المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سجود التلاوة والشكر


*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:14
اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة

بسم الله و الحمد لله

و الصلاة و السلام علي حببنا و اسوتنا
و قدوتنا و شفيعنا رسول الله صلي الله عليه و سلم

اما بعد ... فامرحبا باخواني و اخواتي
و اهلي و احبابي مرحبا بكم مرة اخري

مكانه الصلاة في الاسلام

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2137434

الوضوء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135382

نواقض الوضوء

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135573

التيمم

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135785

الاستنجاء والاستجمار

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2136000

كيفية الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138008

الأذان

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138140

أحكام الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138284

شروط الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138360

واجبات الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139174

مبطلات الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139309

سنن الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139486

صلاة النافلة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139648

صلاة قيام الليل

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139813

صلاة الاستخارة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139959

صلوات في مناسبات مختلفة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140125

صلاة الجمعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140242

صلاة العيدين

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140420

صلاة الجماعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140710

حكم صلاة الجماعة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140853

أحكام المساجد

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2140999

الإمامة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141152

القراءة في الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141319

قضاء الفوائت

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2141475

مواقيت الصلاة

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2142875

صلاة التراويح وليلة القدر

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143087

سجود السهو

https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2143439

سجود التلاوة والشكر

https://a.top4top.net/p_8648qj7i1.jpg (https://up.top4top.net/)


وبعد أيها القارئ الكريم

فهذه جملة من النصائح التي ذكرها
أهل العلم نسوقها إليك

عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها

>>>>>>

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:16
السؤال:

هل سجود الشكر تتوفر فيه شروط

مثلاً : الحجاب ، الوضوء ... ؟ .

الجواب :

الحمد لله

نوجز الكلام على " سجود الشكر " في النقاط التالية :

1. سجود الشكر من أعظم ما يشكر به العبد ربه جل وعلا ؛ لما فيه من الخضوع لله بوضع أشرف الأعضاء - وهو الوجه - على الأرض ، ولما فيه من شكر الله بالقلب ، واللسان والجوارح .

2. سجود الشكر من السنن النبوية الثابتة
التي هجرها كثير من الناس .

3. الخلاف في مشروعية سجود الشكر يعدُّ خلافاً ضعيفاً ؛ لمخالفته ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن كثير من أصحابه رضي الله عنهم في ذلك .

4. سجود الشكر يُشرع كلما حصلت للمسلمين نعمة عامة ، أو اندفعت عنهم نقمة ، أو حصلت للمسلم نعمة خاصة ، سواء تسبب في حصولها ، أو لم يتسبب ، وكلما اندفعت عنه نقمة .

قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - :

فإن قلتَ : نعَمُ الله على عباده لا تزال واردة عليه في كل لحظة ؟ قلت : المراد النعَم المتجددة التي يمكن وصولها ويمكن عدم وصولها ، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسجد إلا عند تجدد تلك النعم مع استمرار نعم الله سبحانه وتعالى عليه وتجددها في كل وقت .

" السيل الجرار " (1/175).

5. الصحيح أنه لا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة ، من الطهارة ، وستر العورة – ومنه الحجاب للمرأة - ، واستقبال القبلة ، وغيرها .

وهذا قول كثير من السلف ، واختاره بعض المالكية ، وكثير من المحققين ، كابن جرير الطبري ، وابن حزم ، وشيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، والشوكاني ، والصنعاني ، ورجحه كثير من مشايخنا

ومنهم : الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ، والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين – رحمهم الله - ، وغيرهم .

خلافاً لمن اشترط لسجود الشكر ما يشترط للنافلة ، وهو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة ، وبعض الحنفية ، وبعض المالكية .

ومما استدل به أصحاب القول الأول :

أ. أن اشتراط الطهارة ، أو غيرها من شروط الصلاة لسجود الشكر : يحتاج إلى دليل ، وهو غير موجود ، إذ لم يأت بإيجاب هذه الأمور لهذا السجود كتاب ، ولا سنَّة ، ولا إجماع ، ولا قياس صحيح ، ولا يجوز أن نوجب على أمة محمَّد صلى الله عليه وسلم أحكاماً لا دليل عليها.

ب. أن ظاهر حديث أبي بكرة – " أنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ "

رواه الترمذي ( 1578 ) وحسَّنه
وأبو داود ( 2774 ) وابن ماجه ( 1394 )

- وغيره من الأحاديث التي روي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد سجود الشكر ، تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يتطهر لهذا السجود ، فخروره صلى الله عليه وسلم مباشرةً يدل على أنه كان يسجد للشكر بمجرد وجود سببه ، سواء كان محدثا ، أم متطهراً ، وهذا أيضا هو ظاهر فعل أصحابه رضي الله عنهم .

ج. أنه لو كانت الطهارة - أو غيرها من شروط الصلاة - واجبة في سجود الشكر :

لبيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم لأمَّته ؛ لحاجتهم إلى ذلك ، ومن الممتنع أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا السجود ويسنُّه لأمته وتكون الطهارة - أو غيرها - شرطاً فيه ، ولا يسنُّها ، ولا يأمر بها صلى الله عليه وسلم أصحابَه ، ولا يروى عنه في ذلك حرف واحد .

د. أن سبب سجود الشكر يأتي فجأة ، وقد يكون من يريد السجود على غير طهارة ، وفي تأخير السجود بعد وجود سببه حتى يتوضأ أو يغتسل : زوالٌ لسرِّ المعنى الذي شُرع السجود من أجله .

هـ. أن هذه الشروط من الطهارة وغيرها إنما تشترط للصلاة ، ومما يدل على ذلك ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ الْخَلاءِ فَأُتِيَ بِطَعَامٍ فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ فَقَالَ : ( أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ )

– رواه مسلم ( 374 ) -

وسجود الشكر ليس صلاة ؛ لأنه لم يرد في الشرع تسميته صلاة ، ولأنه ليس بركعة ولا ركعتين ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسن له تكبيراً ولا سلاماً ولا اصطفافاً ولا تقدم إمام ، كما سنَّ ذلك في صلاة الجنازة وسجدتي السهو بعد السلام وسائر الصلوات ، فلا يشترط لسجود الشكر ما يشترط للصلاة .

و. قياس السجود المجرد على سائر الأذكار التي تفعل في الصلاة وتشرع خارجها ، كقراءة القرآن - التي هي أفضل أجزاء الصلاة وأقوالها ، وكالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل ، فكما أن هذه الأمور لا تشترط لها الطهارة إذا فعلت خارج الصلاة - مع أنها كلها من أجزاء الصلاة - : فكذلك السجود المجرد .

قال علماء اللجنة الدائمة :

الصحيح : أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتالٍ أو مستمع : لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن قعود .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 7 / 263 ) .

6. القول الراجح في صفة سجود الشكر أنه لا يجب فيه تكبير في أوله ، أو في آخره ، أو تشهد ، أو سلام ، وهذا هو المنصوص عن الإمام الشافعي ، وهو قول الإمام أحمد في رواية عنه ، وهو وجه في مذهب الشافعية ؛ لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .

وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى أنه لا يشرع في هذا السجود تشهد أو سلام ، بل هو بدعة ، لا يجوز فعله .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:16
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وأما سجود التلاوة والشكر :

فلم يَنقل أحدٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه أن فيه تسليماً ، ولا أنهم كانوا يسلمون منه ، ولهذا كان أحمد بن حنبل ، وغيره من العلماء : لا يعرفون فيه التسليم ، وأحمد في إحدى الروايتين عنه لا يسلِّم فيه ؛ لعدم ورود الأثر بذلك ، وفي الرواية الأخرى يسلِّم واحدة ، أو اثنتين ، ولم يثبت ذلك بنصٍّ ، بل بالقياس ، وكذلك من رأى فيه تسليماً من الفقهاء ليس معه نصٌّ ، بل القياس أو قول بعض التابعين .

" مجموع الفتاوى " ( 21 / 277 ) .

وقال – رحمه الله – عن سجود التلاوة والشكر - :

فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسمِّ ذلك صلاة ، ولم يشرع لها الاصطفاف ، وتقدم الإمام ، كما يشرع في صلاة الجنازة ، وسجدتي السهو بعد السلام ، وسائر الصلوات ، ولا سنَّ فيها النبي صلى الله عليه وسلم سلاماً ، لم يُروَ ذلك عنه ، لا بإسنادٍ صحيح ولا ضعيف ، بل هو بدعة ، ولا جعل لها تكبير افتتاح .

" مجموع الفتاوى " ( 23 / 171 ) .

7.أنه لا يجب فيه ذِكْرٌ معيَّن ، وإنَّما يشرع للساجد أن يقول في سجوده ما يناسب المقام ، من حمد الله وشكره ودعائه واستغفاره ، ونحو ذلك .

قال الشوكاني - رحمه الله - :

فإن قلت : لم يرِد في الأحاديث ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في سجود الشكر ، فماذا يقول الساجد للشكر ؟ قلت : ينبغي أن يستكثر من شكر الله عز وجل ؛ لأن السجود سجود شكر .

" السيل الجرار " ( 1 / 286 ) .

8. أنه لا يسجد للشكر إذا بُشِّر بما يسره وهو يصلي .

لأن سبب السجود ، في هذه الحالة ليس من الصلاة ، وليس له تعلق بها ، فإن سجد متعمِّداً : بطلت صلاته ، كما لو زاد فيها سجوداً متعمداً ، أو سجد فيها لسهو صلاة أخرى ، وكما لو صلى فيها صلاة أخرى ، وهذا القول هو مذهب الشافعية ، وقال به أكثر الحنابلة .

وقال بعض الحنابلة : إنه يستحب سجود الشكر في هذه الحالة ، قياساً على سجود التلاوة .

ويمكن أن يناقش دليلهم :

بأن ما ذكروه من القياس غير صحيح ؛ لأنه قياس مع الفارق ، فإن سجود التلاوة سببه من أفعال الصلاة ، وهو القراءة ،

أما سجود الشكر : فسببه من خارج الصلاة .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

مَن سَجَدَ سَجْدةَ الشُّكر عالماً بالحُكم ، ذاكِراً له :

فإنَّ صلاتَه تبطُلُ ... .

وما ذكرَه المؤلِّفُ صحيحٌ ؛ أي : أنَّ الصَّلاة تبطلُ بسُجودِ الشُّكرِ ؛ لأنَّه لا علاقة له بالصَّلاة ، بخلافِ سُجودِ التِّلاوة ؛ لأن سُجودَ التِّلاوةِ لأمرٍ يتعلَّق بالصَّلاة ، وهو القِراءة .

" الشرح الممتع على زاد المستقنع "
( 4 / 107 ، 108 ) .

9. سجود الشكر يُشرع للراكب على الراحلة بالإيماء ، ويومئ على قدر استطاعته .

10. أنه يجوز قضاء سجود الشكر إذا لم يتمكن من أدائه في وقته .

وإذا بُشِّر الإنسان بما يسرُّه ، أو حصلت له نعمة ولم يسجد ، ولم يأت له عذر في ترك السجود عند حصول سببه : فقد ذكر بعض أهل العلم أنه لا يشرع له قضاء هذا السجود بعد ذلك ؛ وذلك لأنه غير معذور في تأخير السجود .

انظر " حاشية قليوبي " ( 1 / 209 ) .

انتهى ملخَّصاً مرتَّباً – بزيادة يسيرة - من بحث بعنوان " سجود الشكر وأحكامه في الفقه الإسلامي " ، إعداد : الدكتور : عبد الله بن عبد العزيز الجبرين وفقه الله .

نشره في " مجلة البحوث الإسلامية "
( 36 / 267 – 309 ) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:17
السؤال :

ماذا يقول في سجود الشكر ؟.

الجواب :

الحمد لله

لم يرد في الأحاديث تخصيص سجود الشكر بدعاء معين

ولذلك قال العلماء :

يقول في سجود الشكر ما يقوله في سجود
الصلاة من التسبيح والدعاء .

فيقول : سبحان ربي الأعلى ، اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ . ثم يدعو بما أحب .

قال ابن قدامة رحمه الله :

صفة سجود الشكر في أفعاله وأحكامه
وشروطه كصفة سجود التلاوة اهـ

المغني 2/372 .

وقال في سجود التلاوة :

ويقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة اهـ

المغني 2/362 .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

يكون سجود الشكر عن مصيبة اندفعت أو لنعمة تهيأت للإنسان وهو كالتلاوة خارج الصلاة ، فبعض العلماء يرى له الوضوء والتكبير ، وبعضهم يرى التكبيرة الأولى فقط ، ثم يخر ساجدا ويدعو بعد قوله سبحان ربي الأعلى اهـ

فتاوى منار الإسلام 1/205 .

والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:18
السؤال :

هل يجوز أن يسجد ويشكر الله عز وجل
على نعمه كنعمة السمع ؟

أرجو الإيضاح مع الأدلة.

الجواب :

الحمد لله

سجود الشكر إنما يكون للنعم المتجددة ، كحصول ولد ، أو قدوم غائب أو نصر على عدو ، لا للنعم المستمرة كنعمة السمع والبصر ، لعدم ورود ذلك في الشرع ، ولو كان مشروعا لاقتضى أن يظل الإنسان طول عمره ساجداً للشكر .

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/564) :

" قال الشافعي والأصحاب : سجود الشكر سنة عند تجدد نعمة ظاهرة واندفاع نقمة ظاهرة , سواء خصته النعمة والنقمة أو عمت المسلمين .

قال أصحابنا : وكذا إذا رأى مبتلى ببلية في بدنه أو بغيرها أو بمعصية يستحب أن يسجد شكرا لله تعالى , ولا يشرع السجود لاستمرار النعم ; لأنها لا تنقطع " انتهى .

وقال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/363) :

" ويستحب سجود الشكر عند تجدد النعم , واندفاع النقم .

وبه قال الشافعي , وإسحاق , وأبو ثور , وابن المنذر .

لما رواه ابن المنذر , بإسناده عن أبي بكرة , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يُسَر به خر ساجدا , ورواه أبو داود , ولفظه قال : كان إذا أتاه أمر يسر به , أو بشّر به خر ساجدا ; شكرا لله } .

وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .

وسجد أبو بكر الصديق حين فتح اليمامة ، وسجد عليٌّ حين وجد ذا الثديَّة في قتلى الخوارج . وروي عن جماعة من الصحابة " انتهى

وقال ابن القيم رحمه الله في
"إعلام الموقعين" (2/296) :

" فإن النعم نوعان : مستمرة , ومتجددة , فالمستمرة شكرها بالعبادات والطاعات , والمتجددة شرع لها سجود الشكر ; شكرا لله عليها , وخضوعا له وذلا , في مقابلة فرحة النعم وانبساط النفس لها , وذلك من أكبر أدوائها ; فإن الله سبحانه لا يحب الفرحين ولا الأشرين ; فكان دواء هذا الداء الخضوع والذل والانكسار لرب العالمين " انتهى .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في
"الشرح الممتع على زاد المستقنع" (4/105) :

" قوله: «عند تجدد النعم» .

أي: عند النِّعمة الجديدة، احترازاً مِن النِّعمة المستمرَّة، فالنِّعمة المستمرَّة لو قلنا للإنسان: إنه يستحبُّ أنْ يسجدَ لها لكان الإنسانُ دائماً في سُجود

لأن الله يقول: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) إبراهيم/34 }

والنعمة المستمرَّة دائماً مع الإنسان فسلامةُ السمعِ، وسلامةُ البصرِ، وسلامةُ النُّطقِ، وسلامةُ الجسم، كلُّ هذا مِن النِّعَمِ.

والتنفُّس مِن النِّعَم وغير ذلك، ولم تَرِدِ السُّنَّة بالسُّجود لمثل ذلك، لكن لو فُرِضَ أنَّ أحداً أُصيب بضيق التنفُّس؛ ثم فَرَّجَ الله عنه؛ فَسَجَد شكراً لله؛ كان مصيباً؛ لأنَّ انطلاق نَفَسِهِ بعد ضيقه تجدّد نعمة.

مثال ذلك : إنسان نجح في الاختبار وهو مُشفِقٌ أنْ لا ينجح، فهذا تجدُّد نِعمةٍ يسجدُ لها.

مثال آخر : إنسانٌ سَمِعَ انتصاراً للمسلمين في أيِّ مكانٍ، فهذا تجدُّد نِعمةٍ يسجدُ لله شكراً.

مثال آخر : إنسانٌ بُشِّر بولد، هذا تجدُّد نِعمة يُسجدُ لها، وعلى هذا فَقِسْ.

قوله: «واندفاع النقم»

أي: التي وُجِدَ سببُها فَسَلِمَ منها.

مثال ذلك : رجل حَصَلَ له حادث في السيارة وهو يسير، وانقلبت وخرجَ سالماً، فهنا يسجدُ؛ لأنَّ هذه النقمة وُجِدَ سببُها وهو الانقلاب لكنه سَلِمَ.

مثال آخر : إنسان اشتعل في بيته حريق، فَيَسَّرَ اللهُ القضاء عليه فانطفأ؛ فهذا اندفاعُ نِقْمَةٍ يَسجدُ لله تعالى شكراً.

مثال آخر : إنسانٌ سَقَطَ في بئر فَخَرَجَ سالماً، فهذا اندفاعُ نِقْمَةٍ؛ يسجدُ لله شُكراً عليها.

فالمُراد بذلك اندفاع النِّقم التي وُجِدَ سَبَبُهَا فَسَلِمَ منها، أمَّا المستمر فلا يمكن إحصاؤه، ولو أننا قلنا للإنسان يُستحبُّ أن تسجدَ لذلك لكان دائماً في سُجود " انتهى .

والحاصل وأن سجود الشكر يكون لحصول
النعم المتجددة لا المستمرة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:19
السؤال :

ما هي صفة صلاة الشكر لله تعالى على
عملٍ ما ، أركانها وشروطها؟

الجواب:

الحمد لله

سجدة الشكر مشروعة لما يسر ، من جلب نفع ودفع ضر ، وقد دلت على ذلك الأحاديث والآثار ، فمن الأحاديث حديث أبي بكرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يسره وبشر به خر ساجدا شكرا لله تعالى )

رواه الخمسة إلا النسائي

قال الترمذي: حسن غريب ، ولفظ أحمد : أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بشير يبشره بظفر جند له على عدوهم ورأسه في حجر عائشة ، فقام فخر ساجداً .

أخرجه أحمد 5/45، والحاكم 4/291.

ومنها : حديث عبد الرحمن بن عوف قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم فتوجه نحو صدقته فدخل واستقبل القبلة فخر ساجدا فأطال السجود ثم رفـــع رأسه وقال : ( إن جبريل أتاني فبشرني ، فقال : إن الله عز وجل يقول لك : من صلى عليك صليت عليه ، ومن سلم عليك سلمت عليه ، فسجدت لله شكرا )

رواه أحمد

قال المنذري : وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء بإسناد صحيح ومن حديث كعب بن مالك وغير ذلك . انتهى .

وأما الآثار فمنها :

أن أبا بكر رضي الله عنه سجد حين جاءه خبر قتل مسيلمة .

رواه سعيد بن منصور في سننه ، وسجد علي رضي الله عنه حين وجد ذا الثدية في الخوارج .

رواه أحمد في المسند ، وسجد كعب بن مالك في
عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما بشر بتوبة الله عليه .

وقصته متفق عليها .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء7/266

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:20
السؤال :

أصبح عمر ابنتي 40 يوما وذهبت للمسجد لأسجد السجدة التقليدية التي نعملها في بلدنا باكستان ولكن رفض الإمام هذا وقال إن هذا السجود ليس له أصل في أي حديث وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل هذا ولا يجب أن نكون أفضل منه.

الجواب :

الحمد لله

هذا السجود كما قال إمام المسجد ليس له أصل ، نعم سجود الشكر مشروع عند تجدد نعمة أو اندفاع نقمة ، لكنه يفوت إذا مضى عليها مدة كهذه .

انتهى جواب الشيخ عبد الكريم الخضير .

فلو كنت سجدت سجود الشكر لمّا ولدت ابنتك سالمة وسلمت الأم لقلنا لك هذا لا بأس به ، وفعل مشروع أما توقيتها بأربعين في المسجد فهذه بدعة ، وفقنا الله وإياك لكل خير .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:21
السؤال :

فضل سجدة الشكر :

( إن العبد إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة ، فيقول : يا ملائكتي ! انظروا إلى عبدي ، أدى فريضتي ، وأتم عهدي ثم سجد لي شكرا على ما أنعمت به عليه ، يا ملائكتي ماذا له ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك .

ثم يقول الرب تعالى : ثم ماذا له ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا جنتك .

فيقول الرب تعالى : ثم ماذا ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا كفاه ما همه .

فيقول الله سبحانه وتعالى : ثم ماذا ؟

فلا يبقى شيء من الخير إلا قالته الملائكة .

فيقول الله تعالى : يا ملائكتي ثم ماذا ؟

فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا .

فيقول الله تعالى : لأشكرنه كما شكرني
وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي ) .

أفتوني بارك الله فيكم : ما صحته ؟

الجواب :

الحمد لله

سجود الشكر مستحب ، وهو سجدة واحدة يسجدها المسلم عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة ، واستحبابها ثبت من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وفعل أصحابه الكرام رضي الله عنهم .

فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَنَّهُ كَانَ إِذَا جَاءَهُ أَمْرُ سُرُورٍ أَوْ بُشِّرَ بِهِ خَرَّ سَاجِدًا شَاكِرًا لِلَّهِ)

رواه أبو داود (2774)
وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

وقد سجد كعب بن مالك رضي الله عنه
حين جاءه خبر توبة الله عليه .

رواه البخاري (4418) ومسلم (2769) .

وسجد أبو بكر رضي الله عنه شكرا حين جاءه
خبر قتل مسيلمة الكذاب .

وسجد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين رأى
ذا الثدية بين قتلى الخوارج .

انظر : "مصنف ابن أبي شيبة" (2/366-368) .

وأما الحديث الوارد في السؤال فلم يروه أحد من علماء الحديث الثقات ، ولم يذكره أحد في كتب السنة والآثار ، وإنما تذكره بعض كتب الشيعة المليئة بالأحاديث المكذوبة ، ككتاب " من لا يحضره الفقيه "

(1/333، حديث رقم/979، باب سجدة الشكر والقول فيها ، وكتاب " تهذيب الأحكام " للطوسي (2/110)

وإنما يسندانه إلى جعفر الصادق ، وليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في إسناده محمد بن أبي عمير ، جاء في ترجمته في "

لسان الميزان " (5/221) " محمد بن أبي عمير ، عن أبيه : حدَّث عنه ابن جريج : مجهول . انتهى .

وفي إسناده أيضا كل من حريز بن أبي حريز ، ومرازم بن حكيم ، ولم يذكر أحد من أهل العلم فيهما توثيقاً

وانظر ترجمتهما في "لسان الميزان"
(2/181 ، 186) .

فالحاصل : أنه لا تجوز نسبة هذا الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ويجب الحذر من نشره بين الناس .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:23
السؤال :

هل يجوز للإنسان أن يصلي ركعتين شكراً
لله عز وجل إذا حدث أمر يسره؟

الجواب :

الحمد لله

السجود شكراً لله عند حدوث نعمة أو اندفاع نقمة ، من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وأما صلاة ركعتين شكراً لله تعالى ، فمحل خلاف بين العلماء .

فمن أهل العلم من استحب ذلك عند حدوث نعمة متجددة
ومما قد يُستدل به لمشروعية ذلك:

1-ما رواه الحاكم عن كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر كعب بن مالك حين تيب عليه وعلى أصحابه أن يصلي ركعتين أو سجدتين .

رواه الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" (5/148).

إلا أن هذا الحديث لا يصح ؛ لأن في إسناده : يحيى بن المثنى .

قال العقيلي : "حديثه غير محفوظ ، ولا يعرف بالنقل" انتهى

من "الضعفاء الكبير" (4/ 432).

2- ما رواه ابن ماجه (1391)

من طريق سَلَمَة بْن رَجَاءٍ حَدَّثَتْنِي شَعْثَاءُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْمَ بُشِّرَ بِرَأْسِ أَبِي جَهْلٍ رَكْعَتَيْنِ) .

وهذا الحديث حسنه بعض العلماء كابن حجر وابن الملقن .

ينظر : "البدر المنير" (9 /106)
تلخيص الحبير (4 /107) .

ولكن قال البوصيري : " هذا إسنادٌ فيه مقال ، شَعْثَاء بنتُ عبد الله ، لَمْ أَرَ مَنْ تَكَلَّمَ فِيهَا لَا بِجُرْحٍ وَلَا بِتَوْثِيقٍ.

وَسَلَمَة بْن رَجَاء لَيَّنَهُ اِبْن مُعِين

وَقَالَ اِبْن عَدِّي : حَدَّثَ بِأَحَادِيث لَا يُتَابَع عَلَيْهَا

وَقَالَ النَّسَائِيُّ : ضَعِيف

وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : يَنْفَرِد عَنْ الثِّقَات بِأَحَادِيث

وَقَالَ أَبُو زُرْعَة : صَدُوق

وَقَالَ أَبُو حَاتِم : مَا بِحَدِيثِهِ بَأْس ". انتهى من

"مصباح الزجاجة " (1 / 211) .

وكذلك ضعفه الشيخ الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه .

3- صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات عام الفتح ، وقد قال كثير من العلماء إنها كانت شكراً لله على نعمة الفتح .

قال محمد بن نصر المروزي :

" وأما الصلاة والسجود عند حوادث النعم شكراً لله عز وجل ، فمن ذلك : أن الله لما أنعم على نبيه صلى الله عليه وسلم بفتح مكة اغتسل وصلى ثمان ركعات شكراً لله عز و جل ". انتهى

من " تعظيم قدر الصلاة" (1 /240) .

وقال ابن حجر:

" فيه مشروعيه الصلاة للشكر" .

انتهى " فتح الباري " (3 / 15) .

ولكن الاستدلال بهذا الحديث قد ينازع فيه من وجهين :

1- أنه خاص بالنصر والفتح ، فلا يعمم على جميع حالات السرور.

قال ابن كثير:

" هي صلاة الشكر على النصر ، على المنصور من قولي العلماء". انتهى

من " البداية والنهاية " (1 / 324) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" وكانوا يستحبون عند فتح مدينة أن يصلى الإمام ثماني ركعات شكراً لله ، ويسمونها : صلاة الفتح " . انتهى

" مجموع الفتاوى" (17 / 474) .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:23
وقال ابن القيم رحمه الله :

"ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أم هانئ بنت أبي طالب ، فاغتسل وصلى ثمان ركعات في بيتها ، وكانت ضحى ، فظنها من ظنها صلاة الضحى ، وإنما هذه صلاة الفتح .

وكان أمراء الإسلام إذا فتحوا حصنا أو بلدا صلوا عقيب الفتح هذه الصلاة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وفي القصة ما يدل على أنها بسبب الفتح شكرا لله عليه ، فإنها قالت : ما رأيته صلاها قبلها ولا بعدها " انتهى من

" زاد المعاد " (3 /361) .

2- أن أم هانئ بنت أبي طالب ، وهي التي روت هذا الحديث ، صرحت في لفظ حديثها بأنها كانت صلاة الضحى ، وهو خلاف ما ذهب إليه ابن القيم رحمه الله في كلامه السابق .

فروى مسلم (336)

عنها قالت : (لَمَّا كَانَ عَامُ الْفَتْحِ أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّةَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى).

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :

"قَوْلهَا : (ثُمَّ صَلَّى ثَمَان رَكَعَات سُبْحَة الضُّحَى) هَذَا اللَّفْظ فِيهِ فَائِدَة لَطِيفَة ، وَهِيَ أَنَّ صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات .

وَمَوْضِع الدَّلَالَة كَوْنهَا قَالَتْ : (سُبْحَة الضُّحَى) , وَهَذَا تَصْرِيح بِأَنَّ هَذَا سُنَّة مُقَرَّرَة مَعْرُوفَة , وَصَلَّاهَا بِنِيَّةِ الضُّحَى بِخِلَافِ الرِّوَايَة الْأُخْرَى (صَلَّى ثَمَان رَكَعَات ، وَذَلِكَ ضُحًى)

فَإِنَّ مِنْ النَّاس مَنْ يَتَوَهَّم مِنْهُ خِلَاف الصَّوَاب ، فَيَقُول : لَيْسَ فِي هَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّ الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات ، وَيَزْعُم أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي هَذَا الْوَقْت ثَمَان رَكَعَات بِسَبَبِ فَتْح مَكَّة ، لا لِكَوْنِهَا الضُّحَى , فَهَذَا الْخَيَال الَّذِي يَتَعَلَّق بِهِ هَذَا الْقَائِل فِي هَذَا اللَّفْظ لَا يَتَأَتَّى لَهُ فِي قَوْلهَا : (سُبْحَة الضُّحَى) .

وَلَمْ تَزَلْ النَّاس قَدِيمًا وَحَدِيثًا يَحْتَجُّونَ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى إِثْبَات الضُّحَى ثَمَان رَكَعَات . وَاللَّهُ أَعْلَم .

وَ (السُّبْحَة) هِيَ النَّافِلَة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِلتَّسْبِيحِ الَّذِي فِيهَا" انتهى .

وبناء على ما سبق ذهب أكثر العلماء إلى عدم مشروعية
ما يسمى بـ "صلاة الشكر" .

قال الرملي:

" لَيْسَ لَنَا صَلَاةٌ تُسَمَّى صَلَاةَ الشُّكْرِ " . انتهى

من " تحفة المحتاج " (3 / 208).

وقال الشيخ ابن باز :

" لا أعلم أنه ورد شيء في صلاة الشكر
وإنما الوارد في سجود الشكر ". انتهى

"مجموع الفتاوى " (11 /424) .

وقال الشيخ ابن عثيمين :

" لا أعلم في السنة صلاة تسمى : صلاة الشكر
ولكن فيها سجوداً يسمى : سجود الشكر". انتهى

" فتاوى نور على الدرب" (6 / 17) .

وقال: " الشكر ليس له صلاة ذات ركوع وقيام
وإنما له سجود فقط ". انتهى

"فتاوى نور على الدرب" (6 / 18) .

فالمشروع للمسلم إذا حدث له ما سره أن يسجد شكراً
لله تعالى ، أما صلاة الشكر فلا أصل لها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:24
السؤال :

هل يلزم التكبير لسجدة التلاوة في الصلاة وخارجها ؟

وهل يلزم السلام خارجها؟

الجواب:

الحمد لله

"سجدة التلاوة في الصلاة مثل سجود الصلاة
إذا سجد يكبر، وإذا رفع يكبر

والدليل على هذا:

ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان في الصلاة يكبر في كل خفض ورفع، إذا سجد كبر، وإذا نهض كبر، هكذا أخبر الصحابة من حديث أبي هريرة وغيره، وهذا السجود من سجود الصلاة ، هذا هو الأظهر من الأدلة.

أما إذا سجد للتلاوة في خارج الصلاة فلم يرو إلا التكبير في أوله ، هذا هو المعروف ، كما رواه أبو داود والحاكم .

أما عند الرفع في خارج الصلاة فلم يرو فيه تكبير ولا تسليم

وبعض أهل العلم قال:

يكبر عند النهوض، ويسلم أيضا ولكن لم يرد في هذا شيء

فلا يشرع له إلا التكبيرة الأولى عند السجود إذا كان
خارج الصلاة، وبالله التوفيق" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (24/405) .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:25
السؤال:

إذا كنت أقرأ القرآن الكريم، وأنا غير مستقبل القبلة، ومررت بآية فيها سجدة تلاوة فهل أسجد؟

وهل يشترط لسجدة التلاوة أن يكون الإنسان على طهارة؟

وإذا كنت أقرأ القرآن الكريم، وأنا مسافر بالسيارة أو الطائرة، ومررت بآية فيها سجدة تلاوة فهل أسجد وأنا على الكرسي؟

وماذا لو مررت بها وأنا جالس على الكرسي في المكتب أو المنزل؟

نرجو التكرم بالإجابة، جزاكم الله خيرا

الجواب:

الحمد لله

"السنة لمن مر بآية السجدة في حال قراءته أن يسجد تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم

لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بين أصحابه، فإذا مر بآية فيها سجدة سجد، وسجدوا معه.

والسنة: استقبال القبلة إذا تيسر ذلك، وسجدة التلاوة ليست مثل الصلاة؛ بل هي خضوع لله وتأسٍٍ برسوله صلى الله عليه وسلم، فلا يشترط لها شروط الصلاة، لعدم الدليل على ذلك

ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن في مجلسه بين أصحابه فإذا مر بآية السجدة سجد وسجدوا معه

ولم يقل لهم: لا يسجد إلا من كان على طهارة. والمجالس تجمع من هو على طهارة، ومن هو على غير طهارة، فلو كانت الطهارة شرطا لنبههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك

لأنه صلى الله عليه وسلم أنصح الناس، وقد أمره الله بالبلاغ، ولو كانت الطهارة شرطا في سجود التلاوة لأبلغهم بذلك رضي الله عنهم، ولو بلغهم لنقلوا ذلك لمن بعدهم

كما نقلوا عنه سيرته وأحاديثه عليه الصلاة والسلام، فإذا كان القارئ في الطائرة، أو السيارة، أو الباخرة، أو على دابة في السفر فإنه يسجد إلى جهة سيره، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في أسفاره في صلاة النافلة.

وإن تيسر له استقبال القبلة حال صلاة النافلة عند الإحرام، ثم يتجه إلى جهة سيره فذلك أفضل ؛ لأنه ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحاديث، والله ولي التوفيق" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (24/346) .

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 04:27
السؤال :

ما هو الدليل على سجدات التلاوة في القرآن الكريم ؟

الجواب :

الحمد لله

1- سجدة الأعراف : حديثها مرفوعاً عن أبي الدرداء ضعيف ، وموقفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح .

رواه عبد الرازق ، وأجمع العلماء على السجود فيها ، كما في تفسير ابن كثير .

2- سجدة الرعد :

حديثها موقفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

3- سجدة النحل :

حديثها موقفاً على عمر بن الخطاب ، صحيح في البخاري ، سجد فيها وهو يخطب الناس على المنبر ، وفي الجمعة الثانية لم يسجد ، وقال : (من سجد فقد أصاب ، ومن لم يسجد فلا إثم عليه) .

وعلى ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

4- سجدة الإسراء :

حديثها موقفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

5 - سجدة مريم :

حديثها موقفاً عليهما في عبد الرازق ، ونقل ابن كثير الإجماع فيها .

6- 7 سجدتا الحج :

حديث السجدة الأولى موقفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق . وحديث السجدتين مرفوعاً عن عمرو بن العاص فيه ضعف ، لكن له شاهد من حديث عقبة بن عامر وخالد بن معدان ، وموقوفاً على عمر وابنه عبد الله وأبي الدرداء وأبي موسى الأشعري ، صحيح ، وقال إسحاق : أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين .

8- سجدة الفرقان :

حديثها موقوفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

9- سجدة النمل :

حديثها موقوفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

10- سجدة الم تنزيل :

حديثها موقوفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق ، وعن أبي هريرة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر الم تنزيل السجدة إلخ)

صحيح في البخاري .

قال في "الفتح" : ولم أر في شيء من الطرق التصريح أنه سجد إلا في كتاب الشريعة وذكره وقال : في إسناده من ينظر في حاله ، قال : وللطبراني في الصغير من حديث عليّ فذكره مرفوعاً وقال : لكن في إسناده ضعف اهـ .

11- سجدة ص :

حديثها مرفوعاً ، صحيح في البخاري .

12- سجدة فصلت :

حديثها موقوفاً على ابن عمر وابن عباس ، صحيح في عبد الرازق .

13- سجدة النجم :

حديثها مرفوعاً ، صحيح في البخاري .

14- سجدة الانشقاق :

حديثها مرفوعاً ، صحيح في مسلم .

15- سجدة العلق :

حديثها مرفوعاً ، صحيح في مسلم .

فائدة :

ذكر الموفق [ابن قدامة] في "الكافي" (1/206)

أن مواضع السجدات ثابتة بالإجماع إلا سجدات المُفَصَّل
[من سورة ق إلى آخر القرآن] والثانية من الحج اهـ .

وقد عرفت أدلة ذلك .

تم بقلم محمد الصالح العثيمين في 3/8/1404هـ .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:34
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


السؤال:

صلى بنا إمام صلاة الفجر وقرأ آخر سورة الأعراف وعندما وصل إلي السجدة سجد بنا ورفع من السجود ولم يقرأ شيئا من القران بل ركع مباشرة بعد الرفع من السجود

وبعد الانتهاء من الصلاة قال لنا شيخ المسجد يجب إعادة الصلاة سألته لماذا قال لان عليه سجود سهو لتركه القراءة بعد الرفع من السجود وقد انحرف عن القبلة بعد السلام لذي لا يمكنه فعل سجود السهو الآن فعلينا أن نعيد الصلاة فأخبرته أن القراءة بعد الفاتحة ليست من واجبات الصلاة فقال عندنا نحن الأحناف

واجبة وتوجب سجود السهو فقلت إذا لماذا تعيد الصلاة وذكرته بحديث ذي اليدين الذي في البخاري وان رسول الله صلي الله عليه وسلم انحرف بل ترك مكانه وعندما ذكر عاد إلى مكانه وأكمل الصلاة ثم سجد لسهو. قال نحن سنعيد الصلاة .

وأنا خرجت ولم أعيد معهم الصلاة هل فعلي هذا صحيح؟

وهل صحيح أن قراءة الفاتحة عند الأحناف من واجبات الصلاة وليست من الأركان .

الجواب :

الحمد لله

أولا :

قراءة الفاتحة في الصلاة عند الأحناف ليست من أركان الصلاة ، وإنما تجب في الأوليين مع سورة ، وتندب في الأخريين دون قراءة سورة معها ، ويكره تنزيها الجمع بينهما في الثالثة والرابعة ، وإنما يقتصر فيهما على الفاتحة .

قال ابن نجيم رحمه الله :

" ثُمَّ الْفَاتِحَةُ وَاجِبَةٌ فِي الْأُولَيَيْنِ مِنْ الْفَرْضِ , وَفِي جَمِيعِ رَكَعَاتِ النَّفْلِ , وَفِي الْوِتْرِ وَالْعِيدَيْنِ , وَأَمَّا فِي الْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الْفَرْضِ فَسُنَّةٌ " انتهى .

"البحر الرائق" (1/312) .

فإذ ترك القراءة ، بعد الفاتحة ، في الأوليين
عامدا كان آثما ، وإن كان ناسيا : سجد للسهو.

قال الكاساني رحمه الله :

" أمَّا الْوَاجِبَاتُ الْأَصْلِيَّةُ فِي الصَّلَاةِ فَسِتَّةٌ : مِنْهَا قِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ وَالسُّورَةِ فِي صَلَاةٍ ذَاتِ رَكْعَتَيْنِ , وَفِي الْأُولَيَيْنِ مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ وَالثَّلَاثِ , حَتَّى لَوْ تَرَكَهُمَا أَوْ أَحَدَهُمَا : فَإِنْ كَانَ عَامِدًا كَانَ مُسِيئًا , وَإِنْ كَانَ سَاهِيًا يَلْزَمُهُ سُجُودُ السَّهْوِ " انتهى .

"بدائع الصنائع" (1/160)

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (24/237-238) :

" جَاءَ فِي الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّةِ نَقْلاً عَنِ التتارخانية الأَْصْل أَنَّ الْمَتْرُوكَ ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ : فَرْضٌ ، وَسُنَّةٌ ، وَوَاجِبٌ ، فَفِي الْفَرْضِ إِنْ أَمْكَنَهُ التَّدَارُكُ بِالْقَضَاءِ يَقْضِي وَإِلاَّ فَسَدَتْ صَلاَتُهُ ، وَفِي السُّنَّةِ لاَ تَفْسُدُ ، لأَِنَّ قِيَامَ الصَّلاَةِ بِأَرْكَانِهَا وَقَدْ وُجِدَتْ ، وَلاَ يُجْبَرُ تَرْكُ السُّنَّةِ بِسَجْدَتَيِ السَّهْوِ ، وَفِي الْوَاجِبِ إِنْ تَرَكَ سَاهِيًا يُجْبَرُ بِسَجْدَتَيِ السَّهْوِ ، وَإِنْ تَرَكَ عَامِدًا لاَ .

وذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ إِلَى وُجُوبِ سُجُودِ السَّهْوِ بِتَرْكِ وَاجِبٍ مِنْ وَاجِبَاتِ الصَّلاَةِ سَهْوًا ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ قَضَاؤُهُ إِذَا لَمْ يَسْجُدْ لِلسَّهْوِ .

قَال ابْنُ عَابِدِينَ :

لاَ تَفْسُدُ بِتَرْكِهَا ، وَتُعَادُ وُجُوبًا فِي الْعَمْدِ ، وَالسَّهْوِ إِنْ لَمْ يَسْجُدْ لَهُ ، وَإِنْ لَمْ يُعِدْهَا يَكُونُ فَاسِقًا آثِمًا " انتهى .

هذا ، مع أن الصحيح في المسألة قول جمهور العلماء :

أن قراءة الفاتحة في كل ركعة : ركن من أركان الصلاة ، لا تصح الصلاة بدونه ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ) .

متفق عليه .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:34
ثانيا :

سبق أن قراءة سورة بعد الفاتحة في الأوليين واجب عند الأحناف

وأما عند جمهور العلماء :

فقراءتها سنة مستحبة ، فلو تركها سهوا أو عمدا :

صحت صلاته .

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : ( فِي كُلِّ صَلَاةٍ قِرَاءَةٌ ؛ فَمَا أَسْمَعَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْمَعْنَاكُمْ ، وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَاهُ مِنْكُمْ ، وَمَنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْكِتَابِ فَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ وَمَنْ زَادَ فَهُوَ أَفْضَلُ ) .

رواه البخاري (772) ومسلم (296) .

قال النووي رحمه الله :

" فِيهِ دَلِيل لِوُجُوبِ الْفَاتِحَة وَأَنَّهُ لَا يُجْزِي غَيْرهَا , وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب السُّورَة بَعْدهَا , وَهَذَا مُجْمَع عَلَيْهِ فِي الصُّبْح وَالْجُمْعَة وَالْأُولَيَيْنِ مِنْ كُلّ الصَّلَوَات , وَهُوَ سُنَّة عِنْد جَمِيع الْعُلَمَاء .

وَحَكَى الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى عَنْ بَعْض أَصْحَاب مَالِك وُجُوب السُّورَة وَهُوَ شَاذّ مَرْدُود " .

وينظر : "المغني" ، لابن قدامة (1/568) .

وقال علماء اللجنة :

" من نسي السورة بعد الفاتحة في الصلاة فلا شيء عليه سواء كان إماما أو مأموما أو منفردا ، وسواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ، وذلك في أصح قولي العلماء " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (7 / 146) .

ثالثا :

ما فعله الإمام لا يوجب إعادة الصلاة ، بل ولا يوجب سجودا للسهو عند عامة أهل العلم

أما عند جمهور العلماء :

فواضح ؛ لأن أصل القراءة عندهم سنة مستحبة

فلو تركها عمدا ، أو سهوا :

صحت صلاته ، ولا شيء عليه ؛ فكيف إذا كان الإمام قد قرأ فعلا بعد الفاتحة ، وإنما ـ فقط ـ ترك القراءة بعد سجود التلاوة .

وأما عند الأحناف الذين يرون أن أصل
القراءة بعد الفاتحة واجب :

فهنا الإمام قد أتى بهذا الواجب ، وهو ما قرأه قبل سجود التلاوة ، وما يقرؤه بعد هذا السجود : على سبيل الاختيار ، لا الوجوب

كما نصوا على ذلك :

" ولو سجد يعود إلى القيام ؛ لأنه يحتاج إلى الركوع ، والركوع لها يكون من القيام ، ويقرأ بقية السورة ... ، ولو شاء ضم إليها من السورة الأخرى ...

وهذه القراءة بعد السجدة بطريق الندب ، لا بطريق الوجوب " .

"المحيط البرهاني" (2/71) .

وجاء في "الموسوعة الفقهية" (24/223) :

" وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ ( سجود التلاوة ) قَامَ وَلاَ يَجْلِسُ لِلاِسْتِرَاحَةِ ، فَإِذَا قَامَ اسْتُحِبَّ أَنْ يَقْرَأَ شَيْئًا ثُمَّ يَرْكَعَ

فَإِنِ انْتَصَبَ قَائِمًا ثُمَّ رَكَعَ بِلاَ قِرَاءَةٍ :

جَازَ إِذَا كَانَ قَدْ قَرَأَ الْفَاتِحَةَ قَبْل سُجُودِهِ ، وَلاَ خِلاَفَ فِي وُجُوبِ الاِنْتِصَابِ قَائِمًا ، لأَِنَّ الْهُوِيَّ إِلَى الرُّكُوعِ مِنَ الْقِيَامِ وَاجِبٌ " انتهى .

وقال علماء اللجنة الدائمة :

" ليس على من سجد لتلاوة آية سجدة في آخر سورة كـ:

(الأعراف) و (النجم) و (اقرأ) وهو في الصلاة أن يقرأ قرآنا بعدها وقبل الركوع ، وإن قرأ فلا بأس " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (7 / 260)

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:35
السؤال :

نعلم أن الشخص أثناء حفظه لشيء من كتاب الله فإنه يكرر الآية عدة مرات حتى يتقنها، لكن ماذا لو كانت هذه الآية آية سجدة؟

هل يسجد في كل مرة، أم مرة واحدة في نهاية الحفظ تكفي؟

وجزاكم الله خيراً.

الجواب :

الحمد لله

اختلف أهل العلم رحمهم الله في هذه المسألة والصحيح أنه يكفيه أن يسجد سجدة واحدة ، دفعاً للحرج والمشقة ، فيسجد إذا قرأ آية السجدة أول مرة ثم لا يعيد السجود مرة أخرى .

وهذا هو مذهب الأحناف ، وقال به بعض الشافعية والحنابلة ، واختاره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

قال ابن عابدين رحمه الله : "ولو كررها في مجلسين تكررت [أي : سجد مرة أخرى] وفي مجلس واحد لا تتكرر ، بل كفته واحدة ، وفعلها بعد الأولى أولى ...

والأصل أن مبناها على التداخل دفعاً للحرج بشرط اتحاد الآية والمجلس" انتهى من

"رد المحتار على الدر المختار" (2/114)
وينظر "الانصاف" (2/196) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

هل يجب على قارئ القرآن عندما يمر بآية فيها سجدة أن يسجد؟ وإذا كان الإنسان يكرر الآية للحفظ فهل يسجد في كل مرة؟

فأجاب :

"لا يجب عليه أن يسجد، سواء قرأ الآية التي فيها السجود مرة واحدة أم تكررت عليه الآيات التي فيها سجود، فسجود التلاوة سنة وليس بواجب، والدليل على هذا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ في إحدى خطب الجمع آية فيها سجدة ، وهي التي في سورة النحل فنزل وسجد ، ثم قرأها في جمعة أخرى ولم يسجد ، ثم قال : ( إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء ) .

فسجود التلاوة سنة وليس بواجب .

وإذا تكررت الآيات فإن كان الإنسان يكرر ليحفظ القرآن فسجوده الأول يغني عن الباقي، ولا حاجة أن يعيد السجود، وإن كان يقرأ مثلاً في سورة الحج، فسجد في السجدة الأولى، وأتى على السجدة الثانية فليسجد فيها أيضاً، وإن كان الفصل ليس طويلاً " انتهى

من "مجموع الفتاوى" (14/318) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:36
السؤال :

هل يجوز الاكتفاء بالتسبيح :

(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) أربع مرات عوضا عن السجود للتلاوة ؟

لأنه يقال : إذا مررت بآية فيها سجدة يمكنك بدل السجود أن تقول التسبيح السابق ، هل له أصل أو دليل؟

الجواب :

الحمد لله

اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ سُجُودِ التِّلاَوَةِ ، لِلآْيَاتِ وَالأَْحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِيهِ ، فيشرع للمسلم إذا مر بآية سجدة أن يسجد ، سواء كان في صلاة ، أو كان خارجا عن الصلاة

وقد روى مسلم في صحيحه (81)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ يَا وَيْلَهُ ! أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ) .

ولا بد فيه من السجود ، ولا يصح الإتيان بالتسبيح أو شيء من الأذكار بدلاً منه ، بل هذا من البدع المحدثة التي ينبغي النهي عنها .

فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) .

متفق عليه .

قال النووي :

"هَذَا الْحَدِيث قَاعِدَة عَظِيمَة مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام , وَهُوَ مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ صَرِيح فِي رَدّ كُلّ الْبِدَع وَالْمُخْتَرَعَات" انتهى .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)

رواه أبو داود (4607)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وَسُئِلَ ابن حجر الهيتمي رحمه الله عن قول بعضهم : (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَك رَبَّنَا وَإِلَيْك الْمَصِيرُ) عِنْدَ تَرْكِ السُّجُودِ لِآيَةِ السَّجْدَةِ لِحَدَثٍ أَوْ عَجْزٍ عَنْ السُّجُودِ ؟

فَأَجَابَ :

"إنَّ ذَلِكَ لَا أَصْلَ لَهُ .

فَلَا يَقُومُ مَقَامَ السَّجْدَةِ ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ ذَلِكَ إنْ قَصَدَ الْقِرَاءَةَ
لأَنَّهُ لَمْ يَرِدْ فِيهِ شَيْءٌ" انتهى مختصرا .

"الفتاوى الفقهية الكبرى" (1/194) .

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

عندما نقرأ في كتاب الله وتمر علينا سجدة ، ونحن في مكان غير المسجد والمصلى ، كالمدرسة وغيرها نقول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) أربع مرات ، فهل يجوز ذلك أم لا ؟ وإذا كان لا يجوز فماذا نفعل ؟

فأجاب:

"إذا مر القارئ بآية سجدة ، فإن كان في محل يمكنه فيه السجود فليسجد استحباباً ، ولا يجب السجود على القول الراجح

لأنه ثبت عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه قرأ وهو يخطب يوم الجمعة آية السجدة فنزل وسجد , ثم قرأها في الجمعة الثانية فلم يسجد وقال :

(إن الله لم يفرض علينا السجود إلا أن نشاء)

وإذا لم يسجد فإنه لا يقول شيئاً بدل السجود ، لأن ذلك بدعة ، ودليله أن زيد بن ثابت قرأ عند النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم فلم يسجد فيها ، ولم يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً يقوله بدلاً عن السجود " انتهى .

"فتاوى إسلامية" (4/66) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:37
السؤال :

إذا كنت أقرأ القرآن ووصلت إلى آية فيها سجدة فهل يجوز لي أن أضع المصحف شرفه الله على الأرض حتى أفرغ من سجدة التلاوة أم لابد من وضعه على شيء مرتفع؟ .

الجواب :

الحمد لله

"لا حرج في وضعه على الأرض إذا كانت طاهرة وقت سجود التلاوة، وإذا تيسر مكان مرتفع شرع وضعه فيه، أو تسليمه إلى أخيك الذي بجوارك إن وُجد حتى تفرغ من السجود

لأن ذلك من تعظيمه والعناية به، ولئلا يظن بعض
الناس أنك أردت إهانته أو قلة المبالاة به.

وبالله التوفيق" انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (24/349) .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:37
السؤال :

ماذا أفعل إذا قرأت سورة فيها سجدة
وأنا أصلي خلف الإمام ؟

الجواب :

الحمد لله

" لا تسجد ؛ لأن متابعة الإمام واجبة ، وسجود التلاوة سنة ، وفي حال كون الإنسان مأموماً لا يجوز له أن يسجد ، فإن سجد متعمداً مع علمه بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته " انتهى .

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .

"فتاوى إسلامية" (1/290) .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:38
السؤال :

بعض الناس إذا أراد أن يدعو الله تعالى بعد الصلاة
، سجد ودعا وهو ساجد ، فهل هذا السجود سنة؟

الجواب:

الحمد لله

لم ترد الشريعة بالتقرب إلى الله تعالى بالسجود إلا إذا كان السجود في الصلاة ، أو لسبب خاص كسجود السهو أو سجود التلاوة ، أو سجود الشكر .

أما السجود من أجل الدعاء فلم يرد في الشرع ما يدل على جوازه أو استحبابه ، بل الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث المتواترة الكثيرة أنه كان يرفع يديه عند الدعاء ، وحث على ذلك ورَغَّب فيه ، فقال : (إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ ، يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا)

رواه أبو داود (1488)
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

فيكون السجود من أجل الدعاء بدعة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعله ، ولأنه يضيع السنة التي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي رفع اليدين عند الدعاء .

وقد أنكر العلماء هذا السجود المفرد ونهوا عنه ، فقد ذكره
أبو شامة رحمه الله في كتابه "الباعث على إنكار البدع والحوادث" (ص62، 63) وقال :

"قال إمام الحرمين أبو المعالي ذكر صاحب التقريب عن بعض الأصحاب أن الرجل لو خضع لله تعالى فسجد من غير سبب فله ذلك . قال : وهذا لم أره إلا له ، وكان شيخي يكره ذلك ، واشتد نكيره على من يفعل ذلك .

قال : وهو الظاهر عندي .

قال أبو حامد الغزالي :

كان الشيخ أبو محمد رحمه الله تعالى يشدد النكير
على فاعل ذلك ، وهو الصحيح

وقال في كتاب النذر :

ولم يذهب أحد إلى أن السجدة وحدها تلزم بالنذر فإنها
ليست عبادة مقرونة بسبب ، كالتلاوة .

قال إمام الحرمين :

وكان شيخي يقطع بأن السجدة مفردة لا تلزم بالنذر
وإن كان التالي يسجد ، فإن السجدة مفردة من غير
سبب ليست قربة على الرأي الظاهر .

وقال صاحب التتمة :

جرت عادة بعض الناس بالسجود بعد الفراغ من الصلاة يدعو فيه ، قال : وتلك سجدة لا يعرف لها أصل ، ولا نقلت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه ، والأولى أن يدعو بالصلاة لما روي من الأخبار فيه . والله أعلم .

قلت (أبو شامة) : ولا يلزم من كون السجود قربة في الصلاة أن يكون قربة خارج الصلاة ، كالركوع .

قال الفقيه أبو محمد :

لم ترد الشريعة بالتقرب إلى الله تعالى بسجدة منفردة لا سبب له" انتهى .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:40
السؤال :

ما حكم قراءة القرآن جماعة ، وسجود تلاوة جماعة
للذين يقرؤون، والذين لا يقرؤون القرآن؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

قراءة القرآن جماعة على صوت واحد ، ليس مشروعا ؛ لعدم وروده في السنة ، والأصل في العبادة التوقيف ، حتى يدل الدليل الصحيح على المشروعية ، في أصل العبادة ووصفها وزمانها ومكانها وعددها ، فلا تخص العبادة بشيء من ذلك إلا بدليل .

قال الشاطبي رحمه الله :

" فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ...

ومنها التزام الكيفيات والهيآت المعينة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، وما أشبه ذلك .

ومنها التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته " انتهى

من "الاعتصام" (1/37-39).

وإذا كان بصوت مرتفع يشوش على الذاكرين والجالسين ، كان أشد كراهة ، لعوم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَمَا إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ فَلْيَعْلَمْ أَحَدُكُمْ مَا يُنَاجِي رَبَّهُ وَلَا يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ )

رواه أحمد (4928)
وصححه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .

وأما إن كان أحد الجماعة يقرأ ، والباقون يستمعون لقراءته ، أو يتناوبون القراءة فيما بينهم ، وهو ما يعرف بالإدارة بالقراءة ، أو كان الجماعة في المسجد ، وكل منهم يقرأ لنفسه ، لا يشوش أحدهم على صاحبه ، ولا يوافقه بقراءته ، فهذا لا بأس به ، بل هو قربة مشروعة ، محبوبة لله تعالى .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )

رواه مسلم (2699) .

قال الإمام النووي رحمه الله :

" فصل : في استحباب قراءة الجماعة مجتمعين ، وفضل القارئين من الجماعة والسامعين ، وبيان فضيلة من جمعهم عليها ، وحرَّضهم وندبهم إليها " ثم قال : " اعلم أن قراءة الجماعة مجتمعين مستحبة بالدلائل الظاهرة وأفعال السلف والخلف المتظاهر " ، ثم ذكر الحديث السابق ، وما أشبهه .

انظر : التبيان في آداب حملة القرآن (72-74)

ثم ذكر بعده فصلا في " الإدارة بالقرآن " ، قال :
" وهو أن يجتمع جماعة يقرأ بعضهم عشرا أو جزءا أو غير ذلك ، ثم يسكت ويقرأ الآخر من حيث انتهى الأول ، ثم يقرأ الآخر
وهذا جائز حسن ؛ وقد سئل مالك رحمه الله تعالى
عنه فقال : لا بأس به " .

التبيان (74) .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:41
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" الِاجْتِمَاعُ لِذِكْرِ اللَّهِ ، وَاسْتِمَاعِ كِتَابِهِ ، وَالدُّعَاءِ : عَمَلٌ صَالِحٌ ، وَهُوَ مِنْ أَفْضَلِ الْقُرُبَاتِ وَالْعِبَادَاتِ فِي الْأَوْقَاتِ . فَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : { إنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ فَإِذَا مَرُّوا بِقَوْمِ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَنَادَوْا هَلُمُّوا إلَى حَاجَتِكُمْ } وَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ { وَجَدْنَاهُمْ يُسَبِّحُونَك وَيَحْمَدُونَك } .

لَكِنْ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا أَحْيَانًا فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ وَالْأَمْكِنَةِ فَلَا يُجْعَلُ سُنَّةً رَاتِبَةً يُحَافَظُ عَلَيْهَا إلَّا مَا سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمُدَاوَمَةَ عَلَيْهِ فِي الْجَمَاعَاتِ ، مِنْ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْجَمَاعَاتِ وَمِنْ الْجُمُعَاتِ وَالْأَعْيَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .

وَأَمَّا مُحَافَظَةُ الْإِنْسَانِ عَلَى أَوْرَادٍ لَهُ مِنْ الصَّلَاةِ أَوْ الْقِرَاءَةِ أَوْ الذِّكْرِ أَوْ الدُّعَاءِ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ وَغَيْرُ ذَلِكَ : فَهَذَا سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا .

فَمَا سُنَّ عَمَلُهُ عَلَى وَجْهِ الِاجْتِمَاعِ كَالْمَكْتُوبَاتِ : فُعِلَ كَذَلِكَ ، وَمَا سُنَّ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهِ عَلَى وَجْهِ الِانْفِرَادِ مِنْ الْأَوْرَادِ عُمِلَ كَذَلِكَ ، كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ - رضي الله عنهم - يَجْتَمِعُونَ أَحْيَانًا : يَأْمُرُونَ أَحَدَهُمْ يَقْرَأُ وَالْبَاقُونَ يَسْتَمِعُونَ .

وَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَقُولُ : يَا أَبَا مُوسَى ذَكِّرْنَا رَبَّنَا فَيَقْرَأُ وَهُمْ يَسْتَمِعُونَ ، وَكَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ مَنْ يَقُولُ : اجْلِسُوا بِنَا نُؤْمِنُ سَاعَةً .

وَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَصْحَابِهِ التَّطَوُّعَ فِي جَمَاعَةٍ مَرَّاتٍ وَخَرَجَ عَلَى الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَفِيهِمْ قَارِئٌ يَقْرَأُ فَجَلَسَ مَعَهُمْ يَسْتَمِعُ " .

مجموع الفتاوى (22/521) .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (4/112) :

" ما حكم قراءة القرآن في المسجد جماعة ؟

الجواب :

السؤال فيه إجمال ، فإذا كان المقصود أنهم يقرؤون جميعاً بصوت واحد ومواقف ومقاطع واحدة : فهذا غير مشروع ، وأقل أحواله الكراهة ، لأنه لم يؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا عن الصحابة رضي الله عنهم ، لكن إذا كان ذلك من أجل التعليم فنرجو أن يكون ذلك لا بأس به .

وإن كان المقصود أنهم يجتمعون على قراءة القرآن لحفظه أو تعلمه ، ويقرأ أحدهم وهم يستمعون ، أو يقرأ كل منهم لنفسه غير ملتق بصوته ، ولا بموافقة مع الآخرين : فذلك مشروع ، لما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فيمن عنده )

رواه مسلم " انتهى.

وجاء فيها أيضا (2/480) :

" الاجتماع لتلاوة القرآن ودراسته بأن يقرأ أحدهم ويستمع الباقون ويتدارسوا ما قرؤوه ، ويتفهموا معانيه ، مشروع وقربة يحبها الله , ويجزي عليها الجزاء الجزيل ، فقد روى مسلم في صحيحه وأبو داود ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ) " انتهى .

ثانيا :

سجود التلاوة يسن للقارئ والمستمع ، دون السامع الذي يسمع بلا إصغاء أو قصد .

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/361) :

" ويسن السجود للتالي والمستمع ، لا نعلم في هذا خلافا . وقد دلت عليه الأحاديث التي رويناها . وقد روى البخاري , ومسلم , وأبو داود , عن ابن عمر , قال: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة في غير الصلاة , فيسجد , ونسجد معه , حتى لا يجد أحدنا مكانا لموضع جبهته } .

فأما السامع غير القاصد للسماع فلا يستحب له , وروي ذلك عن عثمان , وابن عباس , وعمران ، وبه قال مالك .

وقال أصحاب الرأي : عليه السجود . وروي نحو ذلك عن ابن عمر , والنخعي , وسعيد بن جبير , ونافع , وإسحاق ; لأنه سامع للسجدة , فكان عليه السجود كالمستمع .

وقال الشافعي : لا أؤكد عليه السجود , وإن سجد فحسن .

ولنا ما روي عن عثمان رضي الله عنه : أنه مر بقاص , فقرأ القاص سجدة ليسجد عثمان معه , فلم يسجد . وقال : إنما السجدة على من استمع . وقال ابن مسعود , وعمران : ما جلسنا لها .

وقال سلمان : ما عدونا لها .

ونحوه عن ابن عباس , ولا مخالف لهم في عصرهم نعلمه إلا قول ابن عمر : إنما السجدة على من سمعها . فيحتمل أنه أراد من سمع عن قصد , فيحمل عليه كلامه جمعا بين أقوالهم ; ولا يصح قياس السامع على المستمع , لافتراقهما في الأجر " انتهى .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:41
السؤال :

هل يشترط لسجود التلاوة طهارة ، وهل يكبر إذا خفض ورفع سواء كان في الصلاة أو خارجها ؟

وماذا يقال في هذا السجود ؟

وهل ما ورد من الدعاء فيه صحيح ؟

وهل يشرع السلام في هذا السجود إذا كان خارج الصلاة ؟.

الجواب :

الحمد لله

وبعد : سجود التلاوة لا تشترط له الطهارة في أصح قولي العلماء وليس فيه تسليم ولا تكبير عند الرفع منه في أصح قولي أهل العلم .

ويشرع فيه التكبير عند السجود لأنه قد ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ما يدل على ذلك .

أما إذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يجب فيه التكبير عند الخفض والرفع لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الصلاة في كل خفض ورفع .

وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
صلوا كما رأيتموني أصلي .

رواه البخاري في صحيحه ( 595 )

ويشرع في سجود التلاوة من الذكر والدعاء ما يشرع في سجود الصلاة لعموم الأحاديث ومن ذلك :

اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته تبارك الله أحسن الخالقين

روى ذلك مسلم في صحيحه ( 1290 )

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول هذا الذكر في سجود الصلاة من حديث علي رضي الله عنه .

وقد سبق آنفا أنه يشرع في سجود التلاوة ما يشرع في سجود الصلاة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا في سجود التلاوة بقوله : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وامح عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود عليه السلام"

رواه الترمذي ( 528 )

والواجب في ذلك قول : سبحان ربي الأعلى ، كالواجب .

في سجود الصلاة ، وما زاد عن ذلك من الذكر والدعاء فهو مستحب .

وسجود التلاوة في الصلاة وخارجها سنة وليس بواجب لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث زيد بن ثابت ما يدل على ذلك وثبت عن عمر رضي الله عنه ما يدل على ذلك أيضا ، والله ولي التوفيق .

( مجموع فتاوى ومقالات سماحة الشيخ ابن باز 11 / 406 ) .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:42
السؤال :

زميلي أخ ملتزم مواظب على الفرائض والسنن وجدته يسجد لله سجودا ليس هو سجود الصلاة ولا سجود السهو ولا سجود التلاوة ولا سجود الشكر وإنما هو سجود يفعله في أي زمن يشتهي

وفي هذا السجود يذكر الله بالأذكار الواردة عن
النبي صلى الله عليه وسلم ويستدل بقوله صلى الله عليه وسلم : (أعني على نفسك بكثرة السجود )

فهل هذا السجود صحيح أم هو بدعة ؟

الجواب :

الحمد لله

الأصل في العبادات التوقيف ، فلا يعبد الله إلا بما شرع ، وليس في الشريعة التعبد لله بالسجدة المفردة ، إلا أن تكون سجدة تلاوة أو سجدة شكر ، ولا يشرع غير هذا ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )

رواه البخاري (2499) ومسلم (3242)

وفي لفظ له : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ).

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/565) :

" لو خضع إنسان لله تعالى فتقرب بسجدة بغير سبب يقتضي سجود شكر ففيه وجهان حكاهما إمام الحرمين وغيره ( أحدهما ) : يجوز , قاله صاحب التقريب ( وأصحهما ) : لا يجوز , صححه إمام الحرمين وغيره وقطع به الشيخ أبو حامد .

قال إمام الحرمين : وكان شيخي - يعني أبا محمد - يشدد في إنكار هذا السجود ، واستدلوا لهذا بالقياس على الركوع , فإنه لو تطوع بركوع مفردا كان حراما بالاتفاق ; لأنه بدعة ، وكل بدعة ضلالة إلا ما دل دليل على استثنائه , وسواء في هذا الخلاف في تحريم السجدة ما يفعل بعد صلاة وغيره " انتهى .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" أنكر من هذا ما يفعله بعض الناس من أنه يسجد بعد السلام سجدة مفردة , فإن هذه بدعة , ولم ينقل عن أحد من الأئمة استحباب ذلك . والعبادات مبناها على الشرع والاتباع , لا على الهوى والابتداع ; فإن الإسلام مبني على أصلين : أن لا نعبد إلا الله وحده , وأن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا نعبده بالأهواء والبدع " انتهى

من "الفتاوى الكبرى" (2/242).

وقال ابن الحاج في "المدخل" (4/266) في إنكار السجدتين المفردتين بعد صلاة الرغائب :

" الصلاة إنما يراد بها التقرب إلى الله تعالى ، والتقرب إنما يكون بالامتثال لا بالابتداع ولا بالمكروه ...

والعلماء إنما أجازوا السجود المنفرد عن الصلاة
في موضعين لا ثالث لهما :

أحدهما : سجود التلاوة .

والثاني : سجود الشكر على مذهب من يراه .

وليست هاتان السجدتان منهما ; لأنه لم يرد ذلك عن السلف الماضين رضي الله عنهم " انتهى .

وليعلم أن الشيطان حريص على إيقاع العبد في البدعة

لأمور :

منها أنه : لا يؤجر عليها .

ومنها : أنها تشغله عن فعل السنة ، مع ما فيها من الاستدراك على الشارع وكأن المبتدع هُدي إلى ما لم يهد إليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .

وخلاصة الجواب :

أن هذه السجدة غير مشروعة ويدل على ذلك :

1- أنها بدعة ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( كل بدعة ضلالة )

2- قياساً على أنه لا يجوز التقرب إلى الله بركوع مفرد .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 06:44
السؤال :

ما حكم المرور أمام ساجد سجدة التلاوة ؟

الجواب :

الحمد لله

ليس عليه في ذلك شيء .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/263


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 21:55
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)

السؤال :

إذا كان الإنسان يقرأ القرآن في المسجد أو غيره وهو جالس ووصل إلى سجدة من السجدات هل الأفضل يقوم قائما ويسجد أم يسجد في مكانه وهو جالس ، أيهما أفضل ؟

الجواب:

الحمد لله

لا نعلم دليلا على شرعية القيام من أجل سجود التلاوة .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/265

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 21:56
السؤال :

ماذا تفعل المرأة عندما تكون تقرأ القرآن وتقابلها آية
سجدة هل تسجد وهي بدون غطاء أم ماذا تفعل ؟

الجواب:

الحمد لله

الأولى للمرأة إذا مرت بآية سجدة أن تسجد وهي مخمرة
رأسها وإن سجدت للتلاوة بدون خمار فنرجو ألا حرج

لأن سجود التلاوة ليس له حكم الصلاة ، وإنما هو خضوع لله سبحانه وتقرب إليه مثل بقية الأذكار وأفعال الخير .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/263

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 21:57
السؤال :

هل يكبر القارئ في سجود التلاوة في الخفض والرفع منه أو في الخفــض فقط ، وهل يقرأ التشــهد أولا، وهل يســـلم منـه أو لا؟

الجواب :

الحمد لله

أولا : يكبر من سجد سجود التلاوة في الخفض

لما رواه أبو داود في سننه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإذا مر بالسجدة كبر وسجد وسجدنا )

أخرجه أحمد2/17، والبخاري 2/33،34
ومسلم 1/405 برقم (575)

ولا يكبر في الرفع من السجود؛ لعدم ثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم ، ولأن سجود التلاوة عبادة، والعبادات توقيفية ، يقتصر فيها على ما ورد ، والذي ورد التكبير في الخفض لسجود التلاوة لا للرفع منه ، إلا إذا كان سجود التلاوة وهو في الصلاة فيكبر للخفض والرفع ؛ لعموم الأحاديث الصحيحة الواردة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان يكبر في كل خفض ورفع .

ثانيا : لا يتشهد عقب سجود التلاوة ولا يسلم منه ، لعدم ثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وهو من العبادات ، وهي توقيفية ، فلا يعول فيه على القياس على التشهد والسلام في الصلاة .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/261

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 21:58
السؤال :

هل يجوز سجود التلاوة للحائض وكذلك سجدة الشكر لها

وإذا كان غير جائز فهل يجوز عند سماع سجدة التلاوة
أن تسبح الله فقط باللسان ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً : في الحالات التي تباح فيها لها القراءة يشرع لها سجود التلاوة إذا مرت بسجدة تلاوة ، أو استمعت لها

والصواب : أنه يجوز لها القراءة عن ظهر قلب ، لا من المصحف ، وعليه يشرع لها السجود ، لأنه ليس صلاة وإنما هو خضوع لله وعبادة كأنواع الذكر .

ثانياً : الصحيح أن سجود الشكر وسجود التلاوة لتال أو مستمع لا تشترط لهما الطهارة ؛ لأنهما ليسا في حكم الصلاة .

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 7/262

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 21:59
السؤال :

إذا سجد الإمام للتلاوة فظن المأموم أن
الإمام ركع فركع فما الحكم ؟

الجواب :

الحمد لله

"إذا سجد الإمام للتلاوة فظن المأموم أنه ركع ثم ركع بناء على أن الإمام قد ركع ، فلا يخلو من حالين :

إحداهما : أن يعلم بأن الإمام ساجد وهو راكع ، ففي هذه الحالة يجب عليه أن يسجد اتباعاً لإمامه .

الحال الثانية : أن لا يشعر أن الإمام ساجد
إلا بعد أن يقوم من السجدة

وحينئذ نقول للمأموم الذي ركع:

ارفع الآن وتابع الإمام واركع مع إمامك واستمر ، وسجود التلاوة سقط عنك حينئذ ، لأن سجود التلاوة ليس ركناً في الصلاة حتى يحتاج أن تأتي به بعد إمامك ، وإنما يجب عليك متابعة للإمام .

والمتابعة هنا قد فاتت ، فهي سنة قد فات محلها
وتستمر في صلاتك" انتهى .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (14/24) .

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:00
السؤال :

دخل رجل المسجد – وهو مسجد كبير – والإمام يقرأ حتى بلغ آية سجدة ، فسجد الإمام ، ورأى ذلك الرجل أنه إذا وصل إلى الصف لن يدرك هذه السجدة مع الإمام .

فسجد وهو في آخر المسجد ثم رفع من السجود ووصل إلى الصف ودخل مع الإمام في الصلاة ، فهل ما فعله ذلك الرجل صحيح ؟.

الجواب :

الحمد لله

" لا يشرع له ذلك إلا إذا كان مستمعاً للقراءة ، قاصداً للاستماع ، فإنه يسجد معه ولو لم يكن مصلياً خلفه .

أما وهو مأموم يريد الالتحاق بالإمام فلا وجه لعمله هذا " اهـ .

فضيلة الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير .

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:01
السؤال :

متى يجب أن يسجد المسلم ؟

فماذا يجب علينا أن نفعل ؟

وهل يجوز أن نستمع إلى القرآن عندما نود أن ننام ؟

حيث أنام والقرآن مستمر تلاوته ؟ .

إذا كنت أستمع إلى القرآن عن طريق الكومبيوتر
وسمعت آية فيها سجدة ، فماذا أفعل ؟

وفي سورة مريم هناك آية تقول بأنه عندما نسمع
آيات الله نخر سجدا وبكيا ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

مواضع سجود التلاوة في القرآن الكريم خمسة عشر موضعاً

وقد سبق بيانها .

ثانياً :

السجود في هذه المواضع مستحب للقارئ والمستمع ، وليس واجباً ، فيكبِّر إذا أراد أن يسجد ثم يقول في سجوده ما يقول في سجود الصلاة ، ثم يرفع من غير تكبير ، ولا يتشهد ، ولا يسلم ، وإذا كان سجود التلاوة في الصلاة فإنه يكبر كذلك عند الرفع منه .

ثالثاً :

لا حرج على المسلم في استماع القرآن إذا أراد أن ينام ، بل استماع القرآن سبب لطمأنينة القلب ، وانشراح الصدر ، قال الله تعالى : ( أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .

رابعاً :

وأما سجود التلاوة إذا كنت تستمع آية فيها سجدة من الكمبيوتر أو جهاز التسجيل ، فالذي يظهر أنه لا يشرع السجود لذلك .

وقد نص العلماء المتقدمون على قريب من هذه المسألة .

فمن ذلك : ما جاء في "الفتاوى الهندية"
(1/133) وهو من كتب الأحناف :

" إن سمعها ( يعني آية السجدة ) من الصَّدَى ( وهو ارتداد الصوت من مكان بعيد ) لا تجب عليه " انتهى .

فمثله : إذا سمعها من جهاز تسجيل ونحوه .

وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

إن كان الإنسان يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم بواسطة جهاز التسجيل ، ومر القارئ بآية فيها سجدة تلاوة ، فهل يسجد ؟

فأجاب :

" لا يشرع للمستمع أن يسجد إلا إذا سجد القارئ ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليه زيد بن ثابت رضي الله عنه سورة النجم ولم يسجد ، فلم يسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على عدم وجوب سجود التلاوة

لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على زيد تركه ، كما دل الحديث أيضا على أن المستمع لا يسجد إلا إذا سجد القارئ " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (11/415)
ونحوه في "الشرح الممتع" (4/133) .

خامساً :

وأما قوله تعالى في سورة مريم : ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ) ، فهو ثناء من الله تعالى على الأنبياء والمرسلين ومن هداهم الله واجتباهم أنهم لكمال خشيتهم من الله وخضوعهم له إذا قرئت عليهم آياته يخرون ساجدين باكين .

ولذلك استحب العلماء البكاء عند قراءة القرآن أو استماعه ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا قرأ هذه الآية قال :
( هذا السجود ، فأين البكى ؟ )

يعاتب نفسه رضي الله عنه على عدم البكاء .

وقد وصف الله تعالى حال الذين أوتوا العلم إذا يتلى عليهم القرآن الكريم بقوله : ( قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ) الإسراء/107-109 .

نسأل الله أن يجعلنا ممن يخشونه
حق خشيته ويتقونه حق تقاته .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:02
السؤال :

ما هي الآيات في القرآن التي ينبغي أن نسجد عندها ؟

الجواب:

الحمد لله

مواضع السجود في القرآن خمسة عشر موضعاً فعن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل وفي الحج سجدتان رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم والدار قطني وحسنه المنذري والنووي وهي :

1- ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) (الأعراف/206 ) .

2- ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال). ( الرعد/15) .

3- ( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (النحل/49) .

4- ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ) (الإسراء/107 ) .

5- ( إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً )
( مريم/58 ) .

6- ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ) (الحج/18 ) .

7- ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (الحج/77 )

8- ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزداهم نفوراً) . ( الفرقان/60 ) .

9- ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) (النمل/25 ) .

10- ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) (السجدة/15 ) .

11- ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ) (ص/24) .

12- ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون )
(فصلت/37) .

13- ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (النجم/63) .

14- ( وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون ) (الانشقاق/21 ) .

15- ( كلا لا تطعه واسجد واقترب ) (العلق/19 ) .

فقه السنة 1/186-188

قال الألباني في تمام المنة 269 معلقا :

" كلا ليس بحسن ، لأن فيه مجهولين ، فقد قال الحافظ في التلخيص بعد أن نقل تحسين المنذري والنووي للحديث : وضعفه عبد الحق وابن القطان وفيه عبد الله بن منين وهو مجهول والراوي عنه الحارث بن سعيد العتقي وهو لا يعرف أيضاً وقال ابن ماكولا : ليس له غير هذا الحديث " .

ولذلك اختار الطحاوي أن ليس في الحج سجدة ثانية قرب آخرها وهو مذهب ابن حزم في المحلى قال :

" لأنه لم يصح فيها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجمع عليها وصح عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وأبي الدرداء السجود فيها "

ثم ذهب ابن حزم إلى مشروعية السجود في السجدات الأخرى المذكورة في الكتاب وذكر أن العشر الأولى متفق على مشروعية السجود فيها عند العلماء وكذلك حكى الاتفاق عليها الطحاوي في شرح المعاني (1/211) إلا أنه جعل سجدة (فصلت) بدل سجدة (ص) ثم أخرجا كلاهما بأسانيد صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سجد في (ص) (والنجم) والانشقاق ) و (اقرأ) وهذه الثلاث الأخيرة من المفصل التي أشير إليها في حديث عمرو المذكور آنفا .

وبالجملة فالحديث مع ضعف إسناده قد شهد له اتفاق الأمة على العمل بغالبه ، ومجيء الأحاديث الصحيحة شاهدة لبقيته إلا سجدة الحج الثانية فلم يوجد ما يشهد لها من السنة والاتفاق

إلا أن عمل بعض الصحابة على السجود فيها قد يستأنس بذلك على مشروعيتها ولا سيما ولا يعرف لهم مخالف.

والخلاصة أنّ السجود للتلاوة في الخمسة عشر موضعا المذكورة

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:03
السؤال :

عند طلوع الشمس وعند غروبها هل تمنع كل النوافل
حتى ركعتي الاستغفار وركعتي الطواف وسجدة التلاوة ؟

ما دليل ذلك ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولاً : صلاة النافلة في وقت النهي تقدم الكلام عليها

ثانياً : سجود التلاوة ليس صلاة على الراجح من قولي
أهل العلم وقد تقدم الكلام عليها .

وبناءً عليه فإنه

" يجوز سجود التلاوة في أوقات النهي عن الصلاة ، على الصحيح من قولي العلماء ؛ لأنه ليس له حكم الصلاة ، ولو فرضنا أن له حكم الصلاة جاز فعله في وقت النهي ؛ لأنه من ذوات الأسباب ، كصلاة الكسوف وركعتي الطواف لمن طاف في وقت النهي " .

فتاوى اللجنة الدائمة 7/264

ثالثاً / قولك " ركعتي الاستغفار " لعلك تقصد بها ركعتي التوبة ، وهي مشروعة عند التوبة من الذنب فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر الله له ) ثم قرأ هذه الآية : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) آل عمران /135 .

رواه الترمذي 408 وأبو داوود 1521 وابن ماجه 1395 ، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود 1346

وركعتا التوبة صلاة ذات سبب

فيجوز أداءها في وقت النهي .

والله أعلم

وقد ورد في روايات أخرى صحيحة صفات أخرى
لركعتين تكفران الذنوب وهذا ملخصها :

- ما من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ( لأن الخطايا تخرج من الأعضاء المغسولة مع الماء أو مع آخر قطر الماء )

ومن إحسان الوضوء قول بسم الله قبله ، والأذكار بعده وهي :

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله – اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين – سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت ، أستغفرك وأتوب إليك .

وهذه أذكار ما بعد الوضوء لكل منها أجر عظيم .

- يقوم فيصلي ركعتين .

- لا يسهو فيهما .

- لا يحدث فيهما نفسه .

- يحسن فيهن الذكر والخشوع .

- ثم استغفر الله .

والنتيجة :

غفر له ما تقدم من ذنبه .

إلا وجبت له الجنة .

صحيح الترغيب 1/ 210-211.

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:04
السؤال :

ماذا يقول المصلي عندما يسجد للسهو في صلاته؟

وماذا يقول المصلي عندما يسجد لسجدة القرآن الكريم ؟.

الجواب :

الحمد لله

يقول الساجد في سجود السهو والتلاوة مثل ما يقول في سجوده في صلاته : " سبحان ربي الأعلى " والواجب في ذلك مرة واحدة ، وأدنى الكمال ثلاث مرات ، ويستحب الدعاء في السجود بما يسر الله من الأدعية الشرعية المهمة

لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم »

فقمن أي : جدير

وقوله صلى الله عليه وسلم : « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء » رواهما مسلم في صحيحه ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده :

« سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي »

متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها

وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيضا في الركوع والسجود :
« سبوح قدوس رب الملائكة والروح »

أخرجه مسلم في صحيحه .

وبالله التوفيق .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 6/443

*عبدالرحمن*
2018-05-21, 22:05
السؤال :

هل سجود التلاوة سجدة أو سجدتين ؟ .

الجواب :

الحمد لله

سجود التلاوة سجدة واحدة يسجدها المسلم إذا قرأ آية
من آيات السجدة ، وهي معروفة في المصحف .

وقد " اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ سُجُودَ التِّلاوَةِ
يَحْصُلُ بِسَجْدَةٍ وَاحِدَةٍ " اهـ

الموسوعة الفقهية (24/221) .

*عبدالرحمن*
2019-10-12, 13:38
و اخيرا ً

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

مع جذء اخر من سلسلة

مكانه الصلاة في الاسلام

و اسال الله ان يجمعني بكم
دائما علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد