنزيل لله ـ جل شانه وعز سلطانه ـ منزلة البشر ، في الخطاب والكلام ، وهذا كفر لا يشك فيه من له أدنى معرفة بدين الله ، ولا يقدم عليه إلا جاهل طافح الجهل ، أو رجل لا يعرف قلبه لله وقارا !!

ثم زاد كفر الاستهزاء واللعب كفرا وضلالا ، قول هذا البائس : ( لا بد أن أخبر الله ) ؛ فهل يحتاج الله تعالى إلى خبر الجاهل الظلوم ؟!!

( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) آل عمران/5 .

فعلى هذا المسكين أن يجدد إيمانه ، ويدخل في الإسلام من جديد ، ويتوب إلى الله تعالى من هذا الكفر الصراح ، وليستكثر ـ فيما بقي من عمره ـ من الصالحات والخيرات ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنه ، ويغفر له جهله وعدوانه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:31
هل صح عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : " كلم النَّاس قليلا ، وكلم ربك كثيرا " ؟

السؤال

: قرأت أكثر من مرة في مواقع التواصل عن كلام يُنسب إلى الصحابي معاذ بن جبل يقول : " كَلّم الناس قليلا ، وكلم ربك كثيرا ، لعل قلبك يرى الله " بحثت عنه في قوقل فلم أجد مصادر موثوقة تذكره ، فما صحة هذا الكلام ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور لم نجد له أصلا عن معاذ بن جبل، ولا عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا عن أحد من التابعين أو أهل العلم .

وإنما ذكره أبو القاسم القشيري في "رسالته" (1/ 248) بصيغة التمريض ، فقال :

" ويروى عَن معاذ بْن جبل أَنَّهُ قَالَ: كلم النَّاس قليلا وكلم ربك تَعَالَى كثيرا، لعل قلبك يرى اللَّه تَعَالَى " انتهى .

وهذا لا حجة فيه ، لأنه ذكره بلا إسناد ، وقد ذكره مع ذلك بصيغة التمريض الموحية – غالبا – بالضعف وعدم الصحة والثبوت .

وأبو القاسم رجل متكلم صوفي أشعري ، وفي كتابه "الرسالة" الكثير من الأحاديث المكذوبة ، والأخبار الموضوعة ، فليس مما يعتمد عليه في باب التثبت من الأخبار والمرويات ؛ إنما غاية ما فيه : أن يذكر للعظة ، والاعتبار .

والله أعلم .

ما يُذكر عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : " كلم النَّاس قليلا ، وكلم ربك كثيرا " لا أصل له .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:34
رؤية الله عز وجل في المنام

السؤال

ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام ؟

وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد بن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة ؟.

الجواب

الحمد لله

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أنه يرى الإنسان ربه في المنام ، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11

فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له .

وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .

ويمكن أن يسمع صوتا ويقال له كذا وافعل كذا ، ولكن ليس هناك صورة مشخصة يراها تشبه شيئا من المخلوقات ؛ لأنه سبحانه ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام ، من حديث معاذ رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه

وجاء في عدة طرق أنه رأى ربه ، وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه ، وقد ألف في ذلك الحافظ ابن رجب رسالة سماها : " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم ، فأما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا .

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت ، أخرجه مسلم في صحيحه . ولما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال : ( رأيت نورا ) وفي لفظ ( نور أنى أراه ) رواهما مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا

لأن رؤية الله في الجنة هي أعلى نعيم المؤمنين ، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة ولأهل الإيمان في الدار الآخرة ، وهكذا المؤمنون في موقف يوم القيامة ، والدنيا دار الابتلاء والامتحان ودار الخبيثين والطيبين ، فهي مشتركة فليست محلا للرؤية ؛ لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة وفي يوم القيامة

وأما الرؤيا في النوم التي يدعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي - كما قال شيخ الإسلام رحمه الله - بحسب صلاحهم وتقواهم ؛ وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك ، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم ، كما روي أنه تخيل لعبد القادر الجيلاني على عرش فوق الماء

وقال أنا ربك وقد وضعت عنك التكاليف ، فقال الشيخ عبد القادر : اخسأ يا عدو الله لست بربي ؛ لأن أوامر ربي لا تسقط عن المكلفين ، أو كما قال رحمه الله ، والمقصود أن رؤية الله عز وجل يقظة لا تحصل في الدنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما تقدم في حديث أبي ذر ، وكما دل على ذلك قوله سبحانه لموسى عليه الصلاة والسلام لما سأل ربه الرؤية .

قال له : ( لَنْ تَرَانِي ... الآية ) الأعراف / 143 ، لكن قد تحصل الرؤية في المنام للأنبياء وبعض الصالحين على وجه لا يشبه فيها سبحانه الخلق ، كما تقدم في حديث معاذ رضي الله عنه ، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه لم ير ربه وإنما رأى شيطانا ، فلو رآه وقال له : لا تصل قد أسقطت عنك التكاليف

أو قال ما عليك زكاة أو ما عليك صوم رمضان أو ما عليك بر والديك أو قال لا حرج عليك في أن تأكل الربا . . . فهذه كلها وأشباهها علامات على أنه رأى شيطانا وليس ربه . أما عن رؤية الإمام أحمد لربه لا أعرف صحتها ، وقد قيل : إنه رأى ربه ، ولكني لا أعلم صحة ذلك .

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6/367

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:39
هل ثبت دعاء أن سليمان أخذ عهداً على الجن أن من قاله لا تؤذيه الجن ؟

السؤال :

رجل يقوم بالرقية الشرعية على الناس المتلبسين بالجن ، أخبر ابن عمي والذي كان متلبس بالجن بأن هناك دعاء منذ عهد النبي سليمان عليه السلام ، وقد قام الجن في عهده بقطع عهد بأن لا يؤذوا أي أحدٍ يقوم بقول ذلك الدعاء ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لنا بقول الدعاء ، لكنه لم يكشف لنا معنى كلمات الدعاء ، أود معرفة صحة ذلك ، إن كان صحيحاً ، فأرجو إخباري بالدعاء .

الجواب :

الحمد لله

لم نستطع الجزم بالدعاء الذي يقصده السائل ، إلا أنه يغلب على الظن أن المقصود بذلك هو قول القائل :" يا معشر الجن أناشدكم بالعهد الذي أخذه عليكم سليمان بن داود إن لا تظهروا لنا ولا تؤذونا "

وهذا القول مشهور عند كثير من الناس أنه يقال في مثل هذه المواضع .

وقد ورد فيه حديث ضعيف لا يصح .

أخرجه أبو داود في "سننه" (5260) ، والترمذي في "سننه" (1485) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (968) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (19914) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/79) ، والبيهقي في "الآداب" (364) ، جميعا من طريق ابْن أَبِي لَيْلَى ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ :

" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ ، فَقَالَ:( إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ ، فَقُولُوا: أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ ، أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ ، أَنْ لَا تُؤْذُونَا !!

فَإِنْ عُدْنَ ، فَاقْتُلُوهُنَّ) " .

وإسناده ضعيف ، فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، سيء الحفظ ، قال الإمام أحمد :" كان سيء الحفظ ، مضطرب الحديث ، وكان فقه ابن ابى ليلى أحب الينا من حديثه ، حديثه فيه اضطراب ، وقال ابن معين : ليس بذاك ". انتهى من "الجرح والتعديل" (7/323) ، وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/244)

:" كَانَ رَدِيء الْحِفْظ كثير الْوَهم فَاحش الْخَطَأ ، يروي الشَّيْء على التَّوَهُّم ، وَيحدث على الحسبان ، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته ، فَاسْتحقَّ التّرْك ؛ تَركه أَحْمد بن حنبل وَيحيى بن معِين ". انتهى

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1508) .

ويغني عن ذلك : ما ثبت في الأحاديث الصحيحة من الأذكار التي من قالها حفظه الله من شر كل ذي شر ، ومن ذلك :

أن يقول المسلم إذا ذهب إلى أي مكان " أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ".

والحديث الوارد في ذلك رواه مسلم في "صحيحه" (2708) ، من حديث خَوْلَةَ بِنْت حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ ، قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ).

ومنها : أن يقول المسلم صباحا ومساءا :" بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ".

والحديث أخرجه الترمذي في "سننه" (3388) ، من حديث عُثْمَانَ بْن عَفَّان ، قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ).

والحديث صحيح ، صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" (2698) .

ومنها : قراءة سورة الإخلاص ، والمعوذتين ، ثلاث مرات ، في الصباح والمساء .

والحديث الوارد في أخرجه أبو داود في "سننه" (5082) من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ خُبَيْبٍ ، قال: " خَرَجْنَا فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي لَنَا، قَالَ: فَأَدْرَكْتُهُ، فَقَالَ:(قُلْ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَالمُعَوِّذَتَيْنِ ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ؛ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) " .

والحديث حسن ، حسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترمذي" (2829) .

ومنها : قراءة آية الكرسي قبل النوم .

والحديث الوارد في ذلك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2311) ، وهو حديث أبي هريرة المشهور ، وفيه تكليمه الشيطان ، والشاهد فيه :( إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ) البقرة/255 ، حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ ) .

وينبغي للمسلم عندما يقول هذه الأذكار أن يتوكل على الله عز وجل ، فإنه من توكل عليه كفاه ، وهو الحفيظ العليم .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:52
الكلام على حديث : ( إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ ).

السؤال

: أرجو شرح الحديث: إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم. ( البيهقي/ المشكاة ص420). هل هذا يعني أنه إذا لم نحاول أن نلمّ شمل الأقارب المتقاطعين ( في عوائلنا)، فإن رحمة الله لن تتنزل علينا؟

أيضاً هل هذا حديث موثوق لأني لم أستطع إيجاد مراجع كثيرة على الانترنت.

السؤال : أرجو شرح الحديث: إن الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم. ( البيهقي/ المشكاة ص420). هل هذا يعني أنه إذا لم نحاول أن نلمّ شمل الأقارب المتقاطعين ( في عوائلنا)، فإن رحمة الله لن تتنزل علينا؟ أيضاً هل هذا حديث موثوق لأني لم أستطع إيجاد مراجع كثيرة على الانترنت.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البخاري في "الأدب المفرد" (63) ، والبيهقي في "الشعب" (7590) ، ووكيع في "الزهد" (412) ، والفسوي في "المعرفة" (1/265) ، من طريق أبي إِدَامٍ الْأَسْلَمِيّ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ يَوْمَ عَرَفَةَ: ( إِنَّ الرَّحْمَةَ لَا تَنْزِلُ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ قَاطِعُ رَحِمٍ ).

وهذا إسناد واه ، أبو إدام اسمه سليمان بن زيد المحاربي ، قال ابن معين: ليس بثقة ، كذاب ، ليس يسوى حديثه فلسا . وقال النسائي: ليس بثقة ، وقال أيضا: متروك الحديث.

"تهذيب التهذيب" (4/ 169)

وقال الهيثمي في "المجمع" (8/ 151) :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ أَبُو إِدَامٍ الْمُحَارِبِيُّ ، وَهُوَ كَذَّابٌ " .

وذكره ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ" (5/ 2642)، وقال :

" سليمَان هَذَا لَيْسَ بِثِقَة، كَذَّاب " .

وذكره الألباني في "الضعيفة" (1456) وقال : " ضعيف جدا " .

وروى الطبراني في "المعجم الكبير" (8793) والبيهقي في "الشعب" (7592) عَنِ الْأَعْمَشِ، قَالَ: كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ جَالِسًا بَعْدَ الصُّبْحِ فِي حَلْقَةٍ، فَقَالَ: " أَنْشُدُ اللهَ قَاطَعَ رَحِمٍ لَمَا قَامَ عَنَّا، فَإِنَّا نُرِيدُ أَنْ نَدْعُوَ رَبَّنَا ؛ وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ مُرْتَجَةٌ دُونَ قَاطَعِ رَحِمٍ " .

قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 151):

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ ، إِلَّا أَنَّ الْأَعْمَشَ لَمْ يُدْرِكِ زَمَنَ ابْنِ مَسْعُودٍ " .

ثانيا :

قال الصنعاني رحمه الله في شرحه للحديث :

" (إن الرحمة لا تنزل) من عند الله (على قوم فيهم قاطع رحم) فأصابهم بشؤمه، وفيه التحذير عن مجالسة أهل المعاصي وأن العبد قد يحرم الخير بسببهم، وهو عام للرحمة في الدنيا كالغيث ونحوه، ورحمة الآخرة، وهذا عكس حديث: (هم القوم لا يشقى بهم جليسهم) متفق عليه " انتهى مختصرا . من "التنوير" (3/ 464) .

وقد قيل : إن الحديث ليس على عمومه في كل قوم ، بل المراد : الذين يعينونه على القطيعة .

أو : إن الرحمة هنا رحمة خاصة ، وهي المطر .

قال ابن الملك رحمه الله :

" والمراد بهم هم الذين يساعدونه على قطيعة الرحم ولا ينكرون عليه ذلك، أو المراد بالرحمة المطر؛ أي: يحبس المطر عنهم بشؤم قاطع الرحم." انتهى، من "شرح المصابيح" (5/285) .

وينظر : "فتح الباري" (10/ 415) .

وتعقبه العلامة السفاريني رحمه الله ، بأن الظاهر العموم :

" وظَاهِرُ صَنِيعِ ابْنِ مَسْعُودٍ يَدُلُّ عَلَى رَحْمَةٍ أَخَصَّ مِنْ الْمَطَرِ، وَعَلَى عُمُومِ مَنْ حَضَرَ الْمَجْلِسَ الَّذِي فِيهِ قَاطِعُ رَحِمٍ كَمَا يَظْهَرُ بِالتَّأَمُّلِ "

انتهى ، من "غذاء الألباب" (1/ 355)

وعلى كل تقدير ، فالمراد بالحديث الزجر عن هذه الكبيرة ، والفعلة الشنيعة .

قال المناوي رحمه الله :

" وَالْمَقْصُود: الزّجر عَن قطيعة الرَّحِم، وحث الْقَوْم على أَن يخرجُوا من بَينهم قاطعها، لِئَلَّا يُحرموا الْبركَة بِسَبَبِهِ "

انتهى، من "التيسير" (1/ 285)

وروى البخاري (5984)، ومسلم (2556) عن جُبَيْر بْن مُطْعِمٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ ).

قال النووي رحمه الله :

" هَذَا الْحَدِيثُ يُتَأَوَّلُ تَأْوِيلَيْنِ :

أَحَدُهُمَا: حَمْلَهُ عَلَى مَنْ يَسْتَحِلُّ الْقَطِيعَةَ ، بِلَا سَبَبٍ وَلَا شُبْهَةٍ ، مَعَ عِلْمِهِ بِتَحْرِيمِهَا، فَهَذَا كَافِرٌ يُخَلَّدُ فِي النَّارِ ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَبَدًا .

وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ: لَا يَدْخُلُهَا فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ مَعَ السَّابِقِينَ، بَلْ يُعَاقَبُ بِتَأَخُّرِهِ الْقَدْر الَّذِي يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى "

انتهى، من "شرح النووي على مسلم" (16/ 113)

ولذلك ، فإنه ينبغي علينا أن نصل أرحامنا ، ومن كان فينا قاطعا للرحم ، فإننا ننصحه ، ونأمره بصلتها ، وننهاه عن قطعها ، ونبين له حكم ذلك ، ونسعى معه في حصول الوصل ، فإن فعلنا ذلك فأصر على المقاطعة فقد برئنا من ذنبه .

والله تعالى أعلم .

هذا الحديث غير صحيح ، وعلى فرض صحته – ومعه أثر ابن مسعود - فإنهما يدلان على الزجر عن قطيعة الرحم ، لأنها سبب في زوال البركة والرحمة ، ولذلك كانت صلة الرحم سببا في حصول البركة، وسعة الرزق ؛ كما روى البخاري (2067) ومسلم (2557) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 15:57
حول صحة حديث إن لك تسعة وتسعين عرقا وله مثل ذلك.

السؤال :

أريد أن أعرف درجة هذا الحديث : أخرج الحكيم الترمذي عن عبد الله بن بريدة : " أن رجلا من الأنصار ولدت له امرأته غلاما أسودا ، فأخذ بيد امرأته فأتى بها رسول الله ، فقالت: والذي بعثك بالحق لقد تزوجتني بكرا ، وما أقعدت مقعده أحدا / فقال رسول الله : ( صدقت إن لك تسعة وتسعين عرقا

وله مثل ذلك فإذا كان حين الولد اضطربت العروق كلها ليس منها عرق إلا يسأل الله أن يجعل الشبه له) " . حيث إن بعض الإخوة المتحدثين عن الإعجاز العلمي في السنة يستشهدون به في جزئيات معينة

فهل هذا الحديث يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

وإن صح فالمرجو بيان معانيه ، مع ذكر المصادر .

الجواب :

الحمد لله

فهذا الحديث ضعيف مرسل ، فلا يحتج به .

وقد أخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (852) من طريق الجارود ، عن علي بن الحسن بن شقيق ، قال أخبرنا عبد الله ، قال ثنا مغيرة بن مسلم عن عبد الله بن بريدة : " أَن رجلا من الْأَنْصَار ولدت لَهُ امْرَأَته غُلَاما أسودا ، فَأخذ بيد امْرَأَته فَأتى بهَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَت: وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لقد تزوجني بكرا ، وَمَا أقعدت مَقْعَده أحدا . فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: (صدقت ، إِن لَك تِسْعَة وَتِسْعين عرقاً ، وَله مثل ذَلِك ، فَإِذا كَانَ حِين الْوَلَد اضْطَرَبَتْ الْعُرُوق كلهَا لَيْسَ مِنْهَا عرق إِلَّا يسْأَل الله أَن يَجْعَل الشّبَه به).

والحديث لم يروه غير الحكيم الترمذي ، وعزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (8/439) .

والحديث رجاله إلى عبد الله بن بريدة ، محتج بهم ؛ غير أنه مرسل ضعيف .

فشيخ الحكيم الترمذي هو الجارود بن معاذ ، وثقه النسائي كما في "تهذيب التهذيب" (2/53).

وشيخه علي بن الحسن بن شقيق ، قال فيه أحمد بن حنبل :" لم يكن به بأس " انتهى من "سؤالات أبي داود" (564) .

وشيخه عبد الله بن المبارك الإمام الحجة .

وشيخه مغيرة بن مسلم السراج ، قال فيه الدارقطني :" لا بأس به " انتهى من "سؤالات البرقاني" (509).

إلا أن الحديث إسناده ضعيف لأنه مرسل ، حيث إن عبد الله بن بريدة من التابعين وقد رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم .

والذي ينبغي على من يتكلم عن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة ألا يحتج إلا بالأحاديث الصحيحة ، وألّا يتكلف في تفسير النص ليوافق بحثا علميا معاصرا قد يكون صوابا أو خطأ ، حتى لا يدخل فيمن يفسرون القرآن بآرائهم ، أو يشكك الناس في دينهم إذا جاءت نظرية أخرى تعارض النظرية السابقة أو تشكك فيها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 16:03
حول الأحاديث الواردة في المداعبة قبل الجماع

السؤال

: أريد أن أسأل عن الأحاديث التي تحث الزوج على المداعبة قبل الجماع ، ورأيت أن جميعها ضعفتموها ، فهل هناك حديث صحيح أو أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحث على المداعبة قبل الجماع ؟

الجواب :

الحمد لله

فإن جميع الأحاديث الصريحة الواردة في استحباب المداعبة قبل الجماع ضعيفة لا تثبت ، وإنما قد يستأنس ببعض الأحاديث الصحيحة بمفهومها في هذا الباب ، وبيان ذلك كما يلي :

أولا :

الأحاديث الصريحة الواردة في استحباب المداعبة :

الحديث الأول : " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُوَاقَعَةِ قَبْلَ الْمُلَاعَبَةِ " .

أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (15/293) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/385) ، والخليلي في "الإرشاد" (3/973) ، من طريق نَصْر بْن الْحُسَيْنِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مُوسَى ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ الْعَتَكِيِّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْمُوَاقَعَةِ قَبْلَ الْمُلاعَبَةِ ".

والحديث موضوع .

فيه : " محمد بن خلف الخيام " ، قال الخليلي في "الإرشاد" (3/972) :" وهو ضعيف جدا روى في الأبواب تراجم لا يتابع عليها ، وكذلك متونا لا تعرف ، سمعت ابن أبي زرعة والحاكم أبا عبد الله الحافظين يقولان : كتبنا عنه الكثير ، ونبرأ من عهدته وإنما كتبنا عنه للاعتبار " انتهى ، وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/662) :" قال الحاكم: سقط حديثه برواية حديث: نهى عن الوقاع قبل الملاعبة " انتهى .

والحديث حكم عليه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (432) بأنه موضوع .

الحديث الثاني :( ثلاثة من الجفاء ، أن يؤاخى الرجل الرجل فلا يعرف له اسمًا ولا كنية ، وأن يهيئ الرجل لأخيه طعامًا فلا يجيبه ، وأن يكون بين الرجل وأهله وقاع من غير أن يرسل رسولاً ، المزاح والقبل ، لا يقع أحدكم على أهله مثل البهيمة على البهيمة " .

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" ( ورقة 64/3) مخطوط ، من طريق جعفر بن محمد السَّافادي ، قال حدثنا علي بن داود القنطري ، قال حدثنا سندي بن سليم ، قال حدثنا عمرو بن صدقة ، قال أخبرني عمر بن شاكر ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم به .

وإسناده منكر .

فيه : عمر بن شاكر ، قال فيه أبو حاتم :" ضعيف الحديث يروي عن أنس المناكير ". انتهى من "الجرح والتعديل" (6/115) ، وقال ابن عدي في "الكامل" (6/113) :" يحدث، عَن أَنَس بنسخة ، قريبا من عشرين حديثًا ، غير محفوظة ". انتهى

وفيه مجهولان : سندي بن سليم ، وجعفر بن محمد السافادي ، لم نقف لهما على ترجمة .

والحديث أورده السيوطي في "الجامع الكبير" (11285) وقال :" قال العراقي : هذا منكر ". انتهى ، وضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6075) .

الحديث الثالث :( كَانَ إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ أَقْعَى وَقَبَّلَ )

أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/144 ، 146) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2/102) ، من طريق مُوسَى بْن عُبَيْدَةَ ، قال حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ الْحَكَمِ ، قال حَدَّثَنِي أَبُو أُسَيْدٍ قَالَ: " تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم امْرَأَةً مِنْ بَلْجُونٍ ، فَأَمَرَنِي أَنْ آتِيَهُ بِهَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَأَنْزَلْتُهَا بِالشَّوْطِ مِنْ وَرَاءِ ذُبَابٍ فِي أُطُمٍ

ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ جِئْتُكَ بِأَهْلِكَ ، فَخَرَجَ يَمْشِي وَأَنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا أَتَاهَا أَقْعَى وَأَهْوَى لِيُقَبِّلَهَا ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِذَا اجْتَلَى النِّسَاءَ أَقْعَى وَقَبَّلَ ، فَقَالَتْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ، فَقَالَ: ( لَقَدْ عُذْتِ مُعَاذًا ) ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَرُدَّهَا إِلَى أَهْلِهَا فَفَعَلْتُ "

والحديث إسناده تالف .

فيه : " عمر بن الحكم " ، قال البخاري في "الضعفاء الصغير" (245) :" ذاهب الحديث " . انتهى

وفيه :" موسى بن عبيدة ". قال أحمد بن حنبل :" لا تحل الرواية عنه ". انتهى من "الضعفاء الكبير" للعقيلي (4/160) ، وقال أيضا :" منكر الحديث" . انتهى من "التاريخ الكبير" للبخاري (7/291) ، وقال ابن معين :" لا يحتج بحديثه " ، وقال أبو حاتم :" منكر الحديث" . انتهى من "الجرح والتعديل" (8/152)

والحديث ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2144) .

الحديث الرابع :( لَا تُوَاقِعْهَا إلَّا وَقَدْ أَتَاهَا مِنْ الشَّهْوَةِ مِثْلُ مَا أَتَاك ، لِكَيْ لَا تَسْبِقَهَا بِالْفَرَاغِ ) قُلْت: وَذَلِكَ إلَيَّ؟ قَالَ: (نَعَمْ ، إنَّك تُقَبِّلُهَا ، وَتَغْمِزُهَا ، وَتَلْمِزُهَا ، فَإِذَا رَأَيْت أَنَّهُ قَدْ جَاءَهَا مِثْلُ مَا جَاءَك، وَاقَعْتَهَا ).

والحديث أورده ابن قدامة في "المغني" (7/300) فقال :" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُلَاعِبَ امْرَأَتَهُ قَبْلَ الْجِمَاعِ ؛ لِتَنْهَضَ شَهْوَتُهَا ، فَتَنَالَ مِنْ لَذَّةِ الْجِمَاعِ مِثْلَ مَا نَالَهُ ، وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ .. ثم ساق الحديث ". انتهى

والحديث لم نقف له على إسناد ، ثم هو معضل ، حيث سقط بين عمر بن عبد العزيز وبين النبي صلى الله عليه وسلم راويان على الأقل .

ثانيا :

ذهب جماعة من أهل العلم إلى استحباب الملاعبة والمداعبة قبل الجماع ، ومن هؤلاء الإمام النووي في "روضة الطالبين" (7/207) ، وابن قدامة في "المغني" (7/300) ، وابن القيم في "زاد المعاد" (4/231) ، وابن الحاج في "المدخل" (2/185) ، والصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (8/312) ، وغيرهم .

وقد استأنسوا في ذلك ببعض الأحاديث ، وإن كانت غير صريحة في الدلالة على ذلك ، وعللوا ذلك بعلل تتفق مع مقاصد الشريعة .

ومن ذلك : ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (2097) ، مسلم في "صحيحه" (715) ، من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ ، فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا ، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: « جَابِرٌ »: فَقُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ: « مَا شَأْنُكَ؟ » قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وَأَعْيَا ، فَتَخَلَّفْتُ ، فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ: ( ارْكَبْ ) ، فَرَكِبْتُ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: (تَزَوَّجْتَ) قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ: (بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا) قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا ، قَالَ: (أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ).

وموضع الشاهد من الحديث قوله :( أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ ) .

قال النووي في "روضة الطالبين" (7/207) :

" وَيُسَنُّ مُلَاعَبَتُهُ الزَّوْجَةَ ، إِينَاسًا وَتَلَطُّفًا ، مَا لَمْ يَتَرَتَّبْ عَلَيْهِ مَفْسَدَةٌ ، لِلْحَدِيثِ الصَّحِيحِ « هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ » ". انتهى

و قال المظهري في "المفاتيح في شرح المصابيح" (4/13):

" ويدل أيضًا : على أن ما يجري بين الزوجين من الملاعبة : مرضيٌّ للشارع ، وهو سنةٌ ؛ لأنها سبب زيادة الألفة والنشاط ، ومَهيجِ الشهوة التي هي سبب الولادة "انتهى .

ومن أحسن الحكم المذكورة في ذلك : أن المرأة كالرجل ، تحب ما يحبه الرجل ، فإذا لم يقدم الملاعبة بين يدي الجماع ، فربما أدى إلى عدم استمتاعها ، مما قد يترتب عليه وقوع الضرر عليها ، وربما فتنتها .

وإذا كان الرجل يحب من امرأته ذلك ، ويحب أن ينال منها ما يشتهي ، وأن تؤنسه بحقه ، فإنها تحب منه ذلك أيضا ، ولها عليه ، مثل ما له عليها ؛ وقد قال الله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/228 .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : " إني أحبُّ أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي; لأن الله تعالى ذكره يقول:" ولهن مثلُ الذي عليهن بالمعروف" .

رواه الطبري (4/532) وغيره .

قال ابن الحاج في "المدخل" (2/185) :" وَيَنْبَغِي لَهُ إذَا عَزَمَ عَلَى الِاجْتِمَاعِ بِأَهْلِهِ : أَنْ يَتَحَرَّزَ مِمَّا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْعَوَامّ ، وَهُوَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ ، وَهُوَ أَنْ يَأْتِيَ زَوْجَتَهُ وَهِيَ عَلَى غَفْلَةٍ ، بَلْ حَتَّى يُلَاعِبَهَا وَيُمَازِحَهَا بِمَا هُوَ مُبَاحٌ ، مِثْلَ الْجَسَّةِ ، وَالْقُبْلَةِ ، وَمَا شَاكَلَ ذَلِكَ ، حَتَّى إذَا رَأَى أَنَّهَا قَدْ انْبَعَثَتْ لِمَا هُوَ يُرِيدُ مِنْهَا ، وَانْشَرَحَتْ لِذَلِكَ ، وَأَقْبَلَتْ عَلَيْهِ : فَحِينَئِذٍ يَأْتِيهَا .

وَحِكْمَةُ الشَّرْعِ فِي ذَلِكَ بَيِّنَةٌ ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمَرْأَةَ تُحِبُّ مِنْ الرَّجُلِ مَا يُحِبُّ مِنْهَا ، فَإِذَا أَتَاهَا عَلَى غَفْلَةٍ : قَدْ يَقْضِي هُوَ حَاجَتَهُ ، وَتَبْقَى هِيَ ، فَقَدْ يُشَوِّشُ عَلَيْهَا ذَلِكَ ، وَقَدْ لَا يَنْصَانُ دِينُهَا ، فَإِذَا فَعَلَ مَا ذُكِرَ : تَيَسَّرَ عَلَيْهَا الْأَمْرُ ، وَانْصَانَ دِينُهَا "انتهى.

والحاصل :

أنه لم يصح حديث صريح في هذا الباب ، فيما وقفنا عليه .

وإن كانت بعض الأحاديث الصحيحة التي تقدم ذكرها قد يستأنس بها في الباب .

وحق المرأة في الاستمتاع ، وصيانتها عن الضرر أمر واجب شرعا ، فلذا لا ينزل حكم المداعبة عن الاستحباب .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-22, 16:08
مناظرة علي رضي الله عنه لرجل من الروم.

السؤال :

ما صحة مناظرة سيدنا علي رضي الله عنه مع أسقف الروم في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه ؟

الجواب

الحمد لله

ما يروونه عن أبي المليح الهذلي عن أبيه قال: "كنا جلوسا عند عمر بن الخطاب إذ دخل علينا رجل من أهل الروم، قال له: أنت من العرب؟ قال: نعم، قال: أما إني أسألك عن ثلاثة أشياء، فإن خرجت منها آمنت بك وصدقت نبيك محمدا، قال: سل عما بدا لك يا كافر، قال أخبرني عما لا يعلمه الله، وعما ليس لله

وعما ليس عند الله، قال عمر: ما أتيت يا كافر إلا كفرا، إذ دخل علينا أخو رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال لعمر: أراك مغتما، فقال: وكيف لا أغتم يا ابن عم رسول الله وهذا الكافر يسألني عما لا يعلمه الله وعما ليس لله وعما ليس عند الله؟ فهل لك في هذا شيء يا أبا الحسن؟

قال: نعم، أما مالا يعلمه الله فلا يعلم الله أن له شريكا ولا وزيرا ولا صاحبة ولا ولدا، وشرحه في القرآن: ( قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ ) وأما ما ليس عند الله فليس عنده ظلم للعباد، وأما ما ليس لله فليس له ضد ولا ند ولا شبه ولا مثل.

قال: فوثب عمر وقبل ما بين عيني علي عليه السلام ثم قال: يا أبا الحسن منكم أخذنا العلم، وإليكم يعود، ولولا علي لهلك عمر، فما برح النصراني حتى أسلم وحسن إسلامه ".

فهذا شيء يذكره الشيعة في كتبهم ، كما ذكره المجلسي في "بحار الأنوار" (40/286).

وهذا الكتاب فيه من الطوام والبلايا والأكاذيب ما لا يعلمه إلا الله .

ولا وجود لشيء من ذلك في كتب أهل السنة، بحسب ما نعلم ، ولا نعلم أحدا من أهل الرواية ولا التاريخ ذكر ذلك ، ولو من دون إسناد ، وأبو المليح الهذلي ثقة ، من رجال الكتب الستة ، وأبوه صحابي رضي الله عنه ، فأهل السنة أولى بهما وبحديثهما ، ومثل هذا لو حصل لرووه وحكوه ، فإذ لم ينفرد بروايته إلا هؤلاء الروافض الذين هم من أكذب خلق الله ، عُلم أنه لا أصل له .

ومثل هذه الأحاجي التي توهم معاني باطلة لا تروج على عمر رضي الله عنه ، ولا يغتم لها ، ولا ينشغل بها ، ولكن الشيعة يريدون أن يثبتوا – بكذبهم – أن عليا أعلم من عمر ، فيأتون بمثل هذا الكذب المفضوح .

والله تعالى أعلم.

هذه القصة لا نعلم لها أصلا ، إنما يذكرها الشيعة الروافض في كتبهم ، ومعلوم أنهم من أكذب الطوائف.

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 16:03
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


سين بلال عند الله شين " كلام لا أصل له .

السؤال :

قيل أمامي : إن بلالا رضي الله عنه كان يقول عند الأذان : " أسهد " بدل أن يقول أشهد ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (سين بلال عند الله تعالى شين) ، فما صحة هذا الكلام؟

الجواب :

الحمد لله

كان بلال بن رباح رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفصح الناس ، وأعذبهم صوتا .

وما يعتقده بعض العوام والجهال من أنه كان ينطق الشين سينا ، فيقول في الأذان: ( أسهد ) بدلا من ( أشهد )، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( سين بلال عند الله تعالى شين ) كلام لا أصل له ، ولا تعويل عليه .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في ترجمته رضي الله عنه :

" كانَ مِنْ أَفْصَحِ النَّاسِ، لَا كَمَا يَعْتَقِدُهُ بَعْضُ النَّاسِ أَنَّ سِينَهُ كَانَتْ شِينًا، حَتَّى إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَرْوِي حَدِيثًا فِي ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ( إِنَّ سِينَ بِلَالٍ عِنْدَ اللَّهِ شِينٌ ) " ا

نتهى من "البداية والنهاية" (8/ 305) .

وقال الزركشي رحمه الله:

" قَالَ الْحَافِظ جمال الدّين الْمزيّ : اشْتهر على أَلْسِنَة الْعَوام : أن بِلَالًا رَضِي الله عَنهُ كَانَ يُبدل الشين فِي الأذان سينا، وَلم نره فِي شَيْء من الْكتب " .

انتهى من"التذكرة في الأحاديث المشتهرة" (ص: 207) .

وقال الحافظ السخاوي رحمه الله:

" ترجمه غير واحد ، بأنه كان ندي الصوت ، حسنه ، فصيحه .

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعبد اللَّه بن زيد صاحب الرؤيا: ( ألق عليه، أي على بلال، الأذان، فإنه أندى صوتا منك) رواه أبو داود (499) .

ولو كانت فيه لثغة لتوفرت الدواعي على نقلها، ولعابها أهل النفاق والضلال، المجتهدين في التنقص لأهل الإسلام "

انتهى من "المقاصد الحسنة" (ص: 397).

وقال العجلوني رحمه الله:

" قال العلامة إبراهيم الناجي: أشهد بالله ، ولله : أن بلالا ما قال "أسهد" بالسين المهملة قط ، بل كان بلال من أفصح الناس ، وأنداهم صوتا "

انتهى من "كشف الخفاء" (1/ 465).

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 16:11
حديث لا أصل له في كتب أهل السنة عن فضل النكاح.

السؤال :

ماصحّة هذا الحديث في الحثِّ على الزواج الذي يُنسب إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وآلهِ وأصحابه ، حقيقةً لم أجده في كتبنا أهل السُّنّة والجماعة المعتمدة في أحاديث رسول الله عليه صلوات الله وتسليماته فعن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: (ما بني بناء في الإسلام‏ أحب إلى اللَّه عزّ وجلّ‏ من التزويج) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث لم نجد له أصلا في كتب أهل السنة ، وإنما يذكره الشيعة في كتبهم، وينقله أتباعهم عنهم إلى مواقعهم الالكترونية ومنتدياتهم ، فانظر:

"وسائل الشيعة" (20/14)

"مستدرك الوسائل" (14/152)

"بحار الأنوار" (10/222)

وحديث ينفرد به الشيعة، ولا يرويه أهل السنة ، فليس بحديث .

والنكاح من سنن المرسلين، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليه الشباب بقوله: ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ )

رواه البخاري (5066) ، ومسلم (1400).

وعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلُوا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ عَمَلِهِ فِي السِّرِّ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا آكُلُ اللَّحْمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا أَنَامُ عَلَى فِرَاشٍ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: ( مَا بَالُ أَقْوَامٍ قَالُوا كَذَا وَكَذَا؟ لَكِنِّي أُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ).

رواه البخاري (5063)، ومسلم (1401).

وما ثبت في فضل النكاح من نصوص الكتاب والسنة فيه الغنية عما ينفرد بذكره الشيعة مما لا أصل له عند أهل السنة .

والله تعالى أعلم.

.....

السؤال :

هل يجب على الرجال أن يتزوجوا ؟

الجواب:

الحمد لله

حكم الزواج بالنسبة للرجال يختلف باختلاف أوضاعهم وأحوالهم ، ويجب الزواج على من قدر عليه وتاقت إليه نفسه وخشي العنت ؛ لأن صيانة النفس وإعفافها عن الحرام واجب ، ولا يتم ذلك إلا بالزواج .

قال القرطبي : المستطيع الذي يخاف الضرر على نفسه ودينه من العزوبة لا يرتفع عنه ذلك إلا بالتزوج ، لا يُختلف في وجوب التزويج عليه .

وقال المرداوي رحمه الله في كتابه الإنصاف : الْقِسْمُ الثَّالِثُ : مَنْ خَافَ الْعَنَتَ . فَالنِّكَاحُ فِي حَقِّ هَذَا : وَاجِبٌ . قَوْلا وَاحِدًا .. " الْعَنَتُ " هُنَا : هُوَ الزِّنَا . عَلَى الصَّحِيحِ . وَقِيلَ : هُوَ الْهَلاكُ بِالزِّنَا . .. الثَّانِي : مُرَادُهُ بِقَوْلِهِ " إلا أَنْ يَخَافَ عَلَى نَفْسِهِ مُوَاقَعَةَ الْمَحْظُورِ " إذَا عَلِمَ وُقُوعَ ذَلِكَ أَوْ ظَنَّهُ . وَقَالَ فِي الْفُرُوعِ : وَيُتَوَجَّهُ إذَا عَلِمَ وُقُوعَهُ فَقَطْ . الإنصاف ج8 : كتاب النكاح : أحكام النكاح

فإن تاقت نفسه إليه وعجز عن الإنفاق على الزوجة فإنه يسعه قول الله تعالى : " وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله "

وليكثر من الصيام ، لما رواه الجماعة عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء " .

وقال عمر لأبي الزوائد : إنما يمنعك من التزوج عجز أو فجور .

أنظر : فقه السنة 2/15-18

ويَجِبُ النكاح عَلَى مَنْ يَعْصِي وَلَوْ بِالنَّظَرِ أَوْ التَّقْبِيلِ لو بقي بلا زواج ، فإذَا كَانَ الرَّجُلُ أَوْ الْمَرْأَةُ يَعْلَمُ أَوْ يَغْلِبُ فِي ظَنِّهِ أَنَّهُ إنْ لَمْ يَتَزَوَّجْ ارْتَكَبَ الزِّنَى أَوْ مَا فِي حُكْمِهِ أَوْ مَا يَقْرُبُ مِنْهُ كنكاح يده وجب عليه الزواجِ , وَلا يَسْقُطُ وُجُوبُ النِّكَاحِ عَلَى مَنْ عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ لا يَتْرُكُ الْمَحْظُورَ وَلَوْ تَزَوَّجَ لأَنَّهُ مَعَ الزَّوَاجِ يَكُونُ أَقَلَّ عِصْيَانًا لأنّه يُشغل عَنْ الْمَحْظُورِ ولو أحيانا بِخِلافِ مَا إذَا كَانَ مُتَعَزِّبًا فَهُوَ مُتَفَرِّغٌ لِلْمَعْصِيَةِ فِي جَمِيعِ حَالاتِهِ .

والناظر في حال عصرنا وما فيه من ألوان الفجور وأنواع الإغراءات يقتنع بأنّ الوجوب في عصرنا هذا أشد وأقوى من أي عصر مضى ، نسأل الله أن يطهّر قلوبنا ويباعد بيننا وبين الحرام ويرزقنا العفّة والعفاف وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

..........

: هل الزواج نصف الدين

السؤال

هل صحيح أن من تزوج فقد أكمل نصف دينه ، وما الدليل على ذلك ؟.

الجواب

الحمد لله

السنة دلت على مشروعية الزواج ، وأنه سنة من سنن المرسلين وبالزواج يستطيع الإنسان بتوفيق من الله تعالى التغلب على كثير من نزعات الشر ، فإن الزواج أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( بقوله : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ... " متفق عليه .)

وقد روى الحاكم في المستدرك عن أنس مرفوعاً : " من رزقه الله امرأةً صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي "

وروى البيهقي في الشعب عن الرقاشي بلفظ : " إذا تزوج العبد فقد كمل نصف الدين ، فليتق الله في النصف الآخر " . ( قال الألباني عن الحديثين في صحيح الترغيب والترهيب (1916) : حسن لغيره " )

وبالله التوفيق

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (18/31)

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 16:14
حديث : ( من ردّ إليّ شاردا ، كتبته جهبذا ) لا أصل له .

السؤال :

خطيب الجمعة ذكر أكثر من مرة حديثاً يقول : إنه قدسى : ( من رد إلى شاردا كتبته تحت ساق العرش جهبذا ، ومن كتبته جهبذا لا أعذبه أبدا ) ولم أسمع به على لسان أحد قبله ، وفيه غرابة بالنسبة لى ، فما صحة هذا الحديث ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا حديث لا أصل له ، وغايته أن يكون مأخوذا عن أهل الكتاب ، فيما ينقلونه ويروونه .

فروى عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (977)

عَنْ شُمَيْطٍ بن عجلان : " أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: إِنَّكَ إِنْ اسْتَنْقَذْتَ هَالِكًا مِنْ هَلَكَتِهِ ، سَمَّيْتُكُ جِهْبِذًا " .

ورواه بحشل في "تاريخ واسط" (ص: 193)

عن الحسن، قَالَ: " أوحى الله تعالى إلى داود: يا داود، خالط الناس واصبر على أذاهم، لعلك ترد حيران عن حيرته، أو سكران عن سكرته، فأكتبك عندي جهبذا ، ومن كتبته عندي جهبذا ضمنت السحاب رزقه، لا يخاف إذا خاف الناس ".

وروى أبو نعيم في "الحلية" (10/ 79)

عن الحارث المحاسبي قال: وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: " أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى دَاودَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا دَاودُ لَأَنْ يَخْرُجَ عَلَى يَدَيْكَ عَبْدٌ مِمَّنْ أَسْكَرَهُ حُبُّ الدُّنْيَا، حَتَّى تَسْتَنْقِذَهُ مِنْ سُكْرِهِ ، سَمَّيْتُكَ عِنْدِي جِهْبِذًا، وَمَنْ كَانَ جِهْبِذًا ، لَمْ تَكُنْ بِهِ فَاقَةٌ وَلَا وَحْشَةٌ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِي، يَا دَاودُ مَنْ لَقِيَنِي وَهُوَ يُحِبُّنِي أَدْخَلْتُهُ جَنَّتِي ".

فالظاهر: أن هذا الكلام مأخوذ من كتب أهل الكتاب ، ولا نعلم له أصلا من كلام نبينا صلى الله عليه وسلم .

ويغني عنه: ما ثبت من حديث سَهْل بن سعدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال لعليّ رضي الله عنه يَوْمَ خَيْبَرَ:

( انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ).

رواه البخاري (3009)، ومسلم (2406)

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 16:30
يبتلي الله عبده المؤمن ليسمع تضرعه إليه.

السؤال :

البارحة كان عنوان خطبة الجمعة عن الدعاء وعظمته ، فذكر الإمام أنه جاء في الأثر : ( إن الله عز وجل يسأل جبريل هل العبد ألّح في طلبه ؟ فيقول جبريل : نعم يا رب إنه ألح ، فيقول لجبريل : أعط عبدي غايته ـ، وأخرها فإني أحب أن أسمع صوته ) فتذكرت ما حصل معي منذ سنة ، لقد تركت دراستي لمدة سنة بسبب وضعنا المادي ، فلجأت إلى بلدة أعمل فيها ، وأؤمن المال لي ولأهلي

فدعوت الله ربي زدني علما ، وألححت بالدعاء ، ومن ثم تركته ، لا أعلم لماذا تركته ، إلا إنه بعد زمن اضطر صاحب العمل أن يغلق المحل لأسباب تعنيه ، فبكيت وحزنت بشدة ، لم أعلم أن الله عندما جعلني أخسر العمل هيّأ لي غايتي ومطلبي ، فبكيت في الخطبة وحمدت الله ، فما صحة هذا الحديث ؟

وهل الله فعلاً يحب أن يسمع صوت عبده ؟

وأنا منذ أن بدأت دراستي للثانوية العامة أدعو الله أن يبلغني هدفي وغايتي ، فهل الله سيستجيب لي اعتماداً على هذا القول الذي جاء في الأثر ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث المشار إليه

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8442)

وفي "الدعاء" (87)

وابن عساكر (8/244)

وعبد الغني المقدسي في الدعاء (51)

من طريق سُوَيْد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ الْعَبْدَ يَدْعُو اللَّهَ وَهُوَ يُحِبُّهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ اقْضِ لِعَبْدِي هَذَا حَاجَتَهُ، وَأَخِّرْهَا، فَإِنِّي أُحِبُّ أَلَّا أَزَالَ أَسْمَعُ صَوْتَهُ .

وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَدْعُو اللَّهَ وَهُوَ يَبْغَضُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا جِبْرِيلُ، اقْضِ لِعَبْدِي هَذَا حَاجَتَهُ، وَعَجِّلْهَا، فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، ابن أبي فروة متروك ، قال ابن سعد: يروي أحاديث منكرة ، وقال البخاري: تركوه، وقال أحمد: لا تحل عندي الرواية عنه، وقال ابن معين : لا يكتب حديثه ليس بشيء، وقال أيضا: كذاب، وكذلك قال ابن خراش، وقال عمرو بن علي وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والبرقاني وابن خزيمة: متروك الحديث.

"تهذيب التهذيب" (1/ 241)

وقال الهيثمي في "المجمع" (10/ 151): " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ " .

وقال الألباني في "الضعيفة" (2296): " ضعيف جدا ".

ثانيا :

الله تعالى يبتلي عبده ليتضرع إليه ويلجأ إليه ، ويلح عليه في الدعاء ، فيسمع دعاءه وتضرعه ومناجاته ، وهذه عبودية يحبها الله ، قال تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/ 42، 43 .

وقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: " مَا يَكْرَهُ الْعَبْدُ خَيْرٌ لَهُ مِمَّا يُحِبُّ؛ لِأَنَّ مَا يَكْرَهُهُ يَهِيجُهُ عَلَى الدُّعَاءِ، وَمَا يُحِبُّ يُلْهِيهِ عَنْهُ " .

وعَنْ كُرْدُوسَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: " فِيمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْكُتُبِ : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْتَلِي الْعَبْدَ وَهُوَ يُحِبُّهُ؛ لَيَسْمَعَ تَضَرُّعَهُ " .

"الفرج بعد الشدة" لابن أبي الدنيا (ص 41-42) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" الله تعالى يبتلى عبده ليسمع شكواه وتضرعه ودعاءه، وقد ذم سبحانه من لم يتضرع اليه ولم يستكن له وقت البلاء، كما قال تعالى: {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} والعبد أضعف من أن يتجلد على ربه، والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه، بل أراد منه أن يستكين له ، ويتضرع اليه " انتهى من"عدة الصابرين" (ص/36) .

والمسلم يلزم الدعاء ولا يتركه ، ولا يمل منه ، ولكن يلح على الله ، ويحسن الظن به ، فالله تعالى يحب الملحين في الدعاء ، قال ابن القيم :

مِنْ أَنْفَعِ الْأَدْوِيَةِ: الْإِلْحَاحُ فِي الدُّعَاءِ " انتهى من "الجواب الكافي" (ص: 11) .

وقال أيضا :

" وأحب خلقه إليه أكثرهم وأفضلهم له سؤالا، وهو يحب الملحين في الدعاء، وكلما ألح العبد عليه في السؤال ، أحبه وقربه وأعطاه " انتهى من"حادي الأرواح" (ص/91) .

وروى البخاري (6340) ومسلم (2735) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ ، يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) .

قال الحافظ رحمه الله : " وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَدَب مِنْ آدَاب الدُّعَاء , وَهُوَ أَنَّهُ يُلَازِم الطَّلَب ، وَلَا يَيْأَس مِنْ الْإِجَابَة ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنْ الِانْقِيَاد وَالِاسْتِسْلَام وَإِظْهَار الِافْتِقَار , حَتَّى قَالَ بَعْض السَّلَف : لَأَنَا أَشَدّ خَشْيَة أَنْ أُحْرَم الدُّعَاء ، مِنْ أَنْ أُحْرَم الْإِجَابَة .

وقال اِبْن الْجَوْزِيّ : اِعْلَمْ أَنَّ دُعَاء الْمُؤْمِن لَا يُرَدّ ، غَيْر أَنَّهُ قَدْ يَكُون الْأَوْلَى لَهُ تَأْخِير الْإِجَابَة ، أَوْ يُعَوَّض بِمَا هُوَ أَوْلَى لَهُ ، عَاجِلًا ، أَوْ آجِلًا .

فَيَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لَا يَتْرُك الطَّلَب مِنْ رَبّه فَإِنَّهُ مُتَعَبِّد بِالدُّعَاءِ كَمَا هُوَ مُتَعَبِّد بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّفْوِيض " انتهى .

فلا تمل الدعاء ، ولا تتركه ، وأحسن الظن بالله على كل حال ، فقد قال تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 .

واعلم أن الله يستجيب لعبده المتضرع إليه ، ولكن الإجابة تتنوع : فإما أن يعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها .

وقد تتأخر الإجابة لحكم يعلمها الله ، ولعل منها: محبة إلحاح عبده في سؤاله ودعائه.

والله تعالى أعلم.

........

هل يجزم الداعي بإجابة الله له؟

السؤال

: ما هي الطرق التي يستطيع الشخص من خلالها أن يقوي ثقته بالله ، وأن يدعو وهو متيقن بالإجابة ، فعلى سبيل المثال : عندما أدعو الله بأن يعطيني ثروة ومالاً ، في الوقت ذاته أشك في أن الله قد لا يعطيني

إما أنه يؤخر لي هذه الدعوة إلى يوم القيامة ، أو أنه يصرف عني بها سوءًا ، كما جاء الحديث موضحا لذلك . فهل شعوري هذا يخدش التوكل ، وهل ينافي تيقني بالإجابة ؟

الجواب :

الحمد لله

ينبغي على المسلم أن يعرف فقه الدعاء من جهتين :

1- من جهة نفسه وما كُلِّف أن يستحضر في قلبه : فيكون دائم الطمع في كرم الله ، مستحضرا سعة خزائنه وعظيم فضله ، مستبشرا بما وعد عباده الصالحين من إجابة سؤلهم ومنحهم رغائبهم ، فيستعين بذلك قلبه على الثقة بالله ، والإيمان بما أخبر عن نفسه من إجابة دعوة الداعي ، فينطلق قلبه بالدعاء الصادق المخلص

ولا يثنيه تأخر الإجابة ولا يستبطئها ، وبهذا يمتثل ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ) رواه الترمذي (3479) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

2- أما الجهة الثانية فهي دخول الدعاء في منظومة أقدار الله وحِكَمه في هذا الكون العظيم ، فلله في خلقه وأمره من الحكمة البالغة ما تقتضي أن يقدر من الأحداث ما يكرهه البشر ، كالفقر والمرض والحروب والكوارث وغير ذلك ، وقد لا يُقَدِّر الرب عز وجل أن يكون الدعاء المعيَّن سببا مباشرا لدفع هذه الشرور

ولكنه – لوعده المؤمنين بإجابة الدعاء – يدخر ذلك عنده أجرا ومثوبة في الآخرة ، أو يصرف به شرا آخر عن الداعي ، فلن يكون الدعاء دائما سببا في تغيير القدر ، وإلا لفسدت الأرض ، ولَما تحققت حكمة الله تعالى في مفردات أقداره في هذا الكون العظيم ، ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال : إما أن يعجل له دعوته

وإما أن يدخرها له في الأخرى ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذا نكثر ، قال : الله أكثر) رواه أحمد (3/18) ، والترمذي (3573) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وقد وجدنا للعلامة ابن الجوزي رحمه الله خواطر دقيقة محكمة ، يشرح فيها هذا المعنى الذي نريد تقريره ، كي لا يخطئ أحد في فهم حقيقة إجابة الدعاء ، فيتسخط إن لم يلق من الله الإجابة المباشرة لسؤاله ، أو يظن أن الكون رهن إشارة دعائه ، وأن الله عز وجل سيرفعه أعلى من منزلة الأنبياء الذين ابتلوا وعذبوا وتأخرت عنهم الإجابة .

يقول رحمه الله :

"رأيت من البلاء العجاب ، أن المؤمن يدعو فلا يجاب ، فيكرر الدعاء وتطول المدة ، ولا يرى أثراً للإجابة ، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر . وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب . ولقد عرض لي من هذا الجنس

فإنه نزلت بي نازلة ، فدعوت وبالغت ، فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده ، فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم ، فما فائدة تأخير الجواب ؟ فقلت : اخسأ يا لعين ، فما أحتاج إلى تقاضي

ولا أرضاك وكيلاً . ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته ، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدِّر في محاربة العدو لكفى في الحكمة . قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة ؟

فقلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك ، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء ، فلا وجه للاعتراض عليه .

والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه ، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب ، من أشياء تؤذي في الظاهر يقصد بها المصلحة ، فلعل هذا من ذاك .

والثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة ، والاستعجال مضرة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل ، يقول دعوت فلم يستجب لي) .

والرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك ، فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه . فابحثي عن بعض هذه الأسباب لعلك توقنين بالمقصود .

والخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب ، فربما كان في حصوله زيادة إثم ، أو تأخير عن مرتبة خير ، فكان المنع أصلح . وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو ، فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أسرت ، وإن أسرت تنصرت .

والسادس : أنه ربما كان فَقْدُ ما تفقدينه سبباً للوقوف على الباب واللجأ ، وحصوله سبباً للاشتغال به عن المسؤول . وهذا الظاهر ، بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ . فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه ، فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه ، يستغيثون به ، فهذا من النعم في طي البلاء . وإنما البلاء المحض ما يشغلك عنه ، فأما ما يقيمك بين يديه ، ففيه جمالك ...

وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك من حصول ما فاتك من رفع خلل ، أو اعتذار من زلل ، أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب " انتهى .

"صيد الخاطر" (ص/20-21) .

وقال أيضا :

"يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء ، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثراً للإجابة ، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس ، لعلمه أن الحق أعلم بالمصالح ، أو لأن المراد منه الصبر أو الإيمان ، فإنه لم يحكم عليه بذلك إلا وهو يريد من القلب التسليم لينظر كيف صبره ، أو يريد كثرة اللجأ والدعاء

فأما من يريد تعجيل الإجابة ويتذمر إن لم تتعجل فذاك ضعيف الإيمان ، يرى أن له حقاً في الإجابة ، وكأنه يتقاضى أجرة عمله ، أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام ، بقي ثمانين سنة في البلاء ورجاؤه لا يتغير ، فلما ضم إلى فقد يوسف فقد بنيامين لم يتغير أمله ، وقال : (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتيني بهمْ جَميعاً)

وقد كشف هذا المعنى قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) ، ومعلوم أن هذا لا يصدر من الرسول والمؤمنين إلا بعد طول البلاء وقرب اليأس من الفرج

ومن هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل ، قيل له : وما يستعجل ؟ قال : يقول : دعوت فلم يستجب لي) ، فإياك أن تستطيل زمان البلاء ، وتضجر من كثرة الدعاء ، فإنك مبتلى بالبلاء ، مُتَعَبَّد بالصبر والدعاء ، ولا تيأس من روح الله ، وإن طال البلاء" انتهى .

"صيد الخاطر" (ص/168) .

فحاصل ما نريد الوصول إليه : هو أن المؤمن مطالب ببذل الأسباب ، ومنها : الدعاء الصادق ، كما هو مطالب أيضا بالتسليم للأقدار ، والإيمان بأن حكمة الله عز وجل قد تقتضي تأخير إجابة دعائه في الدنيا أو عدم ذلك ، فلن يكون أحدنا أفضل من أنبياء الله ورسله الذين تأخر عنهم تحقيق سؤلهم ودعائهم

ولكنهم عرفوا أن الدعاء عبادة ، وأنهم بسؤالهم الرب عز وجل يرتقون عنده في درجات العابدين ، مع القطع بأن الله تعالى سيجيبهم ، ولكن هذه الإجابة لا يلزم أن تكون بإعطائهم ما سألوا في الدنيا ، بل قد تكون الإجابة بصرف شيء من السوء عنهم ، أو بادخار ذلك لهم في الآخرة .

والله أعلم .

......

لإلحاح في الدعاء ليس من الاعتراض على القدر

الأمر الأول : ضرورة الأخذ بالأسباب ، فقد خلق الله الدنيا بنظام السبب والمسبب ، وأوجب على الناس العمل في هذه الدنيا ضمن هذا النظام ، فمن ألغى الأسباب فقد تعدى على شرع الله وقدره .

الأمر الثاني : الإلحاح في الدعاء مما يحبه الله ويرضاه ، وليس فيه اعتراض على القدر ، بل هو إصرار على بلوغ المراد ضمن الأسباب المشروعة ، والدعاء أحد هذه الأسباب ، فهو من قضاء الله وقدره ، وهو علامة العبودية ، وأمارة الإيمان .
قال ابن القيم : " ومن أنفع الأدوية : الإلحاح في الدعاء " انتهى .

" الجواب الكافي " (ص/25) .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ : يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) رواه البخاري (6340) ومسلم (2735)

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" في هذا الحديث أدب من آداب الدعاء , وهو أنه يلازم الطلب ، ولا ييأس من الإجابة ؛ لما في ذلك من الانقياد ، والاستسلام ، وإظهار الافتقار , حتى قال بعض السلف : لأنا أشد خشية أن أحرم الدعاء من أن أحرم الإجابة . وكأنه أشار إلى حديث ابن عمر رفعه : ( من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة ) ، الحديث أخرجه الترمذي بسند لين ، وصححه الحاكم فوهم .

قال الداودي : يخشى على من خالف وقال قد دعوت فلم يستجب لي أن يحرم الإجابة ، وما قام مقامها من الادخار والتكفير انتهى ... وإلى ذلك أشار ابن الجوزي بقوله : اعلم أن دعاء المؤمن لا يرد ، غير أنه قد يكون الأولى له تأخير الإجابة ، أو يعوض بما هو أولى له عاجلا أو آجلا ، فينبغي للمؤمن أن لا يترك الطلب من ربه ، فإنه متعبد بالدعاء كما هو متعبد بالتسليم والتفويض " انتهى .

" فتح الباري " (11/141) .

الأمر الثالث ، وهو الأهم فيما نريد تنبيهك إليه :

إذا كان ما تدعين به من أمور الدنيا الفانية ، ومما قد يبتلى به الإنسان في حياته بفقد ، أو مرض أو فقر ونحو ذلك ، فلا نرى لك الحلم به كثيرا ، ولا التعلق القلبي العظيم بتحقيقه ، فقد خلق الله الدنيا ناقصة اللذات ، لا تصفو لأحد ، فلا تظني في قلبك أنها تصفو لك ، ولو بكثرة الدعاء

وهذه لفتة دقيقة أشار إليها العلامة ابن الجوزي رحمه الله ، كي يستريح من يدعو ولا يستجاب له ، وكي لا يقع المسلم في التسخط في آخر المطاف ، بل يرضى بالقضاء ، ويحتسب أجره عند الله ، ويعلم أن ما عند الله خير وأبقى .

يقول ابن الجوزي رحمه الله :

" من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف ، فإنه موضوع على عكس الأغراض ، فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض ، فإن دعا وسأل بلوغ غرض ، تعبد الله بالدعاء : فإن أعطي مراده ، شكر ، وإن لم ينل مراده فلا ينبغي أن يلح في الطلب ؛ لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض ، وليقل لنفسه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ) البقرة/216

ومن أعظم الجهل أن يمتعض في باطنه لانعكاس أغراضه ، وربما اعترض في الباطن ، أو ربما قال : حصول غرضي لا يضر ، ودعائي لم يستجب ، وهذا كله دليل على جهله وقلة إيمانه وتسليمه للحكمة ، ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر ؟! هذا آدم ، طاب عيشه في الجنة ، وأخرج منها

ونوح سأل في ابنه فلم يعط مراده ، والخليل ابتلي بالنار ، وإسحاق بالذبح ، ويعقوب بفقد الولد ، ويوسف بمجاهدة الهوى ، وأيوب بالبلاء ، وداود وسليمان بالفتنة ، وجميع الأنبياء على هذا

وأما ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من الجوع والأذى وكدر العيش فمعلوم ، فالدنيا وضعت للبلاء ، فينبغي للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر ، وأن يعلم أن ما حصل من المراد فلطف ، وما لم يحصل فعلى أصل الخلق والجبلة للدنيا ، كما قيل:

طبعت على كدر وأنت تريدها ... صفوًا من الأقذاء والأكدَارِ " انتهى.

" صيد الخاطر " (ص/399) .

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 16:55
هل ثبت قول عمر رضي الله عنه : "متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟".

السؤال :

استفساري عن القصة المشهورة لدى الناس عن عمر بن الخطاب عندما قال لعمرو بن العاص وهو والي لمصر "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟

" فقرأت في بعض القنوات العلمية أن هذه القصة قد لا تكون صحيحة ، فهل هذه القصة صحيحة ، ويمكن نقلها للناس؟

أرجو التفصيل فيها .

الجواب :

الحمد لله

هذه القصة غير ثابتة ، وبيان ذلك فيما يلي :

قال أبو العرب مُحَمدُ بنُ أَحمدَ بنِ تَمِيم المَغرِبيّ في "كتاب المحن" (ص: 317):

حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ زِيَادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ عُمَرَ بِمِنًى، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ

فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، إِنَّنِي استبقت أَنا وَمُحَمّد بن عَمْرو بن الْعَاصِ فسبقته، فَعدا عَلَيَّ فَضَرَبَنِي بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ يَقُولُ: خُذْهَا وَأَنَا ابْنُ الْكَرِيمَيْنِ، فَجِئْتُ أَبَاهُ أَسْتَأْذِنُهُ فِيمَا صَنَعَ بِي، فَحَبَسَنِي أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ أَرْسَلَنِي، فَخَرَجْتُ فِي حَاجِّ الْمُسْلِمِينَ فَجِئْتُ إِلَيْكَ لِتَأْخُذَ مَظْلَمَتِي

فَقَالَ: أَعْجِلْ عَلَيَّ بِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَابْنِهِ، قَالَ فَأُوتِيَ بِهِمَا قَالَ عُمَرُ: وَيْحَكَ مَا بَيِّنَتُكَ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ الْجُنْدُ كُلُّهُمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَنْ وَافَى الْحَاجَّ مِنْهُمْ، فَسَأَلَ النَّاسَ فَأَخْبَرُوهُ ذَلِكَ، فَدَعَا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، فَجُرِّدَ مِنْ ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَمْكَنَ الْمِصْرِيَّ مِنَ السَّوْطِ ثُمَّ قَالَ لَهُ: اضْرِبْ

فَضَرَبَ الْمِصْرِيُّ وَعُمَرُ يَقُولُ: خُذْهَا وَأَنْتَ ابْنُ اللَّئِيمَيْنِ. حَتَّى تَرَكَهُ، قَالَ: وَنَحْنُ وَاللَّهِ مَا نَشْتَهِي أَنْ يَزِيدَهُ، حَتَّى نَزَعَ عَنْهُ، وَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ ضَرَبْتَهُ مَا أَمْسَكْتُ يَدَكَ عَنْهُ مَا ضَرَبْتَ، ثُمَّ قَالَ: عَلَيَّ بِعَمْرٍو، فَأُوتِيَ بِهِ شَيْخٌ أَصْلَعُ فَمُزِّقَتْ ثِيَابُهُ وَنَحْنُ وَاللَّهِ نَشْتَهِي أَنْ يُوجِعَهُ ضَرْبًا، ثُمَّ قَالَ: اضْرِبْ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ حَبَسَنِي وَلَمْ يَضْرِبْنِي، قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَوْ ضَرَبْتَهُ مَا أَمْسَكْتُ يَدَكَ عَنْهُ مَا ضربت، وَاللَّهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ إِنْ تُرِيدُونَ إِلا أَنْ تَرِدُوا النَّاسَ خَوَلا " .

وهذا إسناد ضعيف ، لجهالة شيخ ابن إسحاق ، وإذا روى ابن إسحاق عن المجهولين فربما أتى بأحاديث باطلة ، قال ابن نمير : إذا حدث عن من سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أُتى من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة.

وقال الإمام أحمد: قدم ابن إسحاق بغداد، فكان لا يبالي عمن يحكي، عن الكلبي وغيره .

"تهذيب التهذيب" (9/ 42)

والكلبي : كذاب .

وله شاهد يرويه ابن عبد الحكم في "الفتوح" (ص: 195)، فقال:

حُدّثنا عن أبى عبدة، عن ثابت البنانيّ وحميد، عن أنس قال: " أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطّاب فقال: يا أمير المؤمنين، عائذ بك من الظلم، قال: عذت معاذا، قال: سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته، فجعل يضربنى بالسّوط، ويقول: أنا ابن الأكرمين، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ويقدم بابنه معه، فقدم

فقال عمر: أين المصري؟ خذ السوط فاضرب، فجعل يضربه بالسوط ويقول عمر: اضرب ابن الألأمين، قال أنس: فضرب فوالله لقد ضربه ونحن نحبّ ضربه، فما أقلع عنه حتى تمنّينا أنه يرفع عنه، ثم قال عمر للمصري: ضع على صلعة عمرو، فقال: يا أمير المؤمنين، إنما ابنه الذي ضربني وقد اشتفيت منه، فقال عمر لعمرو: مذ كم تعبّدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرارا؟ قال: يا أمير المؤمنين، لم أعلم، ولم يأتني ".

وهذا إسناد لا يحتج به ، لجهالة من حدث به ابن عبد الحكم ، وجهالة أبي عبدة راويه عن ثابت.

ولو كان هذا ثابتا عن ثابت وحميد عن أنس ، فأين أصحابهما الثقات الأثبات – وما أكثرهم – عنه ، حتى يتفرد به هذا المجهول ؟ فبان بذلك أنه خبر منكر .

وقال الشيخ علوي السقاف في "تخريج أحاديث وآثار الظلال" (ص: 197)

" إسناده ضعيف ، رواها ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ، فقال: حُدِّثنا عن أبي عبدة عن ثابت البناني وحميد عن أنس .

ويظهر من السند أن فيه انقطاعا بين ابن عبد الحكم وأبي عبدة، وأبو عبدة لا أدري من هو " انتهى .

والله تعالى أعلم.

....

اخوة الاسلام

بين ايديكم احضر بحث عن هذا الامر

القصة :

عن أنس بن مالك – رضى الله عنه – أتى رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين عائذ بك من الظلم قال : عذت بمعاذ ، قال : سابقت ابن عمرو بن العاص فسبقته ، فجعل يضربنى بالسوط ويقول : أنا ابن الأكرمين ، فكتب عمر إلى عمرو يأمره بالقدوم عليه ، ويَقْدم بابنه معه ، فقدم ، فقال عمر : أين المصرى؟ خذ السوط فاضرب

فجعل يضربه بالسوط ، ويقول عمر : اضرب ابن الألْيَمَيْن ، قال أنس : فضرب ، فوالله لقد ضربه ونحن نحب ضربه ، فما أقلع عنه حتى تمنينا أنه يرفع عنه ، ثم قال عمر للمصرى : ضع على صلعة عمرو ، فقال : يا أمير المؤمنين إنما ابنه الذى ضربنى ، وقد اشتفيت منه

فقال عمر لعمرو : مُذْ كم تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟ ( لم يذكر الشيخ عائض القرنى الجملة هكذا و إنما قال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟) ، قال : يا أمير المؤمنين لم أعلم ولم يأتنى.

التخريج :

أخرجها ابن عبد الحكم فى " فتوح مصر و أخبارها " صـ 290

وأوردها محمد بن يوسف الكاندهلوى فى " حياة الصحابة " ( 2 / 88 ) باب : عدل النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه

قال : وأخرج ابن عبد الحكم عن أنس – رضى الله عنه – ثم ذكر القصة . ثم قال : كذا فى "منتخب كنز العمال " ( 4 /420 )

وبالرجوع إلى " كنز العمال فى سنن الأقوال و الأفعال " للعلامة علاء الدين المتقى بن حسام الدين الهندى وجِد أن القصة تقع فى " كنز العمال " ( 12 /660 ) ورقم ( 36010 ) وعزاه لابن العبد الحكم أيضاً

تحقيق القصة :

هذه القصة منقطعة السند وسندها واهى ، ويظهر هذا الإنقطاع فى السند ، حيث قال ابن عبد الحكم فى "

فتوح مصر " صـ 290 :

حُدثَنا عن أبى عبدة عن ثابت البُنانى وحُمَيْد عن أنس ثم ذكر القصة

أولاً :

قول ابن عبد الحكم " حُدثَنا عن أبى عبدة " يظهر منها طريقة تحمله للقصة وصيغة الأداء

والمراد بتحمله : بيان طرق أخذه وتلقيه عن الشيوخ.

ولفظ الأداءفى رواية ابن عبد الحكم للقصة مبنى للمجهول ، وبهذا لم يعرف من الشيخ الذى أخذ عنه وتلقى عنه القصة .
وترتب عليه عدم معرفة أبى عبدة الذى روى عنه هذا المجهول وأصبح السند مظلماً بهذه الجهالة .

وزاد الجهالة أنه بالبحث عمن روى عن ثابت فى " تهذيب الكمال " ( 3 / 244/797 ) وجِد أن عددهم (104 )رواة
لم يكن من بينهم أبو عبدة

وأنه بالبحث عمن روى عن عن حميد فى " تهذيب الكمال " ( 5 / 236 / 1507 ) وجِد
أن عددهم ( 73) راوياً لم يكن بينهم أبو عبدة

وبهذا التخريج يصبح السند منقطعاً ومظلماً

ثانياً : نكارة المتن :

أولاً : قول عمر للمصرى : " ضع على صلعة عمرو"

قال الله تعالى : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) الإسراء : 15

قال ابن كثير فى تفسيره ( 5/ 34 ) :

" أى لا يحمل أحد ذنب أحد ،ولا يجني جان إلا على نفسه "

وقال القرطبى فى تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " 3 / 2676 - دار الغد :


أى لا تحمل حاملة ثقل أخرى ، أى لا تؤخذ نفس بذنب غيرها ، بل كل نفس مأخوذة بجرمها ومعاقبة بإثمها

ثانياً :

أخرج البخارى فى " صحيحه " ( 12 / 219 – فتح ) ( ح 6882 )

قال : حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبى حسين ، حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة : مُلْحِد فى الحرم ، ومبتغ فى الإسلام سنة الجاهلية
ومُطْلِب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه "

و " مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية " والتى يتبين منها نكارة المتن حيث جاء فيها " ضع على صلعة عمرو " وبعض القصاص يوردها بمعنى " أدرها على صلعة عمرو " وهو اللفظ الذى قاله عائض القرنى

لذلك قال الحافظ فى الفتح ( مبتغ فى الإسلام سنة جاهلية ):

1- أي يكون له الحق عند شخص فيطلبه من غيره ممن لا يكون له فيه مشاركة كوالده ، أو ولده
أو قريبه

2- وقيل المراد : من يريد بقاء سيرة الجاهلية أو إشاعتها أو تنفيذها

3- وسنة الجاهلية جنس يعم جميع ما كان أهل الجاهلية يعتمدونه من أخذ الجار بجاره ، والحليف بحليفه ونحو ذلك ، ويلتحق بذلك ما كانوا يعتقدونه ، والمراد منه ما جاء الإسلام بتركه .

وقد يحاول البعض تأويل قول عمر و التأويل فرع التصحيح و السند مظلم و مؤاخذة الوالد بفعل ولده سنة الجاهلية

ثالثاً :

فى هذه القصة يُنْسب إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنه قال للمصري وهويضرب ابن عمرو بن العاص : " اضرب ابن الألْيَمين " . يعنى الألأمين

وهذا اللفظ أشد من لفظ ( لئيم ) لأن هناك اللئيم والأَلاَم ولفظ ( اللئيم ) كما فى لسان العرب ( 12 / 530 )

معناه : " الدنيء الأصل الشحيح النفس "

والتعيير بالأصل لا يجوز لأنه من أمور الجاهلية ،و الشاهد ما أخرجه البخارى فى " صحيحه "

( ح 30 ، 2545 ، 6050 ) من حديث أبى ذر قال : إنى سابيت رجلاً فعيرته بأمه ، فقال النبى صلىالله عليه وسلم : " يا أبا ذر أعيرته بأمه ، إنك امرؤ فيك جاهلية

قال الحافظ فى القتح ( 1 / 108 ) : ويظهر لى أن ذلك كان قبل أن يعرف أبى ذر بتحريمه

فكانت تلك الخصلة من خصال الجاهلية باقية عنده فلهذا قال : كما عند البخارى فى " الأدب ":

على ساعتى هذه من كبر السن ؟ قال : " نعم " ، كأنه تعجب من خفاء ذلك عليه مع كبر سنه فبين له كون هذه الخصلة مذمومة شرعاً

تنبيه :

اشتهرت هذه القصة الواهية على ألسنة القُصَاص والوعاظ والخطباء حتى أوردها عباس محمود العقاد فى كتابه " عبقرية عمر" صـ 146 ، 147 طبعة الجهاز المركزى للكتب الجامعية والمدرسية والوسائل التعليمية طبعة سنة ( 1399 هـ - 1979 م )

وقد قدم لها هذا العقاد ليبين أن عمر رضى الله عنه قد يأخذ الوالى أحياناً بوزر ولده أو ذوى قرابته

وهذا الكاتب قد فُتن به الكثير و أخذوا يأخذون من العلم الشرعى مع افتقاره إلى المنهج العلمى

ولأبين صحة ما أقول :

ذكر العقاد فى كتابه " عمرو بن العاص " صـ 16 طبعة دار الكتاب –بيروت – لبنان

قصة للصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه والصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية فقال العقاد : شتم عمرو بن العاص أروى بنت الحارث بن عبد المطلب بمجلس معاوية فانتهرته قائلة : وأنت يا ابن النابغة تتكلم ( انظر يرحمك الله إلى هذا ) ، وأمك كانت

أشهر مغنية تغنى بمكة وأخذهن لأجرة ؟ اربع على ظلَعْك ، واعن بشأن نفسك ، فوالله ما أنت من قريش فى اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ، ولقد ادَََعاك خمسة نفر من قريش كلهم يزعم أنه أبوك ، فسئلت أمك عنهم ، فقالت : كلهم أتانى فانظروا أشبههم به فألحقوه به !!

قلتُ : إنا لله وإنا إليه راجعون ، يُطعن فى نسب صحابى ويُنسب إلى الزنا فمنهج العقاد يجعل الصحابى الجليل عمرو بن العاص رضى الله عنه شتاماً ابن زانية ، والتى تسبه هى الصحابية الجليلة أَروْىَ بنت الحارث بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبى – صلىالله عليه وسلم

انظر ترجمتها فى " الإصابة فى حياة الصحابة " ( 7 / 479 ) لابن حجر ترجمة ( 10282 )

قال الحافظ : ذكرها ابن سعد فى " الصحابيات فى باب بنات عم النبى – صلى الله عليه وسلم "

وذلك لتعرف مدى نكارة هذه القصة

وانظر " الطبقات " لابن سعد ( 8 / 40 ) ترجمة ( 4120 )

أسأل الله أن يكون فى هذا البحث الفائدة المرجوة منه و أن ينفع الأخوة به إنه على ذلك قدير
وصلى الله على النبى وآله وصحبه وسلم

*عبدالرحمن*
2018-06-26, 17:09
حديث لا أصل له فيمن تعسر عليه الحفظ .

السؤال

: روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أتانى جبريل عليه السلام ، فقال يا محمد من تعسر عليه الحفظ من أمتك فليأخد ماء المطر ليلة الجمعة فى إناء جديد ، ويقرأ عليه فاتحه الكتاب ، ايه الكرسى ، قل هو الله احد، المعوذتين ، كل منها 70 مرة

ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحى ويميت ، وهو على كل شىء قدير ، ثم يصلى على سيدنا محمد 70 مرة ، ويحوض بأصبعه فى ذلك الإناء حين يقرأ ، أو يصوم ثلاثة أيام ، ويفطر على ذلك الماء

فإنه يحفظ القرآن ، وكل ما سمعه من العلم ، وينفع كل داء وبلاء فى العظام ، ويداوم على شربه 7 أيام متواليات فإنه يبرأ بأذن الله تعالى )

فما صحة هذا الحديث ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نجد أحدا من أهل العلم ذكره ، ولو بدون إسناد ، ولوائح الوضع عليه ظاهرة غير خفية ، وقد ذُكر هذا الكلام في كتاب منسوب للحافظ جلال الدين السيوطي ، واسمه "الرحمة في الطب والحكمة" فقال : " روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره بتمامه .

ولا نعلم للسيوطي كتابا بهذا الاسم ، ولا شك في أنه لغيره ، ممن لا عناية له بالعلم الشرعي ، لما وقع فيه من الأكاذيب والأباطيل والخرافات .

وقد قال ابن القيم رحمه الله :

" الأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ، ومجازفات باردة ، تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى من"المنار المنيف" (ص 50) .

وقد ذكر رحمه الله أمورا كلية يعرف بها كون الحديث موضوعا ، فذكر منها: أن يكون كلامه لا يشبه كلام الأنبياء فضلا عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو وحي يوحى ، فيكون الحديث مما لا يشبه الوحي بل لا يشبه كلام الصحابة .

راجع : "المنار المنيف" (ص 56- 62)

فلا يجوز أن ينسب هذا الكلام للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه ، وعلى جبريل عليه السلام ، وعلى الله تعالى ، وهذا من أعظم الكبائر الموبقة ، وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ) الأنعام/ 93 ، وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ )

رواه مسلم في "مقدمة الصحيح" (1/7)

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا ، وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

ولو صح هذا الكلام لما كاد أحد أن يعاني من حفظ كتاب الله ، أو حفظ شيء من العلم ، ولعمل به المحدثون ورواة الأحاديث ، ولانتشر فيهم ، ولكثرت رواته ، ولسارت به الركبان ، ولأوصى به العلماء وطلبة العلم ، ولما لم يكن شيء من ذلك ، عُلم أنه كذب وزور .

والله تعالى أعلم.

.....

الأسباب المعينة على قوة الحفظ ومقاومة النسيان

السؤال

أنسى كثيرا من الأشياء التي تتعلق بنشاطاتي اليومية ، فهل تستطيع أن ترشدني إلى أي عمل يساعدني في هذا الأمر من القرآن والسنة ؟

الجواب

الحمد لله

من طبيعة الإنسان النسيان كما قال الشاعر :

وما سُمي الإنسان إلا لنسيه
ولا القلب إلا أنه يتقلب

وقد قالوا قديما : إن أول نَاسٍ أولُ الناس ، والمقصود بذلك آدم عليه السلام ، لكن النسيان يتفاوت من إنسان إلى آخر بحسب طبيعته ، فيكثر عند البعض ويقلّ عند آخرين ، ومما يُساعد على مقاومة النسيان ما يلي :

أولاً : الابتعاد عن الذنوب ، لأن شؤم المعصية يورث سوء الحفظ وقلّة التحصيل في العلم ولا تجتمع ظلمة المعصية مع نور العلم ، ومما يُنسب إلى الشافعي رحمه الله قوله :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقــال إن علم الله نــورٌ
ونور الله لا يعطى لعاصي

وروى الخطيب في الجامع (2/387) عن يحيى بن يحيى قال سأل رجل مالك بن أنس : يا أبا عبد الله ! هل يصلح لهذا الحفظ شيء قال : إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي .

وعندما يقارف الإنسان ذنباً ، فإن خطيئته تحيط به ويلحقه من جراء ذلك همّ وحزن وينشغل تفكيره بما قارفه من إثم فيطغى ذلك على أحاسيسه ويُشغله عن كثير من الأمور النافعة ومنها حفظ العلم .

ثانيا : كثرة ذكر الله عزّ وجلّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وغيرها ، قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) .

ثالثا : أن لا يكثر الأكل ، فإن كثرة الأكل جالبة لكثرة النوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس ، وكسل الجسم ، وهذا مع ما فيه من التعرض لخطر الأسقام البدنية

كما قيل

فإن الداء أكثر ما تراه
يكون من الطعام أو الشراب

رابعا : ذكر بعض أهل العلم مطعومات تزيد في الحفظ ومن ذلك شرب العسل وأكل الزبيب ومضغ بعض أنواع اللبان :
قال الإمام الزهري : عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ

وقال أيضاً : من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب

من " الجامع " للخطيب (2/394) .

وقال إبراهيم : عليكم باللبان فإنّه يشجع القلب ويذهب النسيان .

من الجامع للخطيب (2/397 )

كما ذكروا أن الإكثار من الحوامض من أسباب البلادة ، وضعف الحفظ .

رابعا : ومن الأمور التي تساعد على الحفظ وتقاوم النسيان : الحجامة في الرأس وهذا معروف بالتجربة . ( وللمزيد يُنظر الطب النبوي لابن القيم )

. والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد

.........

مشكلة نسيان القرآن

السؤال :

عندما كنت صغيراً كنت أذهب لمدرسة داخلية وأحفظ القرآن ، تركت مدرسة التحفيظ بعد أن حفظت 4 أجزاء وذلك لاني لم أستطع التوفيق بين مدرسة التحفيظ والمدرسة العادية في نفس الوقت ، كان عمري وقتها 12-13 عاما ولم أكن قد بلغت حينها.

فهل آثم الآن بعد 20 عاما وقد نسيت الأجزاء الأربعة التي حفظتها ؟

الناس قالوا لي أنه ذنب عظيم ويجب علي أن أراجعها مرة أخرى ، وأنا حائر فأرجو المساعدة.

الجواب :

الحمد لله

لا شك أن النسيان فطري في الإنسان ، وما سميّ الإنسان إلا لنسْيه ، وهو يختلف عادة من شخص لآخر فيقلّ ويكثر بحسب ما فاوت الله بين العباد في قوّة الذاكرة .

والقرآن الكريم يتفلّت من الصدور إذا لم يبادر المسلم إلى المراجعة الدائمة والتعاهد المستمر لما يحفظه منه .

ولعل في ذلك حكماً منها الابتلاء والامتحان لقلوب العباد لكي يتميز الفرق بين القلب المتعلق بالقرآن المواظب على تلاوته والقلب الذي تعلّق به وقت الحفظ ثم فترت همته وانصرف عنه حتى نسيه .

ولعلّ من الحِكَم أيضا تقوية دافع المسلم إلى الإكثار من تلاوة القرآن الكريم لينال الآجر العظيم بكل حرف يتلوه ولو أنه حفظ فلم ينس لما احتاج إلى كثرة التلاوة فيفوت عليه أجر المراجعة والتعاهد ، فخشية النسيان تدفعك إلى الحرص على التلاوة ليزيد أجرك عند ربك ، ولك بكل حرف تتلوه حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها .

ولقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على تعاهد القرآن الكريم خشية النسيان وحذر من التهاون في ذلك كما جاء في أحاديث عديدة ، منها .

1- ما رواه البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ الْقُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْإِبِلِ الْمُعَقَّلَةِ إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ . البخاري 5031

والمعروف أن الإبل إذا ذهبت وتفلتت من صاحبها لا يقدر على الإمساك بها إلا بعد تعب ومشقة فكذلك صاحب القرآن إن لم يتعاهد حفظه بالتكرار والمراجعة انفلت منه واحتاج إلى مشقة كبيرة لاسترجاعه .

· قال الحافظ ابن حجر في الفتح (9/79) في شرحه لهذا الحديث : ما دام التعاهد موجوداً فالحفظ موجود ، كما أن البعير ما دام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ ، وخصّ الإبل الذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً ، وفي تحصيلها بعد استكمان نفورها صعوبة .

2- وروى مسلم في صحيحه رقم (790و791) عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عُقُلها

3- وروى البخاري رحمه الله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِئْسَ مَا لأَحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ بَلْ نُسِّيَ وَاسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ مِنْ النَّعَمِ . صحيح البخاري 5032

قال الحافظ في الفتح (9/81) : قال ابن بطال هذا حديث يوافق الآيتين : قوله تعالى { إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً } وقوله تعالى { ولقد يسرنا القرآن للذكر }.

فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يسّرّ له ، ومن أعرض عنه تفلّت منه .

وفي هذا حض على دوام مراجعة الحفظ وتكرار التلاوة خشية النسيان وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المثل لأنه أقرب في توضيح المقصود ، كما أكد ذلك بالقسم ( فو الذي نفس محمد بيده ) تأكيداً على أهمية تعاهد القرآن ومراجعة الحفظ .

3ـ وأما ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها.

فهو حديث ضعيف ضعفه البخاري والترمذي وانظر تخريج مشكاة المصابيح للألباني رقم (720)

قال الإمام ابن المنادى رحمه الله في متشابه القرآن (ص 52) :

مازال السلف يرهبون نسيان القرآن بعد الحفظ لما في ذلك من النقص .

وقال السيوطي في الإتقان (1/106) :

ونسيانه كبيرة صرح به النووي في الروضة وغيرهما لحديث عُرضت علي ذنوب أمتي ..

ومن أعظم ما يٌعين على تذكّر القرآن وتثبيت حفظه : القيام به في الصلاة وتلاوته فيها وخصوصا قيام الليل وكان السّلف يتلونه في النهار ويقومون به في الليل .

فإذا كنت أيها الأخ السائل مجتهدا في مراجعة القرآن ومتعاهدا له فليس عليك إثم ولو حصل لك نسيان بعضه وإنما الذمّ واللوم على من فرّط وضيّع وأهمل وترك المراجعة والتعاهد نسأل الله المغفرة .

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا ، اللهم علمنا منه ما جهلنا وذكّرنا منه ما نُسّينا إنك أنت السميع العليم .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 03:43
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


لم يصح حديث نبوي في أكل اللبان

السؤال :

هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أكل اللبان يورث الحفظ ويذهب النسيان ويقطع البلغم) ؟

الجواب :

الحمد لله

اللبان – كما يعرفه "المعجم الوسيط" (2/ 814):

" نَبَات من الفصيلة البخورية يفرز صمغا وَيُسمى الكندر".

ويقال له أيضا "حصى لبان"

كما في "الآداب الشرعية والمنح المرعية" (2/ 403) .

هذا النبات لم يرد ذكره في الحديث النبوي الشريف، ولم يسنده أحد من المحدثين، ولا وقفنا له على إسناد في شيء من المسانيد والسنن والجوامع والأجزاء.

اللهم إلا ما أورده عبد الملك بن حبيب القرطبي (ت238هـ) في جزء له مختصر في الطب والعلاج بالأغذية، أورده معلقا بدون إسناد، فقال (ص41): " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكل اللبان يُورث الْحِفْظ وَيذْهب النسْيَان وَيقطع البلغم)

وعلق عليه ابن حبيب بقوله: "أكل اللبان يذهب البلغم، وكل ما أذهب البلغم فهو يذهب النسيان ويورث الحفظ".

وهذا – كما هو معروف عند علماء الحديث – غير كاف في تصحيح الحديث أو قبوله، بل يبقى حديث معلقا حتى نقف على إسناده وأصله .

وما دام لم يثبت فلا يجوز لأحد التحديث به، ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)

رواه البخاري (109)

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 03:47
حديث موضوع في بدء الخلق

السؤال :

قرأت عن بداية الخلق في أحد الكتب أن الله سبحانه وتعالى خلق ياقوتة خضراء لا يعلم طولها وعرضها إلا الله ، ثم نظر إليها بعين الهيبة فذابت وصارت ماء ، ثم وضع عرشه علي الماء ؛ أريد التحقق من صحة ما قرأت .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "كتاب العظمة" (2/546) برقم : (192) ، فقال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّوِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ ...) الحديث بطوله .

وهذا حديث موضوع

نوح بن أبي مريم متهم بالوضع

قال مسلم وغيره: متروك الحديث.

وقال الحاكم : وضع حديث فضائل القرآن الطويل .

وقال البخاري : منكر الحديث .

وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الأسانيد

ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

"ميزان الاعتدال" (4/ 279)، "المجروحين" (3/ 48) .

والراوي عنه حبيب بن أبي حبيب ، كذبه الإمام أحمد ، وقال أبو داود : كان من أكذب الناس، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان:

أحاديثه كلها موضوعة ، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات وأمره بين في الكذب .

"تهذيب التهذيب" (2/ 159) .

وقال المطهر ابن طاهر المقدسي في "البدء والتاريخ" (1/ 148):

" وفي كتاب أبي حذيفة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنه : " أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء - ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم

- قال: فلحظها الجبار لحظة ، فصارت ماء يترقرق ، لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح، يرتعد من مخافة الله ، ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ، ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء، فذلك قوله تعالى : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ".

وهذا باطل أيضا ، جويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك

كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .

"ميزان الاعتدال" (2/222) ، "التهذيب" (2/106)

وأبو حذيفة هو إسحاق بن بشر، صاحب كتاب المبتدأ.

كذبه علي بن المديني ، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك.

"ميزان الاعتدال" (1/ 184) .

والله تعالى أعلم .

هذا حديث موضوع ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا إلى ابن عباس رضي الله عنهما .

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 03:50
الاستخفاف بالله سبحانه على جهة الهزل

السؤال

سؤالي بخصوص صديق لي كان يمزح بجهل ، فأثناء ما كان يمزح مع صديق آخر استفزه الأخير ، فالتقط الأول سماعة الهاتف وقال بكل جهل: "لابد أن أخبر الله". ثم استمر قائلا في الهاتف: "مرحبا الله" كأنه يتكلم إلى الله ، وأنا أعلم أن هذا لا يجوز لكن هل هذا شرك؟

الجواب

الحمد لله

وبعد ، فالإيمان بالله تعالى مبني على تعظيمه سبحانه وإجلاله والانقياد له ، ولذا عاب الله الكافرين وأخبر أنهم إنما أشركوا به سبحانه غيره لما لم يقدروا الله حق قدره فقال :

( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر /67 .

فالله جل شأنه هو العظيم الذي تكاد السماوات تتفطر من عظمته كما قال سبحانه :

( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الشورى/5 .

ومن تفكر في مخلوقات الله رأى طرفا من آثار عظمته سبحانه ، يقول النبي صلى الله وسلم في وصف الكرسي والعرش : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/223) .

ولا يجتمع في القلب الواحد تعظيم الله عز وجل مع الاستخفاف به ولذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته ورسله كفر كيفما وقع جدا أو هزلا قال الله تعالى في سورة التوبة :

( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة 64-66 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا نص في أن الاستهزاء بالله و بآياته وبرسوله كفر وقد دلت هذه الآية على أ ن كل من تنقص رسول الله جادا أو هازلا فقد كفر"

الصارم المسلول (2/70)

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن عند هذه الآية : " لا يخلو أن يكون ما قالوه ـ أي المنافقين ـ من ذلك جدا أو هزلا ، و هو ـ كيفما كان ـ كفر ؛ فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة " اهـ .

وقال العلامة السعدي : " إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة " .

وما قاله هذا الرجل فيه استخفاف بالله سبحانه ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ـ ، وتنزيل لله ـ جل شانه وعز سلطانه ـ منزلة البشر ، في الخطاب والكلام ، وهذا كفر لا يشك فيه من له أدنى معرفة بدين الله ، ولا يقدم عليه إلا جاهل طافح الجهل ، أو رجل لا يعرف قلبه لله وقارا !!

ثم زاد كفر الاستهزاء واللعب كفرا وضلالا ، قول هذا البائس : ( لا بد أن أخبر الله ) ؛ فهل يحتاج الله تعالى إلى خبر الجاهل الظلوم ؟!!

( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) آل عمران/5 .

فعلى هذا المسكين أن يجدد إيمانه ، ويدخل في الإسلام من جديد ، ويتوب إلى الله تعالى من هذا الكفر الصراح ، وليستكثر ـ فيما بقي من عمره ـ من الصالحات والخيرات ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنه ، ويغفر له جهله وعدوانه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 03:55
( الرحمن على العرش استوى ) حقيقة لا مجازا .

السؤال :

نرى في القرآن العديد من الآيات التي تصف الله بأنه سبحانه فوق عرشه ؛ كما في سورة الملك ، وطه ، بالإضافة إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله

هل الله فوق العرش حقيقة أم مجازاً؟

سبب سؤالي هو وجود العديد من تراجم معاني القرآن المختلفة

فهل يوجد أي حديث أو تفسير لابن عباس (رضي الله عنهما) حبر القرآن يمكن منه معرفة إن كان ذلك من باب المجاز أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أثبت الله تعالى لنفسه صفة " الاستواء على العرش " في أكثر من موضع من القرآن ، فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) طه/ 5 ، وقال تعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ) الأعراف/ 54 ، يونس/ 3 ، الرعد/ 2 ، الفرقان/ 59 ، السجدة/ 4 ، الحديد/ 4 .

فالاستواء صفة فعلية للرب تعالى ، أثبتها له أهل السنَّة والجماعة ، على الوجه اللائق به عز وجل ، من غير تحريف لمعناها ، كما يقول من يقول : إن معناه : "الاستيلاء" ! ، ولا تمثيل لها باستواء المخلوق ، فإن الله جل جلاله لا يشبهه أحد في ذاته ، ولا يشبهه أحد في صفاته .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" أصل الاستواء على العرش : ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمة السنة ، بل هو ثابت في كل كتاب أنزل ، على كل نبي أرسل " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 2 / 188 ) .

ويقول الإمام محمد ابن إسحاق بن خزيمة رحمه الله :

" فنحن نؤمن بخبر الله جل وعلا : أن خالقنا مستو على عرشه ؛ لا نبدل كلام الله ، ولا نقول قولا غير الذى قيل لنا ؛ كما قالت المعطلة الجهمية : إنه استولى على عرشه ، لا استوى ؛ فبدلوا قولا غير الذى قيل لهم ، كفِعْل اليهود : لما أمروا أن يقولوا : حِطَّة ، فقالوا : حنطة ؛ مخالفين لأمر الله جل وعلا ، كذلك الجهمية"

انتهى من "التوحيد" (1/233) .

ويقول الإمام أبو الحسن علي بن مهدي الطبري ، وهو من شيوخ الأشاعرة الأولين : (ت: 380هـ) :

" ومما يدل على أن الاستواء ـ ههنا ـ ليس بالاستيلاء : أنه لو كان كذلك ، لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه ، إذ هو مستول على العرش على سائر خلقه ، وليس للعرش مزية على ما وصفته " .

انتهى من "تأويل الآيات المشكلة" لابن مهدي (178) .

فنؤمن بأن الله تعالى قد استوى على العرش ، استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه، ليس كاستواء البشر ، ولكن كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ؛ ولذا ، فإننا نفوض كيفيته إلى الله ، كما قال الإمام مالك وغيره لما سئل عن الاستواء : "الاستواء معلوم، والكيف مجهول"

انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/25) .

قال الإمام الدارمي رحمه الله ، تعليقا على قول الإمام مالك السابق :

" وصدق مالك ؛ لا يُعقَل منه كيف ، ولا يُجهل منه الاستواء ، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية "

انتهى من " الرد على الجهمية " (ص/105) .

وقال الإمام يحي بن عبد العزيز الكناني ، رحمه الله :

" أما قولك : كيف استوى ؛ فإن الله لا يجري عليه : (كيف) ؛ وقد أخبرنا أنه استوى على العرش ، ولم يخبرنا كيف استوى ؛ فوجب على المؤمنين أن يصدقوا ربهم باستوائه على العرش ، وحرُم عليهم أن يصفوا كيف استوى ؛ لأنه لم يخبرهم كيف ذلك ، ولم تره العيون في الدنيا فتصفه بما رأت ، وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث لا يعلمون ؛ فآمنوا بخبره عن الاستواء ، ثم ردوا علم (كيف استوى) إلى الله"

انتهى ، نقله ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (6/118) .

ثانيا :

أجمع سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين إثبات الصفات الواردة لله تعالى في الكتاب والسنة على الحقيقة لا المجاز

قال ابن عبد البر رحمه الله :

" أهل السنة مجمعون عَلَى الْإِقْرَارِ بِالصِّفَاتِ الْوَارِدَةِ كُلِّهَا فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِيمَانِ بِهَا وَحَمْلِهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُكَيِّفُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَحُدُّونَ فِيهِ صِفَةً مَحْصُورَةً

وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ كُلُّهَا وَالْخَوَارِجُ فَكُلُّهُمْ يُنْكِرُهَا وَلَا يَحْمِلُ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ أَقَرَّ بِهَا مُشَبِّهٌ ، وَهُمْ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا نَافُونَ لِلْمَعْبُودِ ، وَالْحَقُّ فِيمَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ بِمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ وَهُمْ أَئِمَّةُ الْجَمَاعَةِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ "

انتهى من " التمهيد" (7/ 145) .
.
ثالثا :

روى الحاكم (3116)

والطبراني في " المعجم الكبير" (12404) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : " الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَالْعَرْشُ لَا يُقْدَرُ قَدْرُهُ "

وقال الحاكم عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي .

ورواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (590) ولفظه :

" إِنَّ الْكُرْسِيَّ الَّذِي وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَمَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَمَا يُقَدِّرُ قَدْرَ الْعَرْشِ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ " .

وقال أبو منصور الأزهري رحمه الله في "التهذيب" (10/ 33):

" الصحيحُ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسِيّ مَا رواهُ الثَّوْريُّ وغيرهُ عَن عمارٍ الدُّهْنِي عَن مُسْلمٍ البَطِينِ عَن سعيد بن جُبَيْرٍ عَن ابْن عباسٍ أَنه قَالَ: " الكُرْسِيُّ: موضعُ القدمينِ ، وأَما العَرْشُ فإنَّهُ لَا يُقدرُ قدرهُ " وَهَذِه روايةٌ اتفقَ أَهْلُ العلمِ على صِحتها "

انتهى ، وينظر : " البداية والنهاية " لابن كثير (1/ 13) ، " الإبانة الكبرى" لابن بطة (7/ 325) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" العرش هو ما استوى عليه الله تعالى ، والكرسي موضع قدميه ؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره " .

انتهى من" مجموع فتاوى ورسائل العثيمين " (5/ 34) .

فقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : ( وسع كرسيه السموات والأرض ) : " الكرسي موضع القدمين " يدل دلالة واضحة على أن الاستواء حقيقي وليس مجازيا .

ولهذا قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : " وهو بنفسه على العرش ، بكماله ، كما وصف "

انتهى من "الرد على الجهمية" (ص/55) .

وقال ابن القزويني رحمه الله

: " ومن قال : العرش ملك ، أو الكرسي ليس بالكرسي الذي يعرف الناس : فهو مبتدع "

انتهى ، نقله "قوام السنة الأصبهاني" في "الحجة" (1/249) .

وأما اختلاف ترجمات القرآن الكريم في ذلك ، فهي كاختلاف تفاسيره بالعربية ، وأولى من ذلك ؛ فإن التفسير بالعربية يختلف بحسب فهم المفسر ، وتأثره بمذهبه العقدي ، وفكره الكلامي ، ثم قدرته على التعبير عن ذلك بعبارة مطابقة لما يعتقده ، وهذا كله موجود في المترجم ، وأعقد من ذلك ، فإنه ينقل من لغة إلى لغة ، ومعلوم ما يكتنف ذلك من الصعوبات والمشكلات .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 04:00
لا تعارض بين نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا واستوائه على العرش

السؤال

عندما يُطرح علي السؤال "أين الله ؟" ، أجيب ، بأنه "فوق السماوات السبع والعرش".

لكن، إذا أخذنا الحديث الذي فيه أن الله ينزل للسماء السفلى في آخر جزء من الليل

فإذا سأل شخص ، أين الله ؟

وذكر بأن الوقت (عند طرح السؤال) هو آخر ثلث من الليل ، فماهو الرد الذي يقال له ؟

ونقطة أخرى هي أن بعض الناس يقولون بأن الجزء الأخير من الليل هو مستمر في كل الوقت ( في مكان ما من الأرض وفي وقت محدد من الزمن ) ، ومن ذلك فإنهم يستنتجون أن الله ليس على عرشه .

الجواب

الحمد لله

يجب علينا أولا معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . فعقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ويعتقدون ما أمرهم الله باعتقاده فقال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

وقد أخبرنا الله سبحانه عن نفسه فقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف/54 وقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) طه/5 وغيرها من الآيات التي فيها ذكر استواء الله تعالى على عرشه .

واستواء الله تعالى على عرشه ، علوه عليه بذاته ، علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيتها إلا هو .

وقد ثبت كذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ رواه البخاري( كتاب التوحيد/6940) ومسلم (

صلاة المسافرين/1262) .

والنزول عند أهل السنة معناه : أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو .

ولكن هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟ قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال : نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده ، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟ إن قال : نعم . فقد كذب . وإن قال : لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم

فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال ، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو ، هذا ليس إليك ، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر ، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول .

مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/204- 205

قال شيخ الإسلام رحمه الله

في هذه المسألة : والصواب أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ، وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ووقت النوم تعرج .. قال : والليل يختلف فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن ..

انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 5/132

والاستواء والنزول من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك ، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل والتكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزول الله كنزول المخلوقين واستواءه على العرش كاستوائهم ، لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ وكيف استوى على العرش ؟ والمقصود أنهم لا يكيِّفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحينئذ لا يمكن أبداً أن يتصور الكيفية .

ونحن نعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقول الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله .

ومن توَهَّم التَّناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما إما لقلَّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر ، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق . فإن لم يتبين له الحق فليَكِل الأمر إلى عالمه وليكُفَّ عن توهُّمِه وليقل كما قال الراسخون في العلم : ( آمنا به كل من عند ربنا ) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف . والله أعلم

انظر فتاوى ابن عثيمين 3/237- 238

وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ عن قياس الخالق على المخلوق ، وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقة كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 04:10
هل صح حديث أن من رضي بيسير الرزق دخل الفردوس ؟

السؤال

: هل يمكنك أن تخبرني من فضلك ما إذا كان هذا الحديث صحيحا : سوف يُجزَى الشخص مقعدًا في جنة الفردوس إذا رضي بأقل الرزق

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث المذكور في السؤال :

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/225)

ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (2/288)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (9271)

من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ، قال حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَنْ قَضَى نَهْمَتَهُ فِي الدُّنْيَا ، حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَهْوَتِهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَمَنْ مَدَّ عَيْنَهُ إِلَى زِينَةِ الْمُتْرَفِينَ ، كَانَ مَهِينًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ ، وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْقُوتِ الشَّدِيدِ صَبْرًا جَمِيلًا ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْفِرْدَوْسِ حَيْثُ شَاءَ ) .

والحديث ضعيف ، لا يثبت ، وفيه أكثر من علة :

فيه " فضيل بن مرزوق " ، وثقه ابن معين في رواية الدوري (1298)

وضعفه في أخرى كما في "المجروحين" (2/209) .

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/75)

:" سألت أبى عن فضيل بن مرزوق فقال : هو صدوق صالح الحديث يهم كثيرا يكتب حديثه ، قلت: يحتج به؟

قال: لا "انتهى .

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/209):

" مُنكر الحَدِيث جدا ، كَانَ مِمَّن يخطئ على الثِّقَات ، ويروي عَن عَطِيَّة الموضوعات ، وَعَن الثِّقَات الْأَشْيَاء المستقيمة ، فَاشْتَبَهَ أمره ، وَالَّذِي عِنْدِي أَن كل مَا روى عَن عَطِيَّة من الْمَنَاكِير يلزق ذَلِك كُله بعطية ، وَيبرأ فُضَيْل مِنْهَا ، وَفِيمَا وَافق الثِّقَات من الرِّوَايَات عَن الْأَثْبَات يكون محتجا بِهِ ، وَفِيمَا انْفَرد على الثِّقَات ، مَا لم يُتَابع عَلَيْهِ : يُتنكب عَنْهَا فِي الِاحْتِجَاج بهَا "انتهى .

وفيه " إسماعيل بن عمرو البجلي " ، ضعفه النسائي كما في "الضعفاء والمتروكين" (85)

وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (2/190)

وابن عدي كما في "الكامل" (1/525)

وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/336)

:" صاحب غرائب ومناكير " انتهى .

والحديث ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/248)

فقال :" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ". انتهى ،

وكذلك ضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (5655) .

وللحديث طريق آخر تالف ، أخرجه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (1455)

من طريق محمد بن أيوب الأنماطي ، قال ثنا إبراهيم بن عبد الجبار المصري ، ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني ، ثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب به .

وفيه أكثر من علة أيضا :

فيه خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني ، وثقه ابن معين ، وقال أبو زرعة وأبو حاتم : لا بأس به

وقال العقيلي : في حفظه شيء . انظر "تهذيب الكمال" (8/123)

وقال ابن عدي في "الكامل" (3/36) :" ليس بذاك" ، انتهى

وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/281)

:" كَانَ مِمَّن يخطئ حَتَّى خرج عَن حد الْعَدَالَة لكثرته، لَا يُعجبنِي الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد ". انتهى

وهنا قد انفرد عن شعبة بهذا الحديث فلا يقبل منه مع ضعف حفظه .

وفيه إبراهيم بن عبد الجبار المصري ، مجهول لم يترجم له أحد .

وفي معناه أيضا : ما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (304)

من طريق كادح بن رحمة الزاهدي ، وابن الفاخر في "موجبات الجنة" (222)

وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1366)

من طريق عنبسة بن عبد الرحمن ، كلاهما ( كادح ، عنبسة ) عن الْمُعَلَّى بْن عِرْفَانَ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَنَعَ بِمَا رُزِقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ).

والحديث موضوع :

فيه المعلى بن عرفان ، متروك الحديث ، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/149) :" قال ابن معين: ليس بشيء ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال النسائي: متروك الحديث " انتهى.

وكلا الراويين عنه كذاب: فالأول كادح بن رحمة

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/399) :

" قال الأزدي وغيره :" كذاب " . انتهى

وقال أبو نعيم الأصبهاني في "الضعفاء" (200)

:" روى عن الثوري ومسعر أحاديث موضوعة ". انتهى ،

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/229) :

" كَانَ مِمَّن يروي عَن الثِّقَات الْأَشْيَاء المقلوبات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا ، أَو غفل عَن الإتقان حَتَّى غلب عَلَيْهِ الأوهام الْكَثِيرَة ، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَاسْتحقَّ بهَا التّرْك ". انتهى

والثاني عنبسة بن عبد الرحمن ، كذاب أيضا

قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (6/403)

:" متروك الحديث كان يضع الحديث " انتهى.

وقد قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1366)

بعد روايته للحديث :" عنبسة والمعلى متروكان ، وكذلك قال النسائي وغيره ، وقال ابن حبان : كلاهما يروي الموضوعات لا يجوز الاحتجاج بهما "انتهى .

وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1616) :" موضوع " .

ثانيا :

وأما ما يشير إليه مضمون الحديث ، من أن من قنع بما آتاه الله : فهو من الفائزين المفلحين ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يكفي المسلم ، وينفعه واعظه ، ويغنيه عن تلك الغرائب والواهيات .

فمن ذلك :

ما رواه مسلم (1054) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) .

ومن ذلك أيضا : ما أخرجه الترمذي في "سننه" (2349) ، وابن حبان في "صحيحه" (541) من طريق حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الجَنْبِيَّ ، أَخْبَرَهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( طُوْبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الإِسْلامِ ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً ، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِهِ ) .

والحديث إسناده صحيح ، صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (830) .

والحاصل :

الحديث الوارد في السؤال : لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . ويغني عنه ما ورد في البشارة بالفلاح والفوز لمن كفاه الله هم العيش ، وقنع بالقليل ، وحد الكفاف منه .

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 04:14
حول ما ذكره البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب مع أبي بكر الصديق فأصيب أبو بكر فجاءت أمه تحنو عليه .

السؤال :

سمعت قصة من بعض الناس أن النبي عليه السلام في صغره كان يلعب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأصيب أبو بكر رضي الله عنه ، فجاءت أمه تحنو عليه وتسليه ، فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخيل أنه لو كانت أمه حية لفعلت كما فعلت أم الصديق

فهل القصة صحيحة ؟

وأين ذكرت ؟

الجواب :

الحمد لله

فإن هذه القصة التي أوردها السائل الكريم لا أصل لها ، وقد بحثنا عنها جهدنا فلم نجد لها ذكرا في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد ممن صنف في السيرة النبوية .

والذي نص عليه أهل العلم أنه كانت بين أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة صحبة ، وأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فلم يتباطأ .

قال ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة" (4/145)

في ترجمة أبي بكر :" وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل البعثة ، وسبق إلى الإيمان به " انتهى .

أما ما ذكره السائل فلم نقف له على أصل .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 04:25
حديث واهٍ في وقوع أربع فِتن قبل الساعة .

السؤال:

هناك حديث عن الفتنة الدهماء ، وأنها تطوف بالشام ، وتغشى بالعراق

سؤالي هل نحن في هذه الفتنة ؛ لأن الذي رأيناه وعشناه من تنازع وفرقة بين أهل البيت الواحد والحارة الواحدة ، والتهجير الذي حصل ، مجرد التفكير فيه تكاد تطيش منه العقول ؟

وما معنى تغشى في العراق ؟

الجواب:

الحمد لله

قال نعيم بن حماد المروزي رحمه الله في "كتاب الفتن" (89):

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَأْتِيكُمْ بَعْدِي أَرْبَعُ فِتَنٍ، الْأُولَى يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالثَّانِيَةُ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالْأَمْوَالُ، وَالثَّالِثَةُ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالْأَمْوَالُ

وَالْفُرُوجُ، وَالرَّابِعَةُ صَمَّاءُ عَمْيَاءُ مُطْبِقَةٌ، تَمُورُ مَوْرَ الْمَوْجِ فِي الْبَحْرِ، حَتَّى لَا يَجِدَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهَا مَلْجَأً، تُطِيفُ بِالشَّامِ، وَتَغْشَى الْعِرَاقَ، وَتَخْبِطُ الْجَزِيرَةَ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا، وَتُعْرَكُ الْأُمَّةُ فِيهَا بِالْبَلَاءِ عَرْكَ الْأَدِيمِ ، ثُمَّ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُ فِيهَا: مَهْ مَهْ، ثُمَّ لَا يَعْرِفُونَهَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا انْفَتَقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى).

وهذا الحديث ضعيف جدًا، لا يصح ، لعدة أسباب :

أولا : جهالة من حدث به عن أبي هريرة رضي الله عنه .

ثانيا : إسحاق بن أبي فروة ضعيف جدا : قال أحمد قال البخاري: تركوه. وقال الجوزجانى: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن إسحاق بن أبى فروة. وقال أبو زرعة وغيره: متروك.

"ميزان الاعتدال" (1 /193).

ثالثا : ضرار بن عمرو متروك أيضا ، قال ابن معين: لا شيء .

وضعفه البخاري والعقيلي وابن الجارود وغيرهم .

انظر: "لسان الميزان" (3 /202).

رابعا: يحيى بن سعيد العطار ، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث، وقال

الدارقطني: ضعيف، وقال ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان فيه أحاديث لا يتابع عليها وهو بين الضعف

وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به، وقال الساجي: عنده مناكير .

"تهذيب التهذيب" (11/ 221) .

خامسا: نعيم بن حماد صاحب كتاب الفتن فيه كلام مشهور ، وهو ضعيف صاحب مناكير

قال ابن رجب رحمه الله:

" نُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، قَالَ صَالِحٌ: وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ

وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ، وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ: هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من "جامع العلوم والحكم" (2/ 394)

فالحاصل :

أن هذا إسناد شديد الضعف ، واه جدا ، لا تقوم بمثله حجة ، ولا يعتمد عليه في النقل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم .

وذكر الفتن الأربعة ، ووصفها : ورد من طرق أخرى ، وله شواهد ، عامتها لا تخلو من ضعف وانقطاع ، ولا تقوم بشيء منها حجة .

وفي سنن أبي داود (4241) : عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ:

( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَرْبَعُ فِتَنٍ، فِي آخِرِهَا الْفَنَاءُ ) .

هكذا مختصرا ، وهو أيضا حديث ضعيف ، لجهالة الراوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

ينظر : "السلسلة الضعيفة للألباني" (10/381) .

وينظر أيضا للفائدة : "العراق في أحاديث الفتن" (374-375) .

وقوله : ( تغشى العراق ) يعني: تنزل بالعراق ، وتصيب أهل العراق، حتى تعمّهم ، مِن غشي الشيءَ: إذا لابسه ، والغشاء: الغطاء، وقال تعالى : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ ) الدخان/ 10- 11 ، يعني : يعمهم .

"تفسير السعدي" (ص771).

ومن أسماء القيامة: الغاشية ، سميت بذلك لأنها تغشى الناس وتعمهم .

"تفسير ابن كثير" (8/384) .

أما فتنة الدهيماء ، فقد ورد فيها حديث عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا ، حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟

قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ :

فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) .
رواه أبو داود ( 4242 ) ، وأحمد ( 6168) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

ولا شك أننا في زمان الفتن واختلاط الأمور، فيحصل الهرج والقتل ، ويفتن الناس في دينهم، ويتسلط أعداء الله على عباده المسلمين، وعلى ديارهم وبلادهم ، وقد وقع بأهل الشام وأهل العراق من الفتن ما هو معلوم .

ولكننا لا نستطيع أن نقطع أن هذه هي فتنة الدهيماء التي ورد بها الحديث ؛ لأنه ما زال بالأمة خير كثير، ففيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب العلم وتحصيله ونشره ، فلا ينبغي لأحد أن ييأس ، ويظن أن هذا هو زمان الفتن الذي يسبق قيام الساعة، ولا أمل للناس بعده ، فهذا قول غير صحيح ، وتنزيل للأحاديث على غير الواقع ، وفيه يأس وإحباط ، وانصراف عن التوكل على الله وحسن الظن به .

نسأل الله أن يرفع البأس والشدة والفتنة عن بلاد المسلمين .

والله أعلم.

..........

ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن ؟

السؤال:

أقرأ في بعض المنتديات أن جميع علامات الساعة الصغرى قد ظهرت ، ويكتبون بأنه لم يبق شيء عن قيام الساعة ، فما مدى صحة كلامهم ؟ .

الجواب :

الحمد لله

يقسِّم بعض العلماء علامات الساعات إلى كبرى ، وصغرى ، ويقسمها آخرون إلى ثلاثة أقسام ، ويجعلون بينهما " وسطى " ، ويمثلون له بخروج " المهدي " .

وعلامات الساعة الصغرى يصلح تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها انقضى ، وقسم لا يزال يتكرر ، وقسم لم يحدث بعدُ .

وفي ظننا أن هذا التقسيم هو الذي يكون فيه إجابة الأخ السائل عما يتكرر من الكلام في أن أشراط الساعة وعلامات الصغرى قد انقضت كلها .

وقد حصر هذه الأقسام بأحاديثها : الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله في كتابه القيِّم " القيامة الصغرى "

وسنحاول تلخيص المواضع التي خارج السؤال ، ونبسط القول في مبحث موضوع السؤال .

قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - حفظه الله - :

والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم وقع ، وقسم لم يقع بعدُ ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى ، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة ، بل يبدو شيئاً فشيئاً ، وقد يتكرر وقوعه وحصوله ، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي .

ولذلك سنعقد لعلامات الساعة أربعة فصول :

الأول : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت .

الثاني : العلامات الصغرى التي وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يتكرر وقوعها.

الثالث : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد .

الرابع : العلامات الكبرى .

أ. علامات الساعة التي وقعت :

ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ، ولن يتكرر وقوعها ، وهي كثيرة ، وسنذكر بعضاً منها :

1. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته
.
2. انشقاق القمر .

3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببُصرى – بلدة في الشام - .

4. توقف الجزيَة والخراج .

ب. العَلامَات التي وقعت ، وهي مستمرة ، أو وقعت مَرة وَيمكن أن يتكرّر وقوعُها :

1. الفتوحَات والحروب .

وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما مصداقاً ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) –

رواه أحمد ( 28 / 154 ) وصححه محققو المسند -
.
2. قتال الترك والتتر .

3. إسناد الأمر إلى غيَر أهله .

4. فسَاد المسلمين .

5. ولادَة الأمّة ربتها ، وَتطاول الحفَاة العراة رعَاة الشاة في البنيان .

6. تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة .

7. الخسف والقذف وَالمسخ الذي يعَاقب اللَّه به أقواماً من هَذه الأمّة .

8. استفاضة المَال .

9. تسليم الخاصَّة ، وفشو التجَارة ، وقطع الأرحََام .

10. اختلال المقاييس :

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يُقَوَّم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويرد على الصادق خبره ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويخون الأمناء ويتهمون ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس ، فلا يقدمون إلا الآراء الفجّة

ولا يهدون إلا للأمور المُعْوجة ، فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ) ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : ( الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) –

رواه ابن ماجه ( 4036 ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " -
.
11. شرطة آخر الزمَان الذين يجلدون الناس .

ج. العلامَات التي لم تقع بَعدُ :

1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم ( 157 ) .
وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار

وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا ، وإما بسبب تغير المناخ ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل ، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً ، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء ، وهذا هو الأظهر ، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل .

2. انتفَاخ الأهلّة :

من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) –

رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5898 ) .

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) -

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5899 ) .

3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ :

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ )

فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند .

4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب :

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) ، وفي رواية : ( يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ) .

وفي رواية عند مسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) .

ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) .

ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب .

والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء .

5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة :

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ) .

وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ،

وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته " .

وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه .

6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة :

من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة .

عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ )

رواه أبو داود ( 4250 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو .

وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر .

7. إحراز " الجهجَاه " الملك :

الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك ، وهو شديد القوة والبطش ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ )

رواه البخاري ( 3329 ) ومسلم ( 2910 ) .

وفي رواية لمسلم ( 2911 ) : ( لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ " ) .

ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول ، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي ، ففي سنن الترمذي ( 2228 ) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ " ) .

والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك .

8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء :

عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) –

رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) – واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها .
والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .

والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير .

وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه .
والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها .

9. خروُج المَهدي :

ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة ، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلاً ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً ، ومن الأحاديث التي وردت في هذا :

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي )

رواه الترمذي ( 2230 ) وأبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( 4282 ) قال : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) .

" القيامة الصغرى " ( 137 – 206 ) باختصار ، وتهذيب .

وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-06-30, 04:34
لا يصح في ذمّ البربر حديث.

السؤال :

ما صحة هذه الأحاديث في ذم البربر ؟

1. قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي وصيف بربري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قوم هذا أتاهم نبي قبلي فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وشربوا مرقه ) "كتاب الفتن" (1/266) .

2. قال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال: عن ثنا عبد الله بن نافع قال : حدثني بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : " جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أين أنت؟)

قال: بربري ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: (قم عني) ، قال بمرفقه كذا، فلما قام عنه ، أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم أو ترياقهم)" "مسند أحمد بن حنبل" (2/367 )

3. قال أحمد بن حنبل : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن القاسم بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن القاسم بن البرجي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها) "مسند أحمد بن حنبل"(2/221 )

. 4. قال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا وهب الله بن راشد المعافرى ثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخبث سبعون جزء، للبربر تسعة وستون جزءا وللجن والإنس جزء واحد) "المعجم الكبير"(17/299).

5. قال بن عساكر بسنده عن يزيد بن سنان: حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( ولد لنوح ثلاثة، سام وحام ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد حام القبط والبربر ولا خير فيهم ) "تاريخ دمشق" (62/277) .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

البربر: هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا ، من حدود مصر الغربية إلى المحيط الأطلسى، وهم ليسوا سلالة نقية ، ولكنهم أخلاط سلالية وحضارية متعددة على مر التاريخ ، ويسكنون الآن مناطق منفصلة متباعدة في الصحراء الكبرى ، من واحة سيوة إلى موريتانيا ، وجبال الأطلس في المغرب والجزائر.

ويعود مصطلح البربر في الأغلب إلى الأصل اللاتينى بربارى، أى: الشعوب الأجنبية بالنسبة إلى الرومان.

"الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي" (12/ 3) بترقيم الشاملة .

ثانيا :

لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لجنس من أجناس البشرية على جنس آخر ، إلا بالتقوى ، كما قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/ 13.

وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

رواه أحمد (22978) وصححه الألباني في "الصحيحة" (2700)

ثالثا :

هذه الأحاديث المذكورة لا يصح منها شيء :

أما الحديث الأول : فرواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 276) فقال:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي وَصِيفٌ بَرْبَرِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ قَوْمَ هَذَا أَتَاهُمْ نَبِيُّ قَبْلِي فَذَبَحُوهُ وَطَبَخُوهُ، فَأَكَلُوا لَحْمَهُ، وَشَرِبُوا مَرَقَهُ ).

وهذا إسناد موضوع ، عنبسة بن عبد الرحمن ، قال ابن معين: لا شيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه وقال الأزدي: كذاب، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به.

"تهذيب التهذيب" (8/ 143)

ويحيى بن سعيد شيخ نعيم بن حماد هو العطار ، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به، وقال الساجي: عنده مناكير.

تهذيب التهذيب" (11/ 194)

ونعيم غير محتج به أصلا .

أما الحديث الثاني : فقال الإمام أحمد في مسنده (8803):

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنِّي "، قَالَ: بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ )

فقال الإمام أحمد – كما في "المنتخب من علل الخلال" (ص: 67)-:

" هذا حديث منكر " .

وضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 234)

وكذا ضعفه الألباني في "الضعيفة" (7/390)

وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف، ومتنه منكر ".

وورد بلفظ : (البربري لا يجاوز إيمانه تراقيه)

قال الألباني في "الضعيفة" (3377) : " منكر "

أما الحديث الثالث :

فرواه الإمام أحمد أيضا (7064) من طريق ابْن لَهِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْبَرحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَرْبَرِيًّا، فَلْيَرُدَّهَا )

وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة ، وهو معروف بضعفه وسوء حفظه .

انظر : "التهذيب" (5/328)

والقاسم بن البرحي مجهول ، قال الذهبي :

" لا يدري من ذا، وخبره منكر: (من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها)، وفي الإسناد أيضا ابن لهيعة " انتهى .

"ميزان الاعتدال" (3/ 369)

والحديث ضعفه محققو المسند .

وأما الحديث الرابع :

فرواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8672) والفسوي في "المعرفة" (2/489)

من طريق عَبْد اللَّهِ بْن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْث، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْخُبُثُ سَبْعُونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَتِسْعَةٌ وَسِتُّونَ فِي الْبَرْبَرِ) .

وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث

قال الحافظ في "التقريب" (ص: 308):

" صدوق كثير الغلط ، وكانت فيه غفلة " .

ويزيد بن أبي حبيب لم يسمع من أبي قيس، وانظر : "الضعيفة" (2535) .

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (824)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثَنَا وَهْبُ اللهِ بْنُ رَاشِدٍ الْمَعَافِرِيُّ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ مرفوعا به.

ومشرح بن هاعان ، قال ابن حبان : " يروى عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات " .

"المجروحين" (3/ 28) .

والخفاف شيخ الطبراني لم نجد له ترجمة .

والحديث ضعفه الألباني في "الضعيفة" (6/ 45) .

وأما الحديث الخامس:

فرواه البزار (7820)

وابن عساكر في "تاريخه" (62/277)

من طريق مُحَمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، قَال: حَدَّثني أبي، عَن يَحْيَى بن سَعِيد، عَن سَعِيد بن الْمُسَيَّب، عَن أبي هُرَيرة، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: (ولد لنوح سام وحام ويافث فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة، ولاَ خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر ولا خير فيهم ).

وهذا إسناد واه ، يزيد بن سنان هذا متروك ، تركه النسائي وغيره ، وقال ابن معين: ليس بشيء ، وقال ابن حبان : " كَانَ مِمَّن يخطىء كثيرا حَتَّى يروي عَن الثِّقَات مَالا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يُعجبنِي الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذا وَافق الثِّقَات ؛ إِذا انْفَرد بالمعضلات؟ ".

"ميزان الاعتدال" (4/427) ، "المجروحين" (3/ 106)

وقال الحافظ العراقي رحمه الله :

" وقد ورد من غير طريق يزيد بن سنان، رواه ابن عدي في "الكامل" من رواية سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وسليمان بن أرقم: متروك الحديث.

ورواه ابن عدي -أيضاً- في "الكامل" من ترجمة يزيد بن سنان أيضاً، وقال: عامة حديثه غير محفوظ. وقال النسائي: يزيد بن سنان متروك الحديث.

ولا يصح هذا الحديث عن أبي هريرة من سائر طرقه " .

انتهى من"محجة القرب إلى محبة العرب" (ص: 82)

وخلاصة الجواب :

أنه لا يصح في ذم البربر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يتفاضل الناس بالتقوى، وهي ميزان الحب والبغض والقرب والبعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا الأجناس ولا أنواع الناس.

والله تعالى أعلم.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:20
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

هل صح حديث أن الرسول عندما وصل الى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه..الحديث

السؤال :

هذا الحديث منتشر في المجموعات الواتس اب ما صحته أفيدونا جزاكم الله خيرا روي ان الرسول عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه فنودي لماذا تخلع نعليك ؟

فقال : الهي خشيت عاقبة الطرد ومرارة الرد وان يقال لي كما قيل لأخي موسى ، فنودي يا محمد إن كان موسى أراد فأنت المراد وان كان موسى أحب فأنت المحبوب وان كان موسى طلب فأنت المطلوب وأنت القريب وأنت الحبيب . فسلني ما تحب فأني سميع مجيب .

فقال الرسول الكريم : الهي لا أسالك آمنة التي ولدتني ولا حليمة التي أرضعتني ولا فاطمة ابنتي ، وإنما أسالك أمتي فقيل له : يانبي الرحمة

ما أشفقك على هذه الأمة ، أمتك خلق ضعيف وانأ رب لطيف وأنت نبي شريف ولا يضيع الضعيف. بين اللطيف والشريف فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك شطرين أنت تقول أمتيأمتي وانا أقول رحمتي رحمتي .... صلوا على البدر المنير والسراج الوهاج

الجواب :

الحمد لله

أولا:

هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا وجود له في دواوين السنة فيما نعلم .

لكن قصة خلع النعل : ذكرها اللكنوي ، وأنكرها ، في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (92-93):

"وَلْنَذْكُرُ هَهُنَا بَعْضَ الْقِصَصِ الَّتِي أَكْثَرَ وُعَاظُ زَمَانِنَا ذِكْرَهَا فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ ، وَظَنُّوهَا أُمُورًا ثَابِتَةً مَعَ كَوْنِهَا مُخْتَلِقَةً مَوْضُوعَةً.

فَمِنْهَا؛ مَا يَذْكُرُونَ من أَن النَّبِي لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ إِلَى السَّمَوَات العلى ، وَوَصَلَ إِلَى الْعَرْشِ الْمُعَلَّى : أَرَادَ خَلْعَ نَعْلَيْهِ ، أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى حِينَ كَلَّمَهُ: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوى) . فَنُودِيَ مِنَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى: يَا مُحَمَّدُ! لَا تَخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَإِنَّ الْعَرْشَ يَتَشَرَّفُ بِقُدُومِكَ مُتَنَعِّلا ، وَيَفْتَخِرُ عَلَى غَيْرِهِ مُتَبَرِّكًا، فَصَعِدَ النَّبِيُّ إِلَى الْعَرْشِ وَفِي قَدَمَيْهِ النَّعْلانِ وَحَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عِزٌّ وَشَأْنٌ.

وَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَدَائِحِ الشِّعْرِيَّةِ ، وَأَدْرَجَهَا بَعْضُهُمْ فِي تَأْلِيفِ السَّنِيَّةِ ، وَأَكْثَرُ وُعَاظِ زَمَانِنَا يَذْكُرُونَهَا ، مُطَوَّلَةً وَمُخْتَصَرَةً ، فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ.

وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ الْمُقْرِي الْمَالِكِيُّ فِي كَتَابِهِ "فَتْحِ الْمُتْعَالِ فِي مَدْحِ خَيْرِ النِّعَالِ"، وَالْعَلامَةُ رَضِيُّ الدِّينِ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْزُرْقَانِيُّ فِي "شَرْحِ الْمَوَاهِبِ اللَّدُنِّيَّةِ" : عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة مَوْضُوعة بِتَمَامِهَا ، قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهَا .

وَلَمْ يَثْبُتْ فِي رِوَايَةٍ مِنْ رِوَايَاتِ الْمِعْرَاج النَّبَوِيّ ، مَعَ كَثْرَة طرقها : أَن النَّبِي كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ مُنتعِّلا، وَلا ثَبَتَ أَنَّهُ رَقِيَ عَلَى الْعَرْشِ ؛ وَإنْ وَصَلَ إِلَى مَقَام : دَنَا مِنْ رَبِّهِ فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قوسين أَو أدنى ، فَأَوْحَى رَبُّهُ إِلَيْهِ ربه مَا أَوْحَى" انتهى

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:26
سياق غريب منكر لحديث سؤال جبريلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم .

السؤال

ما صحة هذا الحديث؟

أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب – يعني طويلاً- فدنا من النبي – صلى الله علية واله وسلم – فأخذ بخطام راحلته فقال: ( أنت محمد ) ؟

قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟

، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟ قال: أرض قال : فما تحتها ؟ ، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟

قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين) ” إلى قول ” قال: فما تحت الثرى؟

ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء؟

فقال: انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل، ما المسؤول بأعلم من السائل. قال: صدقت، أشهد أنك رسول الله يا محمد، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئًا، لعلمت أنك ساحر كذاب، أشهد أنك رسول الله، ثم ولى الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس هل تدرون ما هذا؟

قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل ))

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (5/ 274)، فقال :

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ : قُلْتُ: ابْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ بَيْنَ وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ، مُنْتَشِرِينَ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ الْعَسْكَرِ: إِذْ عَارَضَنَا رَجُلٌ فَسَلّم ثُمَّ

قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَمَضَى أَصْحَابِي وَوَقَفْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أَقْبَلَ فِي وَسَطِ العَسْكَر عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مُقَنَّع بِثَوْبِهِ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا السَّائِلُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَتَاكَ. فَقَالَ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقُلْتُ: صَاحِبُ البَكْر الْأَحْمَرِ. فَدَنَا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهُ، فَكَفَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فقال: أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ). قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَلْ عَمَّا شِئْتَ). فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَنَامُ النَّبِيُّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ). قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟

قَالَ (مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ). فَقَالَ صَدَقْتَ. فَقَالَ: مَا لِلرَّجُلِ مِنَ الْوَلَدِ وَمَا لِلْمَرْأَةِ مِنْهُ؟ فَقَالَ: (لِلرَّجُلِ الْعِظَامُ وَالْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ، وَلِلْمَرْأَةِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ وَالشَّعْرُ) قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تَحْتَ هَذِهِ، يَعْنِي الْأَرْضَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَلْقٌ). فَقَالَ: فَمَا تَحْتَهُمْ؟

قَالَ: (أَرْضٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْأَرْضِ؟ قَالَ (الْمَاءُ) قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْمَاءِ؟ قَالَ: (ظُلْمَةٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الظُّلْمَةِ؟

قَالَ: (الْهَوَاءُ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْهَوَاءِ؟ قَالَ: (الثَّرَى). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الثَّرَى؟ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالَ: (انْقَطَعَ عِلْمُ الْمَخْلُوقِينَ عِنْدَ عِلْمِ الْخَالِقِ، أَيُّهَا السَّائِلُ، مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ). قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟

) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (هَذَا جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

ثم قال ابن كثير :

" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا، وَسِيَاقٌ عَجِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا، وَقَدْ قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ يُسَاوِي شَيْئًا، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا يعرف.

قُلْتُ: وَقَدْ خَلَّطَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي شَيْءٍ، وَحَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ .

وَقَدْ يَحْتَمِل أَنَّهُ تَعَمَّد ذَلِكَ، أَوْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ" انتهى .

والقاسم هذا قال أبو حاتم : ضعيف ، مضطرب الحديث، حدثنا عنه الأنصاري بحديثين باطلين ، وقال أبو زرعة: منكر الحديث.

"الجرح والتعديل" (7/ 113)

فهذا الحديث بهذا التمام ضعيف جدا ، وفيه نكارة ظاهرة .

وحديث جبريل حديث مشهور ، بغير هذا السياق

رواه مسلم (8) من حديث عمر رضي الله عنه ، ورواه هو (9)

والبخاري (50) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

وبعض هذا الحديث صحيح ، لكن من وجوه أخرى ، لا تشهد لهذا الحديث ، ولا يتقوى بها في شي

فقوله عن النبي : (تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ) صحيح:

فروى البخاري (3570)

عن أَنَس بْن مَالِكٍ، أنه حدّث عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، فقال: " جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ "

وروى أحمد (2483)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: ( هَاتُوا ) قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: ( تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ ) .

قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: ( يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ )

وحسنه محققو المسند ، وانظر "الصحيحة" (1872)

وقوله : يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ قَالَ: (مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ) : يشهد له الحديث المتقدم .

وعند مسلم (315) من حديث ثوبان مرفوعا :

( مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا، فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ، آنَثَا بِإِذْنِ اللهِ ) .

والله تعالى أعلم .

هذا حديث غريب منكر بهذا السياق ، وحديث جبريل حديث مشهور ، رواه البخاري ومسلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:30
مراتب الدين الإسلامي

السؤال

هل للدين الإسلامي مراتب ، وما هي مراتبه ؟.

الجواب :

الحمد لله

وبعد : فإن للدين الإسلامي ثلاث مراتب وهي : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان . وكل مرتبة لها معنى ، ولها أركان .

فالمرتبة الأولى : الإسلام وهو لغة : الانقياد والإذعان .

وأما في الشرع : فيختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :

الحالة الأولى : أن يطلق مفرداً غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران/19

وقوله تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة/3 ، وقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) آل عمران/85 . ولذا عرفه بعض أهل العلم بقوله : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .

الحالة الثانية : أن يطلق مقترنا بالإيمان فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) الحجرات/14

وفي صحيح البخاري ( 27 ) ومسلم ( 150 )

عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ : فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ "

فقوله صلى الله عليه وسلم : "أو مسلما " ؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا : يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة .

والمرتبة الثانية : الإيمان وهو في اللغة : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .

وفي الشرع : يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا :

الحالة الأولى : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) البقرة /257 ، وقوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) المائدة/23

وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " أخرجه مسلم ( 114 ) . ولهذا أجمع السلف على أنه : " تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب ـ ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "

ولهذا حصر الله الإيمان فيمن التزم الدين كله باطنا وظاهرا في قوله عز وجل : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) الأنفال/2-4

وقد فسر الله تعالى الإيمان بذلك كله في قوله تعالى : ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة/177

وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كله في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري ( 53 ) ومسلم ( 17 ) فقال : " آمركم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس " .

وقد جعل صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إيمانا واحتسابا من الإيمان وكذا قيام ليلة القدر وكذا أداء الأمانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك وفي صحيح البخاري ( 9) ومسلم ( 35 ) : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " والآيات والأحاديث في هذا الباب يطول ذكرها .

والحالة الثانية : أن يطلق الإيمان مقرونا بالإسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل وما في معناه وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة : "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان " أخرجه الترمذي ( 1024 ) وقال : حسن صحيح ، وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 1 / 299 ) وذلك أن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منها في الحياة فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله .

والحاصل أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وإن فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما ذكر ( وهو أي الإسلام يختص بالأمور الظاهرة على الجوارح والإيمان بالأمور القلبية الباطنة ) وهو الذي دل عليه حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه ( 8 )

عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَان ،َ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمَانِ . قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟

قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ " ؟

قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"

والمرتبة الثالثة : الإحسان وهو في اللغة : إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه .

وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :

الحالة الأولى :

أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان ، فيراد به الدين كله كما سبق في الإسلام والإيمان .

الحالة الثانية :

أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه : تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين غيره صلى الله عليه وسلم لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات .

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن مرتبة الإحسان على درجتين وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين :

المقام الأول وهو أعلاهما : أن تعبد الله كأنك تراه وهذا يسميه بعض العلماء (مقام المشاهدة ) وهو أن يعمل العبد كأنه يشاهد الله عز وجل بقلبه فيتنور القلب بالإيمان حتى يصير الغيب كالعيان فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه وإقباله عليه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم .

المقام الثاني : مقام الإخلاص [والمراقبة ]

وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله ، وإرادته بالعمل . وهذا المقام إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول

. ولهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا للأول فقال : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وفي بعض ألفاظ الحديث : " فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك" فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام استشعار قرب الله تعالى من عبده ومعيته حتى كأنه يراه . نسأل الله من فضله العظيم .

يراجع معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي ( 2 / 20 – 33 ، 326 – 328 ) ( المجموع الثمين 1 / 49 ، 53 ) ( جامع العلوم والحكم 1/ 106 ).

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:34
من علمني حرفا صرت له عبدا " هل هو حديث نبوي؟

السؤال :

هل هذا الحديث صحيح: "من علمني حرفًا صرت له عبدًا". وهل معناه صحيح؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

فإن هذه المقولة المشهورة " من علمني حرفا صرت له عبدا " ، ليست بحديث منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال محمد الأمير المالكي في " النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية" (367)

:" من عَلمنِي حرفا صرت لَهُ عبدا ". ليس بِحَدِيث ، وَالَّذِي ورد:" من علم عبدا آيَة من كتاب الله فَهُوَ لَهُ عبد ". انتهى

وهذا الحديث الذي عناه الشيخ محمد الأمير المالكي جاء بلفظ :( مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ) .

والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/112)

وابن عدي في "الكامل" (1/478)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (2023)

والشجري في "الأمالي" (425)

من طريق عبيد بن رزين.

وأخرجه تمام في "الفوائد" (354)

من طريق عبد الوهاب بن الضحاك :

كلاهما عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ ، قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ:( مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ).

والحديث لا يصح .

فيه " عبيد بن رزين " ، مجهول .

قال الذهبي في "ذيل الضعفاء والمتروكين" (254)

:" عبيد بن رزين اللاذقي: عن إسماعيل بن عياش ، مجهول ، والحديث منكر ". انتهى

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (541)

:" فيه عبيد بن رزين اللاذقي ، ولم أر من ذكره ". انتهى

وأما من تابعه وهو " عبد الوهاب بن الضحاك " ،

فهو كذاب ، كذبه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (6/74) .

ثانيا :

لا شك أن مكارم الأخلاق ، ومحاسن الآداب : التواضع للعالم ، خاصة الذي علم الإنسان أعظم العلم ، وهو العلم بالله ، وبكتابه ، وسنة نبيه ، وما يرضي رب العالمين عنه .

ومن شيم الكرام : الاعتراف بحق المعلم ، ما عاشوا .

وقد ورد عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث مثل هذا المعنى .

فقد روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/185) عن شعبة أنه قال :

" من كتبت عنه أربعة أحاديث : فأنا عبده حتى أموت ". انتهى

وروى الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (318)

عن شعبة أيضا أنه قال :" كنت إذا سمعت من الرجل الحديث

كنت له عبدا ما حيي ، فكلما لقيته ، سألته عنه ". انتهى

ولا يخفى أن "مقام العبودية" الطوعية هنا : هو مقام الأدب ، والتوقير ، والاعتراف بالفضل ، وحفظ الجميل ، ومعرفة الحق ، والوفاء للمعلم أبد الدهر .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:40
هل صح أن هذا الذكر ( اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي ) من أذكار الوضوء؟

السؤال

: هناك حديث صحيح لابن القيم ، وابن الملقن ، والنووي ، وغيرهم عند الوضوء : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته يقول ويدعو : ( اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي ) فقلت يا نبي الله سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : (وهل تركت من شيء ؟

) . أنا أقول هذا الدعاء في الوضوء، فهل من السنة قول هذا الدعاء عند الوضوء ؟

فأنا أقول البسملة في أوله مع النية في القلب ، وأتشهد في آخره ، وأقول اللهم اجعلني من المتطهرين التوابين، وأرجو شرح الحديث لفهم المعنى الصحيح ، وفي أي وقتٍ يقال.

الجواب :

الحمد لله

الحديث الذي ذكره السائل حديث مختلف في صحته ، والراجح ضعفه ، وبيان ذلك كما يلي :

أولا : تخريج الحديث ، والحكم عليه .

أخرجه أحمد في "مسنده" (19574)

والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (80)

وأبو يعلى في "مسنده" (7273)

وابن أبي شيبة في "مصنفه" (29391)

ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (581)

والطبراني في "الدعاء" (656) ، من طريق المعتمر بن سليمان ، قال سمعت عباد بن عباد بن علقمة ، عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى ، وَقَالَ: ( اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) .

وعند أحمد بلفظ :( اللهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) .

والحديث رجاله ثقات .

وقد اختلف أهل العلم في سماع أبي مجلز لاحق بن حميد من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .

فذهب النووي ، والذهبي ، وابن العماد ، إلى أنه لقي أبا موسى الأشعري .

قال النووي في "تهذيب الأسماء" (ص592)

:" سمع لاحق هذا جماعات من الصحابة ، منهم ابن عمر ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وأبو موسى الأشعرى ". انتهى

وقال الذهبي كما في "العبر في خبر من غبر" (1/99) :

" لقِي كبارَ الصحابة كأَبي موسى

، وابن عباس ". انتهى

وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (1/128) :

" لحق كبار الصحابة كأبي موسى وابن عباس ". انتهى

وذهب الحافظ ابن حجر ، ورجحه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص95)

إلى أنه لم يسمع من أبي موسى رضي الله عنه .

قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263) :

" وأما حكم الشيخ ( يقصد الإمام النووي ) على الإسناد بالصحة : ففيه نظر ؛ لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين ، فيما قاله علي بن المديني ، وقد تأخرا بعد أبي موسى ، ففي سماعه من أبي موسى نظر .

وقد عُهد منه الإرسال ممن لم يلقه ، ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح ، إلا عباد بن عباد ، وهو ثقة ، والله أعلم ". انتهى

وبناء على هذا الاختلافي سماع أبي مجلز ، من أبي موسى ، اختلف أهل العلم في صحة هذا الحديث :

فصححه النووي في "الأذكار" (ص29)

وابن القيم في "زاد المعاد" (2/354)

وابن الملقن في "البدر المنير" (2/279) .

وضعفه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263)

والشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص95) .

والراجح – والله أعلم – ضعف الحديث ، وذلك لأنه لو فرضنا أن أبا مجلز سمع من أبي موسى ، فإنه مدلس ، وقد عنعن ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث .

قال ابن حجر في "طبقات المدلسين" (31)

:" أشار بن أبي خيثمة عن ابن معين إلى أنه كان يدلس ، وجزم بذلك الدارقطني ". انتهى

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:41
ثانيا :

متى يقال هذا الذكر – على فرض صحته - ؟

اختلف أهل العلم في موضع الإتيان بالذكر :

فمنهم من يرى أنه من الأذكار المتعلقة بالوضوء ، إما في أوله عند التسمية ، وإما بعد الفراغ منه.

ومن هؤلاء النسائي حيث بوب عليه في "عمل اليوم والليلة" فقال :" ما يقول إذا توضأ " ، وابن الجزري حيث جعله في "عدة الحصن الحصين" (ص70) بعد التسمية في أول الوضوء .

ومن هؤلاء الهيثمي حيث بوب عليه في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/341)

فقال :" باب ما يقال بعد الوضوء "

وجعله ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (239)

والرملي في "نهاية المحتاج" (1/196)

والمناوي في "فتح القدير" (2/139)

مما يقال بعد الوضوء .

وأشار عبد الحق الإشبيلي إلى أنه يحتمل الأمرين : عند الوضوء ، أو بعد الفراغ منه . فقد بوب عليه في "الأحكام الكبرى" (3/513) ف

قال :" بَاب مَا يَقُول عِنْد الْوضُوء وَإِذا فرغ مِنْهُ ". انتهى

والزرقاني حيث قال في "شرح مختصر خليل" (1/131) :

" الأولى قوله فيه وبعده ". انتهى

ومن أهل العلم من يرى أنه مما يقال بعد الصلاة .

ومن هؤلاء الطبراني حيث بوب عليه فقال :" باب جَامِعُ أَبْوَابِ الْقَوْلِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ ".

وسبب الخلاف ، اختلاف الرواة في ضبط لفظ الحديث :

فرواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (29391)

ومسدد كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (581)

ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعارم أبو النعمان كما عند الطبراني في "الدعاء" (656)

بلفظ :" عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:" أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى ، وَقَالَ .." .

وخالفهم محمد بن عبد الأعلى ، كما عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (80)

فرواه بلفظ :" قَالَ أَبُو مُوسَى: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَّأَ ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو .. ".

قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263)

:" وروينا هذه الزيادة في الطبراني الكبير من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ، ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى .. " .

ثم قال :" وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال:( باب ما يقول بين ظهراني وضوئه ) لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة ". انتهى

ومن أهل العلم من جمع بين الأمرين ، فقرر أنه من أذكار الوضوء ، والصلاة أيضا .

وذلك لورود نفس الذكر من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ:( يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " قَالَ: فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا ) .

أخرجه الترمذي في "سننه" (3500)

وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (3748) .

ومن هؤلاء ابن القيم حيث وضعه في "زاد المعاد" (2/353)

تحت فصل " فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَذْكَارِ الْوُضُوءِ " .

ووضعه كذلك في هديه في الصلاة (1/254)

فقال :" وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ). انتهى ، وكذلك الإمام الشوكاني حيث قال في "تحفة الذاكرين" (ص182) بعد ذكره الروايتين :" فالحديث من أذكار الصلاة ، ومن أذكار الوضوء باعتبار مجموع الروايات ". انتهى

والراجح أنه مما يقال بعد الصلاة ، أو في الصلاة ، وليس من أذكار الوضوء ، وذلك لما يلي :

أولا : أن أكثر رواة الحديث ذكروا الصلاة ، بعد الوضوء ، كما تقدم .

ثانيا : أنه قد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال يقول هذا الذكر بعد الصلاة ، كما في "مصنف ابن أبي شيبة" (3050) من طريق يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى إذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) . والأثر صحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص96) .

ثالثا :

وأما معنى الحديث ، فهو كما يلي :

قال الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (3/102)

:" ( اللَّهم اغفر لي ذنبي ) أصل الغفر : التغطية والستر ، أي غط ذنبي واستره ، بأن لا تعاقبني عليه ، فلا يظهر أثره ، حتى كأنه غطاء وستر .

فهما كناية عن عدم أثره ومحوه بالكلية.

( ووسع لي في داري ) الدار تعم دار الدنيا والآخرة والبرزخ .

فتوسيع دار الدنيا : الرضى بها ، والقناعة ، واتساعها للضيق .

ويحتمل أن يراد توسيعها حقيقة ، بأن يوسعها تعالى كذلك .

ودار البرزخ يجعلها واسعة برحمته ، وإدخال الروح والريحان ونحوه .

ودار الآخرة كذلك ، وغيره من الزلفى .

( وبارك لي في رزقي ) البركة : الزيادة والنماء ، وهو مطلوب للعبد في أرزاقه وغيرها ، أو بالرضا به والقناعة ". انتهى

والحاصل :

أن الحديث مختلف في صحته ، والراجح ضعفه كما تقدم .
وعلى فرض صحته ، فقد اختلف أهل العلم في موضع الإتيان به ، على ما مر تفصيله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:46
حديث لا أصل له في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال :

جاءتنى رسالة تقول : (نهر أحلى من العسل ، أبيض من اللبن ) قالوا : لمن يا رسول الله ؟

قال : ( لمن سمع اسمى ، وصلى علي ) ، آمل الإفادة عن صحة هذا الحديث .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث لم نجد له أصلا، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكره ، ولم نقف عليه منقولا في كتاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

فهو حديث لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أن ينسب إليه، لأنه من الكذب عليه، وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في "مقدمة الصحيح" (1/7) ، قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

ثانيا :

ذكر السيوطي رحمه الله في "الحاوي" (2/ 48) ، في هذا المعنى ، عن عليّ رضي الله عنه بدون سنده من قوله بلفظ:

" خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْجَنَّةِ شَجَرَةً ثَمَرُهَا أَكْبَرُ مِنَ التُّفَّاحِ، وَأَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، أَلْيَنُ مِنَ الزُّبْدِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، وَأَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ، وَأَغْصَانُهَا مِنَ اللُّؤْلُؤِ الرَّطْبِ، وَجُذُوعُهَا مِنَ الذَّهَبِ، وَوَرَقُهَا مِنَ الزَّبَرْجَدِ لَا يَأْكُلُ مِنْهَا إِلَّا مَنْ أَكْثَرَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

ثالثا :

روى الطبراني في "المعجم الكبير" (935) عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَامَ يَوْمًا تَطَوُّعًا غُرِسَتْ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ، ثَمَرُهَا أَصْغَرُ مِنَ الرُّمَّانِ، وَأَضْخَمُ مِنَ التُّفَّاحِ وَعُذُوبَتُهُ كَعُذُوبَةِ الشَّهْدِ، وَحَلَاوَتُهُ كَحَلَاوَةِ الْعَسَلِ، يُطْعِمُ اللهُ الصَّائِمَ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

وهذا ، مع أنه في فضل الصيام، وليس فيه ذكر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فهو أيضا : ضعيف ؛ فيه جرير بن أيوب ، قال ابن معين : ليس بشيء. وقال أبو نعيم: كان يضع الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي: متروك.

"ميزان الاعتدال" (1/ 391)

وفيما صح من الأحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم – وكذا في فضل الصيام- الكفاية والغنية عن تلك الأحاديث المكذوبة والواهية.

والله تعالى أعلم .

ملخص الجواب :

هذا حديث لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم.

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:51
ما هي المنزلة الرفيعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

السؤال :

أرغب في معرفة المنزلة الرفيعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :

الحمد لله

يشرع لمن سمع النداء والأذان أن يتابع المؤذن فإذا فرغ من المتابعة في جميع الأذان صلى وسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال ما ورد في الحديث الصحيح عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . " رواه البخاري 579

وليس في الدعاء عبارة : ( الدرجة العالية الرفيعة ) فلا تقال ، والعطف في قوله : " الوسيلة والفضيلة " عطف بيان أي عطف تفسير ، والوسيلة هي المرتبة الزائدة على سائر الخلق وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ . " رواه مسلم 577

والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى عند الله للفصل بين العباد ولا يؤذن فيها إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم وهي المذكورة في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78)

وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79)

سورة الإسراء ، وسمي بالمقام المحمود لأنّ جميع الخلائق يحمدون محمدا صلى الله عليه وسلم على ذلك المقام لأنّ شفاعته سبب فكّ كربتهم من أهوال المحشر والانتقال إلى الحساب والفصل بين الخلائق

والله تعالى أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 16:56
فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال :

منذ ما يقرب من عام وأنا أدعو الله عز وجل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، أي جعلت دعائي كله صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم باستثناء الأذكار والأدعية الموظفة كالتي في أذكار الصباح والمساء

وقنوت الوتر وغيرها فأذكر فيها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد سماعي لشرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ربع الليل قام

فقال : أيها الناس اذكروا الله ، أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه . فقال أبي بن كعب : فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فما أجعل لك من صلاتي ؟ قال : ما شئت قلت : الربع ؟

قال : ما شئت وإن زدت فهو خير . قلت : النصف ؟

قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك . قلت : الثلثين ؟

قال : ما شئت وإن زدت فهو خير . قلت : أجعل لك صلاتي كلها قال : إذا يكفي همك ويغفر ذنبك الراوي: أبي بن كعب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/340 وحديث 71475 - أن رجلا قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك قال نعم إن شئت . قال : الثلثين ؟

قال : نعم . قال : فصلاتي كلها ؟

قال رسول الله : إذا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك . الراوي: حبان بن منقذ بن عمرو الأنصاري - خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1671 وكان من الشرح ومعنى أجعل لك صلاتي كلها أي لا تدعو لنفسك بشيء أبدا ولكن جعلت دعاءك كله صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأي فضيلتكم وجزاكم الله عنا خيرا؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه الترمذي (2457) وأحمد (20736) وابن أبي شيبة في "المصنف" (8706) وعبد بن حميد في "المسند" (170) والبيهقي في "الشعب" (1579)

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .

قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب) ، وكذا حسنه الحافظ في "الفتح" (11/168) ، وأشار البيهقي في "الشعب" (2/215) إلى تقويته ، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1670) وغيره .
قال الملا علي القاري :

" ( أجعل لك صلاتي كلها ) أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي . ( تكفى همك ) قال الأبهري : أي إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة عليّ كفيت ما يهمك .

وقال التوربشتي : معنى الحديث كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي .

فقال : ( إذن تكفى همك ) أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك ؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول ، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه "

انتهى باختصار .

"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/16- 17)

وقال ابن علان البكري رحمه الله :

" ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه : أنها مشتملة على امتثال أمر اللّه تعالى ، وعلى ذكره وتعظيمه ، وتعظيم رسوله ، ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شيء على المصلي

بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل مما كان يدعو به لنفسه ، وحصل له مع ذلك صلاة اللّه وملائكته عليه عشراً ، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب ، فأيّ فوائد أعظم من هذه الفوائد ؟ ومتى يظفر المتعبد بمثلها ، فضلا عن أنفَسَ منها ؟ وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل ؟ "

انتهى بتصرف .

"دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (5/6-7)

وقال الشوكاني رحمه الله :

" قوله : ( إذن تكفى همك ويغفر ذنبك ) في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة ؛ فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها ؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة . ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ؛ لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه " انتهى .

"تحفة الذاكرين" (ص 45)

وسئل علماء اللجنة :

قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم : أفأجعل لك صلاتي كلها ؟

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا تكفى همك ... ) إلى آخر الحديث . ما معنى : أفأجعل صلاتي لك كلها ؟

فأجابوا : " المراد بالصلاة هنا : الدعاء ، ومعنى الحديث : الحث على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، لما في ذلك من الأجر العظيم " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/156 - 157)

وينبغي أن تعلم أن الحديث لا يعني منع الإنسان من الدعاء لنفسه مطلقا ، والاقتصار على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا مخالف لهديه العملي ، وإرشاده إلى الأدعية المتنوعة ، في الأحوال المختلفة ، كأدعية الصلاة ، والصباح والمساء ، والاستخارة ، ونحو ذلك .

قال علماء اللجنة الدائمة :

" هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة ، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/159) .

ولعل المراد بالحديث : أن كان لأبي بن كعب دعاء معين ، يدعو به ، فسأل عن استبداله بالصلاة ، وإلى ذلك يشير قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هذا كان له دعاء يدعو به ، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته ؛ فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرا ، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة : آمين ولك بمثله . فدعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (1/193)

وقال شيخ الإسلام أيضا :

" مقصود السائل : يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به ، وأستجلب به الخير ، وأستدفع به الشر فكم أجعل لك من الدعاء ؟ قال : ما شئت . فلما انتهى إلى قوله : ( أجعل لك صلاتي كلها ) قال : إذا تكفى همك ويغفر ذنبك .

وفي الرواية الأخرى : إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .

وهذا غاية ما يدعو به الإنسان لنفسه من جلب الخيرات ودفع المضرات " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (1/349-350) .

وهذا كله بتقدير صحة الحديث ، وقد أشرنا إلى من صححه من أهل العلم ؛ وإلا فإن راوي الحديث عبد الله بن محمد بن عقيل : أكثر كلام أئمة الحديث على تضعيفه ، وعدم الاحتجاج بحديثه ، حتى قال عنه الإمام أحمد ـ في رواية حنبل ـ : " منكر الحديث " ، وقال يعقوب الجوزجاني : " عامة ما يرويه غريب " .

ينطر : "تهذيب الكمال" (16/80) وما بعدها .

وإذا قدر أن حديثه في مرتبة الحسن ، كما ذهب إليه بعض أهل العلم ، فلا يظهر أن حاله يحتمل التفرد بمثل هذا المتن ؛ مع ما فيه من قوله : " أجعل لك صلاتي كلها" ؛ فهو بظاهره مخالف لما رغبت فيه الشريعة ، في عامة مواردها ، من الإكثار من الدعاء ، بشتى أنواعه ، في الصلاة وخارجها ، مطلقا كان هذا الدعاء

أو مقيدا بوقت أو حال . ثم هو ـ بهذا الظاهر أيضا ـ مخالف للهدي العملي للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه ، ومن بعدهم من السلف ؛ فلا يعلم أن أحدا ترك الدعاء ، في الصلاة أو خارج ، بما يحتاجه من خير الدنيا والآخرة ، اكتفاء بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-04, 17:02
لماذا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال:

قد عاش بلايين البشر من ألف وأربعمائة عام مضت ، وهم يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواتهم وفي كل دعاء خاص وحين يذكر اسم النبي ، ولما كان النبي كاملا معصوما

فلماذا يحتاج منا كل هذه التسليمات والبركات لتدخله الجنة ؟

بينما نحن الغير كاملين ونحن في أشد الحاجة لهذه التسليمات والبركات لتدخلنا الجنة ؟ أم أن هناك سبب آخر مختلف لكوننا نصلي ونسلم على النبي .

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات ، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين ، فقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56 .

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبين مضاعفة أجرها ، وأنها سبب لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحاجات ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ) رواه النسائي (1297) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن النسائي " .

وروى الترمذي (2457) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : ( مَا شِئْتَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : ( إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي ".

ثانياً :

ما ذكرتيه – أيتها السائلة - من أن النبي عليه الصلاة والسلام كامل معصوم ، فلماذا يحتاج منا أن نصلي عليه تلك الصلوات والتسليمات الكثيرة لتدخله الجنة ، بينما نحن أحوج لذلك منه لأننا غير كاملين ؟! هذا الاعتراض منكِ في غير محله ؛ وذلك لعدة أمور :

الأول :

أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بها ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله ، وألا يعترض على أمره .

الثاني :

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه ، فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي الصلاة عليه والسلام .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله –

عند شرحه للحديث - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ) يعني : إذا قلت : اللهم صل على محمد ، صلى الله عليك بها عشر مرات ، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات " .

انتهى من " شرح رياض الصالحين " .

الثالث :

حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله ، فقد أنقذ الله به خلقاً من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) الحديد / 9 ، وقال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) إبراهيم / 1 .

فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب الذي قد جعل الله على يديه شفاءه وغاية ما في الأمر صلاح البدن ، فكيف بمن جعل الله علي يديه صلاح الروح والبدن معاً .

فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكثروا من الصلاة عليه ردا لذلك الجميل وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام .

قال ابن القيم رحمه الله :

" إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه ، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله ، فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته "

انتهى من " جلاء الأفهام " .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله : " ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ؛ اقتداء باللّه وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلا لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ، ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم ، وتكفيرًا من سيئاتكم " .

انتهى من " تفسير السعدي " ( 1 / 671 ).

فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار ، وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار .

فلا تحرمي - أختنا الكريمة – نفسكِ ذلك الفضل ، أعاننا الله وإياك على اغتنام الطاعات ووقانا شرور أنفسنا إنه جواد كريم .

والله أعلم

اخوة الاسلام

وقد بينا بعض من الاحاديث الصحيحه في الثلاث اسئلة الاخيرة عن فضل الصلاه علي النبي وبها الكفايه عن كل حديث مكذوب او لا اصل له في هذا المقام

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

suzuki19
2018-07-08, 11:24
باااارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:09
باااارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله فيك اخي الكريم

و جزاك الله عي كل خير

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:14
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

ما صحة حديث فضل مصافحة الزوجة عند دخول المنزل؟

السؤال :

انتشر مقطع لأحد الوعاظ بعنوان" طريقة سهلة لتساقط ذنوب الزوجين " وذكر فيه حديث (أيما رجل دخل بيته فسلم على أهله ، وصافح زوجته ، وربت على يدها برفق إلا تساقطت أو تحاتت خطاياهما كما يتحات ورق الشجر في اليوم الشاتي ) فهل من السنة مصافحة الزوجة عند الدخول للبيت ؟

وهل وجدتم أصلا لهذا اللفظ ؟

ومن أخرجه ؟

وما صحته ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور : لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نقف له على سند صحيح أو ضعيف .

أما السلام على الزوجة – إي : إلقاء السلام عليها - عند دخول البيت فهو سنة ، وورد في شأنه عدة أحاديث .

فمن هذه الأحاديث : ما وراه أبو داود في سننه (494)

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( ثَلَاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: رَجُلٌ خَرَجَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ

فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ ، وَرَجُلٌ رَاحَ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُ فَيُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرُدَّهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ، وَرَجُلٌ دَخَلَ بَيْتَهُ بِسَلَامٍ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " .

والحديث صححه الشيخ الألباني ، كما في "صحيح أبي داود" .

ومن هذه الأحاديث ، ما أخرجه أبو داود في "سننه" (5096) من حديث أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِذَا وَلَجَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ ، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَوْلَجِ ، وَخَيْرَ الْمَخْرَجِ ، بِسْمِ اللَّهِ وَلَجْنَا ، وَبِسْمِ اللَّهِ خَرَجْنَا ، وَعَلَى اللَّهِ رَبِّنَا تَوَكَّلْنَا ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أَهْلِهِ ).

والحديث صححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (225) .

وأما المصافحة ، فقد ورد في استحبابها عند اللقاء - مطلقا - عدة أحاديث .

ومن هذه الأحاديث ما أخرجه أبو داود في "سننه" (5212)

والترمذي في "سننه" (2727)

من حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا ) .

والحديث حسنه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (525) بمجموع طرقه.

ومنها ما أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (245

) من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ ، فَصَافَحَهُ ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا ، كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ ) .

والحديث جود إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (526) .

والمصافحة : سنة عن التلاقي .

قال النووي في "المجموع" (4/633) :

" الْمُصَافَحَةُ سُنَّةٌ عِنْدَ التَّلَاقِي ، لِلْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَإِجْمَاعِ الْأَئِمَّةِ ". انتهى .

فإن دخل الرجل بيته فسلم على أهله ، وصافح امرأته ، كان ذلك خيرا ، وأمرا حسنا .

وإذا اقتصر على إلقاء السلام ، في خروجه ودخوله المعتاد : حصلت به السنة ، إن شاء الله ، وكان ذلك خيرا عليه وعلى أهل بيته .

أما الحديث الذي أورده السائل نقلا عن بعض الوعاظ في استحباب مصافحة الرجل زوجته خاصة فليس له أصل كما تقدم .
وختاما : فعلى الدعاة والوعاظ وعموم المسلمين التحري عند نسبة حديث للنبي صلى الله عليه وسلم حتى لا يدخل العبد في الكذابين على رسول الله عليه وسلم الذي قال :( مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) . أخرجه البخاري في "صحيحه" (109) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:18
حول صحة حديث : أن أجر بعض الأعمال يعدل أجر خمسين صديقا .

السؤال

: هناك حديث يذكر أن بعض الناس سيحكمون قريبًا بالقهر وسيجمعون الثروة من خلال البخل. وإذا فعل أحدٌ 3 أشياء من بينها الفقر والتواضع فله أجر 50 صِدْيقًا. فأرجو بيان ذلك .

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور :

أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/312)

وابن أبي الدنيا في "الزهد" (105)

والشجري في "الأمالي" (2248)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (10098)

من طريق إِبْرَاهِيم بْن الْأَشْعَثِ ،

قال ثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ

قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ ذَاتَ يَوْمٍ، فَقَالَ:

( هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ ، وَهُدًى بِغَيْرِ هِدَايَةٍ ، هَلْ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يُذْهِبَ اللهُ عَنْهُ الْعَمَى وَيَجْعَلَهُ بَصِيرًا ، أَلَا إِنَّهُ مَنْ رَغِبَ فِي الدُّنْيَا وَأَطَالَ أَمَلَهُ فِيهَا أَعْمَى اللهُ قَلْبَهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ

وَمَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا وَقَصَّرَ أَمَلَهُ فِيهَا ، أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمًا بِغَيْرِ تَعَلُّمٍ وَهُدًى بِغَيْرِ هِدَايَةٍ ، أَلَّا إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدَكُمْ قَوْمٌ لَا يَسْتَقِيمُ لَهُمُ الْمُلْكُ إِلَّا بِالْقَتْلِ وَالتَّجَبُّرِ

وَلَا الْغِنَى إِلَّا بِالْبُخْلِ وَالْفَخْرِ ، وَلَا الْمَحَبَّةُ إِلَّا بِاسْتِخْرَاجٍ فِي الدِّينِ وَاتِّبَاعِ الْهَوَى ، أَلَا فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ الزَّمَانَ مِنْكُمْ فَصَبَرَ عَلَى الْفَقْرِ ، وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَى الْعِزِّ ، لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَ اللهِ تَعَالَى : أَعْطَاهُ اللهُ تَعَالَى ثَوَابَ خَمْسِينَ صِدِّيقًا ) .

قال أبو نعيم : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ

لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا حَسَّانُ مُرْسَلًا، وَلَا أَعْلَمُ عَنْهُ رَاوِيًا إِلَّا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ .

والحديث : باطل ، لا يثبت.

فيه إبراهيم بن الأشعث ، سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث رواه إبراهيم بن الأشعث فقال :" حديث باطل موضوع

كنا نظن بإبراهيم بن الأشعث الخير ،

فقد جاء بمثل هذا ".

انتهى من "الجرح والتعديل" (2/88)

وفيه " عمران بن حسان "

مجهول

ذكره ابن حجر في "لسان الميزان" 5738)

وقال :" عن الحسن البصري بحديث مرسل ". انتهى

والحديث ضعفه أبو الفضل العراقي في " المغني عن حمل الأسفار" (2/877)

فقال :" أخرجه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب من طريقه هكذا مرسلاً ، وفيه إبراهيم بن الأشعث ؛ تكلم فيه أبو حاتم ". انتهى

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:26
قصة المرأة التي جاءت تشتكي زوجها لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كثرة الضيوف ، وعن قوله :" الضيف ينزل برزقه ".

السؤال

: ما صحة الحديث التالي ؟

" ذهبت إمرأة تشتكي عند رسول الله صل الله عليه وآله وسلم من زوجها ، كان زوجها يدعو الناس في بيتها ، ويكرمهم ، وكثرة الضيوف سبب لها المشقة والتعب ، فخرجت من عند رسول الله ولم تجد الجواب منه ، وبعد فترة ذهب رسول الله إلى زوجها

وقال له : إني ضيف في بيتك اليوم ، سعد الزوج بالخبر ، وذهب إلى زوجته ، وأخبرها أن ضيفا عندنا اليوم وهو : رسول الله ، سعدت الزوجة بالخبر ، وطبخت كل ما لذ وطاب ، وهي راضية ، ومن طيب خاطرها ، وعندما ذهب رسول الله إليهم ، ونال كرمهم ، وطيبة ورضى الزوجة

قال للزوج : عندما أخرج من بيتك دع زوجتك تنظر إلى الباب الذي أخرج منه ، فنظرت الزوجة إلى رسول الله وهو يخرج من بيتها والدواب والعقارب وكل ضرر يخرج وراء رسول الله ، فصعقت الزوجة من شدة الموقف ، وتعجبت مما رآت ، فقال لها رسول الله : هكذا دائما عندما يخرج الضيوف من بيتكِ يخرج كل البلا

والضرر والدواب من منزلكِ . فهنا الحكمة من إكرام الضيف وعدم الضجر، فالبيت الذي يكثر فيه الضيوف بيت يحبه الله ، فما أجمل البيت المفتوح للصغير والكبير، بيت تتنزل فيه رحمات وبركات السماء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا أراد الله بقوم خيراً أهدى لهم هدية)

قالوا: وما تلك الهدية؟ قال: (الضيف ينزل برزقه ، ويرتحل بذنوب أهل البيت )، فيا أحبتيالضيف دليل الجنة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) إذا اعجبك المنشور صل على سيدنا محمد وآله وصحبه .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذه القصة التي ذكرها السائل الكريم ليس لها إسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نقف على أحد من أهل العلم ذكرها قط ، وغالب الظن أنها من أكاذيب القصاص .

وأما الحديث الذي ختم به القصة وهو قوله :" إذا أراد الله بقوم خيرا ، أهدى إليهم هدية . قالوا: يا رسول الله ، وما تلك الهدية؟ قال: الضيف ؛ ينزل برزقه ، ويرحل ؛ وقد غفر الله لأهل المنزل ".

فإنه حديث ضعيف لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والحديث يروى عن أربعة من الصحابة ، ولا يصح عن واحد منهم ، وبيان ذلك كما يلي :

الأول : من حديث أبي قرصافة رضي الله عنه .

أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1723)

وأبو الشيخ في "الثواب"

كما في "المداوي لعلل الجامع الصغير" للمناوي (1/357)

من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَعْدَانَ ، قال ثنا أَيُّوبُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْهَيْصَمِ ، ثنا زِيَادُ بْنُ سَيَّارٍ ، عَن عزة بنت أَبِي قِرْصَافَةَ ، عن أبي قرصافة ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا أَهْدَى لَهُ هَدِيَّةً . قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا تِلْكَ الْهَدِيَّةُ؟ قَالَ: بِضَيْفٍ يَنْزِلُ بِهِ بِرِزْقِهِ ، وَيَرْحَلُ وَقَدْ غُفِرَ لِأَهْلِ الْمَنْزِلِ ) .

وإسناده ضعيف جدا ، مسلسل بالمجاهيل .

فيه " عزة بنت أبي قرصافة "

وهي " عزة بنت عياض بن أبي قرصافة

مجهولة الحال

ذكرها ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (4/157)

ولم يوثقها أحد .

والراوي عنها " زياد بن سيار " : ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1205)

وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/534)

ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

والراوي عنه " أيوب بن علي بن الهيصم " : مجهول أيضا

سُئل أبو حاتم عنه فقال :" شيخ " .

كذا في "الجرح والتعديل" (2/252) .

وهذا الطريق ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2117) .

الثاني : من حديث أنس رضي الله عنه .

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"

ونقل إسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357)

فقال : قال الديلمي : أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد الحافظ كتابة ، أخبرنا أبو عثمان الصابونى ، ثنا عبد اللَّه بن حامد ، أنا ابن بلال البزاز ، ثنا سحفويه بن ماربار ، ثنا معروف بن حسان ، ثنا زياد الأعلم ، عن الحسن ، عن أنس به .

وإسناده منكر .

فيه " معروف بن حسان "

قال أبو حاتم :" مجهول "

كما في "الجرح والتعديل" (8/323)

وقال ابن عدي في "الكامل" (1805)

:" منكر الحديث ". انتهى

وفيه كذلك " سحفويه بن ماربار " ، لم نقف له على ترجمة .

وهذا الطريق ضعفه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (62) .

الثالث : من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه .

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"

ونقله عنه بإسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357)

فقال : قال الديلمي : أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن زنجويه الزنجانى المعروف بالزنجوى ، عن القاضي أبي عبد اللَّه الحسين بن محمد الزنجانى الفلالى ، عن إبراهيم بن عبد اللَّه البصرى الحافظ

عن عبد الرحمن بن عمران العبدى ، عن إسحاق بن إبراهم بن خنيس ، عن محمد بن الفرات ، عن سعيد بن نعمان ، عن عبد الرحمن الأنصاري ، عن أبي الدرداء به .

وإسناده موضوع .

فيه " سعيد بن نعمان "

ويقال : " سعيد بن لقمان " ،

ترجم له ابن حجر في "لسان الميزان" (3475)

وقال :" قال الأزدي: لاَ يُحْتَجُّ بحديثه ". انتهى

وفيه " محمد بن الفرات " ، كذاب

قال ابن أبي شيبة :" كذاب "

كذا في "الكامل" لابن عدي (7/315)

وقال البخاري في "الضعفاء الصغير" (339)

:" منكر الحديث ". انتهى

وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/964)

:" وهو واه باتفاق ". انتهى

الرابع : من حديث أبي ذر رضي الله عنه :

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"

ونقله عنه بإسناده الغماري في "المداوي لعلل الجامع الصغير" (1/357)

فقال : قال الديلمي : ثنا محمد بن نصر بن أشكاب ، عن الحسين بن محمد بن أسد ، عن منصور ابن أسد ، عن أحمد بن عبد اللَّه ، عن إسحاق بن نجيح ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي ذر رضي الله عنه به .

وإسناده تالف .

فيه " إسحاق بن نجيح الملطي " ، كذاب

قال أحمد بن حنبل :" هُوَ من أكذب النَّاس ". انتهى

من "العلل" للإمام أحمد (1454)

وقال ابن معين

كما "تاريخ ابن معين – رواية ابن محرز" (1/51) :

" كذاب عدو لله رجل سوء خبيث ". انتهى

وختاما :

مما سبق يتبين أن القصة المذكورة لا أصل لها

والحديث الذي ختم به القصة لا يصح

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:35
حول صحة حديث فيه النهي عن مشاورة المرأة

والحديث مع النساء

السؤال

: أرغب بالسؤال عن صحة حديثين عن النساء .

الحديث الأول في تفسير آية من سورة المطففين وهي قوله تعالى :( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم :

( أربعة خلال مفسدة ، مجاراة الأحمق فإنه يصيرك مثل حاله ، وكثرة الذنوب فالله تعالى قال : (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)

والخلوة بالنساء ، والإستمتاع منهن والعمل برأيهن ، ومجالسة الموتى ) ليس عندي أي إشكال في فهم الحديث حتى وصلت لقوله والاستمتاع منهن والعمل برأيهن ، وتساءلت عن معنى هذا الكلام لو صح هذا الحديث ، فهو يبدو لي متعارضا مع مدح رسول الله للنساء ، وأخذه برأي بعض أزواجه

وأيضا متعارضا مع توصيته للرجال بالزواج والاستمتاع بالنساء

فكيف يكون الاستمتاع منهن والعمل برأيهن مفسدة للقلب ؟

أم أن رسول الله يتكلم عن الخلوة بالنساء الأجنبيات والاستمتاع بهن والأخذ برأيهن يعتبر مفسدة لفساد أخلاقهن ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث المذكور : حديث ضعيف لا يثبت .

أخرجه أبو موسي المديني في "التتمة"

وساقه بإسناده عنه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/270)

من طريق الحسن بن عرفة ، والشجري في "الأمالي" (2490)

من طريق مهدي بن حفص ، كلاهما ( الحسن بن عرفة ، مهدي بن حفص ) عن مبارك بن سعيد ، عن خليد الفراء ، عن أبي المجبر

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ:( أَرْبَعُ خِلَالٍ مَفْسَدَةُ الْقَلْبِ ، مُجَارَاةُ الْأَحْمَقِ ، فَإِنْ جَارَيْتَهُ كُنْتَ مِثْلَهُ ، وَإِنْ سَكَتَّ عَنْهُ سَلِمْتَ مِنْهُ ، وَكَثْرَةُ الذُّنُوبِ مَفْسَدَةٌ لِلْقَلْبِ ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) المطففين/14 ، وَالْخُلْوَةُ بِالنِّسَاءِ وَالِاسْتِمْتَاعُ مِنْهُنَّ ، وَالْعَمَلُ بِرَأْيِهِنَّ ، وَمُجَالَسَةُ الْمَوْتَى ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنِ الْمَوْتَى؟ قَالَ: كُلُّ غَنِيٍّ قَدْ أَطْغَاهُ غِنَاهُ ) .

وإسناده ضعيف ، فيه علتان :

الأولى : الاختلاف في ثبوت صحبة أبي المُجَبَّر .

قال ابن حجر في "تبصير المنتبه" (4/1253) :

" واختلف في أبي المُجَبَّر: هل له صحبة ؛ وهل هو بجيم أبو بحاء مهملة ؟

حدّث عنه خُليد الثوري ". انتهى

الثانية : جهالة حال " خليد الفراء " .

واسمه " خليد الثوري "

حيث لم يوثقه أحد

وإنما ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (3/198)

وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/383) ،

ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

والحديث روي من وجه آخر عن أبي هريرة

وليس فيه :" والعمل برأيهن " ، ولكنه طريق مكذوب .

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" وساقه بسنده السيوطي في "الزيادة على الموضوعات" (2/663)

فقال :" أخبرنا والدي أخبرنا أبو الفضل القومساني ، أخبرنا أبو علي بن فضال ، أخبرنا أبو بشر محمد بن أحمد العُتْبِي بطرسوس ، حدثنا علي بن سعيد العسكري ، أخبرنا محمد بن يحيى الأزدي ، حدثنا داود بن المحبَّر ، حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة ، عن محمد بن واسع ، عن أبي هريرة

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( أربعٌ يُمِتن القلب: الذنب على الذنب ، وكثرة مناقشة النساء وحديثهنّ ، وملاحاة الأحمق تقول له ويقول لك ، ومجالسة الموتى. قيل: يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال: كلُّ غنيٍّ مترَف وسلطان جائر ) .

وإسناده موضوع ، فيه متروك وكذاب .

الأول : سليمان بن الحكم بن عوانة ، واه

قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2571) :

" واه باتفاقهم " . انتهى

الثاني : داود بن المحبر ،

كذاب

قال ابن حبان في "المجروحين" (1/291) :

" كَانَ يضع الْحَدِيث عَلَى الثِّقَات ". انتهى

ثانيا :

الحديث المذكور ، مع عدم ثبوته ، مخالف أيضا للشريعة في استحباب مشاورة المرأة الفاضلة العاقلة ، وقد ثبت في صحيح البخاري في قصة الحديبية مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم لأم سلمة .

أخرج البخاري في "صحيحه" (2731)

في حديث صلح الحديبية الطويل وفيه :"( فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَضِيَّةِ الكِتَابِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ:" قُومُوا فَانْحَرُوا ثُمَّ احْلِقُوا "

قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ ، اخْرُجْ ثُمَّ لاَ تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً ، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ

فَيَحْلِقَكَ ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ نَحَرَ بُدْنَهُ ، وَدَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا ، فَنَحَرُوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا ).

قال ابن الجوزي في "كشف المشكل" (4/58)

:" وَأما مُشَاورَة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم سَلمَة وَقبُول قَوْلهَا : فَفِيهِ دَلِيل على جَوَاز الْعَمَل بمشاورة النِّسَاء ، ووهن لما يُقَال: شاوروهن وخالفوهن ". انتهى .

فتبين مما سبق ضعف الحديث سندا

ومخالفته في ترك مشاورة النساء شرعا .

ثالثا :

وأما استمتاع الرجل بزوجته : فلا يحتاج إلى بيان وشرح ، ولا دليل على صحته ؛ فهو أمر بدهي معلوم من الدين بالضرورة .

وكذلك ، أمر عشرة النبي صلى الله عليه وسلم لنسائه وأهل بيته : معروف مشهور . وقد ندب إلى الإحسان منهن ، وملاطفتهن ، وشرع السمر في الحديث معهن .

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع نساءه ، ويحدثهن ، ويسمر معهن في الليل .

ويدل على ذلك أحاديث كثيرة

من أشهرها حديث أم زرع الطويل

والذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (5189)

ومسلم في "صحيحه" (2448)

من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت

:" قَالَتْ:( جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً ، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا ، قَالَتِ الأُولَى ..." . ثم ساقت أخبارهن جميعا ، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس يستمع حديثها .

وبوب البخاري في "صحيحه" : بَابُ السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالأَهْلِ !

وأما النساء الأجنبيات فالأصل في الشريعة المنع من الاختلاط والحديث بغير حاجة .

وفي الموقع فتاوى عديدة حول ذلك ، وبيان ضوابط العلاقة بين الجنسين : يمكن مراجعتها والاستفادة منها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:39
هل صح حديث في قراءة آية الكرسي عشر مرات دبر صلاة العصر؟

السؤال :

سمعت حديثا من أحد القارئين ، وأريد معرفة مدى صحته ، الشخص يقول: ( من قرأ آية الكرسي عشر مرات دبر كل صلاة العصر قبل أن يقوم من مقامه أعطاه الله عشرة أشياء. ..الخ ).

الجواب

الحمد لله

أولا :

آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله عز وجل

وذلك لما رواه مسلم في "صحيحه" (810)

عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟) قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: ( يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟ ) قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}.البقرة/255. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي ، وَقَالَ: (وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ).

ثانيا :

الحديث الذي أورده السائل في استحباب قراءة آية الكرسي دبر صلاة العصر : لحديث لا أصل له

ولم نقف له على سند ، بعد البحث

ولم يذكره أحد من أهل العلم قط ، فيما نعلم .

ثالثا :

وردت عدة أحاديث في فضل قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة

إلا أن هذه الأحاديث جميعها في إسنادها مقال ، ومنها الموضوع المكذوب .

ومن أحسنها إسنادا

ما أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" (100)

والطبراني في "الدعاء" (675)

والروياني في "مسنده" (1268)

من طريق مُحَمَّد بن حمير ، قَالَ : حَدثنَا مُحَمَّد بن زِيَاد ، عَن أبي أُمَامَة رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم :( من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة لم يمنعهُ من دُخُول الْجنَّة إِلَّا أَن يَمُوت ) .

والحديث مختلف في صحته ، فمن أهل العلم من يقويه ، ومن أهل العلم من يضعفه

وبالغ ابن الجوزي فذكره في "الموضوعات" (1/244)

ولم يصب في ذلك .

والحديث مداره على محمد بن حمير .

قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/235)

:" وَثَّقَهُ: يَحْيَى بنُ مَعِيْنٍ ، وَدُحَيْمٌ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ ، وَبَقِيَّةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ ، وَقَالَ يَعْقُوْبُ الفَسَوِيُّ: لَيْسَ بِالقَوِيِّ .

قُلْتُ ( أي الذهبي ): مَا هُوَ بِذَاكَ الحُجَّةِ ، حَدِيْثُهُ يُعَدُّ فِي الحِسَانِ ". انتهى

وللحديث طرق أخرى تقويه

كما قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (972) .

وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/294)

:" وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حَدِيثِ أبي أمامة ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَفِيهَا كُلِّهَا ضَعْفٌ .

وَلَكِنْ إِذَا انْضَمَّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ مَعَ تَبَايُنِ طُرُقِهَا وَاخْتِلَافِ مَخَارِجِهَا

دَلَّتْ عَلَى أَنَّ الْحَدِيثَ لَهُ أَصْلٌ وَلَيْسَ بِمَوْضُوعٍ .

وَبَلَغَنِي عَنْ شَيْخِنَا أبي العباس ابن تيمية قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَّهُ قَالَ: مَا تَرَكْتُهَا عَقِيبَ كُلِّ صَلَاةٍ ". انتهى

والحاصل :

أنه لم يرد في السنة بإسناد صحيح ولا ضعيف استحباب قراءة آية الكرسي عشر مرات دبر صلاة العصر .

وإنما الوارد هو استحباب قراءتها مرة واحدة دبر كل صلاة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:48
حول صحة حديث :" أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة "

السؤال :

ماصحة هذا الحديث ؟

عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

" قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنز الجنة ) ، قال مكحول : فمن قال : لا حول ولا قوة إلا بالله

ولا منجى من الله إلا إليه ، كشف الله عنه سبعين بابا من الضر ، أدناها الفقر " رواه الترمذي

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث أخرجه الترمذي في "سننه" (3601)

من طريق هِشَامِ بْنِ الغَازِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:( قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" أَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا مِنْ كَنْزِ الْجَنَّةِ " . قَالَ مَكْحُولٌ :" فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ ).

والحديث ذو شقين :

الأول : الجزء المرفوع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ،

وهو ضعيف من هذا الطريق

لأن مكحول لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه .

وقد ضعفه الترمذي بعد روايته له فقال

:" هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ ، مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " . انتهى

إلا أن للحديث أصلا في الصحيحين

حيث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6384)

ومسلم في "صحيحه" (2704)

من حديث أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ، فَإِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا ، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) .

ثُمَّ أَتَى عَلَيَّ وَأَنَا أَقُولُ فِي نَفْسِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَقَالَ:

( يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهَا كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ ) .

أَوْ قَالَ: ( أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ هِيَ كَنْزٌ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ) .

الثاني : قول مكحول رحمه الله

:" فَمَنْ قَالَ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَلاَ مَنْجَى مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ، كَشَفَ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْنَاهُنَّ الفَقْرُ ".

وهذا القول أخرجه أيضا ابن أبي شيبة في "مصنفه" (30447)

من طريق جَعْفَر بْن عَوْنٍ

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، عَن مَكْحُولٍ به .

وإسناده صحيح إلى مكحول ، أي من قوله فقط .

ولا حجة فيه ، لأن مكحولا من التابعين ، ومثل ذلك لا بد له من توقيف ، ثابت ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد رويت عدة أحاديث مرفوعة بنحو قول مكحول ، إلا أنها لا تثبت .

منها :

· ما أخرجه محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسند"

كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (797)

ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (3/165)

والطبراني في "الأوسط" (3541)

، من طريق بَلْهَط بْن عَبَّادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ، قَالَ :( شَكَوْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الرمضاء فَلَمْ يُشْكِنَا ، وَقَالَ : اسْتَعِينُوا بِلاَ حَوْلَ ، وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِالله ، فَإِنَّهَا تَدْفَعُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ بَابًا مِنَ الضُّرِّ ، أَدْنَاهَا الْهَمُّ ) .

والحديث منكر :

وقد ضعفه العقيلي في "الضعفاء" (1/166)

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/352)

:" الخبر منكر " .

انتهى ، وضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2753) .

· ومنها ما أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (541)

وابن أبي الدنيا في "الفرج بعد الشدة" (11)

والطبراني في "الأوسط" (5028)

والحاكم في "المستدرك" (1990) ،

والبيهقي في "الدعوات الكبير" (191)

من طريق بشر بن رافع ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة داء أيسرها الهم ).

والحديث موضوع :

وآفته : بشر بن رافع

قال ابن القيسراني في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" (977) :

" فيه بشر بن رافع النجراني يروي الموضوعات ". انتهى

· ومنها ما أخرجه المحاملي في "الأمالي" (287)

والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/657)

من طريق إبراهيم بن هانئ

قال نا خلاد بن يحيى المكي

قال: حدثنا هشام بن سعد ، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، قَالَ قَالَ أبو ذر:( أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أكثر من قول لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، وَكَانَ يُقَالُ فِيهَا دَوَاءٌ مِنْ تسعة وتسعين داء أدناها الهم ).

وإسناده ضعيف جدا :

فيه هشام بن سعد

ضعفه النسائي كما في "الضعفاء والمتروكين" (611)

وقال أبو حاتم :" يكتب حديثه ولا يحتج به" . انتهى

من "الجرح والتعديل" (9/61)

وقال ابن معين :" ليس بشيء ". كذا في "الكامل" لابن عدي (7/109)

وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/89)

:" كان ممن يقلب الاسانيد وهو لا يفهم ، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم ، فلما كثر مخالفته الأثبات فيما يروى عن الثقات : بطل الاحتجاج به ، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه ، فلا ضير ". انتهى

وكذلك فيه انقطاع ؛ محمد بن زيد بن المهاجر : لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه

بل فقط ثبت له رؤية ابن عمر . وأبو ذر مات قديما سنة اثنتين وثلاثين

قال ابن أبي حاتم كما في "الجرح والتعديل" (7/255)

:" رأى ابن عمر رؤية ". انتهى

هذا ، وقد أعل الشيخ الألباني الحديث بإبراهيم بن هانئ

وليس الأمر كذلك

فإن إبراهيم بن هانئ هنا

ليس هو الذي ترجم له ابن عدي في "الكامل" (1/421)

وذكر أنه يحدث بالبواطيل ، وإنما هو إبراهيم بن هانئ النيسابوري ثقة ، أحد أصحاب الإمام أحمد

وقد ترجم له الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/169)

وذكر أنه يروى عن خلاد بن رافع

وروى عنه المحاملي ، وهو ثقة ثبت ،

وقد قال فيه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (2/144) :" ثقة صدوق" . انتهى

· ومنها ما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (341)

من طريق عَمْرُو بْن شَمِرٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَنْ قَالَ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَظِيمِ صَرَفَ اللَّهُ عَنْهُ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَلَاءِ أَهْوَنُهُنَّ الْهَمُّ وَالْغَمُّ ) .

وإسناده تالف :

فيه عمرو بن شمر ،

قال أبو نعيم في "الضعفاء" (165)

:" يروي عَن جَابر الْجعْفِيّ بالموضوعات الْمَنَاكِير ". انتهى

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/75) :

" كَانَ رَافِضِيًّا يشْتم أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الثِّقَات " . انتهى

والخلاصة :

أن الحديث من طريق مكحول عن أبي هريرة لا يصح .

لكن أصله في الصحيحين ، من حديث أبي موسى .

وقول مكحول : ثابت عنه ، من قوله فقط .

وروى نحوه من طرق مرفوعة ؛ لكن جميعها لا تصح .

والله أعلم ..

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:52
خبر ؛ عن أجر المرأة إذا صبرت وكتمت غيرتها، هل هو صحيح؟

السؤال :

ما صحة هذا الحديث ( أيما امرأة غارت ، وكتمت غيرتها ، فليس لها جزاء إلا الجنة ) ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا:

لم نقف لهذا الحديث على أصل، وقد ذكره الراغب الاصفهاني بدون سند

في كتابه " محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء" (2 / 255):

" روي في الخبر: أيما امرأة غارت فصبرت : دخلت الجنة " انتهى.

لكن ورد حديث قريب من هذا رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (10 / 107)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْغَيْرَةَ عَلَى النِّسَاءِ، وَالْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ، فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا : كَانَ لَهَا مِثْلُ أَجْرِ الشُّهَدَاءِ ).

وهو حديث ضعيف منكر

كما بيّن ذلك الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2 / 220).

ثانيا:

ورغم ضعف هذه الأحاديث؛ إلا أن المرأة إذا خافت من الله تعالى ، فتحكمت في غيرتها ، وكتمتها ، ومنعتها أن تجرّها إلى الحرام ، من الظلم والاعتداء والغيبة ونحو هذا، فإنه يرجى لها أن يشملها وعد الله تعالى؛ حيث قال سبحانه وتعالى:

( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ) النازعات (40 – 41).

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 17:56
إذا تزوج زوجي بثانية فهل لي أجر ؟

السؤال :

ما هو أجر الزوجة الأولى إذا صبرت على زواج زوجها بامرأة أخرى ؟ هل هناك أجر خاص لهذه الحالة أم أنه نفس الأجر

الذي تناله أي زوجة في طاعة زوجها وأدائها لفروضها ؟ إذا عرفت أن هناك أجرا خاصا لهذا فسيساعدني على قبول هذا الحال بسهولة أكبر .

قيل لي إن أجر المرأة التي تصبر على هذا أكبر من أجر المؤمن الذي يذهب للجهاد ، وبما أن الحج هو جهاد المرأة فإن قبول التعدد أعظم من الجهاد . هل هناك دليل على هذا ؟ وهل تعلم أن هناك أي أجر آخر ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

لم نقف على دليل صحيح يتضمن ما ذكرت من الأجر

لكن روى الطبراني من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء والجهاد على الرجال ، فمن صبر منهن إيمانا واحتسابا كان لها مثل أجر الشهيد "

والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم 1626

ثانياً :

إن صبر المرأة على طاعة زوجها سبب من أسباب دخول الجنة ، كما في الحديث الذي رواه ابن حبان " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت "

والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم 660

وصبرها على زواج زوجها بامرأة أخرى له أجر خاص فوق هذا من عدة وجوه :

الأول : أن زواج زوجها عليها يعد ابتلاء وامتحانا لها ، فإن صبرت على ذلك كان لها أجر الصبر على البلاء ، كما قال الله ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر /10.

وفي الحديث " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه‌ " رواه البخاري (5642) ومسلم ( 2573) من حديث أبي سعيد وأبي هريرة .

وروى الترمذي (2399) عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله و ما عليه خطيئة " وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5815

الثاني : أن المرأة إن قابلت ذلك بالإحسان إلى زوجها وإلى الزوجة الأخرى كان لها جزاء المحسنين ( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) يوسف / 90 ، (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) الرحمن /60 ، ( وإن الله لمع المحسنين ) العنكبوت /69 .

الثالث : أنها إن حصل لها غيظ من ذلك ، فكظمت غيظها ، وكفت لسانها كان لها من كظم غيظه ، قال الله عن أهل الجنة ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) آل عمران /134 .

فهذه أجور زائدة على أجر طاعة المرأة لزوجها في الأحوال العادية .

وينبغي للمرأة العاقلة أن ترضى بما قسم الله تعالى لها ، وأن تعلم أن زواج زوجها من امرأة أخرى أمرٌ مباح فلا وجه للاعتراض عليه . وقد يكون في زواجه مزيد إعفاف وإحصان له ، يمنعه من الوقوع في الحرام .

ومن المؤسف حقا أن من النسوة من يكون اعتراضهن على اقتراف الزوج للحرام أقل من اعتراضهن على زواجه بامرأة أخرى في الحلال ، وهذا من قلة العقل ونقص الدين .

وينبغي للمرأة أن يكون لها أسوة حسنة في نساء النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وصبرهن واحتسابهن مع وجود الغيرة عند كثير منهن ، فإن أقدم زوجك على الزواج بثانية فعليك بالصبر والرضا والإحسان إليه لتنالي أجر الصابرين والمحسنين .

واعلمي أن هذه الحياة حياة ابتلاء واختبار وما أسرع انقضائها ، فهنيئا لمن صبر فيها على طاعة الله حتى يفوز بالنعيم المقيم في جنات النعيم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 18:01
حول صحة حديث ابن مسعود في أشراط الساعة

السؤال

: عن عتبي السعدي : "أنه قدم الكوفة لطلب العلم ، فوجد عبدالله بن مسعود الحديث ، فقال له :سل يا سعدي ف، قلت : يا أبا عبدالرحمن هل للساعة من علم تعرف به ؟

قال : ـ وكان متكأ فجلس فاستوى جالساً ـ فقال: يا سعدي سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت يا رسول الله: هل للساعة من علم تعرف به ، قال: (نعم يا ابن مسعود إن للساعة أعلاماً ، وإن للساعة أشراطاً ألا ، وإن من أعلام الساعة وأشراطها: أن يكون الولد غيظاً، وأن يكون المطر قيظاً

وأن تفيض الأشرار فيضاً، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها.. أن يصدق الكاذب ، وأن يكذب الصادق، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن ، وأن يخون الأمين، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها: أن تواصل الأطباق

وأن تقطع الأرحام، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها ، وكل سوق فجارها ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المحاريب ، وأن تخرب القلوب ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء

يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها ملك الصبيان ، ومؤامرة النساء ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا و، يخرب عمرانها ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف ، والكبر ، وشرب الخمر

يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد الزنا ) قلت : أبا عبدالرحمن وهم مسلمون ، قال : نعم ، قلت : أبا عبدالرحمن وأنى ذلك ؟ قال يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة طلاقاً فتقيم على طلاقها فهما زانيان ما أقاما " ما صحة هذا الحديث ؟

الجواب

الحمد لله

الحديث موضوع

لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا السياق

ولبعض جمله شواهد .

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/228)

وفي "المعجم الأوسط" (4861)

والشجري في "الأمالي" (2803)

من طريق سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: نَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ ،

قَالَ عُتَيٌّ:( خَرَجْتُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى قَدِمَتُ الْكُوفَةَ ، فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَأُرْشِدْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي مَسْجِدِهَا الْأَعْظَمِ فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي جِئْتُ أَضْرِبُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ مِنْكَ عِلْمًا ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ بَعْدَكَ ، فَقَالَ لِي: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟

قُلْتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ. فَقَالَ لِي: يَا سَعْدِيُّ ، لَأُحَدِّثَنَّ فِيكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعَتْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى قَوْمٍ: كَثِيرَةٌ أَمْوَالُهُمْ ، كَثِيرَةٌ شَوْكَتُهُمْ ، تُصِيبُ مِنْهُمْ مَالًا دَبْرًا أَوْ قَالَ: كَثِيرًا؟

قَالَ:" مَنْ هُمْ؟ ". قَالَ: هَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ ، مِنْ أَهْلِ الرِّمَالِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:" مَهْ ، فَإِنَّ بَنِي سَعْدٍ عِنْدَ اللَّهِ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " . سَلْ يَا سَعْدِيُّ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، هَلْ لِلسَّاعَةِ مِنْ عِلْمٍ تُعْرَفُ بِهِ السَّاعَةُ؟

قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا ، فَقَالَ: يَا سَعْدِيُّ ، سَأَلَتْنِي عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لِلسَّاعَةِ مِنْ عِلْمٍ تُعْرَفُ بِهِ السَّاعَةُ؟ فَقَالَ:" نَعَمْ ، يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ لِلسَّاعَةِ أَعْلَامًا ، وَإِنَّ لِلسَّاعَةِ أَشْرَاطًا ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ غَيْظًا ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَأَنْ يَفِيضَ الْأَشْرَافُ فَيْضًا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ

وَأَنْ يُخَوَّنَ الْأَمِينُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُوَاصَلَ الْأَطْبَاقُ ، وَأَنْ تُقَاطَعَ الْأَرْحَامُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَسُودَ كُلَّ قَبِيلَةٍ مُنَافِقُوهَا ، وَكُلَّ سُوقٍ فُجَّارُهَا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُحَرَّفَ الْمَحَارِيبُ

وَأَنْ تُخَرَّبَ الْقُلُوبُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ فِي الْقَبِيلَةِ أَذَلَّ مِنَ النَّقَدِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكْتَفِيَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ

إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا مُلْكُ الصِّبْيَانِ ، وَمُؤَامَرَةُ النِّسَاءِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُكَثَّفَ الْمَسَاجِدُ ، وَأَنْ تَعْلُوَ الْمَنَابِرُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يُعَمَّرَ خَرَابُ الدُّنْيَا

وَيُخَرَّبَ عُمْرَانُهَا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تَظْهَرَ الْمَعَازِفُ وَالْكِبْرُ ، وَشُرْبُ الْخُمُورِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكْثُرَ أَوْلَادُ الزِّنَا » . قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ

وَهُمْ مُسْلِمُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْقُرْآنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُطَلِّقُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ ، ثُمَّ يَجْحَدُهَا طَلَاقَهَا ، فَيُقِيمُ عَلَى فَرْجِهَا، فَهُمَا زَانِيَانِ مَا أَقَامَا ) .

والحديث موضوع ، فيه سيف بن مسكين ، يروي الموضوعات .

قال ابن حبان في "المجروحين" (446) :" يَأْتِي بالمقلوبات والأشياء الموضوعات لَا يحل الِاحْتِجَاج بِهِ لمُخَالفَته الْأَثْبَات فِي الرِّوَايَات عَلَى قلتهَا ". انتهى .

وقال الذهبي في "مختصر مستدرك الحاكم" (5465) :" واه ". انتهى

والحديث ضعفه البيهقي

كما في "البداية والنهاية" لابن كثير (19/274)

والعراقي في " المغني عن حمل الأسفار في الأسفار

في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" (ص656)

والسخاوي في "الأجوبة المرضية" (2/524) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-12, 18:08
حول درجة صحة حديث أبي أمامة في استجابة الدعاء عند رؤية الكعبة

السؤال :

(تفتح أبواب السماء ، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن : عند التقاء الصفوف ، وعند نزول الغيث ، وعند إقامة الصلاة ، وعند رؤية الكعبة) ما صحة هذا الحديث ؟ وهل صحيح أن بعض العلماء عمل به ؟

فقد ذكرتم في الفتوى أنه لا دليل على إجابة الدعاء حال رؤية الكعبة

فهل هذا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث ضعيف جدا لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/169) ، (8/171)

والبيهقي في "السنن الكبرى" (7240)

من طريق الوليد بن مسلم ، عن عفير بن معدان ، عن سليم بن عامر عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، قَالَ:" تُفْتَحُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَيُسْتَجَابُ دُعَاءُ الْمُسْلِمِ عِنْدَ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ ، وَعِنْدَ نُزُولِ الْغَيْثِ ، وَعِنْدَ زَحْفِ الصُّفُوفِ ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ الْكَعْبَةِ » .

والحديث ضعفه جماعة من أهل العلم .

قال النووي في "خلاصة الأحكام" (3133) :

" رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا " . انتهى

وضعفه ابن الملقن في "البدر المنير" (9/70)

وابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/188)

وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (3410)

:" ضعيف جدا ". انتهى

والحديث فيه علتان :

قال البوصيري في "إتحاف الخيرة المهرة" (2/343)

:" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى ، وَالْبَيْهَقِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ لِضَعْفِ عفِيرِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَتَدْلِيسِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ". انتهى

أما العلة الأولى : وهي " عفير بن معدان "

فإنه مجمع على ضعفه .

قال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (2851)

:" عفير بن معدان: مجمع على ضعفه ، قال أبو حاتم: لا يشتغل به ". انتهى

وهو ضعيف جدا في الجملة

وخاصة في روايته عن سليم بن عامر عن أبي أمامة

وهذا الحديث منها .

قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (7/36)

:" ضعيف الحديث ، يكثر الرواية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم : بالمناكير ؛ ما لا أصل له ، لا يُشْتَغَل بروايته ". انتهى

وأما العلة الثانية : فهي تدليس الوليد بن مسلم ، وهو ثقة إلا أنه يدلس تدليس التسوية ، وهو شر أنواع التدليس ، ولا يقبل حديثه إلا إن صرح بالتحديث في جميع طبقات السند ، حيث أنه قد يسقط أي ضعيف في الإسناد ، ولو لم يكن في طبقة شيوخه.

قال الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/825) :

" وأما ما روى عن ضعيف فأسقطه من الإسناد بالكلية ، فهو نوع تدليس ، ومنه ما يسمى التسوية ، وهو أن يروي عن شيخ له ثقة عن رجل ضعيف عن ثقة فيسقط الضعيف من الوسط ، وكان الوليد بن مسلم وسنيد بن داود وغيرهما يفعلون ذلك ". انتهى

وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (9/216) :

" قَالَ أَبُو مُسْهِرٍ: رُبَّمَا دَلَّسَ الوَلِيْدُ بنُ مُسْلِمٍ عَنْ كَذَّابِيْنَ ". انتهى

ومما سبق يتبين ضعف الحديث ، وأنه لا يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

والله أعلم .

ثانيا :

وأما قول السائل :" وهل صحيح عمل بعض العلماء به؟

فإنه قد ذكر بعض أهل العلم أن من مواطن استجابة الدعاء عند رؤية الكعبة ، مستدلين على ذلك بهذا الحديث .

ومن هؤلاء الإمام الشيرازي ، حيث قال في كتابه الشهير "المهذب" (1/402)

:" وإذا رأى البيت دعا ، لما روى أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تفتح أبواب السماء وتستجاب دعوة المسلم عند رؤية الكعبة " . انتهى

وقد علق الإمام النووي رحمه الله في شرحه على المهذب للشيرازي في كتابه "المجموع" (8/8)

فقال :" أَمَّا حَدِيثُ أَبِي أُمَامَةَ : فَغَرِيبٌ لَيْسَ بِثَابِتٍ ". انتهى

ثالثا :

استحباب الدعاء عند رؤية البيت – دون الجزم بأن هذا من مواطن الإجابة - قال به جماعة من أهل العلم .

قال ابن قدامة في "المغني" (3/336)

:" وَيُسْتَحَبُّ رَفْعُ الْيَدَيْنِ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ. رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ. وَبِهِ قَالَ الثَّوْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ

وَالشَّافِعِيُّ ، وَإِسْحَاقُ. وَكَانَ مَالِكٌ لَا يَرَى رَفْعَ الْيَدَيْنِ ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ الْمُهَاجِرِ الْمَكِّيِّ ، قَالَ: سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ الرَّجُلِ يَرَى الْبَيْتَ ، أَيَرْفَعُ يَدَيْهِ؟ قَالَ: مَا كُنْت أَظُنُّ أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا إلَّا الْيَهُودَ ، حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ. رَوَاهُ النَّسَائِيّ.

وَلَنَا ، مَا رَوَى أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُنْذِرِ ، عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ:" لَا تُرْفَعُ الْأَيْدِي إلَّا فِي سَبْعِ مَوَاطِنَ: افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ، وَاسْتِقْبَالِ الْبَيْتِ ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَعَلَى الْمَوْقِفَيْنِ وَالْجَمْرَتَيْنِ » .

وَهَذَا مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَذَاكَ مِنْ قَوْلِ جَابِر ٍ، وَخَبَرُهُ عَنْ ظَنِّهِ وَفِعْلِهِ ، وَقَدْ خَالَفَهُ ابْنُ عُمَرَ ، وَابْنُ عَبَّاسٍ.

وَلِأَنَّ الدُّعَاءَ مُسْتَحَبٌّ عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ ، وَقَدْ أُمِرَ بِرَفْعِ الْيَدَيْنِ عِنْدَ الدُّعَاءِ ". انتهى

واحتجوا في ذلك بما روي عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعا وموقوفا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لَا تُرْفَعُ الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ فِي افْتِتَاحِ الصَّلَاةِ ، وَاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ ، وَعَلَى الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ ، وَبِعَرَفَاتٍ ، وَبِجَمْعٍ وَفِي الْمَقَامَيْنِ وَعِنْدَ الْجَمْرَتَيْنِ »، وفي لفظ : " ترفع الأيدي في سبعة مواطن .. ".

أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2703)

والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/176)

والطبراني في "المعجم الكبير" (11/385)

والبيهقي في "السنن الكبرى" (9210) .

والحديث لا يصح مرفوعا .

وقد ضعفه البخاري في "رفع اليدين في الصلاة" (ص59)

والبغوي في "شرح السنة" (7/99)

والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/117)

والنووي في "خلاصة الأحكام" (1083)

والألباني في "السلسلة الضعيفة" (1054) .

وقد روي موقوفا على ابن عباس رضي الله عنه

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2450)

من طريق ابن فُضَيْل ٍ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به .

وهو ضعيف أيضا، لأجل عطاء بن السائب فإنه اختلط

وابن فضيل ليس من قدماء أصحابه.

ومن أهل العلم من يصحح وقفه .

قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص138) :

" وحديث وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس ، وعن نافع عن ابن عمر قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ترفع الأيدي في سبعة مواطن : عند افتتاح الصلاة ،

واستقبال البيت، والصفا والمروة، والموقفين، والجمرتين "

لا يصح رفعه ، والصحيح وقفه على ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم ". انتهى

وقد نقل البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (7/201)

عن الشافعي فقال :

" قَالَ الشَّافِعِيُّ فِي رِوَايَةِ أَبِي سَعِيدٍ فِي الْإِمْلَاءِ: وَلَيْسَ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ شَيْءٌ أَكْرَهُهُ وَلَا أَسْتَحِبُّهُ

عِنْدَ رُؤْيَةِ الْبَيْتِ ، وَهُوَ عِنْدِي حَسَنٌ ". انتهى

وسأل إسحاق الكوسج الإمام أحمد عن ذلك

كما في "مسائل الكوسج" (1404)

فقال :" قُلْتُ: رفعُ اليدين إذا رأى البيتَ؟

قال: ما أَحْسَنَه!

قال إسحاق بن راهويه : كما قال ولا يَدَعنَّ ذَلِكَ أحد ". انتهى

ومما سبق يتبين أن حديث أبي أمامة لا يثبت ، وأن الدعاء عند رؤية البيت فيه خلاف سائغ ، وإن كان لم يثبت فيه – بخصوصه - عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

قارب النجاة
2018-07-13, 15:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لكل القائمين على هذا القسم ممكن توضيح بشان صحة الحذيتين
اولهما عن الحجامة هل صحيح ورد حذيت صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين فيه اهمية الحجامة ودورها في الاستشفاء من عديد الامراض الروحية والجسدية اذا توفر الحذيت اتمنى ان تنشروه لتعم الفائدة
ثانيهما هل صحيح ورد حذيت عن فضل الكماة في اعادة البصر

allause1
2018-07-13, 15:30
الحديث المنكر :

إذا كان يوم حار ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض ، فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ، ما أشد حر هذا اليوم ! اللهم ! أجرني من حر جهنم ؛ قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني منك ، وإني أشهدك أني قد أجرته .

فإذا كان يوم شديد البرد ، ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء والأرض ، فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ، ما أشد برد هذا اليوم ! اللهم ! أجرني من زمهرير جهنم ؛ قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني من زمهريرك ، وإني أشهدك أني قد أجرته . فقالوا : وما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر ، فينهز من شدة بردها بعضه من بعض.

له روايتين وكلاهما ضعيفين جداً.

والخلاصة أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرو بإسناد مقبول ، لذلك قال السخاوي رحمه الله :
" سنده ضعيف " انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/714)، وكذلك ضعفه العجلوني في " كشف الخفاء " (2/426) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" منكر " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6428) .

allause1
2018-07-13, 15:35
#حديث_منكر (من كتم علماً لجم بلجام من نار)

الحديث المنكر له عدة صيغ يُنشر بها :
----------------------------------------------
1- من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار، ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار.

*هذه الصيغة واضحة عليها التأليف ونظمها كأنها شعر حاشاه صلى الله عليه وسلم.*

2- من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار. *هذا حديث منكر.*

3- "من كتمَ عِلمًا أُلجِمَ يومَ القيامةِ بلجامٍ من نارٍ".

* الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم: 1/103 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح

* الراوي : جابر | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم: 1/100 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح

* الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم: 1/97 | خلاصة حكم المحدث : لا يصح

* الراوي : أبو هريرة | المحدث : الخليلي | المصدر : الإرشاد
الصفحة أو الرقم: 1/321 | خلاصة حكم المحدث : معلول لم يتفقوا عليه والمحفوظ من حديث أبي هريرة موقوف

* الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الخطيب البغدادي | المصدر : تاريخ بغداد
الصفحة أو الرقم: 7/208 | خلاصة حكم المحدث : منكر

وهناك رواية بهذه الصيغة المنكرة لابن حبان أنه حديث صحيح ولكن ابن حبان رحمه الله توثيقه مجروح.

قال الإمامُ الألبانيُّ:(وقد عُرف عند العلماء أن توثيق ابن حبان مجروح؛ لأنه بناه على قاعدة له وحده، وهي: أن الرجل إذا روى عنه ثقة، ولم يعرف عنه جرح؛ فهو ثقة عنده.) (السلسلة الضعيفة)(11/ 282).

وأما النص الوارد في كتب الحديث :
---------------------------------------
"من سُئِلَ عن علْمٍ علِمَهُ ، ثُمَّ كتَمَهُ ، ألْجِمَ يومَ القيامَةِ بلِجامٍ من نارٍ"

الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2649
خلاصة حكم المحدث: حسن
------------
"من سُئلَ عن علمٍ فكتَمَه ؛ جاء يومَ القيامةِ ملجَّمًا بلِجامٍ من نارٍ ، ومَن قال في القُرآنِ بغيرِ ما يعلَمُ ، جاء يومَ القيامةِ مُلجَّمًا بلجامٍ من نارٍ"

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: ضعيف الترغيب - الصفحة أو الرقم: 94
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
____________________________________________

فيتبين لنا أن المعنى اختلف في الحديث الذي حسنه الترمذي رحمه الله وهو أن العقوبة موقوفة على شروط،
الشرط الأول: أن يُسأل عن علم.
الشرط الثاني: أن يكون يعلمه.
الشرط الثالث: أن يكتمه عن من سأله.

*فهنا استحق العقوبة.*

وأما مجرد أنه يعلم علم لم يحدث به الناس فلا يصح حديث بهذه الصيغة -بحسب علمي-.

هذا والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 15:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكرا لكل القائمين على هذا القسم ممكن توضيح بشان صحة الحذيتين
اولهما عن الحجامة هل صحيح ورد حذيت صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم يبين فيه اهمية الحجامة ودورها في الاستشفاء من عديد الامراض الروحية والجسدية اذا توفر الحذيت اتمنى ان تنشروه لتعم الفائدة
ثانيهما هل صحيح ورد حذيت عن فضل الكماة في اعادة البصر

عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

بالنسبه للسؤال عن الحجامه

ما هي الحجامة ؟

هي إخراج الدم الفاسد الذي يتكون تحت الجلد .

وهي من الأدوية :

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشفاء في ثلاثة : في شرطة مِحجَم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنا أنهى أمتي عن الكي " .

رواه البخاري ( 5356 ) .

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن كان في شيء من أدويتكم أو يكون في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو لذعة بنار توافق الداء ، وما أحب أن أكتوي " .

رواه البخاري ( 5359 ) ومسلم ( 2205 ) .

وقد أوصت الملائكةُ النبي صلى الله عليه وسلم وأمته بالحجامة :

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما مررت ليلة أسري بي بملأ من الملائكة ، إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة " .

وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2263 ) .

وقد احتجم نبينا صلى الله عليه وسلم :

فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ، واحتجم وهو صائم .

رواه البخاري ( 1836 ) .

وقد بيَّن بعض أصحابه أنه احتجم لوجع في رأسه وهي " الشقيقة "

عن ابن عباس " احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به بماء يقال له لَحْي جَمَل " .

وعنه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه من شقيقة كانت به " .

رواه البخاري ( 5374 ) .

عن ابن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه .

رواه البخاري ( 1739 ) ومسلم ( 1203 ) .

لحي جمل : موضع بطريق مكة .

واحتجم أصحابه وأوصوا بها :

روى مسلم (2205) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : جَاءَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي أَهْلِنَا وَرَجُلٌ يَشْتَكِي خُرَاجًا بِهِ أَوْ جِرَاحًا ، فَقَالَ : مَا تَشْتَكِي ؟ قَالَ : خُرَاجٌ بِي قَدْ شَقَّ عَلَيَّ . فَقَالَ : يَا غُلَامُ ، ائْتِنِي بِحَجَّامٍ . فَقَالَ لَهُ : مَا تَصْنَعُ بِالْحَجَّامِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فِيهِ مِحْجَمًا . قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ فَيُؤْذِينِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ ، فَلَمَّا رَأَى تَبَرُّمَهُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ ، أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ . قَالَ : فَجَاءَ بِحَجَّامٍ فَشَرَطَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ .

الوصية بالحجامة في أيام معيَّنة في الشهر :

عن ابن عباس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرون ، وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي إلا قالوا : عليك بالحجامة يا محمد ! .

رواه أحمد ( 3306 ) .

وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1847 ) .

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحجامة على الريق أمثل ، وفيه شفاء وبركة ، وتزيد في العقل ، وفي الحفظ ، فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ، واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء ، والجمعة ، والسبت ، ويوم الأحد تحريّاً ، واحتجموا يوم الإثنين والثلاثاء ؛ فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء ، فإنه لا يبدو جذام ولابرص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء " .

رواه ابن ماجه ( 3487 ) .

وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (766 ) .

وقد روى الترمذي (2051) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ فِي الأَخْدَعَيْنِ وَالْكَاهِلِ .

والأَخْدَعَانِ عِرْقَانِ فِي جَانِبَيْ الْعُنُقِ يُحْجَمُ مِنْهُ , وَالْكَاهِلُ مَا بَيْنَ الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ مُقَدَّمُ الظَّهْرِ .

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 16:30
ثانيهما هل صحيح ورد حذيت عن فضل الكماة في اعادة البصر

عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين»

أخرجه البخاري في صحيحه 4/ 1627، برقم: 4208.

الكمأة بفتح أوله وثالثه وسكون ثانيه مهموز

فتح الباري لابن حجر 1/ 180.

ما هي الكمأة:

https://e.top4top.net/p_924ssko11.jpg (https://up.top4top.net/)

https://f.top4top.net/p_9249zxz21.jpg (https://up.top4top.net/)

https://a.top4top.net/p_9244hh5s1.png (https://up.top4top.net/)

https://e.top4top.net/p_9249euwe1.jpg (https://up.top4top.net/)


هي نوع من الدرنيات والجذور التي لا ورق لها ولا ساق تخرج في الأرض بدون زرع وتكثر أيام الخصب وكثرة المطر والرعد

من تعليق مصطفى ديب البغا على صحيح البخاري 4/ 1627.

وهو نَبات يُنَقِّضُ الأَرضَ فيخرج كما يَخرج الفُطْرُ، وهو معروف من نبات الأرض والعرب تسمية جدري الأرض، فسماه الشارع مَنّاً أي طعاماً بغير عمل كالمن الذي أنزل على بني إسرائيل

فتح الباري لابن حجر1/ 180.

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 16:46
الحديث المنكر :

إذا كان يوم حار ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء وأهل الأرض ، فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ، ما أشد حر هذا اليوم ! اللهم ! أجرني من حر جهنم ؛ قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني منك ، وإني أشهدك أني قد أجرته .

فإذا كان يوم شديد البرد ، ألقى الله تعالى سمعه وبصره إلى أهل السماء والأرض ، فإذا قال العبد : لا إله إلا الله ، ما أشد برد هذا اليوم ! اللهم ! أجرني من زمهرير جهنم ؛ قال الله عز وجل لجهنم : إن عبدا من عبادي استجارني من زمهريرك ، وإني أشهدك أني قد أجرته . فقالوا : وما زمهرير جهنم ؟ قال : بيت يلقى فيه الكافر ، فينهز من شدة بردها بعضه من بعض.

له روايتين وكلاهما ضعيفين جداً.

والخلاصة أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرو بإسناد مقبول ، لذلك قال السخاوي رحمه الله :
" سنده ضعيف " انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/714)، وكذلك ضعفه العجلوني في " كشف الخفاء " (2/426) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" منكر " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6428) .

بارك الله فيك اخي الكريم

و حضرتك اختصرت الاجابه و الهدف من سرد اسباب الضعف هو معرفه كل جوانب العلم و حتي نكون علي يقين حين نحدث غيرنا بضعف حديث او صحه حديث فالحجه اصبحت مطلوبه في زمن كثر فيه اللغط و الكذب

و اسمح لي اوضح بالشكل الواضح كما تعودنا من بدايه نشر السلسله

نص الحديث يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الآتي :

( إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ .

وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ، وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، قَالُوا : مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ) .

رُويً هذا الحديث من طريقين :

الأول : من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن سليمان ، حدثني دراج ، حدثني أبو الهيثم - واسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري - ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أو عن ابن حجيرة الأكبر ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، أو أحدهما حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رواه عثمان الدارمي في " نقض الدارمي على المريسي " (1/325)

وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (1/265)

والبيهقي في " الأسماء والصفات " (1/459) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه جماعة متكلم فيهم :

منهم : يحيى بن أيوب المصري

قال فيه أحمد بن حنبل : سيء الحفظ

وقال النسائي : ليس بالقوي

وقال الدارقطني : في بعض حديثه اضطراب

وقال أبو أحمد الحاكم : إذا حدث من حفظه يخطئ

وهذا الجرح المفسَّر أولى – في ظننا – من التوثيق المطلق الذي نقلته كتب التراجم

خاصة عند الانفراد بحديث لا يرويه غيره كهذا الحديث

ينظر : " تهذيب التهذيب " (11/187) .

ومنهم : عبد الله بن سليمان

أبو حمزة المصري ،

قال فيه البزار : حدث بأحاديث لم يتابع عليها

ولم نقف على توثيق له

انظر : " تهذيب التهذيب " (5/245) .

الطريق الثاني : أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (ص/486)

قال : أخبرنا أبو عمر لاحق بن الحسين الصدري ، حدثنا ضرار بن علي بن عمير القاضي ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي ، حدثنا حفص بن غياث النخعي ، حدثنا الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم النخعي ، عن يزيد بن أوس ، عن ثابت بن قيس ، عن أبي موسى الأشعري به مرفوعا .

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا بسبب أبي عمر لاحق بن حسين الصدري المقدسي

ولا يستبعد أن يكون إسنادا مكذوبا أو مسروقا .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله – في ترجمة لاحق بن حسين -:

" قال الحافظ الإدريسي : كان كذابا أفاكا ، يضع الحديث على الثقات ويسند المراسيل

ويحدث عمن لم يسمع منهم ... ووضع نسخا لأناس لا نعرف أساميهم...لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الرواية ... قتل بخوارزم ، وتخلص الناس من وضعه الأحاديث ، ولعله لم يخلق من الكذابين مثله .

وقال ابن ماكولا : لا يعتمد على حديثه ، وَلا يُفرح به .

وقال الحاكم: حدث بالموضوعات .

وقال ابن النجار : مجمع على كذبه .

وقال الشيرازي : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد , وأنا أبرأ من عهدته ، فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب .

وقال النقاش : كان والله قليل الحياء ، مع وضعه الأحاديث .

وقال ابن السمعاني : وضع نسخا لا يعرف أسماء رواتها ، وكان أحد الكذابين "

انتهى باختصار يسير من " لسان الميزان " (8/407) .

فالخلاصة أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

ولم يرو بإسناد مقبول

لذلك قال السخاوي رحمه الله :

" سنده ضعيف " انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/714)

وكذلك ضعفه العجلوني في " كشف الخفاء " (2/426) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" منكر " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6428) .

لكن ذلك لا يعني أن الدعاء بمثل ذلك لا يجوز ؛ بل الممنوع أن يروى هذا على أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يعتقد أن هذا من الأذكار الراتبة المشروعة ، كالذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار اليوم والليلة ، لكن لو دعا المسلم بهذا الدعاء لمناسبته المقام : فهو جائز لا حرج عليه فيه - إن شاء الله - على الشرط السابق من عدم اعتقاد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 17:54
#حديث_منكر (من كتم علماً لجم بلجام من نار)

.

بارك الله فيك اخي الكريم

اخوة الاسلام

و كما تعودنا لا نقبل غير الدليل حتي و ان طال الطريق حتي نكون جدرين بالانتساب للاسلام و فخورين به

ادعوكم لهذه الرحله

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بحث استللته من تحقيق (( حديث ابن مخلد )) ، تكلمتُ فيه بإسهابٍ عن حديث ( من كان عنده علمٌ فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ )) ، وهاكم البحث :

8- أخَـبَرْنَا محمد قال : ثنا طاهر حدثني أبي أخبرني إبراهيم حدثني سِمَاك بن حرب عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله :

« من كان عنده علمٌ فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نارٍ »( ) .
_____________________________________

( ) حديثٌ صحيحٌ : ورد عن جمع من الصحابة ن ؛ وهم : أبو هريرة ، عبد الله بن عمرو بن العاص ، ابن عباس ، جابر بن عبد الله ، أنس بن مالك ، أبو سعيد الخدري ، ابن مسعود ، طلق ابن علي ، عمرو بن عبسة ، ابن عمر ، عائشة ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ، وهاكم تخريج أحاديثهم بإسهابٍ ، نسأله تعالىظ° ظ±لتوفيق والسداد .

1- حديث أبي هريرة وقد ورد عنه من طرقٍ ، وهاكم بيانها :

أ- عطاء بن أبي رباح ، وعن عطاء يرويه كل من :

1- سماك بن حرب : أخرجه الطبراني في «الأوسط» (3529)

والبيهقي في «المدخل إلىظ° السنن» برقم (574)

والبغوي في «شرح السنة» (1/301)

وفي «تفسيره» (1/383)

وأبو بكر الصيرفي في «جزئه»

كما في «رفع المنار لطرق حديث : من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه ألجمه الله بلجامٍ من نارٍ» لأحمد بن الصديق الغُماري (ص 14- ط . مكتبة طبرية ) .

قال البغوي : « هذا حديثٌ حسنٌ » ، وهو كما قال .

2- عليّ بن الحكم : أخرجه أبو داود (3658)

والترمذي (2649)

وابن ماجه (261)

وأحمد (2/263، 305، 344، 353، 495)

والطيالسي (2534)

وابن حبان (95-

إحسان) وابن أبي شيبة (26453)

وأبو يعلىظ° (6383)

والحاكم في «المدخل إلىظ° الصحيح» (ص89)

وابن القطان في «زوائده علىظ° سنن ابن ماجه» (1/96)

وأبو نعيم في «المستخرج» (16)

والبيهقي في «الشعب» (1743)

والقضاعي في «مسنده» (432)

وابن عساكر في «معجم شيوخه» برقم (920)

وابن الجوزي في «العلل المتناهية» برقم (132-133)

وابن النجار كما في « رفع المنار » (ص11)

وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله » (1/4)

والذهبي في «السير» (23/134)

وفي «تذكرة الحفاظ» (4/ 1429) ، من طريقين عن علي به :

وعليٌّ هذا ثقة ، والراوي عنه : حمّاد بن سلمة وعمارة بن زاذان ، فظاهر الإسناد الصحة .

قال الحافظ المنذري في «مختصر السنن» (5/251)

: «وقد رُوىظ° عن أبي هريرة من طرقٍ فيها مقال ، والطريق الذي أخرجه بها أبو داود طريقٌ حسنٌ ، فإنه رواه عن التبوذكي ـ وقد احتج به البخاري ومسلم ـ عن حماد بن سلمة

وقد احتج به مسلم واستشهد به البخاري ـ ، عن علي ابن الحكم ـ وهو : أبو الحكم البُناني ، قال الإمام أحمد : ليس به بأس ، وقال أبو حاتم الرازي : لا بأس به صالح الحديث ـ عن عطاء بن أبي رباح ـ وقد اتفق الإمامان علىظ° الاحتجاج به » اهـ .

وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/74) : « إسناده صحيح » .

قلتُ : لكن لهذا الإسناد علة

قال الحافظ ابن حجر في «النكت الظراف» (10/265-266) :

قلتُ : خالف عبدُ الوارث بن سعيد حمادَ بن سلمة ، فأدخل بين عطاء وعلي رجلًا لم يُسْمَّ ، أخرجه مسدد في «مسنده» عنه ، وأخرجه أبو عمر [ يعني : ابن عبد البر

وهذا في «جامع بيان العلم وفضله» (1/4]

في العلم ، من طريق مسدد ، وهذه علة خفية ، وأخرجه من طريق يزيد ابن هارون عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء ، ومن طريق عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون عن ليث بن أبي سُليم ، عن عطاء .

قلتُ : [ القائل : ابن حجر] فيحتمل أن يكون المبهم أحد هذين ، والعلم عند الله تعالىظ° » ا.هـ .

قلتُ : قد سبقه إلىظ° الإشارة إلىظ° هذه العلة الحاكم ،

حيث قال في «المستدرك» (1/101) :

«ذاكرتُ شيخنا أبا علي الحافظ بهذا الباب ثم سألته : هـل يصح شيءٌ مـن هـظ°ذه الأسانيد عن عطاء ؟

، فقال : لا ، قلتُ : لِـمَ ؟ ، قال : لأن عطاء لم يسمعه من أبي هريرة ؛ أخبرناه محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي ، ثنا أزهر بن مروان ثنا عبد الوارث بن سعيد ، ثنا علي بن الحكم

عن عطاء عن رجل عن أبي هريرة .... فذكره

قال الحاكم : فقلتُ له : قد أخطأ فيه أزهر بن مروان أو شيخكم ابن أحمد الواسطي

وغيرُ مستبعد منهما الوهم ، فقد حدّثنا بالحديث أبو بكر بن إسحاق وعلي بن حمشاذ قالا : ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا عبد الوارث بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن رجل عن عطاء فذكره ...قال الحاكم : فاستحسنه أبو علي واعترف لي به » ا.هـ .

قلتُ : وقد استبعد الحافظ ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (1/4)

أن يكون الحجاج بن أرطأة هو المبهم ، فقال : «الرجل الذي يرويه عن عطاء يقولون : أنه الحجاج بن أرطأة ، وليس عندي كذلك » .

وممن أعلَّ الحديث بهذا الحافظ أبو الحسن القطان فقال الحافظ العراقي في «إصلاح المستدرك

كما في «شرح الإحياء» (1/109) :

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 17:55
« وقد أعله أبو الحسن القطان في كتاب «بيان الوهم والإيهام » برواية عبد الوارث وإدخاله رجلًا بين علي بن الحكم وعطاء . قال : وقد قيل : إنه حجاج بن أرطأة ، قلت [ أي العراقي ]

: قد صحَّ عن علي بن الحكم أنه قال في هذا الحديث : حدثنا عطاء ، وهي رواية ابن ماجه ، فاتصل إسناده ، ثم وجدته عن جماعة صرحوا بالاتصال في الموضعين : رُويناه في الجزء السادس والعشرين من فوائد تـمام مـن روايـة معـاوية بن عبد الكريم » ا. هـ .

وقال الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» (ص45)

بعد أن أورد رواية أبي داود : « والحديث وإن لم يكن في نهاية الصحة ، لكنه صالح للحجة » .

وحكم الذهبي في «الكبائر»(ص146

بتحقيقي ، ط. مكتبة السنة ) بصحته ، فقال : « إسناده صحيح ، رواه عطاء ، عن أبي هريرة » .

3- قتادة : أخرجه العقيلي في «الضعفاء» (1/257)

والبيهقي في «المدخل»(572) .

4- الحجاج بن أرطأة : أخرجه أحمد (2/296، 299، 508)

وابن عبد البر (1/4)

والخطيب في «تاريخ بغداد» (2/268)

وفي «الكفاية» (ص37)

وابن الجوزي في «العلل» (134، 135)

والرافعي في «التدوين» (2/199) .

قلتُ : تقدم الكلام علىظ° هذه الرواية آنفًا .

5- كثير بن شنظير : أخرجه الطبراني في «الأوسط» (2290)

و«الصغير» (160)

من طريق محمد بن خُليد الحنفي ، عن حماد بن يحيىظ° الأبح ، عنه به .

وابن خليد ضعفه ابن حبان والدارقطني وابن منده [ اللسان : 5/158-159]

وحماد مختلفٌ فيه ، وكثير ضعيف .

6- الأعمش : أخرجه الحاكم (1/101)

من طريق القاسم بن محمد بن حماد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن محمد بن ثور ، عن ابن جريج ، عنه .

وصححه الحاكم علىظ° شرط الشيخين !!! وسكت عليه الذهبي وتعقبه الحافظ العراقي في كتابه « الإصلاح»

كما في «شرح الإحياء» للزبيدي (1/108)

قائلًا : « لا يصح من هذا الطريق لضعف القاسم بن محمد بن حماد الدّلال الكوفي ، قال الدارقطني : حدثنا عنه وهو ضعيف » .

7- ليث بن أبي سُليم : أخرجه ابن عدي (4/286)

والطبراني في «الأوسط» (7532)

وابن عبد البر في «الجامع»(1/5)

وابن الجوزي في «العلل» (140) . وليث ضعيف .

8- سليمان التيمي : أخرجه العقيلي (3/74)

والطبراني في «الأوسط» (3322)

وفي «الصغير» (315)

وقاسم بن أصبغ في «مصنفه» كما في «رفع المنار» (ص15) . وصححه ابن القطان

كما في «شرح الإحياء» (1/109) .

9- مالك بن دينار : أخرجه ابن عدي (4/76)

والطبراني في «الصغير» (452)

والخطيب في «الكفاية» (ص37)

وابن الجوزي في «العلل» (136)

من طريق صدقة بن موسىظ° الدقيقي عن مالك بن دينار به . وصدقة ضعيف الحديث .

10- ابن جُريج : أخرجه ابن عدي(4/89)

والخطيب في «الكفاية» (ص37)

والبيهقي في «الشعب» (1745)

والشاموخي في «جزئه» (34)

وابن الجوزي في «العلل» (137)

من طريق ضغدي بن سنان

عن ابن جريج به . وصغدي ضعيف الحديث .

11- الشعبي : أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4815)

من طريق جابر الجعفي ، عن الشعبي به . وجابر رافضي بغيض كذاب .

12- سعيد بن راشد . 13- معاوية بن عبد الكريم .14- العلاء بن خالد الدارمي

أخرجهم تمام في «فوائده» (107- ترتيبه ) .

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 17:57
15- معمر بن راشد بلاغًا عن عطاء :

علقه ابن سعد في «الطبقات» (4/331) .

ب- محمد بن سيرين عن أبي هريرة ، به : أخرجه ابن ماجه (266)

وابن خزيمة في «صحيحه

كما في «تهذيب السنن» (10/91-92/

لابن القيم ) والعقيلي في «الضعفاء» (1/74)

والمزي في «تهذيب الكمال » (3/37-38)

من طريق إسماعيل بن إبراهيم الكرابيسي عن ابن عون عن ابن سيرين ، به .

وقال العقيلي : « ليس لحديثه أصل مسند إنما هو موقوف من حديث ابن عون» .

قلتُ : ومع هذا قال ابن القيم : « هؤلاء كلهم ثقات

وصححه العراقي كما في «شرح الإحياء» (1/109) .

ج- سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة به : أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (141)

والعراقي في «الأحاديث الموضوعة في مسند أحمد » (ص5)

من طريق موسىظ° بن محمد البلقاوي ، قال : نا يزيد بن المسور ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، به .
قلتُ : والبلقاوي كذبه أبو حاتم وأبو زرعة ، واتهمه ابن حبان بوضع الحديث .

د- سعيد المقبري ، عن أبي هريرة به : أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (139)

من طريق داود ابن منصور قال : نا عثمان بن مقسم ، عن سعيد المقبري ، به .

قلتُ : وعثمانٌ هذا هالك ، قال ابن معين فيه : «هو من المعروفين بالكذب ووضع الحديث » ، وكذبه الجوزجاني ، وتركه يحيىظ° القطان ، والنسائي ، والدارقطني .

هـ - أبو صالح السمان ، عن أبي هريرة به : أخـرجه العقيلي (4/206)

مـن طــريق إبراهيم بن أيوب ، أن أبو هانئ ، أنا معمر بن زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح به .

وقال العقيلي : « ومعمر لا يُتابع علىظ° حديثه » .

و- إسماعيل ، عن أبي هريرة به : أخرجه ابن الجوزي في «العلل» (138)

من طريق الحسين بن حميد بن الربيع الخراز قال : أنا عيسى بن عبد الرحمن الهمداني قال : أنا زهير عن إسماعيل عن أبي هريرة به . والخراز كذاب ، وإسماعيل لم أهتد إليه .

هذا ما وقفتُ عليه من طرق حديث أبي هريرة ط ، والله أعلم .

2- حديث عبد الله بن عمرو بن العاص :

أخرجه ابن المبارك في «الزهد» (399/

زوائد نعيم) وابن حبان(96-

إحسان) والحاكم (1/102)

وفي «المدخل إلىظ° الصحيح» (ص 87-88)

والطبراني في «الكبير» (رقم 33/

من القطعة المطبوعة من ج 13)

وفي «الأوسط» (5027)

وأبو إسماعيل الأنصاري في « الأربعين في دلائل التوحيد» (3)

وابن عبد البر في «الجامع»(1/5)

وأبو نعيم في «المستخرج علىظ° مسلم » برقم (14)

والبيهقي في«المدخل» (575)

والخطيب في «تاريخه» (5/39)

وابن الجوزي في «العلل» (123)

من طريق عبد الله بن وهب ، حدثني عبد الله بن عياش ، عن أبيه ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا به .

وقال الحاكم : « صحيح لا غبار عليه ... وقال : هذا إسناد صحيح من حديث المصريين علىظ° شرط الشيخين ، وليس له علة » . ووافقه الذهبي !!! .

وقال ابن الجوزي مخالفًا الحاكم والذهبي : « في إسناده : عبد الله بن وهب النسوي ، قال ابن حبان : دجال يضع الحديث » !!! .

قلتُ : وفي قول من تقدم نظر كبير ، وذلك من وجهين :

الوجه الأول : تصحيح الحاكم لهذا الإسناد علىظ° شرط الشيخين وموافقة الذهبي له ، وهذا ليس كما قالا ـ رحمهما الله ـ ، لأن عبد الله بن عياش ، وأباه ، وأبا عبد الرحمن الحبلي ، ما احتج بهم البخاري في «صحيحه»

فقد قال الذهبي نفسه في «السير» (7/334) :

« احتج به مسلم والنسائي ، وقال أبو حاتم : صدوق ليس بالمتين ، وقال أيضا : هو قريب من ابن لهيعة ، وقال أبو داود والنسائي : ضعيف . قلت [أي : الذهبي ] : حديثه في عداد الحسن » .

فهو كما ترىظ° لم يذكر البخاري ، والرجل ليس ثقةً ، بل هو في عداد الحسن كما قال .

أما عياش بن عباس والده ، فقد ذكره الحاكم نفسه في كتابه «تسمية من أخرجهم البخاري ومسلم » (ص197)

فيمن أخرج لهم مسلم فقط !!! .

أما أبو عبد الرحمن الحبلي واسمه : عبد الله بن يزيد المعافري ، ما احتج به البخاري في صحيحه بل روىظ° عنه في «الأدب المفرد»كما في ترجمته في «تهذيب الكمال » وتوابعه .

فاتضح لنا أن قول الحاكم والذهبي مردودٌ عليهما ، والله أعلم .

ثم وجدتُ الحافظ العراقي يقول في «إصلاح المستدرك»

كما في «شرح الإحياء» (1/109)

عن قول الحاكم والذهبي : « أما علىظ° شرط الشيخين فلا » .

قلتُ : وهذا ما أوضحته بجلاء فيما سبق آنفًا .

الوجه الثاني : وهو إعلال ابن الجوزي لهذا الإسناد بعبد الله بن وهب ، وظنه أنه النسوي الهالك

قال ابن القيم في «تهذيب السنن» (5/251-252)

متعقبًا كلام ابن الجوزي : « هذا إسنادٌ صحيحٌ !!!

وقد ظن أبو الفرج ابن الجوزي أن هذا هو : ابن وهب النسوي ، الذي قال فيه ابن حبان : يضع الحديث ، فضعف الحديث به ، وهذا من غلطاته بل هو : ابن وهب الإمام العَلَمُ ، والدليل عليه : أن الحديث من رواية أصبغ بن الفرج ومحمد بن عبد الله بن الحكم وغيرهما من أصحاب ابن وهب عنه ، والنسوي متأخر ، من طبقة يحيىظ° بن صاعد ، والعجب مـن أبي الفرج كيف خفي عليه هـذا ، وقد ساقها من طريق أصبغ وابن أبي الحكم عن ابن وهب ؟ !!! »

. وبنحوه قاله العراقي في «إصلاح المستدرك» كما في «شرح الإحياء» .

قلتُ : وفي بداية قول ابن القيم نظر لما تقدم من الكلام علىظ° عبد الله بن عياش ، وأنه حسن الحديث فقط .

أما الهيثمي فقال في «مجمع الزوائد» (1/163) :

« رجاله موثقون» !!! .

3- حديث عبد الله بن عباس : فله عنه طرق :

أ- عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس به : أخرجه الطبراني في «الكبير» (ج11 برقم 11310)

وأبو نعيم في «المستخرج» (17)

والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» (718)

وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (43/541)

من طريق القاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك ، ثنا أبو النضر الأكفاني ، ثنا سفيان ، عن جابر ، عن عطاء به .

قلت : وهذا سند رجاله كلهم ثقات حاشا جابر هذا ، وهو شيعيٌّ رافضيٌّ هالك ، أهلك الله أمثاله في كل عصر وفي كل زمان .

فالقاسم بن سعيد ، وثقه الخطيب في «تاريخه» (12/427-428)

وأبو النضر الأكفاني واسمه : الحارث بن النعمان

قال فيه الذهبي : «صدوق» ، وسفيان هو : الثوري .

قلتُ : ثم وجدتُ لهذا الجعفي الهالك متابع ، فقد تابعه : ابن جريج ، عن عطاء به .

أخرجه أبو الشيخ في «حديثه» برقم (53)

قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، حدثنا إسماعيل بن عمرو ، حدثنا محمد بن مروان ، عن ابن جريج به .

وهذه المتابعة أوهىظ° من بيت العنكبوت ، ففي الإسناد : إسماعيل بن عمرو ، ضعيف ، وشيخه لم أهتد إليه ، فهناك ثلاثة تسموا بهذا الاسم من طبقة واحدة ، أولهم : محمد بن مروان بن قدامة العقيلي أبو بكر البجلي ، وهو صدوق له أوهام ، والثاني : محمد بن مروان الذهلي ، أبو جعفر الكوفي

وهو مقبول ، والثالث : محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل السدي الكوفي ، وهذا متهم بالكذب ، فنظرة إلىظ° ميسرة حتىظ° يتبين لنا وجه الصواب بحوله وقوته تعالىظ° .

وفي الإسناد أيضًا : ابن جريج ، مدلس وقد عنعنه .

وقد خالف محمد بن مروان : صغدي بن سنان ، فرواه عن ابن جريج عن عطاء ، عن أبي هريرة كما تقدم . فهذا الإسناد ضعيف بالمرة .

ب- شَهْر بن حَوْشَب ، عن ابن عباس : أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7187)

، من طريق عبد الله بن خراش ، عن العوام بن حوشب ، عن شهر به .

قلتُ : عبد الله بن خراش واهٍ ، وشهر سمع من ابن عباس م .

ج- أبو صالح ، عن ابن عباس به : أخرجه الطبراني في «كبيره» (ج11 برقم 10845)

والعقيلي (4/206)

من طريق معمر بن زائدة ، عن الأعمش ، عن أبي صالح به .

وتقدم الكلام علىظ° هذا الإسناد في رواية أبي هريرة ط .

د- سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به : أخرجه أبو يعلىظ° (2585)

والخطيب (5/160 ، 7 / 406 )

من طريق أبي عوانة ، عن عبد الأعلىظ° ، عن سعيد به .

وسنده حسن ، وهذا أمثل طرق رواية عبد الله بن عباس م .

4- حديث جابر بن عبد الله : وله عنه طرق :

أ- محمد بن المنكدر ، عنه ؛ يرويه عنه : خلف بن تميم ، حدثنا عبد الله بن السري ، عن محمد بن المنكدر ، وعن خلف يرويه :

1- الحسين بن أبي السري العسقلاني : أخرجه ابن ماجه (263) .

2- محمد بن إسماعيل الصائغ : أخرجه العقيلي (2/265) .

3- الحسن بن البزار : أخرجه ابن عدي (4/212) .

4- محمد بن عبد الرحيم : أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (994)

وابن عدي (4/212) .

5- الحسن بن الصباح : أخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» (2/1/197) .

6- علي بن محمد بن أبي المضاء : أخرجه أبو عمرو الداني في «السنن الواردة» (287) .

7- محمد بن الفرج الأزرق : أخرجه الخطيب (9/471) والمزي (15/16)

كلهم عن خلفٍ به مرفوعًا بلفظ : « إذا لعن آخر هذه الأمة أولها ، فمن كان عنده علمٌ فليظهره ، فإن كاتم العلم يومئذٍ ككاتم ما أُنزل علىظ° محمد » .

وقال البوصيري في « الزوائد » (1/39) :

« في إسناده : حسين بن أبي السري ، وعبد الله بن السري ، ضعيف » .

قلتُ : قد تُوبعَ حسين هذا بما سبقَ بيانه ، فلا داعي لذكره ضمن علل الإسناد ، أما عبد الله بن السري هذا يبدو أنه لم يدرك محمد بن المنكدر

فقد نقل البوصيري في «مصباح الزجاجة» (1/39)

عن المزي أنه قال : « ذكر المزي في «الأطراف» : أن عبد الله بن السري لم يدرك محمد بن المنكدر ، قال : ورواه أحمد بن نصر الفراء وغير واحد ، عن عبد الله بن السري ، عن سعيد بن زكريا ، عن عنبسة بن عبد الرحمن ، عن محمد بن زادان ، عن محمد بن المنكدر » .

وقد أشار المزي أيضًا لهذا عقب إخراجه للحديث في « تهذيب الكمال » .

وقول المزي: «وغير واحد» منهم: أحمد بن خليد كما عند الخطيب(9/471) وأبو هارون موسىظ° بن النعمان كما عند ابن عدي (4/212) والخطيب (9/471)

وأحمد بن إسحاق البزاز صاحب السلعة كما عند العقيلي (2/264)

كلهم رووه عن عبد الله بن السري ، عن عنبسة بن عبد الرحمن ، عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر ، عن جابر .... الحديث .

وقال ابن عدي : « قال لنا بن صاعد : وقد رواه سريج بن يونس وقدماء شيوخنا عن خلف بن تميم ، وكانوا يرون أن عبد الله بن السري هذا شيخ قديم ممن لقي ابن المنكدر وسمع منه ، وممن صنف المسند فقد رسمه باسمه في الشيوخ الذين رووا عن ابن المنكدر فحدثنا به عن شيخ خلف بن تميم فإذا هو أصغر منه وإذا خلف قد أسقط من الإسناد ثلاثة نفر » .
وقال العقيلي : « وهذا الحديث بهذا الإسناد أشبه وأولىظ° » .

وأخرجه ابن عدي (4/212) والطبراني في «الأوسط» (430) والخطيب (9/471)

والمزي في «تهذيب الكمال» (15/16)

من طريق عبد الله بن السري ، ثنا سعيد بن زكريا المدائني عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن زاذان عن محمد بن المنكدر عن جابر به .

فأصبح بين عبد الله بن السري ومحمد بن المنكدر ثلاثة أنفس كما قال ابن صاعد ، أما سعيد بن زكريا هذا فصدوق ، لينه بعضهم

كما في «ميزان الاعتدال» للذهبي (3/137) .

وعنبسة وضّاع للحديث ، ومحمد بن زاذان ، قال البخاري : «لا يُكتب حديثه» وقال الترمذي : «منكر الحديث» ، وضعفه الدارقطني .

وهناك علةٌ أُخرىظ° للحديث ، قال الإمام البخاري في «التاريخ الكبير» (2/ق1/197) :

«لا أعرف عبد الله ـ يعني : ابن السَّريّ ـ ولا له سماعًا من ابن المنكدر » .

ب- عطاء بن أبي رباح عن جابر به : أخرجه العقيلي(3/426)

الخطيب(9/92، 12/368 – 369)

وابن الجوزي في«العلل» (127)

وابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» (ص31-32)

من طريق عبيس بن ميمون ، عن عِسْل بن سفيان ، عن عطاء به .

قلتُ : وعبيس بن ميمون هذا قال فيه ابن معين : «ليس بشيء » ، وقال الفلّاس : « كثير الخطاء والوهم متروك الحديث» ، وقال أبو حاتم : « ضعيف الحديث ، منكر الحديث » ، وضعفه أبو زرعة الرازي .

انظر : الجرح والتعديل (7/34) .

تنبيه مهم جدًّا :

عبيسٌ هذا وقع اسمه عند من أخرج الحديث عدا ابن عساكر : « عيسىظ° بن ميمون » ، وهذا خطأ ، والله الموفق .

وعِسْل ، قال فيه أبو حاتم : « منكر الحديث » ، وقال ابن عدي : « قليل الحديث ، وهو مع ضعفه يُكتب حديثه » .
قلتُ : أي يُكتب حديثه علىظ° سبيل الاعتبار ، لا الحجة ، والله أعلم .

وقد تُوبع عسل هذا ، تابعه كل من :

1- مطر الوراق ، عن عطاء به : أخرجه أبو الشيخ في «طبقات المحدثين بأصبهان» (3/147)

وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/297) .

وسنده ضعيف ، مطر ضعيف ولا سيما في مروياته عن عطاء .

2- علي بن الحكم ، عن عطاء به : أخرجه الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (182)

من طريق محمد ابن سعيد القرشي ، نا حماد بن سلمة ، عن علي بن الحكم به . وفي علي ضعف يسير .

ج- أبو الزبير ، عن جابر به : أخرجه الخطيب (7/198)

وابن الجوزي (126)

من طريق جعفر بن أبي الليث قال : نا الحسن بن عرفة قال : حدّثنا عبد الرزاق ، نا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير به .
وقال ابن الجوزي : « قال علي بن العباس العلوي : لا أصل لهذا الحديث ، ولا نعلم أن الحسن ابن عرفة روىظ° عن عبد الرزاق ، قال : وهذا حديثٌ منكرٌ » .

قلتُ : جعفر بن أبي الليث قال عنه الذهبي في «الميزان» (1/414) :

« أتىظ° عن ابن عرفة بخبرٍ منكرٍ » ،

وقال عنه الخطيب : «مجهول» .

5- حديث أنس بن مالك ، وله عنه طرق :

أ- يوسف بن إبراهيم ، عن أنسٍ به : أخرجه ابن ماجه (264)

والعقيلي (3/168 ، 4/449) والمزي (21/379)

من طريق الهيثم بن جميل ، حدثني عمرو بن سليم ، ثنا يوسف به .

وقال العقيلي (3/168)

: « وقد رُوِىظ° هذا المتن بإسنادٍ أصلح من هذا » .

قلتُ : وهذا سندٌ واهٍ جدًّا ، فيه : عمرو بن سليم ضعيف ، ويوسف بن إبراهيم ، قالا البخاري وأبو حاتم : « صاحب عجائب » وزاد أبو حاتم : « منكر الحديث » ، وقال ابن حبان : « يروي عن أنس ما ليس من حديثه ، لا تحل الرواية عنه » .

ب- محمد بن واسع ، عن أنس به : أخرجه الخطيب (14/324)

وأبو نعيم في «الحلية» (2/ 355)

والرافعي في «التدوين» (2/165-166)

وابن الجوزي (129)

من طريق يحيىظ° بن سليمان الجعفي قال : ثنا يحيىظ° بن سليم الطائفي ، عن عمران بن مسلم ، عن محمد به .

وقال أبو نعيم : « هذا حديث غريب من حديث محمد بن واسع عن أنس لم نكتبه إلا من هذا الوجه ، وقد ثبت عن النبي هذا الحديث بأسانيد ذوات عدد » .

قلتُ : يحيىظ° بن سليمان وثقه بعض الحفاظ ، وخالفهم النسائي فقال فيه : « ليس بثقة » .

أما يحيىظ° بن سليم ، فقد قال فيه أبو حاتم ( الجرح 9/156) :

« شيخ محله الصدق ، ولم يكن بالحافظ ، يكتب حديثه ولا يحتج به » .

وهناك علةٌ أخرىظ° وهي : عدم إمكانية سماع محمد بن واسع من أنس ط ، فقد قال الإمام ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» (ص 191 برقم 1186) :

« ليس يصح له عن أنس سماع وإن كان لا يصغر عنه »

. وقال ابن المديني كما في «جامع التحصيل» (ص 271)

و«تهذيب الكمال» (26/578) :

« ما أعلمه سمع من أحد من الصحابة » .

وإشارة ابن حبان في «مشاهير علماء الأمصار» لهذه القضية ، تشير إلىظ° أن قضية سماع محمد بن واسع من أنس كانت مسار جدال بين العلماء ، فحسمها ابن حبان بقوله هذا ، والله أعلم .

ج- علي بن زيد بن جُدعان ، عن أنس به : أخرجه ابن عدي (4/312)

وأبو نعيم في « أخبار أصفهان » (1/115)

وابن الجوزي (130)

من طريق عبد الرحمن بن القطامي ، ثنا علي بن زيد بن جدعان به .

وقال ابن الجوزي : « علي بن زيد بن جدعان ، قال يحيىظ° : ليس بشيء » .

قلتُ : عجبتُ منك يا ابن الجوزي !!! ، كيف تعل الحديث بهذا الراوي وتترك من هو أشد منه ألا وهو ابن القطامي الهالك هذا ، وابن القطامي ذا ،

قال ابن عدي (4/312)

: « قال عمرو بن علي [ وهو الفلّاس ] : ورجل لقيته أنا يقال له : عبد الرحمن بن القطامي يحدث عن أبي المهزم ، وكان كذابًا » .

د- عمر بن شاكر ، عن أنسٍ به : أخرجه ابن الجوزي (131) ، من طريق عمر به .

وعمر بن شاكر

قال فيه أبو حاتم كما في « الجرح والتعديل » لابنه (6/115) :

« ضعيف الحديث ، يروى عن أنس المناكير » .

وقال ابن عدي (5/55)

: « يحدث عن أنس بنسخة قريبًا من عشرين غير محفوظة » .

6- حديث أبي سعيد الخدري : وله عنه طريقان :

الأول : عبد الرحمن بن أبي سعيد ، عن أبي سعيد به :

أخرجه ابن ماجه (265) ، وأبو نعيم في «المستخرج» (16)

وابن الجوزي (124)

من طريق محمد بن داب ، عن صفوان بن سليم ، عن عبد الرحمن به .

قلتُ : وسنده موضوع علته ابن داب هذا ، فهو كذاب ، قال ابن حبان وخلف الأحمر : « يضع الحديث » وقال أبو زرعة : « محمد بن داب هذا ضعيف الحديث ، كان يكذب »

كذا في علل الحديث » لابن أبي حاتم (2/438) .

الثاني : صالح بن كيسان ، عن أبي سعيد به :

أخرجه ابن الجوزي (125)

من طريق يحيىظ° بن العلاء ، عن شعيب بن خالد ، عن صالح به .

قلتُ : ويحيىظ° هذا واهٍ واهٍ ، هاكم كلام العلماء فيه :

قال أحمد بن حنبل : كذاب يضع الحديث . وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : ليس بثقة وقال أبو حاتم ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء . وقال عمرو بن على و النسائي و الدارقطني : متروك الحديث .وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : غير مقنع . وقال في موضع آخر : شيخ واهي

. وقال أبو زرعة : في حديثه ضعف . وقال أبو حاتم : سمعت أبا سلمة ضعف يحيى بن العلاء و كان قد سمع منه . وقال في موضع آخر : ليس بالقوى ، تكلم فيه وكيع . وقال البخاري : تكلم فيه وكيع و غيره . وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبى داود : ضعفوه . وقال في موضع آخر : ضعيف . وقال إسحاق بن منصور ، عن عبد الرزاق : سمعت وكيعًا و ذكر يحيى ابن العلاء ، فقال : كان يكذب ، حدث في خلع النعلين نحو عشرين حديثًا .

وقال أبو عقيل محمد بن حاجب المعروف بشاه ، عن عبد الرزاق : قلت لوكيع : ما تقول في يحيى بن العلاء ؟ فقال : ما ترى ما كان أجمله ، ما كان أفصحه . فقلت : ما تقول فيه ؟

قال : ما أقول في رجل حدث بعشرة أحاديث في خلع النعل إذا وضع الطعام ! . وقال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالمقلوبات ، لا يجوز الاحتجاج به .وروى له أبو أحمد بن عدى أحاديث ثم قال : و له غير ما ذكرت ، و الذي ذكرت مع ما لم أذكره كله لا يتابع عليه ، و كلها غير محفوظة ، و الضعف على رواياته وحديثه بين ، و أحاديثه موضوعات . ا هـ .

*عبدالرحمن*
2018-07-13, 17:58
قال الحافظ في «تهذيب التهذيب»11/262 :

وقال يعقوب بن سفيان : يعرف و ينكر ( المعرفة و التاريخ 3/141)

، وقال الساجي : منكر الحديث ، فيه ضعف . وقال الدولابي : متروك في الحديث . وقال الحربي : غيره أوثق منه .
7- حديث عبد الله بن مسعود ، وله عنه طرق :

أ- أبو الأحوص ، عن ابن مسعود به : أخرجه الحاكم في «المدخل» (ص90)

والطبراني في «الكبير» (ج 10 برقم 10089)

وابن عدي (3/455)

وابن عبد البر في « الجامع » (1/5)

والخطيب (6/77)

وابن الجوزي في « العلل المتناهية » (115)

من طريق سوار بن مصعب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص به .

وقال ابن عدي : « لا أعلم يرويه عن أبي إسحاق ، غير : سوار بن مصعب » .

قلت : وسوار هذا قال عنه البخاري : « منكر الحديث »

وقال ابن معين والنسائي : « متروك » .

ب- علقمة ، عن ابن مسعود به : أخرجه ابن حبان في « المجروحين » (3/97)

وابن الجوزي (118)

من طريق هيصم بن الشداخ ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة به .

وقال ابن حبان : « هيصم بن الشداخ شيخ يروي عن الأعمش الطامات في الروايات ، لا يجوز الاحتجاج به » .
ج- الأسود ، عن ابن مسعود به :

أخرجه ابن عدي (5/211 ، 6/341)

والطبراني في « الكبير » (ج10 برقم 10197)

وفي « الأوسط » (5540)

والعقيلي (4/159)

وابن الجوزي (116)

والمزي (11/89)

من طريق موسىظ° بن عمير ، ثنا الحكم بن عتيبة ، عن إبراهيم ، عن الأسود به .

قال ابن عدي : « لا أعلم يرويه عن الحكم غير موسىظ° بن عُمير » .

قلتُ : موسىظ° بن عمير ، قال أبو حاتم الرازي : « ذاهب الحديث ، كذاب » ، وضعفه أبو زرعة وابن نُمير .

انظر : « الجرح والتعديل » لابن أبي حاتم (8/155) .

د- أبو عبيدة ، عن ابن مسعود به :

أخرجه ابن عدي (3/205 ، 6/164-165)

وابن الجوزي (117)

من طريق محمد بن الفضل ، عن حمزة الجزري ، عن زيد بن رفيع ، عن أبي عبيدة به .

قلتُ : فيه : محمد بن الفضل بن عطية قال ابن معين : « ليس بشيء ، لا يُكتب حديثه » ، وقال الإمام أحمد : « ليس بشيء ، حديثه حديث أهل الكذب » ، وقال البخاري : « سكتوا عنه » ، وهذا من أوهىظ° ألفاظ الجرح عند البخاري

وتركه الفلّاس والنسائي ، الكامل (6/161) .

وحمزة الجزري ، هالك ، قال ابن معين : « لا يساوي فَلْسًا » ،وقال البخاري : « منكر الحديث » وقال ابن عدي : « عامة ما يرويه موضوع » ، وتركه الدارقطني وغيره .

وزيد بن رفيع ،قال الذهبي في « المغني » (2273)

: « زيد بن رفيع عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود ليس بالقوي » . وأخيرًا الانقطاع الذي بين أبي عبيدة وأبيه ابن مسعود ، فهو لم يسمع منه ، كما قال الترمذي وابن حبان وغيرهما
.
8- حديث طلق بن علي :

أخرجه ابن عدي (1/353)

والطبراني في « الكبير

(ج8 برقم 8251)

والعقيلي (1/313)

وابن قانع في « معجم الصحابة » (2/40)

والقضاعي في « مسنده » (433)

وابـن الجوزي (142)

من طريق حماد بن محمد الفزاري قال : نا أيوب بن عتبة ، عن قيس بن طلق ، عن أبيه مرفوعًا : « من سُئِلَ عن علمٍ فكتمه ..... » الحديث .

وقال ابن عدي : « هذا الحديث بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا » .

قلت : حماد وأيوب ، ضعيفان .

9- حديث عمرو بن عبسة :

أخرجه ابن الجوزي (128)

من طريق محمد بن القاسم عن أبي قبيصة ، عن ليث عن أبي فزارة عن عمرو بن عبسة مرفوعًا بلفظ : « من أعقد لواء ضلالة ، أو كتم علمًا ، أو أعان ظالمًا وهو يعلم ، فقد بريء من الإسلام » .قال ابن الجوزي : « محمد بن القاسم ، كان يضع الحديث » .

قلت : وليث هو : ابن أبي سليم ، ضعيف الحديث .

10- حديث عبد الله بن عمر ، يرويه عنه نافع مولاه ، وعن نافع يرويه :

أ- الحسن بن ذكوان ، عن نافع به : أخرجه الطبراني في « الأوسط » (3921)

وابن عدي (2/371) وابن عساكر في « تاريخ دمشق » (49/219)

وابن الجوزي (121)

من طريق حسان بن سياه قال : نا الحسن به .

وقال الدارقطني فيما نقله عنه ابن عساكر : « هذا حديثٌ غريبٌ من حديث الحسن بن ذكوان ، عن نافع ، عن ابن عمر ، تفرد به حسان بن سياه عنه » .

قلت : وحسان بن سياه قال الذهبي في « المغني » (1371)

: « ضعفه الدارقطني » وضعفه أيضًا ابن عدي، وقال ابن حبان : « يأتي عن الأثبات بما لا يشبه حديثهم »

الميزان (3/223) .

ب- ابن ذؤيب ، عن نافع به : أخرجه ابن الجوزي (122) من طريق خالد بن يزيد الأنصاري، أنا ابن ذؤيب ، به . وخالد هذا كذاب ، يروي الموضوعات .

11- حديث عائشة رضي الله عنها : أخرجه العقيلي كما في « رفع المنار » (ص 34) ، من رواية الحسن بن علي الفسوي ، عن عطاء ، عن عائشة ، عن النبي به .

وقال العقيلي : « الحسن هذا مجهول بالنقل » .

قلتُ : ولم أجد حديث أم المؤمنين عائشة ك في « ضعفاء » العقيلي المطبوع ، وبالطبع شككتُ في المطبوع ، فبحثتُ في مخطوط « الضعفاء » وهي نسخة نفيسة تركية ، فلم أجد من اسمه : الحسن بن علي الفسوي في هذه النسخة ، فالله أعلم أين أخرج العقيلي هذه الرواية ؟ .

قلتُ : وخلاصة الكلام في هذا الحديث أنه صحيح من رواية أبي هريرة ، وحسن من رواية ابن عمرو ، وبقية الروايات تقدم بيانها والحمد لله تعالىظ° ، والحديث في مجمله قال عنه الحافظ ابن حجر في « القول المسدد » (ص 11) : « والحديث صالح للحجة » .

أما من يقول : أن الحديث متواتر لوروده عن العديد من الصحابة ، فهو مخطئ لا محالة ، لما تبين لنا من ذكر علل أسانيد هذه المرويات ، والله أسأله العون والسداد .

هذا ما توصلتُ إليه ، والعلم عند الله .

صانع~ الآمل‿
2018-07-14, 17:22
شكرااااا جزيلا لك

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 16:58
شكرااااا جزيلا لك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
اسعدك الله بكل ما تحبي

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير

و في انتظار مرورك العطر دائما

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:03
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

يسأل عن صحة أحاديث وردت في فضل مضر

السؤال

ما درجة صحة هذه الأحاديث

1-عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : " افتخر رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من مضر والآخر من اليمن ، فقال اليماني : إنى من حمير لا من ربيعة أنا ، ولا من مضر ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( فاشقى لنجتك، وأتعس لجدك ، وأبعد لك من نبيك )ابن عساكر.

2- (خير العرب مضر ، وخير مضر بني عبد مناف) "طبقات ابن سعد" ، لكني لم أجده في طبقات ابن سعد ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا:

حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: ( افتخر رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما من مضر والآخر من اليمن، فقال اليماني: إني من حمير لا من ربيعة أنا ولا من مضر.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فأشقى لبختك وأتعس لجدك وأبعد لك من نبيك ).

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41 / 210 - 211):

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن الغزال شفاها بمكة، أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن صصرى، أنبأ تمام بن محمد، حدثني أبي، ومحمد بن عبد الله الربعي، ومحمد بن مسلم بن السمط،

قالوا : حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سلمة بن عبيد العقيلي من أهل قرية جوير، نا أحمد بن عبد الواحد، نا عيسى بن سليمان بن حرب بن إبراهيم بن راشد بن ناصح بن عبد الله العبدري، أنا محمد بن عباية، نا معتمر بن إبراهيم، ولم يقل الربعي في حديثه بن إبراهيم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده.

وهذا إسناد ضعيف.

فمدار الإسناد على أبي الحسن علي بن أحمد بن سلمة بن عبيد العقيلي، وهو مجهول الحال.

وما بينه وبين بهز مجاهيل.

ومعتمر بن إبراهيم، غير معروف

ولا يعرف من الرواة عن بهز من اسمه "معتمر"

غير معتمر بن سليمان.

ثانيا:

حديث ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:

( خير الْعَرَب مُضر وَخير مُضر بَنو عبد منَاف ).

نسبه السيوطي في "الدر المنثور" (7 / 604)

لابن سعد، ولم نجده في كتاب "الطبقات".

وقد ساق السيوطي إسناده في كتابه "الخصائص الكبرى" (1 / 93)؛ حيث قال:

" وأخرج ابن سعد من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير العرب مضر وخير مضر بنو عبد مناف وخير بني عبد مناف بنو هاشم وخير بني هاشم بنو عبد المطلب، والله ما افترق فرقتان منذ خلق الله آدم إلا كنت في خيرهما ). " انتهى.

والكلبي: هو محمد بن السائب بن بشر الكلبي أبو النضر .

وهو متروك، متهم بالكذب.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" متهم بالكذب ورمي بالرفض "

انتهى من "تقريب التهذيب" (ص 479).

وأبو صالح هو باذام مولى أم هانئ

وقد ضعف عدد من أهل العلم حديثه

وخاصة إذا كان من رواية الكلبي

كما هو حال هذا الإسناد.

قال أبو بكر بن أبي خيثمة:

" سمعت يحيى- ابن معين- يقول: الكلبي إذا روى عن أبي صالح : فليس بشيء؛ لأن الكلبي يحدث به مرة من رأيه، ومرة عن أبي صالح، ومرة عن أبي صالح عن ابن عباس ...

وأبو صالح الذي يروي عنه الكلبي هو مولى أم هانئ واسمه: باذام "

انتهى، من "تاريخ ابن أبي خيثمة" (3 / 47 - 48).

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:05
حديث " أكثركم علي صلاة أكثركم أزواجا في الجنة " لا أصل له .

السؤال :

ما صحة الحديث التالي : ( أكثركم علي صلاة أكثركم أزواجا في الجنة ) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث الذي ذكره السائل الكريم : لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يعرف له سند ، ولم يروه أحد من رواة السنة قط فيما وقفنا عليه .

وإنما ذكره ابن الجوزي في " بستان الواعظين" " (ص293)

فقال :" روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :" أكثركم علي صلاة أكثركم أزواجا في الجنة ".

هكذا ولم يذكر له سندا .

وقد ذكره السخاوي في "القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع" (ص132)

فقال :" ويروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:" أكثركم علي صلاة أكثركم أزواجاً في الجنة ".

ثم قال معلقا :" ذكره صاحب الدر المنظم ، لكني لم أقف عليه إلى الآن ". انتهى

وكذلك نقله ابن حجر الهيتمي في "الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود" (ص174) فقال

:" ذكر صاحب «الدر المنظم» : أنه صلى الله عليه وسلم قال: « أكثركم عليّ صلاة أكثركم أزواجا في الجنة » ، قال الحافظ السخاوي:" لم أقف عليه إلى الآن ". انتهى

وقد بحثنا عنه كثيرا فلم نقف له على إسناد ، كما قال السخاوي وأقره ابن حجر الهيتمي .

وقد جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث الكثيرة الصحيحة ، وفيها كفاية وغنى عن مثل ذلك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:13
ما هي فضائل صخرة بيت المقدس؟

السؤال :

ماهي قبة الصخرة ؟

وبماذا تتميز ؟

سمعت أنها كانت تلحق النبي في رحلة الإسراء ، وقال لها النبي : قفي فظلت واقفة إلى يومنا هذا ، وأن المرأة الحامل إذا مشت من تحتها أجهضت أو تنزل حملها إن تعسر عليها

وسمعت أيضا أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أعرج إلى السماء من عليها ، وسمعت أن فيها آثارا لعيسى بن مريم عليهما السلام ، والصخرة نفسها علامة موضع قدم

فهل هي لعيسى أم لمحمد ؟ وما الصحيح في ذلك ؟ وما ميزة هذه الصخرة ؛ لأنه كثر الكلام والقصص في ذلك ، ولا نعلم صحة ذلك فأفيدونا في هذا الأمر ؟

الجواب :

الحمد لله

ما ذكرته من هذه العجائب كلها لا يصح منه شيء ، وقد روى في فضائل هذه الصخرة روايات أخرى ، وقد تتابع أهل العلم على تضعيفها والحكم بكذبها.

قال ابن القيم:

" وكل حديث في الصخرة : فهو كذب مفترى، والقدم الذي فيها كذب موضوع، مما عملته أيدي المزورين...

وقد أكثر الكذابون من الوضع في فضائلها ... "

انتهى. "المنار المنيف" (ص 79 – 80).

وإنما الوارد في هذه الصخرة أمران:

الأمر الأول: أنه ربط فيها براق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء.

عَنْ بُرَيْدَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ قَالَ جِبْرِيلُ بِإِصْبَعِهِ، فَخَرَقَ بِهِ الحَجَرَ، وَشَدَّ بِهِ البُرَاقَ ) رواه الترمذي (3132)

وقال: " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ "

ورواه الحاكم في "المستدرك" (2 / 360)

وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ "

ووافقه الذهبي

وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (7 / 1425).

ورواه ابن حبان (47) بلفظ :

( ... فَخَرَقَ جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ بِإِصْبَعِهِ وَشَدَّ بِهَا الْبُرَاقَ ).

ورواه البزار في "المسند" (4398) بلفظ

: ( ... فأتى جِبْرِيلُ الصَّخْرَةَ الَّتِي بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَوَضَعَ أُصْبُعَهُ فِيهَا ).

لكن هذا يعارض ما رواه الإمام مسلم في "الصحيح" (162)

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ، وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ ... ) رواه مسلم (162).

وهذا التعارض جعله الألباني قرينة لضعف حديث بريدة، قبل قوله بصحته؛ حيث قال رحمه الله تعالى:

" وقال الترمذي: "حديث غريب" أي: ضعيف

ولعل ذلك من أجل الزبير بن جنادة – راوي هذا الحديث عن ابن بريدة عن أبيه- فإنه لم يوثقه أحد غير ابن حبان؛ وتساهله في التوثيق معروف،

وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور. وكأنه لذلك

قال الحافظ في "التقريب": مقبول. وأما الذهبي فإنه قال في "الميزان": "ذكره ابن حبان في "الثقات"،

وأخطأ من قال: فيه جهالة، ولولا أن ابن الجوزي ذكره لما ذكرته".

وكأنه لذلك وافق الحاكم على قوله عقب الحديث: "صحيح الإسناد

وأبو تميلة والزبير مروزيَّان ثقتان"!

ولم تطمئن النفس لصحة هذا الحديث؛ لعدم شهرة الزبير هذا؛ ولأنه خلاف ما تقدم في حديث ثابت عن أنس الصحيح بلفظ: "فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء".

وله بعض الشواهد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

وتكلف الزرقاني في "شرح المواهب اللدنية" - تبعا لأصله 6/49 - في الجمع بين الحديثين فلا داعي لذكره "

انتهى، من "الإسراء والمعراج" (58 - 59).

وحاول الطيبي رحمه الله تعالى الجمع بينهما، فقال:

" قوله: ( فخرج به الحجر ) فإن قلت: كيف الجمع بين هذا وبين قوله في حديث أنس: ( فربطه بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء )؟

قلت: لعل المراد من الحلقة الموضع الذي كان فيه الحلقة وقد انسد فخرقه جبريل عليه السلام "

انتهى، من "شرح الطيبي على مشكاة المصابيح " (12 / 3794).

وعلى القول بأن البراق ربط بهذه الصخرة، فهذا ليس سببا شرعيا لتعظيمها

فإن التعظيم مبناه على الوحي.

الأمر الثاني: أنها كانت قبلة لليهود.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأرفع شيء في الصخرة : أنها كانت قبلة اليهود، وهي في المكان ، كيوم السبت في الزمان، أبدل الله بها هذه الأمة المحمدية الكعبة البيت الحرام.

ولما أراد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يبني المسجد الأقصى ، استشار الناس: هل يجعله أمام الصخرة أو خلفها؟ فقال له كعب: يا أمير المؤمنين! ابنه خلف الصخرة. فقال: يا ابن اليهودية، خالطتك اليهودية، بل أبنيه أمام الصخرة حتى لا يستقبلها المصلون، فبناه حيث هو اليوم " ا

نتهى. "المنار المنيف" (ص 79 – 80).

وقد نص بعض أهل العلم، أن اليهود اتخذوها قبلة من عند أنفسهم وليس بوحي من الله تعالى.

قال السهيلي رحمه الله تعالى:

" وروى أبو داود السنجري السجزي في كتاب الناسخ والمنسوخ له ... عن ابن شهاب قال:

كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ لَا يُعَظّمُ إيلِيَاءَ كَمَا يُعَظّمُهَا أَهْلُ بَيْتِهِ، قَالَ: فَسِرْت مَعَهُ وَهُوَ وَلِيّ عَهْدٍ،

قَالَ: وَمَعَهُ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ سُلَيْمَانُ وَهُوَ جَالِسٌ فِيهِ: وَاَللهِ إنّ فِي هَذِهِ الْقِبْلَةِ الّتِي صَلّى إلَيْهَا الْمُسْلِمُونَ وَالنّصَارَى لَعَجَبًا- قال ابن القيم: كذا رأيته والصواب: اليهود-

قَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ: أَمَا وَاَللهِ إنّي لَأَقْرَأُ الْكِتَابَ الّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَى مُحَمّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَقْرَأُ التّوْرَاةَ، فَلَمْ يَجِدْهَا الْيَهُودُ فِي الْكِتَابِ الّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَلَكِنْ تَابُوتُ السّكِينَةِ كَانَ عَلَى الصّخْرَةِ، فَلَمّا غَضِبَ اللهُ تَعَالَى عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ رَفَعَهُ، فَكَانَتْ صَلَاتُهُمْ إلَى الصّخْرَةِ عَنْ مُشَاوَرَةٍ مِنْهُمْ "

انتهى، من "الروض الأنف" (4 / 116 – 117).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى بعد ذكره لهذا الأثر وغيره:

" وقد تضمن هذا الفصل فائدة جليلة، وهي: أن استقبال أهل الكتاب لقبلتهم لم يكن من جهة الوحي والتوقيف من الله، بل كان عن مشورة منهم واجتهاد...

وأما قبلة اليهود؛ فليس في التوراة الأمر باستقبال الصخرة ألبَتَّةَ، وإنما كانوا ينصبون التابوت ويصلون إليه من حيث خرجوا، فإذا قدموا نصبوه على الصخرة وصلوا إليه، فلما رُفِعَ صلوا إلى موضعه وهو الصخرة "

انتهى، من "بدائع الفوائد" (4 / 1605 - 1606).

فالحاصل؛ أن الصخرة لم يثبت فيها من الوحي ما يدعو إلى تعظيمها .

وما يعتقده طوائف من الناس في فضلها وتعظيمها، هو أمر مبتدع ، ولم يكن عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" ولا ريب أن الخلفاء الراشدين لم يبنوا هذه القبة، ولا كان الصحابة يعظمون الصخرة، ولا يتحرون الصلاة عندها، حتى ابن عمر رضي الله عنهما مع كونه كان يأتي من الحجاز إلى المسجد الأقصى، كان لا يأتي الصخرة.

وذلك أنها كانت قبلة، ثم نسخت. وهي قبلة اليهود، فلم يبق في شريعتنا ما يوجب تخصيصها بحكم، كما ليس في شريعتنا ما يوجب تخصيص يوم السبت.

وفي تخصيصها بالتعظيم مشابهة لليهود "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 348).

وقال أيضا:

" ومعلوم أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين، والتابعين لهم بإحسان، قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، وسكنوا بالشام والعراق ومصر، وغير هذه الأمصار، وهم كانوا أعلم بالدين، وأتبع له ممن بعدهم، فليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه.

فما كان من هذه البقاع لم يعظموه، أو لم يقصدوا تخصيصه بصلاة أو دعاء، أو نحو ذلك: لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك، وإن كان بعض من جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك؛ لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 351).

ثانيا

أما أنها معلقة بالهواء، فهذا غير صحيح ، بل هي متصلة بجانب الجبل

ثالثا:

وأما القبة المبنية عليها فهي أمر محدث، كما ذكر أهل التاريخ، فقد تم بناؤها في عهد عبد الملك بن مروان أثناء حربه لعبد الله بن الزبير رضي الله عنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وكانت الصخرة مكشوفة، ولم يكن أحد من الصحابة، لا ولاتهم ولا علماؤهم يخصها بعبادة، وكانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان رضي الله عنهما، مع حكمهما على الشام. وكذلك في خلافة علي رضي الله عنه، وإن كان لم يحكم عليها، ثم كذلك في إمارة معاوية، وابنه، وابن ابنه.

فلما كان في زمن عبد الملك ، وجرى بينه وبين ابن الزبير من الفتنة ما جرى، كان هو الذي بنى القبة على الصخرة، وقد قيل: إن الناس كانوا يقصدون الحج فيجتمعون بابن الزبير

أو يقصدونه بحُجَّة الحج، فعظّم عبد الملك شأن الصخرة، بما بناه عليها من القبة، وجعل عليها من الكسوة في الشتاء والصيف، ليكثر قصد الناس للبيت المقدس، فيشتغلوا بذلك عن قصد ابن الزبير، (والناس على دين الملك) .

وظهر من ذلك الوقت ، من تعظيم الصخرة وبيت المقدس : ما لم يكن المسلمون يعرفونه بمثل هذا، وجاء بعض الناس ينقل الإسرائيليات في تعظيمها "

انتهى، من "اقتضاء الصراط المستقيم" (2 / 347 - 348).

والله أعلم.

ملخص الجواب :

أن الصخرة لم يثبت فيها من الوحي ما يدعو إلى تعظيمها .

وما يعتقده طوائف من الناس في فضلها وتعظيمها، هو أمر مبتدع ، ولم يكن عليه سلفنا الصالح رضوان الله عليهم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:16
هل صخرة بيت المقدس معلقة في الهواء

السؤال :

صخرة المقدس التي ركب المعراج عليها يوم عرج النبي صلى الله عليه وسلم قالوا لنا أنها معلقة في الهواء بالقدرة أفتونا جزاكم الله خيراً ؟

الجواب:

الحمد لله

كل شيء قائم في مقره بإذن الله سواء في ذلك السموات وما فيها والأرضون وما فيهن حتى الصخرة المسؤول عنها

قال تعالى : ( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده )

وقال سبحانه : ( ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره )

وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء وحولها هواء من جميع نواحيها بل لا تزال متصلة من جانب الجبل التي هي جزء منه متماسكة معه ، وهي وجبلها قائمان في مقرهما للأسباب الكونية العادية المفهومة

شأنهما في ذلك شأن غيرهما من الكائنات ، ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءاً من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم

وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع وكان محمولاً بقدرة الله

قال تعالى : ( وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون )

وقال تعالى : ( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظُلّة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون )

ولكن القصد بيان الواقع

وأن الصخرة التي في بيت المقدس ليست معلقة في الفضاء من جميع جوانبها منفصلة عن الجبل انفصالاً كلياً بل هي متصلة به متماسكة معه .

والله أعلم

فتوى إسلامية لللجنة الدائمة /485

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:24
هل صح أن موسى عليه السلام تمنى أن يكون من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال :

سؤالي هو: هل الحديث الذي يتحدث عن أن النبي موسى عليه السلام أراد أن يكون جزءاً من أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم صحيح؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث روي مرفوعا بأسانيد لا تصح .

فرواه ابن أبي عاصم في كتاب "السنة" (1 / 305 - 306) ؛ قال :

ثنا أَبُو أَيُّوبَ الْجَنائِزيُّ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا رَبَاحُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَمْشِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي طَرِيقٍ، فَنَادَاهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا مُوسَى فَالْتَفَتَ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نَادَاهُ الثَّانِيَةَ:

يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَالْتَفَتَ يَمِينًا، وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ أَحَدًا، فَارْتَعَدَتْ فَرَائِصُهُ، ثُمَّ نُودِيَ الثَّالِثَةَ: يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا. فَقَالَ: لَبَّيْكَ، وَخَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا. فَقَالَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ ... فَقَالَ: يَا مُوسَى ... إِنَّ الْجَنَّةَ لَمُحَرَّمَةٌ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِي حَتَّى يَدْخُلَهَا مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. قَالَ مُوسَى: وَمَنْ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ؟

قَالَ: أُمَّتُهُ الْحَمَّادُونَ، يَحْمَدُونَ صُعُودًا وَهُبُوطًا وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، يَشُدُّونَ أَوْسَاطَهُمْ،، وَيُطَهِّرُونَ أَطْرَافَهُمْ، صَائِمُونَ بِالنَّهَارِ، رُهْبَانٌ بِاللَّيْلِ، أَقْبَلُ مِنْهُمُ الْيَسِيرَ، وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِشَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. قَالَ: إِلَهِي اجْعَلْنِي نَبِيَّ تِلْكَ الْأُمَّةِ. قَالَ: نَبِيُّهَا مِنْهُمْ. قَالَ: اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ ذَلِكَ النَّبِيِّ. قَالَ: اسْتَقْدَمْتَ وَاسْتَأْخَرُوا يَا مُوسَى، وَلَكِنْ يَا مُوسَى سَأَجْمَعُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ فِي دَارِ الْجَلَالِ ).

وهذا الحديث إسناده ضعيف جدا .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في "ظلال الجنة" المطبوع بحاشية كتاب "السنة" (1 / 306):

" إسناده ضعيف جدا، بل موضوع

ولوائح الوضع عليه ظاهرة

وآفته أبو أيوب الجنائري واسمه سليمان بن سلمة الحمصي

قال أبو حاتم:

متروك لا يشتغل به.

وقال ابن الجنيد:

كان يكذب.

وقال الخطيب:

سعيد بن موسى مجهول

والجنائزي مشهور بالضعف.

ثم رجعت إلى ترجمة سعيد بن موسى الأموي من "الميزان" ، فإذا به يقول:

اتهمه ابن حبان بالوضع. ثم ساق له ثلاثة أحاديث هذا أحدها ، وقال: موضوع.

فالحمد لله على توفيقه " انتهى .

وروى أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 68 - 69) ؛ قال :

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، قَالَ: ثنا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ، قَالَ: ثنا الرَّبِيعُ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مُوسَى لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ التَّوْرَاةُ، وَقَرَأَهَا فَوَجَدَ فِيهَا ذِكْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ: يَا رَبِّي، إِنِّي أَجِدُ فِي الْأَلْوَاحِ أُمَّةً هُمُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ، فَاجْعَلْهَا أُمَّتِي قَالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ ... قَالَ: يَا رَبِّ فَاجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ. فَأُعْطَى عِنْدَ ذَلِكَ خَصْلَتَيْنِ ... ) .

قَالَ أبو نعيم عقب هذا الحديث : " وهذا الحديث من غرائب حديث سهيل

لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه، تفرد به الربيع بن النعمان، وبغيره من الأحاديث، عن سهيل، وفيه لين " انتهى .

وجبارة بن المغلس الراوي عن الربيع : ضعفه أهل العلم

وذكروا أنه يروي الموضوعات وإن لم يكن يتعمد الكذب.

قال ابن حجر رحمه الله تعالى :

" قال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة ، منها :

ما حدثنا به عن حماد بن يحيى الأبح، عن الحكم، عن ابن جبير، عن ابن عباس حديث: ( صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم ) ؟

فأنكر هذا، وقال في بعض ما عرضت عليه مما سمعت: هذه موضوعة ، أو : هي كذب.

وقال الحسين الرازي، عن ابن معين: كذاب.

وقال البخاري: حديثه مضطرب.

وقال ابن أبي حاتم:

كان أبو زرعة حدث عنه في أول أمره، ثم ترك حديثه بعد ذلك

وقال: قال لي ابن نمير: ما هو عندي ممن يكذب، كان يوضع له الحديث، فيحدث به

وما كان عندي ممن يتعمد الكذب.

وقال ابن عدي: في بعض حديثه ما لا يتابعه عليه أحد

غير أنه كان لا يتعمد الكذب، إنما كانت غفلة فيه " انتهى .

"تهذيب التهذيب" (1 / 289) .

وروي هذا الخبر من كلام ابن عباس رضي الله عنه .

رواه ابن أبي حاتم كما في تفسيره (5 / 1587)؛ قال:

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ السَّكَنِ الْبَصْرِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ أَوْسٍ النَّحْوِيُّ، ثنا قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ

: ( قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ أَجِدُ أُمَّةً يُعْطُونَ صَدَقَةَ أَمْوَالِهِمْ ثُمَّ تَرْجِعُ فِيهِمْ فَيَأْكُلُونَهَا بَعْدُ، قَالَ: تِلْكَ أُمَّةٌ تَكُونُ بَعْدَكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ ... قَالَ: يَا رَبِّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ أَحْمَدَ) انتهى .

وهذا الإسناد فيه ضعف؛ فهو مسلسل بالرواة الذين لهم أوهام؛

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في "تقريب التهذيب" (ص 233، 457، 493، 547) :

"المنهال بن عمرو الأسدي ، مولاهم الكوفي : صدوق ربما وهم .

قيس بن الربيع الأسدي أبو محمد الكوفي : صدوق ، تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه ، فحدث .

محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري، الكوفي، القاضي، أبو عبد الرحمن، صدوق سيء الحفظ جدا .

سعيد بن أوس بن ثابت ، أبو زيد الأنصاري النحوي البصري : صدوق له أوهام " انتهى .

ثم إن صحت نسبة هذا الأثر إلى ابن عباس رضي الله عنه ، فإنه لم يرفعه ولم ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلعله مما قد سمعه ممن أسلم من أهل الكتاب ، خاصة أنه من رواية سعيد بن جبير.

وذكر صاحب كتاب "التقرير في أسانيد التفسير" (ص 51) :

" من أصح الروايات عن عبد الله بن عباس : رواية سعيد بن جبير وكان مكيّا مقدما ، فهذا علي بن المديني يقدمه على سائر أصحاب عبد الله بن عباس ، وهو أكثر الرواة عنه رواية ، وأكثر التابعين من المكيين عناية بالإسرائليات .

وما يروى عن ابن عباس من هذا النوع فأكثره من طريقه ، ويروي عن ابن عباس في أمور الغيبيات من أخبار السابقين وأحوال القيامة ، مما يحتمل أخذه من بني اسرائيل " انتهى .

وقد روي هذا الأثر من كلام كعب الأحبار منسوبا إلى التوراة .

رواه أبو نعيم في "حلية الاولياء" (6 /33) .

وفي سنده عِصَامُ بْنُ طَلِيقٍ ، وقد ضعفه ابن معين وأبو زرعة ، ونص البخاري أنه منكر الحديث .

قال الذهبي رحمه الله تعالى في " ميزان الاعتدال" (3 / 67) :

" عصام بن طليق :

قال ابن معين: ليس بشيء .

قلت: روى عنه طالوت بن عباد، والأسود شاذان.

قال ابن عدي: لا نعرف له حديثاً منكرا.

وقال البخاري: مجهول منكر الحديث.

وضعفه أبو زرعة " انتهى .

ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17 / 367 - 369) في قصة طويلة ؛ حيث قال :

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي، أنبأ أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن، أنبأ جعفر بن عبد الله، نا محمد بن هارون الروياني، ثنا أحمد يعني ابن أخي ابن وهب، ثنا عمي، ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن نافع أنه سمع أباه يذكر أن معاوية بن أبي سفيان قال لكعب : دلني على أعلم الناس .

فقال : ما أعلمه إلا ذو قَرَبات ، وهو باليمن يا أمير المؤمنين . قال : فبعث إليه معاوية فأتي به ومعاوية يومئذ بالغوطة ، غوطة دمشق قد نصبت الأبنية والأروقة والفساطيط ... ).

قال ابن عساكر رحمه الله تعالى عقبه :

" ولا أرى هذا الحديث صحيحا، لأن كعبا لم يدرك خلافة معاوية، وإنما مات في خلافة عثمان " انتهى .

وروي من كلام نوف البكالي رواه الطبري في "التفسير" (10 / 489 – 490)

ونوف البكالي هو ابن امرأة كعب الأحبار ؛ فلعله أخذه منه .

وروي من قول قتادة؛ رواه الطبري رحمه الله تعالى في "تفسيره" (10 / 452)، قال :

حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: " قال -موسى عليه السلام -: رب إني أجد في الألواح أمة، خير أمة أخرجت للناس، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فاجعلهم أمتي، قال: تلك أمة أحمد ... قال: وذكر لنا أن نبي الله موسى عليه السلام نبذ الألواح وقال: اللهم اجعلني من أمة أحمد ...) .

وعلق عليه ابن كثير رحمه الله تعالى بقوله :

" ثم ظاهر السياق [أي : سياق آيات سورة الأعراف والتي فيها إلقاء موسى عليه السلام الألواح] أنه إنما ألقى الألواح غضبا على قومه، وهذا قول جمهور العلماء سلفا وخلفا.

وروى ابن جرير عن قتادة في هذا قولا غريبا، لا يصح إسناده إلى حكاية قتادة، وقد رده ابن عطية وغير واحد من العلماء، وهو جدير بالرد، وكأنه تلقاه قتادة عن بعض أهل الكتاب، وفيهم كذابون ووضاعون وأفاكون وزنادقة "

انتهى . "تفسير ابن كثير" (3 / 477) .

فالحاصل :

أن هذا الحديث لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأقصى ما فيه أنه من مرويات أهل الكتاب .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:29
ذِكْرُ ما ثبت في السنة من قراءة آيات القرآن وسوره في الصباح والمساء والليل .

السؤال:

هل صحيح أنه ورد قراءة سور يس ، والرحمن ، والمعارج ، صباحا ، وسور الصافات ، و الجن ، والدخان ، ليلا ؟

الجواب:

الحمد لله

لا نعلم فيما ذكر السائل حديثا صحيحا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ونذكر فيما يلي جملة مما ثبت في السنة ، في قراءة القرآن صباحا ومساءً وليلا:

1- قراءة الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كل ليلة :

لما روى البخاري (4008) ، ومسلم (807) عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الآيتان من آخر سورة البقرة ، من قرأهما في ليلة كفتاه )

2- قراءة آية الكرسي قبل النوم :

لما روى البخاري تعليقا (2311) من حديث أبي هريرة ، وفيه قول الشيطان له : " إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ ، وَلاَ يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِح" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ).

3- قراءة المعوذات عند النوم :

لما روى البخاري (5017) عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ ، يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ " .

وقد ورد أيضا قراءة السورتين ، صباحا ومساء ، لما روى أبو داود (5082) عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: " خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: ( أَصَلَّيْتُمْ ؟ ) فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: ( قُلْ )، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا،

ثُمَّ قَالَ: ( قُلْ)، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: ( قُلْ)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (قُلْ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".

4- قراءة سورة (الكافرون) عند النوم:

لما روى أبو داود (5055) عَنْ فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِنَوْفَلٍ: ( اقْرَأْ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ثُمَّ نَمْ، عَلَى خَاتِمَتِهَا، فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ)

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

5- قراءة سور الإسراء والزمر كل ليلة :

لما روى الترمذي (2920) عن عَائِشَةُ قالت : "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالزُّمَرَ" وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (4874) .

6- قراءة سورة "تبارك" – الملك – كل ليلة .

لما روى الترمذي (3404) عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ بِتَنْزِيلُ السَّجْدَةِ، وَبِتَبَارَكَ " وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وأما ما ذكره السائل فلا يثبت منه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم .

وقد ورد في استحباب قراءة سورة الدخان كل ليلة حديث رواه الترمذي (2888)

ولكن قال عنه الألباني : موضوع . "الترغيب والترهيب" (448) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:34
حديث موضوع عن العروس أنها تمنع عن أنواع من الأطعمة

السؤال :

هل هذا الحديث صحيح ؟

عن أبي سعيد الخدري أنه النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : ( وامنع العروس في أسبوعك من الألبان ، والخل ، والكزبرة ، والتفاح الحامض ) ؟ وما معني الكزبرة ؟

والتفاح الحامض ؟

وما المراد بالمنع من الألبان والخل؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (2 / 267 - 268) بسنده:

" عن عبد الله بْنِ وَهْبٍ النَّسَوِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ أَنْبَأَنَا خُصَيْفٌ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: ( أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعُرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّكَ حِينَ تَجْلِسُ وَاغْسِلْ رِجْلَهَا وَصُبَّ الْمَاءَ عَلَى بَابِ دَارك إِلَى أقْصَى دَارك

فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ أَخْرَجَ اللَّهُ من دَارك سبعين بابا من الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهِ سَبْعِينَ بَابًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ عَلَيْهَا سَبْعِينَ رَحْمَةً وَتَأْمَنُ الْعَرُوسُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ مَا دَامَتْ فِي تِلْكَ الدَّارِ، وَامْنَعِ الْعَرُوسَ فِي أُسْبُوعِهَا الأَوَّلِ مِنَ اللِّبَانِ وَالْخَلِّ وَالْكُزْبَرَةِ وَالتُّفَّاحَةِ الْحَامِضَةِ.

قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُول الله لأي شيء أَمْنَعُهَا هَذهِ الأَشْيَاءَ الأَرْبَعَةَ ؟ قَالَ: لأَنَّ الرَّحِمَ يَعْقَمُ وَيَمْرُدُ مِنْ هَذهِ الأَشْيَاءِ عَنِ الأَوْلادِ، وَالْحَصِيرُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ خَيْرٌ مِنِ امْرَأَةٍ لَا تَلِدُ ).

وَذكر حَدِيثا طَويلا فِي ورقتين " انتهى.

ففي سند الحديث عبد الله بْن وَهْب النَّسَوِيّ، قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" عبد الله بن وهب النسوي: شيخ دجال يضع الحديث على الثقات، ويلزق الموضوعات بالضعفاء ... "

انتهى، من "المجروحين" (2 / 43).

وهذا الحديث ذكر شطرا منه أبو القاسم القزويني في "التدوين في أخبار قزوين" (4 / 42) بسنده

عن بُنْدَار بْن عُثْمَانَ الْوَرَّاقِ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَجِيحٍ عَنْ خَصِيفٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وآله وَسَلَّمَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: ( يَا عَلِيُّ إِذَا دَخَلَتِ الْعَرُوسُ بَيْتَكَ فَاخْلَعْ خُفَّيْهَا حِينَ تَجْلِسُ وَاغْتَسِلْ رِجْلَيْهَا وَصُبَّ الْمَاءَ مِنْ باب دَارِكَ إِلَى أَقْصَى دَارِكَ فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ مِنْ دَارِكَ سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْفَقْرِ وَأَدْخَلَ فِيهَا سَبْعِينَ لَوْنًا مِنَ الْبَرَكَةِ وَأَنْزَلَ سَبْعِينَ رَحْمَةً تُرَفْرِفُ عَلَى رَأْسِ الْعَرُوسِ تَتَنَاثَرُ بَرَكَتُهَا كُلَّ زَاوِيَةٍ من بيتك ) وللحديث بقية.

وفي سنده إسحاق بن نجيح وهو الملطي ،

وقد حكم عليه أهل العلم أنه كان يكذب ويضع الحديث.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" إسحاق بن نجيح الملطي: ع

ن عطاء الخراساني وابن جريج وغيرهما.

كنيته أبو صالح، وقيل: أبو يزيد...

قال أحمد:

هو من أكذب الناس.

وقال يحيى:

معروف بالكذب ووضع الحديث.

وقال يعقوب الفسوي:

لا يكتب حديثه.

وقال النسائي والدارقطني:

متروك.

وقال الفلاس: كان يضع الحديث صراحا "

انتهى. "ميزان الاعتدال" (1 / 200 - 201).

وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" قلت: وهذا موضوع باطل ظاهر البطلان؛ آفته إسحاق بن نجيح وهو الملطي

كذاب وضاع، لا بارك الله فيه "

انتهى. "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (7 / 311).

ويروي هذا الحديث عن إسحاق أحمد بن عبد الله وهو الجويباري ،

وهو أيضا متهم بالكذب ووضع الحديث؛ قال عنه ابن حبان رحمه الله تعالى:

" وقد تعلق به أحمد بن عبد الله الجويباري

فكان يروى عنه ما وضعه إسحاق ، ويضع عليه ما لم يضع أيضا "

انتهى. "المجروحين" (1 / 134 - 135).

فالخلاصة؛ أن هذا الخبر موضوع لا يصح؛ لأن سنده يرجع إلى عبد الله بن وهب النسوي ، وأيضا إلى أحمد بن عبد اللَّه ، عن إسحاق بن نجيح، وهم كلهم متهمون بالكذب ووضع الحديث.

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" تتبعت حديثه – أي أحاديث عبد الله بن وهب النسوي

فكأنه اجتمع مع أحمد بن عبد الله الجويباري واتفقا على وضع الحديث، فقلَّ حديث رأيته للجويباري من المناكير التي تفرد بها ، إلا ورأيته لعبد الله بن وهب هذا بعينه ؛ كأنهما متشاركان فيه "

انتهى، من "المجروحين" (2 / 43 - 44).

والله أعلم.

ملخص الجواب :

هذا الخبر موضوع لا يصح.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:41
هل يصح حديث؛ أن الجراد أول أمة تهلك؟

السؤال

قال لي البعض ان الدينصورات لم تنقرض وأعطاني حديث ((خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى أَلْفَ أُمَّةٍ مِنْهَا سِتُّ مِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُ مِائَةٍ فِي الْبَرِّ ، فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْجَرَادُ ، فَإِذَا هَلَكَ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا قُطِعَ سِلْكُهُ )).

هل يعد أهل العلم أن هذا الحديث دليل على عدم انقراض الدينصورات لأنها ستنقرض بعد الجراد وليس قبله وجزاكم الله خيرا

الجواب :

الحمد لله

مسألة وجود الديناصورات في القدم وانقراضها، أقام عليها الباحثون من أهل الاختصاص بمثل هذه العلوم أدلة حسية عديدة ولا نعلم في شرعنا ما يكذّب ذلك أو يرده

وأما الحديث الذي ذكرته فلا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتفصيل ذلك:

هذا الحديث رواه أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (10 / 659)

وفيه: قَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى ، ثنا عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ، ثنا محمَّد بْنُ عِيسَى ابن كَيْسَانَ، ثنا ابْنُ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَلَّ الْجَرَادُ فِي سَنَةٍ مِنْ سِنِي عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الَّتِي وَلِيَ فِيهَا فَسَأَلَ عَنْهُ فَلَمْ يُخْبَرْ بِشَيْءٍ فَاغْتَمَّ لِذَلِكَ، فَأَرْسَلَ رَاكِبًا إِلَى الْيَمَنِ وَرَاكِبًا إِلَى الشَّامِ وَرَاكِبًا إِلَى الْعِرَاقِ فَسَأَلَ هَلْ رُوي مِنَ الْجَرَادِ شَيْءٌ أَمْ لَا؟

فَأَتَاهُ الرَّاكِبُ الَّذِي مِنْ قِبَلِ الْيَمَنِ بِقَبْضَةٍ مِنَ جَرَادٍ فَأَلْقَاهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَآهَا كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( خَلَقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أَلْفَ أُمَّةٍ، مِنْهَا سِتُّمِائَةٍ فِي الْبَحْرِ وَأَرْبَعُمِائَةٍ فِي الْبَرِّ فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَهْلِكُ مِنْ هذه الأمة الجراد، فإذا هَلَكَتْ تَتَابَعَتْ مِثْلَ النِّظَامِ إِذَا انْقَطَعَ سِلْكُهُ ).

ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2 / 256 - 257) قال " أخبرنا أبو يعلى قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبيد الله بن واقد القيسي أبو عباد قال: حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال: حدثنى بن المنكدر ... فذكر الحديث.

ورواه ابن عدي في "الكامل" (7 / 57 – 58) و (7 / 487)

والدولابي في "الكنى والأسماء" (2 / 712)

وابن أبي عاصم في "الأوائل" (ص 90 – 91)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (12 / 412 – 414)

وأبو الشيخ في "العظمة" (5 / 1783)

والداني في "السنن الواردة في الفتن" (5 / 985).

كلهم من طريق عُبَيْدُ بْنُ وَاقِدٍ الْقَيْسِيُّ عن مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهُذَلِيُّ به.

وعبيد بن واقد القيسي: ضعيف الحديث.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قال أبو حاتم: ضعيف الحديث.

قلت: وذكره بن عدي في "الكامل"، وأورد له أحاديث، ثم قال: وعامة ما يرويه لا يتابع عليه.

وقال في ترجمة إسماعيل بن يعلى: شيخ بصري من جملة الضعفاء "

انتهى. "تهذيب التهذيب" (3 / 41 - 42).

ومحمد بن عيسى الهذلي:

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" محمد بن عيسى بن كيسان الهلالي العبدي.

عن ابن المنكدر، والحسن البصري.

قال البخاري، والفلاس:

منكر الحديث.

وقال أبو زرعة:

لا ينبغي أن يحدَّث عنه.

وقال ابن حبان

: يأتي عن ابن المنكدر بعجائب.

وقال الدارقطني

: ضعيف، ووثقه بعضهم "

انتهى. "ميزان الإعتدال" (3 / 677).

وقال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (2 / 622):

" محمد بن عيسى بن كيسان، الهلالي العبدي، عن ابن المنكدر، ضعفوه بمرة " انتهى.

وقد ساق ابن حبان حديثه هذا في كتابه "المجروحين" (2 / 256 - 257)

وحكم عليه بأنه موضوع لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال رحمه الله تعالى:

" محمد بن عيسى بن كيسان الهذلي: كنيته أبو يحيى صاحب الطعام، من أهل البصرة، ويقال له: العبدي، شيخ يروي عن محمد بن المنكدر العجائب، وعن الثقات الأوابد، لا يجوز الاحتجاج بخبره، إذا انفرد، روى عنه أهل البصرة.

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن واقد القيسي أبو عباد قال حدثني محمد بن عيسى بن كيسان قال حدثني بن المنكدر عن جابر بن عبد الله ...

فذكر الحديث كاملا ، ثم قال:

وهذا شيء لا شك أنه موضوع ، ليس هذا من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.

وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله تعالى:

" كلامهم في محمد بن عيسى شديد مع إقلاله، والخبر منكر جداً، والأمم أكثر مما ذكر. وقد انقرض منها أنواع، ومنها ما يتوقع انقراضه قبل الجراد "

انتهى. "الفوائد المجموعة" (ص 459).

فالخلاصة؛ أن الحديث لا يصح ، وهو موضوع كما نص على ذلك المحققون من أهل العلم.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:45
ما صحة حديث ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ الجنة والنار ) ؟

السؤال :

ما صحة حديث ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ الجنة والنار ) .

الجواب :

الحمد لله

الحديث رواه أبو يعلى الموصلي، كما في "المطالب العالية" (13 / 746)

: قَالَ أَبُو يَعْلَى: حدثنا إِسْحَاقُ هُوَ ابْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بن شَبيب الصنعاني، فيما عرضنا على رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بن بحير قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عمر رَضِيَ الله عَنْه يقول: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

( لَا تَنْسَوَا العظيمتين.

قلنا: يا رَسُولُ الله، وما العظيمتان؟

قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْجَنَّةُ وَالنَّارُ.

فَذَكَرَ مَا ذكر حتى بكى إلى أن جرى الدمع، أَوْ بَلَّ الدَّمْعُ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ تَعْلَمُونَ مِنَ الْأَمْرِ مَا أَعْلَمُ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ ، فَحَثَيْتُمْ عَلَى رؤوسكم التُّرَابَ ).

ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1 / 417)

قال: قَالَ لِي إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو يَزِيدَ الصَّنْعَانِيُّ قَالَ: فِيمَا عَرَضْنَا عَلَى رَبَاحِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَحِيرٍ سَمِعَ عَبْدُ الرَّحْمَن بْنُ يَزِيدَ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَيْنِ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ ).

ورواه ابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء" (ص 97)، وفي "صفة النار" (ص 14 – 15)، قال: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ ... ثم ذكره.

ورواه الدولابي في "الكنى والأسماء" (3 / 1182)، قال: أَخْبَرَنِي صَاحِبٌ لَنَا يُكْنَى أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ: أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَشْوَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ أَيُّوبُ بْنُ شَبِيبٍ الصَّنْعَانِيُّ ... ثم ذكره.

والحديث : مداره على أيّوب بن شبيب الصنعاني.

قال عنه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" روى عن رباح بن زيد الصنعاني.

روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق ابن أبي إسرائيل.

ذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا.

وذكره ابن حِبَّان في "الثقات" فقال: يخطئ "

انتهى. "لسان الميزان" (2 / 245).

وزيادة على وصف ابن حبان له بأنه يخطئ، فقد رجّح الشيخ الألباني ضعف هذا الحديث؛ بسبب أن أيّوب بن شبيب الصنعاني مجهول العين؛ حيث رجّح أنّ إسحاق ابن إبراهيم، هو نفسه إسحاق ابن أبي إسرائيل فهما شخص واحد؛ لأنّ أبا إسرائيل اسمه إبراهيم.

قال المزي رحمه الله تعالى:

" إسحاق بن أَبي إسرائيل، واسمه إِبْرَاهِيم بْن كامَجْر المروزي، أبو يعقوب، نزيل بغداد "

انتهى. "تهذيب الكمال" (2 / 398).

قال الألباني رحمه الله تعالى في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (14 / 926 - 927):

" ( لا تنسوا العظيمين ...) .

قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ أيوب بن شبيب الصنعاني: مجهول العين في نقدي؛ وإن ذكره ابن حبان في " الثقات " (8/ 125)

من رواية إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وإسحاق بن أبي إسرائيل الحراني عنه، وقال:

" يخطئ ". ونقله عنه الحافظ في " اللسان " وأقره .

ويبدو لي أن قرن (إسحاق بن إبراهيم الحنظلي) - وهو: ابن راهويه الإمام الحافظ - خطأ من ابن حبان تبعه عليه الحافظ؛ سببه أن البخاري لم ينسبه في الحديث فقال:

" قال لي إسحاق: حدثنا أيوب بن شبيب ...

"؛ فتوهّم ابن حبان أنه إسحاق بن راهويه؛ لأنه من شيوخ البخاري المشهورين، فانساق ذهنه إليه، ونسبه إلى أبيه (إبراهيم) ، ولم يعلم - أو على الأقل لم يتذكر - أن إسحاق بن أبي إسرائيل هو من شيوخ البخاري أيضاً في "الأدب المفرد" - كما في ترجمته من "التهذيب" -

وما دام أنه جاء منسوباً إلى والده (أبي إسرائيل) عند أبي يعلى؛ فينبغي أن تحمل رواية البخاري المطلقة على رواية أبي يعلى هذه المقيدة - كما هي القاعدة في مثل هذا -. والله أعلم.

وعليه يكون شيخه (أيوب بن شبيب): مجهول العين - كما هو مقرر في الأول -.

وأما (أيوب بن سالم) : فلا أثر له في شيء من كتب الرجال...

ثم رأيت الحديث قد أخرجه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (ق 1/ 2)

و "الرقة والبكاء" (ق 123/ 2)

أيضاً قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم به. واسم (أبي إسرائيل) والد (إسحاق الحراني) : إبراهيم أيضاً؛ لكن ليس هو والد (ابن راهويه) - كما ذكرت -، ويؤيده أن ابن أبي الدنيا ذكروه في الرواة عن (الحراني) .. دون: (ابن راهويه) " انتهى.

فالخلاصة: أن الحديث ضعيف .

وأما معناه : فتغني عنه نصوص الوحي المشهورة في الكتاب والسنة والتي تحث على تذكر الآخرة

وما فيها من نعيم وعذاب وأن الهول عظيم، نسأل الله تعالى الجنة ونعوذ بالله من النار.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:50
(رد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة) حديث مكذوب

السؤال

: ما صحة حديث: (ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام)؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث الوارد في السؤال لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل حكم العلماء عليه أنه موضوع ومكذوب.

فقد نسب إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رد دانق من حرام أفضل عند الله عز وجل من سبعين حجة مبرورة)

كما تجده عند ابن حبان في "المجروحين" (1/139، 153)

وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (1/560)،

والخليلي في "الإرشاد" (1/415)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/157)

وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/117)

والذي وضع الحديث واخترعه اسمه : إسحاق بن وهب الطهرمسي، نسبة إلى "طهرمس" قرية من قرى مصر، وكان من نكارة وضعه وجرأته على الحديث أنه ينسبه إلى سلسلة الذهب، سلسلة مالك عن نافع عن ابن عمر، كي يروج الحديث وينتشر، ولكن العلماء بينوا حقيقة الأمر، وحكموا عليه بالرد.

قال ابن حبان:

"يضع الحديث صراحا، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه"

وقال ابن عدي:

"روى عن ابن وهب بأحاديث مناكير، وما أظنه رآه... [ ثم أسند حديثه هذا الوارد في السؤال وحكم عليه بقوله ]: وهذه الأحاديث بواطيل".

وقال أبو عبد الله الحاكم:

"روى عن ابن وهب أحاديث موضوعة، ساقط الحديث

" كما في "لسان الميزان" (1/379) .

وقال الخليلي:

"منكر من حديث مالك، ومن حديث ابن وهب, إنما الحمل فيه على الطهرمسي"

وقال ابن الجوزي:

"هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به إسحاق".

وقال الذهبي:

"هذا حديث موضوع بيقين"

انتهى من "تاريخ الإسلام" (6/51)

وقال أيضا:

"هكذا فليكن الكذب، لكن قد روى أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، أنه قال [يعني موقوفا من كلامه ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم]: (لرد دانق من حرام أفضل من إنفاق مائة ألف في سبيل الله)"

انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/ 203)

وقال الشوكاني:

"فِي إِسْنَادِهِ كذاب. قال الصغاني: موضوع"

انتهى من "الفوائد المجموعة" (ص145)

هذا وللحديث طرق أخرى مسروقة

لم نشأ التطويل بنقلها وتسويد الصفحات بمثلها.

ثانيا :

إذا صدر مثل هذا الكلام عن أحد الصحابة أو السلف الصالحين، فيحتمل أن يقبل من مثله، إذا أراد به الزجر عن أكل المال الحرام، خاصة وأن خطورة الحرام تتضاعف حين تتعلق بحقوق العباد، فيجمع العاصي حينئذ بين إثمي المال الحرام، والعدوان على حقوق العباد.

يقول ابن رجب رحمه الله:

"والظاهر أن ما ورد من تفضيل ترك المحرمات على فعل الطاعات، إنما أريد به على نوافل الطاعات، وإلا فجنس الأعمال الواجبات أفضل من جنس ترك المحرمات، لأن الأعمال مقصودة لذاتها

والمحارم المطلوب عدمها، ولذلك لا تحتاج إلى نية، بخلاف الأعمال، ولذلك كان جنس ترك الأعمال قد تكون كفرا كترك التوحيد، وكترك أركان الإسلام أو بعضها على ما سبق، بخلاف ارتكاب المنهيات، فإنه لا يقتضي الكفر بنفسه.

ويشهد لذلك قول ابن عمر: لرد دانق من حرام أفضل من مائة ألف تنفق في سبيل الله.

وعن بعض السلف قال: ترك دانق مما يكرهه الله أحب إلي من خمسمائة حجة.

وقال ميمون بن مهران: ذكر الله باللسان حسن، وأفضل منه أن يذكر الله العبد عند المعصية فيمسك عنها.

وقال ابن المبارك: لأن أرد درهما من شبهة، أحب إلي من أن أتصدق بمائة ألف ومائة ألف، حتى بلغ ستمائة ألف.

وقال عمر بن عبد العزيز: ليست التقوى قيام الليل، وصيام النهار، والتخليط فيما بين ذلك .

ولكن التقوى : أداء ما افترض الله، وترك ما حرم الله، فإن كان مع ذلك عمل، فهو خير إلى خير، أو كما قال.

وقال أيضا: وددت أني لا أصلي غير الصلوات الخمس سوى الوتر، وأن أؤدي الزكاة، ولا أتصدق بعدها بدرهم، وأن أصوم رمضان ولا أصوم بعده يوما أبدا، وأن أحج حجة الإسلام ثم لا أحج بعدها أبدا، ثم أعمد إلى فضل قوتي، فأجعله فيما حرم الله علي، فأمسك عنه.

وحاصل كلامهم يدل على أن اجتناب المحرمات - وإن قلت - أفضل من الإكثار من نوافل الطاعات ؛ فإن ذلك فرض، وهذا نفل"

انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1/ 253-254)

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-18, 17:55
حول صحة حديث في فضائل الشام

السؤال

: ما صحة ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (142) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن هذا الأمر -يعني الخلافة-كائن بعدي في المدينة ، ثم في الشام، ثم في الجزيرة، ثم في العراق ، ثم في المدينة ، ثم في بيت المقدس

فاذا كان ببيت المقدس فثَم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود اليهم أبدا) . وهل يمكنكم شرح هذا الحديث؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور : ضعيف ، لا يثبت . وبيان ذلك :

أولا :

هذا الحديث أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (276)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/185)

من طريق الوليد بن مسلم ، قال أخبرنا مروان بن جناح عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر كائن بعدي بالمدينة ، ثم بالشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم بالمدينة ، ثم ببيت المقدس ، فإذا كان ببيت المقدس فثم عقر دارها ، ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا ".

وهو حديث ضعيف

وذلك لأنه مرسل ،

حيث إن يونس بن ميسرة بن حلبس الذي روى الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ثقة عابد

إلا أنه من التابعين ، والمرسل ضعيف لانقطاعه كما هو معلوم .

وأما الراوي عنه وهو مروان بن جناح فحديثه في مرتبة الحسن ، في الجملة

قال فيه الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني" (515)

:" لا بأس به ".

ووثقه دحيم وأبو داود

. كذا في "تهذيب الكمال" (27/387)

وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (8/274) :

" شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به " .

والراوي عنه هو الوليد بن مسلم وهو ثقة مدلس ، وتدليسه شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية ، وقد صرح بالتحديث ، وبقية رجال الإسناد لا بأس بهم .

والحاصل : أن إسناد هذا الحديث : ضعيف لا يثبت .

ثانيا :

وأما شرح الحديث : فالمقصود بقوله " هذا الأمر " : أي الخلافة ، أي تكون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، ثم تنتقل إلى الشام ، ثم بالجزيرة ، ثم بالعراق ، ثم تعود إلى المدينة ، ثم بيت المقدس

وهو يومئذ عقر دار الإسلام ، أي أصلها وموطن الأمن فيها ، قال ابن الأثير في "النهاية في غريب الحديث" (3/529) :" عُقْر الدار بالضم والفتح : أصلُها ، ومنه الحديث " عُقْر دَار الإسلام الشَّاُم "

أي : أصله ومَوْضعه ، كأنه أشار به إلى وقت الفتَن : أي يكون الشام يومئذ آمِناً منها ، وأهلُ الإسلام به أسلمُ ". انتهى

ثالثا :

لمن أراد الاستزادة من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل الشام يمكنه مراجعة كتاب " تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي" للشيخ الألباني رحمه الله ،

فهو نافع في بابه ، ونسأل الله أن يرد بيت المقدس للمسلمين ، وأن يعجل بنصره ، إنه قوي متين .

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

بسمة ღ
2018-07-19, 09:18
بوركت اخي الفاضل
جزاك الله الف خير
وجعلها في ميزان حسناتك

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:08
بوركت اخي الفاضل
جزاك الله الف خير
وجعلها في ميزان حسناتك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني تواجدك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
وجزاك الله عني كل خير

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:18
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


يسأل عن حديث في فضائل بيت المقدس

السؤال:

ما صحة ما رواه صاحب "كنز الأعمال" (14148)

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معاذ أنه سيفتح عليكم الشام من بعدى من العريش إلى الفرات ، رجالهم ونساؤهم وهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن اختار ساحلا من سواحل الشام وبيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة )؟

وهل يمكنكم شرح هذا الحديث؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور : ضعيف ، لا يثبت . وبيان ذلك :

هذا الحديث أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

فقال : أخبرنا أبو الفرج ، قال: أبنا عيسى ، قال: أبنا علي ، قال: ثنا محمد بن حسن بن قتيبة العسقلاني بالرملة ، قال: ثنا محمد بن النعمان ، قال: ثنا سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل ، قال: أبنا هانئ بن عبد الرحمن ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ،

عن عبد الله بن الديلمي ، عن عبد الرحمن بن غنم قال: سمعت معاذ بن جبل يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا معاذ ، إن الله سيفتح عليكم الشام من بعدي

من العريش إلى الفرات ، رجالهم ونساؤهم وإماؤهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن احتل ساحلاً من سواحل الشام ، أو بيت المقدس ، فهو في جهاد إلى يوم القيامة ".

والحديث ضعيف فيه أكثر من علة :

الأولى : فيه هانئ بن عبد الرحمن ، ذكره ابن حبان في "الثقات" (7/584)

وقال :" رُبمَا أغرب "

وقال الذهبي في "السير" (18/389) :

" وَلاَ أَعْرف حَال هَانِئ ". انتهى

الثانية : فيه سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل وهو ثقة إلا أنه كان فيه غفلة ، ولذا وقعت بعض المناكير في رواياته ، ولذا يحتج بحديثه إذا روى عن الثقات المشهورين

أما إن روى عن المجاهيل فيتوقف في روايته

قال أبو حاتم :" سليمان بن شرحبيل صدوق مستقيم الحديث ،

ولكنه أروى الناس عن الضعفاء والمجهولين ، وكان عندي في حد لو أن رجلا وضع له حديثا : لم يفهم

وكان لا يميز "

كذا في "الجرح والتعديل" (4/129)

وقال ابن حبان في "الثقات" (8/278)

:" يعْتَبر حَدِيثه إِذا روى عَن الثِّقَات الْمَشَاهِير، فَأَما رِوَايَته عَن الضُّعَفَاء والمجاهيل : فَفِيهَا مَنَاكِير كَثِيرَة لَا اعْتِبَار بهَا ". انتهى .

وهنا قد روى عن هانئ بن عبد الرحمن ، مجهول الحال ، ثم هو يأتي بغرائب ومناكير .

الثالثة : فيه محمد بن النعمان بن بشير السقطي

ترجم له الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (1278)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/159)

ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا

وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (7498) :" مجهول" .

وللحديث شاهدان : أحدهما مكذوب ، والآخر غير صحيح :

الأول : من حديث أبي هريرة ، وقد أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

من طريق موسى بن أيوب النصيبي ، قال: ثنا أبو عبد الرحمن الأعرج ، عن سعيد بن واقد ، عن مقاتل بن حيان ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ستفتح على أمتي الشام من بعدي فتحًا وشيكًا ، فإذا فتحها الله تعالى ونزلها المسلمون وأهلها إلى منتهى الجزيرة ، ورجالهم ونساؤهم وصبيانهم وإماؤهم وعبيدهم مرابطون إلى يوم القيامة ، فمن نزل عند ذلك ساحلاً من السواحل فهو في جهاد ، ومن نزل ببيت المقدس وما حوله فهو في رباط ".

وهذا حديث مكذوب ، فيه سعيد بن عبد الملك بن واقد

قال أبو حاتم :" يتكلمون فيه يقال أنه أخذ كتبا لمحمد بن سلمة

فحدث بها ، ورأيت فيما حدث به أحاديث كذب " .

كذا في "الجرح والتعديل" (4/45)

الثاني : من حديث أبي الدرداء ، وله عنه طريقان :

الأول : أخرجه المشرف بن المرجى في "فضائل بيت المقدس" (ص 324)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/282)

من طريق هشام بن عمار ، قال أنا أبو مطيع معاوية بن يحيى عن أرطأة بن المنذر عن من حدثه عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون ؛ فمن نزل مدينة من المدائن فهو في رباط أو ثغر من الثغور فهو في جهاد ".

وإسناده ضعيف ، فيه راو لم يسم ، وهو شيخ أرطأة بن المنذر .

وأما الثاني عن أبي الدرداء :

فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/282)

من طريق عمرو بن عثمان قال أنا ابن حمير عن سعيد البجلي عن شهر بن حوشب عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" سيفتح على أمتي من بعدي الشام وشيكا

فإذا فتحها فاحتلها بأهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة ، رجالهم ونساؤهم وصبيانهم وعبيدهم ، فمن احتل ساحلا من تلك السواحل فهو في جهاد ومن احتل بيت المقدس وما حوله فهو في رباط ".

وهو طريق ضعيف أيضا

فيه سعيد البجلي هذا لا يعرف ، وفيه شهر بن حوشب ضعيف مشهور .

وقد ضعف الشيخ الألباني رحمه الله طريق أبي الدرداء

كما في "السلسلة الضعيفة" (1548)

وعلى كلٍ : فالحديث لا يصح من طريق معاذ

ولا بشاهديه طريق أبي هريرة ، وطريق أبي الدرداء .

ومعنى الحديث :

أن الشام سيفتحها الله للمسلمين ، وحدُّها من العريش بمصر إلى الفرات بالعراق ، فإذا فتحت فإن أهلها جميعا الرجال والنساء في رباط إلى يوم القيامة .

وختاما

: لمن أراد الاستزادة من الأحاديث الصحيحة الواردة في فضائل الشام يمكنه مراجعة كتاب " تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق لأبي الحسن علي بن محمد الربعي" للشيخ الألباني رحمه الله ، فهو نافع في بابه

ونسأل الله أن يرد بيت المقدس للمسلمين ، وأن يعجل بنصره ، إنه قوي متين .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:22
هل صح حديث ( كلكم تموتون ، ولكن يعجل بخياركم )

السؤال :

كنت استمع لبعض المحاضرات فلفتت انتباهي حديث

( كلكم تموتون ولكن يعجل بخياركم ) .

فهل هذا حديث صحيح ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور ( كلكم تموتون ، ولكن يعجل بخياركم ) : لم نقف عليه بهذا اللفظ .

لكن ورد قريب من معناه في حديث أخرجه البزار في "مسنده" (7801)

فقال : حَدَّثنا يحيى بن المعلى بن منصور ، قال : حَدَّثنا جنادة بن مُحَمد الدمشقي ، قال : حَدَّثنا عَبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي ، عَن الزُّهْرِيّ ، عن سَعِيد بن المسيب ، عَن أبي هُرَيرة ، قال : قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم :

( لتُنْتَقُنَّ كما يُنتقى التمر من الحثالة ، وليُذهبن بخياركم ، وليَبقين شرارُكم ؛ فموتوا إن استطعتم ) .

والحديث إسناده جيد حسن

لأجل بعض كلام في حفظ عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين

فإنه وثقه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والدارقطني

وقال ابن معين : ليس به بأس

وقال النسائي : ليس بقوي

وقال ابن حبان : ربما أخطأ .

انظر "تهيب الكمال" (16/420) .

وأما جنادة بن محمد الدمشقي

فقال فيه أبو حاتم :" صدوق " .

"الجرح والتعديل" (2/516) .

وأما شيخ البزار فهو يحيى بن المعلى بن منصور :

وثقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (16/310)

. وبقية رجال الإسناد أئمة ثقات .

والحديث بهذا اللفظ ، رواه أيضا : ابن ماجة في سننه (4038)

والحاكم في المستدرك (7886)

وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . اهـ .

وينظر أيضا : "صحيح ابن حبان" (16/208)

"السلسلة الصحيحة" رقم (1781) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:31
حول صحة ما نسب لإبراهيم الخليل أنه كان يبيع الأصنام وينادي :" من يشتري ما يضره ولا ينفعه ".

السؤال :

سمعت من يقول أن إبراهيم عليه السلام كان يبيع الأصنام وينادي من يشتري شيئا يضره ولا ينفعه، فهل هذا صحيح؟

الجواب :

الحمد لله

ما جاء في سؤال الأخ الكريم من أن إبراهيم الخليل عليه السلام كان يبيع الأصنام وينادي " من يشتري ما يضره ولا ينفعه " :

قد ورد عن بعض الصحابة موقوفا عليهم من قولهم ، بإسناد ضعيف جدا لا يثبت .

وورد كذلك عن بعض التابعين وتابعيهم ، من قولهم ؛ لم ينسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا أنهم تلقوه عن أصحاب النبي رضوان الله عليهم . وبيان ذلك كالتالي :

أولا : ما روي عن الصحابة موقوفا عليهم :

أخرجه ابن جرير الطبري في "تاريخه" (1/236)

قال : حدثنا عمرو بن حماد ، قال: حدثنا أسباط ، عن السدي ، في خبر ذكره عن أَبِي صَالِحٍ ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عباس- وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود- وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم :

كان من شأن إبراهيم أَنَّهُ طَلَعَ كَوْكَبٌ عَلَى نُمْرُودَ ، فَذَهَبَ بِضَوْءِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، فَفَزِعَ مِنْ ذَلِكَ فَزَعًا شَدِيدًا ، فَدَعَا السَّحَرَةَ وَالْكَهَنَةَ وَالْقَافَّةَ وَالْحَازَّةَ ، فَسَأَلَهُمْ عَنْهُ

فَقَالُوا: يَخْرُجُ مِنْ مُلْكِكَ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى وَجْهِهِ هَلاكُكَ وَهَلاكُ مُلْكِكَ- وَكَانَ مَسْكَنُهُ بِبَابِلَ الْكُوفَةَ- فَخَرَجَ مِنْ قَرْيَتِهِ إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فأخرج الرجال وترك النساء، وأمر ألا يُولَدَ مَوْلُودٌ ذَكَرٌ إِلا ذَبَحَهُ ، فَذَبَحَ أَوْلادَهُمْ ..."

فذكر الحديث مطولا ، في شأن ولادة إبراهيم عليه السلام ، ونشأته . وفيه :

" وَكَانَ أَبُوهُ يَصْنَعُ الأَصْنَامَ فَيُعْطِيهَا وَلَدَهُ فَيَبِيعُونَهَا ، وَكَانَ يُعْطِيهِ فَيُنَادِي: مَنْ يَشْتَرِي مَا يَضُرُّهُ وَلا يَنْفَعُهُ؟ فَيَرْجِعُ إِخْوَتُهُ وَقَدْ بَاعُوا أَصْنَامَهُمْ ، وَيَرْجِعُ إِبْرَاهِيمُ بِأَصْنَامِهِ كَمَا هِيَ ، ثُمَّ دَعَا أَبَاهُ فَقَالَ: « يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ". انتهى

وهذا الإسناد ضعيف جدا لا يثبت ، لما يلي :

أولا : أنه من رواية السدي الكبير وهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة

وهو مختلف فيه حيث

قال يحيى بن سعيد القطان :" لا بأس به

ما سمعت احدا يذكر السدي إلا بخير وما تركه أحد "

ووثقه أحمد

وضعفه ابن معين

وقال أبو حاتم : "يكتب حديثه ولا يحتج به "

وقال أبو زرعة:" لين ".

انظر "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (2/185)

وقال ابن عدي :" مستقيم الحديث صدوق لا بأس به ". "الكامل" (1/449)

، وقال الذهبي :" حسن الحديث ". "الكاشف" (391)

وقال ابن حجر :" صدوق يهم ". "التقريب" (463)

وهذا أرجح الأقوال فيه : أنه حسن الحديث ما لم يخالف أو يتفرد ، إلا أن الإشكال ليس في مجرد شخصه، بل في طريقة روايته للأحاديث والآثار ، حيث أنه يروي المتن بعدة طرق مجتمعة دون أن يميز بينها في المتن ، وقد تكون بعض الطرق ضعيفة ، وهذه علة تضعف الحديث والأثر ، وهذا حدث في هذا المتن ، فإنه رواه بثلاثة طرق :

عن أَبِي صَالِحٍ، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنه

عن مرة الهمداني عن ابن مسعود رضي الله عنه

عن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم

وأحد هذه الطرق ضعيف لا يثبت، وهو رواية أبي صالح عن ابن عباس ، فإنه أبو صالح بَاذَام، ويقال: بَاذَان ، مولى أم هانئ لم يسمع من ابن عباس رضي الله عنهما .

قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/201) :

" قال مسلم في "كتاب التفصيل" : هذا الحديث ليس بثابت ، وأبو صالح باذام قد اتقى الناس حديثه ، ولا يثبت له سماع من ابن عباس ". انتهى .

وانظر "تحفة التحصيل في ذكر رواة المراسيل" للعلائي (ص36)

وأكثر أهل العلم على تضعيفه ، وأقل ما فيه أنه مرسل.

وجمع السدي الطرق الثلاث بسياق واحد دون تمييز: علة فيه .

قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (1/165)

:" ولكن السدي مختلف في أمره ، وكان الإمام أحمد ينكر عليه جمعهُ الأسانيد المتعددة للتفسير الواحد". انتهى .

وقال ابن حجر في العجاب في بيان الأسباب (1/209)

:" من روايات الضعفاء عن ابن عباس:... قال : ومنهم إسماعيل بن عبد الرحمن السدي -بضم المهملة وتشديد الدال- وهو كوفي صدوق ، لكنه جمع التفسير من طرق

منها عن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف ". انتهى .

ثانيا : أنه من رواية أسباط بن نصر عن السدي . وهذا فيه إشكالان :

الإشكال الأول : في أسباط بن نصر نفسه ، فإنه كثير الخطأ والوهم

قال أبو زرعة :" كان أسباط بن نصر يقلب الحديث".

الضعفاء لأبي زرعة (2/464) .

وقال البخاري في «تاريخه الأوسط»: صدوق.

وَقَالَ النَّسَائِيُّ:" لَيْسَ بِالْقَوِيِّ ".

انظر "تهذيب التهذيب" (1/212) ،

ووثقه ابن معين كما في "سؤالات ابن الجنيد" (777)

وقال ابن حجر في "التقريب" (321)

:"صدوق كثير الخطأ يغرب". انتهى

الإشكال الثاني : في روايته التفسير عن السدي .

فقد روى العقيلي في "الضعفاء الكبير" (1/87)

سنده عن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: السُّدِّيُّ كَيْفَ هُوَ؟ قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنَّ حَدِيثَهُ لَمُقَارِبٌ ، وَإِنَّهُ لَحَسَنُ الْحَدِيثِ ، إِلَّا أَنَّ هَذَا التَّفْسِيرَ الَّذِي يَجِيءُ بِهِ أَسْبَاطٌ عَنْهُ ، فَجَعَلَ يَسْتَعْظِمُهُ

, قُلْتُ ذَاكَ إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى قَوْلِ السُّدِّيِّ , فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ وَقَدْ جَعَلَ لَهُ أَسَانِيدَ مَا أَدْرِي مَا ذَاكَ ". انتهى

فهذا فيه إعلال لروايته التفسير عن السدي أنه جعل لأقوال السدي أسانيد ، وهذا ناشئ عن سوء الحفظ هنا وليس الكذب

ولذا قال الخليلي في "الإرشاد" (1/396)

:" وَتَفْسِيرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيِّ : فَإِنَّمَا يُسْنِدُهُ بِأَسَانِيدَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ , وَابْنِ عَبَّاسٍ , وَرَوَى عَنِ السُّدِّيِّ الْأَئِمَّةُ مِثْلُ: الثَّوْرِيُّ , وَشُعْبَةُ , لَكِنَّ التَّفْسِيرَ الَّذِي جَمَعَهُ رَوَاهُ عَنْهُ أَسْبَاطُ بْنِ نَصْرٍ , وَأَسْبَاطٌ لَمْ يَتَّفِقُوا عَلَيْهِ ". انتهى

ثالثا : أن هذا الخبر بطوله ، إنما يشبه أخبار الكتاب ، وما كان يحكيه الصحابة عنهم ، في ذلك الباب .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (13/366)

:" وَلِهَذَا غَالِبُ مَا يَرْوِيهِ إسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السدي الْكَبِيرُ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ: ابْنِ مَسْعُودٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ . وَلَكِنْ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ يَنْقُلُ عَنْهُمْ مَا يَحْكُونَهُ مِنْ أَقَاوِيلِ أَهْلِ الْكِتَابِ ... " .

ثانيا : ما روي عن بعض تابعي التابعين من قولهم . روي ذلك عن اثنين :

الأول : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي الكبير

رواه عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (15692)

من طريق عمرو بن حماد عن أسباط عن السدي به . من قوله .

الثاني : محمد بن إسحاق راوية السير والمغازي

رواه عنه ابن أبي حاتم في تفسيره (15695)

و الطبري في تفسيره (9/356)

من طريق سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق به . من قوله .

وهذه لا حجة فيها بإجماع أهل العلم .

ومما سبق يتبين أن ما نسب لإبراهيم الخليل من كونه أنه كان يبيع الأصنام وينادي :" من يشتري من يضره ولا ينفعه " : لم يرو بإسناد تقوم به الحجة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:45
هل صح حديث بأن ( سوء الخلق يفسد العمل ) وما معنى الفساد ؟

السؤال:

( سوء الخلق يفسد العمل ) هل هذا حديث ؟

وما درجته ؟

كيف يكون فساد العمل ؟

وما الفرق بين الفساد وإحباط العمل ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 47)

بسنده عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ؟

قَالَ : ( أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ: تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ... وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ) .

وهذا الحديث لم نقف على من صححه أو حسنّه سوى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ؛ حيث قال :

" فرواه ابن أبي الدنيا في " قضاء الحوائج " (ص 80 رقم 36)

وأبو إسحاق المزكي في " الفوائد المنتخبة " (1 / 147 / 2)

- ببعضه - وابن عساكر (11 / 444 / 1)

من طرق ، عن بكر بن خنيس عن عبد الله بن دينار عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - كذا قال ابن أبي الدنيا، وقال الآخران : عن عبد الله بن عمر – قال : قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله ؟
... "
قلت: وهذا إسناد حسن ، فإن بكر بن خنيس صدوق له أغلاط كما قال الحافظ .

وعبد الله بن دينار ثقة من رجال الشيخين "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (2 / 575).

على أن الراوي بكر بن خنيس ، الراجح في روايته الضعف

كما ذهب إلى ذلك جمهور أهل العلم

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" بكر بن خنيس الكوفي ، زاهد

قال الدارقطني : متروك .

وقال النسائي وغيره : ضعيف .

وقال ابن معين مرة : لا بأس به إلا أنه يروي عن الضعفا

وقد تكلم فيه ابن شيبة وابن المديني "

انتهى من " المغني في الضعفاء " (1 / 113) .

ولهذا خلص الذهبي في الحكم عليه ؛ إلى القول :

" بكر بن خنيس العابد ، وَاهٍ "

انتهى من " الكاشف " (1 / 274) .

وقد اختار الشيخ الألباني نفسه هذا الحكم ف

قال في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (13 / 728):

" بكر بن خنيس مختلف فيه ، فوثقه بعضهم وضعفه الجمهور

كما ترى أقوالهم في " تهذيب الحافظ "

وقال في " تقريبه ":

" صدوق له أغلاط ، أفرط فيه ابن حبان " .

والحق أنه كما قال الذهبي في "الكاشف":

واهٍ " انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (13 / 782) .

ولهذا ضعف الألباني رحمه الله تعالى عددا من أحاديث بكر بن خنيس في كتابه " سلسلة الأحاديث الضعيفة " .

والجملة الأخيرة من هذا الأثر الضعيف ؛ وهي : ( وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ ) ، قد رويت بأسانيد أخرى ، لكنها كلها ضعيفة ، كما لخّص ذلك الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ؛ حيث قال :

" ( سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) .

ضعيف جداً .

رواه الدامغاني في "الأحاديث والحكايات" (1/ 110/ 1)

عن محمد بن عرعرة بن البرند: حدثنا سكين بن أبي سراج أبو عمرو الكلابي ، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً.

ورواه عبد بن حميد في " المنتخب من مسنده " (87/ 2)

: حدثنا داود بن محبر: حدثنا سكين به.

قلت: وسكين بن أبي سراج ؛ قال ابن حبان:

" يروي الموضوعات ".

وقال البخاري: " منكر الحديث ".

وله طريق آخر؛ رواه العقيلي في "الضعفاء" (436)

والديلمي (2/ 207)

من طريق أبي نعيم: حدثنا أبو داود: حدثنا النضر بن معبد ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة يرفعه

وقال: النضر بن معبد أبو قحذم ؛ لا يتابع عليه ،

قال يحيى : ليس بشيء".

وقال النسائي:

" ليس بثقة" "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (8 / 189 – 190) .

ولم يذكر الألباني رحمه الله في هذا الموضع رواية ابن أبي الدنيا التي حسنها .

فالحاصل ؛ أن جملة " سوء الخلق يفسد العمل " لا تصح نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:45
ثانيا :

- إحباط العمل الصالح : هو أن يزول ثوابه وتذهب منفعته .

قال العراقي رحمه الله تعالى :

" معنى إحباط الطاعة محو أثرها المترتب عليها ، وهو الثواب "

انتهى من " طرح التثريب " (3 / 238 – 239) .

- أما فساد العمل ؛ فالمقصود به في غالب استعمال أهل العلم ؛ هو أن يؤدي الشخص العبادة على وجه غير مشروع حيث يبقى مطالبا بإعادتها إن كانت واجبة .

جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " (32/ 117) :

" عرف جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة الفساد بأنه : مخالفة الفعل الشرع بحيث لا تترتب عليه الآثار ، ولا يسقط القضاء في العبادات .

وعرف الحنفية الفاسد بأنه ما شرع بأصله دون وصفه " انتهى .

والفساد بهذا المفهوم لا علاقة لسوء الخلق به ؛ لأن حسن الخلق ليس شرطا لصحة العبادات .

وقد يستعمل الفساد كما في الأثر الضعيف السابق ، ويقصد به إحباط العمل وذهاب نفعه .

قال المناوي رحمه الله تعالى :

" ( سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل) أي أنه يعود عليه بالإحباط ؛ كالمتصدق إذا أتبع صدقته بالمن والأذى "

انتهى من " التيسير بشرح الجامع الصغير " (2 / 61) .

فالفساد بهذا المفهوم هو نفسه إحباط العمل .

ثالثا :

سوء الخلق هو ذنب من الذنوب ؛ ومن أصول أهل السنة أنه لا يحبط العمل كله إلا الكفر .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" ولا تحبط الأعمال بغير الكفر ؛ لأن من مات على الإيمان فإنه لابد من أن يدخل الجنة ويخرج من النار إن دخلها ، ولو حبط عمله كله لم يدخل الجنة قط ، ولأن الأعمال إنما يحبطها ما ينافيها ، ولا ينافي الأعمال مطلقا إلا الكفر ، وهذا معروف من أصول أهل السنة "

انتهى من " الصارم المسلول " (2 / 114) .

وسوء الخلق وإن كان ليس كالكفر في إحباط الأعمال الصالحة ، إلا أن له تأثيرًا عليها ؛ ومن صور ذلك :

الصورة الأولى : سوء الخلق يؤثر على العمل الصالح الذي يقترن به .

فالمتصدق إذا تصدق على وجه الكبر والفخر أو يمنّ بصدقته ويؤذي بها الفقير ، فإنه بهذا الخلق السيئ يذهب أجر صدقته .

قال الله تعالى :
( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ) البقرة /264 .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

" فأخبر أن الصدقة تبطل بما يتبعها من المن والأذى ، فما يفي ثواب الصدقة بخطيئة المن والأذى "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (1 / 694) .

ومثل الصائم الذي يقرن صومه بأخلاق سيئة ، فإنه يفوت على نفسه الأجر.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )

رواه البخاري (1903)

وابن ماجه (1689) بلفظ : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ ، وَالْجَهْلَ ، وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَا حَاجَةَ لِلَّهِ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )
..
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :

" والمراد بقول الزور الكذب ، والجهل السفه ، والعمل به أي بمقتضاه ...

قال ابن المنير في الحاشية : بل هو كناية عن عدم القبول

كما يقول المغضب لمن رد عليه شيئا طلبه منه فلم يقم به : لا حاجة لي بكذا ، فالمراد رد الصوم المتلبس بالزور وقبول الصوم السالم منه ...

وقال ابن العربي : مقتضى هذا الحديث أن من فعل ما ذكر : لا يثاب على صيامه

ومعناه أن ثواب الصيام لا يقوم في الموازنة بإثم الزور وما ذكر معه "

انتهى من " فتح الباري " (4 / 117).

وهكذا القول في جميع الطاعات إذا اقترن بها سوء الخلق ، لأن سوء الخلق مناقض لتقوى الله تعالى ، والتقوى هي المطلب الأول في الطاعات .

قال الله تعالى – عن الأضاحي و الهدي - :

( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) الحج /37 .

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :

" ( وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر ، وأن يكون القصد وجه الله وحده ، لا فخرا ولا رياء ، ولا سمعة ، ولا مجرد عادة ، وهكذا سائر العبادات

إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله ، كانت كالقشور الذي لا لب فيه ، والجسد الذي لا روح فيه "

انتهى من " تفسير السعدي " (ص 539) .

الصورة الثانية :

من المعلوم أن شطرا كبيرا من سوء الخلق متعلق بمعاملة الناس ، كالغيبة والنميمة والبهتان والاحتقار وجميع أنواع الظلم .

ومظالم العباد سيكون فيها القصاص يوم القيامة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ )

قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ ، فَقَالَ : ( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي ، يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ ، وَصِيَامٍ ، وَزَكَاةٍ ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا ، وَقَذَفَ هَذَا ، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا ، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا

فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ) رواه مسلم (2581) .

فهذه الأخلاق السيئة أذهبت طاعات هذا الإنسان عند حاجته إليها .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تقرير هذا الأصل :

" الذي ينفي من الإحباط على أصول أهل السنة : هو حبوط جميع الأعمال ؛ فإنه لا يحبط جميعها إلا بالكفر .

وأما الفسق : فلا يحبط جميعها؛ سواء فسر بالكبيرة، أو برجحان السيئات؛ لأنه لا بد أن يثاب على إيمانه فلم يحبط.
وأما حبوط بعضها وبطلانه ، إما بما يفسده بعد فراغه ، وإما لسيئات يقوم عقابها بثوابه :

فهذا حق ، دل عليه الكتاب والسنة . كقوله : (لاَ تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) البقرة/264 ؛ فأخبر أن المن والأذى يبطل الصدقة، كما أن الرياء المقترن بها يبطلها .

وإن كان كل منهما : لا يبطل الإيمان؛ بل يبطله ورود الكفر عليه ، أو اقتران النفاق به.

وقوله في الحديث الصحيح: «إن الذي تفوته صلاة العصر فقط حبط عمله» وقول.. : «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب» .

وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من كانت عنده لأخيه مظلمة في عرض أو مال فليأته فليستحل منه ، قبل أن يأتي يوم ليس فيه درهم ولا دينار، وإنما فيه الحسنات والسيئات» .

وقوله: «ما تعدون المفلس فيكم» ؟ قالوا: المفلس من ليس له درهم ولا دينار، قال: «ليس ذلك بالمفلس ، وإنما المفلس الذي يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال

فيأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا . فيعطى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ؛ فإذا لم يبق له حسنة : أخذ من سيئاتهم ، فطرحت عليه ثم طرح في النار» "

انتهى من "المستدرك على مجموع الفتاوى" (1/127) .

فالحاصل

أن الأثر ( سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) لا يصح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن سوء الخلق قد يفسد ويحبط ثواب الأعمال الصالحة ؛ كما لو اقترن بها

أو كان على شكل مظالم تجاه الخلق تسبب له خفة كفة حسناته وثقل كفة سيئاته .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:54
السيئات قد تُحبِطُ الحسنات

السؤال:

ما هي الأعمال السيئة التي يفعلها العبد فتحبط أعماله الصالحة وتردها ، وتُمحَى بسببها من صحيفة الأعمال ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

من الأصول المقررة عند أهل السنة والجماعة أن الأعمال لا تُقبل مع الكفر ، ولا يبطلها كلَّها غيرُ الكفر .

دل عليه قوله تعالى : ( قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ ، وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ) التوبة/53-54

قال ابن تيمية رحمه الله :

" ولا يحبط الأعمال غير الكفر ؛ لأن من مات على الإيمان فإنه لا بد أن يدخل الجنة ، ويخرج من النار إن دخلها ، ولو حبط عمله كله لم يدخل الجنة قط ، ولأن الأعمال إنما يحبطها ما ينافيها ، ولا ينافي الأعمال مطلقًا إلا الكفر ، وهذا معروف من أصول السنة "

انتهى . "الصارم المسلول" (ص/55)

وقد خالف أهل البدعة من الخوارج والمعتزلة والمرجئة ، فغلا الخوارج والمعتزلة وقالوا : إن الكبائر تمحو وتبطل جميع الحسنات والطاعات ، وعاكستهم المرجئة فقالوا : إن حسنة الإيمان تمحو جميع السيئات .

ثانيا :

لما تبين أنه لا يمكن أن يحبط الحسنات كلها إلا ما يناقض الإيمان مناقضة تامة وهو الكفر ، فهل يمكن أن يحبط شيء من المعاصي بعض الحسنات ويمحوها ؟

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "مجموع الفتاوى" (10/638) :

" فإذا كانت السيئاتُ لا تحبط جميع الحسناتِ ، فهل تحبط بقدرها ، وهل يحبط بعض الحسنات بذنب دون الكفر ؟

فيه قولان للمنتسبين الى السنة ، منهم من ينكره ، ومنهم من يثبته " انتهى .

القول الأول :

أن السيئات لا تبطل الحسنات ، بل الحسنات هي التي تمحو السيئات ، وذلك بفضل الله سبحانه وكرمه وإحسانه .

يقول القرطبي رحمه الله تعالى "الجامع لأحكام القرآن" (3/295) :

" والعقيدة أن السيئاتِ لا تبطل الحسناتِ ولا تحبطها " انتهى .

القول الثاني :

أن المعاصي والبدع تحبط أجر ما يقابلها من الحسنات على سبيل الجزاء ، نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية لأكثر أهل السنة .

انظر "مجموع الفتاوى" (10/322)

وهو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم

وقال في مدارج السالكين (1/278) :

" وقد نص أحمد على هذا في رواية فقال : ينبغي للعبد أن يتزوج إذا خاف على نفسه ، فيستدين ويتزوج ؛ لا يقع في محظور فيحبط عمله " انتهى .

قال الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الإيمان من صحيحه :

بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ ؛ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ : مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ ، مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ

وَيُذْكَرُ عَنْ الْحَسَنِ مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ ، وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الْإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ ، لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : ( وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) .

وترجم الإمام مسلم ـ أيضا ـ بَاب مَخَافَةِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ .

قال الإمام ابن رجب رحمه الله :

وتبويب البخاري لهذا الباب يناسب أن يذكر فيه حبوط الأعمال الصالحة ببعض الذنوب ، كما قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ ) الحجرات2.

قال الإمام أحمد حدثنا الحسن بن موسى قال : ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن الشهيد ، عن الحسن قال : ما يرى هؤلاء أن أعمالا تحبط أعمالا

والله عز وجل يقول { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } إلى قوله { أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ } .

ومما يدل على هذا - أيضا - قول الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } الآية [ البقرة : 264 ]، وقال { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَاب } الآية [ البقرة : 266] .

وفي صحيح البخاري " أن عمر سأل الناس عنها فقالوا : الله أعلم فقال ابن عباس : ضربت مثلا لعمل ، قال عمر : لأي عمل ؟ قال ابن عباس : لعمل ، قال عمر : لرجل غني يعمل بطاعة الله ، ثم يبعث الله إليه الشيطان فيعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله .

وقال عطاء الخراساني : هو الرجل يختم له بشرك أو عمل كبيرة فيحبط عمله كله .

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من ترك صلاة العصر حبط عمله " [

رواه البخاري (553)] .

وفي " الصحيح " - أيضا - أن رجلا قال : والله لا يغفر الله لفلان فقال الله : " من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ، قد غفرت لفلان وأحبطت عملك " [

مسلم (2621)] .

وقالت عائشة رضي الله عنها : أبلغي زيدا أنه أحبط جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يتوب . [

رواه الدارقطني (3/52) والبيهقي (5/330) ] .

وهذا يدل على أن بعض السيئات تحبط بعض الحسنات ، ثم تعود بالتوبة منها . وخرج ابن أبي حاتم في " تفسيره " من رواية أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية

قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرون أنه لا يضر مع الإخلاص ذنب كما لا ينفع مع الشرك عمل صالح ، فأنزل الله عز وجل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم } [ محمد : 33 ]

فخافوا الكبائر بعد أن تحبط الأعمال .

وبإسناده ، عن الحسن في قوله { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم } قال : بالمعاصي . وعن معمر ، عن الزهري في قوله تعالى { وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم } قال الكبائر .

وبإسناده ، عن قتادة في هذه الآية قال : من استطاع منكم أن لا يبطل عملا صالحا بعمل سيء فليفعل ولا قوة إلا بالله ؛ فإن الخير ينسخ الشر ، وإن الشر ينسخ الخير ، وإن ملاك الأعمال: خواتيمها ...

قال ابن رجب رحمه الله :

والآثار عن السلف في حبوط الأعمال بالكبيرة كثيرة جدا يطول استقصاؤها . حتى قال حذيفة قذف المحصنة يهدم عمل مائة سنة . ..

وعن عطاء قال : إن الرجل ليتكلم في غضبه بكلمة يهدم بها عمل ستين سنة أو سبعين سنة . وقال الإمام أحمد في رواية الفضل بن زياد ، عنه : ما يؤمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله .

وأما من زعم أن القول بإحباط الحسنات بالسيئات قول الخوارج والمعتزلة خاصة ، فقد أبطل فيما قال ولم يقف على أقوال السلف الصالح في ذلك . نعم المعتزلة والخوارج أبطلوا بالكبيرة الإيمان وخلدوا بها في النار .

وهذا هو القول الباطل الذي تفردوا به في ذلك . [

شرح كتاب الإيمان من صحيح البخاري (206-210) باختصار ] .

قال ابن القيم رحمه الله :

" ومحبطات الأعمال ومفسداتها أكثر من أن تحصر وليس الشأن في العمل إنما الشأن في حفظ العمل مما يفسده ويحبطه " [

الوابل الصيب (18) ] .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 17:56
حديث احرموا أنفسكم طيب الطعام حديث مكذوب

السؤال:

ما صحة هذا الحديث و ما معناه : عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( احرموا أنفسكم طيب الطعام ، فإنما قوي الشيطان أن يجري في العروق منها)؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث يروى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (احْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ طَيِّبَ الطَّعَامِ ؛ فَإِنَّمَا قُوَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَجْرِيَ فِي الْعُرُوقِ بِهِ) .

يعني أنه : بسبب طيب الطعام تمكن الشيطان من عروق الإنسان والوسواس.

وهذا الحديث : يرويه أبو الحسن علي بن عمر القزويني، فيقول:

أنبأنا أبو جعفر عمر بن محمد الزيات، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، حدثنا أزهر بن جميل، حدثنا بَزِيع أبو الخليل الخصاف، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به مرفوعا.

هكذا أخرجه القزويني (ت442هـ) في "الأمالي" (مخطوط في الظاهرية، مجموع 22/7-8)

وبحسب نقل الشيخ الألباني رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم1879).

ومن طريق القزويني : أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/30) .

فهو حديث موضوع ، مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم .

والمتهم به هو : بزيع بن حسان، أبو الخليل الخصاف.

قال ابن أبي حاتم: "روى عن هشام بن عروة حديثا ، شبه الموضوع .

روى عنه عبد الرحمن بن المبارك ، سمعت أبي يقول ذلك. وهو يقول: ذاهب الحديث".

انتهى من "الجرح والتعديل" (2/421) .

وقال ابن حبان: "يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة، كأنه المتعمد لها" .

انتهى من "المجروحين" (1/199) .

وقال ابن عدي – بعد أن ساق مجموعة من أحاديثه-: "وهذه الأحاديث عن هشام بن عروة بهذا الإسناد، مع أحاديث أخرى :

يروى ذلك كله بزيع ، أبو الخليل هذا، عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة ؛ مناكير كلها، لا يتابعه عليها أحد، وهو قليل الحديث"

انتهى من "الكامل في ضعفاء الرجال" (2/ 242) .

وقال الدارقطني: "متروك"

انتهى من "الضعفاء والمتروكون" (1/260) .

وقال أبو نعيم:

"روى عَن هِشَام بن عُرْوَة، وَمُحَمّد بن وَاسع، أَحَادِيث مَوْضُوعَة" .

انتهى من "الضعفاء" (ص66) .

وقال الذهبي:

"وهو متروك، اتهمه ابن حبان، وغيره، أتى بعجائب لا تحتمل" .

انتهى من "تاريخ الإسلام" (4/ 1079) .

ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله – في حكمه على هذا الحديث -:

"هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم" .

انتهى من "الموضوعات" (3/ 183)

"تلبيس إبليس" (ص: 184) .

وأورده السيوطي في "اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة" (2/209)

وابن عراق في "تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة" (2/240)

والفتني في "تذكرة الموضوعات" (ص151)

والشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص183)

والألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم1879) وقال: موضوع.

وقد عقد الإمام ابن الجوزي رحمه الله فصلا في كتابه العظيم "تلبيس إبليس" (ص185- بعنوان "ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في مطاعمهم ومشاربهم"

عالج فيه هذه الظاهرة التي نخرت في المجتمع الإسلامي، وفي بنية العقلية المتدينة، وربطت التدين والنسك والعبادة ببعض أعمال الرهبنة التي تمثل الإعراض عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يأكل ما تيسر له من الطعام، سواء كان من أطايبه أم دون ذلك.

ونحن نسوق هنا أهم ما أورده في هذا الفصل، لنبين خطر مثل هذه الأحاديث الموضوعة ، فإنها تؤدي إلى انحرافات سلوكية مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"قد بالغ إبليس في تلبيسه على قدماء الصوفية ، فأمرهم بتقليل المطعم وخشونته، ومنعهم شرب الماء البارد، فلما بلغ إلى المتأخرين استراح من التعب واشتغل بالتعجب من كثرة أكلهم ورفاهية عيشهم.

فكان في القوم من يبقى الأيام لا يأكل إلى أن تضعف قوته، وفيهم من يتناول كل يوم الشيء اليسير الذي لا يقيم البدن...

وقد كان فيهم قوم لا يأكلون اللحم حتى قال بعضهم : أكل درهم من اللحم يقسي القلب أربعين صباحا.

وكان فيهم من يمتنع من الطيبات كلها، ويحتج بما أخبرنا به علي بن عبد الواحد الدينوري نا أبو الحسن القزويني نا أبو حفص بن الزيات ثنا ابن ماجه ثنا أزهر بن جميل ثنا بزيغ عن هشام عن أبيه عن عائشة

قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (احرموا أنفسكم طيب الطعام فإنما قوي الشيطان أن يجري في العروق بها) وفيهم من كان يمتنع من شرب الماء الصافي، وفيهم من يمتنع من شرب الماء البارد فيشرب الحار...

وقد حكى أبو حامد عن سهل أنه كان يرى أن صلاة الجائع الذي قد أضعفه الجوع قاعدا أفضل من صلاته قائما إذا قواه الأكل.

وهذا خطأ، بل إذا تقوى على القيام كان أكله عبادة؛ لأنه يعين على العبادة، وإذا تجوع إلى أن يصلي قاعدا ، فقد تسبب إلى ترك الفرائض، فلم يجز له، ولو كان التناول ميتة ، ما جاز هذا، فكيف وهو حلال.

ثم أي قربة في هذا الجوع المعطل أدوات العبادة!

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يأكل القثاء بالرطب، وكان يحب الحلوى والعسل.
وأما كونهم لا يأكلون اللحم :

فهذا مذهب البراهمة الذين لا يرون ذبح الحيوان، والله عز وجل أعلم بمصالح الأبدان، فأباح اللحم لتقويتها، فأكل اللحم يقوي القوة، وتركه يضعفها، ويسيء الخلق، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يأكل اللحم، ويحب الذارع من الشاة، ودخل يوما فقدم إليه طعام من طعام البيت، فقال ألم أر لكم برمة تفور؟
كان الحسن البصري يشتري كل يوم لحما .

وعلى هذا : كان السلف ؛ إلا أن يكون فيهم فقير، فيبعد عهده باللحم لأجل الفقر.

وإنما تجتنب فضول الشهوات ، لئلا يكون سببا لكثرة الأكل ، وجلب النوم .

ولئلا تتعود ، فيقل الصبر عنها ، فيحتاج الإنسان إلى تضييع العمر في كسبها، وربما تناولها من غير وجهها، وهذا طريق السلف في ترك فضول الشهوات.

والحديث الذي احتجوا به (احرموا أنفسكم طيب الطعام) : حديث موضوع، عملته يدا بزيغ الراوي.

واعلم أن المذموم من الأكل إنما هو فرط الشبع، وأحسن الآداب في المطعم : أدب الشارع صلى الله عليه وسلم : (ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا بد

فثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث لنفسه).

[بسنده] سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل قال له عقبة بن مكرم: هؤلاء الذين يأكلون قليلا ويقللون من مطعمهم؟
فقال: ما يعجبني. سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: فعل قوم هذا فقطعهم عن الفرض... "
.
انتهى باختصار من "تلبيس إبليس" (ص185-196) .

والخلاصة أن الحديث موضوع، ومعناه منكر، ومن يبني عليه منهجا في السلوك والعمل فقد رغب عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 18:33
لم يثبت حديث مرفوع في تحديد أول من تكلم بالعربية

السؤال:

انتشرت عدة أحاديث عن أصل العرب، واللغة العربية، في المنتديات، ومواقع التواصل الاجتماعي. البعض يقول إنها صحيحة. والبعض يكذبها، أو يكذب بعضها، أو يضعف. سؤالي: هل وردت هذه الأحاديث صحيحة.

وهل وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيغتها أم عن غيره.

وهي: 1. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول من فتق لسانه بالعربية المبينة إسماعيل، وهو ابن الأربعة عشر عاما) يقال: صححه الألباني.

2. عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سأل الرسول وقيل له: من أول من تكلم بالعربية. قال الرسول: أول من فتق لسانه بالعربية المبينة هو إسماعيل، وهو ابن الأربعة عشرة عاما. وقيل للرسول: وما كلام الناس قبل ذلك. قال الرسول: العبرانية) يقال: حديث صحيح من الألباني، ومتفق عليه

. 3. عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول من نطق بالعربية إسماعيل وهو ابن الأربعة عشرة عاما) يقال: صححه البخاري

. 4. عن عمر بن خطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوصيكم بالأعراب خيرا؛ فإنهم أصل العرب، وجند الإسلام) يقال: صححه البخاري.

5. عن عبد الله بن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول من نطق بالعربية ونسي لسان أبيه إسماعيل، وهو ابن الأربعة عشرة عاما

بعد أن ألهمه الله اللسان العربي المبين الهام) يقال: صححه الألباني، وأخرجه ابن ماجة.

الجواب :

الحمد لله

أولًا :

لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تحديد أول من تكلم بالعربية، ولم ترد بذلك الأسانيد التي تقوم لها قائمة، وما روي في هذا الباب مدخول معلول بما يقدح في أصله وأساسه، وهو الحديث الذي يروى بلفظ: (أول من تكلم بالعربية، ونسي لسان أبيه، إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما)

ويروى أيضا بلفظ: (أوَّلُ مَنْ فُتِقَ لِسانُهُ بالعَرَبِيَّةِ المُبَيِّنةِ إسْماعِيلُ، وهُوَ ابنُ أرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً)

يروى هذا الحديث من طريق (محمد بن سلام الجمحي، وأبو عبيدة معمر بن المثنى)، عن مسمع بن عبد الملك، عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رواه محمد بن سلّام الجمحي (ت232هـ)

في "طبقات فحول الشعراء" (1/ 9)

قال: أخبرني مسمع بن عبد الملك، أنه سمع محمد بن علي يقول ... قال أبو عبد الله بن سلام - لا أدري أرفعه أم لا، وأظنه قد رفعه -.

ورواه سعيد بن يحيى الأموي في كتابه "المغازي" قال: حدثني علي بن المغيرة [هو الأثرم]، حدثنا أبو عبيدة [هو معمر بن المثنى]، حدثنا مسمع بن مالك [هكذا، ولم يقل مسمع بن عبد الملك]

عن محمد بن علي بن الحسين، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له يونس: صدقت يا أبا سيار هكذا أبو جري حدثني. نقلناه عن كتاب "البداية والنهاية" (1/221) للحافظ ابن كثير.

ورواه الشيرازي في "الألقاب" قال: أخبرنا أحمد بن سعيد الميداني، أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق الماسي، ثنا محمد بن جابر، ثنا أبو يوسف يعقوب بن السكيت، قال حدثني الأثرم

عن أبي عبيدة، حدثنا مسمع بن عبد الملك، عن محمد بن على بن الحسين، عن آبائه، عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم. نقلناه عن "المزهر" للسيوطي (1/31) حيث لم يطبع كتاب الشيرازي بعد.

وهذا إسناد لا تثبت بمثله الأحاديث، ولا تحل به الرواية، بسبب ما اجتمع فيه من جهالة الحال ، وجهالة العين، والإبهام، وبيان ذلك:

مسمع بن عبد الملك مجهول، ليس له ترجمة في كتب الرجال والحديث، وغاية ما وجدناه ترجمة لمسمع بن مالك، وليس ابن عبد الملك، وذلك في "تاريخ دمشق" (58/155-158)

ونحن نستبعد أن يكون هو المقصود؛ لأدلة عديدة، ومع ذلك فليس له في هذه الترجمة توثيق في الحديث من أحد، بل فيها نقل عن ميمون أبي السمط، مولى مسمع بن مالك

أنه قال: كان مسمع بن مالك مع الحجاج في جميع مشاهده لا يفارقه، يوم رستق آباذ، ويوم ابن الأشعث، ويوم الزاوية، ويوم دير الجماجم. وهذه مذمة قادحة في عدالته .

ولم يبين في السند من هم آباء محمد بن علي بن الحسين، إن كان يبلغ بهم السماع من النبي صلى الله عليه وسلم، أم في الحديث إرسال.

وتردد محمد بن سلام الجمحي في رفع الخبر ووقفه، وهو أعلى من وقفنا عليه من المصنفين في رواية هذا الخبر، ومع ذلك وقع في الشك والتردد. وقد قال فيه أبو خيثمة رحمه الله: "لا يكتب عن محمد بن سلام الحديث، رجل يرمى بالقدر، إنما يكتب عنه الشعر، فأما الحديث فلا"

انتهى من "تاريخ بغداد" (3/276)

وكذلك أبو عبيدة، معمر بن المثنى، لا يبلغ به التوثيق في الأحاديث المرفوعة أن يقبل منه هذا التفرد الغريب، بل قال فيه الإمام الذهبي رحمه الله: "

كان هذا المرء من بحور العلم، ومع ذلك فلم يكن بالماهر بكتاب الله، ولا العارف بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا البصير بالفقه واختلاف أئمة الاجتهاد"

انتهى من "سير أعلام النبلاء" (9/447)

وأما قول الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (6/ 403):

"وروى الزبير بن بكار في النسب من حديث علي بإسناد حسن قال: أول من فتق الله لسانه بالعربية المبينة إسماعيل" انتهى.

فلم نقف عليه في كتب الزبير بن بكار المطبوعة ، ولم يتبين لنا إن كان يقصد الحديث مرفوعا أو موقوفا من كلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والغالب أنه يريد الموقوف؛

فقد سبق هذا الكلام قوله: "وقد وقع ذلك من حديث ابن عباس عند الحاكم في المستدرك بلفظ: أول من نطق بالعربية إسماعيل"

. وحديث ابن عباس مروي في "المستدرك" (2/602)

موقوفا من كلامه، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك لم يصح أيضا عن ابن عباس.

قال الحاكم رحمه الله:

أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة، ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثني عبد العزيز بن عمران، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: أول من نطق بالعربية ووضع الكتاب على لفظه ومنطقه، ثم جعل كتابا واحدا مثل بسم الله الرحمن الرحيم الموصول حتى فرق بينه ولده : إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

علق عليه الإمام الذهبي بقوله: عبد العزيز بن عمران واه.

يريد الإمام الذهبي تضعيف حديثه جدا، فقد اتفقت كلمة النقاد على ترك حديثه ونكارته

فقال البخاري: منكر الحديث،

ا يكتب حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.

وقال ابن حبان: يروي المناكير عن المشاهير.

وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث

منكر الحديث جدا.

ينظر "تهذيب التهذيب" (6/351) .

والخلاصة :

أن هذا الخبر ضعيف ، لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ويبقى النظر في تاريخ اللغة العربية ونشأتها وأصلها مبحثا مهما يرجع فيه إلى مطولات اللغة وتاريخ الألسن.

ثانيا :

ثبت أن قبيلة جرهم كانت تتكلم العربية قبل إسماعيل عليه السلام ، بل منهم تعلم إسماعيل عليه السلام العربية .
روى البخاري (3364) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم

في قصة إسماعيل وهاجر عليهما السلام - قال: ( ... فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الإِنْسَ، فَنَزَلُوا - بعنب جرهم - وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ، وَشَبَّ الغُلاَمُ وَتَعَلَّمَ العَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ )

فإن صح الأثر أن إسماعيل عليه السلام أول من نطق بالعربية ، فالواجب حمله على معنى لا يتعارض مع ذلك .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" رَوَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ فِي النَّسَبِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ قَالَ: " أَوَّلُ مَنْ فَتَقَ اللَّهُ لِسَانَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبِينَةِ إِسْمَاعِيلُ " .
وَأَوَّلِيَّتُهُ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ الزِّيَادَةِ فِي الْبَيَانِ ؛ لَا الْأَوَّلِيَّةُ الْمُطْلَقَةُ، فَيَكُونُ بَعْدَ تَعَلُّمِهِ أَصْلَ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ جُرْهُمٍ ، أَلْهَمَهُ اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ الْفَصِيحَةَ الْمُبِينَةَ فَنَطَقَ بِهَا " انتهى .

فتح الباري (6/ 403)

وقال العيني رحمه الله :

" الْمَعْنى: أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ من أَوْلَاد إِبْرَاهِيم إِسْمَاعِيل، عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام، لِأَن إِبْرَاهِيم وَأَهله كلهم لم يَكُونُوا يَتَكَلَّمُونَ بِالْعَرَبِيَّةِ، فالأولية أَمر نسبي، فبالنسبة إِلَيْهِم : هُوَ أول من تكلم بِالْعَرَبِيَّةِ ، لَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى جرهم " انتهى .

عمدة القاري (15/ 258) .

ثالثا :

أما حديث : " أوصيكم بالأعراب خيرا؛ فإنهم أصل العرب وجند الاسلام " : فليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رواه البخاري مرفوعا

إنما رواه البخاري في صحيحه (3700) عن عمر رضي الله عنه قال : " أُوصِي الخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي، بِالْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ... وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَصْلُ العَرَبِ، وَمَادَّةُ الإِسْلاَمِ " .

فهذا حديث موقوف على عمر رضي الله عنه من قوله ، ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

والواجب على المسلم ألا يروي حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد التأكد من صحته

بتصحيح أهل العلم بالحديث له ، وأن يحذر كل الحذر من هذه الأحاديث التي تذكر في المنتديات ومواقع التواصل

فإن كثيرا منها باطل

لا يجوز لأحد أن ينسب شيئا منها للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك من الكذب عليه

وهو من الكبائر .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 18:40
قصة إسلام زيد بن سعنة هل هي صحيحة ؟

السؤال:

بينما كان الرسول عليه الصلاة والسلام جالسا بيت أصحابه ، إذ برجل من أحبار اليهود يسمى زيد بن سعنة ـ وهو من علماء اليهود ـ دخل على الرسول عليه الصلاة والسلام ، واخترق صفوف أصحابه حتى أتى النبي عليه الصلاة والسلام ، وجذبه من مجامع ثوبه ، وشده شدا عنيفا. وقال له بغلظة : أوفِ ما عليك من الدين يا محمد ، إنكم يا بني هاشم قوم مطل

أي: تماطلون في أداء الديون

. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام قد استدان من هذا اليهودي بعض الدراهم ، ولكن لم يحن موعد أداء الدين بعد ، فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وهز سيفه ، وقال: ائذن لي بضرب عنقه يا رسول الله ، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: (مره بحسن الطلب ، ومرني بحسن الأداء)

فقال اليهودي: والذي بعثك بالحق يا محمد ما جئت لأطلب منك دينا إنما جئت لأختبر أخلاقك ، فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحن بعد ، ولكني قرأت جميع أوصافك في التوراة فرأيتها كلها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أجربها معك ،

وهي أنك حليم عند الغضب ، وأن شدة الجهالة لا تزيدك إلا حلما ، ولقد رأيتها اليوم فيك ، فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وأما الدين الذي عندك فقد جعلته صدقة على فقراء المسلمين ، وقد حسن إسلام هذا اليهودي ، واستشهد في غزوة تبوك. فما صحة هذه القصة ؟

الجواب :

الحمد لله

هذه القصة المذكورة ، هي جزء من حديث طويل ، حول قصة إسلام زَيْدِ بْنِ سَعْنَة .

وقد رواه ابن حبان في صحيحه (1 / 521)

والطبراني في " المعجم الكبير " (5 / 222)

والحاكم في " المستدرك " (3 / 604)

وغيرهم بأسانيدهم ، عن محمد بن المتوكل وهو ابن أبي السري

قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال : حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده قال: قال عبد الله بن سَلام : ... ( وذكر القصة ) .

وهذا إسناد ضعيف :

محمد بن المتوكل وهو ابن أبي السري : هذا الراوي قال عنه أهل العلم : إنه مع صدقه عنده أوهام كثيرة .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" محمد ابن المتوكل ابن عبد الرحمن الهاشمي ، مولاهم ، العسقلاني ، المعروف بابن أبي السَّرِي ، صدوق عارف له أوهام كثيرة "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص 504) .

لكن وهمه في هذه الراوية مستبعد لأن هناك من الرواة من وافقه في روايته هذه عن الوليد بن مسلم .

فقد رواه أيضا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي عن الوليد بن مسلم

كما أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (5 / 222) وغيره .

وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثقة في روايته .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" عبد الوهاب ابن نَجْدة الحَوْطي أبو محمد ثقة "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص 368) .

- الوليد بن مسلم : وهذا الراوي مع الثقة بحديثه إلا أنه كان مدلّسا .

وحديث المدلس لا يقبل حتى يصرّح بالسماع من شيخه ؛ كأن يقول حدثنا أو أخبرنا أو سمعته يقول ونحو هذا من الألفاظ التي تدل على سماعه من شيخه .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" الوليد بن مسلم الحافظ أبو العباس ، عالم أهل الشام ، قال ابن المديني : ما رأيت من الشاميين مثله ... قلت : كان مدلسا فيتقى من حديثه ما قال فيه ( عن )

" انتهى من " الكاشف " (2 / 355) .

وهو في روايته هذه قال " حدثنا محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه " فتقبل روايته ،

كما ثبت من رواية الثقة عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي عند ابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (4 / 110) .

لكن الوليد بن مسلم ليس مشهورا بالتدليس فقط ، وإنما أيضا بتدليس التسوية .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" الوليد بن مسلم القرشي مولاهم ، أبو العباس الدمشقي ، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص 584) .

وتدليس التسوية هو أن يسقط الراوي شيخ شيخه من الإسناد إذا كان راويا ضعيفا .

قال ابن رجب رحمه الله تعالى :

" وأما من روى عن ضعيف فأسقطه من الإسناد بالكلية فهو نوع تدليس .

ومنه ما يسمى التسوية ، وهو أن يروي عن شيخ له ثقة ، عن رجل ضعيف ، عن ثقة ، فيسقط الضعيف من الوسط .
وكان الوليد بن مسلم ، وسنيد بن داود وغيرهما يفعلون ذلك "

انتهى من" شرح علل الترمذي " (2 / 825) .

والمدلس تدليس التسوية لا تقبل روايته حتى يكون هناك تصريح بسماع شيخه من شيخ شيخه ولا يكفي تصريحه بالسماع من شيخه فقط .

قال ابن الملقّن رحمه الله تعالى :

" الوليد لا ينفعه تصريحه بالتحديث ، فإنه اشتهر بتدليس التسوية ، وهو أن لا يدلس شيخ نفسه ولكن شيخ شيخه "

انتهى من " المقنع " (1 / 218) .

والوليد بن مسلم في حديثه هذا لم يصرح بالتحديث بين شيخه محمد بن حمزة بن يوسف وشيخ شيخه حمزة بن يوسف .
لكن أهل العلم في نقدهم لهذا الحديث لم يتطرقوا لهذا ، ولعل سبب ذلك أن الغالب أن الابن يسمع من أبيه مباشرة ؛ ومن النادر أن يروي الابن عن أبيه بواسطة شخص آخر ، والنادر لا حكم له .

- محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام : هذا الراوي صدوق في روايته .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، قال أبو حاتم : لا بأس به "

انتهى من " الكاشف " (2 / 166) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :

" محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، صدوق "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص 475) .

- حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام : مجهول الحال .

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى بعد أن ذكر هذا الحديث وقال عنه : منكر قال :

" وعلته حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، فإنه ليس بالمعروف ، ولذلك بيّض له الذهبي في " الكاشف "

وقال الحافظ :

" مقبول ". يعني عند المتابعة ، وإلا فليّن الحديث كما نص عليه في مقدمة " التقريب " .

وكأنه لجهالته لم يورده البخاري في " التاريخ " ولا ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (3 / 516) .

ومعنى : "بيض له ... " أنه ذكره في كتابه "الكاشف في معرفة من له رواية من الكتب الستة (2/320) رقم (1244) ولم يذكر فيه توثيقا ولا تضعيفا .

وقال الذهبي رحمه الله تعالى :

" وخبر إسلام - زيد بن سعنة - رواه الوليد بن مسلم ، عن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده عبد الله ، قال: لما أراد الله هدى زيد بن سعنة

قال : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد حين نظرت إليه ، إلا شيئين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل إلا حلما .

وذكر الحديث بطوله . وهو في الطوالات للطبراني ، وآخره : فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله . وآمن به وبايعه ، وشهد معه مشاهد ، وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر .

والحديث غريب ، من الأفراد "

انتهى من " سير اعلام النبلاء " (1 / 444) .

وقال في تعقبه للحاكم في المستدرك لما قال :

" هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه وهو من غرر الحديث " .

فقال الذهبي :

" ما أنكره وأركّه ، لا سيما قوله ( مقبلا غير مدبر ) فإنه لم يكن في غزوة تبوك قتال "

انتهى من" مستدرك الحاكم " (3 / 605) .

فالحاصل ؛ أن هذا الحديث ضعيف لأن مداره على حمزة بن يوسف

وهو مجهول الحال ، ولم يتابع عليه . مع ما في متنه من النكارة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-23, 18:49
حول صحة بعض ما ورد في عقوبة من زنى بامرأة متزوجة

السؤال :

ما حكم ما ورد في المقال التالي المنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي. الزنا بامرأة متزوجة أرجو قراءتها كامله : ( يالله رحمتك ورد في كتاب الكبائر : أن من زنى بامرأة كانت متزوجة كان عليها وعليه في القبر نصف عذاب هذه الأمة فإذا كان يوم القيام

يحكم الله سبحانه وتعالى زوجها في حسناته هذا إن كان بغير علمه فإن علم وسكت حرم الله تعالى عليه الجنة ؛ لأن الله تعالى كتب على باب الجنة “أنت حرام على الديوث”

وهو الذي يعلم بالفاحشة في أهله ويسكت ولا يغار . وورد أيضاً أن - من وضع يده على امرأة لا تحل له بشهوة، جاء يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه - وإن قبلها قرضت شفتاه في النار

وإن زنى بها نطقت فخذه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت: أنا للحرام ركبت ! فينظر الله تعالى إليه بعين الغضب، فيقع لحم وجهه فيكابر ويقول: ما فعلت .. فيشهد عليه لسانه

فيقول: أنا بما لا يحل نطقت وتقول يداه: أنا للحرام تناولت وتقول عيناه: أنا للحرام نظرت وتقول رجلاه: أنا للحرام مشيت ويقول فرجه: أنا فعلت ويقول الحافظ من الملائكة: وأنا سمعت

ويقول الآخر: وأنا كتبت ويقول الله تعالى: وأنا اطلعت وسترت ثم يقول الله سبحانه وتعالى: يا ملائكتي خذوه ومن عذابي أذيقوه فقد اشتد غضبي على من قل حياؤه مني.

الجواب :

الحمد لله

هذا الذي أورده السائل ليس بحديث

بل كلام مركب مؤلف يشبه كلام الوعاظ والقصاص

وقد جاء ذكره في كتاب "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (3/73)

وورد كذلك في طبعة مشهورة متداولة غير صحيحة لكتاب "الكبائر" للذهبي (ص50) ، والطبعة المحققة لكتاب الكبائر للذهبي ليس فيها ذكر ما جاء في السؤال .

وعلى كل فهذا الكلام احتوى على عدة مقاطع ، منها ما له شواهد ومنها ما لا أصل له ، وإليك بيان ذلك :

الجملة الأولى : وهي قوله : " من زنى بامرأة كانت متزوجة كان عليها وعليه في القبر نصف عذاب هذه الأمة فإذا كان يوم القيامة ".

وهذا لا أصل له بهذا اللفظ

وإنما ذكره السيوطي في "الحاوي في الفتاوى" (2/44) بلفظ :

" عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ خَانَتْ زَوْجَهَا فِي الْفِرَاشِ فَعَلَيْهَا نِصْفُ عَذَابِ هَذِهِ الْأُمَّةِ » ..

ولم يذكر له إسنادا ولم يعزه لأحد ، وذكره عبد الملك بن حبيب في "أدب النساء" (ص289)

بلا إسناد أيضا وزاد فيه :" وكتب عليها من الوزر مثل رمل عالجٍ " .

وهناك حديث قريب منه في المعنى

وهو ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (13991

) من طريق ابن جريج عن شريك بن أبي نمر عن الحكم بن ثوبان أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « الَّذِي يُوَرِّثُ الْمَالَ غَيْرَ أَهْلِهِ عَلَيْهَا نِصْفُ عَذَابِ الْأُمَّةِ ».

والحديث ضعيف ومرسل

وضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7077) .

ومعنى الحديث كما قال المناوي في "فيض القدير" (2/381)

:" يعني المرأة إذا زنت، وأتت بولد ونسبته إلى حليلها ، ليلحق به ويثبت بينهما التوارث وغيره من الأحكام : عليها عذاب عظيم ".

وقد وردت عدة أحاديث صحيحة في التشديد والوعيد فيمن زنت فأدخلت على قوم ولدا ليس منهم

. منها ما أخرجه أبو داود في سننه (2263)

والنسائي في سننه (3481)

من حديث أبي هريرة: أنه سَمِعَ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- يقول حين نزلت آيةُ المُلاعنة: " أيما امرأة أدخلَتْ على قوم مَنْ ليس منهم ، فليستْ مِن الله في شيء ، ولن يُدْخلَها اللهُ جنتَه ".

والحديث صححه الدارقطني في "العلل" (10/375)

وابن الملقن في "البدر المنير" (8/184) .

ومن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة : أن الزنا من كبائر الذنوب ، وأفحش القاذورات ؛ ثم إنه يعظم إثمه وشناعته : إن كان بامرأة متزوجة ، ويزداد قبحا وشناعة ، فوق ذلك : إن كان بزوجة الجار

. وقد أخرج البخاري في صحيحه (4477)

ومسلم في صحيحه (86)

من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: « أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ ». قُلْتُ: إِنَّ ذَلِكَ لَعَظِيمٌ ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: « وَأَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ تَخَافُ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: « أَنْ تُزَانِيَ حَلِيلَةَ جَارِكَ ».

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم توعد من أفسد امرأة على زوجها بالبراءة منه ، وغلظ عليه ، لما في فعله من القبح والشناعة ؛ فقال في الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند (9157)

وأبو داود في سننه (2175) عن أبي هُريرة ، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلم -: " ليس مِنَّا مَنْ خبَّب امرأةً على زوجها ".

وصححه الشيخ الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (1890) .

فكيف بمن انتهك عرض مسلم فأفسد فراشه وحياته ؟!

قال ابن القيم في "الداء والدواء" (1/262)

:" وأعظم أنواع الزنى: أن يزني بحليلة جاره، فإنّ مفسدة الزنى تتضاعف بتضاعف ما انتهكه من الحقّ ، فالزنى بالمرأة التي لها زوج أعظمُ إثمًا وعقوبة من التي لا زوج لها

إذ فيه انتهاكُ حرمة الزوج ، وإفسادُ فراشه ، وتعليقُ نسبٍ عليه لم يكن منه ، وغير ذلك من أنواع أذاه ، فهو أعظم إثمًا وجرمًا من الزنى بغير ذات البعل ". انتهى

الجملة الثانية : وهي قوله :" فإذا كان يوم القيامة يحكم الله سبحانه وتعالى زوجها في حسناته ".

وهذه العقوبة وردت بإسناد صحيح ،

ولكن فيمن زنى بامرأة أحد من المجاهدين أو أحد من أهله

والحديث أخرجه مسلم في صحيحه (1897)

والنسائي في سننه (3190) عَنْ بُرَيْدَةَ الأسلمي ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ، يَخْلُفُ رَجُلًا مِنَ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ ، إِلَّا وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ، فَمَا ظَنُّكُمْ؟» .

وفي لفظ النسائي (3191) : (حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ فِي الْحُرْمَةِ كَأُمَّهَاتِهِمْ وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنْ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلًا مِنْ الْمُجَاهِدِينَ فِي أَهْلِهِ إِلَّا نُصِبَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ يَا فُلَانُ هَذَا فُلَانٌ فَخُذْ مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ ثُمَّ الْتَفَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ مَا ظَنُّكُمْ تُرَوْنَ يَدَعُ لَهُ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا ) .

وهذه العقوبة الخاصة ، إنما وردت في هذا الحديث ، في نوع خاص من الزنا ، فلا تعمم إلا بدليل .

قال الرحيباني في "مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى" (6/173)

:" الزِّنَا يَتَفَاوَتُ إثْمُهُ وَيَعْظُمُ جُرْمُهُ بِحَسَبِ مَوَارِدِهِ .. فَإِنْ كَانَ الْجَارُ غَائِبًا فِي طَاعَةِ اللَّهِ ، كَالْعِبَادَةِ وَطَلَبِ الْعِلْمِ وَالْجِهَادِ : تَضَاعَفَ الْإِثْمُ ، حَتَّى إنَّ الزَّانِيَ بِامْرَأَةِ الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوقَفُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَيُقَالُ: خُذْ عَلَى حَسَنَاتِهِ مَا شِئْتَ...

قَدْ حَكَمَ فِي أَنَّهُ يَأْخُذُ مَا شَاءَ عَلَى شِدَّةِ الْحَاجَةِ إلَى حَسَنَةٍ وَاحِدَةٍ، حَيْثُ لَا يَتْرُكُ الْأَبُ لِابْنِهِ ، وَلَا الصِّدِّيقُ لِصِدِّيقِهِ حَقًّا يَجِبُ لَهُ عَلَيْهِ ". انتهى

الجملة الثالثة : وهي قوله :" لأن الله تعالى كتب على باب الجنة " أنت حرام على الديوث ".

فهذا ليس له أصل بهذا اللفظ ، إلا أن عقوبة الديوث بعدم دخوله الجنة ثابتة من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" ثَلَاثٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، وَلَا يَنْظُرُ اللهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ بِوَالِدَيْهِ ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ - الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ - ، وَالدَّيُّوثُ ".

زاد في رواية:" وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ ".

أخرجه أحمد في المسند (6180)

والنسائي في سننه (2562)

وحسنه ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/185)

وجود إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (674) .

الجملة الرابعة : وهي قوله :" من وضع يده على امرأة لا تحل له بشهوة ، جاء يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه ، وإن قبلها قرضت شفتاه في النار ".

وهذا ليس له أصل أيضا .

وإن كان حرمة مس المرأة قد ورد فيه عدة أحاديث

أصرحها ما رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/211)

والروياني في مسنده (1283) من حديث مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ رضي الله عنه قال :

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « لَأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لَا تَحِلُّ لَهُ ». انتهى

والحديث صحح إسناده ابن حجر الهيتمي في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/4)

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/326) :

" ورجاله رجال الصحيح"

وجود إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (226) .

الجملة الخامسة : وهي قوله :" وإن زنى بها نطقت فخذه وشهدت عليه يوم القيامة وقالت: أنا للحرام ركبت .. إلى آخر الكلام الوارد في السؤال ".

وهذا أيضا بهذا السياق لا أصل له، ولم يروه أحد، لكنه من كلام القصاص، والحكايا التي تنتشر!!

مع أن شهادة الأعضاء على الإنسان يوم القيامة بما عمل : أمر ثابت بالقرآن والسنة الصحيحة

فقد قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ ) .فصلت/19-24 .

وثبت في "صحيح مسلم" (2968)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟

قَالَ: « هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ ، لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: « فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: " فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ ، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا .

قَالَ: فَيَلْقَى الْعَبْدَ ، فَيَقُولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ ، وَأُسَوِّدْكَ ، وَأُزَوِّجْكَ ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ ؟ فَيَقُولُ: بَلَى ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا ، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي .

ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ ، وَأُسَوِّدْكَ ، وَأُزَوِّجْكَ ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ ، وَتَرْبَعُ ، فَيَقُولُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا ، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي .

ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ ، فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ آمَنْتُ بِكَ ، وَبِكِتَابِكَ ، وَبِرُسُلِكَ ، وَصَلَّيْتُ ، وَصُمْتُ ، وَتَصَدَّقْتُ

وَيُثْنِي بِخَيْرٍ مَا اسْتَطَاعَ ، فَيَقُولُ: هَاهُنَا إِذًا ، قَالَ: ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: الْآنَ نَبْعَثُ شَاهِدَنَا عَلَيْكَ ، وَيَتَفَكَّرُ فِي نَفْسِهِ: مَنْ ذَا الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيَّ؟ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ، وَيُقَالُ لِفَخِذِهِ وَلَحْمِهِ وَعِظَامِهِ: انْطِقِي ، فَتَنْطِقُ فَخِذُهُ وَلَحْمُهُ وَعِظَامُهُ بِعَمَلِهِ ، وَذَلِكَ لِيُعْذِرَ مِنْ نَفْسِهِ ، وَذَلِكَ الْمُنَافِقُ وَذَلِكَ الَّذِي يَسْخَطُ اللهُ عَلَيْهِ ".

وختاما

: فننصح إخواننا بالتثبت قبل نسبة شيء للنبي صلى الله عليه وسلم

ولله الحمد لسنا بحاجة إلى ما لم يثبت وما ليس له أصل

ففي كلام ربنا سبحانه وفيما ثبت من حديث نبينا صلى الله عليه وسلم كفاية وغنى

والحمد لله رب العالمين .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 04:55
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


الأحاديث الواردة في زواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة من مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وكلثوم أخت موسى عليه السلام

السؤال :

نسمع في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الحياة الآخرة السيدة مريم أم عيسى عليه السلام ، وآسية زوجة فرعون ، وكلثوم أخت النبي موسى عليه السلام

. ما هو الثابت من هذا في الأحاديث ، وما هو غير الثابت ؟

الجواب :

الحمد لله

جاء في بعض الأحاديث المروية ما يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم سيتزوج في الجنة كلا من السيدة مريم البتول أم عيسى عليه السلام ، وآسية بنت مزاحم زوجة فرعون ، وكلثوم أخت موسى عليه السلام .

ونحن نورد هنا ما ورد من ذلك ، مع مناقشتها من حيث القبول أو الرد :

الدليل الأول :

ما جاء في تفسير قوله تعالى : ( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ) التحريم/5

فقد روي عن بريدة رضي الله عنه في تفسير هذه الآية قوله :

( وعد الله نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يزوجه

فالثيب : آسية امرأة فرعون

وبالأبكار : مريم بنت عمران )

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"

– نقلا عن تفسير ابن كثير (8/166)

وإلا فلم أقف عليه في المطبوع بين أيدينا من المعجم الكبير -

قال : حدثنا أبو بكر بن صدقة ، حدثنا محمد بن محمد بن مرزوق ، حدثنا عبد الله بن أمية ، حدثنا عبد القدوس ، عن صالح بن حَيَّان ، عن ابن بُرَيدة ، عن أبيه به .

وهذا إسناد ضعيف .

صالح بن حيان : جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/386)

قول ابن معين فيه : ليس بذاك

وقال أبو حاتم: ليس بالقوي ، شيخ

وقال النسائي : ليس بثقة .

وقال ابن حبان : يروى عن الثقات أشياء لا تشبه حديث الأثبات ، لا يعجبنى الاحتجاج به إذا انفرد .

كما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال :

( دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمارية القبطية سريته ببيت حفصة بنت عمر ، فوجدتها معه...- فذكر حديثا طويلا ، جاء في آخره - :

فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون وأخت نوح ، ومن الأبكار مريم بنت عمران ، وأخت موسى عليهم السلام )

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (3/13) قال :

حدثنا إبراهيم ، قال حدثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء ، قال أخبرنا موسى بن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار ، عن عمه ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة به .

ثم قال : " لا يروى هذا الحديث عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد ، تفرد به هشام بن إبراهيم " انتهى .

وهذا إسناد منكر .

موسى بن جعفر جاء في ترجمته في "لسان الميزان" (6/113)

قول الذهبي : " لا يعرف وخبره ساقط " انتهى.

ثم قال الحافظ ابن حجر

: " ولفظ العقيلي لما ذكره : مجهول بالنقل ، لا يتابع على حديثه ، ولا يصح.

وأظن أن الذهبي حكم عليه بالبطلان لِما في آخره من الخطأ ، وأما قصة مارية فلها طرق كثيرة تشعر بأن لها أصلا "

انتهى. وضعفه السيوطي في "الدر المنثور" (8/216)

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 04:55
الدليل الثاني :

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

( جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بموت خديجة فقال : إن الله يقرئها السلام ، ويبشرها ببيت في الجنة من قَصَب ، بعيد من اللهب ، لا نَصَب فيه ولا صَخَب ، من لؤلؤة جوفاء ، بين بيت مريم بنت عمران ، وبيت آسية بنت مزاحم )
رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/117)

قال : أخبرنا أبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم زاهر بن طاهر ، قالا أنا محمد بن عبد الرحمن ، أنا أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس التميمي ، أنا أبو الوليد محمد بن إدريس الشامي السرخسي ، نا سويد بن سعيد ، نا محمد بن صالح بن عمر ، عن الضحاك ومجاهد، عن ابن عمر به .

وهذا إسناد منكر أيضا ، فيه عدة علل :

1- محمد بن صالح بن عمر، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/581): مجهول.

2- سويد بن سعيد الحدثاني: ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/275)

وفيها تضعيف كثير من أهل العلم له، وأنه كان يقبل التلقين.

3- أبو سعيد محمد بن بشر بن العباس (378هـ) :

ترجم له الذهبي في "تاريخ الإسلام" (26/633)

وقال: شيخ صالح مسند.

الدليل الثالث :

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على خديجة وهي في الموت فقال :

( يا خديجة ! إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام . فقالت : يا رسول الله ، وهل تزوجت قبلي ؟ قال : لا ، ولكن الله زوجني مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وكلثم أخت موسى )

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118)

قال : أخبرنا أبو غالب محمد بن عمرو بن محمد الشيرازي بأصبهان ، أنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المقرئ ، نا القاضي أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد البردي إملاء

أنا أبو بكر هلال بن محمد بن محمد بالبصرة ، نا محمد ابن زكريا الغلابي ، نا العباس بن بكار ، نا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس به .
وهذا إسناد منكر أيضا .

أبو بكر الهذلي : ترجمته في "تهذيب التهذيب" (12/46)

وفيها اتفاق المحدثين على تضعيفه جدا ، وأنه أخباري متروك الحديث .

وقال ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (8/166) :

ضعيف أيضا .

الدليل الرابع :

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( أُعْلِمتُ أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون . فقلت : هنيئًا لك يا رسول الله )

رواه أبو يعلى – ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118)

والطبراني في "المعجم الكبير" (8/258)

والعقيلي في "الضعفاء الكبير" (4/459)

وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/113)

وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (رقم/1460)

وابن عدي في "الكامل" (7/180) جميعهم من طريق :

عبد النور بن عبد الله ، حدثنا يونس بن شعيب ، عن أبي أمامة به .

وهذا إسناد موضوع .

عبد النور كذاب

قال العقيلي : " كان غالياً في الرفض ، ويضع الحديث خبيثاً "

وقال الذهبي : " كذاب " انتهى.

ويونس بن شعيب : قال فيه البخاري : "منكر الحديث"

وقال العقيلي : "حديثه غير محفوظ"

وقال ابن حبان في "المجروحين" (3/139) :

"لست أعرف له من أبي أمامة سماعا ، على مناكير ما يرويه في قلتها ، كأنه كان المتعمد لذلك ، لا يجوز الاحتجاج به بحال"

. وانظر "لسان الميزان" (6/332)

قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053) :

" وهذا إسناد موضوع " انتهى.

الدليل الخامس :

عن عائشة رضي الله عنها قالت :

( دخل علي رسول الله مسرورا ، فقال : يا عائشة ! إن الله عز وجل زوجني مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم في الجنة .

قالت : قلت : بالرفاء والبنين يا رسول الله )

رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (2/683-684/604-

عجالة الراغب المتمني) والديلمي في "مسند الفردوس" (8620) ، قال ابن السني :

أخبرنا أحمد بن إبراهيم المديني بعمان ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا حفص بن غياث ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خير ، عن مسروق ، عن عائشة رضي الله عنها به. قال أبو بكر بن السني : كذا كتبته من كتابه .

وهذا إسناد ضعيف ؛ فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي ، وهو من أهل المرتبة الثالثة من المدلسين في تصنيف الحافظ ابن حجر ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث ، كما لم نقف على ترجمة لشيخ ابن السني : أحمد بن إبراهيم المديني .
الدليل السادس :

عن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :

( إن الله عز وجل قد زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، وامرأة فرعون ، وأخت موسى )

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/52)

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/118)

قال الطبراني : حدثنا عبدالله بن ناجية ، ثنا محمد بن سعد العوفي ، ثنا أبي ، ثنا عمي ، ثنا يونس بن نفيع ، عن سعد بن جنادة به .

وهذا إسناد ضعيف جدا .

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/218) :

" رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم " انتهى.

وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (7053) :

" فيه من يعرف بالضعف... محمد بن سعد - هو: ابن محمد بن الحسن بن عطية -: قاضي بغداد ، وفيه لين ، وأبوه سعد مثل يونس بن نفيع ؛ لم أجد لهما ترجمة . وعمه هو : الحسين بن الحسن بن عطية ؛ قال الذهبي في " المغني " : " ضعفوه ". انتهى.

الدليل السابع :

عن ابن أبي رواد ، قال :

( دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خديجة وهي في مرضها الذي توفيت فيه ، فقال لها : بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا

أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران ، وكلثم أخت موسى ، وآسية امرأة فرعون ؟ قالت : وقد فعل الله بك ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم . قالت : بالرفاء والبنين )

رواه الطبراني (22/451)

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/119)

وأبو نعيم الأصبهاني في "معجم الصحابة" (رقم/6738)

ورواه ابن الجوزي في "المنتظم في التاريخ" (1/267/

ترجمة خديجة) من طريق ثنا الزبير بن بكار ، حدثني محمد بن حسن ، عن يعلى بن المغيرة ، عن بن أبي رواد به .
وهذا سند منقطع معضل .

فإن ابن أبي رواد هو عبد العزيز بن عبد المجيد بن أبي رواد من كبار أتباع التابعين ، توفي سنة (159هـ)

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/218) :

" منقطع الإسناد ، وفيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ضعيف " انتهى.

والخلاصة أن الأحاديث الواردة في هذا الباب كلها ضعيفة منكرة ، لا يصح منها شيء ، ولا تجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لا يجوز الخوض بما جاء فيها ، فذلك من الغيب الذي لم يطلعنا الله عليه ، ويجب أن نكل أمره إلى الله عز وجل .

يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/75)

بعد أن ساق مجموعة من أحاديث الباب :

" وكل من هذه الأحاديث في أسانيدها نظر " انتهى.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:00
صحة حديث إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا

السؤال :

ما صحة هذا الحديث : عن عائشة رضي الله عنها قالت : " فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة ، فخرجت ، فإذا هو بالبقيع ، فقال : ( أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله )

قلت : يا رسول الله ، إني ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال : ( إن الله عز وجل ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث بهذا اللفظ رواه أحمد (26018)

والترمذي (736)

وابن ماجه (1389)

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَخَرَجْتُ ، فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لِي : ( أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟ ) ، قَالَتْ : قُلْتُ : ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ ، فَقَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ).

والحديث ضعفه البخاري ، والترمذي ، والألباني ، ومحققو المسند ، ط الرسالة .

قال الترمذي: " حديث عائشة لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الحجاج، وسمعت محمدا [يعني البخاري] يضعف هذا الحديث ، وقال: يحيى بن أبي كثير لم يسمع من عروة، والحجاج بن أرطاه لم يسمع من يحيى بن أبي كثير" انتهى.

وقال محققو المسند : "إسناده ضعيف لضعف حجاج بن أرطاة ولانقطاعه" انتهى.

وقال في "تحفة الأحوذي" (3/365): " ( أن يحيف ) أي يجور ويظلم .

( الله عليك ورسوله ) ... يعني: ظننت أني ظلمتك بأن جعلت من نوبتك لغيرك؟

وذلك مناف لمن تصدى لمنصب الرسالة.

( قلت: يا رسول الله ظننت أنك أتيت بعض نسائك ) أي زوجاتك لبعض مهماتك

فأردت تحقيقها، وحملني على هذا الغيرة الحاصلة للنساء التي تخرجهن عن دائرة العقل ، وحائزة التدبر للعاقبة ، من المعاتبة أو المعاقبة.

والحاصل : أني ما ظننت أن يحيف الله ورسوله علي أو على غيري، بل ظننت أنك بأمر من الله أو باجتهاد منك ، خرجت من عندي لبعض نسائك

لأن عادتك أن تصلي النوافل في بيتك... ( فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ): أي قبيلة بني كلب. وخصّهم لأنهم أكثر غنما من سائر العرب" انتهى.

وأصل الحديث صحيح ، دون الزيادة المتعلقة بليلة النصف من شعبان

فقد رواه مسلم (974) والنسائي (2037) عن عَائِشَةُ قالت:

" أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

قُلْنَا : بَلَى .

قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي ، انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ

فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا ، وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا ، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ، ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا ، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي ، وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ .

فَلَيْسَ إِلَّا أَنْ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ : ( مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً ؟ )

قَالَتْ : قُلْتُ : لَا شَيْءَ .

قَالَ : ( لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) .

قَالَتْ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، فَأَخْبَرْتُهُ .

قَالَ : ( فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَامِي ؟ )

قُلْتُ : نَعَمْ .

فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي

ثُمَّ قَالَ : ( أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟

قَالَتْ مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ . نَعَمْ .

قَالَ : ( فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ ، فَنَادَانِي ، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ ، فَأَجَبْتُهُ ، فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ).

قَالَتْ : قُلْتُ كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ: قُولِي : ( السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ) ".

قال النووي ـ رحمه الله ـ في "شرح مسلم" (7/43):

" قولها: (فأحضر فأحضرت) الإحضار: العَدْو... (حشيا) : بفتح الحاء المهملة ، وإسكان الشين المعجمة ، مقصور ؛ معناه : وقد وقع عليك الحَشا، وهو الربو والتهيج الذي يعرض للمسرع في مشيه والمحتد في كلام

، من ارتفاع النفَس وتواتره. يقال: امرأة حشياء وحشية، ورجل حشيان وحشٍ. قيل: أصله من أصاب الربو حشاه. وقوله: (رابية) أي مرتفعة البطن...

قولها ( فلهدني ) هو بفتح الهاء والدال المهملة ، وروى فلهزني بالزاي ، وهما متقاربان .

قال أهل اللغة : لهَده ولهّده بتخفيف الهاء وتشديدها ، أي : دفعه . ويقال لهزه ، إذا ضربه بجُمع كفه في صدره ، ويقرب منهما : لكزه ووكزه .

قوله ( قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله . نعم ) هكذا هو في الأصول ، وهو صحيح ، وكأنها لما قالت مهما يكتم الناس يعلمه الله . صدقت نفسها ، فقالت نعم" انتهى.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:11
لم تثبت زيادة كلمة (كريم) في دعاء ليلة القدر

السؤال :

نقلا عن "صحيح الترمذي" للشيخ الألباني رحمه الله: 3513- حدثنا قتيبة، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن كهمس بن الحسن، عن عبدالله بن بريدة، عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أيُّ ليلة القدر ما أقول فيها؟

قال: (قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني) حكم عليه الشيخ رحمه الله بقوله: صحيح: (ابن ماجه 3850)

ذكر الشيخ رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" أن زيادة (كريم) زيادة من أحد النساخ. هل فاتت زيادة "كريم" الشيخ في "صحيح الترمذي". أم أنها صحيحة عنده. وإن كانت لا تثبت عنده. لماذا لم ينبه أنها زيادة في "صحيح الترمذي"؟

الجواب :

الحمد لله

الشيخ الألباني رحمه الله يجتهد رأيه في التحقيق والنقد، فيعرض له السهو والخطأ كغيره من العلماء والمحققين

ولا يضيره ذلك شيئا، بل هو مأجور عليه بإذن الله أجرا واحدا

وذلك من سعة كرم الله تعالى ولطفه بالعلماء والفقهاء

أن أثابهم على خطئهم أجرا واحدا، كما أثابهم على صوابهم أجرين.

المهم أن يسلك الباحثون وطلبة العلم المنهج القويم في البحث والتحرير

ولا يحجزهم التقليد ولا مكانة العالم عن مراجعة الأدلة وتحرير المباحث

فالعلم موضوعي حيادي، لا يقوم به سوى البحث الحقيقي، ولا يقف عند حدود أسماء معينة من العلماء الأجلاء، مهما علا كعبهم، وارتفعت قاماتهم في العلم.

ولهذا نقول: لقد فات الشيخ الألباني رحمه الله أن ينبه على خطأ زيادة (كريم) في حديث الدعاء ليلة القدر

حيث ورد الحديث من طرق عديدة، وخرجه أصحاب الجوامع والسنن والمسانيد، ولم يذكر أحد منهم فيه زيادة اسم (كريم)، وإنما اقتصر الجميع على الدعاء المشهور: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).

ولكن هذا السهو وقع في كتاب "صحيح الترمذي" (رقم/3513) فقط .

وأما في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" - التي يتفق الباحثون على أن الجهد المبذول فيها أدق وأعمق من سلسلته الأخرى : "صحيح السنن" ، و"ضعيفها" - فقد نبه الشيخ رحمه الله فيها على خطأ هذه الزيادة. فقال:

"وقع في سنن الترمذي بعد قوله: (عفو) زيادة: (كريم)! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين؛ فإنها لم ترِد في الطبعة الهندية من "سنن الترمذي" التي عليها شرح "تحفة الأحوذي" للمباركفوري ( 4 / 264 )، ولا في غيرها.

وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما قتيبة بن سعيد بإسناده، دون الزيادة.

وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي: "مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني" ([رقم] 202)، وليست عند ابن السني؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي

- كما تقدم - عن قتيبة، ثم عزاه للترمذي وغيره! ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم [ ]، وينبَّه أنها من أفراد الترمذي، وأما التحقيق: فيقتضي عدم ذكرها مطلقاً؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها، فاقتضى التنبيه"

نتهى من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (13/ 140)

ومن هنا عد بعض الباحثين حكم الألباني هنا في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" تراجعا صريحا عن تصحيحه هذه الزيادة في "صحيح الترمذي" .

وعلى كل حال ؛ فسواء سمي تراجعا، أم تقريرا مستقلا عن التقرير الأول، المهم فيه أنه لامس الصواب، وتفادى الخطأ.

والغالب أن هذه الزيادة قد تسللت إلى ألسنة بعض الناس من بعض نسخ كتب الحديث، وليس من روايات الحديث نفسه، بمعنى أن العلماء الذين نقلوا زيادة (كريم) إنما فعلوا ذلك لأنهم وقفوا على نسخ خطية فيها زيادة كلمة (كريم)

كما قال المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة لمسند الإمام أحمد (42/ 236): "في (ق): (عفوٌّ كريم)" انتهى.

و (ق) رمز لنسخة خطية رجعوا إليها، انظر مقدمتهم (1/104)

وكذلك في طبعة المكنز (11/611

، رقم 26021) قال المحققون: "في (ق): عفو كريم. والمثبت من بقية النسخ".

ومن هنا تناقل هذه الزيادة كثير من العلماء في كتبهم،

كابن الأثير في "جامع الأصول" (4/324)،

العمراني في "البيان في المذهب الشافعي" (3/568)

والخازن في "لباب التأويل في معاني التنزيل" (4/ 452)

وابن القيم في "بدائع الفوائد" (2/ 143)

والخطيب الشربيني في "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" (1/ 247)

والأمير الصنعاني في "التحبير لإيضاح معاني التيسير" (4/ 268)

والطحطاوي في " حاشية على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح" (ص: 401) .

كلهم ينقل زيادة (كريم) هكذا دون إسناد، وبعضهم يعزوها لسنن الترمذي، هذا على افتراض دقة النسخ الخطية لهذه المراجع أيضا.

ولكننا اليوم لا نشك بأنها زيادة ليست من صلب الحديث ولا من متنه

لأن العشرات من الكتب المسندة المروية جاء فيها النص بدون هذه الزيادة. ورجعنا إلى الطبعات المحققة على نسخ خطية عدة من سنن الترمذي، فلم نجد فيها أي إشارة إلى هذه الزيادة

مثل الطبعة التي بتحقيق بشار عواد (5/490)

والطبعة الأخرى بتحقيق شعيب الأرنؤوط (6/119).

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:22
اخوة الاسلام

و في موضوع الحديث و علومه سوف ندرس

الموقف من اختلاف ألفاظ الحديث الواردة المتقاربة والمتغايرة وذِكر أمثلة منهما

...........

مقامات ثلاثة تحكم علاقة الحديث الضعيف بالسير والمغازي

السؤال:

هناك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ترد روايات ألفاظها مختلفة ولا أعلم ما الأصح بينها : الحديث الأول : ( اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي ) . * قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ) . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحديث الثاني : عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قَالَت : قلتُ يَا رَسُول الله ، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ لَيْلَة الْقدر مَا أَقُول فِيهَا ؟ قَالَ : ( قولي اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْوٌّ تحب الْعَفْو فَاعْفُ عني ) . * ( اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْوٌّ كَرِيمٌ تحب الْعَفْو فَاعْفُ عَنِّي ) صحيح الترمذي . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحديث الثالث : عند الاستيقاظ من النوم ليلا ًوالدعاء بالمأثور في ذلك وهو قوله : ( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ ) . هناك روايات أخرى له . .
. . . . . . . . . . . . . .

الحديث الرابع : عن عائشة : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه في شيء يخفيه من عائشة ، وعائشة تصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ

- أَوْ : كَلِمَةً أُخْرَى - فَلَمَّا انْصَرَفَتْ عَائِشَةُ سَأَلَتْهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ لَهَا : ( قُولِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْتَعِيذُكَ مِمَّا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْأَلُكَ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ أَمْرٍ أَنْ تَجْعَلَ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا ) .

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها : ( عَلَيْكِ بِالْجَوَامِعِ الْكَوَامِلِ ، قُولِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ وَأَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ وَأَسْأَلُكَ مِنْ الْخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْتَعِيذُكَ مِمَّا اسْتَعَاذَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَسْأَلُكَ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ أَمْرٍ أَنْ تَجْعَلَ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) . . . . . . . . . . . . . . . . .

* عَنْ أبي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) صحيح مسلم . * ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي هَزْلِي وَجِدِّي وَخَطَايَاي وَعَمْدِي وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي ) البخاري مع " الفتح " . . . . . . . . . . . . . . . . .

* عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : كُنَّا نَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) سنن أبي داود ، والترمذي ، وصححه الألباني . * رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ

إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ ) صحيح الترمذي وصحيح ابن ماجه . *** فما هي الرواية الأصح من بين الروايات لهذه الأحاديث لأني أريد العمل بها ؟ . وجزاكم الله خيراً .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

تختلف ألفاظ الروايات في الأمر الواحد ، ويكون بين تلك الروايات مغايرة في الألفاظ أحياناً ، ومن أشهر تلك الأسباب التي ينبغي معرفتها : تعدد الرواة النقَلة لألفاظ ذلك الحديث الواحد المتكرر .

وأما الاختلاف الحاصل في ألفاظ رواياتهم فهو لا يخرج عن حالين :

أ. أن يكون اختلافاً يسيراً في حروف يسيرة ، وسبب ذلك الاختلاف في الألفاظ المنقولة يكون تبعاً لحفظهم ، ولضبطهم .

وفي هذه الحال يتساهل في العمل بأية رواية من تلك الروايات ، إلا أن البحث عن أصح الروايات ، وأضبط الرواة ، والعمل برواية من يروي باللفظ لا بالمعنى : هو الذي ينبغي على العامل عند الترجيح بين تلك الروايات .

ب. أن تكون الألفاظ متغايرة فيما ينقلونه بعضهم عن بعض ، وسبب ذلك أن يكون ذلك الأمر ، أو تلك العبادة لها ألفاظ متعددة في أدعيتها ، وأذكارها ، كألفاظ الأذان

والإقامة ، وأدعية الاستفتاح ، وأذكار النوم ، فالحديث في كل ذلك واحد ، ولكنه لما كان متكرراً تعددت الألفاظ فيه ، ونتج من ذلك تعدد الروايات والنقل فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني – رحمه الله - :

فهذا القسم أمره هيِّن ، وإشكاله سهل ؛ لأنه قد علم أنه صلى الله عليه وآله وسلم في الأفعال المتكررة مثل أذكار الصلاة - التي ذكرنا - كان يعلمهم ، فمن روى رواية وصحت أو حسنت طرقها كتشهد ابن عباس –

مثلاً - ، وتشهد ابن مسعود : فهما حديثان صحيحان اختلفت ألفاظهما والكل مرفوع ، فمثل هذا ومثل ألفاظ الأذان وغير ذلك محمول على تعداد التعليم منه صلى الله عليه وآله

وعلِم كل ما رآه صلى الله عليه وآله وسلم توسعة على العباد ، فهم مخيرون بأي رواية عملوا أجروا واقتدوا وامتثلوا ، فمن ربَّع في التكبير ورجَّع : فليس عليه نكير ، ومن ترك التربيع : فكذلك

إذ الكل مروي بأحاديث معمول بها دالة على التخيير للعباد ، وكذلك ألفاظ التشهد والتوحيد من أتى بأيها ممن روى بطرق معمول بها : فهو بالخيار في ذلك .

انتهى من " رسالة في اختلاف ألفاظ الحديث النبوي " .

وهي رسالة علمية قيمة ، قليلة الصفحات ، عظيمة النفع .

ثانياً:

لاختلاف الألفاظ في العبادة والشعيرة الواحدة حِكَمٌ متعددة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

العبادات التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على أنواع يشرع فعلها على جميع تلك الأنواع لا يكره منها شيء ، وذلك مثل أنواع التشهدات ، وأنواع الاستفتاح ، ومثل الوتر أول الليل وآخره

ومثل الجهر بالقراءة في قيام الليل والمخافتة ، وأنواع القراءات التي أنزل القرآن عليها ، والتكبير في العيد ، ومثل الترجيع في الأذان وتركه ، ومثل إفراد الإقامة وتثنيتها .

" مجموع الفتاوى " ( 22 / 335 ) .

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

والعلماءُ رحمهم الله اختلفوا في العبادات الواردة على وجوهٍ متنوِّعة ، هل الأفضل الاقتصار على واحدة منها ، أو الأفضل فِعْلُ جميعها في أوقات شتَّى

أو الأفضل أنْ يجمعَ بين ما يمكن جَمْعُه ؟ والصَّحيح : القول الثاني الوسط ، وهو أن العبادات الواردة على وجوهٍ متنوِّعة تُفعل مرَّة على وجهٍ ، ومرَّة على الوجه الآخر ، فهنا الرَّفْعُ وَرَدَ إلى حَذوِ منكبيه

ووَرَدَ إلى فُرُوع أُذنيه ؛ وكُلٌّ سُنَّة ، والأفضل : أن تَفعلَ هذا مرَّة ، وهذا مرَّة ؛ ليتحقَّقَ فِعْلُ السُّنَّةِ على الوجهين ، ولبقاء السُّنَّةِ حيَّة ؛ لأنك لو أخذت بوجهٍ وتركت الآخر : مات الوجهُ الآخر

فلا يُمكن أن تبقى السُّنَّةُ حيَّة إلا إذا كُنَّا نعمل بهذا مرَّة ، وبهذا مرَّة ، ولأن الإِنسان إذا عَمِلَ بهذا مرَّة وبهذا مرَّة : صار قلبُه حاضراً عند أداء السُّنَّة ، بخلاف ما إذا اعتاد الشيء دائماً فإنه يكون فاعلاً له كفعل الآلة عادة

وهذا شيء مشاهَد ، ولهذا مَن لزم الاستفتاح بقوله : " سبحانك اللهمَّ وبحمدك " دائماً : تجده مِن أول ما يُكبِّر يشرع بـ " سبحانك اللهم وبحمدك " مِن غير شعور ؛ لأنه اعتاد ذلك ، لكن لو كان يقول هذا مرَّة

والثاني مرَّة صار منتبهاً ، ففي فِعْلِ العباداتِ الواردة على وجوهٍ متنوِّعة فوائد :

1 . اتِّباعُ السُّنَّة .

2. إحياءُ السُّنَّة .

3. حضورُ القلب .

وربما يكون هناك فائدة رابعة : إذا كانت إحدى الصِّفات أقصرَ مِن الأخرى - كما في الذِّكرِ بعد الصَّلاةِ - فإن الإِنسان أحياناً يحبُّ أن يُسرع في الانصراف ؛ فيقتصر على " سبحان الله " عشر مرات

و " الحمد لله " عشر مرات ، و " الله أكبر " عشر مرات ، فيكون هنا فاعلاً للسُّنَّة قاضياً لحاجته ، ولا حَرَجَ على الإِنسان أن يفعل ذلك مع قصد الحاجة

كما قال تعالى في الحُجَّاج : ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ) البقرة/ 198 .

" الشرح الممتع على زاد المستقنع " ( 3 / 8 ) .

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:23
ثالثاً:

أما اختلاف الرواة في روايتهم للحدث الواحد غير المتكرر ، وللقصة الواحدة غير المتعددة : فهنا لا يمكن لطالب العلم والعامل إلا أن يرجح بين الروايات ، فيأخذ أقواها ، ويعمل بأصحها إسناداً ، إذا كان المعنى يختلف باختلاف تلك الروايات

قال الشيخ محمد بن إسماعيل الصنعاني – رحمه الله – بعد أن فصَّل في السبب الأول - :

الثاني من الوجوه : أن تتحد القصة وتختلف الألفاظ فيها :

وهذا هو المشكل ، وذلك واقع كثيراً ، كقضية بيع جمَل جابر وشرائه صلى الله عليه وسلم له منه ، فإنه اختلف لفظه في القيمة ، وفي اشتراطه ركوبه إلى المدينة

وكاختلافهم في ركوعات صلاة الكسوف مع أنه لم يصلها إلا مرة واحدة ، بخلاف صلاة الخوف فإنه صلاها مراراً على وجوه مختلفة فهي من القسم الأول ، وكاختلافهم في حجه

وكل منهم روى أنه حج صلى الله عليه وآله وسلم حجّاً مفرداً ، وآخرون رووا أنه تمتع ، وآخرون أنه قارن ، وهي في واقعة واحدة ، وحجة واحدة ، ونحو هذه الصور ،

وهو كثير : فهذا لا بد فيه من النظر في الروايات وطرقها ، والصحيح منها والراجح من المرجوح ، وهو شيء عسير إلا على من سهله الله .

انتهى من " رسالة في اختلاف ألفاظ الحديث النبوي " .

رابعاً:

أما بخصوص الأحاديث التي ذكرها الأخ السائل :

1. فاللفظ الأول في الحديث الأول : رواه النسائي ( 1305 )

وصححه الألباني في " صحيح النسائي " من حديث عمَّار بن ياسر رضي الله عنه .

واللفظ الثاني : رواه البخاري ( 5990 ) ومسلم ( 2680 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .

وكلا الحديثين مختلفان في المخرج ، وليس أحدهما بأولى بالعمل من الآخر ، بل يُعمل بكليهما ، لكن لا يقال هذا الدعاء إلا عند وقوع الضرر وخشية الفتنة على الدين .

قال أبو الحسن المباركفوري – رحمه الله - :

قوله ( أحيني ) إلى قوله ( خيرًا لي ) ثابت في الصحيحين من حديث أنس بلفظ ( اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي ) وهو يدل على جواز الدعاء بهذا ، لكن عند نزول الضرر ، كما وقع التقييد بذلك في حديث أنس المذكور .

" مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح " ( 8 / 278 ) .

2. واللفظ الأول في الحديث الثاني : رواه الترمذيّ ( 3513 )

وصححه ، والنَّسائيّ في " الكبرى " ( 6 / 218 )

وابن ماجه ( 3850 )

وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وأما اللفظ الثاني وهو ( اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْوٌّ كَرِيمٌ تحب الْعَفْو فَاعْفُ عَنِّي ) : فإن الزيادة الواردة في الحديث وهي " كريم " : زيادة لا أصل لها ، ونسبتها للترمذي خطأ – وهي موجودة في كثير من نسخ سنن الترمذي - ، ولم يروها الترمذي – في الواقع - ولا غيره .

قال الشيخ الألباني – رحمه الله - :

وقع في "سنن الترمذي " بعد قوله : ( عفو ) زيادة : " كريم " ! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة ، ولا في غيرها ممن نقل عنها ، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين

أو الطابعين ؛ فإنها لم ترِد في الطبعة الهندية من " سنن الترمذي " التي عليها شرح " تحفة الأحوذي " للمباركفوري ( 4 / 264 ) ، ولا في غيرها ، وإن مما يؤكد ذلك : أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي ، كلاهما عن شيخهما " قتيبة بن سعيد " بإسناده دون الزيادة .

وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي : " مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني " ( 95 / 202 ) ، وليست عند ابن السني ؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة ،

ثم عزاه للترمذي ، وغيره ! ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم [ ] ، وينبَّه أنها من أفراد الترمذي ، وأما التحقيق : فيقتضي عدم ذكرها مطلقاً ؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها ، فاقتضى التنبيه .

" السلسلة الصحيحة " ( 13 / 140 ) .

فالرواية الثانية فيها كلام ، فعليك بالأولى ؛ فإنها أصح .

3. وأما الحديث الثالث : فقد رواه البخاري ( 1103 )

من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه .

وقولك " هناك روايات أخرى له " : فالجواب عليه : أن الحديث ليس فيه روايات مختلفة ، ولو وُجد : فعليك برواية الإمام البخاري ، وتكفيك .

4. وأما اللفظ الأول في الحديث الرابع : فقد رواه الحاكم ( 1 / 702 )

وباختلاف يسير في أوله – فقط - رواه أحمد ( 42 / 67 ) وصححه محققوه .

ورواه ابن ماجه ( 3846 ) بنحو تلك الألفاظ ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .

وأما اللفظ الثاني : فهو الحديث السابق نفسه لكن من غير زيادة ( بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) ، وقد نسبها الحافظ العراقي في " تخريج إحياء علوم الدين " لابن ماجه ، والحاكم ، وليس فيهما تلك الجملة .

ولم نجد سبباً يجعلنا نقول بصحة هذه الزيادة ، فيُكتفى بالرواية السابقة دونها .

5. وأما اللفظ الأول في الحديث الخامس : فليس هو في " مسلم " وحده

بل هو في الصحيحين : البخاري ( 6035 ) ومسلم ( 2719 ) .

وأما اللفظ الثاني : فرواه البخاري ( 6036 ) وهو ذات الحديث السابق لكنه أخصر منه .

وقد علَّق الحافظ ابن حجر رحمه الله على لفظة ( خَطَاياي ) فقال :

قوله ( اغفر لي خطاياي وعمدي ) وقع في رواية " الكشميهني " في طريق إسرائيل ( خطئي ) ، وكذا أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " بالسند الذي في الصحيح ، وهو المناسب لذكر العمد ، ولكن جمهور الرواة على الأول .

والخطايا جمع خطيئة ، وعطف العمد عليها من عطف الخاص على العام ؛ فإن الخطيئة أعم من أن تكون عن خطأ وعن عمد ، أو هو من عطف أحد العامين على الآخر .

" فتح الباري " ( 11 / 198 ) .

فلا تعارض بين الروايتين ، وليس ثمة صحيح وأصح ، فاذكر ربك تعالى بأي الصيغتين شئت ، ولا يخفى أن الرواية الأولى أوسع .

6. وأما اللفظ الأول في الحديث السادس : فرواه أبو داود ( 1516 )

وابن ماجه ( 3814

) والنسائي في " الكبرى " ( 6 / 119 )

ولم يروه الترمذي بهذا اللفظ .

وأما اللفظ الثاني : رواه الترمذي ( 3434 )

والنسائي في " الكبرى " ( 6 / 119 ) .

وكلا الروايتين صحيحة ، وليس مخرجهما واحداً ، وهو من اختلاف التنوع ، وبأي الصيغتين استغفرت ربَّك تعالى أُجرت إن شاء الله .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:26
خبر وافد الجن الذين نسوا سورة من القرآن

السؤال

: سمعت قصة أن واحدا من أهل الجن على شكل أفعى ، اقترب من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ذات مرة ، وهو يرتاح تحت شجرة ، فهمس في أذنه وهمس له النبي أيضا. ولمّا سأله الصحابة الكرام عن هذه الحادثة، أجاب الرسول: "بل كان من أهل الجن، نسي بعض الأيات" أو شيء من هذا القبيل.

بحثت عن هذا الحديث لليومين كاملين ولكن من دون جدوى ، حتى اكتفيت بسبب الإحباط وقررت أن أطلب منكم المساعدة. فما صحة هذا الحديث؟ جزاكم الله خيرا.

الجواب :

الحمد لله

هذه القصة : قطعة من خبر طويل ؛ وممن رواه أبو القاسم السهمي الجرجاني في "تاريخ جرجان" (ص 526) ، قال رحمه الله تعالى :

أَبُو حَاتِمٍ الْمُقْرِئُّ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ وَعُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَمْرٍو قَالا : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ اللَّيْثِ الإِسْتَرَابَاذِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الصّلْتِ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ قَالَ:

( رَأَيْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ لَوْ لَمْ يَأْتِ الْقُرْآنُ لآمَنْتُ بِهِ ... – والثانية - وَبَيْنَا نَسِيرُ إِذْ أَقْبَلَتْ حَيَّةٌ سَوْدَاءُ ثُعْبَانٌ ، فَوَضَعَتْ رَأْسَهَا فِي أُذُنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَوَضَعَ النبي صلى اللَّه عليه وسلم فَمَهُ عَلَى أُذُنِهَا ، فَنَاجَاهَا ، ثُمَّ كَأَنَّمَا الأَرْضُ قَدِ ابْتَلَعَتْهَا.

فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! لَقَدْ أَشْفَقْنَا عَلَيْكَ .

قَالَ: هَذَا وَافِدُ الْجِنِّ ، نَسَوْا سُورَةً ، فَأَرْسَلُوا إِلَيَّ ، فَفَتَحْتُ عَلَيْهِم الْقُرْآنَ ... ) .

ورواه الخطيب البغدادي في "رواة مالك" بنفس الإسناد ، كما نقله عنه السيوطي في كتابه "الزيادات على الموضوعات" (1 / 219) ؛ فقال :

" الخطيب في (رواة مالك): أنبأنا القاضي أبو العلاء محمَّد بن علي الواسطي ، حدثنا أبو زرعة محمَّد بن يوسف بن محمَّد بن الجنيد بن عبد العزيز الجرجاني ، حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمَّد بن عدي الجرجاني ، حدثنا عبد الله بن الليث الإستراباذي ، حدثنا إسحاق بن الصلت ، حدثنا مالك بن أنس

حدثنا أبو الزبير المكي ، حدثنا جابر بن عبد الله الأنصاري قال: رأيتُ مِن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أشياء لو لم يأتِ بالقرآن لآمنتُ به: - ثم ذكره - . " انتهى .

وهذا خبر منكر .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" إسحاق بن الصلت . أتى عن مالك بخبر منكر جدا.

والإسناد إليه مظلم ، ذكره الخطيب في كتاب من روى عن مالك " انتهى .

"ميزان الاعتدال" (1 / 192) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:39
لم يصح حديث في أن طلحة رضي الله عنه أراد الزواج من عائشة رضي الله عنها

السؤال :

وقفت على بعض كتب الشيعة والتي وجدتها قبيحة بشكل كبير حيث جاء فيها أن طلحة رضي الله عنه أراد الزواج من عائشة رضي الله عنها، وأريد أن أعرف لماذا أراد أن يتزوجها؟ وهل انتهى الأمر بعد نزول الآية من سورة الأحزاب أم أثير الموضوع مرة أخرى؟

وماذا كانت ردة فعل عائشة رضي الله عنها تجاه ذلك؟

أرجو مساعدتي في هذا ألأمر فأنا منزعج منذ 3 أسابيع بسبب ما قرأته في كتب الشيعة.

الجواب :

الحمد لله

فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أفضل هذه الأمة ، وأبرها قلوبا ، وأعظمها علما ، وقد أثنى عليهم رب العالمين في محكم التنزيل

فقال سبحانه : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) . الفتح/29 .

ومحبة الصحابة دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان .

هذا وقد دأب الطاعنون في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كالروافض وغيرهم ، على اختلاق الأكاذيب ، للنيل من مكانة الصحابة رضوان الله عليهم عموما

ومن أم المؤمنين عائشة الصديقة الطاهرة المبرأة من فوق سبع سموات ، زوج نبينا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها وأرضاها ، خصوصا .

ومن ذلك ما أورده السائل الكريم في سؤاله حول ما اختلقه الكذابون ، من أن طلحة بن عبيد الله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة : أراد أن يتزوج عائشة رضي الله عنها ، وهذا باطل مكذوب ، وإلى السائل الكريم بيان ذلك :

روي هذا الباطل من ثلاثة طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما ، ولا يصح طريق منها بل جميعها تالف ، وروي كذلك عن بعض التابعين وليس فيها حجة ، وإليك بيان ذلك :

أما ما روي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :

الطريق الأول : فأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره"

كما في "تخريج أحاديث الكشاف" لابن حجر (3/128)

والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/96)

من طريق محمد بن حميد الرازي قال : ثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: لَوْ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ ، أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ، وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا}.

تنبيه : السند عند ابن أبي حاتم ( علي بن الحسين عن محمد بن أبي حماد عن مهران بن أبي عمر به) ، ومحمد بن أبي حماد هو محمد بن حميد الرازي كما قال الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/410) وليس شخصا آخر متابعا له .

أما الإسناد فهو واه تالف ، وفيه علتان :

الأولى : وهي مهران بن أبي عمر ، حيث وثقه غير واحد

وقال فيه النسائي :"ليس بالقوي "

غير أنه مضطرب في حديثه عن سفيان خاصة ،

قال ابن معين :" كان عنده غلط كثير في حديث سفيان ".

"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/301)

والإسناد الذي معنا من حديثه عن سفيان .

العلة الثانية : محمد بن حميد الرازي ، حيث إنه واه ومتهم

وقد اختلفت أقوال النقاد فيه على ثلاثة أقوال :

القول الأول : أنه كذاب . وممن قال بذلك أبو زرعة الرازي

ومحمد بن مسلم بن وارة ، وإسحاق الكوسج ، وصالح بن محمد الحافظ ، وابن خراش

.انظر "تاريخ بغداد" (3/60)

والحافظ العراقي كما في تخريجه على الإحياء" (1/488)

والسيوطي كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/12)."

القول الثاني : أنه ضعيف جدا وليس بكذاب ، وقال بذلك جمع :

قال البخاري :"فيه نظر ".انتهى "التاريخ الكبير" (1/69)

وقال النسائي ليس بثقة

كما في "الأباطيل والمناكير" (2/190)

وقال يعقوب بن شيبة : كثير المناكير كما في "تاريخ بغداد" (3/60)

وقال الذهبي :"منكر الحديث "

. انتهى "السير" (11/503)

وقال ابن رجب :" محمد بن حميد، كثير المناكير، وقد اتهم بالكذب، فلا يلتفت إلى تفرده بما يخالف الثقات".انتهى

"فتح الباري" (5/70)

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/303) :

" كَانَ مِمَّن ينْفَرد عَن الثِّقَات بالأشياء المقلوبات وَلَا سِيمَا إِذا حدث عَن شُيُوخ بَلَده ".انتهى

وقال ابن حجر في "التقريب" (5834) :"ضعيف ".

القول الثالث : يقوون أمره . ومن هؤلاء الإمام أحمد حيث قال

:" لا يزال بالري علم ما دام محمد بن حميد حيا". انتهى

"تاريخ بغداد" (3/60)

وابن معين حيث قال فيه :" ثقة ليس به بأس ". انتهى

كما "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/232).

والراجح في ذلك - والله أعلم - أنه واه وليس بكذاب

بل كان يركب الأسانيد على المتون ، كما نقل الذهبي عن أبي أحمد العسال

قال: سَمِعْتُ فَضْلَكَ يَقُوْلُ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ حُمَيْدٍ، وَهُوَ يُرَكِّبُ الأَسَانِيْدَ عَلَى المُتُوْنِ

. قال الذهبي : آفَتُه هَذَا الفِعْلُ، وَإِلاَّ فَمَا أَعْتَقِدُ فِيْهِ أَنَّهُ يَضَعُ مَتْناً. وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِهِم: فُلاَنٌ سَرَقَ الحَدِيْثَ ". انتهى

"السير" (11/504) ،

ثم إن كثيرا ممن قوى أمره كالبخاري وأحمد وابن معين كان توثيقهم له في بادئ أمره

ثم طرأ عليه ما أوجب ضعفه

حتى اتهم بالكذب

ولذا قد رجعوا عن توثيقهم له

فهذا ابن معين قد روجع فيه حيث قال أبو حاتم :" سألني يحيى بن معين عن ابن حميد

من قبل أن يظهر منه ما ظهر ، فقال : أي شيء تنقمون عليه؟ فقلت : يكون في كتابه الشيء

فنقول ليس هذا هكذا إنما هو كذا وكذا ؛ فيأخذ القلم فيغيره على ما نقول

قال : بئس هذه الخصلة ، قدم علينا بغداد فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي ، ففرقنا الأوراق بيننا ، ومعنا أحمد بن حنبل فسمعناه ، ولم نر إلا خيرا ". انتهى

"الجرح والتعديل" (7/232) .

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:41
وأما الإمام أحمد فكان بعد أن بلغه قول أبي زرعة وابن وارة فيه أنه يكذب ، كان إذا سئل عنه ينفض يديه

. كما في "المجروحين" لابن حبان (2/304) .

وأما البخاري فهذا الترمذي يقول عن البخاري ورأيه في محمد بن حميد :" وحين رأيته كان حسن الرأي في محمد بن حميد الرازي، ثم ضعّفه بعد".

انتهى "سنن الترمذي" (1677) .

وقال ابن القطان في "الوهم والإيهام" (4/412):

" ومحمد بن حميد كذلك وثقه قوم ، ولكنه اعتراه بعد ما ضعف به ، وربما اتهم ، وكان أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وارة ، كتبا عنه ، ثم تركا الرواية عنه". انتهى

ثم إن علماء كل بلد أدرى بأهله كما قال حماد بن زيد :" بلديَّ الرجل أعرف بالرجل".

قال الخطيب البغدادي معلقا على قول حماد :" لما كان عندهم زيادة علم بخبره على ما علمه الغريب من ظاهر عدالته جعل حماد الحكم لما علموه من جرحه دون ما أخبر به الغريب من عدالته". انتهى

"الكفاية للخطيب" (1/106)

ومعلوم أن محمد بن حميد من الري ، وأدرى الناس به أهل بلده الذين اتهموه وتركوه ، ولذا لما قيل لابن خزيمة وهو من الري :" لو حَدَّثَ الأستاذ عن محمد بْن حميد، فإنّ أحمد بْن حنبل قد أحسن الثّناء عليه ؟

قال: إنّه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لَمَا أثنى عليه أصلا ".

انتهى "سير أعلام النبلاء" (11/504) .

ولما قيل لأبي زرعة الرازي :" إن أحمد بن حنبل قال: إن أحاديث ابن حميد ، عن جرير صحاح ، وأحاديثه عن شيوخه لا يدري. قال أبو زرعة: " نحن أعلم من أبي عبد الله رحمه الله . يعني في إمساكه عن الرواية عنه".

انتهى "الضعفاء لأبي زرعة" (2/583)

بل قال أبو نُعيم بنُ عديٍّ: "سمعت أبا حاتمٍ الرازيّ في منزله، وعنده ابنُ خراشٍ، وجماعةٌ من مشايخ أهل الريِّ وحُفَّاظهم ، فذكروا ابن حميدٍ ، فأجمعوا على أنه ضعيف الحديث جدًّا ، وأنه يحدثُ بما لم يسمعه ، وأنه يأخذُ أحاديث أهل البصرة والكوفة، فيحدث بها عن الرازيين".

انتهى "تاريخ بغداد" (3/60) .

الطريق الثاني عن ابن عباس :

أخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/711)

من طريق مُحَمَّد بْن مَرْوَانَ عَنِ الْكَلْبِيِّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : فَلَمَّا ضُرِبَ عَلَيْهِنَّ الْحِجَابُ قَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهُوَ طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ - : أَنُنْهَى أَنْ نَدْخُلَ عَلَى بنَاتِ عَمِّنَا وَنُكَلِّمَهُنَّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيما}. انتهى .

وإسناده موضوع ، فيه كذابان :

الأول : محمد بن السائب الكلبي ، قال الثوري :" قَالَ الكلبي كل شيء أحدث، عَن أبي صالح فهو كذب ". انتهى "الكامل لابن عدي" (7/276) ، وقال أبو حاتم :" الناس مجتمعون على ترك حديثه لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث".

انتهى "الجرح والتعديل" (7/271) .

ثم هو ضال زائغ حيث يقول ابن حبان :" وَكَانَ الْكَلْبِيّ سبئياً ، من أَصْحَاب عَبْد اللَّهِ بْن سبأ من أُولَئِكَ الَّذين يَقُولُونَ إِن عليا لم يمت ، وَإنَّهُ رَاجع إِلَى الدُّنْيَا قبل قيام السَّاعَة فيملؤها عدلا كَمَا ملئت جورا ، وَإِن رَأَوْا سَحَابَة قَالُوا أَمِير الْمُؤمنِينَ فِيهَا".

انتهى "المجروحين" (2/253).

الثاني : محمد بن مروان السدي الصغير ، كذاب متروك ، قال فيه جرير بن عبد الحميد: كذاب. وقال يحيى بْن مَعِين: ليس ثقة. وَقَال مُحَمَّد بْن عَبد اللَّهِ بن نمير : ليس بشيءٍ.

وَقَال صَالِح بْن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ الحافظ: كان ضعيفا، وكان يضع الحديث

وَقَال أَبُو حاتم : ذاهب الحديث، متروك الحديث، لا يكتب حديثه البتة.

وقَال البُخارِيُّ : لا يكتب حديثه البتة .

وَقَال النَّسَائي : متروك الحديث.

وَقَال في موضع آخر: ليس بثقة، ولا يكتب حديثه .

انظر "الجرح والتعديل" (8/86)

و"تهذيب الكمال" (26/393) ،

وقال ابن حبان :" كَانَ مِمَّن يروي الموضوعات عَن الْأَثْبَات ، لَا يحل كِتَابَة حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة الِاعْتِبَار وَلَا الِاحْتِجَاج بِهِ بِحَال من الْأَحْوَال".

انتهى "المجروحين" (2/286).

الطريق الثالث عن ابن عباس : عزاه السيوطي إلى جويبر بن سعيد في تفسيره فقال في "لباب المنقول" (ص163)

:" وأخرج جويبر عن ابن عباس أن رجلا أتي بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلمها ، وهو ابن عمها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا

فقال يا رسول الله أنها ابنة عمي ، والله ما قلت لها منكرا ، ولا قالت لي . قال النبي صلى الله عليه وسلم قد عرفت ذلك؛ إنه ليس أحد أغير من الله ، وإنه ليس أحد أغير مني . فمضى ، ثم قال : يمنعني من كلام ابنة عمي ؟ لأتزوجنها من بعده .

فأنزل الله هذه الآية .

قال ابن عباس : فأعتق ذلك الرجل رقبة ، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله ، وحج ماشيا ؛ توبة من كلمته".انتهى

هكذا عزاه السيوطي إلى تفسير جويبر بن سعيد ، ولم يذكر له إسنادا .

وعلى أية حال ، فيكفي أن راويه جويبر بن سعيد ، فهو متروك الحديث ، ضعفه علي بن المديني جداً

وقال ابن معين : ليس بشيء ".

انظر "تاريخ بغداد" (8/180)

وتركه النسائي كما في "الضعفاء والمتروكين" (104)

وكذا الدارقطني كما في "الضعفاء والمتروكين" (147).

أما من ذكر عنهم من التابعين ومن بعدهم

منهم :

أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه إجماعا .

وحديثه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/201)

قال : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَا فِي قَوْلِهِ: {إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ} الأحزاب/54

قَالَ: «أَنْ تَكَلَّمُوا بِهِ فَتَقُولُوا نَتَزَوَّجُ فُلَانَةَ لِبَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم ، أَوْ تُخْفُوا ذَلِكَ فِي أَنْفُسِكُمْ ، فَلَا تَنْطِقُوا بِهِ يَعْلَمْهُ اللَّهُ» .

وهذا مع كونه ليس بحجة إلا أنه أيضا لا يصح إسناده ، إذ إنه من طريق الواقدي محمد بن عمر شيخ ابن سعد ، وهو متروك تركه البخاري ومسلم وكذبه أحمد وغيره .

انظر "تهذيب الكمال" (26/188).

ومنهم أيضا أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : وهو من طبقة صغار التابعين

وقد رواه عنه ابن سعد في "الطبقات" (8/201)

قال : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا}الأحزاب/53 ، قَالَ: " نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ لِأَنَّهُ قَالَ: إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ". انتهى .

وهو كسابقه أيضا ليس بحجة إذ أنه قول لتابعي ، ومع ذلك لا يصح أيضا لأجل الواقدي كما تقدم .

ومنهم عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو من صغار التابعين

وقد رواه عنه الطبري في "تفسيره" (19/170)

فقال : حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا}الأحزاب/53

قَالَ: " رُبَّمَا بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوِفِّيَ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ يُؤْذِي النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَزَلَ الْقُرْآنُ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} الْآيَةُ ". انتهى .

وهذا لا حجة فيه أيضا لأنه من أتباع التابعين

ثم هو ضعيف في الحديث كذلك

ضعفه أحمد وعلي بن المديني وأبو زرعة والنسائي والدارقطني

وقال ابن معين ليس بشيء .

انظر "تهذيب الكمال" (17/117) .

ومنهم قتادة :

وقد رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (2372

) عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَتَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ يَعْنِي عَائِشَةَ: " فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا}الأحزاب/53.

وهذا منقطع ، إذ إن قتادة جل روايته عن كبار التابعين ، وغاية ما هنالك أن يكون هذا قوله ، وحينئذ لا حجة فيه .

وهنا فائدة وهي أن جمعا من أهل العلم نفوا أن يكون القائل هو طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة ؛ وإنما هو طلحة بن عبيد اللَّه بن مسافع بن عياض .

وممن ذكر ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/88)

حيث قال في ترجمته :" سمي طلحة الخير أيضًا، كما سمي طلحة بْن عبيد اللَّه، الذي من العشرة، وأشكل عَلَى الناس، وقيل: إنه الذي نزل في أمره: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا}

وذلك أَنَّهُ قال: لئن مات رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأتزوجن عائشة، فغلط لذلك جماعة من أهل التفسير، فظنوا أَنَّهُ طلحة بْن عبيد اللَّه الذي من العشرة، لما رأوه طلحه بْن عبيد اللَّه التيمي القرشي، وهو صحابي.

أخرجه أَبُو موسى، ونقل هذا القول عن ابن شاهين". انتهى .

وكذا قال السيوطي في "الحاوي في الفتاوي" (2/116) :

" وَقَدْ كُنْتُ فِي وَقْفَةٍ شَدِيدَةٍ مِنْ صِحَّةِ هَذَا الْخَبَرِ ; لِأَنَّ طلحة أَحَدُ الْعَشَرَةِ أَجَلُّ مَقَامًا مِنْ أَنْ يَصْدُرَ مِنْهُ ذَلِكَ، حَتَّى رَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ رَجُلٌ آخَرُ شَارَكَهُ فِي اسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ وَنَسَبِهِ ; فَإِنَّ طلحة الْمَشْهُورَ الَّذِي هُوَ أَحَدُ الْعَشَرَةِ - طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم التيمي - وطلحة صَاحِبُ الْقِصَّةِ - طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم التيمي -

قَالَ أبو موسى فِي الذَّيْلِ عَنِ ابن شاهين فِي تَرْجَمَتِهِ: هُوَ الَّذِي نَزَلَ فِيهِ: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} الأحزاب/53 الْآيَةَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَالَ: لَئِنْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ لَأَتَزَوَّجَنَّ عائشة، وَقَالَ: إِنَّ جَمَاعَةً مِنَ الْمُفَسِّرِينَ غَلِطُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُ طلحة أَحَدُ الْعَشَرَةِ". انتهى

والصحيح : أنه لا يصح ذلك ، لا في طلحة بن عبيد الله ، ولا في غيره من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم .

وهذا إن ثبت أنه قيل ؛ فلعله من أحد المنافقين الذين آذوا رسول الله عليه وسلم

وهذا ما رجحه القرطبي في "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" (4/150)

قال :" وقوله : { وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدًا } ؛ أي : ما ينبغي ، ولا يحل ، ولا يجوز شيء من ذلك بوجهٍ من الوجوه . ويقال : إن هذه الآية نزلت لَمَّا قال بعضهم - وقد تكلَّم مع زوجة من زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ - : لأتزوجنَّ بها بَعْدَه ؛ فأنزل الله الآية.

وقد حكي هذا القول عن بعض فضلاء الصحابة . وحاشاهم عن مثله . وإنما الكذب في نقله . وإنما يليق مثل هذا القول بالمنافقين الْجُهَّال ". انتهى .

والحاصل : أن هذا الذي ذكر من قول طلحة ، وعزمه على الزواج بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : لم يصح ، بل روي من طرق عامتها تالف ، موضوع .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 05:46
هل درهم الربا أشد من ست وثلاثين زنية؟

السؤال:

قرأت حديثا فيه أن درهما من الربا أشد من زنا الرجل بأمه ، وحقيقة أشكل علي كيف يكون هذا؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث مروي بألفاظ مختلفة ، ومن أشهرها : ( الرِّبَا ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ بَابًا ، أَيْسَرُهَا : مِثْلُ أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ ، وَإِنَّ أَرْبَى الرِّبَا : عِرْضُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ) ، رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (2/ 43) من حديث ابن مسعود.

ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/561)

من حديث أبي هريرة ، بلفظ : ( الرِّبَا سَبْعُونَ حَوْبًا ، أَيْسَرُهَا نِكَاحُ الرَّجُلِ أُمَّهُ ، وَأَرْبَى الرِّبَا : اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ).

ورواه الإمام أحمد في " المسند" (36/288)

من حديث عبد الله بن حنظلة ، بلفظ : ( دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ، أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلَاثِينَ زَنْيَةً) .

وهذا الحديث مشهور ومتداول بين الخطباء والوعاظ وطلبة العلم ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة.

ومن العلماء من حسن أو صحح بعض طرقه أو صححه بمجموعها .

ولكن الذي يظهر ، والله أعلم ، أن هذا الحديث منكر ، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

ويدل على ذلك ثلاثة أمور :

الأول:

أن جميع طرق وروايات هذا الحديث تدور على رواة ضعفاء ومتروكين ، أو رويت بأسانيد معلولة منكرة لا تصلح للاعتضاد .

ولم يرو بإسناد سليم سالم من الضعف والعلل .

ومثل هذا المعنى الذي يتضمنه الحديث ، لا يقبل فيه رواية من هو في أدنى درجات القبول كالمستور والصدوق ، فضلا عن رواية الضعفاء والمجاهيل والمجروحين .

وقد تكلم ابن الجوزي في كتابه الموضوعات على طرق هذا الحديث وبين ضعفها ، وقال : " لَيْسَ فِي هَذِه الأحاديث شيء صَحِيح".

انتهى من "الموضوعات" (2/ 247).

وقال الشيخ المحقق عبد الرحمن المعلمي اليماني :

" والذي يظهر لي أن الخبر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم البتة"

انتهى من تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص: 150).

وكذا رجح محققو مسند الإمام أحمد ضعف الحديث من جميع طرقه .

ينظر: "مسند أحمد" ط الرسالة (36/289).

وأطال في تخريجه الشيخ أبو إسحاق الحويني في "غوث المكدود" (647)

وخلص إلى " أن الحديث لا يمكن نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لا تصحيحاً ولا تحسيناً ، وأحسن أحواله أن يكون ضعيفا ، وعندي أنه باطل ، وفي متنه اضطراب كثير". انتهى

وكذلك درس هذه الروايات باستفاضة الشيخ الدكتور علي الصياح في بحثه " أحاديث تعظيم الربا على الزنا ، دراسة نقدية" ، وخلص فيها إلى تضعيف الحديث من جميع طرقه ، وأنها كلها واهية ومنكرة لا تصلح للتقوية .

وقال في خلاصة بحثه: " لم يصح شيء مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم في تَعْظيمِ الرّبَا على الزنا"

. انتهى من "أحاديث تعظيم الربا على الزنا" (ص: 169)

وقال الشيخ عبد الكريم الخضير :

" الحديث ، سواء في اللفظ هذا أو ذاك : مضعف عند أهل العلم، ومنهم من قواه وأثبته على أقل درجات القبول "

. انتهى من "شرح ألفية العراقي" (9/7، بترقيم الشاملة آليا).

الثاني :

أن المعنى الذي تضمنه الحديث منكر ومستغرب ، فكيف يكون درهم الربا أشد من الزنا ، فضلا عن ست وثلاثين زنية ، وقد عُلم عِظَم حرمة الزنا في الشريعة ؛ فكيف إذا كان ذلك زنا بالمحارم ، عياذا بالله ؟!

ففي الزنا فساد الدين والدنيا ، وسماه الله : (فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) ، ونهى عن الاقتراب منه ، وحرمت الشريعة كل الطرق المفضية إليه ، وسدت الذرائع الموصلة له

وفيه خيانة كبرى لزوج المزني بها ووالديها وأسرتها ، ويؤدي إلى فساد الأخلاق وارتفاع الحياء ، واختلاط الأنساب ، إلى غير ذلك من المفاسد العظيمة التي استوجبت أن يكون حد الزناة المحصنين الرجم بالحجارة حتى الموت

وحد غير المحصنين الجلد والتغريب، ورد شهادتهم ووصفهم بالفسق إلا أن يتوبوا، ومصيرهم في البرزخ إلى تنور مسجور تشوى فيه أجسادهم.

فهل يعقل بعد ذلك أن يكون درهم واحد من الربا أعظم من ست وثلاثين زنية ؟!

وأشدّ من ذلك نكارةً : التصريح بتعظيم الربا على الزنا بالأم !!

وقد ذكره البيهقي في "شعب الإيمان" (4/394)

من حديث ابن مسعود وقال : "هذا إسناد صحيح ، والمتن منكر بهذا الإسناد ، ولا أعلمه إلا وهما ، وكأنه دخل لبعض رواة الإسناد في إسناده" انتهى .

وكأن البيهقي رحمه الله يشير إلى أحد رواة الحديث .

وهو محمد بن غالب التمار المعروف بالتمتام ، فهو وإن كان ثقة إلا أن له بعض الأوهام والأخطاء ، وقد وقع منه أنه أدخل حديثا في حديث آخر . فالظاهر أن هذا الحديث من جملة أوهامه .

وانظر : "أحاديث تعظيم الربا على الزنا، دراسة نقدية" (ص65) .

وقال ابن الجوزي : " وَاعْلَم أَن مِمَّا يردُّ صِحَة هَذهِ الْأَحَادِيث : أَن الْمعاصِي إِنَّمَا يعلم مقاديرها بتأثيراتها ، وَالزِّنَا يُفْسد الْأَنْسَاب ، وَيصرف الْمِيرَاث إِلَى غير مستحقيه

ويؤثر من القبائح مَا لَا يوثر أكل لقمة لَا تتعدي ارْتِكَاب نهي، فَلَا وَجه لصِحَّة هَذَا"

. انتهى من "الموضوعات" (2/248).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أَكْبَرُ الْكَبَائِرِ ثَلَاثٌ: الْكُفْرُ ، ثُمَّ قَتْلُ النَّفْسِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، ثُمَّ الزِّنَا ، كَمَا رَتَّبَهَا اللَّهُ فِي قَوْلِهِ: ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ) .

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟

قَالَ: (أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَك) .

قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: (ثُمَّ أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَك خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَك).

قُلْت: ثُمَّ أَيُّ؟

قَالَ: (أَنْ تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِك) ".

انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/428).

فقرن سبحانه وتعالى الزنى بالشرك وقتل النفس، وجعل جزاءَ ذلك الخلودَ في العذاب المضاعف مالم يرفع العبد موجب ذلك بالتوبة والإيمان والعمل الصالح.

وقال ابن القيم :

" ولما كانت مفسدة الزنى من أعظم المفاسد، وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب، وحماية الفروج ، وصيانة الحرمات ، وتوقّي ما يُوقع أعظمَ العداوة والبغضاء بين الناس

من إفساد كل منهم امرأة صاحبه وابنته وأخته وأمّه ، وفي ذلك خراب العالم : كانت تلي مفسدة القتل في الكبر، ولهذا قرنها الله سبحانه بها في كتابه ، ورسوله بها في سنته.

قال الإِمام أحمد: ولا أعلم بعد قتل النفس شيئًا أعظم من الزنى".

انتهى من "الداء والدواء" (ص/345).

وقال الشيخ ابن عثيمين :

" هذا الحديث لا شك أن في متنه شيئاً من النكارة ... فمثل هذا المتن في القلب منه شيء ؛ وذلك لعظم العقوبة في أمر يَظهر للإنسان أن ما مُثِّل به اشد وأعظم من الممثَّل ، فالله أعلم".

انتهى من "فتح ذي الجلال بشرح بلوغ المرام" (9/322).

الثالث :

أن هذا الحديث صح من قول اثنين من علماء اليهود ، وهما عبد الله بن سلام ، وكعب الأحبار ، مما يدل على أن أصل الرواية من الإسرائيليات ومرويات أهل الكتاب.

فروى البيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 361)

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ أَنَّهُ قَالَ: " الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حُوبًا، وَأَدْنَى فُجره مِثْلُ أَنْ يَقَعَ الرَّجُلُ عَلَى أُمِّهِ" .

وفي "مصنف" عبد الرزاق الصنعاني (8/315) ، و"مصنف" ابن أبي شيبة (6/558) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْظَلَةَ بْنِ الرَّاهِبِ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ : "لأَنْ أَزْنِيَ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ زَنْيَةً ، أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَكْلِ دِرْهَمٍ رِبًا يَعْلَمُ اللَّهُ أَنِّي أَكَلْته حِينَ أَكَلْته وَهُوَ رِبًا".

فلعل علماء بني إسرائيل قالوا لذلك تنفيراً لليهود من هذه المعصية الكبيرة التي تجرأوا عليها ، حتى كانت من معاصيهم التي استحقوا عليها العقاب من الله .

قال سبحانه وتعالى : ( فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً * وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً).

وقال عنهم: ( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ).

وقال فيهم: ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * لَوْلا يَنْهَاهُمْ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمْ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ).

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

بسمة ღ
2018-07-29, 12:21
بوركت أخي الكريم
جزاك الله خيرا

بـــيِسَة
2018-07-29, 14:46
بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 17:18
بوركت أخي الكريم
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

دائما تشرفيني بحضورك المميز مثلك
انار الله دربك و طال الله في عمرك

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير

https://a.top4top.net/p_79572lht1.gif (https://up.top4top.net/)
.

.... احترامي و تقديري ....

*عبدالرحمن*
2018-07-29, 17:22
بارك الله فيك
شكرا جزيلا لك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير

https://c.top4top.net/p_8657f8o01.gif (https://up.top4top.net/)

.... احترامي و تقديري ...

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 04:40
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


يسأل عن صحة حديث قرأه في كتب الشيعة عن عائشة رضي الله عنها .

السؤال :

وقفت على بعض كتب الشيعة والتي وجدتها حيث جاء فيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أنه رآها في القبر متجهة طريقا مشابها للشيطان، فما صحة هذا الحديث؟

وما معناه؟

أرجو مساعدتي في هذا ألأمر فأنا منزعج منذ 3 أسابيع بسبب ما قرأته في كتب الشيعة .

الجواب :

الحمد لله

ما ذكره السائل أنه قرأ في حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعائشة أنه رآها في القبر متجهة طريقا مشابها للشيطان

فهذا لا أصل له في كتب السنة ، والظاهر أنه من وضع الروافض ، وكذبهم ، وهم أهل ذلك ومعدنه .

والثابت الذي لا يُشك فيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عائشة رضي الله عنها في منامه قبل زواجه بها ، ومعلوم أن رؤيا الأنبياء حق

يقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة :" " أُرِيتُكِ فِي المَنَامِ مَرَّتَيْنِ، أَرَى أَنَّكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ، وَيَقُولُ: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَاكْشِفْ عَنْهَا، فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ ".

رواه البخاري (3895) ، ومسلم (2438) .

وقد سأله عمرو بن العاص رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم :" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ» فَعَدَّ رِجَالًا ".

رواه البخاري (3662) ، ومسلم (2384) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة رضي الله عنها يوما :" ( يَا أُمَّ سَلَمَةَ لاَ تُؤْذِينِي فِي عَائِشَةَ، فَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا نَزَلَ عَلَيَّ الوَحْيُ وَأَنَا فِي لِحَافِ امْرَأَةٍ مِنْكُنَّ غَيْرِهَا )

. رواه البخاري (3755) ،

والأحاديث في فضل عائشة رضي الله عنها متواترة لا ينكرها إلا أصحاب الأهواء .

ونذكر السائل الكريم أنه ينبغي للمسلم أن ينزه عينه وعقله وقلبه عن مطالعة كتب أهل الأهواء فإنها ممرضة .

والمؤمن يبتعد عن الفتن كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" "من سَمِعَ بالدَّجَال فلينأ عنهُ، فوالله إن الرَّجُل ليأتيهِ وهو يحسِبُ أنه مؤمنٌ فيتَّبِعُهُ مما يبعثُ به من الشُّبهاتِ "

. رواه أبو داود في سننه (4319)

وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الجامع" (6301) .

واحذر أن يكون أنسك ، بأهل الباطل والضلال والكذب ، ولو أن يحملك الفضول إلى مطالعة ما عندهم ، ما لم تكن طالب علم ، متأهل ، متخصص بذلك .

وما أحسن نصيحة الإمام ابن بطة العكبري حيث قال في "الإبانة عن أصول الديانة" (2/469):

" لَا يَحْمِلَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ حُسْنُ ظَنِّهِ بِنَفْسِهِ , وَمَا عَهِدَهُ مِنْ مَعْرِفَتِهِ بِصِحَّةِ مَذْهَبِهِ ، عَلَى الْمُخَاطَرَةِ بِدِينِهِ فِي مُجَالَسَةِ بَعْضِ أَهْلِ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ , فَيَقُولُ: أُدَاخِلُهُ لِأُنَاظِرَهُ , أَوْ لِأَسْتَخْرِجَ مِنْهُ مَذْهَبَهُ , فَإِنَّهُمْ أَشَدُّ فِتْنَةً مِنَ الدَّجَّالِ

, وَكَلَامُهُمْ أَلْصَقُ مِنَ الْجَرَبِ , وَأَحْرَقُ لِلْقُلُوبِ مِنَ اللَّهَبِ , وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَمَاعَةً مِنَ النَّاسِ كَانُوا يَلْعَنُونَهُمْ , وَيَسُبُّونَهُمْ , فَجَالَسُوهُمْ عَلَى سَبِيلِ الْإِنْكَارِ , وَالرَّدِّ عَلَيْهِمْ , فَمَا زَالَتْ بِهِمُ الْمُبَاسَطَةُ وَخَفْيُ الْمَكْرِ , وَدَقِيقُ الْكُفْرِ حَتَّى صَبَوْا إِلَيْهِمْ ". انتهى

وفقك الله لما يحب ويرضى ، وصانك عن بدع أهل البدع ، وزيغهم ، وأكاذيبهم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 04:51
ما صحة الأحاديث التي فيها ذكر اليماني والأبقع والأصهب .

السؤال :

هناك أحاديث عن اليماني والأبقع والأصهب والأعرج وغيرهم .

هل هي أحاديث صحيحة تسبق نزول المهدي ؟

وهل تنزل على أشخاص في هذا الزمان ؟

الجواب :

الحمد لله

لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ولا ضعيف فيه ذكر لليماني ولا الأبقع ولا الأصهب ولا الأعرج ، إنما ورد ذكرهم في بعض الآثار عن الصحابة والتابعين ، وكلها لا تصح .

أما ما ورد عن الصحابة فقد جاء عن علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر رضي الله عنهما ، وذي قربات وهو مختلف في صحبته ، وهذا بيان ما ورد عنهم .

ما جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (841)

فقال : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيٍّ ، قَالَ: " إِذَا اخْتَلَفَتْ أَصْحَابُ الرَّايَاتِ السُّودِ خُسِفَ بِقَرْيَةٍ مِنْ قُرَى أُرَمَ ، وَيَسْقُطُ جَانِبُ مَسْجِدِهَا الْغَرْبِيُّ

ثُمَّ تَخْرُجُ بِالشَّامِ ثَلَاثُ رَايَاتٍ: الْأَصْهَبُ ، وَالْأَبْقَعُ ، وَالسُّفْيَانِيُّ ، فَيَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ مِنَ الشَّامِ ، وَالْأَبْقَعُ مِنْ مِصْرَ ، فَيَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَيْهِمْ ".

وإسناده ضعيف جدا ، فيه أكثر من علة ، منها :

أبو رومان : لم يترجم له إلا ابن منده في فتح الباب في "الكنى والألقاب" (2882)

فقال :" حدث عَن: عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن. روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان ".انتهى .

ومن هذا حاله كان في عداد المجهولين .

عبد الله بن لهيعة : من أهل العلم من يضعفه مطلقا كما قال الذهبي :" ضَعَّفَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَغَيْرُهُ ، وَسَائِرُ النُّقَّادِ عَلَى أَنَّهُ لا يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.". "

تاريخ الإسلام" (4/668) .

ومنهم من يعتبر من حديثه ما كان قبل الاختلاط كرواية العبادلة كما قال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين»

(319) :" يعتبر بما يروي عنه العبادلة ابن المبارك، والمقرىء، وابن وهب". انتهى . ومنهم من يحسن حديث من روى عنه قبل الاختلاط كالعبادلة ونفر يسير ، كما نقل ابن شاهين في "ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه"

(18) :" أَحْمد بن صَالح أَنه سُئِلَ عَن ابْن لَهِيعَة فَقَالَ: ثِقَة. قيل لَهُ: فَمَا روى الثِّقَات عَن ابْن لَهِيعَة وَوَقع فِيهَا تَخْلِيط ترى أَن يطْرَح ذَلِك التَّخْلِيط ؟

قَالَ : نعم ، وَرفع بِابْن لَهِيعَة. قَالَ أَبُو حَفْص : وَالْقَوْل فِي ابْن لَهِيعَة عِنْدِي قَول أَحْمد بن صَالح لِأَنَّهُ من بَلَده، وَمن أعرف النَّاس بِهِ وبأشكاله من المصريين".

وقال ابن حجر في "التقريب" (2563)

:" صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ، ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما". انتهى .

وهذا هو الأقرب في حاله . والله أعلم ، وليس الوليد ولا رشدين ممن روى عنه قبل الاختلاط .

وانظر في ذلك "الكواكب النيرات" (25) .

الوليد بن مسلم : وهو ثقة إلا أنه يدلس ، ذكر ذلك غير واحد من أهل العلم

قال أبو مسهر :" كان الوليد بن مسلم يحدث بأحاديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم . " . انتهى .

تاريخ دمشق" (63/291)

وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (4/1240) :

" كان الوليد مَعَ حفظه وثقته قبيح التدليس ، يحملُ عَنْ أُناسٍ كذّابين وتلفى عَنِ ابن جُرَيج وغيره ، ثمّ يُسْقِط الَّذِي سمع منه ويقول: عَنِ ابن جُرَيج.". انتهى

بل وتدلسيه شر أنواع التدليس وهو تدليس التسوية كما قال الدارقطني في "الضعفاء والمتروكين" (632)

:" الوليد بن مسلم يرسل ، يروي عن الأوزاعي أحاديث الأوزاعي، عن شيوخ ضعفاء ، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي ، مثل نافع وعطاء والزهري ، فيسقط أسماء الضعفا

ويجعلها عن الأوزاعي عن عطاء ، يعني مثل عبد الله بن عامر الأسلمي ، وإسماعيل بن مسلم ". انتهى .

وكذا قال ابن القطان في" بيان الوهم والإيهام" (4/110) والعلائي في "جامع التحصيل" (58) وأبو زرعة العراقي في "المدلسين" (69) ، وسبط ابن العجمي في "التبيين لأسماء المدلسين" (83) .

ويشترط لقبول حديث من يدلس تدليس التسوية أن يصرح بالتحديث في جميع طبقات الإسناد ، وهو هنا قد عنعن .

رشدين بن سعد : ضعفه أحمد وابن معين وأبو زرعة ، وقال أبو حاتم :" منكر الحديث وفيه غفلة، ويحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث ". "الجرح والتعديل" (3/513) .

وقال فيه النسائي :"متروك الحديث ". "الضعفاء والمتروكون" (203) ، وضعفه الدارقطني كما في "الضعفاء والمتروكين" (220) ، وقال فيه الذهبي : سيء الحفظ لا يُبَالِي عَمَّنْ رَوَى. انتهى . "تاريخ الإسلام" (4/894).

نعيم بن حماد : مصنف كتاب الفتن من أئمة السنة ، إلا أنه في الحديث كثير الوهم ، خاصة في باب الملاحم والفتن ، بل واستنكر أهل العلم ما رواه في كتاب الفتن ، وهذه أقوال أهل العلم فيه :

ضعفه النسائي فقال : روى أحاديث مناكير عن الثقات . انتهى "الضعفاء" (ص101)

وقال أيضا : كثر تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة فصار في حد من لا يحتج به .انتهى

. "تاريخ دمشق" (62/169)

وقال الدارقطني كما في "سؤالات الحاكم" (503)

:" إمام في السنة كثير الوهم. انتهى ، وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان صدوقا، أدخله العقيلي في الصحيح، وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة في الملاحم انفرد بها. انتهى

"إكمال تهذيب الكمال" (12/67) ،

وقال الذهبي :" لاَ يَجُوْزُ لأَحَدٍ أَنْ يَحْتَجَّ بِهِ وَقَدْ صَنَّفَ كِتَابَ الفِتَنِ فَأَتَى فِيْهِ بِعَجَائِبَ وَمَنَاكِيْرَ .انتهى

"السير" (10/609)

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 04:51
وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (2/394)

:" قُلْتُ: تَصْحِيحُ هَذَا الْحَدِيثِ بَعِيدٌ جِدًّا مِنْ وُجُوهٍ، مِنْهَا: أَنَّهُ حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، وَخَرَّجَ لَهُ الْبُخَارِيُّ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ

لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يُهِمُ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ". انتهى .

فتبين مما سبق أن الأثر مسلسل بالضعفاء فيه أكثر من علة ، فلا يصح عن علي رضي الله عنه .

ما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنه .

وقد ورد عنه خبران باطلان :

الأول : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (963)

من طريق ابن لهيعة

وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (497)

من طريق المؤمل

كلاهما عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ:

" إِذَا انْسَابَتْ عَلَيْكُمُ التُّرْكُ ، وَجَهَّزَتِ الْجُيُوشَ إِلَيْكُمْ ، وَمَاتَ خَلِيفَتُكُمُ الَّذِي يَجْمَعُ الْأَمْوَالَ ، وَيُسْتَخْلَفُ مِنْ بَعْدِهِ رَجُلٌ ضَعِيفٌ ، فَيُخْلَعُ بَعْدَ سَنَتَيْنِ ، وَيُحَالِفَ الرُّومَ وَالتُّركَ وَتَظْهَرُ الْحُرُوبُ فِي الْأَرْضِ

وَيُنَادِي مُنَادٍ عَلَى سُوَرِ دِمَشْقَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، وَيُخْسَفُ بِغَرْبِيِّ مَسْجِدِهَا ، حَتَّى يَخِرَّ حَائِطُهَا ، وَيَخْرُجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ بِالشَّامِ ، كُلُّهُمْ يَطْلُبُ الْمُلْكَ ، رَجُلٌ أَبْقَعُ ، وَرَجُلٌ أَصْهَبُ ، وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ أَبِي سُفْيَانَ

يَخْرُجُ بِكَلْبٍ وَيُحْصَرُ النَّاسَ بِدِمَشْقَ ، وَيَخْرُجُ أَهْلُ الْمَغْرِبِ يَنْحَدِرُونَ إِلَى مِصْرَ ، فَإِذَا دَخَلُوا فَتِلْكَ إِمَارَةُ السُّفْيَانِيِّ ، وَيَخْرُجُ قَبْلَ ذَلِكَ مَنْ يَدْعُو لِآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَتْرُكُ التُّرْكُ الْجَزِيرَةَ ، وَتَنْزِلُ الرُّومُ فِلَسْطِينَ

وَيُقْبِلُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ ، فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ ، وَيَسْبِي النِّسَاءَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَزِيرَةَ إِلَى السُّفْيَانِيِّ ".

وإسناده تالف فيه : أبو زرعة عمرو بن جابر متهم بالكذب

كذبه أحمد بن حنبل كما في "العلل" (4644)

وقال فيه النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (447) : "ليس بثقة "

وقال ابن عدي في "الكامل" (6/201)

:" فِي جُمْلَةِ الضُّعَفَاءِ وَفِي جُمْلَةِ مَنْ كَانَ يَقُولُ إِنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلامُ فِي السَّحَابِ وَكَانَ النَّاسُ يَرْمُونَهُ مِنَ الْوَجْهَيْنِ جَمِيعٌا مِنْ قَوْلِهِ فِي عَلِيٍّ وَمِنْ ضَعْفِهِ فِي رِوَايَاتِهِ". انتهى ،

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/68)

:" كَانَ سحابيا يزْعم أَن عليا فِي السَّحَاب ، كَأَنَّهُ جَالس الْكُوفِيّين فَأخذ هَذَا عَنْهُم ، وَمَعَ ذَلِك ينْفَرد عَن جَابر بأَشْيَاء لَيست من حَدِيثه ، لَا يحل الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ وَلَا الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا على وَجه التَّعَجُّب" انتهى .

الثاني : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (882)

فقال : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، وَرِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، قَالَ: «فَيَتْبَعُ عَبْدُ اللَّهِ عَبْدَ اللَّهِ، فَتَلْتَقِي جُنُودُهُمَا بِقَرْقِيسِيَا عَلَى النَّهَرِ، فَيَكُونُ

قِتَالٌ عَظِيمٌ، وَيَسِيرُ صَاحِبُ الْمَغْرِبِ فَيَقْتُلُ الرِّجَالَ وَيَسْبِي النِّسَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فِي قَيْسٍ حَتَّى يَنْزِلَ الْجَزِيرَةَ إِلَى السُّفْيَانِيِّ، فَيَتْبَعُ الْيَمَانِيَّ فَيَقْتُلُ قَيْسًا بِأَرِيحَا، وَيَحُوزُ السُّفْيَانِيُّ مَا جَمَعُوا، ثُمَّ يَسِيرُ إِلَى الْكُوفَةِ فَيَقْتُلُ أَعْوَانَ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ بِالشَّامِ عَلَى الرَّايَاتِ الثَّلَاثِ، ثُمَّ يَكُونُ لَهُمْ وَقْعَةٌ بَعْدَ قَرْقِيسِيَا عَظِيمَةٌ،

ثُمَّ يَنْفَتِقُ عَلَيْهِمْ فَتْقٌ مِنْ خَلْفِهِمْ، فَيُقْبِلُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا أَرْضَ خُرَاسَانَ، وَتُقْبِلُ خَيْلُ السُّفْيَانِيِّ كَاللَّيْلِ وَالسَّيْلِ، فَلَا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إِلَّا أَهْلَكَتْهُ وَهَدَمَتْهُ، حَتَّى يَدْخُلُوا الْكُوفَةَ، فَيَقْتُلُوا شِيعَةً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ يَطْلُبُونَ أَهْلَ خُرَاسَانَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، وَيَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي طَلَبِ الْمَهْدِيِّ، فَيَدْعُونَ لَهُ وَيَنْصُرُونَهُ». انتهى .

وإسناده تالف كسابقه فيه : عمرو بن جابر متهم بالكذب ، وتقدمت ترجمته في الأثر السابق .

ما جاء عن ذي قَرَنات الحميري صاحب أخبار الملاحم .

وهو مختلف في صحبته كما قال ابن منده في "معرفة الصحابة" (ص581) :"اختلف في صحبته ".

وضعف البغوي في "معجم الصحابة" (2/319) ثبوت صحبته

فقال :" ولا أحسب ذا قرنات سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ". انتهى

وعده ابن حجر من تابعي أهل الشام كما في "تبصير المنتبه" (1/12)

ومع ذلك فالسند إليه لا يصح ، وهذا ما جاء عنه :

ورد عنه خبران باطلان ، هما :

الأول : أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (846) فقال : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ، قَالَ: " يَخْتَلِفُ النَّاسُ فِي صَفَرٍ، وَيَفْتَرِقُونَ عَلَى أَرْبَعَةِ نَفَرٍ: رَجُلٍ بِمَكَّةَ الْعَائِذُ،

وَرَجُلَيْنِ بِالشَّامِ: أَحَدُهُمَا السُّفْيَانِيُّ، وَالْآخَرُ مِنْ وَلَدِ الْحَكَمِ أَزْرَقُ أَصْهَبُ، وَرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ جَبَّارٍ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةٌ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ فَيَخْرُجُ إِلَى الَّذِينِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِي الْجَيْشَ إِلَى مِصْرَ، فَيُقْتَلُ ذَلِكَ الْجَبَّارُ، وَيَفُتُّ مِصْرَ فَتَّ الْبَعْرَةِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَى الَّذِيِ بِمَكَّةَ " .انتهى .

وإسناده ضعيف جدا ، حيث فيه أكثر من علة ، منها :

سعيد بن الأسود : كذا جاء اسمه في كتاب الفتن ، وأغلب الظن أنه تصحيف وأن الصواب شعيب بن الأسود

كما ذكر ابن يونس في ترجمته لذي قربات .

نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/366) .

وسواء كان سعيد بن الأسود أو شعيب بن الأسود فكلاهما علة للحديث ، فأما سعيد بن الأسود فلم يترجم له أحد فهو مجهول لا يعرف ، وأما شعيب بن الأسود فهو الجبائي

قال فيه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/278) :" أخباري متروك ". انتهى .

والأثر فيه ابن لهيعة ورشدين ، وتقدم بيان حال ضعفهما في أثر علي رضي الله عنه السابق ذكره .

الثاني : ما أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن" (855 ) فقال : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ صَبَاحٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ ذِي قَرَنَاتٍ قَالَ: " إِذَا رَأَيْتَ رَجُلًا أَعْرَجَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِصْرَ فَاخْرُجْ مِنَ الْفُسْطَاطِ عَلَى رَأْسِ بَرِيدٍ

فَإِنَّهُ يَقْتُلُهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَبْعَثُ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الشَّامِ جَيْشًا فَيَلْقَاهُمْ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ بِالْعَرِيشِ، فَيَمُتُّ بِطَاعَتِهِمُ الْأُولَى وَالْآخِرَةِ، وَيَقُولُ: أَنَا أَكْفِيكُمْ هَذَا الْأَمْرَ، فَيُقْبِلُ بِالْجَيْشِ فَيَقْتُلُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَمَنْ يُتَابِعُهُ حَتَّى يَسْبِي أَهْلَ مِصْرَ، وَيَتْبَعُونَهُمْ بِسُوقِ مَازِنٍ ". انتهى .

وإسناده تالف مليء بالعلل ، حيث فيه شعيب بن الأسود الجبائي متروك ، وأبو زرعة عمرو بن جابر متهم بالكذب ، وفيه ابن لهيعة ورشدين ، وقد تقدمت تراجمهم جميعا فيما سبق .

وأما ما ورد عن التابعين :

فقد ورد عن محمد بن الحنفية ، وكعب الأحبار ، وأبي جعفر الصادق ، وأرطأة بن المنذر ، والأسانيد عنهم جميعا ضعيفة لا تثبت ، وقد أعرضنا عن الاستطراد في بيان ضعفها لأنها لو ثبتت لما كان فيها من حجة

حيث لا يحتج إلا بالقرآن وصحيح السنة ، وما صح عن الصحابة ممن لا يعرف عنه الأخذ عن أهل الكتاب ، مما يمكن أن يقال فيه : إن له حكم الرفع حيث أن هذا الباب من أمور الغيب التي لا تقال بالرأي .

ثم إن صحت هذه الآثار فلا يجوز تنزيلها على حدث أو شخص بعينه في هذا الزمان أو بعده ، فكم قد رأينا من الناس من ضل في شأن المهدي وغيره ، بسبب التنزيل على أشخاص بأعيانهم ، وحصل من ذلك من الفتن ، وإدخال اللبس على الناس ، ما الله به عليهم .

وكل ذلك من القول على الله بلا علم ، وكم جرّ على الأمة الإسلامية من ويلات ، وترك للعمل ، وتكذيب للدين ، وكهانة تحت مسمى الديانة

والإسلام من ذلك بريء ، فديننا واضح قد أكمله رب العالمين ، ولا يصح أن يترك الناس في عمى وغموض ، بل هي المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

" قيل ِلسُفْيَانَ: مَا تَقُولُ فِي الْمَهْدِيِّ فَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ؟

قَالَ: إِنْ مَرَّ عَلَى بَابِكَ فَلَا تَكُنْ مِنْهُ شَيْئًا حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ عَلَيْهِ." .

انتهى من "المعرفة والتاريخ" للفسوي (1/726) .

وختاما : من النصيحة لنا ولإخواننا الانشغال بالواجب علينا ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا ".

أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (12902)

وصححه الألباني في "الصحيحة" (9)

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:01
لم يصح حديث في مدح شيعة علي أو ذم الرافضة

السؤال :

هناك حديث رواه الطبري يقول: (يا علي أنت وشيعتك في الجنة) أرجو أن توضحوا هذا الحديث لأنه قد أفسد قلبي. جزاك الله خيراً.

الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث روي عن جماعة من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم:

الحديث الأول:

عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَتْ لَيْلَتِي مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ عِنْدِي فَأَتَتْهُ فَاطِمَةُ وَتَبِعَهَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, إِلَّا أَنَّهُ مِمَّنْ يَزْعُمُ أَنَّهُ يُحِبُّكَ أَقْوَامٌ يُصَغِّرُونُ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ

لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ. فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَجَاهِدْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْعَلَامَةُ فِيهِمْ؟ قَالَ: لَا يَشْهَدُونَ جُمُعَةً وَلَا جَمَاعَةً، وَيَطْعَنُونَ عَلَى السَّلَفِ الْأَوَّلِ.

ورد من طريقين:

الطريق الأول: الفضل بن غانم، ثنا سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد، عن أم سلمة.

رواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2514)

والطبراني في "المعجم الأوسط" (6/354)

والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (14/321)

وقال الطبراني: لم يَروِ هذا الحديث عن عطية، عن أبي سعيد، عن أم سلمة، إلا سوار بن مصعب

الطريق الثاني: (يونس بن بكير [مسند أحمد]، محمد بن عبدالواهب [المخلص واللالكائي]، سويد بن سعيد [اللالكائي]) ثلاثتهم عن السوار بن مصعب، عن أبي الجحاف، عن محمد بن عمرو، عن فاطمة الكبرى، عن أم سلمة.

رواه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (2/654)

والمخلص في "المخلصيات" (3/ 154)

واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" (8/1540)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/334)

ورواه ابن الأعرابي في "المعجم" (2/ 764) قال: نا محمد بن عقبة الشيباني، نا زكريا بن يحيى الأكفاني، نا خنيس بن بكر بن خنيس، نا سوار بن مصعب، عن داود بن أبي عوف، عن فاطمة بنت علي، عن فاطمة الكبرى، عن أسماء بنت عميس، عن أم سلمة به.

قلنا: وهذا إسناد منكر شديد الضعف بسبب سوار بن مصعب، وعلل أخرى.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"عن يحيى: كان يجئ إلينا، ليس بشيء. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال النسائي وغيره: متروك. وقال أبو داود: ليس بثقة. قلت [أي الذهبي]: وفي جزء أبي الجهم عنه مناكير"

انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 246)

ولذلك قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سوَّار قال فيه أحمد ويحيى: متروك. والفضل بن غانم قال فيه يحيى: ليس بشيء"

انتهى من "العلل المتناهية" (1/161)

وقال ابن تيمية رحمه الله:

"روي هذا المعنى مرفوعا من حديث أم سلمة، وفي إسناده سوار بن مصعب وهو متروك" انتهى من " الصارم المسلول" (ص: 583)

وقال الألباني:

"موضوع". كما في "السلسلة الضعيفة" (5590)

الحديث الثاني:

عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَلِيُّ أَنْتَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ قَوْمًا لَهُمْ نَبْزٌ يُقَالُ لَهُ الرَّافِضَةُ، إِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَاقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ) قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يَنْتَحِلُونَ حُبَّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَلَيْسُوا كَذَلِكَ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَشْتُمُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا)

وقد روي عن علي رضي الله عنه من طرق ثلاثة، هذا بيانها:

الطريق الأول:

رواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (2/547)

وابن عدي في "الكامل" (9/51)

وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335)

من طريق أبي يحيى الحماني، عن أبي جناب الكلبي، عن أبي سليمان الهمذاني أو النخعي، عن عمه، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا فيه علل عدة، منها ضعف أبي جناب الكلبي.

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"يحيى بن أبي حية [د، ت، ق] ، أبو جناب الكلبي. سمع الشعبي وطبقته.

قال يحيى القطان: لا أستحل أن أروى عنه.

وقال النسائي والدارقطني: ضعيف.

وقال أبو زرعة: صدوق يدلس.

وقال ابن الدورقي عن يحيى: أبو جناب ليس به بأس إلا أنه كان يدلس. وروى عثمان عن ابن معين: صدوق.

ثم قال عثمان: هو ضعيف. و

قال الفلاس: متروك"

انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/ 371)

ومن علله أيضا جهالة أبي سليمان الهمداني حيث قال الذهبي في "الميزان" (4/533):

"لا يُدرَى من هو".

الطريق الثاني:

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (4/ 329)

والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/ 229)

ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/331)

من طريق أبي عصمة عصام بن الحكم العكبري قال: ثنا جميع بن عبد الله البصري، قال: ثنا سوار الهمداني، عن محمد بن جحادة، عن الشعبي، عن علي.

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا حديث لا يصح. وسوار ليس بثقة. قال ابن نمير: جميع من أكذب الناس. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث" ا

نتهى من "الموضوعات" (1/ 397)

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:02
الطريق الثالث :

عن أبي عقيل يحيى بن المتوكل، عن كَثيرٍ النَّوَّاء، عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده علي به، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الْإِسْلامَ)

وهو كما يرى القارئ لا يشتمل على بيان فضيلة للشيعة، وأنهم في الجنة، وإنما فيه الشق الثاني من الحديث، وهو تسمية "الرافضة".

أخرجه أحمد في "المسند" (2/186)

والبخاري معلقا في "التاريخ الكبير" (1/279)

والبزار (2/138)

وقال: لا نعلم له إسنادا عن الحسن إلا هذا الإسناد. وابن عدي في "الكامل" (6/66)

وابن الأعرابي في "المعجم" (2/764)

وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163)

وقال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحيى بن المتوكل قال فيه أحمد بن حنبل: هو واهي الحديث. وقال ابن معين: ليس بشيء. وكثير النواء: ضعفه النسائي.

وقال ابن عدي: كان غاليا في التشيع مفرطا فيه" انتهى.

الحديث الثالث:

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ، قَالَتْ: (نَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ: «هَذَا فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ قَوْمًا يَعْلَمُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ يَرْفُضُونَهُ، لَهُمْ نَبَزٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ مَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

وفي لفظ آخر: (دَخَلَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ, فَقَالَ: أَبْشِرْ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتَكَ فِي الْجَنَّةِ أَمَا إِنَّكَ وَشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ, وَإِنَّ قَوْمًا يَجِيئُونَ مِنْ بَعْدِكَ يُصَغِّرُونَ الْإِسْلَامَ ثُمَّ يَلْفِظُونَهُ, لَهُمْ نُبُزٌ, يُقَالُ لَهُمُ: الرَّافِضَةُ؛ فَإِنْ أَدْرَكْتَهُمْ فَقَاتِلْهُمْ فَإِنَّهُمْ مُشْرِكُونَ)

رواه أبو يعلى في "المسند" (12/116)

ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/545)

لكنه قال تليد بن سليمان

بدلا من ابن إدريس - وابن الأعرابي في "المعجم" (2/765)

وابن حبان في "المجروحين" (1/204)

قال أبو يعلى: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا ابن إدريس، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن محمد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة.

ورواه أبو بكر الآجري في "الشريعة" (5/2515)

قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الكوفي الأشناني قال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن راشد قال: حدثنا يحيى يعني: ابن سالم , عن زياد بن المنذر, عن أبي الجحاف, عن عمر بن علي بن الحسين, عن زينب بنت علي, عن فاطمة.

قال ابن عدي رحمه الله:

"وهذا قد رواه عن أبي الجحاف أيضا أبو الجارود، واسمه زياد بن المنذر، ولعله أضعف من أبي الجحاف، وهكذا تليد بن سليمان أيضا، لعله أضعف من أبي الجحاف. وقد روى هذا عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له هذا الكلام.

ولأبي الجحاف أحاديث غير ما ذكرته، وهو من غالية أهل التشيع، وعامة حديثه في أهل البيت، ولم أر لمن تكلم في الرجال فيه كلاما، وهو عندي ليس بالقوي، ولا ممن يحتج به في الحديث"

انتهى من "الكامل" (3/ 545)

وقال ابن الجوزي رحمه الله:

"هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد ويحيى بن معين: تليد بن سليمان المحاربي كذاب"

انتهى من "العلل المتناهية" (1/165)

وقال ابن حبان رحمه الله:

"تليد بن سليمان المحاربي، كنيته أبو إدريس، من أهل الكوفة، يروي عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، روى عنه الكوفيون، وكان رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم

وروى في فضائل أهل البيت عجائب، وقد حمل عليه يحيى بن معين حملا شديدا وأمر بتركه"

انتهى من "المجروحين" (1/204)

ويقول الإمام الذهبي رحمه الله:

"داود بن أبي عوف [د، س، ق] أبو الجحاف. عن أبي حازم الأشجعي، وعكرمة، وطائفة. وعنه السفيانان، وعلى بن عابس، وعدة. وثقه أحمد ويحيى. وقال النسائي: ليس به بأس.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وأما ابن عدي فقال: ليس هو عندي ممن يحتج به. شيعي. عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت. ... فهذا آفته تليد، فإنه متهم بالكذب. ورواه أبو الجارود زياد بن المنذر، وهو ساقط، عن أبي الجحاف"

انتهى من " ميزان الاعتدال" (2/ 18)

وفيه علة أخرى نبه عليها الهيثمي في "مجمع الزوائد" (9/748): "أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم" انتهى.

لذا حكم عليه الألباني في "السلسلة الضعيفة" (6541) بالنكارة.

الحديث الرابع:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّمَا أَحَبُّ إِلَيْكَ: أَنَا أَمْ فَاطِمَةُ؟ قَالَ: فَاطِمَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا، وَكَأَنِّي بِكَ وَأَنْتَ عَلَى حَوْضِي تَذُودُ عَنْهُ النَّاسَ

وَإِنَّ عَلَيْهِ لَأَبَارِيقَ مِثْلَ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ، وَإِنِّي وَأَنْتَ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَفَاطِمَةُ وَعَقِيلٌ وَجَعْفَرٌ فِي الْجَنَّةِ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، وَأَنْتَ مَعِي وشِيعَتُكَ فِي الْجَنَّةِ. ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] لَا يَنْظُرُ أَحَدُهُمْ فِي قَفَا صَاحِبِهِ)

رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/343)

قال: "حدثنا محمد بن موسى، ثنا الحسن بن كثير، ثنا سلمى بن عقبة الحنفي اليمامي، ثنا عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن أبي كثير إلا عكرمة بن عمار، ولا رواه عن عكرمة إلا سلمى بن عقبة، تفرد به: الحسن بن كثير".

وهذا إسناد شديد الضعف بسبب علل عدة

منها جهالة الحسن بن كثير كما في "ميزان الاعتدال" (1/519)

وضعف عكرمة بن عمار في حديثه عن يحيى بن أبي كثير

كما اجتمعت كلمة يحيى القطان، والبخاري، وأبي حاتم، والنسائي، وأبي داود، وابن حبان، على وصف حديثه عنه بالاضطراب والغلط.

ينظر "تهذيب التهذيب" (7/263)

الحديث الخامس:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

(كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي! سيكون في أمتنا قوم ينتحلون حبنا أهل البيت، لهم نبز، يسمون الرافضة، فاقتلوهم فإنهم مشركون)

أخرجه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" (1/417،440)

والطبراني في "المعجم الكبير" (12/242)

وابن عدي في "الكامل" (5/90)

وأبو يعلى في "المسند" (4/459)

وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/163،166)

جميعهم من طريق الحجاج بن تميم، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس به.

قال ابن الجوزي رحمه الله:

"وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال العقيلي: حجاج لا يتابع على هذا الحديث، وله غير حديث لا يتابع عليه" انتهى.

وانظر ضعف حجاج في "تهذيب التهذيب" (1/357).

ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/152)

من طريق عمرو بن مخرم البصري، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس.

وقال ابن عدي:

"هذا حديث بهذا الإسناد، وخاصة عن يزيد بن زريع عن خالد: باطل، لا أعلم يرويه غير عمرو بن مخرم، وعن عمرو أحمد بن محمد اليمامي، وهو ضعيف أيضا، فلا أدري أتينا من قبل اليمامي أو من قبل عمرو بن مخرم" انتهى.

الحديث السادس:

عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو الألفاظ السابقة:

أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/335)، والآجري في "الشريعة" (5/219) من طريق محمد بن معاوية، عن يحيى بن سابق المديني، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن ابن عمر.

جاء في "لسان الميزان" (6/256) في ترجمة يحيى بن سابق:

"قال أبو حاتم: ليس بقوي. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال الدارقطني: متروك. وقال أبو نعيم: حدث عن موسى بن عقبة وغيره بموضوعات" انتهى.

وهكذا يتبين للسائل الكريم أنه لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي، كما أنه لم يصح حديث مرفوع في ذم الرافضة .

وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة. وقد نقلنا أحكام المحدثين على بعض الأسانيد السابقة.

ونزيد هنا أحكاما أخرى:

قال الإمام الدارقطني

– بعد أن ساق طرقا عديدة ومختلفة لهذا الحديث الوارد في السؤال ، منها ما لم نقف عليه -:

"الحديث شديد الاضطراب"

انتهى من "العلل" (15/ 180)

وقال البيهقي رحمه الله:

"روي في معناه من أوجه أخر، كلها ضعيفة" انتهى من "دلائل النبوة" (8/24)

وأورد بعضها الشوكاني في "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" (ص: 380) .

وكذلك ضعفها كلها الألباني في "ظلال الجنة" (2/191-194).

وقال مقبل الوادعي

: "أما حديث: (يا عليّ! أنت وشيعتك في الجنة)، فإنه حديث موضوع، ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات""

انتهى من "تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب" (ص: 17)

والله أعلم.

خلاصة الجواب:

لم يصح أي إسناد لحديث مرفوع في مدح شيعة علي

ولا في ذم الرافضة

وما يروى في هذا الباب إنما يروى بأسانيد منكرة ومضطربة

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:06
تفسير الفلق بالسجن قول مرجوح لا يثبت

السؤال :

هل وردت كلمة " فلق " ( كما في سورة الفلق ) بمعنى السجن في الأحاديث الصحيحة ؟

الجواب :

الحمد لله

قال تعالى : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) الفلق/1-2 .

والفلق الصبح في قول جمهور السلف ، وهو المروي عن جابر بن عبد الله ، وابْنِ عَبَّاسٍ ومُجَاهِدٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ ، وَالْحُسْنِ

وَقَتَادَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، وَابْنِ زَيْدٍ ، وزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، وهو اختيار ابن جرير والبخاري ، وابن القيم ، وغيرهم .

انظر : " تفسير ابن كثير " (8/ 535) ، " بدائع الفوائد " (2/217) .

وقد جاء عن بعض السلف أن الفلق سجن في جهنم .

قال ابن كثير رحمه الله :

" وَقَالَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ : ( الْفَلَقِ ) بَيْتٌ فِي جَهَنَّمَ ، إِذَا فُتِحَ صَاحَ جَمِيعُ أَهْلِ النَّارِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّهِ .

وَكَذَا رُوي عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ وَالسُّدِّيِّ ، وَغَيْرِهِمْ .

وَقَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيُّ : (الْفَلَقِ) مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّمَ " .

انتهى من " تفسير ابن كثير " (8/535) .

وروى الطبري في " تفسيره " (24/ 284)

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الفَلَقُ جُبّ فِي جَهَنَّمَ مُغَطًّى ) .

لكنه حديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (4029) : " منكر " .

وروي أيضا (24/ 699)

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " الفلق : سجن في جهنم " وإسناده ضعيف أيضا .

والحاصل :

أن تفسير الفلق بالسجن قول مرجوح لا يثبت ، ولا يعرف في الأحاديث الصحيحة ، ولا في اللغة - حسب ما نعلم - أن كلمة " الفلق " تأتي بمعنى السجن .

وينظر للفائدة جواب السؤال القادم

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:09
يشرع سؤال الله الوقاية من شر ما خلق

السؤال:

هل يجوز دعاء الله عز وجل بأن يحميني من شر ما خلق في هذا الكون , وفي القبر وفي اليوم الآخر ؟

الجواب:

الحمد لله

الالتجاء إلى الله تعالى للحماية والوقاية من كل سوء وشر وأذى من أعظم العبادات ، وأفضل الطاعات ، فالله عز وجل يحب المستغيثين به ، الملتجئين إليه ، المستعيذين بعظمته وقدرته .

قال الله عز وجل :

( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) سورة الفلق/1-5.

وقوله تعالى : ( من شر ما خلق ) جاء بصفة العموم ، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا كالشيطان ووساوسه ، وفي البرزخ كعذاب القبر ، وفي الحياة الآخرة كجهنم .

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) أي : من شر جميع المخلوقات ، وقال ثابت البناني والحسن البصري : جهنم وإبليس وذريته مما خلق " انتهى.

" تفسير القرآن العظيم " (8/535)

وقال العلامة السعدي رحمه الله :

" أي : ( قل ) متعوذًا ( أَعُوذُ ) أي : ألجأ وألوذ وأعتصم ( بِرَبِّ الْفَلَقِ ) أي : فالق الحب والنوى ، وفالق الإصباح . ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوانات

فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها ، ثم خص بعدما عم ، فقال : ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) أي : من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية . ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ )

أي : ومن شر السواحر اللاتي يَسْتعِنّ على سحرِهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر . ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب

فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره وإبطال كيده ، ويدخل في الحاسد العاين ؛ لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع ، خبيث النفس ، فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور عمومًا وخصوصًا .

ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن أهله " انتهى.

" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/937)

وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من شر ما خلق في بعض الأذكار الشرعية:

عن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ )

رواه مسلم (2708)

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) .

رواه البخاري (3371) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:16
لا يثبت حديث أن الأرض العليا على ظهر حوت قد التقى طرفاه في السماء

السؤال:

قرأت منذ فترة أن السيوطي ـ رحمه الله ـ كان متساهلا في الأحاديث الضعيفة والموضوعة ، فأرجو أن تبينوا إذا كان هذا الحديث صحيحا أو حسنا

- مثل ما قال السيوطي - أو ضعيفا أو موضوعا. الحديث هو: ( إنَّ الأرضينَ سبعٌ، بينَ كلِّ أرضٍ والَّتي تليها مَسيرةُ خمسمائةِ عامٍ، والعُلْيا على ظهرِ حوتٍ، قد التَقَى طرَفاهُ في السَّماءِ، والحوتُ على صخرةٍ، والصَّخرةُ بيدِ الملكِ، والثَّانيةُ سجنُ الرِّيحِ، والثَّالثةُ فيها حجارةُ جهنَّمَ، والرَّابعةُ فيها كِبريتُ جهنَّمَ، والخامسةُ

فيها حَيَّاتُ جهنَّمَ، والسَّادسةُ فيها عقاربُ جهنَّمَ، والسَّابعةُ فيها سَقَرٌ، وفيها إبليسُ مُصَفَّدٌ بالحديدِ، يدٌ أمامَهُ، ويدٌ خلفَهُ، فإذا أرادَ اللهُ أن يُطلِقَه لِما يشاءُ أطلَقَه) وهل حتى يرتقي إلي درجة صحيح أو حسن بمجموع طرائقه ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث يروى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ الْأَرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ وَالَّتِي تَلِيهَا مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، وَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ،

قَدِ الْتَقَى طَرَفَاهُ فِي السَّمَاءِ، وَالْحُوتُ عَلَى صَخْرَةٍ، وَالصَّخْرَةُ بِيَدِ الْمَلَكِ. وَالثَّانِيَةُ سِجْنُ الرِّيحِ. وَالثَّالِثَةُ فِيهَا حِجَارَةُ جَهَنَّمَ. وَالرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ. وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ. وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ. وَالسَّابِعَةُ فِيهَا سَقَر، وَفِيهَا إِبْلِيسُ مُصَفّد بالحديد، يد أمامه ويد خلفه، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ أَطْلَقُهُ)

رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"

– كما نقله ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (5/273)-

وابن منده في "التوحيد" (رقم/59)

والحاكم في "المستدرك" (4/636)

جميعهم من طريق عبد الله بن وهب، قال أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس، قال حدثنا عبد الله بن سليمان الطويل، عن دراج، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد الله بن عمرو.

ولكن في إسناد الحاكم: عن دراج، عن أبي الهيثم، عن عيسى بن هلال. إلا أنه علق عليه بما يشعر بإسقاط أبي الهيثم، فقال: "هذا حديث تفرد به أبو السمح، عن عيسى بن هلال".

وهذا حديث منكر شبه موضوع، لما فيه من نكارة المتن، ونكارة الإسناد:

أما المتن فليست الأرض على ظهر حوت، ولا الحوت على صخرة، وليس في السماء التي هي فضاء الأرض شيء من الحيتان ولا الصخور الحاملة

وهذا أمر أصبح مشاهدا عيانا من خلال أجهزة التصوير والأقمار الصناعية، لا يمتري فيه اثنان اليوم والحمد لله، كما أن طبقات الأرض لا يعرف فيها شيء مما ذكر في الرواية.

وأما الإسناد فهو مسلسل بمن لا يُقبل تفردهم، وتُردُّ عليهم غرائبهم:

1. فأولهم عبد الله بن عياش بن عباس: قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة.

وقال أبو داود والنسائي: ضعيف.

وقال ابن يونس: منكر الحديث.

"تهذيب التهذيب" (5/351)

2. وعبد الله بن سليمان الطويل:

قال فيه البزار: قد حدث بأحاديث لا يتابع عليها. "البحر الزخار" (13/89)

وترجمته في "تهذيب التهذيب" (5/245)

ليس فيها توثيق لأحد من العلماء له. غاية ما هنالك قول ابن حبان فيه: مستقيم الأمر في الحديث إذا روى عن المدنيين والغرباء. "مشاهير علماء الأمصار" (ص301)

وأيضا قول الذهبي: صدوق مقل. "تاريخ الإسلام" (3/678)،

وقوله: "احتج به مسلم ...

حديثه في عداد الحسن" "سير أعلام النبلاء" (7/334)

ولكنه ليس بالتوثيق الكافي؛ لما علم عن منهج ابن حبان في التساهل في توثيق المجاهيل، ولأن روايته هنا منكرة المتن لا يقصدها ابن حبان إطلاقا، ولأن الذهبي لم يذكر دليله على تحسين حديثه، واحتجاج مسلم ليس مُسَلَّما، فقد قال ابن حجر: حديث مسلم في الشواهد

لا في الأصول. "تهذيب التهذيب" (5/351) .

3. دراج بن سمعان، أبو السمح: تتفق تقريبا كلمة المحدثين على تضعيف حديثه ونكارته

قال أحمد: منكر الحديث.

وقال النسائي: ليس بالقوي.

وقال أبو حاتم: في حديثه ضعف.

وقال الدارقطني: ضعيف.

وقال في موضع آخر: متروك.

وقال ابن عدي: عامة الأحاديث التي أمليتها مما لا يتابع دراج عليه.

ينظر "تهذيب التهذيب" (3/209) .

4. عيسى بن هلال الصدفي، ترجمته في "تهذيب الكمال" (23/53)

ليس فيها توثيق ولا تجريح من أحد، فهو من مجاهيل الحال. ولا يكفي إيراد الفسوي له ضمن "ثقات التابعين من أهل مصر"

في كتابه "المعرفة والتاريخ" (2/515)؛

لأن التفرد بهذه المناكير لا يقبل فيها مثل هذا التوثيق المجمل.

وهكذا لا يبقى تقريبا أحد في الإسناد يخلو من قادح مؤثر في الحديث، وليس للحديث طرق ولا شواهد يستعان بها في تقوية أمره، الأمر الذي يعني الحكم عليه بالضعف الشديد.

قال الذهبي رحمه الله:

"منكر" انتهى من "تلخيص المستدرك" (4/636 – مع المستدرك)

وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله:

"هذا حديث غريب جدا، ورفعُهُ فيه نظر"

انتهى من "تفسير القرآن العظيم" (5/274)

وأما الإمام السيوطي فهو موصوف بالتساهل من قبل المحققين من علماء الحديث المتأخرين، مع الاعتراف بعلمه وفضله وجلالته، وسعة اطلاعه ، فإذا حسن حديثا

وتبين لنا فيه علة قادحة ، لم نقبل تحسينه لهذا الحديث، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام.

يقول المعلمي رحمه الله:

"ومنهم من يحكي عن بعض المتأخرين، كالسبكي، وابن حجر، وابن الهمام، والسيوطي ونحوهم، أنهم صحَّحوا ذلك الحديث أو الأثر أو حسَّنوه، ويكون جهابذة العلم من السلف قد ضعّفوا ذلك الحديث أو حكموا بوضعه، وهم أجلّ وأكمل من المتأخرين، وإن كان بعض المتأخرين أولي علم وفضل وتبحُّر

ولكننا رأيناهم يتساهلون في التصحيح والتحسين، ويراعون فيه بعض أصول الفن، ويغفلون عما يعارضها من الأصول الأخرى، وفوق ذلك أن السلف كانوا أبعد عن الهوى" .

انتهى من "آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني" (2/ 297)

ويقول الشيخ الألباني رحمه الله:

"السيوطي معروف بتساهله في التصحيح والتضعيف، فالأحاديث التي صححها أو حسنها فيه [يعني الجامع الصغير] قسم كبير منها ردها عليه الشارح المناوي، وهي تبلغ المئات

إن لم نقل أكثر من ذلك، وكذلك وقع فيه أحاديث كثيرة موضوعة، مع أنه قال في مقدمته: "وصنته عما تفرد به وضاع أو كذاب".

وقد تتبعتها بصورة سريعة، وهي تبلغ الألف تزيد قليلا أو تنقص ... ومن الغريب أن قسما غير قليل فيها ، شهد السيوطي نفسه بوضعها في غير هذا الكتاب،

فهذا كله يجعل الثقة به ضعيفة ، نسأل الله العصمة"

انتهى من "تمام المنة" (ص29)

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:22
حديث أن أعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أمور كثيرة جدا

السؤال:

هل يمكن أن توضح ما إذا كان ما يلي حديثًا أم لا : " جاء أعرابي إلي المسجد لرؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وبعد إلقاء السلام ، سأله النبي صلى الله عليه وسلم: ( من أين أنت؟

) ، فقال الأعرابي: أتيت من مكان بعيد لتجيبني عن بعض الأسئلة ، وفيما يلي الحوار الذي دار بين الأعرابي والنبي =صلى الله عليه وسلم ، قال الأعرابي : أريد ألا يكون في كتابي ذنوب بل فيه خير وحسنـــات فأجابه النبي: كُن باراً لوالديك وأحسن معاملتهم

، قال الأعرابي: أريد أن أكون أحكم الناس فأجابه النبي: اتق الله تعالى في كل شيء ، قال الأعرابي: أريد أن أكون من المقربين عند الله تعالى فأجابه النبي: اقرأ القـــــرآن صباحًا ومساءً ، قال الأعرابي: أريد أن يكون في قلبي نور دائما فأجابه النبي: لا تنسى المــــوت وتذكره دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن أكون في ظل رحمة الله دائمًا فأجابه النبي: أحسن إلى النــــــاس ، قال الأعرابي: أريد أن لا يضرني الأعداء فأجابه النبي: توكل على الله دائمًا

قال الأعرابي: أريد أن لا أكون مفضوحاً بين النـاس فأجابه النبي: لا تفضح عيوب الناس ، قال الأعرابي: أريد أن يكون عمري طويلاً فأجابه النبي: :عليك بصلة الرحــــم .

الجواب :

الحمد لله

لا يعرف لهذا الخبر مستند صحيح ، والظاهر أنه مجمّع وملفق من معاني عدة أحاديث وأخبار مشهورة .

وهذا الخبر شبيه للخبر الموضوع المنتشر والمتداول بين الناس– ولعله هو نفسه لكن تغيرت ألفاظه بسبب تعدد الترجمات له – وهو :

عن خالد بن الوليد قال: " جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال يا رسول الله: جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة ، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم سل عما بدا لك

قال: أريد أن أكون أعلم الناس ؟

فقال صلى الله عليه وسلم: اتق الله تكن أعلم الناس ، قال: أريد أن أكون أغنى الناس ؟

قال صلى الله عليه وسلم: كن قانعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله ، قال: أحب أن يكمل إيماني ؟

قال صلى الله عليه وسلم: حسن خلقك يكمل إيمانك ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن أكون من المطيعين ؟

قال صلى الله عليه وسلم: أد فرائض الله تكن من المطيعين، قال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب؟ قال صلى الله عليه وسلم: اغتسل من الجنابة متطهرا تلقى الله نقيا من الذنوب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ؟

قال صلى الله عليه وسلم: لا تظلم نفسك ولا تظلم الناس تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة ؟ قال صلى الله عليه وسلم: ارحم نفسك وارحم خلق الله، يرحمك ربك يوم القيامة... " الى آخر القصة الطويلة .

وقد سُئل عنه الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى فأجاب :

" هذا الحديث جاء في (كنز العمال) باختلاف عما جاء هنا

ونصه: كما جاء في الجزء 16 من كتاب (كنز العمال) تحت الرقم (44154)

قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:

وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري، قال: قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد فأمرني بصوم سنة ، ثم عاودته في ذلك فأخبرني بإسناده عن مشائخه إلى خالد بن الوليد قال

: " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني سائلك عما في الدنيا والآخرة ، فقال له: سل عما بدا لك، قال: يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس ، قال: اتق الله تكن أعلم الناس، فقال: أحب أن أكون أغنى الناس ، فقال: كن قنعا تكن أغنى الناس ، قال: أحب أن أكون خير الناس

فقال: خير الناس من ينفع الناس فكن نافعا لهم . فقال: أحب أن أكون أعدل الناس ، قال: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس ، قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى

قال: أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى ، قال: أحب أن أكون من المحسنين ، قال: اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، قال: أحب أن يكمل إيماني ، قال: حسن خلقك يكمل إيمانك

فقال أحب أن أكون من المطيعين قال: أد فرائض الله تكن مطيعا، فقال: أحب أن ألقى الله نقيا من الذنوب ، قال: اغتسل من الجنابة متطهرا تلق الله يوم القيامة وما عليك ذنب ، قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور ،

ال: لا تظلم أحدا تحشر يوم القيامة في النور ، قال: أحب أن يرحمني ربي ، قال: ارحم نفسك وارحم خلق الله يرحمك الله ، قال: أحب أن تقل ذنوبي ، قال: استغفر الله تقل ذنوبك، قال: أحب أن أكون أكرم الناس، قال: لا تشكون الله إلى الخلق تكن أكرم الناس، فقال: أحب أن يوسع علي في الرزق ،

قال: دم على الطهارة يوسع عليك في الرزق، قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله ، قال: أحب ما أحب الله ورسوله وأبغض ما أبغض الله ورسوله ، قال: أحب أن أكون آمنا من سخط الله

قال: لا تغضب على أحد تأمن من غضب الله وسخطه ، قال: أحب أن تستجاب دعوتي ، قال: اجتنب الحرام تستجب دعوتك، قال: أحب أن لا يفضحني الله على رءوس الأشهاد، قال: احفظ فرجك كيلا تفتضح على رءوس الأشهاد ، قال: أحب أن يستر الله علي عيوبي، قال: استر عيوب إخوانك يستر الله عليك عيوبك

قال: ما الذي يسكن غضب الرحمن؟ قال: إخفاء الصدقة وصلة الرحم ، قال: ما الذي يطفئ نار جهنم ، قال: الصوم "

من كتاب كنز العمال (ص 127 - 129) .

والحديث المذكور موضوع ورواته مجاهيل ، وكأن واضعه جمع متنه من الأحاديث الصحيحة ، ومن بعض كلام أهل العلم ، وبعض ألفاظه منكرة لا توافق الأدلة الشرعية .

ولا ريب أن العمدة فيما ذكره في هذا الحديث هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة ، أما هذا المتن فلا يعتمد عليه ، ولا يحتج به ؛ لأنه ليس له إسناد صحيح ، والله ولي التوفيق " .

انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (26 / 324 – 326) .

فالخلاصة :

أن هذا الخبر لا تصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب الإعراض عن هذا الخبر الذي لا أصل له ، وما جاءت به الأحاديث الصحيحة يغنينا ويكفينا عن مثل هذه الأخبار .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-05, 05:27
هل ثبت في الحديث أن من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب ؟

السؤال:

أريد الاستفسار عن صحة حديث سمعته ومتنه : ( من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب ) ، ولم أعلم سنده ، فأرجو الحكم على صحة الحديث ، وإن كان الحديث لا يصح

فهل يوجد نص شرعي يدل على أن من قبّل الحجر الأسود سيدخل الجنة بلا حساب أم أن هذا أمرا غير موجود ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور : ( من قبّل الحجر الأسود دخل الجنة بلا حساب )

: لم نجده في شيء من كتب السنة ، لا بسند صحيح ، ولا ضعيف ، ولا نعلم له أصلا عن نبي الله صلى الله عليه وسلم ؛ فلا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

والثابت في فضل الحجر الأسود : أن استلامه يكفر الذنوب ، وأنه سيشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق

روى الترمذي (961) وحسنه ، وأحمد (2796)

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الحَجَرِ: (وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

وقال محققو المسند: إسناده قوي .

وروى الترمذي (959) وحسنه، عن عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ : " أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُهُ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِنَّكَ تُزَاحِمُ عَلَى الرُّكْنَيْنِ (الحجر الأسود والركن اليماني) زِحَامًا مَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُزَاحِمُ عَلَيْهِ ؟

فَقَالَ: إِنْ أَفْعَلْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا).

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

والله أعلم.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 17:32
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث لا أصل له في قطع الإمام صلاة الفريضة لنداء أمّه .

السؤال:

هل هناك حديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كانت أمي على قيد الحياة، وأقيمت صلاة العشاء وبدأت بالفاتحة

وكان باب بيتي مشرعاً فنادتني يا بني يا محمد ، لتركت الصلاة وذهبت ألبي نداءها ، إن كان حديثاً، فما صحته ، حتى أتمكن من الاستدلال به في بعض خطبي ؟

الجواب :

الحمد لله

لا نعلم لهذا الكلام أصلا ، ولا نعرف أحدا من أهل العلم رواه ولا ذكره ، والظاهر أنه حديث موضوع لا أصل له ، فلا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من الكذب عليه.

وقد سبق في إجابة السؤال القادم أن المسلم إذا كان في صلاة فريضة فإنه لا يقطعها لنداء أبيه أو أمه ، لكن له أن ينبه من يناديه إلى أنه منشغل بالصلاة ، إما بالتسبيح ، أو رفع الصوت بالقراءة ، أو نحو ذلك .

ويشرع له أن يخفف في صلاته ، فإذا انتهى منها أجاب النداء .

فكيف إذا كان إماما يصلي بالناس ؟

فهذا الكلام : لا أصل له .

بخلاف النافلة فإنه يقطعها لإجابة والديه .

والله أعلم .

.........

هل يقطع الصلاة ليجيب أحد والديه إذا دعاه ؟

السؤال:

عندما كنت صغيرة كانوا يقولون لي لو شرعت في الصلاة ثم سمعت أحد والديك يناديك فاقطعي الصلاة على الفور واذهبي لتلبية النداء ثم عودي فأعيدي الصلاة. فهل لهذا القول وجه من الصحة؟

الجواب :

الحمد لله

إذا كان المسلم في صلاة فريضة فإنه لا يقطعها لنداء أبيه أو أمه ، لكن له أن ينبه من يناديه إلى أنه منشغل بالصلاة ، إما بالتسبيح ، أو رفع الصوت بالقراءة ، أو نحو ذلك .

ويشرع له أن يخفف في صلاته ، فإذا انتهى منها أجاب النداء .

وقد روى البخاري (707) عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ ) .

فهذا يدل على مشروعية التجوز في الصلاة ، وتخفيفها لعارض يشغل بال المصلي .

وإذا كانت الصلاة نافلة : فإن علم من أبيه أو أمه أنهما لا يكرهان إتمامه للصلاة : أتمها ، ثم أجابهما بعد فراغه ، وإن علم أنهما يكرهان إتمامها وتماديه فيها : قطعها

وأجابهما ، ولا شيء عليه في ذلك ، ثم يعيد صلاته من جديد .

روى البخاري (3436) ومسلم (2550) – واللفظ له - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( كَانَ جُرَيْجٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ فَجَاءَتْ أُمُّهُ فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ كَلِّمْنِي . فَصَادَفَتْهُ يُصَلِّي فَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي ، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ

فَرَجَعَتْ ثُمَّ عَادَتْ فِي الثَّانِيَةِ فَقَالَتْ : يَا جُرَيْجُ أَنَا أُمُّكَ فَكَلِّمْنِي . قَالَ اللَّهُمَّ أُمِّي وَصَلَاتِي ، فَاخْتَارَ صَلَاتَهُ . فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا جُرَيْجٌ وَهُوَ ابْنِي وَإِنِّي كَلَّمْتُهُ فَأَبَى أَنْ يُكَلِّمَنِي

اللَّهُمَّ فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ الْمُومِسَاتِ . قَالَ : وَلَوْ دَعَتْ عَلَيْهِ أَنْ يُفْتَنَ لَفُتِنَ ... ) الحديث .

وبوّب له النووي رحمه الله :

" باب تقديم بر الوالدين على التطوع بالصلاة وغيرها " .

قال النووي رحمه الله :

" قَالَ الْعُلَمَاء : كَانَ الصَّوَاب فِي حَقّه إِجَابَتهَا لِأَنَّهُ كَانَ فِي صَلَاة نَفْل , وَالِاسْتِمْرَار فِيهَا تَطَوُّع لَا وَاجِب , وَإِجَابَة الْأُمّ وَبِرّهَا وَاجِب , وَعُقُوقهَا حَرَام , وَكَانَ يُمْكِنهُ أَنْ يُخَفِّف الصَّلَاة وَيُجِيبهَا ثُمَّ يَعُود لِصَلَاتِهِ ... " انتهى .

وينظر : "فتح الباري"

للحافظ ابن حجر رحمه الله

"الموسوعة الفقهية" (20/342) .

وجاء في "الدر المختار" – من كتب الحنفية – (2 / 54) :

" ولو دعاه أحد أبويه في الفرض لا يجيبه ، إلا أن يستغيث به " انتهى .

أي يطلب منه الغوث والإعانة .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الوالدان إذا نادياك وأنت تصلي : فإن الواجب إجابتهما ، لكن بشرط ألا تكون الصلاة فريضة ، فإن كانت فريضة فلا يجوز أن تجيبهما ، لكن إذا كانت نافلة فأجبهما .

إلا إذا كانا ممن يقدرون الأمور قدرها ، وأنهما إذا علما أنك في صلاة عذراك ، فهنا أشر إليهما بأنك في صلاة :

إما بالنحنحة أو بقول سبحان الله أو برفع صوتك في آية تقرؤها أو دعاء تدعو به حتى يشعر المنادي بأنك في صلاة ...
وإن كان من الآخرين الذين لا يعذرون ويريدون أن يكون قولهم هو الأعلى فاقطع صلاتك وكلمهم ...

أما الفريضة : فلا تقطعها لأحد إلا عند الضرورة ، كما لو رأيت شخصا تخشى أن يقع في هلكة في بئر أو في بحر أو في نار ، فهنا اقطع صلاتك للضرورة ، وأما لغير ذلك فلا يجوز قطع الفريضة " انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (ص 302) باختصار .

والله تعالى أعلم .

.......

هل تقطع الصلاة حتى لا يعلم أهلها بإسلامها؟

السؤال:

أنا مسلمة جديدة وهذه هي المرة الثانية التي أصوم فيها رمضان . عائلتي لا تزال على غير الإسلام ، وأنا أصلي وأصوم دون علمهم . فأنا لا أصلي في البيت إلا صلاتي الفجر والعشاء

أما بقية الصلوات فأصليها خارج المنزل (في المدرسة مثلاً أو في المركز الإسلامي أو في منزل إحدى الصديقات) . وعندما أصلي في البيت أعمد إلى إقفال باب غرفتي حتى لا يعلم أحد بأمري

علماً بأن أختي تقيم معي في الغرفة نفسها . وذات مرة ، عندما كنت أهم بأداء صلاة العشاء في المنزل ، قمت بإقفال الباب قبل أن أشرع في الصلاة

ولكن لسبب أو لآخر لم يقفل الباب . صليت الركعة الأولى واستويت قائمة بعد السجود وشرعت في قراءة الفاتحة ، وفجأة ، فتحت أختي الباب . تملكني خوف شديد ولم أكمل الصلاة وسمحت لها بالدخول . وبعد ساعات من ذلك ، صليت العشاء مرة أخرى .

سؤالي هو : ما حكم قطع المرء صلاته عندما يكون قد نوى أن يصلي أربع ركعات ؟

وماذا كان يتوجب علي فعله في تلك اللحظة ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

نهنئك على نعمة الإسلام ، ونسأل الله أن يثبتك ، ويعينك ، ويقويَ إيمانك ، كما نسأله أن يهدي جميع أهلك وإخوانك ، وأن تكوني سببا في فلاحهم وصلاحهم .

ثانيا :

إذا كنت تخشين من إعلان إسلامك وقوعَ الضرر عليك ، أو أردت تأخير هذا الإعلان حتى تنالي حظا وافرا من معرفة الإسلام ، تتمكنين به من دعوة أهلك ، فلا حرج عليك في ذلك ، كما أنه لا حرج عليك في قطع الصلاة ، إذا خفت اطلاع أحد عليك .

والأصل أن المسلم إذا شرع في صلاة فريضة وجب عليه إتمامها ، وحرم عليه قطعها إلا من عذر .

وقد ذكر الفقهاء أعذارا تبيح قطع الصلاة .

منها : الخوف على النفس من عدو أو سبع .

ومنها : الخوف على المال ، كما لو كان يصلي وجاء من يريد أخذ ماله ، أو خاف أن تهرب دابته .

ومنها : قطع الصلاة لإنقاذ إنسان من حريق أو غرق ، أو خشية أن يقع أعمى في بئر . . . ونحو ذلك .

انظر : "رد المحتار" (1/654)

"المبسوط" (2/3)

"كشاف القناع" (1/380) .

فحيث خفت على نفسك إذا اطلع أحد من أهلك على صلاتك وعلم بإسلامك ، فلا شيء عليك في قطع الصلاة حينئذ ، ثم تصلينها بعد زوال الخطر ، كما فعلت .

ثالثا :

عليك بالاجتهاد في تعلم أحكام الإسلام ، ومصاحبة المؤمنات الخيّرات ، ليكنّ عونا لك على طاعة الله ، والتفكير في الطريقة المناسبة لدعوة أهلك إلى الإسلام ، والحرص على ذلك أشد الحرص ، فإنهم أولى الناس بإحسانك ودعوتك .

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 17:35
ما صحة حديث : ( أديموا قرع بَاب الْجنَّة يفتح لكم ..) ؟

السؤال:

ما صحة الحديث النبوي التالي : روى الحسن عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت‏ :‏ " سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (‏ أديموا قرع باب الجنة يفتح لكم )،‏ فقلت‏:‏ كيف نديم قرع باب الجنة ؟

قال : ‏( بالجوع والظمأ ) " ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أديموا قرع بَاب الْجنَّة يفتح لكم) قالت : كَيفَ نديم قرع بَاب الْجنَّة؟ قَالَ: ( بِالْجُوعِ والظمأ ) " .

لا أصل له

قال الحافظ العراقي رحمه الله في "تخريج أحاديث الإحياء" (ص 967)

" لم أجده " .

وذكره السبكي رحمه الله في "الطبقات الكبرى" (6/ 334) في فصل جمع فِيهِ جَمِيع مَا فِي كتاب الْإِحْيَاء من الْأَحَادِيث الَّتِي لم يجد لَهَا إِسْنَادًا .

فلا يجوز أن ينسب هذا الكلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه من الكذب عليه .

وإن كان المقصود به الحث على الصيام ، ففي أحاديث فضائل الصيام الصحيحة الغنية والكفاية.

وإن كان المقصود به ما كان عليه الصوفية من مدح الجوع وحرمان النفس من الطعام والتقرب إلى الله بذلك : فهذا ليس من السنة

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ، فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ ).

رواه أبو داود (1547)

والنسائي (5468)

وابن ماجة (3354)

وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود".

والله تعالى أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 17:38
هل ورد أن جبريل نزل يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ثلاثة أعلام؟

السؤال:

هل ورد في الحديث : أن جبريل يوم ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم نزل من السماء ومعه ثلاثة أعلام ، فركز علما على الكعبة ، وعلما على بيت المقدس ، وعلما على بيت آمنة ؟

وما درجة الحديث ؟

الجواب:

الحمد لله

هذا كلام باطل لا أصل له

ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكره

فضلا عن رواية أهل الحديث له

فلا يجوز أن ينسب إلى جبريل عليه السلام ذلك

لأنه لا يتنزل إلا بأمر ربه سبحانه

فمن نسب إليه ذلك بغير علم فقد تقول على الله

وهذا من كبائر الذنوب .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 17:43
هل قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم يوما : " اتَّقِ اللَّهَ، وَلا تَقُلْ إِلا حَقًّا" ؟!

السؤال:

حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : " أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلامٌ ، فَقَالَ لَهَا : ( مَنْ تَرْضَيْنَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ ؟ أَتَرْضَيْنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ؟ ) ، " قَالَتْ : لا أَرْضَاهُ ؛ عُمَرُ غَلِيظٌ ، فَقَالَ : ( أَتَرْضَيْنَ بِأَبِيكِ بَيْنِي وَبَيْنِكِ ؟

) ، قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَاءَ ، فَقَالَ : ( وَإِنَّ هَذِهِ مِنْ أَمْرِهَا كَذَا ، وَمِنْ أَمْرِهَا كَذَا ) ، قَالَتْ : قُلْتُ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَلا تَقُلْ إِلا حَقًّا ، قَالَتْ : فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ ، فَرَثَمَ بِهِ أَنْفَهَا

وَقَالَ : أَنْتِ لا أُمَّ لَكِ ، يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ تَقُولِينَ الْحَقَّ وَأَبُوكِ ، وَلَا يَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! قَالَتْ : فَابْتَدَرَتْ مِنْخَرَاهَا كَأَنَّهَا غَزْلا ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( الْبَيْتَ ) ، وَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِهَا ، فَقَامَتْ هَارِبَةً مِنْهُ

فَلَزِقَتْ بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : حَتَّى قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ ، لَمَّا خَرَجْتَ ، فَإِنَّا لَمْ نَدْعُكَ لِهَذَا ) ، فَلَمَّا خَرَجَ قَامَتْ فَتَنَحَّتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهَا : ( ادْنُ مِنِّي )

فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهَا : ( لَقَدْ كُنْتِ قَبْلَ هَذَا شَدِيدَةَ اللُّزُوقِ بِظَهْرِي ) " ، فهل قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم يوما : " اتَّقِ اللَّهَ، وَلا تَقُلْ إِلا حَقًّا" ؟!

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو عمر بن حيويه رحمه الله في "الثالث من مشيخته" (15) فقال :

أَخْبَرَنَا أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ الْفَرَائِضِيُّ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْخُشُوعِيُّ، سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ

أَنَّهُ كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلامٌ، فَقَالَ لَهَا: (مَنْ تَرْضَيْنَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ؟ أَتَرْضَيْنَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ؟) قَالَتْ: لا أَرْضَاهُ؛ عُمَرُ غَلِيظٌ، فَقَالَ: (أَتَرْضَيْنَ بِأَبِيكِ بَيْنِي وَبَيْنِكِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ.

قَالَ: فَبَعَثَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَاءَ، فَقَالَ: (وَإِنَّ هَذِهِ مِنْ أَمْرِهَا كَذَا، وَمِنْ أَمْرِهَا كَذَا) .
قَالَتْ: قُلْتُ: اتَّقِ اللَّهَ ، وَلا تَقُلْ إِلا حَقًّا.

قَالَتْ: فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَرَثَمَ بِهِ أَنْفَهَا، وَقَالَ: أَنْتِ لا أُمَّ لَكِ، يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ تَقُولِينَ الْحَقَّ وَأَبُوكِ، وَلَا يَقُولُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! قَالَتْ: فَابْتَدَرَتْ مِنْخَرَاهَا كَأَنَّهَا غَزْلا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: (الْبَيْتَ) .

وَجَعَلَ يَضْرِبُهَا بِهَا، فَقَامَتْ هَارِبَةً مِنْهُ ، فَلَزِقَتْ بِظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: حَتَّى قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ، لَمَّا خَرَجْتَ، فَإِنَّا لَمْ نَدْعُكَ لِهَذَا) .

فَلَمَّا خَرَجَ قَامَتْ فَتَنَحَّتْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ لَهَا: (ادْنُ مِنِّي) .

فَأَبَتْ أَنْ تَفْعَلَ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهَا: (لَقَدْ كُنْتِ قَبْلَ هَذَا شَدِيدَةَ اللُّزُوقِ بِظَهْرِي) "

وهذا حديث منكر ، وفي النسخة سقط ، فعبد الوارث بن سعيد لم يسمع من عائشة رضي الله عنها حتى يقول : حدثتني عائشة . فهو من أتباع التابعين

إنما روايته عن التابعين أمثال عبد العزيز بن صهيب وشعيب بن الحبحاب وأبي التياح وابن أبي عروبة ، وكانت وفاته سنة 180، وقيل : 179

انظر: "تهذيب التهذيب" (6/ 443) .

أما عائشة رضي الله عنها فتوفيت سنة 58

انظر : "تهذيب التهذيب" (12/ 436)

فبين وفاتيهما 121 عاما .

والصحيح أن هذا الحديث إنما يرويه عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنا مُحَمد بْن الزبير الحنظلي، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَر بْنَ عَبد الْعَزِيزِ يقول، حَدَّثَنا عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ به .

هكذا رواه ابن عدي في "الكامل" (7/ 423) فذكره مختصرا.

ومحمد بن الزبير هذا : قال ابن معين ضعيف لا شيء، وقال أبو حاتم ليس بالقوي في حديثه إنكار، وقال البخاري منكر الحديث وفيه نظر

وقال النسائي ضعيف، وقال في موضع آخر ليس بثقة، وقال ابن عدي بصري كوفي قليل الحديث ، والذي يرويه غرائب وأفراد، وقال الساجي كان شعبة لا يرضاه، وأسند ابن عدي من طريق أبي داود الطيالسي قلت لشعبة مالك لا تحدث عن محمد بن الزبير؟

فقال مر به رجل فافترى عليه، فقلت له [أي : أنكرت عليه] ، فقال إنه أغاظني.

"تهذيب التهذيب" (9/ 167) .

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/ 259):

" مُنكر الحَدِيث جدا ".

وقال بدر الدين العيني في "مغاني الأخيار" (3/ 542): متروك.

وقال ابن القيسراني رحمه الله عن هذا الحديث :

" رَوَاهُ مُحَمَّد بن الزبير الْحَنْظَلِي: عَن عمر بن عبد الْعَزِيز، عَن عُرْوَة بن الزبير، عَن عَائِشَة. وَمُحَمّد هَذَا قَالَ البُخَارِيّ: مُنكر الحَدِيث. وَقَالَ النَّسَائِيّ: ضَعِيف " .

انتهى من " ذخيرة الحفاظ" (2/ 921) .

والصحيح ما رواه أحمد في مسنده (18394)

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، قَالَ: " جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَدَخَلَ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا، أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟

قَالَ: فَحَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا: ( أَلَا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ )، قَالَ: ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا

قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ: " يَا رَسُولَ اللهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا ".

وصححه محققو المسند

وكذا صححه الألباني في " الصحيحة "(2901) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 17:48
ما صحة ومعنى حديث : ( البناتُ حسناتٌ، والبنون نعمٌ، فالحسناتُ مثابُ عليها، والنعم مسئولٌ عنها ) ؟

السؤال:

ما صحة ومعنى حديث : ( البنات حسنات ، والبنون نِعَم ، والحسنات يثاب عليها ، والنعمة يسأل عنها ) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، وإنما يذكره بعض العلماء عن بعض السلف .
فقال أبو منصور الثعالبي رحمه الله في "درر الحكم" (ص 24):

" قال جعفر بن محمد: " البناتُ حسناتٌ، والبنون نعمٌ، فالحسناتُ مثابُ عليها، والنعم مسئولٌ عنها " .

وكثيرا ما يذكره الشيعة في كتبهم منسوبا إلى جعفر بن محمد رحمه الله ، ولا يحتج بما يذكرونه في كتبهم ، فإنهم يكذبون على الله ورسوله ، ويكذبون على سلف الأمة .

وقال ابن عبد البر رحمه الله في "بهجة المجالس" (ص162):

" قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ: الْبَنُونَ نِعَمٌ، وَالْبَنَاتُ حَسَنَاتٌ، وَاَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُحَاسِب عَلَى النِّعَمِ ، وَيُجَازِي عَلَى الْحَسَنَاتِ " .
وكذا ذكره ابن مفلح رحمه الله في " الآداب الشرعية " (1/ 454) عن محمد بن سليمان .

والبنون والبنات جميعا من نعم الله تعالى على الإنسان

قال تعالى : ( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى/ 49، 50 .

وقد يكون مراد من قال ذلك : إن النعمة في البنين أتم وأكمل .

وقد ورد في فضل تربية البنات عدة أحاديث ، كقوله صلى الله عليه وسلم : (مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ) رواه البخاري (1418) ، ومسلم (2629) .

وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ ". رواه مسلم (2631)

وليست المفاضلة بالجنس ، وإنما المفاضلة بالصلاح ، وقرة العين بالذرية الطيبة .

فقد تكون البنت أفضل لوالديها في الدنيا والآخرة من الولد ، وقد يكون العكس .

فالبنون والبنات كلاهما من النعم .

وكلاهما من الحسنات ، إذا بارك الله له فيهما .

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

sat_mohamed
2018-08-10, 18:25
بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2018-08-10, 18:38
بارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 20:58
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


تخريج حديث : ( مَنْ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ عَالِمٍ نَظْرَةً فَفَرِحَ بِهِ...).

السؤال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ عَالِمٍ نَظْرَةً فَفَرِحَ بِهِ، خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ تِلْكَ النَّظْرَةِ وَالْفَرَحِ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِصَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ) .

أهذا الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟

ثم من خرج هذا الحديث؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/366) فقال :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسْلِمِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ رَجَاءٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ قَيْسُ بْنُ بُسْرِ بْنِ السِّنْدِيِّ النَّصْرِيُّ بِجُبَيْلٍ

حَدَّثَنَا عَلِيٍّ الْعَجَمِيُّ الأَحْوَلُ ، حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ ، أَنْبَأَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ نَظَرَ إِلَى وَجْهِ عَالِمٍ نَظْرَةً فَفَرِحَ بِهِ، خَلَقَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ تِلْكَ النَّظْرَةِ وَالْفَرَحِ مَلَكًا يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِصَاحِبِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ).

وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :

- علي العجمي لم نجد له ترجمة .

- قيس بن بسر ، ذكره ابن عساكر في تاريخه (49/365)

وابن ماكولا في " الإكمال " (1/271) ولم يحكيا فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو مجهول .

- عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، قال عبد العزيز الكتاني: كان فيه تساهل ، واتهم في لقي أبي علي بن هارون الأنصاري ، وكتب الكثير، وذكر أنه كتب بنحو مائة رطل حبر حين احترقت كتبه ، وجددها .

وذكر أبو الحسن بن قيس عن أبيه وغيره قال: كان عبد الوهاب بن الميداني لا يبخل بإعارة شيء من كتبه ، إلا بكتاب واحد كان لا يسمح به ، فاحترقت كتبه كلها، فاستحدث نسخا من الكتب التي نسخت من كتبه .

قال الحافظ : والتساهل الذي أشار إليه عبد العزيز من هذه الجهة.

"لسان الميزان" (4 /86) .

- علي بن الحسن بن رجاء، ذكره ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (41/ 321)

وكذا الذهبي في " تاريخ الإسلام " (26/ 593)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا .

وقد سبق في جواب السؤال رقم : (140158) :

أن عامة الأحاديث التي تنفرد بإخراجها الكتب التالية ، ولا يرويها أصحاب السنن والمسانيد المشهورة ؛ هي أحاديث ضعيفة :

" الضعفاء الكبير " للعقيلي ، " الكامل في الضعفاء " لابن عدي ، " تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ، " تاريخ دمشق " لابن عساكر ، " نوادر الأصول " للحكيم الترمذي ، " مسند الفردوس " للديلمي .

وهذا الحديث مما انفرد بإخراجه ابن عساكر فيما نعلم .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 21:04
هل صح الحديث الذي فيه هدم الكعبة مرتين ورفعها في الثالثة مرفوعا ؟

السؤال :

لقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (استمتِعوا بهذا البيتِ، فقد هُدِمَ مرتين، ويُرفَعُ في الثالثةِ) ولقد صحح الحديث الشيخ الألباني رحمه الله وغيره.

ولقد قرأت أن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه هدم الكعبة، ثم أعاد بناءها. ثم بعد ذلك عبد الملك بن مروان فعل ذلك. فأريد توضيحا مفصلا

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث (اسْتَمْتِعُوا بِهَذَا الْبَيْتِ فَقَدْ هُدِمَ مَرَّتَيْنِ وَيُرْفَعُ فِي الثَّالِثة) يروى من طريق حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله المزني، عن ابن عمر رضي الله عنهما.

وقد اختلف الرواة عن حميد في رفع هذا الحديث ووقفه على وجهين:

الأول: رفع الحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

هكذا رواه سفيان بن حبيب عن حميد الطويل. أخرجه البزار في "المسند" (12/308)

وابن خزيمة في "صحيحه" (4/128)

وابن حبان في "صحيحه" (15/153

والطبراني في "المعجم الكبير" (13/275)

وأبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/557)

والحاكم في "المستدرك" (1/608)

وأبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (1/244).

وقد صححه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين". والألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"

الثاني: وقف الحديث ، من كلام ابن عمر رضي الله عنهما، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

هكذا رواه حماد – وهو ابن سلمة – عن حميد الطويل. كما قال البزار بعد روايته الوجه المرفوع الأول: "وقد روي عن حماد، عن حميد، عن بكر، عن ابن عمر موقوفا"

انتهى من "مسند البزار" (12/ 308)

ورواه أيضا هكذا موقوفا يزيد بن هارون عن حميد الطويل. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3/270)، وأيضا في (7/461)

ولكن الصحابي المسمى في هذا الموقوف عن (يزيد بن هارون) هو عبدالله بن عمرو، وليس ابن عمر بن الخطاب.

وقد راجعنا ثلاث طبعات مختلفة، كلها اتفقت أنه ابن عمرو بن العاص.

والذي يترجح ، والله أعلم ، هو أن الحديث موقوف من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص، وليس مرفوعا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك لأدلة عديدة:

الدليل الأول:

أن (حماد بن سلمة، ويزيد بن هارون) اللذين وقفا الرواية : أحفظ من سفيان بن حبيب وأوثق ولا شك، بل إن حماد بن سلمة معدود أنه أثبت الناس في حديث حميد الطويل

كما في "تهذيب التهذيب" (3/12)

وأما سفيان بن حبيب – فهو وإن وثقه النقاد – إلا أن بعضهم أشار إلى تفردات له ينبغي أن تحذر

كما قال عثمان بن أبي شيبة: "كان له أحاديث مناكير". "تهذيب التهذيب" (4/107)

الدليل الثاني:

أن حميدا الطويل – الذي عليه مدار الحديث – معدود في المدلسين، وإشكال تدليسه أحاديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه مشهور عند المحدثين،

ينظر "تهذيب التهذيب" (3/40)

وقد عده ابن حجر في "الثالثة" من مراتب المدلسين (رقم/71)، وهم "من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع". وهو هنا لم يصرح بالتحديث أبدا

عن بكر بن عبد الله المزني، وإنما رواه بالعنعنة، فيخشى أن يكون أسقط راويا ضعيفا ، كان يهم فيرفع الحديث في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى إلى هذا الاضطراب في رواية الحديث. بالرفع والوقف، والخلاف بين ابن عمر وابن عمرو.

الدليل الثالث:

أن عبد الله بن عمرو بن العاص وردت عنه العديد من الآثار التي يتحدث فيها عن هدم البيت، وكلامه هنا أشبه بما ورد عنه.

منها قوله: "وايم الله، لتهدمُنَّه ، أيتُها الأمة مرارا، يرفع عِنْد الثالثة، فاستمتعوا مِنْهُ مَا استطعتم"

انتهى من "تفسير ابن المنذر" (1/295) .

الدليل الرابع:

روي نحو هذا الكلام عن كعب الأحبار، الأمر الذي يشير إلى أصل النقل، وأنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عبد الرزاق في "المصنف" (5/138)

عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن كعب أنه قال في الكعبة: تهدمونها أيتها الأمة ثلاث مرات، ثم ترفع في الرابعة، فاستمتعوا منها.

والتشابه بين الألفاظ يؤكد أن أصلهما واحد عن كعب.

كما أن معمرا قابل حديث ذي السويقتين بكلام كعب الأحبار، كما روى عبد الرزاق الصنعاني (5/ 136)

"عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في آخر الزمان يظهر ذو السويقتين على الكعبة) - قال: حسبت أنه قال: «فيهدمها» .

قال معمر: وبلغني عن بعضهم أن الكعبة تهدم ثلاث مرات، ترفع في الثالثة أو الرابعة، فاستمتعوا منها.

ولم يُخف معمر ، فيما يظهر والله أعلم ، اسم القائل ، إلا لشكه بمصدر هذا الخبر عن الإسرائيليات.

الدليل الخامس:

استشكل العلماء هدم الكعبة قبل ذلك مرتين ، وقد ذكروا في التاريخ أكثر من ذلك، بلغ بها ابن الملقن تسع مرات، معترضا بها على هذا الحديث

الأمر الذي يدل على تعارض الخبر مع واقع التاريخ، ثم قال ابن الملقن: "ظاهر الحديث الذي أسلفناه أنها هدمت مرتين فقط، إلاَّ أن يؤول على أن المراد بقوله: (هدم مرتين) إنها ستهدم مرتين، وكذا وقع بعده صلى الله عليه وسلم"

انتهى من " الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (6/ 189)

ومثل هذا التأويل يمكن الاستغناء عنه إذا قيل بوقف الأثر ، أو ضعفه .

الدليل السادس:

أن المحدثين استغربوا الوجه المرفوع، فقال ابن خزيمة: "خبر غريب غريب" هكذا مرتين.

والخلاصة :

أن هذا الأثر لا يصح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، وغايته أنه موقوف أو منقول عن كعب الأحبار، فلا يلتفت كثيرا إلى تحرير تنزلاته الحقيقية في ما مضى أو في ما يستقبل من الزمان.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 21:09
هل ثبت من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص أن ارتفاع البناء في مكة من أشراط الساعة؟

السؤال :

ما صحة هذا الحديث التالي وجزاكم الله خيراً: حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمَ الْبَيْتَ، فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ. قَالُوا: وَنَحْنُ عَلَى الإِسْلاَم؟

قَالَ: وَأَنْتُمْ عَلَى الإِسْلاَم. قلت: ثُمَّ مَاذَا؟

قَالَ: ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ. فَإِذَا رَأَيْت مَكَّةَ قَدْ بُعجَتْ كَظَائِمَ, وَرَأَيْت الْبِنَاءَ يَعْلُو رُؤُوسَ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّك.

الجواب :

الحمد لله

هذا أثر يروى موقوفا من كلام عبد الله بن عمرو بن العاص، ولم ينسبه الرواة إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فلا يسمى "حديثا" في الاصطلاح الدقيق الذي استقر عند المتأخرين، الأمر الذي يقتضي التنويه من البداية ، كي لا يلتبس على أحد من القراء.

ثم نبحث بعد ذلك في ثبوت هذا الكلام أصلا عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، بمقتضى قواعد المحدثين، فنقول:

روي هذا الأثر من طرق ثلاثة عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وبمعانٍ متقاربة:

الطريق الأول:

عن يعلى بن عطاء، عن أبيه، قَالَ:

"كُنْتُ آخِذًا بِلِجَامِ دَابَّةِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، فَقَالَ:

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا هَدَمْتُمَ الْبَيْتَ، فَلَمْ تَدَعُوا حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ.

قَالُوا: وَنَحْنُ عَلَى الإِسْلاَم؟

قَالَ: وَأَنْتُمْ عَلَى الإِسْلاَم.

قلت: ثُمَّ مَاذَا؟

قَالَ: ثُمَّ يُبْنَى أَحْسَنَ مَا كَانَ. فَإِذَا رَأَيْت مَكَّةَ قَدْ بُعجَتْ كَظَائِمَ, وَرَأَيْت الْبِنَاءَ يَعْلُو رُؤُوسَ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الأَمْرَ قَدْ أَظَلَّك".

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7/ 461)، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (462) وابن الجعد في "مسنده" (2108)

وهذا إسناد محتمل؛ لأن عطاء العامري، والد يعلى، لم نقف على نص بتوثيقه، وقد نصوا على أن ابنه يعلى من موالي عبد الله بن عمرو بن العاص، والذي يظهر أن المراد هو أبوه

لأن الابن ـ يعلى ـ لم يدرك عبد الله بن عمرو. ومعلوم أن المولى خصيص بمولاه.

وقد كان شعبة يعتني بالأحاديث التي يسندها يعلى عن أبيه إذا لم يرسلها. كما جاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (6/463) أن شعبة قال: كان يعلى يحدثني عن أبيه فيرسله، فأقول له: فأبوك عمن؟

قال: أنت لا تأخذ عن أبي !! وأدرك عثمان رضي الله عنه، وأدرك كذا.

وجاء في "تاريخ دمشق" لابن عساكر (74/ 196):

"قال شعبة وحدّثني يعلى بن عطاء، عن أبيه: أنّ رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلّم يستأذنه في الجهاد.

قال شعبة: ولم يذكره عن عبد الله بن عمرو بن العاص، فتهاونت به. فقال: لا تأخذ هذا عني، عن أبي، وقد ولد أبي لثلاث سنين بقين من خلافة عمر؟!" انتهى.

والحاصل : أن الإسناد محتمل للتحسين والقبول في مثل هذه الأبواب الإخبارية.

الطريق الثاني:

يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال:

"إِذَا رَأَيْتَ الْبِنَاءَ ارْتَفَعَ إِلَى أَبِي قُبَيْسٍ, وَجَرَى الْمَاءُ فِي الْوَادِي ؛ فَخُذْ حِذْرَكَ"

رواه عبد الرزاق في "التفسير" (3/183)

ونعيم بن حماد في "الفتن" (1/43)

والفاكهي في "أخبار مكة" (1/339

وأيضا3/42)، ولكنه عند كل من نعيم، والفاكهي عن ابن عمر، وليس ابن عمرو، والغالب أنه خطأ مطبعي، والصواب: ابن عمرو. بالواو، خاصة وأن الفاكهي يرويه من طريق عبدالرزاق.

ويزيد بن أبي زياد متفق على ضعف حديثه ، ونكارة كثير منه.

ينظر "تهذيب التهذيب" (11/330).

ومع ذلك ، فقد تابعه الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: إذا ظهرت بيوت مكة على أخاشبها فخذ حذرك.

أخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/ 544)،

والربعي في "منتقى من أخبار الأصمعي" (ص100)

ولكن رواه الأعمش بالعنعنة، ولم يصرح بالسماع، وثمة اختلاف مشهور في سماعه من مجاهد.

يمكن مراجعته في "جامع التحصيل" (ص188-189)

الطريق الثالث:

مسلم بن خالد، عن ابن خثيم، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال:

"إِذا رَأَيْتُ بُيَوتَهَا، يَعْنِي بِذَلِكَ مَكَّةَ، قَدْ عَلَتْ أَخْشَبَيْهَا، وَفُجِّرَتْ بُطُونُهَا أَنَّهَارًا، فَقَدْ أَزِفَ الْأَمْرُ".

رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/ 282)

وابن خثيم هو عبد الله بن عثمان بن خثيم، مختلف في توثيقه وتضعيفه، فوثقه ابن معين في رواية، وأبو حاتم قال: صالح الحديث، والنسائي في رواية، وابن سعد. وضعفه ابن معين في رواية، والنسائي في رواية، وعلي بن المديني،

وقال ابن حبان: كان يخطئ. ينظر "تهذيب التهذيب" (5/315)

وكذلك الشأن في الاختلاف في مسلم بن خالد

ترجمته في "تهذيب التهذيب" (10/129)

والذي يظهر : أن تعدد هذه الطرق – رغم ضعفها في مقاييس النقد الصارم - دليل على أن للأثر أصلا من كلام عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وأن نفس الناقد تطمئن إلى صدور هذا الكلام

أو نحوه ، عنه رضي الله عنه، فالضعف يسير، والمتن ليس بمنكر.

لكن - مع ذلك - لا يؤخذ على محمل المرفوع الثابت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تُضفى عليه صفة العصمة بـ "حكم الرفع" لأسباب ثلاثة:

الأول: ضعف الأسانيد.

الثاني: شهرة عبد الله بن عمرو بن العاص في التحديث عن الإسرائيليات، واختلاط الأمر على الرواة عنه في كثير من الأحيان، والإسرائيليات مليئة بأخبار آخر الزمان، وإشارات أحداث النهاية.

الثالث: دخول الاجتهاد والقياس في هذا الباب، وبعبارة أخرى دخول "النظر" و"الفراسة"، و"استشراف المستقبل" و"التبصر" في أخبار هذا الباب لدى بعض الصحابة

وكثير من التابعين، فعلو البنيان مثبت في أخبار أخرى ثابتة (وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ) رواه مسلم (رقم/8)، ولذلك ، فلا يبعد أن عبارة عبد الله بن عمرو بن العاص –

في الآثار السابقة – إنما كانت تصرفا في معنى حديث الحفاة العراة، وغيره من الأحاديث، وتفقها فيها، وتوسعا في توقع تفاصيلها وما تؤول إليه، وليس سماعا منصوصا مستقلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخيرا، فهدم الكعبة، وتفجر الماء وجريانه في جزيرة العرب من أشراط الساعة الواردة في أحاديث أخرى.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ) رواه البخاري (1591) ومسلم (2909)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا) رواه مسلم في "صحيحه" (رقم/157)

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 21:14
وصف أثداء الحور العين كذب واختلاق على النصوص

السؤال :

قرأت في "الويكيبيديا" عن الحور العين، وكيف أن لهن صدوراً كبيرة. وبحسب المصدر فإن الحديث في "جامع الترمذي" المجلد الثاني ص35-40.

فهل هذا الحديث صحيح؟ أرجو التوضيح.

الجواب :

الحمد لله

لم يرد في الكتاب ولا في السنة وصف حسي لأثداء الحور العين؛ لا في سنن الترمذي أو جامع الترمذي، ولا في غيره من كتب السنة المسندة.

والحديث عن وصف أثداء الحور العين بأنها كبيرة أو مستديرة أكثر ما يشيعه الحاقدون على الإسلام، والمتعصبون من الملحدين أو أتباع الأديان الباطلة، يريدون بذلك إظهار الإسلام وكأنه دين جنس وشهوة

وكأن النص العالي المنزه والمقدس – الذي هو الكتاب والسنة

– جاء ليفصل وصف أجساد النساء، طلبا للمتعة والإثارة، وكل ذلك من الباطل الزهوق الذي سيتولى ربنا عز وجل عقاب من يشيعه وينشره، في يوم الفصل الذي أجلت إليه الخلائق كلها.

فالقرآن الكريم كتابُ قِيَم ومبادئ جليلة، يغرس في نفس قارئه وحافظه أرقى الآداب ومكارم الأخلاق، حتى إنه يستعمل الكناية اللطيفة البعيدة جدا عن التصريح في شأن العلاقات الزوجية

والأحكام الشرعية المترتبة عليها، الأمر الذي لا يعيه أولئك الطاعنون في القرآن، الذين تفيض قلوبهم وصدورهم بسعار الشهوات، فغدت عقولهم لا تقرأ إلا بمنظار الشهوة، ولا تعي إلا طريقها وما يؤدي إليها.

تأمل معنا ما أجمل هذه الكنايات الحيية الأديبة، في قول الله عز وجل: (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) البقرة/187. وقوله سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21. وقوله عز وجل: (أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ) النساء/43.

كلها يفهم منها العربي أرقى معاني العلاقة الزوجية، وأسمى ما يمكن أن تبلغه أرواح الأزواج من التآلف والتحابب.
وهكذا الشأن أيضا فيما ورد عن الحور العين في القرآن الكريم

كقوله تعالى: (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) [الرحمن: 56 - 58]، وقوله سبحانه: (وَحُورٌ عِينٌ. كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) [الواقعة: 22، 23]

كلها أوصاف جمالية راقية، تحكي الجمال في أطهر أوصافه، وأشرف أحواله، تستعمل التشبيه البليغ العالي بالياقوت والمرجان واللؤلؤ

وتربط القارئ بعظيم صنع الله سبحانه، بعيدا عن الخوض في تحديد وصف المناطق الحساسة من أجساد النساء، كما يريد المغرضون الطاعنون.

وأما قوله تعالى: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا) [النبأ: 33]

فقد سبق في موقعنا جواب مفصل بالأدلة الواضحة، تبين أن وصف "الكواعب" في لغة العرب يستعمل في سياق بيان "صغر السن" فحسب، بعيدا عن أي تحديد لشكل الثدي أو حجمه

يمكنك الإفادة من ذلك الجواب المطول القادم

والحاصل :

أننا رجعنا إلى سنن الترمذي وإلى ما أمكننا من كتب السنة، فلم نجد فيها حديثا واحدا، ولا رواية واحدة تتحدث عن "كبر" أثداء الحور العين

وما ينتشر في بعض الصفحات الانجليزية من نسبة ذلك إلى "الترمذي" إنما هو تحريف، نُقل عمدا أو بغير عمد عن صفحات كتبها بعض المبطلين بأقلامهم بما نصه:

"A houri is a girl of tender age, having large breasts which are round"

ثم عقب على ذلك بقوله:

"At-Tirmizi, volume 2, pg 35-40"

وهذا من الكذب الصريح، فالترمذي لم يرو شيئا عن كبر أثداء النساء أو استدارتها. ومن يطلب منّا تصديقه فليأت بنص الرواية

ولا يقتصر على ذكر رقم المجلد والصفحة تزويرا وبهتانا على السنة النبوية، فوضع الأرقام – هكذا كيفما اتفق –

يحسنه كل أحد، وإنما العبرة أن تكون أرقاما واقعية لنصوص حقيقية. وهذا ما لا يتوفر في هذا السؤال.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 21:22
هل في قوله تعالى ( وكواعب أترابا ) وصف لصدور الحور العين ؟

السؤال:

لدي سؤال يجول بداخلي منذ فترة ، ويربك وجهة نظري عن الإسلام ، ويؤثر عليها ، يتعلق الأمر بالآيتين رقم اثنين وثلاثين وثلاث وثلاثين من سورة النبأ ، حيث يقول تعالى : ( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا . حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا . وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) النبأ/31-33.

فما معني هاتين الآيتين ، هل تعني الآية : أن الرجال سيمنحهم الله نساء ذوات صدور جميلة في الجنة ؟

أنا أجد أن قراءتها في نص ديني أمر غير مقبول ، لا أعرف لماذا يتحدث القرآن عن صدور النساء ، فكان من الممكن أن يقول الله بأنه سيمنح الرجال في الجنة نساء جميلات فقط .

فما الحكمة من الإشارة لشكل صدور النساء ووصفها التي ستكون عليها في الجنة ؟

الجواب :

الحمد لله

بداية نشكر لك تواصلك مع موقعنا ، ونرجو أن تجد فيه النفع والفائدة .

وجوابا على سؤالك نقول إن كل ناقد لأي نص من النصوص ، سواء كانت نصوصا مقدسة أم نصوصا أدبية بشرية لا بد أن يراعي في نقده بيئة النص المتمثلة في الزمان والمكان والأشخاص والأحوال كلها

وحين يتطلَّبُ الناقد الفهمَ الدقيق لتعبيرٍ معينٍ فإن عليه أيضا أن يدقق في جذر ذلك التركيب وأصله في اللغة التي ورد بها ، واستعمالاته المتعددة ، والمعنى والسياق العام الذي من أجله تستعمل تلك المفردة .

والباحث المنصف هو الذي يفترض دائما عجز الترجمة عن نقل المعنى المقصود كما هو ، وعجزها عن انتقاء الكلمة التي تنقل المفردة بجميع ما تحمله من دلالات

مراعية البيئة التي استعملت فيها تلك المفردة ، فإن لم يفعل ذلك فقد جازف بالحقيقة التي ينشدها ، ولم يأخذ لنفسه الوثيقة فيما طلب .

ومن هنا نقول لك : إن الترجمة الحرفية لكلمة ( كواعب ) أنها جمع ( كاعب ) وهي التي " نتأ ثديها "

كما في " مجمل اللغة " (1/787).

يقول ابن فارس رحمه الله :

" ( كعب ) الكاف والعين والباء أصل صحيح ، يدل على نتوء وارتفاع في الشيء . من ذلك الكعب : كعب الرجل ، وهو عظم طرفي الساق عند ملتقى القدم والساق .

والكعبة : بيت الله تعالى ، يقال سمي لنتوِّهِ وتربيعه . وكعبت المرأة كعابة ، وهي كاعب ، إذا نتأ ثديها "

انتهى من " مقاييس اللغة " (5/186)

وانظر " القاموس المحيط " (ص/131)

" لسان العرب " (1/719) .

هذا هو المعنى الحرفي للكلمة في أصلها اللغوي .

غير أنه من المعيب جدا أن يقتصر الناظر على المعنى الحرفي المعجمي لجذر الكلمة في أي لغة من اللغات ، بل لا بد من مراعاة السياق الذي يستعملها به أهل اللغة أنفسهم

ألا ترى أن العرب تستمل كلمة ( الحائض ) على غير معناها الحرفي ، وإنما يقصدون بهذا الوصف : المرأةَ البالغة سن المحيض ، ولا يقصدون التي أصابتها دورتها الشهرية في ذلك الوقت

وذلك كما ثبت عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ حَائِضٍ إِلَّا بِخِمَارٍ ) رواه أبو داود (641)

ومعلوم في الشريعة الإسلامية أنه لا تصح صلاة المرأة وقت حيضها ، بل يحرم عليها ذلك باتفاق العلماء حتى ترتفع دورتها وتطهر منها .

فمن فسر الكلمة بمعناها الحرفي المعجمي وقع في هذا التناقض والخطأ ، ومن فسرها كما يستعملها العرب في كلامهم ، يريدون به المرأة البالغة سن الحيض

ولو لم تكن حائضا حقيقة : فَهِمَ الحديث على وجهه ، وأدرك طريقة العرب في استعمال الكلام .

وهكذا نقول في وصف المرأة بـ ( الكاعب ) في اللغة العربية ، لا يراد به وصف جنسي بدني لشيء من أجزاء المرأة ، بقدر ما هو المقصود وصف الفتاة بظهور علامات الأنوثة فيها

دلالة على صغر سنها ، ونضارة شبابها ، بحيث يمكن أن يتعلق بها الرجال ، فالفتاة في هذه السن تبدأ علامات أنوثتها بالبروز والظهور

ولكن ليس المقصود بهذه الكلمة ذكر حجم محدد للثدي ، ولا ملاحظة شكله ووصفه ، وإنما المراد تأكيد سن الشباب ونضارة العمر .

يقول ابن الجوزي رحمه الله :

" المرأة طفلةٌ ما دامت صغيرةً ؛ ثمّ وليدةٌ إذا تحرّكت ؛ ثمّ كاعبٌ إذا كعب ثديها ؛ ثمّ ناهدٌ إذا زاد ؛ ثمّ معصرٌ إذا أدركت ؛ ثمّ خودٌ إذا توسّطت الشّباب "

انتهى من " أخبار النساء " (ص/228) .

وجاء في " شرح معاني شعر المتنبي " لابن الإفليلي - السفر الأول (2/ 270)

: " الغلام منهم شاب ، والجارية كاعب " انتهى .

ويقول الإمام الزجاج – وهو من أئمة اللغة الكبار -:

" ( وَكَواعِبَ أَتْرَاباً ) أي أسنانهن وَاحِدة ، وهن في غاية الشباب والحُسْنِ "

انتهى من " معاني القرآن وإعرابه " (4/ 338) .
.

*عبدالرحمن*
2018-08-13, 21:27
ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله :

" الكواعب : جمع كاعب ، وهي الجارية التي بلغت سن خمس عشرة سنة ونحوها . ووصفت بكاعب لأنها تَكَعَّب ثديُها ، أي صار كالكعب ، أي استدار ونتأ "

انتهى من " التحرير والتنوير " (30/ 44) .

فانظر كيف يبين العلماء رحمهم الله أن هذا الوصف ( كاعب ) إنما يراد به مرحلة من مراحل عمر الفتاة ، ولا يقصد به الوصف الجنسي لبدنها ، وإن كان هو المعنى الحرفي .

تماما كما يستعمل العربي كلمة ( الحائض ) للدلالة على البلوغ ، ولا يقصدون ملاحظة وجود الحيض نفسه .

ومن الأدلة الظاهرة أيضا أن العرب تستعمل هذا الوصف في الشعر والنثر في سياق ذكر عفة المرأة وتكريمها ، وليس في سياق الوصف الجنسي لإثارة الشهوة واللذة

والشاعر العربي حين يصف الفتاة بالكاعب لم يطلع على ثديها ، ولم ير حجمه وضخامته ، ولا استدارته أو تدليه ، ولكنه وصف يطلق على كل صغيرة السن شابة ، وذلك من أعف الشعر العذري وأرقه .

ومن ذلك قول بشر بن أبي حازم ، ونسب أيضا لقيس بن عاصم :

وكم من حصان قد حوينا كريمةٍ *** ومن كاعب لم تدر ما البؤسُ ، مُعْصِر .

ذكره الثعلبي في " الكشف والبيان " (10/ 118).

ولهذا قال الماوردي رحمه الله – في تفسير ( كواعب ) في الآية الكريمة – : " العذارى , قاله الضحاك "

انتهى من " النكت والعيون " (6/188) ثم ذكر الشاهد السابق .

وهذا الأثر عن الضحاك أخرجه ابن المنذر

كما في " الدر المنثور " (8/398) .

ولو تدبرت القرآن الكريم لوجدته دائما ما يكني باستعمال الألفاظ التي تبلغ الغاية في الإشارة ولطيف العبارة ،

كقوله عز وجل في وصف العلاقة الزوجية : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ) البقرة/187

وقوله سبحانه : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21

وقوله عز وجل : ( أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ) النساء/43

ولو ترجمت هذه الألفاظ بحرفيتها لما علم معناها

لأن ترجمة ( اللباس )، ( والسكن ) ، و( اللمس ) ترجمة حرفية لا تؤدي المقصود ، ولكن سياق الآيات يدل على أن المراد بها الكناية ، أو المعنى المجازي لحقيقة المعاشرة الزوجية

ولكن من زاوية القيمة الروحية لهذه الممارسة ، فإذا ترجمت هذه الكلمات إلى الانجليزية بمعنى الجماع الجنسي البدني فقد يؤدي ذلك إلى توهم أن القرآن الكريم يكثر الحديث عن شهوات البدن ويستعمل الألفاظ المباشرة فيها ،

والحقيقة بخلاف ذلك .

نقرر ذلك كي تدرك أهمية مراعاة الناقد الاستعمال العربي في الكلمة بحسب سباقها ولحاقها ، وأهمية مراعاة الفجوة التي تحدثها الترجمة الحرفية بين المقصود الحقيقي وبين الجذر الدلالي للكلمة .

وقد تبين بعد الرجوع إلى مجموعة من ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الانجليزية أن المترجمين اختلفوا في نقل معنى الآية الكريمة ( وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ) في سورة النبأ إلى فريقين :

الفريق الأول : نقلها بالمعنى الحرفي للكلمة ، دون مراعاة اللسان العربي في استعمالها في سياق الدلالة العمرية فحسب . فكانت هذه الترجمة على الوجه الآتي الذي أشكل على السائل :

(And young full-breasted (mature) maidens of equal age(

وقد ترجمها بهذا التعبير الدكتور تقي الدين الهلالي والدكتور محمد محسن خان ، كما في " ترجمة معاني القرآن العظيم " الذي طبعه " مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف " (ص/811) .

وكذلك ترجمها كل من (Ibrahim Walk) ، (Laleh Baktiar) .

وهي ترجمة ليست دقيقة بدرجة كافية ، ليس لأنها لم تراع ما سبق تفصيله في الملحظ العربي من كلمة ( كواعب ) فحسب ، بل لأنها لم تراع المعنى الدلالي المعجمي أيضا

فكلمة (full-breasted) في الانجليزية تعني ( المكتملة أو المليئة الصدر ) فأوحت بمعنى فيه تقدير حجم صدر المرأة ، ووصفه بالكبر والامتلاء

في حين أن المعنى المعجمي الحرفي للكاعب هي التي نتأ ثديها ، أو نهد

كما سبق نقله عن معاجم العربية ، وهذا يعني بداية الظهور والبروز ليأخذ شكله الأنثوي ، وليس الاكتمال والامتلاء التامين الذي يقتضي استعمال كلمة (full).

وترجمها (Arther J. Arberry) بقوله :

(and maidens with swelling breasts, like of age)

وكذلك ترجمها (Sarwar) بقوله :

(maidens with pears-shaped breasts who are of equal age )

وأيضا ترجمها (Pickthal A. Shakir) بقوله:

(And voluptuous women of equal age(

وكلها ترجمات تستوحي المعنى الحسي ، ووصف الثدي بشكل الكمثرى أو الضخامة أو الإثارة . وهي تعبيرات غير دقيقة عن مقصود اللسان العربي .

الفريق الثاني : راعوا ما قررناه سابقا ، وترجموا معنى كلمة ( كواعب ) ضمن سياقها الذي يريده اللسان العربي ، وليس بالمعنى الحرفي غير المقصود .

ونحن نورد هنا هذه الترجمات ، وبجانبها اسم المترجم ، وندعو إلى تصويب الترجمة إليها ، وأفضلها – في نظرنا – ترجمة (Maulana) بقوله:

(And youthful (companions), equals in age(

وبقية الترجمات الصحيحة هي:

Marmaduke Pickthall….(And maidens for companions)

Abdullah Yusuf ali….. (Companions of equal age)

Muhammad Taqi Uthmani….(and buxom maidens of matching age)

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 08:13
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

حديثان باطلان وضعهما بعض جهلة الغلاة في رسول الله صلى الله عليه وسلم .

السؤال:

يستدل من يعتقد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور قبل أن يخلق الكون بالحديث التالي: "سأل النبي صلي الله عليه و سلم فقال " : يا جبريل كم عمرت من السنين؟

فقال : يا رسول الله لا أعلم، غير أن في الحجاب الرابع نجما يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة ، رأيته اثنين و سبعين ألف مرة ، فقال النبي صلي الله عليه و سلم : و عزة ربي أنا ذلك الكوكب" (تفسير روح البيان

المجلد الأول، الصفحة 974) وأن آدم عليه السلام غفر له عندما رأى اسم النبي صلى الله عليه وسلم بعد لا إله إلا الله في الجنة، فما صحة ذلك؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

النبي صلى الله عليه وسلم بشرٌ من البشر ، من بني آدم ، وهو سيد ولد آدم ، ولم يخلق من نور

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .

ثانيا :

ما يُذكر من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم سأل جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟ فقال: يا رسول الله لست أعلم

غير أن في الحجاب الرابع نجمًا يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة ، رأيته اثنتين وسبعين ألف مرة ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب ) .

هو كلام باطل لا أصل له ، وهو من اختراع بعض الجهلة من الصوفية .

قال الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله :

" وروي في بعض كتب المولد النبوي عن أبي هريرة قال: " سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟ ... " فذكره ، ثم قال :

" وهذا كذب قبيح ، قبّح الله من وضعه وافتراه " .

"مرشد الحائر" (ص5) .

ثالثا :

روى الحاكم في "المستدرك" (4228) ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (5/488) من طريق عَبْد اللَّهِ بْن مُسْلِمٍ الْفِهْرِيّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ

أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ ؛ لَمَا غَفَرْتَ لِي ؟!

فَقَالَ اللَّهُ: يَا آدَمُ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟

قَالَ: يَا رَبِّ، لِأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ ، وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ ؛ رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ !! فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلَّا أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ !!

فَقَالَ اللَّهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لَأُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ، ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ، وَلَوْلَا مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ )

وقال الحاكم عقبه

: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَهُوَ أَوَّلُ حَدِيثٍ ذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا الْكِتَابِ " انتهى .

فرده الذهبي بقوله : " بل موضوع " .

وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، متروك الحديث ، قال الساجي : منكر الحديث، وقال الطحاوي حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف،

وقال الحاكم وأبو نعيم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة، وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه .

"تهذيب التهذيب" (6 /162)

وعبد الله بن مسلم الفهري : قال الذهبي: " روى عن إسماعيل بن مسلمة بن قعنب، عن عبد الرحمن بن يزيد بن سلم خبرا باطلا فيه: يا آدم لولا محمد ما خلقتك ".

ميزان الاعتدال (2/ 504)

يعني هذا الحديث .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" رِوَايَةُ الْحَاكِمِ لِهَذَا الْحَدِيثِ مِمَّا أُنْكِرَ عَلَيْهِ؛ فَإِنَّهُ نَفْسَهُ قَدْ قَالَ فِي "كِتَابِ الْمَدْخَلِ إلَى مَعْرِفَةِ الصَّحِيحِ مِنْ السَّقِيمِ": عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ رَوَى عَنْ أَبِيهِ أَحَادِيثَ مَوْضُوعَةً

لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ تَأَمَّلَهَا مَنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ : أَنَّ الْحَمْلَ فِيهَا عَلَيْهِ.

قُلْت: وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ضَعِيفٌ بِاتِّفَاقِهِمْ ، يَغْلَطُ كَثِيرًا، ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو زُرْعَةَ وَأَبُو حَاتِمٍ وَالنَّسَائِي وَالدَّارَقُطْنِي وَغَيْرُهُمْ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ: كَانَ يَقْلِبُ الْأَخْبَارَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، حَتَّى كَثُرَ ذَلِكَ مِنْ رِوَايَتِهِ مِنْ رَفْعِ الْمَرَاسِيلِ وَإِسْنَادِ الْمَوْقُوفِ فَاسْتَحَقَّ التَّرْكَ.

وَأَمَّا تَصْحِيحُ الْحَاكِمِ لِمِثْلِ هَذَا الْحَدِيثِ وَأَمْثَالِهِ: فَهَذَا مِمَّا أَنْكَرَهُ عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ ، وَقَالُوا: إنَّ الْحَاكِمَ يُصَحِّحُ أَحَادِيثَ وَهِيَ مَوْضُوعَةٌ مَكْذُوبَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (1/ 254)

فهذان حديثان باطلان ، لا يجوز لمسلم أن ينسبهما أو أحدهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك من الكذب عليه ، والكذب عليه من كبائر الذنوب الموبقة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 08:19
هل خلق النبي صلى الله عليه وسلم من نور

السؤال:

قرأت في كتابين أن النبي المصطفى كان أول من خلق الله وقد خلقه الله من نور وكان هو السبب الوحيد الذي خلق الله بقية الخلق لأجله. أنا غير متأكد من هذا فأرجو أن توضح وشكراً

الجواب:

الحمد لله

ورد مثل هذا السؤال على اللجنة الدائمة للإفتاء وهذا نصه :

السؤال : إن جل الناس يعتقدون أن الأشياء خلقت من نور محمد صلى الله عليه وسلم وأن نوره خلق من نور الله ويروون : " أنا نور الله وكل شئ من نوري " ويروون أيضا : " أول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم "

فهل لذلك من أصل ؟ ويروون : " أنا عرب بلا عين أي رب أنا أحمد بلا ميم أي أحد " فهل لذلك من أصل؟

الجواب :

لحمد لله

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه نور من نور الله إن أريد به أنه نور ذاتي من نور الله فهو مخالف للقرآن الدال على بشريته

وإن أريد بأنه نور باعتبار ما جاء به من الوحي الذي صار سببا لهداية من شاء من الخلق فهذا صحيح ، وقد صدر من اللجنة فتوى في ذلك هذا نصها :

للنبي صلى الله عليه وسلم نور هو نور الرسالة والهداية التي هدى الله بها بصائر من شاء من عباده ، ولا شك أن نور الرسالة والهداية من الله .

قال تعالى : " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه عليم حكيم وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور " سورة الشورى الآية 73

, وليس هذا النور مكتسبا من خاتم الأولياء كما يزعم بعض الملاحدة ، أما جسمه صلى الله عليه وسلم فهو دم ولحم وعظم .. إلخ

خلق من أب وأم ولم يسبق له خلق قبل ولادته وما يروى أن أول ما خلق الله نور النبي صلى الله عليه وسلم أو أن الله قبض قبضة من نور وجهه

وأن هذه القبضة هي محمد صلى الله عليه وسلم فنظر إليها فتقاطرت فيها قطرات فخلق من كل قطرة نبيا أو خلق الخلق كلهم من نوره صلى الله عليه وسلم فهذا وأمثاله لم يصح

منه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن خلال الفتوى السابقة يظهر أنه اعتقاد باطل . وأما ما يروى :

أنا عرب بلا عين فلا أساس له من الصحة وهكذا أنا أحمد بلا ميم . وصفة الربوبية والانفراد من الصفات المختصة بالله سبحانه وتعالى فلا يجوز أن يوصف أحد من الخلق بأنه الرب ولا أنه أحد على الإطلاق

فهذه الصفات من اختصاص الله سبحانه ولا يوصف بها الرسل ولا غيرهم من البشر . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

. فتاوى اللجنة الدائمة 1/310

السؤال : هل يقال أن الله خلق السماوات والأرض لأجل خلق النبي صلى الله عليه وسلم وما معنى لولاك لما خلق الأفلاك هل هذا حديث أصلا هل صحيح أم لا . بين لنا حقيقته ؟

الجواب :

الحمد لله

لم تخلق السماوات والأرض من أجله صلى الله عليه وسلم بل خلق

لما ذكره الله سبحانه من قوله عز وجل : " الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما " ,

أما الحديث المذكور فهو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا أساس له من الصحة . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .

فتاوى اللجنة الدائمة 1/312

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 08:23
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً أم بشراً ؟

السؤال

هل كان النبي صلى الله عليه وسلم نوراً ، أم بشراً ، وهل صحيح أنه لم يكن له ظل حتى وإن كان في الضوء ؟.

الجواب

الحمد لله

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين ، وهو بشر من بني آدم ، وُلِد من أبوين ، يأكل الطعام ويتزوج النساء ، يجوع ويمرض

ويفرح ويحزن ، ومن أظهر مظاهر بشريته أن الله سبحانه توفاه كما يتوفى الأنفس ، ولكن الذي يميز النبي صلى الله عليه وسلم هو النبوة والرسالة والوحي .

قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .

وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .

قال الله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ) الأنبياء/8 .

وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال سبحانه : ( وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ ) الفرقان/7 .

فلا يجوز تجاوز ما يقرره القرآن الكريم من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وبشريته ، ومن ذلك : أنه لا يجوز وصفه صلى الله عليه وسلم بأنه نور أو لا ظل له

أو أنه خلق من نور ، بل هذا من الغلو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( لاْ تُطْرُونِيْ كَمَا أُطرِيَ عِيْسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَقُولُوْا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ) رواه البخاري (6830) .

وقد ثبت أن الملائكة هي التي خلقت من نور ، وليس أحد من بني آدم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم ) رواه مسلم (2996) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة" (458) :

" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ! ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور

فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور ، دون آدم وبنيه ، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين " انتهى .

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي :

هنا في الباكستان علماء فرقة ( البريلوية ) يعتقدون أنه لا ظل للنبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا دلالة على عدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم . هل هذا الحديث صحيح . ليس الظل للنبي صلى الله عليه وسلم ؟

فأجابت : " هذا القول باطل ، مناف لنصوص القرآن والسنة الصريحة الدالة على أنه صلوات الله وسلامه عليه بشر لا يختلف في تكوينه البشري عن الناس

وأن له ظلا كما لأي إنسان ، وما أكرمه الله به من الرسالة لا يخرجه عن وصفه البشري الذي خلقه الله عليه من أم وأب

قال تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوْحَى إِلَيَّ ) الآية

وقال تعالى : ( قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ) الآية .

أما ما يروى من أن النبي صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله ، فهو حديث موضوع " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/464) .

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 08:27
هل الرسول صلى الله عليه وسلم حي وحاضر في الأرض الآن

السؤال

المقالة التالية أعلنت أن روح النبي صلى الله عليه وسلم موجودة دائماً في جميع الأوقات والآتي هو معظم المقالة وأدلتها . هل ما يقولونه صحيح؟

إنه اعتقاد أهل السنة والجماعة أن الرسول صلى الله عليه وسلم

1- حاضر ويرى في جميع الأوقات

2- على علم ومشاهدة بخلق الله

3- قادر على أن يكون موجوداً في أماكن متعددة في نفس الوقت

وهاهي الأدلة:

(ياأيها النبي إنا أرسلناك شاهداً) (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)

لاحظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كونه يدعى شاهداً على كل الأمم التي خلقها الله على هذه الأرض لذلك فلا بد أن النبي صلى الله عليه وسلم حاضراً قبل ظهوره المبكر

ولا يزال حاضراً بعد الميراث الأرضي ، وإلا ما كان يمكن أن يقال عنه شاهداً على مجريات الأمور الحقيقية ويوجد آيات كثيرة تقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم شاهداً.

نقطة فنية: الآيات القرآنية التالية تبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن موجودا قبل ظهوره المبكر ( وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ) أي أن النبي صلى الله عليه وسلم موجوداً " أي بجسمه يتكلم ".

الجواب

الحمد لله

الرسول عليه الصلاة والسلام أكمل الخلق ، وأفضلهم ، وأحبهم إلى الله ، وأكرمهم عنده ولا يعني هذا أن يسلب خصائص البشر

أو أن يصرف شيئا من حقوق الرب له . فالرسول عليه الصلاة والسلام بشر يعتريه ما يعتري البشر من الأمراض والموت الحقيقي قال تعالى : ( إنك ميت وإنهم ميتون )

وقال تعالى : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن متّ فهم الخالدون )

. فالرسول عليه الصلاة والسلام مات ودفن في قبره ، ولذا قال الصدّيق أبو بكر رضي الله عنه : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .

وكونه عليه الصلاة والسلام شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وكونه شهيدا يوم القيامة لا يعني أنه حاضر جميع الأمم ، ولا أن حياته عليه الصلاة والسلام مستمرة دائمة إلى يوم القيامة

ولا أنه يشاهد وهو في قبره إذ ليس طريق الشهادة مقتصرا على المشاهدة ، بل يشهد على الأمم بما أخبره الله به سبحانه وتعالى ، وإلا فهو لا يعلم الغيب

قال تعالى : ( ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير )

. ولا يقدر عليه الصلاة والسلام أن يوجد في أماكن متعددة بل هو في مكان واحد وهو قبره عليه الصلاة والسلام وهذا بإجماع المسلمين .

الشيخ عبد الكريم الخضير .

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 08:31
حديث باطل لا أصل له في عُمْرِ جبريل عليه السلام .

السؤال:

جادلني أحد الإخوة في صحة الحديث الذي يتكلم عن عمر جبريل عليه السلام ، فقال : إنه صحيح ، لكنني قلت له : إنه ضعيف على حد علمي ، وقد أكون مخطئاً ، ثم قلت له: الأفضل أن نستفسر أهل العلم

فأرجو منكم توضيح هذه المسألة بالتفصيل ؛ حتى أنقل له قولكم .

الجواب :

الحمد لله

لعل السائل يقصد هذا الحديث الذي يذكره جهلة الصوفية عن أبي هريرة قال: " سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟

فقال: يا رسول الله لست أعلم ، غير أن في الحجاب الرابع نجمًا يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة ، رأيته اثنتين وسبعين ألف مرة ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب ) .

وهذا حديث باطل لا أصل له ، وإنما يذكره هؤلاء الغلاة الجهلة من الصوفية ومن تابعهم من العوام ، وهو من الخرافة التي تنادي على نفسها بالبطلان .

قال ابن القيم رحمه الله :

" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .

وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله :

" وروي في بعض كتب المولد النبوي عن أبي هريرة قال: " سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟ .

.. " فذكره ثم قال : " وهذا كذب قبيح ، قبّح الله من وضعه وافتراه "
.
انتهى من "مرشد الحائر" (ص5) .

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

2000mimi2000
2018-08-16, 14:39
السلام عليكم اخي
انا اريد ان اسالكم عن حكم اقتناء التلفاز ومشاهدته فقد اختلط علي الامر بين معارض و موافق على ذلك.
هناك من يقول لي ان اقتناءه في المنزل حرام
وهناك من يقول لي جائز في القنوات الدينية لا غير
اما الصنف الاول يقولون حتى الظهور في التلفاز حرام اذا شاهدت اي داعية او عالم اظهر نفسه في التلفاز فهذا حرام لان التصوير بحد ذاته حرام اي لا يجوز لك مشاهدة اي قناة يظهر عليها مخلوقات الله الروحية (الانسان ،الحيوان) وعندما سالتهم عن الرسوم المتحركة قيل لي لا يجوز لك مشاهدتها بحكم الموسيقى التي تعرض فيها
فساعدني اخي واجرك على الله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 18:52
السلام عليكم اخي
انا اريد ان اسالكم عن حكم اقتناء التلفاز ومشاهدته فقد اختلط علي الامر بين معارض و موافق على ذلك.
هناك من يقول لي ان اقتناءه في المنزل حرام
وهناك من يقول لي جائز في القنوات الدينية لا غير
اما الصنف الاول يقولون حتى الظهور في التلفاز حرام اذا شاهدت اي داعية او عالم اظهر نفسه في التلفاز فهذا حرام لان التصوير بحد ذاته حرام اي لا يجوز لك مشاهدة اي قناة يظهر عليها مخلوقات الله الروحية (الانسان ،الحيوان) وعندما سالتهم عن الرسوم المتحركة قيل لي لا يجوز لك مشاهدتها بحكم الموسيقى التي تعرض فيها
فساعدني اخي واجرك على الله
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

اهلا و سهلا بكِ اختي الفاضلة

احضرت لحضرتك باذن الله كل ما تريدي

عباره عن اسئلة و اجوابه صريحه

و كل ما ارجوه المتابعه لهم حتي تعرف الاحكام و الادله عليها

و الله المستعان من قبل و من بعد

السؤال :

هل مشاهدة التلفزيون مباح في الإسلام ؟

وإذا كان مباح فهل هناك شروط لذلك ؟

الجواب :

الحمد لله

إن مشاهدة الأفلام لا تخلو من المحاذير الشرعية الكثيرة

تتجلى بتكشف العورات وسماع الموسيقى ونشر المعتقدات الفاسدة والدعوة إلى مشابهة الكفار ولقد أمرنا الله بغض الأبصار

قال تعالى { قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } النور : 31

ولما كان غض البصر أصلا لحفظ الفرج بدأ بذكره

وقد جعل الله سبحانه العين مرآة القلب فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته

وفي صحيح مسلم 1218 أن الفضل بن عباس رضي الله عنهما كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر من مزدلفة إلى منى فمرت ظعن يجرين فطفق ينظر إليهن فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه إلى الشق الآخر " وهذا منع وإنكار بالفعل فلو كان النظر جائزاً لأقره عليه .

وفي صحيح البخاري 6343 عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " إن الله عز وجل كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة فالعين تزني وزناها النظر واللسان يزني وزناها النطق والرجل تزني وزناها الخطى واليد تزني وزناها البطش والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه "

فبدأ بزنى العين لأنه الأصل زنى اليد والرجل والقلب والفرج ونبه بزنى اللسان بالكلام على زنى الفم بالقيل وجعل الفرج مصدقاً لذلك إن حقق الفعل أو مكذباً له إن لم يحققه .

وهذا الحديث من أبين الأشياء على أن العين تعصي بالنظر وأن ذلك زناها ففيه رد على من أباح النظر مطلقاً .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " يا علي لا تتبع النظرة فإن لك الأولى وليست لك الثانية "

" والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية فإن لم تقتله جرحته وهي بمنزلة الشرارة من النار في الحشيش اليابس فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه "

ورحم الله من قال :

كل الحوادث مبدأها من النظر
ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها
فتك السهام بلا قوس ولا وتر

والمرء ما دام ذا عين يقلبها
في أعين الغير موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته
لا مرحبا بسرور عاد بالضرر.

لذا قال الشيخ ابن باز رحمه الله في الفتاوى3/227 في مثل هذه :

وأما التلفاز فهو آلة خطيرة وأضرارها عظيمة كالسينما أو أشد وقد علمنا من الرسائل المؤلفة في شأنه ومن كلام العارفين به في بلاد العربية

وغيرها ما يدل على خطورته وكثرة أضراره بالعقيدة والأخلاق وأحوال المجتمع ذلك لما ثبت فيه من تمثيل الأخلاق السافلة والمرائي الفاتنة والصور الخليعة وشبه العارية والخطب الهدّامة والمقالات الكفرية

والترغيب في مشابهة الكفار في أخلاقهم وأزيائهم وتعظيم كبرائهم وزعمائهم والزهد في أخلاق المسلمين وأزيائهم والاحتقار لعلماء المسلمين

وأبطال الإسلام وتمثيلهم بالصور المنفّرة والمقتضية لاحتقارهم والإعراض عن سيرتهم وبيان طرق المكر والاحتيال والسلب والنهب والسرقة وحياكة المؤامرات والعدوان على الناس .

لا شك أن ما كان بهذه المثابة وترتبت عليه هذه المفاسد يجب منعه والحذر منه وسد الأبواب المفضية إليه فإذا أنكره الإخوان المتطوعون وحذروا منه فلا لوم عليهم في ذلك لأن ذلك من النصح لله ولعبادة .

ومن ظن أن هذه الآلة تسلم من هذه الشرور ولا يبث فيها إلا الصالح العام إذا روقبت فقد أبعد النجعة وغلط غلطاً كبيراً لأن الرقيب يغفل

ولأن الغالب على الناس اليوم هو التقليد للخارج والتأسي بما يفعل فيه ولأنه قل أن توجد رقابة تؤدي ما أسند إليها

ولا سيما في هذا العصر الذي مال فيه أكثر الناس إلى اللهو والباطل وإلى ما يصد عن الهدى

والواقع شاهد بذلك .

نسأل الله أن يحفظنا من كل سوء إنه جواد كريم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 18:56
إذا كان التصوير حراما فكيف يجوز النظر إلى التلفاز والفيديو ؟

السؤال :

قال لي أحد الإخوة : إن التصوير الفوتوغرافي حرام ، فبحثت في فتاوى العلماء ووجدت خلافا في التحريم ، ولكن ما اقتنعت به وما أتبعه هو فتوى اللجنة الدائمة والشيخ ابن باز رحمه الله

والآن مستقر عندي أن التصوير بجميع أنواعه حرام ، إلا لضرورة أو حاجة ، و الاحتفاظ بالصورة أيا كان نوعها حرام ، إلا لضرورة أو حاجة

والذي يقبل بتصويره داخل في حكم المصور لأنه رضي بذلك. ومشاهدة التلفزيون والفيديو( بدون وجود منكر ) جائزة على حسب فتوى الشيخ ابن باز

لكن سؤالي ومحل إشكالي.. عند القائلين بحرمة التصوير ( مثل الشيخ ابن باز واللجنة الدائمة ) هل يجوز رؤية الصور( التي تخلو من منكر ) بدون حاجة ، ( أي للتسلية ) أيا كانت وسيلة التقاطها؟

وإذا كانت جائزة فكيف أجمع بينها وبين مراتب إنكار المنكر ، لأن الصورة حينها منكر، وأقلها أن أنكره بقلبي ، وبالتالي بجوارحي فأصرف نظري عنه ، وأبتعد عن المكان الذي فيه صورة

وإذا أراني أحدًا مقطع فيديو بالجوال فإني لا أقبل رؤيته وعرضه ، أرجو منك يا فضيلة الشيخ الرد على هذا الإشكال ، و قل لي : هل أنا ماشي صح أو غلط ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ما ذكرته من تحريم الصور الفوتوغرافية ، وتحريم الاحتفاظ بها إلا لضرورة أو حاجة ، وجواز رؤية التلفاز والفيديو إذا خلا من المنكر ، هو رأي جماعة من أهل العلم منهم الشيخ ابن باز رحمه الله ، وعلماء اللجنة الدائمة للإفتاء حفظهم الله .

ثانيا :

ما ذكرته من إشكال أجاب عنه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله مبينا أن الصور المدونة على شريط الفيديو وما شابه ، لا يكون لها مظهر ولا منظر ، وإنما هي موجات كهرومغناطيسية ، ولهذا أجازها من لا يجيز التصوير بالكاميرا .

قال رحمه الله : " والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان :

الأول : لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر ، كما ذُكِرَ لِي عن التصوير ، بِأَشرطة الفيديو ، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقاً ، ولا يَدْخُل في التحريم مطلقاً

ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية على الورق ، وقالوا : إن هذا لا بأس به ، حتى إنه قيل : هل يجوز أن تصوَّر المحاضرات التي تلقى في المساجد ؟

فكان الرأي ترك ذلك ، لأنه ربما يشوش على المصلين ، وربما يكون المنظر غير لائق وما أشبه ذلك .

القسم الثاني : التصوير الثابت على الورق ......

ولكن يبقى النظر : إذا أراد الإنسان أن يُصوِّر هذا التصوير المباح ، فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد ، فإذا قصد به شيئا مُحَرَّما فهو حرام

وإن قصد به شيئا واجبا كان واجباً . فقد يجب التصوير أحياناً خصوصاً الصور المتحركة ، فإذا رأينا مثلاً إنساناً متلبساً بجريمة من الجرائم التي هي من حق العباد كمحاولة أن يقتل ، وما أشبه ذلك ولم نتوصل بإثباتها إلا بالتصوير

كان التصوير حينئذٍ واجباً ، خصوصاً في المسائل التي تضبط القضية تماماً ، لأن الوسائل لها أحكام المقاصد . إذا أجرينا هذا التصوير لإثبات شخصية الإنسان خوفاً من أن يُتَّهم بالجريمة غيره

فهذا أيضاً لا بأس به بل هو مطلوب ، وإذا صوّرنا الصورة من أجل التمتع إليها فهذا حرام بلا شك "

انتهى من "الشرح الممتع" (2/197-199).

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 19:02
التصوير التلفزيوني والسينمائي والتصوير بالفيديو

السؤال :

عندي سؤال بخصوص الصور .

هل صور الفيديو والكومبيوتر التي تظهر على الشاشة مباحة ؟

هل لك أن توضح لنا هذا مع الدليل ؟.

الجواب :

الحمد لله :

الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره ، ولا بد من معرفة طريقة التصوير المذكور وكيفيَّته .

قال صاحب رسالة أحكام التصوير

1- التصوير السينمائي أو صورة الشريط السينمائي :

وهو الذي ينقل الصورة المتحركة مع الصوت على امتداد فترة زمنية محددة ، وبكل ما تضمنته هذه الفترة من أحداث ووقائع ، وهذه الصورة التي يظهرها الشريط على الشاشة هي خيال ذلك الشيء

لا حقيقته بعد تثبيته على الشريط المذكور . وقد جاء في كتاب " الشريعة الإسلامية والفنون " أن السينماء سميت أخيلية : " لأنها تعرض خيالات الأشياء لا حقيقتها .

2- التصوير التلفزيوني :

وهو الذي ينقل الصورة والصوت في وقت واحد بطريق الدفع الكهربي ، وذلك نتيجة لتأثير الضوء المنعكس من الجسم المراد تصويره على لوح الميغا

والمغطى بعدد هائل من الحبيبات الدقيقة المصنوعة من مادة حساسة للضوء ، تُصنع من أكسيد الفضة ، والسيزيوم ، منفصلة عن بعضها ومعزولة كهربياً .

وهذا القسم من التصوير بواسطة الآلات وإن كان شبيهاً تماماً بصورة الشريط السينمائي إلا أن التصوير التلفزيوني يحوِّل الصور إلى إشارات إلكترونية

ثم إلى موجات كهرمغناطيسية ، إما أن ترسل عبر هوائي الإرسال لتستقبلها هوائيات الاستقبال لأجهزة التلفزيون ، ضمن المدى الذي يمكن أن تصل إليه

وإما أن توجه إلى جهاز يختزن تلك الموجات على شكل تغيرات مغناطيسية في شريط بلاستيكي طلي بمادة مغناطيسية مناسبة ، يصلح لاختزان تلك الموجات ، التي طلي بها .

ولعرض ما سجَّله هذا الشريط المذكور يمر بعد اختزانه تلك الموجات على رأس يتحسس لها ، فيحولها مرَّة أخرى إلى إلكترونات ثم يرسلها إلى الشاشة على شكل إشارات كهربية ، لتظهر على شكل صورة ، ولكن بعد عملية معقدة .

فجهاز التلفزيون هو الذي يستقبل الموجات الكهربائية ويجمعها ثم يخرجها منتظمة على شكل صورة ذات ملامح كاملة .

وهناك نوع آخر مما يمكن أن يعتبر جزءاً من هذا التصوير ، وذلك مثل أجهزة الهاتف في بعض البلدان المتقدمة صناعياً ، والتي تنقل صوت المتكلم وصورته ، فيشاهد كل منهما الآخر على شاشة الجهاز الذي يتكلم منه .

ومثل الأجهزة التي أصبحت تركب على أبواب المنازل ، فإن هذا الجهاز يلتقط صوت القادم وصورته إلى شاشة جهاز داخل المنزل ، فيشاهدها من في البيت بكل وضوح

وقُل مثل ذلك في الأجهزة التي تستخدم لمراقبة المجرمين من السَّرق ونحوهم في البنوك والمحلات التجارية ، وغير ذلك .
فهذه الأجهزة تعد نوعا واحداً تستخدم لأغراض مختلفة ، حيث تسلط آلة الكاميرا على المكان الذي يراد مراقبته ، فتنقل تلك الآلة الصورة إلى شاشة جهاز مثل جهاز التلفاز

فتظهر الصورة فيه بوضوح ، ولا زالت الأيام تأتي بجديد ما بين كل فترة وأخرى ، ولا ندري ما الذي سيظهر مستقبلاً ، وهذا إن دلّ على شئ

فإنما يدل على التوسع الهائل والمذهل في استخدام التصوير الآلي بنوعيه الثابت والمتحرك في مجالات ونواحي متعددة كثيرة

ومن ذلك على سبيل المثال المجال الصناعي والحربي والأمني والتعليمي والطبي والاجتماعي وغير ذلك .

أحكام التصوير لأحمد بن على واصل 65-67 .

قال الشيخ ابن عثيمين : " والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان :

الأول : لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر ، كما ذُكِرَ لِي عن التصوير ، بِأَشرطة الفيديو ، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقاً ، ولا يَدْخُل في التحريم مطلقاً

ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية على الورق وقالوا : إن هذا لا بأس به ، حتى إنه قيل هل يجوز أن تصوَّر المحاضرات التي تلقى في المساجد ؟

فكان الرأي ترك ذلك ، لأنه ربما يشوش على المصلين ، وربما يكون المنظر غير لائق وما أشبه ذلك .

القسم الثاني : التصوير الثابت على الورق ......

ولكن يبقى النظر إذا أراد الإنسان أن يُصوِّر هذا التصوير المباح فإنه تجري فيه الأحكام الخمسة بحسب القصد ، فإذا قصد به شيء مُحَرَّما فهو حرام

وإن قصد به شيء واجب كان واجباً . فقد يجب التصوير أحياناً خصوصاً الصور المتحركة ، فإذا رأينا مثلاً إنساناً متلبساً بجريمة من الجرائم التي هي من حق العباد كمحاولة أن يقتل

وما أشبه ذلك ولم نتوصل بإثباتها إلا بالتصوير ، كان التصوير حينئذٍ واجباً ، خصوصاً في المسائل التي تضبط القضية تماماً

لأن الوسائل لها أحكام المقاصد . إذا أجرينا هذا التصوير لإثبات شخصية الإنسان خوفاً من أن يُتَّهم بالجريمة غيره ، فهذا أيضاً لا بأس به بل هو مطلوب

وإذا صوّرنا الصورة من أجل التمتع إليها فهذا حرام بلا شك ...

والله أعلم .

انظر الشرح الممتع 2/197-199.

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 19:07
جواز التصوير البعضي للحاجة

السؤال :

ما حكم التصوير ، وهل هناك فرق بين الصورة المجسدة وغيرها من الصور الشمسية والفوتوغرافية ، أو بين ما تبرز فيه صورة الإنسان كاملة وبين تصوير الوجه والصدر وما حولهما ؟.

الجواب :

الحمد لله

لا يخفى أن التصوير من أعمال الجاهلية المذمومة التي ورد الشرع بمخالفتها ، وتواترت الأحاديث الصحيحة الصريحة بالنهي عنه ولعن فاعله وتوعده بالعذاب في جهنم

كما في حديث ابن عباس مرفوعاً : ( كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس تعذبه في جهنم ) رواه مسلم .

وهذا يعم تصوير كل مخلوق من ذوات الأرواح من آدميين وغيرهم ، ولا فرق أن تكون الصورة مجسدة أو غير مجسدة ، وسواء أخذت بالآلة أو بالأصباغ والنقوش أو غيرها ، لعموم الأحاديث .

ومن زعم أن الصورة الشمسية لا تدخل في عموم النهي وأن النهي مختص بالصورة المجسمة وبما له ظل فزعمه باطل ، لأن الأحاديث عامة في هذا

ولم تفرق بين صورة وصورة ، وقد صرح العلماء بأن النهي عام للصور الشمسية وغيرها كالإمام النووي والحافظ ابن حجر وغيرهما ، وحديث عائشة في قصة القرام صريح

ووجه الدلالة منه أن الصورة التي تكون في القرام ليس مجسدة وإنما هي نقوش في الثوب ، ومع هذا فقد عدها الرسول صلى الله عليه وسلم من مضاهاة خلق الله .

لكن إذا كانت الصورة غير كاملة من أصلها كتصوير الوجه والرأس والصدر ونحو ذلك وأزيل من الصورة ما لا تبقى معه الحياة فمقتضى كلام كثير من الفقهاء إجازته

لا سيما إذا دعت الحاجة إلى هذا النوع وهو التصوير البعضي

وعلى كل فإن على العبد تقوى الله ما استطاع

واجتناب ما نهى الله ورسوله عنه

( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ) الطلاق/2-3 .

من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله .

*عبدالرحمن*
2018-08-16, 19:11
حكم الاحتفاظ بالصور ولعب الاطفال

السؤال :

نعلم من الحديث أن الملائكة لا تدخل بيتًا تعلق فيه التصاوير أو الصور الفوتوغرافية لأحياء ، بشرًا أو حيوانات . فما ضابط الاحتفاظ بصور أقارب العائلة الفوتوغرافية والصور الواردة في المجلات والجرائد الخ ؟

وكذلك لعب الأطفال مثل العرائس الدمية وخرق الحيوانات ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

التصوير نوعان : أحدهما باليد والآخر بالآلة .

أما التصوير باليد فحرام بل هو كبيرة من الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ولا فرق بين أن يكون للصورة ظل أو تكون مجرد رسم على القول الراجح لعموم الحديث .

أما التصوير بالآلة وهي الكاميرا فهذه موضع خلاف بين المتأخرين فمنهم من منعها ومنهم من أجازها .

والاحتياط الامتناع من ذلك ، لأنه من المشابهات ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ولكن لو احتاج إلى ذلك لأغراض معينة كإثبات الشخصية فلا بأس به لأن الحاجة ترفع الشبهة

و المفسدة لم تحقق في المشتبه فكانت الحاجة رافعة لها .

ثانيا :

أما اقتناء الصور فعلى نوعين :

النوع الأول : أن تكون الصورة مجسمة أي ذات جسم فاقتناؤها حرام وقد نقل ابن العربي الإجماع عليه ( انظر فتح الباري ص 388ج 10 ) وقال : هذا الإجماع محله في غير لعب البنات .

عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي فكان رسول الله صلى اله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي .

رواه البخاري برقم 5779 ، ومسلم برقم 2440

النوع الثاني : أن تكون الصورة غير مجسمة بأن تكون رقما على شيء فهذه أقسام :

1- أن تكون معلقة على سبيل التعظيم والاجلال مثل ما يعلق من صور الملوك والرؤساء والوزراء والعلماء ونحوها فهذا حرام لما فيه من الغلو بالمخلوق .

2- أن تكون معلقة على سبيل الذكرى مثل من يعلقون صور أصحابهم وأصدقائهم ، فهذه محرمة أيضا

للحديث الوارد في صحيح البخاري من حديث أبي طلحة رضي الله عنه قال سمعت الني صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة )

رواه مسلم برقم2104

3- أن تكون معلقة على سبيل التجميل والزينة فهذه محرمة أيضا

لحديث عائشة قالت : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وقال : ( أشد الناس عذبا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ) قالت فجعلته وسادة أو وسادتين .

رواه البخاري برقم 5610 ، ومسلم برقم 2107 .

4- أن تكون ممتهنة كالصورة التي تكون في البساط والوسادة فنقل النووي عن جمهور العلماء من الصحابة والتابعين جوازها .

5- أن تكون مما تعم به البلوى ويشق التحرز منه كالصور المنقوشة على النقود وغيرها مما ابتليت به الأمة الإسلامية ، فالذي يظهر لي أن هذا لا حرج فيه على من وقع في يده من غير فصد .

ثالثا :

أما عن لعب الأطفال مثل العرائس .

فيستثنى لعب الأطفال من الحرمة والكراهة لكن ما هي اللعب المستثناة فإن اللعب المعهودة من قبل ليس فيها تلك العيون والشفاه والأنوف

كما هو مشاهد الآن في لعب الأطفال فأرى تجنب هذه الصور الآن والاقتصار على النوع المعهود من قبل .

انظر فتاوى العقيدة للشيخ ابن عثيمين ص661-663-679.

والله اعلم .

https://c.top4top.net/p_8657f8o01.gif (https://up.top4top.net/)
.

2000mimi2000
2018-08-17, 13:25
السلام عليكم اخي
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اما بعد ،
اخي الكريم ،
جزيل الشكر اهديك والله يعينك ويحميك .
فكما انت ساعدتني على الخروج من حيرتي ،فالله ينير دربك ويخرجك من كل ما انت حائر فيه .
ربي يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك ان شاء الله ، ويعينك على تجاوز محنك وعلى مواصلة سيرك في نشر الدعوة ان شاء الله.
واصل عملك هذا واجرك على الله ان شاء الله وانا ساواصل متابعتي لصفحتك هذه لاستفيد وافيد غيري باذن الله .
ارجو من الله تعالى ان لا اكون قد ازعجتك
مع السلامة
وشكرا اخي الكريم

*عبدالرحمن*
2018-08-17, 18:19
السلام عليكم اخي
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
اما بعد ،
اخي الكريم ،
جزيل الشكر اهديك والله يعينك ويحميك .
فكما انت ساعدتني على الخروج من حيرتي ،فالله ينير دربك ويخرجك من كل ما انت حائر فيه .
ربي يجعل عملك هذا في ميزان حسناتك ان شاء الله ، ويعينك على تجاوز محنك وعلى مواصلة سيرك في نشر الدعوة ان شاء الله.
واصل عملك هذا واجرك على الله ان شاء الله وانا ساواصل متابعتي لصفحتك هذه لاستفيد وافيد غيري باذن الله .
ارجو من الله تعالى ان لا اكون قد ازعجتك
مع السلامة
وشكرا اخي الكريم


و عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

انارتي حضرتك واكثر
و دائما ستجدني في انتظارك

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير

*عبدالرحمن*
2018-08-19, 07:15
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث : (خُلُق الإسلام الحياء)

السؤال:

هل هذا حديث يجوز الاستشهاد به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل أمة خلق وخلق أمتي الحياء ، وإن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبداً نزع منه الحياء فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتاً ) ؟

الجواب :

الحمد لله

لا نعرف حديثا بهذا اللفظ : " لكل أمة خلق ، وخلق أمتي الحياء " .

والمعروف ما رواه ابن ماجة (4181) ، والطبراني في " الأوسط " (1758) عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ) .

ثم رواه ابن ماجة (4182) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .

ورواه الإمام مالك في "الموطأ" (3359) من حديث يزيد بن طلحة بن ركانة مرفوعا مرسلا .

ورواه ابن عبد البر في " التمهيد " (21/142) من حديث معاذ ، وحسنه .

وقال في "الاستذكار" (8/ 281):

" هَذَا الْحَدِيثُ مُسْنَدٌ مِنْ وُجُوهٍ " .

وصححه الألباني في "الصحيحة" (940).

والحديث باللفظ الذي ذكرناه : مقبول ، يصح إيراده ، والاستشهاد به ، واستنباط الآداب منه .

وأما قوله : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ ... " :

فرواه ابن ماجة (4054) من طريق سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا، نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ

فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا مَقِيتًا مُمَقَّتًا، نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الْأَمَانَةُ ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا خَائِنًا مُخَوَّنًا، نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ

فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَة ُ، لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلَّا رَجِيمًا مُلَعَّنًا، نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الْإِسْلَامِ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، آفته سعيد بن سنان ، وهو أبو مهدي الحمصي

قال يحيى: ليس بثقة - وقال مرة: ليس بشيء.

وقال الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة. وقال البخاري: منكر الحديث

وقال النسائي: متروك.

"ميزان الاعتدال" (2 /143).

وقد ذكره الألباني في "الضعيفة" (3044) وقال : " موضوع " .

فلا يجوز أن ينسب ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أن يستشهد به ؛ لأنه من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم

وقد قال : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في " مقدمة الصحيح " (1/7) ، قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ ، فَرَوَاهُ: كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا ، وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

وفي خلق الحياء أحاديث صحيحة تغني عن هذا الحديث الضعيف .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-19, 07:20
هل تصح قراءة سورة السجدة والملك لوقاية القدم من عذاب القبر؟

السؤال:

ما صحة الحديث التالي الذي رواه أبو هريرة ضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله عز وجل يحب من خلقه الأتقياء الأصفياء الأخفياء الأبرياء ، الشعثة رءوسهم ، المغبرة وجوههم ، الخمصة بطونهم

الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم ، وإن خطبوا المنعمات لم ينكحوا ، وإن غابوا لم يفتقدوا ، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم ، وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا ) ؟

وهل يجوز قراءة سورة السجدة في الصلاة بنية حماية القدم من عذاب القبر ؟
\
فقد جاء في الحديث في فضائل سورة الملك أن العذاب عندما يصل القدم تمنعه قراءة سورة الملك ، وهل يعتبر من البدع أن تقرأ السورة بشكل خاص في الصلاة ، والرجل قائم يقف على قدميه ؛ للنجاة من عذاب القدم في القبر؟

فأنا لا أعتقد أنها بدعة ؛ كون هناك حديث آخر يذكر أن هاتين السورتين سوف تشفعان وتكونان كالجناحين .

الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (2/ 81)

وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (9/423) من طريق الْوَلِيد بْن إِسْمَاعِيلَ ثنا مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنِي مخلد بْنُ يَزِيد َ، عَنْ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

عن رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى يُحِبُّ مِنْ خَلْقِهِ الْأَصْفِيَاءَ الْأَخْفِيَاءَ الْأَبْرِيَاءَ ، الشَّعِثَةَ رُءُوسُهُمُ ، الْمُغْبَرَّةَ وُجُوهُهُمُ ، الْخَمِصَةَ بُطُونُهُمْ إِلَّا مِنْ كَسْبِ الْحَلَالِ، الَّذِينَ إِذَا اسْتَأْذَنُوا عَلَى الْأُمَرَاءِ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ

وَإِنْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ لَمْ يُنْكَحُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُدْعَوْا ، وَإِنْ طَلَعُوا لَمْ يُفْرَحْ بِطَلْعَتِهِمْ ، وَإِنْ مَرِضُوا لَمْ يُعَادُوا ، وَإِنْ مَاتُوا لَمْ يُشْهَدُوا ).

وهذا حديث واه ، أورده الشيخ الألباني في " الضعيفة "(6276)

وقال : " منكر جدا ..

. وإسناده ضعيف مظلم منقطع؛ الضحاك بن مزاحم، قال الحافظ العلائي في "مراسيله " (ص 243)

وقد ذكر الضحاك هذاـ : "وقال أبو حاتم: لم يدرك أبا هريرة ولا أبا سعيد رضي الله عنهم. وقال ابن حبان: أما رواياته عن أبي هريرة ، وابن عباس وجميع من روى عنه ، ففي ذلك كله نظر".

والسند إليه لا يصح ؛ فيه ثلاثة ليس لهم ذكر في شيء من كتب التراجم التي عندي، وهم: الوليد بن إسماعيل ، ومحمد بن إبراهيم ، ونوفل بن عبد الله ؛ فلم يترجمهم البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا ابن حبان

ولا الذين جاءوا من بعدهم ، اللهم إلا الأول منهم ؛ فقد ذكره المزي في شيوخ سلمة بن شبيب " انتهى باختصار .

- أما قراءة سورة السجدة أو سورة الملك لوقاية الرِّجْل من عذاب القبر : فلا نعلم له أصلا ، بل هو بدعة محدثة .

ولكن من حافظ على تلاوة سورة الملك بالليل والنهار ، سواء في الصلاة أو في غيرها ؛ فإنه يرجى له أن ينجيه الله ببركتها من عذاب القبر

وقول السائل : " هناك حديث آخر يذكر أن هاتين السورتين سوف تشفعان وتكونان كالجناحين " غير صحيح في خصوص هاتين السورتين

بل ورد ذلك في القرآن الكريم على سبيل العموم ، وفي سورتي البقرة وآل عمران على سبيل الخصوص .

ولعل السائل قد اشتبه عليه : ما رواه مسلم (504) عن أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِه ِ

اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَان ِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ

تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا ، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَة ِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَة ) .

فهذا ـ كما هو ظاهر ـ وارد في سورتي البقرة وآل عمران ، وليس في السجدة والملك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-19, 07:23
حديث باطل في فضل من قرأ سورة الحج .

السؤال:

قرأت مؤخراً على موقع إسلامي أن من قرأ سورة الحج مرة في اليوم ثلاثة أيام متتالية فسيذهب إلى الحج أو العمرة عامه ذاك، فما صحة ذلك ؟

الجواب :

الحمد لله

روى أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره (7/ 5) ، والشجري في أماليه (476- " ترتيب الأمالي")

من طريق سلام بن سليم المدائني قال: حدّثنا هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن أبي أمامة ، عن أبي بن كعب قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ( من قرأ سورة الحج أعطي من الأجر كحجّة حجّها ، وعمرة اعتمرها ، بعدد من حج واعتمر فيما مضى ، وفيما بقي ).

وهذا حديث باطل موضوع ، في إسناده سلام بن سليم المدائني ، وهو متهم

قال ابن حبان في كتاب " المجروحين " (1/ 339) :

" يَرْوِي عَن الثِّقَات الموضوعات ، كَأَنَّهُ كَانَ الْمُعْتَمد لَهَا " .

وهارون بن كثير مجهول

كما في " ميزان الاعتدال " (4/ 286) .

أما الحديث الذي ذكره السائل : فلا نعلم له أصلا ، وإنما تذكره بعض مواقع الرافضة بلفظ : (من قرأ سورة الحج في كل ثلاثة أيام ، لم تخرج سنته حتى يخرج إلى بيت الله الحرام ، وإن مات في سفره : دخل الجنة) .

فلا يعرف هذا إلا عن هؤلاء ، وهم معروفون باختلاق الأحاديث .

والواقع يشهد ببطلان هذا الكلام ، فلا يعتد به ، ولا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه من الكذب عليه ، والكذب عليه من كبائر الذنوب .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-19, 07:30
لم يصح حديث ( إذا كان يوم حار فقال الرجل لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم )

السؤال:

هل هذا الكلام المكتوب هو حديث صحيح ، ( إذا كان الجو شديد الحرارة ...

 ألقى الله سمعه وبصره إلى أهل الأرض ، 

فإذا قال الرجل : لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم ، اللهم أجرني من حر جهنم



قال الله لجهنم : إن عبدا من عبادي استجار بي من حرك ، وإني أشهدك أني قد أجرته منك ) .

الجواب :

الحمد لله

نص الحديث المقصود في السؤال يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه الآتي :

( إِذَا كَانَ يَوْمٌ حَارٌّ فَقَالَ الرَّجُلُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ حَرَّ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي اسْتَجَارَ بِي مِنْ حَرِّكِ ، فَاشْهَدِي أَنِّي أَجَرْتُهُ .

وَإِنْ كَانَ يَوْمٌ شَدِيدُ الْبَرْدِ ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، مَا أَشَدَّ بَرْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنْ زَمْهَرِيرِ جَهَنَّمَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِجَهَنَّمَ : إِنَّ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي قَدِ اسْتَجَارَنِي مِنْ زَمْهَرِيرِكِ ،

وَإِنِّي أُشْهِدُكِ أَنِّي قَدْ أَجَرْتُهُ ، قَالُوا : مَا زَمْهَرِيرُ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ : بَيْتٌ يُلْقَى فِيهِ الْكَافِرُ ، فَيَتَمَيَّزُ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهَا بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ ) .

رُويً هذا الحديث من طريقين :

الأول : من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح ، ثنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن سليمان ، حدثني دراج ، حدثني أبو الهيثم - واسمه سليمان بن عمرو بن عبد العتواري -

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أو عن ابن حجيرة الأكبر ، عن أبي هريرة، رضي الله عنه ، أو أحدهما حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رواه عثمان الدارمي في " نقض الدارمي على المريسي " (1/325) ، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (1/265) ، والبيهقي في " الأسماء والصفات " (1/459) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه جماعة متكلم فيهم :

منهم : يحيى بن أيوب المصري

قال فيه أحمد بن حنبل : سيء الحفظ

وقال النسائي : ليس بالقوي

وقال الدارقطني : في بعض حديثه اضطراب

وقال أبو أحمد الحاكم : إذا حدث من حفظه يخطئ

وهذا الجرح المفسَّر أولى – في ظننا – من التوثيق المطلق الذي نقلته كتب التراجم ، خاصة عند الانفراد بحديث لا يرويه غيره كهذا الحديث

ينظر : " تهذيب التهذيب " (11/187) .

ومنهم : عبد الله بن سليمان ، أبو حمزة المصري

قال فيه البزار : حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، ولم نقف على توثيق له

انظر : " تهذيب التهذيب " (5/245) .

الطريق الثاني : أخرجه السهمي في " تاريخ جرجان " (ص/486) قال : أخبرنا أبو عمر لاحق بن الحسين الصدري ، حدثنا ضرار بن علي بن عمير القاضي

حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي ، حدثنا حفص بن غياث النخعي ، حدثنا الحسن بن عبيد الله ، عن إبراهيم النخعي ، عن يزيد بن أوس ، عن ثابت بن قيس ، عن أبي موسى الأشعري به مرفوعا .

وهذا إسناد شديد الضعف أيضا بسبب أبي عمر لاحق بن حسين الصدري المقدسي ، ولا يستبعد أن يكون إسنادا مكذوبا أو مسروقا .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله – في ترجمة لاحق بن حسين -:

" قال الحافظ الإدريسي : كان كذابا أفاكا ، يضع الحديث على الثقات ويسند المراسيل ، ويحدث عمن لم يسمع منهم ... ووضع نسخا لأناس لا نعرف أساميهم...لا نعلم له ثانيا في عصرنا مثله في الكذب والوقاحة مع قلة الرواية ...

قتل بخوارزم ، وتخلص الناس من وضعه الأحاديث ، ولعله لم يخلق من الكذابين مثله .

وقال ابن ماكولا : لا يعتمد على حديثه ، وَلا يُفرح به .

وقال الحاكم: حدث بالموضوعات .

وقال ابن النجار : مجمع على كذبه .

وقال الشيرازي : حدثنا أبو عمر لاحق بن الحسين بن أبي الورد , وأنا أبرأ من عهدته ، فذكر خبرا موضوعا ظاهر الكذب .

وقال النقاش : كان والله قليل الحياء ، مع وضعه الأحاديث .

وقال ابن السمعاني : وضع نسخا لا يعرف أسماء رواتها ، وكان أحد الكذابين "

انتهى باختصار يسير من " لسان الميزان " (8/407) .

فالخلاصة أن هذا الحديث لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يرو بإسناد مقبول ، لذلك قال السخاوي رحمه الله :

" سنده ضعيف "

انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/714)

وكذلك ضعفه العجلوني في " كشف الخفاء " (2/426) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" منكر "

انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/6428) .

لكن ذلك لا يعني أن الدعاء بمثل ذلك لا يجوز ؛ بل الممنوع أن يروى هذا على أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، أو يعتقد أن هذا من الأذكار الراتبة المشروعة

كالذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار اليوم والليلة ، لكن لو دعا المسلم بهذا الدعاء لمناسبته المقام : فهو جائز لا حرج عليه فيه - إن شاء الله

على الشرط السابق من عدم اعتقاد ثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-19, 07:36
هل ثبت سؤال الله تعالى جبريل عليه السلام عن أداء الأمانة يعني القرآن؟

السؤال:

سمعت أخا ذات مرة يقول : بأن الله عزوجل يسأل جبريل عليه السلام عن اﻷمانة ؛ أمانة الدين يعني القرآن ، يقول له : ( يا جبريل أين اﻷمانة فيجيبه : أديتها لمحمد

فيسأل الله النبي صلى الله عليه وسلم فيجيب: أديتها للصحابة ، فيسأل الصحابة فيجيبون قبورنا تشهد علينا ، ويسألنا نحن كذلك . هذا اﻷخ ذكر هذا الحديث هكذا فهل هو صحيح معنى ولفظا ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور لم نجد له أصلا في كتب الحديث ولا غيرها ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكره

فلا يجوز أن ينسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما ثبت عنه

وصححه أهل العلم

أما شيء يذكره الناس ، ولا يوجد له أصل عند العلماء :

فهذا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو من أكبر الكبائر .

ولا شك أن جبريل عليه السلام أدى الأمانة ، وأداها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأداها أصحابه من بعده رضي الله عنهم ، وهي رسالة الإسلام

وما أنزله الله من الوحي من القرآن والسنة ؛ لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور .

أما جبريل عليه السلام : فسماه الله أمينا ، فقال تعالى :

( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) الشعراء/ 193 – 195 .

أما النبي صلى الله عليه وسلم : فقال :

( أَلاَ تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِينُ مَنْ فِي السَّمَاءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّمَاءِ صَبَاحًا وَمَسَاءً؟!) .

رواه البخاري (4351) ، ومسلم (1064) .

وقال أيضا :

( تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابُ اللهِ ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي ، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ ) قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ

فَقَالَ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ: (اللهُمَّ، اشْهَدْ، اللهُمَّ ، اشْهَدْ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ".

رواه مسلم (1218)

وقال أيضا - صلى الله عليه وسلم -
:
(مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الْجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ، إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ ) .

روى الطبراني في " الكبير " (1647) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (1803)

أما الصحابة رضي الله عنهم :

فنشهد أنهم قد أدوا الأمانة ، وبلغوا الدين للناس ، وما تركوا شيئا أمر النبي صلى الله عليه وسلم به ، أو نهى عنه ، إلا وبينوه للناس .

وقد روى البخاري (4487) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ ، فَيَقُولُ: نَعَمْ

فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ ، فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغ َ: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ :

(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) البقرة/ 143 .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

عبدالرحمان المهاجر
2018-08-19, 17:42
جزاك الله خيرا

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:01
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:03
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث لا أصل له في بيان محبة الله تعالى لتوبة عبده .

السؤال:

ما صحة هذا الحديث : ( أوحى الله إلى داود عليه السلام فقال: يا داود لو يعلم المدبرون عني انتظاري لهم ، ورفقي بهم ، وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقا إلي ـولتقطعت أوصالهم لمحبتي

يا داود هذه إرادتي بالمدبرين عني فكيف بالمقبلين علي ؟ ) ؟

الجواب:

الحمد لله

هذا الكلام لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم نقف عليه ـ أيضا ـ في كلام أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .

وإنما هو كلام يذكره بعض من ألّف في الوعظ ، غير منسوب لأحد من السلف ، وهذا الباب يترخص فيه العلماء بذكر مثل هذه الآثار ، والتي - عادة - ينقلونها عن أهل الكتاب .

فذكره ابن القيم رحمه الله في "روضة المحبين" (ص 438) ، وصدره بقوله : " وقيل: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام ... " فذكره .

وتصديره بهذه الصيغة (قيل) ، مُشْعِر بأنه لا يعلم له أصلا يعتمد عليه فيذكره .

وكذا ذكره ابن الجوزي رحمه الله في "التبصرة" (1/34) ، و "المنثور" (ص3)، والغزالي رحمه الله في "الإحياء" (4/326)، والقشيري رحمه الله في "رسالته" (2/499) وصدره أيضا بقوله : " وقيل: " .

ولم يذكره - فيما نعلم - أحد من أهل الحديث ، لا بسند ضعيف ولا غيره .

فعُلم بذلك أنه لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أن ينسب إليه .

كما لا يجوز القطع بنسبته إلى الله تعالى أنه أوحى إلى داود عليه السلام بذلك ؛ وإنما غاية مثل ذلك : أن يذكر من باب الاعتبار ، والموعظة .

ويغني عنه حديثان صحيحان:

أولهما : بشأن المدبرين وحضهم على التوبة ، وهو ما رواه البخاري (6308) ،ومسلم (2744) - واللفظ له - عن ابن مسعود قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

يَقُولُ: ( لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ

قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ ).

ثانيهما : بشأن المقبلين ، وهو ما رواه البخاري في صحيحه (6502) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ

وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ

وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ) .

وفيما ثبت وصح الغنية والكفاية عما لا يعرف له أصل .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:08
هل ثبت أن أبا بكر رضي الله عنه كان يتعاهد عجوزا بالمدينة ، يقوم على خدمتها ، وهو خليفة المسلمين ؟

السؤال:

لقد قرأت من بعض الكتب قصة أبي بكر رضي الله عنه مع المرأة العجوز، والذي كان يذهب إلي بيتها بعد صلاة الفجر من كل يوم ليقضي حاجتها، وحينما أردت أن أنقل هذه القصة لأصدقائي، سألني أحد الأصدقاء: ما مصدر هذه القصة ؟

ولم أعرف مصدرها حتي الذين يتكلمون عن هذه القصة لم يذكروا مصدر هذه القصة . فما مصدر هذه القصة أم أنها قصة لا أساس لها من الصحة كما يقول البعض ؟

الجواب :

الحمد لله

ينقل بعض الناس قصة مفادها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يخرج كل صباح إلي خيمة في ضواحي المدينة ، فيدخل على عجوز عمياء كسيرة من الرعية ، فيكنس بيتها، ويصنع طعامها، ويحلب شياهها .

فإذا انتهى رجع إلى المدينة ، فأخذ عمر يتفقد أبا بكر كل صباح أين يذهب ؟

وذات مرة دخل عليها عمر بعد أن خرج أبو بكر .

فقال للمرأة : من أنت؟

قالت : أنا امرأة عمياء كسيرة ، مات زوجي منذ زمن ، ومالنا من عائل بعد الله ، إلا هذا الرجل الذي يدخل علينا
.
قال : أتعرفينه ؟

قالت : لا والله ما أعرفه .

قال : ماذا يفعل ؟

قالت : يكنس البيت ، ويحلب شياهنا ، ويصنع طعامنا.

فجلس عمر رضي الله عنه يبكي ".

فهذه القصة لم نجد لها أصلا بهذا التمام ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم ذكرها في مناقب الصديق رضي الله عنه .

وقد رويت هذه القصة على وجه آخر ، فروى الحافظ ابن عساكر في "تاريخه" (30/ 322) من طريق رشدين عن الحجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري :

أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزا كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل ، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها

فرصده عمر، فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة ، فقال عمر : " أنت هو لعمري " .

وهذا إسناد ضعيف جدا .

- أبو صالح الغفاري لم يسمع من أبي بكر الصديق ولا من عمر رضي الله عنهما، قال ابن يونس: يروي عن أبي هريرة ، وهُبَيْب بن مُغْفِل، وروايته عن علي مرسلة، وما أظنه سمع منه
.
"تهذيب التهذيب" (4/ 59) .

فإذا كان لم يسمع من عليّ ، فانتفاء سماعه من أبي بكر وعمر أولى .

- حجاج بن شداد مجهول ، قال ابن القطان: لا يعرف حاله.

"تهذيب التهذيب" (2/ 202)

- رشدين بن سعد ضعيف الحديث جدا :

ضعفه الإمام أحمد ، وابن سعد ، وأبو داود ، وابن قانع ، والدارقطني ، وعمرو بن علي ، وأبو زرعة ، وغيره

وقال أبو حاتم: منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات

. وقال النسائي: متروك الحديث لا يكتب حديثه .

"تهذيب التهذيب" (3 /240-241)

"ميزان الاعتدال" (2/49) .

وقد روى ابن سعد في "الطبقات" (3/ 138) (30/324) عن محمد بن عمر ، بأسانيده : " أن أبا بكر رضي الله عنه كَانَ يَحْلُبُ لِلْحَيِّ أَغْنَامَهُمْ

فَلَمَّا بُويِعَ لَهُ بِالْخِلافَةِ ، قَالَتْ جَارِيَةٌ مِنَ الْحَيِّ: الآنَ لا تُحْلَب لَنَا مَنَائِحَ دَارِنَا. فَسَمِعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: بَلَى لَعَمْرِي ، لأَحْلُبَنَّهَا لَكُمْ ، وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا يُغَيِّرُنِي مَا دَخَلْتُ فِيهِ عَنْ خُلُقٍ كُنْتُ عَلَيْهِ.

فَكَانَ يَحْلُبُ لَهُمْ ، فَرُبَّمَا قَالَ لِلْجَارِيَةِ مِنَ الْحَيِّ: يَا جَارِيَةُ أَتُحِبِّينَ أَنْ أُرْغِيَ لَكِ أَوْ أُصَرِّحَ؟ فَرُبَّمَا قَالَتْ: أَرْغِ. وَرُبَّمَا قَالَتْ: صَرِّحْ. فَأَيّ ذَلِكَ قَالَتْ فَعَلَ " .

وهذه القصة أيضا ضعيفة لا تثبت ؛ محمد بن عمر هو الواقدي ، كذبه الإمام أحمد وغيره ، وقال أبو داود : لا أكتب حديثه ، ولا أحدث عنه ، ما أشك أنه كان يفتعل الحديث ، وقال بُندار : ما رأيت أكذب منه.

وقال إسحاق بن راهويه هو عندي ممن يضع الحديث .

راجع : "تهذيب التهذيب" (9 /323-326) .

والحاصل :

أننا لم نقف على القصة المذكورة ، ولا ما يشبهها ، من وجه مقبول ، يسوغ نشرها ، أو تداولها .

وفضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه الثابتة عنه أفضل مما ورد في هذه القصة وأعلى .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:16
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن الحسن بن عليّ أنه يموت مسموما ، وعن أخيه الحسين أنه يموت مذبوحا ؟

السؤال:

سمعت من أحد الشيعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقبل عنق الحسين ، ويقول له : ستموت مذبوحا ، وكان يقبل فم الحسن ، ويقول له : ستموت مسموما رضي الله عنهم

فهل ورد هذا عندنا في الإسلام ، وهل ثبت أن الذين قتلوهم في النار أم لم يثبت ؟

الجواب:

الحمد لله

أولا :

الحسن والحسين رضي الله عنهما ، سيدا شباب أهل الجنة ، وحبهما من الإيمان ، وبغضهما من النفاق ، وقد كانا من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

والأحاديث الصحيحة في فضلهما وعلو منزلتهما ومكانتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة مشهورة .

وكان صلى الله عليه وسلم يقربهما ويداعبهما ويقبلهما .

روى مسلم (2318) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ ، فَقَالَ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ) " .

وروى أحمد (9673) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً

وهَذَا مَرَّةً - يعني يقبّل - حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا، فَقَالَ: ( مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي ) " وحسنه محققو المسند .

ثانيا :

اشتهر عند أهل التاريخ أن الحسن رضي الله عنه مات مسموما ، والراجح أنه مات كما يموت الناس بغير سم ولا غيره

أما الحسين رضي الله عنه : فقتل شهيدا بكربلاء .

ثالثا :

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمقتل الحسين رضي الله عنه ، فروى أحمد (26524) عَنْ عَائِشَةَ ، أَوْ أُمِّ سَلَمَةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِإِحْدَاهُمَا

: ( لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا، فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ ، وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا ) قَالَ: ( فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ ) " وحسنه محققو المسند ، وله شواهد متعددة .

وانظر : "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (821)، (822)، (1171) .

ولا يثبت في قتل الحسين إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عنه ، ولم نقف على شيء ورد في شأن قاتله ، إلا ما ذكره السخاوي رحمه الله في "المقاصد الحسنة" (ص 483) فقال :
" حديث : ( قَاتِلُ الْحُسَيْنِ فِي تَابُوتٍ مِنْ نَارٍ، عليه نصف عذاب أهل الدنيا ) .
قال شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر -: " قد ورد عن علي رفعه من طريق واهٍ " انتهى .

والذين تولوا قتله رضي الله عنه أو أعانوا عليه أو رضوا به : هم من أهل الفساد والظلم والعدوان ، وأمرهم إلى الله تعالى ، يحكم فيهم يوم القيامة بما يشاء

ونحن نبرأ إلى الله من ذلك ، ونشهد الله على محبة الحسن والحسين وأبيهما وأمهما رضي الله عنهم أجمعين .

وأما ما ذكره السائل من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل عنق الحسين ويقول له " ستموت مذبوحا " وكان يقبل فم الحسن ويقول له " ستموت مسموما " : فلم نجد له أصلا ، والظاهر أنه من افتراءات الرافضة وأكاذيبهم

فإنهم من أكذب الناس وأشدهم افتراء .

وقد سبق أن ذكرنا أن الحسن رضي الله عنه مات كما يموت غيره من الناس ، وما يروى في سمه لا يثبت منه شيء .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ ، وَالرِّوَايَةِ ، وَالْإِسْنَادِ عَلَى أَنَّ الرَّافِضَةَ أَكْذَبُ الطَّوَائِفِ ، وَالْكَذِبُ فِيهِمْ قَدِيمٌ ، وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ يَعْلَمُونَ امْتِيَازَهُمْ بِكَثْرَةِ الْكَذِبِ " .

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (1/ 59) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:22
هل ثبت أن صوم رمضان بالمدينة يعدل صوم سبعين رمضانا في غيرها ؟

السؤال :

هل صحيح أن رمضاناً واحداً في المدينة المنورة يعدل سبعين رمضاناً في غيرها من المدن؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البيهقي في "الشعب" (3852) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِالْمَدِينَةِ كَصِيَامِ أَلْفِ شَهْرٍ فِيمَا سِوَاهُ ، وَصَلَاةُ الْجُمُعَةِ بِالْمَدِينَةِ كَأَلْفٍ فِيمَا سِوَاهُ ) .

قال البيهقي عقبه: " هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ " .

ورواه الطبراني في "الكبير" (1144) من حديث بلال بن الحارث

قال الذهبي:

" هذا باطل، والإسناد مظلم

"انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 473) .

ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/87)

من طريق الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ عَنْ نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ به مرفوعا .

والقاسم بن عبد الله : كذبه أحمد وابن معين .

انظر "ميزان الاعتدال" (3/371) .

وكثير بن عبد الله :

قال الشافعي وأبو داود: ركن من أركان الكذب .

"ميزان الاعتدال" (3/ 407) .

وأورد الشيخ الألباني هذا الحديث في "الضعيفة" (831)

وقال : " باطل " .

أما حديث : (رمضان بالمدينة يعدل سبعين رمضانا في غيرها) فلم نجد أحدا رواه بهذا اللفظ،

ولكن ذكره الشيخ عطية سالم رحمه الله في "شرح الأربعين النووية" (79/ 5)

بترقيم الشاملة ، فقال : " جاء في حديث ضعيف مذكور في أعذب الموارد: ... " فذكره .

وروى ابن ماجة (3117) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فِيمَا سِوَاهَا،

وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ، بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ يَوْمٍ حُمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً) .

قال الألباني في "ضعيف ابن ماجة" : " موضوع " .

ثانيا :

سبق في جواب السؤال رقم : (38213) أن الحسنات والسيئات تتضاعف في الزمان والمكان الفاضلين ، وأن مضاعفة الحسنة مضاعفة بالكم والكيف ، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط .

فصيام رمضان بمكة أو المدينة له أجر مضاعف عن صيامه في غيرهما من البلدان لشرف المكان .

ولكن لا يقال إنه أفضل من الصيام في غير مكة والمدينة بسبعين ضعفا أو ألف ضعف أو أكثر من ذلك أو أقل ؛ لأن هذا الحدّ من التضعيف والتفضيل يحتاج إلى خبر صحيح .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة

وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا )

رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح.

وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة ، أما بقية الأعمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات

فلا أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (3/ 388) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" تضعيف الأعمال بعدد معين توقيفي ، يحتاج إلى دليل خاص ولا مجال للقياس فيه ، فإن قام دليل صحيح في تضعيف بقية الأعمال أخذ به ، ولكن لا ريب أن للمكان الفاضل والزمان أثراً في تضعيف الثواب

كما قال العلماء ـ رحمهم الله ـ: إن الحسنات تضاعف في الزمان والمكان الفاضل ، لكن تخصيص التضعيف بقدر معين يحتاج إلى دليل خاص " .

انتهى من "الشرح الممتع" (6/ 514) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-24, 06:28
حديث منكر في الفتن ، في ظهور قوم على الناس ، شعورهم مرخاة كشعور النساء .

السؤال:

ما صحة الحديث التالي : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ،

هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " ؟

وهل ينطبق الحديث على عصرنا الحالي ؟

الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه نعيم بن حماد رحمه الله في " كتاب الفتن " (573) قال :

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ

وَلَا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى

وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :

أولا : أبو رومان مجهول ، لم نجد له ترجمة إلا قول ابن منده في " الكنى " (ص 328) :

" أَبُو رُومَان : حدث عَن : عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن . روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة ، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان " انتهى .

ثانيا : ابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة : اختلط في آخر عمره ، فضعفه جماعة من العلماء من أجل ذلك ، إلا من عُلم أنه أخذ منه قبل الاختلاط ، وهو مع ذلك مدلس .

انظر : " التهذيب " (5/327-331) ، و" ميزان الاعتدال " (2/475-484) .

ثالثا : نعيم بن حماد - صاحب الكتاب - : له مناكير ، حتى قال فيه النسائي : ليس بثقة .

" تهذيب التهذيب " (10/ 461) .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ

وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ

قَالَ صَالِحٌ : وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ ، وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ : هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ

وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/394) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" لا يجوز لأحد أن يحتج به ، وقد صنف كتاب " الفتن " ، فأتى فيه بعجائب ومناكير "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (10 /609) .

رابعا : الوليد بن مسلم كان يدلس شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " طبقات المدلسين " (ص 51)

" موصوف بالتدليس الشديد " .

وقال أبو زرعة العراقي رحمه الله في " المدلسين " (ص 99) : " مشهور بالتدليس مكثر منه ، ويعاني تدليس التسوية أيضاً " انتهى بمعناه ، وذكر السخاوي في " فتح المغيث " (1/227) : أنه كان يدلس تدليس التسوية .

وقد تابعه رشدين بن سعد ، وهو ضعيف ، قال ابن معين : ليس بشيء ، وقال النسائي : متروك ، وقال الجوزجاني : عنده مناكير كثيرة . "

ميزان الاعتدال " (2/49) .

ويحتمل أن يكون الوليد أخذه عنه ، فلا تصلح متابعته له .

فإذا اجتمعت كل هذه العلل ، فإنها تدل على أن هذا الحديث شديد الضعف .

وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يصح أن يُشتغل بمعناه ، ولا بتنزيله على واقعنا الحالي .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-08-28, 19:42
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل صح عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : " إذا دمعت عين أنثى بسبب ظلم رجل لعنته الملائكة بكل خطوة يخطوها " ؟

السؤال:

ما صحة هذا الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " إذا دمعت عين أنثى بظلم بسبب رجل ، تلعنه الملائكة بكل خطوة يخطوها " ؟

وهل ورد في القرآن والسنة ما يدل على أنّ اللعنة ستحل بأي رجل يكون سبباً في بكاء امرأة ؟

الجواب :

الحمد لله

لا نعلم لهذا الكلام أصلا عن عليّ أو عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم ، وإنما ينسبه إليه بعض المتأخرين من هؤلاء الرافضة الذين هم من أكذب خلق الله .

ولا يُعلم عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم أنه كُذب عليه مثل ما كُذب على علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

قَال الشعبي رحمه الله :

" مَا كذب عَلَى أحد من هذه الأمة ما كذب عَلَى عَلِيّ "

انتهى من "الكامل" (2/451) .

وقال أبو بكر بن عياش :

سمعت مغيرة يقول : " لم يصدق في الحديث على علي إلا أصحاب ابن مسعود "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/352) .

كما لا نعلم في نصوص الشرع : ما يدل على أنّ اللعنة تحل بمن يكون سبباً في بكاء امرأة ظلما ، ولكن جاءت نصوص الشرع بالوصية بالمرأة ، ومراعاة حقها ، وعدم ظلمها ، وحسن صحبتها .

وينظر للفائدة في جواب السؤالين القادم

كما جاءت بالترهيب من الظلم ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن الله تعالى وعد بنصرة المظلوم واستجابة دعائه ، وهذا في الذكر والأنثى ، والصغير والكبير ، والحر والعبد ، على السواء .

وينظر جواب السؤال الثالث القادم

فهذا الكلام لا يجوز أن ينسب إلى علي بن أبي طالب ، أو غيره من الصحابة رضي الله عنهم ، فإنه لا أصل له عن أحد منهم - فيما نعلم .

وجائز أن يكون بكاء المرأة بحق ، كأن تكون شابة أساءت فيؤدبها أبوها أو أخوها ، أو زوجة ناشزا فيؤدبها زوجها ، فليس مجرد حصول البكاء من المرأة مؤذنا بالعقوبة ، فضلا عن اللعن .

وينظر للفائدة جواب السؤال الرابع القادم

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-28, 19:46
حديث ( لا يهين المرأة إلا اللئيم ) لا يثبت

السؤال

هل هذا الحديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا أدري بالضبط صيغة الحديث ، ما أعرفه أنه هكذا : الحديث ( لا يكرم المرأة إلا الكريم , ولا يهين المرأة إلا اللئيم , ولا يغلبن إلا الكريم ,

ولا يغلبهن إلا اللئيم ، وأنا أريد أن أكون - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - مغلوبا أي كريما ، وليس غالبا أي لئيما )

الجواب

الحمد لله

لا نَعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثل هذا الكلام بهذا اللفظ ، ولا عن أحد من أصحابه أو التابعين ، وإنما يُروَى في ذلك شيءٌ قريب من اللفظ المذكور

ولكنه أيضا لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا بيان ذلك :

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم )

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/313) وعنه ابن أخيه في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين" (109)

وهذا سند ابن عساكر :

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أخبرني القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي العجائز ، حدثني أبي ، وأخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد

أنا جدي أبو عبد الله ، أنا مسدد بن عبد الله الحمصي قالا : نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي ، نا أبو بكر وأبو القاسم محمد وعامر ابنا خريم بن محمد

قالا نا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي ، نا عبد الرزاق بن همام ، أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة بن خالد ، عن علي بن أبي طالب به .

يقول الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (845) :

" موضوع . وهذا إسناد واهٍ بِمَرَّة ، وفيه علل :

1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في "التقريب" ، ومستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . وكذا قال أبو داود .

2- إبراهيم الأسلمي : كذاب كما قال يحيى القطان وابن معين وابن المديني ، وروى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " (34/1) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال : " لم يُترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر

وإنما للكذب " وقال ابن حبان (1/92) : " كان يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم ، ويكذب مع ذلك في الحديث "

3- أبو عبد الغني الأزدي : متهم بالوضع ، وفي ترجمته ساق ابن عساكر هذا الحديث ، وقال فيها : " وكان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث عن مالك أحاديث موضوعة " .

وكذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم بقوله : " ولا أعلم روى عن مالك ولا أدركه "

قلت – القائل هو الشيخ الألباني رحمه الله - :

وهو إنما يروي عن مالك بواسطة عبد الرزاق ، وقد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا وقال : " باطل ، وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " وكذا رواه ابن عساكر في ترجمته

لكن قد ساق له ابن حبان (1/235) حديثا آخر ، صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك " فهو من أكاذيبه عليه . وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا تحل الرواية عنه بحال " " انتهى باختصار .

وفيما ورد في إكرام النساء والإحسان إليهن من الأحاديث الصحيحة الكثيرة غُنيةٌ عن هذا الحديث المنكر ، وهي – بلا شك – أبلغ عبارة وأوفى بيانا وأعظم أثرا من كل مروي ضعيف أو مكذوب :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468)

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في صحيح الترمذي وفي "السلسلة الصحيحة" (1174)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ ) رواه أحمد (2/439) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (146)

ومحققو مسند أحمد ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1015)

يقول المناوي في "فيض القدير" (1/166) في شرح الحديث الأخير :

" بأن تعاملوهما برفق وشفقة ، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه ، ولا تقصروا في حقهما الواجب والمندوب ، وَوَصَفَهُمَا بالضعف استعطافا وزيادة في التحذير والتنفير

فإن الإنسان كلما كان أضعف كانت عناية الله به أتم ، وانتقامه من ظالمه أشد " انتهى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-28, 19:48
حديث مكذوب في التحذير من إغضاب الزوج لزوجته

السؤال :

هل الحديث التالي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : (فوالله لو أغضب زوجٌ زوجتَه وقفَّى عنها راحلا ، تاركا إياها حزينة ، فإن الله يكتب له في كل خطوة لعنة

ويبعد عنه رزقه ، ويقلل من عافيته ، ويكتب له من كل دمعة من عينيها ألف جمرة في كل ليلة ، نصفها في الدنيا ، والنصف الآخر في الآخرة)؟

الجواب :

الحمد لله

ليس هذا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من الأكاذيب التي لا أصل لها ، والتي ينقلها بعض أهل البدع وبعض عوام الناس الذين لا يعون مدى خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

وواضح جداً ما في هذا الكلام من المبالغة الشديدة في ترتيب عقوبة معينة على فعل لا يستحق كل ذلك .

ومن أراد أن يأمر الرجل بالإحسان إلى امرأته ، وينهاه عن ظلمها فعنده من الأحاديث الصحيحة ما يغني عن هذا الكذب .

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا) رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي) رواه الترمذي (3895) وقال : حسن غريب صحيح ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1174) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ : الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) رواه أحمد (2/439) وحسنه النووي في "رياض الصالحين" (146)

ومحققو مسند أحمد ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1015) .

ومعنى الحديث: اللهم اشهد أني أضيق على الناس وأشدد عليهم في تضييع حق اليتيم والمرأة.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-28, 19:50
هل المساواة في الظلم عدل؟

السؤال:

تنتشر مقولة تقول بأن المساواة في الظلم عدل ، وبعضهم ينسبها إلي الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ، وبعضهم يتعامل بها كأنها أساس وقاعدة لا يمكن تغييرها ؛ فما حكم الدين أو ما مدى صحة هذه المقولة ؟

الجواب :

الحمد لله

قول من يقول من الناس: ( المساواة في الظلم عدل ) قول باطل ، بعيد عن شرع الله ودينه بعد المشرقين ، وحاشا رسول الله أن ينطق بمثل ذلك القول ، وإنما الذي قاله النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،

ورواه عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ : ( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا ) رواه مسلم (2577) .

ونصوص الشرع المتواترة المتكاثرة على التحذير من الظلم ، وبيان سوء عاقبته أكثر من أن نذكرها هنا .

إن هذه الكلمة الباطلة الظالمة تظهر أكثر ما تظهر فيمن له ولاية على الناس ، فتقول له : إذا ظلمت أحد رعيتك ، فأخذت ماله ، أو ضربت ظهره ، أو سجنته ..

فلا تقتصر على ظلم هذا وحده ، بل اجعل ظلمك عاما لأفراد رعيتك ، حتى تكون عادلا في توزيع الظلم عليهم !!

ومثل هذا لا يصلح أن يقوله إلا الجبارون والمعتدون على حقوق العباد !!

فأي عدل في هذا ، والله تعالى يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النحل/90

إن المساواة في الظلم : ظلمات ، بعضها فوق بعض !!

وبدلا من أن يلقى ربه بظلم رجل واحد ظلم ، أو عبد واحد اعتدى عليه : إذا به يريد أن يلقى ربه بظلم كل من أمكنه من العباد ، من أجل المساواة بينهم في ذلك !!

أليس هذا أشبه شيء بعمل المشركين ، حين يريدون أن يعملوا الظلم والفواحش ، ثم يدعون أن هذا من عند الله ، وأمره وشرعه .

قال الله تعالى : ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ * فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ) الأعراف/28-30

إن العدل : هو إعطاء كل ذي حق حقه، ووضع كل شيء في موضعه ؛ فأين هذا من الظلم، أو المساواة فيه؟

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-28, 19:56
ممارسة العنف مع المرأة ليس من شريعة الإسلام .

السؤال :

ماذا ورد في القرآن الكريم عن ممارسة العنف مع المرأة ؟

الجواب :

الحمد لله

ليس من شك عند أدنى منصف أن دين الإسلام هو دين الرحمة والعدل ، وأن من أبرز معالمه : أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق ، وصالحها ، وينهى عن سيئها وسفسافها .

ويمكننا أن نشير إلى بعض المعالم الواردة في معاملة المرأة ، والعنف معها فيما يلي:

- قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ) النساء/19 .

كانت إحداهن في الجاهلية إذا مات زوجها، كان ابنه أو قريبُه أولى بها من غيره ، ومنها بنفسها ، إن شاء نكحها ، وإن شاء عضلها فمنعها من غيره ولم يزوّجها حتى تموت ، فحرّم الله تعالى ذلك على عباده .

انظر : "تفسير الطبري" (8 /104) .

- وقال تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) النساء/19.

وهذا يشمل المعاشرة القولية والفعلية ، فعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف ، من الصحبة الجميلة ، وكف الأذى ، وبذل الإحسان ، وحسن المعاملة .

"تفسير السعدي" (ص 172) .

- وقال تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/ 21 .

فمن آيات الله الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط ، ( أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا )

تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن ( لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة

المانعة من النفور؛ فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم ، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب ، مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة .

"تفسير السعدي" (ص 639) .

- لم يشرع الإسلام للرجل أن يمارس أي عنف مع المرأة ، سواء في حقوقها الشرعية التي ينشأ الالتزام بها من خلال عقد الزواج ، أو حال طلاقها والانفصال عنها .

وإنما شرع عند النشوز والعصيان الوعظ والتذكير ، فإن لم يؤثر ذلك شرع الهجر في المضاجع ، فإن لم يفلح ذلك في تقويمها : شرع الضرب الخفيف غير المبرح للتأديب

صيانة للأسرة من التفكك ، ورعاية لحق الأولاد ، وخوفا من الفتنة ، وفرارا من قطيعة الرحم وما قد يصحب الطلاق من آثار وخيمة وأضرار جسيمة .

ومعلوم أن العاقل يحتمل أدنى الضررين لتلافي أشدهما ، ويتطلب المنفعة الراجحة بتحمل المفسدة المرجوحة ، فيحتمل المريض مرارة الدواء وآلام العملية الجراحية رجاء الشفاء والعافية

قال الله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ) النساء/ 34 .

وروى مسلم (1218) عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع :

( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" ضرب غير مبرح ، أي غير شديد ولا جارح لجسدها ، بل هو ضرب خفيف يحصل به التأديب "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (24/ 483) .

- بل حتى هذه الحال الطارئة ، مع التقييد السابق ذكره : ليس هو الخلق الفاضل ، ولا العمل المحبوب ، لما يخشى من أن يجر ذلك إلى التعدي

والزيادة عما رخص فيه الشرع .

روى أبو داود (2146) عَنْ إِيَاسِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي ذُبَابٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ ) فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ -

يعني نشزن وتجرأن - فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ ) .

وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

( لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ ) أَيِ: الرِّجَالُ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ نِسَاءهُمْ ضَرْبًا مُبَرِّحًا أَوْ مُطْلَقًا ، بَلْ خِيَارُكُمْ مَنْ لَا يَضْرِبُهُنَّ ، وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُنَّ أَوْ يُؤَدِّبُهُنَّ وَلَا يَضْرِبُهُنَّ ضَرْبًا شَدِيدًا يُؤَدِّي إِلَى شِكَايَتِهِنَّ .

"مرقاة المفاتيح" (5/ 2127) .

- وروى البخاري (4942) ومسلم (2855) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ رضي الله عنه قَالَ : " خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... ثُمَّ ذَكَرَ النِّسَاءَ فَوَعَظَ فِيهِنَّ ، ثُمَّ قَالَ: ( إِلَامَ يَجْلِدُ أَحَدُكُمُ امْرَأَتَهُ جَلْدَ الْعَبْدِ

وَلَعَلَّهُ يُضَاجِعُهَا مِنْ آخِرِ يَوْمِهِ ؟ ).

- وروى الترمذي (1162) وصححه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ، وَخَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ ) .

وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

- وروى الترمذي أيضا (1163) وصححه عَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ : " أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ ، فَذَكَرَ فِي الحَدِيثِ قِصَّةً

فَقَالَ : ( أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٌ عِنْدَكُمْ ، لَيْسَ تَمْلِكُونَ مِنْهُنَّ شَيْئًا غَيْرَ ذَلِكَ ، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ، فَإِنْ فَعَلْنَ فَاهْجُرُوهُنَّ فِي المَضَاجِعِ ، وَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ

فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا، أَلَا إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ فَلَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ

وَلَا يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلَا وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ) .

وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .

- وروى ابن ماجة (3678) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ ) وحسنه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" الواجب على الزوج أن يتقي الله ، ويراقب الله وأن يعاشر زوجته بالمعروف ، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن ، لا يضرب ولا يقبح ، وأن يكون كلامه طيبا وفعله طيبا

هذا هو الواجب عليه ، لكن إذا عصت الزوجة وخالفت الأوامر ، له ضربها ضربا غير مبرح ضربا خفيفا ، قال الله تعالى: ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ )

هذا إذا خاف نشوزها وصارت تعصي عليه ، وتخالف أوامره ، له هجرها ووعظها ، والضرب يصير في الأخير، يعظها أولا، كأن يقول: يا بنت فلان خافي الله ، عليك بطاعة الزوج ، اتقي الله

راقبي الله ، اتركي هذا العمل ، أو يهجرها يوما أو يومين أو ثلاثة في المضجع ، لا بأس بهذا، فإذا ما نفع الهجر ولا نفع الكلام، له ضربها ضربا غير مبرح ضربا خفيفا، لا يكسر عظما،

ولا يجرح بدنها، إذا كان الهجر ما أجدى والموعظة ما نفعت ، أما كون الزوج عادته التأسد على الزوجة، والاكفهرار وسوء الكلام ، فهذا ليس من أخلاق المؤمن ، والواجب أن يكون الزوج خلقه طيبا مع زوجته

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس أخلاقا مع أزواجه ، فالواجب على الزوج التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم ويكون طيب الخلق مع زوجته حسن المعاشرة "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (21/ 254-255) .

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-08-31, 21:35
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث منكر في الفتن ، في ظهور قوم على الناس ، شعورهم مرخاة كشعور النساء .

السؤال:

ما صحة الحديث التالي : عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ

قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " ؟

وهل ينطبق الحديث على عصرنا الحالي ؟

الجواب:

الحمد لله

هذا الحديث رواه نعيم بن حماد رحمه الله في " كتاب الفتن " (573) قال :

حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ

وَلَا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى

وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه علل :

أولا : أبو رومان مجهول ، لم نجد له ترجمة إلا قول ابن منده في " الكنى " (ص 328) :

" أَبُو رُومَان : حدث عَن : عَليّ بن أبي طَالب فِي الْفِتَن . روى حَدِيثه : عبد الله بن لَهِيعَة ، عَن أبي قبيل عَن أبي رُومَان " انتهى .

ثانيا : ابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة : اختلط في آخر عمره ، فضعفه جماعة من العلماء من أجل ذلك ، إلا من عُلم أنه أخذ منه قبل الاختلاط ، وهو مع ذلك مدلس .

انظر : " التهذيب " (5/327-331)

و" ميزان الاعتدال " (2/475-484) .

ثالثا : نعيم بن حماد - صاحب الكتاب - : له مناكير

حتى قال فيه النسائي : ليس بثقة .

" تهذيب التهذيب " (10/ 461) .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" وَنُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ

فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ

قَالَ صَالِحٌ : وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ ، وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ : يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ

وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ : هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/394) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" لا يجوز لأحد أن يحتج به ، وقد صنف كتاب " الفتن " ، فأتى فيه بعجائب ومناكير "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (10 /609) .

رابعا : الوليد بن مسلم كان يدلس شر أنواع التدليس ، وهو تدليس التسوية .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في " طبقات المدلسين " (ص 51) :

" موصوف بالتدليس الشديد " .

وقال أبو زرعة العراقي رحمه الله في " المدلسين " (ص 99) :

" مشهور بالتدليس مكثر منه ، ويعاني تدليس التسوية أيضاً "

انتهى بمعناه

وذكر السخاوي في " فتح المغيث " (1/227)

: أنه كان يدلس تدليس التسوية .

وقد تابعه رشدين بن سعد ، وهو ضعيف

قال ابن معين : ليس بشيء

وقال النسائي : متروك

وقال الجوزجاني : عنده مناكير كثيرة .

" ميزان الاعتدال " (2/49) .

ويحتمل أن يكون الوليد أخذه عنه ، فلا تصلح متابعته له .

فإذا اجتمعت كل هذه العلل ، فإنها تدل على أن هذا الحديث شديد الضعف .

وإذا كان الأمر كذلك ، فلا يصح أن يُشتغل بمعناه ، ولا بتنزيله على واقعنا الحالي .

وانظر للفائدة إجابة السؤال القادم

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-31, 21:45
حديث أبي هريرة في الرايات السود لا يصح

السؤال

ما مدى صحة الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) رواه الترمذي .

فإذا كان الحديث صحيحا فأين خراسان ؟ جزاكم الله خيرا .

الجواب :

الحمد لله

الحديث الوارد في السؤال يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ )

رواه نعيم بن حماد في " الفتن " (1/213)

وأحمد في " المسند " (14/383)

والترمذي في " السنن " (2269)

والطبراني في " المعجم الأوسط " (4/31)

والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/516)

وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (32/281)

جميعهم من طريق رِشدين بن سعد ، عن يونس ، عن ابن شهاب الزهري ، عن قبيصة بن ذؤيب ، عن أبي هريرة به مرفوعا .

قال الطبراني رحمه الله :

" لم يرو هذا الحديث عن الزهري إلا يونس ، تفرد به رِشدين " انتهى.

وقال البيهقي رحمه الله :

" تفرد به رشدين بن سعد , عن يونس بن يزيد " انتهى.

ورشدين هذا سبب ضعف الحديث ونكارته ، فقد ضعفه أحمد بن حنبل

وقال يحيى بن معين : لا يكتب حديثه

وقال أبو زرعة : ضعيف الحديث

وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، وفيه غفلة ، ويحدث بالمناكير عن الثقات ، ضعيف الحديث

وقال النسائي : متروك الحديث

وقال أبو داود : ضعيف الحديث

وقال ابن عدي : عامة أحاديثه ما أقل فيها ما يتابعه أحد عليه ، وهو مع ضعفه يكتب حديثه

وقال ابن حبان : غلبت المناكير في أخباره .

انظر " تهذيب التهذيب " (3/278)

فالخلاصة أن الحديث ضعيف جدا ولا يصح ، بسبب تفرد رشدين بن سعد به ، ولذلك لم يقبله العلماء .

فقال الترمذي :

" غريب " انتهى. وهي عبارة تعني ضعف الحديث عنده .

وقال البيهقي :

" يروى قريب من هذا اللفظ عن كعب الأحبار , ولعله أشبه " انتهى.

بل لما ساق الحافظ ابن كثير مجموعة من الأحاديث التي فيها ذكر الرايات السود ، قال :

" هذا كله تفريع على صحة هذه الأحاديث ، وإلا فلا يخلو سند منها عن كلام "

انتهى من " البداية والنهاية " (6/248)

وضعف الحديث الحافظ ابن حجر في

" القول المسدد " (42)

والشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/4825)

والشيخ أحمد شاكر في تحقيقه " مسند أحمد " (16/316)

وقال محققو مسند أحمد طبعة مؤسسة الرسالة :

" إسناده ضعيف جدا " انتهى.

بل قالوا أيضا :

" ولا يصح في هذا الباب شيء ، وكل ما فيه أخبار ضعيفة موقوفة " انتهى.

وكذلك قال فضيلة الشيخ الدكتور حاتم الشريف :

" لم يصح في الرايات السود حديث مرفوع ، ولا حديث موقوف على الصحابة رضي الله عنهم "

انتهى من دراسة حديثية نشرت أول مرة في موقع " الإسلام اليوم "

ثم نشرت في " ملتقى أهل الحديث ".

ومن أراد التوسع في تخريج الأحاديث الواردة في هذا الموضوع فليرجع إلى تلك الدراسة .

وعلى كل حال فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله – على فرض تصحيح الحديث -:

" هذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة ثنتين وثلاثين ومائة ، بل هي رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي "

انتهى من " البداية والنهاية " (19/62) طبعة هجر .

وللعلم أيضا فإن " خراسان " بلاد واسعة تشكل الشمال الشرقي في إيران

وتمتد بين جرجان وطبرستان من جهة

وبين ما وراء النهر من جهة أخرى

وكان يتبعها من الناحية السياسية بلاد ما وراء النهر وسجستان ( أفغانستان الحالية )

والإقليم الذي يعرف الآن باسم خراسان يضم أقل من نصف خراسان القديمة

أما بقية الإقليم فتابع لأفغانستان "

انتهى من " تعريف بالأعلام الواردة في البداية والنهاية لابن كثير " (1/471 ترقيم الشاملة)

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-08-31, 21:49
حكم حديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

السؤال:

هل هذا الحديث التالي صحيح أم ضعيف ؟

روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ ، وَسَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُو ).

الجواب :

الحمد لله

روى مسلم (384) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ

فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ ، حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ) .

وروى الإمام أحمد في " المسند " (8770)

، وابن أبي شيبة في " المصنف "(31784)

والجهضمي في " فضل الصلاة " (46)

وأبو يعلى في مسنده (6414)

وابن راهويه في مسنده (297

) من طريق لَيْثٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهَا زَكَاةٌ لَكُمْ، وَاسْأَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا دَرَجَةٌ فِي أَعَلَى الْجَنَّةِ، لَا يَنَالُهَا إِلَّا رَجُلٌ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ ) .

وهذا إسناد ضعيف ، ليث هو ابن أبي سليم ، وهو ضعيف مضطرب الحديث ، ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن حبان وغيرهم .

انظر : " ميزان الاعتدال " (3/ 420)

وقال ابن كثير في تفسيره (6/ 413) :

" فِي إِسْنَادِهِ بَعْضُ مَنْ تُكُلِّمَ فِيهِ ".

وضعفه الألباني في تحقيق " فضل الصلاة للجهضمي "

وكذا ضعفه محققو المسند .

ومعناه صحيح في الجملة ، ولكنه بهذا اللفظ ، وهذا السياق : ضعيف الإسناد .

وقد ورد في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة صحيحة.

وينظر جواب الاسئلة الثلاث القادمه

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-31, 22:00
ما هي المنزلة الرفيعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

السؤال

أرغب في معرفة المنزلة الرفيعة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب

الحمد لله

يشرع لمن سمع النداء والأذان أن يتابع المؤذن فإذا فرغ من المتابعة في جميع الأذان صلى وسلم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم

ثم قال ما ورد في الحديث الصحيح عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي

وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ . "

رواه البخاري 579 ، وليس في الدعاء عبارة : ( الدرجة العالية الرفيعة ) فلا تقال ، والعطف في قوله : " الوسيلة والفضيلة " عطف بيان أي عطف تفسير ،

والوسيلة هي المرتبة الزائدة على سائر الخلق وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْن الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

" إِذَا سَمِعْتُمْ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ . " رواه مسلم 577

والمقام المحمود هو الشفاعة العظمى عند الله للفصل بين العباد ولا يؤذن فيها إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم وهي المذكورة في قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم

: ( أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْءَانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْءَانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) سورة الإسراء

وسمي بالمقام المحمود لأنّ جميع الخلائق يحمدون محمدا صلى الله عليه وسلم على ذلك المقام لأنّ شفاعته سبب فكّ كربتهم من أهوال المحشر والانتقال إلى الحساب والفصل بين الخلائق

والله تعالى أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

...........

فضل الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

منذ ما يقرب من عام وأنا أدعو الله عز وجل بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقط ، أي جعلت دعائي كله صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه وسلم باستثناء الأذكار والأدعية الموظفة كالتي

في أذكار الصباح والمساء وقنوت الوتر وغيرها فأذكر فيها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد سماعي لشرح حديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء ربع الليل قام فقال

: أيها الناس اذكروا الله ، أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه . فقال أبي بن كعب : فقلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فما أجعل لك من صلاتي ؟

قال : ما شئت قلت : الربع ؟ قال : ما شئت وإن زدت فهو خير . قلت : النصف ؟

قال : ما شئت وإن زدت فهو خير لك . قلت : الثلثين ؟

قال : ما شئت وإن زدت فهو خير . قلت : أجعل لك صلاتي كلها قال : إذا يكفي همك ويغفر ذنبك الراوي: أبي بن كعب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم: 2/340 وحديث 71475 - أن رجلا قال يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك قال نعم إن شئت . قال : الثلثين ؟

قال : نعم . قال : فصلاتي كلها ؟ قال رسول الله : إذا يكفيك الله ما همك من أمر دنياك وآخرتك . الراوي: حبان بن منقذ بن عمرو الأنصاري -

خلاصة الدرجة: حسن لغيره - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1671 وكان من الشرح ومعنى أجعل لك صلاتي كلها أي لا تدعو لنفسك بشيء أبدا ولكن جعلت دعاءك كله صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأي فضيلتكم وجزاكم الله عنا خيرا؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه الترمذي (2457)

وأحمد (20736)

وابن أبي شيبة في "المصنف" (8706)

وعبد بن حميد في "المسند" (170)

والبيهقي في "الشعب" (1579)

عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟

قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .

قال الترمذي : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وحسنه المنذري في (الترغيب والترهيب)

وكذا حسنه الحافظ في "الفتح" (11/168)

وأشار البيهقي في "الشعب" (2/215) إلى تقويته

وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (1670) وغيره .

قال الملا علي القاري :

" ( أجعل لك صلاتي كلها ) أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي . ( تكفى همك ) قال الأبهري : أي إذا صرفت جميع زمان دعائك في الصلاة عليّ كفيت ما يهمك .

وقال التوربشتي : معنى الحديث كم أجعل لك من دعائي الذي أدعو به لنفسي .

فقال : ( إذن تكفى همك ) أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك ؛ وذلك لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله وتعظيم الرسول ، والاشتغال بأداء حقه عن أداء مقاصد نفسه "

انتهى باختصار .

"مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" (4/16- 17)

وقال ابن علان البكري رحمه الله :

" ووجه كفاية المهمات بصرف ذلك الزمن إلى الصلاة عليه : أنها مشتملة على امتثال أمر اللّه تعالى ، وعلى ذكره وتعظيمه ، وتعظيم رسوله ، ففي الحقيقة لم يفت بذلك الصرف شيء على المصلي

بل حصل له بتعرضه بذلك الثناء الأعظم أفضل مما كان يدعو به لنفسه ، وحصل له مع ذلك صلاة اللّه وملائكته عليه عشراً ، مع ما انضم لذلك من الثواب الذي لا يوازيه ثواب

فأيّ فوائد أعظم من هذه الفوائد ؟ ومتى يظفر المتعبد بمثلها ، فضلا عن أنفَسَ منها ؟ وأنى يوازي دعاؤه لنفسه واحدة من تلك الفضائل التي ليس لها مماثل ؟ "

انتهى بتصرف .

"دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (5/6-7)

وقال الشوكاني رحمه الله :

" قوله : ( إذن تكفى همك ويغفر ذنبك ) في هاتين الخصلتين جماع خير الدنيا والآخرة ؛ فإن من كفاه الله همه سلم من محن الدنيا وعوارضها

لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة . ومن غفر الله ذنبه سلم من محن الآخرة ؛ لأنه لا يوبق العبد فيها إلا ذنوبه " انتهى .

"تحفة الذاكرين" (ص 45)

وسئل علماء اللجنة :

قول الصحابي للرسول صلى الله عليه وسلم : أفأجعل لك صلاتي كلها ؟

فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا تكفى همك ... ) إلى آخر الحديث . ما معنى : أفأجعل صلاتي لك كلها ؟

فأجابوا : " المراد بالصلاة هنا : الدعاء ، ومعنى الحديث : الحث على الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم ، لما في ذلك من الأجر العظيم " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/156 - 157)

وينبغي أن تعلم أن الحديث لا يعني منع الإنسان من الدعاء لنفسه مطلقا ، والاقتصار على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فهذا مخالف لهديه العملي

وإرشاده إلى الأدعية المتنوعة ، في الأحوال المختلفة ، كأدعية الصلاة ، والصباح والمساء ، والاستخارة ، ونحو ذلك .

قال علماء اللجنة الدائمة :

" هذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة ، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/159) .

ولعل المراد بالحديث : أن كان لأبي بن كعب دعاء معين ، يدعو به ، فسأل عن استبداله بالصلاة ، وإلى ذلك يشير قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هذا كان له دعاء يدعو به ، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته ؛ فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرا

وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة : آمين ولك بمثله . فدعاؤه للنبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (1/193)

وقال شيخ الإسلام أيضا :

" مقصود السائل : يا رسول الله إن لي دعاء أدعو به ، وأستجلب به الخير ، وأستدفع به الشر فكم أجعل لك من الدعاء ؟ قال : ما شئت . فلما انتهى إلى قوله : ( أجعل لك صلاتي كلها ) قال : إذا تكفى همك ويغفر ذنبك .

وفي الرواية الأخرى : إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك .

وهذا غاية ما يدعو به الإنسان لنفسه من جلب الخيرات ودفع المضرات " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (1/349-350) .

وهذا كله بتقدير صحة الحديث ، وقد أشرنا إلى من صححه من أهل العلم ؛ وإلا فإن راوي الحديث عبد الله بن محمد بن عقيل : أكثر كلام أئمة الحديث على تضعيفه

وعدم الاحتجاج بحديثه ، حتى قال عنه الإمام أحمد ـ في رواية حنبل ـ : " منكر الحديث " ، وقال يعقوب الجوزجاني : " عامة ما يرويه غريب " .

ينطر : "تهذيب الكمال" (16/80) وما بعدها .

وإذا قدر أن حديثه في مرتبة الحسن ، كما ذهب إليه بعض أهل العلم ، فلا يظهر أن حاله يحتمل التفرد بمثل هذا المتن ؛ مع ما فيه من قوله : " أجعل لك صلاتي كلها" ؛ فهو بظاهره مخالف لما رغبت فيه الشريعة

في عامة مواردها ، من الإكثار من الدعاء ، بشتى أنواعه ، في الصلاة وخارجها ، مطلقا كان هذا الدعاء ، أو مقيدا بوقت أو حال . ثم هو ـ بهذا الظاهر أيضا ـ مخالف للهدي العملي للنبي صلى الله عليه وسلم

وأصحابه ، ومن بعدهم من السلف ؛ فلا يعلم أن أحدا ترك الدعاء ، في الصلاة أو خارج ، بما يحتاجه من خير الدنيا والآخرة ، اكتفاء بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-08-31, 22:04
لماذا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟

السؤال:

قد عاش بلايين البشر من ألف وأربعمائة عام مضت ، وهم يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم في صلواتهم وفي كل دعاء خاص وحين يذكر اسم النبي ، ولما كان النبي كاملا معصوما

فلماذا يحتاج منا كل هذه التسليمات والبركات لتدخله الجنة ؟

بينما نحن الغير كاملين ونحن في أشد الحاجة لهذه التسليمات والبركات لتدخلنا الجنة ؟

أم أن هناك سبب آخر مختلف لكوننا نصلي ونسلم على النبي .

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل العبادات وأجل القربات ، فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين ، فقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56 .

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وبين مضاعفة أجرها ، وأنها سبب لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحاجات ، فقال عليه الصلاة والسلام : (

مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ) رواه النسائي (1297) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح سنن النسائي " .

وروى الترمذي (2457) عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : ( مَا شِئْتَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟

قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : النِّصْفَ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟

قَالَ : ( إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي ".

ثانياً :

ما ذكرتيه – أيتها السائلة - من أن النبي عليه الصلاة والسلام كامل معصوم ، فلماذا يحتاج منا أن نصلي عليه تلك الصلوات والتسليمات الكثيرة لتدخله الجنة

بينما نحن أحوج لذلك منه لأننا غير كاملين ؟! هذا الاعتراض منكِ في غير محله ؛ وذلك لعدة أمور :

الأول :

أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بها ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله ، وألا يعترض على أمره .

الثاني :

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده ، بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه

فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها من الأحاديث إنما هي لمن صلى على النبي الصلاة عليه والسلام .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – عند شرحه للحديث -

: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة ) يعني : إذا قلت : اللهم صل على محمد ، صلى الله عليك بها عشر مرات ، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات " .

انتهى من " شرح رياض الصالحين " .

الثالث :

حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله ، فقد أنقذ الله به خلقاً من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) الحديد / 9

وقال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) إبراهيم / 1 .

فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب الذي قد جعل الله على يديه شفاءه وغاية ما في الأمر صلاح البدن ، فكيف بمن جعل الله علي يديه صلاح الروح والبدن معاً .

فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته أن يكثروا من الصلاة عليه ردا لذلك الجميل وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام .

قال ابن القيم رحمه الله :

" إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره بأنه وملائكته يصلون عليه ، والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله ، فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته "

انتهى من " جلاء الأفهام " .

وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله

: " ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) ؛ اقتداء باللّه وملائكته ، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم ، وتكميلا لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم ، ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم ، وتكفيرًا من سيئاتكم " .

انتهى من " تفسير السعدي " ( 1 / 671 ).

فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين ، ما تعاقب الليل والنهار ، وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار .

فلا تحرمي - أختنا الكريمة – نفسكِ ذلك الفضل ، أعاننا الله وإياك على اغتنام الطاعات ووقانا شرور أنفسنا إنه جواد كريم .

والله أعلم


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-05, 07:05
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

لم يصح حديث في أن ترك طعام العشاء يورث الهرم

السؤال

ما صحة الأحاديث التالية ، وأنقلها لكم بمعناها : ) كلوا وجبة طعام منتصف الليل ولو كانت حفنة من تمر ، وإلا سبق الرجل الهرم (، والحديث الثاني رواه أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي الله عنه :

( أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الناس لتناول الطعام أثناء الليل فكبر السن يأتي أسرع إن لم تتناول هذه الوجبة ) . وهل يجب على الشخص تناول الطعام ليلا ؟

الجواب :

الحمد لله

الأحاديث الواردة في السؤال وردت عن اثنين من الصحابة الكرام :

الحديث الأول :

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَدَعُوا الْعَشَاءَ وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ تَمْرٍ ، فَإِنَّ تَرْكَهُ يُهْرِمُ ) .

رواه ابن ماجه في " السنن " (3355) وسنده ضعيف جدا ، فيه اثنان من الضعفاء .

الأول : إبراهيم بن عبد السلام ، قال فيه ابن عدي : ليس بمعروف ، حدث بالمناكير ، وعندي أنه يسرق الحديث

كما في " الكامل " (1/419) ،

وقال الدارقطني : ضعيف

. كما في " سؤالات الحاكم " (ص101) .

والثاني : عبد الله بن ميمون ، واسمه فيه اشتباه ، وهو متردد بين راويين : أحدهما ضعيف جدا ، والثاني مجهول .
قال الألباني رحمه الله – في حكمه على الحديث -:

" ضعيف جدا ... وعبد الله بن ميمون إن كان هو القداح فهو متروك ، وإن كان غيره فهو مجهول ، وقد رجح الأول الحافظ ابن حجر في " التقريب "

ورجح الآخر المزي في " التهذيب " قال : لأن القداح لم يدرك ابن المنكدر إن كان إبراهيم بن عبد السلام في روايته عنه صادقا! "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (1/236) ، وانظر : تهذيب التهذيب (6/49) .

وقد ضعف الحديث كل من الزركشي في " التذكرة " (ص147)، وابن عراق في " تنزيه الشريعة " (2/259) .

الحديث الثاني :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَعَشَّوْا وَلَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ ، فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ ) رواه الترمذي (1856)

وهذا الحديث ضعيف جدا أيضا ، في سنده عنبسة بن عبد الرحمن القرشي .

قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال أبو حاتم : متروك الحديث ، كان يضع الحديث ، وقال البخارى : تركوه ، وقال ابن حبان : هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به . ينظر " تهذيب التهذيب " (8/161) .

وقال الترمذي بعد روايته للحديث :

" هذا حديث منكر ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وعنبسة يضعف في الحديث ، وعبد الملك بن علاق مجهول " .

ومما يؤكد ضعف الحديث أن عنبسة نفسه قد اضطرب في روايته ، فمرة يرويه عن راوٍ ، ومرة أخرى يرويه عن راوٍ آخر .
قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" تبين من الروايات أن عنبسة كان يضطرب في إسناده ، فمرة يقول : عبد الملك بن علاق ، ومرة مسلم ولا ينسبه ، وأخرى علاق بن مسلم ، وتارة عن موسى بن عقبة عن ابن أنس

وهذا ضعف آخر في الحديث ، وهو الاضطراب في سنده " .

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (1/236) .

وعلى هذا ، فهذا الحديث ، (سواء كان عن جابر أو أنس) شديد الضعف ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل حكم عليه بعض العلماء بأنه موضوع .

انظر : " الموضوعات " (ص78) للصاغاني .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" وبهذا يتضح أن هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف جدا ، ويحتمل أنه موضوع " .

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (26/239) .

وإذا لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يؤمر المسلم بالأكل ليلا ، فإذا أكل ليلا أو ترك ذلك فهو مباح .

*عبدالرحمن*
2018-09-05, 07:13
هل ورد ما يدل على ضياع اسطنبول من أيدي المسلمين

السؤال

هل صحيح أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن تركيا ستضيع من المسلمين

وسيعاد استردادها في آخر الزمان ؟

الجواب :

الحمد لله

يمكن تقسيم الأحاديث الواردة في فتح " القسطنطينية " - وهي مدينة " إسطنبول " اليوم – إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : الأحاديث الصحيحة

الحديث الأول :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ

فَإِذَا تَصَافُّوا ، قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ . فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا ، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا . فَيُقَاتِلُونَهُمْ ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ

وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، فَيَخْرُجُونَ

وَذَلِكَ بَاطِلٌ ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَّهُمْ ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ

فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ) رواه مسلم في " صحيحه " (2897) من طريق سليمان بن بلال ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه .

الحديث الثاني :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبَحْرِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوَهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ

فَإِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا ، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلَاحٍ وَلَمْ يَرْمُوا بِسَهْمٍ ، قَالُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا الَّذِي فِي الْبَحْرِ

ثُمَّ يَقُولُوا الثَّانِيَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ . فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الْآخَرُ . ثُمَّ يَقُولُوا الثَّالِثَةَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ . فَيُفَرَّجُ لَهُمْ ، فَيَدْخُلُوهَا فَيَغْنَمُوا ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْمَغَانِمَ إِذْ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ

فَقَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ ) رواه مسلم في " صحيحه " (2920) .

*عبدالرحمن*
2018-09-05, 07:14
الحديث الثالث (موقوف):

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ ، صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ وَهُوَ بِالْفُسْطَاطِ [الخيمة] فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ مُعَاوِيَةُ أَغْزَى النَّاسَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ .

فَقَالَ : ( وَاللهِ لَا تَعْجِزُ هَذِهِ الْأُمَّةُ مِنْ نِصْفِ يَوْمٍ [من أيام الله] إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ) [مائدة رجل واحد] أي : من المسلمين

وذلك بأن يكون أميراً فيه ، والمراد إذا كان أمير الشام من المسلمين .

ورد هذا الحديث من طريق معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير به .

وقد اختلف الرواة عن معاوية بن صالح على وجهين :

الوجه الأول : الوقف من كلام معاوية بن أبي سفيان : رواه الليث ، كما عند أحمد في " المسند " (29/269) قال : حدثنا هاشم ، قال : حدثنا ليث ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير به .

الوجه الثاني : الرفع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم : رواه كل من : (عبدالله بن وهب (مختصرة)، وعبد الله بن صالح) كلاهما عن معاوية بن صالح . أخرجه أبو داود (4349)

والطبري في "تاريخه" (1/16) ، والطبراني في "الكبير" (22/572 - 576) ، وفي "الشاميين" (2029) ، والحاكم (4/424) .

والصواب هو الوقف وليس الرفع ، كما قال ابن حجر في " فتح الباري " (11/351) : رواته ثقات ، ولكن رجّح البخاري وقفه .

*عبدالرحمن*
2018-09-05, 07:15
القسم الثاني : أحاديث ضعيفة ضعفا يسيرا

الحديث الأول :

عن أبي قَبِيلٍ ، قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي ، وَسُئِلَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ : فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا

قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا : قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا ) ، يَعْنِي : قُسْطَنْطِينِيَّةَ " .

رواه أحمد في " المسند " (11/225) ، والحاكم في " المستدرك " (4/555) ، وابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص256-257) ، جميعهم من طريق يحيى بن أيوب ، قال حدثني أبو قبيل .

قلنا : وهذا إسناد ضعيف ، فيه علتان :

العلة الأولى :

يحيى بن أيوب ، وهو الغافقي أبو العباس المصري . قال فيه أحمد بن حنبل : سيء الحفظ . وقال مرة : يخطئ خطأ كثيرا ، وأنكر بعض أحاديثه . وقال أبو حاتم : محله الصدق

يكتب حديثه ولا يحتج به . وقال النسائي : ليس بالقوي . وقال ابن سعد : منكر الحديث . وقال الدارقطني : في بعض حديثه اضطراب ، وذكر من مناكيره . وقال الإسماعيلي : لا يحتج به . وقال أحمد بن صالح : ربما خل في حفظه .

وقال أيضا : له أشياء يخالف فيها . وقال الساجي : صدوق يهم . وقال الحاكم أبو أحمد : إذا حدّث من حفظه يخطئ ، وما حدث من كتاب فليس به بأس .

وقال ابن عدي : لا أرى في حديثه إذا روى عن ثقة حديثا منكرا ، وهو عندي صدوق لا بأس به .

نعم وثقه يحيى بن معين في رواية ، وقال النسائي في رواية : ليس به بأس . وقال أبو داود : صالح . وقال الترمذي عن البخاري : ثقة . وقال يعقوب بن سفيان : كان ثقة حافظا . وقال إبراهيم الحربي : ثقة .

ينظر " تهذيب التهذيب " (11/187) .

ولكن الجرح مقدم هنا على التوثيق ، لأنه جرح مفسر بوجود الاضطراب والمناكير والإخلال بالحفظ ، أو يقال : إنه لا تعارض ، فالتوثيق محله الأحاديث التي ليست بالغرائب والمناكير ولم يثبت فيها اضطرابه وخطؤه .

لذلك قال الذهبي - رحمه الله - : " له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح ، وينقون حديثه ، وهو حسن الحديث " انتهى من " سير أعلام النبلاء " (8/6) .

العلة الثانية :

أبو قبيل -اسمه حيي بن هانئ المعافري- وثقه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وأبو زرعة والعجلي وغيرهم – ولكن قال أبو حاتم : صالح الحديث .

وذكره ابنُ حبان في " الثقات " ، وقال : كان يخطئ . وقال أيضا : " كان يهم في الأحايين "

انتهى من "مشاهير علماء الأمصار" (194) .

وذكره الساجي في كتابه " الضعفاء " ، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه . وقال يعقوب بن شيبة : كان له علم بالملاحم والفتن .

ينظر " تهذيب التهذيب " (3/72).

وقال الحافظ ابن حجر : "

ضعيف ؛ لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة "

ينظر " تعجيل المنفعة " (ص277) .

فالخلاصة

أن الحديث لا يقبل بمثل هذا الإسناد الضعيف ، خاصة مع ما في متنه من الغرابة والتفرد ، حيث أخبر فيه بفتح " رومية " ، وهي مدينة " روما "، عاصمة إيطاليا . ولم نقف على ذلك في شيء من الأحاديث الصحيحة الأخرى .

الحديث الثاني :

ما روي مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لَتُفْتَحَنَّ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ ، فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا ، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ ) .

مدار هذا الحديث على زيد بن الحباب ، قال : حدثني الوليد بن المغيرة المعافري .

ثم اختلف الرواة في تسمية شيخ الوليد في هذا الإسناد :

فقيل : عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه ، كما في "مسند أحمد" (31/287) .

وقيل : عبد الله بن بشر الغنوي عن أبيه

كما في " المعجم الكبير " للطبراني (2/38)

وصحح هذا الوجه ابن منده في " معرفة الصحابة " (ص229) .

وقيل : ( عبيد بن بشر الغنوي عن أبيه ) كما في " التاريخ الكبير " للبخاري (2/81).

وقيل : ( عبيد الله بن بشر الغنوي عن أبيه ) .

وقيل ( أبو بشر الغنوي عن أبيه ).

قلنا : وفي جميع الأحوال ، فهو إسناد ضعيف بسبب جهالة الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم وابنه . وقد بحثنا في كتب الرجال والرواة ، فوجدنا الأغلب يترجمون لعبيد بن بشر الغنوي

كما فعل البخاري في " التاريخ الكبير " (5/443) ، ومسلم في " الكنى والأسماء " (1/609) ، وابن حبان في " الثقات " (5/135) ، ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا .

ويترجمون لوالده ( بشر الغنوي ) كما عند البخاري في " التاريخ الكبير " (2/81) ، وابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " (1/92) ، وابن حبان في " الثقات " (3/31)

ولم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا أيضا . وترجم له ابن عبد البر في " الاستيعاب " (1/170) ، وقال : " إسناده حسن لم يرو عنه غير ابنه عبيد الله بن بشر " .

لذلك قال علي بن المديني رحمه الله :

" راويه مجهول " انتهى من " تاريخ الإسلام " (6/ 146) .

يقول الخطيب البغدادي :

" تفرد زيد بن الحباب برواية هذا الحديث عنه [يعني الوليد بن المغيرة المصري] ، وذكر أبو سعيد بن يونس أن هذا الحديث ليس عند المصريين عنه "

انتهى من " تلخيص المتشابه " (1/183) .

الحديث الثالث :

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ

وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ) ، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ ، - أَوْ مَنْكِبِهِ - ثُمَّ قَالَ : ( إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا . أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ ) . يَعْنِي : مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ .

مدار هذا الحديث على عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن أبيه عن مكحول .

قلنا : وهذا إسناد فيه ضعف - أيضا - بسبب عبد الرحمن بن ثابت . قال أحمد بن حنبل : أحاديثه مناكير . وقال مرة : لم يكن بالقوى في الحديث . وضعفه يحيى بن معين، والنسائي .

وقال صالح بن محمد البغدادي : أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه ، عن مكحول . مسندة ، و حديث الشامى لا يضم إلى غيره ، معرف خطؤه من صوابه .

وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث صالحة ، ويبلغ أحاديث صالحة ، وكان رجلا صالحا ، ويكتب حديثه على ضعفه ، وأبوه ثقة .

وهذا النقد – في نظرنا – أدق من التوثيق العام الذي ورد عن علي بن المديني ، والعجلي ، وأبي زرعة أنهم قالوا : ليس به بأس . وقال أبو حاتم : ثقة . وقال أبو داود : ليس به بأس .

ينظر " تهذيب التهذيب " (6/151) .

ومن أدلة ضعف الحديث أنه ورد على وجهين ، وأن الرواة عن عبد الرحمن بن ثابت يختلفون فيه :

فبعضهم يقول : ابن ثوبان ، عن أبيه ، أنه سمع مكحولا ، يحدث عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل . كما في " مسند ابن الجعد " (1/489)

" مصنف ابن أبي شيبة " (7/490) ، " مسند أحمد " (36/432) ، " سنن أبي داود " (4294) ، " شرح مشكل الآثار " (1/450) ، " المعجم الكبير " للطبراني (20/108) .

وآخرون يروونه بالوجه السابق ، لكن بإسقاط جبير بن نفير . ذكره الدارقطني في " العلل " (6/53) .

وآخرون يقولون : حدثنا عبد الرحمن بن ثوبان ، حدثني أبي ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل . " مسند أحمد " (36/352) .

وثمة وجه مغاير يرويه ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/ 458) قال : حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن مكحول ، أن معاذ بن جبل قال .

ووجه خامس في " المستدرك على الصحيحين " للحاكم (4/ 467) من طريق الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن مكحول ، عن عبد الله بن محيريز

أن معاذ بن جبل ، كان يقول – وذكر الحديث - قال الحاكم : هذا الحديث - وإن كان موقوفا - فإن إسناده صحيح على شرط الرجال ، وهو اللائق بالمسند الذي تقدمه ".

وفي نظرنا أن كل هذه الأوجه دليل على وقوع الاضطراب في رواية الحديث ، والسبب المباشر خطأ الرواة وسهوهم في الأداء .

الحديث الرابع :

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمَلْحَمَةُ الْكُبْرَى ، وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، وَخُرُوجُ الدَّجَّالِ فِي سَبْعَةِ أَشْهُرٍ ) .

رواه أحمد (36/371) ، وأبوداود (4295) ، والترمذي (2238) ، وابن ماجه (4092) ، جميعهم من طريق أبي بكر بن أبي مريم ، عن الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني ، عن يزيد بن قطيب السكوني ، عن أبي بحرية ، عن معاذ بن جبل .

ضعفه الترمذي بقوله : حديث غريب . وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف لضعف أبي بكر - وهو ابن عبد الله بن أبي مريم-، والوليد بن سفيان بن أبي مريم ، ولجهالة حال يزيد بن قطيب ". وضعفه الألباني في " ضعيف الترمذي " .

*عبدالرحمن*
2018-09-05, 07:17
القسم الثالث : أحاديث موضوعة أو شديدة الضعف

نذكر منها حديثا واحدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الْأَصْفَرِ ، وَيُقَاتِلُهُمُ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكُمْ ، حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ رُوقَةُ الْإِسْلَامِ

أَهْلُ الْحِجَازِ الَّذِينَ لَا يَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، فَيَفْتَتِحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ ، فَيُصِيبُونَ غَنَائِمَ لَمْ يُصِيبُوا مِثْلَهَا ، حَتَّى يَقْتَسِمُوا بِالْأَتْرِسَةِ

، وَيَأْتِي آتٍ فَيَقُولُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَرَجَ فِي بِلَادِكُمْ . أَلَا وَهِيَ كِذْبَةٌ ، فَالْآخِذُ نَادِمٌ ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ )

رواه ابن ماجه في " السنن " (4094) ، وقال الألباني في " السلسلة الضعيفة " (4790) : موضوع .

والخلاصة :

أن الأحاديث الصحيحة الواردة في فتح " القسطنطينية " تتحدث عن فتح "خاص" يقع في آخر الزمان ، فيعقبه فورا ظهور المسيح الدجال

بل ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ( فتح القسطنطينية مع قيام الساعة ) رواه الترمذي في " السنن " (2239) ، وصححه الألباني . " .

وهذا الفتح من أمور الغيب المستقبلية التي لا يمكننا الجزم بكنهه وحقيقته وما يسبقه من أحداث ووقائع، ولذا لا نجزم بشيء من ذلك، بل نكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى.

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-09, 04:17
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل سب معاوية عليا وعمارا ، رضي الله عنهم ؟

السؤال :

هل صحيح بأن معاوية شتم ودعا إلى قتل علي وعمار عليهما السلام ، وهما اللذان قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيهما : ( من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله (سبحانه وتعالى)

و محذرا سيف الله المسلول ، خالد بن الوليد نفسه رضي الله عنه وأرضاه بقوله صلى الله عليه وسلم : ( من عادى عمارا فقد عاداه الله ، ومن أبغض عمارا فقد أبغضه الله ) .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أما حديث ( من عادى عمارا عاداه الله ) فقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 28/13 ) ( 16814 ) ، والحاكم في " المستدرك " ( 3/389 ) وقال : " صحيح الإسناد " ولم يتعقبه الذهبي ، ولفظه :

عن خالد بن الوليد قال : " كان بيني وبين عمار شيء ، فشكوته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من يسب عمارا يسبه الله ومن يعاد عمارا يعاده الله ) .

لكن روي أيضا مرسلا ، وفيه اختلاف أشار إليه ابن أبي حاتم في " العلل " (2588) ، وينظر حاشية المسند ، ط الرسالة .
وأما حديث "من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله سبحانه وتعالى " فقد ضعفه الألباني في " السلسلة الضعيفة " ( 2310 ) وقال عنه : "منكر" .

وعلى فرض صحته ، فلا يلزم منه الطعن في معاوية رضي الله عنه ، فلم يثبت أن معاوية شتم عليا ، رضي الله عنهما ؛ وإنما هو من روايات الشيعة وأكاذيبهم

بل كان معاوية رضي الله عنه عارفا لفضل علي رضي الله عنه ، كما في خبر أبي مسلم الخولاني ، وخبر أبي الدرداء وأبي أمامة

وقد مرّ ذكرهما في جواب السؤال القادم

وأما أن معاوية دعا إلى قتل علي وعمار فكلام باطل ، لا أساس له من الصحة .

فمعلوم من كتب التاريخ أن معاوية لم يخرج لقتال علي ، ولم يبدأ بقتاله إلا عندما قدم علي رضي الله عنه بجيشه نحو الشام لإجبار أهلها على البيعة ، فخرج معاوية وهو أمير الشام يومئذ بجيشه ليمنع عليا رضي الله عنه من ذلك ،

حتى يتم القصاص من قتلة عثمان رضي الله عنه كما سبق بيانه في جواب السؤال القادم

ولم يأمر بقتل عمار ، أيضا ، بل كان غير راض عن قتله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-09, 04:24
هل معاوية هو المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم في قتل عمار " تقتله الفئة الباغية"؟

السؤال:

هل صحيح بأن صحابة كراما كالزبير بن العوام وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم تركوا جيش معاوية بعد أن رأوا عمار بن ياسر عليه السلام يحارب ويقتل مع جيش علي؟ وآمنوا هم عندئذ بأن جيش معاوية هو الفئة الباغية أيضا؟

وبالنسبة الى سؤالكم كيف يكون معاوية "مجتهدا" في سبيل الله وله أجر أو أجران أيضا كما أجبتم ، وقد وصف رسول الله نفسه جيشه بالبغي؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

قولك " هل صحيح بأن صحابة كرام كالزبير بن العوام وعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهم تركوا جيش معاوية بعد أن رأوا عمار بن ياسر عليه السلام يحارب ويقتل مع جيش علي؟

وآمنوا هم عندئذ بأن جيش معاوية هو الفئة الباغية أيضا؟ " .

أما الزبير بن العوام رضي الله عنه ، فقد قتل أثناء انصرافه من معركة الجمل سنة ست وثلاثين هجرية ، ومعاوية رضي الله عنه كانت معركته مع علي رضي الله عنه بعد ذلك في موقعة صفين سنة سبع وثلاثين هجرية

فعلى هذا الزبير رضي الله عنه لم يدرك جيش معاوية حتى يتركه .

وأما عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : فقد شهد صفين في جيش معاوية ، إلا أنه لم يقاتل روى ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/87-88 بسنده عن ابن أبي مُلَيْكَةَ قال :

قال عبد الله بن عمرو : ( مالي ولصفِّين ، مالي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبله بعشر سنين ، أما والله ـ على ذلك ـ ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم .)

وعن حنظلة بن خُوَيْلد العنزي قال : ( بينما أنا عند معاوية ، إذ جاءه رجلان يختصمان في رأس عمار ، يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد الله بن عمرو : لِيَطب به أحدكما نفسا لصاحبه

فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، قال معاوية : فما بالك معنا ؟!

قال : إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أطع أباك مادام حيا ولا تعصه ، فأنا معكم ، ولست أقاتل !! ) .

رواه الإمام أحمد في مسنده ( 6538 ) ( 10 / 37- 38 – 39 ) وصححه أحمد شاكر رحمه الله تعالى .

هذا ما يتعلق بهذين الصحابيين ، لكن هناك من الصحابة من التحق بجيش علي رضي الله عنه ورأى أن الحق معه كعمار بن ياسر نفسه ، وخزيمة بن ثابت رضي الله عنهما وغيرهما.

ثانيا :

قولك (وبالنسبة إلى سؤالكم رقم 201963، كيف يكون معاوية "مجتهدا" في سبيل الله و له أجر أو أجران أيضا كما أجبتم ، وقد وصف رسول الله نفسه جيشه بالبغي؟ )

فيقال في جوابه : هنا عدة نقاط :

أ- لم يرد في الحديث نصا أن جيش معاوية باغ ، لكن لفظ الحديث هكذا روى البخاري ( 447 ) بسنده عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ : انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ . فَانْطَلَقْنَا

فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ يُصْلِحُهُ ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا ، حَتَّى أَتَى على ذِكْرِ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ : : ( كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً ، وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ

فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ : وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ . قَالَ يَقُولُ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" ثم ( إن عمارا تقتله الفئة الباغية ) ليس نصا في أن هذا اللفظ لمعاوية وأصحابه ؛ بل يمكن أنه أريد به تلك العصابة التي حملت عليه حتى قتلته ، وهي طائفة من العسكر ، ومن رضي بقتل عمار كان حكمه حكمها

. ومن المعلوم أنه كان في المعسكر من لم يرض بقتل عمار : كعبد الله بن عمرو بن العاص وغيره ؛ بل كل الناس كانوا منكرين لقتل عمار ، حتى معاوية ، وعمرو "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 35 / 77 ) .

ب- البغي لا يخرج صاحبه عن دائرة الإيمان بنص القرآن الكريم

قال الله تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات ( 9-10 )

فسمّاهم مؤمنين وجعلهم إخوة ، مع وجود الاقتتال والبغي .

قال زياد بن الحارث : " كنت الى جانب عمار بن ياسر بصفِّينَ ، وركبتي تمس ركبته . فقال رجل : كفر أهل الشام . فقال عمار: لا تقولوا ذلك ؛ نبينا ونبيهم واحد

وقبلتنا وقبلتهم واحدة ؛ ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق ، فحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا اليه " رواه ابن أبي شيبة (37841 ).

وعند محمد بن نصر بسنده عن مكحول : " أن أصحاب علي سألوه عمن قتل من أصحاب معاوية ماهم ؟ قال : هم مؤمنون ". "

منهاج السنة " ( 5/245 ).

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ: ( ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ

وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) رواه البخاري (3746) .

والصلح الذي قام به الحسن رضي الله عنه كان بين أصحابه وأصحاب أبيه علي رضي الله عنه ، وأصحاب معاوية ، فيكون هذا الحديث نصا في إثبات الإسلام للطائفتين .

والحاصل : أن البغي المذكور هنا : ذنب كباقي الذنوب ؛ قد يصدر من المسلم من غير تأوّل ؛ فيكون إثما ، وقد يصدر منه على سبيل التأوّل والاجتهاد ، غير قاصد للبغي ، إذا كان من أهل الاجتهاد

كالصحابة رضوان الله عليهم ؛ فيكون معذورا إن شاء الله تعالى ، ومعاوية رضي الله عنه ومن معه كانوا مجتهدين في قتالهم لعلي رضي الله عنه .

فمعاوية كان ولي دم عثمان ، فكان يطالب بالقصاص من قتلته الذين التحقوا بجيش علي رضي الله عنه ،

وقد جاء أبو مسلم الخولاني وأناس إلى معاوية ، وقالوا : " أنت تنازع عليا ، أم أنت مثلُه ؟

فقال: لا والله ، إني لأعلم أنه أفضل مني ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ، وأنا ابن عمه ، والطالب بدمه ؟ فائتوه

فقولوا له ، فليدفع إلي قتلة عثمان ، وأسلم له . فأتوا عليا ، فكلموه ، فلم يدفعهم إليه"

" سير أعلام النبلاء " ( 3/ 140 ).

ودخل أبو الدرداء وأبو أمامة رضي الله عنهما على معاوية : فقالا له: " يا معاوية ، علام تقاتل هذا الرجل ؟

فو الله إنه لأقدم منك ومن أبيك سِلْماً ، وأقرب منك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحق بهذا الأمر منك ؟

فقال : أقاتله على دم عثمان ، وأنه أوى قتلته ، فاذهبا إليه فقولا له فليُقِدنا من قتلة عثمان ، ثم أنا أول من يبايعه من أهل الشام "

انتهى . " البداية والنهاية" ( 10/508 ) .

فمعاوية رضي الله عنه ومن معه كانوا يعتقدون أن جيش علي رضي الله عنه فيه قتلة ، فهم يقاتلونهم دفعا لصيالهم عليهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" لما رأى علي رضي الله عنه وأصحابه أنه يجب عليهم طاعته ومبايعته ، إذ لا يكون للمسلمين إلا خليفة واحد ، وأنهم خارجون عن طاعته يمتنعون عن هذا الواجب ، وهم أهل شوكة

رأى أن يقاتلهم حتى يؤدوا هذا الواجب ، فتحصل الطاعة والجماعة .

وهم –أي معاوية وأصحابه - قالوا: إن ذلك لا يجب عليهم ، وأنهم إذا قوتلوا على ذلك كانوا مظلومين ، قالوا: لأن عثمان قتل مظلوما باتفاق المسلمين ، وقتلته في عسكر علي

وهم غالبون لهم شوكة ، فإذا امتنعنا ، ظلمونا واعتدوا علينا . وعلي لا يمكنه دفعهم ، كما لم يمكنه الدفع عن عثمان ؛ وإنما علينا أن نبايع خليفة يقدر على أن ينصفنا ، ويبذل لنا الإنصاف "

انتهى من "مجموع الفتاوى " ( 35 / 72-73 ) .

وقال أيضا "... لكن قاتلوا مع معاوية لظنهم أن عسكر علي فيه ظلمة – يعني قتلة عثمان - يعتدون عليهم كما اعتدوا على عثمان ، وأنهم يقاتلونهم دفعا لصيالهم عليهم .... "

انتهى من " منهاج السنة " ( 4/ 383).

وبسبب هذا الالتباس الحاصل : اعتزل عدد كبير من الصحابة القتال ، ولم يقاتلوا لا مع علي رضي الله عنه ولا مع معاوية رضي الله عنه

منهم كبار الصحابة كسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهم .

قال محمد بن سيرين، قال:

" هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضر فيها مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " . " السنة لأبي بكر الخلال " ( 2/466 ) رقم الأثر ( 728 ) .

وهذا كله يوضح أن الأمر كان اجتهادا .

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :

" واعلم أن الدماء التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ليست بداخلة في هذا الوعيد – يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار -

ومذهب أهل السنة والحق إحسان الظن بهم ، والإمساك عما شجر بينهم ، وتأويل قتالهم ، وأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية ، ولا محض الدنيا ، بل اعتقد كل فريق أنه المحق ، ومخالفه باغ

فوجب عليه قتاله ليرجع إلى أمر الله ، وكان بعضهم مصيبا وبعضهم مخطئا معذورا في الخطأ ، لأنه لاجتهادٍ ، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه "

انتهى من " المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج " ( 18/11).

*عبدالرحمن*
2018-09-09, 04:28
: هل دعا النبي عليه الصلاة والسلام على معاوية؟

السؤال :

هل صحيح بأن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم دعا على معاوية ؟

لأني سمعت حديثاً فيه (يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي قال: و كنت تركت أبي قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة ان يجئ قال : فطلع معاوية..)

الجواب :

الحمد لله

لم يبين السائل مراده بذلك واضحا ، وأظهر ما يقال في هذا حديثان : أحدهما باطل ، والآخر صحيح!!

أما الحديث الأول ، وقد ورد مقرونا بالحديث الذي سبق ذكره في جواب السؤال رقم (210844)، في بعض روايات الرافضة ، لكن منسوبا إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، لا عبد الله بن عمرو ، كما في الرواية السابقة .

وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، من كتاب "ابن المطهر" الرافضي ، ورده عليه .

قال شيخ الإسلام :

" وَأَمَّا قَوْلُهُ: " وَقَدْ «رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: " يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ سُنَّتِي " فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ. وَقَامَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطِيبًا

فَأَخَذَ مُعَاوِيَةُ بِيَدِ ابْنِهِ يَزِيدَ وَخَرَجَ وَلَمْ يَسْمَعِ الْخُطْبَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " لَعَنَ اللَّهُ الْقَائِدَ وَالْمَقُودَ، أَيُّ يَوْمٍ يَكُونُ لِلْأُمَّةِ مَعَ مُعَاوِيَةَ ذِي الْإِسَاءَةِ» " .


فَالْجَوَابُ: أَنْ يُقَالَ: أَوَّلًا: نَحْنُ نُطَالِبُ بِصِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ ; فَإِنَّ الِاحْتِجَاجَ بِالْحَدِيثِ لَا يَجُوزُ إِلَّا بَعْدَ ثُبُوتِهِ. وَنَحْنُ نَقُولُ هَذَا فِي مَقَامِ الْمُنَاظَرَةِ، وَإِلَّا فَنَحْنُ نَعْلَمُ قَطْعًا أَنَّهُ كَذِبٌ.

وَيُقَالُ ثَانِيًا: هَذَا الْحَدِيثُ مِنَ الْكَذِبِ الْمَوْضُوعِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، وَلَا يُوجَدُ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ الَّتِي يُرْجَعُ إِلَيْهَا فِي مَعْرِفَةِ الْحَدِيثِ، وَلَا لَهُ إِسْنَادٌ مَعْرُوفٌ . وَهَذَا الْمُحْتَجُّ بِهِ لَمْ يَذْكُرْ لَهُ إِسْنَادًا.

ثُمَّ مِنْ جَهْلِهِ أَنْ يَرْوِيَ مِثْلَ هَذَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ كَانَ مِنْ أَبْعَدِ النَّاسِ عَنْ ثَلْبِ الصَّحَابَةِ، وَأَرْوَى النَّاسِ لِمَنَاقِبِهِمْ، وَقَوْلُهُ فِي مَدْحِ مُعَاوِيَةَ مَعْرُوفٌ ثَابِتٌ عَنْهُ، حَيْثُ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ

- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ. قِيلَ لَهُ: وَلَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ؟ فَقَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ خَيْرًا مِنْهُ، وَمَا رَأَيْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَسْوَدَ مِنْ مُعَاوِيَةَ ...

" اهـ من "منهاج السنة النبوية" (4/443) .

وقال أيضا :

" هَذَا الْحَدِيثُ يُمْكِنُ مُعَارَضَتُهُ بِمِثْلِهِ مِنْ جِنْسِهِ بِمَا يَدُلُّ عَلَى فَضْلِ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -. قَالَ الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ فِي كِتَابِ " الْمَوْضُوعَاتِ " :

" قَدْ تَعَصَّبَ قَوْمٌ مِمَّنْ يَدَّعِي السُّنَّةَ، فَوَضَعُوا فِي فَضْلِ مُعَاوِيَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَحَادِيثَ لِيَغِيظُوا الرَّافِضَةَ، وَتَعَصَّبَ قَوْمٌ مِنَ الرَّافِضَةِ فَوَضَعُوا فِي ذَمِّهِ أَحَادِيثَ، وَكِلَا الْفَرِيقَيْنِ عَلَى الْخَطَأِ الْقَبِيحِ ". اهـ

من "منهاج السنة النبوية" (4/446)

وينظر : "الموضوعات لابن الجوزي" (2/15) .

وأما الحديث الآخر الصحيح ، فقد رواه الإمام مسلم في صحيحه (2604 ) بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ

. فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ ، قَالَ فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً ، وَقَالَ: اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ . قَالَ ثُمَّ قَالَ لِيَ: اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ . قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ: هُوَ يَأْكُلُ . فَقَالَ: لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ ) .

فهذا الحديث يا أخي لا يشين معاوية رضي الله عنه بل هو معدود في فضائله :

أ- هذا الحديث يثبت مدى قرب مجلس معاوية من النبي صلى الله عليه وسلم بحيث كان يرسل في طلبه وقد كان من كُتَّابه .

ب- النبي صلى الله عليه وسلم لم يدع على معاوية بشيء يمس دينه وآخرته ، بل كان دعاؤه عليه بشيء يمس دنياه ، والدنيا ليس هي مطلب المؤمن ومبتغاه بل الآخرة .

ج- قال الحافظ الذهبي : " لعلَّ أن يقال : هذه منقبة لمعاوية لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم ! من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة ) "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 14/130).

وقال الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم ( 16/156 ) :

" وأما دعاؤه على معاوية أن لا يشبع حين تأخر ؛ ففيه الجوابان السابقان : أحدهما أنه جرى على اللسان بلا قصد . والثاني : أنه عقوبة له لتأخره

وقد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقا للدعاء عليه ، فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله غيره من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له "

وقال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى : " وقد يستغل بعض الفرق هذا الحديث ؛ ليتخذوا منه مطعنا في معاوية رضي الله عنه ، وليس فيه ما يساعدهم على ذلك ؛ كيف وفيه أنه كان كاتب النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ولذلك قال الحافظ ابن عساكر ( 16/349/2 ) : " إنه أصح ما ورد في فضل معاوية " .

فالظاهر أن هذا الدعاء منه صلى الله عليه وسلم غير مقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية....

. ويمكن أن يكون ذلك منه صلى الله عليه وسلم بباعث البشرية التي أفصح عنها هو نفسه عليه السلام في أحاديث كثيرة متواترة ، منها حديث عائشة رضي الله عنها قالت : "

دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، فكلماه بشيء لا أدري ما هو ، فأغضباه، فلعنهما وسبهما، فلما خرجا ؛ قلت: يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان؟

قال: وما ذاك؟ قالت: قلت: لعنتهما وسببتهما، قال: " أَوَمَا عَلِمْتِ ما شارَطْتُ عليهِ رَبِّي؟ قلتُ: اللهُمَّ ! إِنَّما أَنا بَشَرٌ، فأَيُّ المسلمينَ لَعَنْتُهُ أَو سَبَبْتُهُ ؛ فاجْعَلْهُ لهُ زكاةً وأَجْرًا "

رواه مسلم مع الحديث الذي قبله في باب واحد ؛ هو : " باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه ، وليس هو أهلا لذلك ؛ كان له زكاة وأجرا ورحمة "

ثم ساق فيه من حديث أنس بن مالك ؛ قال :

" كانت عند أم سُلَيْم يتيمة ، وهي أم أنس، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة، فقال: آنت هيه ؟ لقد كبرتِ ، لا كَبُرَ سنك !! فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي

فقالت أم سليم: ما لك يا بنية؟ قالت الجارية: دعا عليَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سنِّي أبدا، أو قالت: قرني، فخرجت أم سليم مستعجله تلوث خمارها

حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما لك يا أم سليم؟

فقالت يا نبي الله ! أَدَعَوْتَ على يتيمتي؟

قال: وما ذاك يا أم سليم؟

قالت: زعمتْ أنك دعوتَ أن لا يكبر سنها ، ولا يكبر قرنها ؟

قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: ( يا أُمَّ سُلَيْمٍ! أَما تَعلَمينَ أَنَّ شَرْطي على رَبِّي أَنِّي اشْتَرَطْتُ على رَبِّي فقلتُ: إِنَّما أَنا بَشرٌ أَرْضى كما يَرْضى البَشَرُ،

وأَغْضَبُ كما يَغْضَبُ البشرُ، فأَيُّما أَحدٍ دَعَوْتُ عليهِ مِن أُمَّتي بدعوةٍ ليس لها بأَهْلٍ، أَنْ يجْعَلَها لهُ طَهورًا وزكاةً وقُربةً يُقَرِّبُهُ بها منهُ يومَ القيامةِ ؟(

ثم أتبع الإمام مسلم هذا الحديث بحديث معاوية ، وبه ختم الباب ، إشارة منه رحمه الله إلى أنها من باب واحد ، وفي معنى واحد، فكما لا يضرُّ اليتيمة دعاؤه صلى الله عليه وسلم عليها - بل هو لها زكاة وقربة-؛ فكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم على معاوية "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1/ 165-166 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-09-09, 04:35
هل المرأة التي تبرعت بشعرها للجهاد في سبيل الله من الصحابيات ، وما قصتها ؟

السؤال:

سؤالي بخصوص الصحابية التي أرادت أن تتبرع بشعرها في إحدى معارك الجهاد ؛ لأنها كانت فقيرة . فهل هذه الحادثة صحيحة ؟

وإذا كانت كذلك فأرجو ذكر الواقعة كاملة مع ذكر اسم الصحابية ?

الجواب :

الحمد لله

لم نقف في السير والتراجم على قصة صحابية تبرعت بخصال شعرها للجهاد في سبيل الله ، فهذا الأمر منكر في الشريعة الإسلامية ولا يحل

فشعر المرأة جزء من آدمي مكرم ، لا يستعمل قيد فرس باسم الجهاد ، وهو لا يغني شيئا في القتال

كما أنه في حال قصِّه يأخذ الحكم نفسه في حال اتصاله عند فقهاء الحنفية والشافعية ، فلا يحل للرجل الأجنبي النظر إليه ، ولا لمسه

كما جاء في " مغني المحتاج " (4/217) من كتب الشافعية : " كل ما حرم نظره متصلا حرم نظره منفصلا ". وجاء في " الدر المختار مع رد المحتار " (6/371): " كل عضو لا يجوز النظر إليه قبل الانفصال

لا يجوز بعده " ، وانظر " الموسوعة الفقهية " (7/40) .

وبعض الفقهاء الذين قالوا إن الشعر المنفصل ، ليس له حكم المتصل ، من حيث النظر واللمس ، ونحو ذلك ؛ صرح بعدم جواز استعماله ، لكرامة الآدمي .

قال البهوتي رحمه الله :

" (وَلَا يَجُوزُ اسْتِعْمَالُ شَعْرِ الْآدَمِيِّ) مَعَ الْحُكْمِ بِطَهَارَتِهِ (لِحُرْمَتِهِ) أَيْ احْتِرَامِهِ "

انتهى من " كشاف القناع " (1/57)

وينظر: " الشرح الكبير" (1/78) .

فلذلك نقول : إنه ليس هذا الشأن من عمل الصحابيات الفقيهات ، ولا نعلم لمثل هذا الكلام أصلا في الرواية عنهن
.
وغاية ما هنالك ، فيما وقفنا عليه : قصتان ذُكرتا في بعض كتب السير والتاريخ ، لم تنسب لإحدى الصحابيات ، وإنما الأولى امرأة من أهل الرقة في الشام ، في عهد هارون الرشيد .

والثانية من الشام أيضا ، وقصتها مع أبي قدامة الشامي قائد الجهاد ضد الروم إذ ذاك .

وغالب الظن أن القصة الأولى أقرب إلى القبول من الثانية ؛ لأنها رويت بالإسناد الإخباري المقبول ، أما الثانية فمرسلة لا إسناد لها .

ونحن هنا لا نجزم الحكم بقبول أو رد الحكاية الأولى ، فأمرها وارد قد يقع مثله في التاريخ ، ونرجو لتلك المرأة الرقية أن تنال الأجر والثواب على حسن نيتها وخالص ما في قلبها من رغبة الجهاد

لكن ذلك لا يعني جواز فعلها وصحته من الجهة الشرعية ، فالغالب أن هذه المتبرعة بذؤابتيها لا تعلم الحكم الشرعي ، ولو كانت تعلمه لالتزمت به .

أما الحكاية الأولى :

فيقول أبو الفرج المعافى بن زكريا (ت390هـ) رحمه الله:

" حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، قال : حدثنا أبو عكرمة الضبي ، قال : حدثنا العتبي ، عن أبيه قال :
سبا الروم نساء مسلمات

فبلغ الخبر الرقة وبها الرشيد ، ومنصور بن عمار هناك ، فقص منصور يحض على الغزو ، فإذا خرقة مصرورة مختومة قد طرحت إلى منصور ، وإذا كتاب مضموم إلى الصرة فقرأه فإذا فيه :

إني امرأة من بيوتات العرب ، بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ، وبلغني تحضيضك على الغزو ، فعمدت إلى أكرم شيء في بدني علي ، وهما ذؤابتاي ، فجززتهما وصررتهما في هذه الصرة المختومة

فأنشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد فرس غاز في سبيل الله ، فعَلَّ الله ينظر إلي نظرة على تلك الحال فيرحمني .
فبلغ ذلك الرشيد فبكى ، ونادى النفير " .

انتهى من " الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي " (ص: 634) .

وهذا إسناد يقبل مثله في التاريخ والأخبار ، وإن لم نقف على ترجمة والد العتبي .

فالحسين بن القاسم (ت327هـ) شيخ المعافى ترجمته في " تاريخ بغداد " (8/647) قال فيها الخطيب : ما علمت من حاله إلا خيرا .

وأبو عكرمة الضبي ترجمته في " معجم الأدباء " (4/ 1479) لياقوت الحموي ، جاء فيها : " عامر بن عمران بن زياد أبو عكرمة ، الراوية الضبي السُّرَّمَرِّي

كان نحويا لغويا أخباريا ، حدث عن العُتْبِيّ ، وأخذ عن ابن الأعرابي ، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي . وعنه القاسم بن محمد بن بشار الأنباري . وكان أعلم الناس بأشعار العرب وأرواهم لها

وكان في أخلاقه شراسة . وصنف كتاب الخيل . وكتاب الإبل والغنم . مات سنة خمسين ومائتين " انتهى.

والعتبي ، قال عنه الذهبي : " العلامة ، الأخباري ، الشاعر ، المُجَوِّد ، أبو عبد الرحمن ، محمد ، بن عبيد الله ، بن عمرو ، بن معاوية ، بن عمرو ، بن عتبة ، بن أبي سفيان ، بن حرب الأموي ، ثم العتبي ، البصري .

روى عن : ابن عيينة، وأبي مخنف ، ووالده . وعنه : أبو حاتم السجستاني ، وإسحاق بن محمد النخعي . وكان يشرب . وله تصانيف أدبيات ، وشهرة . مات: سنة ثمان وعشرين ومائتين "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (11/96)

وقد علق المؤلف القاضي أبو الفرج – وقد كان من أعلم الناس في زمانه بأنواع العلوم -:

" قد أتت هذه المرأة بما دل على خلوص دينها ، وصحة يقينها ، وغضبها لربها ، وغيرتها على أهل ملتها ، وامتعاضها عندما بلغها من انتهاك أعداء الله محارمه التي حرمها ، واستخفافهم بحدود الإسلام التي عظمها .

وقصدت بما أتته من جزها ذؤابتيها التقرب إلى خالقها ، ورجاء مغفرته لها . والله يحقق برأفته وسعة رحمته رجاءها ، ويغفر لنا ولها .

ولم تقصد بما فعلته الأمر الذي حرم عليها فنؤثمها ، فقد جاء عن النبي صلى الله علي وسلم أنه لعن الغارفة وهي التي تجز ناصيتها عند المصيبة .

وإلى الله نرغب في أن يجعلنا ممن يغضب له ، ويحامي عن دينه ، ويوالي ويعادي فيه بتوفيقه " انتهى .

وأورد العلامة ابن الجوزي رحمه الله أيضا مثل هذه الحكاية عن بعض المصطفيات من عابدات الرقة ، وفي آخرها قوله :
" وأمر هارون أن ينادى بالنفير ، فغزا بنفسه ، فأنكى فيهم ، وفتح الله عليهم .

قلت [ يعني ابن الجوزي ]: هذه امرأة حسن قصدها ، وغلطت في فعلها ؛ لأنها جهلت أن ما فعلت منهي عنه ، فلينظر إلى قصدها "

انتهى من " صفة الصفوة " (2/363) .

أما القصة الثانية : فهي قريبة المعنى من تلك القصة ، ذكرها الإمام ابن الجوزي رحمه الله ، عن : عابدة أخرى من أهل الشام .

ينظر : " صفة الصفوة " (2/363-364) .

والخلاصة أن الحكاية الأولى يمكن قبولها ، ولكن لا يعني ذلك تصحيح فعل تلك المرأة ، حيث لا يجوز لها التبرع بشعرها باسم الجهاد في سبيل الله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-09, 04:40
التحذير من الأحاديث الضعيفة في فضائل سور القرآن المجيد

السؤال:

هل فضائل السور الواردة في هذا الموقع صحيحة ؟ وهل تلاوة سور : ( الرحمن والواقعة والحديد ) على التوالي كفيل بحجز مكان للعبد في جنة الفردوس ؟

وأين يمكنني الحصول على مصدر موثوق صحيح يسرد فضائل سور القرآن ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

بعد الاطلاع على هذا الموقع ، وجدناه مليئا بالكذب على الله ورسوله ، وذلك أنهم يذكرون لكل سورة فضلا مكذوبا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو عن علي رضي الله عنه ، أو عن جعفر الصادق رحمه الله ، أو غيرهم .

فمن هذه الأكاذيب :

من قرأ سورة النساء كل جمعة أمن من ضغطة القبر ، ومن قرأ سورة المائدة حصل على أجر يعادل عشرة أضعاف عدد اليهود والنصارى الذين هم على قيد الحياة في العالم كله ، وغفر له نفس القدر من الخطايا

وأن كتابة سورة الأعراف بماء الورد والزعفران والمحافظة عليها يسلم بها العبد من الأعداء والحيوانات الضارية ، ومن قرأ سورة الأنفال وسورة التوبة كل شهر برئ من النفاق

وأن ثواب قراءة سورة ( ص ) يساوي وزن جبل نبي الله داود عليه السلام ، ومن قرأ سورة الزمر لم يدخل النار

ومن قرأ سورة غافر مرة واحدة كل ثلاثة أيام غفرت له ذنوبه ، ومن قرأ سورة السجدة سطع له نور بين يديه يوم القيامة ... إلى غير ذلك من الأكاذيب .

ثانيا :

القول بأن قراءة سورة الرحمن والواقعة والحديد على التوالي يكفل للعبد موضعا في جنة الفردوس : قول لا دليل عليه ، وهذا من التقول على الله تعالى ، ومن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولا نعلم شيئا ثابتا في فضائل هذه السور خاصة ، مجتمعة أو متفرقة .

- وأما حديث : ( لكل شيء عروس، وعروس القرآن سورة الرحمن ) فحديث منكر

انظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" للألباني (1350).

- وحديث : ( من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا ) ضعيف

انظر : "الضعيفة" (289).

- وحديث : ( من قَرَأَ سُورَة الْحَدِيد كتب من الَّذين آمنُوا بِاللَّه وَرُسُله ) موضوع

انظر : "السراج المنير" (4/ 219) للخطيب الشربيني ، "الفتح السماوي" (921) للمناوي .

ثالثا :

صنف الأئمة في فضائل القرآن مصنفات متعددة ، من أهمها : فضائل القرآن للقاسم بن سلام ، وفضائل القرآن لأبي الفضل الرازي ، وفضائل القرآن للضياء المقدسي

وفضائل القرآن للفريابي ، وفضائل القرآن لابن الضريس ، وفضائل القرآن للمستغفري ، وفضائل القرآن لمحمد بن عبد الوهاب .

وفيها الصحيح والضعيف ، وبعضها أصح من بعض .

ومن أصح ما صنف في فضائل القرآن :

- "فضائل القرآن" / للحافظ ابن كثير الدمشقي .

- "الصحيح والسقيم في فضائل القرآن الكريم" / جمعية الحديث الشريف .

- "الصحيح المسند من فضائل السور" / لحسان بن عبد الرحيم .

- "صحيح فضائل القرآن" / لمؤيد عبد الفتاح حمدان .

وانظر للفائدة إجابة السؤالين القادمين

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-11, 17:35
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل صح قراءة سورتي السجدة والملك بين المغرب والعشاء وفضل أيات من سورة الأنعام ؟

السؤال

هل ورد شيء بخصوص قراءة سورة السجدة والملك بين المغرب والعشاء ؟

وكذلك قراءة ثلاث آيات من سورة الأنعام بعد صلاة الفجر مباشرة ؟.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

قَبْلَ الإِجَابَةِ عَلَى هذا السُّؤَالِ لاَ بُدَّ مِن تَقرِيْرِ مَسْأَلَةٍ مُهِمَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِفَضَائِلِ السُّوَرِ .

لَقَدْ وُضِعَتْ فِي فَضَائِلِ السُّوَرِ أَحَادِيْثُ مَكْذُوْبَةٌ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمِن أَشْهَرِ مَنْ عُرِفَ بِذَلِكَ :

1- نُوْحُ بنُ أَبِي مَرْيَمَ الجَامِعُ ، وَالَّذِي قِيْلَ فِيْهِ : " جَمَعَ كُلَّ شَيْء إِلاَّ الصِّدْق " ، فَقَدْ أَبَاحَ – بِزَعمِهِ – الكَذِبَ فِي الحَدِيْثِ لِمَصْلَحَةِ الدِّيْنِ

فاختلق أحاديث من عنده ونسبها إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في فضائل سور القرآن الكريم سورةً سورةً .

قَالَ أَبُو عَمَّارٍ الحُسَيْنُ بنُ حُرَيْثٍ المَرْوَزِيُّ : قِيْل لأَبِي عِصْمَةَ –وهو نوح بن أبي مريم - : " مِنْ أَيْنَ لَكَ عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي فَضَائِلِ القُرْآنِ سُوْرَةً سُوْرَةً

وَلَيْسَ عِنْدَ أَصْحَابِ عِكْرِمَةَ هَذَا ؟ " ، فَقَالَ : " إِنِّي رَأَيْتُ النَّاسَ قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ القُرْآنِ ، وَاشْتَغَلُوا بفقهِ أَبِي حَنِيْفَةَ وَمَغَازِي مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فَوَضَعْتُ هَذَا الحَدِيْثَ حِسْبَةً " ( أي : ابتغاء الأجر )

أَخْرَجَهُ الحَاكِمُ فِي " المَدْخَلِ " ( ص 54 ) وَابْنُ الجَوْزِيِّ فِي " المَوْضُوْعَاتِ " (16) ، وَإِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ .

2- وَآخَرُ اسْمُهُ مَيْسَرَةُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ الفَارِسِيُّ ، قَالَ عَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الْمَجْرُوحِينَ " (2/345 رقم 1038) : " وَهُو صَاحِبُ حَدِيْثِ فَضَائِلِ القُرْآنِ الطَّوِيْلِ " مَنْ قَرَأَ كَذَا فَلَهُ كَذَا " .

وَجَاءَ فِي " لِسَانِ المِيْزَانِ " (7/198) لِلْحَافِظِ ابْنِ حَجرٍ : " وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي " الضُّعَفَاءِ " عَن ابْنِ مَهْدِيٍّ قَالَ : قُلْتُ لِمَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ : " مِنْ أَيْنَ جِئْتَ بِهَذِهِ الأَحَادِيْثِ : " مَنْ قَرَأَ كَذَا فَلَهُ كَذَا " ؟ قَالَ : " وَضَعْتُهَا أُرَغِّبُ النَّاسَ َفِيْهَا " .

فهذه أمثلة لمن يجترئ ويكذب في الحديث على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمصلحة يراها ، خدعه بها إبليس .

وقد نَبَّه العُلَمَاءُ عِلى عَدَمِ ثُبُوتِ الأَحَادِيْثِ التي فيها سرد فَضَائِلِ جميع سور القُرْآنِ الكريم ، سورةً سورةً ، وَمِمَّنْ نَبَّه عِلَى ذَلِك المَوْصِلِيُّ فِي " المُغنِي عَنِ الحِفْظِ وَالكِتَابِ " (1/121)

فَقَالَ : " قَدْ وَرَدَ : " مَنْ قَرَأَ كَذَا فَلَهُ أُجْرُ كَذَا ... مِنْ أَوَّلِ القُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ ؛ قَالَ ابْنُ المُبَارَكِ : " أَظُنُّ الزّنَادقَةَ وَضَعَتْهَا " . قَالَ المُصَنِّفُ – أَي : المَوْصِلِيُّ - : " فَلم يَصِح فِي هَذَا شَيْءٌ ... " .

وَنَبَّه عِلَى ذَلِك أَيْضاً ابْنُ القيِّمِ فِي " المَنَارِ المُنِيفِ " ( ص 113 – 144 )

وَالشَّيْخُ بَكْرٌ أَبُو زَيْد فِي " التَّحدِيْث بِمَا قِيْلَ : " لا يَصِحُّ فِيْهِ حَدِيْثٌ " ( ص 122 – 123) وَأَضَافَ : " تَنْبِيْهٌ : فَضَائِلُ القُرْآنِ الكَرِيْمِ ، وَفَضَائِلُ بَعْضِ السُّوَرِ وَالآيَاتِ مَعْلُوْمَةٌ بِنُصُوْصٍ صَحِيْحَةٍ مَرْفُوْعَةٍ إِلَى َالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

وَمُرَادُ ابْنِ المُبَارَكِ وَمَنْ بَعْدَهُ هُو تِلكُم الأَحَادِيْثُ الطِّوَالُ الَّتِي تَنْتَظِمُ سُّوَرَ القُرْآنِ سُوْرَةً سُوْرَةً ؛ كَالحَدِيْثِ المَنْسُوْبِ إِلَى أُبيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَنَشْرُهُ بَعْضُ المفسِّرِيْنَ ؛ مِثْلُ : الثَّعْلَبِيِّ

وَالوَاحِدِيِّ ، وَالزَّمَخشرِيِّ فِي تفَاسيرِهِم ، فَهَذِهِ مَوْضُوْعَةٌ ، وَهِي المُرَادَةُ فِي كَلاَم ابْنِ المُبَارَكِ وَغَيْرِهِ ، وَاللهُ أَعْلَمُ " .ا.هـ.

ثانياً :

وَأَمَّا الأَحَادِيْثُ الَّتِي سَأَلْتَ عَنْهَا فَالجَوَابُ :

تَخْرِيْجُ الحَدِيْثِ الأَوَّلِ :

عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَرَأَ : " تبَاركَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ " وَ " ألم . تنَزِيْل " السَّجْدَة ، بَيْنَ المَغْرِبِ وَالعِشَاءِ الآخِرَةِ فَكَأَنَّمَا قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ " .

ذَكَرَهُ السُّيوطِيُّ فِي " الدُّرِّ المنثَوْرِ " (6/535) عِنْدَ بدَايَةِ سُوْرَةِ السَّجْدَة ، وَقَالَ : " وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْه عَنْ ابنِ عُمَرَ ... فَذَكَرَهُ " .

وَنَقَلَهُ الأَلُوسِي فِي " رَوحِ المَعَانِي " (21/116) عَنْ السُّيوطِيِّ ثُمّ قَالَ : " وَرَوَى نَحْوَهُ هُو – أَي : السُّيوطِيّ - وَالوَاحِدِيُّ مِنْ حَدِيْثِ أُبيِّ بنِ كَعْبٍ ، والثعلبي مِنْ حَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَتَعَقَب ذَلِك وَلِيُّ الدِّيْنِ قَائِلاً : " لَم أَقِف عَلَيْهِ ، وَهَذِهِ الرِّوَايَاتُ كُلِّهَا مَوْضُوْعَةٌ " .اهـ بتصرف يسير .

وَالحَدِيْثُ وَرَدَ بعدَّةِ أَلْفَاظٍ مِنْهَا المُطلَقُ مِنْ غَيْرِ تَحدِيْدٍ لِوقْتِ القِرَاءةِ ، وَمِنْهَا المُقَيَّدُ بِوقْتٍ كَما فِي رِوَايَةِ ابنِ عُمَرَ ، وَوَرَدَ أَيْضاً مَرْفُوْعاً وَمَوْقُوْفاً

ذَكَرَهَا الغَافِقِيُّ فِي " لََمَحَاتِ الأنْوَارِ " (1127 ، 1129 ، 1140 ، 1141 ، 1142 ، 1143 ، 1144 ، 1146) ، إِلاَّ رِوَايَة ابنِ عُمَرَ .

تَخْرِيْجُ الحَدِيْثِ الثَّانِي :

وَرَدَ مِنْ طَرِيْقَيْنِ :

1- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا مَرْفُوْعاً قَالَ : " مَنْ قَرَأَ إِذَا صَلَّى الغَدَاةَ ثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُوْرَةِ الأَنْعَامِ إِلَى " وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ " [ الأَنْعَامُ : 3 ]

نَزَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعُوْنَ أَلْفَ مَلَك يُكْتَبُ لَه مِثلَ أَعْمَالِهِم ، وَبُعِثَ إِلَيْهِ مَلَكٌ مِنْ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ وَمَعَهُ مِرْزَبَةٌ مِنْ حَدِيْدٍ ، فَإِن أَوْحَى الشَّيْطَانُ فِي قَلْبِهِ شَيْئاً مِنَ الشَّرِّ ضَرَبَهُ حَتَّى يَكُوْنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ سَبْعُوْنَ حِجَاباً

فَإِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ قَالَ اللهُ : " أَنَا رَبُّكَ وَ أَنْتَ عَبْدِي ، وَامْشِ فِي ظِلِّي ، وَاشْرَبْ مِنْ الكَوْثَرِ ، وَاغْتَسِلْ مِنْ السَّلْسَبِيلِ ، وَادْخُلِ الجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلاَ عَذَابٍ " .

ذَكَرَهُ السُّيوطِيُّ فِي " الدُّرِّ المنثَوْرِ " (3/245 – 246)

وَقَالَ : " وَأَخْرَجَ السِّلَفِيُّ بِسَنَدٍ وَاهٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوْعاً " ، وَذَكَرَهُ الغَافِقِيُّ فِي " لََمَحَاتِ الأنْوَارِ " (941) .

2- عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ قَالَ :

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ صَلَّى الفَجْرَ فِي جَمَاعِةٍ ، وَقَعَدَ فِي مُصَلاَّهُ ، وَقَرَأَ ثَلاَثَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُوْرَةِ الأَنْعَامِ ، وَكَّلَ اللهُ بِهِ سَبْعِيْنَ مَلَكاً يُسَبِّحُونَ اللَّه وَيَسْتَغْفِرُوْنَ لَهُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ " .

ذَكَرَهُ السُّيوطِيُّ فِي " الدُّرِّ المنثَوْرِ " (3/246) وَعَزَاهُ لِلدَّيْلَمِيِّ ، وَالغَافِقِيُّ فِي " لََمَحَاتِ الأنْوَارِ " (935) بِلَفْظٍ مُقَارِبٍ لِحَدِيْثِ ابْنِ عَبَّاسٍ .

قَالَ الأَلُوسِي فِي " رَوحِ المَعَانِي " (7/76)

بَعْدَ ذِكْرِهِ جُمْلَةً مِنْ الأَحَادِيْث وَالآثَارِ عِنْدَ سُوْرَةِ الأَنْعَامِ وَمِنْهَا حَدِيْثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُوْدٍ : " إِلَى غَيْرِ ذَلِك مِنَ الأَخْبَارِ ، وَغَالِب ما فِي هَذَا المَطْلَبِ ضَعِيْفٌ وَبَعْضَهَا مَوْضُوْعٌ ، كَما لاَ يَخْفَى " .ا.هـ.

وَسُوْرَةُ الأَنْعَامِ لم يَثْبُت شَيْءٌ من الأحاديث فِي فَضْلِهَا .

فأما سورتا السجدة وتبارك فلم يثبت شيء في قراءتهما بين المغرب والعشاء ، ولكن ثبت في فضل سورة السجدة قراءتها في صلاة الفجر يوم الجمعة .

روى البخاري (891) ومسلم (880) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ (الم تَنْزِيلُ السَّجْدَةَ) وَ (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ) .

وورد في فضل سورة تبارك قراءتها قبل النوم أو عموماً

فقد روى الترمذي (2891) وأبو داود (1400) وابن ماجه (3786)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) . قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ .

و قال ابن حجر في التلخيص (1/234): "أعله البخاري في التاريخ الكبير بأن عباس الجشمي (وهو الراوي عن أبي هريرة) لا يعرف سماعه من أبي هريرة اهـ .

وحسنه الألباني في مواضع ، وصححه في مواضع

. انظر : "صحيح سنن ابن ماجه" ، "صحيح سنن أبي داود" . وقبله قال المنذري : رواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له ، والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال : صحيح الإسناد .

وروى الترمذي (2892) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لا يَنَامُ حَتَّى يَقْرَأَ الم تَنْزِيلُ وَتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

*عبدالرحمن*
2018-09-11, 17:40
حديث ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ) لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال :

هل هناك حديث يقول : رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور : لا نعلم له أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقد نسبه الغزالي في (إحياء علوم الدين) لأنس بن مالك فقال " قال أنس بن مالك: رب تال للقرآن والقرآن يلعنه "

انتهى من " إحياء علوم الدين " (1 / 274).

وفي فتاوى اللجنة الدائمة - 2 (3 / 213)

" هذا أثر عن ميمون بن مهران ، وليس بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم .

ومعنى هذا: تحذير المسلم الذي يقرأ القرآن من ترك العمل به

فإن من عباد الله من يمر على ما ينهى عنه القران ، كنهيه عن الربا ثم يتعامل بالربا ، وكنهيه عن الظلم ثم يظلم ، وكنهيه عن الغيبة ثم يقع فيها

ونحو ذلك مما في القرآن الكريم من الأوامر والنواهي , وبالله التوفيق" انتهى .

وقد سئل الشيخ ابن باز عن هذا الحديث ( رب قارئ للقرآن والقرآن يلعنه)

كيف يلعن القرآن قارئه , ولماذا ؟

فأجاب رحمه الله : لا أعلم صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا حاجة إلى تفسيره .

ولو صح لكان المعنى : أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه ؛ لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامره ، أو يرتكب نواهيه ، يقرأ كتاب الله وفي كتاب الله ما يقتضي سبه وسب أمثاله ؛ لأنهم خالفوا الأوامر وارتكبوا النواهي .

هذا هو الأقرب في معناه إذا صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولكني لا أعلم صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم "

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (26 / 61).

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-09-11, 17:44
ذِكْرٌ مخترع لا أصل له ، لمن يريد أن يغفر الله له، ويهون عليه سكرات الموت

السؤال:

إذا أردت أن يغفر لك الله 4000 كبيرة من كبائر الذنوب ، أن يقيك شر سكرات الموت ، وضغطة القبر ، و 100 هول من أهوال القيامة ، وتوقى من شر إبليس

وتقضي دينك ، ويُكشف همك وغمك ، ويفرج كربك فما عليك إلا أن تقول 10 مرات كل يوم هذا الدعاء :

" اللهم صلي على محمد و آل محمد ، أعددت لكل هول لا إله إلا الله . ولكل هم وغم ما شاء الله . ولكل نعمة الحمد لله . ولكل رجاء الشكر لله . ولكل أعجوبة سبحان الله . ولكل ذنب استغفر الله .

ولكل مصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون . ولكل ضيق حسبي الله . وكل قضاء وقدر توكلت على الله . ولكل عدة اعتصمت بالله . ولكل طاعة ومعصية لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين " .

إذا أردت أن يغفر الله لك كبائر ذنوبك ولو كانت كزبد البحر فما عليك إلا أن تقول بعد كل صلاة وقبل أن تحرك رجلك : " أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه " .

فما صحة هذا الكلام ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الكلام المذكور لا أصل له ، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أحد من أصحابه ، ولا عن أحد من السلف الصالح ، ولا عن أحد من علماء المسلمين

بل هو من القول على الله بغير علم ، وافتراء الكذب على الله .

ولا شك أن الإكثار من ذكر الله من مكفرات الذنوب ، ولكن ذلك مشروط باجتناب الكبائر وعدم الإصرار على الذنوب ، وهذا حال التائبين .

وقد حكى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الإجماع عَلَى أَنَّ الْكَبَائِرَ لَا تُغْفَرُ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ .

انظر : "مرقاة المفاتيح" (1/ 345) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" المصائب لا تستقل بمغفرة الذنوب ، ولا تغفر الذنوب جميعها إلا بالتوبة أو بحسنات تتضاءل وتتلاشى فيها الذنوب ، فهي كالبحر لا يتغير بالجيف " .

انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 312) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" ينبغي لكل مؤمن ومؤمنة الإكثار من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، وقول: لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ ففي ذلك خير عظيم ، وهو من أسباب تكفير الخطايا وحط السيئات ومضاعفة الحسنات ...

وينبغي أن يعلم أن تكفير السيئات بهذه الأذكار وغيرها : مشروط باجتناب الكبائر ، وعدم الإصرار على الذنوب ؛ لقول الله عز وجل: ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا)

وقوله سبحانه: ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر) رواه مسلم (233) " .

انتهى ملخصا من "مجموع فتاوى ابن باز" (26/ 74-75) .

وقد سئل ابن باز رحمه الله عن حديث : ( من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر

وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج ، وإن كانت عدد أيام الدنيا ) فضعفه وقال :

" متنه منكر ، ولو صح لكان ذلك في حق من أتى بهذا الاستغفار تائبا توبة نصوحا؛ لأن التوبة النصوح يمحو الله بها الذنوب كلها " .

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (26/ 287) .

وينظر للفائدة : جواب السؤالين القادمين

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-11, 17:47
حكم اختراع أذكار أو الاستدلال بالمنامات على صحتها

السؤال :

ذكرت في قسم البدعة أن قراءة سورة ما مثلاً 100 مرة طلباً للثواب من البدعة

بعد قراءة كتاب للصوفية لكاتبه حكيم معين الدين شيشتي بعنوان " براءة الصوفية " برر فيه استعمال هذه الطرق وغيرها وأنها إلهام من الله خلال النوم ، ليثق الناس القريبين من الله .

هل هذا من البدعة ؟ كيف نتبين صدقهم ؟

هل هذا جائز في الإسلام ؟.

الجواب :

الحمد لله

1. وصف الله تعالى أولياءه بوصفين اثنين : الإيمان والتقوى ، قال الله تعالى { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . الذين آمنوا وكانوا يتقون } [ يونس 62 ] ، فمن كان مؤمناً تقيّاً : كان لله وليّاً .

2. وأولياء الله تعالى لا يخالفون ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من البدع في الدين ، لأن الله تعالى قد أكمل دينه ، وأتمم نعمته على عباده

فقال { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } [ المائدة 3 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ".

3. وعليه : فإنك تستطيع أن تميز الولي لله تعالى من ولي الشيطان ، وذلك بأن تبحث عن حاله في نفسه وخلقه ودينه من حيث الالتزام بالصلاة في جماعة في المسجد مثلا

ومن حيث تنزهه عن أكل أموال الناس بالباطل ، ومن حيث عدم تعديه على الشرع بزيادة أو نقصان ، وهكذا .

4. لايجوز إحداثُ ذِكرٍ يتعاهده المسلم، أو يوصي به غيرَه - كالأوراد والمأثورات والأدعية -، ويكفيه ما جاء في السنَّة الصحيحة في هذا، وإلا كان مبتدعاً ، أو داعيةً إلى البدعة

قال صلى الله عليه وسلم "منْ أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" رواه البخاري (2550) ، مسلم ( 1718 ) ، وفي رواية "مسلم" ( 1718 ) "مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: وهذا الحديث أصلٌ عظيمٌ مِن أصول الإسلام، وهو كالميزان للأعمال في ظاهرها، كما أنَّ حديث "الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات" ميزانٌ للأعمال في باطنها

فكما أنَّ كلَّ عملٍ لا يُراد به وجهُ الله تعالى؛ فليس لعامله فيه ثوابٌ ، فكذلك كلُّ عملٍ لا يكون عليه أمر الله ورسوله؛ فهو مردودٌ على عامله، وكلُّ مَن أحدث في الدين ما لم يأذن به الله ورسوله فليس مِن الدين في شيءٍ.أ.ه‍

"جامع العلوم والحكم" (1/180)

وقال النووي رحمه الله:

وهذا الحديث قاعدةٌ عظيمةٌ مِن قواعد الإسلام، وهو مِن جوامع كَلِمه صلى الله عليه وسلم ؛فإنَّه صريحٌ في رد البدع والمخترعات

وفي الرواية الثانية زيادة وهي: أنَّه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعةٍ سُبق إليها

فإذا احتُج عليه بالرواية الأولى أي: " مَن أحدث "- يقول: أنا ما أحدثتُ شيئاً، فيُحتج عليه بالثانية أي:"مَن عمل "- التي فيها التصريح بردِّ كلِّ المحدثات، سواء أحدثها الفاعل

أو سُبق بإحداثها... وهذا الحديث مما ينبغي حفظه، واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به. أ.ه‍ "

شرح مسلم" (12/16).

5. وقال شيخ الإسلام رحمه الله:

لا ريبَ أنَّ الأذكارَ والدعوات مِن أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتِّباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعيةُ والأذكارُ النبويَّةُ هي أفضل ما يتحرَّاه المتحري من الذكر والدعاء

وسالكها على سبيل أمانٍ وسلامةٍ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنها لسانٌ، ولا يحيط بها إنسانٌ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرَّماً

وقد يكون مكروهاً، وقد يكون فيه شركٌ مما لا يهتدي إليه أكثرُ النَّاسِ، وهي جملةٌ يطول تفصيلها.

وليس لأحدٍ أنْ يَسُنَّ للنَّاسِ نوعاً من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادةً راتبةً يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداعُ دينٍ لم يأذن الله به...

وأما اتخاذ وردٍ غيِر شرعيٍّ، واستنانُ ذكرٍ غيرِ شرعيٍّ، فهذا مما يُنهى عنه، ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غايةُ المطالبِ الصحيحةِ ونهايةُ المقاصدِ العليَّة

ولا يَعدلُ عنها إلى غيرها من الأذكارِ المحدَثة المبتدعةِ إلاّ جاهلٌ أو مفرِّطٌ أو متعَدٍّ. أ.ه‍ ‍

"مجموع الفتاوى" (22/510-511).

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-09-11, 17:53
التحذير من الأدعية المخترعة

السؤال:

ما هي صحة الدعاء الآتي : " اللهم يا عالي يا متعالي .. يا من هو في السماء عالي .. يا عالما بحالي وأحوالي .. أرسل قاضي الفرج .. وأرسل مفاتيحك وأحلل أقفالي .. يا من لا يغيب عني ولا ينساني " ؟

الجواب :

الحمد لله

الدعاء من أجلّ العبادات وأفضل القربات ، به يكشف الله الضر ، ويجيب المضطر ، ويرفع البلاء ، ويقضي الحاجات ، ويعين على الطاعات .

عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) قَالَ : ( الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ ) .

رواه أبو داود (1479) والترمذي (2969)واللفظ له ،وصححه الألباني في "صحيح الترمذي".

ولذلك كان دعاء غير الله عز وجل من الشرك الأكبر ، حيث صرف صاحبه العبادة لغير الله.

وحيث كان الدعاء هو العبادة وجب أن يتأدب الداعي بأدب العبودية لله في دعائه ، ومن جملة تلك الآداب أن لا يعتدي فيه ؛ فإن الله لا يحب المعتدين .

روى أحمد (16354) وابن ماجة (3864) عَنْ أَبِي نَعَامَةَ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُغَفَّلٍ سَمِعَ ابْنَهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ عَنْ يَمِينِ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلْتُهَا .

فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ سَلْ اللَّهَ الْجَنَّةَ وَعُذْ بِهِ مِنْ النَّارِ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ ) وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .

ومن الاعتداء فيه أن يثني على الله تعالى بما لم يثن به سبحانه على نفسه ، ولا أثنى به عليه رسوله .

قال ابن القيم رحمه الله :

" ومن الاعتداء في الدعاء أن تعبده بما لم يشرعه ، وتثني عليه بما لم يثن به على نفسه ولا أذن فيه ؛ فإن هذا اعتداء في دعاء الثناء والعبادة ، وهو نظير الاعتداء في دعاء المسألة والطلب "

انتهى من "بدائع الفوائد" (3 /524) .

ومعلوم أن أسماء الله تعالى وصفاته توقيفية ، فلا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه سبحانه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا يتجاوز ذلك .

قال الخازن في تفسيره (3/136) :

" وقوله سبحانه وتعالى : ( فادعوه بها ) يعني ادعوا الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله . ففيه دليل على أن أسماء الله تعالى توقيفية لا اصطلاحية

ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده : أنه يجوز أن يقال : يا جوَاد ، ولا يجوز أن يقال : يا سخي . ويجوز أن يقال : يا عالم ، ولا يجوز أن يقال : يا عاقل " انتهى .

فلا يسوغ أن يقال في الدعاء : " يا عالي " ؛ لأن العالي ليس من أسماء الله تعالى ، وإنما هو العليّ سبحانه ، كما قال في كتابه العزيز : ( وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/ 255

وقال عز وجل : ( وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) الحج/ 62

ومن الاعتداء فيه أن يتعهد دعاءً مخترعا يدعو به ، ويجعله وردا له ، يلازمه ملازمة الأوراد الشرعية ، فيؤدي به إلى ترك السنة ، وهجر أدعية الكتاب ، بقدر ما أخذ وانشغل به من الأدعية المخترعة .

وكثيرا ما نجد من هؤلاء من يتعهد دعاء حفظه عن شيخه ، أو قرأه في كتاب فاستحسنه ، فهجر به الدعاء المأثور ، ورغب عن أدعية الكتاب والسنة إلى دعاء محدث مخترع .

سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن يقول : أنا أعتقد أن من أحدث شيئا من الأذكار غير ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح عنه أنه قد أساء وأخطأ

إذ لو ارتضى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيه وإمامه ودليله لاكتفى بما صح عنه من الأذكار . فعدوله إلى رأيه واختراعه جهل وتزيين من الشيطان وخلاف للسنة

إذ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرا إلا دلنا عليه وشرعه لنا ، ولم يدخر الله عنه خيرا ؛ بدليل إعطائه خير الدنيا والآخرة ؛ إذ هو أكرم الخلق على الله فهل الأمر كذلك أم لا ؟ .

فأجاب رحمه الله :

" الحمد لله ، لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع ، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء

وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها وقد يكون فيه شرك مما لا يهتدي إليه أكثر الناس

وهي جملة يطول تفصيلها. وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ، ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس

بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به ، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة ، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه ، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به ..

. وأما اتخاذ ورد غير شرعي واستنان ذكر غير شرعي : فهذا مما ينهى عنه . ومع هذا ففي الأدعية الشرعية والأذكار الشرعية غاية المطالب الصحيحة ، ونهاية المقاصد العلية

ولا يعدل عنها إلى غيرها من الأذكار المحدثة المبتدعة إلا جاهل أو مفرط أو متعد " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (22 /510-511)

وقال القاضي عياض رحمه الله :

" أذن الله في دعائه ، وعلَّم الدعاءَ في كتابه لخليقته، وعلَّم النبيُّ صلى الله عليه وسلم الدعاءَ لأمَّته، واجتمعت فيه ثلاثةُ أشياء : العلمُ بالتوحيد ، والعلم باللغة

والنصيحة للأمَّة ، فلا ينبغي لأحدٍ أن يعدلَ عن دعائه صلى الله عليه وسلم ، وقد احتال الشيطانُ للناس من هذا المقام ، فقيَّض لهم قومَ سوء يخترعون لهم أدعيةً يشتغلون بها عن الاقتداء بالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " انتهى .

"الفتوحات الربانية" – لابن علان (1/17)

وقال القرطبي رحمه الله :

" فعلى الإنسان أن يستعمل ما في كتاب الله وصحيح السنة من الدعاء ويدع ما سواه ، ولا يقول أختار كذا ؛ فإن الله تعالى قد اختار لنبيه وأوليائه وعلمهم كيف يدعون " انتهى .

"الجامع لأحكام القرآن" (4 /231)

وقال علماء اللجنة الدائمة :

" فيما ثبت في الوحيين من الأدعية والأذكار غنية عن الأدعية والأذكار المخترعة " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة"(1 / 53)

وخلاصة ما سبق :

أنه لا يجوز لأحد أن يخترع أورادا من الذكر والدعاء ، يحافظ الناس عليها ، بل فيما ثبت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما يغني عن اختراع ما سواه ، وفيها الكفاية والهدى .

وأما أن يكون له دعاء يدعو به أحيانا ، من غير أن يجعله وردا ثابتا لنفسه ، أو لغيره ، كما هو الشأن في الأوراد الشرعية

فهذا لا بأس به ، إلا إذا اشتمل على محظور في اللفظ أو المعنى . مع أنه لو اشتغل بالوارد المأثور لكان فيه حاجته ، مع سلامته من التكلف والآفات.

وفي الدعاء المذكور في السؤال قوله : " أرسل قاضي الفرج ، وأرسل مفاتيحك وأحلل أقفالي" ، وهذا من التكلف السمج الذي لا يناسب مقام التضرع والدعاء ، فضلا عن أن يتخذ وردا ثابتا.

وأيضا : ففي هذا الدعاء تكلف السجع ، وقد روى أبو يعلى في "مسنده" (4475) بسند صحيح عن مسروق : أن عائشة قالت للسائب : ثلاث خصال لتدعهن أو لأناجزنك . قال : وما هي ؟

قالت : " إياك والسجع ، لا تسجع ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا لا يسجعون" .

فأين ذلك كله من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم عند الكرب ؛ وقد مر بيانه في جواب السؤال القادم

وراجع لآداب الدعاء جواب السؤال بعد القادم

وينظر كتاب : "فقه الأدعية والأذكار" (2 /64-56)

والله تعالى أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-14, 01:14
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث منكر في فضل اللهج بذكر الله .

السؤال:

كنا في وليمة عقيقة فقام أحدهم يعطي موعظة ، فذكر الحديث التالي " إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ليلة أسري به ، رجل طويلا ، لا يكاد يرى رأسه في السماء ، فقال من هذا ملك ؟

قيل لا . قال : نبي ؟ قيل : لا . قال : فمن ؟ قيل : هذا رجل لم يزل لسانه رطبا من ذكر الله ، ولم يستسب لوالديه " هل هذا صحيح ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه ابن أبي الدنيا في "كتاب الأولياء" (95) فقال :

ذَكَرَ عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّامِيُّ، ذَكَرَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، نا أَبُو الْمُخَارِقِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِرَجُلٍ مُغَيَّبٍ فِي نُورِ الْعَرْشِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا، مَلَكٌ؟

قِيلَ: لَا، قُلْتُ: نَبِيٌّ؟ قِيلَ: لَا، قُلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ كَانَ فِي الدُّنْيَا لِسَانُهُ رَطِبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، وَقَلْبُهُ مُعَلَّقًا بِالْمَسَاجِدِ، وَلَمْ يَسْتَسِبَّ لِوَالِدَيْهِ قَطُّ )

وهذا إسناد ضعيف جدا ، وفيه علل :

أولا : الإعضال ، فإن أبا المخارق هذا من أتباع التابعين ، أو هو من الآخذين عن تبع الأتباع ، فقد توفي ابن أبي الحواري الراوي عنه سنة (246)

وهو من الطبقة العاشرة عند الحافظ ، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين .

انظر : " تقريب التهذيب " (1 /26) ، (1/39)

ثانيا : أبو المخارق هذا هو الراهبي الشامي ، مجهول

ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (59/ 337) من رواية ابن أبي الحواري عنه فقط ، روى عنه قولا من قوله ، ليس له حديث مرفوع .

ثالثا : عون بن إبراهيم الشامي ، ذكره ابن عساكر في "تاريخه" (477/55) من رواية ابن أبي الدنيا فقط عنه ، ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا ، فهو رجل مجهول العين والحال .

وهذا الحديث ذكره الألباني في "الضعيفة" (6845) وقال : " منكر " .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-14, 01:22
يكفيك الإيمان بما ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة من غير خوض في المختلف فيه

السؤال:

أنا من أهل السنة والجماعة ، ولدت وبدأت رحلتي في البحث عن الحقيقة وأنا عمري 11 سنة من البحث في وجود الله ، ثم الديانات . وكنت وما زلت أدعو الله أن يهديني ، فرسي البحر على شاطئ الحق .

ولي بعض الأسئلة :

العقيدة هي ما يعقد عليه القلب من الإيمان ، وأنا أرسيت على عقيدة أهل السنة من الأسماء والصفات ، وقرأت الرد على المعطلة والمؤولة

وكانت هنالك أحاديث صحيحة في الصحيحين وأحاديث عقدية أخرى خارج الصحيحين اختُلف فيها ، فصححها بعض أهل العلم وضعفها آخرون ، كحديث : ( رأيت ربي في المنام ) صححه الألباني

وضعفه العدوي ، وبصراحة هذا الحديث لم أرتح له ، وقرأت الكثير من التوضيحات حوله ، وأنه رؤية منامية ، ومع ذلك قلبي لم يرتح له .

فسؤالي :

هل يجوز أن أدعو الله أن يهديني إلى عقيدته الصحيحة مهما كانت ؟

وهل إذا مت وأنا ما زلت أدعو الله أن يهديني إلى عقيدته الصحيحة مهما كانت هل أدخل النار ؛ لأني أعرف أن العقيدة يجب أن لا يخالجها شك ، ودعائي أن يهديني الله إلى عقيدته يدل على شكي في عقيدتي ؟

والله أنا أريد الحق ، وقلبي ليس مرتاحا لبعض الأحاديث ، أنا أؤمن بعقيدة أهل السنة في الأسماء والصفات إلى الآن ، ولكني أدعو الله أن يهديني لعقيدته الصحيحة من باب أن يطمئن قلبي

وفي قلبي أن الأقرب هو مذهب السنة ، وفي قلبي إذا كان مخالفا للصواب فسأتبع الحق أين كان .

الجواب :

الحمد لله

نرجو من أخينا السائل الكريم أن يتفهم جوابنا حق تفهمه ، وأن يدرك حقيقة ما نرمي إليه ، فنحن نريد له الخير ، وننصحه بالحق والعدل بإذن الله .

وما نرمي إليه هنا لا نقصد به تزهيدك بالعلم ، وحثك على عدم الخوض فيه ، وإنما نرمي إلى أن تتيقظ دائما إلى عدم الإغراق في الجزئيات ، فلا يأخذك سحرها أو بريقها

ولا يصرفك طول الجدل فيها ، وحرارة حوار العلماء حولها عن المقاصد الأساسية في عقيدة المسلم ، وعن المقاصد الجليلة في شريعتنا العملية

وعن وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : ( تَفَكَّرُوا فِي آلَاءِ اللَّهِ ، وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ ) رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/250)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (1788) .

والمقاصد الأساسية في العقيدة الصحيحة هي الإيمان بأركان الإيمان الستة ، بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره

على وجه الإجمال أولا ، وبالتفصيل الذي ذكره الله عز وجل في كتابه ، ونص عليه رسوله عليه الصلاة والسلام في الصحيح المجمع عليه من سنته .

وما سوى ذلك من شرح العلماء وتفصيلهم ، وتفسيرهم الدقيق لهذه المجملات ، أو ما اختلف فيه العلماء تصحيحا وتضعيفا وأشكل عليك ، فلا يجب عليك الإيمان به ، ولا الخوض فيه

وإن خضت ، فإياك أن تنسى أن موقع تلك التفاصيل في العقيدة الإسلامية موقع ثانوي غير رئيسي، ولا تشكل تصورات المسلم الحقيقية للكون والغيب والحياة ، كما لن تؤثر في منظومة القيم والأخلاق التي تبني عليها حياتك ،

ولا في معاملتك أو عبادتك ، ولا في قناعتك عن التيارات والمذاهب والأديان المناقضة للإسلام ، فاقدر لها قدرها الحقيقي ، واعرف موازين العقائد والأفكار

وسيكون ذلك سببا رئيسا في استقرار فكرك ومعتقدك ، وذهاب وطأة تباين الآراء من صدرك ، بإذن الله .

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ : ( مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ) الزخرف/58 )

رواه أحمد في " المسند " (36/ 493) وحسنه المحققون في طبعة مؤسسة الرسالة ، ورواه الترمذي في " السنن " (3253) وقال : حسن صحيح .

ولما قدر شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الأمر حق قدره ، لم يكن يتوسع في أبواب الأسماء والصفات بين يدي عامة الناس ، فذلك ما لم يوجبه الله ولا رسوله على العلماء ولا على الناس أنفسهم .

فقال رحمه الله :

" وأما قول القائل : لا يتعرض لأحاديث الصفات وآياتها عند العوام : فأنا ما فاتحت عاميا في شيء من ذلك قط "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (5/266) .

ولو كانت هذه الخلافات والتفاصيل من صلب أصول الدين لما ترخص شيخ الإسلام في السكوت عنها ، والزهد في حشد الناس حولها .

ويقول رحمه الله :

" فالمسلمون - سنيهم وبدعيهم - متفقون على وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج

ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإنه يدخل الجنة ولا يعذب ، وعلى أن من لم يؤمن بأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فهو كافر

وأمثال هذه الأمور التي هي أصول الدين وقواعد الإيمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى الإسلام والإيمان .

فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد ، أو بعض معاني بعض الأسماء ، أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه .
مع أن المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة

مشهود عليهم بالضلالة ، ليس لهم في الأمة لسان صدق ، ولا قبول عام ، كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم .

وإنما تنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس ، ولكن يجب رد ما تنازعوا

فيه إلى الله ورسوله "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (7 /357) .

ولو قضيت أكثر عمرك في البحث في مقاصد الدين ، والحرص على العمل بها ، وامتثال ما تعلمته منها ، والتأمل في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

لما كفاك العمر ولا العمران في سبيل ذلك ، فكيف إذا صرفت همتك ووقتك فيما لم يأمرك الله عز وجل به ، وفيما يكفيك فيه الإيمان المجمل

فتقول كما قال الإمام الشافعي رحمه الله :

" آمَنت بِمَا جَاءَ عَن الله على مُرَاد الله ، وَبِمَا جَاءَ عَن رَسُول الله على مُرَاد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم "

انتهى من " ذم التأويل " لابن قدامة (ص/11) .

فنصيحتنا إليك أن تترك عنك قلقك وعناءك الوارد في السؤال ، وأن تُمر ما أشكل عليك مما ثبت في الكتاب والسنة كما جاء من غير تمثيل ولا تعطيل

وتدعو بما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : ( اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ

أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) رواه مسلم (770) .

أما المختلف فيه ، وما فيه تردد ومباحث دقيقة لدى العلماء ، كحديث رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام ، فلو غلب على ظنك جانب الضعف فيه ، وعدم ثبوت ذلك عن المعصوم صلى الله عليه وسلم

واعتقدت أقوال من ضعفه من أمثال يحيى بن معين ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن حجر وغيرهم ؛ فتجاوزته ولم تؤمن بما ورد فيه : أجزأك ذلك ، ولم يكن عليك حرج إن شاء الله .

وللتوسع في الكلام على هذا الحديث يمكنك مراجعة الفتوى القادمه

ونصيحتنا لك أخيرا ، هي نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، لتلميذه الخصيص به ، المقرب منه ، الإمام ابن القيم رحمه الله :

" قال لي شيخ الإسلام – رضي الله عنه –

وقد جعلت أورد عليه إيراد بعد إيراد: لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة ، فيتشربها؛ فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها

فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته ، وإلا فإذا أَشربت قلبك كل شبهة تمر عليها صار مقراً للشبهات ، أو كما قال " .

انتهى من " مفتاح دار السعادة " (1/140) .
-
والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-14, 01:31
براءة أهل الله من تشبيه الله بشاب أمرد

السؤال:

قرأت في بعض المنتديات الشيعية كثيرا من اللغط و الخلط الذي لم افهمه , وأردت أن اسأل عنه لأعلم وأتبين , يقولون الوهابيون يعبدون الشاب الأمرد وهم يكفروننا بهذا ,

ويقولون إن هناك حديثا بهذا الخصوص, عموما ما هو هذا الحديث إن كان موجودا وما معناه وما هي الشبهات التي تحيط به وكيف نردها , وما هي مناسبته , وجزيتم الفردوس الأعلى من الجنة .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أهل السنة برآء من تمثيل الله بخلقه ، ويعتقدون أنه لا يماثل أحداً من خلقه ، لا شابا أمرد ، ولا شيخا ، بل عندهم أن من شبه الله بخلقه كفر .

قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري : «من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيهًا»

انتهى نقلا عن "الفتوى الحموية الكبرى" لشيخ الإسلام ابن تيمية ، ص 531 .

ولهذا كان من الكذب والإفك والزور أن يقال : إن أهل السنة أو السلفيين أو الوهابيين يعبدون الشاب الأمرد ، بل لا يعبدون إلا الله تعالى ، وهم أهل التوحيد والسنة والاستقامة

على عكس أهل الشرك والبدعة الذين يعبدون الأولياء والأئمة ، ويسجدون للقبور والأضرحة ، ويسألونها قضاء الحاجات وتفريج الكربات ( فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ).

ثانيا :

ورد حديث يفيد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه مناما على صورة شاب أمرد ، وهو حديث مختلف في صحته ، صححه بعض الأئمة ، وضعفه آخرون ، وعلى فرض صحته فهو رؤيا منام

والإنسان قد يرى ربه في منامه على صور مختلفة ، وتكون الصورة التي يراها مناسبة لحاله وإيمانه ، فقد يراه في صورة شاب ، أو في صورة شيخ

مع الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى ليس على هذه الصورة في الحقيقة ، لأنه سبحانه لا يشبه أحدا من خلقه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

: " فالإنسان قد يرى ربه في المنام ويخاطبه فهذا حق في الرؤيا ، ولا يجوز أن يعتقد أن الله في نفسه مثل ما رأى في المنام ، فإن سائر ما يُرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا

ولكن لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه ، فإن كان إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس

. قال بعض المشايخ: إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله . وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن وجود هذا مما لا يمكن دفعه ...

وليس في رؤية الله في المنام نقص ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده واستقامة حاله وانحرافه .

وقول من يقول ما خطر بالبال أو دار في الخيال فالله بخلافه ونحو ذلك إذا حمل على مثل هذا كان محملاً صحيحاً

فلا نعتقد أن ما تخيّله الإنسان في منامه أو يقظته من الصور أن الله في نفسه مثل ذلك ، فإنه ليس هو في نفسه مثل ذلك

بل نفس الجن والملائكة لا يتصورها الإنسان ويتخيلها على حقيقتها بل هي على خلاف ما يتخيله ويتصوره في منامه ويقظته وإن كان ما رآه مناسبا مشابها لها ، فالله تعالى أجل وأعظم ".

انتهى من "بيان تلبيس الجهمية" (1/ 325) [ط. مجمع الملك فهد].

والحديث ورد بألفاظ منها : ( رَأَيْتُ رَبِّي فِي المنام في صورة شاب مُوَقَّرٍ فِي خَضِرٍ، عليه نَعْلانِ من ذهب، وَعَلَى وجهه فراش مِنْ ذهب ).

ومنها : (أنه رأى ربه عز وجل في النوم في صورة شاب ذي وفرة، قدماه في الخضرة، عليه نعلان من ذهب ، على وجهه فراش من ذهب).

ومنها : (رأيت ربي في صورة شاب أمرد جعد عليه حلة خضراء).

وممن صحح الحديث من الأئمة : أحمد بن حنبل ، وأبو يعلى الحنبلي ، وأبو زرعة الرازي .

وممن ضعفه : يحيى بن معين ، والنسائي ، وابن حبان ، وابن حجر ، والسيوطي .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "بيان تلبيس الجهمية": (7/ 229):

" وكلها [يعني روايات الحديث] فيها ما يبين أن ذلك كان في المنام وأنه كان بالمدينة إلا حديث عكرمة عن ابن عباس وقد جعل أحمد أصلهما واحداً وكذلك قال العلماء".

وقال أيضا (7/ 194): " وهذا الحديث الذي أمر أحمد بتحديثه قد صرح فيه بأنه رأى ذلك في المنام " انتهى .

وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/ 594)

: " وهذه الرؤية رؤيا منام إن صحت".

فبان بهذا أنه لا مُستمسك لأهل الزيغ والضلال في وصف أهل السنة بما هم برآء منه ، فإن أهل السنة أعلم بالله وبصفاته ، وأبعد عن التمثيل من سائر الطوائف ، لأنهم المنقادون للكتاب والسنة

المعظمون للآثار ، المستنيرة عقولهم بنور الإيمان ، السائرون على ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، فهم أبعد الناس عن هذا الزيف والبهتان .

ثالثا :

لا يجوز للمسلم النظر في شبهات أهل البدع والضلال , إلا إذا كان مؤهلا للرد عليها وبيان ما فيها من زيغ وانحراف ، سواء كانت هذه الشبه مطبوعة في كتاب ، أو منشورة في منتدى

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-14, 01:50
لم يصح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في رمضان عشرين ركعة وإن كان ذلك جائزا

السؤال:

ما صحة هذا الحديث ، أرجو الشرح والتفصيل ؛ لأنني عندما أخبر بعض الناس بأنه ليس صحيحاً يقولون : إن الوهابيين جعلوا الأحاديث كلها ضعيفة

وأزاحوا الكثير من الدين . الحديث من رواية سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في رمضان عشرين ركعة ثم يوتر )، رواه بن أبي شيبة في " المصنف "

في المجلد الثاني صفحة 294، والبيهقي في " سننه " في المجلد الثاني صفحة 496، وفي " الطبراني الكبير "، المجلد الحادي عشر صفحة 393، وابن حُميد في " مسنده " صفحة 218.

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

هذا الحديث يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي رَمَضَانَ عِشْرِينَ رَكْعَةً وَالْوِتْرَ ).

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (2/ 164)، وعبد بن حميد – كما في " المنتخب " (رقم653)- والطبراني في " المعجم الكبير " (11/393)، و" المعجم الأوسط " (1/243)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/698).

جميعهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مقسم ، عن ابن عباس .

قال الطبراني :

" لم يرو هذا الحديث عن الحكم إلا أبو شيبة ، ولا يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد "

وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان هذا هو الكوفي العبسي ، اتفق المحدثون على ضعف حديثه ورده، بل قال ابن المبارك : ارم به . وضعفه جدا أحمد بن حنبل

وقال فيه أيضا : منكر الحديث ، قريب من الحسن بن عمارة ، والحسن بن عمارة متروك الحديث . وقال النسائي : متروك الحديث . وقال أبو حاتم : تركوا حديثه

. ينظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (1/145).

ولذلك ضعف العلماء هذا الحديث ، فقال ابن بطال : " إبراهيم هذا هو جد بني شيبة ، وهو ضعيف ، فلا حجة في حديثه ، والمعروف القيام بعشرين ركعة في رمضان عن عمر وعلي "

انتهى من " شرح صحيح البخاري " (3/141) .

وقال الزيلعي رحمه الله :

" هو معلول بأبي شيبة إبراهيم بن عثمان ، جد الإمام أبي بكر بن أبي شيبة ، وهو متفق على ضعفه ... ثم إنه مخالف للحديث الصحيح عن عائشة ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) "

انتهى باختصار من " نصب الراية " (2/153).

وضعفه كل من : ابن عبد البر في " التمهيد " (8/115)، والبيهقي في " السنن الكبرى " (2/698)، وابن الملقن في " البدر المنير " (4/350)، والهيثمي في " مجمع الزوائد " (3/173)

وابن حجر العسقلاني في " الدراية " (1/203)

وعده الذهبي في " ميزان الاعتدال " (1/48) من المناكير

وقال ابن حجر الهيتمي في " الفتاوى الكبرى " (1/195) : إنه شديد الضعف

. وضعفه القسطلاني في " المواهب اللدنية " (3/306)

والسيوطي – كما في " الحاوي " (1/413) -

وحكم عليه الألباني في " السلسلة الضعيفة " (560) بأنه موضوع .

وبهذا يتبين أن العلماء متفقون على تضعيف هذا الحديث .

ثانيا :

ثبت في صحيح البخاري وغيره أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فقالت : ( ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة ) .

فهذه عائشة رضي الله عنها تخبر عن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى التراويح عشرين ركعة لم يخف ذلك على عائشة رضي الله عنها .

ثالثا :

أما عدد ركعات صلاة التراويح فقد سبق بيان ذلك في

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143087

رابعا :

أما وصف بعض الناس خصومهم بأنه وهابية

"الوهابية: لفظة يطلقها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على دعوته إلى تجريد التوحيد من الشركيات

ونبذ جميع الطرق إلا طريق محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ومرادهم من ذلك: تنفير الناس من دعوته وصدهم عما دعا إليه، ولكن لم يضرها ذلك

بل زادها انتشارا في الآفاق ، وشوقا إليها ممن وفقهم الله إلى زيادة البحث عن ماهية الدعوة ، وما ترمي إليه ، وما تستند عليه من أدلة الكتاب والسنة الصحيحة ، فاشتد تمسكهم بها

، وعضوا عليها ، وأخذوا يدعون الناس إليها ، ولله الحمد.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/469) .

الواجب على المسلم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على منهج السلف الصالح الذين ساروا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، من الصحابة ومن تبعهم رضوان الله عليهم أجمعين

وهؤلاء يسمون بأهل السنة والجماعة ، وكل من سار على الطريق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو منهم ، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما جاء بالتوحيد ، ونبذ الشرك

والدعوة إلى عبادة الله وحده دون سواه ، أما كلمة الوهابيين ، فيطلقها عدد من الناس على دعوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التَّمِيمي الحنبلي رحمه الله ، ويسمونه وأتباعه الوهَّابيين

وقّدْ علم كلّ من له أدنى بصيرةٍ بحركة الشِّيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ، ودعوته أنَّه قام بِنَشْر دعوة التوحيد الخالص ، والتَّحْذِير من الشرك ، بسائر أنواعه ، كالتَّعلُّقِ بالأموات

والأشجار والأحجار ونحو ذلك ، وهو رحمه الله في العقيدة على مذهب السلف الصالح والتابعين ، كما تدلُّ على ذلك كتبه وفتاواه ، وكتب أتباعه من أبنائه وأحفاده وغيرهم

وقد طبعت كلها وانتشرت بين الناس ، وكانت دعوته وِفْقَ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والوهابية ليست طريقة أو مذهباً

وإنما كانت دعوة للتوحيد ، وتجديد ما اندثر من معالم الدين ، والواجب عليك أيها السائل أن تحذر من الذين حذَّروك منهم لأنهم يحذرونك من اتِّباع الحق وسلف الأمة

وإطلاق كلمة الوهابيين على من تمسك بالعقيدة الصحيحة ، والتحذير منهم إنما هي طريق الجاهلين والمغرضين ، نسأل الله العافية .

انظر فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله 3/1306 ،

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-14, 01:55
حكم الدعاء بـــ " اللهم عبدك ببابك فقيرك ببابك مسكينك ببابك سائلك ببابك ذليلك ببابك "

السؤال :

هل هذه العبارات قالها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدعاء ؟

وهل يمكن للشخص استخدامها ؟

إذا كانت الإجابة بنعم ، من فضلك أريد الدليل : إلهي عبدك ببابك ، فقيرك ببابك ، مسكينك ببابك ، سائلك ببابك ، ذليلك ببابك ، ضعيفك ببابك ، ضيفك ببابك يا رب العالمين .

الجواب :

الحمد لله

لا نعلم لهذا الدعاء أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب أهل العلم ، فلا تجوز نسبته إليه .

وغاية ما يروى في ذلك ما رواه ابن أبي الدنيا في " الفرج بعد الشدة " (ص 67) ، والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو" (ص 9) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (41/ 381) من طرق عَنْ طَاوُوسٍ ، قَالَ :

" إِنِّي لَفِي الْحِجْرِ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، إِذْ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، فَقُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ الْخَيْرِ، لَأَسْتَمِعَّنَّ إِلَى دُعَائِهِ اللَّيْلَةَ ، فَصَلِّي ثُمَّ سَجَد َ، فَأَصْغَيْتُ بِسَمْعِي إِلَيْهِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ:

" عُبَيْدُكَ بِفِنَائِكَ، مِسْكِينُكَ بِفِنَائِكَ ، فَقِيرُكَ بِفِنَائِكَ ، سَائِلُكَ بِفِنَائِكَ " !!

قَالَ طَاوُوسٌ: فَحَفِظْتُهُنَّ ، فَمَا دَعَوْتُ بِهِنَّ فِي كَرْبٍ إِلَّا فُرِّجَ عَنِّي ".

والحاصل :

أن هذا الدعاء ليس من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أن ينسب إليه ، كما أنه لا يتخذ وردا ثابتا ، كما تتخذ الأوراد الشرعية .

لكن لو دعا به في نفسه : فلا حرج فيه ؛ إذ إن معناه صحيح ، لا مخالفة فيه ، والدعاء بما يشاء العبد من خير الدنيا والآخرة : بابه واسع ، ولا يمنع منه إلا ما كان فيه اعتداء ، أو مخالفة شرعية ، أو معنى باطل .

وينظر للفائدة : إجابة السؤال القادم

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-17, 10:12
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

قصة الشاب الذي مات من خشية الله ، وخاطب عمر رضي الله عنه من قبره .

السؤال :

كان بالمدينة شاب , غض الإهاب , أرهفه الزهد , يلازم المسجد ليسمع الحديث غضا طريا من أفواه الصحابة رضوان الله عليهم , أعجب به عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وكان له أب شيخ كبير ,

فإذا صلى العشاء انصرف إليه , وكان طريقه على باب امرأة , افتتنت به , فمر بها ذات يوم , فمازالت تغويه حتى تبعها , فلما هَمَّ أن يدخل البيت خلفها , تذكر قول الحق سبحانه وتعالى :

( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) فخر مغشيا عليه , فحمل إلى أبيه . ظل الشاب مغشيا عليه حتى ذهب ثلث الليل , ولما فاق سأله أبوه عما حدث فأخبره . فقال له أبوه

: يا بني وأي آية قرأت ؟ فقرأ الشاب الآية ، فخر مغشيا عليه , وعندما اجتمع أهله وجيرانه يحركونه وجدوه ميتا , فغسلوه وكفنوه ودفنوه ليلا

. وفى الصباح رفع الأمر إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فجاء إلى أبيه فعزاه ثم أتى قبر الشاب , وصاح قائلا : يا فلان : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) .

فأجابه صوت الفتى من القبر : يا عمر قد أعطانيها ربى في الجنة مرتين .

فهل هذه القصة صحيحة ؟

الجواب :

الحمد لله

هذه القصة رواها الحافظ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/ 450) فقال :

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم ثنا عبد العزيز بن أحمد أنا أبو محمد بن أبي نصر وأبوه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان

واللفظ لابن أبي نصر قالوا أنا أبو سليمان بن زبر نا أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو الكوفي نا عمران بن موسى الطرسوسي نا أبو صالح كاتب الليث نا يحيى بن أيوب الخزاعي قال : سمعت من يذكر :

أنه كان في زمن عمر بن الخطاب شاب متعبد قد لزم المسجد ، وكان عمر به معجبا ، وكان له أب شيخ كبير ، فكان إذا صلى العتمة انصرف إلى أبيه

وكان طريقه على باب امرأة فافتتنت به ، فكانت تنصب نفسها له على طريقه ، فمر بها ذات ليلة ، فما زالت تغويه حتى تبعها ، فلما أتى الباب دخلت ، وذهب يدخل فذكر الله عز وجل

وجلي عنه ، ومثلت هذه الآية على لسانه : ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) ، قال : فخر الفتى مغشيا عليه ، فدعت المرأة جارية لها فتعاونتا عليه

فحملتاه إلى بابه ، واحتبس على أبيه فخرج أبوه يطلبه ، فإذا به على الباب مغشيا عليه ، فدعا بعض أهله ، فحملوه فأدخلوه ، فما أفاق حتى ذهب من الليل ما شاء الله عز وجل

فقال له أبوه يا بني ما لك ؟ قال خير . قال فإني أسألك ، قال فأخبر بالأمر ، قال أي بني ، وأي آية قرأت ؟ فقرآ الآية التي كان قرأ ، فخر مغشيا عليه ، فحركوه فإذا هو ميت

فغسلوه وأخرجوه ودفنوه ليلا ، فلما أصبحوا رفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه ، فجاء عمر إلى أبيه فعزاه به ، وقال : ألا آذنتني ؟ قال يا أمير المؤمنين كان الليل

قال فقال عمر فاذهبوا بنا إلى قبره ، قال فأتى عمر ومن معه القبر فقال عمر : " يا فلان ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، فأجابه الفتى من داخل القبر : " يا عمر قد أعطانيهما ربي عز وجل في الجنة مرتين "

وهذا إسناد واهٍ ، مسلسل بالعلل :

- عمرو بن جامع مجهول ، ذكره ابن عساكر وذكر هذه القصة في ترجمته ، ولم يذكره بجرح ولا تعديل
.
- أبو صالح كاتب الليث هو عبد الله بن صالح ، كانت فيه غفلة شديدة ، وكان يقبل التلقين ، فيروي ما ليس من حديثه ، قال ابن المديني : ضربت على حديثه وما أروي عنه شيئا

وقال النسائي ليس بثقة ، وقال أبو حاتم: الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه ، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح

وكان أبو صالح يصحبه ، وكان أبو صالح سليم الناحية ، وكان خالد بن يحيى يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس .
وقال ابن حبان : منكر الحديث جدا

يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقات ، وكان صدوقا في نفسه ، وإنما وقعت المناكير في حديثه من قِبل جار له ، كان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح

ويكتب بخط يشبه خط عبد الله ، ويرميه في داره بين كتبه ، فيتوهم عبد الله أنه خطه فيحدث به .

" تهذيب التهذيب " (5 /227-229) .

- يحيى بن أيوب الخزاعي؛ لم نجد له ترجمة ، ولعله الغافقي المصري ، وهو ثقة في الجملة ، ولكن له أفراد ومناكير وأشياء يخالف فيها الثقات .

انظر : " التهذيب " (11/164) .

- شيخ يحيى بن أيوب : مجهول لم يسم .

فهذه القصة واهية السند ، منكرة المتن ، ولو كانت صحيحة لتوفرت الهمم والدواعي على نقلها بأسانيد صحيحة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-17, 10:21
ليس هناك دعاء مخصوص بكل يوم أو ليلة من رمضان .

السؤال :

سمعت أن الله تعالى قسّم رمضان إلى ثلاثة أقسام ، العشرة الأيام الأولى منه رحمة ، والثانية مغفرة ، والثالثة عتق من النار، ويُقال إن هناك أدعية خاصة لكل قسم، ففي الأول نقول : اللهم ارحمني يا أرحم الراحمين

وفي الثاني اللهم اغفر لي ذنوبي يا رب العالمين ، وفي الثالث اللهم اعتقني من النار وأدخلني الجنة . فهل هذا صحيح ، وهل له دليل ؟ وما هي الأدعية التي ينبغي الإكثار منها في رمضان ؟

فعلى حدّ علمي أن: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ، هو أحد الأدعية التي ينبغي الإكثار منها في العشر الأواخر ، عند تحري ليلة القدر. فماذا عن بقية ليالي رمضان ، هل لها أدعية خاصة ؟

الجواب

الحمد لله

هذا الحديث رواه ابن خزيمة بلفظه في صحيحه 3/191 رقم (1887) وقال : إن صح الخبر ، وسقطت (إن) من بعض المراجع مثل (الترغيب والترهيب) للمنذري (2/95) فظنوا أن ابن خزيمة قال : صح الخبر ، وهو لم يجزم بذلك .

رواه المحاملي في أماليه (293) والبيهقي في شعب الإيمان (7/216) وفي فضائل الأوقات ص 146 رقم 37 وأبو الشيخ ابن حبان في كتاب ( الثواب ) عزاه له الساعاتي في ( الفتح الرباني ) (9/233)

وذكره السيوطي في ( الدر المنثور ) وقال : أخرجه العقيلي وضعفه ) والأصبهاني في الترغيب ، وذكره المنقي في ( كنز العمال ) 8/477 ، كلهم عن طريق سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي

والحديث ضعيف الإسناد لعلتين هما :

1- فيه انقطاع حيث لم يسمع سعيد بن المسيب من سلمان الفارسي رضي الله عنه .

2- في سنده " علي بن زيد بن جدعان " قال فيه ابن سعد : فيه ضعف ولا يحتج به ، وضعفه أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني وغيرهم

كما في( سير أعلام النبلاء ) (5/207)

وحكم أبو حاتم الرازي على الحديث بأنه منكر

وكذا قال العيني في ( عمدة القاري ) 9/20

ومثله قال الشيخ الألباني في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة ) ج2/262 رقم (871)

فيتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة ، وحكم المحدثين عليه بالنكارة ، إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر

مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية : العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث .



وشهر رمضان كله رحمة من الله ، وكله أيضا مغفرة وعتق من النار ، ولا يختص شيء من ذلك بجزء منه دون جزء ، وهذا من واسع رحمة الله تعالى .

روى مسلم (1079) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) .

وروى الترمذي (682) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ

وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وعلى ذلك : فتخصيص الثلث الأول من رمضان بالدعاء بالرحمة ، والثلث الثاني بالدعاء بالمغفرة ، والثلث الثالث بالدعاء بالعتق من النار مبتدع لا أصل له في الشرع

وليس لهذا التخصيص – أيضا – ما يسوغه ؛ إذا كانت أيام رمضان كلها سواء في ذلك ؛ وإنما يدعو المسلم بما شاء من خير الدنيا والآخرة في رمضان كله ، ومن ذلك سؤال الله الرحمة والمغفرة والعتق من النار ودخول الجنة .

ثانيا :

ينبغي أن يكثر المسلم من دعاء الخير والرحمة في هذا الشهر خاصة ، استثمارا لموسم الخير والبركة ، وتعرضا لرحمة الرب تعالى وعفوه

وقد قال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/ 186.

قال ابن كثير رحمه الله :

" وَفِي ذِكْرِهِ تَعَالَى هَذِهِ الْآيَةَ الْبَاعِثَةَ عَلَى الدُّعَاءِ ، مُتَخَلِّلَةً بَيْنَ أَحْكَامِ الصِّيَامِ ، إِرْشَادٌ إِلَى الِاجْتِهَادِ فِي الدُّعَاءِ عِنْدَ إِكْمَالِ العِدّة ، بَلْ وعندَ كُلِّ فِطْرٍ " .

انتهى من " تفسير ابن كثير" (1/ 509) .

ويحسن بالداعي أن يجمل في الطلب ، ويكثر من الأدعية المأثورة ، وألا يتعدى في دعائه ، ويتأدب بآداب الدعاء ، ومن الأدعية التي يستحب الإكثار منها في رمضان ، وكذا في غير رمضان :

- رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .

- رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .

- رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ . رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ .
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .

- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ ، مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَاذَ منه عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لِي خَيْرًا .

- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي ، وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي .

- وكذا كل دعاء جامع من أدعية الكتاب والسنة ، وكل دعاء بخير ، اجتهد فيه العبد ، فيما بينه وبين ربه ، ولا يختص شيء من ذلك برمضان .

- كما يستحب أن يقول بعد إفطاره : ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله )

- وليجتهد في الدعاء في الثلث الأخير خاصة من كل ليلة .

- ويكثر في العشر الأواخر من قول : ( اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-17, 10:27
لم يصح حديث في إطفاء دمعة التائب نار جهنم وأن الملائكة لا تكتبها

السؤال:

سمعت حديثاً ، وأود معرفة صحته ، والحديث - فيما معناه - : أنّ جبريل عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنّ الملائكة تسجل أعمال الأمة

ولكنها لا تسجل دموعها ، وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، قال جبريل : إن دمعة تائب من أمته سوف تطفئ نار جهنم .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

أقرب ما وجدنا من الأحاديث والروايات التي تدل على ما ورد في السؤال ثلاثة أحاديث ، نذكرها هنا مع تخريجها وبيان حكمها :

الحديث الأول :

رواه الإمام أحمد في " الزهد " (ص: 25) : حدثنا إبراهيم بن خالد ، حدثنا رباح بن زيد ، حدثني أبو الجراح ، عن رجل من أصحابهم يقال له خازم : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ يَبْكِي

فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : فُلَانٌ ، قَالَ جِبْرِيلُ : ( إِنَّا نَزِنُ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا إِلَّا الْبُكَاءَ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُطْفِئُ بِالدَّمْعَةِ بُحُورًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ).

وهذا حديث ضعيف ؛ فيه :

1. أبو الجراح ، لم يتبين لنا من هو ، حيث لم نجد من ذكره في شيوخ رباح بن زيد الصنعاني ، وإن كان ثمة جماعة في كتب الرجال يكنون بأبي الجراح

لكن أحدا منهم لم يذكر في شيوخ رباح ، كما أن منهم مجاهيل .

2. وأبو الجراح هذا يحدث عن رجل مبهم آخر يقال له " خازم "، وهذا كاف في الحكم برد الحديث ، فالرواة يجب أن يعرفوا ويشتهروا بالعلم والحفظ والعدالة .

3. ويستبعد أن يكون الحديث متصلا مسندا ، فطبقة شيوخ أبي الجراح – على فرض وجوده – لا تحتمل ذلك ؛ ذلك أن رباح بن زيد الصنعاني متوفى سنة (187هـ)، وهو من صغار أتباع التابعين

فشيخه أبو الجراح – في أحسن الأحوال – سيكون من كبار أتباع التابعين ، فمثله لم يدرك الصحابة الكرام ، فضلا عن إدراك النبي صلى الله عليه وسلم ليحدث عنه .

الحديث الثاني :

عن النضر بن سعيد ، رفعه قال : ( ما اغرورقت عينا عبد من خشية الله إلا حرم الله جسده على النار , فإن فاضت على خده لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ,

ولو أن عبدا بكى في أمة من الأمم لأنجى الله ببكاء ذلك العبد تلك الأمة من النار , وما من عمل إلا له وزن أو ثواب إلا الدموع ؛ فإنها تطفئ بحورا من النار ) .

رواه ابن أبي الدنيا في " الرقة والبكاء " (رقم/14) قال : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : أخبرنا سليمان وهو غير التيمي ، عن عبيدة بن حسان ، عن النضر بن سعيد ، فذكره .

وهذا حديث ضعيف جدا أيضا ، بل منكر ؛ فيه عبيدة بن حسان الذي قال فيه ابن حبان : " كان ممن يروي الموضوعات " كما في " المجروحين " (2/189).

وفيه النضر بن سعيد : ضعفه ابن قانع ، ولم يوثقه أحد ، وليس هو من الصحابة كي يقبل رفعه الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ينظر " ميزان الاعتدال " (4/256)، وفيه علل أخرى .

الحديث الثالث :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله على النار جسد صاحبها

فإن فاضت على جسد صاحبها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ، وما من عمل إلا وله ثواب إلا الدمعة ، فإنها تطفئ بحور النار ، ولو أن عبدا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة ببكاء ذلك العبد ) .

رواه ابن عدي في " الكامل في ضعفاء الرجال " (2/ 282) في ترجمة تميم بن خرشف ثم قال: "روى عن قتادة حديثا منكرا لا يرويه غيره - فذكر هذا الحديث

ثم قال - وتميم بن خرشف هذا لا أعرف له رواية غير هذا الحديث ، وهذا الحديث عن قتادة لم يروه عنه غيره ، وهو منكر يرويه عن تميم عثمان الطرائفي " انتهى.

ثانيا :

وردت بعض الآثار عن التابعين والصالحين تحمل هذا المعنى نفسه ، فمن ذلك :

قال فرقد السبخي :

" بلغنا أن الأعمال كلها توزن , إلا الدمعة تخرج من عين العبد من خشية الله فإنه ليس لها وزن ولا قدر؛ وإنه ليطفأ بالدمعة البحور من النار " .

رواه ابن أبي الدنيا في" الرقة والبكاء " (ص46) .

وعن خالد بن معدان قال :

" إن الدمعة لتطفئ البحور من النيران ، فإن سالت على خد باكيها ، لم ير ذلك الوجه النار , وما بكى عبد من خشية الله إلا خشعت لذلك جوارحه ، وكان مكتوبا في الملأ الأعلى باسمه واسم أبيه ، منورا قلبه بذكر الله " .

رواه ابن أبي الدنيا في" الرقة والبكاء " (ص48) .

ونحوها عن هارون بن رئاب ، وابن ذر ، وأبي عمران الجوني ، كلها يرويها ابن أبي الدنيا في كتابه " الرقة والبكاء " (ص52، 55، 57)، وعن يزيد بن ميسرة في " الزهد " لأبي داود (ص393)

وعن الحسن البصري في " شعب الإيمان " (2/242)، وعن بشر بن الحارث في " تاريخ بغداد " (20/62)، وغيرهم في كتب أخرى .

ولكن لا يخفى أن الآثار عن التابعين والصالحين ، على فرض ثبوتها عنهم ، ليست حجة بمجردها ، وليست من الوحي الصادق ؛ بل هي تحتمل الحديث على سبيل الاجتهاد والقياس والترغيب والترهيب فحسب .

ثالثا :

يكفي في فضل البكاء من خشية الله : ما صح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا يَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) .

رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) ، وصححه الألباني .

وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : " هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) " انتهى من " تحفة الأحوذي " .

وقد صنف في فضل دمعة التائب أو دمعة الخاشع كل من ابن أبي الدنيا في رسالته " الرقة والبكاء "، وابن قدامة في " الرقة والبكاء "، وعقد لها ابن رجب بابا خاصا في رسالته " التخويف من النار " .

انظر الفتوي القادمه

والخلاصة

: أن الأحاديث المروية في عدم كتابة دمعة التائب لأنها تطفئ بحورا من النار كلها أحاديث شديدة الضعف والوهاء ، لم يروها سوى المجاهيل والمناكير

وإنما ورد هذا من كلام بعض الصالحين ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-17, 10:31
كيف تبكي من خشية الله

السؤال

أنا رجل لي عين لا تدمع فكيف أجعلها تدمع من خشيه الله تحقيقا للحديث " عينان لا تمسهما النار - وذكر " عين بكت من خشية الله " ؟.

الجواب

الحمد لله

لا شك أخي السائل أن هذا الشعور منك بالتأسف على فوات هذا الخير علامة ومؤشر على خير كبير ، وأعلم ـ أخي ـ أن المسلم يستطيع أن يعوِّد نفسه على البكاء من خشية الله ، وذلك من خلال هذه المحطات :

1. استشعار الخوف من الله تعالى .

إن هذا البكاءُ ثمرةُ العلمِ النافع ، كما قال القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ ) الإسراء/109 :

" هذه مبالغةٌ في صفتهم ومدحٌ لهم ؛ وحُقَّ لكلّ من توسّم بالعلم وحصّل منه شيئاً أن يجري إلى هذه المرتبة ؛ فيخشع عند استماع القرآن ويتواضع ويذلّ

وفي مسند الدّارميّ عن أبي محمد عن التَّيْميّ قال : من أُوتيَ من العلم ما لم يبُْكِهِ لخليقٌ ألا يكون أُوتي علماً ؛ لأن الله تعالى نعت العلماء ، ثم تلا هذه الآية ،..." . " الجامع لأحكام القرآن " 10/341-342.

2. قراءة القرآن وتدبر معانيه .

قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109

وقال عز وجل : ( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً ) مريم/58

عَن ابن مَسعودٍ - رضي اللَّه عنه – قالَ : قال لي النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " اقْرَأْ علَّي القُرآنَ " قلتُ : يا رسُولَ اللَّه ، أَقْرَأُ عَلَيْكَ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ ؟ ، قالَ : " إِني أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " فقرَأْتُ عليه سورَةَ النِّساء

حتى جِئْتُ إلى هذِهِ الآية : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّة بِشَهيد وِجئْنا بِكَ عَلى هَؤلاءِ شَهِيداً ) قال : " حَسْبُكَ الآن " فَالْتَفَتَّ إِليْهِ ، فَإِذَا عِيْناهُ تَذْرِفانِ . رواه البخاري (5050) ومسلم (800) .

3. معرفة عظيم الأجر على البكاء وخاصة في الخلوة .

عن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع

وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ " . رواه الترمذي (1633) والنسائي (3108) . وصححه الألباني .

وقوله " حتى يعود اللبن في الضرع " : هذا من باب التعليق بالمحال كقوله تعالى : ( حتى يلج الجمل في سم الخياط ) "تحفة الأحوذي "

وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : " سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ : إِمامٌ عادِلٌ ، وشابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّه تَعالى ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّق بالمَسَاجِدِ

وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه ، اجتَمَعا عَلَيهِ وتَفَرَّقَا عَلَيهِ ، وَرَجَلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمالٍ فَقَالَ : إِنّي أَخافُ اللَّه ، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةَ فأَخْفاها حتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمالهُ ما تُنْفِقُ يَمِينهُ

ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ " . رواه البخاري (660) ومسلم (1031) .

ويمتاز البكاء في الخلوة على غيره ، لأن الخلوة مدعاة إلى قسوة القلب ، والجرأة على المعصية ، وبعيدة عن احتمال الرياء ، فإذا ما جاهد الإنسان نفسه فيها

واستشعر عظمة الله فاضت عيناه ، فاستحق أن يكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله .

4. التفكر في حالك وتجرؤك على المعصية والخوف من لقاء الله على هذه الحال .

كان بعض الصالحين يبكي ليلاً ونهاراً ، فقيل له في ذلك ، فقال : أخاف أن الله تعالى رآني على معصية ، فيقول : مُرَّ عنى فإني غضبان عليك ، ولهذا كان سفيان يبكي ويقول أخاف أن أسلب الأيمان عند الموت .

وهذا إسماعيل بن زكريا يروي حال حبيب بن محمد - وكان جاراً له – يقول : كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه ، فأتيت أهله

فقلت : ما شأنه ؟ يبكي إذا أمسى ، ويبكي إذا أصبح ؟! قال : فقالت لي : يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي .

لقد كان السلف كثيري البكاء والحزن ، فحين عوتب يزيد الرقاشى على كثرة بكائه ، وقيل له : لو كانت النار خُلِقتْ لك ما زدت على هذا ؟!

قال: وهل خلقت النار إلا لي ولأصحابي ولإخواننا من الجن و الإنس ؟

وحين سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن ؟ قال : ويحك ، الموت في عنقي ، والقبر بيتي ، وفي القيامة موقفي ، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي .

وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء ، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته : ما شأنه ؟ قالت : زعم أنه يريد سفراً بعيداً وماله زاد .

وانتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : ذكرت ذنبا لي فبكيت .

وعن تميم الداري رضى الله عنه أنه قرأ هذه الآية : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) فجعل يرددها إلى الصباح ويبكي .

وكان حذيفة رضي الله عنه يبكي بكاءً شديداً ، فقيل له : ما بكاؤك ؟ فقال: لا أدري على ما أقدم ، أعلى رضا أم على سخط ؟ .

وقال سعد بن الأخرم : كنت أمشي مع ابن مسعود فمَّر بالحدَّادين وقد أخرجوا حديداً من النار فقام ينظر إلى الحديد المذاب ويبكي .

5. استشعار الندم والشعور بالتفريط في جنب الله .

فدموعُ التائبين في جُنْحِ الليلِ تروي الغليل ، وتشفي العليل ، كما قال شيخ المفسِّرين أبو جعفر الطبري فـي تأويـل قوله تعالى :( أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ ) النجم/59 – 61 :

" لا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله ؛ وأنتم من أهل معاصيه ، ( وأنْتُمْ سامِدُونَ ) يقول : وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذِّكْر ، مُعْرِضُون عن آياته ! " . "

جامع البيان عن تأويل آي القرآن " 27/82.

6. البكاء من الشفقة من سوء الخاتمة .

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحِجْر قال : " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسَهم أن يُصيبكم ما أصابهم

إلا أن تكونوا باكين " ، ثم قنّع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ، وأسرع المشيَ حتى أجاز الوادي ) . رواه البخاري (3380) ومسلم (2980) .

وقد ترجم النووي لهذا الحديث بقوله : ( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين ومصارعهم، وإظهار الافتقار إلى الله تعالى ، والتحذير من الغفلة عن ذلك ) . "

رياض الصالحين " ص373 .

7. سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .

عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين ـ قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) .

رواه الترمذي (2676) وأبو داود (4607) وابن ماجه (42) .وصححها الألباني

وفقنا الله وإياك لما يحب ربنا ويرضاه .

*عبدالرحمن*
2018-09-17, 10:41
درجة حديث ( ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان) والمقصود به ؟

السؤال:

أود أن أسألكم عن صحة هذا الحديث ، وما تفسيره ؟ روى أبو نعيم في " دلائل النبوة " : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا إن رحى الإسلام دائرة , فدوروا مع الكتاب حيث دار ,

ألا إن كتاب الله والسلطان سيختلفان , فلا تفارقوا الكتاب , ألا إنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم , إن أطعتموهم أضلوكم , وان عصيتموهم قتلوكم ) ، قالوا :

وما نفعل يا رسول الله ؟ ، قالّ: ( كما فعل أصحاب موسى , حملوا على الخشب , ونشروا بالمناشير, فوالذي نفس محمد بيده , لموت في طاعة خير من حياة في معصيته ).

الجواب

الحمد لله

هذا الحديث رواه الطبراني في " المعجم الكبير" (20/90) ، و" المعجم الصغير" (2/ 42) ، و " مسند الشاميين " (1/ 379) من طريق عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنِ الْوَضِينِ بْنِ عَطَاءٍ

عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَل ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( خُذُوا الْعَطَاءَ مَا دَامَ عَطَاءً ، فَإِذَا صَارَ رِشْوَةً فِي الدِّينِ فَلَا تَأْخُذُوهُ ، وَلَسْتُمْ بِتَارِكِيهِ ؛ يَمْنَعْكُمُ الْفَقْرَ وَالْحَاجَةَ

أَلَا إِنَّ رَحَى الْإِسْلَامِ دَائِرَةٌ ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ ) .

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ نَصْنَعُ ؟

قَالَ: ( كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ ، مَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ ) .

ومن طريقه رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (5/166) وقال : " غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذٍ ، لَمْ يَرْوِهِ عَنْهُ إِلَّا يَزِيدُ ، وَعَنْهُ الْوَضِينُ ". انتهى

وهذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم بسبب الانقطاع في سنده ، حيث إن يزيد بن مرثد لم يسمع من معاذ بن جبل.

قال أبو حاتم :

" يزيد بن مرثد أبو عثمان الهمداني روى عن معاذ بن جبل وأبي الدرداء مرسَلَيْن [ يعني : ولم يسمع منهما "

انتهى من " الجرح والتعديل" (9/288) .

وقال الذهبي :

" أرسل عَنْ : مُعَاذٍ ، وَأَبِي ذَرٍّ "

انتهى من " تاريخ الإسلام " (7/281) .

وقال العلائي :

" يزيد بن مرثد الهمداني تابعي ... وروى عن معاذ بن جبل وأبي ذر وغيرهما من متقدمي الصحابة رضي الله عنهم ، وهو أيضاً مرسل " .

انتهى من " جامع التحصيل" (ص: 302) .

وقال الهيثمي : " رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَيَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُعَاذٍ ، وَالْوَضِينُ بْنُ عَطَاءٍ وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ ، وَضَعَّفَهُ جَمَاعَةٌ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ "

انتهى من " مجمع الزوائد" (5/228) .

وأما راويه عن يزيد بن مرثد فهو : الوضين بن عطاء الشامي ، مختلف في توثيقه كما ذكر الهيثمي .

قال ابن سعد :

" وكان ضعيفًا في الحديث ".

وقال يحيى بن معين:

" الوضين بن عطاء لا بأس به " .

وقال الإمام أحمد:

" الوضين بن عطاء ثقة ، ليس به بأس ".

وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن الوضين بن عطاء فقال: " تعرف وتنكر ".

وَقَال ابْن عدي : "ما أرى بأحاديثه بأسًا " .

للوقوف على كلام العلماء فيه ينظر: " الطبقات الكبرى " (7/323)

" الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (9/50)

"تهذيب الكمال " (30/451)

"ميزان الاعتدال " (4/334) .

وقد رواه إسحاق بن راهويه من طريق سُوَيد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ مَرْثَدٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

به . ينظر: " المطالب العالية " (4/377) .

فجعله من رواية عبد الرحمن بن يزيد عن يزيد بن مرثد دون ذكر الوضين .

وسويد بن عبد العزيز ضعيف.

قال الذهبي :

" قال البخاري : في بعض حديثه نظر ، وقال أحمد وغيره : ضعيف ، وعن أحمد أيضا: متروك "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (2/252) .

والحاصل :
أن الحديث من حيث الصنعة الحديثية في سنده ضعف ، وقد ضعفه أيضاً الشيخ الألباني في " تخريج أحاديث مشكلة الفقر " (ص 11).

ولكن ضعفه ليس شديداً ، والمعاني التي تضمنها الحديث في مجملها صحيحة ، حيث تدور على التحذير من أعطيات السلطان إذا كان يُراد به شراء الذمم لقول ما لا يرضي الله

والتوصية بكتاب الله والتمسك به ، وأنه سيكون أمراء ينحرفون عن منهج الله ، فالحذر الحذر من متابعتهم والسير في ركبهم ، وكل هذا ثابت بنصوص أخرى صحيحة .

ففي صحيح مسلم (1854) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( إِنَّهُ يُسْتَعْمَلُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ ، فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ

فَمَنْ كَرِهَ فَقَدْ بَرِئَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ فَقَدْ سَلِمَ ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ).

قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نُقَاتِلُهُمْ ؟

قَالَ: ( لَا، مَا صَلَّوْا ).

قال النووي : " ( وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ) مَعْنَاهُ : ولَكِنَّ الْإِثْمَ وَالْعُقُوبَةَ عَلَى مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ مَنْ عَجَزَ عَنْ إِزَالَةِ الْمُنْكَرِ لَا يأثم بمجرد السكوت

بل إنما يأثم بالرضى به أو بأن لا يَكْرَهَهُ بِقَلْبِهِ أَوْ بِالْمُتَابَعَةِ عَلَيْهِ "

انتهى من " شرح النووي على صحيح مسلم " (12/243) .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

الدرة المصونة 5
2018-09-18, 14:48
شكرااااااا جزيلا

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:11
شكرااااااا جزيلا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك العطر

بارك الله فيكِ

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:16
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

قصة العبد الصالح الذي عذبه الله في الدنيا لأنه كان لا يغضب لله : لا تصح .

السؤال :

قرأت كثيراً عن قصة ذلك الرجل التقي الذي عُوقب على ذنوب أهل قريته ، لأنه لم يكن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وما زلت أسمع هذه القصة هنا وهناك ودون أن أدري ما مصدرها ومن رواها وما صحتها

وقد حاولت البحث عن شيء يدعمها فلم أجد ، فهل هي حديث نبوي ؟

وإذا كانت كذلك فهل هي صحيحة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى الطبراني في " الأوسط " (7661) ، والبيهقي في " الشعب " (7189) ، وابن الأعرابي في " معجمه " (1963) ، وأبو سعد البغدادي في " مجلس من أماليه " (10) ، كلهم من طريق عُبَيْد بْن إِسْحَاقَ الْعَطَّار

ثَنَا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مَلَكٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ أَنِ اقْلِبْ مَدِينَةَ كَذَا وَكَذَا عَلَى أَهْلِهَا!!

قَالَ : إِنَّ فِيهِ عَبْدَكَ فُلَانًا لَمْ يَعْصِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ ؟! قَالَ : اقْلِبْهَا عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ ، فَإِنَّ وَجْهَهُ لَمْ يَتَمَعَّرَ لِي سَاعَةً قَطُّ ) .

قال الطبراني عقبه :

" لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْأَعْمَشِ : إِلَّا عَمَّارُ بْنُ سَيْفٍ ، تَفَرَّدَ بِهِ : عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ " .

وعبيد بن إسحاق متروك : قال البخاري: عنده مناكير . وقال الأزدي : متروك الحديث . وقال الدارقطني : ضعيف . وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر .

" ميزان الاعتدال " (3/ 18) .

والحديث ذكره الألباني في " الضعيفة " (1904) ، وقال : " ضعيف جدا " .

والمحفوظ في ذلك أنه من قول مالك بن دينار ، فقد رواه البيهقي في " الشعب " (7188) عَنْ مَالِكٍ قال : " إِنَّ اللهَ ، عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ بِقَرْيَةٍ أَنْ تُعَذَّبَ فَضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ ، قَالَتْ : إِنَّ فِيهِمْ عَبْدَكَ فُلَانًا

قَالَ : أَسْمِعُونِي ضَجِيجَهُ ، فَإِنَّ وَجْهَهُ لَمْ يَتَمَعَّرْ غَضَبًا لِمَحَارِمِي " .

وقال البيهقي : " هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ مِنْ قَوْلِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرٍ ضَعِيفٍ مَرْفُوعًا " انتهى .

ومثل هذا يعد من الإسرائيليات التي لا تكذب ولا تصدق .

قال الشيخ الشنقيطي :

ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات في واحدة منها يجب تصديقه وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه

وفي واحدة يجب تكذيبه وهي إذا ما دل القرآن والسنة على كذبه ، وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق … وهي ما إذا لم يثبت في كتابٍ ولا سنَّة صدقه ولا كذبه .

وبهذا التحقيق تعلم أن القصص المخالفة للقرآن والسنة الصحيحة التي توجه بأيدي بعضهم زاعمين أنها في الكتب المنزلة يجب تكذيبهم فيها لمخالفتها نصوص الوحي الصحيح التي لم تحرف ولم تبدل والعلم عند الله تعالى .

" أضواء البيان " ( 4 / 203 ، 204 ).

ثانيا :

صح الوعيد في حق من لم ينكر المنكر بحسب قدرته ، من وجه آخر ؛ ففي صحيح مسلم (49) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال

: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ) .

وإذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه : أوشك الله أن يعمهم بعقاب ، فقد روى أحمد (1) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :

( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغيِّرُوهُ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ ) صححه محققو المسند .

وروى البخاري (3346) ، ومسلم (2880) عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ : (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ

فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ) وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ ) .

وروى أحمد (24133) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، تَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الْأَرْضِ أَنْزَلَ اللهُ بِأَهْلِ الْأَرْضِ بَأْسَهُ ) قَالَتْ : وَفِيهِمْ أَهْلُ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟

قَالَ : ( نَعَمْ ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى ) ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (3156) .

وروى البيهقي في " الشعب " (7197) عن عُمَرَ بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ قال : " كَانَ يُقَالُ : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يُعَذَّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ الْمُنْكَرُ جِهَارًا : اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ " .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:21
لم يصح حديث في فضل صلاة الرجل متقلدا سيفه

السؤال:

ما هي الآداب التي ينبغي اتباعها عند الصلاة متقلداً السلاح ، فقد قرأت في " كنز العمال " (الجزء الرابع ، الصفحة 338) ما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال

: " صلاة الرجل متقلدا بسيفه ، تفضل على صلاته غير متقلد بسبعمائة ضعف ".، "الخطيب عن علي" . وهي رواية صحيحة حسب ما ورد

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث ليس بصحيح ، وغير ثابت ، يرويه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (9/ 364) بإسناده عَنْ عَلِيٍّ بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَلاةُ الرَّجُلِ مُتَقَلِّدًا سَيْفَهُ - يَعْنِي تَفْضُلُ - عَلَى صَلاةِ غَيْرِ الْمُتَقَلِّدِ سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ )
وفي إسناده راو اسمه : ضرار بن عمرو ، وهو الملطي .

قال عنه ابن حبان : " منكر الحديث جدا ، كثير الرواية عن المشاهير بالأشياء المناكير ، فلما غلب المناكير في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره "

انتهى من " المجروحين " (1/380).

ونقل ابن عدي في " الكامل " (5/160) عن ابن معين قوله فيه :

" ليس بشيء ، ولا يُكتب حديثه " وأورد جملة من الأحاديث المنكرة التي يتحملها ثم قال : " منكر الحديث ، وله غير ما ذكرت ".

وقال الدارقطني : " متروك " ينظر " الضعفاء والمتروكون " (2/ 159) .

لذلك قال ابن الجوزي رحمه الله :

" هذا حديث لا يصح " انتهى من " الموضوعات " (2/ 226) ، وذكره جماعة من العلماء الذين صنفوا في الموضوعات ، ينظر " الآلئ المصنوعة " (2/114)

" تنزيه الشريعة " (2/177) ، " تذكرة الموضوعات " (120) ، " الفوائد المجموعة " (208) .

ولم نجد في المواقع التي نقلت عنها الحديث : أنها حكمت بتصحيحه أو ثبوته ، وإنما نقلته من الكتب من غير تحقيق ، ولا تثبت من درجة صحته ، لذلك لا بد أن تتنبه لهذا الشأن في المستقبل

أن الروايات الحديثية لا يكفي وجودها في بعض كتب الحديث كي نحكم بثبوتها ، ونأخذها بالإيمان والتصديق ، بل لا بد من دراسة إسنادها وجميع طرقها ، ثم بعد ذلك نحكم بالأخذ بها من عدمه .

ثانيا :

الثابت في السنة النبوية كراهة تعريض المصلين في المسجد لأذى السلاح ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ مَرَّ فِي شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنَا أَوْ أَسْوَاقِنَا بِنَبْلٍ :

فَلْيَأْخُذْ عَلَى نِصَالِهَا ، لاَ يَعْقِرْ بِكَفِّهِ مُسْلِمًا ) رواه البخاري (452) ، ومسلم (2615) .

جاء في كتاب " البيان في مذهب الإمام الشافعي " (2/ 525) :

" قال الشيخ أبو حامد : لا خلاف أن حمل السلاح في الصلاة ، في غير حال الخوف : مكروه ، ينهى عنه ، ثم ورد الأمر بحمله في صلاة الخوف " انتهى.

وينظر: " الإنصاف " للمرداوي الحنبلي (2/ 359) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:26
حديث باطل لا أصل له في أن الله تعالى لم يخلق الراحة في الدنيا !!

السؤال:

‏سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبرائيل عليه السلام : هل أنت تضحك ؟

قال له نعم . قال له النبي صلى الله عليه وسلم : متى ؟

قال : عندما يخلق الإنسان ، ومن أول ما يولد إلى إن يموت ، وهو يبحث عن شيء ، وهو لم يخلق في الدنيا . تعجب النبي صلى الله عليه وسلم

قال : ما هو الشيء الذي يبحث عنه الإنسان ، ولم يخلق في الدنيا ؟ قال جبرائيل : الراحة ؛ إن الله لم يخلق الراحة في الدنيا ، بل خلقها في الآخرة .

الجواب :

الحمد لله

لا نعرف لهذا الحديث أصلاً ، وعلامات الوضع عليه ظاهرة ، فهو حديث ركيك اللفظ ، لا يشبه كلام النبوة ، وهو بالأحاجي والألغاز التي يلغز بها الناس ، أشبه منه بكلام من أعطي جوامع الكلم .

قال ابن القيم رحمه الله :

" والأحاديث الموضوعة : عليها ظلمة ، وركاكة ، ومجازفات باردة ، تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

انتهى من " المنار المنيف " (ص/50) .

وقد ذكر هذا الحديث موقع " الدرر السنية " بإشراف الشيخ علوي السقاف حفظه الله ضمن أحاديث منتشرة في الانترنت برقم (728) ، وقال : " باطل " .

ويغني عنه ما رواه الإمام أحمد (24399) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنما يستريح من غُفر له ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " (2319) .

وروى أحمد في " الزهد " (ص128) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : " لَا رَاحَةَ لِلْمُؤْمِنِ دُونَ لِقَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ " وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الضعيفة " (2/116) .

وعن مُحَمَّد بْن حسنويه قَالَ : حضرت أبا عبد اللَّه أَحْمَد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا أبا عَبْد اللَّهِ قصدتك من خراسان أسألك عَنْ مسألة !!

قَالَ : له سل .

قَالَ : متى يجد العبد طعم الراحة ؟

قَالَ : " عند أول قدم يضعها فِي الجنة "

انتهى من " طبقات الحنابلة " (1/ 293) .

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:29
حديث : ( وأنا عليّ جمع الحطب ) لا أصل له .

السؤال:

ما درجة هذا الحديث ، وهل يجوز روايته في الناس : كان صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره ، فأمر بإصلاح شاة ، فقال رجل يا رسول الله : علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها

وقال آخر : علي طبخها ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( وعلي جمع الحطب ) . فقالوا : يا رسول الله ، نحن نكفيك ؟ فقال : ( قد علمت أنكم تكفوني ، ولكني أكره أن أتميز عليكم

فإن الله يكره من عبده أن يراه متميزا بين أصحابه ) . وقام صلى الله عليه وسلم وجمع الحطب .

الجواب :

الحمد لله

قال المحب الطبري رحمه الله في " خلاصة سير سيد البشر " (ص 87) :

" وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي بعض أَسْفَاره ، فَأمر بإصلاح شاة ، فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله عَليّ : ذَبحهَا ، وَقَالَ آخر : عَليّ سلخها ، وَقَالَ آخر : عَليّ طبخها

فَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : ( وَعليّ جمع الْحَطب ) . فَقَالُوا يَا رَسُول الله نَحن نكفيك . فَقَالَ ( قد علمت أَنكُمْ تكفوني ، وَلَكِنِّي أكره أَن أتميز عَلَيْكُم

فَإِن الله يكره من عَبده أَن يرَاهُ متميزا بَين أَصْحَابه ) ، وَقَامَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَجمع الْحَطب " .

هكذا ذكره بغير إسناد ، وكذا ذكره المقريزي في " إمتاع الأسماع " (2/188) ، والصفدي في " الوافي بالوفيات " (1/71) ، والنويري في " نهاية الأرب " (18/258)

والحرضي في " بهجة المحافل " (2/284) ، والقاري في " جمع الوسائل " (2/129) ، والعصامي في " سمط النجوم " (2/310) ، كلهم بغير إسناد .

وفي " المقاصد الحسنة " برقم (247) : حَدِيث : ( إِنَّ اللَّه يَكْرَهُ الْعَبْدَ الْمُتَمَيِّزَ عَلَى أَخِيهِ ) : لا أعرفه " انتهى ، ونقله العجلوني في " كشف الخفاء " برقم (765)

ونقل كلام السخاوي عليه ، ومثله : الحوت في " أسنى المطالب " ص (83) .

والحاصل :

أن هذا الحديث : لا يعرف له إسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا أصل له ، وما لا أصل له لا تجوز روايته ، ونسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-20, 07:34
حديث : ( .. كيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟ ) : باطل موضوع .

السؤال:

أودالتأكد من صحة رواية هذا الحديث القدسي : ( حينما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى , وأوحى إليه ربه يا محمد , ارفع رأسك ,

وسل تُعطَ. قال: يا رب, إنك عذبت قومًا بالخسف , وقومًا بالمسخ , فماذا أنت فاعل بأمتي؟

قال الله تعالى : أنزل عليهم رحمتي , وأبدل سيئاتهم حسنات , ومن دعاني أجبته , ومن سألني أعطيته , ومن توكل علي كفيته , وأستر على العصاة منهم في الدنيا ,

وأشفعك فيهم في الآخرة , ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم . يا محمد , إذا كنت أنا الرحيم , وأنت الشفيع , فكيف تضيع أمتك بين الرحيم والشفيع ؟!) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث بتمامه لم نجد له أصلا ، وأمارات الوضع عليه لائحة ، وقوله فيه : ( ولولا أن الحبيب يحب معاتبة حبيبه لما حاسبتهم ) : منكر ؛ حيث جعل حساب هذه الأمة من عتاب الحبيب لحبيبه

وأين هذا من قوله صلى الله عليه وسلم : ( افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً

فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ) ، قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : (الْجَمَاعَةُ)

رواه ابن ماجة (3992) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .

وروى البخاري (7050) ، ومسلم (2290) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، مَنْ وَرَدَ شَرِبَ

وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ) قَالَ أَبُو حَازِمٍ : فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ،

فَقَالَ : وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ (إِنَّهُمْ مِنِّي) ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، فَأَقُولُ : (سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي) .

وقد قال الله تعالى : ( يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) المجادلة/ 6 .

ومن كان عنده أدنى علم بأمر الشرع ، وأصوله التي بني عليها ، ونظر أدنى نظر فيما ورد فيه من الوعد والوعيد : علم بطلان مثل هذا الكلام ، وأنه مناقض لما تواتر في كتاب الله وسنة رسوله من حال العصاة

ووعيدهم ، وما علم - يقينا - من أن أناسا من هذه الأمة سوف ينالهم من هذا الوعيد ما ينالهم على معاصيهم : فكم من زانٍ ، أو سارقٍ

أو قاتلٍ .. كم من هؤلاء من يعاقبه الله على جرمه ، ويلحق به وعيده وعذابه في الدنيا والآخرة ؟!

وقد ذكره الفتني في " تذكرة الموضوعات " (ص 227) مختصرا فقال :

" وَفِي الذيل : ( لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي سَأَلْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَقُلْتُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي اجْعَلْ حِسَابَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيَّ لِئَلا يَطَّلِعَ عَلَى عُيُوبِهِمْ أَحَدٌ غَيْرِي . فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ : يَا أَحْمَدُ إِنَّهُمْ عِبَادِي لَا أُحِبُّ أَنْ أُطْلِعَكَ عَلَى عُيُوبِهِمْ .

فَقُلْتُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ الْمُذْنِبُونَ مِنْ أُمَّتِي ! فَإِذَا النِّدَاءُ مِنَ الْعَلِيِّ : يَا أَحْمَدُ إِذَا كُنْتُ أَنَا الرَّحِيمُ وَكُنْتَ أَنْتَ الشَّفِيعَ فَأَيْنَ تَبَيَّنَ الْمُذْنِبُونَ ؟ فَقُلْتُ حَسْبِي حَسْبِي) ، فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ : كَذَّاب " انتهى .

وذكره المتقي الهندي في " كنز العمال " (14/53) باللفظ السابق ، ثم قال : " محمد ابن علي المذكر قال في المغني: متهم تالف، قلت: وأخلق بهذا الحديث أن يكون من وضعه".انتهى .

والصحيح الثابت ما رواه مسلم (202) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ : ( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) الْآيَةَ

وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: ( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : ( اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي ) ، وَبَكَى

فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ ) فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ

وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ اللهُ : ( يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ ، وَلَا نَسُوءُكَ )
.
والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 09:14
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث دفع النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق عن ضرب ابنته عائشة

السؤال:

قرأت هذين الحديثين وأريد معرفة مدى صحتهما : الحديث الأول :

زار أبو بكر رضي الله عنه في أحد الأيام ابنته عائشة رضي الله عنها في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعها تصرخ على النبي صلى الله عليه وسلم ، فدخل إليها وكاد يضربها

لولا أن منعه النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وقال له : دعها تفرغ ما بداخلها . وبعد عدة أيام ذكَّرها النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

وأخبرها كيف أنه دافع عنها من أبيها وأنه كان سيضربها ، لكنه سمح لها بتنفيس غضبها .

فهل حقاً يُفضل للمرء أن يصرخ كي يفرغ ما بداخله من الغضب ، بدلاً من كتمه في قلبه ؟

الحديث الثاني :

زار النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها وهي حامل في شهرها التاسع ، وكانت تطحن الشعير ، وقد أثر ذلك في يدها ، وكان علي رضي الله عنه في البيت

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أتسمح لي بأن أقوم بعملها ، فوافق علي ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الرحى منها وبدأ يطحن بنفسه

عندها التفتت فاطمة رضي الله عنها إلى علي رضي الله عنه وقالت : أترى كم يحبني أبي ! ولذلك فإني أحبه أكثر منك ، عندها قال النبي صلى الله عليه وسلم : يا فاطمة ! أنتِ أقرب إلى قلبي ، وعلي في قلبي .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

من الضروري لكل مسلم أن يكون منهجه فيما يقرأ ويسمع البحث والتثبت ، فذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36

فقد أحسنتَ صنعا حين سارعت بالسؤال عن هذه الأحاديث ، خاصة مع كثرة المنكرات والموضوعات التي يتناقلها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ، رغم بعدها كل البعد عن السنة النبوية الصحيحة .

ثانيا :

أما الحديث الأول فقد ثبت في كتب السنة النبوية عن الصحابي الجليل النعمان بن بشير رضي الله عنه ، ولفظه :

" اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا ، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ : أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْجِزُهُ ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ : كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ ؟

قَالَ : فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا ، فَقَالَ لَهُمَا : أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا

كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ فَعَلْنَا ، قَدْ فَعَلْنَا ) .

رواه أبو داود في " السنن " (4999) من طريق حجاج بن محمد ، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه .

ورواه أيضا ابن أبي الدنيا في " النفقة على العيال " (2/759)، لكن من طريق إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، عن جده أبي إسحاق

وليس عن أبيه يونس . وأيضا يرويه عن العيزار قال : دخل أبو بكر . هكذا من غير ذكر الصحابي النعمان بن بشير .

قال ابن ابي الدنيا : حدثنا محمد بن الحسين ، حدثنا عبد الله بن موسى ، وأسود بن عامر، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن العيزار بن حريث

قال : دخل أبو بكر على عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم... إلى آخر الحديث.

والحديث في تخريجه وبيان ألفاظه واختلاف رواياته كلام طويل ، ليس هذا محل ذكره ، وإنما يهمنا هنا الحكم على أصل القصة ، فقد صححها كثير من المحدثين ، سكت عنها أبو داود في " السنن "

وابن حجر في " فتح الباري " (4/400) ، وصححها الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/2901)، والوادعي في " الصحيح المسند " (1172) .

ودلالة الحديث الأهم : هي في طريقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع غضب عائشة رضي الله عنها ، وكيف كان هديه عليه الصلاة والسلام بالعمل على تهدئة الغضبان

وترك مجاراته أو الرد عليه في غضبه ، كي لا يزداد ، فيقع الإثم والمعصية ، ويؤدي إلى ما لا تحمد عقباه .

لذلك استنبط العلماء من مثل هذا الأدب الرفيع : أن من حقوق الأخوة والمعاشرة تحمل الغضب ، وامتصاص فورته ، والتجاوز عن الزلة التي تقع خلاله ، فهي نار في القلب سرعان ما تنطفئ لدى المؤمن التقي .

يقول الإمام الغزالي رحمه الله :

" زلة [الصاحب] في حق [ صاحبه ] بما يوجب إيحاشه : لا خلاف أن الأولى العفو والاحتمال ، بل كل ما يحتمل تنزيله على وجه حسن ، ويتصور تمهيد عذر فيه

قريب أو بعيد ، فهو واجب بحق الإخوة . فقد قيل : ينبغي أن تستنبط لزلة أخيك سبعين عذرا ، فإن لم يقبله قلبك فرد اللوم على نفسك

فتقول لقلبك : ما أقساك ! يعتذر إليك أخوك سبعين عذرا فلا تقبله ، فأنت المعيب لا أخوك ... "

انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/185) .

فالخلاصة : أن القضية في هذا الحديث ليست في غضب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فهو مذموم ولا شك ، ولهذا غضب منها والدها أبو بكر الصديق رضي الله عنه

فلا ينبغي الاستشهاد بالحديث على تحسين التصرف المذموم ، بل نستشهد بالحديث على أحسن الهدي في التعامل مع من يصدر عنه الخلق المذموم

وذلك في فعله عليه الصلاة والسلام ، فهو المعصوم الذي نقتدي به ، ونستشهد بأقواله وأفعاله وتقريراته ، ومن سواه من البشر يجوز عليهم الخطأ والغفلة والمخالفة .

ثالثا :

وأما الحديث الثاني : فأصل قصته في " الصحيحين " من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " أَنَّ فَاطِمَةَ شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أَثَرِ الرَّحَا

فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيٌ ، فَانْطَلَقَتْ فَلَمْ تَجِدْهُ ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرَتْهَا ، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجِيءِ فَاطِمَةَ

فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا وَقَدْ أَخَذْنَا مَضَاجِعَنَا ، فَذَهَبْتُ لِأَقُومَ ، فَقَالَ : ( عَلَى مَكَانِكُمَا ) ، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي ، وَقَالَ : ( أَلاَ أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَأَلْتُمَانِي

إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ ، وَتُسَبِّحَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ ، وَتَحْمَدَا ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ ) " رواه البخاري (3705) ، ومسلم (2727) .

وأما اللفظ الوارد في السؤال ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة : ( أنتِ أقرب إلى قلبي ، وعلي في قلبي ) فلا أصل له في كتب السنة والحديث ، وإنما هو كذب وافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم .

ونحن لا نشك أن عليا وفاطمة رضي الله عنهما من أحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأقربهم إليه ، ولكن ذلك لا يجيز لنا أن نكذب كلاما فننسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم

كما لا يجيز لنا أن نتناقل مثل هذه الأحاديث الموضوعة ونحكيها على سبيل الإقرار والاستشهاد ، بل على سبيل التكذيب والإنكار فحسب .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 09:17
حديث : ( الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فُطِنٌ حَذِرٌ ) حديث موضوع .

السؤال:

ما صحة حديث ( المؤمن كيس فطن ) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه القضاعي في "مسند الشهاب" (128) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (258) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو النَّخَعِيِّ ، عَنْ أَبَانَ

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ ) .

وهذا إسناد موضوع لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أما " أبان " ، فهو ابن أبي عياش ، كذّبه شعبة ، وتركه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وغيرهم .

وقال ابن حبان

: " كان أبان من العباد ، يسهر الليل بالقيام ، ويطوى النهار بالصيام ، سمع عن أنس أحاديث ، وجالس الحسن ، فكان يسمع كلامه ، ويحفظ ، فإذا حدث ربما جعل كلام الحسن عن أنس مرفوعاً ، وهو لا يعلم .

ولعله روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف وخمسمائة حديث ما لكبير شيء منها أصل يرجع إليه "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (1/11-12) .

وأما " سليمان بن عمرو النخعي " : فهو أحد الوضاعين المشهورين .

قال عنه أحمد بن حنبل: كان يضع الحديث .

وقال يحيى بن معين : معروف بوضع الحديث .

وقال أيضا : كان أكذب الناس .

وقال البخاري : متروك ، رماه قتيبة وإسحاق بالكذب .

وقال يزيد بن هارون : لا يحل لأحد أن يروي عنه " .

انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 216) .

فالحديث المذكور : حديث باطل موضوع .

قال المناوي رحمه الله :

" قال العامري : " حسن غريب " ، وليس فيما زعمه بمصيب ؛ بل فيه أبو داود النخعي كذاب "

انتهى من " فيض القدير" (6/ 257) .

وذكره الألباني في " الضعيفة " (760) وقال : " موضوع " انتهى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 09:24
هل ثبت أن عمر استأذن النبي صلى الله عليه في نزع ثنيتي سهيل بن عمرو لئلا يحرض قومه على المسلمين ؟

السؤال :

ما السبب الذي جعل عمر رضي الله عنه ، يقترح على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يكسر سن الذي يتكلم ضد الإسلام ، والمسمى سهيل بن عمرو حتى يقلل من التأثر بأحاديثه

فرد النبي صلى الله عليه و سلم : " لو أني فعلت ذلك فإن الله سوف يشوهني يوم القيامة وأنا رسوله " ، على الرغم من أنه في نفس الوقت فإن الشريعة الإسلامية تعاقب السارق بقطع يده ؛ فكنت أسأل : كيف يتوافق الأمران ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى ابن إسحاق في السيرة - كما في "سيرة ابن هشام" (1/ 649) ومن طريقه الطبري في "تاريخه" (2/465) :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَخُو بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي

أَنْزِعْ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَيَدْلَعُ لِسَانَهُ، فَلَا يَقُومُ عَلَيْكَ خَطِيبًا فِي مَوْطِنٍ أَبَدًا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا أُمَثِّلُ بِهِ فَيُمَثِّلُ اللَّهُ بِي ، وَإِنْ كُنْتُ نَبِيًّا) .

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: ( إنَّهُ عَسَى أَنْ يَقُومَ مَقَامًا لَا تَذُمُّهُ ) .

وهذا إسناد ضعيف ، محمد بن عمرو بن عطاء من صغار التابعين ، وقال ابن كثير رحمه الله : " وَهَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ ، بَلْ مُعْضَلٌ "

انتهى من "البداية والنهاية" (5/202) .

ورواه الْوَاقِدِيُّ فِي "كِتَابِ الْمَغَازِي" - كما في "نصب الراية" (3/ 120) :

حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، مَوْلًى لِبَنِي هَاشِمٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، قَالَ: لَمَّا أُسِرَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَوْمَ بَدْرٍ، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، انْزِعْ ثَنِيَّتَهُ يُدْلَعُ لِسَانُهُ، فَلَا يقوم عليك خطيباً أَبَدًا . وذكر الحديث بنحوه .

وهذا إسناد واه جدا ، فمع إعضاله ، فإن راويه الواقدي - وهو محمد بن عمر بن واقد - متهم بالكذب ، قال الإمام أحمد : هو كذاب ، يقلب الأحاديث .

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال - مرة : لا يكتب حديثه .

وقال البخاري وأبو حاتم: متروك .

وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث .

وقال ابن عدى: أحاديثه غير محفوظة والبلاء منه .

وقال ابن المديني : الواقدي يضع الحديث .

ينظر: "ميزان الاعتدال" (3 /663) .

وقال النسائي : " الكذابون المعروفون بوضع الحديث أربعة : إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة والواقدي ببغداد ومقاتل بخراسان ومحمد بن سعيد بالشام"

انتهى من "تهذيب التهذيب" (9 /163) .

ورواه الحاكم في "المستدرك" (5228) من طريق سُفْيَان، عَنْ عَمْرٍو، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دَعْنِي أَنْزِعْ ثَنِيَّتَيْ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فَلَا يَقُومُ خَطِيبًا فِي قَوْمِهِ أَبَدًا.

فَقَالَ: (دَعْهُ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسُرُّكَ يَوْمًا) .

قَالَ سُفْيَانُ: فَلَمَّا مَاتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرَ أَهْلُ مَكَّةَ، فَقَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو عِنْدَ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَهَهُ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَاللَّهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ .

وهذا مرسل أيضا ، الحسن بن محمد هو ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من صغار التابعين .
فهذا الخبر لا يصح .

ثانيا :

لا علاقة بين هذا الخبر وبين حد السرقة الذي شرعه الله عز وجل ردعاً للظالمين ، وتنكيلاً بالمفسدين ، وطهرةً للمذنبين ، وحمايةً لأموال الناس .

فيقال : على فرض صحة الخبر ، فإن عمر رضي الله عنه إنما أراد تعزير سهيل بن عمرو وتأديبه ، وكان قد أسره المسلمون ، لأنه كان يؤلب الكفار على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فبين له النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يجوز أن تنزع ثنيتيه ، فإن فِعْل ذلك من التمثيل به ، والتمثيل لا يجوز في مثل ذلك ، وبين له أنه لو فعل به ذلك لمثل الله به يوم القيامة ؛ لأن الجزاء من جنس العمل

ولا بد من العدل في العقاب ، قال تعالى : ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ) النحل/ 126 ، ولكن يُستأنى به فلعل الله أن يتوب عليه .

وقد أسلم سهيل بن عمرو رضي الله عنه فعلا بعد ذلك وحسن إسلامه .

انظر : "الإصابة" (3/177-178) .

وروى الإمام أحمد (5674) عن ابن عمر قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( اللهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا، اللهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ، اللهُمَّ الْعَنْ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو، اللهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ ).

قَالَ: فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ، فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ) آل عمران/ 128 قَالَ: فَتِيبَ عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ .

وصححه محققو المسند .

وأما حد السرقة فهذا حد من حدود الله ، شرعه الله لحكم جليلة ، ولا مدخل فيه للقياس ، فلا يقال مثلا : كما قطع يد السارق ، ينبغي أن يقطع عضو الزاني

أو لسان القاذف والساب ، أو نحو ذلك ؛ فمثل هذا الباب : هو شرع مقدر ، لا مدخل للقياس ولا للتنظير فيه ، إنما فيه التسليم لأمر الله وشرعه

وقد قال الله تعالى : (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65

وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/36 .

راجع إجابة السؤالين القادمين

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 09:28
لماذا تقطع اليد في السرقة بخلاف النهب والغصب ؟

السؤال

ما الفرق بين السارق والمنتهب ؟

ولم كان القطع على الأول دون الثاني ؟.

الجواب

الحمد لله

قال ابن القيم :

وأما قطع يد السارق في ثلاثة دراهم ، وترك قطع المختلس والمنتهب والغاصب فمن تمام حكمة الشارع أيضا ؛ فإن السارق لا يمكن الاحتراز منه ؛ فإنه ينقب الدور ، ويهتك الحرز

ويكسر القفل ، ولا يمكن صاحب المتاع الاحتراز بأكثر من ذلك ، فلو لم يشرع قطعه لسرق النَّاس بعضُهم بعضاً ، وعظم الضرر ، واشتدت المحنة بالسرَّاق

بخلاف المنتهب والمختلس ؛ فإن المنتهب هو الذي يأخذ المال جهرة بمرأى من الناس ، فيمكنهم أن يأخذوا على يديه ، ويخلِّصوا حقَّ المظلوم ، أو يشهدوا له عند الحاكم

وأما المختلس فإنه إنما يأخذ المال على حين غفلةٍ من مالكه وغيره ، فلا يخلو من نوع تفريطٍ يمكن به المختلس من اختلاسه ، وإلا فمع كمال التحفظ والتيقظ لا يمكنه الاختلاس ، فليس كالسارق ، بل هو بالخائن أشبه .

وأيضاً : فالمختلس إنما يأخذ المال من غير حرز مثله غالباً ، فإنه الذي يغافلك ويختلس متاعك في حال تخلِّيك عنه وغفلتك عن حفظه ، وهذا يمكن الاحتراز منه غالباً

فهو كالمنتهب ؛ وأما الغاصب فالأمر فيه ظاهر ، وهو أولى بعدم القطع من المنتهب ، ولكن يسوغ كف عدوان هؤلاء بالضرب والنكال والسجن الطويل والعقوبة بأخذ المال .

" أعلام الموقعين " ( 2 / 48 ).

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 09:31
الاعتراض على قطع يد السارق، وجعل شهادة المرأة نصف شهادة الرجل

السؤال:

ما ترى فيمن يقول : إن قطع يد السارق وجعل شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل فيه قسوة وهضم لحقوق المرأة ؟

الجواب:

الحمد لله

"من يقول : إن قطع يد السارق وجعل شهادة المرأة النصف إن في هذا قسوة وهضماً لحق المرأة ! أقول : من قال هذا فإنه مرتد عن الإسلام

كافر بالله عز وجل ، فعليه أن يتوب إلى الله من هذه الردة ، وإلا فليمت كافراً ؛ لأن هذا حكم الله عز وجل ، وقد قال الله عز وجل : (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة/50

وقد بَيَّن الله الحكمة من قطع يد السارق في قوله : (جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) المائدة/38

وبَيَّن الحكمة من جعل شهادة المرأة أو شهادة المرأتين عن رجل واحد في قوله : (أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) البقرة/282

فعلى هذا القائل أن يتوب إلى الله عز وجل من ردته ، وإلا فسيموت كافراً" انتهى .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .

"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص 483) .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

حنظل
2018-09-22, 14:41
ليتك تعيد نشر النقول معزوة إلى قائليها بارك الله فيك ونفع بك...

*عبدالرحمن*
2018-09-22, 16:40
ليتك تعيد نشر النقول معزوة إلى قائليها بارك الله فيك ونفع بك...

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

انا في الخدمه اخي الكريم

كل ما ارجوه التوضيح اكثر
لما تريد مع ذكر مثال يكون اقضل

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2018-09-25, 05:54
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

حديث : ( يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ سُلْطَانَهُ ) حديث واهٍ لا يصح

السؤال:

ما مدى صحة هذا الحديث ‏:

حدثنا ‏حرملة بن يحيى المصري ‏ ، ‏وإبراهيم بن سعيد الجوهري ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ‏‏، حدثنا ‏ ‏ابن لهيعة ‏‏، عن ‏‏أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي ‏ ،

‏عن ‏‏عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي ‏ ‏قال :‏ قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: ( ‏يخرج ناس من المشرق ‏ ‏فيوطئون ‏ ‏للمهدي ‏ - ‏يعني سلطانه - ‏) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه ابن ماجة (4088) في "سننه" ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (285) ، والبزار في "مسنده" (3784) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/497)

من طريق ابْن لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، فَيُوَطِّئُونَ لِلْمَهْدِيِّ سُلْطَانَهُ )

قال الطبراني : " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، تَفَرَّدَ بِهِ : ابْنُ لَهِيعَةَ "

انتهى من "المعجم الأوسط" (1/ 94).

وهذه الحديث سنده واهٍ ، ففيه علتان :

الأولى : عمرو بن جابر.

وهو شيعي كذاب ، قال ابن أبي مريم قلت لابن لهيعة من عمرو بن جابر هذا ؟ قال : شيخ منا أحمق كان يقول : إن عليا في السحاب .

وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : بلغني أن عمرو بن جابر كان يكذب

قال وروى عن جابر أحاديث مناكير .

وقال الجوزجاني : غير ثقة على جهل وحمق .

وقال النسائي : ليس بثقة .

وقال ابن حبان : لا يحتج بخبره .

وقال الأزدي : كذاب .

وقال ابن عدي : فيما يرويه مناكير وبعضها مشاهير إلا أنه في جملة الضعفاء ومن جملة الشيعة ، وكان الناس يذمونه من الوجهين : من قوله في علي ، ومن ضعفه في رواياته .

للوقوف على كلام العلماء فيه ينظر : "تهذيب التهذيب" (8/ 11).

والثانية : عبد الله بن لهيعة ، وهو ممن ساء حفظه واختلط .

ينظر: "الميزان" (2/475-484) .

وقد ضعف هذا الحديث جمع من أهل العلم :

فقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 318) :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ عَمْرُو بْنُ جَابِرٍ وَهُوَ كَذَّابٌ " .

وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة " (4/ 205):

" هَذَا إِسْنَاد ضَعِيف لضعف عَمْرو بن جَابر ، وَابْن لَهِيعَة " .

وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4826) .

فهو حديث ضعيف جداً يجب تنكّب ذكره وروايته إلا مع بيان حاله .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-25, 06:00
حديث باطل في ذم معاوية رضي الله عنه !!

السؤال :

" هل إسناد هذا الحديث في رواية البلاذري عن معاوية صحيح ؟

عن بكر بن الهيثم وإسحق بن أبى إسرائيل عن عبد الرزاق الصنعانى عن معمر بن راشد , عن عبد الله بن طاووس , عن طاووس بن كيسان عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال

: " كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال : ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتى ) ، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجىء

قال : فطلع معاوية ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( هذا هو ) .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ذكره البلاذري في كتابه " جمل من أنساب الأشراف " ( 5 / 1978 ) قال :

" وحدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال

: ( يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي ) ، قال : وكنت تركت أبى قد وضع له وَضُوء , فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء قال : فطلع معاوية فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( هذا هو ) " .

نعم ، هكذا روى البلاذري هذا الحديث في كتابه السابق ؛ لكن ليس كل حديث يروى يكون صحيحا ، فإذا نظرنا في كتاب البلاذري هذا

فسوف نرى قبل هذا الحديث وبعده عدة أحاديث تصرّح أن معاوية رضي الله عنه من أهل الجنة !!

قال ابن الجوزي في كتابه " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " ( 1/ 280 ) بعد أن ذكر عدة أحاديث تنص أن معاوية من أهل الجنة وضعّفها : " وقد روي عنه وأنه من أهل النار ، وذلك محال أيضا " انتهى .

فالعبرة إذا بصحة الإسناد .

وهذا الحديث في سنده عبد الرزاق الصنعاني ، وإن كان إماما من الأئمة ، إلا أن العلماء لم يوثقوه في كل ما حدث به ؛ بل استثنوا ماحدث به من حفظه وليس من كتابه

وكذا ما حدث به بعد أن عمي ، وبعض ما حدث به في المناقب والمثالب ، كهذا الحديث ، فقد كان فيه تشيع .

قال ابن عدي في كتابه " الكامل " ( 6/ 545 ) :

" ولعبد الرزاق بن همام أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم ، وكتبوا عنه ولم يروا بحديثه بأسا ، إلا أنهم نسبوه إلى التشيع

وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليها أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم مما لم أذكره في كتابي هذا

وأما في باب الصدق : فأرجو أنه لا بأس به ، إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير " انتهى ـ .

وهذا الحديث مما يدخل في هذا الباب .

وقال عنه الدراقطني : " ثقة ، يخطئ على معمر في أحاديث لم تكن في الكتاب " .

انتهى من " سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدارقطني " (ص 35 ) .

ولعل هذا منها ، خاصة أن عبد الرزاق لم يذكر هذا الحديث في مصنفه ، كما أشار إلى ذلك محقق كتاب البلاذري .

وقال ابن حبان في كتابه " الثقات " ( 8/ 412 ) :

" وكان ممن جمع وصنف وحفظ وذاكر ، وكان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ، على تشيع فيه " انتهى .

وقال الإمام أحمد:

" عبد الرزاق لا يعبأ بحديث من سمع منه وقد ذهب بصره ، كان يلقَّن أحاديث باطلة "

انتهى من " شرح علل الترمذي " لابن رجب ( 2/577-578 ).

وقال ابن رجب :

" وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدث بأحاديث مناكير في فضل علي وأهل البيت ، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعد أن عمي ، كما قال الإمام أحمد .. وقال النسائي : عبد الرزاق ما حُدِّث عنه بآخرة ففيه نظر "

انتهى من " شرح علل الترمذي " ( 2/580 ).

وقد وقع اضطراب في سند هذا الحديث كما في " المنتخب من علل الخلال " لابن قدامة (228):

" وسألت أحمد ، عن حديث شريك ، عن ليث ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يطلع عليكم رجل من أهل النار " فطلع معاوية .

قال : إنما رواه ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو أو غيره ، شك فيه .

قال الخلال : رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس قال : سمعت فُرخاش يحدث هذا الحديث عن أبي عن عبد الله بن عمرو " انتهى.

ومع هذا الاضطراب في السند وقع اضطراب آخر في متنه ؛ ففي هذه الرواية عند البلاذري جاء فيها أنه يطلع رجل من أهل النار وفيها أن الطالع هو معاوية رضي الله عنه

وفي مسند أحمد (11/71 ) " ليدخلن عليكم رجل لعين " ، وكان الداخل الحكم .

وفي رواية أخرى ذكرها الهيثمي في " مجمع الزوائد " (1/147 )

ونسبها للطبراني في الكبير وفيها " ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي ، أو على غير ملتي " ولم يعين فيها الطالع .

فمع هذا الاضطراب في سند ومتن هذا الحديث ؛ لا يمكن لمن كانت عنده مسكة من علم ، وعقل ، ودين : أن يعتمده في الطعن على واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلا عن الشهادة عليه بذلك البهتان البالغ .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-25, 06:07
حديث : ( مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْف

السؤال :

قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( من قال اَشهَدُ اَن لَا اِلهَ اِللهُ وَحدَه لَا شَرِیكَ لَه اِلهًا وَاحِدًا أحدا صَمَدًا لَم یَتَّخِذ صَاحِبَةً ولَا وَلَدًا وَلَم یَکُن لَّه کُفُوًا اَحَدٌ عشر مرات كل يوم كان له من الأجر أربعة ملايين من الحسنات

) . الترمذي : (3474) . ما هي صحة هذا الحديث ؟

وهل يجوز لنا التعبد بالحديث الضعيف ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

- روى الإمام أحمد (16952) ، والترمذي (3473) ، والطبراني في الكبير (1278)

من طريق الْخَلِيل بْن مُرَّةَ ، عَنِ الْأَزْهَرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ

إِلَهًا وَاحِدًا أَحَدًا صَمَدًا، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ )
.
وهذا إسناد ضعيف جدا ، الخليل بن مرة متروك ، قال الترمذي عقب روايته لهذا الحديث : " هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ ، وَالخَلِيلُ بْنُ مُرَّةَ لَيْسَ بِالقَوِيِّ عِنْدَ أَصْحَابِ الحَدِيثِ ، قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ: هُوَ مُنْكَرُ الحَدِيثِ ".

وهذا تضعيف شديد ؛ فقد نقل ابن القطان أن البخاري قال: " كل من قلت فيه منكر الحديث : فلا تحل الرواية عنه " انظر "الميزان" (1/6) .

وأزهر بن عبد الله ، هو ابن جميع الحرازي الحمصي ، وروايته عن تميم مرسلة ،

كما في "التهذيب" (1/ 204) .

والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (6313)

وقال : " ضعيف جدا " .

- ورواه عبد بن حميد (529) : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى ، ثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي الْوَرْقَاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ قَالَ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ،

وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، أَحَدًا صَمدًا ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَلْفَيْ حَسَنَةٍ ) .

- ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/ 139) من طريق سلم بن سلم الضبي، حَدَّثَنا فَائِدٌ أَبُو الْوَرْقَاءِ ، عنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرٍ به .

وفائد أبو الورقاء هذا متروك الحديث ، قال الذهبي : تركه أحمد والناس ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن معين : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : ذاهب الحديث لا يكتب حديثه ، وأحاديثه عن ابن أبى أوفى بواطيل

لا تكاد ترى لها أصلا ، كأنه لا يشبه حديث ابن أبى أوفى ، ولو أن رجلا حلف أن عامة حديثه كذب لم يحنث .

"ميزان الاعتدال" (3/ 339-340)

"الكامل" (7/138)

"الجرح والتعديل" (7/ 84) .

وقال ابن أبي حاتم :

سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ ، عَنْ فَائِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَقُولُ أَحَدَ عَشَرَ مَرَّةً : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ

أَحدًا صَمَدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ إِلاَّ كَتَبَ لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ حَسَنَةٍ ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ ) .

قَالَ أَبِي: " هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ " ."

انتهى من " علل الحديث" (5/ 357-358) .

- ورواه ابن عساكر في "تاريخه" (38/ 299) من طريق وهب بن جرير نا عبيس بن ميمون عن مطر الوراق عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا فردا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحدا إحدى عشرة مرة كتب الله له ألفي ألف حسنة ، ومن زاد زاد الله عز وجل ).

وعبيس بن ميمون متروك ، واهي الحديث .

قال أحمد ، والبخاري : منكر الحديث.

وقال ابن معين ، وأبو داود: ضعيف .

وقال الفلاس: متروك .

وقال ابن حبان : يروى عن الثقات الموضوعات توهما.

قال البخاري : منكر الحديث.

وقال ابن عدي : عامة ما يرويه غير محفوظ .

وقال النسائي: ليس بثقة .

"ميزان الاعتدال" (3/ 27) .

- ورواه ابن عساكر أيضا (53/ 118) من طريق أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان حدثنا أبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة حدثنا أبو سليم إسماعيل بن حصن حدثنا أبو المغيرة

حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي قال سمعت أنس مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أغاث ملهوفا إغاثة

: غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة ، واحدة في الدنيا ، واثنتين وسبعين في الدرجات العلى من الجنة

ومن قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد ، كتب الله له بها أربعين ألف ألف حسنة ) .

وهذا إسناد تالف ، ابن ذكوان :

قال الذهبي : " تكلم فيه عبد العزيز الكتاني "

"ميزان الاعتدال" (2/ 498) .

ومحمد بن سليمان بن حيدرة مجهول الحال ، لم يوثقه أحد .

وإسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وهذه منها .

والخلاصة :

أن هذا الحديث ضعيف جدا من جميع طرقه ، فلا يحتج به ، ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ثانيا :

الراجح من أقوال أهل العلم أن الحديث الضعيف لا يعمل به ، ولا يتعبد به ، لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها ، لا سيما إذا اشتد ضعفه ، وتفرد بإثبات سنة أو شعيرة لم يثبت أصلها بحديث صحيح .

قال شيخ الإسلام رحمه الله :

" لم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف ، ومن قال هذا فقد خالف الإجماع "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/251) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-25, 06:19
أثر عمر : " إنما يُنصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله " !!

السؤال:

عندي سؤال بخصوص أثر لعمر بن الخطاب ، حين قال لسعد بن أبي وقاص يوم القادسية : " يا سعد ، اعلم أن ذنوب الجيش أخوف عليه من عدوه ، وأننا ننتصر علي عدونا بطاعتنا لله ومعصية عدونا له

فإذا استوينا في المعصية ، كانت لعدونا الغلبة ، بالعدد والعدة " .

فهل هذا الأثر صحيح ؟

وفي أي كتاب ذكر ؟

وهل المسلم والكافر يستويان في المعصية ، حتى وإن كان الكافر كافرا ، والمسلم مسلما ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الأثر لا يصح عن عمر رضي الله عنه ، ولا نعلم له إسنادا ، وإنما ذكره ابن عبد ربه رحمه الله في " العقد الفريد " (1/ 117) بلا إسناد فقال :

كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما- ومن معه من الأجناد:

" أما بعد؛ فإني آمرك ومن معك من الأجناد بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العدّة على العدوّ ، وأقوى المكيدة في الحرب .

وآمرك ومن معك أن تكونوا أشدّ احتراسا من المعاصي ، منكم من عدوّكم ، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوّهم ، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوّهم لله

ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة ؛ لأن عددنا ليس كعددهم ، ولا عدّتنا كعدّتهم ، فإذا استوينا في المعصية ، كان لهم الفضل علينا في القوة ، وإلا ننصر عليهم بفضلنا ، لم نغلبهم بقوتنا.

واعلموا أن عليكم في مسيركم حفظة من الله ، يعلمون ما تفعلون ، فاستحيوا منهم ، ولا تعملوا بمعاصي الله وأنتم في سبيل الله ؛ ولا تقولوا إن عدوّنا شر منا فلن يسلّط علينا

وإن أسأنا ؛ فربّ قوم سلّط عليهم شر منهم ، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفّار المجوس ، فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولًا ... ".

وقد رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (5/ 302) بمعناه عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، فقال أبو نعيم :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ نَصْرٍ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، ثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ:

" أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَهِدَ إِلَى بَعْضِ عُمَّالِهِ: "عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ فِي كُلِّ حَالٍ يَنْزِلُ بِكَ ، فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ أَفْضَلُ الْعُدَّةِ ، وَأَبْلَغُ الْمَكِيدَةِ ، وَأَقْوَى الْقُوَّةِ ، وَلَا تَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ عَدَاوَةِ عَدُوِّكَ أَشَدَّ احْتِرَاسًا لِنَفْسِكَ

وَمَنْ مَعَكَ مِنْ مَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّ الذُّنُوبَ أَخْوَفُ عِنْدِي عَلَى النَّاسِ مِنْ مَكِيدَةِ عَدُوِّهِمْ ، وَإِنَّمَا نُعَادِي عَدُوَّنَا وَنَسْتَنْصِرُ عَلَيْهِمْ بِمَعْصِيَتِهِمْ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تَكُنْ لَنَا قُوَّةٌ بِهِمْ ، لِأَنَّ عَدَدَنَا لَيْسَ كَعَدَدِهِمْ

وَلَا قُوَّتُنَا كَقُوَّتِهِمْ ، فَإِنْ لَا نُنْصَرْ عَلَيْهِمْ بِمَقْتِنَا لَا نَغْلِبْهُمْ بِقُوَّتِنَا ، وَلَا تَكُونُنَّ لِعَدَاوَةِ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ أَحْذَرَ مِنْكُمْ لِذُنُوبِكُمْ ، وَلَا أَشَدَّ تَعَاهُدًا مِنْكُمْ لِذُنُوبِكُمْ ... " .

وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل من قريش راويه عن عمر بن عبد العزيز .

ومسلمة بن أبي بكر لم نجد له ترجمة .

وقال ابن عبد الحكم رحمه الله في "فتوح مصر" (ص 102):

حدثنا يحيى بن خالد ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال: " لما أبطأ على عمر بن الخطّاب فتح مصر، كتب إلى عمرو بن العاص: أمّا بعد

فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر؛ إنكم تقاتلونهم منذ سنتين؛ وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحبّ عدوّكم ، وإن الله تبارك وتعالى لا ينصر قوما إلا بصدق نيّاتهم

وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل ، على ما كنت أعرف ، إلا أن يكونوا غيّرهم ما غيّر غيرهم؛ فإذا أتاك كتابى هذا، فاخطب الناس ، وحضّهم على قتال عدوّهم

ورغبهم فى الصبر والنيّة ، وقدّم أولئك الأربعة فى صدور الناس ، ومر الناس جميعا أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد

وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة ، فإنها ساعة تنزّل الرحمة ووقت الإجابة، وليعجّ الناس إلى الله ، ويسألوه النصر على عّدوهم .

فلما أتى عمرا الكتاب ، جمع الناس، وقرأ عليهم كتاب عمر، ثم دعا أولئك النفر، فقدّمهم أمام الناس ، وأمر الناس أن يتطهّروا، ويصلّوا ركعتين، ثم يرغبوا الى الله عزّ وجلّ ويسألوه النصر، ففعلوا ففتح الله عليهم " .

وهذا إسناد ضعيف جدا :

يحيى بن خالد، وهو العدوي؛ لم نجد له ترجمة .

وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم متروك الحديث ، قال الحاكم وأبو نعيم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة . وقال ابن الجوزي : أجمعوا على ضعفه .

"تهذيب التهذيب" (6 /162) .

مع أن لفظه مختلف كثيرا عن المذكور في السؤال .

ثانيا :

ليس صحيحا أن يستوي المسلم والكافر في مقامهما عند الله ، من الطاعة والمعصية ؛ بل بينهما من التفاوت ما ذكره الله في كتابه ، وإن عصى المؤمن ربه ما عصى

فأين من قضى الله بعداوته في الدنيا ، وحكم عليه بالخلود في نار جهنم ، ممن أخبر الله بولايته له في الدنيا ، وقضى ألا يخلد أحد منهم في النار ، وإن عذبه بمعصيته ما عذبه .

قال الله تعالى: ( وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ) غافر/58 .

قال الإمام الطبري رحمه الله في "تفسيره" (20/350) :

" يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : وَلَا يَسْتَوِي أَيْضًا كَذَلِكَ الْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، الْمُطِيعُونَ لِرَبِّهِمْ، وَلَا الْمُسِيءُ، وَهُوَ الْكَافِرُ بِرَبِّهِ ، الْعَاصِي لَهُ، الْمُخَالِفُ أَمْرَهُ " انتهى .

وروى ابن حبان في صحيحه (7432) ـ وصححه الألباني ـ عن صَالِح بْن أَبِي طَرِيفٍ ، قَالَ: " قُلْتُ لِأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ:

{رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنَ} [الحجر: 2]؟

فَقَالَ: نَعَمْ سَمِعْتُهُ، يَقُولُ:

( يُخْرِجُ اللَّهُ أُنَاسًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يَأْخُذُ نِقْمَتَهُ مِنْهُمْ ، قَالَ: لَمَّا أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ النَّارَ مَعَ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَ الْمُشْرِكُونَ: أَلَيْسَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ فَمَا لَكُمْ مَعَنَا فِي النَّارِ ؟!

فَإِذَا سَمِعَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَذِنَ فِي الشَّفَاعَةِ ، فَيَتَشَفَّعُ لَهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ حَتَّى يَخْرُجُوا بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَلَمَّا أُخْرِجُوا، قَالُوا: يَا لَيْتَنَا كُنَّا مَثَلَهُمْ، فَتُدْرِكُنَا الشَّفَاعَةُ

فَنُخْرَجُ مِنَ النَّارِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمَيْنِ} [الحجر: 2]، قَالَ: فَيُسَمَّوْنَ فِي الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ مِنْ أَجْلِ سَوَادٍ فِي وُجُوهِهِمْ

فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَذْهِبْ عَنَّا هَذَا الِاسْمَ ، قَالَ: فَيَأْمُرُهُمْ فَيَغْتَسِلُونَ فِي نَهْرٍ فِي الْجَنَّةِ فَيَذْهَبُ ذَلِكَ مِنْهُمْ ) .

فانظر : كيف ظن أهل النار من الكفار ، أن من يعذب فيها من المؤمنين : قد استوى حاله بحالهم ، وظنوا أن ولايتهم لله في الدنيا ، لم تنفعهم يومئذ

فغضب الله لذلك ، وأخرجهم بمنه وكرمه ، وكبت المشركين ، ولم يشمتهم بأوليائه .

ثالثا :

ضعف هذه الرواية المذكورة ، لا يعني أن المعصية ليس لها أثر في ضعف العبد ، وهزيمته ؛ لا بل هذا أمر معروف مقرر ، ومن يراجع درس غزوة أحد ، يفهم ذلك جيدا

وقد قال الله تعالى : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ) آل عمران/ 165 .

وقد روى البخاري في صحيحه (2896) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : " رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ؟ ) .

ورواه النسائي (3178) ولفظه : ( إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا ، بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ ) .

فدل ذلك على أن لمعاصي العباد أثرا ، أي أثر في تسليط عدوهم عليهم ، ونيلهم منهم ؛ وأن أعظم ما ينصر به المؤمنون على عدوهم : صلاتهم ، ودعاؤهم ، وإخلاصهم لله جل جلاله .

ولأجل ذلك : بوب الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد من صحيحه :

" بَابٌ: عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ القِتَالِ" ، وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: " إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ " وَقَوْلُهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا، كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 3] "

انتهى من "صحيح البخاري" (2/20) ط طوق النجاة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-25, 06:26
يسأل عن صحة حديث : مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ

السؤال :

هل هناك حديث يقول : أيما شخص ساعد في اختيار الحاكم الخطأ ، في حين أن هناك من هو أحق منه فقد خان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب :

الحمد لله

رُوي في هذا المعنى حديث ، لكنه لا يصح .

ولفظه : ( مَنِ اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْ عِصَابَةٍ وَفِي تِلْكَ الْعِصَابَةِ مَنْ هُوَ أَرْضَى لِلَّهِ مِنْهُ فَقَدْ خَانَ اللَّهَ وخانَ رَسُولَهُ وخانَ الْمُؤْمِنِينَ )

رواه الحاكم في مستدركه (4/ 104)

والطبراني في " المعجم الكبير " (11/ 114)

من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.

ولفظ الطبراني : ( مَنْ تَوَلَّى مِنْ أُمَرَاءِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَوْلَى بِذَلِكَ وَأَعْلَمُ مِنْهُ بِكِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ ، فَقَدْ خَانَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَجَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ ).

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (5/ 212):

" فيه أبو محمد الجزري حمزة ولم أعرفه ، وبقيَّه رجاله رجال الصحيح".

وأبو محمد الجزري هذا هو: حمزة بن أبي حمزة الجزري

قال عنه الحافظ ابن حجر في " تقريب التهذيب " (1519)

: "متروك متهم بالوضع"

وبه أعلَّه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة "(3/ 19)

وهو في " ضعيف الترغيب والترهيب " (1339) .

فالحديث ضعيف جدًّا ، بهذا الإسناد ، لا يصح.

وله طرق أخرى عن ابن عباس ، كلها ضعيفة .

ينظر : "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني رحمه الله (4545) ، (7146) .

وقد رُويَ في هذا المعنى قولُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أيضًا، ولفظه: " مَن اسْتعملَ رجلاً لِمَوَدَّة أو لِقَرابَةٍ

لا يستعمِلُه إلاَّ لذلك ؛ فقد خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والمؤمِنينَ"، رواه ابن أبي الدُّنيا

كما في " مسند الفاروق " لابن كثير (2/ 536) .

على أن ضعف الحديث ، لا ينفي أن ذلك واجب في الجملة على من تولى شيئا من أمور المسلمين ، كما دلت عليه قواعد الشرع ، وأصوله العامة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" .. يجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لذلك العمل .." ، وذكر الحديث السابق ، وأثر عمر ، ثم قال :

" فيجب عليه البحث عن المستحقين للولايات من نوابه على الأمصار ، من الأمراء الذين هم نواب ذي السلطان ، والقضاة ، ومن أمراء الأجناد ، ومقدمي العساكر ، والصغار والكبار ، وولاة الأموال من الوزراء والكتاب ...

وعلى كل واحد من هؤلاء أن يستنيب ويستعمل أصلح من يجده ، وينتهي ذلك إلى أئمة الصلاة والمؤذنين والمقرئين والمعلمين وأمير الحاج ...

فيجب على كل من ولي شيئا من أمر المسلمين ، من هؤلاء وغيرهم : أن يستعمل فيما تحت يده في كل موضع ، أصلح من يقدر عليه " .

انتهى باختصار من "السياسة الشرعية" (7-11) ط عالم الفوائد .

والله أعلم.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

طالب اجنة الفردوس
2018-09-25, 21:07
https://www.file-upload.com/xfoxnvbhnt51 عمل يعدل قيام وصيام الاف السنين حديث صحيح

*عبدالرحمن*
2018-09-26, 06:06
https://www.file-upload.com/xfoxnvbhnt51 عمل يعدل قيام وصيام الاف السنين حديث صحيح

الحديث المشار إليه رواه الترمذي (456) وغيره عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ) وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترمذي .

ومعنى الحديث :

قال النووي رحمه الله : في قوله - صلى الله عليه وسلم – ( غسل واغتسل ) : " روي غَسَلَ بتخفيف السين , وَغَسَّلَ بتشديدها, روايتان مشهورتان; والأرجح عند المحققين بالتخفيف..

, فعلى رواية التخفيف في معناه هذه الأوجه الثلاثة:"

أحدها: الجماع قاله الأزهري ; قال ويقال: غسل امرأته إذا جامعها.

والثاني: غسل رأسه وثيابه.

والثالث: توضأ .., والمختار ما اختاره البيهقي وغيره من المحققين أنه بالتخفيف وأن معناه غسل رأسه , ويؤيده رواية لأبي داود في هذا الحديث من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل

. وروى أبو داود في سننه والبيهقي هذا التفسير عن مكحول وسعيد بن عبد العزيز .

قال البيهقي: وهو بين في رواية أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أفرد الرأس بالذكر; لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطمي ونحوهما وكانوا يغسلونه أولاً ثم يغتسلون .

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - "وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ":

فاختلف أهل العلم في معناه على أقوال:

فقيل: أي: راح في الساعة الأولى و" ابتكر ": أدرك باكورة الخطبة، وهي أولها.

وقيل: "بكر" أي : تصدق قبل خروجه، وتأول فيه الحديث " باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها " .

وقيل : معناهما واحد كرره للتأكيد والمبالغة ، وليس المخالفة بين اللفظين لاختلاف المعنيين ..

قال المبارك فوري رحمه الله :

" والراجح ـ كما صرح به العراقي ، أن "بكر" بمعنى راح في أول الوقت ، "وابتكر" بمعنى أدرك أول الخطبة "

انتهى من "مرعاة المفاتيح " (4/472) .

ويؤيده ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

: ( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ

فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ ) رواه البخاري(832) ومسلم (1403) .

قال الحافظ رحمه الله : " قَوْلُهُ : ( ثُمَّ رَاحَ ) زَادَ أَصْحَاب الْمُوَطَّأ عَنْ مَالِك " فِي السَّاعَة الْأُولَى "

انتهى من "فتح الباري"

وقال النووي رحمه الله:

" الْمُرَاد بِــ "الرَّوَاحِ": الذَّهَاب أَوَّل النَّهَار " انتهى من "شرح مسلم"

وينظر " معالم السنن " للخطابي (1/108)

و " شرح السنة " (4/237)

و " شرح المهذب " (4/416)

وشرح " أبي داود للعيني " (2/167) .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " ومشى ولم يركب " :

قال النووي رحمه الله

: " حكى الخطابي عن الأثرم أنه للتأكيد , وأنهما بمعنى .

والمختار أنه احتراز من شيئين :

أحدهما: نفي توهم حمل المشي على المضي والذهاب , وإن كان راكباً .

والثاني: نفي الركوب بالكلية ; لأنه لو اقتصر على " مشى " لاحتمل أن المراد وجود شيء من المشي ولو في بعض الطريق , فنفى ذلك الاحتمال , وبين أن المراد مشى جميع الطريق , ولم يركب في شيء منها .

وأما قوله صلى الله عليه وسلم " ودنا واستمع " فهما شيئان مختلفان ، وقد يستمع ولا يدنو من الخطبة , وقد يدنو ولا يستمع فندب إليهما جميعاً " .

انتهى من "شرح المهذب" (4/416)

وقال المبارك فوري رحمه الله :

" وفيه أنه لا بد من الأمرين جميعاً ، فلو استمع وهو بعيد ، أو قرب ولم يستمع ، لم يحصل له هذا الأجر "

انتهى من مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (4/472)

وقوله صلى الله عليه وسلم " ولم يلغ " معناه ولم يتكلم ; لأن الكلام حال الخطبة لغو, قال الأزهري : " معناه استمع الخطبة ولم يشتغل بغيرها ".

ينظر " شرح المهذب " ( 4/416) .

وقال العيني رحمه الله:

" واللغو قد يكون بغير الكلام كمس الحصى وتقليبه بحيث يشغل سمعه وفكره وفي بعض الأحاديث : ( ومن مس الحصى فقد لغا ) "

انتهى من " عمدة القاري شرح صحيح البخاري "(10/26) .

والله أعلم


فهل انا نشرت عكس ذلك في هذا الموضوع

22bilal bilal
2018-09-26, 22:22
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:00
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

بارك الله قيك

https://d.top4top.net/p_795sbakq1.gif (https://up.top4top.net/)

.

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:05
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


ما صحة حديث ورد في فضل العراق ؟

السؤال:

ما صحة حديث : إن إبراهيم علية الصلاة والسلام أراد أن يدعو على أهل العراق ، فقال له الله : لا تفعل ، إني قد جعلت خزائن علمي فيهم ، وأسكنت الرحمة في قلوبهم ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث باطل موضوع :

أخرجه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (1/321) ، وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (1/138) من طريق الخطيب البغدادي ، ونصه :

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا وَمُدِّنَا وَفِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا وَفِي حِجَازِنَا )

قال : فقام إليه رجل ، فقال : يا رسول الله ، وفي عراقنا ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان اليوم الثاني ، قال مثل ذلك ، فقام إليه الرجل

فقال : يا رسول الله ، وفي عراقنا ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما كان في اليوم الثالث ، قام إليه الرجل ، فقال : يا رسول الله ، وفي عراقنا ، فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم

فولى الرجل ، وهو يبكي ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أَمِنَ الْعِرَاقِ أَنْتَ ؟ ) ، قال : نعم ، قال : ( إِنَّ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ

هَمَّ أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِمْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ : لا تَفْعَلْ ، فَإِنِّي جَعَلْتُ خَزَائِنَ عِلْمِي فِيهِمْ ، وَأَسْكَنْتُ الرَّحْمَةَ قُلُوبَهُمْ ) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله – معلقاً على الحديث -

: " وهذا موضوع ؛ المتهم به الحليمي هذا ، من ولد حليمة السعدية ، ظِئر النبي صلى الله عليه وسلم .

قال السمعاني في " الأنساب "

: " حدث عن أدم بن أبي إياس أربعة أحاديث مناكير بإسناد واحد ، والحمل عليه فيها " .

وقال الذهبي في " الميزان "

:" يروي عن آدم بن أبي إياس أحاديث منكرة باطلة ، قال أبو نصر بن ماكولا : الحمل عليه فيها " ثم ساق له الحديث التالي لهذا .

وزاد في " اللسان " : " وقال ابن عساكر : منكر الحديث " .

وإن مما يؤكد وضع هذا الحديث أن طرفه الأول ، وهو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة

إلى قول الرجل : " وفي عراقنا " ، قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره ، كما خرجته في " الصحيحة " (2246) من طرق عنه صلى الله عليه وسلم

ليس في شيء منها هذه الزيادة في مَدْح العراق ، بل فيها قوله صلى الله عليه وسلم جَوَابًا على قول الرجل : وفي عراقنا : ( بها الزلازل والفتن ، وفيها يطلع قرن الشيطان ) .

فثبت بطلان حديث الترجمة "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (12/26) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:09
حديث : ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها )

السؤال :

ينشر شخص ما هذا الحديث الآتي ، فهل هو حديث : " اقرؤوا القرآن باللغة واللهجة العربية " ؟

الجواب :

الحمد لله

لم نقف على حديث باللفظ المذكور في السؤال .

لكن : لعل السائل يقصد ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (7223) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/ 480) والبيهقي في "الشعب" (2406)

وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 165) ومحمد بن نصر في "قيام الليل" (ص 135) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 111)

من طريق بَقِيَّةَ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ مَالِكٍ الْفَزَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا ، وَكَانَ قَدِيمًا يُكْنَى بِأَبِي مُحَمَّدٍ، يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اقْرَءُوا الْقُرْآنَ بِلُحُونِ الْعَرَبِ وأَصْوَاتِها، وَإِيَّاكُمْ ولُحُونَ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ، وَأَهْلِ الْفسقِ،

فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ بَعْدِي قَوْمٌ يُرَجِّعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيعَ الْغِنَاءِ وَالرَّهْبَانِيَّةِ وَالنَّوْحِ، لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، مفتونةٌ قُلُوبُهُمْ، وقلوبُ مَنْ يُعْجِبُهُمْ شَأْنُهُمْ )

قال الطبراني : " لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُذَيْفَةَ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ: بَقِيَّةُ "

وهذا إسناد واه ، فيه ثلاث علل :

أولا : أبو محمد راويه عن حذيفة : مجهول لا يعرف .

ثانيا : حصين بن محمد الفزاري من شيوخ بقية المجهولين

قال الذهبي رحمه الله في "ميزان الاعتدال" (1/ 553):

" حصين بن مالك الفزاري عن رجل

عن حذيفة: ( اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ) تفرد عنه بقية، ليس بمعتمد. والخبر منكر " انتهى .

ثالثا : بقية بن الوليد ، وهو وإن كان أحد الثقات الأعلام ، إلا أنه كان كثير التدليس ، كثير الرواية عن شيوخ له هلكى مجهولين ، قال ابن معين : إذا حدث عن الثقات : فاقبلوه

أما إذا حدث عن أولئك المجهولين : فلا ، وإذا كنى الرجل ولم يسمه : فليس يساوي شيئا . وقال يعقوب بن سفيان: بقية ثقة حسن الحديث إذا حدث عن المعروفين

ويحدث عن قوم متروكي الحديث وعن الضعفاء ، ويحيد عن أسمائهم إلى كناهم ، وعن كناهم إلى أسمائهم ، وقال العجلي: ثقة فيما يروي عن المعروفين ، وما روى عن المجهولين فليس بشي

. وقال النسائي: إذا قال حدثنا وأخبرنا : فهو ثقة ، وإذا قال عن فلان ، فلا يؤخذ عنه ، لأنه لا يدري عمن أخذه. وقال العقيلي: صدوق اللهجة إلا أنه يأخذ عمن أقبل وأدبر : فليس بشيء..

"تهذيب التهذيب" (1/ 475-477)

وشيخه في هذا الحديث حصين بن مالك من أولئك الشيوخ المجهولين .

قال ابن الجوزي رحمه الله في "العلل المتناهية" (1/ 111):

" هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحُّ ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ مَجْهُولٌ ، وبقية يروي عن حديث الضُّعَفَاءِ وَيُدَلِّسُهُمْ " انتهى .

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/ 169):

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَفِيهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمَّ ، وَبَقِيَّةُ أَيْضًا " .

وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (1067)

والحاصل :

أن هذا الحديث : ضعيف جدا لا يصح .

تنبيه :

قال ابن الأثير في "النهاية" (4/ 242-243):

" اللُّحُون والأَلْحان: جَمْعُ لَحْن، وَهُوَ التَّطْرِيب، وتَرجِيع الصَّوْت، وتَحسِين القِرَاءة

والشِّعر والغِنَاء. وَيُشْبه أَنْ يكْون أرادَ هَذا الَّذِي يَفْعَله قُرَّاء الزَّمَان؛ مِنَ اللُّحُون التَّي يَقْرَأون بها النَّظَائر في المَحَافِل، فإن اليَهُود والنَّصارى يقْرأون كُتُبَهم نَحواً مِنْ ذَلِكَ " انتهى .

وراجع للفائدة جواب السؤال القادم

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:12
قراءة القرآن مع الإخلال بنطق بعض الحروف كالثاء والذال

السؤال

هل تجوز قراءة القرآن المجيد على طريقة أهل بعض البلاد غير العربية في نطق الحروف ؟

فمثلا هم يلفظون بالحرف (ث) وكأنه (س) ، والحرف (ذ) وكأنه (ز) إلى غير ذلك .

الجواب

الحمد لله

يجب قراءة القرآن الكريم بحروفه التي أنزله الله بها ، قراءةً عربية صحيحة

كما قال سبحانه : ( وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ) الشعراء/192-195 .

وقال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) يوسف/2 .

ولا يجوز لأحد أن يتعمد تبديل حرف منه بحرف ، مع قدرته على النطق بالحرف الصحيح ، وهذا من اللحن الجلي الذي يأثم صاحبه .

ومن وجد صعوبة في النطق بالحرف الصحيح - كأهل البلاد الذين لا توجد في لغتهم بعض الحروف العربية كالثاء والذال والخاء - فهؤلاء يلزمهم تعلم النطق الصحيح

فإن عجزوا عنه فهم معذورون ، لكن لا يُقتدى بهم في ذلك ، وينبغي دعوتهم إلى بذل الجهد في التعلم والتصحيح ، كما لا ينبغي تقديم أحدهم للإمامة ، إلا أن يؤم أمثاله ممن لا يحسن النطق .

قال ابن الجزري رحمه الله :

" فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربي الفصيح ، وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي أو النبطي القبيح ، استغناءً بنفسه

واستبداداً برأيه وحدْسه واتكالاً على ما ألِفَ من حفظه ، واستكباراً عن الرجوع إلى عالمٍ يوقفه على صحيح لفظه ، فإنه مقصر بلا شك ، وآثم بلا ريب

وغاش بلا مرية ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .

أما من كان لا يطاوعه لسانه ، أو لا يجد من يهديه إلى الصواب بيانه ، فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها "

انتهى من "النشر في القراءات العشر" (1/299) .

وينبغي أن يُعلم أن الله تعالى قد يسر حفظ القرآن وتلاوته ، كما قال : ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِر ٍ) القمر/17 .

ولهذا نرى كثيراً من إخواننا في البلاد المشار إليها يجيدون النطق بالحروف إجادة لا تقل عن إجادة إخوانهم من أهل العربية ، فينبغي الاجتهاد في تعلم النطق الصحيح وتجويد القرآن وعدم اليأس من ذلك .

والله الموفق .

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:19
حديث : ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَب، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ ) ضعيف لا يصح .

السؤال :

أود أن أعرف هل من السنة قول دعاء معين أول ليلة من شهر رجب .

و الدعاء كالآتي :

" اللهم بارك لنا في رجب وشعبان و بلغنا رمضان ." أسأل الله سبحانه أن يثبتنا على العمل بالسنة الثابتة .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا يصح في فضل شهر رجب حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "مجموع الفتاوى" (25/290) :

" وأما صوم رجب بخصوصه فأحاديثه كلها ضعيفة ، بل موضوعة ، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها ، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل ، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات . . .

وفي المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم : وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم . فهذا في صوم الأربعة جميعا لا من يخصص رجبا " انتهى باختصار .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" كل حديث في ذكر صيام رجب وصلاة بعض الليالي فيه فهو كذب مفترى " انتهى من "المنار المنيف" (ص96) .

وقال الحافظ ابن حجر في "تبيين العجب" (ص11) :

" لم يرد في فضل شهر رجب , ولا في صيامه ولا صيام شيء منه معين , ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة " انتهى .

وقال الشيخ سيد سابق رحمه الله في "فقه السنة" (1/383) :

" وصيام رجب ليس له فضل زائد على غيره من الشهور , إلا أنه من الأشهر الحرم , ولم يرد في السنة الصحيحة أن للصيام فضيلة بخصوصه , وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به " انتهى .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن صيام يوم السابع والعشرين من رجب وقيام ليلته .

فأجاب :

" صيام اليوم السابع العشرين من رجب وقيام ليلته وتخصيص ذلك بدعة , وكل بدعة ضلالة " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/440) .

وقال ابن عثيمين رحمه الله :

" لم يرد في فضل رجب حديثٌ صحيح ، ولا يمتاز شهر رجب عن جمادى الآخرة الذي قبله إلا بأنه من الأشهر الحرم فقط ، وإلا ليس فيه صيام مشروع، ولا صلاة مشروعة، ولا عمرة مشروعة ولا شيء، هو كغيره من الشهور "

انتهى ملخصا .

"لقاء الباب المفتوح" (174/ 26) بترقيم الشاملة

ثانيا :

روى عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (2346) والطبراني في "الأوسط" (3939) والبيهقي في "الشعب" (3534) وأبو نعيم في "الحلية" (6/269)

من طريق زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ قَالَ: نا زِيَادٌ النُّمَيْرِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ رَجَبٌ قَالَ: ( اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ )

وهذا إسناد ضعيف ، زياد النميري ضعيف ، ضعفه ابن معين. وقال أبو حاتم: لا يحتج به. وذكره ابن حبان في الضعفاء وقال: لا يجوز الاحتجاج به .

"ميزان الاعتدال" (2/ 91)

وزائدة بن أبي الرقاد : أشد ضعفا منه ، قال أبو حاتم : يحدث عن زياد النميري عن أنس ، أحاديث مرفوعة منكرة ، ولا ندري منه أو من زياد . وقال البخاري : منكر الحديث

. وقال النسائي : منكر الحديث . وقال في الكنى : ليس بثقة . وقال ابن حبان : يروي مناكير عن مشاهير لا يحتج بخبره ، ولا يكتب إلا للاعتبار

. وقال ابن عدي : يروي عنه المقدمي وغيره أحاديث إفرادات ، وفي بعض أحاديثه ما ينكر.

"تهذيب التهذيب" (3/ 305-306)

والحديث ضعفه النووي في "الأذكار" (ص189)

وابن رجب في "لطائف المعارف" (ص121)

وكذا ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4395) ، وقال الهيثمي :

" رَوَاهُ الْبَزَّارُ وَفِيهِ زَائِدَةُ بْنُ أَبِي الرُّقَادِ قَالَ الْبُخَارِيُّ: مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَجَهَّلَهُ جَمَاعَةٌ " .

"مجمع الزوائد" (2/ 165) .

ثم إن الحديث - مع ضعفه - ليس فيه أن ذلك يقال عند أول ليلة من شهر رجب ، إنما هو دعاء مطلق بالبركة فيه ، وهذا يصح في رجب وقبل رجب أيضا .

ثالثا :

أما سؤال المسلم ربه أن يبلغه رمضان فلا بأس به .

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" قال معلى بن الفضل: كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان

ويدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم . وقال يحيى بن أبي كثير : كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان ، وسلم لي رمضان وتسلمه مني ، متقبلا "

انتهى من "لطائف المعارف" (ص 148)

وقد سئل الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله :

ما صحة حديث: ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان )؟

فأجاب :

" هذا حديث لا يثبت ، لكن إن دعا المسلم بأن يبلغه الله عز وجل رمضان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه، وأن يوفقه لإدراك ليلة القدر ، أي بأن يدعو أدعية مطلقة فهذا إن شاء الله لا بأس به " .

انتهى من موقع الشيخ .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-09-29, 02:23
ما صحة حديث : ( من صلى عليَّ الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين سنة )؟

السؤال:

لدي سؤال بخصوص أحد الأحاديث وفيه : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " الذي يقرأ ثمانين مرة يوم الجمعة بعد صلاة العصر وقبل أن يقوم من مقامه غفر الله له خطايا ثمانين سنة

وكتب له ثواب عبادة ثمانين سنة " ، ويقول : بأن يقول هذا الذكر ثمانين مرة " اللهم صلي على محمد النبي الأمي وآله وسلم تسليما .

فهل هذا الحديث صحيح ؟

وهل يمكنني العمل به ؟

لأني أرى كثيرا من الناس يقومون بهذه الأعمال .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه ابن شاهين في " الترغيب في فضائل الأعمال" (ص: 14) من طريق عَوْن بْن عُمَارَةَ ، عن سَكَن الْبُرْجُمِي ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ

عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن أبي هريرة ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الصَّلَاةُ عَلَيَّ نُورٌ عَلَى الصِّرَاطِ ، فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً ، غُفِرَتْ لَهُ ذُنُوبُ ثَمَانِينَ عَامًا ).

وقد تساهل بعض المتأخرين فحسَّن الحديث

والصواب : أن الحديث ضعيف ، بل ضعيف جداً ؛ لاشتمال سنده على ثلاثة من الرواة الضعفاء ، وهم :

1- علي بن زيد بن جدعان البصري .

" قَالَ حَمَّاد بن زيد : كَانَ يقلب الْأَحَادِيث ، وَذكر شُعْبَة أَنه اخْتَلَط ، وَقَالَ أَحْمد : لَيْسَ بِشَيْء ، وَقَالَ أَبُو زرْعَة : لَيْسَ بِقَوي يهم ويخطئ ، وَقَالَ أَبُو حَاتِم : لَا يحْتَج بِهِ ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ : لَا يزَال عِنْدِي فِيهِ لين ".

انتهى ، من "المغني في الضعفاء" للذهبي (2/447).

2- حجاج بن سنان .

" قال عنه الأزدي : متروك ".

ينظر: " لسان الميزان" لابن حجر (2/ 563) .

3- عَوْنُ بْنُ عُمَارَةَ القيسي.

" قال أبو زرعة : منكر الحديث ، وقال الحاكم : أدركته ولم أكتب عنه ، وكان منكر الحديث ضعيف الحديث ... وقال أبو داود : ضعيف ".

انتهى من " تهذيب التهذيب" (8/173).

وممن ضعف الحديث من الائمة : الدارقطني ، والحافظ ابن حجر في " نتائج الأفكار " (5/56) ، والسخاوي في " القول البديع " صـ 284 ، والمناوي في " فيض القدير " (4/249)

والحوت البيروتي في " أسنى المطالب " (ص: 175) ، والشيخ الألباني في " السلسةالضعيفة " (8/274).

وللحديث شاهد من حديث أنس بن مالك قال : " كُنْتُ وَاقِفًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم فَقَالَ : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ثَمَانِينَ مَرَّةً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَ ثَمَانِينَ عَامًا).

فَقِيلَ لَهُ : كَيْفَ الصَّلاةُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

قَالَ : ( تَقُولُ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ونبيك ورسولك النبي الأمي، وتعقد واحداً) .

رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/ 464) ، وفي إسناده : وهب بن داود بن سليمان الضرير.

قال الذهبي :

" قَالَ الْخَطِيب : لم يكن بِثِقَة ، ثمَّ أورد لَهُ حَدِيثا من وَضعه " .

انتهى من " المغني في الضعفاء" (2/ 727) . .

وكذلك ذكره ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " (رقم 796) .

قال الشيخ الألباني :

" وهو بكتابه الآخر " الأحاديث الموضوعات " أولى وأحرى ، فإن لوائح الوضع عليه ظاهرة ، وفي الأحاديث الصحيحة في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم غنية عن مثل هذا

من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً ) رواه مسلم وغيره ".

انتهى ، "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" (1/383).

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-01, 16:10
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

حديث باطل لا أصل له في عُمْرِ جبريل عليه السلام .

السؤال:

جادلني أحد الإخوة في صحة الحديث الذي يتكلم عن عمر جبريل عليه السلام ، فقال : إنه صحيح ، لكنني قلت له : إنه ضعيف على حد علمي ، وقد أكون مخطئاً

ثم قلت له: الأفضل أن نستفسر أهل العلم ، فأرجو منكم توضيح هذه المسألة بالتفصيل ؛ حتى أنقل له قولكم .

الجواب :

الحمد لله

لعل السائل يقصد هذا الحديث الذي يذكره جهلة الصوفية عن أبي هريرة قال: " سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟

فقال: يا رسول الله لست أعلم ، غير أن في الحجاب الرابع نجمًا يطلع في كل سبعين ألف سنة مرة ، رأيته اثنتين وسبعين ألف مرة ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم : ( وعزة ربي أنا ذلك الكوكب ) .

وهذا حديث باطل لا أصل له ، وإنما يذكره هؤلاء الغلاة الجهلة من الصوفية ومن تابعهم من العوام ، وهو من الخرافة التي تنادي على نفسها بالبطلان .

قال ابن القيم رحمه الله :

" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .

وقال الشيخ عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري رحمه الله :

" وروي في بعض كتب المولد النبوي عن أبي هريرة قال: " سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام فقال: يا جبريل كم عمّرتَ من السنين؟ ... "

فذكره ثم قال : " وهذا كذب قبيح ، قبّح الله من وضعه وافتراه " .

انتهى من "مرشد الحائر" (ص5) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-01, 16:16
حديث موضوع في فضل حفظ أربعين حديثا .

السؤال:

أنا طالب مبتعث في دولة أمريكا ، بالقرب مني مسجد قائم عليه إخوة من جنوب آسيا ، وجدت عندهم كتيب بعنوان "الأربعين حديث" يحتوي على عدة أحاديث

هذا الكتيب يحفظونه ، و يتدارسونه ، ويعلمونه للصغار أو الكبار ، من ضمن هذا الكتيب حديث لا أعلم عن صحته ، و بحثت عنه في شبكة الانترنت ولم أستطع إيجاده ، أنقل لكم هذا الحديث نصاً كالتالي:

عن سلمان رضي الله تعالى عنه قال

: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أربعين حديثا التي قال : من حفظها من أمتي دخل الجنة ، قلت : وما هي يا رسول الله قال: ( (1) أن تؤمن بالله . (2) واليوم الأخر. (3) والملائكة. (4)

والكتب (5) والنبيين (6) والبعث بعد الموت (7) والقدر خيره وشره من الله تعالى (8) وأن تشهد ان لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله (9) وتقيم الصلاة بوضوءٍ سابغ كامل لوقتها (10) و تؤتىَ الزكاة (11)

وتصوم رمضان (12) وتحج البيت إن كان لك مال (13) وتصلِّىَ اثنتي عشرة ركعة في كل يوم وليلة (14) والوتر لا تتركه في كل ليلة (15) ولا تشرك بالله شيئا (16) ولا تعق والديك (17)

ولا تأكل مال اليتيم ظلماً (18) ولا تشرب الخمر (19) ولا تزنِ (20) ولا تحلف بالله كاذباً (21) ولا تشهد شهادة الزور (22) ولا تعمل بالهوى (23) ولا تغتب أخاك المسلم (24) ولا تقذف المحصنة (25)

ولا تَغُلَّ أخاك المسلم (26) ولا تلعب (27) ولا تلهُ مع اللاَّهِيُنَ (28) ولا تقل للقصير يا قصير تريد بذلك عيبه (29) ولا تسخر بآحدٍ من الناس (30) ولا تمش بالنميمة بين الأخوين (31)

واشكر الله تعالى على نعمته (32) واصبر على البلاء والمصيبة (33) ولا تأمن من عقاب الله (34) ولا تقطع أقرباءك (35) وصلهم (36) ولا تلعن أحداً من خلق الله (37) وأكثر من التسبيح و التكبير والتهليل (38)

ولا تدع حضور الجمعة والعيدين (39)واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك (40) ولا تدع قراءة القرآن على كل حال) ، قلت : يا رسول الله ما ثواب من حفظ هذه الأربعين ؟

قال : ( حشره الله تعالى مع الأنبياء ، والعلماء يوم القيامة ).

المصدر (كنز العمال ص 238ج5 كما جاء في أسوته رسول أكرم صلى الله عليه وسلم) .

للعلم هذا الحديث مترجم باللغة الانجليزية في الكتيب أيضاً .

أسئلتي : ما صحة هذا الحديث ؟ وما هي الطريقة الصحيحة لتعلم الحديث ؟ و كيف أنصح إخواني هنا إذا كان في هذا الحديث أمرا ؟

أرجو منكم ترجمته للغة الإنجليزية والأردو

وشكرا

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ذكر هذا الحديث الإمام الذهبي رحمه الله في "ميزان الاعتدال" (2/ 104)

في ترجمة زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي، فقال :

" اتهم بوضع أربعين في الآداب قاله النباتي .

قلت - يعني الذهبي - : هو أبو الخير بن رفاعة ، لا صبحه الله بخير.

سمع منه تلك الأربعين الباطلة : أبو الفتح سلم بن أيوب الرازي بالرى بعد الأربعمائة .

وروى أبو الموفق محمد بن محمد النيسابوري عن زيد بن عبد الله بن محمد الزاهد شيخ البلوطيين، حدثنا إبراهيم بن حاتم التسترى ، حدثنا علي بن الحسين بن إسحاق ، حدثنا أبي

حدثنا محمد بن إبراهيم الشامي ، عن محمد بن يوسف الفريابي ، عن الثوري، عن ليث ، عن مجاهد ، عن سلمان

قال: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأربعين حديثاً، فقال: ( من حفظها على أمتى دخل الجنة، وحشر مع الأنبياء والعلماء )

فقلت: يا رسول الله، أي الأحاديث هي؟

قال: ( أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والبعث والحساب والموقف والشفاعة والقدر والوتر كل ليلة، ولا تعق والديك ... إلى أن قال: ولا تقل للقصير يا قصير، وسرد ما بقى.

وهذا كذب " انتهى كلام الذهبي .

وتابعه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/ 508) .

وقد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/ 145)

من طريق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي نا علي بن الحسين بن إسحاق نا أبي نا أبي (كذا) نا محمد بن إبراهيم الشامي عن محمد بن يوسف الفريابي عن سفيان الثوري به مختصرا .

ومحمد بن إبراهيم الشامي هذا متهم ، قال ابن عدي : منكر الحديث وعامة أحاديثه غير محفوظة

وقال الدارقطني : كذاب ، وقال أبو نعيم : روى عن الوليد بن مسلم ، وشعيب بن إسحاق ، وبقية وسويد بن عبد العزيز موضوعات

وقال ابن حبان يضع الحديث ، لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار ، وقال الحاكم والنقاش: روى أحاديث موضوعة .

"تهذيب التهذيب" (9/ 14) .

ورواه أبو القاسم القزويني في "التدوين في أخبار قزوين" (3/375)

من طريقين عن سَعْد بْن سَعِيدٍ الْجُرْجَانِيّ عَنْ سُفْيَان الثَّوْرِيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَنِ الأَرْبَعِينَ حَدِيثًا الَّتِي قَالَ: ( مَنْ حَفِظَهَا مِنْ أُمَّتِي دَخَلَ الْجَنَّةَ )

فَقُلْتُ وَمَا هيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ... ) الحديث . وزاد في آخره :

قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا ثَوَابُ مَنْ حَفِظَ هَذِهِ الأَرْبَعِينَ؟ قَالَ : ( حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ وَالْعُلَمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

وهذا إسناد واه ، سعد بن سعيد الجرجاني كان رجلا صالحا أدركته غفلة الصالحين فحدث عن الثقات بما ليس من حديثهم ، قال ابن عدي : حدث عن الثَّوْريّ وعن غيره ما لاَ يُتَابَعُ عَليه.

ثم ذكر له بعض ما تفرد به، ثم قال :

" وَهَذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرْتُهَا لسعد بْن سَعِيد عن الثَّوْريّ وعن غيره مما ينفرد فيها سعد عنهم ، وقد صحب سعد الثَّوْريّ بجرجان في بلده

روى عنه غرائب ، وسأله عن مسائل كثيرة ، ولسعد غير ما ذكرت من الحديث غرائب وأفراد غريبة ، وكان رجلا صالحا ، ولم تؤت أحاديثه التي لم يتابع عليها من تعمد منه فيها أو ضعف في نفسه ورواياته

إلاَّ لغفلة كانت تدخل عليه ، وهكذا الصالحون.

ولم أر للمتقدمين فيه كلاما ، كانوا غافلين عنه ، وَهو من أهل بلدنا ، ونحن أعرف به "

انتهى من " الكامل " (4/ 396-398)

وينظر: " مختصر الكامل " ، للمقريزي (382) .

وذكره أبو نعيم في رجال يعدل عن تفردهم وقلة إتقانهم .

"لسان الميزان" (3/ 16) .

وذكر له الذهبي حديثا عن الثوري ثم قال :

" فهذا موضوع على سفيان " انتهى من "ميزان الاعتدال" (2/ 121) .

فهذا إسناد واه ، لتفرد هذا الشيخ به عن الثوري ، وأين كان أصحاب الثوري الثقات الملازمون له عن هذا الحديث الجليل ، حتى ينفرد به من يروي الموضوعات عن الأثبات ؟

وقد كان كثير من الصالحين يخلط في روايته ، فربما سمع الموعظة من الشيخ فجعلها - توهما - حديثا مسندا ،

وقد روى الإمام مسلم رحمه الله في مقدمة الصحيح (1/17)

عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ قَالَ : " لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ " قَالَ مُسْلِم : " يَقُولُ : يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ ، وَلَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ " .

والخلاصة : أن هذا الحديث باطل كما قال الذهبي رحمه الله ، فلا تجوز روايته فضلا عن الاحتجاج به .

ثانيا :

عليك بنصح إخوانك وإخبارهم أنك سألت عن هذا الحديث فوجدته حديثا موضوعا ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،

وهو القائل : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) رواه مسلم في مقدمة الصحيح (1/7)

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ ، فَرَوَاهُ : كَانَ كَاذِبًا , وَكَيْف لَا يَكُون كَاذِبًا وَهُوَ مُخْبِرٌ بِمَا لَمْ يَكُنْ ؟ " انتهى .

وليعلم أن الكذب مذموم كله ، لا يصلح في جد ولا هزل ، فكيف بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وفيما صح عنه صلى الله عليه وسلم غنية عما لم يصح.

وليكن نصحك إياهم برفق وحكمة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-01, 16:20
هل ثبت أن الله تعالى يتلو القرآن على أهل الجنة في الجنة ؟

السؤال :

هل يصح أن ربنا سبحانه وتعالى يقرأ القرآن علينا في الجنة ؟

والبعض يقول : إن ربنا عز وجل يقرأ سورة الرحمن بالأخص ، فما صحة ذلك ؟

الجواب :

الحمد لله

وردت عدة أحاديث تفيد أن الله تعالى يتلو القرآن على أهل الجنة ، ولكنها كلها ضعيفة لا يثبت شيء منها

فمن ذلك :

- ما رواه أبو نعيم في " صفة الجنة " (270) من طريق الْمُسَيَّبِ بْنِ شَرِيكٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْبَكْرِيِّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، قَالَ

: " إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَدْخُلُونَ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ عَلَى الْجَبَّارِ تَعَالَى فَيَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، وَقَدْ جَلَسَ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَجْلِسَهُ عَلَى مَنَابِرِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، وَالزَّبَرْجَدِ

وَالذَّهَبِ وَالزُّمُرُّدِ كُلًّا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَلَمْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُمْ بِذَلِكَ ، وَلَمْ يَسْمَعُوا شَيْئًا قَطُّ أَعْظَمَ , وَلَا أَحْسَنَ مِنْهُ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ نَاعِمِينَ قَرِيرَةً أَعْيُنُهُمْ إِلَى مِثْلِهَا مِنَ الْغَدِ " .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، صالح بن حيان ضعيف ، والمسيب بن شريك متروك .

وقد ذكره الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (2/90) مرفوعا ، ولا يصح .

وأورده الألباني في "ضعيف الجامع" (1834) وضعفه .

- وروى أبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (ص 162)

من طريق محمد بْن يونس الْقُرَشِيّ ، نا عباد بْن واقد مولى بني هاشم ، نا عبد الله بْن جراد ، نا أشعث الحداني ، عَن شهر بْن حوشب عن أَبِي هريرة

قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إذا كَانَ يوم القيامة ، قرأ الله تبارك وَتَعَالَى القرآن عَلَى النَّاس كأنهم لم يسمعوه ، فيحفظ المؤمنون وينساه المنافقون) .

وهذا إسناد واه جدا ، شهر بن حوشب ضعيف ، وعبد الله بن جراد مجهول ، ومحمد بن يونس القرشي هو الكديمي مشهور بالوضع ، قال ابن حبان : لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.

انظر : "ميزان الاعتدال" (4/ 74) .

- وروى ابن خزيمة في "التوحيد" (1/402) من طريق إِبْرَاهِيم بْن الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ ، قَالَ : ثنا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنْ مَوْلَى الْحُرَقَةِ ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَرَأَ طه وَيس ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ

فَلَمَّا سَمِعَتِ الْمَلَائِكَةُ الْقُرْآنَ قَالَتْ : طُوبَى لِأُمَّةٍ يَنْزِلُ هَذَا عَلَيْهِمْ ، طُوبَى لِأَلْسُنٍ تَتَكَلَّمُ بِهَذَا ، وَطُوبَى لِأَجْوَافٍ تَحْمِلُ هَذَا )
.
وهذا إسناد ضعيف جدا ، عمر بن حفص ، وإبراهيم بن المهاجر متروكان .

وأورد هذا الحديث الألباني في "الضعيفة" (1248) وقال : " منكر " .

- وروى السجزي في "الإبانة" - كما في "الفتح الكبير" للنبهاني (2 /296) -

عن أنس مرفوعا : ( كَأَنَّ النَّاسَ لَمْ يَسْمَعُوا الْقُرْآن حِينَ يَتْلوهُ الله عَلَيْهِمْ في الجَنَّةِ ) .

وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (4158) .

- ورواه الرافعي في "تاريخه" (2/403) عن أبي هريرة مرفوعا ولفظه : ( كأن الخلق لم يسمعوا القرآن حين يسمعونه من الرحمن يتلوه عليهم ) .

أورده الألباني في "الضعيفة" (3282) وقال : " منكر " .

- وروى عبد الله بن أحمد في "السنة" (1/ 147) من طريق مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ ، قَالَ : " كَأَنَّ النَّاسَ إِذَا سَمِعُوا الْقُرْآنَ

مِنْ فِي الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَكَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ " وهذا مع كونه مقطوعا من قول محمد بن كعب فإسناده ضعيف لضعف ابن عبيدة .

والحاصل :

أن السماع المذكور لم يثبت فيه شيء من الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذا من أمور الغيب التي لا يقال فيها بالرأي والاجتهاد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-01, 16:26
حديث ضعيف في أن الله جعل الملوحة في العينين ، والمرارة في الأذنين ..

السؤال:

ما صحة هذا الحديث ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى بمنه وفضله جعل لابن آدم الملوحة في العينين ؛ لأنهما شحمتان , ولولا ذلك لذابتا.

وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل المرارة في الأذنين حجابًا من الدواب , فإن دخلت الرأس دابة والتمست إلى الدماغ ، فإذا ذاقت المرارة التمست الخروج .

وإن الله تعالى بمنه وفضله ورحمته على ابن آدم جعل الحرارة في المنخر يستنشق بهما الريح , ولولا ذلك لأنتن الدماغ .

وإن الله تعالى بمنه وكرمه ورحمته لابن آدم جعل العذوبة في الشفتين يجد بهما استطعام كل شيء , ويسمع الناس بها حلاوة منطقه"

وأنا أعتقد أنه ضعيف؛ لأن فيه أخطاء علمية .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو نعيم رحمه الله في "حلية الأولياء" (3/ 196) فقال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَنْبَسَةَ ، ثَنَا عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ قَالَ: " دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَا ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى ، وَأَبُو حَنِيفَةَ .

وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيُّ بِمِصْرَ , ثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: " دَخَلْتُ أَنَا

وَأَبُو حَنِيفَةَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فقَالَ لِابْنِ أَبِي لَيْلَى: مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ قَالَ: هَذَا رَجُلٌ لَهُ بَصَرٌ وَنَفَاذٌ فِي أَمْرِ الدِّينِ ، قَالَ : لَعَلَّهُ يَقِيسُ أَمْرَ الدِّينِ بِرَأْيِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ جَعْفَرٌ لِأَبِي حَنِيفَةَ : مَا اسْمُكَ ؟

قَالَ: نُعْمَانُ ، قَالَ : يَا نُعْمَانُ هَلْ قِسْتَ رَأْسَكَ بَعْدُ ؟ قَالَ : كَيْفَ أَقِيسُ رَأْسِي ؟

، قَالَ: مَا أُرَاكَ تُحْسِنُ شَيْئًا، هَلْ عَلِمْتَ مَا الْمُلُوحَةُ فِي الْعَيْنَيْنِ ، وَالْمَرَارَةُ فِي الْأُذُنَيْنِ ، وَالْحَرَارَةُ فِي الْمِنْخَرَيْنِ ، وَالْعُذُوبَةُ فِي الشَّفَتَيْنِ؟ قَالَ: لَا ، فَقَالَ جعفر: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ اللهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ جَعَلَ لِابْنِ آدَمَ الْمُلُوحَةَ فِي الْعَيْنَيْنِ ؛ لِأَنَّهُمَا شَحْمَتَانِ وَلَوْلَا ذَلِكَ لَذَابَتَا

وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ عَلَى ابْنِ آدَمَ جَعَلَ الْمَرَارَةَ فِي الْأُذُنَيْنِ حِجَابًا مِنَ الدَّوَابِّ ، فَإِنْ دَخَلَتِ الرَّأْسَ دَابَّةٌ وَالْتَمَسَتْ إِلَى الدِّمَاغِ فَإِذَا ذَاقَتِ الْمَرَارَةَ الْتَمَسَتِ الْخُرُوجَ ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ

عَلَى ابْنِ آدَمَ جَعَلَ الْحَرَارَةَ فِي الْمِنْخَرَيْنِ يَسْتَنْشِقُ بِهِمَا الرِّيحَ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَأَنْتَنَ الدِّمَاغُ ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالَى بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ وَرَحْمَتِهِ لِابْنِ آدَمَ جَعَلَ الْعُذُوبَةَ فِي الشَّفَتَيْنِ يَجِدُ بِهِمَا اسْتِطْعَامَ كُلِّ شَيْءٍ وَيَسْمَعُ النَّاسُ بِهَا حَلَاوَةَ مَنْطِقِهِ ) .

فهذان إسنادان لأبي نعيم لهذا الحديث ، أما الأول فإسناد باطل ، عمرو بن جميع كذاب ، كذبه ابن معين ،

وقال الدارقطني وجماعة: متروك

وقال ابن عدي: كان يتهم بالوضع

وقال البخاري: منكر الحديث .

انظر : "ميزان الاعتدال" (3/ 251) .

وأما الإسناد الثاني ففيه محمد بن عبد الله القرشي ، لم نجد له ترجمة .

وفيه هشام بن عمار الدمشقي ، وهو متكلم فيه ، وقد كان يقبل التلقين ، قال أبو حاتم: صدوق وقد تغير، فكان كلما لقنه تلقن .

وقال أبو داود : حدث بأربعمائة حديث لا أصل لها.

"ميزان الاعتدال" (4/ 302) .

وقد رواه هشام مقطوعا ، من قول جعفر بن محمد كما سيأتي ، وهو أشبه .

ثم هو مع ذلك مرسل ؛ فإن جد جعفر بن محمد : هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو من التابعين .

وله شاهد يرويه تمام في "الفوائد" (262) :

ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَقَبِ أَمْلَى ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَرُوذِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ ، ثنا مُغِيثُ بْنُ بُدَيْلٍ ، ثنا وَلَدُ خَارِجَةَ ، ثنا خَارِجَةُ ، عن جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي

عَنْ آبَائِهِ، عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

وخارجة بن مصعب متروك واه

قال أحمد : لا يكتب حديثه

وقال ابن نمير : ليس بثقة

وقال أيضا : ليس بشيء ، وقال مرة : كذاب

وقال ابن معين: ليس بشيء

وقال البخاري : تركه ابن المبارك ، ووكيع

وقال يحيى بن يحيى : كان يدلس عن غياث بن إبراهيم ، وغياث ذهب حديثه ، وقال النسائي : متروك الحديث

وقال مرة : ليس بثقة .

وقال ابن سعد : اتقى الناس حديثه فتركوه

وقال ابن خراش ، والحاكم أبو أحمد : متروك الحديث

وقال ابن حبان : كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره ، ويروي ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات ، عن الثقات الذين رآهم ، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات ؛ لا يجوز الاحتجاج بخبره .

"تهذيب التهذيب" (3/ 77-78) .

وولد خارجة لا يعرف من هو ، فهو مجهول ، فهذا الإسناد واه جدا أيضا .

وقد رُوى هذا الخبر عن جعفر من محمد من قوله :

- فرواه الزبير بن بكار في "الأخبار الموفقيات" (ص 19-20) :

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَأُمُّ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ يَحْيَى الرَّبَعِيُّ، عن ابْن شُبْرَمَةَ عن جعفر به .

- ورواه وكيع في " أخبار القضاة " (3/ 77) من طريق سليمان بْن جعفر فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللهِ الزهري فقال: حَدَّثَنَا ابن شُبْرُمَةَ عن جعفر بن محمد به .

- ورواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (1/ 464) من طريق أَحْمَد بْن عَلِيٍّ الْأَبَّارُ , نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ الدِّمَشْقِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِيِّ , عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ , عن جعفر به .

- ورواه أبو الشيخ في "العظمة" (5/ 1626): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ الْمَالِكِيُّ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْعَامِرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شُبْرُمَةَ عن جعفر به .

والخلاصة :

أن هذا الخبر ضعيف جدا مرفوعا ، وأحسن أحواله أن يكون من قول جعفر بن محمد بن علي بن الحسين رحمه الله .

وننبه الأخ السائل إلى أن ضعف الحديث إنما يعرف بصناعة الحديث وفنه ، بالنظر في أسانيده وعلله ورجاله ، لا يعرف بمجرد الظن .

وأما أن يكون الحديث مخالفا لحقيقة علمية : فهذا باب من النظر والإعلال ، ينبغي التأني فيه غاية التأني ؛ فربما لم تكن الحقيقة قد بلغت مرحلة القطع بها بعد ، وإنما هي مجرد نظريات ، أو احتمالات ، أو نحو ذلك .

وربما لم يكن الحديث ، وفقا لدلالته في لسان العرب : يعرض لهذه القضية العلمية أصلا ، فضلا عن أن يعارضها ؛ وإنما توهم ذلك فيه من تأوله على بعض ما في ظنه .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-01, 16:31
الصديق وقت الضيق " مقولة مشهورة ، وليست حديثاً نبوياً

السؤال:

هل الحديث النبوي : ( الصديق : وقت الضيق ) صحيح ؟

الجواب :

الحمد لله

هذه العبارة ليست حديثًا نبويًا

بل جملة مشهورة عند العوام

فلا يجوز أن تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه لم يقلها

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يقال عليه ما لم يقل ، فقال : ( مَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه أحمد (469) وصححه الألباني.

وقد جاء من الأحاديث الصحيحة ما فيه غنية عن هذه العبارات وما هو أفضل وأكمل، كقوله صلى الله عليه وسلم

( الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) مُتَّفق عَلَيْهِ.

والله أعلم.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 13:44
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل من السنة تغطية الرأس عند دخول الخلاء ؟

السؤال:

هل ورد شيء في السنة عن وجوب تغطية الرأس عند دخول الخلاء للنساء والرجال ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البيهقي في سننه (464) وأبو نعيم في الحلية (2/182) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ غَطَّى رَأْسَهُ ، وَإِذَا أَتَى أَهْلَهُ غَطَّى رَأْسَهُ ".

وإسناده ضعيف

انظر " الضعيفة " (4192) .

وروى البيهقي (465) عَنْ حَبِيبِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ لَبِسَ حِذَاءَهُ وَغَطَّى رَأْسَهُ ) .

وهذا مرسل ، وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (4393) .

فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الباب شيء .

ثانيا :

ثبت هذا الأمر من فعل بعض السلف :

فعن عُرْوَة ، عَنْ أَبِيهِ : " أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ ، قَالَ ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ : " يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ، اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لأظل حِين أَذْهَبُ إلَى الْغَائِطِ فِي الْفَضَاءِ ، مُغَطّيًا رَأْسِي اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّي "

رواه ابن المبارك في " الزهد " (1/107) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1/105) .

وإسناده صحيح .

وينظر : "العلل" ، للدارقطني (1/186) .

قال البيهقي رحمه الله في السنن (1/96) :

"رُوِىَ فِى تَغْطِيَةِ الرَّأْسِ عِنْدَ دُخُولِ الْخَلاَءِ عَنْ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، وَهُوَ عَنْهُ صَحِيحٌ "

وقال ابن أبي شيبة (1/106) : حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ طَاوُوس ، قَالَ : " أَمَرَنِي أَبِي إذَا دَخَلْتُ الْخَلاَءَ أَنْ أُقَنِّعَ رَأْسِي ، قُلْتُ : لِمَ أَمَرَك بِذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ أَدْرِي " .

ثالثا :

ذهب طائفة من الفقهاء إلى أن التقنع وتغطية الرأس ، هو من محاسن الآداب ، ومستحباتها :

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (2/ 93):

" قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ وَالْغَزَالِيُّ وَالْبَغَوِيُّ وَآخَرُونَ : يستحب أن لا يدخل الْخَلَاءَ مَكْشُوفَ الرَّأْسِ " انتهى .

وقال المرداوي رحمه الله في "الإنصاف" (1/ 97):

" يُسْتَحَبُّ تَغْطِيَةُ رَأْسِهِ حَالَ التَّخَلِّي. ذَكَرَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَصْحَابِ " انتهى .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (22/ 5):

" يُسْتَحَبُّ أَنْ لاَ يَدْخُل الْخَلاَءَ حَاسِرَ الرَّأْسِ ، لِخَبَرِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا دَخَل الْخَلاَءَ لَبِسَ حِذَاءَهُ ، وَغَطَّى رَأْسَهُ " انتهى .

وسئل ابن عثيمين رحمه الله عن حكم دخول الحمام مكشوف الرأس؟

فأجاب بقوله : " دخول الحمام مكشوف الرأس لا بأس به ، لكن استحب الفقهاء تغطية الرأس عند دخول الخلاء "

انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (11 /68) .

وقد يقال ، والله أعلم : إنما كان ذلك من محاسن الآداب والأخلاق حيث كان قضاء الحاجة في مكان بارز مكشوف ، وليس في أماكن مستترة ، كحال الكنف ، ودورات المياه الآن .

وعلى كل :

فالأمر كما سبق : لم يصح فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن فعله من السلف ، إنما فعله لعظيم استحيائه ، وتستره في مثل هذا المقام .

ونحو ذلك ما رواه ابن أبي شيبة (1/106) بسند صحيح عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : " إنِّي لأغْتَسِلُ فِي الْبَيْتِ الْمُظْلِمِ ، فَأَحْنِي ظَهْرِي إذَا أَخَذْتُ ثَوْبِي حَيَاءً مِنْ رَبِّي " .

فمن فعل ذلك ، تأسيا بمن فعله من السلف : فهو أدب حسن محمود ، إن شاء الله ، شريطة أن يقوم بقلبه ذلك المعنى السابق : عظم الحياء من الله عز وجل ، والأدب معه .

ومن تركه فلا حرج عليه ، ولا كراهة في حقه ، إن شاء الله .

وأما القول بوجوب تغطية الرأس عند دخول الخلاء فلم يقل به أحد من علماء المسلمين فيما نعلم .

ولمعرفة آداب قضاء الحاجة يراجع جواب السؤال القادم

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 13:50
آداب قضاء الحاجة عند المسلمين

السؤال :

هل فهمت على الأرجح من قواعد الحياء التي تدعو إليها أن الرجال يجب أن يجثموا أو ينحنوا عند التبول ؟

لكني أتساءل إذا كان من الأكثر حياء عدم استخدام المبولة في غرف نوم الرجال إذا كان أحدهم مسلما وتقترب غرفته من دورة المياه . أنا أعرف أن قواعد الأدب والحياء بالنسبة للمرأة المسلمة كثيرة وشديدة التحفظ عنها

بالنسبة للمرأة الغربية . وأنا لهذا السبب أحترم المرأة المسلمة كثيرا . أنا لا أحب مهاجمة المسلمين وإن بدا ذلك من سؤالي لكني فقط لا أمتلك المعرفة الكافية بآدابهم وسلوكياتهم

. شكرا لك مقدما على الإجابة حفظك الله من كل سوء وأدام لك الصحة والعافية .

الجواب:

الحمد لله

لا بدّ أولا من شكرك أيّها السائل على حرصك على مشاعر المسلمين وسعيك لمعرفة ما يؤذيهم لتجتنبه ، ويسرنا أن نعتني بتفصيل الجواب لك فيما طلبتَ وأكثر لعلّه أن ينفتح لك من خلاله ما يقودك إلى خير عظيم .

إنّ من عظمة الشّريعة الإسلامية المباركة أنّها ما تركت خيرا في قليل ولا كثير إلا أمرت به ودلّت عليه ولا شرا في قليل ولا كثير إلا حذّرت منه ونهت عنه ، فكانت كاملة حسنة من جميع الوجوه

وقد أثار ذلك دهشة غير المسلمين وإعجابهم بهذا الدّين حتى قال أحد المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه :

قَدْ عَلَّمَكُمْ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْخِرَاءةَ فَقَالَ سَلْمَانُ أَجَلْ نَهَانَا أَنْ نَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ بِغَائِطٍ أَوْ بَوْلٍ .. الحديث ، رواه الترمذي رقم 16

وقال حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ في صحيح مسلم وغيره وقد وردت في الشريعة الإسلامية عدة آداب وأحكام في قضاء الحاجة ومنها :

1- عدم استقبال قبلة الصّلاة عند البول والغائط ( وقبلة المسلمين هي الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام بأمر من الله في مكة ) وهذا من احترام القبلة وتعظيم شعائر الله وقد قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

إِذَا جَلَسَ أَحَدُكُمْ عَلَى حَاجَتِهِ فَلا يَسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ وَلا يَسْتَدْبِرْهَا . رواه مسلم 389.

2- أن لا يمسّ ذَكَرَه بيمينه وهو يبول لقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلا يَأْخُذَنَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ وَلا يَسْتَنْجِي بِيَمِينِهِ وَلا يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ . " رواه البخاري 150

3- أن لا يزيل النّجاسة بيمينه بل يستخدم شماله لمباشرة النجاسة في إزالتها للحديث المتقدّم ولقوله صلى الله عليه وسلم : " إِذَا تَمَسَّحَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَمَسَّحْ بِيَمِينِهِ . " رواه البخاري 5199

ولما روته حفصة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَجْعَلُ يَمِينَهُ لأَكْلِهِ وَشُرْبِهِ وَوُضُوئِهِ وَثِيَابِهِ وَأَخْذِهِ وَعَطَائِهِ وَيَجْعَلُ شِمَالَهُ لِمَا سِوَى ذَلِكَ .

رواه الإمام أحمد وهو في صحيح الجامع 4912 ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا اسْتَطَابَ أَحَدُكُمْ فَلا يَسْتَطِبْ بِيَمِينِهِ ، لِيَسْتَنْجِ بِشِمَالِهِ . " رواه ابن ماجة 308 وهو في صحيح الجامع 322

4- والسنّة أن يقضي حاجته جالسا وأن يدنو من الأرض لأنّه أستر وآمن من ارتداد رشاش البول عليه وتلويث بدنه وثيابه فإن أَمِن ذلك جاز البول قائما

5- أن يستتر عن أعين الناس عند قضاء الحاجة وقد كان أَحَبَّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفٌ أَوْ حَائِشُ نَخْلٍ ( أي مرتفع من الأرض أو حائط نخل وهو البستان ) . رواه مسلم 517

وإذا كان الإنسان في الفضاء وأراد قضاء حاجة ولم يجد شيئا يستره فليبتعد عمن حوله من الناس

لما رواه الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِي الْمَذْهَبِ رواه الترمذي 20 وقال :

هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ، وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي قُرَادٍ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْخَلاءِ وَكَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ . رواه النسائي 16 وهو في صحيح الجامع 4651

6- أن لا يكشف العورة إلا بعد أن يدنو من الأرض لأنّه أستر لما رواه أَنَس رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ لَمْ يَرْفَعْ ثَوْبَهُ حَتَّى يَدْنُوَ مِنْ الأَرْضِ رواه الترمذي 14

وهو في صحيح الجامع 4652 . وإذا كان في مرحاض فلا يرفع ثوبه إلا بعد إغلاق الباب وتواريه عن أعين النّاظرين ، ومن هذه النقطة والتي قبلها تعلم أيّها السائل الكريم أنّ ما يفعله كثير من النّاس في بلاد الغرب وغيرها

من التبوّل وقوفا في المحلات المكشوفة داخل المراحيض العامة هو أمر مناف للأدب والحياء والحشمة والأخلاق الفاضلة الكريمة وتقشعرّ منه بدن كلّ صاحب فطرة سليمة وعقل صحيح

إذ كيف يكشف الشّخص أمام النّاس عورته التي جعلها الله بين رجليه سترا لها وأمر بتغطيتها واستقرّ أمر تغطيتها عند جميع عقلاء البشر .

وكذلك فإنّ من الخطأ أساسا بناء المراحيض بهذا الشّكل المُشين الذي يرى فيه مستعملوها بعضهم بعضا وهم يبولون متخلّفين في ذلك عن بعض البهائم التي من عادتها الاستتار عند التبوّل والتغوّط .

7- ومن الآداب الشّرعية عند المسلمين أذكار معيّنة يقولونها عند دخولهم الخلاء وعند خروجهم منه وهي مناسبة تمام المناسبة للحال والمكان فقد علمنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن يقول الواحد منا عند دخول الخلاء

: بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ، فيستعيذ بالله من كلّ أمر خبيث ومن كلّ شيطان وشيطانة ، وعند الخروج يسأل الله المغفرة بقوله : غفرانك .

8- الاعتناء بإزالة النجاسة بعد الفراغ من قضاء الحاجة لقوله صلى الله عليه وسلم محذّرا من التساهل في التطهّر من البول : " أَكْثَرُ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنْ الْبَوْلِ . " رواه ابن ماجة 342

وهو في صحيح الجامع 1202 وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ

فَقَالَ إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا هَذَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ وَأَمَّا هَذَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ . " رواه البخاري 5592

9- أن يكون غسل النجاسة أو مسحها ثلاث مرات أو وترا بعد الثلاث بحسب ما تدعو إليه حاجة التطهير ، لما جاء عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَغْسِلُ مَقْعَدَتَهُ ثَلاثًا قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَعَلْنَاهُ فَوَجَدْنَاهُ دَوَاءً وَطُهُورًا .

رواه ابن ماجة 350 وهو في صحيح الجامع 4993 ، ولما رواه أبو هُرَيْرََةُ رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا . " رواه الإمام أحمد وحسنه في صحيح الجامع 375

10- أن لا يستعمل العظم ولا الرّوث في الاستجمار ( وهو إزالة النجاسة بالمسح ) . وإنما يستعمل المناديل والحجارة ونحوها . لما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا وَلا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلا بِرَوْثَةٍ فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ

أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْعَظْمِ وَالرَّوْثَةِ قَالَ هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ .. الحديث رواه البخاري 3571

11- أن لا يبول الإنسان في الماء الراكد . لما رواه جَابِر رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ . " رواه مسلم 423 ولأنّ في ذلك تنجيسا للماء وإيذاء لمستعمليه .

|12- أن لا يبول في طريق النّاس ولا في ظلّ يستظلّ به النّاس ، لأنّ في ذلك إيذاء لهم ، وقد روى أبو هُرَيْرَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ اتَّقُوا اللاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ . " رواه أبو داود 23 وهو في صحيح الجامع 110

13- أن لا يسلّم على من يقضي حاجته ولا يردّ السّلام وهو في مكان قضاء الحاجة تنزيها لله أنْ يُذكر اسمه في الأماكن المستقذرة عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَجُلًا مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَبُولُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتَنِي عَلَى مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَةِ فَلَا تُسَلِّمْ عَلَيَّ فَإِنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ . " رواه ابن ماجة 346 وهو في صحيح الجامع 575

. وجمهور العلماء على كراهية الكلام في الخلاء لغير حاجة .

كانت تلك طائفة من الآداب والأحكام التي وردت في شريعة الإسلام بشأن هذا الموضوع الذي يتكرر من كلّ إنسان يوميا فاعتنت به الشّريعة غاية الاعتناء وبيّنت فيه كلّ التبيين فما بالك بما هو أعظم منه

فهل تعلم أيها السائل الكريم دينا أو شريعة في العالم جاءت بمثل هذا ، إنّه كاف والله في إثبات كمالها وحسنها ووجوب اتّباعها ، نسأل الله لنا ولك التوفيق لكلّ خير والهداية إلى الحقّ وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 13:55
: قصة إسلام قسيس من النصارى على يد أبي يزيد البسطامي بعد مناظرته لا أصل لها .

السؤال:

هل هذه القصة صحيحة ؟ :

كان رجل مسلم له صديق مسيحي فألح المسيحي علي المسلم بأن يذهب معه للكنسية ليحضر درس من قسيس ، ويدلي رأيه للمسيحي فوافق المسلم و ذهب معه ، فعرفه القسيس ، وقال له أريد أن أسألك اثنين وعشرين سؤالا .

إليك الأسئلة:

ماهو الواحد الذي لا ثاني له ؟ماهما الاثنان اللذان لا ثالث لهما ؟

ماهم الثلاثة الذين لا رابع لهم ؟ ماهم الأربعة الذين لا خامس لهم ؟

ماهم الخمسة الذين لا سادس لهم ؟ ماهم الستة الذين لا سابع لهم ؟

ماهم السبعة الذين لا ثامن لهم ؟ ماهم الثمانية الذين لا تاسع لهم ؟

ماهم التسعة الذين لا عاشرة لهم ؟ ماهي العشرة التي تقبل الزيادة ؟

ماهي الإحدى عشر الذين لا ثاني عشرة لهم ؟ ما هي الاثنا عشر الذين لا ثالث عشر لهم ؟

ماهي الثلاثة عشر الذين لا رابع عشر لهم ؟ ما هو الشيء الذي يتنفس ولا روح فيه ؟

ما هو القبر الذي سار بصاحبه ؟ من هم الذين كذبوا ودخلوا الجنة ؟

ما هو الشيء الذي خلقه الله وأنكره ؟ وما هي الأشياء التي خلقها الله بدون أب و أم ؟

من هو المخلوق الذي من نار ومن هلك بالنار ومن حفظ من النار؟

ومن الذي خلق من حجر وهلك بالحجر وحفظ بالحجر ؟

ما هو الشيء الذي خلقه الله واستعظمه ؟

وما هي الشجرة التي لها اثني عشر غصنا ، وفي كل غصن ثلاثين ورقة وفي كل ورقة خمس ثمرات ثلاث منها بالظل واثنتان بالشمس ؟

فابتسم المسلم ابتسامة الواثق بالله ، وسمّا بالله * بسم الله الرحمن الرحيم * الله سبحانه وتعالي الواحد لا ثاني له .

والاثنان اللذان لا ثالث لهما : الليل والنهار " وجعلنا الليل والنهار آيتين " .

والثلاثة التي لا رابع لها هي : أعذار موسى مع الخضر : في إعطاب السفينة ، وقتل الغلام وإقامة الجدار .

والأربعة الذين لا خامس لهم : القرآن ، والإنجيل ، والتوراة ، والزبور .

والخمسة التي لا سادس لهم الصلوات الخمس المفروضة ، والستة التي لا سابع لها الأيام التي خلق الله تعالى فيها الكون .

والسبعة التي لا ثامن لهم السموات السبع " الذي خلق السبع سموات طباقا ما ترى من خلق الرحمن من تفاوت " .

والثمانية الذين لا تاسع لهم هم حملة عرش الرحمن " ويحمل عرش ربك يومئذٍ ثمانية " .

والتسعة اللاتي لا عاشر لها هي معجزات موسى عليه : السلام العصا ، اليد , الطوفان , السنون , الضفادع , الدم , القمل , الجراد , شق البحر .

وأما العشرة التي تقبل الزيادة هي : الحسنات من جاء بالحسنة فله عشرة أمثالها والله يضاعف الأجر لمن يشاء .

والأحد عشر الذين لا ثاني عشر لهم هم : أخوة يوسف عليه السلام .

والاثنا عشر التي لا ثالث عشرة لها هي : معجزة سيدنا موسى " وإذا استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنا عشر عيناً "

والثلاثة عشرة الذين لا رابع عشر لهم هم : إخوة يوسف وأبيه وأمه .

وأما الذي يتنفس ولا روح فيه فهو الصبح " والصبح إذا تنفس " .

وأما القبر الذي سار بصاحبه هو الحوت عندما التقم سيدنا يونس عليه السلام وأما الذين كذبوا ودخلوا الجنة هم : أخوة يوسف عليه السلام.

والشيء الذي خلقه الله وأنكره هو : صوت الحمير " إن أنكر الأصوات لصوت الحمير "وأما ما خلق وليس له أب وأم فهم : آدم عليه السلام , ناقة نوح , كبش الفداء , الملائكة .

وأما المخلوق من نار فهو : إبليس ، ومن هلك بالنار فهو : أبو جهل ، ومن حفظ من النار فهو : إبراهيم عليه السلام .

وأما ما خلق من الحجر فهي : ناقة صالح عليه السلام ، ومن هلك من الحجر فهم : أصحاب الفيل، وأما من حفظ بالحجر فهم : أصحاب الكهف .

وأما ما خلقه الله واستعظمه فهو : كيد النساء " إن كيدهن لعظيم " .

والشجرة هي : السنة التي لها اثني عشر شهرا "غصنا" ، والثلاثين ورقة هي الأيام في كل شهر ، والخمس ثمرات هي الصلوات الخمس

والثلاث التي بالظل هي : صلاة الفجر والمغرب ، والعشاء ، والاثنتين التي بالشمس هي : الظهر والعصر .

هذا كان رد المسلم فاستعجب القسيس والحضور ، ولكن فوجئ القسيس بسؤال واحد موجه من الشاب المسلم وهو: ما هو مفتاح الجنة ؟

هنا لم يقدر القسيس على الإجابة لكنه اضطر للإجابة بعد إلحاح الوجود ولكنه طلب الأمان ، أتتوقعون لماذا ؟

! لأن الإجابة هي : أشــــهد أن لا إلـه إلا الله وأن مــــحمدا رســـــول الله فأسلم القسيس ومن معه في الكنيسة أترون ما أعظم الثقة بالله .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

لم نقف على القصة المذكورة في كتاب أو مصدر معتبر ، ويظهر منها لكل باحث : علامات الاختلاق والوضع ، لما فيها من التكلف ، وركة في بعض جملها وألفاظها ، وسماجة في كثير من معانيها .

ومما يدل على نكارة هذه القصة وأنه ينبغي عدم الاشتغال بها ما ورد فيها من إجابات سمجة متكلفة وأخرى غير صحيحة

فقوله : " الأربعة الذين لا خامس لهم: القرآن والإنجيل والتوراة والزبور " قول غير صحيح ، ففي القرآن ذكر : صحف إبراهيم وموسى ، بل نحن نعلم أن لله رسلا لم يخبرنا بأنبائهم في كتابه

وعقيدة أهل الإيمان الإيمان بكتب الله المنزلة على رسله ، وقد قال الله تعالى : ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ) النساء/164 .

وكذلك قوله " وأما القبر الذي سار بصاحبه فهو الحوت عندما التقم يونس عليه السلام " قول باطل ، فإن يونس عليه السلام لم يمت في بطن الحوت حتى يقال إنه صار قبره

قال تعالى : ( فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) الصافات/ 142 – 147 .

وفي القصة كثير من التكلفات ، والمآخذ ، لا حاجة إلى الوقوف عندها تفصيلا ، ويكفي ما ذكرناه فيها على وجه الإجمال .

راجع للفائدة إجابة سؤال سابق

بعنوان نقد قصة موضوعة ، والتحذير من القصَّاص الجهلة

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 14:07
لا يصح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها رخّصت للمرأة المسلمة في كشف وجهها إلا حين لا يراها الأجانب .

السؤال:

هل صحيح أنه اُثر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إنه يجوز للمرأة أن تكشف وجهها إن هي أرادت ذلك ؟

وإذا كان الأمر كذلك، فكيف نجيب على من يستدل بهذا الأثر؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

الثابت عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في مسألة ستر الوجه : هو الأمر به ، والحث عليه ، وأنه من الحجاب الذي أمر الله به نساء النبي صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين ، ويدل على ذلك ما يلي :

- جاء في حديث الإفك قول عائشة رضي الله عنها عن صفوان بن المعطل رضي الله عنه : (

فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي ، وَكَانَ يَرَانِي قَبْلَ الْحِجَابِ ) رواه البخاري (4750) ، ورواه مسلم (2770) ولفظه : ( فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَىَّ ) .

فهذا يدل على أن آية الحجاب نزلت تأمر بستر الوجه وسائر البدن ، ولولا أنه كان يراها قبل الحجاب ما عرفها .

- روى أبو داود (4102) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " يرحم الله نساء المهاجرات الأول

لما أنزل الله : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن أكنف مروطهن فاختمرن بها " . صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وعن صفية بنت شيبة قالت : " بينما نحن عند عائشة قالت : وذكرت نساء قريش وفضلهن ، فقالت عائشة : " إن لنساء قريش لفضلاً ، وإني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار

أشد تصديقاً بكتاب الله ، ولا إيماناً بالتنزيل ؛ لقد أنزلت سورة النور : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) انقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل إليهن فيها ، ويتلو الرجل على امراته وابنته وأخته ، وعلى كل ذي قرابته

ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل ، فاعتجرت به تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله من كتابه ، فأصبحن يصلين وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات

كأن على رؤوسهن الغربان ". رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (2575) .

- عن عائشة قالت : " كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ ، فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ، فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ "

رواه أبو داود (1833) وقال الألباني في "جلباب المرأة المسلمة" (ص107) " حسن في الشواهد " .

قال علماء اللجنة :

" وإذا كان هذا في حالة الإحرام المطلوب فيه كشف وجه المرأة ، ففي غيرها أولى "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (17 /256) .

ثانيا :

أما ما يُروى عن عائشة رضي الله عنها من الرخصة في كشف الوجه فلا يصح ، ولا يجوز أن يحتج به لضعفه ونكارته لمخالفته ما تقدم مما صح عنها من كون ستر الوجه من الحجاب المأمور به ، وفي هذا حديثان :

الأول :

عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها : " أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق

فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : ( يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا ) - وأشار إلى وجهه وكفيه " .

رواه أبو داود (4104) وضعفه بقوله " هذا مرسل ، خالد بن دريك لم يدرك عائشة رضي الله عنها " .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" هذا حديث ضعيف جدا "

انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (26/226) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" هذا الحديث ضعيف سنداً ومنكرٌ متنا "

انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (12/84) .

الثاني :

ما رواه البيهقي (2/226) من طريق عُقْبَة الأَصَمّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى رَبَاحٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " ( مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) : الْوَجْهُ وَالْكَفَّانِ " .

ضعفه الألباني بقوله : " عقبة بن الأصم ضعيف " .

انتهى من "الثمر المستطاب" (ص 304) .

وهو ضعيف جدا ، قال ابن معين : ليس بثقة ، وفي رواية : ليس بشيء ، وقال عمرو بن علي : كان ضعيفا واهي الحديث ليس بالحافظ ، وقال النسائي: ليس بثقة ، وقال ابن حبان : ينفرد عن المشاهير بالمناكير .

"تهذيب التهذيب" (7 /217-218) .

فتبين بما تقدم أن الصحيح الثابت عن عائشة رضي الله عنها هو الأمر بالحجاب الكامل ، وهو ستر البدن كله ، بما في ذلك الوجه والكفان ، أما ما يُروى عنها بخلاف ذلك فلا يصح عنها ، رضي الله عنها .

ثالثا :

أما ما رواه البيهقي (9316) عَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ : " الْمُحْرِمَةُ تَلْبَسُ مِنَ الثِّيَابِ مَا شَاءَتْ إِلاَّ ثَوْبًا مَسَّهُ وَرْسٌ أَوْ زَعْفَرَانٌ وَلاَ تَتَبَرْقَعُ وَلاَ تَلَثَّمُ وَتسْدلُ الثَّوْبَ عَلَى وَجْهِهَا إِنْ شَاءَتْ " وصححه الألباني في " الرد المفحم " (ص 37) .

فلعل هذا الأثر هو ما يقصده السائل ، ولذلك أفردناه بالكلام ، وهو وإن كان صحيح الإسناد

إلا أن معناه ليس كما يتبادر إلى الذهن من الرخصة في كشف المحرمة وجهها في كل حال ؛ فقد سبق بيان حالها وحال من معها من النساء في ذلك ، من قولها هي

رضي الله عنهن ، وأنهن كن يسدلن من فوق رؤوسهن ، إذا قرب منهن الرجال .

وإنما مرادها بذلك ، والله أعلم : بيان الحكم الشرعي في أن المحرمة ليست ممنوعة من ستر وجهها منعا مطلقا ، بل متى احتاجت إلى ذلك : سدلت الثوب من فوق رأسها

كما سبق من فعلها وفعل من معها ، ولا تغطيه بالنقاب ولا اللِّثام .

ويدل على ذلك ما رواه مسلم (1211) عن عَائِشَةُ رضى الله عنها أنها قالت - يعني في حجة الوداع - : " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَرْجِعُ النَّاسُ بِأَجْرَيْنِ وَأَرْجِعُ بِأَجْرٍ ؟ فَأَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِى بَكْرٍ أَنْ يَنْطَلِقَ بِهَا إِلَى التَّنْعِيمِ

قَالَتْ : فَأَرْدَفَنِى خَلْفَهُ عَلَى جَمَلٍ لَهُ - قَالَتْ - فَجَعَلْتُ أَرْفَعُ خِمَارِى أَحْسُرُهُ عَنْ عُنُقِى فَيَضْرِبُ رِجْلِى بِعِلَّةِ الرَّاحِلَةِ . قُلْتُ لَهُ : وَهَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ ؟ " .

قال النووي رحمه الله :

" المعنى أنه يضرب رجل أخته بعود بيده ، عامدا لها ، في صورة من يضرب الراحلة ، حين تكشف خمارها ؛ غيرة عليها ، ( وهل ترى من أحد ) : أي نحن في خلاء ليس هنا أجنبي أستتر منه " انتهى .

وينظر ، لمعرفة الحالات التي يجوز للمرأة فيها كشف الوجه : جواب السؤال القادم

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 14:20
متى يجوز للمرأة كشف وجهها

السؤال

نحن نعلم أن الراجح من أقوال أهل العلم وجوب تغطية المرأة ولكن هناك حالات متعددة لا تستطيع المرأة فيها تغطية الوجه فهل يمكن إلقاء الضوء على هذا الموضوع ؟

الجواب

الحمد لله

القول الراجح الذي تشهد له الأدلة هو : " وجوب ستر الوجه " ، وعليه فإن المرأة الشابة تُمنع من كشفه أمام الرجال الأجانب سداً لذرائع الفساد ، ويتأكد ذلك عند الخوف من الفتنة .

وقد نص أهل العلم على أنّ ما حرم سداً للذريعة يباح من أجل مصلحة راجحة .

وبناءً علي ذلك نص الفقهاء على حالات خاصة يجوز للمرأة عندها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب عندما تدعو الحاجة إلى كشفه أمامهم

كما يجوز لهولاء أن ينظروا إليه ، شريطة أن لا يتجاوز الأمر في الحالتين مقدار الحاجة ، لأن ما أبيح للضرورة أو حاجة يقدر بقدرها .

ونجمل هذه الحالات فيما يلي :

أولاً : الخِطبة :

يجوز للمرأة كشف وجهها وكفيها أمام مريد خطبتها ، لينظر إليهما في غير خلوة ودون مسّ ، لدلالة الوجه على الدمامة أو الجمال ، والكفين على نحافة البدن أو خصوبته .

وقال أبو الفرج المقدسي : " ولا خلاف بين أهل العلم في إباحة النظر إلى وجهها .. مجمع المحاسن ، وموضع النظر .. "
ويدل على جواز نظر الخاطب إلى مخطوبته أحاديث كثيرة منها :

1- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " إن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، جئت لأهب لك نفسي ، فنظر إليها رسول الله صلى الله عيله وسلم

فصعّد النظر إليها وصوّبه ، ثم طأطأ رأسه ، فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست ، فقام رجل من أصحابه فقال : أي رسول الله ، لَإِن لم تكن لك بها حاجة فزوجنيها .. )

الحديث أخرجه البخاري 7/19 ، ومسلم 4/143 ، والنسائي 6/113 بشرح السيوطي ، والبيهقي 7/84 .

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنظرت إليها ؟

قال : لا ، قال : فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئاً " أخرجه أحمد ( 2/286،299 ) ، ومسلم 4/142 ، والنسائي 2/73 .

3- وعن جابر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إذا خطب أحدكم المرأة ، فإن استطاع أن ينظر إلى مايدعوه إلى نكاحها فليفعل )

أخرجه أبو داود والحاكم ، وسنده حسن ، وله شاهد من حديث محمد بن مسلمة ، وصححه ابن حبان والحاكم ، وأخرجه أحمد وابن ماجه ، ومن حديث أبي حميد أخرجه أحمد والبزار ، كذا في فتح الباري ( 9/181 ) .

قال الزيلعي : ( ولا يجوز له أن يمس وجهها ولا كفيها - وإن أَمِن الشهوة - لوجود الحرمة ، وانعدام الضرورة أ.هـ ، وفي درر البحار :

لا يحل المسّ للقاضي والشاهد والخاطب وإن أمنوا الشهوة لعدم الحاجة .. أ.هـ )

رد المحتار على الدر المختار 5/237 .

وقال ابن قدامة : ( ولا يجوز له الخلوة بها لأنها مُحرّمة ، ولم يَرد الشرع بغير النظر فبقيت على التحريم ، ولأنه لا يؤمن مع الخلوة مواقعة المحظور

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يخلون رجل بإمراة فإن ثالثهما الشيطان ) ولا ينظر إليها نظر تلذذ وشهوة ، ولا ريبة .

قال أحمد في رواية صالح : ينظر إلى الوجه ، ولا يكون عن طريق لذة .

وله أن يردّد النظر إليها ، ويتأمل محاسنها ، لأن المقصود لا يحصل إلا بذلك " أ.هـ

ثانياً : المعاملة :

ويجوز لها كشف وجهها وكفيها عند حاجتها إلى بيع أو شراء ، كما يجوز للبائع أن ينظر إلى وجهها لتسليم المبيع ، والمطالبة بالثمن ، ما لم يؤد إلى فتنة ، وإلا منع من ذلك .

قال ابن قدامة :

( وإن عامل امرأة في بيع أو أجارة فله النظر إلى وجهها ليَعْلَمَها بعينها فيرجع عليها بالدّرَك ( وهو ضمان الثمن عند استحقاق البيع ) ، وقد روي عن أحمد كراهة ذلك في حق الشابة دون العجوز

وكرهه لمن يخاف الفتنة ، أو يستغني عن المعاملة فأما مع الحاجة وعدم الشهوة فلا بأس " المغني 7/459 ، والشرح الكبير على متن المقنع 7/348 بهامش المغني ، والهداية مع تكملة فتح القدير 10/24 .

وقال الدسوقي : إن عدم جواز الشهادة على المتنقبة حتى تكشف عن وجهها عام في النكاح وغيره ، كالبيع ، والهبة ، والدين ، والوكالة ، ونحو ذلك ، واختاره شيخنا " حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 4/194 .

ثالثاً : المعالجة

يجوز للمرأة كشف مكان العلة من وجهها ، أو أي موضع من بدنها لطبيب يعالج علتها ، شريطة حضور محرم أو زوج ، هذا إذا لم توجد امرأة تداويها

لأن نظر الجنس إلى الجنس أخفّ ، وأن لا يكون الطبيب غير مسلم مع وجود طبيب مسلم يمكنه معالجتها ، ولا يجوز لها كشف ما يزيد عن موضع المرض .

ولا يجوز للطبيب نظر أو لمس ما يزيد على ما تدعو الحاجة إليه ، قصْراً للأمر على الضرورة التي تقدر بقدرها .

قال ابن قدامة :

( يباح للطبيب النظر إلى ما تدعوا إليه الحاجة من بدنها من العورة وغيرها ، فإنه موضع حاجة .

وعن عثمان أنه أتي بغلام قد سرق فقال : انظروا إلى مؤتزره ( أي موضع شعر العانة الدالّ على البلوغ من عدمه ) ، فلم يجدوه أنبت الشعر ، فلم يقطعه "

المغني 7/459 ، وغذاء الألباب 1/97 .

وقال ابن عابدين

: ( قال في الجوهرة : إذا كان المرض في سائر بدنها غير الفرج يجوز النظر إليه عند الدواء ، لأنه موضع ضرورة ، وإن كان موضع الفرج فينبغي أن يعلّم امرأة تداويها ، فإن لم توجد وخافوا عليها أن تهلك

أو يصيبها وجع لا تحتمله يستروا منها كل شيء إلا موضع العلة ، ثم يداويها الرجل ، ويغض بصره ما استطاع إلا عن موضع الجرح ) رد المحتار 5/237 ، وانظر : الهدائية العلائية ص/245 .

ومِثله من يلي ( يتولى ويُباشر ) خدمة مريض ولو أنثى في وضوء واستنجاء .

أنظر : غذاء الألباب 1/97 .

قال محمد فؤاد :

ويدل على جواز مداواة الرجل للمرأة - بالقيود التي سبق ذكرها - ما رواه الإمام البخاري بسنده عن الربَيِّع بنت معوذ ، قالت : ( كنا نعزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

نسقي القوم ونخدمهم ، ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة ) أخرجه البخاري 6/80و10/136 فتح الباري )

وأخرجه بنحوه عن أنس : مسلم (5/196) ، وأبو داود ( 7/205 مع عون المعبود ) ، والترمذي ( 5/301-302 ) وقال : حسن صحيح .

وقد ترجم الإمام البخاري لهذا الحديث بقوله : ( باب هل يداوي الرجل المرأة ، والمرأة الرجل ) ؟ فتح الباري ( 10/136 )
قال الحافظ ابن حجر : " ويؤخذ حكم مداواة الرجل المرأة منه بالقياس

وإنما لم يجزم - يعني البخاري - بالحكم ، لاحتمال لأن يكون ذلك قبل الحجاب ، أو كانت المرأة تصنع ذلك بمن يكون زوجاً لها أو محرماً

وأما حكم المسألة : فتجوز مداواة الأجانب عند الضرورة ، وتقدر بقدرها فيما يتعلق بالنظر ، والجسّ باليد ، وغير ذلك "

فتح الباري (10/136) .

رابعاً : الشهادة

يجوز للمرأة كشف وجهها في الشهادة أداءً وتحملاً ، كما يجوز للقاضي النظر إليه لمعرفتها صيانة للحقوق من ضياع .

قال الشيخ الدردير :

( ولا تجوز شهادة على امرأة متنقبة حتى تكشف عن وجهها ليشهد على عينها ووصفها لتتعين للأداء )

.الشرح الكبير للشيخ الدردير ( 4/194 )

وقال ابن قدامة :

( وللشاهد النظر إلى وجه المشهود عليها لتكون الشهادة واقعة على عينها

قال أحمد : لا يشهد على امرأة إلا أن يكون قد عرفها بعينها ) المغني 7/459 ، والشرح الكبير على متن المقنع (7/348 ) بهامش المغني ، والهداية مع تكملة فتح القدير 10/26 .

*عبدالرحمن*
2018-10-04, 14:21
خامساً : القضاء

يجوز للمرأة كشف وجهها أمام قاض يحكم لها أو عليها ، وله - عند ذلك - النظر إلى وجهها لمعرفتها ، إحياء للحقوق ، وصيانة لها من الضياع .

و..أحكام الشهادة تنطبق على القضاء سواءً بسواء ، لاتحادهما في علة الحكم .

انظر : الدرر المختار (5/237)

الهدية العلائية ( ص/244)

والهدية مع تكملة فتح القدير ( 10/26) .

سادساً : الصبي المميّز غير ذي الشهوة

يباح للمرأة - في إحدى الروايتين - أن تُبدي أمام الصبي المميز غير ذي الشهوة ما تبديه أمام محارمها ، لعدم رغبته في النساء ، وله أن يرى ذلك كله منها .

قال الشيخ أبو الفرج المقدسي

: ( وللصبي المميز غير ذي الشهوة النظر إلى المرأة إلى ما فوق السرة وتحت الركبة في إحدى الروايتين ، لأن الله تعالى قال : ( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم من بعض ) النور :58

وقال تعالى : ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلُم فليستأذنوا كما استئذن الذين من قبلهم ) النور : 59

فدل على التفريق بين البالغ وغيره .

قال أبو عبد الله : حجم أبو طيبة أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام .

والرواية الأخرى : حكمه حكم ذوي المحارم في النظر إذا كان ذا شهوة

لقوله تعالى : ( أو الطّفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) النور : 31

قيل لأبي عبد الله : متى تغطي المرأة رأسها من الغلام ؟

قال : إذا بلغ عشر سنين ، فإذا كان ذا شهوة فهو كذي المحرم لقوله تعالى : ( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ) الآية النور : 59

وعنه : أنه كالأجنبي لأنه في معنى البالغ في الشهوة ، وهو المعنى المقتضي للحجاب وتحريم النظر ، ولقوله تعالى : ( أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ) النور 31

فأما الغلام الطفل غير المميز فلا يجب الاستتار منه في شيء .

الشرح الكبير على متن المقنع 7/349

وانظر : المغني 7/458 ، وغذاء الألباب 1/97 .

سابعاً : عديم الشهوة

ويجوز للمرأة أن تُظهر لعديم الشهوة ما تظهره أمام محارمها ، ولكونه لا أرَب له في النساء ، ولا يفطن لأمورهن ، وله أن يرى ذلك كله منها

قال : ابن قدامة : " ومن ذهبت شهوته من الرجال لكِبَر ، أو عُنّةٍ ، أو مرض لا يُرجى برؤه ، والخصيّ .. ، والمخنث الذي لا شهوة له ، فحكمه حكم ذوي المحرم في النظر

لقوله تعالى : ( أو التابعين غير أولِي الإربة ) أي غير أولي الحاجة إلى النساء ، وقال ابن عباس : هو الذي لاتستحي منه النساء ، وعنه : هو المخنث الذي لا يكون عنده انتشار ( أي مقدرة على الانتصاب ) .

وعن مجاهد وقتادة : الذي لا أرب له في النساء ، فإن كان المخنث ذا شهوة ويعرف أمر النساء فحكمه حكم غيره ، لأن عائشة قالت :

دخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنث فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة من الرجال فدخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينعت امرأة أنها إذا أقبلت أقبلت بأربع

وإذا أدبرت أدبرت بثمان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ألا أرى هذا يعلم ما ههنا ، لا يدخلنّ عليكم هذا ) فحجبوه . رواه أبو داود وغيره .

قال ابن عبد البر : ليس المخنث الذي تُعرف فيه الفاحشة خاصة ، وإنما التخنيث بشدة التأنيث في الخلِقة حتى يشبه المرأة في اللين والكلام والنظر والنغمة والعقل ، فإذا كان كذلك لم يكن له في النساء أرب

وكان لا يفطن لأمور النساء ، وهو من غير أولي الإربة الذين أبيح لهم الدخول على النساء

ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمنع ذلك المخنث من الدخول على نسائه فلما سمعه يصف ابنة غيلان وفَهِم أمر النساء أمر بحجبه )

المغني 7/463

الشرح الكبير على متن المقنع 7/347-348 )

ثامناً : العجوز التي لا يُشتهى مثلها

ويجوز للعجوز التي لا تُشتهى كشف وجهها وما يظهر غالباً منها أمام الأجانب ، والستر في حقها أفضل .
ألا ترى أن الله تعالى قال

: ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن ) النور:60

قال ابن قدامة

: ( العجوز التي لا يُشتهي مثلها لا بأس بالنظر منها إلى ما يظهر غالباً

لقول الله تعالى : ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ) الآية

قال ابن عباس في قوله تعالى

: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) النور : 30 ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ) الآية النور : 31

قال : فنسخ ، واستثنى من ذلك القواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحاً ، الآية . وفي معنى ذلك الشوهاء التي لا تشتهى )

المغني 7/463

الشرح الكبير على متن المقنع 7/347-348 .

تاسعاً : كشف الوجه أمام الكوافر

اختلف أهل العلم فيما يجوز أن تظهره المسلمة أمام الكافرة :

قال ابن قدامة :

( وحكم المرأة مع المرأة حكم الرجل مع الرجل سواء ، ولا فرق بين المسلمين ، وبين المسلمة والذمية ، كما لا فرق بين الرجلين المسلمين وبين المسلم والذمي في النظر

قال أحمد : ذهب بعض الناس إلى أنها لا تضع خمارها عند اليهودية والنصرانية ، وأما أنا فأذهب إلى أنها لا تنظر إلى الفرج

ولا تقبلها حين تلد . ( أي لا تكون قابلة لأنها ستطلّع على العورة المغلّظة عند الولادة إلا في حالات الضرورة كما تقدّم ) .
وعن أحمد رواية أخرى : أن المسلمة لا تكشف قناعها عند الذمية

.. لقوله تعالى : ( أو نسائهن ) ، والأول أولى ، لأن النساء الكوافر من اليهوديات وغيرهن قد كن يدخلن على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يكنّ يحتجبن ولا أُمرْن بحجاب

وقد قالت عائشة : جاءت يهودية تسألها ، فقالت : أعاذك الله من عذاب القبر ، فسألت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

وذكر الحديث ، وقالت أسماء قدمت عليّ أمي وهي راغبة - يعني عن الإسلام - فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أصِلُها ؟ قال : نعم . ولأن الحجب بين الرجال والنساء لمعنى

لا يوجد بين المسلمة والذمية فوجب أن لا يثبت الحجب بينهما كالمسلم مع الذمي ، ولأن الحجاب إنما يجب بنص أو قياس ولم يوجد واحد منهما .

فأما قوله تعالى : ( أو نسائهنّ ) فيحتمل أن يكون المراد جملة النساء .

المغني 7/464

الشرح الكبير على متن المقنع 7/351 بهامش المغني .

قال ابن العربي المالكي :

( الصحيح عندي أن ذلك جائز لجميع النساء وإنما جاء بالضمير للإتباع ، فإنها آية الضمائر ، إذ فيها خمسة وعشرون ضميراً لم يروا في القرآن لها نظيراً ، فجاء هذا للإتباع )

أحكام القرآن 3/326 .

وقال الآلوسي

: ( وذهب الفخر الرازي إلى أنها كالمسلمة ، فقال : والمذهب أنها كالمسلمة ، والمراد بنسائهن جميع النساء ، وقول السلف محمول على الاستحباب .

ثم قال : وهذا القول أرفق بالناس اليوم ، فإنه لا يكاد يمكن احتجاب المسلمات عن الذميات "

تفسير الآلوسي 19/143 .

قال محمد فؤاد :

إن كان ذلك القول أرفق في زمانهم ، فلا شك أنه أولى

وأكثر رفقاً ، وأعظم يسراً في زماننا هذا ، سيما لمن ألجأتهم أسباب قاهرة للإقامة في غير بلاد المسلمين ، فاختلطت المسلمات بالذميات ، وتشابكت ظروف الحياة

بحيث أصبح احتجابهن عنهن مليء بالصعوبات فإنا لله وإنا إليه راجعون .

عاشراً :

يجب على المرأة أن تكشف وجهها وكفيها حالة إحرامها بالحج أو العمرة ، ويحرم عليها - عند ذلك - لبس النقاب والقفازين ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تتنقب المرأة المُحرمة ، ولا تلبس القفازين )

فإن احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال بقربها ، أو كانت جميلة وتحققت من نظر الرجال إليها ، سدلت الثوب من فوق رأسها على وجهها ، لحديث عائشة رضي الله عنها

قالت : ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مُحرمات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها على وجهها ، فإذا جاوزنا كشفناه )

قال الجزيري حكاية عنهم :

( للمرأة أن تستر وجهها لحاجة كمرور الأجانب بقربها ، ولا يضر التصاق الساتر بوجهها ، وفي هذا سعة ترفع المشقة والحرج )

الفقه على المذاهب الأربعة ‍1/645 .

هذه جملة حالات يصح للمرأة معها كشف وجهها وكفيها حسب التفصيل الذي نص عليه الفقهاء ، وحرره العلماء ، ولكن بقيت مسألة أخرى جديرة بالنظر والاهتمام

ألا وهي : " حالة الإكراه " التي يفرض بموجبها على المرأة المسلمة كشف وجهها ، فما الحكم في ذلك ؟

الحادي عشر : حالة الإكراه

فرضت بعض الأنظمة المتسلطة أحكاماً جائرة ، وقوانين ظالمة ، خالفت بها دين الإسلام ، وتمردت على الله ورسوله ، ومنعت بموجبها المرأة المسلمة من الحجاب

بل وصل الحال ببعضها إلى إزاحته عنوة عن وجوه النساء ، ومارست ضدهن أسوأ أنواع التسلط والقهر والإرهاب..

كما حدثت مضايقات للمنقبات في بعض البلاد الأوربية .. وتعرض بعضهن إلى الإيذاء تارة ، والتعرض للإسلام أو الرسول صلى الله عليه وسلم تارة أخرى ..

وإزاء ذلك فإنه يجوز للمرأة في حال الضرورة التي تتيقّن فيها أو يغلب على ظنّها حصول الأذى الذي لا تُطيقه أن تكشف وجهها ، وإن الأخذ بقول مرجوح أولى من تعرضها للفتنة على أيدي رجال السوء .

ولئن جاز للمرأة كشف وجهها وكفيها في الحالات المتقدمة التي لا تصل إلى حد الإكراه ، فإن جواز كشفهما لأذى يلحقها في نفسها أو دينها من باب الأولى

خاصة إذا كان نقابها سيعرضها لجلاوزة يرفعون حجابها عن رأسها ، أو يؤدي بها إلى عدوان عليها ، والضرورات تبيح المحظورات

وما أبيح للضرورة يقدر بقدرها ، كما نص على ذلك أهل العلم ..

ولا ينبغي التساهل في هذا الأمر ويجب إحسان التّقدير للظّرف والوضع الذي تعيش فيه المرأة المسلمة والاعتبار بالتجارب والمواقف

التي حصلت لغيرها حتى يكون تقديرها للضرورة صحيحا لا يُصاحبه الهوى ولا الضّعف والخوَر .

وحيث جاز للمرأة كشف وجهها وكفيها في الحالات الاستثنائية المتقدمة ، فلا يجوز لها ذلك مع الزينة بالمساحيق والحلي الظاهر

إذ يحرم عليها إظهارها أمام الرجال الأجانب عند جميع الفقهاء

لقوله تعالى : ( لا يبدين زينتهن ) ولعدم وجود ضرورة أو حاجة ماسة تدعو إلى ذلك .

حجاب المسلمة بين انتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ص/239

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 15:52
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث : ( لَا تَشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ ) حديث ضعيف جدا .

السؤال:

ما صحة حديث : ( أنا ملك الملوك ، قلوب الملوك بيدي ، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ، ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، ولكن توبوا إليّ أعطفهم عليكم ) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8962) ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 388) عن الْمِقْدَام بْن دَاوُدَ ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ

قَالَ : ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ خَلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( إِنَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَالِكُ الْمُلْكِ وَمَالِكُ الْمُلُوكِ قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ

وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخَطِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ، إِذًا فَلَا تَشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ وَلَكِنِ اشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالذِّكْرِ وَالتَّفَرُّغِ إِلَى أَكْفِكُمْ مُلُوكَكَمْ ) .

وهذا إسناد ضعيف جدا : المقدام بن داود ، قال النسائي : ليس بثقة ، وقال ابن يونس وغيره : تكلموا فيه . وقال محمد بن يوسف الكندي : كان فقيها مفتيا ، لم يكن بالمحمود في الرواية .

"لسان الميزان" (6/ 84) .

ووهب بن راشد ، قال ابن عدي: ليس حديثه بالمستقيم ، أحاديثه كلها فيها نظر.

وقال الدارقطني: متروك.

وقال ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به بحال .

"ميزان الاعتدال" (4/ 352) .

والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/ 249) من هذا الوجه وقال :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ " .

وكذا ذكره الألباني في "الضعيفة" (602) وقال : " ضعيف جدا " .

وله طريق أخرى ، فرواه أبو موسى المديني في "مجلس من الأمالي" (11)

من طريق يَحْيَى بْنُ شَبِيبِ بْنِ الْمُغِيرَةِ , نا حُمَيْدٌ , عَنْ أَنَسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى , يَقُولُ : يَا مُحَمَّدُ، أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ ,

وَقُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي , أُقَلِّبُهَا كَيْفَ شِئْتُ فَأَيُّمَا قَوْمٍ أَطَاعُونِي صَيَّرْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ رَحْمَةً , وَأَيُّمَا قَوْمٍ عَصَوْنِي صَيَّرْتُ الْمُلُوكَ عَلَيْهِمْ نِقْمَةً ) .

وهذا إسناد تالف ، يحيى بن شبيب متهم ، قال ابن حبان : لا يحتج به بحال ، يروي عن الثوري ما لم يُحَدّث به قط ، وقال الخطيب :

روى أحاديث باطلة ، وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم : يروي عن الثوري وغيره أحاديث موضوعات .

"لسان الميزان" (6/261- 262) .

ورواه ابن أبي شيبة (34218) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: " كَانَ فِي زَبُورِ دَاوُدَ مَكْتُوبًا : إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَلِكُ الْمُلُوكِ ...

" الحديث . وهذا إسناد صحيح ، لكنه ليس مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو من كلام مالك بن مغول ، وحكايته عن الكتاب السابق .

ورواه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (792) عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: " قَرَأْتُ فِي الْحِكْمَةِ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ... " فذكره .

قال الدارقطني رحمه الله ، في "العلل" (6/ 206) :

" لَا يَصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ مَرْفُوعًا ، وَرَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، أَنَّهُ قَرَأَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ هَذَا الْكَلَامَ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ ".

وكذا ذكره ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (ص48) عن مالك بن دينار ، وهو الصحيح .

والخلاصة :

أن هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإسناده ضعيف جدا ، وإنما يصح عن مالك بن مغول ، أو مالك بن دينار ، يرويه عن الكتب المتقدمة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 15:52
جملة من الأحاديث الواردة في بلاد مصر .

السؤال:

أريد كل الأحاديث التي تتكلم عن مصر ، ومن راويها ؟

الجواب :

الحمد لله

ورد في شأن بلاد مصر أحاديث ، بعضها صحيح ، وبعضها لا يصح ، فمما ورد من ذلك :

الحديث الأول :

( إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ) .

قَالَ الزُّهْرِيُّ : " فَالرَّحِمُ أَنَّ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ " .

رواه الحاكم في " المستدرك " (4032) عن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ مرفوعا ، وصححه على شرط الشيخين ، ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في "الصحيحة" (1374) على شرط الشيخين أيضا .

الحديث الثاني :

( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا ) .

رواه مسلم (2543) عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعا .

وانظر جواب السؤال القادم

الحديث الثالث :

( اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً ، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ ) .

رواه الطبراني في " المعجم الكبير" (561) عن أم سلمة رضي الله عنها مرفوعا ، وصححه الألباني في " الصحيحة " (3113) .

الحديث الرابع :

( إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ ، جُعْدٌ رُءُوسُهُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا ، فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ ) يَعْنِي قبطَ مِصْرَ .

رواه أبو يعلى (1473) عن أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ وَعَمْرو بْن حُرَيْثٍ وَغَيْرهمَا .

وقال الهيثمي :

" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ "

انتهى من "مجمع الزوائد" (10/ 64) .

الحديث الخامس :

( مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا ، وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا ، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ ) .

رواه مسلم (2896) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه مرفوعا .

قال الخطابي رحمه الله :

" المد مكيال أهل الشام ، يقال إنه يسع خمسة عشر ، أو أربعة عشر ، مكوكا، والإردب مكيال لأهل مصر ، ويقال إنه يسع أربعة وعشرين صاعا .

ومعنى الحديث : أن ذلك كائن، وأن هذه البلاد تفتح للمسلمين ، ويوضع عليها الخراج ، شيئا مقدراً بالمكاييل والأوزان ، وأنه سيمنع في آخر الزمان " .

انتهى من"معالم السنن" (3/ 35) .

الحديث السادس :

( سَيْحَانُ ، وَجَيْحَانُ ، وَالْفُرَاتُ ، وَالنِّيلُ : كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ ) .

رواه مسلم (2839) عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا .

ومن الأحاديث الباطلة والواهية في شأن مصر :

الحديث الأول :

" الجيزة روضة من رياض الجنة ، ومصر خزائن الله في الأرض ".

أخرجه أبو نعيم في " نسخة نبيط بن شريط " (337) من طريق أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبي جعفر الأشجعي

قال: حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم بن نبيط قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده نبيط بن شريط مرفوعا.
وأورده الألباني في "الضعيفة" (889) وقال : " موضوع " .

الحديث الثاني :

( مصر كنانة الله في أرضه ) .

وهو حديث لا أصل له ، انظر جواب السؤال الثاني

الحديث الثالث :

عن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض ) فقال له أبو بكر :

ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) .

أخرجه ابن عبد الحكم في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، وهو حديث ضعيف جدا

انظر جواب السؤال الثالث

الحديث الرابع :

عن ابن شهاب قال : ( بارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسل بنها ) .

رواه ابن معين في "تاريخه" (4/478) وهو حديث لا يصح ، وقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (1258) وقال : منكر .

راجع جواب السؤال الرابع

وبنها مدينة من مدن بلاد مصر .

الحديث الخامس :

عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : " لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤونة من أشهر العجم – فقالوا : أيها الأمير ، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها . قال: وما ذاك ؟

قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها ، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في هذا النيل .

فقال لهم عمرو : إن هذا مما لا يكون في الإسلام ، إن الإسلام يهدم ما قبله .

قال : فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه : إنك قد أصبت بالذي فعلت ، وإني قد بعثت إليك بِطاقة داخل كتابي

فألقها في النيل .

فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر : أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك : فلا تجر

فلا حاجة لنا فيك ، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك "

قال : فألقى البطاقة في النيل ، فأصبحوا يوم السبت ، وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة ، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم " .

رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص165) واللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة" (6/463) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44 /336) ، وهو حديث ضعيف ، انظر جواب السؤال رقم : (178417) .

الحديث السادس :

( مِصْرُ أَطْيَبُ الأَرَضِينَ تُرَابًا ، وَعَجَمُهَا أَكْرَمُ الْعَجَمِ أَنْسَابًا ) .

لا أصل له ، قال السخاوي : " قال شيخنا - يعني ابن حجر - : لا أعرفه مرفوعا، وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص ".
انتهى من "المقاصد الحسنة" (ص/ 609) .

هذا ما تيسر جمعه من الأحاديث المذكورة في شأن مصر ، فبعضها صحيح ، وبعضها باطل لا أصل له ، كما تبين .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 15:55
حديث : ( مصر كنانة الله في أرضه ) لا أصل له

لسؤال :

ما مدى صحة حديث : ( مصر كنانة الله في أرضه ) ، وما معناه ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث لا أصل له ، ولم يرو في كتب السنة ، وقد نص العلماء على ذلك :

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" هذا مأثور لكن ما أعرف إسناده " انتهى.

" أحاديث القصاص " (ص/87)

يقول بدر الدين الزركشي رحمه الله :

" لم أجده " انتهى.

" التذكرة " (ص/191)

وقال السخاوي رحمه الله :

" لم أره بهذا اللفظ في مصر " انتهى.

" المقاصد الحسنة " (ص/609)

وقال السيوطي رحمه الله :

" لا أصل له " انتهى.

" الدرر المنتثرة " (ص/17)

وقال الشيخ مرعي الكرمي رحمه الله:

" لا أصل له " انتهى.

" الفوائد الموضوعة " (ص/107)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" لا أصل له " انتهى.

" السلسلة الضعيفة " (رقم/888)


والكنانة هي الجعبة الصغيرة من الجلد لحفظ النبل والسهام ، فكأن هذا الأثر يشبه مصر بكنانة السهام التي يصيب الله تعالى بها الطغاة والظالمين والمتجبرين

فيرميهم بأهلها الذين هم جند الله ، ولذلك جاء في بعض الكتب تكملة الأثر السابق بقولهم : ما طلبها عدو إلا أهلكه الله .
وقد ورد نحو هذا الأثر في بلاد الشام أيضاً :

يقول الملا علي قاري رحمه الله :

" وقد ورد لفظ الكنانة في الشام ، أخرجه ابن عساكر عن عون بن عبد الله بن عتبة قال : قرأت فيما أنزل الله على بعض الأنبياء أن الله يقول : الشام كنانتي ،

فإذا غضبت على قوم رميتهم منها بسهم . موضوع مبناه ، وإن كان صحيحاً عندنا معناه " انتهى.

" الأسرار المرفوعة " (ص/319)

ونحن نرجو أن تكون مصر والشام وسائر بلاد المسلمين منطلقاً لجند الله لتحرير أراضي المسلمين المحتلة ، وإرجاع العزة المسلوبة لهذه الأمة .

هذا وقد صح في فضائل مصر حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ ، فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا ، فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا )

قَالَ : فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَيْ شُرَحْبِيلَ ابْنِ حَسَنَةَ يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَخَرَجَ مِنْهَا.

رواه مسلم (رقم/2543)

قال النووي رحمه الله :

" قال العلماء : القيراط جزء من أجزاء الدينار والدرهم وغيرهما ، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به .

وأما الذمة : فهي الحرمة والحق ، وهي هنا بمعنى الذمام .

وأما الرحم : فلكون هاجر أم إسماعيل منهم .

وأما الصهر : فلكون مارية أم إبراهيم منهم " انتهى.

" شرح مسلم " (16/97)

وقال المناوي رحمه الله :

" أي : اطلبوا الوصية من أنفسكم بإتيان أهلها خيراً ، أو معناه : اقبلوا وصيتي فيهم ، يقال أوصيته فاستوصى أي قبل الوصية ، يعني : إذا استوليتم عليهم

وتمكنتم منهم ، فأحسنوا إليهم ، وقابلوهم بالعفو عما تنكرون ، ولا يحملنكم سوء أفعالهم وقبح أقوالهم على الإساءة إليهم ، فالخطاب للولاة من الأمراء والقضاة .

ثم علَّلَه بقوله : ( فإن لهم ذمة ) ذماماً وحرمة وأماناً من جهة إبراهيم بن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فإن أمه مارية منهم .

( ورحماً ) بفتح فكسر : قرابة ، لأن هاجر أم إسماعيل منهم " انتهى.

" فيض القدير " (1/523-524)

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 15:59
حديث:( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا) حديث ضعيف لا يصح

السؤال:

ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن خير أجناد الأرض جند مصر ) أليس أصل اليهود الذين آمنوا مع رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم من مصر

أليس جند مصر هم من اكتفوا بتحرير سيناء عام 1973 ، ولم يحاربوا من أجل القدس . وشكرا .

الجواب:

الحمد لله

الحديث المقصود في السؤال جزء من خطبة طويلة لعمرو بن العاص رضي الله عنهما ، خطبها في أهل مصر ، فكان مما قال لهم : حدثني عمر أمير المؤمنين أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

: ( إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض . فقال له أبو بكر : ولم ذلك يا رسول الله ؟ قال : لأنهم في رباط إلى يوم القيامة )

أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/162)

وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83) ، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/185) لابن يونس .

جميعهم من طريق ابن لهيعة ، عن الأسود بن مالك الحميري ، عن بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص رضي الله عنه .

وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل ثلاثة :

عبد الله بن لهيعة : قال الذهبي رحمه الله في " الكاشف " (ص/590): " العمل على تضعيف حديثه " انتهى.

الأسود بن مالك : لم أقف له على ترجمة .

بحير بن ذاخر المعافري : ترجم له البخاري في " التاريخ الكبير " (2/138)

وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/411)

والذهبي في " تاريخ الإسلام " (7/326) ولم يذكر فيه أحد جرحا ولا تعديلا، وإنما ذكره ابن حبان في " الثقات " (4/81).

وبهذا يتبين أن الحديث ضعيف جدا ، فلا يستشكل المعنى بعد ضعف السند .

وعلى كل حال : فأجناد المسلمين فيهم الخير الكثير ، وكل من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو سبيل الله ، وفي وصاية رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولا يجوز إطلاق الأحكام العامة على أجناد بلاد معينة بغير دليل صحيح ، وخسارة بعض المعارك ليس دليلا على فساد جميع الجند ، كما أن النصر في المعركة ليس دليلا على صلاح جميع الجند .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:03
هل ثبت الحديث الذي يُروى في فضل عسل بنها ؟

السؤال:

هل هذا الكلام صحيح ؟

أم ضعيف أم غير صحيح : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جماعة من الملوك منهم هرقل ، فما أجابه أحد منهم ، وكتب إلى المقوقس صاحب مصر فأجابه عن كتابه جواباً جميلا

وأهدى إليه ثياباً وكراعاً وجارتين من القبط مارية وأختها ، وأهدى إليه عسلا فقبل هديته ، وتسرى مارية ، فأولدها ابنه إبراهيم ، وأهدى أختها لحسان بن ثابت فأولدها عبد الرحمن بن حسان

. وسأل عليه الصلاة والسلام عن العسل الذي أهدى إليه ، فقال من أين هذا؟

فقيل له من قرية بمصر يقال لها بنها، فقال: (اللهم بارك في بنها وفي عسلها) فعسلها إلى يومنا هذا خير عسل مصر .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

إرسال النبي صلى الله عليه وسلم كتبه ورسله إلى الملوك والأمراء والرؤساء يدعوهم إلى الإسلام ، ويأمرهم بالدخول فيه ونبذ ما هم عليه من الشرك ، متواتر لا شك فيه ، وهو من تمام دعوته التي أمره الله تعالى بها .

روى مسلم (1774) عَنْ أَنَسٍ : ( أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَى كِسْرَى وَإِلَى قَيْصَرَ وَإِلَى النَّجَاشِيِّ وَإِلَى كُلِّ جَبَّارٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى ، وَلَيْسَ بِالنَّجَاشِيِّ الَّذِي صَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) .

أما قول القائل إنه لم يجبه منهم أحد إلا المقوقس ، فقول غير صحيح ، والذي يذكره أهل العلم في هذا الباب خلافه ، فإن منهم من صدق بخبر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعظم كتابه

حتى لقد كاد أن يسلم ، غير أنه لم يفعل ، ومنهم من لم يستجب على الفور إلا أن الله أكرمه بعد ذلك فأسلم

وينظر فصلا مهما في تفصيل ذلك للإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (1/116- 120) .

وقد بعث سليط بن عمرو إلى ثمامة بن أثال الحنفي ، فأسلم ثمامة بعد ذلك .

وبعث عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد الله ابني الجلندي الأزديين بعمان فأسلما وصدقا .

وكان جيفر وأخوه ملكين على عمان بعد أبيهما الجلندي ، انظر الإصابة (1/542) .

وبعث العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين فأسلم وصدق ، كما أسلم معه أسد أباد .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" أسد أباد أحد ملوك البحرين ، ذكر البلاذري أنه أسلم مع المنذر بن ساوى " .

انتهى من "الإصابة" (1 /195) .

وبعث جرير بن عبد الله البجلي إلى ذي الكلاع الحميري وذي عمرو يدعوهما إلى الإسلام فأسلما .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" ذو عمرو الحميري كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ملكا ، وأرسل إليه النبي صلى الله عليه و سلم جرير بن عبد الله برجلين من أهل اليمن "

انتهى من "الإصابة" (2 /427) .

وبعث إلى فروة بن عمرو الجذامي ملك معان فأسلم .

قال ابن إسحاق : " وبعث فروة بن عمرو بن الناقدة البناني الجذامي إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسولا بإسلامه وأهدى له بغلة بيضاء

وكان فروة عاملا للروم على من يليهم من العرب وكان منزله معان وما حولها من أرض الشام ، فبلغ الروم إسلامه فطلبوه فحبسوه ثم قتلوه "

انتهى من "الإصابة" (5 /386) .

فهذا يدل على أن جماعة من هؤلاء الملوك الذين أرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإسلام قد أسلموا .
ثانيا :

أمر مارية القبطية مع النبي صلى الله عليه وسلم أشهر من أن يذكر ، وقد أهداها المقوقس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما ورد في السؤال

غير أن الكلام المذكور هنا عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن العسل الذي أهدي إليه ، ودعاؤه للقرية المذكورة ؛ فهذا أمر لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم :

رواه ابن معين في "تاريخه" (4/478) من طريق ليث عن ابن شهاب قال : ( بارك النبي صلى الله عليه و سلم في عسل بنها ) .

وقد ذكره الشيخ الألباني رحمه الله في "الضعيفة" (1258) من هذا الطريق وقال : منكر .

وذكره الحافظ في "الإصابة" (6/376) من طريق هانئ بن المتوكل حدثنا ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبي حبيب ، فذكره في قصة ، ولفظه ( وأعجبه العسل فدعا في عسل بنها بالبركة ) .

وهذا إسناد مرسل ضعيف ، ابن لهيعة كان قد احترقت كتبه واختلط

انظر "تهذيب التهذيب" (5 /329) .

وهانئ بن المتوكل قال ابن حبان : كان تدخل عليه المناكير ، وكثرت ، فلا يجوز الاحتجاج به بحال "

"ميزان الاعتدال" (4 /291)

ويزيد بن أبي حبيب من صغار التابعين .

فالحديث في الدعاء لبنها ، أو فضل عسلها : لا يصح .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:07
هل ثبت أن عمر رضي الله عنه كتب كتابا إلى نيل مصر ليجري ماؤه بإذن الله ؟

السؤال :

ما صحة القصة التي تقول إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب رسالة إلى نيل مصر ؟

تبدو لي غير منطقية لأن القرآن والسنة لا يؤيدان مثل هذه القصص.

الجواب :

الحمد لله

قال ابن كثير رحمه الله :

" روينا من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال : لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص - حين دخل بؤونة من أشهر العجم

فقالوا : أيها الأمير ، لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها . قال: وما ذاك ؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها

فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل .

فقال لهم عمرو : إن هذا مما لا يكون في الإسلام ، إن الإسلام يهدم ما قبله .

قال : فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا ، حتى هموا بالجلاء ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه : إنك قد أصبت بالذي فعلت

وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابي ، فألقها في النيل .

فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها " من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر : أما بعد ، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك

وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار ، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك "

قال : فألقى البطاقة في النيل ، فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة ، وقطع الله تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم "

انتهى من "البداية والنهاية" (7 /114-115)

وهكذا رواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص165) واللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة" (6/463) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44 /336) وأبو الشيخ في "العظمة" (4/1424) من طريق ابن لهيعة به .

وهذا إسناد ضعيف لا يصح ، ولا يثبت بمثله هذا الخبر ، وابن لهيعة ، واسمه عبد الله بن لهيعة بن عقبة ، ضعيف كان قد اختلط ، وهو مع ذلك مدلس

راجع "التهذيب" (5/327-331)

"ميزان الاعتدال" (2/475-484)

وقيس بن الحجاج صدوق من الطبقة السادسة عند الحافظ ابن حجر ، وهم الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة .

انظر : "تقريب التهذيب" (1 /25) .

وكان تارة يرويه مرسلا ، وتارة يرويه عمن حدثه ، ومن حدثه مجهول لا يعرف .

فالخبر ضعيف لا يصح .

وهذه القصة لو كانت صحيحة لذاع صيتها ، ولانتشر خبرها ، ولتوافرت الهمم على نقلها بالأسانيد الثابتة ؛ لأنه حدث عظيم ، وأمر جليل ، لا يغفل مثله ، بل أدنى منه ، المؤرخون والرواة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:11
هل ثبت في السنة أن ذكر الله يخفف العطش عن الصائم أو يقطعه ؟

السؤال :

هل ورد حديث بهذا المعنى : أن الصائم إذا شعر بالعطش فعليه بالذكر فإنه يرطب اللسان ويذهب عطشه ؟

الجواب :

الحمد لله

لم نقف - بعد البحث والنظر في كتب الحديث والتخريج – على حديث بهذا المعنى ، ولا نعلم في الشرع علاقة بين ذكر الله وبين العطش .

لكن ، لعل السائل أشكل عليه الحديث الصحيح ، الذي رواه الترمذي (3375) وحسنه

وابن ماجة (3793) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ : " أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرَائِعَ الإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ ، قَالَ : ( لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ ) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وهذا في حال الصيام وغيره ، وهو في الصيام آكد ، ولكن لا علاقة لذلك بالصيام أو بالعطش ؛ وإنما المراد به ألا يزال لسانك قريب العهد ، مشتغلا دائما بذكر الله ، لم ينقطع عن الذكر حتى ييبس من قلة حركته .

قال المباركفوري رحمه الله :

" أَيْ طَرِيًّا مُشْتَغِلًا قَرِيبَ الْعَهْدِ مِنْهُ ، وَهُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى الذِّكْرِ"

انتهى من "تحفة الأحوذي" .

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه "الوابل الصيب من الكلم الطيب" (ص41) أن لذكر الله تعالى أكثر من مائة فائدة ، ثم عدد أغلبها ، ولكنه لم يذكر أن من فوائد ذكر الله أنه يخفف العطش أو يقطعه عن الصائم .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:15
حديث : أي شيء يخفى ؟ قال ما لا يكون " : لا أصل له !!

السؤال:

والدتي دائما تقول : ( قيل يا رسول الله ، ماذا يختفي ؟ قال الرسول : الذي لا يذكر ) ، فأريد أن أعرف : هل هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا حديث لا أصل له ، ولا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الحافظ السخاوي رحمه الله :

" حديث: أيش يخفي؟ قال : ما لا يكون، قال شيخي - يعني الحافظ ابن حجر - : لا أعرف له أصلا ، قلت: ونحوه حديث : " من أخفى سريرة صالحة أو سيئة

ألبسه اللَّه منها رداء بين الناس يعرف به ، ولو دخل المؤمن كوة في حائط وعمل عملا ، أصبح الناس يتحدثون به " وروينا عن يحيى بن معاذ الرازي ، قال: " من خان اللَّه في السر ، هتك ستره في العلانية " .

انتهى من"المقاصد الحسنة" (ص/ 228) .

وسئل عنه ابن حجر الهيتمي رحمه الله فقال : " قَالَ الْحَافِظ الْجلَال السُّيُوطِيّ : بَاطِل "

انتهى من "الفتاوى الحديثية" (ص/ 115) .

وقال الحوت البيروتي رحمه الله :

" كَلَام جَار " انتهى من "أسنى المطالب" (ص/ 98)

يعني : لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، إنما هو من كلام الناس .

ومعناه : أن فعل العبد لا بد أن يظهر للناس ؛ كما قال الشاعر :

ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ ** وإِن خالها تخفى على النَّاس تُعلمِ

وهو في معنى حديث : ( ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير، وإن شرا فشر ) إلا أنه أعمّ منه ، وهو حديث ضعيف جدا

ينظر: " الضعيفة "(237).

وينظر : "جامع العلوم والحكم" (1/410-411) .

والخلاصة :

أنه حديث لا أصل له ، والعموم الذي يفيده لا دليل عليه ؛ فقد يحصل الشيء ويخفى على الناس .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:21
الذكر بـ( رضيت بالله ربا ) تجب له الجنة ، وليس( كان حقا على الله أن يرضيه )

السؤال:

ما مدى صحة الحديث : قال عليه الصلاة والسلام : ( ما من عبد مسلم يقول حين يُصبح وحين يُمسي ثلاث مرات : رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا . إلاَّ كان حقا على الله أن يُرضيه يوم القيامة )

. رواه الإمام أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي في " الكبرى " ، وابن ماجه . ولقد ذكر في موقعكم الكريم أن الحديث :

( من قال : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ، وجبت له الجنة ) صحيح .
فأيهما علينا الأخذ به ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

ثبت عن عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) رواه الإمام مسلم في " صحيحه " (1884)

من طريق عبد الله بن وهب ، حدثني أبو هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا .

ورواه أبو داود في " السنن " (1529)

من طريق عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني ، حدثني أبو هانئ الخولاني ، أنه سمع أبا علي الجنبي ، أنه سمع أبا سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (

مَنْ قَالَ : رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

ثانيا :

أما الحديث الآخر في السؤال فيروى عَنْ أَبِي سَلَّامٍ – وهو ممطور الحبشي – قَالَ : " مَرَّ رَجُلٌ فِي مَسْجِدِ حِمْصَ ، فَقَالُوا : هَذَا خَادِمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ : فَقُمْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَا يَتَدَاوَلُهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ الرِّجَالُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَبِيًّا ، إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .

رواه جماعة من أئمة المحدثين ، وقد اختلف الرواة فيه على أوجه :

الوجه الأول : عن كل من ( شعبة ، وهشيم ) : كلاهما عن أبي عقيل هاشم بن بلال قاضي واسط ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام ، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

طريق ( شعبة ) رواه الإمام أحمد في " المسند " (31/302، 304) (38/195، 196)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (4/201) ، والنسائي في " السنن الكبرى " (9/6)

وأبو داود في " السنن " (رقم/5072) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (5/286)، وابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " السفر الثاني (1/ 287) .

وأما ما وقع في " المستدرك " للحاكم (1/699) من طريق شعبة أيضا قال : سمعت أبا عقيل ، يحدث عن أبي سلام سابق بن ناجية ، فهو تحريف ظاهر من النساخ . انظر " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (11/31) .

وقال الحاكم عقبه : صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

وطريق ( هشيم ) رواه النسائي في " السنن الكبرى " (9/209) ، ومن طريقه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " (رقم/68) .

الوجه الثاني : عن سفيان ، عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية ، ولكن جعله عن أبي سلام ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسقط الواسطة بينهما وهو خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه هكذا الروياني في " المسند " (رقم/730) .

الوجه الثالث : عن مسعر، قال : حدثنا أبو عقيل ، عن سابق بن ناجية . ولكنه جعله عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم . فجعل أبا سلام هو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رواه هكذا ابن أبي شيبة في " المصنف " (5/324) (6/35) ، وعنه ابن ماجه في " السنن " (3870) ، وابن أبي عاصم في " الآحاد والمثاني " (1/348)

ومن طريقه الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص/283) ، والطبراني في " المعجم الكبير " (22/367) ، وأبو نعيم في " معرفة الصحابة " (رقم/6834)

وابن عبد البر في " الاستيعاب " (4/1681) في ترجمة " أبي سلام الهاشمي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه " هكذا قال

ثم قال أيضا : " هذا هو الصواب في إسناد هذا الحديث ، وكذلك رواه ( هشيم وشعبة )، عن أبي عقيل ، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام . ورواه وكيع عن ( مسعر ) فأخطأ في إسناده

فجعله عن مسعر ، عن أبي عقيل ، عن أبي سلامة ، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم . وكذلك قال في أبي سلام أبو سلامة فقد أخطأ أيضا "

انتهى . وانظر أيضا " الاستيعاب " (2/682) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" ابن عبد البر صوب رواية مسعر ، وقد علمت أنها جعلت أبا سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو واهم في ذلك "

انتهى من " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (11/32) .

الوجه الرابع : عن مسعر ، عن أبي عقيل ، عن أبي السلام ، عن سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم . فأسقط سابق بن ناجية ، وسمى به خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

رواه ابن أبي خيثمة في " التاريخ الكبير " السفر الثاني (1/ 287) في ترجمة " سابق خادم النبي صلى الله عليه وسلم ". هكذا قال .

قال ابن الأثير رحمه الله :

" قالوا : وهو وهم " انتهى من " أسد الغابة " (2/379)، ومن الأوهام أيضا في طريق مسعر أنه روي عنه موقوفا كما في " معجم الصحابة " (1/ 326) لابن قانع .

فالصواب هو الوجه الأول من طريق ( شعبة وهشيم )، عن سابق بن ناجية ، عن أبي سلام ، عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الإمام المزي رحمه الله :

" وهو الصواب "

انتهى من " تهذيب الكمال " (10/125) .

وقال الذهبي رحمه الله :

" الصحيح أبو سلام عن صحابي "

انتهى من " الكاشف " (2/433) .

وقال ابن حجر رحمه الله :

" حديث شعبة في هذا هو المحفوظ "

انتهى من " الإصابة " (7/158) .

ومع ذلك فالإسناد ضعيف بسبب جهالة سابق بن ناجية الذي يدور الحديث عليه

ترجمته في " تهذيب الكمال " (10/125)

وليس فيها توثيق ولا تجريح له ، ولم يرو عنه سوى راو واحد . ولهذا ضعف الحديث الشيخ الألباني رحمه الله وكان مما قال : " وقد رواه سعيد بن المرزبان عن أبي سلمة عن ثوبان مرفوعاً بلفظ : (

من قال حين يسمي : رضيت بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبياً ؛ كان حقاً على الله أن يرضيه ) رواه الترمذي (3386) ؛ وقال : " حسن غريب " ! لكن ابن المرزبان هذا مدلس

بل ضعفه البخاري وغيره تضعيفاً شديداً وتركوه ، ومن المحتمل أنه تلقاه عن سابق بن ناجية المجهول ثم دلسه ، وقال - وهماً منه أو قصداً وتدليساً -: " عن أبي سلمة "

بدل : ( أبي سلام ) ، و : " عن ثوبان " بدل : " عن خادم النبي عليه الصلاة والسلام ".

ولذلك ؛ لم أذهب في تعليقي على " الكلم الطيب " إلى تقوية الحديث بمجموع الطريقين ، مع ما بين متنيهما من الاختلاف في اللفظ كما هو ظاهر بأدنى تأمل .

وقد جاء ذكره في " صحيح الكلم الطيب " برقم (23) سهواً مني ، أرجو الله أن يغفره لي ، فيرجى حذفه "

انتهى باختصار من " السلسلة الضعيفة " (رقم/5020، 11/32-33) .

فالخلاصة أن الحديث الصحيح هو حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وفيه قوله ( وجبت له الجنة )، أما حديث خادم النبي صلى الله عليه وسلم وفيه : ( كان حقا على الله أن يرضيه ) فليس بصحيح .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-09, 16:28
لم يرد حديث نبوي يجعل سهولة الحمل علامة على رحمة الله الخاصة

السؤال :

أنا حبلى في شهري الثامن ، يعاملني زوجي بود ومحبة بفضل الله ، وقد قرأت أحاديث تنص أن الزوجة إذا أسعدت زوجها أثناء حملها فسيكون لها أجر عظيم

فهل هذا صحيح ؟

وقد قرأت أيضا أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت : ( ثلاث تبين مزيد رحمة الله بالمرأة : خطبتها ، ورعايتها ، وسهولة حملها ) فهل هذا صحيح ؟

أنا لا أنام كثيرا ، ولا أستريح كذلك بسبب أني مريضة بالسكر ، ولذلك أتناول حقن الإنسولين وأعاني من مزيد من آلام بالساقين ، ونزول الكدرة البيضاء ، التي بسببها أعيد الوضوء بعد كل فريضة

وأصبحت الآن متعبة جدا ، وقررت أن أمتنع عن الإنجاب ثانية ، فهل هذا يعني أنني سأكون امرأة سيئة ، وسأطرد من رحمة الله ؟

الجواب :

الحمد لله

لم نجد في السنة النبوية أو الآثار عن الصحابة والتابعين ما يدل على أن سهولة الحمل وخفته من علامات رحمة الله تعالى الخاصة بالمرأة

فذلك من أمور الغيب التي يجب الوقوف فيها عند النصوص والآثار ، وعدم نسبة شيء منها إلى النبي صلى الله عليه وسلم حتى نتثبت منه ونتأكد من صحته

فالله عز وجل يقول : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36.

ثم إن رحمة الله تعالى قد تكون في العافية ، كما قد تكون في الابتلاء ، وذلك في علم الله عز وجل وحكمته ، فعن مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ

عَنْ جَدِّهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ ، لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ

ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ ، أَوْ فِي مَالِهِ ، أَوْ فِي وَلَدِهِ ) رواه أبوداود في " السنن " برقم : (3090) وصححه الألباني

فهذا الحديث يدل على أنه قد يكون ابتلاء المرأة بصعوبة الحمل ومشقته علامة على رحمة الله تعالى بالمرأة

وما لها عند الله من أجر ومنزلة عظيمة ، خاصة إذا تذكرنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم أيضا حين قال : ( مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ) .

رواه البخاري (5640) ، ومسلم (2572) .

وبهذا يظهر أن من أراد نيل رحمة الله تعالى فليصبر عند المصيبة ، وليشكر عند النعمة ، فهو حينئذ على خير عظيم ، ولا ينشغل بالتفكير في مراد الله تعالى بمصابه

فذلك من الغيب الذي لا يطلع عليه ، ولكن بالشكر والصبر يستجلب رحمة الله ورضوانه .

يقول سفيان الثوري رحمه الله :

" ليس بفقيه من لم يعدّ البلاء نعمة ، والرخاء مصيبة "

انتهى من " حلية الأولياء " (7/ 55)

وقال بعض السلف :

" ارض عن الله في جميع ما يفعله بك ، فإنه ما منعك إلا ليعطيك ، ولا ابتلاك إلا ليعافيك ، ولا أمرضك إلا ليشفيك ، ولا أماتك إلا ليحييك ، فإياك أن تفارق الرضا عنه طرفة عين ، فتسقط من عينه "

انتهى من " مدارج السالكين " (2/ 216) .

وأما إذا كان هناك عارض من المرض يمنعك من الإنجاب ثانية : فلا دلالة لذلك على أن تكوني امرأة سيئة ، أو تطردي من رحمة الله ، معاذ الله ، بل هو عذر معتبر في مثل ذلك

وما جعل الله على عباده في الدين من حرج ؛ لكننا أيضا نرى أن المشقة والمكابدة التي أنت فيها الآن ، ليست ظرفا مناسبا لاتخاذ قرار كذلك ؛ فكم من النساء من فكرن في مثل ما تفكرين به الآن

حتى إذا يسر الله لها أمر ولادتها ، واستراحت فترة من الزمان من ذلك العناء : عاودها الحنين إلى الحمل والولادة ، وتربية الصغار

فلعلك إذا يسر الله لك أمر وضعك على خير - إن شاء الله - ، واسترحت فترة من ذلك ، أن يعينك الله على حمل جديد ، فهذا الآن قرار سابق لأوانه .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:03
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل ثبت أن أبا بكر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : هل مات الشيطان ؟!

السؤال:

لقد سمعت حديثا وأريد التاكد من مصدره ، نص الحديث هو : " دخل نبي الله محمد صلي الله عليه وسلم على أبو بكر وعائشة وهما جالسان علي سرير واحد، وسأله قائلا هل مات الشيطان ؟

الجواب :

الحمد لله

لا نعرف حديثا بهذا اللفظ ولا بهذا المعنى ، وهو كلام حري به أن يكون موضوعا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أصل له ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن الشيطان قد أنظره الله تعالى إلى يوم الوقت المعلوم

قال الله عز وجل : ( قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ) الأعراف/ 14، 15

وقال سبحانه : ( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) الحجر/ 36 – 38 .

والمقصود بيوم الوقت المعلوم ، يوم موت جميع الخلائق وفنائها عند النفخة الأولى

على الراجح من أقوال أهل العلم .

راجع لبيان ذلك إجابة السؤال القادم

فقد مدّ الله في عمر إبليس إلى وقت النفخة الأولى ، فهو حي إلى هذا الوقت لا يموت قبله ، وذلك ليتم ما أراده الله تعالى بحكمته وعلمه من ابتلاء الخلائق واختبارهم ليجازيهم يوم القيامة على أعمالهم .

وقد روى عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص 266) عن سلام بن مسكين قال : " سئل الحسن - يعني البصري - : يا أبا سعيد ! هل ينام إبليس ؟ قال : " لو نام لوجدنا لذلك راحة " .

فهذا الحديث محل السؤال حديث باطل لا أصل له .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:13
الكلام على حديث ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها ... ) سندا ومتناً

السؤال :

أرجو من فضيلتكم التحقق من هذا الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده : روى أبو سعيد وأبو هريرة : " أن النبي محمد صلى الله عليه و سلم قال : ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس

ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها، فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن لهم عريفا ولا شرطيا ولا جابيا ولا خازنا ) . و أيضاً أريد تفاصيل عن راوي الحديث عبد الرحمن بن مسعود اليشكري .

نقل الشيخ الأرنأؤط توثيق ابن حبان له مع أن الإسناد ضعيف . و لو وثق أحد أهل الحديث راويا ، ولم يوثقه الباقون فكيف يكون الأمر ؟؟

أرجو التوضيح مع إعطاء شرح تفصيلي للحديث .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث لم يروه الإمام أحمد في مسنده ، وإنما رواه ابن حبان في "صحيحه" (4586) فقال : أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم المروزي قال

: أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة عن جعفر بن إياس عن عبد الرحمن بن مسعود عن أبي سعيد و أبي هريرة قالا :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليأتين عليكم أمراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا و لا جابيا ولا خازنا ) .

قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تعليقه على صحيح ابن حبان : " إسناده ضعيف " .

وكذا ضعفه الشيخ مقبل الوادعي في "صحيح دلائل النبوة " (570) .

وصححه الشيخ الألباني في "الصحيحة" (360) .

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/240) :

" رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ خَلَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَسْعُودٍ وَهُوَ ثِقَةٌ " .

وعبد الرحمن بن مسعود هذا ، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/285) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، ولم يوثقه إلا ابن حبان ، وهو معروف بالتساهل في التوثيق

فإنه كثيرا ما يوثق المجهولين حتى الذين يصرح هو نفسه أنه لا يدري من هو ولا من أبوه .

انظر : "الضعيفة" (1/80) ، وأيضا : " الصحيحة " ، الطبعة الجديدة (1/2/702-703) .

وهذا الراوي روى عنه ثقتان : جعفر بن إياس – كما في هذا الحديث - والبختري بن أبي البختري

كما في "تهذيب الكمال" (4/22) .

وقال الحافظ في "تعجيل المنفعة" (1/813) :

" عبد الرحمن بن مسعود اليشكري عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله تعالى عنهما وعنه جعفر بن إياس وغيره ، وثقه ابن حبان " .

فبِرواية الثقتين عنه ترتفع عنه جهالة العين ، ثم هو من التابعين ، فعند بعض العلماء كابن كثير وابن رجب أن من كان هذا حاله ولم يأت بما ينكر عليه فحديثه حسن

راجع "إرواء الغليل" (3/309) .

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (4190) و"الصغير" (564) والخطيب في "التاريخ" (11/577)

من طريق دَاوُد بْن سُلَيْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أُمَرَاءُ ظَلَمَةً، وَوُزَرَاءُ فَسَقَةً، وَقَضَاةٌ خَوَنَةٌ، وَفُقَهَاءُ كَذَبَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ ذَلِكَ الزَّمَانَ فَلَا يَكُونَنَّ لَهُمْ جَابِيًا، وَلَا عَرِيفًا، وَلَا شُرْطِيًّا ) .

قال الهيثمي في "المجمع" (5/233) :

" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ الطَّبَرَانِيُّ : لَا بَأْسَ بِهِ ، وَقَالَ الْأَزْدِيُّ: ضَعِيفٌ جِدًّا ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ الْهَيْثَمِ لَمْ أَعْرِفْهُ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ "انتهى .

وقد توبع معاوية بن الهيثم ، تابعه عبد الله بن أحمد بن شبوية عند الخطيب ، فانحصرت العلة في داود بن سليمان .
وهذا الحديث ضعفه الألباني في "الإرواء" (8/280) .

ثانيا :

إذا وثق بعض أهل العلم بالحديث راويا ، ولم يُحك توثيقه عن غيره : فإن كان هذا العالم معروفا بالحذق ، مشهودا له بالحفظ والعناية بالأسانيد ونقد الرجال

ولا يعرف عنه التساهل في التوثيق؛ فهذا يقبل قوله في توثيق الراوي ، ويؤخذ به وإن تفرد بذلك

مثل الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وإسحق بن راهويه والبخاري ومسلم والنسائي وأبي داود والدارقطني وأشباههم من الحفاظ المتقنين والنقاد الجهابذة .

وإن كان هذا العالم ممن عُرف عنه التساهل في التوثيق ، وأنه يوثق المجهولين ومن لا يعرف

كابن حبان والحاكم والعجلي فإنه يُتوقف في قبول توثيق من وثقه حتى توجد قرائن تساعد على اعتماد توثيقه وقبول حديث هذا الراوي

فإن كان معروفا بالطلب ، أو مشهورا بالفضل ، ولم يرو ما ينكر عليه ، ولم يأت عن المشاهير الحفاظ بما ينفرد به عن أصحابهم الملازمين لهم ، وقد ارتفعت عنه جهالة الحال برواية ثقتين عنه فأكثر

وخاصة إذا كان من التابعين ، فمن كان هذا حاله ، وقد وثقه بعض من عُرف بالتساهل في التوثيق فحديثه مقبول حسن .

ثالثا : معنى الحديث :

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه سيأتي زمان على الناس يتأمّر عليهم فيه ويحكمهم من يقربون شرار الناس ، ممن يتابعونهم على أهوائهم ويطيعونهم فيما يأمرونهم به

وهم مع ذلك يؤخرون الصلاة عن مواقيتها ، فيصلونها بعد وقتها ، ولا يحافظون عليها كما أمر الله ورسوله
.
ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من هؤلاء ، وينهى من أدرك هؤلاء من أصحابه ، أن يكون لهم معينا على ما هم عليه من العصيان ، بل الواجب مجانبتهم

وعدم الاختلاط بهم ، والدخول عليهم ؛ لما في ذلك من الفتنة والإعانة على الإثم والعدوان .

وقد بوّب لهذا الحديث ابن حبان رحمه الله في صحيحه (10 /446) بقوله : " ذِكر الإخبار عما يجب على المرء عند ظهور أمراء السوء من مجانبتهم في الأحوال والأسباب " .

وقوله : ( فلا يكونن لهم عريفا ) فالعريف :

قال في "عون المعبود" (8/108) :

" هُوَ الْقَيِّمُ بِأُمُورِ الْقَبِيلَةِ أَوِ الْجَمَاعَةِ مِنَ النَّاسِ ، يَلِي أُمُورَهُمْ وَيَتَعَرَّفُ الْأَمِيرُ مِنْهُ أَحْوَالَهُمْ " .

وقال الحافظ في "الفتح" (6/601) :

" وسمي العريف عريفا لأنه يعرّف الإمام أحوال العسكر " .

وقال أيضا (13/169) :

" وسمي بذلك لكونه يتعرف أمورهم ، حتى يعرف بها من فوقه عند الاحتياج " انتهى .

وحال العرفاء مذموم إذا سعوا بين الإمام والرعية بما يفسد بينهم .

روى البخاري (6056) ومسلم (105) عَنْ حُذَيْفَةَ أنه قِيلَ لَهُ : إِنَّ رَجُلًا يَرْفَعُ الْحَدِيثَ إِلَى عُثْمَانَ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ ) .

وقوله : ( ولا شرطيا ) الشرطة معروفون ، وهم حفظة الأمن في البلاد ، الذين يجوبون الشوارع بالليل والنهار ويتفقدون أحوال الناس ، ولكنهم في دولة الظلم يظلمون الناس ويضربونهم ويأكلون أموالهم بغير الحق .

وقوله : ( ولا جابيا ) الجباة هم السعاة الذين يبعثهم الإمام لتحصيل الزكاة وجمعها من الناس .

وهم العاملون عليها .

راجع "المجموع" (14 /92) ، "المغني" (7/317) .

وهم في دولة الظلم الذين يحصلون من الناس الضرائب والمكوس بغير الحق .

وقوله : ( ولا خازنا ) الخازن هو الذي يُخزن عنده المال ، أي : يُحفظ .

"شرح أبي داود للعيني" (6 /436) .

قال الشيخ عبد المحسن العباد :

" الخازن : هو الذي يكون قيماً على الشيء ، ويكون مؤتمناً على حفظه ، سواء كان الخازن مملوكاً ، أو كان مستأجراً لحفظ أي شيء ، والقيام عليه ، والإدخال فيه ، والإخراج منه ، فيكون مسئولاً عن المال الذي يخزن "

انتهى من "شرح سنن أبي داود" (9 /153) .

والخازن في دولة الظلم يكون قيما على هذا المال المجموع بغير حقه ، فيكون الخازن مشاركا للظالم في ظلمه معينا له عليه .

أما في دولة العدل فهو مشارك في الأجر والثواب ؛ فقد روى البخاري (2260) ومسلم (1023) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

: ( الْخَازِنُ الْأَمِينُ الَّذِي يُؤَدِّي مَا أُمِرَ بِهِ طَيِّبَةً نَفْسُهُ أَحَدُ الْمُتَصَدِّقِينَ ) .

فهؤلاء كلهم إنما ذم النبي صلى الله عليه وسلم حالهم ، ونهى عنه وعن التلبس به ، إن صح هذا الحديث عنه صلى الله عليه وسلم ، لما يقومون به من الظلم ؛ أما في حال العدل ، وظهور الخير : فهم محمودون غير مذمومين .

قال الشوكاني رحمه الله :

" الخبر الوارد في ذم العرفاء : لا يمنع العرفاء ؛ لأنه محمول - إن ثبت - على أن الغالب على العرفاء الاستطالة ، ومجاوزة الحد ، وترك الإنصاف ، المفضي إلى الوقوع في المعصية "

. انتهى من نيل الأوطار (8/ 9) .

وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله :

" وكذلك يقال في حديث (لا تكن لهم شرطياً ولا جابياً ولا عريفاً) : فهو محمول على كون ذلك في أمور الشر والظلم التي لا تجوز ، وأما في الخير فقد دل على الجواز الحديث " .

انتهى من "شرح سنن أبي داود" (14 /277) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:21
لم يصح حديث في نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة ثم إتيانه أهله

السؤال:

سمعت قصة على النت من مدة قريبة ، وهذه القصة تكاد تفقدني إيماني ، سمعت حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه قال : "

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه , فدخل , ثم خرج وقد اغتسل , فقلنا : يا رسول الله ! قد كان شيء ؟ قال : ( أجل , مرت بي فلانة , فوقع في قلبي شهوة النساء

, فأتيت بعض أزواجي , فأصبتها , فكذلك فافعلوا ، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال ) . في " السلسلة الصحيحية " (رقم/441).

فهل هذا الحديث صحيح أم ماذا ؟

وإن كان صحيحا فكيف نظر رسول الله إليها نظرة شهوة وهو أعف إنسان خُلق ؟

والله حرم علينا النظر إلى النساء نظرة شهوة ؛ لأن بذلك نزني بأعيننا ، أرجوك أريد الإجابه بأسرع وقت ممكن ، أكاد أفقد إيماني .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

من أهم المزالق الفكرية التي يقع بها كثير من الناس ، على اختلاف أديانهم ومذاهبهم ، اتخاذ الروايات التاريخية وأفراد الأحداث والمواقف منطلقا لقرار اعتقادي ومبدئي

فكثير من المرويات – رغم صحتها وثبوتها – حوادث أعيان ، تتطرق إليها الكثير من الاحتمالات ، وتتعرض للعديد من صور تصرف الرواة ، وتعتريها أنواع الخلل في المتن والإسناد

فضلا عن أن عدم استحضار الظرف الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي للرواية تترك الناظر فيها في حيرة ، ويصبح معها في اضطراب

فلا يهتدي إلى وجهها السليم ، بل لو استحضر ذلك الظرف ولكنه لم يعايشه ولم يخالطه ، فستكون قدرته على استيعاب وجه الرواية ضعيفة أيضا .

فإياك أخانا السائل أن تقع في هذا المزلق الخطير ، فالعقائد والمبادئ لا تبنى إلا على أركان صحيحة ، وأسس متينة ، تتمثل في المحكمات والثوابت التي تعبر عن الرسالة السامية

وعن الأفكار الجليلة التي تؤمن بها ، أما بعض الحوادث وأفراد الروايات : فإنما تنظر بقدرها في الميزان الشرعي ؛ وقد جعل الله لكل شيء قدرا .

ولو تأملت حولك قليلا لعرفت خطورة هذا المزلق في التفكير ، أرأيت لو أن عاقلا سئل لماذا ترفض فكرة الرأسمالية مثلا ، فأجابك بأن السبب هو تعثر أحد البنوك في السبعينيات من القرن العشرين

هل سيكون جوابه مقنعا ! ولو أن عاقلا سئل عن رأيه بشخصية مفكرة عالمية ، فأجاب بعدم اقتناعه به لأنه تخاصم ذات مرة مع أحد أصدقائه مثلا ، فهل تراه أجاب بتفكير سليم ! ومنهجية مقنعة .

وهكذا لو رحت تسلم عقلك إلى بعض القصص – الثابتة أو غير الثابتة – لعرَّضت نفسك إلى الاضطراب وعدم الاتزان بالأحكام ، ولكن الواجب دائما العناية بالمبادئ والثوابت الكبرى

التي تحدد معالم الدين ، ثم تترك بقية التفاصيل لاجتهاد العلماء ، وأصول النقد والتمحيص .

ومن هنا نقول في الجواب عن القصة الواردة في السؤال ، إن كثيرا من التساؤلات ترد لفهم السياق الذي وقعت فيه - على فرض ثبوتها - ومن ذلك أن يقال :

ألا يحتمل أن نظرة النبي صلى الله عليه وسلم لتلك المرأة كانت هي النظرة الأولى ! أليس من الطبيعي أن يستغني الإنسان بالحلال عن الحرام إذا وجد في نفسه الرغبة بالنساء

! ومن أين لقارئ الحادثة أن النبي صلى الله عليه وسلم اشتهى تلك المرأة ... ؟!

لماذا نحمل القصة ما لا تحتمل ، ونخرجها عن سياقها الطبيعي المقبول ؟! فهو عليه الصلاة والسلام بشر من بني آدم ، يأكل الطعام

ويمشي في الأسواق ، وينام ويستيقظ ، ويتزوج النساء ، وأنجب الأبناء ، فكيف كان من المستنكر أن تقع عينه من غير قصد على إحدى النساء

فيلجأ إلى ما أحل الله له من أزواجه ، ليرشد أمته من بعده إلى أفضل وسيلة لعلاج الحرام ، وقطع طريق الشيطان ، وصيانة النفس نحو العفة والطهارة ؟!

لا ؛ بل لماذا لا نفهم القصة بفهمها اللائق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ما يدل على فضله وشرفه ، وعلو قدره اللائق به ؛ إن الثوب الأبيض الناصع : تظهر فيه أدنى نقطة من سواد ، والمرآة المصقولة اللامعة

يبدو فيها أدنى غبش ، وأيسر غبار ؛ وأما الثوب الأسود ، والمرآة الفاسدة ، فلا يكاد يظهر فيها شيء ، لقد اعتاد على ذلك الأذى والسواد !!

أفهمت الآن يا عبد الله ، أن هذه القصة - لو صحت - هي من مناقب النبي صلى الله عليه وسلم ، ودلائل علو قدره ؛ إن من اعتاد النظر إلى النساء والجري وراء الشهوة المحرمة

لم يظهر فيه شيء من أثر ذلك الموقف العابر ، ولا أضعافه ، ولو جلست المرأة بجواره على الكرسي في السيارة ، لم يبال ، ولم يشعر بشيء من أثر ذلك في قلبه

وبعضهم لو ابتلي بالزنا صراحة ، ما تألم لسواد قلبه ، وما وجد ثقل الران على فؤاده !!

لماذا لا تفهم تلك الأنفة والتنزه : أن يظهر أدنى سواد أو قذر ، أو ينعكس أدنى غبش ، في ثوب عفته وطهارته النقي ، صلى الله عليه وسلم ، ومرآة قلبه التي لا تزال مصقولة بمقامات العبودية والاستغفار .

قال ابن العربي المالكي رحمه الله :

" هذا حديث غريب المعنى ؛ لأن الذي جرى للنبي صلى الله عليه وسلم كان سرا ، لم يعلمه إلا الله ، ولكنه أذاعه عن نفسه ؛ تسلية للخلق ، وتعليما لهم ، وقد كان آدميا ذا شهوة

ولكنه كان معصوما عن الزلة ، وما جرى في خاطره حين رأى المرأة أمر لا يؤاخذ به شرعا ، ولا ينقص من منزلته ، وذلك الذي وجد في نفسه من إعجاب المرأة له هي جبلة الآدمية التي تتحقق بها صفتها

ثم غلبها بالعصمة ، فانطفت ، وجاء إلى الزوجة ؛ ليقضي فيها حق الإعجاب والشهوة الآدمية بالاعتصام والعفة " .

انتهى من " عارضة الأحوذي " (5/106) .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:22
ثانيا :

ثم نزيدك أيضا أن في ثبوتا هذه القصة بحثا ونظرا ، وإن صححها بعض العلماء ، فقد ذهب كثير من المحدثين إلى أنها لم تقع له عليه الصلاة والسلام ، وإنما وقعت للصحابي الذي رواها

فأخطأ الرواة في نسبتها إليه عليه الصلاة والسلام ، وهذا ما يسمى في علم الحديث بتعليل المرفوع بالموقوف ، وهو باب مهم من أبواب وقوع الخلل في الروايات والأحاديث .

كما جاء في روايات أخرى صحيحة اقتصار الحديث على قوله : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) من غير ذكر الحادثة

مما يدل على الشك في حصولها .

ونحن نتوسع هنا في تخريج روايات القصة وبيان الحكم عليها ، فنقول : الأحاديث الواردة في هذا الباب هي :

الحديث الأول :

عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى امْرَأَةً ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ زَيْنَبَ وَهْىَ تَمْعَسُ مَنِيئَةً لَهَا ، فَقَضَى حَاجَتَهُ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ

وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .

وقد اختلف الرواة عن أبي الزبير في رواية هذا الحديث على وجهين :

الوجه الأول : منهم من ذكر قصة رؤية النبي صلى الله عليه وسلم المرأة ، وإتيانه أم المؤمنين زينب رضي الله عنها على إثرها ، وهم كل من ( حرب بن أبي العالية ، وهشام الدستوائي ).

أما حديث حرب بن أبي العالية ففي " مسند أحمد " (22/407) ، و" صحيح مسلم " (رقم 1403) .

وأما حديث هشام الدستوائي فأخرجه عبد بن حميد كما في " المنتخب " (رقم/1061) ، ومسلم في " صحيحه " (1403)، وأبو داود في " السنن " (رقم/2151)

والترمذي في " السنن " (رقم/1158) وقال : " حديث جابر حديث حسن صحيح غريب ". والنسائي في " السنن الكبرى " (8/235) ، وابن حبان في " صحيحه " (12/384)

ورواه الطبراني في " المعجم الكبير " (24/50) ، وفي " المعجم الأوسط " (3/34) وقال : " لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا هشام ، تفرد به مسلم "، والبيهقي في " السنن الكبرى " (7/90) .

الوجه الثاني : لا يشتمل على ذكر القصة ، وإنما فيه الحديث القولي فحسب ، يرويه على هذا الوجه كل من ( معقل بن عبيد الله الجزري ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الله بن لهيعة ، وموسى بن عقبة ) .

حديث عبد الله بن معقل أخرجه مسلم في " صحيحه " (رقم/1403) قال : وحدثني سلمة بن شبيب ، حدثنا الحسن بن أعين ، حدثنا معقل ، عن أبي الزبير

قَالَ : قَالَ جَابِرٌ رضي الله عنه : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا أَحَدُكُمْ أَعْجَبَتْهُ الْمَرْأَةُ ، فَوَقَعَتْ فِي قَلْبِهِ ، فَلْيَعْمِدْ إِلَى امْرَأَتِهِ فَلْيُوَاقِعْهَا ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .

وحديث ابن جريج يرويه ابن حبان في " صحيحه " (12/385) ، والدولابي في " الكنى والأسماء " (3/1192) .

وأما حديث عبد الله بن لهيعة وموسى بن عقبة ففي " مسند أحمد " (23/77) (23/402)، والخرائطي في " اعتلال القلوب " (1/124) .

ومنهم من يذكر لفظ : ( إِنَّ الْمَرْأَةَ تُقْبِلُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ فِي صُورَةِ شَيْطَانٍ ) ، وهم ( هشام الدستوائي , وحرب بن أبي العالية )

والبقية يقتصرون على قوله : ( إِذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا فِي نَفْسِهِ ) .

وبهذا يتبين الحكم على الحديث ، وأن الألفاظ التي هي محل إشكال فيها قدر كبير من الاختلاف بين الرواة ، وهي قصة إتيان النبي صلى الله عليه وسلم زوجته بعد رؤيته إحدى النساء

والإخبار عن المرأة أنها : ( تقبل في صورة شيطان ) ، فقد روى هذا الحديث ستة من تلاميذ أبي الزبير ، أربعة منهم جاؤوا بالرواية من غير العبارات محل الإشكال

واثنان فقط أحدهما ضعيف – وهو حرب بن أبي العالية – ذكروا تلك الألفاظ . وهذا أدعى للشك في تلك القصة ، ووقوع الخلل فيها .

ويمكن أن يزيد الشك أيضا علتان أخريان :

العلة الأولى : الشبهة في انقطاع رواية أبي الزبير عن جابر

فقد قال الإمام الذهبي رحمه الله:

" في صحيح مسلم عدة أحاديث مما لم يوضِّح فيها أبو الزبير السماعَ عن جابر ، وهي من غير طريق الليث عنه ، ففي القلب منها شيء ، من ذلك حديث :

( رأى عليه الصلاة والسلام امرأةً فأعجبته ، فأتى أهله زينب ) "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (6 /335) .

العلة الثانية : الإرسال ، فقد رواه بعض تلاميذ أبي الزبير عنه مرفوعا ، من غير واسطة الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، والحديث المرسل ضعيف ؛ لأن الجهل بالواسطة يوقع الشك في الثقة بالرواية .

يقول الإمام النسائي رحمه الله :

" أخبرنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا حرب ، عن أبي الزبير ، قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا

فمرت به امرأة فأعجبته ... نحوه إلى : صورة شيطان ) ولم يذكر ما بعده ، هذا كأنه أولى بالصواب من الذي قبله "

انظر " السنن الكبرى " (8/235)

لذلك قال الإمام الذهبي رحمه الله – بعد أن سرد هذا الحديث وغيره -:

" هذه غرائب ، وهي في صحيح مسلم "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (5/385) .

الحديث الثاني :

عَنْ مُعَاوية بن صَالِح عَن أَزْهَرَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَازِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا كَبْشَةَ الْأَنْمَارِيَّ قَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا فِي أَصْحَابِهِ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ وَقَدْ اغْتَسَلَ فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ كَانَ شَيْءٌ

قَالَ : ( أَجَلْ ، مَرَّتْ بِي فُلَانَةُ فَوَقَعَ فِي قَلْبِي شَهْوَةُ النِّسَاءِ فَأَتَيْتُ بَعْضَ أَزْوَاجِي فَأَصَبْتُهَا ، فَكَذَلِكَ فَافْعَلُوا ، فَإِنَّهُ مِن أَمَاثِلِ أَعْمَالِكُمْ إِتْيَانُ الْحَلَالِ ) .

رواه الإمام أحمد في " المسند " (29/557)، والطبراني في " الأوسط " (4/159) وقال : " لا يروى هذا الحديث عن أبي كبشة إلاّ بهذا الإسناد ، تفرد به معاوية بن صالح ".

وهو إسناد ضعيف بسبب أزهر بن سعيد الحرازي

ترجمته في " تهذيب التهذيب " (1/203)

وفي " الطبقات الكبرى " (7/460)

وفي " تاريخ الإسلام " (3/370)

وليس فيها أي نقل عن توثيق أو تجريح ، فهو مجهول الحال . ووصفه ابن سعد بقوله : " كان قليل الحديث "
.
وأما معاوية بن صالح ، فهو وإن حسَّن حديثَه بعض أهل العلم ، إلا أنه قد ضعفه الكبار من أهل الجرح والتعديل أمثال : يحيى بن سعيد القطان ، وأبو حاتم الرازي ، ويحيى بن معين .

انظر " ميزان الاعتدال " للذهبي (6/456) .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:23
الحديث الثالث :

رواه كل من ( إسرائيل بن يونس ، وسفيان الثوري )، عَنْ عبد اللَّه بن حلاَّم ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : ( من رأى منكم امرأة فأعجبته فليواطئ أهله ، فإن معهن مثل الذي معهن ) .

هكذا رواه سفيان الثوري موقوفا كما في " المصنف " لابن أبي شيبة (4/321) .

ورفعه إسرائيل بن يونس ، فجعله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكر معه الحادثة السابقة .

ولكن المحدثين قالوا : إن رواية سفيان الثوري أقوى وأثبت ، فهو أوثق من إسرائيل بن يونس ، وقد جزم بترجيح الموقوف الإمامان : أبو حاتم الرازي كما في " العلل " (3/673)

والدارقطني ، كما في " العلل " له (5/197) ، وانظر " تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم " (2/183-192) .

هذا فضلا عن أن عبد الله بن حلام ، قال عنه الإمام الذهبي في " ميزان الاعتدال في نقد الرجال " ( 4 / 87 ) : " لا يكاد يُعرف ".

والخلاصة أن الأظهر عدم ثبوت نسبة الحادثة المذكورة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإخراج الإمام مسلم لها إنما يفيد ثبوت أصل الحديث ، وهو الجزء القولي في الحديث

ولهذا ذكر الوجه الآخر معها ، كما سبق ، أما تصحيح كامل السياق والسبب الوارد في رواية ( حرب وهشام ) عن أبي الزبير عن جابر ، فليس ذلك بلازم في منهج الإمام والتزامه في صحيحه .

وعلى فرض الصحة والثبوت ، فقد سبق بيان توجيهها الصحيح .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:44
حديث : ( مَن حدّث حديثا فعُطس عنده فهو حق ) حديث باطل .

السؤال:

هل هناك حديث يدل على أن من كان يتكلم ، وعطس في أثناء كلامه طفل : فهو يتكلم حقا ، أو ما شابه ذلك؟

الجواب :

الحمد لله

روى أبو يعلى الموصلي في "مسنده" (6352) ، وأبو القاسم الطبراني في "المعجم الأوسط" (6509) ، وتمام الرازي في "الفوائد" (1005) ، وابن عدي في "الكامل" (6/402)

والبيهقي في "الشعب" (9365) كلهم من طريق بقية بن الوليد عن معاوية بن يحيى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم : ( من حدث حديثا فعطس عنده فهو حق ) .

وقال الطبراني عقبه

: " لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد إلا معاوية بن يحيى ، تفرد به بقية ، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد " انتهى.

وهذا إسناد واه ؛ معاوية بن يحيى ، هو الأطرابلسي ، له مناكير ، انظر : "الكامل" لابن عدي (6/402-403) ، "ميزان الاعتدال" (4/139) .

وبقية بن الوليد مدلس ، وربما دلس عن الكذابين والمجهولين .

ينظر : "تهذيب التهذيب" (1 /417-419) .

وهذا الحديث :

قال أبو حاتم الرازي : هذا حديث كذب .

"علل الحديث" (2 /342) .

وقال البيهقي :

هو منكر عن أبي الزناد .

"شعب الإيمان" (7 /33) .

وقال ابن الجوزي :

هذا حديث باطل ، تفرد به معاوية بن يحيى.

"الموضوعات" لابن الجوزي (3 /77) .

وقال البوصيري :

هذا إسناد ضعيف , لتدليس بقية بن الوليد.

"إتحاف الخيرة المهرة" (6 /143) .

وقد رواه عبد الله بن جعفر المدينى ، عن أبى الزناد فقال فيه : ( إذا عطس أحدكم عند حديث كان حقا )

. رواه ابن الجوزي في : "الموضوعات" (3 /77) .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، عبد الله بن جعفر ، هو والد الإمام الحافظ علي بن المديني شيخ البخاري ، وكان متروك الحديث ، قال ابن معين : ليس بشيء

وقال عمرو بن علي : ضعيف الحديث ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث جدا يحدث عن الثقات بالمناكير .. " .

وينظر : "تهذيب التهذيب" (5 /153) .

والحديث أورده الألباني في "الضعيفة" (136) وقال : " باطل " .

وللحديث طريق أخرى ، فقال الطبراني في "الأوسط" (3360 ) حدثنا جعفر قال نا إبراهيم بن عبد العزيز بن مروان بن شجاع الحراني بالرقة

قال نا الخضر بن محمد بن شجاع قال نا عفيف بن سالم عن عمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أصدق الحديث ما عطس عنده )

ثم قال الطبراني : " لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عمارة ، تفرد به الخضر " انتهى .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، عمارة بن زاذان قال الإمام أحمد : يروي عن ثابت عن أنس أحاديث مناكير . وضعفه الدارقطني وابن عمار والساجي وغيرهم .

انظر : "تهذيب التهذيب" (7 /365) .

وأورده الألباني في "الضعيفة" (137) وقال : " باطل " .

فهذا الحديث من جهة السند حديث ضعيف جدا .

وأما من جهة المتن : فهو متن باطل منكر ، قال ابن القيم رحمه الله : " وهذا الحديث ، وإن صحح بعض الناس سنده ، فالحس يشهد بوضعه

لأنا نشاهد العطاسَ ، والكذبُ يعمل عمله ، ولو عطس مئة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يحكم بصحته بالعطاس ، ولو عطسوا عنده بشهادة رجل ، لم يحكم بصدقه " انتهى .

انظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (1 /264) .

أما زيادة الطفل أو الصبي في الحديث ، فلا نعلم لها أصلا .

والخلاصة : أن هذا الحديث لا يصح سندا ولا متنا ، بل هو حديث باطل .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:46
حديث ( استعدوا للبرد كما تستعدون للعدو ) لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال :

أود معرفة درجة هذا الحديث الذي يروج بين الناس هاته الآونة ، وهو حديث : ( استعدوا للبرد كما تستعدوا للعدو ) .

الجواب :

الحمد لله

لا نعرف حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ، وقد بحثنا عنه في مظانه من كتب الحديث فلم نجد أحدا رواه ، ولا وجدنا أحدا من فقهاء الإسلام وعلماء المسلمين ذكره ولو بغير إسناد

فلا تجوز رواية هذا الحديث ؛ لأن روايته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والحالة هذه من الكذب عليه ؛ لما روى مسلم في مقدمة الصحيح (ص 7) عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ وسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنهما قَالَا

: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ ) .

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ تَغْلِيظُ الْكَذِبِ وَالتَّعَرُّض لَهُ ، وَأَنَّ مَنْ غَلَبَ عَلَى ظَنِّهِ كَذِبُ مَا يَرْوِيهِ فَرَوَاهُ كَانَ كَاذِبًا " انتهى .

على أن صواب الإعراب أن يقال : " كما تستعدون للعدو " بإثبات النون .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:49
هل يصح حديث ( الخير باق في أمتي إلى يوم القيامة ) ؟

السؤال:

أريد أن أسال عن صحة هذا الحديث: ( الخير باق في أمتي إلى يوم القيامة ) ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث بهذا اللفظ " الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " لا أصل له ، كما قاله أئمةُ الحديث ونقّادُه ، ولم يرِد مُسنَداً إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الكتب الصَّحاح والمسانيد .

قال الإمام السخاوي :

" قال شيخنا ( يعني الحافظ ابن حجر) : لا أعرفه ، ولكن معناه صحيح "

انتهى من المقاصد الحسنة " (ص: 337) .

وينظر : " أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب " (ص: 317) .

وقال الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة (30)

: "الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". لا أصل له .

ولذلك أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " رقم (1220) بترقيمي ويغني عن هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:

" لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك".

أخرجه مسلم والبخاري بنحوه وغيرهما ، عن جمع من الصحابة بألفاظ متقاربة ، وهو مخرج في " الصحيحة " فانظر " صحيح الجامع " (7164 ـ 7173) . انتهى .

"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 104)" .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:54
هل ثبت في الحديث أن ملك الموت إذا قبض روح العبد وهو على وضوء كُتبت له شهادة ؟

السؤال:

لقد قرأت حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يرويه عنه أنس بن مالك ، حيث إنه قال : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ أَبَدًا عَلَى وُضُوءٍ فَافْعَلْ

فَإِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا قَبَضَ رُوحَ الْعَبْدِ وَهُوَ عَلَى وُضُوءٍ كُتِبَتْ لَهُ شَهَادَةٌ ) . والسؤال هنا : هل هذا الحديث صحيح ؟

وإذا كان صحيحا ، فهل المقصود أنه من مات على وضوء شهيد حي عند الله يرزق ، أم أجره مثل أجر الشهيد ؟

كما أريد أن أسأل عن فضل الوضوء قبل النوم ، والمكوث طوال اليوم طاهرا على وضوء ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

هذا الحديث رواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (5991) وأبو يعلى في "مسنده" (3624) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن أَنَس بْن مَالِكٍ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال له

: ( يَا بُنَيَّ، إِنِ اسْتَطَعْتَ أَلَّا تَبِيتَ إِلَّا عَلَى وَضُوءٍ فَافْعَلْ، فَإِنَّهُ مَنْ أَتَاهُ الْمَوْتُ، وَهُوَ عَلَى وَضُوءٍ ، أُعْطِيَ الشَّهَادَةَ ) .

وعلي بن زيد معروف بالضعف ، ضعفه الأئمة : منهم شعبة ، وابن عيينة ، وابن معين ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، وابن خزيمة ، والدارقطني وغيرهم .

وقال ابن قانع : خلط في آخر عمره وترك حديثه ، وقال ابن حبان : يهم ويخطىء فكثر ذلك منه فاستحق الترك .

"تهذيب التهذيب" (7/ 324) .

ورواه البيهقي في " الشعب " (2529) ، وأبو القاسم الشحامي في "السباعيات" (147) من طريق كثير بن عبد الله أبي هاشم عن أنس به .

وكثير هذا متروك : قال البخاري : منكر الحديث ، وقال النسائي: متروك الحديث ، وقال الدارقطني : ضعيف ، وقال أبو حاتم : منكر الحديث ، شبه المتروك .

ميزان الاعتدال (3/ 406) .

ورواه قوام السنة (254) في "الترغيب والترهيب" من طريق بشر بن إبراهيم ، نا عباد بن كثير، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب، عن أنس بن مالك .

وهذا إسناد تالف : عباد بن كثير متروك ، قال البخاري : تركوه . وكان الثوري يكذبه ، وقال أحمد : روى أحاديث كذب .
"تهذيب التهذيب" (5/ 100)

وبشر بن إبراهيم شر منه ، قال العقيلي: يروي عن الأوزاعي موضوعات ، وقال ابن عدي: هو عندي ممن يضع الحديث ، وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات .

"ميزان الاعتدال" (1/ 311) .

ورواه أحمد بن منيع – كما في "المطالب العالية" (2/ 273) -

: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا الْعَلَاءُ - أَبُو مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيُّ - حَدَّثَنَا أَنَسٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ به .

والعلاء هذا هو العلاء بن زيد الثقفي : قال ابن المديني: كان يضع الحديث ، وقال أبو حاتم والدارقطني : متروك الحديث ، وقال البخاري وغيره : منكر الحديث ، وقال ابن حبان : روى عن أنس نسخة موضوعة .

"ميزان الاعتدال" (3/ 99) .

والحاصل من ذلك كله : أن الحديث المذكور ضعيف ، ليس له طريق يعتمد عليها ، ولا يتقوى بمجموع طرقه لشدة ضعفها .

ثانيا :

أصح ما ورد في فضل الوضوء عند النوم ما رواه البخاري (247) ومسلم (2710) عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ

ثُمَّ قُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ

وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ؛ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ ) .

فمن توضأ قبل نومه ثم اضطجع على شقه الأيمن وقال هذا الدعاء ثم مات : مات على الفطرة.

وروى أبو داود (5042) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَبِيتُ عَلَى ذِكْرٍ طَاهِرًا فَيَتَعَارُّ مِنْ اللَّيْلِ فَيَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) . وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

فمن توضأ قبل نومه ثم تعار من الله فسأل الله أعطاه من فضله .

ثالثا :

من استطاع أن يمكث طوال اليوم طاهرا فهو خير وفضل ، ولا نعلم في فضل ذلك حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن العبد إذا كان طاهرا تمكن من فعل ما لا يتمكن من فعله إذا كان على غير طهارة

فإذا دخل المسجد تمكن من الصلاة ، وإذا أراد تلاوة القرآن تمكن من مس المصحف ، وإذا أراد ذكر الله كان ذكره ربه وهو على طهارة أفضل من ذكره وهو محدث

وإذا حضرته الصلاة تمكن من الصلاة ، فلم يتأخر عن الصف الأول ولم تفته تكبيرة الإحرام .

فالذي يحرص على طهارته دائما يكون دائما أقرب إلى الله ، متمكنا من فعل العبادة .

وقد روى ابن ماجة (277) عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ ، وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ ) صححه الألباني في " صحيح ابن ماجة " .

قال الباجي رحمه الله :

" يُرِيدُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُدِيمُ فِعْلَهُ بِالْمَكَارِهِ وَغَيْرِهَا مُنَافِقٌ ، وَلَا يُوَاظِبُ عَلَى ذَلِكَ إلَّا مُؤْمِنٌ "

انتهى من "المنتقى" (1/ 74) .

فالوضوء من خصال أهل الإيمان ، وهو من مكفرات الذنوب .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 13:57
الرد على مقال " أشياء لا تعرفها عن الشيطان "

السؤال:

ما صحة هذا المقال بارك الله فيكم ؟

أشياء لا تعرفها عن الشيطان !!

ما هو اسم إبليس قبل طرده من الجنة ؟

اسمه : الحارث ، ويكنى بـــأبي مرة .

لماذا يجب علينا أن نطوي الثياب في الليل ولا نتركها معلقة ؟

لأن الشيطان يرتديها في الليل إذا كانت معلقة .

لماذا يجب تنفيض وتنظيف السرير قبل النوم ؟

لأن الشيطان ينام على السرير عندما يكون فارغا .

ما هو اللون المفضل لدى إبليس؟

اللون الأحمر.

ما هي الأيام التي يكرهها إبليس؟

يكره إبليس من الأيام يوم عرفة ، ويوم الجمعة ، وعيد الأضحى ، ويكره كل يوم لا يعصى فيه .

من المهم أن نسمي قبل ارتداء الملابس لماذا ؟

لأن الشيطان يرتدي ويستخدم كل شيء لا يذكر فيه اسم الله حتى العطر يجب علينا أن نقول البسملة قبل رشه ؛ لأن الشيطان يلبس ملابسنا التي عطرت .

ما هو منزل الشيطان؟ منزل الشيطان المفضل هو: الحمام .

أفضل الأطعمة لدى إبليس؟

هي كل طعام ساخن لذلك يجب علينا تبريد الطعام قبل أكله ، ويجب علينا تغطية الأطعمة المكشوفة ، والسبب هو كي لا يتجرثم من الحشرات

وهذا سبب صحي ترى ما هو السبب الديني؟ السبب هو أن كل طعام مكشوف يأخذ منه إبليس ما يشاء ويكفيه .

أكره الأطعمة لدى إبليس؟

الرمان والسفرجل والتمر والزيت .

متى يتبول إبليس في أذن الناس؟

إن الملائكة توقظ العبد ثلاث مرات في الليل لصلاة الفجر فإن لم يقم تبول إبليس في أذنه ، فيقوم بعدها ثقيلاً كسلان .
ما هو الدعاء الذي يقينا من وسوسة إبليس صباحاً ومساءاً ؟

( اللهم¬ إني أصبحت في ذمتك وجوارك , اللهم إني أستودعك ديني ونفسي ودنياي وآخرتي ومالي وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعاً ومن شر ما يبلس به إبليس وجنوده)

ما هو أثقل شيء لدى إبليس؟

أثقل شيء على إبليس هي الصدقة .

ما هي أجمل الأماكن والمنتزهات لدى إبليس؟

أجمل الأماكن والمنتزهات هي الأسواق .

لماذا يجب علينا وضع أيدينا على فمنا عندما نتثاءب ؟

لأن التثاؤب من الشيطان ، فإذا لم نضع أيدينا على فمنا فإن الشيطان يدخل في الفم أما العطسة فهي العكس .
من هم أولاد الشيطان؟

الذكور :¬ هفاف – زلنبور – ولها – أبيض – ثبر – أعور داسم – مطرش – دهار – تمريح – مقلاص – اقبض .
الأناث : لاقيس .

لماذا لا يجوز لنا أن نقول قوس قزح بل نقول قوس ؟

لأن قزح من أسماء إبليس، ولا يجوز لنا أن نبدل اسم باسم من أسماء عدو.

أكثر شيء يسود وجه إبليس؟

أكثر شيء يسود وجه إبليس هو الصوم .

متى يبكي ويصرخ إبليس؟

إذا سلم المؤمن على المؤمن .

ما هو موطن الشيطان ؟

موطنه هو صدور العصاة .

بأي اليدين يأكل إبليس الشيطان ، وكم إصبعاً يستخدم في أكله؟

يأكل باليسرى ويأكل بإصبعين أو أصبع واحد.

ما هي أسوأ نومة لدى إبليس؟

هي القيلولة فإنه لا ينام قيلولة .

ما هو أكثر شيء يغيظ إبليس في الصلاة ؟

هي إطالة الركوع والسجود .

*عبدالرحمن*
2018-10-13, 14:00
الجواب :

الحمد لله

يجب على كل من ينشر نصيحة للمسلمين أن يتثبت ويدلل على نصيحته ، إلا إن كان لا يقصد النصيحة ، وإنما ترويج الشائعات والخرافات بين الناس ، فمثل هذا يتحمل وزره ووزر من لبَّس عليه وغرر به .

يقول الله عز وجل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36 .

والمقال الذي ورد السؤال عنه ليس حديثا ولا أثرًا فيما نعلم ، وإنما هو كلام اخترعه بعض المزورين والمتكلفين ، الذين يشبهون القصاص في الزمان القديم ، يأتون في كلامهم بالطِّم والرِّم ، بغية الإثارة ، وإعجاب الناس .

وقد جمع هذا المتكلف في كلامه شيئا من الحق الصواب ، ولبسه بكثير من الباطل ، وما فيه من الأمور المشروعة ، زاد عليها بتكلفه ؛ فبدلا من أن يقول : يشرع كذا

أو يستحب كذا ، قال : ويجب كذا .. ، وهذا كله تكلف وافتراء على الله ورسوله الكذب .

فمن الصواب فيه :

استحباب نفض الفراش قبل النوم ، وليس وجوب ذلك كما زعم ، واستحباب نفض الفراش إذا قام عنه ، واستحباب وضعي اليد على الفم عند التثاؤب .

وما في هذا الكلام من الأمور الصائبة المشروعة ، لايبيح لنا أن ننشره ؛ لأن صاحبه لبسه بكثير من الباطل ، ولا يكاد يخلو باطل ، ولا بدعة

ولا دين من أديان الكفار والمشركين ، من شيء من الصواب ، لكن أهله لبسوه بكثير من الباطل الذي انحرف به عن دين الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَأكْثر مَا ينْفق بَين الْمُسلمين مَا فِيهِ حق وباطل إِذْ الْبَاطِل الْمَحْض لَا يبْقى بَينهم وَذَلِكَ يتَضَمَّن التَّحَالُف على غير مَا أَمر الله بِهِ والتبديل لدين الله بِمَا لبس من الْحق بِالْبَاطِلِ وَهَذِه حَال الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَسَائِر أهل الضلال

فَإِنَّهُم عدلوا عَمَّا أَمرهم الله باتباعه ، فلبسوه بباطل ابتدعوه ، بدلُوا بِهِ دين الله ، وتحالفوا على ذَلِك الذي ابتدعوه "

انتهى من "جامع الرسائل" (2/317) .

وقال أيضا :

"لَا بُدَّ فِي كُلِّ بِدْعَةٍ - عَلَيْهَا طَائِفَةٌ كَبِيرَةٌ - مِنْ الْحَقِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُوَافِقُ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْحَدِيثِ : مَا يُوجِبُ قَبُولَهَا إذْ الْبَاطِلُ الْمَحْضُ لَا يُقْبَلُ بِحَالِ " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/51)

وينظر أيضا : "منهاج السنة" (5/168) .

والحاصل

: أن ما في هذا الكلام المكتوب من الصواب والحق : لا يبيح نشره ، ولا دعوة الناس إليه ؛ بل هذا أدعى إلى رده ومنع الناس من نشره ، لما فيه من لبس الحق بالباطل ، وتحريف الدين بإدخال ما ليس منه فيه .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-16, 12:30
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث ( أنه على كل فرج مكتوب ناكحه ) لا يصح

السؤال :

سمعت بالصدفة من شخص حديثاً لم أسمعه في حياتي ، ونص الحديث : ( أنه على كل فرج مكتوب ناكحه ) ، فما مدى صحة ذلك الحديث ؟

الجواب :

الحمد لله

الحديث المذكور لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كان المعنى الدال منه أن الله قد كتب كل شيء وقدره صحيح

فقد روى مسلم (2653) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) .

وللفائدة ينظر جواب السؤال القادم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في

: " وأما ما روي : ( أنه مكتوب على كل فرج ناكحه ) ، فليس صحيحًا أيضاً

وليس هو من جنس كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا ريب أن الله تعالى ، كتب كل ما يفعله العباد قبل أن يفعلوه فذلك عنده ، وقد ثبت أن الله يأمر الملك ، فيكتب على العبد كل ما يفعله ، قبل أن ينفخ فيه الروح " .

انتهى من " المستدرك على مجموع الفتاوى " (1/138) .

وقال العجلوني رحمه الله في " كشف الخفاء " (2/ 124) :

" كل فرج وناكحه ، كل رجل وصنيعته ، ليس بحديث ، بل هو من كلام العرب " انتهى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-16, 12:32
هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟

السؤال :

هل الرزق والزواج مكتوب في اللوح المحفوظ؟ .

الجواب :

الحمد لله

"كل شيء منذ خلق الله القلم إلى يوم القيامة فإنه مكتوب في اللوح المحفوظ

لأن الله سبحانه وتعالي أول ما خلق القلم قال له: (اكتب . قال : ربي وماذا أكتب ؟ قال: اكتب ما هو كائن ، فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة) .

وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الجنين في بطن أمه إذا مضى عليه أربعة أشهر ، بعث الله إليه ملكاً ينفح فيه الروح ويكتب رزقه، وأجله ، وعمله ، وشقي أم سعيد .

والرزق أيضاً مكتوب مقدر بأسبابه لا يزيد ولا ينقص ، فمن الأسباب : أن يعمل الإنسان لطلب الرزق كما قال الله تعالى : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) الملك/15 .

ومن الأسباب أيضاً : صلة الرحم ، من بر الوالدين ، وصلة القرابات ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) .

ومن الأسباب : تقوى الله عز وجل ، كما قال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) الطلاق/2، 3 .

ولا تقل : إن الرزق مكتوب ومحدد ولن أفعل الأسباب التي توصل إليه فإن هذا من العجز ، والكياسة والحزم أن تسعى لرزقك ، ولما ينفعك في دينك ودنياك

قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الكيس من دان نفسه ، وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) .

وكما أن الرزق مكتوب مقدر بأسبابه فكذلك الزواج مكتوب مقدر ، وقد كتب لكل من الزوجين أن يكون زوج الآخر بعينه ، والله تعالى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" انتهى .

والله أعلم

فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .

"فتاوى نور على الدرب" (ص36) .

*عبدالرحمن*
2018-10-16, 12:36
هل ثبت أن قبّل عليٌّ يد عمه العباس ورجليه – رضي الله عنهما ؟

السؤال :

هل الحديث رقم 976 في "الأدب المفرد" للإمام البخاري حديث صحيح أم ضعيف؟

أرجو ذكر أسباب ضعفه إن كان ضعيفاً ؟

الجواب :

الحمد لله

قال البخاري رحمه الله في كتاب "الأدب المفرد" (976) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَبِيبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ : " رَأَيْتُ عَلِيًّا يُقَبِّلُ يَدَ الْعَبَّاسِ وَرِجْلَيْهِ " .

وهكذا رواه الفسوي في " المعرفة " (1/514)

وابن عساكر في " تاريخه " (26/372) ، وابن المقرئ في " الرخصة في تقبيل اليد " (15) من طريق سفيان بن حبيب به .

قال الألباني في تخريجه " ضعيف الإسناد موقوف " .

وعلته صهيب مولى العباس ؛ فإنه مجهول ، لم يرو عنه إلا أبو صالح ذكوان

ذكره البخاري في " التاريخ " (4/316)

وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل" (4/444)

من روايته وحده عنه ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا

وذكره ابن حبان في " الثقات " من روايته وحده عنه ، على عادته رحمه الله في توثيق المجهولين .

وقال الذهبي في " السير" (2/94) : " صهيب لا أعرفه " .

فالإسناد ضعيف لجهالة راويه .

وكتاب " الأدب المفرد " للإمام البخاري رحمه الله غير كتابه الصحيح المعروف بصحيح البخاري ، وأحاديثه التي يوردها فيه ليست على شرط الصحيح

حيث لم يلتزم فيه ما التزمه في صحيحه ، فمنها الصحيح ومنها الضعيف ومنها المرفوع ومنها الموقوف ومنها المقطوع

وهو كتاب جمع فيه الإمام البخاري كثيرا من الأحاديث والآثار في مختلف أبواب الآداب الإسلامية كبرّ الوالدين وصلة الرحم والسلام والاستئذان وآداب المجالس والأذكار ونحو ذلك

وهو كتاب جامع في بابه ، من أحسن ما صنف في الآداب الإسلامية .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-16, 12:42
تخريج حديث ( إني لأرى لحمه بين ثناياكما ) – يعني لحم الذي اغتاباه- .

السؤال:

ما صحة هذا الحديث ؟

: " أن النبي صلّى الله عليه وسلم كان في سفر ، ومعه أبو بكر وعمر ، فأرسلوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يسألونه لحماً ، فقال : ( أو ليس قد ظللتم من اللحم شباعاً ؟ ) قالوا : من أين ؟

فوالله ما لنا باللحم عهد منذ أيام ، فقال : ( من لحم صاحبكم الذي ذكرتم !! ) قالوا : يا نبي الله : إنما قلنا والله إنه لضعيف ، ما يعيننا على شيء !!

قال : ( ذلك تقولوا ؟ ) ، فرجع إليهم الرجل فأخبرهم بالذي قال ، فجاء أبو بكر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل ، وجاء عمر فقال : يا نبي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، ففعل " .

الجواب
:
الحمد لله

هذا الحديث رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/ 283) فقال :

حدثنا أبي - رحمه الله - حدثنا سعد بن حفص الطلحي عن شيبان عَن يحيى بن أبي كثير رَضِي الله عَنهُ : " أَن نَبِي الله كَانَ فِي سفر ، وَمَعَهُ أَبُو بكر وَعمر رَضِي الله عَنْهُمَا

فأرسلوا إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسألونه لَحْمًا ، فَقَالَ : ( أَو لَيْسَ قد ظللتم من اللَّحْم شباعا ؟ ) ، قَالُوا : من أَيْن ؟ فوَاللَّه مَا لنا بِاللَّحْمِ عهد مُنْذُ أَيَّام

فَقَالَ : ( من لحم صَاحبكُم الَّذِي ذكرْتُمْ ) ،. قَالُوا : يَا نَبِي الله إِنَّمَا قُلْنَا : وَالله إِنَّه لضعيف مَا يعيننا على شَيْء ، قَالَ : ( وَذَاكَ فَلَا تَقولُوا ) ، فَرجع إِلَيْهِم الرجل فَأخْبرهُم بِالَّذِي قَالَ

فجَاء أَبُو بكر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي الله طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل ، وَجَاء عمر رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ : يَا نَبِي طأ على صماخي واستغفر لي ، فَفعل " .

وهذا إسناد واه ( ضعيف جدا ) :

- الحكيم الترمذي رحمه الله ترجمه الحافظ الذهبي في "السير" (13/ 439-441) فقال :

" الإِمَامُ، الحَافِظُ ، العَارِفُ ، الزَّاهِدُ ، أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْر الحَكِيْم التِّرْمِذِيّ .

كَانَ ذَا رحلَةٍ وَمَعْرِفَةٍ ، وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ وَفضَائِل .

وَلَهُ حَكَم وَمَوَاعِظ وَجَلاَلَة، لَوْلاَ هَفْوَةً بَدَت مِنْهُ.

قَالَ أَبُو عبد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ : أَخرَجُوا الحَكِيْم مِنْ تِرْمِذ ، وَشَهِدُوا عَلَيْهِ بِالكُفْر، وَذَلِكَ بِسبب تَصنيفه كِتَاب " ختم الولاَيَة " ، وَكِتَاب "علل الشَّرِيْعَة " ، وَقَالُوا : إِنَّهُ يَقُوْلُ : إِنَّ للأَوْلِيَاء خَاتماً كَالأَنْبِيَاء لَهُم خَاتم.

وَإِنَّهُ يُفَضِّل الوِلاَيَة عَلَى النُّبُوَّة ، وَاحتج بِحَدِيْث: ( يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ ) .

فَقَدِمَ بَلْخ ، فَقَبِلُوهُ لموَافقته لَهُم فِي المَذْهَب " انتهى ملخصا .

- وأبوه لم نقف له على ترجمة ، وقد تفرد بهذا الحديث عن سعد بن حفص ، وهو ثقة روى عنه الحفاظ كالبخاري والذهلي والدوري والدارمي وغيرهم

فانفراد علي بن الحسن والد الحكيم الترمذي عنه بهذا الحديث مما يدل على أنه غير محفوظ .

- ويحيى بن أبي كثير من صغار التابعين ، من الطبقة الخامسة عند الحافظ ، وهم الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة ، ولم يثبت لهم سماع من أحد منهم ، وهو ثقة ، لكنه يدلس ويرسل.

"التقريب" (ص596)

فهذا إسناد واهٍ لا يصلح ولا في الشواهد .

وقد روى هذا الحديث الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (ص: 95) والضياء في "المختارة" (1697) من طريق عَبَّاد بْن الْوَلِيدِ بْنِ الْغُبَرِيِّ: ثنا حِبَّانُ بْنُ هِلالٍ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أنبا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ

: " كَانَتِ الْعَرَبُ يَخْدُمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فِي الْأَسْفَارِ، وَكَانَ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ رَجُلٌ يَخْدُمُهُمَا، فَنَامَ ، وَاسْتَيْقَظَا وَلَمْ يُهَيِّئْ طَعَامًا، فَقَالَا : إِنَّ هَذَا لَنَؤومٌ ، فَأَيْقَظَاهُ فَقَالَا

: ائْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ يُقْرِآنِكَ السَّلَامَ، وَهُمَا يَسْتَأْدِمَانِكَ. فَأَتَاهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْبِرْهُمَا أَنَّهُمَا قَدِ ائْتَدَمَا )

فَفَزِعَا ، فَجَاءَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثْنَا نَسْتَأْدِمُكَ، فَقُلْتَ : ائْتَدَمَا، فَبِأَيِّ شَيْءٍ ائْتَدَمْنَا ؟

فَقَالَ : ( بِأَكْلِكُمَا لَحْمَ أَخِيكُمَا، إِنِّي لَأَرَى لَحْمَهُ بَيْنَ ثَنَايَاكُما ) ، فَقَالَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَاسْتَغْفِرْ لَنَا، قَالَ: ( هُوَ، فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمَا ) .

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحة" (2608) :

" وهذا إسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بدر الغبري ، قال أبو حاتم وتبعه الحافظ : " صدوق " ، وذكره ابن حبان في " الثقات " ،

وروى عنه جمع من الحفاظ الثقات ، وقد توبع ، فقال الضياء عقبه : " وقد رواه عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : " أن العرب كانت تخدم بعضهم بعضا في الأسفار ... " فذكره " انتهى .

والذي ذكره الضياء معلقا ، وصله أبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2231) من طريق جعفر بن محمد الصائغ ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، ثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به مرسلا .

وعفان ثقة حافظ متقن ، من رجال الشيخين ، وهو من أوثق الناس في حماد بن سلمة ، قال يحيى بن معين : من أراد أن يكتب حديث حماد بن سلمة، فعليه بعفان بن مسلم .

"شرح علل الترمذي" (2/ 707) ، وراجع : "التهذيب" (7/205-209) .

فروايته مقدمة على رواية الغبري الذي غاية ما قيل فيه إنه صدوق .

وعلى ذلك فرواية عفان المرسلة تُعِل رواية الغبري الموصولة ، ولا تشهد لها .

وللحديث شاهد آخر رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "التوبيخ والتنبيه" (249) : حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، نَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى عَامِرٍ ، عن أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ

قَالَ: " زُعِمَ أَنَّ سَلْمَانَ كَانَ مَعَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ يَخْدِمُهُمَا ، وَيخِفُّ بِهِمَا ، وَيَنَالُ مِنْ طَعَامِهِمَا ، وَأَنَّ سَلْمَانَ لَمَّا سَارَ النَّاسُ ذَاتَ يَوْمٍ

بَقِيَ سَلْمَانُ نَائِمًا ، لَمْ يَسِرْ مَعَهُمْ ، فَنَزَلَ صَاحِبَاهُ ، فَطَلَبَاهُ ، فَلَمْ يَجِدَاهُ ، فَضَرَبَا الْخِبَاءَ ، فَقَالَا : مَا يُرِيدُ هَذَا الْعَبْدُ إِلَّا أَنْ يَجِيءَ إِلَى طَعَامٍ مُعَدٍّ ، وَخِبَاءٍ مَضْرُوبٍ ؟ فَلَمَّا جَاءَ سَلْمَانُ

أَرْسَلَاهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ قَدَحٌ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَعَثَنِي أَصْحَابِي لِتُؤْدِمَهُمْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ ، قَالَ: ( مَا يَصْنَعُ أَصْحَابُكَ بِالْأَدَمِ ؟ قَدِ ائْتَدَمُوا )

فَرَجَعَ سَلْمَانُ فَأَخْبَرَهُمَا فَانْطَلَقَا حَتَّى أَتَيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَا: لَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، مَا أَصَبْنَا طَعَامًا مُنْذُ نَزَلْنَا

قَالَ: ( إِنَّكُمَا قَدِ ائْتَدَمْتُمَا بِسَلْمَانَ بِقَوْلِكُمَا ) ، فَنَزَلَتْ: ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا ) الحجرات/ 12 .

قال الألباني :

" هذا مرسل ، والسند إليه ضعيف "

انتهى من "الصحيحة" (6/107) .

والحاصل : أن الحديث ضعيف ، لا يصح إلا مرسلا ، والرواية الأولى لا تصلح في الشواهد لشدة ضعفها ، ورواية الوصل من حديث حماد بن سلمة معلولة بالإرسال ، ولعله لذلك قال الحافظ العراقي رحمه الله : " روي نحوه مرسلا "

انتهى من "تخريج الإحياء" (3/180) .

والعلم عند الله تعالى.

*عبدالرحمن*
2018-10-16, 12:50
: خبر منكر في اتهام عائشة بقتل عثمان وإرادة قتل علي رضي الله عنهم .

السؤال:

روى البلاذري : حدثني أحمد بن إبراهيم الدروقي حدثنا أبو النضر حدثنا إسحاق بن سعيد عن عمر بن سعيد حدثني سعيد بن عمرو عن ابن حاطب قال : " أقبلت مع علي يوم الجمل إلى الهودج

وكأنه شوك قنفذ من النبل ، فضرب الهودج ، ثم قال : إن حميراء إرم هذه أرادت أن تقتلني كما قتلت عثمان بن عفان . فقال لها أخوها محمد : هل أصابك شيء ؟

فقال : مشقص في عضدي ، فأدخل رأسه ، ثم جرها إليه فأخرجه " فهل هذا الخبر صحيح أم لا ؟

الجواب :

الحمد لله

هذا الخبر لا نعلم رواه أحد من أهل العلم بالأخبار والتاريخ إلا أحمد بن يحيى البَلَاذُري في كتابه "أنساب الأشراف" (2/249) حيث قال :

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو النصر، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيد ٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ حَاطِبٍ قَالَ: " أَقْبَلْتُ مَعَ عَلِيٍّ يَوْمَ الْجَمَلِ إِلَى الْهَوْدَجِ وَكَأَنَّهُ شَوْكُ قُنْفُذٍ مِنَ النَّبْلِ

فَضَرَبَ الْهَوْدَجَ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ حُمَيْرَاءَ إِرَمَ هَذِهِ أَرَادَتْ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلَتْ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، فَقَالَ لَهَا أَخُوهَا مُحَمَّدٌ : هَلْ أَصَابَكِ شَيْءٌ ؟ فَقَالَتْ : مِشْقَصٌ فِي عَضُدِي ، فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ ثُمَّ جَرَّهَا إِلَيْهِ فَأَخْرَجَهُ ".

وهذا خبر منكر لا يصح سندا ولا متنا :

أولا :

عمرو بن سعيد إما أن يكون هو جد إسحاق بن سعيد ، وهو المتبادر ؛ لأنه إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع

لأن وفاة الجد كانت سنة 70 "التهذيب" (8/34)

ووفاة الحفيد الراوي عنه كانت سنة 170 "التهذيب" (1/204)

فبين وفاتيهما مائة سنة ، فلا يمكن أن يكون قد سمع منه ، وعلى ذلك فالإسناد منقطع ضعيف .

وإما أن يكون غيره ، فهو مجهول لا يعرف ، وعليه فالإسناد ضعيف أيضا ، ومداره على مجهول في الاحتمالين ، وإذا انفرد مجهول بالحديث فهو مردود .

ثانيا :

كيف يقول علي رضي الله عنه عن عائشة رضي الله عنها إنها أرادت أن تقتله كما قتلت عثمان؟!

هذا من الباطل المحال ، وعائشة رضي الله عنها بريئة من دم عثمان حتما ، وهي لم تخرج يوم الجمل إلا ابتغاء الإصلاح بين المسلمين

فقد روى أحمد (24133) عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: " أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ لَمَّا أَتَتْ عَلَى الْحَوْأَبِ سَمِعَتْ نُبَاحَ الْكِلَابِ فَقَالَتْ : مَا أَظُنُّنِي إِلَّا رَاجِعَةٌ ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا

: ( أَيَّتُكُنَّ تَنْبَحُ عَلَيْهَا كِلَابُ الْحَوْأَبِ ؟ ) فَقَالَ لَهَا الزُّبَيْرُ: تَرْجِعِينَ عَسَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ بِكِ بَيْنَ النَّاسِ " .

(23733) : " فَقَالَ بَعْضُ مَنْ كَانَ مَعَهَا : بَلْ تَقْدَمِينَ فَيَرَاكِ الْمُسْلِمُونَ فَيُصْلِحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ذَاتَ بَيْنِهِمْ " وصححه الألباني في الصحيحة (474) .

وقد روى الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله ، بإسناده عن نَافِع، يَقُولُ: قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: ( وَايْمُ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَخْشَى لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ - تَعْنِي عُثْمَانَ - وَلَكِنْ عَلِمَ اللَّهُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ أَنِّي لَمْ أُحِبَّ قَتْلَهُ

) . " الرد على الجهمية " للدارمي (83) وله شاهد من طريق مجاهد عن عائشة رضي الله عنها ، عند نعيم بن حماد في الفتن (202) .

قَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ رحمه الله :

" وَأَمَّا خُرُوجُهَا إِلَى حَرْبِ الْجَمَلِ فَمَا خَرَجَتْ لِحَرْبٍ ، وَلَكِنْ تَعَلَّقَ النَّاسُ بِهَا ، وَشَكَوْا إِلَيْهَا مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنْ عَظِيمِ الْفِتْنَةِ وَتَهَارُجِ النَّاسِ ، وَرَجَوْا بَرَكَتَهَا، وَطَمِعُوا فِي الِاسْتِحْيَاءِ مِنْهَا إِذَا وَقَفَتْ إِلَى الْخَلْقِ

وَظَنَّتْ هِيَ ذَلِكَ فَخَرَجَتْ ؛ لقول الله تعالى : ( لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ) النساء/ 114 ، وَقَوْلِهِ : ( وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما ) الحجرات/ 9

وَالْأَمْرُ بِالْإِصْلَاحِ مُخَاطَبٌ بِهِ جَمِيعُ النَّاسِ مِنْ ذكر وأنثى ، حر أَوْ عَبْدٍ ، فَلَمْ يُرِدِ اللَّهُ تَعَالَى بِسَابِقِ قَضَائِهِ وَنَافِذِ حُكْمِهِ أَنْ يَقَعَ إِصْلَاحٌ ، وَلَكِنْ جَرَتْ مُطَاعَنَاتٌ وَجِرَاحَاتٌ حَتَّى كَادَ يَفْنَى الْفَرِيقَانِ

فَعَمَدَ بَعْضُهُمْ إِلَى الْجَمَلِ فَعَرْقَبَهُ ، فَلَمَّا سَقَطَ الْجَمَلُ لِجَنْبِهِ أَدْرَكَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا ، فَاحْتَمَلَهَا إِلَى الْبَصْرَةِ ، وَخَرَجَتْ فِي ثَلَاثِينَ امْرَأَةً، قَرَنَهُنَّ عَلِيٌّ بِهَا حَتَّى أَوْصَلُوهَا إِلَى الْمَدِينَةِ بَرَّةً تَقِيَّةً ..."

انتهى من "تفسير القرطبي" (14/ 181).

وقال ابن كثير رحمه الله في وصف موقعة الجمل :

" ووصلت النبال إلى هودج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فجعلت تنادي: الله الله ! يا بني اذكروا يوم الحساب ، ورفعت يديها تدعو على أولئك النفر من قتلة عثمان

فضج الناس معها بالدعاء حتى بلغت الضجة إلى علي فقال : ما هذا ؟ فقالوا : أم المؤمنين تدعو على قتلة عثمان وأشياعهم .

فقال: اللهم العن قتلة عثمان " انتهى من "البداية والنهاية" (7 /270) .

وقد روى البخاري في "الأدب المفرد" (828) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " من سب ابن عفان فعليه لعنة الله " .

وروى ابن عساكر في تاريخه (39/487) عنها رضي الله عنها أنها قالت : " غضبت لكم من السوط ، ولا أغضب لعثمان من السيف ! استعتبتموه ، حتى إذا تركتموه كالقلب المصفى قتلتموه ! "

وله شواهد عند ابن عساكر (39/487-488) والطبري في تاريخه (3/82-83) وابن خياط في تاريخه (ص39) .

كما أنها كانت تمدح عليا وتصفه بالعلم ؛ وقد روى مسلم (276) عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ؟ فَقَالَتْ : " ائْتِ عَلِيًّا فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي " .

والخلاصة أن هذا الخبر باطل مركّب موضوع ، لا تجوز روايته ، وأن عائشة رضي الله عنها ما خرجت يوم الجمل إلا للإصلاح بين الناس ، ولم تشارك في مقتل عثمان رضي الله عنه ولا بشطر كلمة – ولا عليّ -

وإنما أنكرت ذلك ولم ترضه ، كما أنها لم ترد قتل علي رضي الله عنها ، ولا دار ذلك بخلدها يوما ، وقد عصمها الله تعالى مما يدعيه الأفاكون .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 12:45
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

خبر مكذوب في أن الروم يقتلون العرب في أرض الروم .

السؤال:

هناك حديث يقول : إن الرومان سوف يذبحون العرب في أرض الغرب ، ما مدي صحة ذلك الحديث ؟

وإذا كان موضوعا ، هل يمكن أن ترسل لي الحديث الصحيح ؟

الجواب :

الحمد لله

لا يوجد حديث بهذا المعنى فيما نعلم ، والثابت خلافه ، وهو أن المسلمين يفتحون الروم ويقتلونهم مقتلة عظيمة في ملحمة عظيمة ، وقد وردت بذلك الأخبار الصحيحة :

1 - فروى مسلم (2900) عَنْ نَافِعِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ ) .

ورواه ابن ماجة (4091) ولفظه : ( سَتُقَاتِلُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ، ثُمَّ تُقَاتِلُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ ) .

2 - وروى مسلم (2897) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتْ الرُّومُ

: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا

وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا ، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ) .

3 - وروى أحمد (21981) عن عَبْد اللَّهِ بْن حَوَالَةَ الْأَزْدِيّ عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيُفْتَحَنَّ لَكُمْ الشَّامُ وَالرُّومُ وَفَارِسُ ، أَوْ الرُّومُ وَفَارِسُ ، حَتَّى يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ مِنْ الْإِبِلِ كَذَا وَكَذَا

وَمِنْ الْبَقَرِ كَذَا وَكَذَا وَمِنْ الْغَنَمِ ، حَتَّى يُعْطَى أَحَدُهُمْ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَسْخَطَهَا ) .

ورواه الحاكم (8309) وصححه ، ووافقه الذهبي .

4- وروى مسلم (2899) عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ قَالَ : ( إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَقُومُ حَتَّى لَا يُقْسَمَ مِيرَاثٌ وَلَا يُفْرَحَ بِغَنِيمَةٍ ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَنَحَّاهَا نَحْوَ الشَّأْمِ فَقَالَ : عَدُوٌّ يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ الْإِسْلَامِ

قال يُسير بن جابر : قُلْتُ الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ نَعَمْ ، وَتَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمْ الْقِتَالِ رَدَّةٌ شَدِيدَةٌ فَيَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ

فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يَحْجُزَ بَيْنَهُمْ اللَّيْلُ ، فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ

وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شُرْطَةً لِلْمَوْتِ لَا تَرْجِعُ إِلَّا غَالِبَةً ، فَيَقْتَتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ فَيَجْعَلُ اللَّهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ –

أي على الروم - فَيَقْتُلُونَ مَقْتَلَةً - إِمَّا قَالَ لَا يُرَى مِثْلُهَا وَإِمَّا قَالَ لَمْ يُرَ مِثْلُهَا - حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ ، فَمَا يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيْتًا ) .

5 – وروى أبو داود (4294) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ ، وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ ، وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ

وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ) وحسنه الألباني .

قال ابن كثير رحمه الله :

" فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ مَنْ آمَنَ بِهِ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ عَلَى الْوَجْهِ الْحَقِّ ، كَانُوا هُمْ أَتْبَاعَ كُلِّ نَبِيٍّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ

إِذْ قَدْ صَدَّقُوا الرسول النبي الأمي العربي ، خاتم الرسل وسيد ولد آدم على الإطلاق ، الَّذِي دَعَاهُمْ إِلَى التَّصْدِيقِ بِجَمِيعِ الْحَقِّ ، فَكَانُوا أَوْلَى بِكُلِّ نَبِيٍّ مِنْ أُمَّتِهِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ عَلَى مِلَّتِهِ وَطَرِيقَتِهِ

مَعَ مَا قَدْ حَرَّفُوا وَبَدَّلُوا ، ثُمَّ لَوْ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ من ذلك ، لكان قد نسخ الله شريعة جميع الرسل ، بما بَعَثَ اللَّهُ بِهِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي لَا يُغَيَّرُ ولا يبدل إلى قيام الساعة

وَلَا يَزَالُ قَائِمًا مَنْصُورًا ظَاهِرًا عَلَى كُلِّ دِينٍ ، فَلِهَذَا فَتَحَ اللَّهُ لِأَصْحَابِهِ مَشَارِقَ الْأَرْضِ ومغاربها، واجتازوا جَمِيعَ الْمَمَالِكِ ، وَدَانَتْ لَهُمْ جَمِيعُ الدُّوَلِ ، وَكَسَرُوا كِسْرَى

وَقَصَرُوا قَيْصَرَ وَسَلَبُوهُمَا كُنُوزَهُمَا، وَأُنْفِقَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا أَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ نَبِيُّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي قَوْلِهِ:

( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً، يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ) النور/ 55

فلهذا لَمَّا كَانُوا هُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْمَسِيحِ حَقًّا ، سَلَبُوا النصارى بلاد الشام وألجئوهم إلى الروم فلجئوا إِلَى مَدِينَتِهِمُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ، وَلَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ وَأَهْلُهُ فَوْقَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

وَقَدْ أَخْبَرَ الصَّادِقُ الصدوق صلّى الله عليه وسلّم أُمَّتَهُ بِأَنَّ آخِرَهُمْ سَيَفْتَحُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَيَسْتَفِيئُونَ مَا فِيهَا مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَيَقْتُلُونَ الرُّومَ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً جِدًّا، لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهَا وَلَا يَرَوْنَ بَعْدَهَا نَظِيرَهَا

وَقَدْ جَمَعْتُ فِي هَذَا جُزْءًا مُفْرَدًا، وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى:( وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ *

فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) آل عمران/55،56 وكذلك فعل بِمَنْ كَفَرَ بِالْمَسِيحِ مِنَ الْيَهُودِ أَوْ غَلَا فيه أو أطراه مِنَ النَّصَارَى

عَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ، وَأَخْذِ الْأَمْوَالِ وَإِزَالَةِ الْأَيْدِي عَنِ الْمَمَالِكِ ، وَفِي الدَّارِ الْآخِرَةِ عَذَابُهُمْ أَشَدُّ وَأَشَقُّ وَما لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ واقٍ "

انتهى من "تفسير ابن كثير" (2/ 40) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 12:53
هل ثبت في الحديث الصحيح أن أبا بكر رضي الله عنه لا يقف للحساب يوم القيامة ، وأن عمر رضي الله عنه أول من يأخذ كتابه بيمينه ؟

السؤال :

سمعت كثيراً من المشايخ يتحدثون عن هذه الراوية لكني لم أجد لها دليلاً ، وهي رواية : " أن أبا بكر رضي الله عنه لا يقف للحساب ، وأنه يدخل الجنة مباشرة

فهل هذه الرواية صحيحة ؟ وما الحديث الذي وردت في سياقه ؟

وهل هناك حديث يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من يأخذ كتابه بيمينه يوم القيامة ، فيندهش الصحابة أن لم يكن أبو بكر! فيقول النبي صلى الله عليه وسلم : ومن أخبركم أن له كتابا ؟!

الجواب :

الحمد لله

أولا :

روى البخاري (3671) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي – وهو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه - : " أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : أَبُو بَكْرٍ ، قُلْتُ ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ " .

وروى الإمام أحمد (835) عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا ؟ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ ؟ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " .

وقال محققو المسند " إسناده حسن " .

واتفق أهل السنة والجماعة على أن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو أبو بكر الصديق ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي رضي الله عنهم جميعا .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وَيُقِرُّونَ – يعني أهل السنة - بِمَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ مِنْ أَنَّ : خَيْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا : أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ عُمَرُ

وَيُثَلِّثُونَ بِعُثْمَانِ ، وَيُرَبِّعُونَ بِعَلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ؛ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْآثَارُ " .

انتهى من "العقيدة الواسطية" (ص117) .

ثانيا :

أما الحديث الذي ورد بشأن أبي بكر أنه يدخل الجنة دون أن يقف للحساب فهو حديث واهٍ لا يصح

رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/370)

ومن طريقه الخطيب في "المتفق والمفترق" (2/38)

من طريق إبراهيم بن أبي يحيى قال : حدّثنا أبو عمر الضرير عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عائشة كلّ الناس يحاسبون يوم القيامة إلاّ أبو بكر ) .

وابن أبي يحيى هو المكتب ، رجل مجهول لا يعرف ، ذكره أبو نعيم في " أخبار أصبهان" ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ، وخبره منكر ؛ إذ كيف يتفرد بهذا الإسناد النظيف دون أن يتابعه عليه أحد ؟!

ومثل هذا مما يعرف به نكارة الخبر ووهاؤه .

فمن أسباب وقوع النكارة في الأحاديث أن يتفرد به مجهول لا يعرف عند أهل الحديث، فإذا انفرد بالحديث راوٍ مجهول أنكر أهل العلم حديثه من أجل تفرده .

راجع : "منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث" (2/ 869)

"الحديث المنكر عند الإمام أبي حاتم الرازي" – دراسة تطبيقية (ص13) .

وروى ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/190)

من طريق داود بن صغير قال حدثني كثير النواء عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قلت لجبريل حين أسري بي إلى السماء : يا جبريل أعلى أمتي حساب ؟

قال : كل أمتك عليها حساب ما خلا أبا بكر الصديق ، فإذا كان يوم القيامة قيل له يا أبا بكر ادخل الجنة . قال ما أدخل حتى أدخل معي من كان يحبني في الدنيا ) .

وقال ابن الجوزي عقبه :

" هذا حديث لا يصح ، وداود بن صغير مجروح قال الخطيب كان ضعيفا ، وقال الدارقطني منكر الحديث ، وأما كثير النواء فقال النسائي ضعيف " انتهى .

وقال الذهبي في "الميزان" (3/500) في ترجمة محمد بن جعفر البغدادي :

" عن داود بن صغير بخبر كذب ، عن كثير النواء ، عن أنس - مرفوعا: يا جبرائيل، هل على أمتى حساب ؟ قال: نعم، ما خلا أبا بكر ... ثم إن داود واه " . انتهى .

وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 35 ) وقال : موضوع .

ثالثا :

أما الحديث الآخر الوارد في أن عمر أول من يأخذ كتابه بيمينه : فرواه الثعلبي في "تفسيره" (2358) ، وابن عساكر في "تاريخه" (30/154) ، والخطيب في "تاريخه" (11/202)

وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/320) من طريق عمر بن إبراهيم بن خالد حدّثنا مرحوم بن أرطبان ابن عم عبد الله بن عون قال : حدّثنا عاصم الأحول عن زيد بن ثابت قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوّل مَنْ يُعطى كتابه بيمينه من هذه الأمّة عمر بن الخطّاب ، وله شعاع كشعاع الشمس ) فقيل له : فأين أبو بكر؟

قال : ( هيهات هيهات زفّته الملائكة إلى الجنّة ) .

وقال ابن الجوزي عقبه : " هذا حديث لا يصح ، والمتهم به عمر ويعرف بالكردي ".

قال الدارقطني: كان كذابا يضع الحديث " انتهى .

وذكره الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص 336) وقال :

" والمتهم به عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي " .

وعمر هذا : قال الدارقطني كذاب خبيث ، وقال الخطيب : غير ثقة ، وقال أيضا : يروي المناكير عن الإثبات ، وقال ابن عقدة : ضعيف .

"لسان الميزان" (4/ 280)

وقد روى ابن أبي عاصم في "كتاب الأوائل" (82) من طريق حَبِيب بْن زُرَيْقٍ، ثنا ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

" أَوَّلُ مَنْ يُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ " وهذا حديث موضوع ، آفته حبيب بن زريق ، قال أبو حاتم: روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة .

وقال أبو داود : كان من أكذب الناس.

وقال ابن عدى : أحاديثه كلها موضوعة.

"ميزان الاعتدال" (1 /452) .

أما قوله عن أبي بكر رضي الله عنه : " ومن أخبركم أن له كتابا ؟ " فلا نعلم له أصلا في شيء من الروايات .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 13:00
السؤال الاتي استكمال اجابه السؤال السابق

من هم السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب

السؤال:

قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر/32

. هل السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب هم : ( ظالم لنفسه ، ومقتصد ، وسابق بالخيرات )، أم هم ( مقتصد ، وسابق بالخيرات فقط )، أم هم ( سابق بالخيرات فقط ) ؟ وشكرا .

الجواب :

الحمد لله

ظواهر الأدلة الشرعية تقرر أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم السابقون بالخيرات ، وليسوا المقتصدين أو الظالمين لأنفسهم ، وتوضيح ذلك فيما يلي :

أولا :

جاءت بعض الأحاديث النبوية الصريحة تقسم الناس ثلاثة أصناف ، فيصف النبي صلى الله عليه وسلم السابقين بالخيرات فقط أنهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

( قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ) فاطر/32

فَأَمَّا الَّذِينَ سَبَقُوا بِالْخَيْرَاتِ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَأَمَّا الَّذِينَ اقْتَصَدُوا فَأُولَئِكَ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَأَمَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ يُحَاسَبُونَ فِي طُولِ الْمَحْشَر

ثُمَّ هُمُ الَّذِينَ تَلَافَاهُمُ اللهُ بِرَحْمَتِهِ ، فَهُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ) فاطر/34، إِلَى قَوْلِهِ : ( لُغُوبٌ ) فاطر/35 )

رواه الإمام أحمد في " المسند " (36/57) قال : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثني أنس بن عياض الليثي أبو ضمرة ، عن موسى بن عقبة ، عن علي بن عبد الله الأزدي ، عن أبي الدرداء به .

وهذا إسناد صحيح ، رواته ثقات ، أولهم شيخ الإمام أحمد إسحاق بن عيسى البغدادي ، وكذلك شيخه أنس بن عياض ، وإمام المغازي موسى بن عقبة ، وكلهم ذكروا في طبقة تلاميذ ومشايخ بعضهم .

وأما علي بن عبد الله الأزدي فهو كذلك ثقة ، قال فيه ابن عدي : " لا بأس به عندي "

انتهى من " الكامل " (6/307)،

وذكره ابن حبان في " مشاهير علماء الأمصار " (ص/152) وقال

: " من رهط محمد بن واسع ، كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة " انتهى.

" ولما ذكره ابن خلفون في كتاب " الثقات " قال: هو ثقة ، قاله أحمد بن صالح وغيره "

هكذا جاء في " إكمال تهذيب الكمال " (9/357)

وقال الذهبي رحمه الله

: " ما علمت لأحد فيه جرحة ، وهو صدوق "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (3/142)

وسماعه من أبي الدرداء محتمل أيضا ، فقد أثبت العلماء سماعه من عبد الله بن عمر ومن أبي هريرة رضي الله عنهما ، فليس من المستبعد إثبات سماعه من أبي الدرداء رضي الله عنه أيضا.

ولذلك قال الهيثمي رحمه الله :

" رواه أحمد بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح ، وهي هذه إن كان علي بن عبد الله الأزدي سمع من أبي الدرداء ، فإنه تابعي "

انتهى من " مجمع الزوائد " (7/95)

وقد أعل محققو " المسند " في طبعة " مؤسسة الرسالة " هذا الحديث بالانقطاع بين علي بن عبد الله الأزدي وأبي الدرداء رضي الله عنه ، مستدلين بقول الإمام البخاري رحمه الله في " التاريخ الكبير " (19/18): "

وقال محمد بن علي : نا سعيد بن عبد الحميد قال : نا ابن أبي الزناد ، عن موسى بن عقبة ، عن عبد الله بن علي الأزدي – هكذا في المطبوع ، والصواب علي بن عبد الله -

عن أبي خالد البكري ، أن رجلا جاء المدينة فلقي أبا الدرداء نحوه " انتهى.

فجعل بين عبد الله بن علي وأبي الدرداء أبا خالد البكري ، غير أن رواية الإمام أحمد رحمه الله التي ظاهرها الاتصال بين علي وأبي الدرداء أثبت

فالراوي عن موسى بن عقبة هناك أنس بن عياض ، وهو أثبت من عبدالرحمن بن أبي الزناد الذي في إسناد " التاريخ الكبير "، فقد قال عنه أحمد بن حنبل : مضطرب الحديث ، وقال أبو حاتم وابن معين : لا يحتج به .

انظر : " تهذيب التهذيب " (6/172).

وقد وردت أسانيد أخرى لهذا الحديث فيها شيء من الاضطراب ، يمكن مراجعتها في " التاريخ الكبير " (9/17-18)، غير أن الإمام الحاكم ذكرها في " المستدرك " (2/462)

ثم قال : " وإذا كثرت الروايات في الحديث ظهر أن للحديث أصلا " انتهى، وكذلك قال البيهقي رحمه الله في " البعث والنشور " (ص/83)

ونقل العلامة ابن القيم عن طائفة من العلماء أنها " قد بلغت في الكثرة إلى حد يشد بعضها بعضا ، ويشهد بعضها لبعض "

انتهى من " طريق الهجرتين " (ص/201)

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 13:02
ثانيا :

الآثار الواردة عن الصحابة في تفسير هذه الآيات تدل على أن السابقين بالخيرات هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب .

عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه قال في تفسير الآية :

" هم أمة محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ، ورثهم الله كل كتاب أنزله ؛ فظالمهم يغفر له ، ومقتصدهم يحاسب حسابًا يسيرًا ، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب "

رواه ابن جرير الطبري في " جامع البيان " (20/465)

وعن أَبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :

" هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة ؛ ثلث يدخلون الجنة بغير حساب ، وثلث يحاسبون حسابًا يسيرًا ، وثلث يجيئون بذنوب عظام حتى يقول : ما هؤلاء ؟ وهو أعلم تبارك وتعالى ، فتقول الملائكة :

هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك ، فيقول الرب : أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي ، وتلا عبد الله هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) "

رواه ابن جرير الطبري في " جامع البيان " (20/465)

ثالثا :

تقريرات أهل العلم في هذا الموضوع توضح أيضا أن الذين يدخلون الجنة بغير حساب هم السابقون بالخيرات ، ننقل منها ما يلي :

يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :

" من حقق التوحيد ، يعني أنه لم يشرك بالله شيئاً ، ولم يكن عنده شيء من المعاصي ، هذا تحقيق التّوحيد ، ومن بلغ هذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب .

أما من كان في المرتبة التي قبلها ، وهو الموحّد الذي عنده ذنوب ، فهذا قد يُغفر له ، وقد يعذب بالنار ثم يُخرج منها ؛ لأن الموحّدين على ثلاث طبقات

كما قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )

الطبقة الأولى : الذين سلموا من الشرك ، وقد لا يسلمون من الذنوب التي هي دون الشرك ، وهم الظالمون لأنفسهم ، وهم معرضون للوعيد .

الطبقة الثانية : المقتصدون الذين فعلوا الواجبات وتركوا المحرمات ، وقد يفعلون بعض المكروهات ويتركون بعض المستحبات ، وهم الأبرار .

الطبقة الثالثة : التي سَلِمَت من الشرك الأكبر والأصغر ومن البدع ، وتركت المحرمات والمكروهات وبعض المباحات ، واجتهدت في الطاعات من واجبات ومستحبات

وهؤلاء هم السابقون بالخيرات ، ومن كان بهذه المرتبة دخل الجنة بلا حساب ولا عذاب "

انتهى من " إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد " (1/74-75)

ويقول الشيخ عبدالله الغنيمان حفظه الله :

" الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب هم الذين يفعلون الواجبات ويتركون المحرمات والمكروهات ، ويفعلون المستحبات

وهؤلاء هم الذين ذكرهم الله جل وعلا في أحد أقسام الذين أورثهم الله جل وعلا الكتاب ، وهم الذين اصطفاهم الله ، فهم السابقون بالخيرات بإذن ربهم ؛ لأن الله جل وعلا قسمهم ثلاثة أقسام :

قسم ظالم لنفسه ، وقسم مقتصد ، وقسم سابق بالخيرات بإذن الله .

فهؤلاء الذين يسبقون بالخيرات بإذن الله جل وعلا هم الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ، فيسبقون إليها قبل غيرهم

وهذا أيضاً لا يلزم منه أن الذين يحاسبون ولا يسبقون إليها يكونون أقل منهم درجة ، فقد يكون الذين يحاسبون منهم من إذا دخل الجنة كان أعلى من السابقين الذين دخلوها بلا حساب ، كما إذا كان الإنسان عنده جهاد وعنده أموال

ولكنه ينفق في سبيل الله وينفع عباد الله بأمواله ، فهو يحاسب عن ماله : من أين جمعه وفيم أنفقه ، ولا بد من المحاسبة ، ولكن بعد المحاسبة قد تكون درجته أرفع من درجة الذين يسبقون إلى الجنة بغير حساب "

انتهى من " شرح فتح المجيد " (درس رقم18/ص7 بترقيم الشاملة)

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 13:06
( بارك الله في الرجل المُشعر ، وبارك الله في المرأة الملساء ) : ليس بحديث .

السؤال:

قرأت مؤخرا حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، لم أسمع به من قبل ، وأريد التأكد من صحة الحديث ، وهذا هو نص الحديث : ( بارك الله في الرجل المشعر ، وبارك الله في المرأة الحلساء الملساء ) .

الجواب :

الحمد لله

هذا حديث لا أصل له ، وهو من الأحاديث الموضوعة السمجة التي لا يجوز نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن ذلك من الكذب عليه ، والكذب عليه صلى الله عليه وسلم من كبائر الذنوب الموبقة .

قال ابن القيم رحمه الله :

" والأحاديث الموضوعة عليها ظلمة وركاكة ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلاقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم "

انتهى من "المنار المنيف" (ص 50) .

ولا شك أن هذا الحديث من ذلك الكلام الركيك المبتذل .

وقد ذكره الشيخ علي القاري رحمه الله في كتابه : "الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص: 126) بلفظ : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرَّجُلَ الْمُشْعِرَانِيَّ وَيَكْرَهُ الْمَرْأَةَ الْمُشْعِرَانِيَّةَ " .

وذِكره في هذا الكتاب يعني أنه حديث موضوع عنده .

وقال العجلوني في "كشف الخفاء" (1 /251)

: " لم أره بهذا اللفظ " .

وسئل الشيخ أبو إسحاق الحويني حفظه الله عن هذا الحديث ، فأجاب :

" هذا ليس بحديث ، هو من الأحاديث التي لا يعرفها ابن الجوزي نفسه ! ابن الجوزي صاحب كتاب الموضوعات ، ألف كتاباً جمع الموضوعات فيه "

انتهى من موقع الشيخ .

فلا تجوز رواية هذا الحديث إلا لبيان بطلانه والتحذير من نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 13:09
هل ثبت أن الملائكة كانوا لا يطيقون حمل العرش فأمرهم الله بالتسبيح فحملوه ؟

السؤال :

هناك قصة عن الكلمات الثلاثة ( سبحان الله والحمد لله ،............ ) كيف وجدت والتي وجدتها على شبكة الانترنت عن الملائكة الذين كانوا يحاولون نقل العرش ( عرش الرحمن ) ، وأنه لن يتزحزح

ولذا فقال لهم الله أن يقولوا سبحان الله .. وتحرك . ثم لما خلق الله آدم وأحيا بداخله الحياة أول شيء فعله أنه عطس ، وقال الحمد لله . وهكذا كانت هذه الكلمات : سبحان الله ، والحمد لله ، فهل هذه القصة صحيحة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

انتشر في كثير من المنتديات والمواقع على الإنترنت خبر تناقلوه مفاده أن الله تعالى عندما أمر الملائكة بحمل العرش لم يستطيعوا حمله لثقله فأمرهم أن يقولوا " سبحان الله " فلما قالوها استطاعوا حمله بسهولة .

ومثل هذا من الغيب الذي يحتاج في إثباته إلى نص ثابت من الكتاب أو السنة .

ولم نجد لهذا الكلام أصلا عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لا بسند صحيح ولا بسند ضعيف ، ولا وجدناه عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ، ولا علمنا أحدا من أهل العلم –

بعد البحث والتحري – ذكر شيئا من ذلك ، فالواجب ترك ذكره ، والحذر من تناقله ونشره بين الناس .

وفي فضل التسبيح والتحميد والباقيات الصالحات من الأحاديث الصحيحة ما يغني عن ذلك ، فمن ذلك ما رواه مسلم (223) عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ ) .

وروى أحمد (6547) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ : ( إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لِابْنِهِ : إِنِّي قَاصٌّ عَلَيْكَ الْوَصِيَّةَ آمُرُكَ بِاثْنَتَيْنِ وَأَنْهَاكَ عَنْ اثْنَتَيْنِ :

آمُرُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ كُنَّ حَلْقَةً مُبْهَمَةً قَصَمَتْهُنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ .

وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ ... ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (134)

والنصوص في ذلك كثيرة .

ثانيا :

أما خبر آدم عليه السلام : فقد روى الترمذي (3368) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَنَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ .

فَحَمِدَ اللَّهَ بِإِذْنِهِ فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ يَا آدَمُ . اذْهَبْ إِلَى أُولَئِكَ الْمَلَائِكَةِ - إِلَى مَلَإٍ مِنْهُمْ جُلُوسٍ – فَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، قَالُوا وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ بَنِيكَ بَيْنَهُمْ ... ) .

قال الترمذي عقبه : " هذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ، وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وروى ابن حبان في "صحيحه" (6164) والبيهقي في "الشعب" (9323) عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما خلق الله آدم عطس فألهمه ربه أن قال : الحمد لله . فقال له ربه : يرحمك الله ) .

وروى ابن حبان أيضا (6165) عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لما نفخ في آدم ، فبلغ الروح رأسه عطس ، فقال: الحمد لله رب العالمين.

فقال له تبارك وتعالى : يرحمك الله ) .

لكن قول القائل في هذه القصة : ( وهكذا كانت هذه الكلمات ) : أيضا مما لا أصل له في قصة آدم ، أن هذا أول معرفة الخلق بحمد الله ، بل كل ما فيها أن الله ألهمه الحمد حينئذ

ولا زيادة على ذلك ، ولا أن هذه الكلمات خلقها الله حينئذ ، ولا أن هذه الكلمات مخلوقة أصلا ؛ بل كل هذا من التخرص ، والرجم بالغيب .

وينظر : جواب السؤال القادم

ثم إن التسبيح والذكر كان معروفا لدى الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام

كما قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة /30 .

والتسبيح والتحميد والتقديس والذكر من وظائف الملائكة الدائمة ، لا يفترون عن ذكر الله ، وقد خلقهم الله قبل آدم ؛ كما قال تعالى : ( فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ) فصلت/ 38

فلا يتوهمنّ السائل أن التسبيح والتحميد والتكبير لم يكن معروفا لدى الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-10-20, 13:13
القرآن مُنَزَّل من الله تعالى غيرمخلوق

السؤال

هل لكم أن تخبرونا عن كتاب بالإنجليزية يتكلم على أن القرآن ليس مخلوقاً وما يجب أن نعتقده كمسلمين ؟.

الجواب

الحمد لله

الذي يجب علينا أن نَعْتَقِده نحن المسلمين ، هو ما جاءنا من الله عز وجل ، وما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أخْبَرنا الله عز وجل أنه يتكلم قال تعالى : ( ومن أصْدَق من الله حديثا ) النساء/87

وقال تعالى : ( ومن أصْدَق من الله قِيلاً ) النساء /122 .

ففي هاتين الآيتين إثبات أن الله يَتَكَلَّم ، وأنّ كلامَه صِدْقٌ ، وحَقٌ ، ليس فيه كَذِبٌ بِوَجْهٍ من الوجوه .

وقال تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ) المائدة /166 ففي هذه الآية أن الله يقول ، وأن قوله مَسْمُوع فيكون بصوت ، وأن قوله كَلِمَات وجمل ، والدليل على أنه بحرف

قول الله تعالى : ( يا موسى إني أنا ربُّك ) طه/11-12 فإن هذه الكلمات حروف وهي من كلام الله .والدليل على أنه بصوت قوله تعالى : ( وناديناه من جانب الطور الأيمن وقرَّبناه نجياً ) مريم/52

والنداء والمناجاة لا تكون إلا بصوت .

انظر شرح لمعة الاعتقاد لابن عثيمين ص 73 .

ولهذا كانت عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله يتكلم بكلام حقيقي متى وكيف شاء بما شاء بحرف وصوت لا يُمَاثِلُ أصوات المخلوقين ، والدليل على أنه لا يُمَاثِل أصْوَاتَ المَخْلُوقين

قوله تعالى : ( ليس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السَمِيعُ البَصِير ) الشورى/11

فَعُرِفَ ابْتِداءً أن هذه العقيدة هي عقيدة أهل السنة والجماعة ، وأهل السنة والجماعة يَعْتَقِدون أن القرآن كلام الله ، ومن الأدلة على هذا الاعتقاد

قول الله تعالى : ( وإنْ أحَدٌ من المشْرِكين استجارك فأجِرْه حتى يَسْمَع كلام الله ) التوبة /6 والمراد القرآن بالاتفاق ، وأضاف الكلام إلى نفسه فدل على أن القرآن كلامه .

وعقيدة أهل السنة والجماعة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود .

والأدلة على أنه منزل ما يأتي :

قول الله عز وجل : ( شَهْرُ رمضان الذي أنزل فيه القُرآن ) البقرة/185 ، وقوله تعالى : ( إنّا أنْزَلناه في ليلة القدر ) القدر /1 ، وقوله : ( وقُرْآناً فَرَقْنَاه لِتَقْرَأَه على الناس على مُكْثٍ ونَزَّلنَاه تَنْزِيلاً ) الإسراء /106

قوله : ( وإذا بَدَّلنا آية مكان آية والله أعلم بما يُنَزِّل قالوا إنما أنت مُفْتَرٍ بل أكثرهم لا يعلمون قل نَزَّله رُوح القُدُسِ من ربك بالحق ليُثَبِّت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين

ولقد نعلم أنهم يقولون إنّما يُعَلِّمُه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعْجَمِِي وهذا لسان عربي مبين ) النحل /101-103 . و الذي يبدل آية مكان آية هو الله سبحانه وتعالى .

والأدلة على أنه غير مخلوق قوله تعالى : ( ألا له الخلق والأمر ) فجعل الخلق شيئاً والأمر شيئا آخر

لأن العطف يقتضي المغايرة والقرآن من الأمر بدليل قوله تعالى : ( وكذلك أوْحَيْنَا إليك روحا من أمرنا

ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نَهْدِي به من نَشَاءُ من عبادنا ) الشورى /52 ، فإذا كان القرآن أمراً وهو قسيم للخلق ، صار غير مخلوق ، لأنه لو كان مخلوقاً ما صح التقسيم فهذا هو الدليل من القرآن .

والدليل العقلي أن نقول القرآن كلام الله والكلام ليس عينا قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من الله لقلنا إنه مخلوق لكن الكلام صفة للمتكلم

فإذا كان صفة للمتكلم به وكان من الله كان غير مخلوق لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة .

شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين 1/418-426 - 441

فيجب علينا أن نعتقد ذلك ونوقن به ، ولا نُحَرِّف آيات الله عز وجل عن مرادها ، فإنها صريحة الدلالة على أن القرآن مُنَزَّل من عند الله

ولذلك قال الإمام الطحاوي رحمه الله :

" وإنّ القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولاً ، وأنزله على رسوله وحياً ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا

وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة ليس بمخلوق ككلام البرية ، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر وقد ذَمَّه الله وعَابَهُ وأوعده بسقر حيث قال تعالى : ( سأُصلِيه سَقَر ) المدثر/26

فلما أوْعَدَ بِسَقَر لمن قال ( إنْ هذا إلا قول البشر ) المدثر /25 عَلِمْنَا وأيْقَنَّا أنَه قولَ خالقِ البَشَر ولا يُشْبِه قول البشر . أهـ

شرح العقيدة الطحاوية 179.

الشيخ محمد صالح المنجد