المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تقلب الدنيا ظهر المجـن !!


عمر عيسى محمد أحمد
2018-06-09, 09:41
بسم الله الرحمن الرحيم




زهرة2زهرة2زهرة2
#مكتبة

الخاتمة1






الدنيا عندما تقلب ظهر المجـن !!

الحياة تغري حين تدور دائرتها .. فهي تتمثل في تلك القصور والأصحاب والحشم والخدم والنفر .. ثم المواكبة الحثيثة بالأنشطة والأعمال التي تحرك الحقول والبساتين والمصانع والمتاجر .. الأطماع فيها تماثل الرغبة في انتزاع العاج من عمالقة الأفيال .. والآمال فيها تعانق أعناق الديمومة حتى يوم القيامة .. والصيت فيها مرغوب بالقدر الذي يفوق الشعلة إبهاراً فوق قمم الجبال .. وألوان الحياة نسيج من طموحات لا تعرف المستحيل أبداً .. فهي تلك السباقات .. وهي تلك النداءات أبد الدهور والأيام .. أنشطة تلح وتطرق الآذان بإصرار .. وتلك الإملاءات لا تعرف التخاذل والانهزام .. صولات وجولات لأنفس لا تكل ولا تمل من طلب الدنيا بالحلال أو بالحرام .. تفني جل حياتها في مغامرات الهرج والمرج .. وتركض خلف الدنيا وكأنها قد تمكنت من إخضاع الدنيا لمشيئتها إلى الأبد .. ركض وهمة وملاحقة .. ثم حقول وزروع وضروع .. تسايرها الدنيا بالاخضرار الزائف المطلي بطلاء الخداع .. حقول تبهر الأعين بمقادير سعتها ومساحاتها .. وتجلب الإعجاب بألوان محتوياتها .. حيث نخيل وعنب ورمان وفاكهة وأبا .. أنفس تهدر الأنفاس في تعمير الخراب .. سباق وملاحقة مشوبة باللهث خلف السراب .. أنفس تنسى حقيقة الموت المترصد بالمرصاد .. تعمل للدنيا أبداً ولا تعمل لحظة للآخرة .. تحدوها الآمال تلو الآمال التي تغلفها الديمومة والاستدامة .. همها الأول والأخير هو استبعاد الدنيا وتعميرها .. ولو علمت الحقيقة يقيناً فإن إعمار الدنيا مؤقتة وليست دائمة .. وذلك الاخضرار الذي يعجب الزراع قد يكون زائفاً .. وكل جولات الإثراء بالأنشطة والمرافق والمتاجر هي في النهاية زائلة .. وكلها مغريات قد تعجب الإنسان المعدم .. ذلك الإنسان الذي يقف خارج الأحداث والمسرح ويقول ( يا ليت لنا مثل حظ قارون ) .. وقد يبتلى ذلك المبهور بنوع من الحسد ثم الإعجاب والأمنيات .. حيث يوسوس له الشيطان قائلاً : ( ما أظن أن تبيد هذه أبداً ! ) .. ولكن إذا تمعن الحكيم العاقل فإن الإفراط في تناول الدنيا يمثل غفلة كبرى في مسار الإنسان .. وهؤلاء الغارقون في متاهات الدنيا وحلاوتها ينسون دائماً رسالة الإنسان في الحياة .. وهي الرسالة التي تقول : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. وهي الغاية الأساسية من التواجد في الحياة .. ولو أدركوا تلك الحقيقة ما بذلوا الجهد كل الجهد في تعمير دنيا زائلة .. وإذا كان لا بد من تعمير الدنيا وملاحقة مباهجها فعلى هؤلاء أن يعملوا للدنيا وللآخرة .. ويعملون بالنصيحة التي تقول : ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) .. ولا يجوز ذلك التسويف المبطن بالغفلة المفرطة .. حيث النسيان لهادم اللذات .. وهو ذلك الموت المتربص بالمرصاد .. وإذا جاء ذلك الموت فالأمر يعني نهاية البذل والجهد والعطاء .. حيث الخراب بعد العمران والإعمار .. وهو الموت هادم اللذات الذي لا يتأخر أبداً عن الميعاد .. ففي لحظات معدودة يتجلى لينزع اللقمة من الفم ويقول للصاحب : ( ذاك حدك من الزاد فوق الأرض !) .. كما يقول لساكن القصر : ( كفاك ترفاً وبذخاً وقد حان الوقت لتسكن القبر دون القصر ) .. وتلك خاتمة في عمر الإنسان إذا وقعت تمثل النهاية الكبرى .. حيث تنهار فيها تلك الطموحات وطول الأمل في مباهج الدنيا .. كما تنهار فيها مظاهر الاخضرار والزروع والضروع باليبوس والجدب والقحط .. وتتبدل بعدها قوة البنيان والعمران تصدعا وتقادماً وانهياراً .. وتأتي عليها لحظات في عمر الأزمان لتسكنها الأشباح .. خاوية من معالم الحياة .. لا خدم ولا حشم ولا أهل ولا صيحات يبذلها أهل الشأن .. مجرد مظاهر من الركام والغبار والخراب .. فتلك بومة تعشش في أركانها وهي حزينة تفتقد الأنيس وتشتكي من قوة الصمت في المكان .. وتلك جرذان تتخذ المسالك أنفاقاً بين الجدران .. تصول وتجول بين أركانها دون اكتراث بالمآل .. وذاك غراب أسود أقحم ينعق فوق قمم الأبراج وكأنه يسخر من غفلة صاحب العمران .. كم كان في غفلة يصول ويجول وكأن الموت مقتول بيده في مواجهة ولقاء !.. وتلك البساتين والحقول والمروج تنهار نشافاً ويبوسا .. ثمً تصبح جرداء قاحلة كأن لم يزرعها يوماً بنو الإنسان .. والأعجب في مصير وأحوال صاحب الجاه والهيلمان !.. حيث تتبدل المكانة وتشتكي من سوء المآل .. فهو الذي يتوسد في القبر حجراً ولا يتوسد وسادة من ناعم الحرير .. يرقد في قبره معدما وفقيراً رغم أنه صاحب الأموال !.. وتلك الأجواء من حوله تنوء بالوحدة والوحشة حيث تخلو من الخدم والحشم والنفر .. ولو أجتهد منادياً ينادي بالجاه لما تمكن من النداء .. ولو تمكن وأسمع لما نفعوه في شيء .. ومازال يواجه بالسؤال : ( أين رصيدك من الأعمال ؟؟ ) .. ( لقد بذلت من أجل دنياك ولم تبذل من أجل آخرتك بصالح الأعمال ) .. وقد خانتك الدنيا في نهاية المطاف وجازتك بالنسيان والنكران .. أما عملك في الدنيا فهو ذلك الشحيح الضعيف الواهن الذي لا ينفعك عند الميزان .

محمد...عبد النور
2018-06-10, 21:24
السلام عليكم أخي الكريم
رمضان مبارك و نسأل الله ان يتقبل منا و منكم صالح الاعمال
تلك هي الدنيا ...من نسي ما خلق من أجله هام فيها و ما عرف ما يريد و لا لاجل اي شيئ خلق..و قليل هم من فهموا القصد من وجودهم في هاته الدار الفانية فما انتظروا الغد و ما سيكون فيه بل هم يغتنمون هاته اللحظة التي لا تعود لكي يعمروها بالخيرات و الحسنات لكي لا تكون من اللحظات التي قد يتحسرون عليها يوم الميعاد...
نسأل الله العلي الأعلى الوهاب أن يجعلنا و اياكم ممن عمر اوقاته بالخيرات و عرف لاي شيئ خلق و لاي موعد هو موعود ...شكرا على الموضوع الجميل
أقر الله عينيك بما تحب و آتاك من عظيم فضله و كرمه ما يكفيك هم الدنيا والاخرة ...انه بكل جميل كفيل و هو حسبنا و نعم الوكيل و صل اللهم و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ....
ســـــــــــــــــــــــلام

قنون المربي والأستاذ
2018-06-11, 13:44
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
كلمات نقرؤها كالتي في الأعلى، أو نسمعها من أفواه مشاييح.
عندهاتنقبض القلوب، وتتبدل الملامح، ويتساءل الواحد منا:ماذا ادّخرت لأيام القبر؟هل تُرى أعمالي مقبولة عند الله عزوجل؟
لنتدبر معاني سور من القرآن:سورة القارعة، التكاثر، الزلزلة.((اللهم اغفر لنا وارحمنا))

هي الدنيا فانية ....الأرض وكل ما كان عليها هو فان، الجبال تدك، والأشجار والأحجار تذهب، والجن والإنس يموتون، والحيوانات تموت، ما يبقى شيء، إلا الله جل وعلا.
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ}


فاللهم أحسن خواتمنا، اللهم توفنا وأنت راض عنا، اللهم هون علينا سكرات الموت، اللهم اغفر لآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حق علينا، اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك.
وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهدأن سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله.

وحيد سلام
2018-06-11, 17:27
السلام عليكم
رمضان مبارك
ربي يجيب الخير فقط

knovel
2018-08-12, 08:43
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررا لـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــك

Raoh
2018-08-18, 19:51
شكرا لك ولا إله إلا الله