الكهف الجزائري
2007-10-09, 09:03
قصص التصافي في حياته (صلى الله عليه وسلم )
--------------------------------------------------------------------------------
مرت نماذج خيرة في حياته (صلى الله عليه وسلم ) ، سطرها أصحابه ، رضوان الله عليهم ، ومن هذه النماذج :
·=== فهذا أبو ذر ، رضي الله عنه ، عير بلالاً بأمه ، فشـكاه بلال إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، ثم ندم أبو ذر على ما بدر منه من قول ، فرضع خذه على التراب ، وقال لبلال : والله لا أرفع خذي حتى تطأه بقدمك ! فتعانقا ، وتصافحا .
===· كاد المهاجرون والأنصار أن يقتتلوا وذلك بعد الإسلام ! وسلوا السيوف ، وتهيؤوا للقتال ! فخرج عليهم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( ما بال دعوى الجاهلية ) ثم قال : ( دعوها فإنها منتنة )(1) .
فبكوا ، وأسقطوا السيوف من أيديهم ، وتعانقوا .
=== فهذه الأخوة المعتصمة بالله ، نعمة يمتن الله بها على المسلمين ، وهي نعمة يهيئها الله لمن يحبهم من عباده وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة ، وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع ، فيصبحون بنعمة الله إخواناً ، وما يمكن أن يجمع القلوب إلا أخوة في الله تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية ، والثأرات القبلية ، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية !
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )(آل عمران: من الآية103) .
· === ذكر أهل التاريخ أن الصحابة خرجوا في غزوة بني المصطلق ، وكان لعمر مولى اسمه : جهجهاه ، فقام فاختصم مع رجل من الأنصار اسمه سنان بن وبرة ، فغضب الأخير غضباً شديداً حتى تصايحا .
فقال مولى عمر : يا للمهاجرين !
وقال الأنصاري : يا للأنصار !
فبلغت في النفوس حزازات ، وأخبروا بها رأس النفاق ، وحربة الردة ـ عبد الله بن أبي سلول ـ فقال : صدق المثل القائل : جوع كلبك يتبعك ، وسمن كلبك يأكلك ! لو أنا صرفناهم عن دارنا ما فعلوا هذا ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منه الأذل .
وبلغت الكلمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فأخبره زيد بن الأرقم ، وصدق الله قوله ، وأتى (صلى الله عليه وسلم ) ، فأمر أصحابه بالرحيل لئلا يتحدث أهل النفاق في القضية ، فأهل النفاق يحبون الشائعات ، وهناك أناس في المجتمع لا هم لهم إلا نشر الشائعات ، وتصيد العثرات والزلات ، فيصنفون فيها المصنفات ، ويزيدون فيها ، ويتشاغلون بها ، ويلغون في الأعراض كما يلغ الكلب في الماء .
فانظر إلى التصرف الحكيم منه (صلى الله عليه وسلم ) ، بأمر أصحابه الرحيل لئلا يتحدثوا في المسألة ، فيشغلهم بذلك !
ولذلك فمن أعظم الحلول التي تدحض الشائعات ، وتنهي ما قد يحدث بين الأحبة ، أن تشغل الناس بالجد ، وبالعلم ، وبالمسائل العلمية ، وتطرح عليهم قضايا الأمة الكبرى ؛ لأن قضايا الأمة والإسلام أعظم من قضايانا هذه وأعظم من المهاترات .
قضايا نشر الإسلام ، قضايا محاربة اليهودية العالمية ، والعلمانية والشيوعية والنصرانية ، قضايا تأليف هذه الأمة المقدسة الخالدة التي جعلها الله أمة وسطا ، شاهدة على الأمم ، تعمل بالكتاب والسنة .
وأتى (صلى الله عليه وسلم ) إلى سعد بن عبادة فأخبره بالخبر ، فقال : يا رسول الله والله إن شئت لنقتلنه ، أو لنمنعنه من دخول المدينة ، فإنك الأعز ، وهو الأذل .
فقال عمر : ائذن لي أن أقتله يا رسول الله !
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : ( يا عمر يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه )(2) .
هذا هو المنهج الصحيح في التعامل مع الخصوم في هذه المرحلة من مراحل الدعوة المباركة ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم ) عنده منهج دعوي يسير عليه ، يريد مصلحة هذه الدعوة ، ما عليه من دمه ، ولا من نفسه، ولا من ماله ، ولا من زوجه ، ولا من أهله ؛ لأنه يريد للدعوة أن تستمر ، وأن يستفيد الناس ، وأن يسمع الناس ، وأن يتعظ الناس ، وأن يهتدي على يديه بشر كثير ، أما قضية الانتقام الشخصي ، أو أن يقوم الإنسان ويغضب لنفسه فليست من صفاته (صلى الله عليه وسلم ) .
ومنه (صلى الله عليه وسلم ) عمر ، فأتى عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول فقال : يا رسول الله ، سمعت أنك تريد قتل أبي ، فإنك إن أرسلت رجلاً ليقتل أبي ، والله لا تطمئن نفسي أن أرى قاتل أبي يمشي على وجه الأرض حتى أقتله ، فأكون قد قتلت مسلماً بكافر فأدخل النار ، لكن يا رسول الله ! ائذن لي أن أذهب الآن وآتيك برأس أبي ! والله يا رسول الله لئن شئت لأقتلنه ، فإنك الأعز ، وهو الأذل !!
انظر إلى الإسلام ! وإلى عظمة الانتساب إليه ؛ فصل بين الولد وأبيه ، وهو من صلبه ، من دمه ، من عروقه !
ثم انظر إلى الإيمان الذي تغلغل في أحشاء هذا الصحابي الجليل ، وتسرب إلى عروقه ومشاعره ، وجرى منه مجرى الروح والدم !
حقاً ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) تظهر من روائع الإيمان واليقين والشجاعة ، وخوارق الأفعال والأخلاق ، ما يحير العقول والألباب ، ويعجز عن تفسيره أهل البصائر والعقلاء .
ويموت هذا الشقي ، فيجئ أبنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، ويسأل أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه ، فيعطيه ، ثم يسأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، ليصلي ، فقام عمر ، فأخذ بثوب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : يا رسول الله !! تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟!
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ( إنما خيرني الله فقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) (التوبة: من الآية80) وسأزيد على السبعين ) .
قال عمر : إنه منافق !!
فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، وصلى معه المسلمون ، فأنزل الله عليه قوله ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ )(التوبة: من الآية84)(1) .
· يأتي إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) متخلفون من المنافقين الذين أساؤوا وتركوا الغزو ، وخالفوا أمره وعصوا الله ، فيقول أحدهم : يا رسول الله ، إني مريض !
قال : ( صدقت ) ، وهو ليس مريضاً في جسمه ، لكنه مريض القلب .
ويأتيه الثاني فيقول له : امرأتي مرضت في الغزوة !
فقال : ( صدقت ) .
ويأتيه الثالث يقول له : فقير ما استطعت أن اشتري جملاً .
فيقول له الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : ( صدقت ) فيقول تعالى : (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) .
فماذا أحدث (صلى الله عليه وسلم ) ، بهذا الخلق ؟
جمع القلوب بدعوته ، وألف بين الأرواح بحكمته ، أتاه أحدهم فقال له : والذي لا إله إلا هو إنك أحب إلى من نفسي !!
وقال الثاني : والله ، ما ملأت عيني منه إجلالاً له والله لو سألتموني أن أصفه لكم ، ما استطعت أن أصفه.
والله كانوا يتمنون أن تسيل دماؤهم ، وتندق أعناقهم ، ولا يشاك رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بشوكة .. هذا هو الحب !
--------------------------------------------------------------------------------
مرت نماذج خيرة في حياته (صلى الله عليه وسلم ) ، سطرها أصحابه ، رضوان الله عليهم ، ومن هذه النماذج :
·=== فهذا أبو ذر ، رضي الله عنه ، عير بلالاً بأمه ، فشـكاه بلال إلى النبي (صلى الله عليه وسلم ) ، ثم ندم أبو ذر على ما بدر منه من قول ، فرضع خذه على التراب ، وقال لبلال : والله لا أرفع خذي حتى تطأه بقدمك ! فتعانقا ، وتصافحا .
===· كاد المهاجرون والأنصار أن يقتتلوا وذلك بعد الإسلام ! وسلوا السيوف ، وتهيؤوا للقتال ! فخرج عليهم الرسول (صلى الله عليه وسلم ) وقال : ( ما بال دعوى الجاهلية ) ثم قال : ( دعوها فإنها منتنة )(1) .
فبكوا ، وأسقطوا السيوف من أيديهم ، وتعانقوا .
=== فهذه الأخوة المعتصمة بالله ، نعمة يمتن الله بها على المسلمين ، وهي نعمة يهيئها الله لمن يحبهم من عباده وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة ، وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع ، فيصبحون بنعمة الله إخواناً ، وما يمكن أن يجمع القلوب إلا أخوة في الله تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية ، والثأرات القبلية ، والأطماع الشخصية والرايات العنصرية !
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا )(آل عمران: من الآية103) .
· === ذكر أهل التاريخ أن الصحابة خرجوا في غزوة بني المصطلق ، وكان لعمر مولى اسمه : جهجهاه ، فقام فاختصم مع رجل من الأنصار اسمه سنان بن وبرة ، فغضب الأخير غضباً شديداً حتى تصايحا .
فقال مولى عمر : يا للمهاجرين !
وقال الأنصاري : يا للأنصار !
فبلغت في النفوس حزازات ، وأخبروا بها رأس النفاق ، وحربة الردة ـ عبد الله بن أبي سلول ـ فقال : صدق المثل القائل : جوع كلبك يتبعك ، وسمن كلبك يأكلك ! لو أنا صرفناهم عن دارنا ما فعلوا هذا ، لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منه الأذل .
وبلغت الكلمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فأخبره زيد بن الأرقم ، وصدق الله قوله ، وأتى (صلى الله عليه وسلم ) ، فأمر أصحابه بالرحيل لئلا يتحدث أهل النفاق في القضية ، فأهل النفاق يحبون الشائعات ، وهناك أناس في المجتمع لا هم لهم إلا نشر الشائعات ، وتصيد العثرات والزلات ، فيصنفون فيها المصنفات ، ويزيدون فيها ، ويتشاغلون بها ، ويلغون في الأعراض كما يلغ الكلب في الماء .
فانظر إلى التصرف الحكيم منه (صلى الله عليه وسلم ) ، بأمر أصحابه الرحيل لئلا يتحدثوا في المسألة ، فيشغلهم بذلك !
ولذلك فمن أعظم الحلول التي تدحض الشائعات ، وتنهي ما قد يحدث بين الأحبة ، أن تشغل الناس بالجد ، وبالعلم ، وبالمسائل العلمية ، وتطرح عليهم قضايا الأمة الكبرى ؛ لأن قضايا الأمة والإسلام أعظم من قضايانا هذه وأعظم من المهاترات .
قضايا نشر الإسلام ، قضايا محاربة اليهودية العالمية ، والعلمانية والشيوعية والنصرانية ، قضايا تأليف هذه الأمة المقدسة الخالدة التي جعلها الله أمة وسطا ، شاهدة على الأمم ، تعمل بالكتاب والسنة .
وأتى (صلى الله عليه وسلم ) إلى سعد بن عبادة فأخبره بالخبر ، فقال : يا رسول الله والله إن شئت لنقتلنه ، أو لنمنعنه من دخول المدينة ، فإنك الأعز ، وهو الأذل .
فقال عمر : ائذن لي أن أقتله يا رسول الله !
فقال (صلى الله عليه وسلم ) : ( يا عمر يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه )(2) .
هذا هو المنهج الصحيح في التعامل مع الخصوم في هذه المرحلة من مراحل الدعوة المباركة ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم ) عنده منهج دعوي يسير عليه ، يريد مصلحة هذه الدعوة ، ما عليه من دمه ، ولا من نفسه، ولا من ماله ، ولا من زوجه ، ولا من أهله ؛ لأنه يريد للدعوة أن تستمر ، وأن يستفيد الناس ، وأن يسمع الناس ، وأن يتعظ الناس ، وأن يهتدي على يديه بشر كثير ، أما قضية الانتقام الشخصي ، أو أن يقوم الإنسان ويغضب لنفسه فليست من صفاته (صلى الله عليه وسلم ) .
ومنه (صلى الله عليه وسلم ) عمر ، فأتى عبد الله بن عبد الله بن أبي سلول فقال : يا رسول الله ، سمعت أنك تريد قتل أبي ، فإنك إن أرسلت رجلاً ليقتل أبي ، والله لا تطمئن نفسي أن أرى قاتل أبي يمشي على وجه الأرض حتى أقتله ، فأكون قد قتلت مسلماً بكافر فأدخل النار ، لكن يا رسول الله ! ائذن لي أن أذهب الآن وآتيك برأس أبي ! والله يا رسول الله لئن شئت لأقتلنه ، فإنك الأعز ، وهو الأذل !!
انظر إلى الإسلام ! وإلى عظمة الانتساب إليه ؛ فصل بين الولد وأبيه ، وهو من صلبه ، من دمه ، من عروقه !
ثم انظر إلى الإيمان الذي تغلغل في أحشاء هذا الصحابي الجليل ، وتسرب إلى عروقه ومشاعره ، وجرى منه مجرى الروح والدم !
حقاً ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) تظهر من روائع الإيمان واليقين والشجاعة ، وخوارق الأفعال والأخلاق ، ما يحير العقول والألباب ، ويعجز عن تفسيره أهل البصائر والعقلاء .
ويموت هذا الشقي ، فيجئ أبنه عبد الله بن عبد الله إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، ويسأل أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه ، فيعطيه ، ثم يسأله أن يصلي عليه ، فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، ليصلي ، فقام عمر ، فأخذ بثوب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فقال : يا رسول الله !! تصلي عليه وقد نهاك ربك أن تصلي عليه ؟!
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : ( إنما خيرني الله فقال : (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ) (التوبة: من الآية80) وسأزيد على السبعين ) .
قال عمر : إنه منافق !!
فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، وصلى معه المسلمون ، فأنزل الله عليه قوله ( وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ )(التوبة: من الآية84)(1) .
· يأتي إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم ) متخلفون من المنافقين الذين أساؤوا وتركوا الغزو ، وخالفوا أمره وعصوا الله ، فيقول أحدهم : يا رسول الله ، إني مريض !
قال : ( صدقت ) ، وهو ليس مريضاً في جسمه ، لكنه مريض القلب .
ويأتيه الثاني فيقول له : امرأتي مرضت في الغزوة !
فقال : ( صدقت ) .
ويأتيه الثالث يقول له : فقير ما استطعت أن اشتري جملاً .
فيقول له الرسول (صلى الله عليه وسلم ) : ( صدقت ) فيقول تعالى : (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) (التوبة:43) .
فماذا أحدث (صلى الله عليه وسلم ) ، بهذا الخلق ؟
جمع القلوب بدعوته ، وألف بين الأرواح بحكمته ، أتاه أحدهم فقال له : والذي لا إله إلا هو إنك أحب إلى من نفسي !!
وقال الثاني : والله ، ما ملأت عيني منه إجلالاً له والله لو سألتموني أن أصفه لكم ، ما استطعت أن أصفه.
والله كانوا يتمنون أن تسيل دماؤهم ، وتندق أعناقهم ، ولا يشاك رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بشوكة .. هذا هو الحب !