تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إلا الرسول :ص


توفيق مردف
2009-11-14, 11:17
قم سائلِ الحقَّ : مـا بـالُ الضـلالاَتِ................أرْجَفْـنَ حولـهُ هَاتِيـكَ الإشاعَـاتِ ؟
و ماله لـم يـزلْ مثـلَ السنـاءِ لـه ُ................رغم القُـلاةِ شمـوخٌ فـي السَّمـاواتِ
أبقَى على الزمَـنِ المعتـلِّ فـي ألَـقٍ............................و أبهَـرُ النـورِ مصبـاحُ المنـاراتِ
ما بالـهُ ليـسَ يُعيِـي صدقَـه كـذبٌ..................و ليسَ يمحُـوهُ أصحـابُ الفَريَّـاتِ ؟
و مالـه مُشـرِقـاً تـبـدُو بشاشـتُـه..................والباطلُ الفـجُّ آسٍ فـي المعَـرَّاتِ ؟
و قلْ لمنْ دلَّسُوا في الغَربِ أو مرقُـوا.....................شـرِّ البـريَّـة ، مفـتـاحِ البلـيَّـاتِ
إلا الرَّسُـولُ ومـن ْ علَّـتْ برفْعتِـهِ........................بلابـلُ الـوحـيِ آيَــات ٍ، فـآيـاتِ
أيـن النبـيُّ ، و أيـن الشامتُـون بـهِ................أَين الطهَـارةُ مـن أهْـلِ النجاسـاتِ
ما أقبحَ الجهلَ كم يُـزرِي بصاحِبـهِ ،...................ما أسوَأ الحُمقَ كم يجني علَى الـذاتِ!
مـا أجحَـدَ النَّـاسَ إذْ تخلـو قلُوبهُـم..................مـن اليقيـنِ فتـهْـوي للبـلاهَـاتِ !
قـل للذِيـن تولَّـوا كِـبْـرَ فاحـشـةٍ..................تَبْلَى لها السبعُ مـن فـرطِ الإسـاءاتِ
مـا زال طيشكـمُ طيشًـا ، وجهلُكـم.....................ُ كالجهل، حتى نزلتُم إلى درْكِ البهيماتِ
فلم تزالُـوا مـن الأوغـاد لا خلُـقٌ ،........................و لا حيَـاءٌ ، و لا عـقـلٌ بمِصـفَـاةِ
ولا احتـرَامَ لـذِي ديـنٍ وذي أدبٍ ،.....................و لاَ جَـلالَ لأحـيَـاء ، و أمــوَاتِ
النـاكِـرُونَ لــذاتِ الله لا عـجَـبٌ........................أن ينكِـرُوا بعـدَهُ كـلَّ الـرسَـالاَتِ
حريةُ الـرأيِ دعـوى تطلبُـونَ بهـا...........................هتْكَ المحَارم مـن خَلـفِ الشعَـاراتِ
أحللْتـمُ بعدَهـا مـا كَـانَ محتَـرمًـا.......................ودُستُـمُ بعـدَهـا كــلَّ القـداسَـات
حريةُ الـرأيِ ليسَـتْ غيـرَ أغنيـةٍ ،.....................عَاطيْتُـمُ معَهـا كــأسَ الإبـاحَـاتِ
وقد رقَصْتـم علـى ترديدِهـا سَفَهًـا.....................وخضْتُمُ في المخَـازي ، والقَـذَارَاتِ
عِيبُوا الضِّياءَ إذا شِئتـم ، و بهجتَـهُ ،........................عِيبُوا الصبَاحَ وضَوءَ الفجـرِ إذ يَاتـيِ
عيبُوا النجُومَ ، وشمسَ الأفقِ بـارزةً ،.......................ونسمَةً في الضحَى ألقَـتْ صـلاَواتِ
عيبُوا الجبَـالَ إذا مَـا لاحَ شامخُهـا ،.......................و البحرَ ، و النهرَ يلغُـو بيـن جَنَّـاتِ
أو اهزؤُوا مـن نَمِيـرِ المـاءِ منطلقـاً......................في صفْحةِ المرْجِ ، و انحُوا بالملامَات
عيبُوا الطفولةَ، إنْ شئتم ، و زهرتَها ،....................و لوِّثوا الطهرَ فـي تلـك البـراءَاتِ
و أوسِعُـوا قمـرَ الأنـوارِ مَنقَصـةً،....................و ناصِبـوا النـورَ ألـوانَ المذَمَّـاتِ
و طاردُوا الغيمةَ البيضاءَ ما عرَضَت ،......................وشـادِيَ الطيِـر مـا غنـىَّ بواحَـاتِ
عادُوا الجَمالَ كما شِئتم، وقـد عَميَـتْ.....................منكم عُيونٌ ، و ضاعَت في المتاهَـاتِ
وسرِّحُـوا ريشـةً عميـاءَ ترسـمُـهُ.......................رَسْمَ المجانينِ تاهَـتْ فـي الفـلاَواتِ
إلا الرسولُ ، و مـن كَانـتْ قداستُـه.......................فوقَ القداسَـاتِ يـا أهـلَ العَـداواتِ
فِدَاه كلُّ بنـي الدنيـا ، ومـا جمَعَـتْ......................أرضٌ ، و ما قد حوَتْـهُ مـن ملـذَّاتِ
حاشَاكَ يا سيـدِي مـن كُـل شَائنـةٍ ،.................حاشَاك من مُشبِـهٍ تلـكَ الرسُومـاَتِ
حاشَـاكَ مـن مَوضِـع يومـاً لمتَّهَـم.................وأنـتَ ، وحـدَك أهـلٌ للشفـاعَـاتِ
فِدَاكَ نفسِـي ، ومالـي مـن مُناجَـزَةٍ...................فدَاك روحِي، و عِرضِي في المفَـادَاةِ
فِداكَ ما حمَلَت أنثَى ، و ما وضَعَـت ،....................و مـا أظلَّـتْ سمَـاءٌ مِـنْ نفيسَـاتِ
لا نـامَ جَفـنٌ ، ولا قـرَّتْ جوانحُنـا.................وفيـكَ هَـرَّتْ خنـازِيـرٌ بريـشَـاتِ
و لا أمِنَّـا إذَا مَـا نسـمـةٌ لمـسَـتْ....................خدَّيكَ يـا سيِّـدي ، يـا كـلَّ غايَاتـي
أنت الجمالُ ، و أنتَ الحسنُ مجتمِـعٌ ،....................أنتَ الملاحَـة ُمِـن فَـوقِ الملاحَـاتِ
فيضُ المودَّةِ في لطفٍ ، و في حدَبٍ ،...................بحـرُ المحبـة ِ، فـي ليـنٍ وإخبَـاتِ
بـابُ المسـرَّة للمَحـزون ِ، مدَّخَـرٌ.................للمُعسِرين ، و نصـر ٌ فـي الملمَّـاتِ
سَوَّاك ربُّكَ مـن قبـلِ الخلائـقِ فـي.................مُستَكمَلِ الخلـق يـا خيـرَ البريَّـاتِ
وقد أَجلَّك فـي قَـولٍ، و فـي عمَـل..................يا سَيدَ الخلـقِ ، يـا تَـاجَ المقَامـاتِ
أنت المنَزَّه ُعن جُورٍ و عـن خَطَـلٍٍ ،................و نحنُ أهـلُ الخطايـا ، و الجنايَـاتِ
وأنتَ من أنتَ، في عِلـم وفـي رَشَـدٍ................ونحنُ، لا أنتَ ، نرعَى في الغِوايَـاتِ
ياسيـنُ فضلُـكَ عـمَّ العالميـن َفمـا...................تنسـاهُ إلا الدَّنايـا فــي الخليـقَـاتِ
هـديـةُ الله لـلإنـسـانِ تـرشِــدُهُ......................بعـدَ الضـلاَل إلـى نُـورِ الهدَايَـاتِ
وهَدْيُـهُ ، أنقـذَ الإنسـانَ مـن سفَـهٍ....................وطهَّر النفـسَ مـن كُفْـرٍ و إعنَـاتِ
للهِ جَوهـرُكَ المكنـونُ كـم ذَهَـلَـتْ.....................عنهُ الصدُور، فلجَّت في الخصُومَـاتِ
وأعلنَت حربها فـي الغـربِ جاهِلـةً....................و لو دَرَتْ جُرمَهَـا ناحَـت بأصْـوَاتِ
يا مُصطَفَى،جلَّ مَـنْ أولاك عصمَتَـهُ......................صـانَ روحَـكَ فـي تلـكَ العَليَّـاتِ
شفاعةً ، يا أميرَ الحوضِ ، أنـتَ لنَـا....................غـوثُ النجَـاةِ لـدَى يـومِ المنَـاداةِ
لا تهجُـرَنَّـا بِـأقــوامٍ مـدنَّـسَـةٍ.....................حامَت كما البُومِ في شـرِّ الصحيفَـاتِ
و أرسلَت نعَقَاتٍ في المـدَى فضَحَـتْ.......................حِقدَ الغُرابِ علَى ضَـوء الصَّباحَـات
هِـيْ أمَّتـي سَتُعِيـدُ الشمـسَ بَاسمَـةً....................عَنْ ثغْرِ أحمدَ فـي أرضِ الرسَـالاَتِ
وتمـلأُ الكـونَ بالتسلِيـم متَّـصِـلا ً.................و بالصـلاةِ علـى بـدْرِ الثنَّـيَّـاتِ .

الشاعر سعد مردف .الجزائر