المطمئنّة
2018-04-28, 14:23
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: فضيلة الشيخ ! إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب ، فهل هناك ذكر معين يقوله ؟
الجواب: لا . إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب فليس له ذكر ، خلافًا للعامة ، فالعامة إذا تجشئوا يقولون : الحمد لله ! والحمد لله على كل حال ؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد ، كذلك إذا تثاءبوا قالوا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهذا لا أصل له ، ولم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يفعل ذلك .
لكن قد يقول قائل: أليس التجشؤ نعمة ، والنعمة يستحق الله - عز وجل - عليها الحمد ؟ قلنا : بلى . هو نعمة ؛ لكن لم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يحمد الله إذا تجشأ ، وإذا لم يرد فإنه ليس مشروعًا بناء على قاعدة معروفة عند العلماء ، وهي : أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - فلم يفعله ففعلُه ليس بسنة ؛ لأن فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - سنة وتركه سنة ، فالتجشؤ موجود ، ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله عليه . إذًا : تركُ الحمد هو السنة .
كذلك الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم عند التثاؤب قد يقول قائل: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال : ( التثاؤب من الشيطان ) . وقد قال الله تعالى : "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ" (سورة الأعراف-200)
قلنا: إن المراد بقوله تعالى : "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ"، أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب فاستعذ بالله ؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان ، "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" (البقرة -268) . فإذا حصل هذا النـزغ فاستعذ بالله .
أما التثاؤب فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع ، فإن عجز فليضع يده على فيه ) . ولم يقل : إذا تثاءب أحدكم فليستعذ بالله ، مع أنه قال : (التثاؤب من الشيطان) ، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة. "
-----------------------------------------
الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
" سلسلة لقاء الباب المفتوح جزء 22 "
- التجشؤ: هو الصوت الذي يخرج من المعدة عند الشبع
- التثاؤب: حركة فتح الفم عند الشعور بالخمول و النوم
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال: فضيلة الشيخ ! إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب ، فهل هناك ذكر معين يقوله ؟
الجواب: لا . إذا تجشأ الإنسان أو تثاءب فليس له ذكر ، خلافًا للعامة ، فالعامة إذا تجشئوا يقولون : الحمد لله ! والحمد لله على كل حال ؛ لكن لم يرد أن التجشؤ سبب للحمد ، كذلك إذا تثاءبوا قالوا : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وهذا لا أصل له ، ولم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يفعل ذلك .
لكن قد يقول قائل: أليس التجشؤ نعمة ، والنعمة يستحق الله - عز وجل - عليها الحمد ؟ قلنا : بلى . هو نعمة ؛ لكن لم يرد عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه كان يحمد الله إذا تجشأ ، وإذا لم يرد فإنه ليس مشروعًا بناء على قاعدة معروفة عند العلماء ، وهي : أن كلَّ شيء وُجِد سببه في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - فلم يفعله ففعلُه ليس بسنة ؛ لأن فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم - سنة وتركه سنة ، فالتجشؤ موجود ، ولم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله عليه . إذًا : تركُ الحمد هو السنة .
كذلك الاستعاذة من الشّيطان الرّجيم عند التثاؤب قد يقول قائل: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم – قال : ( التثاؤب من الشيطان ) . وقد قال الله تعالى : "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ" (سورة الأعراف-200)
قلنا: إن المراد بقوله تعالى : "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ"، أنك إذا هممتَ بمعصية أو بترك واجب فاستعذ بالله ؛ لأن الأمر بالفحشاء من الشيطان ، "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" (البقرة -268) . فإذا حصل هذا النـزغ فاستعذ بالله .
أما التثاؤب فإن الرسول - عليه الصلاة والسلام - قال : ( التثاؤب من الشيطان ، فإذا تثاءب أحدُكم فليَكْظِم ما استطاع ، فإن عجز فليضع يده على فيه ) . ولم يقل : إذا تثاءب أحدكم فليستعذ بالله ، مع أنه قال : (التثاؤب من الشيطان) ، فدل هذا على أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التثاؤب ليست بسُنَّة. "
-----------------------------------------
الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
" سلسلة لقاء الباب المفتوح جزء 22 "
- التجشؤ: هو الصوت الذي يخرج من المعدة عند الشبع
- التثاؤب: حركة فتح الفم عند الشعور بالخمول و النوم