لقمان الحكيم.
2009-11-14, 14:26
ناصر بوضياف...وأضرار الرمي العشوائي!
فضل السيد ناصر بوضياف، نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف –رحمه الله- أن يدلي بدلوه في تاريخ الثورة المجيدة، عبر جريدة "الخبر" اليومية، الصادرة يوم 03 نوفمبر 2009 (15 ذي القعدة 1430هـ) وكان حضوره إلى جريدة "الخبر" مرفوقا بوثائق قال:"إنه لم يسبق نشرها" ليرد على شهادة المجاهد محمد مشاطي عضو مجموعة الـ 22 التاريخية التي تحملت مسؤولية تفجير الثورة.
السيد ناصر بوضياف وصف شهادة المجاهد مشاطي بأنها "إدعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى المصداقية"!؟.
من حق السيد ناصر بوضياف أن يدافع عن تاريخ والده المجاهد محمد بوضياف، عضو لجنة التنسيق والتنفيذ للثورة، بل إنه من واجب جميع الجزائريين الذين يشعرون بجميل الشهداء والمجاهدين في أعناقهم، أن يدافعوا عن المجاهد بوضياف وعن إخوانه في الكفاح التحريري إذا تعرضوا للإساءة أو الافتراء على ذاكرتهم وتضحياتهم الوطنية والإسلامية، ولا أعتقد أن شهادة المجاهد محمد مشاطي تدخل في هذا الإطار، بل هي تقييم ولو بأثر رجعي لدور الرجال في صناعة الحدث المؤسس للدولة الجزائرية المستقلة، ألا وهو تفجير شرارة الفاتح نوفمبر 1954 للإعلان عن انطلاق الكفاح التحرري الذي لا رجعة فيه حتى استعادة استقلال الجزائر.
ولكن ما ليس من حق السيد ناصر بوضياف هو أن يتولى في معرض الدفاع عن والده الطعن في تاريخ رجال أفنوا زهرات أعمارهم لخدمة قضية تحرير الوطن، والجهاد من أجل استرجاع استقلاله.
لا شيء كان يبرر -في اعتقادنا- للسيد ناصر بوضياف التهجم على المجاهدين: الدكتور الأمين دباغين، ومولود قاسم –عليهما رحمة الله-، وعبد الحميد مهري، ومحمد العربي دماغ العتروس –حفظهما الله-، ورجال من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم يسم منهم أحدا...!
وإذا كان السيدان مهري ودماغ العتروس قادران على الرد ووضع الحقيقة التاريخية في نصابها، فليس من الإنصاف والمصداقية محاولة تشويه مجاهدين راحلين واتهامهما برفض الانضمام إلى الثورة وهما الأمين دباغين وقاسم مولود –عليهما رحمة الله-، وأدهى من ذلك اتهام رجال من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنفس التهمة – أي رفض الالتحاق لقيادة الثورة- دون تسمية الرجال المقصودين بذلك، محاولة منه لإلقاء الشبهة على موقف جمعية العلماء من الثورة ككل. فتهمة السيد ناصر بوضياف الذي لا نعرفه بين المؤرخين الذين يوثقون أقوالهم بالبيانات والشهادات، ولا من بين المجاهدين الذين عايشوا تلك الأحداث وصنعوا تاريخا يخولهم الحديث عنه من منطلق الفاعلين، تعتبر مجرد لغو أو تعمد الإساءة للآخرين!
فحسب النص المنشور في جريدة "الخبر":" يسرد ناصر كيف توجه محمد بوضياف رفقة بن بولعيد وكريم بلقاسم إلى العلمة، للطلب من دباغين الالتحاق بالثورة وكان موافقا، رغم استفساراته الكثيرة حول الإمكانيات المتوفرة للقيام بالثورة، لكن بعد لقائه في العاصمة، جاء رفقة بوقادوم، "سي الحواس" والكابتن سعيدي، وهنا أعلن عن رفضه الانضمام إلى المجموعة، متحججا بأن الوقت غير مناسب.
تكرر نفس الموقف مع كل من عبد الحميد مهري ودماغ العتروس وقاسم مولود ومع أعضاء من جمعية العلماء، كل هؤلاء رفضوا في البداية الانضمام إلى الثورة ومجموعة الـ 6..."(انتهى).
لقد أراد السيد ناصر بوضياف أن يرفع ما اعتبره "ظلما" وقع على والده المجاهد محمد بوضياف فدفع ذلك إلى اقتراف ظلم في حق رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
هل يعتقد السيد ناصر بوضياف أنه بمحاولة بخس الآخرين حقوقهم والانتقاص من أدوارهم سيساهم في خدمة تاريخ والده أو تاريخ وطنه؟!.
كنت أود لو أن السيد ناصر بوضياف كلف نفسه الإطلاع على شهادة الجنرال المتقاعد المجاهد محمد علاق، والكاتب الكبير السفير السابق المجاهد عثمان سعدي، على أسماء وأعداد المجاهدين الذين التحقوا بالعمل المسلح في بداية الثورة من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فمن تلاميذ هذا المعهد التاريخي، من خدموا الجزائر في جيش التحرير الوطني إلى أن استقلت الجزائر، ثم واصلوا واجبهم في الجيش الوطني الشعبي كضباط وضباط سامين لبناء المؤسسة التي وقع عليها عبء حماية أمن الجزائر واستقلالها.
وإذا كانت للسيد ناصر بوضياف وثائق تهم الجزائر أو تلقي أضواء على أحداث تاريخ الثورة فلماذا يحتفظ بها لنفسه؟ ولماذا لم تنشر في السابق بعد مرور 55 سنة على ثورة التحرير، و47 سنة على الاستقلال، و17 سنة على عودة والده المجاهد الرئيس محمد بوضياف –رحمه الله- إلى الجزائر.
قد يكون من المفيد، بل من الواجب الابتعاد عن بعض الأمور إذا أردنا أن نصل –بإذن الله تعالى- إلى صياغة تاريخ حقيقي وذي مصداقية عن ثورتنا المظفرة، وتقديمه للأجيال الصاعدة، كمرجعية وطنية ومنارة هادية للعمل الوطني الراهن والمستقبلي، ومنها الابتعاد عن محاولة احتكار الثورة وإحياء روح الزعماتية، وتقديس الأشخاص، وأيضا توظيف التاريخ أو تأويل التاريخ لتصفية حسابات قديمة أو مستحدثة أو لخدمة العصب أو الصراع على السلطة أو تحقيق مكاسب في هذه الدنيا الفانية.
كان الفيلسوف الفرنسي فولتير يقول بأسلوبه التهكمي:"ما التاريخ إلا حاصل كذب الأحياء على الأموات"!.
ولكن التاريخ في المنظور الإسلامي هو فاعلية وصيرورة الإنسان في الزمان والمكان، فهو علم جليل، وأمر خطير، لا يحتمل أنانية الأهواء وشطحات التزوير، أو تلفيق الحقائق، فمن لا ماضي له لا مستقبل له!.
فضل السيد ناصر بوضياف، نجل الرئيس الراحل محمد بوضياف –رحمه الله- أن يدلي بدلوه في تاريخ الثورة المجيدة، عبر جريدة "الخبر" اليومية، الصادرة يوم 03 نوفمبر 2009 (15 ذي القعدة 1430هـ) وكان حضوره إلى جريدة "الخبر" مرفوقا بوثائق قال:"إنه لم يسبق نشرها" ليرد على شهادة المجاهد محمد مشاطي عضو مجموعة الـ 22 التاريخية التي تحملت مسؤولية تفجير الثورة.
السيد ناصر بوضياف وصف شهادة المجاهد مشاطي بأنها "إدعاءات لا أساس لها من الصحة وتفتقر إلى المصداقية"!؟.
من حق السيد ناصر بوضياف أن يدافع عن تاريخ والده المجاهد محمد بوضياف، عضو لجنة التنسيق والتنفيذ للثورة، بل إنه من واجب جميع الجزائريين الذين يشعرون بجميل الشهداء والمجاهدين في أعناقهم، أن يدافعوا عن المجاهد بوضياف وعن إخوانه في الكفاح التحريري إذا تعرضوا للإساءة أو الافتراء على ذاكرتهم وتضحياتهم الوطنية والإسلامية، ولا أعتقد أن شهادة المجاهد محمد مشاطي تدخل في هذا الإطار، بل هي تقييم ولو بأثر رجعي لدور الرجال في صناعة الحدث المؤسس للدولة الجزائرية المستقلة، ألا وهو تفجير شرارة الفاتح نوفمبر 1954 للإعلان عن انطلاق الكفاح التحرري الذي لا رجعة فيه حتى استعادة استقلال الجزائر.
ولكن ما ليس من حق السيد ناصر بوضياف هو أن يتولى في معرض الدفاع عن والده الطعن في تاريخ رجال أفنوا زهرات أعمارهم لخدمة قضية تحرير الوطن، والجهاد من أجل استرجاع استقلاله.
لا شيء كان يبرر -في اعتقادنا- للسيد ناصر بوضياف التهجم على المجاهدين: الدكتور الأمين دباغين، ومولود قاسم –عليهما رحمة الله-، وعبد الحميد مهري، ومحمد العربي دماغ العتروس –حفظهما الله-، ورجال من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لم يسم منهم أحدا...!
وإذا كان السيدان مهري ودماغ العتروس قادران على الرد ووضع الحقيقة التاريخية في نصابها، فليس من الإنصاف والمصداقية محاولة تشويه مجاهدين راحلين واتهامهما برفض الانضمام إلى الثورة وهما الأمين دباغين وقاسم مولود –عليهما رحمة الله-، وأدهى من ذلك اتهام رجال من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بنفس التهمة – أي رفض الالتحاق لقيادة الثورة- دون تسمية الرجال المقصودين بذلك، محاولة منه لإلقاء الشبهة على موقف جمعية العلماء من الثورة ككل. فتهمة السيد ناصر بوضياف الذي لا نعرفه بين المؤرخين الذين يوثقون أقوالهم بالبيانات والشهادات، ولا من بين المجاهدين الذين عايشوا تلك الأحداث وصنعوا تاريخا يخولهم الحديث عنه من منطلق الفاعلين، تعتبر مجرد لغو أو تعمد الإساءة للآخرين!
فحسب النص المنشور في جريدة "الخبر":" يسرد ناصر كيف توجه محمد بوضياف رفقة بن بولعيد وكريم بلقاسم إلى العلمة، للطلب من دباغين الالتحاق بالثورة وكان موافقا، رغم استفساراته الكثيرة حول الإمكانيات المتوفرة للقيام بالثورة، لكن بعد لقائه في العاصمة، جاء رفقة بوقادوم، "سي الحواس" والكابتن سعيدي، وهنا أعلن عن رفضه الانضمام إلى المجموعة، متحججا بأن الوقت غير مناسب.
تكرر نفس الموقف مع كل من عبد الحميد مهري ودماغ العتروس وقاسم مولود ومع أعضاء من جمعية العلماء، كل هؤلاء رفضوا في البداية الانضمام إلى الثورة ومجموعة الـ 6..."(انتهى).
لقد أراد السيد ناصر بوضياف أن يرفع ما اعتبره "ظلما" وقع على والده المجاهد محمد بوضياف فدفع ذلك إلى اقتراف ظلم في حق رجال صدقوا ما عاهدوا الله فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
هل يعتقد السيد ناصر بوضياف أنه بمحاولة بخس الآخرين حقوقهم والانتقاص من أدوارهم سيساهم في خدمة تاريخ والده أو تاريخ وطنه؟!.
كنت أود لو أن السيد ناصر بوضياف كلف نفسه الإطلاع على شهادة الجنرال المتقاعد المجاهد محمد علاق، والكاتب الكبير السفير السابق المجاهد عثمان سعدي، على أسماء وأعداد المجاهدين الذين التحقوا بالعمل المسلح في بداية الثورة من معهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة التابع لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فمن تلاميذ هذا المعهد التاريخي، من خدموا الجزائر في جيش التحرير الوطني إلى أن استقلت الجزائر، ثم واصلوا واجبهم في الجيش الوطني الشعبي كضباط وضباط سامين لبناء المؤسسة التي وقع عليها عبء حماية أمن الجزائر واستقلالها.
وإذا كانت للسيد ناصر بوضياف وثائق تهم الجزائر أو تلقي أضواء على أحداث تاريخ الثورة فلماذا يحتفظ بها لنفسه؟ ولماذا لم تنشر في السابق بعد مرور 55 سنة على ثورة التحرير، و47 سنة على الاستقلال، و17 سنة على عودة والده المجاهد الرئيس محمد بوضياف –رحمه الله- إلى الجزائر.
قد يكون من المفيد، بل من الواجب الابتعاد عن بعض الأمور إذا أردنا أن نصل –بإذن الله تعالى- إلى صياغة تاريخ حقيقي وذي مصداقية عن ثورتنا المظفرة، وتقديمه للأجيال الصاعدة، كمرجعية وطنية ومنارة هادية للعمل الوطني الراهن والمستقبلي، ومنها الابتعاد عن محاولة احتكار الثورة وإحياء روح الزعماتية، وتقديس الأشخاص، وأيضا توظيف التاريخ أو تأويل التاريخ لتصفية حسابات قديمة أو مستحدثة أو لخدمة العصب أو الصراع على السلطة أو تحقيق مكاسب في هذه الدنيا الفانية.
كان الفيلسوف الفرنسي فولتير يقول بأسلوبه التهكمي:"ما التاريخ إلا حاصل كذب الأحياء على الأموات"!.
ولكن التاريخ في المنظور الإسلامي هو فاعلية وصيرورة الإنسان في الزمان والمكان، فهو علم جليل، وأمر خطير، لا يحتمل أنانية الأهواء وشطحات التزوير، أو تلفيق الحقائق، فمن لا ماضي له لا مستقبل له!.