المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معا ... يدا في يد نحو النهضة 1


abousoumia
2018-04-30, 19:30
السلام عليكم اخوتي الافاضل
ومرحبا بكل مسلم يؤمن بالله ورسوله , اما بعد فاود ان اقول انني لاحظت في منتدانا الرائع ان كل المشاركين باعدادهم الكبيرة لهم نية صادقة في نصرة الدين العظيم وبمشاعر مختلفة .. بل منهم من خصص صفحات لينادي بصوت الحق , لكن كل هذا لا يكفي . انا لا اقول ان الكلام لا ينفع ..بل على العكس فهو الخطوة الاولى على درب النهضة , بل اقول انه مع الاقوال يجب ان تكون هنالك افعال وبفضل الله ثم بفضل الاخ عبد الرحمان بارك الله فيه اكتشفت السبيل الحقيقي والامثل لنصرة ديننا الحنيف .
اخوتي الاكارم في التعاون دائما قوة , وعلى المرء قبل ان يحاول تغيير العالم ان يغير من نفسه اولا , فان كانت العلاقة بيننا مبنية على الغش والخداع والنفاق والمصالح الشخصية والنميمة والغيبة وكل منا يعامل اخاه بوجهين فيستحيل ان تنهض الامة من جديد .
غرتنا الدنيا الفانية وابتعدنا عن تعاليم ديننا فكان هذا سبب سقوط دولتنا , ومن هنا باذن الله سيبدا التغيير وسنمضي معا يدا في يد .. شيئا فشيئا .. تخيلوا معي اليوم نتغلب على خلافاتنا وغدا نبني دولتنا وبعد غد ستسبح فلسطين حرة باذن الله .
واريد ان اضيف ايضا ... بناء دولتنا لن يقتصر على المجال الديني فقط بل في شتى المجالات , وماهذه الا دعوة مني لنبدا من جديد وسننشر رسالتنا باذن الله في كل مكان نبدا من هنا ثم الى كل ربوع الوطن وبعدها العالم الاسلامي اجمع . اعلم ان الامر يبدو صعبا لكننا معا سنذلل كل الصعوبات وبدءا من هذه اللحظة الكل مطالب بمبادرة ولو بسيطة لننشا على غرارها خططا عظيمة .. وارجو ان لا يبخل علينا الاخ عبد الرحمان برايه السديد وشكرا .

*عبدالرحمن*
2018-05-01, 05:16
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


اود في البدايه ارحب ب اخي الحبيب الذي ارسي اول حجر اساس في طريقنا الطويل الممتع والمجيد باذن الله تعالي

و يستطيع الجميع نفس الفعل ان اعلن ذلك او بدون اعلان اذا اللتزم بمبادئ وقوانين الطريق و اكيد حتما ستجمعنا افعالنا حين نوضح للجميع الشكل الحقيقي للاسلام من افعالنا

https://e.top4top.net/p_851bbrfy1.jpg (https://up.top4top.net/)

و لا يجب ان نستعجل النتائج لان لكل نجاح كبير له مقدمات لا تقل اهمية عن النجاح نفسه

https://d.top4top.net/p_851o1hwm1.jpg (https://up.top4top.net/)

وقت يظن البعض ان حين ادخل في ذلك الطريق ان قد لا يسعفني العمر للحصاد

فهذا الطريق حصاده دنيا واخره لانه في الاصل تجاره مع الله

وهذا يعني اني ك عبد لله وحده ممكن ازرع البذرة و غيري يرويها و غيرة يحصدها و الكل يحصل علي نفس الاجر

قال الرسول صلي الله عليه و سلم ( إذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631).

و نوضح الامر باقوال العلماء

وقال الخطيب الشربيني رحمه الله :

"الصدقة الجارية محمولة عند العلماء على الوقف كما قاله الرافعي ، فإن غيره من الصدقات ليست جارية .

"مغني المحتاج" (3/522-523) .

والصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد موت الإنسان ، وأما الصدقة التي لا يستمر ثوابها ـ كالصدقة على الفقير بالطعام ـ فليست صدقة جارية .

وبناء عليه : فتفطير الصائمين وكفالة الأيتام ورعاية المسنين - وإن كانت من الصدقات - لكنها ليست صدقات جارية ، ويمكنك أن تساهم في بناء دار لليتامى أو المسنين ، فتكون بذلك صدقة جارية ، لك ثوابها ما دامت تلك الدار ينتفع بها .

اذن اخوة الاسلام طريقنا هذا و كل من يشارك فيه بنصائحة او نصائح العلماء او افعاله الظاهرة او الخفية مشارك في نفس الاجر ك مقياس الصدقة الجارية

اما لماذا هو طريق طويل لان الاصلاح له مبادئ وقوانين يجب ان نلتزم بها قبل ان نطالب بها غيرنا

و ممتع لانه راجع الي حلاوة الايمان في التجارة مع الله

اذن ما هي المبادئ

المبادئ هي تربية انفسنا

وما هي القوانين

قوانين ديننا الحنيف الاتية من القران الكريم وسنه رسلنا الحبيب نعرفها جميعها من اقول علماء المسلمين

و يجب ان نعلم اننا في زمن الفتن فهذا عدوا لا يجب ان ننساه كما لا يجب ان ننسي عداوه الشيطان وعداوه النفس الاماره بالسوء

اذا اللتزمنا سنصل جميعا الي النفس اللوامه ثم النفس المطمئنة باذن الله تعالي

هذا الموضوع سيجمعنا جميعا تحت مبادئ واحد و قانون واحد وكل من لاديه نصيحه يتقدم بها

او يعرض تجربه الشخصية في تنفيذ المهام الموكله به و العوائق اللي قابلها وكيف تغلب علي بعضها و يطرح العقابات الاخري لننصحه جميعا كيف يتخطها

و الذي لا يملك النصيحة يملك الدعاء فاعليه ان يدعوا لنا جميعا بشكل علني او بظهر الغيب

و عن نفسي سوف اقدم هنا جميع نصائح العلماء فعن نفسي ياما تعلمت منهم وياما ح تعلم

و الحذر كل الحذر من اعداء النجاح فلا تجعلوا احد يدخل في جمعنا ليفرقنا او يفرق البعض عن البعض الاخر

واخيرا اذكركم واذكر نفسي بقول الله تعالي ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [سورة التوبة: 105].

*عبدالرحمن*
2018-05-01, 05:23
او درس يجب ان نتعلمه في تربية النفس

: من عوامل الثبات على الدين

وسائل تزيد من الإيمان واليقين ، وهي التي تحض على الطاعة ، وتدفع إلى العمل الصالح ، وبها يتذوق العبد طعم الإيمان .

ومنها : طلب الهداية إلى صراط الله المستقيم ، والمسلم في كل صلاة لا بد أن يدعو فيها : (اهدنا الصراط المستقيم) .

وروى الطبراني في "الكبير" (7135) عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه سلم : ( يا شداد بن أوس إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ... ) ا

لحديث وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (3228) .

ومنها : الاستقامة على دين الله تعالى ، وعدم التفريط في شيء منه ، قال الله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) الأنعام / 153.

وقال تعالى : ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) إبراهيم/27

قال قتادة :

" أما الحياة الدنيا فيثبتهم بالخير والعمل الصالح ، ( وَفِي الآخِرَةِ ) في القبر " .

"تفسير ابن كثير" (4 / 502)

ومنها : التمسك بالسنة ، فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) رواه أبو داود (4607) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

ومنها : كثرة ذكر الله .

قال ابن عباس رضي الله عنه : " الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها ، وغفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس " .

راجع : "تفسير الطبري" (24 / 709-710)

وسائل تعصم من الوقوع في الفتن .

منها : الصبر على أمر الله ، فروى أبو دود (4341) عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن من ورائكم أيام الصبر ، الصبر فيه مثل قبض على الجمر ، للعامل فيهم مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله) قيل : يا رسول الله أجر خمسين منهم ؟ قال : (أجر خمسين منكم) . وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

ومنها : الاستعاذة بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وفي حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه عند مسلم (2867) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما لأصحابه : (تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن) فقالوا : نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

ومنها : مراقبة الله عز وجل وحفظه .

روى الترمذي (2516) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

"(احفظ الله يحفظك) جملة تدل على أن الإنسان كلما حفظ دين الله حفظه الله .

ولكن حفظه في ماذا ؟ حفظه في بدنه ، وحفظه في ماله ، وأهله ، وفي دينه ، وهذا أهم الأشياء وهو أن يسلمك من الزيغ والضلال ، لأن الإنسان كلما اهتدى زاده الله هدى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) وكلما ضل والعياذ بالله فإنه يزداد ضلالا " انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (ص 70) .

ومنها : مصاحبة الصالحين من المؤمنين ، وترك مصاحبة من عداهم من المفتونين .

وقد روى أبو داود (4918) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .

(يكف عليه ضيعته) أي : يمنع خسارته .

(ويحوطه من ورائه) أي : يحفظه ويصونه ، ويدافع عنه بقدر استطاعته .

وروى أيضا (4833) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .

ومن أعظم ما يُنتفع به من عوامل الثبات على الدين : عدم التعرض للفتن ، والسعي في توقّيها بالبعد عنها وعن أسبابها ، فيصفو الحال للقلب ، فيتذوق طعم الإيمان ، وقد جاء في حديث الدجال قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ)

رواه أبو داود (4319) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

نسأل الله لنا ولإخواننا المسلمين الثبات على دينه ، والعصمة من الفتن ، ما ظهر منها وما بطن .

والله أعلم

و لي عودة باذن الله تعالي

abousoumia
2018-05-01, 17:16
ماشاء الله هذا هو المتوقع منك اخي عبد الرحمان .. لم اكن مخطئا حين استعنت بك . ومعك حق فالاخوة هي العماد الاساسي لبناء مجتمعنا ويجب ان يرسخ هذا المبدا في اذهان الناشئة , وطبعا مع الحقوق و الواجبات اللازمة .. ولكن كما قلت الاهمية تكمن في تربية النفس فان ادرك كل شخص ان التربية السليمة للنفس بالاستعانة بالله والصبر واتباع سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم تقودنا شيئا فشيئا الى النهضة كنا قد خطونا خطوة الى الامام في دربنا المبارك ولكن .. ماهي الطريقة الامثل في رايك لنرسخ هذا المبدا في اذهان المسلمين ؟

*عبدالرحمن*
2018-05-01, 18:38
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


في حقيقة اخبرنا بها الله في القران الكريم عن الانسان وهي : ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) سوره العاديات الايه 8

و هذا يعني ان عرف الجميع ان هذا خير و لمس خيره ح تجدهم مسرعين له

فما هي الوسيلة اذن

اولا يجب ان يكون لادينا يقين ان افعالنا ح تكون رسول وافي للاخرين ك بدايه

و يجب مع الافعال زياده الثقافه الاسلامية واخذها من مصادر موثوق فيها

انا لا اريد ان اثقل علي الجميع بكثره المطلوب لماذا

لان المفهوم العام للدين عند عامه المسلمين اللتزام حاد و هذا الامر صعب جدا في زمن كثرت فيه المغريات بل اصبحت في بعض الامور من اساسيات الحياه فالتخالي عنها امر غير مريح للنفس ... لذلك يجب ان نتحلي نحن ببعض اللين الذي لا يخرجنا عن اطار طريقنا و لنا في رسول اسوة حسنه

مثلا في بدايه انتشار الاسلام كان قوم قريش يشربون الخمر اكنه مياه فلا يمكن التخلي عنه وقتها شوف معالجه الامر كانت ازاي

في البدايه لم تحرم بشكل نهائي قال الله تعالي لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىظ° حَتَّىظ° تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ .. الايه 43 سوره النساء

هذا يعني ان كان في هذا الوقت مباح شرب الخمر مع اعلان انه حرام لكن بالتدريج طلب من المسلمين ترك الخمر عشان الصلاة

و بالتدريج انتهي الامر و اللتزم الجميع

و علي هذا المقياس يجب ان نتعامل مع انفسنا في التربيه ثم في نصيحه الاخرين ولا تنسوا مقدمات النجاح فهذا الاختيار من احد مقدمات النجاح ومن يستطيع ان يلتزم مباشرة يلتزم فهذا لا يعني ان الجميع قادرين علي نفس الفعل بنفس القوة بنفس السرعة فالصبر سلاح ووقاء يجب ان نتحلي به جميعا في تعاملنا مع انفسنا ومع الاخرين ... وهذا المقام لي عوده اليه لانه في غايه الاهميه و لمن لاديه معلومات في هذا المقام يتقدم بها والله المستعان من قبل ومن بعد

abousoumia
2018-05-01, 19:25
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حق المسلم على المسلم ست فقال : ماهن يا رسول الله ؟ فقال : اذا لقيته فسلم عليه , واذا دعاك فاجبه , واذا استنصحك فاصح له , واذا عطس فحمد الله عز وجل فشمته , واذا مرض فعده , واذا مات اتبعه . رواه الامام مسلم
النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك شيئا في الدين الا ودلنا عليه وهو خير دليل فان كانت الاخوة العماد الرئيسي وكانت تربية النفس اساسها فهذا مايجب ان يربي المرء نفسه عليه مع اخيه المسلم وكله مذكور في الحديث الشريف ومن واجهته صعوبة في الفهم فعليه ان لا يتردد في السؤال فانا مستعد لبذل الغالي والنفيس لاجل نهضة امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .

abousoumia
2018-05-01, 19:30
اخوتي الكرام هذه الصفحة لكل المسلمين انها وغيرها من الصفحات مدرسة لتعليم الخير فلا تبخلونا بخبرتكم ولنتعاون جميعا لاجل امتنا

*عبدالرحمن*
2018-05-02, 05:52
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


اليوم ح نجتمع عند بدايه الطريق فكل ما سبق هو مقدمه لهذا الطريق

فما هي بدايه الطريق

البدايه اننا نعرف معني عباده الله

قيل لي كيف تعبد الله

قلت العباده في الصلاة و الزكاه والصوم و قول لا اله الا الله محمد رسول الله و الحج

وقلت اكثر

اتضح لي ان لا اعرف كيف اعبد الله حق عبادته بالرغم من كل ما تم ذكره وحتي لا اطيل عليكم

الان اخوة الاسلام اهديكم اول طريق سلكته لمعرفه كيف اعبد الله

قيل لي اقراء كتاب منازل الاحسان .. كتبه ابن القيم رحمه الله عليه

بالفعل تمت القراءة اكثر من عشر مرات لا انساهم تعلمت كثيرا وجهلت اشياء كثيرة

لماذا لان ابن القيم عالم يتقن اللغة العربية فهو يحتاج الي مفسر في كثير من كلماته

لكن اللي عرفته عن طريقة جعلني ابحث عن من يبسط لي كلامه حتي افهمه كله

حتي اللهمني الله بالطريق الي شيخ اسمه محمد حسان قراء هذا الكتاب وبحث هو ايضا

في الكتب الاسلامية لتوضيح ما تمنيت توضيحه و قرر يسجل هذه الدروس للجميع

ك صدقة جارية له

اخوة الاسلام

تسع دروس من اجل ان يتكلم عن العباده من كتاب ابن القيم

تم التحميل من اجلكم حتي نبتدئ الطريق سويا و حتي اكون صادق وواضح الذي لا يسمع هذه الدروس ويفهمها لا يستطيع ابدا مواصله الطريق

استمعوا لها وانشروها ابتغاء مرضات الله فاجميعا فعلا بحاجه الي الاستماع

تجربتي في الاستماع

كنت بسمع الدرس من ثلاث لاربع مرات حتي استوعب كل شئ فيه

و سوف انتظر منكم طلب برفع باقي دروس كتاب منازل الاحسان لمعرفه المزيد

العبادة

https://up.top4top.net/downloadf-8529lmyg1-zip.html

العبادة لغة واصطلاحا

https://up.top4top.net/downloadf-8522medg1-zip.html

منزلة العبادة -2-

https://up.top4top.net/downloadf-852shcla1-zip.html

منزلة العبادة -3-

https://up.top4top.net/downloadf-8529gdf31-zip.html

منزلة العبادة -4-

https://up.top4top.net/downloadf-8527r6gr1-zip.html

منزلة العبادة -5-

https://up.top4top.net/downloadf-85219pji1-zip.html

منزلة العبادة -6-

https://up.top4top.net/downloadf-852fi9xa1-zip.html

منزلة العبادة -7-

https://up.top4top.net/downloadf-85224nyh1-zip.html

منزلة العبادة -8-

https://up.top4top.net/downloadf-852k9kc71-zip.html

هذا و بالله التوفيق

abousoumia
2018-05-04, 17:37
والله بعد اطلاعي على الموضوع السابق حول العبادة اكتشفت انني حقا لا اعرف كيف اعبد الله نسال الله ان يغفر لنا تقصيرنا .... وماذا بعد العبادة اخي عبد الرحمان ؟ :)

*عبدالرحمن*
2018-05-05, 06:27
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية النفس ))

يرتكب المحرمات إذا خلا بنفسه ، ويريد العلاج

السؤال :

أرجوكم أنقذونى من عذاب الله وغضبه ، أنا مسلم نشأت نشأة إسلامية ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، ومازلت أمام الغير ، لكن ويا مصيبتى أضعف كثيرا ، وأفتح الإباحيات والصور والفيديوهات الغير أخلاقيه على الجوال متخفيا عن الأنظار ، وأنا أعلم أن الله يرانى ، ولكن فى كل مرة أرتكب هذا الفعل الفاحش

وليس فقط المشاهدة بل ارتكاب العادة السرية ، وأنا متزوج ، وعندى أبناء ، وأعلم أن ما أرتكبه هو فعل الحيوانات بينى وبين الله تعالى ، وأعلم أن هذا الفعل يمحق الحسنات بل وينسفها ، أصلى وأتوب ، وأصبر يوما أو اثنين ، وأعود مرة أخرى ، وأجد فى نفسى إلحاحا شديدا وعجيبا أن أفتح المناظر والفيديوهات

وأن أرتكب الفاحشة ، لا أعلم ماذا أفعل ؟ أعلم أني إذا توفانى ربى دخلت النار ، ولا أقدر على نفسى ، الحقونى ، أنقذونى يرحمكم الله تعالى .

الجواب :

الحمد لله

أخانا الفاضل ، نتفهم ما تعانيه من الآلام النفسية لمقارفة المعاصي وتكرارها ، وهذه علامة إيجابية على أن قلبك مع احتوائه على جانب مريض ، يحتوي على جانب سليم صحيح .

والعلاج الجذري لهذا المرض ، لا يكون إلا بإغلاق كل باب يؤدي بك لمعصية الله ، وإغلاق كل باب يؤدي بك للقنوط من رحمة الله ، قال تعالي : (قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/53 .

وقال تعالى : (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) الفرقان/68-71 .

قال ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (ص165) :

"وَقَدِ اسْتَقَرَّتْ حِكْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى بِهِ عَدْلًا وَفَضْلًا أَنَّ: «التَّائِبَ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» !!

وَقَدْ ضَمِنَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِمَنْ تَابَ مِنَ الشِّرْكِ وَقَتْلِ النَّفْسِ وَالزِّنَى، أَنَّهُ يُبَدِّلُ سَيِّئَاتِهِ حَسَنَاتٍ، وَهَذَا حُكْمٌ عَامٌّ لِكُلِّ تَائِبٍ مِنْ ذَنْبٍ.

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سُورَةُ الزُّمَرِ/53 .

فَلَا يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْعُمُومِ ذَنْبٌ وَاحِدٌ، وَلَكِنْ هَذَا فِي حَقِّ التَّائِبِينَ خَاصَّةً" انتهى .

وقد وصف الله تعالى ( المتقين ) في كتابه بأنهم الذين إذا فعلوا الكبائر ، أو ظلموا أنفسهم بالصغائر ، ذكروا العزيز الغفار ، فاستغفروا لذنوبهم ، ولم يقيموا عليها ، ولم يصروا على العصيان .

فقال جل في علاه : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آل عمران/133-136 .

والمصر على الذنوب : هو الذي يقارفها ، ويعاود الذنب المرة بعد المرة ؛ من غير توبة ولا استغفار .

أما من فعل الذنب ، ثم تاب منه توبة صادقة صحيحة ، ثم ضعف وعاود الذنب مرة أخرى ، ثم تاب منه توبة صحيحة ، وهكذا أمره ، بين ذنب وعصيان ، وتوبة وندم وإنابة إلى الرحيم الرحمن ؛ فهذا في محل العفو من الله ، إن شاء الله ، وعلى رجاء أن يقيل الله عثرته ، ويغفر له زلته .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ فَاغْفِرْ لِي .

فَقَالَ رَبُّهُ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي !!

ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَقَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ؟

فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي !!

ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا، قَالَ: قَالَ: رَبِّ أَذْنَبْتُ آخَرَ، فَاغْفِرْهُ لِي .

فَقَالَ: أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاَثًا، فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ ) .

رواه البخاري(7507) ، ومسلم (2758) .

قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" (17/75) :

" لَوْ تَكَرَّرَ الذَّنْبُ مِائَةَ مَرَّةٍ ، أَوْ أَلْفَ مَرَّةٍ ، أَوْ أَكْثَرَ ، وَتَابَ فِي كُلِّ مَرَّةٍ ؛ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ ، وَسَقَطَتْ ذُنُوبُهُ .

وَلَوْ تَابَ عَنِ الْجَمِيعِ تَوْبَةً وَاحِدَةً بَعْدَ جَمِيعِهَا ، صَحَّتْ تَوْبَتُهُ .

قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِي تَكَرَّرَ ذَنْبُهُ : (اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) ، مَعْنَاهُ : مَا دُمْتَ تُذْنِبُ ثُمَّ تَتُوبُ غَفَرْتُ لَكَ " انتهى .

فاستمر على التوبة بعد كل معصية ، وكن صادق التوبة ، نادما متألما على ما سلف منك من الذنوب ، عازما على تركها أبدا .

ثم اجتهد في تكميل توبتك بما يلي :

سد الطرق التي تدفعك إلى هذه المعصية ، وذلك بعدم الانفراد ، فكن دائما مخالطا للناس ، ولزوجتك ، وأولادك .
إذا كنت مغتربا عن زوجتك ، فاجتهد أن تصطحبها معك ، ولا تبقى في غربة بعيدا عن زوجتك ، وأعف نفسك بها ، وأعفها بك .
وإن كنت قريبا من أهلك ، مقيما معهم ، فلا تبتعد عنهم ، وتحبب إليها ، واقض حاجتك معها ، كلما تحركت نفسك إلى شيء من نظر ، أو وقع بصرك على شيء ، فلا تدع الشيطان يحركك إلى مصرف الشهوة الحرام ، وبادر بالحلال .
اشغل نفسك دائما بأي عمل نافع ، من أعمال الدنيا أو الآخرة

فإن الفراغ مفسدة للإنسان ، وأي مفسدة .

إغلاق النت عن الهاتف نهائيا ، وقد ترى أنه من الأنفع لك استبدال الهاتف ، وتستعمل هاتفا لا يدخل على النت .
تقوية الإيمان في قلبك ، والخوف من الله ، وشدة حسابه ، واستحضار اطلاعه عليك ، ومراقبته لك .
كثرة قراءة القرآن الكريم ، وصلاة النوافل ، لاسيما قيام الليل .

كثرة الدعاء بالهداية ، فإن أنفع دعاء يدعو به العبد (اهدنا الصراط المستقيم) .

نسأل الله لنا ولك الهداية والثبات

والله الموفق لما يحب ويرضى سبحانه

*عبدالرحمن*
2018-05-05, 06:32
يعاني من شدة الشهوة ويريد الاستمناء أو مشاهدة الأفلام الخليعة لتخفيف ذلك ؟ ويسأل عن أيهما أخف إثماً

الجواب :

الحمد لله

يا عبد الله ؛ نحن لا يخفى علينا - إن شاء الله - قدر ما تعانيه من تعب وألم وقلق ، نعلم الصراع الذي تعيشه ، بين مجاهدة الشهوات ، والاستسلام لها ، والوقوع في أسرها .

بين عقاب النفس على إلمامها بها ، وترك الحبل لها على غاربه ، لترتاح من قلقها .

لكننا نعلم أيضا أنك لم تصبر على مرارة العلاج ، ولذلك : لا تلبث أن تتركه ، وتعود لمرضك ، منذ أول جرعة تتجرعها .
لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الصَّوْمُ جُنَّةٌ) ـ أي : وقاية .. ـ رواه البخاري (7492) .

لكن ليس معنى ذلك : أن تلبس "جُنة" - درعا - بالية مُخرَّقة ، ثم أنت تريد لها أن تحميك في الميدان !! لا ؛ بل أنت تخلعها أيضا ، وتتوهم أنك تعيش في حمايتها !!

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) رواه البخاري (5065) ، ومسلم (1400 ) .

إن من شأن الصوم أن يضعف الرغبة ، ويقلل التطلع إلى الشهوة ؛ لكن هيهات هيهات أن تظفر بذلك ، إذا كنت تضعفها بطريق ـ أنت لا تمضي فيه إلى نهايته ـ ثم أنت تقويها من غير طريق ، وطريق !!

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وَمُقْتَضَاهُ أَنَّ الصَّوْمَ قَامِعٌ لِشَهْوَةِ النِّكَاحِ .

وَاسْتُشْكِلَ بِأَنَّ الصَّوْمَ يَزِيدُ فِي تَهْيِيجِ الْحَرَارَةِ ، وَذَلِكَ مِمَّا يُثِيرُ الشَّهْوَةَ ؟

لَكِنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا يَقَعُ فِي مَبْدَأِ الْأَمْرِ ؛ فَإِذَا تَمَادَى عَلَيْهِ وَاعْتَادَهُ : سَكَنَ ذَلِك " .

انتهى من "فتح الباري" (4/119) .

أرأيت أنك لم تقطع الطريق حقا ، وإنما اكتفيت بخطوة ، ثم رجعت القهقرى ؟!

إنك تحتاج إلى أن تصبر على الدواء ، ومرارته ، وتجاهد نفسك على طول الطريق .

إنك تريد أن تختار بين أمرين : العادة السرية مع نفسك ، أو مشاهدة الأفلام
.
حسنا ؛ هب أننا قلنا لك : فلتشاهد الأفلام ؛ فهل ستنحل عقدتك ، وتزول مشكلتك ، وتضعف شهوتك ؛ أم إنها ستزيد ؟!

قد كان يمكن قبول مثل هذا الاختيار : لو أن فيهما ، أو في أحدهما حلا لمشكلتك ؛ أما وأحدهما هو المشكلة ، أو نوع من أنواع المشكلة ، والآخر : طريق مؤكد إليها ؛ فهل عساك ـ يا عبد الله ـ أن تفر من الرمضاء إلى النار ؟ أم هل تريد أن تتداوي بالتي كانت هي الداء ؛ ثم تريد منا أن نتخير لك أولاهما بك ، أو أخفهما إثما ؟!

إن شفاءك وراحتك ، لن يكون في هذا ، ولا في ذاك .

وتأمل معي هذا الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه (1984) : " أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ - أَوْ كَرِهَ - أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: ( إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ ) !! .

لقد ظن الصحابي هنا ، كما يظن بعض الناس ، أن الخمر تنفعه في التداوي من بعض مرضه ؛ وطلب الرخصة فيها ، لأجل ذلك ؟

فبين له النبي صلى الله عليه وسلم : أن الداء لا يكون شفاء من الداء، بل لا يزيده إلا مرضا !!

فالواجب عليك أن تسعى لأن تعف نفسك بالزواج ، في أقرب فرصة تمكنك ، وليس شرطا أن تتقيد بالرسوم والتقاليد الاجتماعية ، بل تخفف منها قدر طاقتك ، وبادر إلى الزواج بمن تعفك .

وإلى أن يتحقق لك ذلك : فاقطع نفسك تماما عن طريق الأفلام ، وغض بصرك ، وتعفف عن العادة السرية ، وأكثر من الصوم ، وأجهد نفسك فيه ، وفي أعمال الطاعات ، وفي كل عمل نافع مباح من أمر الدنيا والآخرة ، ولا تدع نفسك عاطلا فارغا ؛ فنفسك : إن لم تشغلها بالحق ، وإلا شغلتك بالباطل .

يا عبد الله ؛ إنما هي نزوة عابرة ونشوة آفلة ، ثم تبقى الحسرة والندامة ، وياليتها وقفت عند الحسرة في الدنيا وانقطعت بانقطاع آجالنا، إنما هي حسرة لا تموت ، تتبعنا إلى حيث القبر والمحشر والوقوف بين يدي الديان ، فعلام نخسر آخرتنا بأمر إن استعنا بالله ، وصبرنا على الابتعاد عنه ، وجاهدنا نفوسنا انتصرنا عليه بفضل الكريم الجواد .
وإليك بعض الوسائل التي من الممكن أن تعينك بحول الله وقوته على الابتعاد عن هذه الآثام:

- المسارعة للتوبة ومجاهدة النفس عليها .

- صدق اللجوء إلى الله أن يعينك على شر نفسك وأن يغلبك على شهوتك وأن ييسر لك طرق تصريفها في الحلال ، وأن يصرف عنك الحرام وما قد يؤدي اليه .

- الحرص على الصلاة في وقتها ، والاستكثار من النوافل .

- الحرص على الصيام ، وقراءة القرآن .

- استشعار رقابة الله ، وأنه حيي كريم ، ستير ، سبحانه ؛ فاحذر أن تهتك الستر بينك وبينه ، فيهتك الله سترا ، من مساويك!!

- احرص على الصحبة الطيبة التي تعين على الخير وترشدك إليه .
- اجتهد في ممارسة الرياضة ، وشغل الوقت بالأعمال المفيدة مثل المطالعة .

نسأل الله تعالى أن يهديك ، وأن يصرف عنك السوء والفحشاء ، وأن يجعلك من عباده المخلَصين.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-05-05, 06:36
يسأل عن طبيعة النفس وتأثيرها
في عمل الإنسان وهل تتأثر وراثياً؟

الجواب :

الحمد لله

أولا :

النفس المدبرة للبدن هي الروح المنفوخة فيه ، فنفس آدم وجدت فيه عند نفخ الروح فيه ، ولكن لفظ " النفس " يطلق باعتبار ، ولفظ " الروح " يطلق باعتبار آخر .

قال شيخ الإسلام رحمه الله ، كما في "مجموع الفتاوى" (9/289) :

"وَالرُّوحُ الْمُدَبِّرَةُ لِلْبَدَنِ ، الَّتِي تُفَارِقُهُ بِالْمَوْتِ : هِيَ الرُّوحُ الْمَنْفُوخَةُ فِيهِ ، وَهِيَ النَّفْسُ الَّتِي تُفَارِقُهُ بِالْمَوْتِ ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَامَ عَنْ الصَّلَاةِ: ( إنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا حَيْثُ شَاءَ ، وَرَدَّهَا حَيْثُ شَاءَ ) ، وَقَالَ لَهُ بِلَالٌ: ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِك ) ، وَقَالَ تَعَالَى: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) .

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: يَقْبِضُهَا قبضين: قَبْضُ الْمَوْتِ ، وَقَبْضُ النَّوْمِ ، ثُمَّ فِي النَّوْمِ يَقْبِضُ الَّتِي تَمُوتُ ، وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ، حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُهَا وَقْتَ الْمَوْتِ.

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذَا نَامَ : ( بِاسْمِك رَبِّي وَضَعْت جَنْبِي وَبِك أَرْفَعُهُ ، إنْ أَمْسَكْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا وَارْحَمْهَا ، وَإِنْ أَرْسَلْتهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَك الصَّالِحِينَ ) .

وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: أَنَّ الشُّهَدَاءَ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ ، تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ ، ثُمَّ تَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ .

وَثَبَتَ أَيْضًا بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ: أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا قُبِضَتْ رُوحُهُ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : ( اُخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اُخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْك ) .

وَيُقَالُ : ( اُخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ ، كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ ؛ اُخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْك ) .

وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: ( نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ : طَائِرٌ ؛ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ تَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ ) ؛ فَسَمَّاهَا نَسَمَةً.

وَكَذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ: أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قِبَلَ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ ، وَقِبَلَ شِمَالِهِ أَسْوِدَةٌ ؛ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ ، وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى . وَأَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذِهِ الْأَسْوِدَةُ نَسَمُ بَنِيهِ: عَنْ يَمِينِهِ السُّعَدَاءُ ، وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْقِيَاءُ .

وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ: ( وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ) .

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: ( إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ) .

فَقَدْ سَمَّى الْمَقْبُوضَ وَقْتَ الْمَوْتِ ، وَوَقْتَ النَّوْمِ : رُوحًا ، وَنَفْسًا.

وَسَمَّى الْمَعْرُوجَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ : رُوحًا ، وَنَفْسًا.

لَكِنْ يُسَمَّى نَفْسًا بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهِ لِلْبَدَنِ ، وَيُسَمَّى رُوحًا بِاعْتِبَارِ لُطْفِهِ ؛ فَإِنَّ لَفْظَ " الرُّوحِ " يَقْتَضِي اللُّطْفَ ، وَلِهَذَا تُسَمَّى الرِّيحُ : رُوحًا. وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرِّيحُ مِنْ رُوحِ اللَّهِ ) ، أَيْ مِنْ الرُّوحِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ ؛ فَإِضَافَةُ الرُّوحِ إلَى اللَّهِ : إضَافَةُ مِلْكٍ ، لَا إضَافَةُ وَصْفٍ ؛ إذْ كَلُّ مَا يُضَافُ إلَى اللَّهِ : إنْ كَانَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا ؛ فَهُوَ مِلْكٌ لَهُ . وَإِنْ كَانَ صِفَةً قَائِمَةً بِغَيْرِهَا ، لَيْسَ لَهَا مَحَلٌّ تَقُومُ بِهِ : فَهُوَ صِفَةٌ لِلَّهِ." . انتهى .

ثم قال رحمه الله ( 9/294 ) :

" لَفْظُ " النَّفْسِ " : يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ النَّفْسِ الْمُتَّبِعَةِ لِهَوَاهَا ، أَوْ عَنْ اتِّبَاعِهَا الْهَوَى ، بِخِلَافِ لَفْظِ " الرُّوحِ " ؛ فَإِنَّهَا لَا يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ ذَلِكَ ؛ إذْ كَانَ لَفْظُ " الرُّوحِ " لَيْسَ هُوَ بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهَا لِلْبَدَنِ. وَيُقَالُ النُّفُوسُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ: وَهِيَ " النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ " الَّتِي يَغْلِبُ عَلَيْهَا اتِّبَاعُ هَوَاهَا بِفِعْلِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي. وَ" النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ " وَهِيَ الَّتِي تُذْنِبُ وَتَتُوبُ ، فَعَنْهَا خَيْرٌ وَشَرٌّ ؛ لَكِنْ إذَا فَعَلَتْ الشَّرَّ تَابَتْ وَأَنَابَتْ ، فَتُسَمَّى لَوَّامَةً ، لِأَنَّهَا تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الذُّنُوبِ ، وَلِأَنَّهَا تَتَلَوَّمُ ، أَيْ تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. وَ" النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " ، وَهِيَ الَّتِي تُحِبُّ الْخَيْرَ وَالْحَسَنَاتِ ، وَتُرِيدُهُ ، وَتُبْغِضُ الشَّرَّ وَالسَّيِّئَاتِ ، وَتَكْرَهُ ذَلِكَ ، وَقَدْ صَارَ ذَلِكَ لَهَا خُلُقًا وَعَادَةً وَمَلَكَةً.

فَهَذِهِ صِفَاتٌ وَأَحْوَالٌ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ ؛ وَإِلَّا فَالنَّفْسُ الَّتِي لِكُلِّ إنْسَانٍ : هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ ، وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ." .
ثانيا :

وأما عقيدة الخطيئة الأصلية عند النصارى : فإنهم يعتقدون أن البشرية كلها قد ورثت الخطيئة الأصلية عن آدم وحواء .

وأصل الخطيئة في معتقدهم : هو أن الله تعالى أمر آدم ألا يأكل من أحدى أشجار الجنة, فأكل منها مخالفًا الأمر الإلهي.

وخير تمثيل لهذا المبدأ هو: أن خادما أخطأ، فعاقبه سيده، ونتيجة لخطأ الخادم ، أصبح أبناء الخادم ملوثين بخطئه، ولمحبة السيد لأسرة الخادم ، ورحمته بهم، وعدله في أن يوقع العقاب، قام السيد بعقاب ابنه وليس ابن الخادم، وذلك لكي يخلّص أبناء الخادم من الذنب!.

وفي المثال السابق لا نجد عدلا ولا رحمة!، فلا ذنب لأبناء الخادم، ولا ذنب لابن السيد، ثم لا داعي للفداء أصلا ؛ ما دام ممكنا : عقاب الفاعل ، أو العفو عنه ، وينتهي الأمر !!

إن الحل الذي قدمه الإسلام لهذه القضية هو حل بسيط ، مفهوم ، معقول ، ملائم لما تقرر من قدرة الله وحكمته .

فقد قال تعالى : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ) طه/121‑122
وقال تعالى :( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) البقرة/37 .

وقد جاء في العهد القديم ، والعهد الجديد : أن مغفرة الذنوب تكون بالتوبة ، وليست بالتضحية والفداء.

أ- ففي حزقيال 18: 21-23

" فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها، وحفظ كل فرائضي ، وفعل حقًا وعدلًا : فحياة يحيا، لا يموت، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه، بره الذي عمل : يحيا " .

ب- وفي متى 3: 1

"وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ : جَاءَ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ يَكْرِزُ فِي بَرِّيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ. قَائِلًا: «تُوبُوا لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ .. حِينَئِذٍ خَرَجَ إِلَيْهِ أُورُشَلِيمُ ، وَكُلُّ الْيَهُودِيَّةِ ، وَجَمِيعُ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ بِالأُرْدُنّ … وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ ، مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ " .
معترفين بخطاياهم وليسوا معترفين بالخطيئة الأصلية.

ج- وفي مرقس 1: 4

" كان يوحنا يعمد في البرية ، ويكرز بمعمودية التوبة ، لمغفرة الخطايا " .

د- وفي لوقا 15: 7

" أقول لكم: إنه هكذا : يكون فرح في السماء ، بخاطئ واحد يتوب " .\

وبينت نصوص العهد القديم أن كل إنسان يتحمل ذنبه وإثمه ، ولا يتحمل وزر غيره.

أ- ففي حزقيال 18: 20 - 21

" النفس التي تخطيء : هي تموت، الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار : عليه يكون ، وشر الشرير : عليه يكون " .

ب-وفي التثنية 24: 16

" لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء، كل إنسان بخطيئته يقتل " .

ج- وفي إرمياء 31: 30

" بل كل واحد يموت بذنبه، كل إنسان يأكل الحِصْرِم : تضرس أسنانه " .

د-وفي أيام 25 : 4

" لا تموت الآباء لأجل البنين، ولا البنون يموتون لأجل الآباء، بل كل واحد يموت لأجل خطيته".

وقد ذكر العهد القديم أن الله تعالى عاقب آدم وحواء نتيجة مخالفتهم أمره, فكان عقاب آدم المشقة التي يعانيها في الدنيا, وعقاب حواء آلام الوضع ، واشتياقها لزوجها ، وتسلط الزوج عليها ؛ ولم يذكر أبدًا أن هذه الخطيئة سوف يتوارثها بنو آدم وحواء ، عن أبويهما !!

ففي سفر التكوين 3 : 16-18

" وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: « تَكْثِيرًا ، أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ ؛ بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا ، وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ ، وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ».

وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ ، وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا ؛ مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ ، بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ، وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ " .

ينظر الفصل الخامس من كتاب : " البيان الصحيح لدين المسيح " ، للأستاذ ياسر جبر ، وسلسلة الهدى والنور ، للدكتور منقذ السقار ، جوابا على سؤال : هل افتدانا المسيح على الصليب – ص 219 .

وينظر أيضا : للفائدة جواب السؤال رقم :(42573) .

وبناء على ذلك : فمفهوم ميراث الخطايا ، أو الخطيئة الأصلية تحديدا ، فيما يعتقده النصارى : مفهوم باطل ، محدث مبتدع على أيدي من حرفوا التوراة والإنجيل ، وهو مخالف لكثير من النصوص الواضحة في العهدين القديم والجديد ، كما سبق بيانه !

وقد أبطل الله تعالى في كتابه هذا المفهوم في غير موضع !

فقال تعالى : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) الأنعام/164 .

وقال تعالى : ( وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ) الإسراء/13-15 .

وقال تعالى : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ) فاطر/18 .

هذا فيما يتعلق بوراثة الخطايا ، وانتقال وزرها من الآباء إلى الأبناء .

ثانيا :

وأما وراثة الأنفس للطبائع والمفاهيم من الآباء : فهذا ليس حتميا ، ولا لازما ؛ بل قد يكون ، وقد لا يكون.

فالله تعالى يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ..

فيخرج من صلب الكافر ، مؤمنا ، موحدا ؛ وكم حدث هذا في عالم الناس ، في أول البعثة ، وفي توالي الأجيال ...

ويخلق من المؤمن التقي : فاجرا ، كفارا .. وهذا أيضا معلوم ، مشاهد ...

ويكون من البخيل كريما ، ومن الجواد لئيما ، ومن الجبان : شجاعا ، مقداما ، وهكذا .

وإنما كل نفس لها ما كسبت ، وعليها ما اكتسبت ، من الأخلاق ، والأقوال ، والأفعال .

ولو كانت وراثة الصفات ، والأخلاق ، والأحوال ، والأفعال : حتمية ، تنتقل من الأب لبنيه ، ولا يمكن للأبناء أن يتغلبوا على ذلك العامل الوراثي ، الجيني ؛ لكان طلب الخير ، وإصلاح النفوس منهم : تكليفا لهما بما لا يطيقون ؛ وقد أخبر الله تعالى أن سنته في عباده غير ذلك . قال تعالى : (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة/286 .

وفي صحيح مسلم (200) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: ( وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ ) البقرة/ 284 ، قَالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْهَا شَيْءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِنْ شَيْءٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( قُولُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَسَلَّمْنَا " قَالَ: فَأَلْقَى اللهُ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)البقرة/ 286 " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ " (رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا) البقرة/ 286 " قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ، (وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا) البقرة/ 286 ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ) .

ولذلك ، جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إنما العلم بالتعلم ، والحلم بالتحلم ؛ ومن يتحَرَّ الخير : يُعْطَهْ ، ومن يتوق الشر : يُوَقه ) .

أخرجه الخطيب في " تاريخه " (9 / 127) وحسنه الألباني في "الصحيحة" (342).

وأما النفس في رمضان : فلها دور في حال الإنسان ، ولا شك ؛ فالنفس المطمئنة : أسعد الأنفس برمضان ، وما فيه من التعبد والعمل بطاعة الله .

والنفس اللوامة : أقل منها حظا في الانتفاع برمضان ، ولكنها تجد في رمضان بيئة ملائمة للعمل بطاعة الله ، ومقاومة الهوى .

وأما النفس الأمارة بالسوء : فلا تنتفع عادة برمضان ، بل لعلها تخرج منه أسوأ حالا من حالها وقت دخوله ، إلا إذا تابت وأنابت ورجعت إلى الله بالتوبة الصادقة النصوح عند دخول رمضان .

والله أعلم .

و لنا عوده باذن الله

*عبدالرحمن*
2018-05-05, 06:39
والله بعد اطلاعي على الموضوع السابق حول العبادة اكتشفت انني حقا لا اعرف كيف اعبد الله نسال الله ان يغفر لنا تقصيرنا .... وماذا بعد العبادة اخي عبد الرحمان ؟ :)

الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات

اللهم امين ... بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2018-05-06, 05:59
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية النفس ))

https://c.top4top.net/p_856l0rw81.jpg (https://up.top4top.net/)

السؤال

كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في دينه ؟

وإذا وقع فيها فماذا يتوجب عليه لدرء هذه الفتنة ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

إن صلاح دين المرء في الدنيا يعني سعادته وفوزه في الآخرة ، وإن رأس مال المسلم دينه ، فمن فرَّط فيه وعرَّضه للفتن فقد خاب وخسر ، ومن حافظ عليه واعتنى بتقويته أفلح ونجح ، ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم : ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ) .

رواه مسلم ( 2720 ) .

قال المناوي – رحمه الله - :

( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ) أي : الذي هو حافظ لجميع أموري ، فإن مَن فسد دينُه فسدت جميعُ أموره وخاب وخسر في الدنيا والآخرة .

" فيض القدير " ( 2 / 173 ) .

ثانياً:

يستطيع المسلم - بتوفيق الله له – أن يحصِّن دينَه من الفتن وذلك بسلوكه سبيل المؤمنين فيما أوصوا به من أمور ، ومن ذلك :

1. الابتعاد عن بيئة الفساد الديني والخلقي ، فيبتعد عن السكنى في ديار الكفر ، وينأى بنفسه عن مخالطة الفسَّاق ، ومن ابتعد عن وسائل الفساد حفظَ دينه من الضياع بإذن الله ، وتوشك بيئات الكفر ومخالطة أهلها أن تؤثر في الساكن بينهم من المسلمين ، وقد رأينا وسمعنا ما يفطِّر القلب ممن انتكس على عقبيه ، وباع دينه بمتاع من الدنيا زائل ، وكان ذلك بسبب انبهاره ببيئة الكفر وأهلها ، وموت قلبه في السكنى بينهم ، أو بمخالطتهم .

ومما يشبه ما سبق : الابتعاد عن الدخول في معترك الخلافات بين المسلمين ، وخاصة إذا أدَّى الاختلاف بينهم إلى التقاطع والتدابر والعراك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ومن استقرأ أحوال الفتن التي تجري بين المسلمين : تبيَّن له أنه ما دخل فيها أحدٌ فحمد عاقبة دخوله ؛ لما يحصل له من الضرر في دينه ودنياه ، ولهذا كانت مِن باب المنهي عنه ، والإمساك عنها من المأمور به الذي قال الله فيه ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) .

" منهاج السنَّة النبوية " ( 4 / 410 ) .

2. ومما يعين المسلم على تحصين دينه : تقوية إيمانه ، بفعل الطاعات الواجبة ، وترك المنكرات المحرَّمة ، ومن أعظم الطاعات الواجبة : الصلاة ، فيحافظ المسلم على إقامتها في أوقاتها ، بشروطها ، وأركانها ، وخشوعها ، قال تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) العنكبوت/ من الآية 45 .

وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالقيام بعموم الطاعات للنجاة من فتن الدين ، وحذَّر من فتن الدنيا كالمال والنساء والجاه أن تكون سبباً ليبيع دينه من أجلها ، وأخبر أنه قد يكون المرء مسلماً في الليل فيرتد في النهار ! أو يكون مسلماً في النهار فيرتد في الليل .

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا ) .

رواه مسلم ( 118 ) .

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

المهم : أن الرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من هذه الفتن التي كقطع الليل المظلم ، يصبح الإنسان مؤمناً ويمسى كافراً - والعياذ بالله - يومٌ واحدٌ يرتد عن الإسلام ، يخرج من الدَّين ، يصبح فيه مؤمناً ويمسى كافراً - نسأل الله العافية - لماذا ؟ يبيع دينه بعرَض من الدنيا ، ولا تظن أن العرَض من الدنيا هو المال ! كل متاع الدنيا عرَض ، سواء مال ، أو جاه ، أو رئاسة ، أو نساء ، أو غير ذلك ، كل ما في الدنيا من متاع : فإنه عرَض ، كما قال تعالى : ( تبتغون عرَض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) فما في الدنيا كله عرَض .

فهؤلاء الذين يُصبحون مؤمنين ويمسون كفاراً ، أو يمسون ويصبحون كفاراً : كلهم يبيعون دينهم بعرَض من الدنيا .

نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الفتن ، واستعيذوا دائما من الفتن .

" شرح رياض الصالحين " ( 2 / 20 ) .

3. ومنه : الدعاء ، وقد أرشدنا ربنا تعالى ، وعلَّمَنا نبينا صلى الله عليه وسلم من جوامع دعائه ما ينفع من أراد حماية دينه من الفتن ، ومنه : قوله تعالى ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيم ) في كل ركعة ، ومنه : ( اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ ... ) -

رواه والترمذي ( 464 ) وحسَّنه ، وأبو داود ( 1425 )

وهو ما يقوله المسلم في قنوت الوتر ، وغير ذلك كثير ، مما فيه الاستعانة بالله تعالى أن يهدي الداعي للدين القويم ، والصراط المستقيم ، وأن يثبته عليهما ، وأن يدلَّه على خير طريق وأقصره مما يوصله إلى رضوانه تعالى .

4. البُعد عن الرفقة السيئة .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ ) .

رواه أبو داود ( 4833 ) والترمذي ( 2378 ) وحسَّنه .

قال الخطابي – رحمه الله - :

لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته ؛ فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه ، فلا تُغَرِّرْ بدينك ولا تخاطر بنفسك فتخالل من ليس مرضيّاً في دينه ومذهبه .

" العزلة " ( ص 141 ) .

5. تعلم العلم الشرعي ، والرجوع إلى أهل العلم الثقات .

فمِن أعظم ما يرد به المسلم الفتنة في دينه عنه العلم الشرعي ، ولذا كان الجاهل عرضة للفتنة في دينه ، فانظر من يطوف حول القبور ، ومن يعتقد النفع والضر بالأموات ، فإنك إن تأملت حالهم رأيتهم من الجهلاء ، ومن كان منهم على علم فهو ممن باع دينه ليأكل به عرَضاً من الدنيا زائل .

ثالثاً:

ومن وقع في شيء من فتن الدِّين :

1. فليبادر إلى الخروج منها ، والانفكاك عنها بالكلية ، بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ، والندم على ما فرط في جنب الله ، والعزم على ألا يعود إليها أبداً .

2. وليغيِّر بيئته إلى بيئة طاهرة نظيفة .

3. وليدعُ ربَّه تعالى – بصدق وإخلاص - أن يخلِّصه منها .

4. وليعقب بعدها بأعمال صالحة ، وليستكثر منها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .

قال تعالى : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) سورة هود/114-115

5. ينبغي على المرء أن يكون على بينة من أمره ، بصيراً بعيبه ، عارفا من أين أُتي ، وكيف تمكن الشيطان منه ؛ فإن كانت فتنته في شهوة الفرج فليسع جاهداً إلى تحصين نفسه بالنكاح ؛ فإن عجز فليستكثر من الصوم ؛ فإنه له وجاء ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .

قال النووي رحمه الله :

" والمراد هنا أن الصوم يقطع الشهوة ، ويقطع شر المني ، كما يفعله الوجاء " .

وإن كانت الفتنة بغير ذلك من الشهوات أو الشبهات ، فليبادر بعلاجها بنقيضها ، وفيما سبق من أسباب العصمة من الفتن ما ينبه على ذلك كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-06, 06:02
السؤال

أريد أن أعرف هل يغفر الله لشخص أشرك وهو يعلم ولكنه يريد الآن أن يتوب ويغير حياته تماماً ؟

كيف تتم المغفرة لهذا الشخص ؟

وكيف يعرف أنه قد غُفر له ؟

وكيف يقوي إيمانه ليفعل الحلال ويترك الحرام ؟

لدي الكثير من المشاكل النفسية تقودني للضلال وتشوش علي . احتاج للنصيحة وهداية الله

الجواب

الحمد لله

قد أخبر الله عز وجل بأنه يغفر الذنوب جميعا لمن تاب إليه وأناب ، فقال : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 وهذا يشمل الذنوب كلها ، حتى الشرك ، فمن تاب تاب الله عليه .

وجاء في خصوص التوبة من الشرك ، وقبول ذلك ، قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ) الفرقان/68- 70

وذكر الله شرك النصارى وكفرهم ثم دعاهم إلى التوبة ، فقال : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) المائدة/73، 74 .

فمهما كان الذنب عظيما ، فإن عفو الله وكرمه وإحسانه أعظم .

فما عليك إلا أن تقبل على الله تعالى ، وتندم على ما قدمت ، وتعزم على عدم العود ، ثم أبشر بعد ذلك بفضل الله ورحمته وتوفيقه ، فإن الإسلام يهدم ما قبله من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص رضي الله عنه : " يا عمرو أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله " رواه مسلم (121) ورواه أحمد (17861) .

وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .

وإذا تاب العبد إلى الله تاب الله عليه ، وغفر له ، قال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) الشورى/25 ، وقال تعالى : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82 فعلى العبد أن يحسن الظن بربه ، وأن يؤمل قبول توبته، فإن الله يقول : " أنا عند ظن عبدي بي" حديث قدسي رواه البخاري (7066) ومسلم (2675) وعند أحمد (16059) بإسناد صحيح " أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ".

وأما تقوية الإيمان فتكون بأمور كثيرة منها :

1- كثرة ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه ، وكثرة الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم .

2- المحافظة على الفرائض والإكثار من النوافل ، ليفوز العبد بمحبة الله ، فيوفق ويسدد ، كما في الحديث: " إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه "

رواه البخاري (6137).

3- مصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة ، وينفرون من المعصية .

4- قراءة سير الصالحين من العلماء والزهاد والعباد والتائبين .

5- البعد عن كل ما يذكر بالمعصية ويدعو إليها .

وبالجملة فإن الإيمان يقوى بفعل الطاعات وترك المحرمات .

نسأل الله تعالى أن يوفقك ويتوب عليك ، ويهدي قلبك .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-06, 06:05
السؤال

ما هو دور الشباب المسلم في بناء المجتمع والأمة الإسلامية ؟

يلاحظ أن القرآن الكريم ذكر الشباب في أكثر من موضع ، قال تعالى : ( قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) الأنبياء/ 60 ، وكذلك السنَّة النبوية الصحيحة ، وما هي نصيحتكم للشباب المسلم في العالم كله ، تجاه دينه ، ومجتمعه ، وأمَّته ؟

وجزاكم الله خيراً .

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

" الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة ، والحيوية ؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة ، والعطاء المتجدد ، ولم تنهض أمَّة من الأمم - غالباً - إلا على أكتاف شبابها الواعي ، وحماسته المتجددة " .

ولقد علم أعداء الإسلام هذه الحقيقة ، فسعوا إلى وضع العراقيل في طريقهم ، أو تغيير اتجاههم ، إما بفصلهم عن دينهم ، أو إيجاد هوة سحيقة بينهم وبين أولي العلم ، والرأي الصائب ، في أمتهم ، أو بإلصاق الألقاب المنفِّرة منهم ، أو وصفهم بصفات ونعوت ، غير صحيحة ، وتشويه سمعة من أنار الله بصائرهم في مجتمعاتهم ، أو بتأليب بعض الحكومات عليهم " .

" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 365 ) .

ثانياً:

لما سبق بيانه كان على الشباب المسلم دورٌ مهم ، وأعمال بالغة الأهمية ؛ لينهضوا بأنفسهم تجاه ما يراد بهم ، وليكونوا حرَّاساً للدين تجاه ما يكاد به .

ويمكن أن نلخص ذلك الدور ، وتلك الأعمال فيما يلي :

1. العلم الشرعي .

قال تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) الزمر/ من الآية 9 .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ ) – رواه ابن ماجه ، وهو حديث حسن - .

فالعلم واجب شرعي على كل مسلم ، ولا يمكن للجاهل أن يفهم دينه ، ولا أن يدافع عنه في المحافل ، والمنتديات ، والجاهل لا تستفيد منه أمته ، ولا مدينته ، ولا قريته ، ولا أهله ، فلذا كان على الشباب المسلم أن يسارعوا إلى حلقات العلم ، في المساجد ، والمراكز الإسلامية ، وأن يستثمروا نشاطهم وفراغهم في حفظ القرآن ، وقراءة الكتب .

2. الدعوة إلى الله ، وتعليم الناس .

قال تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/104 .

والدعوة والتعليم : زكاة العلم ، وواجب على من تعلَّم العلم الشرعي أن يبلغه لغيره ، وأن يساهم في هداية الكفار إلى الإسلام ، وهداية العصاة إلى الاستقامة .

3. الصبر على أذى الناس .

قال تعالى – على لسان لقمان وهو يعظ ابنه - : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ ) لقمان/ 17 .

ولا بدَّ – غالباً – للداعية من أن يصاب بأذى قولي ، أو فعلي ، ولا ينبغي لذلك أن يصده عن الاستمرار في الدعوة إلى الله ، وليعلم أن الأنبياء والمرسلين قد أصابهم من ذلك الشيءُ الكثير ، وهو يسير على هديهم ، وطريقهم ، فليصبر ، وليحتسب .

4. الطاعة للأوامر ، والاجتناب للنواهي .

والشاب المسلم مطيع لربه تعالى ، فلا يسمع أمراً من الشرع إلا ويكون أول المستجيبين له ، ولا نهياً إلا ويكون أول المبتعدين عنه ، وقد استحق مثل هذا الشاب الثواب الجزيل يوم القيامة في أن يكون في ظل عرش ربِّه تعالى ، في وقت تدنو الشمس بلهيبها فوق رؤوس الخلائق .

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ : الإِمَامُ الْعَادِلُ ، وَشَابٌّ نَشَأ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... ) متفق عليه .

5. تزكية النفس .

ومما يحتاجه الشاب المسلم ، ويجب علينا نصحه به : أن يجعل لنفسه نصيباً من التزكية ، فيجتهد على نفسه فيربيها على القيام بما يتيسر من العبادات النوافل ، كقيام الليل ، وصيام الأيام الفاضلة ، وقراءة الأوراد والأذكار اليومية ؛ فهي زاد الشاب للثبات على طريق الهداية ، مع الالتزام بحفظ البصر عن المحرمات ، وصيانة السمع عن المنكرات ، وهكذا باقي جوارحه يجعلها مصونة عن ارتكاب ما يبغضه ربه ، ولا يرضاه منها .

ومما يحرص عليه الشاب المسلم في هذا الباب : إعفاف النفس ؛ تنفيذاً للوصية النبوية منه صلى الله عليه وسلم حين خاطب الشباب فقال : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) متفق عليه – و " الباءة " : هي القدرة على تكاليف الزواج ، من مهر ، ونفقة ، و" الوجاء ": الوقاية ؛ لأن الصوم يكسر حدّة الشهوة - .

6. الالتفاف حول العلماء الثقات .

قال تعالى : ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) النساء/ 83 .

والشاب المسلم لا توجهه عاطفته ، ولا تقوده حماسته ، إنما يسير على طريق الهداية بتوجيه العلماء الثقات ، والشيوخ الكبار ، ممن لهم علم واسع ، وتجارب نافعة ، فيهتدي بنصحهم ، ويعمل بمشورتهم ، ويُرجى أن يكون بعد ذلك أكثر نفعاً لأمته ، ودينه ، ويكون أكثر حماية ممن يكيد بالشباب لصرفهم عن رسالة الحق ، ونشر النور في الأرض .

7. أن يكونوا قدوة حسنة للناس .

وهذا هو حال طلاب العلم ، والدعاة إلى الله ، فالشباب المسلم الذي يقوم على تعليم الناس ودعوتهم ليس له أن يخالف فعلُه قولَه ، بل هو متحلٍّ بالفضائل التي يدعو إليها ، وقائم بالطاعات التي يرغب الناسَ بها ، وهو قدوة لغيره في الأمانة ، والاستقامة ، والصدق ، والعفاف ، وغير ذلك من الأخلاق الواجبة والفاضلة .

8. الاعتزاز بدينهم ، وترك تقليد الكفار .

قال تعالى – في هذه النقطة والتي قبلها - : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) إلى قوله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ) الممتحنة/ 4 – 6 .

وأكثر من نراه اليوم في عالَم تقليد الكفار في لباسهم ، وهيئاتهم ، وحركاتهم : هم طائفة الشباب ، وللأسف ، لذا كان من الدور المهم للشاب المسلم : أن يكون فخوراً معتزّاً بدينه ، لا يخجل من إظهار شعائره ، ولا يتوارى من الناس حين يقوم بعبادة خالقه ، وهو يبغض في قلبه الكافر ، وفعله ، فلا يتشبه بهيئته ، ولا بلباسه ، وهو بهذا يكون قدوة لغيره من الشباب الذي انماع في قبائح الحضارة الغربية الكافرة .

9. الجهاد ، وبذل النفس في سبيل الله .

والأمة الإسلامية تحتاج لكل طاقة في الشباب المسلم ، فلذا يبذل الشاب نفسه رخيصة في سبيل إعزاز دينه ، فإذا ما غزا كافرٌ بلاد الإسلام سارع للذب عنها ، والدفاع عن حرمات المسلمين ، وإذا شُرِّدت العائلات : قام على رعايتها ، والعناية بها ، وهو في كل ذلك جندي للإسلام ، يُرَى حيث تكون الحاجة لنشاطه وقوته فيبذلها رخيصة لربه تعالى ، وقدوته في ذلك : الشباب المسلم من الصحابة الأجلاء

كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين نام في فراش النبي ليلة الهجرة ، وكعبد الله بن أبي بكر ، حيث كان يستمع أخبار قريش ، ويزوِّد بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وأبا بكر رضي الله عنه ، وكأسامة بن زيد رضي الله عنهما ، حين قاد جيشاً فيه كبار الصحابة رضي الله عنهم .

ونسأل الله تعالى أن يصلح حال المسلمين ، وأن يهدي شبابهم للعمل بما يرضي ربهم ، وأن يجعلهم هداة مهتدين .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-06, 06:11
السؤال

ما هو موقفنا مما يحدث الآن من المذابح للمسلمين في فلسطين وفي أنحاء أخرى في العالم ، من تخريب بيوت وجرف مزارع وقتل أطفال وحبس الجرحى في الشوارع ، وقصف البيوت ومنع الناس من شراء ما يحتاجونه من الطعام والشراب من قبل اليهود وغيرهم ، ماذا يمكنني كمسلم أن أفعل ؟

الجواب

الحمد لله

1- عليكم بالدعاء ، ومنه : القنوت في الصلاة . والدعاء من أعظم الأسباب التي ينصر الله بها المؤمنين على عدوهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ) رواه البخاري (2896)، ولفظ النسائي (3178) : (إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا : بِدَعْوَتِهِمْ ، وَصَلَاتِهِمْ ، وَإِخْلَاصِهِمْ) وصححه الألباني في صحيح النسائي .

2- جمع الصدقات وإيصالها عن طريق الثقات .

3- مناصرة المستضعفين بكل الطرق ومنها وسائل الإعلام المتنوعة ، بإيضاح الحقائق وإيقاف العالم على صور الظلم والعدوان التي تمارس ضد أهل فلسطين ، وغيرهم من المسلمين .

4- استثارة واستنهاض همم العلماء والدعاة والخطباء والكُتَّاب لبيان الظلم الواقع ، والتقصير في رفعه ، وتجييش الأمة للدفاع عن المقدسات .

5- محاسبة النفس على التقصير في الغزو ، وفي نيته عند العجز عنه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ ) رواه مسلم (3533) .

6- تربية الأبناء على عداوة اليهود وأعداء الدين ووجوب جهادهم عند القدرة .

7- الأخذ بجميع أسباب إعداد القوة المادية والمعنوية استعداداً لملاقاة العدو ، قال الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال/60 .

8- تذكير النفس والناس بفضل الشهادة في سبيل الله والإلمام بأحكام الجهاد ، وترك التعلق بالدنيا .

9- الاستفادة من شبكة الإنترنت في مواجهة اليهود إعلامياً وثقافياً بإنشاء المواقع التي تبين جرائمهم وتكشف زيفهم ، والمشاركة في المواقع الحوارية التي يبثون فيها أفكارهم لدحضها وبيان باطلها ، إلى غير ذلك من صور المواجهة .

10- مراسلة الجمعيات الحقوقية العالمية والمنظمات الدولية بأنواعها ، وإيقافهم على الجرائم التي يرتكبها اليهود في فلسطين ، والمطالبة بمحاكمة من يقف وراءها .

11- على المسلمين المقيمين في الدول الغربية أن يطالبوا تلك الحكومات أن يكون لها دور إيجابي تجاه هذه الأزمات ، والضغط عليها نحو العدالة والإنصاف .

12- المطالبة بتفعيل دور المؤسسات والجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي بقوة ، لكي تنشط في إغاثة إخواننا ، وإيصال المساعدات إليهم .

13- على المسلم أن يعمل على تحريك المجتمع من حوله للتفاعل مع الأحداث ، وحث الناس على أن يقدم كل واحد منهم ما يستطيع أن يقدمه .

14- التأكيد على أن القضية قضية إسلامية ، يتحمل مسؤوليتها جميع المسلمين ، حكومات وشعوباً ، ليست قضية الفلسطينيين وحدهم ، ولا العرب ، بل هي قضية المسلمين جميعاً .

15- الحديث عن التطبيع وخطورته ، وبيان أضرار ذلك على الدول التي بدأت به ، لعلهم يتوبون ويرجعون ، ويَحْذَرُ غيرُهم .

16- التواصل مع الإعلاميين الشرفاء ـ من العرب وغيرهم ـ وحثهم على الكتابة وتقديم البرامج التي تدفع الرأي العام والحكومات إلى التعامل مع هذه الأزمات بشيء من العدل ، والوقوف مع المظلوم .

نسأل الله العلي القدير أن ينصر دينه ويعلي كلمته.

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-06, 06:16
السؤال

هل الوقوع في الذنوب دليل على فساد في العقيدة أو شبهة في العقيدة ؟ .

الجواب

الحمد لله

الأخلاق الحسنة – وهي التي تكون في ذاتها طاعة ، أو تؤدي إلى طاعة - من الدِّين ، بل هي الدِّين ، وقد أثنى الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه على خُلُق عظيم ، وفسر ابنُ عباس الخلق هنا بالإسلام .

قال تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) القلم/4 .

قال ابن عباس رضي الله عنهما :

أي : " إنك على دين عظيم ، وهو الإسلام " .

رواه الطبري في " تفسيره " ( 12 / 179 ) .

فالصحيح أنه لا انفكاك للخلُق عن الدِّين ، قال الفيروزآبادي في كتابه " بصائر ذوي التمييز " ( 2 / 568 ) : واعلم أن الدين كلّه خلُق ، فمن زاد عليك في الخلُق زاد عليك في الدِّين . انتهى .

ومما لا شك فيه أن للعقيدة ارتباطاً وثيقاً بالسلوك والأخلاق ، سلباً وإيجاباً ، ويتبين ذلك من خلال أمور ، منها :

1. أن المسلم الذي يعتقد أن الله تعالى يسمعه ويبصره ويطلع على سريرته ، ويقوى هذا الجانب فيه لا يصدر منه من الأخلاق والأفعال ما يفعله من ضعف اعتقاده في هذه الأمور .

ومما يدل على ذلك :

أ. قوله تعالى ( وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) النساء/128 .

ب. وقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ) النساء/135 .

ج. وقوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا ) النساء/58 .

2. ومنها : أن المسلم الذي يؤمن بوعد الله تعالى ووعيده يدفعه اعتقاده ذاك للقيام بما هو محبوب لله تعالى ، والابتعاد عن كل ما هو مبغوض له عز وجل .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ) .

رواه الترمذي ( 1162 ) وقال : حَسَنٌ صَحِيحٌ وأبو داود ( 4682 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

ومن المعلوم أن أحبَّ خلقه إليه المؤمنون ، فإذا كان أكملهم إيمانا أحسنهم خلقا : كان أعظمهم محبة له أحسنهم خلقا ، والخُلُق الدين كما قال الله تعالى : ( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ، قال ابن عباس : على دين عظيم ، وبذلك فسره سفيان بن عيينة ، وأحمد بن حنبل ، وغيرهما ، كما قد بيَّناه في غير هذا الموضع

. " الاستقامة " ( ص 442 ) .

وقال المباركفوري – رحمه الله - :

قوله : ( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ) بضم اللام ويسكن ؛ لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان .

" تحفة الأحوذي " ( 4 / 273 ) .

3. ومنها : أن قوة الإيمان تدفع للقيام بالأعمال الصالحة ، وتمنع من التدنس برجس المعاصي والآثام .

ومما يدل على ذلك :

أ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ ) .

رواه البخاري ( 2334 ) ومسلم ( 57 ) .

ب. عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ ، قِيلَ : وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ ) .

رواه البخاري ( 5670 ) .

ج. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( دَعْهُ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنْ الإِيمَانِ ) .

رواه البخاري ( 24 ) ومسلم ( 36 ) .

قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رحمه الله : الإِيمَانُ يَبْدُو فِي الْقَلْبِ ضَعِيفًا ضَئِيلا كَالْبَقْلَةِ ; فَإِنْ صَاحِبُهُ تَعَاهَدَهُ فَسَقَاهُ بِالْعُلُومِ النَّافِعَةِ وَالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَأَمَاطَ عَنْهُ الدَّغَلَ وَمَا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ ، أَوْشَكَ أَنْ يَنْمُوَ أَوْ يَزْدَادَ وَيَصِيرَ لَهُ أَصْلٌ وَفُرُوعٌ وَثَمَرَةٌ وَظَلَّ إلَى مَا لا يَتَنَاهَى ، حَتَّى يَصِيرَ أَمْثَالَ الْجِبَالِ . وَإِنْ صَاحِبَهُ أَهْمَلَهُ وَلَمْ يَتَعَاهَدْهُ جَاءَهُ عَنْزٌ فَنَتَفَتْهَا ، أَوْ صَبِيٌّ فَذَهَبَ بِهَا ، وَأَكْثَرَ عَلَيْهَا الدَّغَلَ فَأَضْعَفَهَا ، أَوْ أَهْلَكَهَا أَوْ أَيْبَسَهَا ؛ كَذَلِكَ الإِيمَانُ !!

وَقَالَ خيثمة بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ : الإِيمَانُ يَسْمَنُ فِي الْخِصْبِ وَيَهْزُلُ فِي الْجَدْبِ ؛ فَخِصْبُهُ الْعَمَلُ الصَّالِحُ وَجَدْبُهُ الذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي !!

[ نقله ابن تيمية في كتاب "الإيمان" ص (213) ]

4. ومنها : أن الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره يمنع من أخلاق سيئة كثيرة ، ومعاصي توعد الشرع عليها أشد الوعيد ، كالتسخط ، وشق الثياب ، وتمزيق الشعر ، والنياحة ، كما أن هذا الإيمان يدعو صاحبه للتحلى بفضائل الأخلاق ومعاليها ، كالصبر ، والرضا ، والاحتساب .

عَنْ صُهَيْبٍ الرومي رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )

. رواه مسلم ( 2999 ) .

وفي سنن أبي داود (4700) : قَالَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ حَقِيقَةِ الإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ !!

قَالَ : رَبِّ ، وَمَاذَا أَكْتُبُ ؟!!

قَالَ : اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ !! )

يَا بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ هَذَا فَلَيْسَ مِنِّي !! ) صححه الألباني .

5. ومنها : أن الشرع حث على كثيرٍ من الطاعات مؤكدا عليها بارتباطها بالإيمان بالله واليوم الآخر ، وحرَّم معاصٍ وموبقات مذكِّراً بالإيمان بالله واليوم الآخر .

ومما يدل على ذلك :

أ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ) .

رواه البخاري ( 5672 ) ومسلم ( 47 ) .

ب. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ تُسَافِرُ مَسِيرَةَ ثَلاثِ لَيَالٍ إِلا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ ) .

رواه البخاري ( 1036 ) ومسلم ( 1338 ) – واللفظ له - .

ج. عَن أُمِّ حَبِيبَةَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا يَحِلُّ لامْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُحِدَّ فَوْقَ ثَلاثٍ إِلا عَلَى زَوْجٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ) .

رواه البخاري ( 1221 ) ومسلم ( 1486 ) .

6. ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن في سنَّته أن فساد الاعتقاد – كالنفاق – يؤدي إلى فساد الأخلاق والأعمال .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ) .

رواه البخاري ( 33 ) ومسلم ( 59 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( المخالفون لأهل الحديث هم مظنة فساد الأعمال ؛ إما عن سوء عقيدة ونفاق ، وإما عن مرض في القلب وضعف إيمان ؛ ففيهم من ترك الواجبات واعتداء الحدود والاستخفاف بالحقوق وقسوة القلب ما هو ظاهر لكل أحد ، وعامة شيوخهم يُرمون بالعظائم ، وإن كان فيهم من هو معروف بزهد وعبادة ، ففي زهد بعض العامة من أهل السنة وعبادته ما هو أرجح مما هو فيه !!

ومن المعلوم أن العلم أصل العمل ، وصحة الأصول توجب صحة الفروع ، والرجل لا يصدر عنه فساد العمل إلا لشيئين : إما الحاجة وإما الجهل ؛ فأما العالم بقبح الشيء الغني عنه فلا يفعله ؛ اللهم إلا من غلب هواه عقله ، واستولت عليه المعاصي ، فذاك لون آخر وضرب ثان !! )

مجموع الفتاوى (4/ 53) .

نسأل الله تعالى أن يصلح شأننا كله ، وأن يهدينا لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-05-07, 06:55
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية النفس ))

كيف يوفق المسلمون بين العمل للآخرة والعمل للدنيا ؟

السؤال

في هذا العالم إذا كرس المسلمون جميع أوقاتهم وأفعالهم لما ينفع في اليوم الآخر ولم ينخرطوا في أي من الأعمال الدنيوية ، فكيف سيساهمون فيما فيه نفع الحضارة والإنسانية مثل التكنولوجيا والعلم والاختراع ؟.

الجواب

الحمد لله

دين الإسلام هو خاتم الأديان ، وإن مِن أهم خصائص هذا الدين أنه دين ينظم الحياة كلها , فالإسلام دين الدنيا والآخرة , قال الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام/162 ، وفي دعاء المسلمين في مواضع متفرقة يقولون : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) ، فهذا دين الله الكامل والشامل والجامع ، جمع بين حق الله وحق العبد ، وبين أمر الدنيا وأمر الآخرة .

وإن ادِّعاء أن الإسلام جاء بالرهبانية ادعاء باطل ، بل الرهبانية في دين النصارى المحرَّف ، وأخذها عنهم بعض مبتدعة المسلمين كالصوفية ، أما أهل السنة والجماعة الذي أخذوا الدين من نبعه الصافي ، وفهموه على وجهه الصحيح فإنهم يعتقدون أن الدنيا معبر إلى الآخرة ، وأن الإنسان لا ينبغي له أن يتعلق بالدنيا على حساب الآخرة ، فهم جعلوا الآخرة هي محط أنظارهم لأنها الحياة الأبدية الخالدة

فالعمل ينبغي أن يكون من أجلها لا من أجل حياة قصيرة فانية ، وليس معنى هذا أن لا يعملوا في الدنيا ولا يعمروا الأرض ، بل إن المسلمين بلغوا في مجالات العلم النظرية والعملية أعلى المنازل ، وكانت الحضارات تتبع المسلمين في تقدمهم وعلومهم ، ولا تزال بعض الجامعات الغربية العريقة تعترف بهذا وتدرِّس كتاباً للمسلمين في مناهجهم .

قال الفيلسوف الفرنسي " جوستاف لوبون " في كتابه " حضارة العرب " :

هل يتعين أن نذكر أن العرب - والعرب وحدهم - هم الذين هدونا إلى العالم اليوناني والعالم اللاتيني القديم ، وأن الجامعات الأوربية ومنها جامعة باريس عاشت مدة ستمئة عام على ترجمات كتبهم وجرت على أساليبهم في البحث ، وكانت الحضارة الإسلامية من أعجب ما عرف التاريخ " انتهى .

والمسلمون ليسوا كغيرهم ، فإنهم لما كانوا متمسكين بدينهم كانوا سابقين – أيضاً – في الدنيا ، ولما تركوا دينهم وتخلوا عنه صاروا تبعاً لغيرهم وعالة عليهم ، والنصارى لما كانوا متمسكين بدينهم المحرَّف كانوا متخلفين في دنياهم ، ولما قاموا على كنائسهم حرقاً وعلى رهبانهم قتلاً وفصلوا الدين عن الدنيا تقدموا في دنياهم وعلومها

فالمسلمون يدفعهم دينهم إلى التقدم ، ويتأخرون بتأخرهم عن دينهم ، والنصارى تخلفوا لما تمسكوا بدينهم المحرَّف ، لأنه لا يمكن لدين حرفه العباد أن يؤدي إلى التقدم ، وتقدموا لما تخلوا عنه ، فأي المنهجين يدعو لعمارة الدنيا ويسعى في تقدمه في العلوم وإسعاد الناس في الدنيا والآخرة ؟

والآيات والأحاديث التي تحث المسلم على عمارة الأرض بالزراعة والصناعة كثيرة ، وقد فهم المسلمون ذلك فسارعوا إلى العمل على هذه العمارة دون أن يؤثر ذلك على عبادتهم وطاعتهم ، ودون أن يروا أن بين الدين والدنيا تضادّاً وتنافراً ، والمحذور في هذه العمارة هو أن ينشغل المسلم بها عن واجبات دينه وطاعة ربه .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ) رواه البخاري (2195) ومسلم (1553) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

وفي الحديث : فضل الغرس والزرع والحض على عمارة الأرض , ويستنبط منه اتخاذ الضيعة والقيام عليها ، وفيه فساد قول من أنكر ذلك من المتزهدة ، وحُمل ما ورد من التنفير عن ذلك على ما إذا شغل عن أمر الدين , فمنه حديث ابن مسعود مرفوعا : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) الحديث , قال القرطبي : يجمع بينه وبين حديث الباب بحمله على الاستكثار والاشتغال به عن أمر الدين , وحمل حديث الباب على اتخاذها للكفاف أو لنفع المسلمين بها وتحصيل ثوابها .

"فتح الباري" (5/4) .

والحديث الذي ذكره الحافظ ابن حجر : ( لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ) رواه الترمذي (2328) وحسَّنه .

قال المباركفوري رحمه الله :

(الضيعة) هي : البستان والقرية والمزرعة .

(فترغبوا في الدنيا) أي : فتميلوا إليها عن الأخرى , والمراد : النهي عن الاشتغال بها وبأمثالها مما يكون مانعاً عن القيام بعبادة المولى وعن التوجه كما ينبغي إلى أمور العقبى . وقال الطيبي : المعنى لا تتوغلوا في اتخاذ الضيعة فتلهوا بها عن ذكر الله قال تعالى : ( رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ) .

"تحفة الأحوذي" (6/511) .

وقد رأينا إنصاف المسلمين ودينهم من بعض الباحثين الغربيين ، فاعترفوا بسبق المسلمين في مجالات العلوم الدنيوية المختلفة ، وهاهي بعض أقوالهم ليعلم السائل – وغيره – موقع الإسلام من الحضارات الأخرى ، وليعلم منهج الإسلام في حثه أتباعه على النظر والتأمل والعمل والإبداع ، وسنحرص على تنويع بلدان القائلين واختلاف ثقافاتهم .

1. يقول المفكر الفرنسي " جوستاف لوبون " في كتابه المعروف " حضارة العرب " - ترجمة " عادل زعيتر " - :

" لو أن العرب استولوا على فرنسا : إذن لصارت باريس مثل قرطبة في إسبانيا ، مركزاً للحضارة والعلم ؛ حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ ، بل ويقرض الشعر أحياناً ، في الوقت الذي كان فيه ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم " ! .

2. وقالت المستشرقة الألمانية " زيغريد هونكة " - في كتابها المعروف " شمس الله تشرق على الغرب" - انتشار المكتبات في العالم العربي والإسلامي :

" نمت دور الكتب في كل مكان نمو العشب في الأرض الطيبة ، ففي عام 891 م يحصي مسافر عدد دور الكتب العامة في بغداد بأكثر من مئة ، وبدأت كل مدينة تبني لها داراً للكتب يستطيع عمرو وزيد من الناس استعارة ما يشاء منها ، وأن يجلس في قاعات المطالعة ليقرأ ما يريد ، كما يجتمع فيها المترجمون والمؤلفون في قاعات خصصت لهم ، يتجادلون ويتناقشون كما يحدث اليوم في أرقى الأندية العلمية " .

وكتاب " شمس الله تشرق على الغرب " في النص الألماني معناه : نور الإسلام يضيء الحضارة الغربية ، والكتاب مليء بأسماء مبدعين مسلمين عرب وغير عرب .

3. واقرأ هذا الكلام لحكيم روسي وهو يبين أن هذا الدين فيه ما خدم الإنسانية ، وقاد إلى الرقي والمدنية .

وقال تولستوي الحكيم الروسي :

" ومما لا ريب فيه أن النبي محمداً كان من عظام الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة ، ويكفيه فخراً أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق ، وجعلها تجنح للسكينة والسلام وتؤثر عيشة الزهد ، ومنعها من سفك الدماء وتقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي والمدنية ، وهو عمل عظيم لا يقوم به إلا شخص أوتي قوة ، ورجل مثل هذا جدير بالاحترام والإكرام " .

4. وقال الدكتور النمساوي شبرك :

" إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها ، إذ إنّه رغم أُمّيته استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع ، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون إذا توصلنا إلى قمّته " .

5. وفي باب الطب والجراحة كان للمسلمين دورٌ لا يُنكر .

يقول الكاتب البريطاني هـ.ج. ويلز في كتابه " معالم تاريخ الإنسانية " :

" وتقدموا في الطب أشواطا بعيدة على الإغريق ، ودرسوا علم وظائف الأعضاء ، وعلم تدبير الصحة ، ... ولا يبرح كثير من طرق العلاج عندهم مستعملا بين ظهرانينا إلى اليوم ، وكان لجراحيهم دراية باستعمال التخدير ، وكانوا يجرون طائفة من أصعب الجراحات المعروفة ، وفي ذات الوقت التي كانت الكنيسة تحرم فيه ممارسة الطب انتظاراً منها لتمام الشفاء بموجب المناسك الدينية التي يتولاها القساوسة : كان لدى العرب علم طبي حق " انتهى .

بل ويقول – أيضاً - :

"كل دين لا يسير مع المدنية فاضرب به عرض الحائط ، ولم أجد ديناً يسير مع المدنية أنَّى سارت سوى دين الإسلام " انتهى .

والشهادات أكثر من أن تحصى ، وأردنا بذكر بعضها التدليل على ما قلناه من كلام غير المسلمين ، وقد اخترنا أناساً لا يمكن تواطؤهم على الكذب ، فهم من دول مختلفة ، ومن ثقافات مختلفة ، بل ومن أديان وحضارات مختلفة ، وفي كل ما ذكرناه عنهم بيان لما كان عليه المسلمون – ويجب أن يبقوا عليه – من تقدم وازدهار في العلوم المدنية ومن السعي في الإنسانية للرقي بحياتها في مختلف المجالات ، وكان المسلمون مع بروزهم في هذه المجالات متقدمين

كذلك – في العلوم الدينية والعبادات والطاعات لربهم عز وجل ، وتاريخ هذا الدين يشهد بالحركة العظيمة في التأليف في المجال الشرعي المتعلق بالقرآن والسنة ، ويشهد بنماذج عالية لعبَّاد وزهَّاد لم تمنعهم عبادتهم ولم يمنعهم زهدهم من أن يكونوا علماء في الشرع أو علماء في علوم دنيوية .

وثمة أسماء لامعة لعلماء مسلمين في مجالات متعددة لا يُنكِر علمَهم وتقدمَهم إلا جاهل أو مكابر ، ومنهم : ابن النفيس والزهراوي في الطب ، وابن الهيثم في الرؤية والضوء ، والخوارزمي في الرياضيات ، وغيرهم كثير كثير .

*عبدالرحمن*
2018-05-07, 06:58
عمل الدنيا لا ينافي عمل الآخرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :

عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَآخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمبَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ أَيْ أَخِي أَنَا أَكْثَرُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالا فَانْظُرْ شَطْرَ مَالِي فَخُذْهُ وَتَحْتِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَيُّهُمَا أَعْجَبُ إِلَيْكَ حَتَّى أُطَلِّقَهَا فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ دُلُّونِي عَلَى السُّوقِ فَدَلُّوهُ عَلَى السُّوقِ فَذَهَبَ فَاشْتَرَى وَبَاعَ وَرَبِحَ فَجَاءَ بِشَيْءٍ مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ [ وفي رواية : ثُمَّ تَابَعَ الْغُدُوَّ ( أي داوم الذّهاب إلى السوق للتجارة ) ] ثُمَّ لَبِثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَلْبَثَ فَجَاءَ وَعَلَيْهِ رَدْعُ ( أي أثر ) زَعْفَرَانٍ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَهْيَمْ ( أي ما شأنك ) فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً فَقَالَ مَا أَصْدَقْتَهَا قَالَ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي وَلَوْ رَفَعْتُ حَجَرًا لَرَجَوْتُ أَنْ أُصِيبَ ذَهَبًا أَوْ فِضَّةً . رواه الإمام أحمد 13360 وهو في صحيح البخاري 1907

في هذا الحديث اشتغال بعض الصحابة بالتجارة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وتقريره على ذلك، وفيه أن الكسب من التجارة ونحوها أولى من الكسب من الهبة ونحوها .

وترجيح الاكتساب بنفسه بتجارة أو صناعة. وفيه مباشرة الكبار التجارة بأنفسهم مع وجود من يكفيهم ذلك من وكيل وغيره .

عدد من المسلمين المخلصين إذا نظروا في أمر الإسلام والدين ثم التفتوا إلى أمر دنياهم وأعمالهم ووظائفهم وتجارتهم ودراستهم وجدوا تناقضا وأحسّوا بالإثم ورأوا تعارضا بين ما هم فيه من أمور الدنيا وبين القرآن والسنة .

وهذا الشّعور قد يكون نتيجة لتصوّر خاطئ وقد يكون نتيجة لممارسة خاطئة وعمل محرّم فالذين يعملون في المحرّمات وظيفة وتجارة ودراسة شعورهم بالتعارض حقيقي وصحيح ويجب أن يحصل لأنّهم يعملون في مجال محرّم مناف للدين وتصير أمور دنياهم مخالفة لأحكام دينهم فيجب على هؤلاء ترك المحرّمات التي هم فيها واقعون .

ومن المسلمين من يشعر بالتعارض لأنّه غلّب جانب الدنيا على جانب الدّين في الاهتمام والعمل فغبن نفسه وفوّت عليها حسنات كثيرة لو حصّلها لارتفع عند الله في الآخرة .

ومن المسلمين من يرون التعارض لخطأ في التصوّر لقضية طريق الدنيا وطريق الدين فهؤلاء ينبغي أن يُبصروا ويفقهوا ليزول اللبس فلا يتعذّبون ويعملون وهم في راحة

ويصرّ البعض على زعم أنّ العبادة تتعارض مع الاكتساب والعمل في الصناعة والتجارة والزراعة وأنّ من أراد الآخرة فلا بدّ أن يطلّق الدنيا طلاقا باتّا حتى يَصْلُح قلبه وأنّ الصحابة لم يفتحوا البلدان إلا بعد أن تركوا الدنيا وتفرّغوا تماما للجهاد .

وهذا الكلام فيه تعسّف بالغ ومنافاة لمصلحة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها وبعيد عن الحكمة والعقل السليم والواقع ، وهو مغاير قبل ذلك كله لحال الصّحابة رضي الله عنهم ولتبيّن الموقف سننظر فيما جاءت به الشريعة من الأحكام في العمل الدنيوي والكسب أولا ، وكيف طبّق الصحابة ذلك في حياتهم ثانيا

*عبدالرحمن*
2018-05-07, 07:01
أولا: حكم الشريعة في العمل الدنيوي

قال الله تعالى : [ وَابْتَغِ فِيمَا ءاتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ](77) سورة القصص

وقوله: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا" أي استعمل ما وهبك الله من هذا المال الجزيل والنعمة الطائلة في طاعة ربك والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل لك بها الثواب في الدنيا والآخرة "ولا تنس نصيبك من الدنيا" أي مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح فإن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا ولزورك عليك حقا فآت كل ذي حق حقه "

وقال الحسن وقتادة: معناه لا تضيع حظك من دنياك في تمتعك بالحلال وطلبك إياه ، ونظرك لعاقبة دنياك فالكلام على هذا التأويل فيه بعض الرفق به وإصلاح الأمر الذي يشتهيه .

قال مالك : هو الأكل والشرب بلا سرف .

قال ابن العربي : وأبدع ما فيه عندي قول قتادة : ولا تنس نصيبك الحلال ، فهو نصيبك من الدنيا ويا ما أحسن هذا .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الخارج من بيته: إن كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين، فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو في سبيل الله ، وإن كان خرج يسعى رياء ومفاخرة فهو في سبيل الشيطان .

صحيح الجامع 1428

و عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ

. رواه البخاري 2152

بل حتى في مواسم الحجّ وهو الرّكن العظيم من أركان الإسلام أباح الشارع الحكيم التجارة فيه لعلمه بحاجات العباد وما يُصلحهم .

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَتْ عُكَاظٌ وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا كَانَ الإِسْلامُ تَأَثَّمُوا مِنْ التِّجَارَةِ فِيهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ ( أي : فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ ) ..

رواه البخاري 1956

*عبدالرحمن*
2018-05-07, 07:10
ثانيا : الامتزاج بين الدنيا والآخرة في حياة الصحابة

* الزراعة وطلب العلم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ .. ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الْحَدِيثَ يَسُوقُهُ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَجَارٌ لِي مِنْ الأَنْصَارِ فِي بَنِي أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدٍ وَهُمْ مِنْ عَوَالِي الْمَدِينَةِ وَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بِمَا حَدَثَ مِنْ خَبَرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ مِنْ الْوَحْيِ أَوْ غَيْرِهِ وَإِذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ .. رواه البخاري

وفيه أن طالب العلم يجعل لنفسه وقتا يتفرغ فيه لأمر معاشه وحال أهله .

أَنَسٌ رضي الله عنه كَانَ لَهُ بُسْتَانٌ يَحْمِلُ فِي السَّنَةِ الْفَاكِهَةَ مَرَّتَيْنِ وَكَانَ فِيهَا رَيْحَانٌ كَانَ يَجِيءُ مِنْهُ رِيحُ الْمِسْكِ . روه الترمذي وحسنه : سنن الترمذي 3768

* رعي الغنم

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ الْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاةَ يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّة رواه النسائي 660

* التجارة

قال الله تعالى : [ وأحلّ الله البيع ]

وقال عن التجارة الدّولية والنقل البحري : [ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ الآية لآيات لقوم يتفكّرون ] البقرة 164

وقال تعالى : [ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(12)]

وقال البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه : بَاب الْخُرُوجِ فِي التِّجَارَةِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ : كتاب البيوع : باب الخروج في التجارة

قال ابن المنيِّر : غرض البخاري إجازة الحركات في التجارة ولو كانت بعيدة خلافا لمن يتنطع ولا يحضر السوق .. فتح الباري

وسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الْكَسْبِ فَقَالَ بَيْعٌ مَبْرُورٌ وَعَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ . رواه الإمام أحمد 15276

ونقل ابن حجر رحمه الله عن الزبير بن بكار في " الموفقيات " من حديث أم سلمة قالت " خرج أبو بكر الصديق رضي الله عنه تاجرا إلى بصرى في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , ما منع أبا بكر حبه لملازمة النبي صلى الله عليه وسلم , ولا منع النبي صلى الله عليه وسلم حبه لقرب أبي بكر عن ذلك لمحبتهم في التجارة " هذا أو معناه .

وعَنْ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا قَالَ وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلا تَاجِرًا وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ .. قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ حَدِيثٌ حَسَنٌ سنن الترمذي 1133

وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ . رواه البخاري 1932

فهذه الشّريعة الإسلامية المباركة بمبادئها المبثوثة في القرآن والسنّة وبالتطبيق العملي لها من قِبَل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تحثّ على العمل للدنيا والآخرة وتذمّ البطالة والكسل ومدّ اليد إلى الناس .

إنّ قضية الفصام بين طريق الدنيا وطريق الآخرة جعلت عامل الاحتساب يغيب عند الكثيرين الذين ضاقت عقولهم عن استيعاب أن ينوي الإنسان بعمله الدنيوي وجه الله ففقدوا أجرا عظيما كان يمكنهم تحصيله لو احتسبوا الأجر في أعمال دنيوية وأرادوا بطعامهم ونومهم وإتيانهم اللذات المباحة أرادوا الدار الآخرة : إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي .

ولكن هاهنا مسألة مهمة وهي ما هي الضوابط الشرعية للأعمال الدنيوية حتى لا تكون وبالا على صاحبها وحتى لا تنفلت الأمور وينصرف الناس عن الآخرة إلى الدنيا ؟

عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلامِهَا نَظْرَةً فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاتِي .

وفي رواية عَنْ عَائِشَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى عَلَمِهَا وَأَنَا فِي الصَّلاةِ فَأَخَافُ أَنْ تَفْتِنَنِي رواه البخاري 373

خَمِيصَةٍ ( كساء مربّع ) لَهَا أَعْلامٌ

الأَنْبِجَانِيَّة ( كساء غليظ ليس له أعلام )

الدنيا تُشغل شغلا لابدّ منه والتفرّغ للعلم أو العبادة عزيز ونادر وكثيرا ما يكون شاقّا حتى في العهد الأول .

يحدّثنا عن ذلك أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فيقول : إِنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ أَكْثَرَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَلَوْلا آيَتَانِ فِي كِتَابِ اللَّهِ مَا حَدَّثْتُ حَدِيثًا ثُمَّ يَتْلُو إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى إِلَى قَوْلِهِ الرَّحِيمُ ، إِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الصَّفْقُ بِالأسْوَاقِ وَإِنَّ إِخْوَانَنَا مِنْ الأَنْصَارِ كَانَ يَشْغَلُهُمْ الْعَمَلُ فِي أَمْوَالِهِمْ وَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِبَعِ بَطْنِهِ وَيَحْضُرُ مَا لا يَحْضُرُونَ وَيَحْفَظُ مَا لا يَحْفَظُونَ

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّكُمْ تَقُولُونَ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقُولُونَ مَا بَالُ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ لا يُحَدِّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَإِنَّ إِخْوَتِي مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يَشْغَلُهُمْ صَفْقٌ بِالأَسْوَاقِ وَكُنْتُ أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي فَأَشْهَدُ إِذَا غَابُوا وَأَحْفَظُ إِذَا نَسُوا وَكَانَ يَشْغَلُ إِخْوَتِي مِنْ الأَنْصَارِ عَمَلُ أَمْوَالِهِمْ وَكُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا مِنْ مَسَاكِينِ الصُّفَّةِ

أَعِي حِينَ يَنْسَوْنَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثٍ يُحَدِّثُهُ إِنَّهُ لَنْ يَبْسُطَ أَحَدٌ ثَوْبَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي هَذِهِ ثُمَّ يَجْمَعَ إِلَيْهِ ثَوْبَهُ إِلا وَعَى مَا أَقُولُ فَبَسَطْتُ نَمِرَةً عَلَيَّ حَتَّى إِذَا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَالَتَهُ جَمَعْتُهَا إِلَى صَدْرِي فَمَا نَسِيتُ مِنْ مَقَالَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ مِنْ شَيْءٍ رواه البخاري 2047

فمسألة التفرّغ هذه قد لا يُطيقها في عصرنا إلا من كان لديه إرث كبير أو عقار دارّ لا يحتاج إلى مزيد متابعة أو قريب ينفق أو جهة خيرية تدعم وتَمدّ وهذا مهمّ للتفوّق والنبوغ في العلم مثلا لأنّه كثير لو أعطيته كلّك أعطاك بعضه ثمّ ليس كلّ النّاس ولا أكثرهم عندهم الأهلية للنبوغ في العلم ولنرجع لكلام على الأعمّ الأغلب من الناس

هل يُمكن أن يُمارس الإنسان أعمالا أخروية من خلال عمل دنيوي : إليكم هذه القصّة :

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَيْنَا رَجُلٌ بِفَلاةٍ مِنْ الأَرْضِ فَسَمِعَ صَوْتًا فِي سَحَابَةٍ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ فَتَنَحَّى ذَلِكَ السَّحَابُ ( أي توجّه وقصد ) فَأَفْرَغَ مَاءهُ فِي حَرَّةٍ ( الأرض الصلبة ذات الحجارة السوداء ) فَإِذَا شَرْجَةٌ مِنْ تِلْكَ الشِّرَاجِ ( والشّراج مسايل الماء ) قَدْ اسْتَوْعَبَتْ ذَلِكَ الْمَاءَ كُلَّهُ فَتَتَبَّعَ الْمَاءَ فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ فِي حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الْمَاءَ بِمِسْحَاتِهِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ قَالَ فُلانٌ لِلاسْمِ الَّذِي سَمِعَ

فِي السَّحَابَةِ فَقَالَ لَهُ يَا عَبْدَ اللَّهِ لِمَ تَسْأَلُنِي عَنْ اسْمِي فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ صَوْتًا فِي السَّحَابِ الَّذِي هَذَا مَاؤُهُ يَقُولُ اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ لاسْمِكَ فَمَا تَصْنَعُ فِيهَا قَالَ أَمَّا إِذْ قُلْتَ هَذَا فَإِنِّي أَنْظُرُ إِلَى مَا يَخْرُجُ مِنْهَا فَأَتَصَدَّقُ بِثُلُثِهِ وَآكُلُ أَنَا وَعِيَالِي ثُلُثًا وَأَرُدُّ فِيهَا ثُلُثَهُ وفي رواية : وَأَجْعَلُ ثُلُثَهُ فِي الْمَسَاكِينِ وَالسَّائِلِينَ وَابْنِ السَّبِيلِ صحيح مسلم 5299

في هذا الحديث فضل الصدقة والإحسان إلى المساكين وأبناء السبيل , وفضل أكل الإنسان من كسبه , والإنفاق على العيال .

إذن من الخطأ أن نتصوّر أن العمل الدنيوي منفصل تماما عن عمل الآخرة وأنّه لا يُمكن احتساب شيءٍ أُخْروي من خلال العمل الدنيوي، ولكن الأعمال الدنيوية إذا لم تنضبط بضوابط الشّرع كانت وبالا على صاحبها، فما هي يا تُرى التوجيهات التي وردت في الشريعة بشأن هذا الموضوع ، إليكَ أخي ، إليكِ أختي بعضُها

* الإيمان بحقارة الدنيا وتفاهتها

عن أبي هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ سنن الترمذي 2244

قوله : ( إن الدنيا ملعونة ) أي مبغوضة من الله لكونها مبعدة عن الله (ملعون ما فيها ) أي مما يشغل عن الله ( إلا ذكرُ الله ) بالرفع . . . (وما والاه ) أي أحبه الله من أعمال البر وأفعال القرب ,

* الزهد في الدنيا وعدم تعلّق القلب بها

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ازهد في الدنيا

فإذا كانت الأموال بمثابة الحمار الذي يركبه والكنيف الذي يدخل لقضاء حاجته فهذا ليس متعلقا بالدنيا مع متاجرته وعمله

وسئل الإمام أحمد أيكون الرجل زاهدا وعنده مائة ألف قال نعم بشرط أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت

* عدم الانشغال بها عن الآخرة

قال تعالى : "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" كقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله" الآية وقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع" الآية ، يقول تعالى لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وربحها عن ذكر ربهم الذي هو خالقهم ورازقهم والذين يعلمون أن الذي عنده هو خير لهم وأنفع مما بأيديهم لأن ما عندهم ينفذ وما عند الله باق .

عن ابن مسعود أنه رأى قوما من أهل السوق حيث نودي للصلاة المكتوبة تركوا بياعتهم ونهضوا إلى الصلاة فقال عبد الله بن مسعود هؤلاء من الذين ذكر الله في كتابه "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" الآية وهكذا روى عمرو بن دينار القهرماني عن سالم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد فقال ابن عمر فيهم نزلت "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"

وقال عمرو بن دينار الأعور كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد فمررنا بسوق المدينة وقد قاموا إلى الصلاة وخمروا متاعهم فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس معها أحد فتلا سالم هذه الآية "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله" ثم قال هم هؤلاء

وقال مطر الوراق كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة

* القناعة

نصيبك مما تجمع الدهرَ كلَّه رداءان تُلوى فيهما وحَنوطُ

وقال آخر:

هي القناعة لا تبغي بها بدلا فيها النعيم وفيها راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن

* ترك محرّماتها وعدم الافتتان بزخرفها

قال تعالى : [لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربّك خير وأبقى ]

* إخراج حقوق الله من ممتلكاتها :

تسليم حقّ المال زكاة المال ، والزّرع وآتوا حقّه يوم حصاده ، النفقات الواجبة على الزوجة والأولاد والوالدين المحتاجين والصدقات :[ من ذا الذي يُقرض الله قرضا حسنا ]

* الالتزام بالأحكام الشرعية في الاكتساب والإنفاق

وهي لما أباحت أنواع المكاسب الطيّبة جعلت ضوابط وحدّت حدودا من تعدّاها في عمله الدنيوي وقع في المحظور ودخل في الذمّ والوعيد فمن ذلك أن لا يعمل محرّما ولا يبيعه كخمر وخنزير ولا يغشّ ولا يحتكر .

وجاءت الشّريعة كذلك بتحريم المضارة بالآخرين وتحريم الدّخول في الوظائف المحرمة وتحريم بيع المحرمات ومنع تأجيرها واستيفاء الشروط الشرعية في البيع كالتراضي وتحديد الثمن وأن لا يبيع ما لا يملك وهكذا وعدم مخالفة ذلك وعدم الإنفاق في المحرمات لا شراء ولا استئجارا .

* وحسن القصد والنيّة الحسنة

بأن يقصد بتجارته وجه الله لا الأشر ولا البطر ولا التفاخر ولا التكاثر وأن يقصد اعفاف نفسه عن سؤال الناس والاستغناء عن الخلق والإنفاق على نفسه وأهله وكلّ من تلزمه نفقتهم من الأقارب ، وصلة الرحم وأداء حقّ المال من الزكاة والصّدقة والإنفاق في كلّ ما يحبّه الربّ .

نقلاً عن مجلة الملتقى

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-05-07, 19:03
ماهو دور الشباب المسلم في بناء المجتمع ...
كاذب من انكر ان الشباب هم اساس النهضة .. فهم الفئة التي تشكل القوة الكامنة للمجتمعات الاسلامية او غيرها من المجتمعات وفي نفس الوقت هم اكثر فئة حساسة في المجتمع , والمشكلة انهم في زمان مثل هذا اين كثرت الفتن اصبح من النادر ان تجد الشباب الاتقياء المخلصين لدينهم بل اصبحت تجد اكثريتهم كقطع الحديد التي تنجذب الى فتن الكفار فاما ان تجدهم بتسريحة شعر غريبة وكانها من كوكب اخر واما ان تجده يرتدي سروالا ممزقا وحين تساله يقول لك باستهزاء : يامسكين الا تعلم ان هذه هي اخر صيحات الموضة ؟
واما ان تجد هوايته افتعال الفواحش ومجالسة رفاق السوء في مجالس اللغو ,
مساكين ... لا يعلمون ان هذه الموضة وغيرها لم تبتكر الا لابعادهم عن تعاليم الدين الصحيحة .
كان يدرس مع ابني صبي والده امام ومن احسن الذين عرفتهم و كان هذا الصبي مميزا حيث كان يصلي جميع صلواته في المسجد , وعلى خلاف زملائه لم يتفوه يوما باي كلام فاحش او بذيئ و وكان مستواه الدراسي اكثر من رائع ولكنه في يوم ما انتقل الى مدرسة اخرى . ولم يلتق به ابني الا بعدما انتقل الا الطور الا عدادي فكانت المفاجاة ان الولد تغير جذريا ... انقلب من المثل الاعلى الى مالا يمكن وصفه .. حتى ان ابني نفر منه بعدما كان اعز اصدقائه , وبعدما سال بقية زملائه عن سبب تغير زميله اخبروه انه تغير بتاثير رفاق السوء الذين كانوا مثل الجراثيم التي نقلت امراضها اليه دون ان يشعر .
ومع الاسف ... هكذا نخسر خيرة شبابنا ...

abousoumia
2018-05-07, 19:32
السلام عليكم اخي عبد الرحمان لدي سؤال لك ... انت تعلم انه من واجب كل مسلم تبليغ رسالة رسول الله لمن يجهلها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية وقال ايضا من الجم علما الجمه الله بلجام النار ولكن الناس لم تعد تتقبل شرائع الدين الحنيف وصاروا يتعبون ماتستهويه نفوسهم وينفرون من غيره , فمثلا من تخبره ان التصوير حرام ويراك لا تلتقط الصور يصفك بالمجنون الملتزم فوق الحد . اعلم انه من الواجب الصبر على امثالهم فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد الخلق باقبح الاوصاف عند جهره بالرسالة ولكنه صبر الى ان اتاه النصر من عند الله وينبغي علينا الاقتداء به , ولكن هل من حل لنتفادى مثل ردود الافعال هذه خاصة وانها تجعل الملتزمين وخاصة الجدد ينفرون من الدين قبل ان يعرفوه جيدا حتى ؟

*عبدالرحمن*
2018-05-08, 07:07
عليكم السلام ورحمه الله و بركاته

اخي الكريم abousoumia

في البدايه يجب جميعا نعرف الفرق بين النقد والإنتقاد

النقد هو وصف للتصرفات السلبيه بطريقة ودوده ترمي الي التصحيح والتصويب في حال وجود الخطاء و الي الاستمراريه في حال وجود نجاحات و هذا النقد محبب لنا جميعا من بعضن لبعض

مثال حين تراني اتحدث مع مسلم شيعي مثلا و ليس رافضي او ينتسب لائي فرقه من الفرق الضاله تجدني اتحدث معاه بالنقد لاني اقصد اجتذابه للحق لانه قد يكون قريب منه .. وفي ضميري ان يكون باقي الحوار بيني وبينه فقط حتي لا يضرة خجله من المشاهدين الي الاستمرار علي الباطل ... وهذا الامر مهم جدا حين نختار النقد لا يجب ان نختارة في جميع الاوقات امام الغير بل يجب معظم النقد يكون في الخفاء

اما الانتقاد هو تصيد مقصود للاخطاء هدفه اظهار السلبيات

مثال حين تراني اتحدث مع مسلم ينتسب للروافض او الصوفية بالتحديد او مسيحي تجدني اتحدث بالانتقاد لان شره اقرب منه للخير فيكفيني اني اوضحه لمن يشاهد هذا الحوار فهذا هو المكسب المؤكد

و هكذا تعلمنا من العلماء ان لكل مقام مقال

وتجدني اقول دائما عرفني بنفسك ... و الغرض اني اعرف اختار الافضل في الحديث النقد ام الانتقاد و حين يجاء القرار لا اتردد

الا حين يظهر منه ما يجبرني علي التغير لما سبق شرحه

و اؤكد لك ان اللتزمنا بتحقيق الفرق بين النقد والانتقاد لن تكون هناك مشاكل لا من قريب ولا بعيد

*عبدالرحمن*
2018-05-08, 07:30
[center , فمثلا من تخبره ان التصوير حرام ويراك لا تلتقط الصور يصفك بالمجنون الملتزم فوق الحد

اخي الحبيب

عن نفسي في هذا المقام يكون سؤالي ك التالي

اسالة عن قوة الصله بينه وبين الله في الصلوات الخمس هل يحافظ عليها في اوقاتها فان كان فيها خلل يكون حديثي في تعديل هذا الخلل و اقوم بتأجيل الحديث عن حرمه الصور لماذا .. لان شرط كونه من المسلمين حقا حفاظه الصلاة فان كان لا يحافظ علي الصلاة و يعرف مقدرها فكيف يقدر الحرام و الحلال

و اساله عندما يجاء الصوم هل تصوم و تنام طول النهار ام هل تصوم عن جارحه العطش و الجوع فقط و هل ليل رمضان عنده ك نهار رمضان ام بينهم اختلاف و اين صوم النظر وصوم السمع و صوم الاحساس و صوم الاستنشاق هل عندما يستنشق الطعام وقت صومه ينسجم معه ام يتلهي عنه بسماع القران هل في الليل يسمع الاغاني و ينظر للنساء في الشوارع ... وهكذا

الاولويه اخي الكريم في تحدثك مع الغير التركيز علي القواعد الخمس في الاسلام فان كان يعظمهم سيكون قلبه مستشعر الخوف من مقام الله و سوف يفهم نصحتك و يلتزم بها[/center]

*عبدالرحمن*
2018-05-08, 07:50
, وبعدما سال بقية زملائه عن سبب تغير زميله اخبروه انه تغير بتاثير رفاق السوء الذين كانوا مثل الجراثيم التي نقلت امراضها اليه دون ان يشعر .
ومع الاسف ... هكذا نخسر خيرة شبابنا ...

نعم اصدقاء السوء قادرين ان يضيعوا كل خير لكن اؤكد لك ان كان صلاحه عن يقين ما تغير كما تغير لان يقينه سيكون معين عند الشدائد و يجب علي كل مسلم علي حق يبحث عن الصديق الصالح

اخي المسلم اختي المسلمه

كيف نعرفه في زمن قل فيه العبد الصالح اقول ان لم تجده كن انت العبد الصالح ستجد العبد الصالح حين يجدك فهو الاخر يبحث عن العبد الصالح

ما هي صفات الصديق الصالح ؟

الصديق الصالح هو العبد الصالح ، المطيع لربه ، الملتزم بأوامر دينه ، الحريص على مرضاة الله ، المسارع بالإيمان إلى كل خير ، المنصرف بالتقوى عن كل شر ، المحب للسنة وأهلها ، الموالي في الله ، المعادي في الله ، المبغض للعصيان وأهله ، التقي النقي ، البر الخفي ، الذي لا غل في قلبه ولا حسد .

الصديق الصالح هو الذي يذكرك بربك متى غفلت عن ذكره ، ويعينك ويشاركك : إذا كنت في ذكر لربك . قال النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ) - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ . متفق عليه .

قال النووي رحمه الله :

" صَرِيح فِي تَعْظِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ بَعْضهمْ عَلَى بَعْض , وَحَثّهمْ عَلَى التَّرَاحُم وَالْمُلَاطَفَة وَالتَّعَاضُد فِي غَيْر إِثْم وَلَا مَكْرُوه "

الصديق الصالح هو الذي لا يطلب عثرات إخوانه ولا يتتبعهم ، وإنما يطلب ما يقيلهم .

قال ابن مازن : " المؤمن يطلب معاذير إخوانه ، والمنافق يطلب عثراتهم " .

وقال الفضيل بن عياض : " الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان "

"آداب العشرة" (ص 1-3)

الصديق الصالح من سلم المسلمون من لسانه ويده ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف المسلم .

وقد قال أبو الفيض بن إبراهيم المصري : " عليك بصحبة من تسلم منه في ظاهرك ، وتعينك رؤيته على الخير ، ويذكرك مولاك " .

"آداب العشرة" (ص 3)

ومنها أن يحمدهم بحسن الثناء عليهم ، وإن لم يساعدهم باليد .

وقد روى أحمد (12709) وأبو داود (4812) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَتْ الْمُهَاجِرُونَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قَوْمٍ قَدِمْنَا عَلَيْهِمْ أَحْسَنَ بَذْلًا مِنْ كَثِيرٍ وَلَا أَحْسَنَ مُوَاسَاةً فِي قَلِيلٍ ، قَدْ كَفَوْنَا الْمَئُونَةَ وَأَشْرَكُونَا فِي الْمَهْنَإِ ، فَقَدْ خَشِينَا أَنْ يَذْهَبُوا بِالْأَجْرِ كُلِّهِ .

فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (كَلَّا ؛ مَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ بِهِ ، وَدَعَوْتُمْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

ومن صفاته بشاشة الوجه ، ولطف اللسان ، وسعة القلب ، وبسط اليد ، وكظم الغيظ ، وترك الكبر ، وملازمة الحرمة ، وإظهار الفرح بما رزق من عشرتهم وأخوتهم .

ومنها : سلامة القلب وإسداء النصحية لإخوانه ، وقبولها منهم .

ومنها : موافقة إخوانه وعدم مخالفتهم في المعروف ، وحبس النفس على ملامتهم .

قال أبو زائدة : " كتب الأحنف إلى صديق له : أما بعد ، فإذا قدم أخ لك موافق ، فليكن منك بمنزلة السمع والبصر ؛ فإن الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف . ألم تسمع قول الله عز وجل لنوح عليه السلام في ابنه : ( إِنَهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَهُ عَمَلٌ غَيرَ صَالِحٍ ) " .

"آداب العشرة" (ص 7) .

ومنها : حب التزاور والتلاقي والتباذل ، والبشاشة عند اللقاء ، والمصافحة بود وإخاء .

وقد روى مسلم (2567) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .

وروى أحمد (21525) عن مُعَاذ بْن جَبَلٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ) . صححه الألباني في "صحيح الترغيب" .

وقد كان يقال : " لا تصحب إلا من إن صحبته زانك ، وإن حملت مؤونة أعانك ، وإن رأى منك ثلمة سدها ، وإن رأى منك حسنة عدها ، وإن سألته أعطاك ، وإن تعففت عنه ابتداك ، وإن عاتبك لم يحرمك ، وإن تباعدت عنه لم يرفضك " .

"تاريخ دمشق" (68/ 236) .

وقال أبو عبد الرحمن السلمي :

" الصحبة مع الإخوان بدوام البشر وبذل المعروف ونشر المحاسن وستر القبائح واستكثار قليل برهم واستصغار ما منك إليهم وتعهدهم بالنفس والمال ومجانبة الحقد والحسد والبغى والأذى وما يكرهون من جميع الوجوه ، وترك ما يعتذر منه " انتهى .

"آداب الصحبة" (ص 120)

ومنها : أن لا يحسد إخوانه على ما يرى عليهم من آثار نعم الله ، بل يفرح بذلك ويحمد الله على ما يرى من النعمة عليهم كما يحمده على نفسه . قال الله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النساء / 54]

ومنها : المعاشرة بالمعروف بصدق وإخلاص .

قال أبو صالح :" المؤمن يعاشرك بالمعروف ويدلك على صلاح دينك ودنياك ، والمنافق يعاشرك بالممادحة ، ويدلك على ما تشتهيه ، والمعصوم من فرق بين الحالين " .

"آداب الصحبة" (ص 55)

ومنها : القيام بأعذار الإخوان والأصحاب والذب عنهم والانتصار لهم .

ومنها : أن يشارك إخوانه في المكروه كما يشاركهم في المحبوب ، لا يتلون عليهم في الحالين جميعا .

ومنها : أن لا يمن بمعروفه على من يحسن إليه ويستصغره ، ويعظم عنده معروف إخوانه ويستكثره .

ومنها : أن يجتهد في ستر عورة إخوانه وإظهار مناقبهم وكتمان قبائحهم .

ومنها : التودد إلى إخوانه باصطناع المعروف إليهم ، والصفح عما بدر منهم ، والتماس الأعذار لهم .

وعن محمد بن المنكدر قال : " لم يبق من لذة الدنيا إلا قضاء حوائج الإخوان " .

"تاريخ دمشق" (56/ 53)

وبالجملة :

فالصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير ، ذو الخلق الحسن ، الآمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة ، مراعيها حق رعايتها بالقول والفعل ، والذي لا يفعل ذلك إلا لله ، يرجو به عقبى الله .

abousoumia
2018-05-08, 17:51
فالصديق الصالح هو الخليل المعين على كل خير ، ذو الخلق الحسن ، الآمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، المحافظ على حق الصحبة في الغيب والشهادة ، مراعيها حق رعايتها بالقول والفعل ، والذي لا يفعل ذلك إلا لله ، يرجو به عقبى الله .
وايجاد ومثل هؤلاء صار اقرب الى الخيال

*عبدالرحمن*
2018-05-08, 19:08
وايجاد ومثل هؤلاء صار اقرب الى الخيال

كم يحزني ان من يفكر في النهضة و يضع اول حجر اساس لها تكون لاديه هذه النظرة التشائمية

فاعلم يا اخي ان كل من كتب علي نفسه هذا الطريق لابد له من الصبر و المصابرة و تجديد يقينه ان مازال الخير قائم حتي وان زادت الظلمة

قال الرسول صلي الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" أخرجه مسلم والبخاري بنحوه وغيرهما عن جمع من الصحابة بألفاظ متقاربة، وهو مخرج في (الصحيحة) فانظر (صحيح الجامع) (7164-7173)

abousoumia
2018-05-08, 19:21
[center]السلام عليكم [/center
الشباب المسلم في زماننا هذا صار عرضة للافتتان بشهوات الدنيا , خاصة مع الالغام والفخاخ التي ينصبها لهم اولئك الكفار . والمشكلة لدينا هي نقص الوعي والفطنة لديهم وهنا يحين دورنا .
للدكتور خالد ابو شادي كتاب جد رائع يوجهه الى الناس عامة والى فئة الشباب خاصة , وهو تحت عنوان صفقات رابحة حيث جمع فيه صاحبه عشر صفقات بالعدد , تجعل الشاب يكسب دنياه واخراه فتبدا من النظرة وتاثيرها وتنتهي لتشمل كافة اوجه الحياة .
هي صفقات رابحة مع الشروط والتسهيلات وحتى الارباح مع استراحات يضرب فيها الكاتب مجموعة من الامثال والقصص الخالدة التي تفيد المرء في التغيير من نفسه .
كان انطباعي عنه ممتازا فهو كتاب اكثر من رائع , وانصح الجميع بقراءته واتباع النصائح الواردة فيه شبابا وكهولا واعدكم انكم ستسرون وتجدون ماكنتم تبحثون عنه .:19:

*عبدالرحمن*
2018-05-09, 04:50
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية النفس ))

السؤال

ما هي حدود الامتناع عن عمل الخير خوفا من الرياء ؟.

الجواب

الحمد لله

يجب أن يُعلم أن الشيطان حريص على إيقاع المسلم في أحد أمرين : إما أن يجعله يعمل العمل رياءً وسمعة ، ولا يخلص فيه لله ، وإما أن يجعله يترك العمل بالكلية .

والمسلم الصادق في نيته لا يهمه ما يلقيه الشيطان من وساوس في عمله وأنه لغير الله ، ولا يهمه ما يلقيه الشيطان من وساوس ليترك الطاعة تخويفاً له من الرياء ، فإن القلب الصادق المطمئن يستوي عند صاحبه العمل في السر والعمل في العلن .

سئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

امرأة تسأل فتقول : إني أخاف من الرياء وأحذره لدرجة أنني لا أستطيع أن أنصح بعض الناس أو أنهاهم عن أمور معينة مثل الغيبة والنميمة ونحو ذلك ، فأخشى أن يكون ذلك رياء مني ، وأخشى أن يظن الناس فيّ ذلك ويعدوه رياء فلا أنصحهم بشيء ، كما أني أقول في نفسي : إنهم أناس متعلمون ، وليسوا في حاجة إلى نصح ، فما هو توجيهكم ؟

فأجاب :

" هذا من مكايد الشيطان ، يخذل بها الناس عن الدعوة إلى الله وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن ذلك أن يوهمهم أن هذا من الرياء ، أو أن هذا يخشى أن يعده الناس رياء فلا ينبغي لك أيتها الأخت في الله أن تلتفتي إلى هذا ، بل الواجب عليك أن تنصحي لأخواتك في الله وإخوانك إذا رأيت منهم التقصير في الواجب أو ارتكاب المحرم كالغيبة والنميمة وعدم التستر عند الرجال ولا تخافي الرياء

ولكن أخلصي لله واصدقي معه وأبشري بالخير ، واتركي خداع الشيطان ووساوسه ، والله يعلم ما في قلبك من القصد والإخلاص لله تعالى والنصح لعباده ، ولا شك أن الرياء شرك ولا يجوز فعله ، لكن لا يجوز للمؤمن ولا للمؤمنة أن يدع ما أوجب الله عليه من الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الرياء

فعليه الحذر من ذلك ، وعليه القيام بالواجب في أوساط الرجال والنساء ، والرجل والمرأة في ذلك سواء ، وقد بين الله ذلك في كتابه العزيز حيث يقول سبحانه : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71 .

"فتاوى ابن باز" (6/403) .

وعن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عند سعيد بن جبير فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ قلت : أنا ، ثم قلت : أما إني لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت ... .

رواه مسلم (220) .

قال الشيخ ابن عثيمين :

" قال هذا رحمه الله لئلا يظن أنه قائم يصلي فيُحمد بما لم يفعل ، وهذا خلاف ما عليه بعضهم ، يفرح أن الناس يتوهمون أنه يقوم يصلي ، وهذا من نقص التوحيد .

وقول حصين رحمه الله ليس من باب المراءاة ، بل هو من باب الحسنات ، وليس كمن يترك الطاعات خوفاً من الرياء ؛ لأن الشيطان قد يلعب على الإنسان ، ويزين له ترك الطاعة خشية الرياء ، بل افعل الطاعة ، ولكن لا يكن في قلبك أنك ترائي الناس .

"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (9/85، 86) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-09, 04:54
لماذا شعرت سارة بالغيرة مع جلالة قدرها من هاجر ؟

السؤال

هل أحست سارة بالغيرة من " هاجر " عندما ولدت إسماعيل ( عليه السلام ) ؟

إذا كان الجواب بنعم : فلماذا تشعر امرأة رفيعة المنزلة مثل " سارة " بالغيرة ؟

وهل كان شعورها بالغيرة هو السبب الذي من أجله أمِرَ إبراهيم ( عليه السلام ) بإرسال " هاجر " و " إسماعيل " ( عليه السلام ) إلى الصحراء ؟.

الجواب

الحمد لله


غيرة المرأة من ضرائرها أمرٌ جُبلت عليه ، وهو غير مكتسب ، ولذا فإنها لا تؤاخذ عليه إلا أن تتعدى ، وتقع بسبب الغيرة فيما حرم الله عليها من ظلم أختها ، فتقع في غيبة أو نميمة أو تؤدي بها غيرتها إلى طلب طلاق ضرتها أو الكيد لها وما شابه ذلك .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

وأصل الغيرة غير مكتسب للنساء ، لكن إذا أفرطت في ذلك بقدر زائد عليه تلام ، وضابط ذلك ما ورد في الحديث عن جابر بن عتيك الأنصاري رفعه : ( إِنَّ مِنْ الْغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمِنْهَا مَا يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي الرِّيبَةِ ، وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الَّتِي يَبْغُضُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَالْغَيْرَةُ فِي غَيْرِ رِيبَةٍ )

حسنه الشيخ الألباني في "الإرواء" (7/80) -

فالغيرة منهما – أي : من الزوج والزوجة - إن كانت لما في الطباع البشرية التي لم يسلم منها أحد من النساء ، فتعذر فيها ، ما لم تتجاوز إلى ما يحرم عليها من قول أو فعل ، وعلى هذا يحمل ما جاء من السلف الصالح عن النساء في ذلك .

" فتح الباري " ( 9 / 326 ) .

وقال ابن مفلح رحمه الله :

قال الطبري وغيره من العلماء : الغيرة مسامح للنساء فيها لا عقوبة عليهن فيها لما جُبِلن عليه من ذلك .

" الآداب الشرعية " ( 1 / 248 ) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله شرحاً لحديث كسر عائشة لإناء إحدى ضرائرها :

وقالوا : أي جميع من شرحوا الحديث : فِيهِ إِشَارَة إِلَى عَدَم مُؤَاخَذَة الْغَيْرَاء بِمَا يَصْدُر مِنْهَا ، لأَنَّهَا فِي تِلْكَ الْحَالَة يَكُون عَقْلهَا مَحْجُوبًا بِشِدَّةِ الْغَضَب الَّذِي أَثَارَتْهُ الْغَيْرَة . وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لا بَأْس بِهِ عَنْ عَائِشَة مَرْفُوعًا : ( أَنَّ الْغَيْرَاء لا تُبْصِر أَسْفَل الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ ) . " فتح الباري " ( 9 / 325 ) .

وما وقع من فضليات النساء من الغيرة إنما هو مما لم يسلم منه أحد ، وهنَّ غير مؤاخذات عليه لأنه ليس في فعلهن تعدٍّ على شرع الله تعالى .

وما حصل من غيرة " سارة " من هاجر هو من هذا الباب ، فطلب الزوجة من زوجها أن لا ترى ضرتها أو أن لا تجاورها أمرٌ غير مستنكر ، مع أن الذي ذكره أهل العلم أن إبراهيم عليه السلام هو الذي خرج بهاجر وابنه لا أن سارة زوجه طلبت منه ذلك .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

ويقال : إن سارة اشتدت بها الغيرة فخرج إبراهيم بإسماعيل وأمه إلى مكة لذلك .

" فتح الباري " ( 6 / 401 ) .

ويدل عليه قول هاجر : " يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له : أالله الذي أمرك بهذا ؟ قال : نعم ، قالت : إذن لا يضيعنا " -

رواه البخاري ( 3184 ) - .

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان : خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء .

.. رواه البخاري ( 3185 ) .

قال الحافظ :

قوله – أي : ابن عباس - : " لما كان بين إبراهيم وبين أهله " يعني : سارة " ما كان " يعني : من غيرة سارة لما ولدت هاجر إسماعيل .

" فتح الباري " ( 6 / 407 ) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-09, 04:58
ذبل الإيمان في قلبه فماذا يصنع

السؤال

نعيش في بلاد عربية إسلامية لكنّا عندنا لم نذق طعم الإيمان فنشكو قلّة أهل الخير الذين يذكّرونا بالله ، فجزاكم الله خيراً انصحونا بوصية ننتفع بها.

الجواب

الحمد لله

1- عليك بقراءة القرآن كثيراً ، والإكثار من الاستماع لتلاوته وتدبر معاني ما تقرأ وما تسمع بقدر استطاعتك ، وما أشكل عليك فهمه فاسأل عنه أهل العلم ببلدك أو مكاتبة غيرهم من أهل العلم من علماء السنة .

ويعينك على التدبر قراءة تفسير لما تقرأه من القرآن ، وما أخصر التفاسير وأحسنها تفسير السعدي رحمه الله .

2- وعليك بالإكثار من ذكر الله بما ورد من الأذكار في الأحاديث الصحيحة مثل " لا إله إلا الله " ومثل " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " ونحو ذلك ، وارجع في ذلك إلى كتاب " الأذكار النووية " للنووي وأمثالها .

فإن ذكر الله يزداد به الإيمان وتطمئن به القلوب ، قال الله تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد/ 28

وحافظ على الصلاة والصيام وسائر أركان الإسلام مع رجاء رحمة الله ، والتوكل عليه في كل أمورك ، قال الله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) سورة الأنفال/2-4

واعلم بأن الإيمان يزيد بطاعة الله ، وينقص بمعصيته ، فحافظ على ما أوجب الله من أداء الصلوات في وقتها جماعة في المسجد ، وأداء الزكاة طيبةً بها نفسك طهرة لك من الذنوب ورحمة بالفقراء والمساكين .

وجالس أهل الخير والصلاح ليكونوا عوناً لك على تطبيق الشريعة ، وليرشدوك إلى ما فيه السعادة في الدنيا والآخرة .

وجانب أهل البدع والمعاصي لئلا يفتنوك ويضعفوا عزيمة الخير فيك .

وأكثر من فعل نوافل الخير ، والجأ إلى الله واسأله التوفيق .

إنك إن فعلت ذلك : زادك الله إيماناً ، وأدركت ما فاتك من المعروف ، وزادك الله إحساناً واستقامة على جادة الإسلام .

" اللجنة الدائمة " (3/187) .

*عبدالرحمن*
2018-05-09, 05:00
كيف يعاقب نفسه لحثها على الخير ؟

السؤال

أعلم ما لمعاقبة النفس وحرمانها من الأثر في الحث على العمل , ولكن كيف أعاقب نفسي ؟.

الجواب

الحمد لله

المؤمن الحريص على نجاة نفسه هو الذي يسعى لسلامتها من كل ما يهلكها ، ويرفق بها ، ومن الرفق بها مراقبة سيرها إلى الله لتنجو من عذاب الآخرة ، ومجاهدتها للقيام بما أُمرت به واجتناب ما نهيت عنه ابتغاء رضوان الله ، فيبدأ بالتوبة من سائر الذنوب ، ويحثها على المسابقة في العمل الصالح

والارتقاء بها إلى المقامات العلى في الإيمان ويسعى إلى ذلك بالأسباب المعينة كمعرفة ثواب الأعمال وآثارالذنوب وأسبابها والابتعاد عن المخذلين وضعيفي الهمم ، وسماع أخبار المجتهدين في الطاعات ثم إذا ضعفت عن الصالحات أو بدرت منها المعاصي ، وجنحت إليها ، فهذا مقام المعاقبة .

فالمعاقبة تكون بعد معرفة الحق ثم الميل عنه ، ولا يبدأ بالمعاقبة إذ لا عقاب قبل معرفة ؛ وحتى يكون ذلك أقطع للعذر عنها .

وتنبه ـ بارك الله فيك ـ إلى أن المعاقبة غير مقصودة لذاتها ، بل هي وسيلة إلى تهذيب النفس وتربيتها ،

وهي مثل الكي للمريض تستعمل بقدر الحاجة .

وليس من المعاقبة المحمودة تعذيب النفس وتكليفها بما لا تطيقه ، أو بما يؤذي البدن كالحرق بالنار أو القيام في الشمس ، أو ما يشبه ذلك بل بزيادة في الأعمال الصالحة بلا مشقة زائدة ، أو حرمانها مما ترغب ، وأنت طبيب نفسك ، وتعلم ما يساعدها على الفتور والعصيان فتتركه .

قال المقدسي رحمه الله :

إعلم أن [ المؤمن ] إذا حاسب نفسه فرأى منها تقصيراً أو فعلت شيئاً من المعاصي فلا ينبغي أن يهملها ، فإنه يسهل عليه حينئذ مقارفة الذنوب ويعسر عليه فطامها بل ينبغي أن يعاقبها عقوبة مباحة كما يعاقب أهله وولده ، وكما روي عن عمر أنه خرج إلى حائط له - أي : بستان - ثم رجع وقد صلى الناس العصر ، فقال : إنما خرجت إلى حائطي ، ورجعت وقد صلى الناس العصر ، حائطي صدقة على المساكين .

وروي أن تميماً الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى طلع الفجر فقام الليل سنة لم ينم فيها عقوبة لنومه تلك الليلة .

ومرَّ حسان بن سنان بغرفة فقال : متى بنيت هذه ؟ ثم أقبل على نفسه فقال : تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنك بصوم سنة ، فصامها .

أما العقوبات التي فيها إضرار بالبدن أو ارتكاب منهي عنه : فلا تجوز ، كما روي أن رجلاً نظر إلى امرأة فقلع عينيه ، وآخر عصى الله بيده فوضعها في النار حتى شُلت ، فمثل هذا لا يجوز ، فإنه ليس للإنسان أن يتصرف في نفسه بمثل هذا . أ.هـ بتصرف من " مختصر منهاج القاصدين " .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-09, 05:06
يشعر بنقص إيمانه واستثقال العبادة

السؤال

أنا شخص متدين منذ عدة سنوات و منذ عدة شهور أشعر أن عقلي وقلبي سلب منهما الإيمان و الإرادة وهذا الأمر يعذبني فقلت في نفسي لعله مس أو شي

من هذا وسيذهب عندما يأتي شهر رمضان ولكن الأمر لم يذهب حتى إني كنت أتحمل صلاة القيام بصعوبة بالغة و أحاول الإكثار من قراءة القرآن على الرغم من الوساوس والضيق الذي ينتابني وبدأت حالتي تتدهور الاجتماعية و العملية و العائلية و الدينية وحتى الآن فإني أعيش في عذاب لهذا السبب وأنى لا أجد إيماني الذي أشعر أنه سُلِب مني وأشعر أن هذه هي سوء خاتمتي وأن إيماني لن يرجع إليَّ وأن قلبي قد طُبع عليه

وعندما أذهب إلى المسجد للصلاة والتي لم أقطعها أشعر أنني لست مثل المصلين وأنى أحسدهم على إيمانهم ، وأيضاً أشعر بنفور غير عادى عن الدين وأحياناً كثيرة لا أستطيع سماع القرآن ولا الأحاديث أو الشرائط إلا بصعوبة وضيق ، وهذا الأمر يعذبني لأني لا أريد ذلك وأريد أن أكون كما كنت مؤمناً محباً للدين لأنه هو الحق

ولكني أشعر أني لا أستطيع أن أتحكم في عقلي أو قلبي وبدأت أسترجع ذنوبي التي أعتقد أنها السبب فبدأت أجد من الذنوب التي كنت أنساها الكثير وكأنها أمامي واحداً تلو الأخر وحتى الآن أعيش في هذا العذاب والحسرة والضيق ولا أعرف ما الذي أصابني وما هو الحل والعلاج وهل سيرجع إلى إيماني أم أنها سوء الخاتمة وعقاب من الله - أخيراً لا تنسوني من الدعاء .

الجواب

الحمد لله

أخي في الله ليكن أملك في الله تعالى عظيماً ، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلاً بالقنوط من رحمة الله الواسعة التي أوجبها لعباده المؤمنين ، وما يراود نفسك من كون هذه هي خاتمتك على غير ما يريد الله عز وجل إنما هي من وساوس الشيطان ونزغاته التي ينزغ بها عباد الله ليفتنهم عن دينهم

فهو يأتي العبد الصالح ويوسوس له بأن عمله حابط أو أنه يعمل لغير الله ويرائي الناس بعمله ليظنوا به خيراً ، وكل هذا من أساليب الشيطان المتكررة مع عباد الله خاصة الذين ظهرت منهم آثار الاستقامة والصلاح – أحسبك من هؤلاء ولا أزكي على الله أحداً – ليعيقهم عن ذلك أعاذنا الله منه .

ولكنك أخي محتاج لأن تُعظِمَ الرجاء والأمل في الله الذي يغفر الذنوب جميعاً ، ويَقْبَل العبد الذي لاذ بحماه واستجار بجاهه فإنه الرحيم الغفور الودود .

ولعلك أن تكثر من الأعمال الصالحة : من قراءة قرآن , وصدقة , وذكرٍ لله ، وصلة أرحام ... الخ ، وهذا الضعف الذي ينتابك ينتاب غيرك ، وهو أمرٌ طبيعي فكم من الأشخاص كانوا مثالاً يُقتدى بهم في علو الهمة ثم فترت همتهم مدةً طويلة ، ثم عادت إليهم همتهم بفضل الله ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً فَإِنْ كَانَ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ فَارْجُوهُ وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ فَلا تَعُدُّوهُ " رواه الترمذي 2453 وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1995) .

ومعنى ( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِرَّةً ) أَيْ حِرْصًا عَلَى الشَّيْءِ وَنَشَاطًا وَرَغْبَةً فِي الْخَيْرِ ...

( وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةً ) أَيْ وَهَنًا وَضَعْفًا وَسُكُونًا .

( فَإِنْ صَاحِبُهَا سَدَّدَ وَقَارَبَ ) أَيْ جَعَلَ صَاحِبُ الشِّرَّةِ عَمَلَهُ مُتَوَسِّطًا وَتَجَنَّبَ طَرَفَيْ إِفْرَاطِ الشِّرَّةِ وَتَفْرِيطِ الْفَتْرَةِ .

( فَاَرْجُوهُ ) أَيْ ارْجُوا الْفَلاحَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يُمْكِنُهُ الدَّوَامُ عَلَى الْوَسَطِ , وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدُومُهَا .

( وَإِنْ أُشِيرَ إِلَيْهِ بِالأَصَابِعِ ) أَيْ اِجْتَهَدَ وَبَالَغَ فِي الْعَمَلِ لِيَصِيرَ مَشْهُورًا بِالْعِبَادَةِ وَالزُّهْدِ وَسَارَ مَشْهُورًا مُشَارًا إِلَيْهِ ( فَلا تَعُدُّوهُ ) أَيْ لا تَعْتَدُّوا بِهِ وَلا تَحْسَبُوهُ مِنْ الصَّالِحِينَ لِكَوْنِهِ مُرَائِيًا , وَلَمْ يَقُلْ فَلا تَرْجُوهُ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ قَدْ سَقَطَ وَلَمْ يُمْكِنْهُ تَدَارُكُ مَا فَرَّطَ . انتهى من تحفة الأحوذي .

فتأمل هذا الحديث واربطه بواقعك وواقع كثير من الناس غيرك ، وستجد تقارباً واضحاً ، ففي هذا الحديث بيانٌ واضح على أن الإنسان يمر بمرحلة حماس منقطع النظير ، وإقبالٍ عظيم ، وهمةٍ عالية ، وفجأة يضعف ويتراجع إقباله وحماسه ، وتفتر همته ، فإذا وصل إلى هذه المرحلة فعليه أن يحرص غاية الحرص على فعل الواجبات واجتناب المحرمات ، فإن فعل فإنه يُرجى له الفلاح والاستمرار ، وإن وقع في المحظورات , وترك الواجبات فقد خاب وخسر .

فعليك بكثرة اللجوء إلى الله ، واستغفاره وسُؤاله الثبات حتى الممات ، كما أُوصيك بالبعد عن المحرمات ، غفر الله ذنبك ، ويسرَّ أمرك ..

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-05-09, 17:30
فاعلم يا اخي ان كل من كتب علي نفسه هذا الطريق لابد له من الصبر و المصابرة و تجديد يقينه ان مازال الخير قائم حتي وان زادت الظلمة
شكرا على النصيحة لقد عدت الى رشدي:19:

abousoumia
2018-05-09, 17:47
يجب أن يُعلم أن الشيطان حريص على إيقاع المسلم في أحد أمرين : إما أن يجعله يعمل العمل رياءً وسمعة... صراحة هذا جنون لمن يفكر فيه فالمؤمن الحقيقي يجب ان يكون الرياء اخر همه , وابتغاء وجه الله اكبر مراده .
والمشكلة ان هذا مانراه كل يوم ... فمثلا هنا في مدينتنا ومع اقتراب شهر رمضان , بدا شبابنا في توزيع القفف للمحتاجين , فوجدت ان الكثيري يمتنعون عن المساعدة بحجة الخوف من الرياء . ولكني بعد قراءة هذه المشاركة ساحاول مع بقية الشباب توعيتهم قدر الامكان .

abousoumia
2018-05-09, 18:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهديكم اخوتي مجموعة من النصائح في تربية النفس والتي امل ان تنفعكم :
ذكر أرباب السلوك والأخلاق : أن هناك أربع خطوات في تربية النفس وتهذيبها وتزكيتها ، من أخذها بجدٍ وعزمٍ وحزمٍ وإخلاص وُفق وسُدِّّد في تربية نفسه وهي باختصار شديد :

1-التوبة : بأن يتوب من جميع الذنوب والمعاصي . قال تعالى " وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون " فجعل الله من أسباب الفلاح والفـوز التوبة ( والآيات والأحاديث كثيرة في فضل التوبة و أهميتها فهي "وظيفة العمر" ) وشروط التوبة معروفة وهي :

- الندم والحسرة على ما فعل من الذنوب .

- العزم على عدم العودة .

- الإقلاع عن الذنب .

- رد الحقوق إلى أصحابها .

2-المراقبة : بأن يستشعر المسلم نظر الرب إليه في كل ما يقول ويفعل حتى في خطرات قلبه . فيستشعر عظمة الرب وهيبته وسطوته وأنه سبحانه لا يخفى عليه شيء .قال تعالى"يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " .

3-المحاسبة : بأن يحاسب المسلم نفسه دائماً في كل ما يقول ويفعل محاسبة الشريك لشريكه . قال تعالى" يـأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبر بما يعملون " .

· قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا و تهيئوا للعرض الأكبر " .

· حاسب نفسك في خلوتك : قال ابن الجوزي رحمه الله:أيها العبدحاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في انقراض مدتك، واعمل في زمان فراغك لوقت شدتك، وتدبر قبل الفعل ما يملى في صحيفتك، وانظر هل نفسك معك أو عليك في مجاهدتك، لقد سعد من حاسبها، وفاز والله من حاربها، وقام باستيفاء الحقوق منها وطالبها، وكلما ونت (تعبت)عاتبها، وكلما تواقفت جذبها، وكلما نظرت في آمال هواها غلبهاالمجاهدة : فلا بد لمن أراد أن يهذب نفسه أن يجاهدها حتى تتعود على ما لم تكن تتعود عليه من الطاعات والعبادات وترك المعاصي . قال تعالى"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" فقط في البداية يشعر بالتعب والشدة وبعد فترة كل شيء يسهل عليه و تتدرب نفسه عليه وهذا مجرب ومعروف .

إن علمت منك الجد جدت :قال ابن الجوزي رحمه الله:المؤمن مع نفسه لا يتوانى عن مجاهدتها، وإنما يسعى في سعادتها، فاحترز عليها واغتنم لها منها، فإنها إن علمت منك الجد جدت، وإن رأتك مائلاً عنها صدت.

· يذكر علماء النفس والتربية : أن من أراد أن يتعود على شيء فيستمر في فعله "21" يوما ثم بعد هذه الفترة يصبح الأمر أسهل مما يتصور سواء كان ذلك في فعل الطاعات أو ترك بعض المعاصي
واعتقد اعتقادا شخصيا ان انسب الطرق لتربية النفس تكون بالاطلاع على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم , وتتبع سلوكهم في حياتهم اليومية مع دراسة خطواتهم صغيرة وكبيرة من اجل الاقتداء بهم .#وردة6

abousoumia
2018-05-09, 18:27
السلام عليكم
الى كل من لم يجد طريقه في زمان الظلام , اهديكم بعض النصائح من درر السلف
1- التعبد لله والصلة به والاستسلام له . وذلك من خلال العناية بالفرائض وتطهير القلب من التعلق بغير الله .

2- كثرة قراءة القرآن وتدبره والتفكر في أسراره .

3- قراءة الكتب الوعظية النافعة التي تصف دواء القلوب وعلاجها مثل مختصر منهاج القاصدين وتهذيب مدارج السالكين ونحو ذلك ، ومطالعة سير السلف وأخلاقهم وينظر في ذلك صفة الصفوة لابن الجوزي وكتاب (أين نحن من أخلاق السلف ) لبهاء الدين عقيل وناصر الجليل .

4- التفاعل مع البرامج التربوية : كالدروس والمحاضرات .

5- الحفاظ على الوقت وشغله بما ينفع العبد في دنياه وآخرته .

6- عدم الإكثار من المباحات وإيلائها العناية الكبيرة .

7- الصحبة الصالحة والبحث عن الجلساء الصالحين ،الذين يعينون على الخير ،أما من يعيش في عزله فإنه يفقد كثيراً من المعاني الأخوية كالإيثار والصبر .

8- العمل والتطبيق وترجمة المعلوم عملياً .

9- المحاسبة الدقيقة للنفس .

10- الثقة بالنفس ـ مع الاعتماد على الله تعالى ـ: لأن فاقد الثقة لا يعمل .

11- مقت النفس في ذات الله وهذا لا ينافي ما قبله فعلى الإنسان أن يعمل مع ظنه أن في نفسه الخلل .

12- العزلة الشرعية : أي لا يكون مخالطاً للناس في جميع أوقاته بل يجعل لنفسه أوقاتا يخصها بالعبادات والخلوات الشرعية.

نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويجعلها منقادة لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-10, 18:46
شكرا على النصيحة لقد عدت الى رشدي:19:

https://d.top4top.net/p_795sbakq1.gif (https://up.top4top.net/)

https://a.top4top.net/p_79572lht1.gif (https://up.top4top.net/)

*عبدالرحمن*
2018-05-10, 18:51
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)

كيفية تربية المسلم لنفسه

السؤال

كيف يربي الإنسان نفسه تربية إسلامية خصوصاً وأن فيه من قصور الدين ما الله به عليم ؟.

الجواب

الحمد لله

اكتشاف الشخص لقصوره من أوائل خطوات تربية النفس .

ومن عرف من نفسه قصوراً فقد سار في سبيل تربية النفس ، وهذه المعرفة مما يدعونا إلى تربية أنفسنا وإلى السير في تلكم السبيل سيراًً حثيثاً فليست هذه المعرفة صارفة عن تربية المرء لنفسه ، وإن من توفيق الله للعبد سعيَه للتغير والتطوير كما قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فمن غيّر لله غيّر الله له .

والإنسان مسؤول عن نفسه مسوؤلية فردية ذاتية وسيحاسب ويُسأل فرداً كما قال تعالى : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا(93)لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94)وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) سورة مريم ، والإنسان لا يمكن أن يستفيد مما يقدَّم له من خير ما لم يكن منه مبادرة ذاتية

ألا ترى إلى امرأة نوح وامرأة لوط كانتا في بيت نبيين أحدهما من أولى العزم ، وتصور – أخي – ذلك الجهد الذي سيبذله نبي مع زوجته فهي قد تلقت قدرأً كبيراً من التربية لكن لما لم يكن منهما مبادرة ذاتية قيل لهما (ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِين) التحريم/10 بينما امرأة فرعون ـ مع أنها في بيت أحد أكابر المجرمين ـ ضربها الله مثلاً للذين آمنوا لما كان منها من تربية ذاتية .

ومن وسائل تربية المسلم نفسه :

1- التعبد لله والصلة به والاستسلام له . وذلك من خلال العناية بالفرائض وتطهير القلب من التعلق بغير الله .

2- كثرة قراءة القرآن وتدبره والتفكر في أسراره .

3- قراءة الكتب الوعظية النافعة التي تصف دواء القلوب وعلاجها مثل مختصر منهاج القاصدين وتهذيب مدارج السالكين ونحو ذلك ، ومطالعة سير السلف وأخلاقهم وينظر في ذلك صفة الصفوة لابن الجوزي وكتاب (أين نحن من أخلاق السلف ) لبهاء الدين عقيل وناصر الجليل .

4- التفاعل مع البرامج التربوية : كالدروس والمحاضرات .

5- الحفاظ على الوقت وشغله بما ينفع العبد في دنياه وآخرته .

6- عدم الإكثار من المباحات وإيلائها العناية الكبيرة .

7- الصحبة الصالحة والبحث عن الجلساء الصالحين ،الذين يعينون على الخير ،أما من يعيش في عزله فإنه يفقد كثيراً من المعاني الأخوية كالإيثار والصبر .

8- العمل والتطبيق وترجمة المعلوم عملياً .

9- المحاسبة الدقيقة للنفس .

10- الثقة بالنفس ـ مع الاعتماد على الله تعالى ـ: لأن فاقد الثقة لا يعمل .

11- مقت النفس في ذات الله وهذا لا ينافي ما قبله فعلى الإنسان أن يعمل مع ظنه أن في نفسه الخلل .

12- العزلة الشرعية : أي لا يكون مخالطاً للناس في جميع أوقاته بل يجعل لنفسه أوقاتا يخصها بالعبادات والخلوات الشرعية.

نسأل الله أن يعيننا على أنفسنا ويجعلها منقادة لما يحبه الله ويرضاه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-05-10, 19:48
كم يحزني ان من يفكر في النهضة و يضع اول حجر اساس لها تكون لاديه هذه النظرة التشائمية
ارجو منك الا تؤاخذ اخي عبد الرحمان , فكلمات الياس هذه لا يمكنني منع اللسان من قولها خاصة بعد كل مانراه امامنا من انحراف المسلمين عن تعاليم دينهم . لكن رؤية نماذج نادرة تجعلك ترى نور الامل من جديد .#باقة

*عبدالرحمن*
2018-05-11, 05:55
ارجو منك الا تؤاخذ اخي عبد الرحمان , فكلمات الياس هذه لا يمكنني منع اللسان من قولها خاصة بعد كل مانراه امامنا من انحراف المسلمين عن تعاليم دينهم . لكن رؤية نماذج نادرة تجعلك ترى نور الامل من جديد .#باقة

اخي الحبيب

لا عليك فاعلم اني حين قلت ما قلت ليس شك لا قدر الله فيك بل خوف علي قلبك من الفتن

واني اراك تهتم كثيرا بحال المسلمين وهذه من صفات المؤمنين في توادهم و تراحمهم لكن اجعل هذا الامر بقدر الخوف و التمني و في اطار النصيحه دون ان يمسك ما اصاب غيرك

و لنا في رسول الله اسوة حسنه قال الله تعالي له ما عليك الا البلاغ المبين فلم يكلفه الله بغير ذلك

و قال له و لنا لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ .. سورة البقرة

وقال الله تعالي وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) سورة البقرة

اذن بمن نهتم اكثر من غيرة و نقاتل من اجله يارب العالمين هذا السؤال كم حدثت به نفسي

حتي سمعت قول الله تعالي

يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) سورة الشعراء

نعم القلب هو ذاك

abousoumia
2018-05-11, 11:00
لا عليك فاعلم اني حين قلت ما قلت ليس شك لا قدر الله فيك بل خوف علي قلبك من الفتن

اخي عبد الرحمان ... اعلم انني لا اشك في نيتك اطلاقا , ولم يكن قصدي الا ان ابين لك انني سامضي في طريقنا هذا حتى النهاية , واشكرك جزيل الشكر على النصيحة .#وردة4

abousoumia
2018-05-11, 11:53
التعاون فتاوى اللجنة الدائمة السلام عليكم
السؤال
قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) ، فكيف يكون التعاون بين المسلمين في ظل هذه الآية ؟ وكيف يمكن في غياب وجود عمل منظم لمن يرغب في العمل المنظم أن يعمل في ظل الظروف والفرص المتاحة له ؟ .
الجواب
الحمد لله
أولاً:
خلق الله تعالى الإنسان ضعيفاً ، وهو يحتاج ليستمر في حياته أن يتعاون مع غيره ، وهذا واضح في أمور الدنيا ، فالإنسان يحتاج لمن يزرع له ، ولمن يحصد له ، ويحتاج لمن يصنع الآلات ، ولمن يسوق البضاعة ، ولمن يشتري ، وبالجملة : فلا تقوم حياة الناس إلا بتعاونهم فيما بينهم .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ التسعينية (1/251) ـ :
" حياة بني آدم وعيشهم في الدنيا لا يتم إلا بمعاونة بعضهم لبعض في الأقوال ، أخبارها وغير أخبارها ، وفي الأعمال أيضا .. " اهـ .
وأما في مسائل الدين والشرع : فالأمر كذلك ، فلم يقم نبي من الأنبياء بالدعوة إلا واحتاج من يعينه على تحقيق التوحيد ، ودحر الشرك ، وفي الجهاد يظهر أثر ذلك جليّاً ، وقل مثل ذلك في التعليم ، ورعاية المساكين ، والقيام على الأرامل والأيتام .
قال الله تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146) وفي صحيح مسلم (50) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ ؛ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ...) الحديث .
والمسلمون يحتاج بعضهم بعضاً في شئونهم الدنيوية والدينية ، ولذلك كان التعاون بين المسلمين أمراً جللاً ، وقد أوجبه الله تعالى ، وجعل به قيام دين الناس ودنياهم ، وقد جاء وصف المسلمين – إن هم حققوا هذا التعاون – بأنهم بنيان مرصوص ، وأنهم جسد واحد ، وكل ذلك يؤكد على أن التعاون بينهم والتضامن والتكاتف أمر لا بدَّ منه ، وهو يشمل جوانب كثيرة في حياة المسلمين يجمعها كلمتا " البر " و " التقوى " ، كما قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/ من الآية 2 ، وهما كلمتان جامعتان لجميع خصال الخير ، من الاعتقاد ، والسلوك ، والأحكام ، وغيرها ، كما قال الله تعالى – في بيان معنى " البر " - : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) البقرة/ 177.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
ومن المعلوم أنه لا يتم أمر العباد فيما بينهم , ولا تنتظم مصالحهم ، ولا تجتمع كلمتهم , ولا يهابهم عدوهم , إلا بالتضامن الإسلامي ، الذي حقيقته التعاون على البر والتقوى , والتكافل ، والتعاطف ، والتناصح , والتواصي بالحق , والصبر عليه , ولا شك أن هذا من أهم الواجبات الإسلامية , والفرائض اللازمة , وقد نصت الآيات القرآنية , والأحاديث النبوية , على أن التضامن الإسلامي بين المسلمين - أفراداً وجماعات , حكوماتٍ وشعوباً - من أهم المهمات , ومن الواجبات التي لا بد منها لصلاح الجميع , وإقامة دينهم وحل مشاكلهم , وتوحيد صفوفهم , وجمع كلمتهم ضد عدوهم المشترك ، والنصوص الواردة في هذا الباب من الآيات والأحاديث كثيرة جدّاً , وهي وإن لم ترد بلفظ التضامن : فقد وردت بمعناه ، وما يدل عليه عند أهل العلم , والأشياء بحقائقها ومعانيها ، لا بألفاظها المجردة , فالتضامن معناه : التعاون والتكاتف , والتكافل ، والتناصر ، والتواصي , وما أدى هذا المعنى من الألفاظ , ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , والدعوة إلى الله سبحانه , وإرشاد الناس إلى أسباب السعادة والنجاة , وما فيه إصلاح أمر الدنيا والآخرة , ويدخل في ذلك تعليم الجاهل , وإغاثة الملهوف , ونصر المظلوم , ورد الظالم عن ظلمه , وإقامة الحدود , وحفظ الأمن ,
والأخذ على أيدي المفسدين المخربين , وحماية الطرق بين المسلمين داخلاً وخارجاً , وتوفير المواصلات البرية والبحرية والجوية , والاتصالات السلكية واللاسلكية بينهم , لتحقيق المصالح المشتركة الدينية والدنيوية , وتسهيل التعاون بين المسلمين في كل ما يحفظ الحق , ويقيم العدل , وينشر الأمن والسلام في كل مكان .
ويدخل في التضامن أيضاً : الإصلاح بن المسلمين , وحل النزاع المسلح بينهم , وقتال الطائفة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله , عملا بقوله تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ) الأنفال/ 1 ، وقوله سبحانه : ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات/ 9 ، 10 .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 192 ، 193 ) .
وقال – رحمه الله - :
ومما ورد من الأحاديث الشريفة في التضامن الإسلامي ، الذي هو التعاون على البر والتقوى : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة ، قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) أخرجه مسلم في صحيحه , وقوله صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه ) – متفق عليه - ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما .
هذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل دلالة ظاهرة على وجوب التضامن بين المسلمين , والتراحم والتعاطف , والتعاون على كل خير , وفي تشبيههم بالبناء الواحد , والجسد الواحد , ما يدل على أنهم بتضامنهم وتعاونهم وتراحمهم تجتمع كلمتهم , وينتظم صفهم , ويسلمون من شر عدوهم , وقد قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) آل عمران/ 104 ، وإمام الجميع في هذه الدعوة الخيرة وقدوتهم في هذا السبيل القيم , هو نبيهم وسيدهم وقائدهم الأعظم , نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم , فهو أول من دعا هذه الأمة إلى توحيد ربها , والاعتصام بحبله , وجمع كلمتها على الحق , والوقوف صفا واحدا في وجه عدوها المشترك , وفي تحقيق مصالحها وقضاياها العادلة , عملا بقوله تعالى خطابا له : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) النحل/ 125 ، وقوله عز وجل : ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف/ 108 ، وقد سار على نهجه القويم , صحابته الكرام , وأتباعهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم فنجحوا في ذلك غاية النجاح , وحقق الله لهم ما وعدهم به من عزة وكرامة ونصر .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 2 / 200 ، 201 ) .
فتحصل من هذا كله : وجوب التعاون بين المسلمين على البر والتقوى ، وعلى المسلمين أن يبذلوا من الوسائل ما يمكنهم من تحقيق هذه الأوجه من التعاون ، من تأسيس جمعيات ، أو هيئات ، أو مراكز دعوية ، أو حلقات قرآنية ، وغير ذلك ، مما يساهم في تجميع الجهود ، وترتيبها ، وعلى المسلمين أن يمدوا لهم يد العون ، ويبذلوا من أوقاتهم وأموالهم ما يساهم في بناء صروح التعاون على البر والتقوى ، ولا يعدم المسلم أن يجد شيئا يقدمه لإخوانه ، ويعينهم على ما يحتاجونه لدينهم ودنياهم .
ثانياً:
يستطيع المسلم أن يخدم الإسلام ، ويعمل لأجل إعلاء كلمة الله تعالى من غير أن ينتظم في حزب أو جماعة ، وعلماؤنا وأئمتنا في هذا الزمن لهم خدمات جليلة للإسلام ، ولا يكاد توجد بقعة في الأرض إلا ووصل لها من علمهم ، ولم يكونوا في عمل منظَّم ، ولا كانوا تبعاً لجماعات وأحزاب .
وإذا أردت – أخي السائل – أن تخدم الإسلام وتعمل له : فقم بذلك بنفسك بما تستطيعه ، من خطبة ، أو درس ، أو دعوة في القرى والمحافظات ، أو توزيع كتب وأشرطة ، أو ادعم ماليا من يقوم بتلك الأمور ، ويمكنك التعاون مع الجماعات والجمعيات السنيَّة بما يخدم الإسلام .
وأما الفرق والجماعات والأحزاب التي تتبنى اعتقاداً مخالفاً لاعتقاد السلف ، أو منهجاً مضاداً لمنهج أهل السنة والجماعة : فلا خير فيهم ، ولا ينبغي أن يتعاون معهم المسلم في شيء ينصر اعتقادهم ومنهجهم ، وأما الجماعات التي تدعو إلى الإسلام ، وعندها مخالفات شرعية : فهذه يتعاون معها المسلم فيما يتوافق مع الشرع .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" كل فِرقة من هؤلاء فيها خطأ وصواب ، فعليك بالتعاون معها فيما عندها من الصواب ، واجتناب ما وقعت فيه من أخطاء ، مع التناصح ، والتعاون على البر والتقوى " .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
وكما سبق وذكرت في اول صفحة من الموضوع ان التعاون سر من اسرار النهضة ويجدر بالمسلمين التعاون مع بعضهم , بل ان يضرب بهم المثل في التعاون لاسترداد امجاد الاجداد .

*عبدالرحمن*
2018-05-12, 10:48
هذا هو الفيديو

https://www.youtube.com/watch?v=wR-GvzkyprM

عليكم السلام ورحمه الله و بركاته

اخي الحبيب حين تريد مني سماع رائي علمت هنا انك لمست معي المغلطات المصنوعه داخل العمل

فعن نفسي اري مثل هذه الاعمال عبارة عن تهميش لدور الاسلام في تعليم الخلق و يريد ان يقول ان اردت ان تكون مسلم كن كذلك فتتساوي مع كثير و يصبح الاسلام مقتبس من افعال البشر و ليس من عند الله

1 - يحب ان يريك ان في اسره مسلمه يلتزم بعضها بالصلاة و البعض الاخر غير ملتزم فان كان وقت صلاة مكتوبه يجب الجميع يلتزم و المراه ان كانت حائض او نفساء تلتزم بمكان اخر او علي المصلين ان يختاروا مكان مناسب للصلاة و الافضل صلاة المسجد التي لم تجاء في اي مشهد من مشاهد العمل طالما العمل بخصوص رسول الله

2 - ثم يريك الطفل اللي متربي تربيه اسلامية يرفع القمامه من علي الارض ويضعها قي سله المهملات و طفل اخر يسقي كلب في حذائة و المدنيه تحيط به من كل مكان يعني ممكن يسقي الكلب بائي طريقة اخري .. فا يبين ان الاسلام دين يحفظ و لا يبني عقول و يريك ان الطفل يركب علي ظهر من يصلي فان كان يريد اظهار الخير كان الطفل يصلي بجواره مش يركب علي ظهر المصلي زي ركوب الحمار او الحصان

3 - يريك ان من يتغني بالصلاة علي النبي لا يغض بصره عن النساء وخاصه المتبرجه حتي لا يحافظ علي حقوق الجار حين ينظر من النوافز لا ينظر علي جاره خاصه ان كانوا نساء فالكل بيت عورة و لا يحق له ان يحضر طعام للنساء و يخبط علي بيتها و هي بمفردها كما بين في اخر العمل

4 - يريك ان في فقير معدوم يعطي له المسلم مساعده ماليه فالاولي ان يجاء له بملابس او طعام و ان كان في استطاعته يجد له عمل يغنيه عن السؤال مثل انشاء كشك يبيع في الحلوي او الجرائد او مثل ذلك

5 - يريك ان في زوج يرفع زوجته المحجبه حتي تري ما يحدث مع عدم مراعاه شعور الاخرين حين يفهموا الامور بشكل خاطئ فالاولي تجنب الشبهات لانه حين يرفعها بهذا الشكل ح يكون محوط جسمه بجسمها السفلي امام الجميع و هذا ليس من الاسلام بشئ

اقسم بالله المسلمين الحق افضل من كده بكثير واحذر اخوة الاسلام من متابعه مثل هذه الاعمال التي تقلل من قيمة الاسلام و شكل المسلمين امام الجميع

abousoumia
2018-05-12, 11:32
السلام عليكم [ size="5"]اقسم بالله انني لم انتبه على هذا , اشكرك على النصيحة لذلك ساحذف تلك المشاركة لكي لا اوقع المسلمين الاخرين في اخطاء كهذه .[/size]

*عبدالرحمن*
2018-05-12, 11:40
لا ... ليه كده ترك هذا الامر اصبح مهم بعد الشرح السابق لمقارنه كلامي بالعمل و معرفه الحق من الباطل بمثال توضيحي

*عبدالرحمن*
2018-05-12, 13:34
تم اعاده الفيديو للاهمية مع الرد

في المشاركة 46

abousoumia
2018-05-12, 16:08
https://arabsong.top/yt/1yeuLjrpZI0.html
السلام عليكم
هذا رابط لفيديو اخر بسيط امل ان ينال رضاكم , واعتبروه تعويضا عن الفيديو السابق كما انه باللغة العربية . ولا تترددوا في تقديم ارائكم بكل صراحة خاصة الاخ الكريم عبد الرحمان وشكرا .#زهرة4

abousoumia
2018-05-12, 16:30
اخي الحبيب حين تريد مني سماع رائي علمت هنا انك لمست معي المغلطات المصنوعه داخل العمل

اعذرني اخي ولكنني حين رايت الفيديو ركزت على النقاط الايجابية اكثر من الاخطاء والا لما نشرته , لكنني ساحاول ان اكون اكثر انتباها واشكرك على التنبيه .ros1

abousoumia
2018-05-12, 16:46
السلام1
اخوتي في الله , لقد بدات اشعر بالخجل من الاخطاء التي ارتكبها في نشر اشياء مسيئة للدين العظيم لكنني لم اكن اقصد ذلك , وعندما تقراون اسم عضويتي تجدونه باللاتينية ابو سمية , لكن لتعلمو انني لست ابا بعد انما ابو سمية هو والدي , وسمية هي اختي الصغرى اما انا فاسمي انس تلميذ في 15 من العمر الصف 2 ثانوي شعبة العلوم التجريبية , ولتعلموا ان سبب اخطائي هو نشاتي في اسرة غير ملتزمة , اعني اننا نصلي ونصوم ونؤدي كل الفرائض ولا ناكل الا الحلال لكن فيما يخص التصوير والاستماع الى الموسيقى فلنا حديث اخر .
فمثلا انا اكتشفت ان التصوير حرام قبل اشهر قليلة , فسارعت اعلم والداي واحذرهما ففوجئت بعلمهما بالامر , و لكنهما لم يابها بالامر بل عندما صرت ممتنعا عنه صارا يلقبانني بالشيخ عمر عبد الكافي وهذا شرف لي , لكنني اخاف عليهما من العذاب لانهما لم يمتنعا عن التصوير ,والامر ذاته بالنسبة لاغاني الاعراس المحرمة . فما هو واجبي نحوهما ؟
رجاءا ارجو اجابة سريعة منك اخي عبد الرحمان , فانا تسرني مؤاخاة معلم مثلك وشكرا .
#منوعة24

abousoumia
2018-05-12, 20:51
السلام عليكم رجاءا اريد اجابة على السؤال التالي و ورجاءا لتكن اجابة واضحة ومفصلة .
ماهو حكم الاستماع الى الاناشيد الاسلامية المرفقة بالموسيقى ؟ وماهي الالات الموسيقية المباح استخدامها ؟ وماحكم انشادها بدون مؤثرات صوتية اعني بالصوت البشري فقط ؟ وماحكم استعمال المديح الديني المرفق بالموسيقى والخالي من الكلام الفاحش في الافراح والاعراس ؟
وبارك الله فيكم#وردة4

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 04:43
اعذرني اخي ولكنني حين رايت الفيديو ركزت على النقاط الايجابية اكثر من الاخطاء والا لما نشرته , لكنني ساحاول ان اكون اكثر انتباها واشكرك على التنبيه .ros1

اخي الخبيب

رجاء لا تثقل علي نفسك خاصه و نحن نجتمع في هذا الركن و الهدف منه ابتغاء مرضات الله فكلنا اخوة في الله في المقام الاول ثم نوضح لبعض ما يفوت علي بعضنا لنكمل بعض و كذلك نحقق قول الله تعالي ومراده

{قال رسول الله صلى الله عليه و سلم(مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ)رواه مسلم.

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 05:17
السلام1 وعندما تقراون اسم عضويتي تجدونه باللاتينية ابو سمية , لكن لتعلمو انني لست ابا بعد انما ابو سمية هو والدي , وسمية هي اختي الصغرى اما انا فاسمي انس تلميذ في 15 من العمر الصف 2 ثانوي شعبة العلوم التجريبية ,
#منوعة24

عليكم السلام ورحمه الله وبركاته

في البدايه اعرفك \ اعرفكم بنفسي

انا اسمي احمد وسبب اختيار اسم عبد الرحمن و من قبله عطر المحبه المعني لهم و ليس الاسم ما اقصده

فانا اردت ان اكون عطر المحبه للجميع بلا استثناء ك بدايه لكل خير لكن تشبه اسمي باسم فتاه ونصحني اخي في الله عمي صالح المدير العام بتغير الاسم و تم اختيار عبد الرحمن فانا كذلك سوف اعيش واموت عبد الرحمن

عمري 47 سنه

بدايتي كانت من نفس عمرك تقريبا و بنفس تفكيرك فكان افضل اختيار اختاره الله لي دراسه الاسلام فانا مازلت طالب علم ابحر في هذا العلم و لي اكثر من شط اجتمع بهم نضج العلم و لكن من شعر بالاكتفاء في هذا المجال غرق في الشبهات و الفتن

درست الفقه و اصوله في الازهر الشريف في مصر
وحصلت علي كليه الشريعة و القانون

و قرات الكثير من الكتب منها الاسلامية حتي اعرف ديني بشكل مميز و بعد ما شعرت بالحصن الحصين قرات كتب النصاري و كتب اليهود و هنا عرفت افرق بين الطريق المستقيم و الطريق المعوج

ثم قرات جميع كتب الفرق الاسلامية حتي اقارن بينهم و اكون مسلم سني علي حق

و استطعت اجذب من هذه الفرق العديد منهم بفضل الله و اصبحوا رسل الله في قومهم

و حاولت افعل ذلك مع النصاري و اليهود لكن للاسف لم استطيع ليس لقوة دينه لكن لتشبثة بالضلال حتي بعد ما لمس الحقائق

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 05:46
السلام1
ولتعلموا ان سبب اخطائي هو نشاتي في اسرة غير ملتزمة , اعني اننا نصلي ونصوم ونؤدي كل الفرائض ولا ناكل الا الحلال لكن فيما يخص التصوير والاستماع الى الموسيقى فلنا حديث اخر .
#منوعة24

اخي الغالي

المسلم هو الذي آمن بأركان الإيمان الستة : آمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره . ونطق بشهادة التوحيد ، ليعلن استسلامه لله وحده لا شريك له ، وانقياده للشريعة التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

فكل من أتى بذلك فهو من المسلمين ، له ما للمسلمين ، وعليه ما عليهم ، إلا أن يهدم إسلامه بعمل أو قول أو اعتقاد كفري ينقض أركان الإيمان التي قامت في قلبه .

غير أن الناس يتفاوتون في درجة الإيمان

كما يتفاوتون في درجة الانقياد بالعمل بأحكام الدين وامتثال أوامره .

فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن للإيمان شعبا كثيرة ، ومراتب متفاوتة ، وذلك يعني أن المؤمنين يتفاوتون في درجاتهم بحسب امتثالهم لهذه الشعب والمراتب .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ )

رواه البخاري (9) ، ومسلم (35) واللفظ له .

وفي القرآن الكريم تقسيم الناس إلى مراتب ثلاثة :

الظالم لنفسه بمعصيته

والمقتصد بطاعته في الواجبات واجتنابه المحرمات

والسابق بالخير المحافظ على النوافل والمجتهد في معالي الأمور .

يقول الله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) فاطر/32

فانقسام الناس بحسب طاعتهم وتمسكهم بشرع الله انقسام حاصل ولا بد ، غير أن تسميات الناس لهذه الأقسام هي التي قد تختلف ، لكنها في مجملها تقسيمات شرعية صحيحة .

ونحن - وإن كنا لا نرى حرجا في هذه التسميات ابتداء ، ومنها " ملتزم " و " غير ملتزم " - غير أنا ننبه على بعض الأخطاء التي تتعلق بهذه الأسماء المنتشرة اليوم :

1- لا يجوز أن يختزل مفهوم " الملتزم " بالمظاهر ، لتطلق هذه الكلمة على صاحب اللحية والثوب فقط

بل الواجب اعتبار التمسك الحقيقي بالدين الحنيف والعقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة المعيارَ الأساسيَّ لهذا التقسيم

والثوب واللحية وحجاب المرأة أجزاء لا كليات ، وهي تدل على الالتزام في الظاهر ، الذي ينبغي أن يصاحبه التزام في الباطن ، لكن ذلك التوازن المطلوب بين الظاهر والباطن ، يتخلف في أحيان ليست بالقليلة ، مع الأسف !! ولذلك لا يجوز أن تتخذ هذه الأوصاف سلاحا لجزم الحكم في الناس بغير وجه حق

فمن أبغض شخصا وسمه بعدم الالتزام ، ومن أحب آخر وصفه بالملتزم ، يريد بذلك الحكم على الشخص بين الناس بالفسق أو العدالة ، وهو غير أهل لذلك ، بل قد يكون ساقط العدالة أصلا ، وقد رأينا صورا كثيرة من هذا المسلك في كثير من المجتمعات، استغلت فيها الألقاب الشرعية لتحقيق مآرب شخصية ، وهي ظاهرة خطيرة يجب على الجميع التنبه لها .

2- أما اتخاذ هذه الألقاب سبيلا لتفريق صف الناس

وإحداث النزاع بينهم ، وإظهار الانقسام في وحدتهم ، فهو غرض قبيح ، ليس له وجه شرعي ، إلا إذا كان الموصوف بعدم الالتزام قد غرق في سبل الشر والمنكرات الظاهرة المتفق عليها بين علماء المسلمين ، فمثله يمكن وسمه بالمعصية وعدم الالتزام ، لكننا نشاهد – لدى كثير من الناس – تعريف " الالتزام " بأشياء يراها هو من الدين ، وقد تكون من مسائل الاجتهاد ، ثم يطلق في الناس ألقاب الالتزام أو عدم الالتزام بناء على ما يختاره هو من أقوال الفقهاء ، دون مراعاة الخلاف الواقع في هذا العمل بين أهل العلم ، وهذا أيضا خلل كبير .

ولذلك ، فالذي نراه أقرب إلى الإنصاف والاعتدال ، وأبعد عن الخلاف ، وأسلم عند الله تعالى ، أن يوصف الناس ـ عند الحاجة الشرعية إلى إطلاق الأوصاف الإضافية الزائدة على مجرد التسمي باسم الإسلام

بألفاظ محددة ، وليس بالألفاظ المجملة ، فيقال مثلا : هو محافظ على الصلوات ، أو هو كريم النفس ، أو هو قارئ للقرآن ، فهذه صفات واضحة معينة تعبر عن الحقيقة التي يتصف بها ، دون تدخل الرأي الشخصي ، فلا تتحمل مسؤولية الألقاب المجملة التي تخفي وراءها أطماعا أو أحقادا ، وأما إطلاق " ملتزم "

فهو لفظ مجمل محتمل يقتضي متابعة حثيثة لحال الرجل الموصوف ، ثم أمانة في الحكم عليه ، وقلما تجد هذا اليوم ، ومعلوم أن غالب مشكلات الناس إنما ترد من الألفاظ المجملة .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 05:56
السلام1 فما هو واجبي نحوهما ؟

#منوعة24

• الوالد له منزلة عظيمة في الإسلام ، ليست لبشر سواه ؛ إلا الأم .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :( لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ )رواه مسلم (1510) .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ ) رواه الترمذي (1899) ، وصححه الألباني .

• فمهما يكن من سوء تفاهم ، أو خلاف بين الولد ووالده ؛ فلابد فيه من المصاحبة بالمعروف ، حتى وإن كان هذا الخلاف في أصل الدين ، وأساس رسالة المرسلين !!

قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15 .

• واعلم ، يا عبد الله ؛ أن الحديث والنقاش مع الوالدين ، ليس كالحديث مع غيرهما ؛ ذلك بأنك مأمور بخفض جناح الذل لهما ؛ بلين الكلام ، والتذلل ، وخفض الصوت عندهما ، وخشوع الجوارح أمامهما ، وعدم نهرهما بالقول ، مهما كان يسيرا ، وعدم فعل ما يكرهانه ، أو التمنع عن مباح أحباه !

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23-24 .

وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : " ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ) ، قَالَ: لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ ! " رواه البخاري في "الأدب المفرد" ، تحت باب لين الكلام للوالدين ، وصححه الألباني .

• هذا وقد كفل الشرع الحنيف حق الولد في مناقشة والده ، ونصحه ، في ظل ما سبق من الآداب والضوابط ، لاسيما إن كان مظلوما ، وأراد أن يدفع عن نفسه ، أو رأى والده على منكر ، وأراد أن يدفعه عنه .

وتأمل ذلك الحوار الراقي بين نبي الله إبراهيم عليه السلام ، ووالده المشرك برب العالمين .

قال تعالى : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) مريم/41-47

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 06:08
السلام عليكم رجاءا اريد اجابة على السؤال التالي و ورجاءا لتكن اجابة واضحة ومفصلة .
ماهو حكم الاستماع الى الاناشيد الاسلامية المرفقة بالموسيقى ؟ وماهي الالات الموسيقية المباح استخدامها ؟ وماحكم انشادها بدون مؤثرات صوتية اعني بالصوت البشري فقط ؟ وماحكم استعمال المديح الديني المرفق بالموسيقى والخالي من الكلام الفاحش في الافراح والاعراس ؟
وبارك الله فيكم#وردة4

اخي الكريم

لي وجهه نظر تجمعت طول طريق التعليم لاديا ان اردت تعرفها فكلي ترحيب

اما الان كما طلبت

السؤال :

هل يجوز سماع الأناشيد الإسلامية مع الآلات الموسيقية ؟

أرجو الإجابة من القرآن والسنة والإجماع .

الجواب:

الحمد لله

قد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذم آلات الملاهي والتحذير منها ، وأرشد القرآن إلى أن استعمالها من أسباب الضلال واتخاذ آيات الله هزوا كما قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } وقد فسر أكثر العلماء لهو الحديث بالأغاني وآلات الطرب وكل صوت يصد عن الحق .

وأخرج الطبري في جامع البيان(15/118-119)

وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (33) وابن الجوزي في تلبيس إبليس (232) عن مجاهد في قوله تعالى : {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } الإسراء :63،64 قال : هو الغناء والمزامير، وروى الطبري عن الحسن البصري أنه قال : صوته هو الدفوف .

وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/252) :

وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرَّجْل إليه كذلك ، فكل متكلم بغير طاعة الله ، ومُصوِّت بِيَراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان . انتهى

وروى الترمذي في سننه رقم (1005) من حديث ابن أبي ليلى عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنَفَسه ، فوضعه في حجره ففاضت عيناه ، فقال عبد الرحمن : أتبكي وأنت تنهى عن البكاء ؟ قال: إني لم أنه عن البكاء

وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين : صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة : خمش وجوه وشق جيوب ورنَّة .. قال الترمذي : هذا الحديث حسن وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/43) والبيهقي في السنن الكبرى (4/69) والطيالسي في المسند رقم (1683) والطحاوي في شرح المعاني (4/29) وحسنه الألباني .

قال النووي : المراد به الغناء والمزامير انظر تحفة الأحوذي (4/88).

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ليكون من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ ( وهو الفرج والمقصود يستحلون الزنا ) والحرير والخمر والمعازف ، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم ، يأتيهم ـ يعني الفقير ـ لحاجة فيقولوا ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ، ويضع العلم ، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ".

رواه البخاري في الصحيح معلقا(10/51) ووصله البيهقي في السنن الكبرى(3/272) والطبراني في المعجم الكبير (3/319)وابن حبان في الصحيح (8/265 ـ 266)وصححه ابن الصلاح في علوم الحديث (32)وابن القيم في إغاثة اللهفان (255) وتهذيب السنن (5/270 ـ 272) والحافظ في الفتح (10/51)والألباني في الصحيحة (1/140) .

قال الحافظ في الفتح (10/55) والمعازف هي آلات الملاهي ، ونقل القرطبي عن الجوهري أن المعازف الغناء والذي في صحاحه أنها آلات اللهو ، وقيل أصوات الملاهي ، وفي حواشي الدمياطي : "المعازف الدفوف وغيرهما مما يضرب به ويطلق على الغناء عزف وعلى كل لعب عزف " انتهى .

وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان (1/256) :

ووجه الدلالة منه : "أن المعازف هي آلات اللهو كلها ، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك ، ولو كانت حلالا لما ذمهم على استحلالها ، ولَمَا قرن استحلالها باستحلال الخمر والحِرَ "انتهى .

ويستفاد من الحديث تحريم آلات العزف والطرب ، ودلالة الحديث على ذلك من وجوه :

أولا : قوله (يستحلون) فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة فيستحلها أولئك القوم .

ثانيا : قرن المعازف مع المقطوعة حرمته : الزنا والخمر ، ولو لم تكن محرمة ما قرنها معها ودلالة هذا الحديث على تحريم الغناء دلالة قطعية ، ولو لم يَرِد في المعازف حديث ولا آية سوى هذا الحديث لكان كافيا في التحريم وخاصة في نوع الغناء والذي يعرفه الناس اليوم

. هذا الغناء الذي مادته ألفاظ الفحش والبذاءة ، وقوامه المعازف المختلفة من موسيقى وقيثارة وطبل ومزمار وعود وقانون وأورج وبيانو وكمنجة ، ومتمماته ومحسناته أصوات المخنثين ونغمات العاهرات . انظر حكم المعازف للألباني ، تصحيح الأخطاء والأوهام الواقعة في فهم أحاديث النبي عليه السلام لرائد صبري(1/176) .

قال الشيخ ابن باز في مجموع الفتاوى (3/423-424) :

والمعازف هي الأغاني وآلات الملاهي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي آخر الزمان قوم يستحلونها كما يستحلون الخمر والزنا والحرير وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن ذلك وقع كله والحديث يدل على تحريمها وذم من استحلها كما يذم من استحل الخمر والزنا والآيات والأحاديث في التحذير من الأغاني وآلات اللهو كثيرة جداً ومن زعم أن الله أباح الأغاني وآلات الملاهي فقد كذب وأتى منكراً عظيماً نسأل الله العافية من طاعة الهوى والشيطان وأعظم من ذلك

وأقبح وأشد جريمة من قال إنها مستحبة ولا شك أن هذا من الجهل بالله والجهل بدينه بل من الجرأة على الله والكذب على شريعته وإنما يستحب ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة لإعلانه والتمييز بينه وبين السفاح ولا بأس بأغاني النساء فيما بينهن مع الدف إذا كانت تلك الأغاني ليس فيها تشجيع على منكر ولا تثبيط عن واجب ويشترط أن يكون ذلك فما بينهن من غير مخالطة للرجال ولا إعلان يؤذي الجيران ويشق عليهم و

ما يفعله بعض الناس من إعلان ذلك بواسطة المكبر فهو منكر لما في ذلك من إيذاء المسلمين من الجيران وغيرهم ولا يجوز للنساء في الأعراس ولا غيرها أن يستعملن غير الدف من آلات الطرب كالعود والكمان والرباب وشبه ذلك بل ذلك منكر وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة .

أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك من أدوات الحرب كالتدرب على استعمال الرماح والدرق والدبابات والطائرات وغير ذلك كالرمي بالمدافع والرشاش والقنابل وكلما يعين على الجهاد في سبيل الله .

قال شيخ الإسلام في الفتاوى (11/569) :

وأعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خرسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية ولا بدفّ ولا بكفّ ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه . أهـ

أما هذه الأناشيد التي تسمى إسلامية والتي تصحبها الموسيقى فإطلاق هذه التسمية عليها يعطيها شيئا من المشروعية وهي في الحقيقة غناء وموسيقى وتسميتها بالأناشيد الإسلامية هو زور وبهتان ولا يُمكن أن تكون بديلا عن الغناء فلا يجوز أن نتبدّل الخبيث بالخبيث وإنّما نجعل الطّيب مكان الخبيث وسماعها على أنّه إسلامية والتعبّد بذلك يعدّ ابتداعا لم يأذن به الله . نسأل الله السلامة والعافية.

وللمزيد انظر تلبيس إبليس(237)والمدخل لابن الحاج(3/109)والأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع للسيوطي (99-وما بعدها)وذم الملاهي لابن أبي الدنيا والإعلام بأن العزف حرام لأبي بكر الجزائري وتنزيه الشريعة عن الأغاني الخليعة وتحريم آلات الطرب للألباني .

الشيخ محمد صالح المنجد

abousoumia
2018-05-13, 16:48
انا اسمي احمد وسبب اختيار اسم عبد الرحمن و من قبله عطر المحبه المعني لهم و ليس الاسم ما اقصده
تسرني معرفتك اخي الحبيب وارجو ان يكون بيننا لقاء يوما ما .

abousoumia
2018-05-13, 16:56
فلابد فيه من المصاحبة بالمعروف ، حتى وإن كان هذا الخلاف في أصل الدين ، وأساس رسالة المرسلين !!

المشكلة الكبرى ان والداي يعلمان اكثر مني بحكم تحريم التصوير لكنهما يرفضان الامتناع عنه مع انني حاولت المستحيل وبشتى الطرق اقناعهما مستشهدا بالادلة الشرعية ومع هذا لا فائدة .

abousoumia
2018-05-13, 16:59
أما هذه الأناشيد التي تسمى إسلامية والتي تصحبها الموسيقى فإطلاق هذه التسمية عليها يعطيها شيئا من المشروعية
وماذا عن الخالية من الموسيقى ؟

abousoumia
2018-05-13, 18:25
السلام عليكم
قرات في احدى المنتديات ان المدارس التي تجمع التلاميذ الذكور مع التلاميذ الاناث تفتعل منكرا وان الدراسة في جو من الفتن كهذا تعتبر حراما , فهل هذا صحيح ؟:confused:

abousoumia
2018-05-13, 18:35
السلام عليكم
الرابط لفيديو راااااائع لمعلمة طلبت من تلميذها رسم رسول الله فكانت ردة فعله مشرفة حقا .:19:https://arabsong.top/yt/mdlZmFtqlVM.html
ملاحظة الفيديو يعمل باسلوب قص لصق روووعة لا يفوتكم .

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 23:32
تسرني معرفتك اخي الحبيب وارجو ان يكون بيننا لقاء يوما ما .

اكيد يسعدني الالتقاء بك و بكل اخوة الاسلام فهذا من تعاليم ديننا الحنيف

ادام الله المحبه في الله و الموده بيننا

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 23:33
وماذا عن الخالية من الموسيقى ؟

جاءت النصوص الصحيحة الصريحة بدلالات متنوعة على إباحة إنشاد الشعر واستماعه ، فقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم ، في سفرهم وحضرهم ، وفي مجالسهم وأعمالهم ، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم ، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق ، قال :

فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال :

" اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة "

فقالوا مجيبين :

نحن الذين بايعوا محمدا * على الجهاد ما بقينا أبدا

رواه البخاري 3/1043

وفي المجالس أيضا ؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : " لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين ، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم ، وينكرون أمر جاهليتهم ، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه " 8/711

فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز ، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية ، والنشيد في اللغة العربية : رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق .

وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر :

عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد .

عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته ، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله .

أن لا يكون بصوت النساء ، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش .

وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون .

وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف .

وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني ، وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام ، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى ما فيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن . والله ولي التوفيق .

المراجع : فتح الباري 10/ 553 - 554 - 562 - 563

مصنف ابن أبي شيبة 8/711

القاموس المحيط 411

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-13, 23:37
السلام عليكم
قرات في احدى المنتديات ان المدارس التي تجمع التلاميذ الذكور مع التلاميذ الاناث تفتعل منكرا وان الدراسة في جو من الفتن كهذا تعتبر حراما , فهل هذا صحيح ؟:confused:

الاختلاط في المدارس بين البنين والبنات ، له مفاسده وآثاره السيئة ، ولو كان بين الصغار .

ثم إن أكثر الصغار اليوم صاروا يميزون بين الجميلة وغيرها ، ويعرفون الحب والغرام والصديقات والخليلات من خلال ما يشاهدونه في التلفاز وغيره ، فلا عجب أن يتعلق الطفل وعمره عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة بزميلة له في الفصل ، ومنهم من يتجاوز ذلك إلى محاكاة الكبار ، والتصريح بالحب والتعلق .

ولهذا كان على من أولاه الله مسئولية التعليم أن يمنع هذا الاختلاط ، حتى ينشأ الأطفال على الأخلاق والقيم الصحيحة .

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :

المدارس الحكومية في بريطانيا مختلطة، يدرس فيها البنون والبنات معا ، ويجبرون للغسل والسباحة في محل واحد ، وتكون البنات عاريات في حالة الغسل

أو نصف عاريات ، وأفتى بعض العلماء أنه إذا كانت البنات صغيرات فلا حرج في ذلك ، فماذا يرى سماحتكم ، وما هو الستر الإسلامي للبنت الصغيرة ، وما هي السن التي يجب فيها الحجاب للبنت ؟

فأجابت :

"اختلاط البنين والبنات في الدراسة حرام ، وكذا اختلاطهن عراة في الاغتسال والسباحة حرام ، سواء كن صغارا أو كبارا ؛ لما في ذلك من إثارة الفتنة ، والاطلاع على العورات ، ولأنه ذريعة إلى الفساد ، وارتكاب المنكرات " انتهى .

عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد الله بن غديان ...... عبد الله بن قعود "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/168).

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" اطلعت على ما كتبه بعض الكتاب في جريدة الجزيرة بعددها رقم 3754 وتاريخ 15/ 4 / 1403 هـ الذي اقترح فيه اختلاط الذكور والإناث في الدراسة بالمرحلة الابتدائية ، ولما يترتب على اقتراحه من عواقب وخيمة رأيت التنبيه على ذلك فأقول :

إن الاختلاط وسيلة لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) .

وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات , ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك ، كما أنه وسيلة للاختلاط فيما بعد ذلك من المراحل .

وبكل حال ؛ فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله ، لما يترتب عليه من أنواع الشرور ، وقد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي ، وقد دل على ذلك دلائل كثيرة من الآيات والأحاديث , ولولا ما في ذلك من الإطالة لذكرت كثيرا منها .

وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " إعلام الموقعين " منها تسعة وتسعين دليلا . ونصيحتي للكاتب وغيره ألا يقترحوا ما يفتح على المسلمين أبواب شر قد أغلقت . نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق .

ويكفي العاقل ما جرى في الدول التي أباحت الاختلاط من الفساد الكبير بسبب الاختلاط "

انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (5/234).

و الله اعلي و اعلم

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 05:01
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


( تربية النفس ))

السؤال

تمر على المسلم مواقف لا يعرف كيف يحدد موقفه منها سواء كانت سياسية أو دعوية أو اجتماعية أو حتى شخصية .. فكيف أعرف التصرف المناسب في موقف مر علي ؟؟

الجواب

الحمد لله

أخي الكريم أشكر لك وأسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد .. وأن يرينا جميعا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبسا علينا فنضل .. أما عن استشارتك فتعليقي عليها ما يلي :-

لتعلم يا عزيزي أننا لسنا ملزمين أن نحدد موقفا أو رأيا حول كل أمر أو حادث يمر علينا .. لسبب بسيط وهو أن الكثير مما يمر علينا لا يعنينا بأي حال ..!! أما المواقف التي تعنينا وتهمنا ويلزمنا تكوين رأي حولها

.. فهي أنواع :

أولا : مواقف تتعدى في عمقها وبعدها حدود علمنا وإدراكنا وهذه نستنير فيها بآراء بعض أهل الاختصاص من علماء شرعيين أو باحثين أو متابعين حسب الاستطاعة .

ثانيا : مواقف تكون من الوضوح والتأثير بحيث أنها أصبحت حديث المجالس ووسائل الإعلام المختلفة .. وهذه نستطيع من خلال التوفيق بين آراء من نثق فيهم وبعض التقارير المختلفة .. أن نكون رؤية حولها .

ثالثا : أمور ومواقف تكون في نطاقنا ودائرتنا الخاصة وهذه نحتاج لكي نكون حولها رؤية إلى وضع جميع بدائلها وإيجابياتها وسلبياتها .. ثم مقارنتها بموضوعية وبالتالي وضع تصور مبدئي حولها قد ندعمه بالاستشارة لمن سبقنا في مجالها .. أو من نثق برأيه حولها فمن شاور الرجال شاركهم في عقولهم . ومع مرور الأيام ووقوع الأخطاء والاستفادة من التجارب يصبح لدى الإنسان رصيد من الخبرة التراكمية ودراية أكبر يقيم من خلالها الأشياء والمواقف ويحدد على ضوء خبراته وتجاربه العملية والنظرية موقفه منها .

وفقك الله وحماك وسدد على طريق الخير والحق خطاك .

أحمد المقبل :

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 05:05
السؤال

تعلق سؤالي بالصيام في غير شهر رمضان المبارك . أعني الصيام عندما تكون لدى المسلم رغبة في الزواج لكنه لا يستطيعه في الوقت الراهن . أعلم أنه يُنصح بالصيام في مثل هذه الحالة، لكن ما هو الحكم الصحيح في ذلك؟.

الجواب

الحمد لله

جاء هذا الدين الحنيف بتهذيب الغرائز حتى لا يبقى الإنسان المسلم المتميز بشخصيته أسيراً لشهواته كالحيوان ، وشرع له من الشرائع الواجبة و المستحبة ما يحتمي بها من الآثار السيئة التي تنتج عن الانسياق وراء الشهوات

ومن هذه التشريعات مشروعية الصيام لمن لم يستطع الوصول إلى التصريف الطبيعي لهذه الشهوة من خلال الزواج ، كما قال عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه ( كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) البخاري 5066 مسلم 1400.و المراد أن الصوم يخفف من تأثير الشهوة على الشاب .

وهذا الحكم وإن كان مشروعاً لعموم الشباب فإن الحاجة إليه تزداد مع زيادة الفتن وتيسُّر أسباب المنكرات وكثرة المغريات ، لاسيما لمن يعيش وسط مجتمعات يكثر فيها التبرج والانحلال

فينبغي الحرص على هذه العبادة للمحافظة على العفة والدين ، ويستعين الإنسان مع الصيام بدعاء الله تعالى أن يحفظه في دينه وعرضه وأن ييسر له الزواج الذي يحصن به فرجه ، ويستعين كذلك بتذكر ما أعدّه الله تعالى في الجنان من الحور العين لمن استقام على أمره تعالى وحفظ نفسه .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 05:09
المعصية وأثرها على صاحبها

السؤال

حججت عن نفسي وبعد الحج بأشهر لم أر علامات القبول من الإقبال على الطاعات بل عملت الكثير من المعاصي وفي العام المنصرم عقدت العزم على الحج عن أمي المتوفاة ، سألت أحد المشايخ فأفتاني بالحج عنها كما نويت والكثرة من الاستغفار والتضرع فحججت عن أمي في إحدى الحملات وفي طواف الوداع كان الزحام شديدا فطفنا شوطا وجزء من شوط ثم صعدنا إلى السطح

لشدة الزحام لم نعلم الموقع الذي وقفنا عنده بالضبط في الأسفل ولكن اجتهدنا في بداية الطواف من السطح أن يكون من الموضع الذي انتهينا عنده أسفل وطفنا حتى أتممنا الطواف ..

بعد حجي الأخير إن اتجهت للمعاصي - وقد وقعت في كثير منها - شعرت بقسوة وضيق صدر وإن اتجهت إلى الطاعات أحسست بلذةٍ وأحمل عاطفة صادقة ومتأثرة نحو حال الإسلام وأهله في هذا الزمن .. وأنا قلق بشأن الحجين وشأن الطواف .. أفتوني مأجورين.

الجواب

الحمد لله

أولاً : ننصحك أيها السائل بالبعد عن المعاصي صغيرها وكبيرها والحذر كل الحذر منها ؛ فإن للمعصية شؤماً على صاحبها ، فإليك بعض آثارها من كلام ابن القيم رحمه الله :

1- " حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تُطفئ ذلك النور . ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقُّد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً ، فلا تُطفئه بظلمة المعصية .

2- حرمان الرزق ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه " رواه ابن ماجه (4022) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .

3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه ، وبينه وبين الناس .قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي .

4- تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه ، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .

5- أن العاصي يجد ظلمةً في قلبه ، يُحس بها كما يحس بظلمة الليل ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر ، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده

وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سواداً يراه كل أحد . قال عبد الله بن عباس : " إن للحسنة ضياءً في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعةً في الرزق ، وقوةً في البدن ، ومحبةً في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق " .

6- حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبةٌ إلا أن يُصدَّ عن طاعةٍ تكون بدله ، وتقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريقٌ ثالثة ثم رابعة وهلم جرا ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلةً أوجبت له مرضاً طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان .

7- أن المعاصي تزرع أمثالها ، ويُولِّد بعضها بعضاً ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها .

8- أن المعاصي تُضعف القلب عن إرادته ، فتقوى إرادة المعصية ، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية ، ... فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيءٍ كثير ، وقلبه معقودٌ بالمعصية ، مُصرٌ عليها ، عازم على مواقعتها متى أمكنه ، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك .

9- أنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية فتصير له عادة ، لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ،ولا كلامهم فيه .

وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة ، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية ، ويُحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها ، فيقول : يا فلان ، عملت كذا وكذا . وهذا الضرب من الناس لا يعافون ، ويُسدُّ عليهم طريق التوبة ،وتغلق عنهم أبوابها في الغالب . كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرون ، وإنَّ من المجاهرة : أن يستر الله العبد ثم يُصبح يفضح نفسه ويقول : يا فلان عملت يوم كذا .. كذا وكذا ، فيهتك نفسه وقد بات يستره ربه "

رواه البخاري (5949) ومسلم (2744) .

10- أن الذنوب إذا تكاثرت طُبِعَ على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين . كما قال بعض السلف في قوله تعالى : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قال : هو الذنب بعد الذنب .

وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية ، فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير راناً ، ثم يغلب حتى يصير طبعاً وقفلاً وختماً ، فيصير القلب في غشاوة وغلاف ، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفـله ، فحينئذٍ يتولاه الشيطان ويسوقه حيث أراد .

ثانياً : قولك إنك " حججت ولم تر علامات القبول ، بل ازددت من المعاصي " يجاب عليه : بأن القبول إنما هو من الله ، ولا يستطيع أحدٌ أن يجزم لك بأن عملك قد قبل أم لا ؟

فالمؤمن يعمل الأعمال الصالحة وهو لا يعلم هل قبل الله منه أم لا ؟

حتى قال ابن عمر لو علمت بأن الله قبل مني حسنة واحدة لكان الموت أحب غائب إليَّ ؛ لأن الله يقول : " إنما يتقبل الله من المتقين " .

والإنسان مطلوب منه أن يُكثر من العمل الصالح ، وأن يجتهد في العمل بحيث يكون موافقاً لأمر الله ورسوله ، ويكون بذلك قد أبرأ ذمته ، ثم يسأل الله القبول .

فأنت أيها السائل إذا كان حجك صحيحاً خالياً من المحظورات فلا يلزمك إعادته ، وأما وقوعك في المعاصي فليس له تعلق بصحة الحج من عدمه ، ولكنك محاسب عليها،فعليك بالمبادرة بالتوبة منها قبل حلول الأجل .

ثالثاً : قولك بأنك طفت ثم صعدت إلى السطح لشدة الزحام .

هذه مسألة الموالاة في الطواف ، وقد سُئلت اللجنة الدائمة عن سؤالٍ مشابهٍ لمسألتك فأجابت بأنه لا بأس من قطع الطواف وإكماله في الدور الأعلى .

انظر فتاوى اللجنة الدائمة (11/230 ، 231، 232) .

وأما بداية الطواف فيكون من الموضع الذي انتهيت إليه ، وبالنسبة لاجتهادك في تحديد الموضع فإنه إذا تعذر اليقين عمل الإنسان بغلبة الظن لقول النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شك فتردد هل صلى ثلاثاً أم أربعاً قال : " فليتحرَّ الصواب ، ثم ليُتم عليه – أي يبني على التحري – ثم ليُسلم ثم ليسجد سجدتين بعد أن يُسلم "

رواه البخاري (401) ومسلم (572) ، أنظر الشرح الممتع (3/461) .

وبناءً عليه فإكمال الطواف من السطح واجتهادك في البداية من الموضع الذي قطعت طوافك منه لا شيء عليك فيه إن شاء الله

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-14, 05:11
عداوة الشيطان للإنسان

السؤال

أريد أن أعرف بعض المعلومات عن الشيطان . فهل لك أن تساعدني ؟.

الجواب

الحمد لله

لما امتنع إبليس من السجود لآدم طرده الله من السماء وحقت عليه لعنة الله إلى يوم القيامة فقال الله له : ( فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ) ص/77-78 .

ثم سأل الله أن ينظره إلى البعث فأنظره الله : ( قال أنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنك من المنظرين ) الأعراف/14-15 .
فلما أمِنَ إبليس من الهلاك تمرد وطغى وعاند : ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) الأعراف/16-17 .

ولما قال إبليس ذلك قال الله له : ( اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءً موفوراً ، واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعِدهم , وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، إن عبادي ليس لك عليهم سلطان , وكفى بربك وكيلاً ) الإسراء/62-64 .

ومن هنا أعلن الشيطان عن خبث عداوته لبني آدم فبدأ يزين لهم المعاصي ويغريهم بالمحرمات والخبائث ويأمرهم بالسوء والفحشاء فانخدع بذلك أكثر الناس , ووقعوا في تلك المعاصي والمحرمات : ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين ) سبأ/20 .

وكل ما يقع بين بني آدم من الكفر والقتل والعداوة والبغضاء وانتشار الفواحش والزنا , وتبرج النساء وشرب الخمور وعبادة الأصنام واقتراف الكبائر فذلك كله من عمل الشيطان ليصد عن سبيل الله ويفسد الناس ويجرهم معه إلى نار جهنم : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) المائدة/90-91 .

وقد حذرنا الله من السير خلف الشيطان واتباع خطواته فقال : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ) النور/21 .

وإذا أعرض الإنسان عن الله تولاه الشيطان وجره إلى الفساد والطغيان : ( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزاً ) مريم/83 .

وكل من أعرض عن الله وسار خلف الشيطان فإنما يهلك نفسه وخسر ديناه و آخرته : ( ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون الله فقد خسر خسراناً مبيناً ) النساء/119 .

وقد سلك الشيطان طرقاً عجيبة في الإغواء فأفسد كثيراً من الناس وزين لهم سوء أعمالهم فأوردهم جهنم وبئس المصير : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ، أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصاً ) النساء/120 - 121 .

وعداوة الشيطان لآدم وذريته قديمة فقد أسكن الله آدم وزوجته في الجنة فجاء الشيطان إلى آدم وزين له المعصية فأطاعه آدم يظنه صادقاً فعصى آدم ربه وأخرج من الجنة ثم تاب الله عليه وقد حذرنا الله من طاعة الشيطان فقال : ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ) الأعراف/27 .

ولما كانت عداوة الشيطان للإنسان ظاهرة بينة أمرنا الله بالحذر منه , وإعلان الحرب عليه ونصب العداوة له فقال : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) فاطر/6 .

وقد أرشدنا الله إلى أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما هممنا بمعصية فقال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير ) فصلت/36 .

وفي يوم القيامة يوم الصدق والعدل يعترف الشيطان بجريمته فيعلن أمام الخلائق أن الله صادق وأنه كاذب وأنه لا لوم عليه وإنما الملامة على من اتبعه فيندم كل من اتبعه ولكن حينذاك لا ينفع الندم : ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ) إبراهيم/22 .

من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-05-14, 18:06
اختلاط البنين والبنات في الدراسة حرام ...
ولكن ماذا افع ان لم يكن هناك سبيل اخر للدراسة غير المدارس المختلطة ؟

abousoumia
2018-05-14, 18:32
المدارس الحكومية في بريطانيا مختلطة، يدرس فيها البنون والبنات معا ،
المشكلة في كون الحكومات العربية والاسلامية تقلد مثل هؤلاء الفاسقين ... اااه كم اتمنى لو ان حبيب الله معنا هنا فنحن الان في امس الحاجة اليه .لكنني سافعل ما بوسعي لاؤدي دوري على اكمل وجه في نصرة الاسلام .

abousoumia
2018-05-14, 19:09
السلام عليكم
حكم قتل الحشرات
السؤال
علم أنه لا شيء في هذه الدنيا صغيرة كانت أو كبيرة إلا ولها ذكر في ديننا الإسلامي، لذلك أود أن أعلم ماذا قال ديننا في كيفية التعامل مع الحيوانات بشكل عام ومع الحشرات بشكل خاص، فقد سمعت من أحد الشيوخ الأفاضل أن الله سبحانه وتعالى أرسل أعظم ملائكته (جبريل عليه أفضل الصلوات والسلام) إلى أحد أنبيائه عليهم أفضل الصلوات والسلام أجمعين (حقيقة لا أعرف من هو) كي يعاتبه على إحراق نملة، فهل معنى ذلك أنه يحرم علينا قتل الحشرات أياً كانت، أقصد حتى وإن كانت ضارة أم ماذا، وماذا نفعل كي نبعد عن أسلوب القتل سواء بالضرب أو استخدام المبيدات الحشرية، لأنني أحاول قدر المستطاع أن أبعد عن قتلها بأن أضعها في محرمة ورقية ورميها في الحديقة؟ وشكراً لكم.


الجواب
لإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلعل السائلة تشير إلى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قرصت نملة نبياً من الأنبياء فأمر بقرية النمل، فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح.

وأما عن حكم الحشرات فقد تقدم تفصيل الكلام عن ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2568، 2669، 17916، 38366.

وأما عن كيفية القتل عند جوازه فإنه يكون بأي وسيلة إلا الحرق، فقد روى عبد الرزاق في مصنفه عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يعذب بالنار إلا رب النار. رواه أبو داود وغيره.

ولكن ينبغي اختيار القتلة التي تجهز على المقتول سريعاً ولا تسبب له العذاب.

ارجو من كل من قرا الموضوع ان يصلي على سيدنا ومعلمنا وقدوتنا وحبيبنا واماما وشفيعنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم .

abousoumia
2018-05-15, 19:49
السلام عليكم
لا اعتقد ان احدا من المسلمين لم يسمع عن حال فلسطين اليوم , ومن لم يسمع فلا اعتقد ان له اي حق في تصفح منتدى يحمل صوت المسلمين . فلسطين التي دوى صوتها في انحاء العالم ولم تسمع لندائها مجيبا .
مباشرة الى ملتقى مجلس الامن الدولي في نيويورك , شاهدت ذلك اللقاء على التلفاز وقلبي يبكي الدماء بدل الدموع , ذل مابعه ذل ... المندوب الروسي يدافع عن ارضنا المقدسة , والحكام العرب خارج مجال التغطية ,في باريس .. مظاهرات تحمل العلم الفلسطيني بالصوت واللغة الفرنسية مثلها كمثل الامواج العاتية , والعرب صامتون كالمياه الراكدة .
سصمت كلام ذلك الحقير مندوب اسرائيل اللعينة وهو يهدد واصفا الفلسطنيين بالارهابيين مستشهدا بجرائم لا وجود لها , اعتقد انه نسي الغارات الجوية على غزة , نسي 115 شهيدا مات في سبيل الوطن في مسيرة واحدة , 2005 عدد الجرحى الفلسطينيين في يوم واحد ..
تمنيت حينها لو كنت رجلا في 20 من المر على الاقل ولكن مع الاسف مراهق في 16 لن يستطيع فعل شيئ ... لو كنت اكبر لما سكتت , لو كنت اكبر بقليل لفعلت ما لم تفعله الدول العربية مجتمعة خلال 70 عاما .
ومع هذا هناك سؤال حيرني ... كيف لاي مسلم ان ينام في فراشه هانئا وفلسطين لا تعرف للهدوء معنى ؟
لم يبقى لي شيئ سوى ان ارفع يدي واقول .. اللهم انصر الاقصى وفلسطين , واجعل كيد اولئك الظالمين في نحرهم ... حسبنا الله ونعم الوكيل في من هم امام الكاميرا خلاف ماهم امام قرار قصف فلسطين .#تعجب

*عبدالرحمن*
2018-05-15, 20:09
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اخوة الاسلام

عسى رمضانكم مبارك
وكل لحظاتكم تبارك
وجنه الخلد داري وداركم
والنبي جاري وجاركم

ابعث سلامي مع الطير.. واسبق الكل والغير .. وأقولكم : كل رمضان وأنتم بخير

باقة أزهار وورود وسلة بخور وعود وكل عام وانتم بخير ورمضان عليكم يعود

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 03:26
ولكن ماذا افع ان لم يكن هناك سبيل اخر للدراسة غير المدارس المختلطة ؟

إذا دعت الضرورة أو الحاجة الماسة إلى الدراسة ولم توجد غير المدارس المختلطة فلا حرج عليك في مواصلة دراستك مع التزام غض البصر والبعد عن أسباب الفتنة ومراقبة الله تعالى في السر والعلن .

قال الشيخ ابن جبرين حفظه الله في شأن من ابتلي بهذه الدراسة المختلطة

: " وعليهم أن يحرصوا على غضّ البصر ، وعلى تحصين أنفسهم والبعد عن المغريات التي توقع في الحرام ، وإذا لاحظ أن نفسه بدأت تنزلق في محرم امتنع عن الحضور

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 03:41
[center]السلام عليكم
والعرب صامتون كالمياه الراكدة .
سصمت كلام ذلك الحقير مندوب اسرائيل اللعينة وهو يهدد واصفا الفلسطنيين بالارهابيين مستشهدا بجرائم لا وجود لها , اعتقد انه نسي الغارات الجوية على غزة , نسي 115 شهيدا مات في سبيل الوطن في مسيرة واحدة , 2005 عدد الجرحى الفلسطينيين في يوم واحد .. .#تعجب


فاليعلم الجميع ان تربيه نفوسنا و الالتزام بتعاليم ديننا بدايه التحرر من عبوديه الغرائز و الشيطان ... فان فعلنا تحررنا من كل فاسد و من كل ظالم

https://d.top4top.net/p_866dyzy31.jpg (https://up.top4top.net/)

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 03:46
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية النفس ))

حماية النفس من الاغراءات في بلاد الإباحية

السؤال

: ما هي الوسائل - غير الزواج - التي تمكن الشباب المسلمين الذين تركوا بلادهم المسلمة للدراسة في أمريكا من حماية أنفسهم من الاغراءات الموجودة هناك ؟.

الجواب

الحمد لله

ينبغي أن نعلم أن الزواج هو الحل الطبيعي ، وحين نفكر في البديل نفكر به على أنه مؤقت ، والذي يعين على مواجهة أثر الشهوة أمران :

الأول :

تقوية المانع في النفس ، ويشمل ذلك : تقوية الإيمان ، والخوف من الله ومراقبته ، وتقوية الإرادة والعزيمة في النفس ، وإدراك المرء لعواقب اتباع الشهوة في الدنيا والآخرة .

الثاني :

إضعاف الدافع ، ويتمثل ذلك في الصيام ، وفي البعد عن كل ما يثير الشهوة وعلى رأسه النظر الحرام ، والصحبة السيئة .

الشيخ محمد الدويش

وإن ممارسة العبادات المشروعة بكافة أنواعها وانشغال النفس بها من أعظم ما يعين على حماية النفس من الاغراءات المحرمة فإذا انشغل هؤلاء الشباب بالتلاوة والذكر والدعاء والصيام والدعوة إلى الله وأقاموا لأنفسهم مجتمعاً خاصاً يعبدون الله فيه ويلتقون على الخير والبر وعكف كل منهم على عبادة ربه في وقت فراغه واستمر يذكر ربه في وقت شغله حتى في المكاتب وفصول الدراسة حتى يصير قلبه مع ربه ولو كان جسده مع الكفار فإن ذلك من أعظم أسباب سلامته ، والله الموفق .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 03:50
علاج الغضب

السؤال

كيف يمكن أن يتحكم الإنسان في أعصابه؟

إنني متضايق جداً وحين أغضب أترك المكان وقد تلوت بعض الأذكار وقلت (لا حول ولا قوة إلا بالله) ولكن لا فائدة. فما الحل؟.

الجواب

الحمد لله

الغضب نزغة من نزغات الشيطان ، يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله ، ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم ، وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك :

1- الاستعاذة بالله من الشيطان :

عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .

وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه صحيح الجامع الصغير رقم 695 .

2- السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .

وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .

3- السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .

وراوي هذا الحديث أبو ذر رضي الله عنه ، حدثت له في ذلك قصة : فقد كان يسقي على حوض له فجاء قوم فقال : أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه ؟ فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقّه أي كسره أو حطّمه والمراد أن أبا ذر كان يتوقع من الرجل المساعدة في سقي الإبل من الحوض فإذا بالرجل يسيء ويتسبب في هدم الحوض .

، وكان أبو ذر قائماً فجلس ثم اضطجع فقيل له : يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت ؟ قال فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152 وانظر صحيح الجامع رقم 694 .

وفي رواية كان أبو ذر يسقي على حوضٍ فأغضبه رجل فقعد .... فيض القدير ، المناوي 1/408 .

ومن فوائد هذا التوجيه النبوي منع الغاضب من التصرفات الهوجاء لأنه قد يضرب أو يؤذي بل قد يقتل - كما سيرد بعد قليل - وربما أتلف مالاً ونحوه ، ولأجل ذلك إذا قعد كان أبعد عن الهيجان والثوران وإذا اضطجع صار أبعد ما يمكن عن التصرفات الطائشة والأفعال المؤذية .

قال العلامة الخطابي - رحمه الله

- في شرحه على أبي داود : ( القائم متهيء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع منهما ، فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بالقعود والاضطجاع لئلا يبدر منه في حال قيامه وقعوده بادرة يندم عليها فيما بعد . والله أعلم سنن أبي داود ، ومعه معالم السنن 5/141 .

4- حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب . فردّد ذلك مراراً ، قال لا تغضب رواه البخاري فتح الباري 10/456 .

وفي رواية قال الرجل : ففكرت حين قال النبي صلى الله عليه وسلم ، ما قال فإذا الغضب يجمع الشر كله مسند أحمد 5/373 .

5- لا تغضب ولك الجنة حديث صحيح : صحيح الجامع 7374 . وعزاه ابن حجر إلى الطبراني ، انظر الفتح 4/465 .

إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم ما يعين على إطفاء نار الغضب ، ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ومن كظم غيظاً ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة رواه الطبراني 12/453 وهو في صحيح الجامع 176 .

وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء رواه أبو داود 4777 وغيره ، وحسنّه في صحيح الجامع 6518 .

6- معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه .

وكلما انفعلت النفس واشتد الأمر كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة . قال عليه الصلاة والسلام : ( الصرعة كل الصرعة الذي يغضب فيشتد غضبه ويحمر وجهه ، ويقشعر شعره فيصرع غضبه ) رواه الإمام أحمد 5/367 ، وحسنه في صحيح الجامع 3859 .

وينتهز عليه الصلاة والسلام الفرصة في حادثة أمام الصحابة ليوضّح هذا الأمر ، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يصطرعون ، فقال : ماهذا ؟ قالوا : فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه قال : أفلا أدلكم على من هو أشد منه ، رجلٌ ظلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن . الفتح 10/519 .

7- التأسي بهديه صلى الله عليه وسلم في الغضب :

وهذه السمة من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوتنا وقدوتنا ، واضحة في أحاديث كثيرة ، ومن أبرزها : عن أنس رضي الله عنه قال : كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية ، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم ( ما بين العنق والكتف ) وقد أثرت بها حاشية البرد ، ثم قال : يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك

فالتفت إليه صلى الله عليه وسلم فضحك ، ثم أمر له بعطاء متفق عليه فتح الباري 10/375

.. ومن التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم أن نجعل غضبنا لله ، وإذا انتهكت محارم الله ، وهذا هو الغضب المحمود فقد غضب صلى الله عليه وسلم لما أخبروه عن الإمام الذي يُنفر الناس من الصلاة بطول قراءته ، وغضب لما رأى في بيت عائشة ستراً فيه صور ذوات أرواح ، وغضب لما كلمه أسامة في شأن المخزومية التي سرقت ، وقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ وغضب لما سُئل عن أشياء كرهها ، وغير ذلك . فكان غضبه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله .

8- معرفة أن رد الغضب من علامات المتقين :

وهؤلاء الذين مدحهم الله في كتابه ، وأثنى عليهم رسوله ، صلى الله عليه وسلم ، وأعدت لهم جنات عرضها السماوات والأرض ، ومن صفاتهم أنهم : { ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } وهؤلاء الذين ذكر الله من حسن أخلاقهم وجميل صفاتهم وأفعالهم ، ماتشرئبّ الأعناق وتتطلع النفوس للحوق بهم ، ومن أخلاقهم أنهم : { إذا ما غضبوا هم يغفرون } .

9- التذكر عند التذكير :

الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس ، وقد يكون من العسير على المرء أن لا يغضب ، لكن الصدّيقين إذا غضبوا فذكروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده ، وهذا مثالهم .

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً استأذن على عمر رضي الله عنه فأذن له ، فقال له : يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزل ( العطاء الكثير ) ولا تحكم بيننا بالعدل ، فغضب عمر رضي الله عنه حتى همّ أن يوقع به ، فقال الحر بن قيس ، ( وكان من جلساء عمر ) : يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل قال لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : ( خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وإن هذا من الجاهلين

فوالله ما جاوزها عمر رضي الله عنه حين تلاها عليه ، وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل رواه البخاري الفتح 4/304 . فهكذا يكون المسلم ، وليس مثل ذلك المنافق الخبيث الذي لما غضب أخبروه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم وقال له أحد الصحابة تعوذ بالله من الشيطان ، فقال لمن ذكره : أترى بي بأس أمجنون أنا ؟ اذهب رواه البخاري فتح 1/465 . نعوذ بالله من الخذلان .

10- معرفة مساوئ الغضب :

وهي كثيرة ، مجملها الإضرار بالنفس والآخرين ، فينطلق اللسان بالشتم والسب والفحش وتنطلق اليد بالبطش بغير حساب ، وقد يصل الأمر إلى القتل ، وهذه قصة فيها عبرة : عن علقمة بن وائل أن أباه رضي الله عنه حدّثه قال : إني لقاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة ( حبل مضفور ) فقال : يا رسول الله هذا قتل أخي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أقتلته ؟

قال : نعم قتلته . قال : كيف قتلته ؟ قال : كنت أنا وهو نختبط ( نضرب الشجر ليسقط ورقه من أجل العلف ) من شجرة ، فسبني فأغضبني فضربته بالفأس على قرنه ( جانب الرأس ) فقتلته ... إلى آخر القصة رواه مسلم في صحيحه 1307 ترتيب عبد الباقي .

وقد يحصل أدنى من هذا فيكسر ويجرح ، فإذا هرب المغضوب عليه عاد الغاضب على نفسه ، فربما مزق ثوبه ، أو لطم خده ، وربما سقط صريعاً أو أغمي عليه ، وكذلك قد يكسر الأواني ويحطم المتاع .

ومن أعظم الأمور السيئة التي تنتج عن الغضب وتسبب الويلات الاجتماعية وانفصام عرى الأسرة وتحطم كيانها ، هو الطلاق . واسأل أكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلقوا ومتى ، فسينبئونك : لقد كانت لحظة غضب .

فينتج عن ذلك تشريد الأولاد ، والندم والخيبة ، والعيش المرّ ، وكله بسبب الغضب . ولو أنهم ذكروا الله ورجعوا إلى أنفسهم ، وكظموا غيظهم واستعاذوا بالله من الشيطان ما وقع الذي وقع ولكن مخالفة الشريعة لا تنتج إلا الخسارة .

وما يحدث من الأضرار الجسدية بسبب الغضب أمر عظيم كما يصف الأطباء كتجلّط الدم ، وارتفاع الضغط ، وزيادة ضربات القلب ، وتسارع معدل التنفس ، وهذا قد يؤدي إلى سكته مميتة أو مرض السكري وغيره . نسأل الله العافية .

11- تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب .

لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ، فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه ، وتغير خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه ، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب وأنه يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه ، واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن أعظم من قبح الظاهر ، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله ! نعوذ بالله من الشيطان والخذلان .

الدعاء :

هذا سلاح المؤمن دائماً يطلب من ربه أن يخلصه من الشرور والآفات والأخلاق الرديئة ، ويتعوذ بالله أن يتردى في هاوية الكفر أو الظلم بسبب الغضب ، ولأن من الثلاث المنجيات : العدل في الرضا والغضب صحيح الجامع 3039 وكان من دعائه عليه الصلاة والسلام : ( اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي ، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة

وأسألك كلمة الإخلاص في الرضا والغضب ، وأسألك القصد في الفقر والغنى وأسألك نعيماً لا ينفد ، وقرة عين لا تنقطع ، وأسألك الرضا بعد القضاء ، وأسألك برد العيش بعد الموت ، أسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق إلى لقائك ، في غير ضراء مضرّ ة ولا فتنة مضلّة الله زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين .

والحمد لله رب العالمين .

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 03:57
السؤال :

ماذا يفعل من رأى في نفسه الشر وأن الشر يغلب الخير ؟

الجواب :

الحمد لله

الإنسان كائن ضعيف ، يتعرض لنوازع الخير والشر ، وقد يضعف وينساق إلى طريق الرذيلة والانحراف ، ويدفعه الشر إلى طريق الظلم والتعدي ، ويزين له الشيطان فعل المنكرات ، ويبرر له كل تصرف منحرف .

لكن عنصر الخير يحرك فيه ضميره ، ويُشعره بالندم ، ويحثه على الرجوع إلى الحق ، والاستجابة لنداء العقل .

وتختلف قدرات الناس ، وقوة إرادتهم ، وصفاء نفوسهم ، وشفافية أرواحهم ، فمنهم من يروض نفسه على السير على طريق الفضائل والمكرمات ، ويربيها على المبادئ والأخلاق ، ويقاوم الشهوات ، والميول المنحرفة ، ويلزم نفسه بالاستقامة والإنصاف ، فهذا يستطيع أن يواجه الشر ، ويحتمل في سبيل ذلك كل أمر عسير ، ولا يفقد الأمل بتغلب الخير ، واندحار الشر ، وزواله .

ومنهم من ينساق وراء الشهوات ، ويعجز عن إلزام نفسه بالفضائل ، ويتخلى عن كثير من أوامر الله ورسوله ، ويضعف أمام المواجهة ، ويفقد الأمل في تغلب الخير .

فالسرّ في المسألة كلها أن يُجاهد العبد هواه ونفسه الأمّارة بالسوء لينال الهداية من الله قال الله تعالى : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبُلنا ) .

وفيما يلي عبارات جميلة في المجاهدة لابن القيم رحمه الله

" يا أقدام الصبر احملي بقي القليل تذكّر حلاوة ( العبادة ) يَهُن عليك مُرّ المجاهدة " الفوائد

" اخرج إلى مزرعة المجاهدة واجتهد في البذر واسق شجرة الندم بساقية الدمع فإذا عاد العود أخضر فَعُد لما كان . " بدائع الفوائد 3/742

" وقيل : المحبة صدق المجاهدة في أوامر الله وتجريد المتابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " طريق الهجرتين 1/460

" من ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقويَ فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد " عدة الصابرين ص/46

والمؤمن المجاهد يعلم أن الخير باقٍ ، وأن الغلبة له ، مهما اشتدت الظلمة ، وعظمت المصيبة وتحكم الشر واستبد ، وتجاوز كل حد ، والله المستعان .

الشيخ محمد صالح المنجد

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 05:51
https://c.top4top.net/p_866hc97z1.jpg (https://up.top4top.net/)
.

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 07:36
https://e.top4top.net/p_86646lkb1.jpg (https://up.top4top.net/)
.

abousoumia
2018-05-16, 09:27
عسى رمضانكم مبارك
وكل لحظاتكم تبارك
وجنه الخلد داري وداركم
والنبي جاري وجاركم
امين ورمضان مبارك لكل المسلمين

abousoumia
2018-05-16, 10:18
ذا دعت الضرورة أو الحاجة الماسة إلى الدراسة ولم توجد غير المدارس المختلطة فلا حرج عليك في مواصلة دراستك مع التزام غض البصر والبعد عن أسباب الفتنة ومراقبة الله تعالى في السر والعلن
بارك الله فيك اخي افرحت قلبيزهرة2

abousoumia
2018-05-16, 12:46
فاليعلم الجميع ان تربيه نفوسنا و الالتزام بتعاليم ديننا بدايه التحرر من عبوديه الغرائز و الشيطان ... فان فعلنا تحررنا من كل فاسد و من كل ظالم
باذن الله سنحاول فعل المستحيل لايقاف هذا الظلم :19:

abousoumia
2018-05-16, 13:01
السلام عليكم
مجاهدة النفس من أعظم الجهاد
السؤال: بعد هذا ننتقل إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من جدة وباعثها المستمع (أ. أ. م) أخونا عرضنا جزءاً من أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل عن مجاهدة النفس، هل هي من أعظم الجهاد، وكيف يكون ذلك؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب: نعم مجاهدة النفس من أهم المهمات، وهو الجهاد في سبيل الله في الحقيقة، وفي الحديث يقول ﷺ: المجاهد من جاهد نفسه لله، والله يقول سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69]، فالمجاهدة للنفس في أداء الواجبات ترك المحارم والوقوف عند حدود الله هذا من أهم الجهاد، ومن أهم الواجبات والفرائض. نعم.#زهرة4

abousoumia
2018-05-16, 13:05
1الزينة واللباس س: ما حكم استعمال بعض العطور التي تحتوي على شيء من الكحول؟
ج: الأصل حل العطور والأطياب التي بين الناس إلا ما علم أن به ما يمنع استعماله لكونه مسكرا أو يسكر كثيره أو به نجاسة ونحو ذلك، وإلا فالأصل حل العطور التي بين الناس كالعود والعنبر والمسك.. إلخ.
فإذا علم الإنسان أن هناك عطرًا فيه ما يمنع استعماله من مسكر أو نجاسة ترك ذلك، ومن ذلك الكولونيا، فإنه ثبت عندنا بشهادة الأطباء أنها لا تخلو من المسكر، ففيها شيء كبير من الإسبيرتو وهو مسكر، فالواجب تركها إلا إذا وجد منها أنواع سليمة، وفيما أحل الله من الأطياب ما يغني عنها والحمد لله، وهكذا كل شراب أو طعام فيه مسكر يجب تركه، والقاعدة أن ما أسكر كثيره فقليله حرام؟ قال الرسول ﷺ: ما أسكر كثيره فقليله حرام والله ولي التوفيق[1].#وردة4

abousoumia
2018-05-16, 13:11
الزينة واللباس299- كراهة المشي في نعلٍ واحدةٍ، أو خفٍّ واحدٍ لغير عذرٍ وكراهة لبس النَّعل والخُفِّ قائمًا لغير عذرٍ
1/1649- عنْ أبي هُريرةَ : أنَّ رسُول اللَّه ﷺ قَالَ: لا يَمْشِ أحدُكُم فِي نَعْلٍ واحِدَةٍ، لِيَنْعَلْهُما جمِيعًا أوْ لِيَخْلَعْهُمَا جمِيعًا.
وفي روايةٍ: أوْ لِيُحْفِهِما جَمِيعًا متفقٌ عليْهِ.
2/1650- وعنه  قَال: سمِعتُ رسُول اللَّه ﷺ يَقُولُ: إذَا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أحدِكُمْ فَلا يَمْشِ في الأُخْرى حتَّى يُصْلِحَهَا رواهُ مسلم.
3/1651- وعَنْ جابِرٍ : "أنَّ رَسُولَ اللَّه ﷺ نَهَى أنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قَائمًا" رواهُ أبُو داوُدَ بإسْنادٍ حَسنٍ.

الشيخ:
الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث في النَّهي عن المشي في نعلٍ واحدةٍ، السنة للمؤمن أن يمشي في النَّعلين، فإذا اختلت إحداهما فإنه لا يمشي في نعلٍ واحدةٍ، ولا يتشبَّه بالشيطان، إما أن ينعلهما جميعًا، وإما أن يخلعهما جميعًا.
والسنة له أن يبدأ في اللبس باليُمنى، وفي الخلع باليُسرى، فإذا أراد أن يلبس يبدأ باليمنى، وفي الخلع يبدأ باليسرى، وتكون اليمنى أولهما تُنْعَل وآخرهما تُنْزَع، هكذا السنة.
أما الانتعال وهو قائم فلا حرج فيه؛ لأنَّ الحديث المذكور وإن حسَّنه المؤلف فهو ضعيف؛ لأن في إسناده مدلس، وقد عنعن.المقصود أنه لا يثبت في النهي عن الانتعال قائمًا حديثٌ فيما نعلم، فلا حرج أن ينتعل قائمًا أو جالسًا.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: النَّعل بجلد الخنزير؟
ج: الأولى ترك ذلك، الأحوط ترك ذلك، وليتخذ نعلًا من جلودٍ مباحةٍ: الإبل، والغنم، والبقر؛ لأن الخنزير في حِلِّ جلده إذا دُبِغَ خلافٌ، فبعض أهل العلم يُحرِّمه ولو دُبِغَ.
س: تركه أحسن؟
ج: تركه أحوط: دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك.
س: أحيانًا في بعض المساجد يكون هناك اختلافٌ في الأحذية، فإذا ما وجد نعلَه يأخذ أيَّ نعلٍ ويمشي به؟
ج: هذا لا يجوز له، إذا ظُلِمَ لا يظلم، لكن لو كانت النعلُ في محلٍّ معينٍ ووجد ما يُشبهها فالأوجه أن صاحبها قد غلط وأخذها، فإذا وجد نعلًا تُشبه نعله المفقودة فالظاهر أنَّ صاحبها غلط، فلا بأس أن يأخذ التي في محلِّه وهي تُشبهها، أما إذا لم تكن بينهما مُشابهة فلا يأخذها.#وردة8

abousoumia
2018-05-16, 13:15
الزينة واللباس
حكم تقليد الغرب في أزيائهم وملابسهم
هنالك أخت أخرى تسأل وتقول: ما حكم تقليد الغرب في أزيائهم وملابسهم عن طريق مجلات الأزياء؟
play
00:00
max volume
الشيخ: لا يجوز للمسلمات ولا للمسلمين تقليد الغرب ولا الشرق في أزيائهم الخاصة التي ليست من عادة المسلمين؛ لأن الله جل وعلا نهانا عن التخلق والتشبه بأعدائنا قال : وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19] وقال: وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا [التوبة:69] ذمًا لهم وعيبًا لهم في خوضهم كما خاض الأعداء، وقال النبي ﷺ: من تشبه بقوم فهو منهم، وقال: قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين، وقال: جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس، في أحاديث كثيرة، فالواجب على رجال الإسلام ونساء الإسلام ألا يتشبهوا بأعداء الله في أزيائهم الخاصة، وأن يبتعدوا عن ذلك في أي مكان كانوا لما تقدم من الأدلة.زهرة2

abousoumia
2018-05-16, 13:18
الزينة واللباس
حكم لبس البنطال للمرأة
حكم لبس البنطال للمرأة
سائلة تقول: هل يجوز لبس البنطلون أمام النساء، وأمام الزوج، والمحارم؛ علمًا بأن البنطلون فضفاض وواسع؟
play
00:00
max volume
الشيخ: إذا كان من جنس لباس النساء ما فيه تشبه بالكفرة، من جنس اللباس الذي يلبسه نساء بلدها ما فيه تشبه بالكفار فلا بأس، وإلا تعتني بلباس أهل بلدها لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ، ولا شهرة.ros1

abousoumia
2018-05-16, 13:21
الزينة واللباس
السؤال:

هل يجوز صنع حذاء من جلد النمر؟ نرجو الإفادة عن ذلك.

play
00:00
max volume
الجواب:
الرسول ﷺ نهى عن افتراش جلود النمور، هذه سباع، النمور سباع، والأسود سباع، ولا ينبغي استعمال شيء من جلودها لا النمر ولا الأسد ولا الفهد ولا الذئب ولا الثعلب.
ينبغي تركها وأن تتخذ من جلد الأنعام من الإبل والبقر والغنم، هذه التي إذا دبغ جلدها -ولو كانت ميتة- لا بأس، وأما جلود النمور وأشباهها من السباع فلا ينبغي استعمالها لا نعلا ولا غيرها.#فراشة

abousoumia
2018-05-16, 13:34
الزينة واللباس
في هذا العصر انتشر لباسُ الغرب، ومنها البنطلون، ومن صفته أنه ضيقٌ، فما حكم لبس هذا البنطلون أولًا؟ ثم ما حكم الصلاة فيه، مع أنه يفصل العورة بوضوحٍ أثناء السجود؟ وما الحل؟
play
00:00
max volume
الشيخ: أما لبس البنطلون فقد شاع بين الناس، ولم يبقَ خاصًّا بالكفار، شاع بين المسلمين وانتشر بينهم، وصار في جنودهم، فلم يكن الآن خاصًّا بالكفار، بل انتشر بين المسلمين وغيرهم، مثل: لبس الكنادر، وركوب السيارات، وركوب الطائرات، فهذا عمَّ الناس كلهم، ولم يبقَ خاصًّا بالكفار.
لكن يجب أن يكون واسعًا لا ضيقًا، وأن يتحرز من هذا الشيء الذي يفصل العورة ويُبَيِّن حجمها ويُؤذيه في صلاته، فينبغي على المسؤولين أن يضعوا شيئًا واسعًا جيدًا يستر العورة ولا يُبين حجمها، ويُعينه على صلاته ووضوئه وغير ذلك، أما هذا الضَّيق الذي يُؤذيه ويُبرز عورته فلا ينبغي لبسه، والذي يظهر أنه لا يجوز، وعليه أن يُعالج هذه الأمور مع المسؤولين حتى يُغيّروا هذه الملابس الضَّارة الضيقة.
ولعلنا إن شاء الله نفعل ما نستطيع في هذا -إن ذُكّرنا بذلك- ونمنعه الآن إن شاء الله، ونرجو من الله أن يُعيننا على ذلك، فإنَّ تذكير المسؤولين مهمٌّ بهذا، وهم من كل خيرٍ قريبون -نسأل الله لنا ولهم الهداية.#باقة

abousoumia
2018-05-16, 13:42
الزينة واللباس
نصيحة للنساء عن خطر التبرج
سماحة الشيخ، نرجو التكرم بتوجيه كلمة للنساء عن خطر التَّبرج والسُّفور؟
play
00:00
max volume
الشيخ: الواجب على كل امرأةٍ الحذر من التبرج والسُّفور وأسباب الفتنة؛ لأن المرأة عورة، والرجال ميَّالون إليها، وهي ميَّالة إليهم، والمعصوم مَن عصمه الله، والمحفوظ مَن حفظه الله.
فالواجب على الرجال الحذر، وعلى النساء الحذر، الرجل يحذر ويغُضّ بصره، ويحذر الخلوة، ويحذر كل أسباب الفتنة، والمرأة كذلك عليها أن تحذر أسباب الفتنة: من الخلوة بالرجل، والتبرج في الأسواق بإظهار المحاسن والمفاتن، والسفور الذي عند الأجانب، يقول الله جلَّ وعلا: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ أي: الزمنَ بيوتكن، وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى [الأحزاب:33].
قال العلماء: معنى التبرج: إظهار المحاسن والمفاتن من الرأس والرقبة والوجه والصدر والأقدام والسّيقان، كل هذه فتنة، فالواجب التَّستر، ولهذا قال : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، أطهر لقلوب الجميع من وراء حجاب، يعني: من وراء بابٍ أو سترٍ أو جدارٍ أو ملابس تستر، وقال جلَّ وعلا في النساء: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ الآية [النور:31].
فعلى الجميع التعاون على البر والتقوى: المرأة عليها أن تحتجب، وأن تبتعد عن التبرج، وألا تخرج إلى الأسواق إلا للحاجة، وإذا خرجت للحاجة تكون متسترةً بعيدةً عن الفتنة، سواء لبيتٍ أو للسوق أو لغير ذلك من الحاجات، فتكون متسترةً بعيدةً عن أسباب الفتنة، وعلى الرجال غضّ البصر، والحذر من مُغازلة النساء ومُتابعتهن، فعلى الرجل أن يحذر ويبتعد عن الفتنة، قال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ الآية [النور:30]، ويقول سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور:31].
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد , اللهم اجعل شهر رمضان شهر خير وفرح للمسلمين واعن اخواننا في فلسطين وانصرنا على القوم الظالمين.#زهور

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 14:20
[center]الزينة واللباس
حكم لبس البنطال للمرأة
حكم لبس البنطال للمرأة
سائلة تقول: هل يجوز لبس البنطلون أمام النساء، وأمام الزوج، والمحارم؛ علمًا بأن البنطلون فضفاض وواسع؟
play
00:00
max volume
الشيخ: إذا كان من جنس لباس النساء ما فيه تشبه بالكفرة، من جنس اللباس الذي يلبسه نساء بلدها ما فيه تشبه بالكفار فلا بأس، وإلا تعتني بلباس أهل بلدها لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ، ولا شهرة.ros1

رجاء لا تمسح مشاركتك للاهمية فنحن نكمل بعض

الشيخ ده عبده كفته مش اكثر حافظ مش فاهم

السؤال:

هل البنطال حقاً لباس رجالي ولا يجوز للمرأة لبسه ؟ وهل هناك لباس أو شيء مشابه اختص به الرجال دون النساء ، ولكنه تغير وأصبح مباحا في حق الجميع ؟

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لبس المرأة للبنطال ، من غير جلباب يستره ، خارج بيتها ، او امام محارمها دون الزوج ،أو بحيث يراها رجل أجنبي عنها : محرم ؛ لما فيه من التبرج بالزينة ، ؛ لأنه لا يستر عورتها الستر الشرعي المطلوب ، بل يظهر مفاتنها ، ويفصل أعضاءها تفصيلا دقيقاً ، وكل ذلك معلوم التحريم .

ثم هو أيضا مخالف لما جرت عليه نساء المؤمنات في لباسهن ، مشابه للبسة الكافرات ، وأهل الفسق والمجون .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " البنطلون : يصف حجم رِجْل المرأة ، وكذلك بطنها وخصرها ، فلابسته تدخل تحت الحديث الصحيح : ( صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ) ".

انتهى ، والحديث رواه مسلم (2128) .

ومهما كان البنطال واسعاً فضفاضاً ، فهو لا يخلو من تفصيل وتحجيم لأعضاء المرأة .

قال الشيخ ابن عثيمين :

" حتى وإن كان واسعاً فضفاضاً ، لأن تميز رِجْل عن رِجْل يكون به شيء من عدم الستر" .

انتهى ، باختصار يسير ، من " مجموع فتاوى ورسائل العثيمين " (12/285).

وقال علماء " اللجنة الدائمة للإفتاء " :

" يجب على المرأة أن تحتجب عن الأجانب الحجاب الشرعي دون لبس الزينة ، فإن خروجها بملابس الزينة والفتنة لا يجوز ولو كانت متحجبة في الظاهر ، ومن ذلك لبس السروال ، أو البنطلون ، بدل الثوب الساتر"

انتهى من " فتاوى اللجنة " (17/174) .

ثانيا

لا حرج على المرأة أن تلبس " بنطالا نسائيا " ، يعتاد النساء لبس مثله ، إذا لم يطلع عليها أحد من الأجانب ، وإنما تلبسه خالية مع نفسها ، أو لزوجها ، غير أنه ينبغي عليها أن تتحفظ من الظهور ببنطالها أمام محارمها ، سوى الزوج ، لما يخشى منه من الفتنة ، وتحديد العورة ، وعدم كمال التستر ، كما هو معلوم مشاهد .

وتتأكد الرخصة في لبس المرأة للبنطال : إذا كانت تلبسه تحت جلبابها ؛ فإن هذا أكمل في الستر ، وهو أمر معتاد لحرائر النساء في كثير من البلدان ، وتتأكد الحاجة إلى مثل ذلك كثيرا ، كما لو كانت تخشى أن ينكشف جلبابها ، أو تصعد إلى مكان مرتفع ، ونحو ذلك .

قال الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله

: " إذا لبست المرأة البنطلون وفوقه ملابس سابغة ، فلا تشبه فيه بالرجال ، ما دامت تلبسه أسفل ملابسها " .

انتهى من " فتاوى الشيخ عبد الرزاق عفيفي " (ص 573 ) .

ثالثا :

وأما كون الرجل يلبس البنطال : فلا يعني ذلك تحريم لبسه على النساء ؛ فإنما يحرم على المرأة أن تلبس اللبس الخاص بالرجال ، وهكذا يحرم على الرجال ، وإما ما اعتيد لبسه لهما ، فلا يحرم على أي منهما ، ما لم يختص به .

ومثل ذلك : لو كان بنطال الرجال له هيئة ، تختلف عما تلبسه النساء ، في الموضع الذي يرخص لهن في لبسه .

فقد روى أبو داود (4089) وغيره ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلَ يَلْبَسُ لِبْسَةَ الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةَ تَلْبَسُ لِبْسَةَ الرَّجُلِ " وصححه الألباني في " مشكاة المصابيح " برقم (4469) .

فإن إضافة اللبسة إلى المرأة أو الرجل : تدل على الاختصاص بها ؛ وإلا فلو كانت شائعة في الجنسين : لم يقل إنها لبسة المرأة ، أو لبسة الرجل .

قال المناوي رحمه الله :

" فيه كما قال النووي حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المشبه بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن " .

انتهى من " فيض القدير" (5/269) .

رابعا :

مما ينبغي أن يعلم أن باب " التشبه " ، سواء كان تشبها المرأة بالرجل ، أو العكس ، أو التشبه بالكفار : ليس هو أمرا ثابتا لا يختلف ولا يتغير ؛ بل هو أمر يتفاوت بتفاوت المكان ، والزمان ؛ فربما كان لباسا معينا ، أو هيئة ، أو فعلا : تشبها في بلد ، وليس كذلك في بلد آخر ، وربما كان تشبها في زمن ، ثم يزول ذلك بتغير عادات الناس ، على مر الزمان .

وقد ترجم البخاري في صحيحه : بَابٌ : الْمُتَشَبِّهُونَ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتُ بِالرِّجَالِ
.
ثم روى فيه (5546) حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُتَشَبِّهِينَ مِنْ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ وَالْمُتَشَبِّهَاتِ مِنْ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ " .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" أَيْ ذَمُّ الْفَرِيقَيْنِ ، وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ اللَّعْنُ الْمَذْكُورُ فِي الْخَبَرِ .... ، قَالَ الطَّبَرِيُّ الْمَعْنَى لَا يَجُوزُ لِلرِّجَالِ التَّشَبُّهُ بِالنِّسَاءِ فِي اللِّبَاسِ وَالزِّينَةِ الَّتِي تَخْتَصُّ بِالنِّسَاءِ وَلَا الْعَكْسُ ، قُلْتُ : وَكَذَا فِي الْكَلَامِ وَالْمَشْيِ ، فَأَمَّا هَيْئَةُ اللِّبَاسِ فَتَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ عَادَةِ كُلِّ بَلَدٍ ، فَرُبَّ قَوْمٍ لَا يَفْتَرِقُ زِيُّ نِسَائِهِمْ مِنْ رِجَالِهِمْ فِي اللُّبْسِ ، لَكِنْ يَمْتَازُ النِّسَاءُ بِالِاحْتِجَابِ وَالِاسْتِتَارِ" .

انتهى من " فتح الباري " (10/332) .

ونظير ذلك أيضا ، في مسألة تغير " التشبه" بتغير الزمان والمكان : أن العلماء كانوا يفتون بتحريم لبس " الطيلسان " [نوع من الثياب] لأنه من ألبسه اليهود ، فلما عمَّ لبسه بين المسلمين صار مباحاً لزوال علة التشبه .

قال الحافظ ابن حجر :

" وَإِنَّمَا يَصْلُح الِاسْتِدْلَال بِقِصَّةِ الْيَهُود فِي الْوَقْت الَّذِي تَكُون الطَّيَالِسَة مِنْ شِعَارهمْ , وَقَدْ اِرْتَفَعَ ذَلِكَ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَة ، فَصَارَ دَاخِلًا فِي عُمُوم الْمُبَاح ".

انتهى من " فتح الباري " (10/285) .

وقال أيضا ، عن الْمَيَاثِر الْحُمْر [وهي أغطية كانت تجعل على سرج الفرس ، وكانت تصنع من حرير ] الَّتِي جَاءَ النَّهْي عَنْهَا، قال : " وَإِنْ كَانَتْ مِنْ غَيْر حَرِير ، فَالنَّهْي فِيهَا لِلزَّجْرِ عَنْ التَّشَبُّه بِالْأَعَاجِمِ .... ، لَكِنْ كَانَ ذَلِكَ شِعَارهمْ حِينَئِذٍ وَهُمْ كُفَّار ، ثُمَّ لَمَّا لَمْ يَصِرْ الْآن يُخْتَصَ بِشِعَارِهِمْ ، زَالَ ذَلِكَ الْمَعْنَى ، فَتَزُول الْكَرَاهَة " ا

نتهى من " فتح الباري " (10/319) .

والمقصود : أن التشبه بالكفار أو الرجال لا يكون إلا فيما هو من خصائصهم ، بحيث إذا رئي الفاعل لذلك الفعل لظن أنه منهم ، أما الفعل المشترك ، فلا يصح أن يقال : إن فِعْلَه يُعَدُّ من التشبه الممنوع .

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

: " أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبهاً ، فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه " .

انتهى من " فتاوى العقيدة " (ص245) .

وفي" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " (24/40) :

" ولبس البنطلون ليس خاصاً بالكفار " انتهى .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ثُمَّ إنَّ هَذَا لَيْسَ مُعِينًا لِلسَّتْرِ فَلَوْ لَبِسَتْ الْمَرْأَةُ سَرَاوِيلَ أَوْ خُفًّا وَاسِعًا صُلْبًا كَالْمُوقِ وَتَدَلَّى فَوْقَهُ الْجِلْبَابُ بِحَيْثُ لَا يَظْهَرُ حَجْمُ الْقَدَمِ لَكَانَ هَذَا مُحَصِّلًا لِلْمَقْصُودِ بِخِلَافِ الْخُفِّ اللَّيِّنِ الَّذِي يُبْدِي حَجْمَ الْقَدَمِ ؛ فَإِنَّ هَذَا مِنْ لِبَاسِ الرِّجَالِ .

وَكَذَلِكَ الْمَرْأَةُ : لَوْ لَبِسَتْ جُبَّةً وَفَرْوَةً لِحَاجَتِهَا إلَى ذَلِكَ إلَى دَفْعِ الْبَرْدِ ، لَمْ تَنْهَ عَنْ ذَلِكَ.

فَلَوْ قَالَ قَائِلٌ: لَمْ يَكُنْ النِّسَاءُ يَلْبَسْنَ الْفِرَاءَ ؟

قُلْنَا: فَإِنَّ ذَلِكَ يَتَعَلَّقُ بِالْحَاجَةِ ؛ فَالْبِلَادُ الْبَارِدَةُ يَحْتَاجُ فِيهَا إلَى غِلَظِ الْكُسْوَةِ وَكَوْنِهَا مُدَفِّئَةً ، وَإِنْ لَمْ يُحْتَجْ إلَى ذَلِكَ فِي الْبِلَادِ الْحَارَّةِ .

فَالْفَارِقُ بَيْنَ لِبَاسِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ يَعُودُ إلَى مَا يَصْلُحُ لِلرِّجَالِ وَمَا يَصْلُحُ لِلنِّسَاءِ ، وَهُوَ مَا يُنَاسِبُ مَا يُؤْمَرُ بِهِ الرِّجَالُ وَمَا تُؤْمَرُ بِهِ النِّسَاءُ.

فَالنِّسَاءُ مَأْمُورَاتٌ بِالِاسْتِتَارِ وَالِاحْتِجَابِ ، دُونَ التَّبَرُّجِ وَالظُّهُورِ .."

ثم قال :

" وَأَصْلُ هَذَا : أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ الشَّارِعَ لَهُ مَقْصُودَانِ :

أَحَدُهُمَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، والثَّانِي احْتِجَابُ النِّسَاءِ .

فَلَوْ كَانَ مَقْصُودُهُ مُجَرَّدَ الْفَرْقِ لَحَصَلَ ذَلِكَ بِأَيِّ وَجْهٍ حَصَلَ بِهِ الِاخْتِلَافُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فَسَادُ ذَلِكَ ..

وَإِذَا تَبَيَّنَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ لِبَاسِ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَرْقٌ يَتَمَيَّزُ بِهِ الرِّجَالُ عَنْ النِّسَاءِ ، وَأَنْ يَكُونَ لِبَاسُ النِّسَاءِ فِيهِ مِنْ الِاسْتِتَارِ وَالِاحْتِجَابِ مَا يُحَصِّلُ مَقْصُودَ ذَلِكَ : ظَهَرَ أَصْلُ هَذَا الْبَابِ، وَتَبَيَّنَ أَنَّ اللِّبَاسَ إذَا كَانَ غَالِبُهُ لُبْسَ الرِّجَالِ نُهِيَتْ عَنْهُ الْمَرْأَةُ ، وَإِنْ كَانَ سَاتِرًا كالفراجي الَّتِي جَرَتْ عَادَةُ بَعْضِ الْبِلَادِ أَنْ يَلْبَسَهَا الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ، وَالنَّهْيُ عَنْ مَثَلِ هَذَا بِتَغَيُّرِ الْعَادَاتِ .

وَأَمَّا مَا كَانَ الْفَرْقُ عَائِدًا إلَى نَفْسِ السِّتْرِ : فَهَذَا يُؤْمَرُ بِهِ النِّسَاءُ بِمَا كَانَ أَسْتَرُ ، وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ الْفَرْقَ يَحْصُلُ بِدُونِ ذَلِكَ .
فَإِذَا اجْتَمَعَ فِي اللِّبَاسِ قِلَّةُ السَّتْرِ وَالْمُشَابَهَةُ نُهِيَ عَنْهُ مِنْ الْوَجْهَيْنِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ " .

انتهى من " مجموع الفتاوى" (22/148) وما بعدها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-16, 14:53
الزينة واللباس
السؤال:

هل يجوز صنع حذاء من جلد النمر؟ نرجو الإفادة عن ذلك.

Play
00:00
max volume
الجواب:
الرسول ﷺ نهى عن افتراش جلود النمور، هذه سباع، النمور سباع، والأسود سباع، ولا ينبغي استعمال شيء من جلودها لا النمر ولا الأسد ولا الفهد ولا الذئب ولا الثعلب.
ينبغي تركها وأن تتخذ من جلد الأنعام من الإبل والبقر والغنم، هذه التي إذا دبغ جلدها -ولو كانت ميتة- لا بأس، وأما جلود النمور وأشباهها من السباع فلا ينبغي استعمالها لا نعلا ولا غيرها.#فراشة

تفصيل و مزيد من التوضيح

السؤال:

ما حكم استخدام الاشياء المصنوعة من جلود الحيوانات ؟

الجواب :

الحمد لله

دخلت الجلود في كثير من الصناعات ، فتصنع منها الحقائب ، والمعاطف ، والأحذية ، والأحزمة ، وغيرها .

و" الجلد الصناعي " سواء كان من المنتجات البترولية أو غيرها : مباح طاهر ؛ لأن الأصل في الأشياء الطهارة والإباحة .

وأما الأشياء المصنوعة من جلود الحيوانات ، فيختلف حكمها بحسب جلد الحيوان الذي صنعت منه .
والجلد الحيواني له أحوال :

1= أن يكون جلد حيوان مأكول اللحم ، وقد ذُكي ( ذبح ) ذكاةً شرعية .

فهذه جلود طاهرة بإجماع أهل العلم ، لأنها صارت طيبةً بالذكاة ، كجلود الإبل ، والبقر ، والغنم ، والظباء والأرانب وغيرها ، سواء دبغت أم لم تدبغ .

قال ابن حزم رحمه الله :

" وَاتَّفَقُوا أَن جلد مَا يُؤْكَل لَحْمه إذا ذكي : طَاهِر ، جَائِز استعماله ، وَبيعه " انتهى من " مراتب الإجماع " (ص/ـ23) .

2= أن يكون جلد حيوان مأكول اللحم ، ولكن الحيوان لم يذكَّى ذكاةً شرعية ، بل إما أن يكون ميتة ، وإما أن يكون قد ذبح ولكن بطريقة غير شرعية .

فهذا الجلد يكون نجساً ، لأنه جزء من حيوان ميت والحيوان الميت نجس ، ولا يطهر إلا بالدباغ ، فإذا دبغ صار طاهراً .

والدباغة هي : معالجة الجلود بمنظفات ومطهرات ليزول ما بها من نتن وفساد ورطوبة ، وكان يستعملون لذلك القَرَظ [ ورق شجر السَلَم ] ، والعَفْص ، والشَّب [ نبت طيب الرائحة ] ، وقشور الرمان ..

وفي العصر الحديث يتم دباغة الجلود في المصانع الكبرى بواسطة بعض المواد الكيماوية التي تنقي الجلد وهي تؤدي الغاية نفسها ... فالدباغة تحصل بأي شيء يزيل النتن والخبث عن الجلد .

وجميع الجلود المستخدمة اليوم في الحقائب والملبوسات والأحذية ونحو ذلك ، قد تم دباغها وتنظيفها من الرطوبة والدماء .

ويدل على طهارة هذه الجلود بالدباغة ما رواه مسلم (366) عن أبي الخير أنه سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قُلْتُ : إِنَّا نَكُونُ بِالْمَغْرِبِ وَمَعَنَا الْبَرْبَرُ وَالْمَجُوسُ ، نُؤْتَى بِالْكَبْشِ قَدْ ذَبَحُوهُ ، وَنَحْنُ لَا نَأْكُلُ ذَبَائِحَهُمْ ، وَيَأْتُونَا بِالسِّقَاءِ يَجْعَلُونَ فِيهِ الْوَدَكَ [ الشَّحْم ]

فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : قَدْ سَأَلْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : ( دِبَاغُهُ طَهُورُهُ ) .

وروى مسلم (363) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما – أيضا - أنه قَالَ : تُصُدِّقَ عَلَى مَوْلَاةٍ لِمَيْمُونَةَ بِشَاةٍ ، فَمَاتَتْ ، فَمَرَّ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : هَلَّا أَخَذْتُمْ إِهَابَهَا فَدَبَغْتُمُوهُ ، فَانْتَفَعْتُمْ بِهِ .

فَقَالُوا : إِنَّهَا مَيْتَةٌ .

فَقَالَ : ( إِنَّمَا حَرُمَ أَكْلُهَا ) .

فهذا يدل على أن جلد ميتة الحيوان الذي يؤكل لحمه ، يطهر بالدباغ .

قال ابن بطال رحمه الله :

" وعلى هذا جمهور العلماء وأئمة الفتوى ، وذكر ابن القصار أن هذا آخر قول مالك ، وهو قول أبي حنيفة والشافعي "

انتهى من " شرح صحيح البخاري " (5/441) .

3= أن يكون من جلود السِّباع ، مثل جلد الأسد ، والنمر ، والفهد ، والذئب ، والدب ، وابن آوى ، وابن عرس .

فجلود هذه الحيوانات نجسة ، سواء ذبحت ، أو ماتت ، أو قتلت ، لأنها وإن ذبحت لا تحل ، ولا تكون طيبة ، فهي نجسة في جميع الأحوال .

واختلف العلماء هل الدباغة تطهر هذه الجلود أم لا ؟

وسواء قلنا بطهارة هذه الجلود بالدباغة أم لا ، فلا يجوز استعمالها على كلا الحالين ؛ لما ورد من النصوص الصحيحة في النهي عن استعمالها .

ويدل على هذا : ما جاء عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ أَبِيهِ : ( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ جُلُودِ السِّبَاعِ أَنْ تُفْتَرَشَ ) رواه الترمذي (1771) ، وصححه النووي ، والألباني .

وعن الْمِقْدَام بْن مَعْدِي كَرِبَ : ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ لُبْسِ جُلُودِ السِّبَاعِ وَالرُّكُوبِ عَلَيْهَا ) رواه أبو داود ( 4131 ) ، وصححه الألباني .

فهذه الأحاديث تدل على أن جلود السباع لا يجوز الانتفاع بها مطلقاً .

قال الترمذي : " وقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ إِنَّهُمْ كَرِهُوا جُلُودَ السِّبَاعِ وَإِنْ دُبِغَ ، وَهُوَ قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، وَأَحْمَدَ ، وَإِسْحَقَ ، وَشَدَّدُوا فِي لُبْسِهَا وَالصَّلَاةِ فِيهَا " انتهى من " سنن الترمذي " (1771) .

وقال بعض العلماء : إن النهي عن جلود السباع المقصود به استعمالها قبل دباغتها .

قال النووي رحمه الله : " وهو ضعيف ، إذ لا معنى لتخصيص السباع حينئذ ، بل كل الجلود في ذلك سواء "

انتهى من " المجموع شرح المهذب " (1/221) .

والعلة في النهي عن استعمال هذه الجلود : لما فيها من الكبر والخيلاء ، ولأن فيها تشبهاً بالجبابرة ، ولأنها زي أهل الترف والإسراف .

وعلى هذا ، فلا يجوز استعمالها سواء قلنا بطهارة جلدها بالدباغ أم لا .

4= أن يكون جلد حيوان غير مأكول اللحم من غير السباع ، مثل جلود الثعابين ، والفيلة ، والحمير ، والقرود ، والخنازير ، ونحو ذلك .

فهذه الجلود وما أشبهها : نجسة ، سواء ذبحت ، أو ماتت ، أو قتلت ، لأنها وإن ذبحت لا تحل ، ولا تكون طيبة ، فهي نجسة في جميع الأحوال .

ولكن ، لو دبغت هذه الجلود هل تطهر ؟ في هذه المسألة خلاف بين العلماء :

فقيل : إن الدباغة تُطهر جميع الجلود ، إلا جلد الكلب والخنزير .

وهذا القول كما قال ابن عبد البر رحمه الله : " عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ وَالْأَثَرِ بِالْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ وَالشَّامِ " ا

انتهى من " الاستذكار " (5/ 295) .

ويدل لهذا المذهب قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا دُبِغَ الْإِهَابُ فَقَدْ طَهُرَ ) رواه مسلم (366) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ ) رواه الترمذي (1728) وقد صححه البخاري ، والترمذي .

والإهاب هو الجلد قبل أن يُدبغ ، وهي صيغة عموم تشمل جميع أنواع الجلود .

واستثني من ذلك الكلب والخنزير ؛ لأنهما نجسان في حال الحياة ، فإذا كانت الحياة - وهي أقوى من الدباغة في التطهير - لم تطهرهما ، فمن باب أولى الدباغة .

" فالدَّبْغَ يُزِيل سَبَبَ النَّجَاسَةِ وَهُوَ الرُّطُوبَةُ وَالدَّمُ "

انتهى من " الموسوعة الفقهية " (20/230) .

والكلب والخنزير كل منهما نجس العين ، " أَيْ أَنَّ ذَاتَهُ بِجَمِيعِ أَجْزَائِهَا نَجِسَةٌ حَيًّا وَمَيِّتًا ، فَلَيْسَتْ نَجَاسَتُهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الدَّمِ أَوِ الرُّطُوبَةِ كَنَجَاسَةِ غَيْرِهِ مِنْ مَيْتَةِ الْحَيَوَانَاتِ ، فَلِذَا لَمْ يَقْبَل التَّطْهِيرَ "

انتهى من " الموسوعة الفقهية" (20/230) .

قال ابن عبد البر رحمه الله

: " قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل إهاب دبغ فقد طهر ) قد دخل فيه كل جلد ، إلا أن جمهور السلف أجمعوا على أن جلد الخنزير لا يدخل في ذلك

" انتهى من " التمهيد " (4/178) .

وقال رحمه الله – أيضاً -

: " وَأَمَّا قَوْلُهُ : (أَيُّمَا إِهَابٌ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ) فَإِنَّمَا يَقْتَضِي جَمِيعَ الْأُهُبِ ، وَهِيَ الْجُلُودُ كُلُّهَا ؛ لِأَنَّ اللَّفْظَ جَاءَ فِي ذَلِكَ مَجِيءَ عُمُومٍ ، وَلَمْ يَخُصَّ شَيْئًا منهَا ... وَهُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ وَأَئِمَّةِ الْفَتْوَى إِلَّا جِلْدَ الْخِنْزِيرِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ : ( أَيُّمَا إِهَابٍ دُبِغَ فَقَدْ طَهُرَ ) ؛ لِأَنَّهُ مُحَرَّمُ الْعَيْنِ حَيًّا وَمَيِّتًا ، وَجِلْدُهُ مِثْلُ لَحْمِهِ ، فَلَمَّا لَمْ تَعْمَلْ فِي لَحْمِهِ وَلَا فِي جِلْدِهِ الذَّكَاةُ ، لَمْ يَعْمَلِ الدِّبَاغُ فِي إِهَابِهِ شَيْئًا "

انتهى من " الاستذكار " (5/ 305) .

والقول الثاني : أن الدباغة لا تطهر إلا جلد الحيوان الذي يؤكل لحمه ، وأما الحيوان غير مأكول اللحم ، فلا تطهر الدباغة جلده ، وهذا هو مذهب الأوزاعي ، ورواية عن الإمام أحمد ، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أحد قوليه .
ينظر : " شرح صحيح مسلم " للنووي (4/54 ) ، " الفروع " لابن مفلح (1/102) ، " مجموع الفتاوى" لابن تيمية (21/95 ) .

واختار هذا القول : جمع من العلماء المعاصرين ، كالشيخ محمد بن إبراهيم ، والشيخ ابن باز ، والشيخ ابن عثيمين رحمة الله على الجميع .

واستدلوا بحديث سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ دَعَا بِمَاءٍ مِنْ عِنْدِ امْرَأَةٍ ، قَالَتْ : مَا عِنْدِي إِلَّا فِي قِرْبَةٍ لِي مَيْتَةٍ ، قَالَ : أَلَيْسَ قَدْ دَبَغْتِهَا ، قَالَتْ : بَلَى .

قَالَ : ( فَإِنَّ دِبَاغَهَا : ذَكَاتُهَا ) رواه النسائي (4245) وصححه الدارقطني ، والنووي ، والألباني .

" فَشَبَّهَ الدَّبْغَ بِالذَّكَاةِ ؛ وَالذَّكَاةُ إنَّمَا تُعْمَلُ فِي مَأْكُولِ اللَّحْمِ "

انتهى من " المغني" لابن قدامة (1/94) .

وتظهر ثمرة الخلاف في حكم الانتفاع بالأشياء المصنوعة من جلد حيوان غير مأكول اللحم ، فمن يرى أن الدباغة تطهره يجيز الانتفاع بهذه الجلود ، ومن يرى أن الدباغة لا تطهر جلود الحيوانات غير مأكولة اللحم لا يجيز الانتفاع بهذه الجلود ، ولا الجلوس عليها ولا استعمالها .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
: ما هو الضابط في استخدام الجلود وما يحل من ذلك وما يحرم ؟

فقال : " من المعلوم أن الجلود في السوق هي جلود مدبوغة ، والجلود المدبوغة عند كثير من العلماء طاهرة ، وإن كانت من حيوان نجس .

والصحيح أنها ليست بطاهرة إذا كانت من حيوان نجس ؛ لأن نجس العين لا يطهر لو غسل بماء البحر .

أما إذا كانت الجلود مما هو مباح الأكل ولكن لا تدري أنت هل هي جلود مذبوحة أو ميتة فلا يهمنك ؛ لأنه حتى لو كانت جلود ميتة أو جلود حيوانٍ مذبوح على غير الطريقة الإسلامية فإنها إذا دبغت تكون طاهرة مثل بعض الفراء ، تكون مبطنة بجلد من جلود الضأن الصغار ، فنقول : البسها ولا حرج عليك ، حتى لو فرض أنها من ميتة أو فرض أنها مما ذكي ذكاة غير شرعية ؛ لأنه إذا دبغ فإنه يطهر"

انتهى من " لقاء الباب المفتوح " .

والحاصل :

أنه لا حرج في استعمال الأشياء المصنوعة من جلد الحيوان المأكول اللحم ، وأما المصنوع من جلود السباع ، فلا يجوز استعماله مطلقا .

وأما ما صنع من جلد حيوان غير مأكول اللحم ، فالأولى ترك استعماله ؛ لقوة الخلاف فيه .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :

" ولا شك أن ما دبغ من جلود الميتة التي تحل بالذكاة كالإبل والبقر والغنم طهور يجوز استعماله في كل شيء في أصح أقوال أهل العلم .

أما جلد الخنزير والكلب ونحوهما مما لا يحل بالذكاة ، ففي طهارته بالدباغ خلاف بين أهل العلم ؛ والأحوط ترك استعماله ، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) ، وقوله عليه الصلاة والسلام : ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) "

انتهى من " مجموع فتاوى ابن باز " (6/354) .

والله أعلم .

abousoumia
2018-05-17, 09:40
رجاء لا تمسح مشاركتك للاهمية فنحن نكمل بعض

الشيخ ده عبده كفته مش اكثر حافظ مش فاهم

لا تقلق اخي فانا لن امسح المشاركة , ولكن حسب المصدر الذي اطلعت فيه عن الفتوى فهي للشيخ المرحوم عبد العزيز ابن باز , واعتقد ان شيخا كهذا يعتبر مرجعا من حيث الفتوى والله اعلم .

abousoumia
2018-05-17, 10:07
(باب استحباب القميص)
play
00:00
max volume
باب استحباب القميص
1/789- عن أُمِّ سَلمةَ رضي اللَّه عنها قالت: كَانَ أَحَبَّ الثِّيابِ إِلى رسول اللَّه ﷺ القَميصُ. رواه أَبو داود، والترمذي وَقالَ: حديث حسن.
باب صفة طول القميص والكُم والإِزار وطرف العمامة وتحريم إسبال شيء من ذلك على سبيل الخيلاء وكراهته من غير خيلاء
1/790- عن أَسماء بنتِ يزيدَ الأنصارِيَّةِ رَضِيَ اللَّه عنها قالت: كَانَ كُمُّ قمِيصِ رسول اللَّه ﷺ إِلى الرُّسُغِ. رواه أَبُو داود، والترمذي وَقالَ: حديث حسن.
2/791- وعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما أَنّ النَّبيّ ﷺ قَالَ: مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاءَ لَمْ يَنْظُر اللَّه إِليهِ يَوْم القِيَامَةِ فَقَالَ أَبو بكر: يارسول اللَّه إِن إِزارى يَسْتَرْخى إِلا أَنْ أَتَعَاهَدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه ﷺ: إِنَّكَ لَسْتَ مِمَّنْ يَفْعَلُهُ خُيَلاءَ. رواه البخاري، وروى مسلم بعضه.
3/792- وعن أبي هريرة  أَنَّ رَسُولِ اللَّه ﷺ قَالَ: لاَ ينْظُرُ اللَّه يَوْم القِيَامة إِلى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطرًا. متفقٌ عَلَيْهِ.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث في حكم الإسبال وفي حكم لبس القميص، تقول أم سلمة رضي الله عنها: «كان أحب الثياب إلى رسول الله القميص»، والقميص هو الذي نسميه المقطع المعروف مثل هذا الذي علينا الآن، هذا القميص، واللباس الذي يكون له كمان في اليدين ... البدن يسمى قميصًا، وتارة يلبس الرداء والإزار عليه الصلاة والسلام، وكانت قميصه إلى الرسغ، يعني إلى مفصل الذراع من الكف، هذا هو الأفضل كما قالت أسماء بنت يزيد.
وفيه التحذير من الخيلاء في الملابس، والواجب الحذر من الخيلاء والإسبال، ويقول ﷺ: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ما ينظر الله إلى من جر ثوبه بطرًا، فقال له الصديق: يا رسول الله، إن إزاري يسترخي إلا أن أتعاهده فقال: إنك لست ممن يفعله خيلاء، هذا يفيد أن الإنسان إذا استرخى ثوبه من غير اختياره في بعض الأحيان لا إثم عليه إذا لم يقصد ذلك، أما الإسبال فمحرم مطلقًا، ولو ما قصد الخيلاء، لكن إذا قصد الخيلاء يكون الإثم أكبر، يقول ﷺ: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار سواء كانت خيلاء أو غير خيلاء، يجب منع ذلك.
وهكذا قوله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان بما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب فذكر المسبل من بين هؤلاء، ولم يقيده بالخيلاء فدل ذلك على أن الإسبال محرم، وهو وسيلة إلى الخيلاء في الغالب، أنه وسيلة إلى الخيلاء كما أنه وسيلة للتنجيس والأوساخ، فالواجب الحذر من ذلك. وفق الله الجميع.
س: الإسبال من الكبائر أو معصية؟
الشيخ: يخشى أنه من الكبائر لهذا الوعيد لم ينظر الله إليه يوم القيامة التكبر من الكبائر، نسأل الله العافية.
س: الإمام النووي يرى كراهته في غير الخيلاء؟
الشيخ: فيه نظر، الصواب أنه محرم مطلقا لكن إذا كان مع الخيلاء يكون أشد، ولهذا قال النبي ﷺ: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار ولم يقيد بالخيلاء، والنصوص يفسر بعضها بعضا ولا يحمل المطلق على المقيد في هذا، كله وعيد.
س: من ينكر على من يسمع الأغاني والمجلات والنظر إلى النساء يقول: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ [النساء:31]؟
الشيخ: ما هو معناها إباحة المعاصي، معناها أن اجتناب الكبائر من أسباب تكفير الصغائر، والكبائر في تحديدها خلاف بين العلماء ما هي الكبيرة؟ فالواجب الحذر من جميع المعاصي، الرسول ﷺ قال: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم فأتوا منه ما استطعتم، والله يقول: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7]، فالواجب الانتهاء عما نهى الله عنه ورسوله صغائر أو كبائر، جميع الذنوب جميع المعاصي يجب الحذر منها.
س: وإذا رددنا عليه وقلنا: لا صغيرة مع الإصرار وتكون في حكم الكبيرة؟
الشيخ: كما قال ابن عباس، وأيضا ما نهى الله عنه يجب أن يجتنب، وأمر بأن نجتنب ما نهانا عنه وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].
س: جعل القميص تحت الركبة بأربع أصابع كما ورد في الحديث؟
الشيخ: لا، إلى النصف، نصف الساق.
س: لكن الفعل للكراهة لو فعل؟
الشيخ: من نصف الساق لا بأس، الأمر واسع إلى الركبة كله واسع.
س: صفة القميص من الملابس هذه الثياب التي نلبسها الآن؟
الشيخ: هذا القميص.
س: يقول السائل هناك بعض المحطات البنزين يضعون لمن يشتري منهم بمائة وعشرين ريال بنزين غسيل سيارة مجانا، فما حكم هذا الغسيل؟
الشيخ: تركه أحسن لأن هذا .... في السوق حتى يعطل الآخرون ترك هذا أحسن وأولى.
س: وإن فعل ما ينكر عليه؟
الشيخ: والله تركه أولى الأحوط عندي لأنه قد يبذل أموال لعله يحصل هذا نعم.
س: يقول النبي ﷺ: وإن أعوج ما في الضلع أعلاه بعض العلماء قالوا: أن هذا بلسان المرأة فهل هذا وجيه معناه؟
الشيخ: الكلام في المرأة خلقت من ضلع أعوج لا بد فيها عيب، لا يزال فيها عيب، فالذي ينبغي للمؤمن أن يتغاضى بعض الشيء، فإن ذهبت تقيمها كسرتها.
س: إلى الأعلى ليس وجيه بلسان المرأة؟
الشيخ: الله أعلم.
الطالب: السؤال الأول: فيه بعض الاختلاف جاء بيننا وبين واحد، هل الجن المسلمين يدخلون الجنة؟
الشيخ: نعم، هذا هو الصواب: مسلمهم إلى الجنة وكافرهم إلى النار مثل الإنس.
السؤال الثاني: أصدرت الدولة حفظها الله أوامر بعدم الحج إلى السعودية إلا بتصاريح، وفي واحد متوفي والده وموصيه أن يحج خمس حجج له ولوالدته، وهو طبعا بيسلسلها وطلع القرار، هذا هل لو حج بطريقته الخاصة بدون ما يأخذ أمر؟
الشيخ: لا ... هذا صادر من هيئة كبار العلماء، الدولة أحالته إلى هيئة كبار العلماء لأجل التخفيف على الحجاج.
س: لو حج، في حجه شيء؟
الشيخ: يحج مثل ما في القرار. إذا كان قد حج خمس مرات يصبر، يحج ويقول هذه الحجة لأبيه ما هي له إذا حج لأبيه ما يخالف.
س: في داعية يتكلم في الدعوة يقول: اجعل الله هو الأول في حياتك، انشغلوا مع الله هل عبارته صحيحة؟ اجعل الله هو الأول في اهتماماتك وفي أفكارك؟
الشيخ: يعني مراقبة الله، يعبر بأحسن يقول مراقبة الله والحذر من غضبه، اجعل مراقبة الله يعني يصرح.
س: انشغلوا مع الله، ما فيه شيء يا شيخ؟
الشيخ: المعنى واضح، يعني بطاعته، وترك معصيته.
س: جائز اللفظ؟
الشيخ: ما أعلم فيه شيء، لكن كونه يوضح أكثر أحسن، كونه يبين: راقبوا الله، احذروا غضب الله، احذروا معاصيه، يبين أكثر، يبين أوضح.

abousoumia
2018-05-17, 10:15
السلام عليكم اخوتي في الله , اريد ان اهناكم وانئ كل المسلمين بحلول شهر رمضان المبارك , ارجو من الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال بمزيد من الاجر والمغفرة والثواب والصلاة والسلام على رسول الله .#زهرة4

*عبدالرحمن*
2018-05-17, 15:05
ولكن حسب المصدر الذي اطلعت فيه عن الفتوى فهي للشيخ المرحوم عبد العزيز ابن باز , واعتقد ان شيخا كهذا يعتبر مرجعا من حيث الفتوى والله اعلم .

اولا انت عارف اعداء الاسلام الموجدين في كل مكان و اللي يجب الحذر منهم

و اللي من الممكن ينسبوا كلام لشيخ لم يقوله هو اصلا لثقتنا فيه ... اذن ما العمل

نذكر في اغلب الامور اسم لشيخ و رقم الفتوي و الكتاب الذي اخرجت منه الفتوي حتي يستطيع كل طالب علم البحث عن المصدر للتاكيد

و الله اعلي و اعلم

abousoumia
2018-05-17, 15:55
ولا انت عارف اعداء الاسلام الموجدين في كل مكان و اللي يجب الحذر منهم

و اللي من الممكن ينسبوا كلام لشيخ لم يقوله هو اصلا لثقتنا فيه ... اذن ما العمل

حسبنا الله ونعم الوكيل :mad:

abousoumia
2018-05-18, 18:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزينة واللباس
السؤال: ما حكم الإسلام في الذهب للرجال، علماً بأنني أرى بعض الرجال شيوخ وشباب يركبون أسنان ذهب، أو يلبسون دبل من ذهب، علماً أنه حصل لي حادث واضطررت إلى تركيب سن من الذهب، فما حكم ذلك؟
play
الجواب: أما التختم بالذهب أو جعل السلاسل في الأعناق من الذهب هذا لا يجوز؛ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم بالذهب للرجال، ورأى رجلاً في يده خاتم من ذهب فنزعه وطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده، هذا لا يجوز، وهكذا الدبلة من الذهب لأنها كالخاتم فلا تجوز، وإنما هذا للنساء خاصة، وهكذا السلاسل التي قد يضعها بعض الشباب في أعناقهم من الذهب، هذا أيضاً منكر، هكذا الساعة من الذهب للرجال لا يجوز، لا تجوز ساعة الذهب للرجال، أما سن الذهب هذا قد يعفى عنه إذا دعت الحاجة إليه، سن الذهب ورباط الذهب لا حرج فيه.
وإذا تيسر أسنان من غير الذهب تقوم مقامها تكفي فلا بأس، قد يكون ذلك أحوط، ولكن لا حرج في سن الذهب؛ لأنه يفعله للحاجة لا للزينة، وقد ثبت عنه ﷺ: أنه أذن لشخص أصيب أنفه أن يضع.. أن يتخذ مكانه فضة فأنتنت عليه فاتخذ مكانه ذهباً، بأمره عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على جواز مثل هذا الأنف من الذهب عند الحاجة، سن الذهب، رباط الذهب لا حرج. نعم . #وردة4

abousoumia
2018-05-18, 19:43
الزينة واللباس[/
السؤال: أختنا تثير قضية هامة، سماحة الشيخ، والواقع هي مدار حديث كثيرٍ من الناس، رجالاً ونساء، تقول: ما حكم كشف الوجه للمرأة، إذ أنني عندما سافرت إلى إحدى البلاد المجاورة لم أجد من يغطي وجهه هناك، ومن غطى وجهه يعتبر شيئاً غريباً، وينظر الناس إليه نظرة غريبة، فماذا نفعل في تلك الحالات، هدانا الله وإياكم سبيل الرشاد والهداية؟
الجواب: الواجب على المؤمن والمؤمنة أن يمتثلا أمر الشرع في أي مكان كان، وأن لا يغرهم أو يهولهم أو يمنعهم من تنفيذ الشرع عدم وجود المنفذين للشرع، أو وجود المستغربين والمستنكرين، فالمؤمن ينفذ أمر الله، سواء كان بين المنفذين أو بين المعرضين والغافلين، فعليك أينما كنت الحجاب عن الرجال الأجانب، كفاراً كانوا أو مسلمين، ولو استغربوا ذلك، فأنت مأمورة من جهة الله أن تنفذي أمر الله، فكما لو كنت في بلاد لا يصلون عليك أن تصلي وإن لم يصلوا، وهكذا فيما يتعلق بجميع الأوامر، فالمؤمن ينفذ أمر الله، في صومه وصلاته وغير ذلك، وإن كان من حوله لا يفعلون ذلك، أو يستغربون ذلك، هذا هو الواجب، وإذا أعرض أولئك عما أوجب الله عليهم لم يجز للمؤمن ولا المؤمنة أن يشاركهم في ذلك، أو يتأسى بهم في ذلك.
والحجاب أمر أمر الله به كما قال جل وعلا: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب:53] ويقول سبحانه: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31]هذا عام في بلاد المسلمين وفي بلاد الكافرين، في الداخل والخارج، فاتقي الله وعليك بتنفيذ أمر الله، وإن كنت في بلادٍ تستغرب ذلك.
المقدم: بارك الله فيكم.
رمضان كريم . #وردة8

*عبدالرحمن*
2018-05-19, 00:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزينة واللباس
السؤال: ما حكم الإسلام في الذهب للرجال، علماً بأنني أرى بعض الرجال شيوخ وشباب يركبون أسنان ذهب، أو يلبسون دبل من ذهب، علماً أنه حصل لي حادث واضطررت إلى تركيب سن من الذهب، فما حكم ذلك؟
play
الجواب: أما التختم بالذهب أو جعل السلاسل في الأعناق من الذهب هذا لا يجوز؛ الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن التختم بالذهب للرجال، ورأى رجلاً في يده خاتم من ذهب فنزعه وطرحه وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيضعها في يده، هذا لا يجوز، وهكذا الدبلة من الذهب لأنها كالخاتم فلا تجوز، وإنما هذا للنساء خاصة، وهكذا السلاسل التي قد يضعها بعض الشباب في أعناقهم من الذهب، هذا أيضاً منكر، هكذا الساعة من الذهب للرجال لا يجوز، لا تجوز ساعة الذهب للرجال، أما سن الذهب هذا قد يعفى عنه إذا دعت الحاجة إليه، سن الذهب ورباط الذهب لا حرج فيه.
وإذا تيسر أسنان من غير الذهب تقوم مقامها تكفي فلا بأس، قد يكون ذلك أحوط، ولكن لا حرج في سن الذهب؛ لأنه يفعله للحاجة لا للزينة، وقد ثبت عنه ﷺ: أنه أذن لشخص أصيب أنفه أن يضع.. أن يتخذ مكانه فضة فأنتنت عليه فاتخذ مكانه ذهباً، بأمره عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على جواز مثل هذا الأنف من الذهب عند الحاجة، سن الذهب، رباط الذهب لا حرج. نعم . #وردة4

و هذا قول اخر للتاكيد وتوضيح امر مهم

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :

" الأسنان الذهبية لا يجوز تركيبها للرجال إلا لضرورة ، لأن الرجل يحرم عليه لبس الذهب والتحلي به ، وأما للمرأة فإذا جرت عادة النساء بأن تتحلى بأسنان الذهب فلا حرج عليها في ذلك ، فلها أن تكسو أسنانها ذهباً إذا كان هذا مما جرت العادة بالتجمل به ، ولم يكن إسرافاً ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « أُحل الذهب والحرير لإناث أمتي ».

وإذا ماتت المرأة في هذه الحال أو مات الرجل وعليه سن ذهب قد لبسه للضرورة فإنه يخلع إلا إذا خُشي المثلة ، يعني خشي أن تتمزق اللثة فإنه يبقى ؛ وذلك أن الذهب يعتبر من المال ، والمال يرثه الورثة من بعد الميت فإبقاؤه على الميت ودفنه إضاعة للمال .

انتهى من مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ( 18/108)

abousoumia
2018-05-19, 10:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الزينة واللباس
حكم احتجاب المرأة المسلمة من الكافرات
السؤال: نعود في بداية لقائنا سماحة الشيخ إلى رسالة الأخت: (ن. ع. غ) من الرياض، أختنا تسأل في هذه الحلقة وتقول: توجد لدينا خادمة مسيحية، هل يجب علينا التحجب عنها أم لا؟
لجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: أولاً: يجب أن نعلم أنه لا يجوز استقدام الكفرة إلى هذه الجزيرة، لا من النصارى ولا من غير النصارى كـالبوذيين وغيرهم، والهندوس ونحو ذلك؛ لأن الرسول ﷺ أمر بإخراج الكفرة من هذه الجزيرة، وأوصى عند موته ﷺ بإخراجهم من هذه الجزيرة وهي: المملكة العربية السعودية واليمن ودول الخليج، كل هذه جزيرة عربية، فالواجب: أن لا يقر فيها الكفرة، من اليهود والنصارى والبوذيين والشوعيين والوثنيين جميع من يحكم الإسلام بأنه كافر، لا يجوز بقاؤه ولا إقراره في هذه الجزيرة، ولا استقدامه إليها، إلا عند الضرورة القصوى التي يراها ولي الأمر ضرورة لأمر عارض ثم يرجع إلى بلده، كالبريد الذي يأتي من دولة كافرة، وأشباه ذلك مما قد تدعو الضرورة إلى مجيئه إلى هذه المملكة، وشبهها كاليمن ودول الخليج.
أما استقدامهم ليقيموا هنا، أو ليخدموا هنا، أو ليعملوا هنا، فلا يجوز استقدامهم، بل يجب أن يكتفى بالمسلمين في كل مكان، وأن تكون المادة التي تصرف لهؤلاء الكفار تصرف لغيرهم من المسلمين، وأن ينتقى من المسلمين من يقوم بالأعمال حسب الطاقة والإمكان، على المحتاجين إلى هؤلاء المشركين أن ينظروا في البلاد التي فيها المسلمون، ويستقدموا من المسلمين ما يغنيهم عن هؤلاء الكفرة، وأن يختاروا من المسلمين من كان أبعد عن البدع والشر، حتى لا يستقدم إلا من هو طيب ينفع البلاد ولا يضرها، هذا هو الواجب، لكن من بلي بشيء من هؤلاء الكفرة كـالنصارى ؛ فإنه يحرص على التخلص منهم وردهم إلى بلادهم بأسرع وقت حسب الإمكان , ولا يجب على المرأة أن تحتجب عن النصرانية أو البوذية ونحوها على الصحيح، ذهب بعض أهل العلم إلى أن المسلمة تحتجب عن الكافرات؛ لقوله سبحانه في سورة النور: أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31] لما ذكر من تمنع من إبداء الزينة له قال: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّاا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ [النور:31]، قال بعض أهل العلم: نسائهن، يعني: المؤمنات، فإذا كان النساء كافرات فإن المؤمنة لا تبدي زينتها لها، وقال آخرون: المراد بنسائهن يعني: جنس النساء ليس المراد هنا الخاص جنس النساء مؤمنة أو غير مؤمنة، وهذا هو الأرجح أنه ليس على المرأة المؤمنة أن تحتجب من الكافرة.
وكان اليهوديات في عهد النبي ﷺ في المدينة، وهكذا الوثنيات كن يدخلن على أزواج النبي ﷺ، ولم ينقل: أنهن كن يحتجبن عنهن، ولو كان هذا واقعاً من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أو من غيرهن لنقل، فإن الصحابة لم يتركوا شيئاً إلا نقلوه رضي الله عنهم وأرضاهم، فهذا هو المختار وهو الأرجح: أنه لا يلزم المؤمنة أن تحتجب عن المرأة الكافرة، فلها أن ترى منها وجهها وشعرها كالمرأة المسلمة، هذا هو الصواب وهذا هو الأرجح، والله المستعان . زهرة2

abousoumia
2018-05-19, 11:29
الزينة واللباس
حكم لبس الحلي أو الثياب التي عليها اسم الله
السؤال: من الجمهورية الجزائرية رسالة وصلت إلى البرنامج من الأخوين: حماد وخديجة يسألون في السؤال الأول، ويقولون: عندي سلسلة -ولعل السائلة هي البنت عندي سلسلة- من ذهب ومكتوب عليها اسم الله، هل يجوز لي أن أستعملها أم أن ذلك حرام؟
الجواب: هذه السلسلة من الذهب التي فيها اسم الله أو فيها آية من القرآن ينبغي تركها؛ لأنه قد يدخل بها الخلاء، تركها أولى، وقد توضع في محل يمتهن، فالأولى بك أن تغيري هذه السلسلة بأن يزال منها ما فيها من أسماء الله حتى لا تمتهن؛ لأن أسماء الله عظيمة، والسلسلة قد توضع في بعض المتاع قد تلقى في الغرفة، قد تلقى في الصندوق فلا يبالى بها، قد تلمس بشيء لا يناسب، فالحاصل: أن تركها أولى وأحوط تعظيمًا لأسماء الله عز وجل، فتحك أو تسبك سبكًا جديدًا ليس فيها ذكر الله سبحانه وتعالى، هذا هو الأولى والأحوط احتياطًا لأسماء الله وحماية لها من الامتهان.
وهكذا الثياب التي يكون فيها أسماء الله أو آيات لا يجوز لبسها؛ لأنها وسيلة إلى أن تمتهن أو يصيبها النجاسة من حيض أو غيره، أو تلقى فيطأ عليها الناس أو يجلس عليها الناس؛ فلهذا حرم لبسها وحرم جعلها وسائد أو بسط؛ لأن هذا يفضي إلى امتهانها بالقعود عليها والوطء عليها ونحو ذلك.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد , رمضان كريم للجميع .#زهرة4

abousoumia
2018-05-20, 11:48
الزينة واللباس
حكم طاعة الوالدين في خلع الحجاب
السؤال: على ذكر الحجاب والنقاب أخت لنا من العراق تعاني معاناة كبيرة بموجب فهمي لرسالتها وتقول: إن أهلها يمانعونها عن الحجاب وتسأل لو تكرمتم -شيخ عبدالعزيز -كيف تتصرف؟
الجواب: الواجب عليها طاعة الله ورسوله، ولا يجوز لها طاعة أهلها فيما حرم الله؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إنما الطاعة في المعروف، وقال عليه الصلاة والسلام: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم في شأن النساء: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ، فالحجاب طهارة لقلوب الجميع للذكور والإناث ومن أسباب السلامة من الفتنة، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] والجلباب ما يلبس فوق الملابس العادية ويغطى بالوجه والرأس، ويقول : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية.
والوجه والشعر من الزينة بل هو أعظم الزينة، وهكذا الصدر وهكذا اليد والقدم ونحو ذلك.
فالمؤمنة تستر نفسها عن الرجال الأجانب، ولو قال لها أهلها: اكشفي، ولو قال لها زوجها: اكشفي، لا تكشف لإخوانه ولا لأقاربه، ولو قال أبوها ذلك أو عمها أو زوجها أو جدها أو غير ذلك، طاعة الله مقدمة، قالت عائشة رضي الله عنها فيما ثبت في الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت في غزوة الإفك قالت لما تأخرت في حاجتها وارتحل القوم، وجاءت إلى مكانهم فلم تجدهم، اضطجعت تنتظر، فإذا بها بصوت صفوان بن المعطل لما رأى السواد قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فسمعت الصوت قالت: فلما سمعت صوته خمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني فقولها: (فخمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب) يبين أن الحجاب الذي شرعه الله لهن ونزل به القرآن من جملته تخمير الوجه؛ ولأن الوجه مجمع الزينة تعرف به المرأة جمالًا ودمامة، ما تعرف بيدها ولا بقدمها، يعرف حسنها وجمالها أو ضده بالوجه، والباقي تبع.

abousoumia
2018-05-22, 11:59
السلام عليكم ورحمة الله
الزينة واللباس
الإسبال دون قصد الخيلاء
السؤال: في حديث النبي ﷺ يقول: ما أسفل الكعبين فهو في النار، وأنا ألبس الجلباب أو البنطلون أسفل الكعبين قليلاً، فما الحكم، علماً بأننا نفعل ذلك لا للخيلاء ولا للرياء؟
الجواب: ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال فيما رواه البخاري في الصحيح: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار، وقال ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب رواه مسلم في الصحيح، وهذا وعيد شديد، وفي حديث آخر يقول النبي ﷺ: إياك والإسبال فإنه من المخيلة فجعله من المخيلة من الكبر، جنس الإسبال، فالواجب رفع الثياب حتى لا تكون أسفل من الكعبين، النهاية الكعبان، هذه النهاية هذا هو الصواب، وقال بعض أهل العلم: يجوز مع الكراهة إذا كان لغير قصد الرياء، ما قصد الكبر، وإنما تساهل وليس قصده التكبر فيجوز مع الكراهة؛ لما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال للصديق لما قال: يا رسول الله! إن إزاري يتفلت علي إلا إني أتعاهده، فقال رسول الله ﷺ: إنك لست ممن يفعله خيلاء، قالوا: فهذا يدل على تقييد الأحاديث الأخرى.
والصواب: أن هذا أنه لا يقيدها وأنه لا يجوز الإسبال مطلقاً، لكن مع القصد مع قصد الكبر يكون الإثم أعظم؛ لقوله ﷺ: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فمع الكبر يكون الإثم أعظم، ومع غير الكبر لا يجوز لأنه وسيلة للكبر، ولأنه وسيلة أيضاً للتنجيس والأوساخ، الأصل الأخذ بالعموم في تحريم الإسبال هذا هو الأصل، وما جاء في حديث الصديق لا يدل على التقييد، إنما هذا في حق من يتفلت عليه ويلاحظه، أما هؤلاء يسحبون ثيابهم متعمدين، يرخيه متعمداً، لا يتفلت عليه بل يرخيه متعمداً،فهذا مظنة الكبر ومظنة الخيلاء، ثم لو لم يفعل ذلك فهو وسيلة إلى ذلك مع تعريض ملابسه للنجاسات والأوساخ، ومع تجرئة غيره على ذلك، فإن غيره يتأسى به.
فالذي تقتضيه الأدلة الشرعية هو تحريم الإسبال مطلقاً، ولكنه مع قصد التكبر يكون الإثم أعظم وأشد، نسأل الله للجميع العافية والسلامة.

abousoumia
2018-05-22, 12:17
الزينة واللباس
حكم لبس الملابس التي عليها صور
السؤال: أخيرًا تسأل أختنا عن الملابس التي عليها بعض الصور كيف تتصرف فيها المرأة جزاكم الله خيرًا؟
الجواب: الملابس التي فيها صورة صورة الحيوان لا تلبس، صورة إنسان أو بهيمة ما يلبس، النبي ﷺ لما رأى ثوبًا فيه صور هتكه وغضب وقال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم فلا يجوز لبس الثياب المصورة، ولا تعليقها على الجدران ولا في المكاتب ما يجوز هذا، لكن لا بأس أن تكون في فرش في وسايد في البسط لا بأس؛ لأنها ممتهنة، النبي ﷺ لما هتك الستر قالت عائشة رضي الله عنها : فجعلت منه وسادتين يرتفق بهما النبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنها ممتهنة، وفي حديث أبي هريرة  : أن النبي ﷺ واعد جبرائيل ذات يوم، فجاء جبرائيل ولم يدخل، فسأله النبي عن ذلك عليه الصلاة والسلام،، فقال: إن في البيت تمثالًا وستراً فيه تصاوير وكلبًا، فنظروا فإذا موجود التمثال فأمره بقطع رأس التمثال حتى يكون كهيئة الشجرة، وأمره بالستر أن تتخذ منه وسادتان توطآن منتبذتان، وأمر بالكلب أن يخرج، ففعل النبي ﷺ ما قاله جبرائيل ودخل جبرائيل عليه الصلاة والسلام وصار الكلب وجدوه تحت نضد لهم أدخله الحسن أو الحسين ، جرو أدخله الحسن أو الحسين ابنا فاطمة رضي الله عنهما وعنها، فدل ذلك على أن الصورة إذا كانت في وسادة أو في بساط يمتهن فلا بأس، وأن الصورة إذا كانت ما لها رأس -جسم بلا رأس- ما تمنع لا بأس من وجودها في الثوب أو غيره؛ لأنها كالشجرة حينئذٍ،
رمضان كريم للجميع .

*عبدالرحمن*
2018-05-23, 00:06
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)



(( التربية بشكل عام ))

كيف الطريق إلى تربية إسلامية حقيقة ؟

لا يخفى على كل متأمل أنه قد وقع انفصام وانفصال بين العلم والعمل ، والمعرفة والتربية ، في وعي كثير من العامة والخاصة ، فظن كثير منهم على إثر ذلك أن قضية التربية قضية معرفية نظرية

تتعلق بقدرة الآباء على حشو أولادهم بأنواع المعارف والمتون ، مع اجتهادهم في تحصيل أكبر قدر من المصنفات والبحوث التي تتكلم عن وسائل التربية وما إليها ، حتى وصل الأمر بهم إلى حمل النصوص الشرعية على محامل معرفية ذهنية ، بغير نظر للجانب التربوي العملي فيها .

ومثال ذلك حملهم لقوله تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) غافر/28 ، على كل عالم بالأحكام الشرعية ، أو العلوم التجريبية ، مع أن الآية لا تدل على أن كل عالم يخشى الله ، بل تدل على أن كل من خشي الله فهو عالم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في "مجموع الفتاوى"( 7/539) .

" قال تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) ، وهذا يدل على أن كل من خشي الله فهو عالم ، وهو حق ، ولا يدل على أن كل عالم يخشاه " انتهى .

وقال رحمه الله في موضع آخر (7/21 ) :

"والمعنى أنه لا يخشاه إلا عالم ؛ فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم ، كما قال في الآية الأخرى : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) " انتهى.

وهذه الآية الأخرى التي أشار لها شيخ الإسلام من الآيات التي تحمل على غير محملها كذلك في الثناء على العلم والمعرفة حتى وإن كانا مجردين عن العمل والتربية ، وذلك باقتصارهم على إيراد آخر الآية دون أولها ،

ذلك بأن قوله تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) مفسر بما قبله : ( أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) ، فالذين يعلمون هاهنا، هم الذين يقومون لله قانتين آناء الليل خوفا من ناره وطمعا في جنته ورحمته ، والذين لا يعلمون هم الغافلون عن ذلك ، فتأمل !

ولذا قال الإمام ابن القيم في "مفتاح دار السعادة" (1/89) مقررا لقاعدة كلية في هذا الباب :
"لم يكن السلف يطلقون اسم الفقه إلا على العلم الذي يصحبه العمل" انتهى .

هذه حقيقة الفقه عند سلفنا الصالح ، العلم الذي يصحبه العمل ، ولما غابت هذه الحقيقة عن أذهان كثير من الدعاة والمربين والمعلمين ، صاروا إلى التربية الذهنية المعرفية المجردة عن تقويم السلوك ، واستصلاح القلوب ، ومجاهدة النفوس ، وتحسين الأخلاق ؛ ظنا منهم أن هذا هو العلم المنشود ، والفقه المقصود ، وليس بذاك !

التربية على الخلق والدين لا تكون إلا من الربانيين ، سواء كانوا من العلماء أو الدعاة أو المصلحين أو المعلمين ، والرباني : عظيم الانتساب للرب سبحانه علما وعملا وتعليما .

قال تعالى : ( وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) آل عمران/79

قال الإمام الشوكاني رحمه الله في "فتح القدير" (1/407) :

"الرَّبَّانِيُّ: منسوب إلى الرب، بزيادة الألف والنون للمبالغة، كما يقال لعظيم اللحية: لِحْيَانِيٌّ ، ولعظيم الجمة: جُمَّانِيٌّ ، ولغليظ الرقبة: رَقَبَانِيٌّ.

قيل: الرباني: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، فكأنه يقتدي بالرب سبحانه في تيسير الأمور" انتهى .

والحاصل : أن التربية ليست أقوالا مجردة عن الأحوال ، وليست مباني نظرية مجردة عن المعاني الإيمانية ، بل مدار التربية على تحصيل : ملكة نفسية راسخة ، يجمع صاحبها بين العلم والحلم ، والحكمة والفهم ، والعمل بما علم ، والتعليم لما فهم .

ولذا قال الإمام الشوكاني في قوله تعالى: ( وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ) :

"من قرأ بالتشديد لزمه أن يحمل الرباني على أمر زائد على العلم والتعليم، وهو أن يكون مع ذلك مخلصا ، أو حكيما ، أو حليما ؛ حتى تظهر السببية .

ومن قرأ بالتخفيف : جاز له أن يحمل الرباني على العالم الذي يعلم الناس ، فيكون المعنى : كونوا معلمين ، بسبب كونكم علماء ، وبسبب كونكم تدرسون العلم.

وفي هذه الآية أعظم باعث لمن علم أن يعمل، وإن من أعظم العمل بالعلم تعليمه، والإخلاص لله سبحانه "

انتهى من "فتح القدير" (1/407) .

وبهذا يتبين أن لب التربية الربانية ، وأساسها : هو في التربية بالحال ، لا بمجرد المقال الشكلي الخالي عن حقائق الأفعال .

ولذا قال الحافظ ابن رجب في رسالته الماتعة "فضل علم السلف على علم الخلف" (ص 5) :

"وقد فتن كثير من المتأخرين بهذا ، فظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين : فهو أعلم ممن ليس كذلك !!

وهذا جهل محض ؛ وانظر إلى أكابر الصحابة وعلمائهم ، كأبي بكر وعمر وعلي ومعاذ وابن مسعود وزيد بن ثابت ؛ كيف كانوا : كلامهم أقل من كلام ابن عباس ، وهم أعلم منه .

وكذلك كلام التابعين أكثر من كلام الصحابة ، والصحابة أعلم منهم .

وكذلك تابعوا التابعين ، كلامهم أكثر من كلام التابعين ، والتابعون أعلم منهم .

فليس العلم بكثرة الرواية ، ولا بكثرة المقال ؛ ولكنه نور يقذف في القلب يفهم به العبد الحق ، ويميز به بينه وبين الباطل ، ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد " انتهى .

وهذه هي الطامة الكبرى التي ألمت ببيوت المسلمين ومؤسساتهم التعليمية ، افتقادهم للقدوة الصالحة الربانية ، التي تربي وترشد بفعالها قبل مقالها ، وتجمع في تعليمها بين سداد الأقوال وصلاح الأعمال ، مع الحكمة وحسن الفهم في دين الله سبحانه ، ومراده من العباد .

قال ابن الجوزي رحمه الله :

"واعلم أن التأديب مثله كمثل البذر، والمؤدِّب كالأرض ، متى كانت الأرض رديئة : ضاع البذر فيها ، ومتى كانت صالحة ، نشأ ونما " ا

نتهى من "الآداب الشرعية لابن مفلح" (3/580) .

هكذا صلح من صلح من أبناء العلماء والمصلحين ، وأصلح من أصلح من الفقهاء والمربين ، وهاهنا تنقطع الأسباب ، وتفوض الأمور لرب الأرباب ، الخالق لأفعال العباد ، الهادي إلى سبيل الرشاد ، فغاية ما يفعله المربون والآباء هو التأديب والتهذيب ، أما حقيقة الإصلاح وتقليب القلوب فليست لأحد إلا الله .

ولذا قيل : " الأدب من الآباء ، والصلاح من الله " .

انتهى من "الآداب الشرعية لابن مفلح" (3/552) .

وأخيرا ..

فالسبيل إلى تحقق ذلك واقعيا في نقاط موجزة :

1- توعية الدعاة والمعلمين أنفسهم بحقائق التربية وما إليها .

2- توعية المصلحين لعموم المسلمين بوسائل التربية الربانية .

3- تعاون المصلحين مع ذوي الهيئات من الفضلاء والوجهاء في المجتمعات الإسلامية في إنشاء مؤسسات تربوية ، موازية للمؤسسات التعليمية ، والإشراف على تأهيل جملة من المؤدِّبين الربانيين للقيام عليها .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-23, 00:14
و من الباب السابق ذكره يجاء امر في غايه الاهمية

كيف يتصرف الآباء والأمهات مع أسئلة أطفالهم الجنسية المتعلقة بالحمل وكيفيته؟

من المفيد هنا جدا أن يظهر الوالدان قدرا جيدا من الاهتمام بأسئلة الأبناء ، مهما كانت نظرة الوالدين الحقيقية لها ، وألا يظهر أن هذه الأسئلة تسبب حرجا من نوع معين لهما ، حتى لا تتكون لدى الطفل حساسية خاصة تجاه الموضوع الذي يسأل عنه .

وبخصوص السؤال الوارد هنا ، فبإمكان الأم أن تنقله في جوابها عن ذلك إلى الله الخالق وقدرته ، وكيف أنه يخرج الحي من الميت ، ويخرج الميت من الحي ، وكيف أن الله خلق آدم من تراب ، ثم خلق ذريته وأبناءه بعد ذلك في بطون الأمهات ، وكيف تظهر قدرة الله تعالى في جعل البطن ، وفيه ما فيه ، مكانا مناسبا لكي يعيش فيه هذا الجنين مدة من الزمن ، وتتغير أحواله فيه من نطفة ، إلى علقة ، ثم إلى مضغة مخلقة وغير مخلقة .

وهكذا تنتقل الأم به إلى الحديث عن قدرة الله ، وخلقه ، وعنايته ، وحكمته ، وكيف أنه ضمن له رزقه في بطن أمه ، من غير أن يكون لهذا الجنين قوة ، ولا أن يكون لأمه تصرف في هذا الرزق .

وكيف أن الله جعل للجنين في بطن أمه أجلا ، ثم بقدرته يخرجه من بطن أمه ، كما يخرج الفرخ من البيضة .

وهكذا ، بإمكان الأم أن تجيب عن طفلها ، في هذه السن ، بإجابات عامة ، توفر له الإقناع بما يسمع ، وهي معلومات صحيحة لا شك فيها ، ويستحسن أن تدعمها بما يناسبها من آيات القرآن الكريم ، لتنقل بالسؤال إلى مجال مختلف تماما ، يعفيها من الحرج بالأجوبة المباشرة الحساسة ، ويعفيها أيضا من المعلومات غير الصحيحة .

والله أعلم .

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-05-23, 11:28
السلام عليكم ورحمة الله
الزينة واللباس
حكم لبس القصير للبنات الصغيرات
السؤال: إحدى الأخوات المستمعات أيضاً تسأل وتقول: هل يجوز للأم أن تلبس بناتها ثوباً قصيراً أي: يكون فوق الركبة وتلبسهم تحته السراويل، هل يجوز ذلك، وأعمارهم ما بين السنة إلى العشر سنوات؟
الجواب: لا حرج في ذلك إذا كانت السراويل تسترهن لكن ترك هذا أفضل حتى لا يعتدن هذا القصير الذي يفتن، ينبغي أن تعلمهن الستر ولو أنهن صغيرات حتى يعتدنه، تلبسهن اللباس الضافي الذي يستر أقدامهن يعتدنه حتى يعتدنه، ولاسيما إذا كانت بنت تسع وما حولها فإنها امرأة، أما الصغيرة بنت سنتين هذه أمرها أسهل، ولكن، لا سيما إذا كان عليها سراويل، وبكل حال فكونها تستعمل الشيء الضافي مع جميع البنات هو السنة هو الأولى حتى يعتدن ذلك الخير، #وردة8

abousoumia
2018-05-23, 11:45
صلاة وصوم من لاتضع الحجاب
السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من العراق باعثتها إحدى الأخوات المستمعات في بداية رسالتها تقول: إني مواطنة مسلمة من القطر العراقي الشقيق، لا أزال غير محجبة ولكن ملابسي محتشمة وإني موظفة في إحدى المؤسسات وأختلط بالرجال، زملاء لي في العمل ومواطنين لديهم مصالح تقتضي مقابلتهم في مؤسستنا، وإنني والحمد لله أؤدي فريضة الصلاة وأصوم شهر رمضان منذ حوالي سبعة أشهر فقط، لم أكن في السابق من المصلين، أرجو إفادتي حفظكم الله: هل يصح عملي - أي الصلاة والصوم - بدون حجاب علماً أني أنوي ارتداء الحجاب الإسلامي خلال فترة قريبة؟
لجواب: الحمد لله الذي منَّ عليك بالتوبة وقمت بالصلاة، هذه أعظم النعم؛ لأن ترك الصلاة كفر أكبر نسأل الله العافية، فنوصيك بالثبات على الحق، ولزوم ما أوجب الله عليك وترك ما حرم الله عليك، ومن ذلك الحجاب فإنه يجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال قال الله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ[الأحزاب:53]، فالحجاب أطهر لقلبك وقلب الرجال، فنوصيك بلزوم الحجاب والحذر من مخالطة الرجال، وأن يكون عملك مع النساء أو في محل مستقل وحدك دون الرجال، ولا تختلطي بالرجال فإن ذلك من أسباب الفتنة، وعليك التوبة مما مضى، ومن تاب تاب الله عليه، والتوبة الندم على الماضي والإقلاع من الذنب، والعزم على عدم العود إليه عزماً صادقاً، بنية الإخلاص لله، ومحبته وتعظيمه.
وما فعلت من الأعمال الطيبة فهو صحيح من صلاة وصوم لا يبطله عدم الحجاب، عدم الحجاب لا يبطل الأعمال لكنه معصية، فعليك التوبة إلى الله من ذلك، والاستقامة على الحجاب في الطريق وعند الرجال أينما كنت، ولهذا يقول : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[الأحزاب:59]، ويقول سبحانه: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا[النور:31] وما ظهر منها هي الملابس الظاهرة كالعباءة والجلباب ونحو ذلك. وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ[النور:31] والجيب مخرج الرأس، والمعنى: تضرب بالجلباب على رأسها ووجهها وصدرها حتى لا يبين منها شيء عند الرجال، ثم قال مؤكداً سبحانه: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ[النور:31]، والبعولة: الأزواج: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ ..[النور:31] الآية، فعليك أن تتقي الله في هذا الأمر، وأن تحذري التساهل في أمر الحجاب، رزقنا الله وإياك الاستقامة والهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً. #زهرة4

abousoumia
2018-05-23, 12:12
ثانيا العبادات
حكم اتباع المرأة للجنائز والصلاة عليها
السؤال: الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من العراق بغداد الأعظمية منطقة الرصافة، باعثة الرسالة إحدى الأخوات من هناك تقول (مها . ع. ز) ، لها مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال: قال رسول الله ﷺ: ليس للنساء نصيب في الجنازة ما هي الأمور التي تجتنبها المرأة في موضوع الجنازة؟
الجواب: هذا الحديث الذي ذكرته السائلة: ليس للمرأة نصيب في الجنازة لا نعلم له أصلاً، ولا نعلم أحداً أخرجه من أهل العلم، وإنما الوارد عن الرسول ﷺ في هذا: أنه ﷺ لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج، ولعن أناساً آخرين كالبناء على المساجد كبناء مسجد على القبور ونحو ذلك، ونهى عن اتباع الجنائز للنساء من دون لعن، بل نهى عن اتباع الجنائز، قالت أم عطية رضي الله عنها: نهينا عن اتباع الجنائز، ولم يعزم علينا يعني: لم يؤكد علينا، فدل ذلك على أنها لا تتبع الجنازة إلى المقبرة، ولا تزور القبور، وإنما هذا من خصائص الرجال، لكنها تصلي على الجنازة، إذا صلي عليها في البيت أو في المسجد تصلي المرأة مع الرجال على الجنائز، كما صلت عائشة رضي الله عنها على جنازة سعد بن أبي وقاص في مسجد النبي ﷺ.
فالحاصل أن المرأة تصلي على الجنائز مع الرجال لا بأس، أما ذهابها مع الجنازة إلى المقبرة أو زيارة القبور فهذا هو الذي نهي عنه فلا يجوز لها ذلك،#وردة4

abousoumia
2018-05-23, 12:28
حكم نبش القبور من أجل بناء البيوت
السؤال: هذه رسالة وردت إلى البرنامج من السائل عبده صالح غياث اليماني من محافظة المحويت باليمن، يقول في رسالته: أنا ساكن في قرية على حافة جبل من الجهة اليمانية جبل مرتفع، ومن الجهة الغربية حافة جبل، ومن الجهة الشرقية كذلك، ومدرجات زراعية تحيط بنا، وعندي قطعة أرض بجوار مقبرة، فعزمت على أن أبني لي بيتاً؛ لأن بيت والدي أصبح لا يسعنا، وبعد أن حفرت في نفس الأرض وطرحنا حجر الأساس للبيت وجدنا قبور، وبعد ذلك قمنا بإخراج العظام ونقلها إلى محل آخر حيث يوجد عندنا في القرية خندق تحت جبل يوجد فيه رءوس وأيادي وأرجل وأجزاء من أجسام بني آدم وضعت من قديم الزمان، ولا ندري هل عملنا هذا مشروع أم لا، أفيدونا أفادكم الله؟
الجواب: هذا لا يجوز ما دام الأرض فيها قبور فالواجب تركها تبع المقبرة مادام أن المقبرة بجواركم بجوار السائل، فالواجب أنه لا يتعرض لها ولا ينبش القبور، وإذا حفر ووجد القبور يواسيها ويتركها في حالها، ولا يجوز للناس أن ينبشوا القبور ويضعوا بيوتهم في محل القبور هذا تعدٍ على الموتى وظلم للموتى فلا يجوز.
قد يجوز بعض الأشياء إذا دعت الضرورة إليها مثل دعت الحاجة إلى شارع ينفع المسلمين واعترضه شيء من القبور ولا حيلة في صرف الشارع فقد يجوز أخذ بعض المقبرة ونقل الرفات إلى محل منها آخر إذا كانت الضرورة دعت إلى توسعة هذا الشارع للمسلمين ولا حيلة في صرفه عن المقبرة، أما أن الناس يأخذون من المقبرة لتوسعة بيوتهم هذا لا يجوز.

abousoumia
2018-05-23, 12:35
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد: فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، قال الله سبحانه وتعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الإسراء:1]
وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمساً، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ﷺ عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعاً لبينه الرسول ﷺ للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي ﷺ هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي ﷺ ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة:3] وقال عز وجل في سورة الشورى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى:21]
وثبت عن رسول الله ﷺ في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع، والتصريح بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظم خطرها، وتنفيراً لهم من اقترافها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله- عنها عن النبي ﷺ أنه قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية لمسلم: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يقول في خطبته يوم الجمعة: أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة زاد النسائي بسند جيد: وكل ضلالة في النار وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: وعظنا رسول الله ﷺ موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصانا فقال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وقد ثبت عن أصحاب رسول الله ﷺ، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ [المائدة:3] والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتحذير منها، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء. ولما أوجب الله من النصح للمسلمين، وبيان ما شرع الله لهم من الدين، وتحريم كتمان العلم، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة، التي قد فشت في كثير من الأمصار، حتى ظنها بعض الناس من الدين.
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويمنحهم الفقه في الدين، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه، وترك ما خالفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه رمضان كريم للجميع .ros1

abousoumia
2018-05-24, 17:25
السلام عليكم ورحمة الله
العبادات
حكم من صلى وقدمه تنزف
نص السؤال

كنت ذات يوم ألعب بالكرة ، وقد حدث أن جرحت رجلي جرحا مؤلما ، ودخل وقت الصلاة فتوضأت الوضوء الكامل غير إني لم أغسل مكان الجرح فكنت أصلي والدم ينزف ، ودمت على هذه الحال خمسة أيام ، فهل صلاتي صحيحة مع العذر ، أم أنها غير صحيحة؟ أفيدونا بارك الله فيكم.
نص الجواب

الحمد لله
الواجب في هذا : أنك تجعل على الجرح شيئا كبيرا يمسك الدم ، يعني : خرقة تلفها عليه أو ما أشبه ذلك مما يحبس الدم ويوقفه ، حتى تمسح على هذه الجبيرة ، فإن لم يتيسر فالتيمم عن ذلك بعد الوضوء ويكفي ، ولكن طيلة لفه بلفافة أو جبيرة تمسح عليها .
هذا هو الواجب؛ لأنه هو الطريق الشرعي ، ويكفي عن التيمم ، فإذا لم تفعل ذلك قضيت صلاتك للأيام الخمسة التي فعلتها من دون مسح ولا تيمم ، وهذا هو الأحوط لك .
لأنك فرطت في هذا الأمر ، وهو أمر واضح حيث لم تربط الجرح حتى يتم المسح عليه ، ولم تتيمم .
والله ولي التوفيق.

مصدر الفتوى : موقع ابن باز

abousoumia
2018-05-24, 17:30
حكم حلق اللحية لمن يعمل في الجيش
نص السؤال

أنا في الجيش وأحلق لحيتي دائما ، وذلك غصب عني ، هل هذا حرام أم لا؟


نص الجواب

الحمد لله
لا يجوز حلق اللحية . لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وإرخائها في أحاديث صحيحة ، وأخبر صلى الله عليه وسلم : (أن في إعفائها وإرخائها مخالفة للمجوس والمشركين)، وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية ، وطاعة الرسول واجبة علينا ، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله من أفضل الأعمال ؛ لأن الله سبحانه يقول : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. وقال عز وجل : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وقال سبحانه : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
والتشبه بالكفار من أعظم المنكرات ، ومن أسباب الحشر معهم يوم القيامة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) فإذا كنت
في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجرك لفعل ما يغضب الله ، وأسباب الرزق الأخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
وفقك الله ويسر أمرك ، وثبتنا وإياك على دينه.

مصدر الفتوى : موقع ابن باز

abousoumia
2018-05-25, 18:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اخوتي في الله اود ان اطرح عليكم سؤالا وارجو اجابة سريعة . من المعلوم انه في فصل الصيف تذهب العائلات الى البحر للسباحة والاستجمام ولكن ماهو حكم السباحة المختلطة اعني رجالا ونساءا على شاطئ واحد , علما ان الكل ملتزم بالحجاب الشرعي ؟
افيدوني بارك الله فيكم .#زهرة4

abousoumia
2018-05-28, 19:13
السلام عليكم
حكم الوضوء بالماء المالح

سئل : هل يجوز الوضوء من ماء البحر الملح ؟


نص الجواب

أجاب : نعم يجوز فقد روى أحمد وأصحاب السنن أن رجلا سأل النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء ، فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ بماء البحر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هو الطهور ماؤه الحل ميتته " وقال الترمذى حسن صحيح ، والميتة هى السمك الذى يموت .


مصدر الفتوى : موقع الأزهر

abousoumia
2018-05-28, 19:19
العبادات
نص السؤال

هل يجوز للمسلم إذا توضأ فغسل وجهه أن يقول: اللهم بيِّض وجهي كما بيضت وجوهًا وكما سوَّدت وجوهًا، اللهم اجعلني أشرب من ماء الجنة... إلخ؟


نص الجواب

الحمد لله
لا يُقال هذا الدعاء عند غسل الوجه؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردٌّ" [رواه البخاري في "صحيحه" (3/167).]، ويقول: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو ردٌّ" [رواه البخاري في "صحيحه" (8/156).]، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند غسل وجهه، إنما كان يقول عند بداية الوضوء: "بسم الله"، وعند نهايته: "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله" [انظر: كلام ابن القيم في "زاد المعاد" (1/195، 196)؛ وتعليق الشيخين شعيب الأرنؤوط وعبد القادر الأرنؤوط على كلام ابن القيم رحمه الله تعالى.]، والحكمة في ذلك – والله أعلم – أنه يجمع بين الطهورين: الطهور بالماء من الحدث الأصغر والأكبر، وهي الطهارة من الحديث الحسيّ، وذلك بالماء، ويأتي بالشهادتين للطهارة من الشرك، فيجمع إذًا بين الطهارتين: الطهارة من الحدث والطهارة من الشرك، هذا هي الحكمة، والله أعلم، أما ما عدا ذلك؛ فلا يقال أدعية أثناء الوضوء؛ لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.

مصدر الفتوى : المنتقى من فتاوى الفوزان

*عبدالرحمن*
2018-05-29, 23:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , اخوتي في الله اود ان اطرح عليكم سؤالا وارجو اجابة سريعة . من المعلوم انه في فصل الصيف تذهب العائلات الى البحر للسباحة والاستجمام ولكن ماهو حكم السباحة المختلطة اعني رجالا ونساءا على شاطئ واحد , علما ان الكل ملتزم بالحجاب الشرعي ؟
افيدوني بارك الله فيكم .#زهرة4

السؤال

: أنا مسلمة أبلغ من العمر 28 سنة، وأريد أن أمارس السباحة لكي أفقد بعض الوزن، فهل يمكنني السباحة في حوض السباحة وأنا مرتدية ملابس ساترة من أعلى رأسي الى أخمص قدميّ؟

فهناك ملابس خاصة للنساء المسلمات اللواتي يردن أن يسبحن وهي ملابس ساترة للجسد كاملاً ولكنها تلصق بالبدن عند ملامسة الماء، فما رأي الشرع في ذلك؟ وماذا لو لبست منشفة فوق هذه الملابس فأغطي نفسي قبل وبعد الخروج من حوض السباحة مباشرة..

فهل يجوز لي السباحة في هذه الحالة؟ وهل يجوز لي أن أسبح في حال وجود بعض الرجال؟

الجواب :

الحمد لله

جاءت الشريعة بالعناية التامة بالمرأة المسلمة ، والحفاظ على حيائها وسترها وبعدها عن مواطن الفتن .

وأمرت الشريعة بقرار المرأة في البيت وعدم الخروج لغير حاجة ، صيانةً لعفتها ، ورعايةً لكرامتها ، وحفظاً لها من كل سوء .

وخروج المرأة المسلمة للأندية العامة والمسابح مما ينبغي أن تنهى عنه أشد النهي ؛ لما فيه من منكرات وفساد .
فإذا كانت هذه المسابح في الأندية العامة التي يغشاها الرجال والنساء فهذا منكر عظيم ، وقد روى أبو داود (4010)

والترمذي (2803) وحسنه عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ الْهُذَلِيِّ أَنَّ نِسَاءً مِنْ أَهْلِ حِمْصَ أَوْ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ دَخَلْنَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ : أَنْتُنَّ اللَّاتِي يَدْخُلْنَ نِسَاؤُكُنَّ الْحَمَّامَاتِ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَضَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ زَوْجِهَا إِلَّا هَتَكَتْ السِّتْرَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ رَبِّهَا ) صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

وروى الترمذي (2801) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الْحَمَّامَ) وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي" .

والمراد بالحمام هنا : الحمامات التي كانت موجودة قديماً ، لما كانت البيوت ليس فيها حمامات .

وسبب منع المرأة من دخولها : ما فيها من كشف للعورات ، ونظر محرم ، وتعرض للفتن ، ولم تكن الحمامات يومئذ مختلطة .

فما بالك بالحمامات المختلطة والمسابح العامة التي تتكشف فيها العورات وتبدو السوءات ؟

قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

" سباحة الرجال والنساء معاً ، ثم مصافحة بعضهم بعضاً بعد السباحة ، منكر عظيم لا يجوز فعله ، ويجب الإنكار على من فعله ، وعلى الحاكم منعهم من ذلك "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (17 /49).

وإذا كانت هذه المسابح تخص النساء وحدهن فلا يجوز ارتيادها أيضاً ، وإن كانت أخف وطأة من تلك المسابح العامة ؛ وذلك لأن النساء سيكشفن عوراتهن ، ولو سترت المرأة المسلمة بدنها فإنها سوف تنظر إلى هؤلاء العاريات ، ولن تستطيع أن تنهاهن عن المنكر .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :

أفيدكم أنني أحد المهندسين في أمانة العاصمة المقدسة ، وأعمل في إدارة رخص البناء ، وقد تقدم إلينا أحد الموظفين بمشروع مركز صحي للعلاج الطبيعي ، يتكون من قسمين : قسم للرجال وقسم للنساء ، وبعد الاطلاع على الخرائط والمخططات الخاصة بالمشروع لوحظ أن هناك مسبح في قسم النساء ، وهو مسبح بمساحة كبيرة ، وعند إعلام صاحب المشروع بأن هذا المسبح لا يجوز

لأن عملية السباحة تستدعي خلع المرأة ، وبالتالي ارتداء ملابس ضيقة ، إن لم تكشف عورتها فهي تجسدها ، وكما هو معلوم فإن هناك عورة للنساء بين بعضهن البعض لا يجوز الكشف عنها ، وكذلك تم إفهام صاحب المشروع أنه من باب سد الذريعة ودرء المفاسد عدم عمل هذا المسبح ؛ لأنه محتمل وبنسبة كبيرة - خصوصاً في زماننا هذا - أن يوجد بين الأشخاص العاملين شخص لا يخاف الله -

ولو كان من النساء - يقوم بتصوير النساء خفية ، سواء بالكاميرات العادية ، أو بكاميرات الفيديو التي نشأت في وقتنا الحاضر ، وفي ذلك فتنة عظيمة تجعل من هذا المركز بدلاً من مركز العلاج مركز للفساد والفتنة ، وكما هو معلوم أن كل ما أدى إلى حرام فهو حرام .

نرجو توضيح حكم الشرع في مثل هذا الأمر .

فأجابوا :

"لا يجوز عمل مسبح للنساء في المركز المذكور ؛ لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (26 /342-343).

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

نحن نسكن في حي سكني في إحدى المدن ، ويوجد في هذا السكن ناد نسائي ، ويوجد في هذا النادي مسبح للنساء وحمام بخار ( سونا ) ، فما حكم ذهاب النساء لهذا النادي ؟

فأجاب :

" نصيحتي لإخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها . ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية ، ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس . ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سبباً في نزع الحياء منها ، وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد إليها حياءها الذي جبلت عليه .

وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لإخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات أو أخوات أو زوجات أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي "

انتهى باختصار من فتاوى الشيخ لمجلة الدعوة العدد 1765 / 54.

وليست هذه هي الوسيلة الوحيدة لتخفيف الوزن ، فهناك وسائل كثيرة مباحة ، وهناك أنواع أخرى من الرياضات يمكن للمرأة المسلمة أن تمارسها إذا التزمت بضوابطها الشرعية.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-29, 23:11
السؤال

هل يجوز الذهاب للشواطئ العامة أو المسابح وأنا ألبس ملابس تغطي جسمي تماماً ولا أعير اهتماماً لما يلبسه الآخرون ؟ .

الجواب

الحمد لله

اعلم وفقك الله أن المسلم مأمور بصيانة دينه ، والبعد عن مواطن الفتنة ، والذهاب إلى هذه الشواطئ محرم لما فيها من كشف للعورات واختلاط مستهتر بين الرجال والنساء .

ثم هذه الأماكن مليئة بالمنكرات فلا يجوز لك الذهاب إليها إلا إذا كنت ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم ( 49 ) .

فإن بقيت معهم من غير أمر بالمعروف ونهي عن المنكر كنت شريكاً لهم في الإثم ، قال الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء /140

ففي هذه الآية الكريمة دليل على أن من جلس مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية أو عملوا بها فإن لم يقدر أن ينكر عليهم ينبغي أن يقوم عنهم ) تفسير القاسمي 5 / 526 .

ولا يُلَبِّس عليك الشيطان ويجعلك تقول : إني لا أعير اهتماما لما يلبسه الآخرون ، فإن هذا من تزين الشيطان ؛ لأن الإنسان إذا ذهب لابد وأن يقع نظره على ما يغضب ربه ومولاه ، ولربما نظرة لم تقصدها يعمل فيها الشيطان أعماله ، وتكون طريقا للفتنة والعياذ بالله ، أسأل الله أن يعيذنا وإياك من مضلات الفتن ، وأن يثبت قلوبنا .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-05-29, 23:15
ممارسة المرأة للرياضة
ضوابطها ، وشروطها ، ومخاطرها

للرياضة فوائد صحية ، ونفسية ، لا تخفى ، لكن لما كانت الرياضة في عصرنا هذا أصبح لها طابع خاص : كان لا بدَّ من وضع ضوابط شرعية لهذه الرياضات ، ومن التزمت بها كانت رياضتها مباحة ، ومن خالفتها صارت اللعبة عليها حراماً ، ومن هذه الضوابط :

1. أن تكون ممارسة الرياضة بعيدة كل البعد عن أعين الرجال ، سواء كان مدرباً ، أو أستاذاً ، أو طالباً ، أو إداريّاً ، أو مشاهداً ، ولتحقيق هذا الشرط فإنه لا يجوز تصوير رياضة النساء ؛ لئلا تقع في أيدي الرجال فيشاهدونها ، فيتخلف الشرط المبيح لممارستها لتلك الرياضة .

ولذا كان الأفضل ، والأحسن ، والأحوط ، والأستر للمرأة أن تمارس الرياضة في البيت ، دون النوادي ، والصالات ، والمدارس ، حتى وإن لم يكن في هذه الأماكن اختلاط ، لأنها لا تأمن أن يصورها أحد الشياطين الذين يتصيدون ذلك ، فيقع ما لا تحمد عقباه . وأما حيث يكون في هذه الأماكن اختلاط ، فلا يخفى منعه ، كما بينا .

2. أن تمارس الرياضة بلباس محتشم ، فلا يحل لها ، ولا للاعبات معها : لبس القصير ، ولا الشفاف ، ولا الضيِّق من الثياب ، وهذا شرط عام في لباسها أمام الرجال ، وأمام النساء ، لكن يحسن التنبيه عليه هنا ؛ لما يوجد من عدم تحقيق لهذا الشرط في كثير من الرياضات ، النسائية ، والرجالية

كما هو معروف من لباس السباحة ، والمصارعة ، وكرة القدم والطائرة ، والسلة ، والجمباز ، وغيرها ، ويشترك في هذا الشرط النساء والرجال على السواء ، وما أكثر نقض هذا الشرط وتخلفه في الجنسين .

3. أن لا يكون في الرياضة مقامرة ، ولا رهان .

4. أن لا تؤدي الرياضة إلى خصومة ، وشحناء ، كما هو مشاهد ومعلوم من حال الأمم والشعوب التي لم تكتف بالتقسيم الجغرافي للتفرقة بينها ، بل زادت عليه بتقسيم الشعب الواحد إلى أنصار ومشجعين لنادي ، مع خصام ومشاجرات مع أنصار ومشجعي النوادي الأُخر .

4. أن تمارس الرياضة في أوقات محدودة ، ولا يجوز أن تُشغل المرأةَ عن واجباتها الدينية ، والدنيوية .

5. عدم تشغيل الموسيقى أثناء التمارين أو اللعب .

6. عدم التشبه بالكافرات في تسريحتها ، أو لباسها ، أو التسمي باسمها ؛ لما نهينا عنه من التشبه الكفار عموماً ؛ ولما في مثل تلك الأشياء من تعظيم أولئك الكفار .

7. أن لا تكون اللعبة قتالية فيها ضرب للوجه ، أو الرأس ، ولا يكون فيها طقوس كفرية ، كالانحناء الذي يفعله اللاعبون قبل ممارسة بعض الألعاب .

فإذا توفرت هذه الشروط : فيجوز ممارسة المرأة للرياضة ، مع أننا ننصح الأخوات بأن يصنَّ أنفسهن ، ويحفظن أوقاتهن ، فلا يضيعنها في مثل هذه الأعمال ، فصيانة المرأة وحمايتها تكونان في الالتزام بأوامر الله ، والتي من أهمها : القرار في البيوت ، وعدم الخروج منها لغير حاجة ؛ امتثالاً لقوله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) الأحزاب/ 33 .

وهذه الضوابط والشروط يمكن للأخت المسلمة أن تتحكم فيها إذا مارست الرياضة مع أخواتها في أماكن خاصة بهن ، مأمونة من اطلاع الرجال عليهن ، أو تسلق المتطفلين عليها .

وأما تحقيق ذلك في المدارس والمعاهد والجامعات : فإن هذا غير ممكن ، لذا كان إدخال مادة " التربية البدنية " سببا من أهم أسباب التهتك والانحلال ، وانشكاف العوارت ، وموت الحياء ، ثم تكون الطامة الأخرى بوجود مدرب أو أستاذ من الرجال ، ثم بوجود إداريين ، وهكذا حتى تتطور الأمور لما هو مشاهد أصلاً الآن ، ومعلوم من حال كثير من الدول العربية والإسلامية ، للأسف .

سئل الشيخ عبد الكريم الخضير – حفظه الله - :

إدخال " التربية البدنية " في مدارس تعليم البنات بما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية ، ما حكم إدخال مثل هذه المادة في تعليم البنات ؟ .

فأجاب :

المطالبة بدراسة إدخال " التربية البدنية " في مدارس البنات : اتباع لخطوات الشيطان ، الذي نهينا عنه بقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/ 168 ، وقوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/ 208 ، وقوله : ( وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) الأنعام/ 142، وقوله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/ 21 .

وقد بيَّن الله لنا أتم بيان أن الشيطان لنا عدو ، وأمرنا أن نتخذه عدواً ، والشيطان حريص على إضلال بني آدم ، كما أقسم بعزة الله جل وعلا قائلاً - كما ذكره الله عنه - : ( فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ص/ 82 .

وإذا رأينا ما فعله الشيطان بالنسبة لهذه الرياضة المزعومة ، من إيقاع العداوة والبغضاء ، والصد عن ذكر الله ، مما لا يخفى على أحدٍ ، ويكفينا ما مرت به الدول المجاورة لمَّا تجاوزوا أمر الله عز وجل ، واتبعوا خطوات الشيطان ، فالخطوة الأولى : أن تلعب الرياضة مع الحشمة ، وفي محيط النساء

ثم تنازلوا عن هذه الشروط شيئاً فشيئاً ، إلى أن وصل الحد إلى وضع لا يرضاه مسلم ، عاقل ، غيور ، فضلاً عن متدين ، وإذا كان الذكور مطالبين بالإعداد والاستعداد : فالنساء وظيفتهن القرار في البيوت ، وتربية الأجيال على التدين ، والخلُق ، والفضائل ، والآداب الإسلامية .

فالذي لا أشك فيه : أن ممارسة الرياضة في المدارس بالنسبة للبنات : حرام ؛ نظراً لما تجر إليه من مفاسد لا تخفى على ذي لب ، ولا تجوز المطالبة بها ، فضلاً عن إقرارها .

" فتاوى الشيخ عبد الكريم الخضير " ( 1 / 21 , 22 ) ترقيم الشاملة .

*عبدالرحمن*
2018-05-29, 23:37
اخي الكريم

فاكر الفتوي ديه

الزينة واللباس
حكم لبس البنطال للمرأة
حكم لبس البنطال للمرأة
سائلة تقول: هل يجوز لبس البنطلون أمام النساء، وأمام الزوج، والمحارم؛ علمًا بأن البنطلون فضفاض وواسع؟
play
00:00
max volume
الشيخ: إذا كان من جنس لباس النساء ما فيه تشبه بالكفرة، من جنس اللباس الذي يلبسه نساء بلدها ما فيه تشبه بالكفار فلا بأس، وإلا تعتني بلباس أهل بلدها لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ، ولا شهرة.ros1

و كانت بدايه ردودي

[center]



الشيخ ده عبده كفته مش اكثر حافظ مش فاهم . [/color][/size]

قلت انت في وقتها ديه فتاوي ابن باز

يقوم يشاء السميع العليم تنشر فتوي اخري لنفس الشيخ

حكم حلق اللحية لمن يعمل في الجيش
نص السؤال

أنا في الجيش وأحلق لحيتي دائما ، وذلك غصب عني ، هل هذا حرام أم لا؟


نص الجواب

الحمد لله
لا يجوز حلق اللحية . لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وإرخائها في أحاديث صحيحة ، وأخبر صلى الله عليه وسلم : (أن في إعفائها وإرخائها مخالفة للمجوس والمشركين)، وكان عليه الصلاة والسلام كث اللحية ، وطاعة الرسول واجبة علينا ، والتأسي به في أخلاقه وأفعاله من أفضل الأعمال ؛ لأن الله سبحانه يقول : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. وقال عز وجل : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} وقال سبحانه : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
والتشبه بالكفار من أعظم المنكرات ، ومن أسباب الحشر معهم يوم القيامة ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (من تشبه بقوم فهو منهم) فإذا كنت
في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجرك لفعل ما يغضب الله ، وأسباب الرزق الأخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
وفقك الله ويسر أمرك ، وثبتنا وإياك على دينه.

مصدر الفتوى : موقع ابن باز

شوف الان التناقض حين يتكلم عن بنطال المراه يقول


الزينة واللباس
حكم لبس البنطال للمرأة وإلا تعتني بلباس أهل بلدها لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ، ولا شهرة.ros1

و حين يتكلم عن اللحيه للرجل


حكم حلق اللحية لمن يعمل في الجيش
فإذا كنت
في عمل تلزم فيه بحلق لحيتك فلا تطعهم في ذلك ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق). فإن ألزموك بحلقها فاترك هذا العمل الذي يجرك لفعل ما يغضب الله ، وأسباب الرزق الأخرى كثيرة ميسرة ولله الحمد ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
وفقك الله ويسر أمرك ، وثبتنا وإياك على دينه.

مصدر الفتوى : موقع ابن باز

اخذت بالك في اللحيه يقول لا طاعه لمخلوق في معصية الخالق

و في بنطال المراه يقول لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ

و لا حول و لا قوة الا بالله

abousoumia
2018-05-30, 11:10
اخذت بالك في اللحيه يقول لا طاعه لمخلوق في معصية الخالق

و في بنطال المراه يقول لا تشذ عنهم، يكون لباسها لباس أهل بلدها حتى لا يحصل لها شذوذ

و لا حول و لا قوة الا بالله
والله اخي الله المستعان فمنذ ان نبهتني الى قضية البنطلون للمراة اعتمدت موقعا اخر للفتوى وهو موقع جامع للفتاوى لمختلف الشيوخ , والله لا ادري ما افعل ان كانت مجرد افتراءات على الشيوخ لم اعد اعرف ماذا اصدق وماذا اكذب ؟

abousoumia
2018-05-30, 11:21
السؤال

هل يجوز الذهاب للشواطئ العامة أو المسابح وأنا ألبس ملابس تغطي جسمي تماماً ولا أعير اهتماماً لما يلبسه الآخرون ؟ .

الجواب

الحمد لله

اعلم وفقك الله أن المسلم مأمور بصيانة دينه ، والبعد عن مواطن الفتنة ، والذهاب إلى هذه الشواطئ محرم لما فيها من كشف للعورات واختلاط مستهتر بين الرجال والنساء .

ثم هذه الأماكن مليئة بالمنكرات فلا يجوز لك الذهاب إليها إلا إذا كنت ستأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم ( 49 ) .

فإن بقيت معهم من غير أمر بالمعروف ونهي عن المنكر كنت شريكاً لهم في الإثم ، قال الله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) النساء /140

ففي هذه الآية الكريمة دليل على أن من جلس مجلس معصية ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء ، وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية أو عملوا بها فإن لم يقدر أن ينكر عليهم ينبغي أن يقوم عنهم ) تفسير القاسمي 5 / 526 .

ولا يُلَبِّس عليك الشيطان ويجعلك تقول : إني لا أعير اهتماما لما يلبسه الآخرون ، فإن هذا من تزين الشيطان ؛ لأن الإنسان إذا ذهب لابد وأن يقع نظره على ما يغضب ربه ومولاه ، ولربما نظرة لم تقصدها يعمل فيها الشيطان أعماله ، وتكون طريقا للفتنة والعياذ بالله ، أسأل الله أن يعيذنا وإياك من مضلات الفتن ، وأن يثبت قلوبنا .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

والله أعلم .

شكرا جزيلا لك اخي وبارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2018-05-30, 23:57
[size="4" والله لا ادري ما افعل ان كانت مجرد افتراءات على الشيوخ لم اعد اعرف ماذا اصدق وماذا اكذب ؟[/size]

اولا يجب ان نعرف معني الفتاوي

هو الجوابُ عما يُشْكِلُ من المسائل الشرعية

معني ذلك ان انه يجب علي المفتي يعطي دليل علي الفتوي من الكتاب و السنه

و لا يجوز للمفتي أن يعمل بما يشاء من الأقوال والوجوه من غير نظر من الترجيح ولا يعتد به

بل يكتفي في العمل بمجرد كون ذلك قولا قاله إمام

أو وجها ذهب إليه جماعة

فيعمل بما يشاء من الوجوه والأقوال

حيث رأى القول وفق إرادته وغرضه عمل به

فإرادته وغرضه هو المعيار ، وبها الترجيح ، وهذا حرام باتفاق الأمة .

اخي الكريم

و علي هذا يجب اختيار الفتاوي التي يجب ان تنشر و الفتاوي التي يجب ان لا تنشر لغياب شروط الفتوي بها

و الاولي لنا ان نحضر هنا كل ما هو واضح و بعيد عن الاشكال ثم ندخل علي الاشكال فيما بعد

و الله اعلي واعلم

*عبدالرحمن*
2018-06-01, 22:36
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية الاولاد ))

ما هي الطريقة المثلى في احتواء عصبية الأطفال ؟

السؤال :

سؤالي يخص بنتاي ، فهما تبلغان من العمر 4 سنوات وسنتين ، أجد صعوبة كبيرة في تربيتهما ، فكلما حاولت أن أتعامل معهما بلين في نهاية المطاف أصرخ ، أو أضرب ، أو أقول أشياء لا أود قولها ، وأحس بكراهية ، بنتاي لا تسمعان كلامي ، فالكبرى منهما إذا قلت لها شيئا ترد علي بكثير من الأقوال ، والثانية بدأت تعاندها مما يثير غضبي، مع العلم إنني مررت بظروف صعبة جعلتني متوترة ، فما هو الحل ؟

كيف أستطيع جعل بناتي مطيعات ؟ وكيف أستطيع أن أجعل نفسي أكثر صبرا ؟

الجواب :

الحمد لله

تربية الأولاد بصفة عامة ، والبنات بصفة خاصة يحتاج لتوفيق عظيم من الله تعالى ،

فقد كان يقال قديما : "الأدب من الآباء ، والصلاح من الله" .

انتهى من"الآداب الشرعية لابن مفلح" (3/552) .

وهذه قاعدة عظيمة في تربية الأولاد ؛ فكثير من الآباء يظن أنه قادر على تربية ولده ، بمهاراته التربوية ، وقدراته العقلية ، وملكاته النفسية !

ويظن أنه بإدخالهم لأفضل المدارس ، وتعليمهم أرقى العلوم ، وخلطهم بأرقى طبقات المجتمع: يظن أنه بذلك قد سيطر على نفوسهم ، وهيمن على تصرفاتهم .

وهذا غلط فادح !

نعم ، الوالدان مطالبان بأن يأخذا بكل أسباب التربية النافعة، الصالحة ، المتاحة لهما .

ولكن البأس ، كل البأس : إنما هو في ركون قلوب الآباء لهذه الأسباب ، ثقة بها واعتمادا على قوتها وشأنها

فالإنسان إذا وكله الله إلى نفسه ضل .. وإذا وكله إلى علمه ذل

وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم وهو ، رسول الله ، وكفى ؛ قال له ربنا سبحانه : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ) القصص/56 .

وهذا نبي الله نوح عليه السلام لم يملك لابنه شيئا حتى كان من الكافرين !!

ولما ناجى ربه ، وناداه : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ) هود/45 .

قال له ربنا جل وعلا : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ)هود/46 .

ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم إذا أصبح وإذا أمسى : (يا حي يا قيوم ، برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) .

رواه الحاكم وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (5820).

فتأملي ، يا أمة الله ، في هذا المعنى الجليل الذي يغفل عنه كثير من الآباء في زماننا :

ألا نركن إلى أنفسنا في تربية أولادكنا ، ولا نركن إلى فهومنا ، وعلومنا .

بل نركن إلى الركن الوثيق ، والملجأ والمعاذ ، والمستغاث والمستعان ، رب العالمين ، الرحمن الرحيم .

فهو وحده : من يملك القلوب ، ويصرفها كيف يشاء ، ونواصي العباد بيده سبحانه ؛ إن شاء أقامها على الهدى ، أقامها ، وإن شاء أن يزيغها ، أزاغها ؛ سبحانه من قادر ، حكيم ، عليم ، لطيف ، خبير .

ومن أهم صور الأخذ بالأسباب في هذا الباب : أن يقابل العناد ، بالحكمة ، والتروي ، والتؤدة .

ذلك أن مقابلة العناد بالعناد : لا يولد إلا مزيدا من العناد !!

فالأمر فيه كلعبة شد الحبل بين طرفين ، كلما زاد طرف في الجذب ، كان ذلك حافزا للطرف الآخر ، لمزيد من الجذب !!

أما إذا تركت الأم طرف الحبل أمام طفلها ، فلم تعامله بندية ، وتحدٍّ ؛ أوشكت أن تقطع عليه مادة العناد ، ورجع أمره إلى ضعف ، وكفٍ عن المزيد من الإفساد .

والطفل العنيد ، عادة ما يتسم بالدهاء ، والتحايل الدائم على ما يريد فعله من أشياء .

وعادة ما يشعر بالاضطهاد ممن حوله ، من الإخوة والأقارب والآباء والأجداد ، وذلك لكثرة ما يصدر عنهم من انتقاد ، وقسوة وغلظة قاطعة لحبائل الوداد .

وهذان العاملان ، معا : من شأنهما أن يفضيا به إلى نوع من العزلة النفسية عن مجتمعه ، والرغبة الشديدة في الانتقام منه .

وهذا يظهر عادة في صورة العناد والسلوكيات العنيفة المتمردة على قواعد هذا المجتمع !

فالواجب عليكِ ، والحالة هذه : مقابلة التحايل والتذاكي ، بالتغافل والتسامح .
ومقابلة شعور الطفل بالاضطهاد ، بإشعاره بالتراحم والتعاطف .

ومقابلة سلوكه المتمرد العنيد ، بإظهار الحب ، والرغبة الصادقة في صلاحه ، حبا فيه ، وحرصا عليه .

مع اتخاذ المواقف التربوية الحازمة ، بغير قسوة ، أو إظهار للندية والتحدي في معاملته .

ثم اعلمي : أن احتواء الأطفال لا يتم إلا باجتناب أمرين ، وفعل أمرين :

أما ما ينبغي اجتنباه : فالإساءة اللفظية ، والإساءة الجسدية .

وأما ما ينبغي فعله : فالاحتواء اللفظي ، والاحتواء الجسدي .

وبيان ذلك كما يلي :

فأما الإساءة اللفظية فتكون بكل لفظ مهين ، يتوجه لشخص الطفل ، لا لفعله ؛ وذلك كوصفه بأنه : مهمل ، أو كذاب ، أو عنيف ، أو غيرها من الأوصاف السلبية .

والذي ينبغي فعله لاحتواء الطفل في مثل هذه السياقات السلبية : هو قصر الوصف السلبي على فعله ، مع وصف شخصه هو بنقيض فعله ، من المحاسن والفضائل .

فبدلا من وصفه بأنه مهمل ، نقول له : أنت منظم ، فكيف تفعل سلوكا فيه إهمال ؟!
وبدلا من وصفه بأنه كذاب ، نقول له : أنت صادق ، فكيف تقول كلاما لم يحدث ؟!
وبدلا من وصفه بأنه عنيف ، نقول له : أنت حنون ، فكيف تضرب أخاك بعنف ؟!

وهكذا دواليْك .

وأما الإساءة الجسدية فتكون بكل تعدٍّ جسدي مهين ، الغرض منه الإيلام والانتقام ؛ وذلك كضربه ضربا مبرحا ، يتجاوز ضرب التأديب الذي أجازه الشرع ، إلى مستوى الإيلام، والانتقام. ذلك بأن الضرب في الشريعة له ثلاث درجات:

أدناها ضرب التأديب ، وأعلاها ضرب الحد ، وأوسطها ضرب التعزير .

فلو تأملنا في ضرب الحد - الذي هو أعلاها - لوجدنا أن فيه قيودا شرعية ، تجعله أخف وقعا من الضرب الذي يقع في زماننا ، من الآباء والأمهات لأولادهم !

فالفقهاء يقولون : إن الصحيح القوي : يجلد في الحدود ، بسوط معتدل ، ليس رطبا ، ولا شديد اليبوسة ، ولا خفيفا لا يؤلم ، ولا غليظا يجرح .

ويشترطون على الضارب ألا يرفع يده فوق رأسه ، بحيث يبدو بياض إبطه ، ويتقي المقاتل ، ويفرق الجلدات على بدنه .

واتفقوا على أنه : لا يضرب على الوجه ، والمذاكير ، والمقاتل .

انظر في ذلك : "حاشية ابن عابدين" (3 / 147)، والزرقاني (8 / 114)، و"الروضة" (10 / 172)، و"المغني" (8 / 313 - 315) .

وإذا كانت هذه القيود مشترطة مقررة في الجلد ، الذي هو أعلى صور الضرب ؛ فما الظن بضرب التأديب ؟!

وضرب التأديب ، كما في قوله تعالى : ( وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) النساء/34 .

قال القرطبي في تفسيره (5/172) :

"والضرب في هذه الآية : هو ضرب الأدب غير المبرح ؛ وهو الذي لا يكسر عظما ، ولا يشين جارحة ، كاللكزة ونحوها ؛ فإن المقصود منه الصلاح ، لا غير .

فلا جرم : إذا أدى إلى الهلاك ؛ وجب الضمان .

وكذلك القول في ضرب المؤدِّب غلامه ، لتعليم القرآن والأدب.

وفي صحيح مسلم : ( اتقوا الله في النساء ، فإنكم أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه .. فإن فعلن فاضربوهن ضربا غير مبرح) .

[الحديث أخرجه مسلم من حديث جابر الطويل في الحج ]

ثم قال رحمه الله :

"قال عطاء : قلت لابن عباس : ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه !" .

وهذا أخرجه الطبري في تفسيره بإسناد صحيح .

والبديل المقبول للإساءة الجسدية أو اللفظية : هو العقاب بالحرمان .

والمقصود بالحرمان : الحرمان " التربوي " المقيد ، وليس الحرمان المطلق بلا قيد .

فحرمان الطفل مثلا من اللعب لمدة عشر دقائق : حرمان تربوي مقيد ، الغرض منه القهر المعنوي ، لتعديل سلوكه .

وإجلاس الطفل على كرسي العقاب ، لعدد من الدقائق ، الموازية لعمره الزمني ( عشر سنوات = عشر دقائق ) : هذا أيضا من صور الحرمان التربوي .

خصم جزء يسير محدد من مصروف الطفل اليومي : هذا من الحرمان التربوي المقيد كذلك.

أما عقاب الطفل بحرمانه من اللعب ، على مدار يوم أو أكثر ، أو بحرمانه من مصروفه كاملا: فهذا ترويض على العقاب ، يوشك الطفل ، مع تكراره : أن يعتاد عليه ، ويبدأ في البحث عن البدائل المتاحة ، إذا عوقب بمثل هذا الحرمان المطلق بلا قيد .

كذلك معاملة الطفل ، بلوحة النجوم ، سلبا وإيجابا : مفيد جدا .

وذلك بإعطائه نجمه ، أو أكثر ، على كل سلوك إيجابي .

وخصم نجمه ، أو أكثر ، مع كل سلوك سلبي .

ووضع قواعد لحساب هذه النجوم ، كالاتفاق ، مثلا ، على أن الوصول لعشرة نجوم : سيكون مقابله هدية . والوصول لعشرين نجمه ، سيكون معه رحله ترفيهية ، وهكذا .

وأما الاحتواء اللفظي ، فيكون بثلاثة أمور :

أولها : كلمات الحب والمشاعر ، كقولك لبناتك : إني أحبك ، وما شابهها من كلمات .

ذلك بأن التعبير عن مشاعر الحب ، مما حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم في أدبه لنا .

فعن أبي كريمة الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

( إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ ، فَلْيُخْبِرْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ )رواه أبو داود (5124 ) ، والترمذي (2392 ) وصححه الألباني

وينبغي : أن يحدث هذا التعبير بشكل نمطي يومي غير مشروط ، لا أن يكون مشروطا بمواسم ومناسبات، أو أفعال وسلوكيات محبوبة للأب والأم .

وثانيها : كلمات التقدير والثناء ، ولو على أصغر الأشياء ؛ لأن كثرة الانتقاد ، والإهانة بشكل نمطي متواصل : يؤثر سلبا على شخصية الطفل ، ويضعفها بشكل كبير .

وثالثها : كلمات الدعم والتشجيع ؛ وذلك بتشجيعه على مهاراته الخاصة ، أو نشاطاته العامة ، ودعمه نفسيا ، بمواصلتها وتنميتها .

وأما الاحتواء الجسدي فيكون بثلاثة أشياء :

أولها : الاحتضان النمطي اليومي ، غير المشروط بفعل أو سلوك ، كما سبق في التعبير غير المشروط عن الحب والمشاعر.

وهذا من الأمور التي لها دور كبير في استقرار مشاعر الأطفال التوترية ، واحتوائهم .

ثانيها : التلامس الجسدي الإيجابي ، بإمرار اليد على شعرهم ، والتربيت على أكتافهم، ونحو ذلك من صور التلامس الإيجابي .

بديلا عن التلامس السلبي ، الغالب على طبيعة التواصل في سياق العند، والسلوكيات السلبية.

ثالثها : المشاركة المعنوية والحسية :

المعنوية بمجرد النظر باهتمام وإعجاب ، لما يفعلونه من النشاطات أو الهوايات أو المهارات الخاصة .

والحسية بالمشاركة الإيجابية الفعلية معهم ، في لعبهم ومرحهم ، وجدهم وهزلهم .

ومسك الختام هنا ، بذكر شيء مما فعله خير الأنام صلى الله عليه وسلم مع الصبيان والغلمان :

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خُلُقًا ، فَأَرْسَلَنِي يَوْمًا لِحَاجَةٍ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَذْهَبُ، وَفِي نَفْسِي أَنْ أَذْهَبَ لِمَا أَمَرَنِي بِهِ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَمُرَّ عَلَى صِبْيَانٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي السُّوقِ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَبَضَ بِقَفَايَ مِنْ وَرَائِي، قَالَ: فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ: يَا أُنَيْسُ أَذَهَبْتَ حَيْثُ أَمَرْتُكَ؟ قَالَ قُلْتُ: نَعَمْ، أَنَا أَذْهَبُ يَا رَسُولَ الله " رواه مسلم (2310)

وعنه رضي الله عنه قَالَ: " خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، وَاللهِ مَا قَالَ لِي: أُفًّا قَطُّ، وَلَا قَالَ لِي لِشَيْءٍ: لِمَ فَعَلْتَ كَذَا؟ وَهَلَّا فَعَلْتَ كَذَا؟ " رواه البخاري(6038 )، ومسلم (2309) .

هذا فعله صلى الله عليه وسلم مع الخادم .. فما الظن بفعله مع الابن ؛ كيف كان ؟!

وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : " خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ سَاجِدٌ فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا ، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ ؟

قَالَ: (كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ )" رواه النسائي (1141) ، وصححه الألباني .

وهذا فيه مراعاة حاجات الأطفال ، حتى في سياق عبادة الله الكبير المتعال !

نسأل الله أن يصلح أولادنا ، وأن يفقهنا في التعامل معهم على الوجه الذي يكون فيه صلاحهم ، وأداء أمانتهم ، ويرضي رب العالمين ، سبحانه ، عنا .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-01, 22:41
أسباب تمرد الأبناء على الآباء وعلاجه

السؤال :

أريد أن أتحدث عن موضوع مهم ، ألا وهو عدم مراعاة الأبناء لظروف والدهم ، أنا عندي ٢٣ سنة ، ولدي اخوة ، ومن ضمنهم فتاة في عمر العشرين عاما ، ولكنها وللأسف لا تكترث لأمر والدي ، فوالدي في ضائقة مادية ، وهي تقول أريد كذا وكذا وكذا

ولا علاقة لي به حتى لو اضطر لأن يطلب ذلك من الناس فلي حق عليه. ووالله والدي الآن في حالة يرثى لها من هم أبنائه ، والوضع الذي يعيشه ، فما رأيكم في هذا ؟ وبماذا تنصحون مثل هؤلاء الأبناء ؟ وهل هذا يندرج تحت العقوق أم له تفسيرات أخرى؟ علما أنها تسخط على والدي في كثير من المواقف ، ولا أدري كيف اتعامل معها.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

اندفاعية الفتيات في التعامل مع الأبوين أو أحدهما وتمردهم وتسخطهم الدائم لا يخلو عادة عن أحد سببين : إما سبب شرعي إيماني ، وإما سبب نفسي سلوكي .

فأما السبب الشرعي الإيماني ، فمشكلته تتلخص في أمرين أيضا :

الأول : يتعلق بضعف أو تشوه تصور الأبناء لمنزلة الآباء في الإسلام ، وما يجب لهم من الحقوق .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدَهُ ، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ ) . رواه مسلم (1510) .

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ ) . رواه الترمذي 1899 وصححه الألباني .

فمهما يكن من سوء تفاهم ، أو خلاف ، بين الولد ووالده : فلابد فيه من المصاحبة بالمعروف ، حتى ؛ بل ولو كان هذا الخلاف في أصل الدين وأساس رسالة المرسلين وجاهد فيه الوالد ولده على الإشراك بالله ؛ فليس ذلك بمانع أن يكون للوالد حقه على ولده ، وأن يحفظ له ولده ذلك الحق . قال تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) لقمان/14-15

والحاصل :

أن الحديث والنقاش مع الوالدين ليس كالحديث مع غيرهما ؛ ذلك بأننا مأمورون بخفض جناح الذل لهما ؛ بلين الكلام ، والتذلل في الملام ، وخفض الصوت عندهما ، وخشوع الجوارح أمامهما ، وعدم نهرهما بفعل ما يكرهاه ، أو التمنع عن مباح أحباه !

قال تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) الإسراء/23-24

فشبه التواضع للوالدين والذل لهما بخفض الطائر الضعيف لجناحيه متذللا عند ما يعتريه خوف من طائر أشد منه .

عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) .

قَالَ: لَا تَمْتَنِعْ مِنْ شَيْءٍ أَحَبَّاهُ !

رواه البخاري في ( الأدب المفرد ) تحت باب لين الكلام للوالدين ، وصححه الألباني .

ثانيا :

من الأمور المهمة التي تسبب مثل هذه المشكلات التي ذكرت في السؤال : أن كثيرا من الأبناء لا يقبلون بالتعايش مع ظروفهم التي وجدوا أنفسهم فيها ، ولم يتربوا على الرضا بما قسمه الله لهم ، وقدره لهم من حظوظ الدنيا وأقدارها ، بل تراه دائما ينظر إلى من فضل عليه في الرزق ، ويطلب لنفسه مثل ما عند غيره ، من غير مقدرة عليه ، لا من نفسه ، ولا من أسرته ؛ فيدفعه ذلك دائما إلى التسخط على حاله ، والشكوى مما هو فيه ، وعدم الرضا بما قسم له .

وقد قال الله تعالى : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .

قال الشيخ السعدي رحمه الله :

" أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها

- بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون، ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملا كما قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا * وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا) (وَرِزْقُ رَبِّكَ) :

العاجل ، من العلم والإيمان وحقائق الأعمال الصالحة ، والآجل : من النعيم المقيم والعيش السليم في جوار الرب الرحيم = (خير) مما متعنا به أزواجا ، في ذاته وصفاته (وَأَبْقَى) ؛ لكونه لا ينقطع ، أكلها دائم وظلها ، كما قال تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) .

وفي هذه الآية إشارة إلى أن العبد إذا رأى من نفسه طموحا إلى زينة الدنيا ، وإقبالا عليها : أن يذكرها ما أمامها ، من رزق ربه ، وأن يوازن بين هذا وهذا " انتهى، من " تفسير السعدي" (516).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ - عَلَيْكُمْ».

رواه مسلم (2963) ، ومعناه في البخاري أيضا .

ثالثا :

ليعلم أن الأب مأمور شرعا بالنفقة على زوجه وأولاده على حسب سعته وقدرته ، لا على حسب متطلبات أولاده ورغباتهم ، ولا يحل للزوجة ولا الولد أن يطلبوا منه فوق ما يطيق ، وفوق ما يقدر عليه ؛ فإن الله تعالى لم يأمره بذلك ، بل على أسرته وأولاده أن يكيفوا أنفسهم ، ويحصروا طلباتهم واحتياجاتهم في حدود ما يملكه الأب ، ويقدر عليه ، ولا يحل لهم أن يؤذوه ، ولا أن يكلفوه فوق ما يطيق ، ولا أن يشعروه بتقصيره ، أو نقص ما هم عليه من الحال ، أو عدم تقديرهم لما يأتيهم به ، أو ينفقه عليهم .

قال تعالى : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ) الطلاق/6-7

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره :

" (مِنْ وُجْدِكُمْ) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ: يَعْنِي سَعَتكم .

وَقَوْلُهُ: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ) أَيْ: لِيُنْفِقْ عَلَى الْمَوْلُودِ وَالِدُهُ، أَوْ وَلِيُّهُ، بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ .

(وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا) كَقَوْلِهِ: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا) [الْبَقَرَةِ: 286] . " انتهى .

رابعا :

وأما السبب النفسي السلوكي فيتعلق باندفاعية مرضية pathological impulsivity يغلب على الفتاة عدم القدرة على التحكم بها ، وهذه الاندفاعية تظهر عادة مع اضطرابات التوتر والقلق Anxiety & Stress disorders ، وتظهر كذلك بشكل أوضح مع اضطراب الشخصية الحدية Borderline personality disorder

فإذا لم تفلح الموعظة ، والتربية الإيمانية ، والتعليم والتأديب مع أختكم ، ولم تقف عند الحد الواجب عليه من الأدب مع الوالد ، وعدم إرهاقه بمتطلباتها ، ورغباتها : فننصح باستشارة طبيبة نفسية لتقييم حالتها ، والنظر في سبب هذه العصبية والاندفاعية التي تظهر منها ، وذلك لأهمية العلاج الدوائي بمضادات التوتر والقلق ، بجانب العلاج الكلامي بجلسات العلاج المعرفي السلوكي CBTفي حالة اضطراب التوتر والقلق ، أو جلسات العلاج الجدلي السلوكي DBT في حالة اضطراب الشخصية الحدية .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-06-01, 22:44
ضوابط ضرب المعلم للطالب
وحكم ضرب الأب للابن البالغ

السؤال :

سمعت أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه اعتاد على ضرب أولاده الحسن والحسين عند الوقوع في الأخطاء النحوية (لم يذكر ما إذا كان في القرآن أم لا). كما أنني سمعت أيضاً أنه يجوز ضرب الأطفال بعد سن 12 عاما، إذا لم يؤدوا الصلاة. وبالمثل، ربما يتعرض الأطفال لسوء المعاملة من قبل أولياء أمورهم . هل يمكن أن تخبرنا عن صحة أنه يجوز ضرب الأطفال على الأخطاء النحوية ، ولعدم أداء الصلاة بعد سن 12 (أو سن البلوغ)؟

الجواب :

الحمد لله

أولا:

جاء الأمر بدعوة الأولاد للصلاة ، وأمرهم بها إذا بلغوا سبع سنين ، وضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين ، كما روى أبو داود (495) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ). وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وهذا يقتضي جواز ضربهم على الصلاة ولو بلغوا ثنتي عشر عاما، ما لم يبلغوا.

وإذا بلغ الطفل : فهل لوليه ضربه على الصلاة ، أو غيرها ، لتأديبه؟

في ذلك خلاف بين الفقهاء، فمنهم من أجازه، ومنهم من منعه.

وفي قصة ضياع عقد عائشة رضي الله عنها ومشروعية التيمم، قالت: (فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقَالُوا: أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلاَ يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي) رواه البخاري (334).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (1/ 433):

" وفيه تأديب الرجل ابنته ، ولو كانت مزوجة كبيرة خارجة عن بيته .

ويلحق بذلك تأديب من له تأديبه ، ولو لم يأذن له الإمام" انتهى.

وقال العراقي رحمه الله في طرح التثريب (2/ 97):

" فيه تأديب الرجل ولده بالقول، والفعل، والضرب ؛ وإن كان بالغا ، أو امرأة كبيرة متزوجة . وهو كذلك" انتهى.

وقال ابن مفلح رحمه الله في الفروع (9/ 328):

" وظاهر كلامهم: يؤدب الولد ، ولو كان كبيرا مزوجا، منفردا في بيت؛ لقول عائشة لما انقطع عقدها ، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم، بالناس على غير ماء: فعاتبني أبو بكر ، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي. ولما روى ابن عمر: (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) قال ابنه بلال: والله لنمنعهن . فسبه سبا سيئا ، وضرب في صدره.

قال ابن الجوزي في كتاب السر المصون: معاشرة الولد : باللطف ، والتأديب ، والتعليم . وإذا احتيج إلى ضربه : ضرب، ويُحمل على أحسن الأخلاق ، ويُجَنَّب سيئها" انتهى.

وممن منع من ضرب البالغ: الشافعية في الأصح عندهم.

قال في تحفة المحتاج (9/ 179): " للأب والجد تأديب ولده الصغير والمجنون والسفيه ، للتعلم وسوء الأدب .

وقولُ جمعٍ : الأصح أنه ليس لهما ضرب البالغ، ولو سفيها ؛ يحمل : على السفيه المهمل الذي ينفذ تصرفه ، ومثلهما الأم" انتهى.

ثانيا:

ما ذكرت من ضرب علي رضي الله عنه أولاده على الخطأ في النحو : لم نقف عليه .

ولو صح ، فربما كان شيئا خفيفا ، كالضرب بباطن باليد على ظاهر الكف، للتنبيه على الخطأ، ونحو ذلك ؛ وهذا لا حرج فيه، فإن المعلم له أن يضرب المتعلم ، إذا احتاج إلى ذلك.

وفي حاشية الشرواني (1/ 450): " قال بعضهم: ولا يتجاوز الضارب ثلاثا، وكذا المعلم فيسن له أن لا يتجاوز الثلاث .

والمعتمد : أن يكون بقدر الحاجة ، وإن زاد على الثلاث ، لكن بشرط أن يكون غير مبرح" انتهى.

وفي الموسوعة الفقهية (13/ 13): " للمعلم ضرب الصبي الذي يتعلم عنده للتأديب.

وبتتبع عبارات الفقهاء يتبين أنهم يقيدون حق المعلم في ضرب الصبي المتعلم بقيود ، منها:

أ - أن يكون الضرب معتادا للتعليم ، كما وكيفا ومحلا، يعلم المعلم الأمن منه، ويكون ضربه باليد لا بالعصا، وليس له أن يجاوز الثلاث...

ب - أن يكون الضرب بإذن الولي، لأن الضرب عند التعليم غير متعارف، وإنما الضرب عند سوء الأدب، فلا يكون ذلك من التعليم في شيء، وتسليم الولي صبيه إلى المعلم لتعليمه، لا يثبت الإذن في الضرب، فلهذا ليس له الضرب، إلا أن يأذن له فيه نصا.

ونقل عن بعض الشافعية قولهم: الإجماع الفعلي مطرد بجواز ذلك ، بدون إذن الولي .

ج - أن يكون الصبي يعقل التأديب، فليس للمعلم ضرب من لا يعقل التأديب من الصبيان.

قال الأثرم: سئل أحمد عن ضرب المعلم الصبيان، قال: على قدر ذنوبهم، ويتوقى بجهده الضرب، وإذا كان صغيرا لا يعقل فلا يضربه" انتهى.

ويشترط لذلك أيضا يكون ضرب تأديب، لا ضرب تشف وانتقام، وألا تترتب عليه مفسدة أكبر ، كنفور الولد ، أو الطالب.

والله أعلم.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-06-02, 19:10
اولا يجب ان نعرف معني الفتاوي

هو الجوابُ عما يُشْكِلُ من المسائل الشرعية

معني ذلك ان انه يجب علي المفتي يعطي دليل علي الفتوي من الكتاب و السنه

و لا يجوز للمفتي أن يعمل بما يشاء من الأقوال والوجوه من غير نظر من الترجيح ولا يعتد به

بل يكتفي في العمل بمجرد كون ذلك قولا قاله إمام

أو وجها ذهب إليه جماعة

فيعمل بما يشاء من الوجوه والأقوال

حيث رأى القول وفق إرادته وغرضه عمل به

فإرادته وغرضه هو المعيار ، وبها الترجيح ، وهذا حرام باتفاق الأمة .

اخي الكريم

و علي هذا يجب اختيار الفتاوي التي يجب ان تنشر و الفتاوي التي يجب ان لا تنشر لغياب شروط الفتوي بها

و الاولي لنا ان نحضر هنا كل ما هو واضح و بعيد عن الاشكال ثم ندخل علي الاشكال فيما بعد

و الله اعلي واعلم

جزاك الله خيرا لكن اعتقد انك انت الشخص المناسب لتعطيني المعلومات الصحيحة و الموثوقة لذا ارجومنك اخي عبد الرحمان ان لا ترفض لي طلبي وشكرا . :34:

*عبدالرحمن*
2018-06-03, 23:30
جزاك الله خيرا لكن اعتقد انك انت الشخص المناسب لتعطيني المعلومات الصحيحة و الموثوقة لذا ارجومنك اخي عبد الرحمان ان لا ترفض لي طلبي وشكرا . :34:

تم اخي الحبيب

في انتظار المزيد من مواضيعك المفيدة

*عبدالرحمن*
2018-06-04, 23:48
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)


(( تربية الاولاد ))

البدائل المقترحة عن الألعاب الإلكترونية

السؤال:

ما هي الأنشطة المفيدة والممتعة التي يمكنني فعلها للأطفال ، بدل جلوسهم على الأجهزة الإلكترونية ؟

الجواب :

الحمد لله

فما عاد يخفى على أحد، كثرة وسرعة انتشار الألعاب الإلكترونية بمختلف أنواعها، والهوس الحاصل بها لدى كثير من الأطفال، كما أن الآثار السيئة والأضرار الصحية الناتجة عن كثرة الانشغال بها

بل والإدمان عليها، أصبحت أمرا مقررا معلوما منتشرا تعقد من أجله المؤتمرات، وتنشأ من أجل مكافحة الإدمان عليه جمعيات خاصة في بعض دول الغرب .

ولا شك أن المسلم الحريص على تربية أولاده تربية راشدة، بل وأي شخص حريص على صحة أولاده النفسية
والاجتماعية والسلوكية؛ بات يقلقه هذا الطغيان الجارف للألعاب الإلكترونية، والتعلق الشديد بها من قبل أكثر الأطفال، مما جعل السؤال عن كيفية التعامل الصحيح مع هذه الألعاب، والبدائل المناسبة سؤالا ملحاً لكل من يهمه تربية أولاده تربية صحيحة، وهنا يمكننا أن نقول :

- ينبغي أن يعلم أن أسلوب المنع البات المباشر ، خاصة مع المكثرين والمتعلقين بها من الأطفال ، لن يكون مجديا ، وقد لا يكون ملائما أيضا من الناحية التربوية ؛ وإنما ينبغي أن ينصب الجهد ، مع الطفل ، في مثل ذلك : إلى المشاركة والتوجيه .

- فالمشاركة تكون بحيث تختار الألعاب السالمة من المخالفات الشرعية، والتي تتناسب مع سن الطفل ، ولا يترتب عليها أضرارا نفسية أو سلوكية .

- والتوجيه يكون بالحوار والإقناع للطفل بضروروة ضبط أوقات اللعب ، وتحديدها ، بما لا يضر بصحة الطفل ، أو واجباته الدراسية ، أو مهماته التي تنفعه غيرها ، ولو كانت ممارسة الرياضة ، فهي أيضا من الأمور المهمة للطفل ، والتي ينبغي ألا يطغى عليها إدمان الألعاب الإلكترونية . وينبغي على الوالد أن يتحلى بالصبر على هذا التوجيه ، وحسن الأسلوب ، وتنويع طرق التأثير ( الحوار ـ القصة

أخبار مخاطر الأجهزة ونماذج لها بقصص واقعية ، .. وهكذا ) .

- ومن المهم ألا يترك الطفل ورغباته ، حتى لو لم تحصل له القناعة التامة ، ولكن يتلطف في منعه ، وتقنين أوقات اللعب، ويتدرج معه في ذلك قدر الإمكان ، مع تنويعها . ويفضل أن يكون الطفل قد قام قبلها بإنجاز عمل مفيد كحفظ سورة ، أو حديث أو بيت شعر، أو حل واجبه أو ترتيب غرفته، أو المساعدة في أعمال المنزل. ولا يسمح له بالزيادة على هذا الوقت.

- كما أن البديل الأهم ، والذي تَتْبَعه سائر البدائل : هو أهمية استعدادا الوالدين لبذل الوقت مع الأولاد ، والمشاركة الاجتماعية معهم بالجلوس والحوار ، والإشراف على متابعتهم في برامج مفيدة يتم تكليفهم بها . أما أن يكون أهل المنزل ابتداء من الوالد والوالدة

وانتهاء بأصغر طفل يقضون أكثر أوقاتهم على الأجهزة ، ولا يكادون يلتقون إلا في بعض الوجبات، ثم يبحث الوالدان عن البدائل المناسبة ، فهذا تقصير قد لا يتحقق معه الأثر المنشود لتلك البدائل.

- وكذلك النزهة والخروج مع الأولاد للأماكن الترفيهية المناسبة، ولو جعلت أحيانا على سبيل المكافأة للتقليل من وقت الألعاب .

- ومن البدائل أيضاً: إشراك الأولاد في بعض المراكز الاجتماعية التي تعتني بإقامة برامج تربوية وترفيهية للأطفال، فهذه لها أثر كبير في تنمية الجانب الاجتماعي والمهاري للطفل، وإخراجه من جو التعلق الشديد بالألعاب الإكترونية.
- ومهما قيل فسيبقى موضوع البدائل عن هذه الألعاب هاجسا لكل من له صلة بالتربية، وعلى الوالدين خاصة العناية بتربية أولادهما على تقوى الله

ومخافته في السر والعلن ، فإنها أعظم عاصم من آثار هذه الأجهزة المدمرة، مع الإكثار والإلحاح من الدعاء لأولادهما بالهداية التوفيق للخير، ثم بذل الجهد وإعمال الفكر فيما يناسب إشغال أطفالهما وقضاء أوقاتهم بالنافع المفيد قدر الطاقة ، وليسددا ، وليقاربا في ذلك ، قدر طاقتها .

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2018-06-04, 23:51
الاحتفال لتشجيع الأبناء وتعليمهم الصلاة عند بلوغ السابعة

لا حرج في إقامة الأم حفلا صغيرا بمناسبة بلوغ ابنتها سن السابعة ، تريد بذلك تشجيعها وحثها على الصلاة ، وذلك للأوجه التالية:

أولا :

أن هذا الحفل ليس حفلا دينيا ، ولا عيدا يتكرر ، فهو داخل في أبواب العادات في الفقه الإسلامي التي الأصل فيها الإباحة كما هي القاعدة في العادات .

يقول الإمام الشاطبي رحمه الله :

" العادات : الشارع قصد فيها اتباع المعاني ، لا الوقوف مع النصوص ، بخلاف باب العبادات، فإن المعلوم فيه خلاف ذلك "

انتهى باختصار من " الموافقات " (2/ 523) .

ثانيا :

هذا النوع من الأساليب التربوية يندرج في " الوسائل " ذات الإطار الرحب الذي جاءت الشريعة بفتحه ، وتيسيره ، وتركه للناس وما يبدعون ، وما يناسب بيئتهم الثقافية والاجتماعية ، فالحث على الصلاة والتزام التكاليف مقصد شرعي ، والوسيلة إليها أيضا مشروعة ، سواء كانت من خلال الوعظ المباشر ، أو التسلية واللعب ، أو السلوك العملي ، أو الاحتفال مع الأهل والأصدقاء ، كلها وسائل مشروعة لمقصد مشروع ، والوسائل لها أحكام المقاصد .

ثالثا

لا فرق بين التشجيع قبل تعلم الصلاة أو بعد تعلم الصلاة ، فإذا لم يستنكر الناس مكافأة الطفل لمحافظته على صلاته ، فلا ينبغي أن نستنكر – أيضا - إقامة تكريم صغير له تحفيزا وتشجيعا وإيذانا ببدء مرحلة جديدة في حياته .

رابعا :

ثبت عن الصحابة الكرام أنهم استعملوا الوسائل المتيسرة في زمانهم لغرض التثبيت على العبادة ، فعَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ رضي الله عنها قَالَتْ : ( كُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ [تعني عاشوراء] ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا ، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ العِهْنِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ ) رواه البخاري (1960)، ومسلم (1136) .

ففيه دليل على تنوع الوسائل التربوية ، وجواز الاجتهاد فيها ، وأنها ليست توقيفية ولا نصية ، وإنما الأمر متاح فيها بما يتناسب مع المقام .

وقد ذكر الفقهاء في أنواع " الولائم " ، و" طعام السرور " : طعام الحذاق ، وهو لأجل تجدد نعمة دينية ، وليس لفعله أصل في السنة .

قال البهوتي رحمه الله :

" .. (حِذَاقٌ) بِكَسْرِ الْحَاءِ وَتَخْفِيفِ الذَّالِ الْمُعْجَمَةِ وَآخِرُهُ قَافٌ ( لِطَعَامٍ عِنْدَ حِذَاقِ صَبِيٍّ ) ، قَالَ فِي الْقَامُوسِ : يَوْمُ حِذَاقِ الصَّبِيِّ ، يَوْمُ خَتْمِهِ الْقُرْآنَ "

انتهى من " كشاف القناع " (5/165) .

خامسا :

وأخيرا ، لا ينبغي التشديد في مثل هذه القضايا ، كي لا يجر ذلك نفورا من الدين ، أو تنطعا زائدا يشق على الناس ، فالشريعة السمحة لا تمنع من العادات إلا ما فيه مفسدة أو يؤدي إلى مفسدة ، وعندها ستجد أكثر الناس متفقين على وجاهة تحريم تلك العادة .

أما إذا لم يظهر وجه المفسدة ، فالكلام في التحريم حينئذ مجازفة تقتضي التوقف مرات ومرات ، كي لا يقع هذا المحرم فيما نعاه الله على المشركين ، وفيما نهى عنه في قوله عز وجل : ( قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ) الأنعام/150.

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-04, 23:58
السؤال:

ما حكم تركيب ومشاهدة قنوات الأطفال التي تعرض فرقاً من البنات الصغيرات وبعضهن قاربن البلوغ وتقوم بإخراجهن بشكل فاتن ، وكذلك في أناشيدها دف أو مؤثرات صوتية علما أن لديهم خيارا بكتم المؤثرات أو الدف ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً:

إن من أعظم المسئوليات الملقاة على عاتق الأهل : مسئولية الأولاد ، فقد جاء في الحديث عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ فِى مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري ( 853 ) ، ومسلم ( 1829 ) .

وقد أمر الله تعالى بوقاية الأهل والأولاد مما يفسدهم ، أو يوجب لهم الخسران ، كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ) التحريم/ من الآية 6 .

قال ابن كثير رحمه الله :

" أي : مُروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر ، ولا تدعوهم هملاً فتأكلهم النار يوم القيامة "

انتهى من " تفسير ابن كثير " (5/240) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" فمَن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سُدىً : فقد أساء إليه غاية الإساءة .

وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء ، وإهمالهم لهم , وترك تعليمهم فرائض الدِّين وسننه ، فأضاعوهم صغاراً "

انتهى من " تحفة المودود " ( ص 229 ) .

ثانياً :

ومِن تلك المسئولية : منع كل ما يؤثر في دينهم ، وخُلُقهم ، ولا شك أن قنوات الأطفال الكرتونية لها إيجابيات ، وسلبيات ، وهي تختلف من قناة لأخرى ، بحسب ما يُعرَض ، ويُشاهد فيها .

ولا شك أن بعض هذه القنوات تحوي جاذبية في العرض وأفكار جيدة في توجيه الأطفال ، ولكنها أيضا تحتوي على مفاسد , ومخالفات ، ومنها :

أ. استعمال الموسيقى , حيث يصدر منها أصوات آلات العزف المحرَّمة ، وحرمة الآلات الموسيقية بيِّنة في النصوص .

ب. الرقص ، والتمايل ، في تلك الأناشيد ، والأغنيات ؛ حتى صارت السمة البارزة لهذه القنوات , وحتى خرجت عن المألوف .

ج. خروج بعض النساء المتبرجات ، وبعض البنات البالغات ، أو القريبات من البلوغ ، وهن ينشدن ، ويغنين , ولا شك أن هذا مدعاة للافتتان بهنَّ ، وإثارة الشهوة ، لا سيما من الشباب ، والغلمان .

وقد رأينا أثرها السيئ على الأطفال ، فافتتنوا بها حتى صارت شغلهم الشاغل ، من حفظ لتلك الأغاني ، والأناشيد ، وتقليد ، ومحاكاة في الحركات ، والرقص ، والتمايل , وكان الأولى : إشغالهم بما ينفعهم في دينهم ، من حفظٍ لكتاب الله ، وتعليمهم ما ينفعهم ، في دينهم ، ودنياهم .

والعجيب من أصحاب تلك القنوات مع وجود كل هذه المخالفات أن يطلقوا على قناتهم أسماء شرعية ؛ كأنهم يسوقون لتلك المعاصي بألفاظ شرعية ، مع مخالفة الاسم لواقعهم .

وعلى الرغم من سمو هدف القائمين على هذه القنوات إلا أنّ الغاية لا تبرر الوسيلة ، واعتياد الأطفال على سماع تلك الطبول ، والإيقاعات ، مع التمايل والرقص : ينشيء جيلاً متميعاً ، وربما كان ذلك سبباً في التحاقه فيما بعد بقوافل المغنين والمغنيات ، من أهل المجون ، والفسق ، والفجور.

وبعض هذه القنوات تحاول استرضاء الأطراف وكسب الزبائن بوضع خيار " بدون إيقاع " ، ولكن تبقى المخالفات الأخرى بحاجة إلى معالجة ، والواجب على الغيورين القيام بالمناصحة ومحاولة تغيير المنكرات بشتى الوسائل لعمق تأثيرها وسعة رواجها .

ثالثاً :

لا بد من مراعاة الأطفال في مشاهدة التلفاز , وتنظيم وقتهم في تلك المشاهدة , فيُجعل وقتٌ للصلاة ، ووقت لحفظ القرآن ، ووقت للقراءة النافعة ؛ لأن المشاهَد أن أكثر الآباء والأمهات يغفلون عن الجانب المهم في حياة أبنائهم , وهو تعليمهم ما ينفعهم ، وحثهم على الأفضل

والأحسن من أمر الدِّين والدنيا , ولا بأس أن يتخلل ذلك بعض الوقت للترويح عن النفس بمشاهدة القنوات الكرتونية الإسلامية الجادة – كفقرات الأطفال في بعض القنوات الهادفة ، أما أن يَصرف كامل الوقت في متابعة ومشاهدة تلك القنوات : فهذا جانب سلبي , وخروج عن المقصد الأهم في تربية الطفل ، وتنشئته .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-06-05, 22:39
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)


يخشى من الزواج بسبب ما يسمعه من مصاعب التربية

من المزالق التي يوقع الشيطان بعض الناس فيها أن يجعله يترك الحق خشية الوقوع في الباطل ، ويزهد في الفضيلة درءًا للرذيلة ، ويتباعد عن الخير لئلا يقع في الشر ، وذلك نوع من الوسواس ويريد به الشيطان أن يثبط الإنسان عن الترقي في مدارج السالكين ، بدعوى كثرة الهالكين . والله عز وجل قد أمرنا بالتوكل عليه ، والتقدم في العمل والاجتهاد فيه ، وهو سبحانه وتعالى يتقبل منا ويتجاوز عن تقصيرنا .

فالنصيحة لك أن لا تلتفت إلى النماذج الفاشلة في تربية الأبناء كي لا تتسلط عليك صورتها فتعجز عن الانفكاك عنها بعد ذلك ، ولكن أقبل على حياتك بنفس مطمئنة متفائلة ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التفاؤل ، ويحب الاستبشار بحصول الخير في هذه الدنيا ، وهديه عليه الصلاة والسلام أكمل الهدي وأحسنه ، تزوج النساء ، وأنجب الأولاد ، وواجه عناء الزوجية وتربية الأولاد ، فذلك خير للإنسان وأكثر ثوابا من كونه يمتنع من الزواج ، فلا تخالف هديه عليه الصلاة والسلام .

ولتحرص على الاجتهاد في التربية الصالحة ، وتعلم أساليب التربية والاستكثار من القراءة فيها كي تكون على بصيرة من أمرك ، فإذا نجحت في إنشاء الأسرة الصالحة والأجيال المتعلمة المتأدبة بأخلاق النبوة فقد فزت الفوز العظيم ، ونلت الصدقة الجارية التي تتنعم بها بعد موتك ، فعن عائشة رضي الله عنها

قالت : دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل ، فلم تجد عندي شيئاً غير تمرةٍ ، فأعطيتها إياها ، فقسمتها بين ابنتيها ، ولم تأكل منها ، ثم قامت ، فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا ، فأخبرته ، فقال : ( مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري (1418) ، ومسلم (2629) .

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ فَصَبَرَ عَلَيْهِنَّ ، وَأَطْعَمَهُنَّ ، وَسَقَاهُنَّ ، وَكَسَاهُنَّ مِنْ جِدَتِهِ ، كُنَّ لَهُ حِجَابًا مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه ابن ماجه (3669) ، وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " .

قال العراقي رحمه الله :

" المراد بالإحسان إليهن صيانتهن ، والقيام بما يصلحهن من نفقة وكسوة وغيرها ، والنظر في أصلح الأحوال لهن ، وتعليمهن ما يجب تعليمه ، وتأديبهن وزجرهن عما لا يليق بهن ، فكل ذلك من الإحسان ، وإن كان بنهر أو ضرب عند الاحتياج لذلك ، وينبغي للإنسان أن يخلص نيته في ذلك ، ويقصد به وجه الله تعالى ، فالأعمال بالنيات ، ومن تمام الإحسان أن لا يظهر بهن ضجرا ولا قلقا ولا كراهة ولا استثقالا ، فإن ذلك يكدر الإحسان .

قوله : ( كن له سترا من النار ) أي : كن سببا في أن يباعده الله من النار ، ويجيره من دخولها ، ولا شك في أن من لم يدخل النار دخل الجنة ، فلا منزل سواهما ، ويدل لذلك الرواية التي سقناها من عند مسلم أن الله قد أوجب لها بها الجنة .

وإنما خص البنات بذلك لضعف قوتهن ، وقلة حيلتهن ، وعدم استقلالهن ، واحتياجهن إلى التحصين وزيادة كلفتهن ، والاستثقال بهن ، وكراهتهن من كثير من الناس ، بخلاف الصبيان ، فإنهم يخالفونهن في جميع ذلك .

ويحتمل أن هذا خرج على واقعة مخصوصة ، فلا يكون له مفهوم ، ويكون الصبيان كذلك

" انتهى من " طرح التثريب " (7/67) .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-05, 22:43
نصيحة لمن لا يريد أن يتزوج

اعلم – أيها الأخ الكريم - أن الناس ليسوا سواء في أمر الزواج ، فيشترك الناس في أصل مشروعية النكاح ، الذي هو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يتأكد في حق شخص أكثر من غيره .

قال ابن قدامة رحمه الله :

" والناس في النكاح على ثلاثة أضرب :

منهم من يخاف على نفسه الوقوع في المحظور أن ترك النكاح فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء ، لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام ، وطريقة النكاح .

الثاني : من يُستحب له ، وهو له شهوة يأمن معها الوقوع في المحظور ؛ فهذا الاشتغال به أولى من التخلي لنوافل العبادة ، وهو قول أصحاب الرأي ، وهو ظاهر قول الصحابة رضي الله عنهم وفعلهم .

قال ابن مسعود لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام ، وأعلم أني أموت في آخرها يوما ، وليَ طَوْل النكاح فيهن [ أي : القدرة عليه ] ، لتزوجت مخافة الفتنة.

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟

قُلْتُ : لا !!

قَالَ : فَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ أَكْثَرُهَا نِسَاءً .

رواه البخاري (5069)

وقال إبراهيم بن ميسرة : قال لي طاوس : لتنكحن ، أو لأقولن لك ما قال عمر لأبي الزوائد : ما يمنعك من النكاح إلا عجز أو فجور !!

القسم الثالث : من لا شهوة له ؛ إما لأنه لم يخلق له شهوة كالعنين ، أو كانت له شهوة فذهبت بِكِبَر أو مرض ونحوه ؛ ففيه وجهان :

أحدهما : يستحب له النكاح لعموم ما ذكرنا .

والثاني : التخلي له أفضل لأنه لا يحصل مصالح النكاح ، ويمنع زوجته من التحصين بغيره ، ويضر بها بحبسها على نفسه ، ويعرض نفسه لواجبات وحقوق لعله لا يتمكن من القيام بها ويشتغل عن العلم والعبادة بما لا فائدة فيه .. "

قال ابن قدامة رحمه الله : " وظاهر كلام أحمد أنه لا فرق بين القادر على الإنفاق والعاجز عنه ، وقال ينبغي للرجل أن يتزوج فإن كان عنده ما ينفق أنفق ، وإن لم يكن عنده صبر ..

وهذا في حق من يمكنه التزويج ، فأما من لا يمكنه فقد قال الله تعالى : ( وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ) . انتهى من المغني (9/341-344) باختصار ، وتصرف يسير .

وحين ذاك نسألك عن سبب هذا الترك والعزوف :

- فإن كنت تظن أن ترك الزواج عبادة تتقرب بها إلى رب العالمين ، وترى أنك حين تعتزل الزواج ترفع منزلتك عند الله ، فأنت حينئذ مخطئ ويخشى عليك من الإثم .

فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( جَاءَ ثَلاثُ رَهطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَسأَلُونَ عَن عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أُخبِرُوا كَأَنَّهُم تَقَالُّوهَا ، فَقَالًُوا أَينَ نَحنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ ؟ قَد غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ، قَالَ أَحَدُهُم : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي الَّليلَ أَبَدًا ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهرَ وَلا أُفطِرُ ، وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعتَزِلُ النِّسَاءَ فَلا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : أَنتُمُ الَّذِينَ قلُتُم كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخشَاكُم للَّهِ وَأَتقَاكُم لَه ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَن رَغِبَ عَن سُنَّتِي فَلَيسَ مِنِّي )

رواه البخاري (5063) ومسلم (1401)

- وإن كنت لا تريد الزواج لعدم وجود الرغبة الجنسية ، أو تتوهم عدم القدرة على القيام بحقوق الزوجية ، وخشية التقصير في تلبية حاجة الزوجة ، فأقول لك : حينئذ لا حرج عليك في ترك الزواج ، ولكن لا تعتمد على ظنونك وأوهامك ، بل ينبغي لك استشارة الطبيب المختص ، وتطلب النصح منه ، فإنه أقدر على تشخيص حالتك ، وقد يكون لديه من النصح والعلاج ما لا يخطر لك على بال ، فلا تتردد في زياته ، ولا يمنعك الحياء ، فإن أمر العلاج لا ينبغي أن يستحيى منه .

- وأما إن قلت إنك تخشى العالة والفقر ، ولا تملك من النفقة ما يمكنك من القيام على شؤون الأسرة ، فأقول لك : سَدِّد وقارب ، وعليك بالقناعة والكفاف ، وظن بالله خيرا ، فإنه سبحانه قد وعد على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بإعانة من يريد العفة ويطلب الحلال بالزواج .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ثَلاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَونُهُم : المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَالمُكَاتِبُ الذي يُرِيدُ الأَدَاءَ ، وَالنَّاكِحُ الذِي يُرِيدُ العَفَافَ ) رواه الترمذي (1655) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

- وإن كان عندك ما تريد إنجازه وتحقيقه : من شهادة أو منصب أو مشروع ونحو ذلك ، وتقول أنجزه ثم أُقدِمُ على الزواج بعده .

فنقول لك : لم تترك الزواج تعللا بذلك؟

لم يكن الزواج يوما قط عائقا عن الإنجاز ، بل غالبا ما يكون حافزا ومشجعا ، وإنما تلك وسوسة شيطان ، أوحاها إلى أذهان كثير من الشباب حتى غَدَت ثقافةً وعادةً في مجتمعاتنا ، فأصبَحتَ تَسمَعُ الكثير ممن يؤخر زواجه أو زواج ابنه أو ابنته بمثل هذه الدعاوى ، وصارت مجتمعاتنا مثقلة بآفات العزوبة والعنوسة وتأخر سن الزواج ، ومع ذلك لا نجد الإنجاز ولا التطور ولا التقدم ، في حين أن الجيل الأول من المسلمين كانوا يعجلون في الخير ولا يؤخرون الزواج ، وكانت إنجازاتهم أعظم الإنجازات وأتمها .

يقول الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في "مجموع الفتاوى" (20/421) :

" الواجب البدار بالزواج ، ولا ينبغي أن يتأخر الشاب عن الزواج من أجل الدراسة ، ولا ينبغي أن تتأخر الفتاة عن الزواج للدراسة ، فالزواج لا يمنع شيئا من ذلك ، ففي الإمكان أن يتزوج الشاب ، ويحفظ دينه وخلقه ويغض بصره ، والزواج فيه مصالح كثيرة ، ولا سيما في هذا العصر ، ولما في تأخيره من الضرر على الفتاة وعلى الشاب ، فالواجب على كل شاب وعلى كل فتاة البدار بالزواج إذا تيسر الخاطب الكفء للمرأة ، وإذا تيسرت المخطوبة الطيبة للشاب " انتهى .

ثم فوق ذلك كله :

كيف لو علمت أنك بزواجك تحفظ نصف دينك :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن رَزَقَهُ اللَّهُ امرَأَةً صَالِحَةً فَقَد أَعَانَهُ عَلَى شَطرِ دِينِهِ ، فَليَتَّقِ اللَّهَ فِي الشَّطرِ الثَّانِي ) رواه الحاكم في "المستدرك" (2/175) والطبراني في "الأوسط" (1/294) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/382) ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . وقال الذهبي في التلخيص : صحيح . وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (2/192)

وكيف إذا علمت أنك بزواجك تمتثل وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : ( يَا مَعشَرَ الشَّبَابِ ! مَنِ استَطَاعَ مِنكُمُ البَاءَةَ فَليَتَزَوَّج ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلبَصَرِ وَأَحصَنُ لِلفَرجِ )

رواه البخاري (5065) ومسلم (1400)

وكيف لو علمت أن لك في ولدك الصالح صدقة جارية ، حين تربيه على الخلق والإيمان ، وأنك تؤجر على زواجك إذا احتسبته عند الله تعالى

وأنك بزواجك تحفظ نفسك ، وتغض بصرك ، وتسد عليك بابا من أعظم أبواب الشيطان التي يغوي بها الناس ، وقد لا تكون تشعر بخطره الآن ، ولكن الفتنة تأتي من حيث لا يعلم الإنسان ، فلا بد أن يحرص على غلق الأبواب قبل أن تفتح وهو لا يشعر .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا تَرَكتُ بَعدِي فِي النَّاسِ فِتنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ )

رواه البخاري (5096) ومسلم (2741)

إن الزواج ـ أيها الأخ الكريم ـ راحة وطمأنينة وسكينة ، وهو خير متاع الدنيا ، وفيه من ذلك ما جعله الله آية للناس ، وذكره في كتابه ليتفكروا ويتأملوا عظيم قدرته سبحانه فقال :

( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21

فهل يبقى بعد ذلك كله تردد ؟!

اعزم وتوكل على الله ، والله يعينك ، ويهيئ لك الزوجة الصالحة التي تعينك على طاعة ربك ، ويرزقك الذرية الطيبة التي تكون ذخرا لك في المعاد عند الله .

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-05, 22:45
هل الزواج من أعمال الدنيا أم الآخرة

إن قصد به شيئا من الطاعات ، بأن قصد الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو تحصيل ولد صالح ، أو إعفاف نفسه ، وصيانة فرجه ، وعينه ، وقلبه ، ونحو ذلك فهو من أعمال الآخرة ويثاب عليه ، إن لم يقصد به شيئا من ذلك فهو مباح من أعمال الدنيا وحظوظ النفس ، ولا ثواب فيه ، ولا إثم .

والله أعلم .

فتاوى الإمام النووي ص 179.

*عبدالرحمن*
2018-06-05, 22:47
البقاء بلا زواج من أجل العبادة

أمر الله جل وعلا بالنكاح ، فقال تبارك وتعالى : { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمآئكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله } وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه لو وجاء " رواه البخاري (5065) ومسلم (1400).

وفي قصة الثلاثة الذين جاءوا يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أُخبروا بها كأنهم تقالوها ، وفي هذه القصة قول أحدهم : " وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً " فرد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الرجل وعلى أصحابه بأنه صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر ويصلي ويرقد ويتزوج النساء ، ثم قال : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " رواه البخاري (5063) ومسلم (1401)

ففي هذه القصة إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى التحذير مما يفعله اليهود والنصارى من الرهبانية بالتبتل من الرجال والنساء .

فهذه المرأة لا ينبغي لها البقاء بدون زوج .

وبالله التوفيق .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 18/17

*عبدالرحمن*
2018-06-05, 22:52
معوقات الزواج
هل كلها أعذار للشباب الراغبين بالتزوج ؟

السؤال

أخي الكريم عندي مشكلة و لم أجد لها حلا فدلني ماذا أفعل ؟

أنا لا أستطيع الزواج ؛ وذلك لقلة المال ؛ وارتفاع المهور ، وقد بلغتُ من الكبَر عتيّاً ، لا تقل لي بعدك صغير ، عمري 35 ، والحمد لله لست ممن يتبعون الحرام ، ولكن المرحلة التي أمر بها صعبة في هذا الوقت ، وإن لم أجد حلاًّ فسوف أنجرف مثل باقي الشباب إلى الزنا - والعياذ بالله - . فما قول فضيلتكم في هذا الأمر ؟

للعلم البلد التي أعيش فيها تمنع الحلال ، وتحث على الحرام ، يعني البنك الإسلامي ممنوع ، نحن ستة إخوة ، وأنا أكبرهم ، وكلنا عزاب ، أصغر واحد فينا عمره 26 ، ليس لدينا بيت للزواج ، ولا نستطيع بنيان منزل

فنحن نعيش مع أهلنا منذ الصغر ، ولا نستطيع أن نفارقهم ولو جلسنا بدون زواج العمر كله ، ولا نريد أخذ المال من البنك ، الرسول الكريم قال : ( استوصوا بالشباب خيراً وهم عماد الأمة ) ، وهل أستطيع أخذ مال من البنك للبناء ، والزواج . أفتني أثابك الله

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

لعلَّك أخي السائل تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الشباب القادر على الزواج بالتزوج ، ومع ذلك فلم تغفل الشريعة الوصية لغير القادر ، فجاءت الوصية له في القرآن بالاستعفاف ، وجاءت الوصية له في السنَّة بالصوم ، ليحصِّل به التقوى التي تحجزه عن فعل الحرام ، وتهذِّب جوارحه .

أما الوصية بالزواج للقادر ، وبالصيام لغير القادر فقد جاءت في هذا الحديث :

عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسْعُود قال : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .

رواه البخاري ( 4779 ) ومسلم ( 1400 ) .

وأما الوصية بالاستعفاف لغير القادر على الزواج فقد جاءت في قوله تعالى :

( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور/ من الآية 33 .

قال الطبري – رحمه الله - :

يقول تعالى ذِكره : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ) ما ينكحون به النساء عن إتيان ما حرّم الله عليهم من الفواحش ، حتى يغنيَهم الله من سَعة فضله ، ويوسِّع عليهم من رزقه .

" تفسير الطبري " ( 19 / 166 ) .

وقال الشنقيطي – رحمه الله - :

هذا الاستعفاف المأمور به في هذه الآية الكريمة : هو المذكور في قوله : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور/ 30 ، وقوله تعالى : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ) الإسراء/ 32 ، ونحو ذلك من الآيات .

" أضواء البيان " ( 5 / 532 ) .

فالمسلم لا يخرج عن كونه قادراً : فيجب عليه التزوج ، أو عاجزاً عن تكاليف الزواج : فيجب عليه الاستعفاف بالصيام ، وغض البصر ، والبعد عن الفتن ، حتى ييسر الله أمر زواجه .

ثانياً:

وننبه هنا السائل وغيره - على أمور جاء ذِكرها في سؤالك يجدر التنبيه عليها :

1. أن الفقير الذي لا يجد مالاً يكفيه للتزوج : يستطيع بذل جهدٍ أكبر ليحصِّل ما يستطيع به الزواج ، كما أن له أن يستدين من غيره ليتزوج ، والله تعالى قد تكفَّل بعون الراغب بالنكاح يريد العفاف .

2. في كثير من الأحيان يكون العائق أمام الزواج هو الشخص نفسه ! وذلك برضاه عن العراقيل التي يضعها هو لنفسه ، أو تضعها لها بيئته وقبيلته ، ومن ذلك :

أ. أنه يستطيع الزواج بما معه من مال أربع نساء من غير جنسيته ، أو من غير قبيلته ، لكنه لالتزامه بالتزوج من بلده ، أو من قبيلته يكون عاجزاً عن التزوج ، ومثل هذا آثم على تفريطه بالواجب الشرعي ، بل يجب عليه تحطيم تلك العراقيل ، وكسر تلك التقاليد الجائرة إن كانت ستُذهب بعفافه ، واستقامته ، وإيمانه ، وليتزوج ممن أباح الله له الزواج بهن ، ولم يحصر الله تعالى الخير والدين في بنات بلده ، ولا بنات قبيلته .

ب. ومن ذلك – أيضاً - : ما يقوله بعض الراغبين بالزواج – كمثل حال السائل – أنه لن يتزوج إلا أن يسكن مع أهله ، ولو كان على حساب ترك الزواج ! فلينظر العقلاء هل هذا عذرٌ لهذا الشاب ؟! ولنقف مع هذا الشاب وقفة – ولسنا نريد السائل بالطبع – ونسأله : إن أردت فعل الفاحشة بامرأة فأين تفعلها في بيت أهلك ، أم خارجه ؟ والجواب معروف بالطبع ، فانظر إليه كيف رضي لنفسه فعل الفاحشة في غير بيت أهله ، وامتنع عن التزوج في غير بيتهم ! وحاشاك أن تكون من أولئك ، لكن أردنا أن نبين للناس تناقض هؤلاء في أنفسهم ، فلا تقدِّم عاطفتك على دينك وعقلك ، وأهلك ليسوا بنافعيك إن وقعت – لا قدَّر الله – في فاحشة الزنا ، وأغضبت ربَّك ، واستحققت وعيده ، فأعد النظر في هذا الأمر ، ولا تجعله حاجزاً ولا حاجباً لك عن الزواج .

ج. ومن ذلك أيضاً : أن كثيراً من الشباب يكون قادراً على التزوج ، والسكن في بيت مستأجر ، فيؤخر زواجه حتى يبني له بيتاً ! ولا ندري في أي شرع وجد هذا ؟! وكيف رضي لنفسه أن يقع بصره في الحرام ، وتقع أذنه في الحرام ، وغيرهما من جوارحه ، وهو يجد القدرة على الزواج في بيتٍ مستأجَر ، فيؤخره حتى يبني بيتاً ! وقد تطول المدة ويقع في معاصٍ قد يصعب عليه التخلص منها ، فهذا عذر فاسد ، ولا يحل لمسلم عاقل جعله سبباً في تأخير الزواج ، فضلاً عن إلغائه .

وقل مثل ذلك فيمن يؤخر زواجه حتى ينتهي من الدراسة ، أو حتى يصير مسئولاً ، أو حتى يرتفع راتبه إلى كذا وكذا ، وكلها أعذار واهية ، وعراقيل إما هو وضعها ، أو رضي بها ، وهو يستطيع تحطيمها ، أو القفز عنها .

ثالثاً :

الحديث الذي ذكرتَ في سؤالك ( استوصوا بالشباب خيراً وهم عماد الأمة ) : لم نجده في كتب الحديث الصحيحة ، ولا الضعيفة والموضوعة ! ، وثمة حديث قريب من معناه ، وهو :

( استوصوا بالكهول خيراً ، وارحموا الشباب ) ، لكنه حديث موضوع ، انظر " تذكرة الموضوعات " للفتنِّي ( ص 205 ) ، و" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " للألباني ( 5424 ) .

رابعاً:

أخذ القرض الربوي من البنوك محرَّم ، وليس الأخذ منها من أجل البناء ، أو الزواج بعذر شرعي.

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-06-06, 19:38
هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف المحمول بدون وضوء؟ السؤال: هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف المحمول بدون وضوء؟ وكذلك في حالة لو قرأ من ما يحفظ دون أن يكون على طهارة؟
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
#زهرة4فلا حَرَجَ منَ قِراءة القرآن على غيْر وضوءٍ في قَوْلِ عامَّة أهل العلم؛ لِما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: «كانَ النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يذْكُر الله على كُلِّ أحيانِه». بل قد أجازت طائفة من السلف قراءة القرآن للجنب، فقال البخاري في الصحيح: "ولم ير ابن عباس بالقراءة للجنب بأسًا". وذكر ابن حزم في المحلى أن ربيعة قال: لا بأس أن يقرأ الجنب القرآن. وذكر أن سعيد بن المسيب سئل عن الجنب هل يقرأ القرآن؟ فقال: وكيف لا يقرؤه وهو في جوفه. واستدلوا باستصحاب حكم البراءة الأصلية، وقد جاءت آثار في نهي الجنب، ومن ليس على طهر عن أن يقرأ شيئاً من القرآن، ولا يصح منها شيء. أما إذا كانت القراءة من المصحف فإنه يشترط الوضوء لمس القرآن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يمس القرآن إلا طاهر»؛ رواه مالك والدارقطني. وعليه؛ فالقراءة من التليفون المحمول جائزة بغير وضوء،، والله أعلم.

abousoumia
2018-06-06, 19:42
لماذا لا يستجيب الله لدعائي ؟
السؤال: ادعو اللة كثير ولكن الحياة عندى ملخبطة كثير اتمنى شى ويحدث غيرة يجعلنى احزن واصاب بالفتور علما بانى احافظ على الصلاة وخاصة صلاة الفجر ا
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ عَلَى رسولِ اللهِ، وعَلَى آلِهِ وصحبِهِ وَمَن والاهُ، أمَّا بعدُ: فالدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، غير أنه قد يتخلفُ عنه أثرُه؛ إما لضعفِه في نفسه؛ بأن يكون دعاءً لا يحبُّه الله؛ لِمَا فيه من العدوان، وإما لضعف القلب، وعدم إقباله على الله، وجمعيَّته عليه وقت الدعاء، فيكون بمنزلة القوس الرِّخو جدًّا؛ فإن السهم يخرج منه خروجًا ضعيفًا، وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلم، ورَيْنِ الذُّنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة، والسهو، واللهو، وغلبتها عليها؛ كما في مستدرك الحاكم من حديث أبى هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعُو الله -وأنتم موقنون بالإجابة - واعلموا أن الله لا يَقبلُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ))؛ فغفلةُ القلب عن الله تُبطِل قوة الدعاء، وكذلك أكلُ الحرام يُبطِل قوته ويضعفها؛ كما في "صحيح مسلم" من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيها الناسُ، إن الله طيبٌ لا يَقبَل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثم ذَكرَ الرجل يُطيل السفر، أشعثَ، أغبرَ، يَمُدُّ يَدَهُ إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبسُه حرامٌ، وغُذِي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك)). وهناك مانع لا يقل قوة عما سبق، وهو ظن الداعي أن الدعاء صفقة بينه وبين الله تعالى! وهذا أمر يحتاج لمعرفة شأن العبد وشأن الرب، ومن تأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)، أدرك بعض هذا. أيضًا فإن فهم بعض الناس عن استجابة الدعاء فهمٌ قاصرٌ، فعدم الا ستجابة؛ فاستجابة الدعاء لها صورٌ، فتقع بعين ما دُعِي به، أو بعوضه، أو بادِّخار الأجر، "كلُّ داعٍ يستجاب له، لكن تتنوع الإجابة؛ فتارةً تقعُ بعين ما دعا به، وتارةً بعوضه" قاله والحافظ ابن حجر في "فتح الباري". والحاصل أن استجابةُ الدعاءِ ليست عَلَى الوجه الذي يتوقعه الداعي، لذلكِ؛ كما بينه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا، فقال: ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَإِمَّا يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَكْشِفَ عَنْهُ السُّوءَ بِمِثْلِهَا))، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((اللَّهُ أَكْثَرُ)). هذا؛ والله أعلم.#زهرة4

abousoumia
2018-06-06, 19:47
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود استغلال فرصة دخولي الى هنا اليوم لشكر شخص اعتبره معلما لي ...
اتوجه اليك بخالص عبارات الشكر اليك اخي الحبيب عبد الرحمان , وليكن في علمك ان كل مشاركاتي بدءا من اليوم اشارك بها بفضلك .
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي .#وردة4

*عبدالرحمن*
2018-06-06, 22:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود استغلال فرصة دخولي الى هنا اليوم لشكر شخص اعتبره معلما لي ...
اتوجه اليك بخالص عبارات الشكر اليك اخي الحبيب عبد الرحمان , وليكن في علمك ان كل مشاركاتي بدءا من اليوم اشارك بها بفضلك .
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك اخي .#وردة4

عَلَيْكُمِ السُّلَّامَ وَ رَحِمَهُ اللهُ وَ بَرَكَاتُهُ

اخي الْحَبيبَ

اِعْلَمِ انَّ الْفَضْلَ كُلَّهُ مِنَ اللهِ وَ مَا نَحْنُ إِلَّا اسباب تُفْضِلُ اللهُ بِكَرَمِهِ وَحُلْمِهِ بِهَا لَنَا وَ عَلَيْنَا بَانَهُ جَمْعُ قَلُوبُ الْمُتَحَابَّيْنِ فِي اللهِ الِيِّ طَرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمِ...

اسال اللهَ انَّ يُدِيمُ عَلَيْنَا نَعُمُّهُ وَ يُثْبِتُنَا عَلِيُّ الْحَقِّ الِيَّ انَّ نَلْقَاهُ

بَارَكَ اللهُ فِيكَ
وَ جَزَاكَ اللهُ عَنِيُّ كُلَّ خَيْرِ

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

abousoumia
2018-06-07, 19:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشهوة
السؤال: السلام عليكم ..... لقد ترددت كثيرا قبل كتابة رسالتي ولكنى فقدت الأمل فى نفسي واشعر ان الله لا يتقبل مني ... انا الحمد لله منتظم فى الصلاة وقراءة القران والصدقة ولكن نقطة ضعفي هى الشهوة ... كثيرا ما اتوب وارجع وابعد عنها ولكني اقع فى المعصية مرة اخري سواء بممارسة العادة السرية او مشاهدة شئ اباحي ولقد توقفت لفترات ولكنى اعود مرة اخرى واحيانا كثيرة اشعر اني مغيب اثناء فعلي المعصية وبعد المعصية اشعر وكاني لا اتحمل الحياة وان الله لن يقبل توبتى ابدا وفقدت الرغبة فى الحياة ... ولا شئ يؤثر على قلبي وكأنه اصبح ميت ... واحيانا اتذكر الايات والاحاديث وامنع نفسي واحيانا اخري لا استطيع وفكرت فى الانتحار ولكنه ذنب اكبر ... ماذا افعل فى ظل ما نواجهه من فتن ولا يوجد دروس شرعية للتوعية بالمساجد لانها كلها متوقفة
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فلا شك أن فتنة الشهوة متى اشتعلت، استولت على صاحبها، وأخذت بمجامعه، فالإنسان كما قال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا}[النساء: 28]؛ أي: لا يصبر عن شهوة النساء، ولا سبيل لدفع تلك الفتنة إلا بالصبر، والقوة في طاعة الله، وكمال العقل، وأخذ النفس بالشدة، وهجر السيئات، والمسارعة إلى الله بالتوبة النصوح، وإن عاد في اليوم مائة مرة!، والإكثار من دعاء: (يا حيّ يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طرفة عين)، و( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي، ومن شر منيي). قال الإمام ابن القيم: "فبكمال العقل والصبر، تُدفع فتنة الشهوة، وبكمال البصيرة واليقين، تُدفع فتنة الشبهة، والله المستعان". هذا؛ وسألخص بعض الخطوات العملية لعلاج فتنة الشهوات: منها: تدبُّر القرآن الكريم؛ فإنه شفاءٌ لمن في قلبه أمراض الشبهات والشهوات جميعًا، ففيه من البينات ما يميز الحق من الباطل؛ فيزيل أمراض الشبهة المفسدة للعلم والتصور والإدراك، وفيه من الحكمة والموعظة الحسنة، بالترغيب والترهيب، ما يوجب صلاحَ القلب، فيرغب القلب فيما ينفعه، ويرغب عما يضره. ومنها: تدريب القلب على إيثار طاعة الله والخوف منه بترك الشهوة المحرمة، وهذا يحتاج لتدريب ورياضة للنفس، وتأثيره سريع وعجيب في استقامة القلب، ومثال ذلك: إذا همت النفس الأمارة بالسوء، بشهوة محرمة، قابَلَ بينها وبين محبة الله وخشيته، فغلبت محبة الله وخشيته داعي النفس والهوى، فتركها لله. ومنها: تذكير النفس حال سكرتها بالشهوة، أنها إن نالت غرضها بهذه المحرمات، فإنه يعقبه من الضرر في الدنيا والآخرة أعظم مما حصل من عاجل الشهوة، فتوازن بينهما حتى تقدم ما رجحت مصلحته على مفسدته، قال - تعالى -: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]، وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((حُفَّت الجنة بالمكاره، وحُفَّت النار بالشهوات))، والشيطان لا يتمكن من هزيمة العبد إلا بعد أن يغيب عقله. ومنها: معرفة ما تَوَعَّد الله به المستمتعين بفتنة الشهوات المحرم من العقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ كقوله – تعالى : {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [التوبة: 69]، إشارة إلى اتباع الشهوات، وهو داء العصاة، ولذلك؛ استحقوا من العقوبة والإهلاك. أما المؤمنون فهم - وإن استمتعوا بنصيبهم وما خُوِّلوا من الدنيا - فإنه على وجه الاستعانة به على طاعة اللّه. ومنها: الاستعاذة بالله من شر الشهوة المحرمة؛ كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأعراف: 200]، والاستعانة به والتوكل عليه في جلب ما ينفع القلب. ومنها: البعد عن مواطن الفتن، والهروب من مظانها، فما استعين على التخلص من الشهوات المحرمة بمثل تجنب أماكنها؛ فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((من سمع بالدجال فلينأ عنه؛ فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن، فيتبعه مما يبعث به من الشبهات، أو لما يبعث به من الشبهات))؛ رواه أحمد وأبو داود. وفي الصحيحين عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – ((ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تَشَرَّف لها تستشرفْه، فمن وجد فيها ملجأً، أو معاذًا، فليَعُذ به))، فالتعرض للفتن يوقع فيها. ومنها: المحافظة على أداء ما أوجبه الله – تعالى - ومنه الصلوات، وأداء النوافل بعد الفرائض. قال – تعالى -: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت:45]، والإكثار من صوم التطوع؛ فإنه يقطع الشهوة؛ كما في الصحيحين عن عبدالله بن مسعود قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء))، أي: قاطع للشهوة. ومنها: كثرة المطالعة في كتب الترغيب والترهيب، وأحوال القبور والآخرة، فلا شك أن الاطلاع على أهوال القيامة من أعظم ما يقمع الأهواء والشهوات؛ كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفُرُش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله))؛ رواه الترمذي وابن ماجه. ومنها: تقوية خشية الله – تعالى - والرغبة في ما عنده، واستشعار مراقبته؛ قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} [النازعات: 40]. ومنها: انتظار الأجر عند الله على مجاهدة النفس وحبسها عن الشهوات، وهو مما يهون الصعاب، ويُحيلها إلى راحة وطمأنينة؛ قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: 69]. ومنها: ما وصفه طبيب القلوب ابن القيم في كتابه"الجواب الكافي" حيث يقول: "فلو نظر العاقل ووازن بين لذَّة المعصية وما تولّد فيه من الخوف والوحشة، لعلِم سوء حاله، وعظيم غبْنه؛ إذْ باع أنسَ الطَّاعة وأمنَها وحلاوتَها، بوحشة المعصية وما تُوجبه من الخوف. إِذَا كُنْتَ قَدْ أَوْحَشَتْكَ الذُّنُوبُ = فَدَعْهَا إِذَا شِئْتَ وَاسْتَأْنِسِ وسرُّ المسألة: أنَّ الطَّاعة تُوجب القُرب من الرَّبِّ - سبحانه - وكلَّما اشتدَّ القرب قوي الأنس، والمعصية توجب البعد من الرَّبِّ، وكلَّما زاد البُعْد قوِيت الوحْشة؛ ولهذا يَجد العبد وحشةً بيْنَه وبين عدوِّه؛ للبعد الَّذي بيْنهما، وإن كان ملابسًا له قريبًا منه، ويجد أنسًا قويًّا بينه وبين من يُحب، وإن كان بعيدًا عنْه، والوحشة سبَبُها الحجاب، وكلَّما غلظ الحِجاب زادت الوحشة، فالغفْلة تُوجب الوحشة، وأشد منها وحشة المعصية، وأشد منها وحشة الشِّرك والكفر، ولا تَجد أحدًا يُلابس شيئًا من ذلك إلاَّ ويعْلوه من الوحشة بِحسب ما لابَسه منه، فتعلو الوحشةُ وجْهَه وقلْبَه، فيستوْحِش ويُستوحَش منه". اهـ. أمَّا كوْن السائل الكريم يتوب ثمَّ يعود، فهذا حال أكثر الخلق، فلا يَحملنَّك هذا على ترْك التَّوبة حياءً من الله، أو القنوط من رحمة الله؛ فكلَّما أذنبت ذنبًا فأحدِث توبة وندمًا واستغفارًا، وعزمًا جديدًا على عدم العود، وهكذا، فما أصرَّ من استَغْفَر، ولو عادَ في اليوم سَبْعِينَ مرَّة، كما قال الصادق المصدوق صلَّى الله عليه وسلَّم. وفي الصَّحيحين عن أبي هُرَيْرة عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - فيما يَحكي عن ربِّه - عزَّ وجلَّ - قال: ((أذْنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهمَّ اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يَغفر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، ثمَّ عاد فأذنب فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: عبدي أذنبَ ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفِر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، ثمَّ عاد فأذنب فقال: أي ربِّ، اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا فعلِم أنَّ له ربًّا يغفر الذَّنب ويأخذ بالذَّنب، اعمل ما شئت فقد غفرتُ لك)). وقوله: ((اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك))؛ أي: ما دمتَ على تلك الحال، تذنب ثمَّ تتوب. قال أبو العباس القرطبي في "المفهم شرح مسلم": يدلُّ على عظيم فائدة الاستغفار، وعلى عظيم فضل الله وسَعة رحمتِه، وحلمه وكرمه، ولا شكَّ في أنَّ هذا الاستغفار ليس هو الَّذي ينطق به اللسان، بل الَّذي يثبت معناه في الجَنان، فيحل به عقد الإصرار، ويندم معه على ما سلف من الأوْزار، فإذا الاستِغفار ترجمة التوبة، وعبارة عنها؛ ولذلك قال: ((خياركم كل مفتَّن توَّاب)) قيل: هو الذي يتكرَّر منه الذَّنب والتَّوبة، فكلَّما وقع في الذَّنب عاد إلى التَّوبة، وأمَّا من قال بلسانه: أستغفر الله وقلبه مصرّ على معصيته، فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبار؛ إذ لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار، وفائدة هذا الحديث: أنَّ العود إلى الذَّنب وإن كان أقبح من ابتدائه؛ لأنَّه انضاف إلى الذَّنب نقض التَّوبة، فالعود إلى التَّوبة أحسن من ابتدائها؛ لأنَّها انضاف إليها ملازمة الإلْحاح بباب الكريم، وأنَّه لا غافر للذُّنوب سواه". اهـ. وروى الحاكم والطَّبراني في "الكبير" عن عُقبة بنِ عامر: أنَّ رجُلاً أتى النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال :يا رسولَ الله، أحدُنا يُذنب، قال: (يُكتب عليه)، قال: ثمَّ يستغفرُ منه، قال: (يُغْفَر له، ويُتاب عليه)، قال: فيعود فيذنب، قال: (يكتب عليه)، قال: ثمَّ يستغفر منه ويتوب، قال: (يغفر له ويتاب عليه، ولا يَمَلُّ الله حتَّى تملُّوا). وأخرج أحمد في "الزُّهد" عن الحسن أنَّه قال: "ما أرى هذا إلاَّ من أخلاق المؤمنين"؛ يعني: أنَّ المؤمن كلَّما أذنب تاب. قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم": "ومعنى هذا: أنَّ العبدَ لا بُدَّ أنْ يفعل ما قُدِّرَ عليه من الذنوب؛ كما قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: (كُتِبَ على ابنِ آدم حَظُّهُ من الزنا، فهو مُدركٌ ذلك لا محالةَ)، ولكنَّ الله جعل للعبد مخرجًا ممَّا وقع فيه من الذنوب بالتَّوبة والاستغفار، فإنْ فعل فقد تخلَّص من شرِّ الذنب، وإنْ أصرَّ على الذنب هلك". اهـ. هذا؛ والله أعلم. #زهرة4

Qu_een
2018-06-08, 00:30
جزاك الله خيرا

*عبدالرحمن*
2018-06-08, 17:25
جزاك الله خيرا

اهلا و مرحبا بحضرتك

في انتظار تواجدك و مشاركاتك
ب افكار وبكل ما هو مفيد و جديد

بارك الله فيكِ

تقبلي فائق احترامي

abousoumia
2018-06-09, 17:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السؤال أمي تنهاني عن حضور الدروس الشرعية منذ 4 ساعات وانا اقول لها لن احضر هذه الدروس لكي اطيب خاطرها واذهب للدروس بغير علمها وكثير من الامور تنهاني عنها فهل ذهابي بغير علمها صحيح؟

الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فبر الوالدين وطاعتهما من أوجب الواجبات الشرعية بعد الإيمان بالله؛ قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]. إلا أن هذه الطاعة ليست مطلقة، وإنَّما هي مقيدة بأن يأمرا بالمباح، وفيما لا ضرر ومشقَّة فيه، وعدم التعنت، ومنع الأم لابنها من حضور دروس العلم، ضرر محض، خصوصًا إن كان يتعلم فروض الأعيان، وهو في حاجة إلى طلب العلم، أو كان يعلم كراهة والدته للعلم الشرعي- فلا حرج حينئذ من الخروج لطلب العلم. والحاصل، أنه يجوز حضور الدروس العلمية، وإن رفضت الأم، وليس هذا من العقوق، ولا يقاس الاستئذان لحضور الدرس على الخروج للجهاد؛ لأنه في الجهاد معرض لفقد حياته، وهذا يشق على والديه؛ من ثمّ اعتبر الشارع الحكيم أخذ إذنهما في جهاد الطلب، ولكن هذه المخاطرة بالنفس ليست موجودة في طلب العلم. كما أن مخالفة نهي الأم وحضور الدرس ليس خلفًا للوعد، والأفضل أن تستخدم التعريض، فإن فيها مندوحة عن الكذب، فتقول لها مثلاً: لن أحضر الدرس، وتقصد حضور الدرس خارج القطر أو محافظة أخرى، أو ما شابه،، والله أعلم.

abousoumia
2018-06-10, 18:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما حكم الافطار في رمضان لمشقة العمل؟ منذ ساعة
السؤال: سيدة اعمل بالمنزل لدي مشروع اكل بيتي اقوم بطبخ الاكل وبيعه عن طريق الانترنت ويعتبر شهر رمضان ههو موسم العمل لدي وطبيعة عملي تتطلب مني الوقوف فترات طويله امام البوتاجاز والفرن ومجهود شاق جدا ولا احد يساعدني فأعمل وحدي في بعض الايام اشعر بتعب واحتاج الي مسكن للعظام فأقوم بالافطار ولا افطر الا عند شعوري بالارهاق والعطش والتعب الشديد فأفطر كي اتم عملي فهل انا آثمة وما كفارة ذلك؟ جزاكم الله خيرا
الإجابة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإنه يجوز للصائم الإفطار إن شعر بجوع أو عطش مفرط ومرهق غيرَ متحمل، فيشرع له حينئذ الإفطار، بقدر ما تندفع به الضرورة؛ فقد أوجب الفقهاء على من خاف الهلاك على نفسه، أو على غيره، أن يفطر وينقذ نفسه بقدر ما يحفظ عليه حياته؛ لقوله - تعالى -: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 173], وقال – تعالى -: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]. أما مجرد الشدة والمشقة المحتملة، والتعب بسبب الصوم، فلا يبيح الفطر؛ لأن هذا شيء لا يسلم منه غالب الناس. ويمكنك أن تحافظي على وجبة السحور ففيها بركة وأخروية ودنيوية، فإنها تعين على الأعمال في النهار ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة» متفق عليه. كما احرص على تأخير السحور؛ قال الإمام البخاري في صحيحه بابٌ (تأخير السحور) وأورد فيه حدث سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: «كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم». هذا؛ والله أعلم.
#زهرة4

abousoumia
2018-06-12, 17:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفطرت في نهار رمضان بسبب القيء
السؤال: بعد اذان الفجر بقليل غلبني القئ كثيرا ولم استطع منعه وتقيأت اكثر من مرة حاولت اكمال صيامي ولكن نتيجة القئ الكثير احسست بحرقه شديدة فأفطرت واخذت دواء لتهدئة الحرقان الشديد ولكني احس بالذنب لاني لم اكمل صيامي ويعلم الله انه ليس بسببي فهل انا مخطئ وماذا افعل لقضاء اليوم.
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ: فالشريعةُ الإسلامية قامتْ على التيسير ورَفْع الحرج، ومن القواعد الفقهية: أنَّ المشقة تجلب التيسير، وأنَّ الضرر يُزال،فلا واجب بغير استطاعة،وكل ما عُجَز عنه فأنه ساقط. وقد اتفق أهل العلم على أن الصيام يَسْقُط بالعجز؛ قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28]، وقال: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} [المائدة: 6]، وقال: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78]. إذا تقررتْ هذا، فالمريض إذا لحقه ضرر بسبب الصيام، أو يشق معه الصوم ولم يستطع التحمل، فإنه يفطر؛ وتقدير ذلك إلى المريض نفسه، أو إخبار الطبيب؛ قال الله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]. قال الإمام ابن قدامة في "المغني" (3/ 155)-: "أجْمَع أهلُ العلم على إباحة الفطر للمريض في الجملة، والأصل فيه قوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، والمرضُ المبيح للفطر هو الشديد الذي يزيد بالصوم، أو يخشى تباطؤ بُرئه. قيل لأحمد متى يفطر المريض؟ قال: إذا لم يستطع، قيل: مثل الحمى؟ قال وأي مرض أشد من الحمى".اهـ. وقال الإمام النووي في – "المجموع شرح المهذب" (6/ 258)-: "المريض العاجز عن الصوم لمرض يرجى زواله، لا يلزمه الصوم في الحال، ويلزمه القضاء، هذا إذا لحقه مشقة ظاهرة بالصوم، ولا يشترط أن ينتهي إلى حالة لا يمكنه فيها الصوم، بل قال أصحابنا: شرط إباحة الفطر، أن يلحقه بالصوم مشقة يشق احتمالها، قال أصحابنا: وأما المرض اليسير الذي لا يلحق به مشقة ظاهرة، لم يجز له الفطر بلا خلاف عندنا". اهـ. مختصرًا. وعليه، فإن كان الحال كما ذكرت، فلا إثم عليك، ويجب عليك القضاء،، والله أعلم. #زهرة4

abousoumia
2018-06-13, 18:48
من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟
السؤال: من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم المقصودون بقوله جل وعلا‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 33‏.‏‏]‏‏؟‏ وما المقصود بقوله‏:‏ ‏{‏قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 33‏.‏‏]‏‏.‏
الإجابة: المقصود بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏} بالدرجة الأولى زوجاته عليهن رضوان الله؛ لأن الآية نزلت بسببهن والخطاب لهنَّ كما قال الله سبحانه وتعالى‏:‏ ‏{‏وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏} ‏[‏الأحزاب‏:‏ 33‏.‏‏]‏؛ فسياق الآيات كله في نساء النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن أول الآيات يقول‏:‏ {‏يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا، وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا، يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 30-33‏.‏‏]‏؛ فأهل بيته صلى الله عليه وسلم في هذه الآية في الدرجة الأولى أزواجه، وتشمل ذلك قرابته عليه الصلاة والسلام، ولكن نساؤه في هذه الآية داخلات من باب أولى لأنهن سبب النزول‏.‏ وأما قوله‏:‏ {‏قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏} ‏[‏الشورى‏:‏ 23‏.‏‏]‏‏.‏ فالعلماء ذكروا في معنى ‏{إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏}‏ ثلاثة تفاسير‏:‏ الأول‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشًا إلى الإسلام وعارضوه وعاندوه وآذوه؛ خاطبهم بقوله‏:‏ {‏قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏}‏؛ يعني‏:‏ لا أسألكم على هذه الدعوة وعلى هذا التبليغ مالاً من أموالكم وطمعًا دنيويًا ‏{‏إِلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى‏}‏؛ أي‏:‏ أن تُراعوني في قرابتي منكم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان له قرابة مع قريش، ما من بيت من بيوت قريش إلا وللرسول صلى الله عليه وسلم قرابة فيه؛ فالرسول أمره الله جل وعلا أن يناشدهم بهذه القرابة أن يراعوها في حق النبي صلى الله عليه وسلم ولا يؤذوه‏.‏ والقول الثاني‏:‏ أن المراد بالمودة في القربى التقرب إلى الله سبحانه وتعالى؛ أي‏:‏ إلا التحبب إلى الله عز وجل بالتقرب بالطاعة؛ فأنا لا أريد منكم مالاً، وإنما أريد منكم أن تعبدوا الله عز وجل وتتحببوا إليه بالطاعة‏.‏ والقول الثالث‏:‏ أن المراد بالقربى أهل بيته صلى الله عليه وسلم، وأن معنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الأمة أن يحبوا أهل بيته وأن يوقروهم، وهذا حق؛ فإن أهل بيت النبوة الصالحين منهم والمستقيمين على دين الله لهم حق تجب مراعاته بمودتهم واحترامهم وتوقيرهم بمقتضى الشريعة الإسلامية‏.‏#زهرة4

*عبدالرحمن*
2018-06-13, 23:00
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://a.top4top.net/p_866vhcjc1.gif (https://up.top4top.net/)


كيف تتعامل الأسرة مع الابن العاق ؟

السؤال :

كيف التعامل مع ابن عاق لوالديه ؟

وكيف التعامل مع ابن يهدد والدته بالقتل ، وتحدي والديه ، واتهم أخته بالدعارة والزنا ، وفضح شرف أسرته ؟

والتشاجر الدائم مع الضيف وسبه وشتمه وتهديده ؟

الجواب :

الحمد لله

على الوالدين حسن تربية أولادهما ، والقيام عليهم بما ينصلح به حالهم في أمر دينهم وأمر دنياهم .

فإذا نشأ الولد عاصيا عاقا ، فعلى الوالدين بذل المزيد من الجهد لطلب هدايته واستقامته ، بتذكيره ونصحه وإرشاده ، والصبر عليه ، والدعاء له ، واختيار صحبة طيبة ، ومعارف صالحين يزورونه وينصحونه ويصحبونه .

وينبغي أن يعين والديه على ذلك إخوانه وأصحابه وجيرانه بما يقدرون عليه .

فإذا زاد شر الولد وعظم فساده ، كما ذكر في السؤال ، ولم يفلح معه الوعظ والتأديب : فالواجب أن ينهى عن منكره بكل ما أمكن ، بأن يهدد بالضرب ، أو يضرب فعلا ، أو يستعان عليه برجال العائلة ، أو يرفع أمره إلى السلطات ، إن لم يمكن منع شره بما سبق بغير ذلك ، ولا ينبغي التساهل مع شره ، أو التغاضي عنه ، بل تقطع مادته قبل أن يستفحل ، ويعظم ضرره .

فيسلك معه أولا ما سبق من النصح والإرشاد وتذكيره بالله ترغيبا وترهيبا ، وتعريفه بحق والديه عليه ، وحق أخته عليه وحق الزوار والأضياف ، وأن تماديه في هذا المنكر الذي هو عليه سيبغضه إلى أهله وجيرانه والناس من حوله ، مع الإلحاح عليه في ذلك ، بلين الجانب والصبر والحكمة والموعظة الحسنة .

وعلى إخوانه أن يجتهدوا في هذا السبيل ، ويسلكوا معه مسالك الحكمة والروية ، ويعظوه باللين ، ولا يشتد عليه أحد في الكلام .

فإن تمادى فيما هو عليه قاطعه والداه وإخوانه وأخواته وهجروه فلم يكلموه ولم يعاملوه ، وهم في ذلك يرجون له من الله الصلاح ويدعون له بالهداية .

فإن لم يرجع واستمر على فساده فإنه يبلغ عنه الجهات المختصة وسلطات الأمن التي تستطيع أن تكفه عن الشر والفساد ، وتردعه عما هو عليه .

ولا ينبغي أن يترك مع تماديه في هذا العدوان ؛ لعظيم شره وتوالي حصول الضرر من جهته لأهله وللناس من حوله .
وينبغي فوق ذلك كله أن يراجع الوالدان وأهل البيت حالهما مع الله ؛ فإن عامة تلك البلايا إنما تكون بسبب المعاصي التي تجلب على أهل البيت الشر والفساد ، قال ابن الحاج رحمه الله - وهو يتكلم عن المخالفات الشرعية التي قد تقع من الزوجين أو أحدهما - :

" لا جرم أن التوفيق بينهما قل أن يقع ، وإن دامت الألفة بينهما فعلى دخن ، وإن قدر بينهما مولود فالغالب عليه إن نشأ العقوق ، وارتكاب ما لا ينبغي كل ذلك بسبب ترك مراعاة ما يجب من حق الله تعالى منهما معا " .

انتهى من "المدخل" (2/ 170) .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-13, 23:06
كيف يتصرف الأهل مع الولد العاصي ؟

السؤال

يدعي بعض الآباء أن دورهم ينتهي عند تبيين الحلال والحرام لأطفالهم ، وعلى أطفالهم ( 13 - 18 سنة ) عندئذ الاختيار ، فهل على الآباء منع الحرام بكل الطرق أم عليهم فقط التوضيح ؟ وإلى أي حد يجب على الآباء منع أبنائهم من ارتكاب ما هو حرام ؟ . ويظن بعض الآباء أنه بوصول الطفل لسن البلوغ تنتهي مسئوليتهم عنهم

ويكون الابن حينها مسئولاً عما اكتسب من ذنوب وآثام ، ولا شيء عليهم أن يبينوا لأبنائهم ما هو حرام وفعله الأبناء ، فهل هذا صحيح ؟ أم أن على الآباء مسئولية لا تنتهي عن أبنائهم ، وعن منعهم من فعل الحرام حتى لو كان بعد النصح والتبيين ؟ . جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

أولا :

المسؤلية الكبيرة الملقاة على عاتق الآباء تجاه أبنائهم مسئولية كبيرة ، ولا تنحصر في البيان والتعليم ، وإنما هي كذلك بالتأديب والتربية ، والرعاية والعناية ، بشتى الوسائل الممكنة للوالدين .

فإذا قدِّر أن كان أحدٌ من الأولاد – ذكوراً أو إناثاً – على خلاف الشرع في تطبيق الأوامر ، أو فعل النواهي ، وكان عاصياً لوالديه فيما يأمرانه به من الشرائع والأخلاق : فإن على الوالدين بذل مزيد من الجهد في هدايته ، بالترغيب تارة ، وبالترهيب أخرى ، وبسلوك سبيل النصح له بتكليم من يثقون به من الأساتذة ، أو الأقرباء ليشاركوهم في توجييه ونصحه ، كما ينبغي لهما المداومة على الدعاء لهذا العاصي بالهداية ، وعدم الملل من ذلك .

سئل علماء اللجنة :

" أفيدكم أنني طاعن في السن ، ولي ولدان ( توءم ) ، ويدرسان في الصف الثالث المتوسط ، وأرغب أن يكونا مستقيمين ، ويذهبا معي إلى المسجد لأداء الصلاة ، إلا أنهما أحيانا يرفضان ذلك ، وأطلب الدعاء لهما ، وما هي الطريقة التي يمكن استخدامها لإصلاحهما ؟ علماً أنني أبلغت إدارة المدرسة عن هذا الموضوع ، حفظكم الله ، ورعاكم .

فأجابوا :

نوصيك بالاستمرار في مناصحة أبنائك ، وعدم اليأس ، وأن تستعمل الطرق النافعة في تربيتهم وتوجيههم ، فتارة بالترغيب ، وتارة بالترهيب ، وغرس محبة الله ورسوله في قلوبهم ، وإبعادهم عن جلساء السوء ، وترغيبهم في مجالسة الصالحين ، وتحذيرهم من وسائل الإعلام المفسدة ، وقبل ذلك وبعده كثرة اللجوء إلى الله سبحانه بالدعاء بصلاحهم واستقامتهم ، وهذا مما مدح الله به عباده الصالحين فقال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان/ 74 .

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ صالح الفوزان ، الشيخ بكر أبو زيد .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 288 ) .

وكما ترين فإن ما ذكره العلماء الأفاضل واضح في أنه يجب العناية بالأولاد وتربيتهم وتعليمهم ، ونهيهم عن المنكر ، وعد تمكينهم من فعله ، وأن هذا ليس من التشدد في شيء ، وأنه يجب التلطف مع العاصي منهم ، وبذل السبل المتعددة في توجيهه ونصحه وإرشاده ، ولو بلغت معاصيه ما بلغت ؛ فإنه جزء من الأسرة لا يمكن التخلي عنه بسهولة .

ثانيا :

متى تنتهي مسئولية الأهل عن أولادهم ؟

فرَّق العلماء بين الولاية على الذكر ، والولاية على الانثى ، وقال جمهورهم باستمرار الولاية على الانثى إلى زواجها .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 8 / 204 ، 205 ) :

عند الحنفيّة : تنتهي ولاية الأب على الأنثى إذا كانت مسنّةً ، واجتمع لها رأي ، فتسكن حيث أحبّت حيث لا خوف عليها ، وإن ثيّباً لا يضمّها إلاّ إذا لم تكن مأمونةً على نفسها ، فللأب والجدّ الضّمّ ، لا لغيرهما كما في الابتداء .

وتنتهي ولاية الأب على الغلام إذا بلغ وعقل واستغنى برأيه ، إلاّ إذا لم يكن مأموناً على نفسه ، بأن يكون مفسداً مخوفاً عليه ، فللأب ولاية ضمّه إليه لدفع فتنةٍ أو عارٍ ، وتأديبه إذا وقع منه شيء .

وعند المالكيّة : تنتهي الولاية على النّفس بالنّسبة للصّغير ببلوغه الطّبيعيّ ، وهو بلوغ النّكاح ، فيذهب حيث شاء ، ولكن إذا كان يخشى عليه الفساد لجماله مثلاً ، أو كما إذا كان يصطحب الأشرار وتعوّد معهم أخلاقاً فاسدةً ، يبقى حتّى تستقيم أخلاقه .

وإذا بلغ الذّكر رشيداً ذهب حيث يشاء ، لانقطاع الحجر عنه بالنّسبة لذاته ، وإذا بلغ الذّكر - ولو زمناً أو مجنوناً - سقطت عنه حضانة الأمّ على المشهور .

وبالنّسبة للأنثى ، فتستمرّ الحضانة عليها والولاية على النّفس حتّى تتزوّج ، ويدخل بها الزّوج .

وعند الشّافعيّة : تنتهي الولاية على الصّغير - ذكراً كان أو أنثى - بمجرّد بلوغه .

وعند الحنابلة : لا تثبت الحضانة إلاّ على الطّفل أو المعتوه ، فأمّا البالغ الرّشيد فلا حضانة عليه ، فإن كان رجلاً فله الانفراد بنفسه لاستغنائه عن أبويه ، وإن كانت أنثى لم يكن لها الانفراد ، ولأبيها منعها منه ، لأنّه لا يؤمن أن يدخل عليها من يفسدها ، ويلحق العار بها وبأهلها ، وإن لم يكن لها أب فلوليّها وأهلها منعها من ذلك .
انتهى

فكلمة العلماء تكاد تكون متفقة على أن مسئولية الأهل على ابنتهم تستمر حتى لو بلغت ، ومنهم من جعل زواجها نهاية تلك المسئولية ؛ وذلك من أجل وجود مسئول آخر عنها ، ومنهم من اشترط كونها في مكانٍ آمن لا خوف عليها فيه ، وتفريقهم بين الذكر والأنثى واضح بيِّن ، والقاسم المشترك بين الذكر والأنثى : أنه إن كان لا تُؤمن أخلاقهم إذا انفردوا ، أو كان يُخشى عليهم من الصحبة الفاسدة ، أو عدم حسن التصرف : فإن مسئولية الأهل تبقى متصلة ، غير منقطعة ، ولو جاوزوا البلوغ .

وفي " فتاوى نور على الدرب " قال الشيخ العثيمين – رحمه الله -

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد جعل الرجل راعياً في بيته ، وأخبر أنه مسئولٌ عن رعيته ، ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم هذا بسنٍّ دون سن ، فما دام الرجل قادراً على رعاية بيته : فإن الواجب عليه رعايته ، وهو مسئولٌ عن أهله .

انتهى

ثالثاًً:

ما يفعله الأولاد من منكرات في البيت : لا يُسكت عليه ، بل يُنصح فاعله ، ويُوجَّه لفعل الخير ، ولا ينبغي للوالدين أن يعينا فاعل ذلك المنكر على فعله ، كأن يعطوه من المال ما يشتري به ذلك المحرَّم ، ولا أن يمكناه من فعله ، ولهما السكوت عنه وعدم التصرف العملي حيال فاعله بالطرد :

في حال أن يكون تصرفهما يسبب مفاسد أكثر وأكبر من تلك المعصية ، فقد يسكت الوالدان على سماع الابن للموسيقى ، أو النظر المحرَّم ، ويكون ذلك خشية التصرف العملي بالطرد والضرب الذي يؤدي إلى الإكثار من تلك المعاصي خارج نطاق البيت والأسرة ، ومن المعلوم أنه من يُطرد من بيته فإنه سيتمكن من فعل ما لا يستطيع فعله في البيت ، فتزداد المفاسد والمشكلات التي يسببها ذلك الولد العاصي العاق .

بل لو لم يصل الأمر إلى الطرد والقطيعة أو الهجر ، فإن كثيرا من الأبناء ، إذا حرم من مشاهدة التلفاز ، أو سماع الأغاني في البيت ، ولم يكن قد هدى الله قلبه ، وشرح صدره للالتزام بذلك ، فإنه يتحيل إلى قضاء شهوته ، وإشباع رغبته مع رفقة السوء ، أو في أي مكان خارج البيت ، وهنا يخلو له الجو بلا رقيب على تصرفاته ، وهو أمر يوشك أن يفتح عليه أبوابا مضاعفة من الفساد .

فحينئذ ؛ إذا عجز الوالد عن تقويم ولده ، ومنعه من هذه المنكرات المعتادة في التلفاز وغيره ، فإن المصلحة تقتضي أن يتغافل عن بعض ذلك من ولده ، اتقاء لشر أكبر منه ، يتوقع حصوله متى منع من ذلك .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - :

فإنَّ الأمرَ والنَّهيَ وإن كان مُتضمِّناً لتحصيلِ مصلحةٍ ودفعِ مَفْسدةٍ : فيُنظرُ في المُعَارضِ له ، فإن كان الذي يَفُوتُ من المصالحِ أو يحصلُ من المَفاسدِ أكثر : لم يكن مأموراً به ، بل يكون مُحرَّماً إذا كانت مفْسَدتُه أكثرُ من مصلحتِه .

" مجموع الفتاوى " ( 28 / 129 ) .

وقد طبَّق شيخ الإسلام هذا الأمر عمليّاً ، فقد قال :

مررتُ أنا وبعضُ أصحابي في زمنِ التتارِ بقومٍ منهم يشربون الخمرَ ، فأنكرَ عليهم من كان معي ، فأنكرتُ عليه ، وقلتُ له : إنَّما حرَّمَ الله الخمرَ لأنَّها تصدُّ عن ذكرِ الله والصَّلاةِ ، وهؤلاء يصدُّهم الخمرُ عن قتلِ النَّفُوسِ ، وسَبْيِ الذُّرِّيَّةِ، وأخذِ الأموالِ فدعهم .

نقله عنه ابن القيم في " إعلام الموقعين " ( 3 / 5 ) .

وهكذا يقال في حال الأبناء والبنات ، فإن طردهم خارج البيت لا شك أنه سيسبب فعلاً للمنكر أزيد مما كان عليه ، وأشنع من الذي قبله ، حيث تتوفر فرص فعل تلك المنكرات بعيداً عن رقابة البيت وأهله ، فعلى الآباء تقدير هذا الأمر وإلا كانت خسارتهم فادحة .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-06-13, 23:09
كيف يربي أبناءه على الصلاح

السؤال

أجد صعوبة في تربية أبنائي وإصلاحهم , وفي أغلب الأحيان فأنا أغضب وأضربهم . أرجو أن تنصحني في هذا الخصوص ، وأن تدلني على كتب مفيدة تتناول هذا الموضوع .

الجواب

الحمد لله

تربية الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين ، أمر الله تعالى بها في القرآن وأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم ، وقد قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .

يقول الإمام الطبري في تفسير هذه الآية :

يقول تعالى ذكره يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله { قوا أنفسكم } يقول : علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله . وقوله { وأهليكم ناراً } يقول : وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله ما يقون به أنفسهم من النار.

" تفسير الطبري " ( 28 / 165 ) .

وقال القرطبي :

قال مقاتل : ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه ، قال إلكيا : فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغني عنه من الأدب وهو قوله تعالى : { وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } ، ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : { وأنذر عشيرتك الأقربين } ، وفي الحديث : " مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع " .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 196 ) .

والمسلم - أي مسلم – داعية إلى الله تعالى ، فليكن أولى الناس بدعوته أولاده وأهله من الذين يلونه ، فالله تعالى عندما كلف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة قال له : { وأنذر عشيرتك الأقربين } الشعراء / 214 ، لأنهم أولى الناس بخيره ورحمته وبره .

وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية رعاية الأولاد على الوالدين وطالبهم بذلك :

عن عبد الله بن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته " .

رواه البخاري ( 853 ) ومسلم ( 1829 ) .

ومن واجبك أن تنشئهم من الصغر على حب الله ورسوله وحب تعاليم الإسلام وتخبرهم أن لله ناراً وجنة ، وأن ناره حامية وقودها الناس والحجارة ، وإليك هذه القصة ففيها عبرة :

قال ابن الجوزي :

كان ملِك كثيرَ المال ، وكانت له ابنة لم يكن له ولد غيرها ، وكان يحبها حبّاً شديداً ، وكان يلهيها بصنوف اللهو ، فمكث كذلك زماناً ، وكان إلى جانب الملك عابدٌ ، فبينا هو ذات ليلة يقرأ إذ رفع صوته وهو يقول { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } فسمعت الجارية قراءته ، فقالت لجواريها : كفوا ، فلم يكفوا ، وجعل العابد يردد الآية والجارية تقول لهم : كفوا ، فلم يكفوا ، فوضعت يدها في جيبها فشقت ثيابها ، فانطلقوا إلى أبيها فأخبروه بالقصة ، فأقبل إليها ، فقال : يا حبيبتي ما حالك منذ الليلة ؟ ما يبكيك ؟ وضمها إليه ، فقالت : أسألك بالله يا أبت ، لله عز وجل دار فيها نار وقودها الناس والحجارة ؟ قال : نعم ، قالت : وما يمنعك يا أبت أن تخبرني ، والله لا أكلتُ طيِّباً ، ولا نمتُ على ليِّنٍ حتى أعلم أين منزلي في الجنة أو النار .

" صفوة الصفوة " ( 4 / 437-438 ) .

وينبغي عليك أن تبعدهم عن مراتع الفجور والضياع وألا تتركهم يتربون بالسبل الخبيثة من التلفاز وغيره ثم بعد ذلك تطالبهم بالصلاح ، فإن الذي يزرع الشوك لا يحصد العنب ، ويكون ذلك في الصغر ليسهل عليهم في الكبر وتتعوده أنفسهم ويسهل عليك أمرهم ونهيهم ويسهل عليهم طاعتك .

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " مروا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ".

رواه أبو داود ( 495 ) .

والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 5868 ) .

ولكن ينبغي على المؤدب أن يكون رحيماً حليماً سهلاً قريباً غير فاحش ولا متفحش يجادل بالتي هي أحسن بعيداً عن الشتائم والتوبيخ والضرب ، إلا أن يكون الولد ممن نشز عن الطاعة واستعلى على أمر أبيه وترك المأمور وقارف المحظور فعندئذٍ يفضَّل أن يستعمل معه الشدة من غير ضرر .

قال المناوي :

لأن يؤدب الرجل ولده عندما يبلغ من السن والعقل مبلغاً يحتمل ذلك بأن ينشئه على أخلاق صلحاء المؤمنين ويصونه عن مخالطة المفسدين ويعلمه القرآن والأدب ولسان العرب ويسمعه السنن وأقاويل السلف ويعلمه من أحكام الدين ما لا غنى عنه ويهدده ثم يضربه على نحو الصلاة وغير ذلك : خير له من أن يتصدق بصاع ؛ لأنه إذا أدبه صارت أفعاله من صدقاته الجارية ، وصدقة الصاع ينقطع ثوابها ، وهذا يدوم بدوام الولد والأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة { قوا أنفسكم وأهليكم ناراً } التحريم / 6 .

فوقايتك نفسك وولدك منها أن تعظها وتزجرها بورودها النار وتقيم أودهم بأنواع التأديب فمن الأدب الموعظة والوعيد والتهديد والضرب والحبس والعطية والنوال والبر فتأديب النفس الزكية الكريمة غير تأديب النفس الكريهة اللئيمة .

" فيض القدير " ( 5 / 257 ) .

والضرب وسيلة لاستقامة الولد ، لا أنه مرادٌ لذاته ، بل يصار إليه حال عنت الولد وعصيانه.

والشرع جعل نظام العقوبة في الإسلام وذلك في الإسلام كثير كحد الزاني والسارق والقاذف وغير ذلك ، وكلها شرعت لاستقامة حال الناس وكف شرهم .

وفي مثل هذا جاءت الوصية عن الرسول صلى الله عليه وسلم معلماً الأب ردع الولد :

عن ابن عباس عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : " علقوا السوط حيث يراه أهل البيت ، فإنه أدب لهم " .

رواه الطبراني ( 10 / 248 ) .

والحديث : حسّن إسنادَه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 106 ) .

وقال الألباني في صحيح الجامع ( 4022 ) : حسن .

فتربية الأولاد تكون ما بين الترغيب والترهيب ، وأهم ذلك كله إصلاح البيئة التي يعيش بها الأولاد بتوفير أسباب الهداية لهم وذلك بالتزام المربيين المسؤولين وهما الأبوان .

ومن الطرق التي ينجح المربي بها في تربية أولاده استخدام جهاز المسجل لسماع المواعظ وأشرطة القرآن وخطب ودروس العلماء حيث هي كثيرة .

أما الكتب التي سألت عنها والتي يمكن الرجوع إليها في تربية الأولاد فنوصيك بما يلي :

تربية الأطفال في رحاب الإسلام .

تأليف : محمد حامد الناصر ، وخولة عبد القادر درويش .

كيف يربي المسلم ولدَه .

تأليف : محمد سعيد المولوي .

تربية الأبناء في الإسلام .

تأليف : محمد جميل زينو .

كيف نربي أطفالنا .

تأليف : محمود مهدي الإستانبولي .

مسئولية الأب المسلم في تربية الولد

تأليف : عدنان با حارث

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-13, 23:13
حقوق الأباء و حقوق الأبناء

قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا كما أن للوالد على ولده حقوقاً .

عن ابن عمر قال : " إنما سماهم الله أبراراً لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا " . " الأدب المفرد " ( 94 ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبد الله بن عمر : " ….. وإن لولدك عليك حقاً " مسلم ( 1159 ) .

وحقوق الأولاد على آبائهم منها ما يكون قبل ولادة الولد ، فمن ذلك :

1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة :

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .

قال الشيخ عبد الغني الدهلوي : تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح وذوات النسب الشريف لئلا تكون المرأة من أولاد الزنا فإن هذه الرذيلة تتعدى إلى أولادها قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك } النور / 3 ، وإنما أمر بطلب الكفؤ للمجانسة وعدم لحوق العار . " شرح سنن ابن ماجه " ( 1 / 141 ) .

حقوق ما بعد ولادة المولود :

1- يسن تحنيك المولود حين ولادته .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان ابن لأبي طلحة يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي ( أي : مات ) فلما رجع أبو طلحة قال : ما فعل ابني ؟ قالت أم سليم : هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها فلما فرغ قالت : واروا الصبي ( أي : دفنوه ) فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : أعرستم الليلة ؟ قال : نعم ، قال : اللهم بارك لهما فولدت غلاما قال لي أبو طلحة : احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم وأرسلت معه بتمرات فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أمعه شيء ؟ قالوا : نعم تمرات فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في في ( أي : فم ) الصبي وحنكه به ، وسماه عبد الله " رواه البخاري ( 5153 ) ومسلم ( 2144 ) .

قال النووي :

اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر فإن تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو فيمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعة بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 14 / 122 – 123 ) .

2- تسمية الولد باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن .

عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن " رواه مسلم ( 2132 ) .

ويستحب تسمية الولد باسم الأنبياء :

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم " رواه مسلم ( 2315 ) .

ويستحب تسميته في اليوم السابع ولا بأس بتسميته في يوم ولادته للحديث السابق .

عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى " رواه أبو داود ( 2838 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4541 ) .

قال ابن القيم :

إن التسمية لما كانت حقيقتها تعريف الشيء المسمى لأنه إذا وجد وهو مجهول الاسم لم يكن له ما يقع تعريفه به فجاز تعريفه يوم وجوده وجاز تأخير التعريف إلى ثلاثة أيام وجاز إلى يوم العقيقة عنه ويجوز قبل ذلك وبعده والأمر فيه واسع . " تحفة المودود " ( ص 111 ) .

3- كما يسن حلق شعره في اليوم السابع والتصدق بوزنه فضة :

عن علي بن أبي طالب قال : " عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة وقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة قال فوزنته فكان وزنه درهما أو بعض درهم " رواه الترمذي ( 1519 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1226 ) .

4- كما تستحب العقيقة على والده كما مر سابقا من الحديث ، فقوله : " كل غلام رهينة بعقيقته ".

فيذبح عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة :

فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة " رواه الترمذي ( 1513 ) ، صحيح الترمذي ( 1221 ) أبو داود ( 2834 ) النسائي ( 4212 ) ابن ماجه ( 3163 ) .

5- الختان :

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب " رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .

- حقوق في التربية :

عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) .

فعلى الآباء مراعاة توجيه أبنائهم في الواجبات الدينية وغيرها من فضائل الشريعة المستحبة ومن أمور الدنيا التي فيها قوام معاشهم .

فيبدأ الرجل بتربية أبنائه على الأهم فالمهم فيبدأ بتربيتهم على العقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع ثم بالعبادات لاسيما الصلاة ، ثم يعلمهم ويربيهم على الأخلاق والآداب الحميدة ، وعلى كل فضيلة وخير .

قال الله تعالى : { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } لقمان / 13 .

عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر " رواه الترمذي ( 407 ) وأبو داود ( 494 ) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4025 ) .

وعن الربيع بنت معوذ قالت : " أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه ومن أصبح صائما فليصم قالت : فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار " رواه البخاري ( 1859 ) ومسلم ( 1136 ) .

وعن السائب بن يزيد قال : " حُج بي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن سبع سنين " رواه البخاري ( 1759 ) .

- التربية على الآداب والأخلاق :

ينبغي على كل أب وأم أن يعلموا أبناءهم وبناتهم على الخلق الحميد والآداب الرفيعة سواء في أدبهم مع الله أو نبيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو أدبهم مع قرآنهم وأمتهم ومع كل من يعرفون ممن لهم عليه حق ، فلا يسيئون العشرة مع خلطائهم ولا جيرانهم وأصدقائهم .

قال النووي :

على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين وهذا التعليم واجب على الأب وسائر الأولياء قبل بلوغ الصبي والصبية نص عليه الشافعي وأصحابه ، قال الشافعي وأصحابه : وعلى الأمهات أيضا هذا التعليم إذا لم يكن أب لأنه من باب التربية ولهن مدخل في ذلك وأجرة هذا التعليم في مال الصبي فإن لم يكن له مال فعلى من تلزمه نفقته لأنه مما يحتاج إليه والله أعلم .

" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 8 / 44 ) .

وينبغي عليه أن يربيهم على الآداب في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس والنوم والخروج من المنزل ودخوله وركوب المركبات وغير ذلك وفي أمرهم كله ، وأن يغرس فيهم صفات الرجال الحميدة من حب التضحية والإيثار والنجدة والشهامة والجود ، وأن يبعدهم عن الرذائل من جبن وبخل وقلة مروءة وقعود عن المكرمات وغير ذلك .

قال المناوي : ( كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا أي حقوقا كثيرة منها تعليمهم الفروض العينية وتأدبهم بالآداب الشرعية والعدل بينهم في العطية سواء كانت هبة أم هدية أم وقفا أم تبرعا آخر فإن فَضّل بلا عذر بطل عند بعض العلماء وكره عند بعضهم .

" فيض القدير " ( 2 / 574 ) .

وعليه أن يقي أبناءه وبناته من كل شيء مما شأنه أن يقربهم من النار ، قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .

قال القرطبي :

… وعن هذا عبَّر الحسن في هذه الآية بقوله : " يأمرهم وينهاهم " ، وقال بعض العلماء : لما قال : قوا أنفسكم دخل فيه الأولاد لأن الولد بعض منه كما دخل في قوله تعالى : { ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم } فلم يفردوا بالذكر إفراد سائر القرابات فيعلمه الحلال والحرام ويجنبه المعاصي والآثام إلى غير ذلك من الأحكام .

" تفسير القرطبي " ( 18 / 194 – 195 ) .

النفقة :

وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها ، بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه أبو داود ( 1692 ) ، وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4481 ) .

كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة ، ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا العمل الصالح .

عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال : من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار .

رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .

كذلك أيضاً من الأمور المهمة : وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها حق العدل بين الأولاد ، وهذا الحق أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 ) ، فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث ، وإذا وقع الأب في هذا الخطأ وفضّل بعض أولاده على بعض ولم يعدل بينهم تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :

ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي رواه مسلم ( 1623 ) لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء فاعدل بينهم في العطية .

ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .

والله اعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-13, 23:19
دور الآباء تجاه أبنائهم ، في وسط مجتمع لا يساعد على التربية ؟!!

السؤال

هناك ظاهرة شائعة بين الشباب في الغرب ، ألا وهي أن الآباء يتركون أبناءهم يفعلون بعض الأشياء الحرام ظانين أن ذلك يحميهم من السقوط فيما هو أشد ، مثال ذلك

: أن الآباء يقولون : إنهم يتركون أبناءهم يستمعون إلى الموسيقى بدلاً من خروجهم ومخالطتهم أصحاب السوء ، أو تركهم للمنزل بالكلية ، ويخشى الآباء من تطبيق شرع الله في بيوتهم خشية فرار أبنائهم ، فما رأي الإسلام في ذلك ؟ .
الجواب

الحمد لله

أولاً:

يختلف نجاح وفشل المسلم في تربية أولاده تبعاً لاختلاف اعتبارات كثيرة ، ومما لا شك فيه أن للبيئة التي يسكنون فيها دور كبير في نجاح تلك التربية وفشلها .

ثانياً:

يجب أن يعلم الوالدان أن الله تعالى قد استرعاهم رعية ، ووجب عليهم أداء الأمانة كما أمرهم الله تعالى بذلك في محكم التنزيل ، وجاءت السنَّة النبوية مؤكدة لهذا الأمر في كثير من الأحاديث الصحيحة ، كما جاءت نصوص الوحي بالوعيد لمن لم يحط رعيته بنصح ، ولمن فرَّط في الأمانة التي ائتمنه الله عليها .

عن مَعْقِلِ بْنِ يسار المُزنيِّ قال : سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرعِيهِ اللهُ رَعِيَّة يَموتُ يَوْمَ يَمُوتُ وهو غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللهُ عليه الجَنَّةَ ) .

وفي رواية : ( فَلَمْ يَحُطْها بِنَصِيحَةٍ إِلا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ ) رواه البخاري (6731) ومسلم (142) .

ثالثاً:

قد أمر الله تعالى أولياء أمور الأولاد بتربيتهم منذ صغرهم على الطاعة ، ومحبة الدِّين ، وهم وإن لم يكونوا مكلفين بسبب عدم بلوغهم : لكنه لا يُنتظر البلوغ لتوجيه النصح والإرشاد والأمر بالطاعة ؛ لأن الغالب على هذا السن أنه لا يستجيب أصحابه إلا أن يكونوا على تربوا على ذلك وتعلموه من أهلهم في صغرهم ، ومن هنا جاء الأمر للأولياء بتعليم الأولاد الصغار الصلاة منذ سن السابعة ، وبالضرب عليها في سن العاشرة ، وكان الصحابة يصوِّمون أولادهم الصغار ؛ تعويداً لهم على محبة الدين ، وشرائعه ، ليسهل عليهم تنفيذ الأوامر والابتعاد عن النواهي عند الكبَر .

عن عبد الله بن عمرو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ ) .

أبو داود ( 495 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .

عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِى حَوْلَ الْمَدِينَةِ : ( مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ ) ، فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ.

رواه البخاري (1960) ومسلم (1136) .

وكما يربونهم على فعل الطاعات : فإنهم يمنعنونهم من المحرمات ، وفعل الولد للطاعة إنما يكون أجرها له ولمن علّمه وشجعه عليها ، وأما فعل المعصية : فإن الصغير لا يأثم ، وإنما يأثم من مكَّنه منها ، وترك بابها مفتوحا أمامه ولم يغلقه ، وأما من دله عليها ، فهذا كمن فعل !!

ولذا فإنه ليس من التشدد في شيء أن يربي المسلم أولاده على الطاعة ، وأن يمنعهم من فعل المحرمات ، كلبس الذكر للذهب ، أو الحرير ، أو لبس الأنثى لثياب الذكور ، أو الكذب ، والسرقة ، والشتم ، وغيرها من المعاصي ، كما أنه ليس من التشدد أن يربي المسلم ابنته على الحياء ، والعفاف ، وعدم الاختلاط ؛ لأنه من شبَّ على شيء يُخشى عليه الاستمرار عليه .

قال ابن القيم - رحمه الله - :

والصبي وإن لم يكن مكلفاً : فوليُّه مكلَّف ، لا يحل له تمكينه من المحرَّم , فإنه يعتاده ، ويعسر فطامه عنه .
" تحفة المودود بأحكام المولود " ( ص 162 ) .

وقال - رحمه الله - :

فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه ، فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم كباراً .

" تحفة الودود " ( ص 229 ) .

وسئل علماء اللجنة الدائمة :

بالنسبة لأولادي الصغار : هل تعليمهم آداب الإسلام ، وإلزام البنات منهم الصغار بالملابس الإسلامية ، هل يعتبر ذلك تشدداً ؟ وإذا كان فعْلي هذا صحيحاً : فما الدليل عليه من الكتاب والسنَّة ؟ .

فأجابوا :

ما ذكرتيه من إلزام البنات بالملابس الواسعة والساترة ، وتعودهن على ذلك من الصغر : هذا ليس من التشدد ، بل أنتِ على حق في تربيتهم التربية الإسلامية .

الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان .

" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 25 / 285 ، 286 ) .

وفي كتابه " مجموعة أسئلة تهم الأسرة المسلمة " قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :

يقول أهل العلم : إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه الكبير ، وما كان فيه صور : فإلباسه الكبير حرام ، فيكون إلباسه الصغير حراماً أيضاً ، وهو كذلك .

والذي ينبغي للمسلمين أن يقاطعوا مثل هذه الثياب ، والأحذية حتى لا يدخل علينا أهل الشر والفساد من هذه النواحي ، وهي إذا قوطعت فلن يجدوا سبيلا إلي إيصالها إلي هذه البلاد وتهوين أمرها بينهم .

وسئل – بعدها - :

هل يجوز لبس الأطفال الذكور مما يخص الإناث كالذهب والحرير أو غيره والعكس ؟ .

فأجاب :

هذه مفهومة من الجواب الأول ، قلت : إن العلماء يقولون إنه يحرم إلباس الصبي ما يحرم إلباسه البالغ ، وعلى هذا فيحرم إلباس الأطفال من الذكور ما يختص بالإناث وكذلك العكس .

وسئل – بعدها - :

هل يدخل تحت هذا إسبال الثياب للأطفال الذكور؟ .

فأجاب :

نعم يدخل . انتهى

والله أعلم

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2018-06-14, 22:03
اخوة الاسلام

كل عام وانتم بخير

ودائما يارب من خير الي خير

https://f.top4top.net/p_895rim901.jpg (https://up.top4top.net/)

.

abousoumia
2018-06-15, 10:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اخوتي في الله اهنؤكم بمناسبة عيد الفطر المبارك , راجيا منى المولى تبارك وتعالى ان يجمعنا كل عام بالف خير .
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير . #زهرة3

abousoumia
2018-06-16, 10:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: السـلام عليـكم أهـل الخيـر اردت أن أسـأل عـن حـكم إغمـاض العيـن أثنـاء الصـلاة,جـزاكـم الله خيـراً.
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ: فمن تأمل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وما صح عن الصحابة الكرام، علم أن السنة فتح العينين في الصلاة،
تغميض العينين في الصلاة لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هدي أصحابه، ولكن هذا لا يمنع من تغميضهما عند الحاجة، أو دعت إليه مناسبة، كما لو كان الفراش مزخرفًا، أو كان لا يخشع إلا هكذا، وقد فصّل تلك المسألة شيخ الإسلام ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 283) فقال:
"ولم يكن من هديه صلى الله عليه وسلم تغميض عينيه في الصلاة، وقد تقدم أنه كان في التشهد يومئ ببصره إلى أصبعه في الدعاء، ولا يجاوز بصره إشارته... "،
ثم ذكر أدلة كثيرة تفيد أن النبي كان يفتح عينيه في الصلاة، ثم قال:
"وقد اختلف الفقهاء في كراهته، فكرهه الإمام أحمد وغيره، وقالوا: هو فعل اليهود، وأباحه جماعة ولم يكرهوه، وقالوا: قد يكون أقرب إلى تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة، وسرها ومقصودها. والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لا يخل بالخشوع، فهو أفضل، وإن كان يحول بينه وبين الخشوع؛ لما في قبلته من الزخرفة والتزويق، أو غيره مما يشوش عليه قلبه، فهنالك لا يكره التغميض قطعًا، والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده، من القول بالكراهة". اهـ. هذا؛ والله أعلم. #زهرة4

abousoumia
2018-06-18, 11:30
زيارة القبور يوم العيد غير مشروعة
السؤال: جرت العادة عندنا أن يذهب الناس يوم العيد بعد انتهاء صلاة العيد لزيارة القبور، ويقرؤون القرآن حول القبر، وتخرج النساء كذلك معهم، ويوزعون الحلوى والقهوة والشاي، ويضعون جريد النخل والزهور على القبور فما قولكم في ذلك؟
الإجابة: إن زيارة القبور سنة مشروعة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد ثبت في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها فإنها تذكركم بالآخرة" (رواه مسلم). ولكن الشرع لم يحدد يوماً معيناً لزيارة القبور، لذلك فإن تخصيص يومي العيد بزيارة القبور بدعة مكروهة، وقد تكون حراماً إذا رافقتها الأمور المنكرة التي نشاهدها في أيامنا هذه يوم العيد من خروج النساء المتبرجات إلى القبور، واختلاطهن بالرجال، وكذلك انتهاك حرمات الأموات من الجلوس على القبور ووطئها بالأقدام، وغير ذلك من الأمور المخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. . وينبغي أن يُعلم أنه لا يجوز تخصيص زمان أو مكان بشيء من العبادة إلا بدليل شرعي. وتخصيص يوم العيد بزيارة القبور مما لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكن من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا صحابته رضي الله عنهم زيارة القبور يوم العيد، وإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الخير كل الخير بالاتباع، والشر كل الشر بالابتداع. . وأما قراءة القرأن على القبور فأمر غير مشروع أيضاً، بل هو بدعة منكرة ما فعلها رسول صلى الله عليه وسلم ولا نقلت عن صحابته رضي الله عنهم، ولا يجوز فعل ذلك، وعلى المسلم أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار رضي الله عنهم. والرسول صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة ما يقولون عند زيارتهم للقبور، فقد ورد في الحديث عن بريدة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقول قائلهم: "السلام عليكم أهل الديار المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية" (رواه مسلم). فالمشروع في حق من يزور المقابر أن يسلم على الأموات بهذه الصيغة أو نحوها، وأن يدعو ويستغفر لهم، وأما قراءة الفاتحة كما يفعله أكثر الناس اليوم، وكذا قراءة غيرها من القرآن لا أصل له في الشرع، وإن توارثه الناس في بلادنا كابراً عن كابر فإن الحق في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا فيما يعتاده الناس. قال الشيخ محمد رضا صاحب (تفسير المنار): "... فاعلم أن ما اشتهر وعم البدو والحضر من قراءة الفاتحة للموتى لم يرد في حديث صحيح ولا ضعيف، فهو من البدع المخالفة لما تقدم من النصوص القطعية، ولكنه صار بسكوت اللابسين لباس العلماء وبإقرارهم له ثم بمجاراة العامة عليه من قبيل السنن المؤكدة أو الفرائض المحتمة" (8/268). . ومما يدل على عدم مشروعية قراءة القرآن على القبور قول النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان يفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة} (رواه مسلم). فهذا يدل على أن القبور ليست محلاً لقراءة القرآن شرعاً، فلذلك حضّ الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن في البيوت، ونهى عن جعل البيوت كالمقابر في عدم قراءة القرآن. . وأما خروج النساء إلى زيارة القبور في أي يوم من أيام السنة فالأصل فيه الجواز، لدخول النساء في عموم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم: "كنت نهيتكم... ألا فزوروها"، ولأن العلة في زيارة القبور وهي التذكرة بالآخرة تشارك النساء فيها الرجال، ولثبوت ذلك بأحاديث منها حديث عبد الله بن أبي مليكة: أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر فقلت لها: يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر عبد الرحمن ابن أبي بكر، فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور؟ قالت: "نعم، ثم أمر بزيارتها" (رواه الحاكم والبيهقي، وإسناده صحيح قاله الألبـاني)، وفي رواية عنها: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور" (رواه ابن ماجة). وفي الباب أيضاً حديث عائشة عند مسلم، وهو حديث طويل لم أذكره لذلك. وأما خروج النساء لزيارة القبور يوم العيد فحكمه كما قلت سابقاً لا يجوز، فهو بدعة مكروهة لأنه تخصيص لعبادة بزمان معين بدون دليل، وقد يصل إلى درجة التحريم إذا عرفنا حال كثير من النساء اللواتي يخرجن إلى المقابر من التبرج، وإبداء الزينة والاختلاط الفاحش بالرجال!! فأرى أنه يجب على أولياء أمورهن منعهن من الخروج إلى المقابر وهن على تلك الحال، وإن لم يفعلوا فهم آثمون والعياذ بالله. .. وأما وضع جريد النخل وباقات الزهور أو أكاليل الزهور على القبور، فلا يجوز أيضاً لأنه أمر محدث، ولا يصح الاحتجاج بحديث ابن عباس وهو بما معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير"... ثم أخذ جريدة فشقها نصفيفن، فوضع كل نصف على قبر وقال: "لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا". فهذا الحديث صحيح ولا شك، ولكن لا دلالة فيه على أن وضع جريدة النخل وأكاليل الزهور على قبور الأموات عامة جائز لما يلي: - أولاً: إن النبي صلى الله عليه وسلم أعلمه الله أن الرجلين يعذبان ونحن لا نعرف هل أصحاب القبور يعذبون أم لا؟ - ثانياً: إذا فعلنا ذلك فقد أسأنا إلى الأموات لأننا نظن ظن السوء أنهم يعذبون وما يدرينا لعلهم ينعمون. - ثالثاً: إن وضـع الجريد والزهور لما كان عليه سلف الأمة الصالحة الذين هم أعلم بشريعة الله منا. - رابعاً: إن وضع جريد النخل على القبر خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الخطابي في معالم السنن: "أنه من التبرك بأثر النبي صلى الله عليه وسلم ودعائه بالتخفيف عنهما"... إلى أن قال: "والعامة في كثير من البلدان تغرس الخوص في قبور موتاهم وأراهم ذهبوا إلى هذا وليس لما تعاطوه من ذلك وجه" (1/27). ويؤيد أن وضع الجريد خاص برسول الله صلى الله عليه وسلم ما ورد في حديث جابر عند مسلم وفيه: "أني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرد عنهما ما دام الغصنان رطبين"، فهذا دليل على أن رفع العذاب عنهما كان بسبب شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعائه لا بسبب نداوة الغصنين. . وبناء على ما تقدم لا أنصح أحداً من المسلمين بوضع جريد النخل أو أكاليل الزهور على القبور، وأنصح من يفعلون ذلك بأن يتصدقوا بثمن ذلك عن أمواتهم، فإن ذلك ينفعهم ويصلهم ثوابه إن شاء الله كما قاله بعض المحققين من العلماء #زهرة4

*عبدالرحمن*
2018-06-18, 16:38
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


هل يثاب المسلم على تركه للمعاصي على كل حال ؟

السؤال:

عندما يتجنب شخص بعض المحرمات ليس لمخافة الله عز وجل ؛ ولكن لمخافة الناس ويقر أنه يفعلها من أجل الناس ، على سبيل المثال : عندما يتجنب شخص الذهاب إلى الأماكن المختلطة أو الديسكو والحفلات المحرمة ، من أجل أن لا يراه شخص معين ، وليس من أجل الله عز وجل وهو يعرف ذلك ، هل هذا يعد شركًا أصغر ؟ أم ماذا ؟ وماذا عن الأولاد الذي يؤدون الصلوات فقط لكي يرضوا آباءهم وليس لله عز وجل ؟

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

إذا ترك الإنسان فعل المعصية ، فلا يخلو تركه لها من أحوال :

الحال الأولى : أن يترك المعصية خوفا من الله ، فهذا مأجور على تركه لتلك المعصية ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي : ( ... وَإِنْ تَرَكَهَا – أي : السيئة - مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ... ) رواه البخاري (7501) .

الحال الثانية : أن يترك المعصية مراءاةً للناس وطلباً لمدحهم ، فهذا غير مأجور على تركه ، بل قد يأثم على ذلك ؛ لأن ترك المعصية عبادة ، والعبادة لا تكون إلا لله .

قال ابن رجب رحمه الله

: " فأما إن همّ بمعصية ثم ترك عملها خوفا من المخلوقين ، أو مراءاة لهم ، فقد قيل : إنه يعاقب على تركها بهذه النية ؛ لأن تقديم خوف المخلوقين على خوف الله محرم ، وكذلك قصد الرياء للمخلوقين محرم ، فإذا اقترن به ترك المعصية لأجله عوقب على هذا الترك "

انتهى من " جامع العلوم والحكم " ( 2 / 321 ) .

وقال ابن القيم الجوزية رحمه الله : " والثاني : كترك من يتركها لغير الله لا لله ، فهذا يعاقب على تركه لغير الله كما يعاقب على فعله لغير الله ، فإن ذلك الترك والامتناع فعل من أفعال القلب ، فإذا عبد به غير الله استحق العقوبة "

انتهى من " شفاء العليل " ص 170.

الحال الثالثة : أن يترك المعصية حياء من الناس ، فهذا لا إثم عليه ، لكن قد يثاب على الترك إذا صاحب ذلك مقصد شرعي مما يحبه الله تعالى ، كأن يترك المعصية خشية أن يُقدح في الدعاة وأهل الدين .

قال ابن القيم رحمه الله - مفرقا بين هذه الحال والحال التي قبلها - : " فإن قيل كيف يعاقب على ترك المعصية حياء من الخلق وإبقاء على جاهه بينهم وخوفا منهم أن يتسلطوا عليه ، والله سبحانه لا يذم على ذلك ولا يمنع منه .

قيل : لا ريب أنه لا يعاقب على ذلك ، وإنما يعاقب على تقربه إلى الناس بالترك ومرآتهم به ، وأنه تركها خوفا من الله ومراقبة ، وهو في الباطن بخلاف ذلك ، فالفرق بين تركٍ يتقرب به إليهم ومرآتهم به ، وتركٍ يكون مصدره الحياء منهم وخوف أذاهم له وسقوطه من أعينهم ، فهذا لا يعاقب عليه بل قد يثاب عليه إذا كان له فيه غرض يحبه الله ، من حفظ مقام الدعوة إلى الله ، وقبولهم منه ونحو ذلك "

انتهى من " شفاء العليل " ص 170 .

الحال الرابعة : أن يترك المعصية رغبة عنها ، وليس تركه لها خوفاً من الله أو لأجل أحد من خلقه ، فهذا لا يؤجر ولا يأثم .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : " وهذا الهام بالسيئة : فإما أن يتركها لخشية الله وخوفه أو يتركها لغير ذلك ، فإن تركها لخشية الله كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، كما قد صرح به في الحديث ، وكما قد جاء في الحديث الآخر : ( اكتبوها له حسنة فإنما تركها من أجلي ، أو قال : من جرائي ) .

وأما إن تركها لغير ذلك : لم تكتب عليه سيئة ، كما جاء في الحديث الآخر ‏:‏ ‏( ‏فإن لم يعملها لم تكتب عليه‏ )‏‏ ، وبهذا تتفق معاني الأحاديث "

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 10 / 738 ) .

ثانياً :

العبادة لا تقبل من المسلم إلا بشرطين :

الأول : إخلاص النية لله تعالى ، وهو أن يكون مراد العبد بأقواله وأعماله الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى دون غيره .

الثاني : موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يعبد إلا به ، وذلك يكون بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ، وترك مخالفته ، وعدم إحداث عبادة جديدة أو هيئة جديدة في العبادة لم تثبت عنه عليه الصلاة والسلام .

والدليل على هذين الشرطين قوله تعالى : ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) الكهف/110 .

فعلى هذا ، إذا صلى الولد الصلاة خوفاً من والده أو طلباً لرضاه ، ولم ينو مع ذلك رضا الله ، فإن صلاته غير مقبولة ؛ لأن الصلاة عبادة والعبادة لا تكون إلا لله .

أما إذا نوى في صلاته - وهو الغالب - رضا الله ثم رضا والديه تبعا ، فالصلاة في هذه الحال مقبولة إن شاء الله .

والله أعلم

*عبدالرحمن*
2018-06-18, 16:44
كيف تتصرف مع أولادك عند التهاون بشأن الصلاة ؟

السؤال

أريد أن يحرص أطفالي على الصلاة لأنهم يصلون فرضا ويتركون فروضا ، وأنا دائما أنصحهم وأدعو الله لهم بالهداية فكيف أرغبهم وأعلق قلوبهم بالصلاة ؟.

الجواب :

الحمد لله

أولا :

لا شك أن أمر الصلاة من أعظم وأجلّ الأمور الشرعية ؛ حيث كانت عمود الدين ، وعنوان الفلاح ، وعلامة التقوى ، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله .

ولا شك أن العناية بتربية النشأ التربية الإسلامية الصحيحة ، على إقامة الصلاة ، وتقوى الله في الأقوال والأفعال ، من أمارات التوفيق ، وعلامات السداد .

وقد قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طه / 132

" أي : حث أهلك على الصلاة ، وأزعجهم إليها من فرض ونفل . والأمر بالشيء ، أمر بجميع ما لا يتم إلا به ، فيكون أمرا بتعليمهم ، ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها " .

"تفسير السعدي" (ص 517)

وقال تعالى عن نبيه إسماعيل عليه السلام : ( وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ) مريم / 55
وقال تعالى للذين آمنوا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ ... ) التحريم / 6 . " أي : مروهم بالمعروف ، وانهوهم عن المنكر ، ولا تدعوهم هملا فتأكلهم النار يوم القيامة " .

"تفسير ابن كثير" (5 / 240)

وروى أبو داود (495) وأحمد (6650) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) .

وصححه الألباني في "الإرواء" (247)

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" والعناية بأهل البيت ، لا تغفل عنهم يا عبد الله ، عليك أن تجتهد في صلاحهم ، وأن تأمر بنيك وبناتك بالصلاة لسبع ، وتضربهم عليها لعشر ، ضربا خفيفا يعينهم على طاعة الله ، ويعودهم أداء الصلاة في وقتها ، حتى يستقيموا على دين الله ويعرفوا الحق ، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "

انتهى ملخصا .
"مجموع فتاوى ابن باز" (6/46)

ثانيا :

أما عن الأساليب المعينة على تأديب الأولاد وتربيتهم على الصلاة ، وتعظيم قدرها ، فيمكن إجمالها فيما يلي :
- ضرورة وجود القدوة العملية متمثلة في تمام حرص الأبوين على الصلاة في مواقيتها .

- حرص الأب على اصطحاب أبنائه معه إلى الصلاة . وحرص الأم على أمر بناتها للقيام بالصلاة معها في البيت .
- التذكير بأهمية الصلاة ، وبيان أنها ركن عظيم من أركان الدين ، ولا يتم الدين إلا بها .

- الترغيب في إقامة الصلاة في مواقيتها ، وبيان أن الله وعد على إقامة الصلاة بالجنة ؛ كما روى أبو داود (425) عن عُبَادَة بْن الصَّامِتِ رضي الله عنه قال : أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( خَمْسُ صَلَوَاتٍ

افْتَرَضَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى ، مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ وَخُشُوعَهُنَّ كَانَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ ، وَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَلَيْسَ لَهُ عَلَى اللَّهِ عَهْدٌ ، إِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ وَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
فمن أراد أن يكون في عهد الله فليصل ، ومن أراد أن لا يكون في عهده ويعرض نفسه لسخطه وعذابه وأليم عقابه فليدع الصلاة !

مع ذكر أحاديث الترغيب والترهيب في باب الصلاة .

- استغلال كافة الوسائل المتاحة من النصح السهل الرقيق ، وتوفير الكتيبات وشرائط الكاسيت التي تتحدث عن أمر الصلاة وتبين علو شأنها ومنزلتها .

- تحريض الأبناء على مصاحبة المحافظين على الصلاة ، مع غرس الدوافع الإيجابية في نفوسهم التي تدفعهم إلى التنافس الشريف على إقامة الصلاة والمسارعة في الخيرات .

- التشجيع المادي والأدبي ، المتمثلان في الهدايا العينية وعبارات الثناء والتشجيع ونحو ذلك .

- استخدام الأسلوب النبوي في معالجة أمر الصلاة ، كما تقدم في حديث أبي داود ، من أمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين ، ثم ضربهم عليها إذا بلغوا عشرا ، مع مراعاة الحكمة في الضرب ، حيث يغلب على الظن نفعه ، وتوظيف الشدة والتعنيف في الوضع الصحيح .

- استخدام أسلوب الهجر والمجافاة عند ترك الصلاة ، أو التهاون بشأنها ، وهو نوع من العقاب الشرعي المؤثر .
- الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله ، أن يهديهم صراطه المستقيم ، وأن يجعلهم من المصلين المتقين ، وهذا في الواقع من أعظم أساب صلاح الذرية ، وإن غفل عنه كثير من الناس .

- ألا يمل الوالدان من تكرار التذكير والنصح والتأديب ، حتى وإن كرر الأولاد التهاون والتفريط ، وألا ييأسا من هداية الأبناء ، فلا أحد يدري : هل أتى أوان الكلمة التي تنفع ، أو لا ؟

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-18, 16:47
هل يلزمه إيقاظ أولاده الذين بلغوا سبع سنين لصلاة الفجر

السؤال

لدي بنت عمرها سبع سنوات وهي تصلي ولله الحمد ، هل يجب علي إيقاظها لصلاة الفجر ؟

مع العلم أن هذا قد نَفَّرها من الصلاة .

الجواب

الحمد لله

الأب راع في بيته وهو مسئول عن رعيته ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وعليه أن يربي أبناءه وينشّئهم على أداء الواجبات وترك المحرمات ، ومن ذلك : أمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين ؛ لما روى أبو داود (495) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) صححه الألباني في صحيح أبي داود .

وينبغي أن يتلطف الأب في أمر أولاده الصغار بالصلاة ، وأن يشجعهم على أدائها بالثناء والهدية والمكافأة ، حتى يعتادوا عليها ويحبوها .

ولك أن تؤخر إيقاظ ابنتك إلى قرب طلوع الشمس ، مع ترغيبها في النوم المبكر ليسهل عليها القيام .

ولا حرج عليك إذا تركت إيقاظها في الأيام التي ترى أنه يشق عليها الاستيقاظ فيها ، لكونها ـ مثلا ـ قد نامت متأخرة ، أو لشدة البرد ، ونحو ذلك .

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : لي ولد عمره حوالي تسع سنوات هل أوقظه لصلاة الفجر؟

فأجاب: "نعم ، إذا كان للإنسان أولاد ذكور أو إناث بلغوا عشر سنين فليوقظهم ، وما دون ذلك إن أيقظهم ليصلوا في الوقت فهذا هو الأفضل ، وإلا فلا إثم عليه ، ولكن الاختيار أن يوقظهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مروا أبناءكم للصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع) " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وسئل أيضا: ابني يبلغ من العمر ثمان سنوات ، هل أوقظه لصلاة الفجر؟ وإذا لم يصل هل أنا آثم؟

فأجاب : "الظاهر أن هذا يُنظر: إذا كان مثلاً في أيام الشتاء وأيام البرد والمشقة فلا بأس أن يُترك وإذا قام ، يقال له: صل. وأما إذا كان الجو معتدلاً ولا ضرر عليه في الإقامة فأقمه حتى يعتاد ويصلي مع الناس، ويوجد والحمد لله الآن صبيان صغار ما بين السابعة إلى العاشرة نراهم يأتون مع آبائهم في صلاة الفجر، فإذا اعتاد الصبي على ذلك من أول عمره صار في هذا خير كثير، أما مع المشقة فإنه لا يجب عليك أن توقظهم، لكن إذا استيقظوا مرهم بالصلاة "

انتهى من "اللقاء الشهري" (40/18).

والله أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-18, 16:49
السؤال

كيف يكون ضرب الأطفال على الصلاة ؟

الجواب

الحمد لله

فقد روى أبو داود (495) وأحمد (6650) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ) . وصححه الألباني في "الإرواء" (247)

قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (1/357) :

" َهَذَا الْأَمْرُ وَالتَّأْدِيبُ الْمَشْرُوعُ فِي حَقِّ الصَّبِيِّ لِتَمْرِينِهِ عَلَى الصَّلَاةِ , كَيْ يَأْلَفَهَا وَيَعْتَادَهَا , وَلَا يَتْرُكَهَا عِنْدَ الْبُلُوغِ " انتهى .

وقال السبكي :

" يَجِبُ عَلَى الْوَلِيِّ أَنْ يَأْمُرَ الصَّبِيَّ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ وَيَضْرِبَهُ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ .

ولَا نُنْكِرُ وُجُوبَ الْأَمْرِ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَالضَّرْبَ عَلَى مَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ ، وَنَحْنُ نَضْرِبُ الْبَهِيمَةَ لِلتَّأْدِيبِ فَكَيْفَ الصَّبِيُّ ؟ وَذَلِكَ لِمَصْلَحَتِهِ وَأَنْ يَعْتَادَ بِهَا قَبْلَ بُلُوغِهِ " انتهى ملخصا .

"فتاوى السبكي" (1/379)

فيؤمر الصبي والجارية بالصلاة لسبع , ويضربان عليها لعشر , كما يؤمران بصوم رمضان , ويشجعان على كل خير ، من قراءة القرآن , وصلاة النافلة , والحج والعمرة , والإكثار من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد , ويمنعان من جميع المعاصي .

ويشترط في ضرب الصبي على الصلاة أن يكون ضربا هينا غير مبرّح ، لا يشق جلدا ، ولا يكسر سنا أو عظما ، ويكون على الظهر أو الكتف وما أشبه ذلك ، ويتجنب الوجه لأنه يحرم ضربه ، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم .

ولا يكون فوق عشرة أسواط ، ويكون للتأديب والتربية ، فلا يظهر به الرغبة في العقاب إلا عند الحاجة إلى بيان ذلك ، لكثرة نفور الصبي وتركه للصلاة ونحوه .

عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " . رواه البخاري ( 6456 ) ومسلم ( 3222 ) .

قال ابن القيم رحمه الله :

" فقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله " يريد به الجناية التي هي حق لله .
فإن قيل : فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية ؟ .

قيل : في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره , للتأديب ونحوه , فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث " انتهى .

إعلام الموقعين " ( 2/23 )

كما ينبغي أن لا يكون أمام أحد ، صيانة لكرامة الصبي أمام نفسه وأمام غيره من أصحابه وغيرهم .

وينبغي أن يُعلم من سيرة الأب مع أبنائه ، وتأديبه لهم أنه لا يضرب من يضربه إلا طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لا قصد له من وراء ذلك إلا تمام مصلحته ، والحرص على تربيته على الوجه المشروع ، حتى لا يشب الصبي كارها للأمر الشرعي الذي يشق عليه ويضرب من أجل تركه .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله :

" والعناية بأهل البيت ، لا تغفل عنهم يا عبد الله ، عليك أن تجتهد في صلاحهم ، وأن تأمر بنيك وبناتك بالصلاة لسبع ، وتضربهم عليها لعشر ، ضربا خفيفا يعينهم على طاعة الله ، ويعودهم أداء الصلاة في وقتها ، حتى يستقيموا على دين الله ويعرفوا الحق ، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى ملخصا .

"مجموع فتاوى ابن باز" (6/46)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نأمر أولادنا بالصلاة لسبع سنين ، وأن نضربهم عليها لعشر سنين ، مع أنهم لم يُكلفوا بعد ، من أجل أن يتمرنوا على فعل الطاعة ويألفوها ، حتى تسهل عليهم بعد الكبر ، وتكون محبوبة لديهم ، كذلك الأمور التي ليست بالمحمودة ، لا ينبغي أن يعود الصغار عليها وإن كانوا غير مكلفين ؛ وذلك لأنهم يألفونها عند الكبر ويستسيغونها" انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (11/386)

وقال الشيخ أيضا :

" الأمر للوجوب ، لكن يقيد بما إذا كان الضرب نافعاً ؛ لأنه أحياناً تضرب الصبي ولكن ما ينتفع بالضرب ، ما يزداد إلا صياحاً وعويلاً ولا يستفيد ، ثم إن المراد بالضرب الضرب غير المبرح ، الضرب السهل الذي يحصل به الإصلاح ولا يحصل به الضرر " انتهى .

"لقاء الباب المفتوح" (95/18)

وقال رحمه الله أيضا :

" لا يضرب ضرباً مبرحاً ، ولا يضرب على الوجه مثلاً ، ولا على المحل القاتل ، وإنما يضرب على الظهر أو الكتف أو ما أشبه ذلك مما لا يكون سبباً في هلاكه . والضرب على الوجه له خطره ؛ لأن الوجه أعلى ما يكون للإنسان وأكرم ما يكون على الإنسان ، وإذا ضرب عليه أصابه من الذل والهوان أكثر مما لو ضرب على ظهره ، ولهذا نهي عن الضرب على الوجه " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (13/2)

وقال الشيخ الفوزان :

" الضّرب وسيلة من وسائل التربية ، فللمعلِّم أن يضرب ، وللمؤدِّب أن يضرب ، ولولّي الأمر أن يضرب تأديباً وتعزيراً ، وللزوج أن يضرب زوجته على النشور .

لكن يكون بحدود ، لا يكون ضرباً مبرحاً يشقّ الجلْد أو يكسرُ العظم ، وإنّما يكون بقدر الحاجة " انتهى ملخصا .

"إغاثة المستفيد بشرح كتاب التوحيد" (282- 284)

كما ينبغي التنبه أيضا إلى أن تأديب الصبي ليس على ترك الصلاة فقط ، وإنما هو أيضا على التهاون بها في شروطها وأركانها وواجباتها ، فقد يصلي الصبي ولكنه يجمع بين الصلوات ، أو يصلي بغير وضوء ، أو لا يحسن يصلي ، فيجب تعليمه شأن الصلاة كله ، والتأكيد على واجباتها وأركانها وشروطها ، فإن فرط في شيء من ذلك ألححنا عليه في النصح ، وعلمناه مرة بعد مرة ، فإن أصر أُدّب بالضرب حتى يحسن الصلاة .

والله تعالى أعلم .

*عبدالرحمن*
2018-06-18, 16:51
https://c.top4top.net/p_899k22ru1.jpg (https://up.top4top.net/)

.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

abousoumia
2018-06-19, 18:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تحريم الصور والتماثيل
1-الأدلة القاطعة على تحريم التصوير:

النص الأول: روى البخاري ومسلم عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله».
النص الثاني: روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن اصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيو ما خلقتم».
النص الثالث: روى البخاري ومسلم وأحمد عن أبي زُرعة قال: دخلتُ مع أبي هريرة دار مروان بن الحكم، فرأى فيها تصاوير وهي تُبنى، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عزّ وجلّ: «ومن أظلم ممّن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرّة، أو فليخلقوا حبة، أو فليخلقوا شعيرة».
النص الرابع: روى البخاري ومسلم والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال له: إني أصوّر هذه الصور فأفْتني فيها، فقال له: ادن مني فدنا، ثم قال: ادن مني فدنا، حتى وضع يده على رأسه وقال: إنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعته يقول: «كلّ مصوّر في النار، يُجعل له بكل صورة صوّرها نفس فيعذبه في جهنم».
قال ابن عباس: (فإن كنت لا بدّ فاعلاً فصوّر الشجر، وما لا روح فيه).
وفي رواية أخرى عنه: سمعته يقول: «من صوّر صورة فإنّ الله يعذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبداً» ثم قال له ابن عباس: (إن أبيت إلاّ أن تصنع، فعليك بهذه الشجر، كل شيء ليس فيه روح).
النص الخامس: روى الشيخان وأصحاب السنن عن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها النبي صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل، قالت: فعرفت في وجهه الكراهية، فقلت يا رسول الله: أتوب إلى الله ورسوله ماذا أذنبت؟ فقال: ما بال هذه النمرقة؟ قلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتَوَسّدها، فقال: إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إنّ البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة.
النص السادس: روى مسلم في صحيحه عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي عليّ رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألاّ تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلاّ سويته).
النص السابع: (روى الستة عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطاً فسترته على الباب، فلما قدم ورأى النمط عرفت الكراهة في وجهه، فجذبه حتى هتكه وقال: «إنّ الله لم يأمرنا أن نكسوا الحجارة والطين!!» قالت عائشة: فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك عليّ).
النص الثامن: روى الشيخان والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما اشتكى النبي صلى الله عليه وسلم ذكر بعضُ نسائه كنيسةً يقال لها (مارية) وكانت أم سلمة، وأم حبيبة أتتا أرض الحبشة، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، فرفع صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: «أولئك إذا مات فيهم الرجلُ الصالحُ، بنوا على قبره مسجداً، ثمّ صوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرارُ خلق الله».
أقول: هذه النصوص وأمثَالها كثير، تدل دلالة قاطعة على حرمة التصوير، وكلُ من درس الإسلام علِمَ عِلْمَ اليقين أن النبي صلى الله عليه وسلم حرّم التصوير، واقتناء الصور وبيعها، وكان يحطّم ما يجده منها، وقد ورد تشديد الوعيد على المصوّرين، واتفق أئمة المذاهب على تحريم التصوير لم يخالف في ذلك أحد، ولبعض العلماء استثناء شيء منها، سنذكره فيما بعد، كما نذكر علة التحريم، ونعرّج بعد ذلك على حكم التصوير الشمسي (الفوتوغرافي) وننقل آراء العلماء فيه على ضوء النصوص الكريمة.
2-العلة في تحريم التصوير:

يظهر لنا من النصوص النبوية السابقة، أنّ العلة في تحريم التماثيل والصور، هي (المضاهاة) والمشابهة لخلق الله تعالى، يدل على ذلك:
أ- حديث: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله».
ب- وحديث: «إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون... يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».
ج- وحديث: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي... فليخلقوا حبة، أو فليخلقوا شعيرة».
فالعلة هي إذاً: التشبه بخلق الله، والمضاهاة لصنعه جل وعلا.
كما أن الحكمة أيضاً في تحريم التصوير هي: البعد عن مظاهر الوثنية، وحماية العقيدة من الشرك، وعبادة الأصنام، فما دخلت الوثنيّة إلى الأمم الغابرة إلاّ عن طريق (الصور والتماثيل) كما دل عليه حديث أم سلمة وأم حبيبة السابق وفيه قوله عليه الصلاة والسلام: «أولئك كان إذا مات فيهم الرجل الصالح، بنوا على قبره مسجداً، ثمّ صوّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار خلقِ الله يوم القيامة».
وقد روي أن الأصنام التي عبدها قوم نوح (وَدّ، وسُوَاغٌ، ويغُوثُ، ويعُوقُ، ونسْرُ) التي ذكرت في القرآن الكريم، كانت اسماءً لأناسٍ صالحين من قوم نوح، فلما ماتوا اتخذ قومُهم لهم صوراً، تذكيراً بهم وبأعمالهم، ثمّ انتهى الحال آخر الأمر إلى عبادتهم.
ذكر الثعلبي عن ابن عباس: في قوله تعالى: {وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} [نوح: 23] أنه قال: هذه الأصنام أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلمَّا هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا في مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم تذكروهم بها، ففعلوا، فلم تُعبد حتى إذا هلك أولئك، ونُسخ العلم عبدت من دون الله.
قال أبو بكر ابن العربي: والذي أوجب النهي في شريعتنا- والله أعلم- ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان والأصنام، فكانوا يصوّرون ويعبدون، فقطعَ اللَّهُ الذريعة، وحَمَى الباب.
قال ابن العربي: وقد شاهدت بثغر الإسكندرية، إذا مات ميّت صوّروه من خشب في أحسن صورة، وأجلسوه في موضعه من بيته وكسوه بزيّه إن كان رجلاً، وحليتها إن كانت امرأة، وأغلقوا عليه الباب، فإذا أصاب واحداً منهم كرب أو تجدّد له مكروه، فتح الباب عليه وجلس عنده يبكي ويناجيه، حتى يكسر سورة حزنه بإهراق دموعه، ثمّ يغلق الباب عليه وينصرف، وإن تمادى بهم الزمان تَعْبدوها من جملة الأصنام.
3-.أنواع الصور:

قسم العلماء الصّور إلى قسمين:
أ- الصور التي لها ظل وهي المصنوعة من جبس، أو نحاسٍ، أو حجر أو غير ذلك وهذه (التماثيل).
ب- الصور التي ليس لها ظل، وهي المرسومة على الورق، أو المنقوشة على الجدار، أو المصوَّرة على البساط والوسادة ونحوها وتسمى (الصور).
فالتمثال: ما كان له ظل، والصورة: ما لم يكن لها ظل، فكل تمثال صورة، وليس كل صورة تمثالاً.
قال في (لسان العرب): والتمثال: الصورة، والجمع التماثيل، وظلّ كل شيء تمثاله، والتمثال: اسم للشيء المصنوع مشبّهاً بخلقٍ من خلق الله، وأصله: من مثّلت الشيء بالشيء إذا قدّرته على قدره، ويكون تمثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به، واسم ذلك الممثّل تمثال.
وقال القرطبي: قوله تعالى: {وتماثيل} جمع تمثال، وهو كلّ ما صُوّر على مثل صورة من حيوان، وقيل: كانت من زجاج، ونحاس، ورخام، وذكر أنها صور الأنبياء والعلماء، وكانت تصوّر في المساجد ليراها الناس، فيزدادوا عبادة واجتهاداً.
فإن قيل: كيف استجاز الصور المنهيّ عنها؟
قلنا: كان ذلك جائزاً في شرعه، ونسخ ذلك بشرعنا.
4-ما يحرم من الصور والتماثيل:

يحرم من الصور والتماثيل ما يأتي:
أولاً: التماثيل المجسّمة إذا كانت لذي روح من إنسان أو حيوان يحرم بالإجماع للحديث الشريف: «إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، ولا صورة، ولا تماثيل، ولا جنب».
ثانياً: الصورة المصوّرة باليد لذي روح: حرام بالاتفاق لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم» ولحديث: «من صوّر صورة أُمر أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ».
ثالثاً: الصورة إذا كانت كاملة الخلق بحيث لا ينقصها إلا نفخ الروح حرام كذلك بالاتفاق لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق: «أُمِرَ أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ».
ولحديث عائشة: (دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترة بقرامٍ فيه صورة، فتلوّن وجهه ثم تناول الستر فهتكه، ثم قال: «إنّ أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يُشبّهون خلق الله» قالت عائشة: فقطعته فجعلت منه وسادتين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرتفق بهما).
فهتْكُه عليه السلام للستر يدلُّ على التحريم، وتقطيع عائشة له وجعله وسادتين بحيث انفصلت أجزاء الصورة ولم تعد صورة كاملة يدل على الجواز، فمن هنا استنبط العلماء أن الصورة إذا لم تكن كاملة الأجزاء فلا حرمة فيها.
رابعاً: الصورة إذا كانت بارزة تشعر بالتعظيم، ومعلّقة بحيث يراها الداخل حرام أيضاً بلا خلاف لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان له ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخل استقبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوّلي عني هذا، فإني كلّما رأيته ذكرتُ الدنيا).
ولحديث أبي طلحة عن عائشة قالت: (خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نَمَطاً فسترته على الباب، فلما قدم ورأى النّمَط عرفت الكراهية في وجهه، فجذبه حتى هتكه وقال: إنّ الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين، قالت: فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفاً، فلم يعب ذلك عليَّ).
5-.ما يباح من الصور والتماثيل:

ويباح من الصور والتماثيل ما يأتي:
أ- كل صورة أو تمثال لما ليس بذي روح كتصوير الجمادات، والأنهار والأشجار، والمناظر الطبيعية التي ليست بذات روح فلا حرمة في تصويرها لحديث ابن عباس السابق حين سأله الرجل إني أصوّر هذه الصور فأفتني فيها؟... فأخبره بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال له ابن عباس: (إن كنت لا بدَ فاعلاً فصوّر الشجر، وما لا روح له).
ب- كل صورة ليست متصلة الهيئة كصورة اليد وحدها مثلاً، أو العين، أو القدم، فإنها لا تحرم لأنها ليست كاملة الخلق، لحديث عائشة: (فقطتعها فجعلت منها وسادتين فلم يعب صلى الله عليه وسلم ذلك علي) وقد تقدم.
ح- ويستثنى من التحريم (لعب البنات) لما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهي بنت سبع سنين، وزُفَت إليه وهي بنت تسع ولُعَبُها معها، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة سنة.
وروي عنها أنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسرّبُهنّ إليّ فيلعبن معي.
قال العلماء: وإنما أبيحت لعب البنات للضرورة إلى ذلك، وحاجة البنات حتى يتدربن على تربية أولادهنّ، ثم إنه لا بقاء لذلك، ومثله ما يصنع من الحلاوة أو العجين لا بقاء له، فرُخّص في ذلك والله أعلم.
6-.أقوال العلماء في التصوير:

قال القاضي ابن العربي: مقتضى الأحاديث يدل على أن الصور ممنوعة، ثم جاء: إلاّ ما كان رقماً في ثوب فخُص من جملة الصور، ثمّ ثبتت الكراهية فيه بقوله عليه السلام لعائشة في الثوب المصوّر، «أخّريه عني فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا» ، ثمّ بهتكه الثوب المصوّر على عائشة منع منه، ثمّ بقطعها له وسادتين تغيّرت الصورة وخرجت عن هيئتها، فإنّ جواز ذلك إذا لم تكن الصورة فيه متصلة الهيئة، ولو كانت متصلة الهيئة لم يجز، لقولها في النّمرقة المصورة: اشتريتها لك لتقعد عليها وتوَسّدها، فمنع منه وتوعدّ عليه، وتبيّن بحديّث الصلاة إلى الصور أن ذلك جائز في الرقم في الثوب، ثم نسخه المنع منه، فهكذا استقرّ الأمر فيه.
وقال أبو حيان: والتصوير حرام في شريعتنا، وقد ورد تشديد الوعيد على المصورين، ولبعض العلماء استثناء في شيء منها، وفي حديث (سهل بن حنيف): لعن الله المصورين، ولم يستثن عليه السلام، وحكي أن قوماً أجازوه، قال ابن عطية: وما أحفظ من إئمة العلم من يجوّزه.
وقال الألوسي: الحقُّ أنَّ حرمة تصوير الحيوان كاملاً لم تكن في شريعة سليمان عليه السلام، وإنما هي في شرعنا، ولا فرق عندنا بين أن تكون الصورة ذات ظل، أو لا تكون كذلك كصورة الفرس المنقوشة على كاغد، أو جدارٍ مثلاً، وقد ورد في شرعنا من تشديد الوعيد على المصوّرين ما ورد، فلا يُلْتفت إلى غيره، ولا يصح الاحتجاج بالآية.
وقال القرطبي: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المصورين ولم يستثن، وقال: «إن أصحاب هذه الصور يعذَّبون يوم القيامة يقال لهم أحيوا ما خلقتم»
وفي الترمذي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج عُنق من النار يوم القيامة، له عينان تبصران، وأذنان تسمعان، ولسان ينطق يقول: إني وكّلت بثلاث: بكلّ جبَّارٍ عنيد، وبكلّ من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين».
وفي البخاري: «أشدُّ الناس عذاباً يوم القيامة المصوّرون» يدل على المنع من تصوير أيّ شيء كان.
وقال الإمام النووي: إنَّ جواز اتخاذ الصور إنما هو إذا كانت لا ظل لها، وهي مع ذلك مما يوطأ ويداس، أو يمتهن بالاستعمال كالوسائد.
وقال العلامة ابن حجر في شرحه للبخاري: حاصل ما في اتخاذ الصور إنها إن كانت ذات أجسام حَرُمَ بالإجماع، وإن كانت رقماً في ثوب فأربعة أقول:
الأول: يجوز مطلقاً عملاً بحديث إلا رقماً في ثوب.
الثاني: المنع مطلقاً عملاً بالعموم.
الثالث: إن كانت الصورة باقية بالهيئة، قائمة الشكل حرم، وإن كانت مقطوعة الرأس، أو تفرقت الأجزاء جاز، قال: وهذا هو الأصح.
الرابع: إن كانت مما يمتهن جاز وإلاّ لم يجز، واستثني من ذلك لعب البنات. اهـ.
ارجو ان تكونوا قد استفدتم #زهرة4

abousoumia
2018-06-21, 20:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صيام عشر ذي الحجة
السؤال: ما الرد على من قال أن صيام عشر ذي الحجة ليس من السنة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصمها؟
الإجابة: هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ س: ماذا ورد في فضل عشر ذي الحجة، وهل يستحب صيامها ؟ ثبت في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه، وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء» وورد في بعض الأحاديث الأمر بالإكثار فيهن من التسبيح، والتكبير، والتحميد، وأن ذلك يُضاعف فيها أضعافًا كثيرة، وقد أمر الله بالذِّكر في هذه الأيام في قوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} فقد فسرت بأنها أيام العشر، وذكر البخاري أن ابن عمر و أبا هريرة كانا يدخلان السوق في أيام العشر، فيكبِّران، ويكبِّر الناس بتكبيرهما. وأما الصيام فهو داخل في العمل الصالح، فهو مضاعف في هذه الأيام، وقد ورد أحاديث في مضاعفته لكنها لم تثبُت، ولا شك في فضل صيام يوم عرفة، وهو اليوم التاسع منها وأما البقية ففيها أجر كبير. والله أعلم. #زهرة4

suzuki19
2018-07-08, 11:43
بارك الله فيكم جزاكم الله كل خير

Nadir1010
2018-10-22, 17:41
مع اقتراب موعد المعرض الدولي للكتاب بالجزائر والذي سيكون إن شاء الله يوم 25 أكتوبر نرجو أن ينبه بعضنا بعضا من أن الروافض يًدخلون كتبهم بعناوين غير مثيرة للانتباه، وعبر *دور نشر لبنانية وأخرى سورية*، ومن تلك الدور الشيعية اللبنانية:

*مؤسسة آل البيت* وهي مؤسسة دينية من أصل إيراني ومقرها طهران).

*دار المفيد*،
*دار الهادي*،
*دار الأمير*،
*دار الأعلمي*،
*دار الأضواء*،
*دار الغدير*،
*دار المحجة البيضاء*
،
*دار الأندلس* (مديرة دار الأندلس سميرة عاصي هي أخت زوجة نبيه بري قاتل الفلسطينيين في مخيمات صيدا وجنوب لبنان)،

*دار الملاك*،
*دار الرافدين*.

وعليه نرجو نشر هذه الرسالة على أوسع نطاق، ذلك أن ثمة تواطؤا كبيرا من الجهات المسؤولة مع هؤلاء الروافض الضالين لنشر ضلالهم.. بارك الله فيكم.

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

*عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله*.

رواه الترمذي.

abousoumia
2018-11-28, 16:47
بارك الله فيك اخي فهؤلاء الشيعة لا يكادون يجدون فرصة فقط لينفثوا سموم معتقادهم المحرفة في مجتمعنا ... حسبنا الله ونعم الوكيل

*عبدالرحمن*
2018-12-02, 19:05
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته

اخوة الاسلام

ومازلنا نحتاج الي افكاركم و ننتظر كل من لاديه نصيحه تكون دفعه لنا جميعا

لتعديل اخطاء الفرد المسلم ليكون عنوان ودليل وقدوه حسنه لتعديل اخطاء المجتمع و الامه كلها باذن الله تعالي

فا بايدينا وافعالنا جميعا نستطيع التغير

abousoumia
2018-12-04, 16:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
اخوتي الكرام قبل ان اطرح موضوعي اود ان اشكر مؤهل منتدى الدين الاسلامي الذي ثبت الموضوع ليكون اول خطوة على طريق النهضة بامتنا .

ماذا يفعل من حملت إليه النَّمِيمَة؟
(جاء رجل إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما فنمَّ له عن شخص، فقال: اذهب بنا إليه، فذهب معه، وهو يرى أنه ينتصر لنفسه، فلما وصل إليه قال: يا أخي، إن كان ما قلت فيَّ حقًّا يغفر الله لي، وإن كان ما قلتَ فيَّ باطلًا يغفر الله لك) قال الغزالي: (كل من حملت إليه النَّمِيمَة وقيل له: إنَّ فلانًا قال فيك كذا وكذا، أو فعل في حقك كذا، أو هو يدبر في إفساد أمرك، أو في ممالاة عدوك أو تقبيح حالك، أو ما يجري مجراه؛ فعليه ستة أمور: الأوَّل: أن لا يصدقه؛ لأنَّ النَّمام فاسق، وهو مردود الشهادة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ} [الحجرات: 6]. الثاني: أن ينهاه عن ذلك وينصح له، ويقبح عليه فعله، قال الله تعالى: { وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ } [لقمان: 17] الثالث: أن يبغضه في الله تعالى، فإنَّه بغيض عند الله تعالى، ويجب بغض من يبغضه الله تعالى. الرابع: أن لا تظنَّ بأخيك الغائب السوء، لقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ } [الحجرات: 12]. الخامس: أن لا يحملك ما حكي لك على التجسس والبحث لتحقق اتباعًا لقول الله تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا } [الحجرات: 12]. السادس: أن لا ترضى لنفسك ما نهيت النَّمام عنه ولا تحكي نميمته؛ فتقول: فلان قد حكى لي كذا وكذا، فتكون به نمَّامًا ومغتابًا، وقد تكون قد أتيت ما عنه نهيت) . (جاء رجل إلى علي بن الحسين رضي الله عنهما فنمَّ له عن شخص، فقال: اذهب بنا إليه، فذهب معه، وهو يرى أنه ينتصر لنفسه، فلما وصل إليه قال: يا أخي، إن كان ما قلت فيَّ حقًّا يغفر الله لي، وإن كان ما قلتَ فيَّ باطلًا يغفر الله لك) . الدرر السنية

*عبدالرحمن*
2018-12-04, 17:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,
اخوتي الكرام قبل ان اطرح موضوعي اود ان اشكر مؤهل منتدى الدين الاسلامي الذي ثبت الموضوع ليكون اول خطوة على طريق النهضة بامتنا .
[/size][/size][/b][/b][/b]

عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

مؤهل ايه يا اخي ديه كلها حركات

اعلم ان الباقي الحقيقي قلوبكم

ادام الله قربكم

abousoumia
2018-12-05, 16:16
عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

مؤهل ايه يا اخي ديه كلها حركات

اعلم ان الباقي الحقيقي قلوبكم

ادام الله قربكم
اميييين وهذا تواضع منك اخي لاتنكر انك تبذل كل ما في وسعك ...
التيمم
معنى اليتيم في اللغة
والاصطلاح اليتيم في اللغة من يتم ييتم يتما فهو يتيم، وجمعها أيتام ويتامى، واليتم الانفراد، واليتيم الفرد، وقال ابن السكيت في معنى اليتيم عند الناس أنّه الذي يموت أبوه، أما في البهائم فاليتيم من فقد أمه، ولا يقال لمن فقد أمه عند الناس يتيم،[١] ويتضمن معنى اليتيم أيضاً الغفلة، فاليتيم حينما يفقد من يرعاه يجد نفسه في حاجة إلى من يهتم به في وقت يتغافل فيه الناس عنه بانشغال كل واحد منهم بما يعنيه، وكذلك يتضمن معنى اليتم الفقد، فاليتيم يفقد ما يجد غيره من المال والثياب والإهتمام،[٢] أما معنى اليتيم في الاصطلاح فهو من فقد أباه في الصغر، ويستمر وصفه باليتم حتّى يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم لم يعتبر يتيماً،[٣] لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يُتْمَ بعد احتلام).
فضل كفالة اليتيم والإحسان إليه
حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، وعد هذا العمل من أفضل الأعمال وأشرفها، فكافل اليتيم يرافق النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة، ففي الحديث: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)،[٥] وقد اعتبر النبي الكريم خير بيوت المسلمين البيوت التي يحسن فيها إلى اليتامى، وفي المقابل فإنّ شر بيوت المسلمين البيوت التي يساء فيها إلى اليتامى، وكفالة اليتيم من أسباب دخول الجنة، وهي كذلك من أسباب لين القلب ورقته.[٦] التحذير من أكل أموال اليتامى أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بأن يؤدوا إلى اليتامى حقوقهم المالية غير منقوصة وبلا إبطاء، ونهى رب العزة جل وعلا عن أكل أموال اليتامى وحذر منها تحذيراً شديداً، وعد ذلك نوعا من أنواع الظلم،[٢] قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)،[٧] كما عد النبي عليه الصلاة والسلام أكل أموال اليتامى من كبائر الذنوب والمعاصي،[٢] وفي الحديث: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ)

*عبدالرحمن*
2018-12-05, 17:50
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


النبي صلى الله عليه وسلم وبناء المجتمع الإسلامي

السؤال

كيف وإلى أي حد نجح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في إنشاء مجتمع مستقر في المدينة عام 632 ميلادي .

الجواب

الحمد لله

لاشك أن المجتمع الذي أنشأه النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة هو مثال للمجتمعات الآمنة المستقرة

وقد ظهر ذلك جليّاً منذ أن وطىء النبي صلى الله عليه وسلم بقدمه المدينة وبدأ في تكوين الدولة ، ويرجع أمن واستقرار المجتمع هذا إلى عدة أسباب وعوامل ، منها :

أولاً :

بناؤه صلى الله عليه وسلم للمسجد في المدينة أوّل قدومه مما ساعد في إيجاد مرجع يُلجأ إليه حين النوازل ، ومكان يجتمع فيه المسلمون يسأل بعضهم عن بعض ، ويعرف بعضهم أحوال بعض

فيعاد مريضهم ، وتتبع جنازة ميتهم ، ويعان مسكينهم ، ويزوج أعزبهم .

وهذه بعض الأحاديث في ذلك :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : لمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أمر ببناء المسجد ، وقال : يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا

قالوا : لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله . رواه البخاري ( 2622 ) ومسلم ( 524 ) .

عن البراء بن عازب : ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون قال : نزلت فينا معشر الأنصار ، كنا أصحاب نخل ، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته وكان الرجل يأتي بالقِنو والقنوين فيعلقه في المسجد وكان أهل الصفة –

وفي رواية ابن ماجه " فقراء المهاجرين " - ليس لهم طعام ، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو فضربه بعصاه فيسقط من البسر والتمر فيأكل

وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص والحشف وبالقنو قد انكسر فيعلقه

فأنزل الله تبارك تعالى يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه قال :

لو أن أحدكم أهدي إليه مثل ما أعطاه لم يأخذه إلا على إغماض أو حياء ، قال : فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده . رواه الترمذي ( 2987 ) وابن ماجه ( 1822 ) . وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2389 ) .

القِنو : العذق الذي فيه الرطب . الشيص : النخل غير الملقح . الحَشَف : تمر يابس فاسد .

ثانياً :

إيخاؤه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرن والأنصار ، وقد قوَّى هذا الفعل بين أفراد المجتمع المدني بما لم يُسمع بمثله ، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بين العجمي والعربي

وبين الحر والمولى ، وبين القرشي ومن دونه من أهل القبائل ، فصار المجتمع لحمة واحدة ، وجسداً واحداً ، فلم يستغرب بعدها أن يطلب الأنصاري من المهاجر أن يتقاسم معه ماله نصفين

وأن يعرض الأنصاري على المهاجر إحدى نسائه ليطلقها له ويتزوجها ، وكان المهاجر يرثُ الأنصاريَّ لقوة ما بينهم من العلاقة

ثم نسخ التوارث بينهما بآية المواريث ، ورُغِّب الأنصار أن يوصوا لهم بشيء ، فبمثل هذا المجتمع تضرب الأمثال .

وهذه بعض الأحاديث في ذلك :

1- عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : لمَّا قدمنا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين سعد بن الربيع ، فقال سعد بن الربيع :

إني أكثر الأنصار مالاً فأقْسِم لك نصف مالي ، وانظر أي زوجتي هويتَ نزلتُ لك عنها ، فإذا حلَّت تزوجتَها ، قال : فقال له عبد الرحمن : لا حاجة لي في ذلك ، هل من سوق فيه تجارة ؟ قال : سوق قينقاع

قال : فغدا إليه عبد الرحمن فأتى بأقط وسمن ، قال : ثم تابع الغدو فما لبث أن جاء عبد الرحمن عليه أثر صفرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تزوجتَ ؟ قال : نعم ، قال : ومن ؟

قال : امرأة من الأنصار ، قال : كم سقت ؟ قال : زنة نواة من ذهب – أو نواة من ذهب - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أوْلِم ولو بشاة . رواه البخاري ( 1943 ) .

2- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان المهاجرون لمَّا قدموا المدينة يرث المهاجر الأنصاري دون ذوي رحمه للأخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت

ولكل جعلنا موالي نسخت ثم قال والذين عقدت أيمانكم إلا النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له . رواه البخاري ( 2170 ) .

ثالثاً :

شرعت الزكاة في السنة الثانية للهجرة ، فصارت المواساة بين الأغنياء للفقراء مما جعل اللحمة تزداد بين المجتمع المدني ، وأواصر الأخوة في الله تقوى أكثر من ذي قبل ، بل تعدى الأمر من إيتاء الزكاة إلى صدقة التطوع .

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل ، وكان أحب أمواله إليه " بيرحاء "

وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، قال أنس : فلما أُنزلت هذه الآية لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقال : يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وإن أحب أموالي إلي " بيرحاء " وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذُخرها عند الله فضعها يا رسول الله حيث أراك الله

قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بخٍ ذلك مال رابح ، ذلك مال رابح ، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين

فقال أبو طلحة : أفعل يا رسول الله ، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه . رواه البخاري ( 1392 ) ومسلم ( 998 ) .

وقد ظهرت علامات التآلف بين المسلمين في المدينة ، وعرف المهاجرون حق إخوانهم الأنصار عليهم، وفي ذلك بعض الأحاديث ومنها :

عن أنس قال : لما قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ أتاه المهاجرون ، فقالوا : يا رسول الله ، ما رأينا قوماً أبذلَ مِن كثيرٍ ولا أحسنَ مواساةً مِن قليلٍ من قومٍ نزلنا بين أظهرهم ، لقد كفونا المؤنة ، وأشركونا في المهنإ

حتى لقد خفنا أن يذهبوا بالأجر كله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم . رواه الترمذي ( 2487 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي ( 2020 ) .

وقد ألّف الله بين قلوب أهل المجتمع المدني ، وكان الحب في الله تعالى من شعارات القوم ، وقد أوجبه الله عليهم ، وجعله من علامات كمال الإيمان .

عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . رواه البخاري ( 13 ) ومسلم ( 45 ) .

عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى " .

رواه البخاري ( 5665 ) ومسلم ( 2586 ) .

abousoumia
2018-12-05, 19:14
وكيف يمكننا اعادة القوة والتماسك الى مجتمعنا ؟ مالذي تنصحنا به ؟

*عبدالرحمن*
2018-12-05, 20:03
بالاختصار من وجهه نظري

المجتمع نعتبرة اسرة كبيرة منهم من اهتدي و من غير ذلك

وعلي من اهتدي ان يكون قدوه للغير بدون الاقلال منه او التفاخر عليه

و يتمسك المهتدون جميعم ببعض لان في الاتحاد قوة

و يتكلف المهتدي بتعديل من يبتعد عن الهدي من فتن الحياه

و بعد تحقيق التماسك بين المهتدين من جميع الجوانب

يبدؤا بالدعوة الي الله بالموعظة و القول الحسن

ولا نكون في عجلة اثناء الاصلاح

لان الاصلاح يكون علي المادي الطويل مع طوله البال

و يجب القضاء علي الطباقية و المحسوبيه فالافضل لمن اجتهد وبهداه اصلح و يكون ذلك بين المهتدين قبل تحقيقة بشكل عام

و دائما يكون دستورنا قال الله و قال الرسول ثم العلماء الموثقون

*عبدالرحمن*
2018-12-09, 15:31
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


كيف تخدم الإسلام

السؤال

أريد أن أخدم ديني فماذا أفعل ؟.

الجواب

الحمد لله

1- تخدم الإسلام إذا صح منك العزم وصدقت النية :

فإن الله عز وجل يبارك في العمل الخالص لوجهه الكريم حتى وإن كان قليلاً ، والإخلاص إذا تمكن من طاعة ما حتى وإن كانت قليلة أو يسيرة في عين صاحبها ولكنها خالصة لله تعالى يكمل فيه إخلاصه وعبوديته لله

فيغفر الله به كبائر كما في حديث البطاقة .

2- تخدم الإسلام إذا عرفت الطريق وسرت معه :

الطريق المستقيم هو سلوك طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أمر الدعوة ومبتدئها ووسائلها وطرقها والصبر على ذلك مع الرفق بالناس ورحمتهم فهم مرضى المعاصي والذنوب .

3- تخدم الإسلام : إذا استفدت من جميع الظروف المتاحة والإمكانيات المتوفرة : وهذه نعمة عظيمة فكل الوسائل مباحة إلا ما حرمها الله عز وجل

ونحن ندعو بكل الوسائل المشروعة مراعين الأدلة الشرعية والآداب المرعية .

4- تخدم الإسلام : إذا قدمت حظ الإسلام على حظوظك النفسية والمادية : خدمة هذا الدين معناه قيامك ببذل الغالي والنفيس من مال وجهد ووقت وفكر وغيرها

أرأيت من يحب رياضة ( كرة القدم ) مثلاً ، كيف يُفرغ جهده ووقته وماله لمحبوبته تلك ! وأنت أولى بذلك منه ولا شك .

5- تخدم الإسلام : إذا سلكت سبل العلماء والدعاة والمصلحين : فاستصحب الصبر وتحمل التعب والنصب فأنت في عبادة عظيمة هي مهمة الأنبياء والمرسلين ومن سار على أثرهم .

6- تخدم الإسلام : إذا ابتعدت عن الكسل والضعف والخور : فإن هذا الدين دين العزيمة والهمة والشجاعة والإقدام ، ولا يضر الدعوة إلا خمول كسول ، أو متهور جهول .

7- تخدم الإسلام : إذا ربطت قلبك بالله عز وجل وأكثرت من الدعاء والاستغفار ومداومة قراءة القرآن ، فليس أنفع في جلاء القلوب وصقل الأرواح وجعلها تعمل ولا تكل

وتكدح ولا تمل من الإكثار من ذكر الله عز وجل والتقرب إليه بالطاعات ونوافل العبادات .

8- تخدم الإسلام : إذا ارتبطت بالعلماء العاملين : الذين لهم قدم صدق وجهاد معلوم في نصرة هذا الدين ، فإن السير تحت علمهم وتوجيههم فيه خير عظيم ، ونفع عميم .

9- تخدم الإسلام : إذا نظمت الوقت بشكل يومي وأسبوعي وشهري : فهناك أعمال تقضيها في اليوم ، وأخرى في الأسبوع ، وثالثة شهرية ، ورابعة سنوية .

مثال اليومي : دعوة من تراهم كل يوم ، وأسبوعي : من تقابلهم كل أسبوع ، وشهري : مثل اجتماع الأسرة العائلي الشهري ، وسنوي : مثل اللقاءات الكبيرة السنوية أو السفر إلى الحج أو العمرة وهكذا .

10- تخدم الإسلام : إذا وهبته جزءاً من همك ، وأعطيته جزءاً من وقتك وعقلك وفكرك ومالك ، وأصبح هو شغلك الشاغل وهمك وديدنك ، فإن قمت فللإسلام

وإن سرت فللإسلام ، وإن فكرت فللإسلام ، وإن دفعت فللإسلام ، وإن جلست فللإسلام .

11- تخدم الإسلام : كلما وجدت باباً من أبواب الخير سابقت إليه وسرت إلى الإسهام بالعمل فيه ... لا تتردد ولا تؤخر ولا تُسوف .

كتاب كيف أخدم الإسلام لعبد الملك القاسم ص 18