مشاهدة النسخة كاملة : صلاة الاستخارة
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة
بسم الله و الحمد لله
و الصلاة و السلام علي حببنا و اسوتنا
و قدوتنا و شفيعنا رسول الله صلي الله عليه و سلم
اما بعد ... فامرحبا باخواني و اخواتي
و اهلي و احبابي مرحبا بكم مرة اخري
مكانه الصلاة في الاسلام
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2137434
كيفية الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138008
الأذان
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138140
أحكام الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138284
شروط الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2138360
واجبات الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139174
مبطلات الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139309
سنن الصلاة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139486
صلاة النافلة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139648
صلاة قيام الليل
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2139813
https://a.top4top.net/p_8240yexs1.jpg (https://up.top4top.net/)
وبعد أيها القارئ الكريم
فهذه جملة من النصائح التي ذكرها
أهل العلم نسوقها إليك
عسى الله أن ينفعنا وإياكم بها
>>>>>>
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:27
السؤال :
اسمحوا لي بهذا السؤال ، أحب أن أسأل لأريح عقلي
وكثير من تحدثهم نفسهم بهذه الوساوس
وتعم الفائدة إن شاء الله على من يقرؤه .
كثيرا ما نسمع عن صلاة الاستخارة
لكن لا نعمل بها إلا في حالات نادرة .
وقد نصلي وهناك بعض الشك في قلوبنا
لأننا لا نعرف أهميتها .
وأحيانا يجول في خواطرنا بأن قضاء الله هو الذي سيحدث
فما الفائدة من السؤال والدعاء والسعي ؟
أخبروني عن صلاة الاستخارة .
الجواب :
الحمد لله
أهمية صلاة الاستخارة تكمن في أوجه ثلاثة :
الوجه الأول :
تجريد الافتقار إلى الله ، ونفي العلائق إلا بالله ، وتحقيق التوكل عليه سبحانه وتعالى ، وتفويض الأمور إليه ، وهي كلها معان سامية من معاني التوحيد والإسلام
تساعد صلاة الاستخارة في تحقيقها ، وتعين على قيامها ، خاصة لمن اعتاد اللجوء إليها ، واستشعر في قلبه حقيقتها وحكمة تشريعها .
الوجه الثاني :
الفلاح في الاختيار ، والنجاح في الأمر ، والتوفيق في السعي ، فمن فوض أمره إلى الله كفاه
، ومن سأل الله بصدق أعطاه حاجته ولم يمنعه .
يقول الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/206) :
قال بعض الحكماء :
من أُعطي أربعا لم يُمنع أربعا :
من أُعطي الشكر لم يُمنع المزيد
ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول
ومن أٌعطي الاستخارةَ لم يُمنع الخِيَرة
ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب " انتهى .
أما حديث : ( ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار )
فهو حديث موضوع
انظر "السلسلة الضعيفة" (611) للشيخ الألباني .
الوجه الثالث :
الرضا بالقضاء ، والقناعة بالمقسوم ، فمن استخار الله تعالى في شأنه لم يندم على خياره ، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يدفع عنه كل هم أو حزن يحصل في اختياره
وهذا الوجه من أعظم الفوائد التي تجنيها
صلاة الاستخارة في قلب العبد .
روى ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه"
(92) وغيره بسنده عن وهب بن منبه قال :
" قال داود عليه السلام : رب ! أي عبادك أبغض إليك ؟ قال : عبد استخارني في أمر ، فخرت له ، فلم يرض به " انتهى .
يقول ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" (157) :
" كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره " انتهى .
ويجمع هذه الحِكَمَ والفوائدَ جميعها العلامة ابن القيم في
شرح رائع لأهمية صلاة الاستخارة فيقول
– كما في "زاد المعاد" (2/442) - :
" وعوضهم بهذا الدعاء – دعاء الاستخارة - الذي هو توحيد وافتقار وعبودية وتوكل وسؤال لمن بيده الخير كله ، الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يصرف السيئات إلا هو ،
الذي إذا فتح لعبده رحمة لم يستطع أحد حبسها عنه ، وإذا أمسكها لم يستطع أحد إرسالها إليه من التطير والتنجيم واختيار الطالع ونحوه ، فهذا الدعاء هو الطالع الميمون السعيد
طالع أهل السعادة والتوفيق ، الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، لا طالع أهل الشرك والشقاء والخذلان الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون .
فتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه ، والإقرار بصفات كماله من كمال العلم والقدرة والإرادة ، والإقرار بربوبيته ، وتفويض الأمر إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، والخروج من عهدة نفسه ، والتبري من الحول والقوة إلا به
واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها ، وإرادته لها ، وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق ، وفى "مسند الإمام أحمد" من حديث سعد بن أبى وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى الله )
فتأمل كيف وقع المقدور مكتنفا بأمرين :
التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله ، والرضا بما يقضى الله له بعده ، وهما عنوان السعادة .
وعنوان الشقاء أن يكتنفه ترك التوكل
والاستخارة قبله ، والسخط بعده .
والتوكل قبل القضاء ، فإذا أبرم القضاء وتم انتقلت العبودية إلى الرضا بعده ، كما في "المسند" ، وزاد النسائي في الدعاء المشهور : ( وأسألك الرضا بعد القضاء ) .
وهذا أبلغ من الرضا بالقضاء ، فإنه قد يكون عزما فإذا وقع القضاء تنحل العزيمة ، فإذا حصل الرضا بعد القضاء ، كان حالا أو مقاما .
والمقصود أن الاستخارة توكل على الله ، وتفويض إليه ، واستقسام بقدرته وعلمه ، وحسن اختياره لعبده ، وهى من لوازم الرضا به ربا ، الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك ، وإن رضى بالمقدور بعدها ، فذلك علامة سعادته " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:31
السؤال :
أود معرفة المزيد عن صلاة الاستخارة
. ماذا أتلو ، وأدعو ، كم عدد الركعات
وما هو الأجر من ذلك .
وهل صلاة المذهب الحنبلي والشافعي والحنفي بنفس الطريقة .
الجواب :
الحمد لله
صلاة الاستخارة سنة شرعها النبي صلى الله عليه وسلم
لمن أراد أن يعمل عملاً ولكنه مترددٌ فيه
وسيكون الحديث عن صلاة الاستخارة من خلال ثمان نقاط :
1ـ تعريفها .
2ـ حكمها .
3ـ الحكمة من مشروعيتها .
4ـ سببها .
5ـ متى تبدأ الاستخارة .
6ـالاستشارة قبل الاستخارة .
7ـ ماذا يقرأ في الاستخارة ؟ .
8ـ متى يكون الدعاء ؟ .
المطلب الأول : تعريفها .
الاسْتِخَارَةُ لُغَةً :
طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ .
يُقَالُ : اسْتَخِرْ اللَّهَ يَخِرْ لَك .
وَاصْطِلَاحًا : طَلَبُ الاخْتِيَارِ .
أَيْ طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى , بِالصَّلاةِ , أَوْ الدُّعَاءِ الْوَارِدِ فِي الِاسْتِخَارَةِ .
المطلب الثاني : حكمها .
أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى أَنَّ الاسْتِخَارَةَ سُنَّةٌ
وَدَلِيلُ مَشْرُوعِيَّتِهَا مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ : إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ : عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ . وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ )
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي مَوَاضِعَ مِنْ صَحِيحِهِ (1166)
وَفِي بَعْضِهَا ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ .
المطلب الثالث : الحكمة من مشروعيتها .
حِكْمَةُ مَشْرُوعِيَّةِ الاسْتِخَارَةِ , هِيَ التَّسْلِيمُ لأَمْرِ اللَّهِ , وَالْخُرُوجُ مِنْ الْحَوْلِ وَالطَّوْلِ , وَالالْتِجَاءُ إلَيْهِ سُبْحَانَهُ .
لِلْجَمْعِ بَيْنَ خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
وَيَحْتَاجُ فِي هَذَا إلَى قَرْعِ بَابِ الْمَلِكِ (سبحانه وتعالى) , وَلا شَيْءَ أَنْجَعُ لِذَلِكَ مِنْ الصَّلاةِ وَالدُّعَاءِ ; لِمَا فِيهَا مِنْ تَعْظِيمِ اللَّهِ , وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ , وَالافْتِقَارِ إلَيْهِ قَالا وَحَالا ، ثم بعد الاستخارة يقوم إلى ما ينشرح له صدره .
المطلب الرابع : سببها .
سَبَبُهَا ( مَا يَجْرِي فِيهِ الاسْتِخَارَةُ ) :
اتَّفَقَتْ الْمَذَاهِبُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ فِي الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَدْرِي الْعَبْدُ وَجْهَ الصَّوَابِ فِيهَا
أَمَّا مَا هُوَ مَعْرُوفٌ خَيْرَهُ أَوْ شَرَّهُ كَالْعِبَادَاتِ وَصَنَائِعِ الْمَعْرُوفِ وَالْمَعَاصِي وَالْمُنْكَرَاتِ فَلا حَاجَةَ إلَى الاسْتِخَارَةِ فِيهَا
إلا إذَا أَرَادَ بَيَانَ خُصُوصِ الْوَقْتِ كَالْحَجِّ مَثَلا فِي هَذِهِ السُّنَّةِ ; لِاحْتِمَالِ عَدُوٍّ أَوْ فِتْنَةٍ , وَالرُّفْقَةِ فِيهِ , أَيُرَافِقُ فُلانًا أَمْ لا ؟
وَعَلَى هَذَا فَالاسْتِخَارَةُ لا مَحَلَّ لَهَا فِي الْوَاجِبِ وَالْحَرَامِ وَالْمَكْرُوهِ , وَإِنَّمَا تَكُونُ فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ .
وَالاسْتِخَارَةُ فِي الْمَنْدُوبِ لا تَكُونُ فِي أَصْلِهِ ; لِأَنَّهُ مَطْلُوبٌ , وَإِنَّمَا تَكُونُ عِنْدَ التَّعَارُضِ , أَيْ إذَا تَعَارَضَ عِنْدَهُ أَمْرَانِ أَيُّهُمَا يَبْدَأُ بِهِ أَوْ يَقْتَصِرُ عَلَيْهِ ؟ أَمَّا الْمُبَاحُ فَيُسْتَخَارُ فِي أَصْلِهِ .
المطلب الخامس : مَتَى يَبْدَأُ الاسْتِخَارَةَ ؟
يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَخِيرُ خَالِيَ الذِّهْنِ , غَيْرَ عَازِمٍ عَلَى أَمْرٍ مُعَيَّنٍ , فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَدِيثِ : " إذَا هَمَّ " يُشِيرُ إلَى أَنَّ الِاسْتِخَارَةَ تَكُونُ عِنْدَ أَوَّلِ مَا يَرِدُ عَلَى الْقَلْبِ , فَيَظْهَرُ لَهُ بِبَرَكَةِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ مَا هُوَ الْخَيْرُ
بِخِلَافِ مَا إذَا تَمَكَّنَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ , وَقَوِيَتْ فِيهِ عَزِيمَتُهُ وَإِرَادَتُهُ , فَإِنَّهُ يَصِيرُ إلَيْهِ مَيْلٌ وَحُبٌّ , فَيَخْشَى أَنْ يَخْفَى عَنْهُ الرَّشَادُ ; لِغَلَبَةِ مَيْلِهِ إلَى مَا عَزَمَ عَلَيْهِ . وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْهَمِّ الْعَزِيمَةَ
لأَنَّ الْخَاطِرَ لا يَثْبُتُ فَلَا يَسْتَمِرُّ إلَّا عَلَى مَا يَقْصِدُ التَّصْمِيمَ عَلَى فِعْلِهِ مِنْ غَيْرِ مَيْلٍ . وَإِلا لَوْ اسْتَخَارَ فِي كُلِّ خَاطِرٍ لاسْتَخَارَ فِيمَا لا يَعْبَأُ بِهِ , فَتَضِيعُ عَلَيْهِ أَوْقَاتُهُ . "
المطلب السادس : الاسْتِشَارَةُ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ .
قَالَ النَّوَوِيُّ :
يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مِنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ .
قَالَ تَعَالَى : { وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ } وَإِذَا اسْتَشَارَ وَظَهَرَ أَنَّهُ مَصْلَحَةٌ , اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ .
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيُّ :
حَتَّى عِنْدَ الْمُعَارِضِ ( أَيْ تَقَدُّمِ الاسْتِشَارَةِ ) لأَنَّ الطُّمَأْنِينَةَ إلَى قَوْلِ الْمُسْتَشَارِ أَقْوَى مِنْهَا إلَى النَّفْسِ لِغَلَبَةِ حُظُوظِهَا وَفَسَادِ خَوَاطِرِهَا .
وَأَمَّا لَوْ كَانَتْ نَفْسُهُ مُطْمَئِنَّةً صَادِقَةٌ إرَادَتَهَا مُتَخَلِّيَةً
عَنْ حُظُوظِهَا , قَدَّمَ الاسْتِخَارَةَ .
المطلب السابع : الْقِرَاءَةُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ .
- فِيمَا يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ ثَلاثَةُ آرَاءٍ :
أ - قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَقْرَأَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى بَعْدَ الْفَاتِحَةِ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ } , وَفِي الثَّانِيَةِ { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } .
وَذَكَر النَّوَوِيُّ تَعْلِيلًا لِذَلِكَ فَقَالَ :
نَاسَبَ الْإِتْيَانُ بِهِمَا فِي صَلَاةٍ يُرَادُ مِنْهَا إخْلَاصُ الرَّغْبَةِ وَصِدْقُ التَّفْوِيضِ وَإِظْهَارُ الْعَجْزِ , وَأَجَازُوا أَنْ يُزَادَ عَلَيْهِمَا مَا وَقَعَ فِيهِ ذِكْرُ الْخِيَرَةِ مِنْ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ .
ب - وَاسْتَحْسَنَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْ يَزِيدَ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ عَلَى الْقِرَاءَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَرَبُّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ . مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَرَبُّك يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ . وَهُوَ اللَّهُ لا إلَهَ إلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } .
فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى , وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا }
ج - أَمَّا الْحَنَابِلَةُ وَبَعْضُ الْفُقَهَاءِ فَلَمْ يَقُولُوا بِقِرَاءَةٍ
مُعَيَّنَةٍ فِي صَلاةِ الِاسْتِخَارَةِ .
المطلب الثامن : مَوْطِنُ دُعَاءِ الاسْتِخَارَةِ .
قَالَ الْحَنَفِيَّةُ , وَالْمَالِكِيَّةُ , وَالشَّافِعِيَّةُ , وَالْحَنَابِلَةُ :
يَكُونُ الدُّعَاءُ عَقِبَ الصَّلاةِ , وَهُوَ الْمُوَافِقُ لِمَا جَاءَ فِي نَصِّ الْحَدِيثِ الشَّرِيفِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم .
أنظر الموسوعة الفقهية ج3 ص241
قال شيخ الاسلام في الفتاوى الكبرى ج2 ص265 :
مَسْأَلَةٌ فِي دُعَاءِ الِاسْتِخَارَةِ , هَلْ يَدْعُو بِهِ فِي الصَّلاةِ ؟
أَمْ بَعْدَ السَّلامِ؟
الْجَوَابُ :
يَجُوزُ الدُّعَاءُ فِي صَلاةِ الاسْتِخَارَةِ
وَغَيْرِهَا : قَبْلَ السَّلامِ , وَبَعْدَهُ
وَالدُّعَاءُ قَبْلَ السَّلامِ أَفْضَلُ ; فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرُ دُعَائِهِ قَبْلَ السَّلامِ , وَالْمُصَلِّي قَبْلَ السَّلامِ لَمْ يَنْصَرِفْ , فَهَذَا أَحْسَنُ
وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ..
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:32
السؤال :
كيف تكون صلاة الاستخارة ؟
وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟.
الجواب :
الحمد لله
صفة صلاة الاستخارة قد رواها جَابِرُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ :
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ :
" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . "
رواه البخاري 6841 وله روايات أخرى في الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :
الاستخارة :
اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة
والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .
قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا
الاستخارة .. في الأمور كلها )
قال ابن أبي جمرة :
هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما , فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت : .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .
قوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود
" إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .
قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة )
فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا ..
وقال النووي في " الأذكار " :
لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة ..
ويظهر أن يقال :
إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة
معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .
وقال ابن أبي جمرة .
الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك , ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .
وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .
قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة ..
وقوله " وأستقدرك " ..
معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .
قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .
قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .
قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) ..
في رواية .. " ثم يسميه بعينه "
.. وظاهر سياقه أن ينطق به
ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .
قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي "
وقيل معناه يسره لي .
قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه )
أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به
قوله ( ورَضِّني ) ..
أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..
والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره .
والرضا سكون النفس إلى القضاء .
انتهى ملخّصا من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:33
السؤال :
كيف يمكن الاستفادة من صلاة الاستخارة بشكل صحيح ؟
بعد صلاة الاستخارة والتي قمت بها بعد أن تقدم لي شخص ما ، حلمت أن أخت الخاطب كانت تلبسني جبة خضراء وكانت تقول لي بأن أخاها الخاطب لا يهدي إلا كل ما هو جميل
فأرجو منكم أن تدلوني على معنى هذه الرؤية حتى أتمكن من الاستفادة من صلاة الاستخارة بشكل صحيح .
الجواب :
الحمد لله
هنا عدة أمور ينبغي التفطن لها :
أولاً :
بالنسبة للرؤيا التي رأيتِها ؛ فعليك بسؤال من يحسن ذلك ممن يوثق بدينه وعقيدته ليفسرها لك ، واحذري من الجهلة والمشعوذين .
ثانياً :
يظن كثير من الناس أنه يشترط في نتيجة الاستخارة ؛ أن يتبعها رؤيا منام ، أو راحة ملموسة في الصدر ، أو ما شابه ذلك ، مع أن الأمر ليس كذلك ، فلو لم يحدث شيء من ذلك ،
وكان الإنسان قد استخار ، وبذل الأسباب الممكنة في معرفة الأصلح له ؛ من الاستشارة ، والتحري ، وسؤال أهل الخبرة ، ثم أقدم بعد ذلك ، فيرجى أن يكون هذا هو الخير له
ولو لم ينشرح صدره ابتداء ، بل حتى لو فرض عدم توفيقه في هذا الأمر الذي أقدم عليه بعد الاستخارة ؛ فقد يكون فيه خير له لا يعلمه هو ، ويعلمه ربه عز وجل .
قال ابن الحاج المالكي :
" وبعضهم يستخير الاستخارة الشرعية ويتوقف بعدها حتى يرى مناماً يفهم منه فعل ما استخار فيه أو تركه ، أو يراه غيره له ، وهذا ليس بشيء ، لأن صاحب العصمة صلى الله عليه وسلم قد أمر بالاستخارة والاستشارة ، لا بما يرى في المنام " انتهى .
"المدخل" (4/ 37) .
ثالثاً :
لو فرض أن تعبير الرؤيا كان يدل على خير ، فإن الرؤى الصالحة لا تعدو أن تكون مبشرات ، لكن لا يعتمد عليها ، بل ينبغي التحري والسؤال عن المتقدم للخطبة والتأكد من سلامة دينه وأخلاقه وغيرها مما يهمك التعرف عليه في شأنه
فإذا تحققت من هذه الأمور ، فتكون الرؤيا الصالحة هي بمثابة التبشير ، والتفاؤل بالخير من هذا الإقدام .
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ، ويبارك لك فيه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:35
السؤال :
سألني أحد الأخوة عن جواز أداء صلاة الاستخارة لأي مشروع أو عمل كان ونحن نعرف حديث جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) حيث قال : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها…..) والحديث في البخاري .
ماذا إذا أراد أحد أن يؤدي صلاة الاستخارة لأمر إلزامي ! لأنني لم أفهم المراد بكلمة كلها هل تشمل (الكل) أم (الأغلبية) لأن كلمة (كل) في اللغة العربية وعلى حسب معرفتي
قد تعني (الأغلبية) .
فهلا أفدتموني يا سماحة الشيخ ببعض
الإيضاحات حول كلمة (كلها)؟
وهل يمكن أداء صلاة الاستخارة في الأمور الإجبارية ؟.
الجواب :
الحمد لله
فِعل الواجبات لا خِيَرةَ فيه لأن الله ألزمنا به
وكذلك تركُ المحرَّمات
فلا معنى للاستخارة في أمر لا بدّ لنا من فعله
ولا يُشرع في ذلك صلاة الإستخارة
والإِستخارة إنَّما تكون في المباحات
لترجيح أحَدِ الأمْرينِ على الآخر
وكذلك تعيِينُ ما تعدد أفرَادُه من المُسْتحَبَّات فيستخير من أجل تقديم مستحبّ معيّن منها كأن يحتار إلى أي المدن يتجه لطلب العلم أو على أيّ شيخ يدرس أو في أيّ حلقة يجلس فيستشير ثم يستخير على ما ترجّح لديه
وكذلك يستخير عند الإِقدام على الزواج مِنِ امرأةٍ بِعيْنِهَا
أو الحجِّ النَّـفل في هذا العام أو فيِ الذي يليه
وكذلك كلُّ شيء فيه تردد
فهذا داخل في قوله " يعلِّمنا الإستخارة في الأمور كلها.
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:36
السؤال :
قمت بخطبة فتاة بقصد الزواج بها ، ثم قمت بعد ذلك بصلاة الاستخارة بشأن هذا الزواج
فإذا بنفس اليوم الذي قمت فيه بصلاة الاستخارة ذهبت أنا وعائلتي لزيارة عائلة خطيبتي فإذا بها تتصرف تصرفا غير لائق مع والدتي مما أدى إلى خلق مشكلة مع عائلتي
فهل يجب علي أن أعتبر أن هذا الأمر إجابة من الله لأبتعد عن هذه الفتاة أو يجب علي مواصلة علاقتي بها رغم تخوف أفراد عائلتي من أن تضر هذه الفتاة بعلاقتنا الأسرية ؟
الجواب :
الحمد لله
إذا كانت هذه الفتاة مرضية الدين والخُلق ، واستخرت الله تعالى في خطبتها ، فامض في أمرك ولا تتردد
فما يسره الله لك فهو الخير إن شاء الله
فعلامة الاستخارة :
تيسير الأمر ومضيه
فإن تعسر ولم يمض كان دليلا على أنه لا خير للعبد فيه
ولهذا جاء في دعاء الاستخارة :
( اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - ويسميه - خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ.
وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي
وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ
وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ).
وتصرف الفتاة تصرفا خاطئا مع والدتك ليس سببا كافيا لتركها ، فقد يقع ذلك على سبيل الغفلة أو الزلة أو لشدة الحياء ونحو ذلك .
لكن إن ظهر لك أن هذا التصرف يقدح في دينها أو خلقها ، فهنا تكون محقّاً في ترددك في إتمام الزواج .
وينبغي عليك إذا أردت أن تمضي هذا الزواج أن تزيل الوحشة بين أهلك وخطيبتك ، وأن تهيئ أسرتك لاستقبالها فردا جديدا من أفرادها .
والحاصل أن من صدق في اللجوء إلى ربه ، وتفويض أمره إليه ، واستخار في أمر من أموره ، فليمض فيه ، فإن تيسر كان هذا دليلا على أنه الخير له ، وإن وقف وتعسر ، فلينصرف عنه ، وليعلم أن صرف ذلك عنه هو الخير إن شاء الله .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
ويسر لنا ولك أرشد الأمور وأحبها إليه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:38
السؤال:
ما هي السورة التي يستحب قراءتها
بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة ؟
الجواب :
الحمد لله
لم يرد في السنة فيما نعلم قراءة سورة معينة بعد الفاتحة في صلاة الاستخارة ، فيقرأ المسلم ما تيسر له من القرآن
من ذلك ما رواه البخاري (1166) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ، ثُمَّ لِيَقُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ...) .
قال العراقي رحمه الله :
" لم أجد في شيء من طرق أحاديث الاستخارة ما يقرأ فيهما "
انتهى من "تحفة الأحوذي" (480) .
وجاء في " الموسوعة الفقهية (3/245) " :
" أما الحنابلة وبعض الفقهاء ، فلم يقولوا بقراءة معينة في صلاة الاستخارة " انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" وصفتها : أن يصلي ركعتين مثل بقية صلاة النافلة ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وما تيسر من القرآن .. " انتهى
من "مجموع الفتاوى" (11/389) .
وجاء في فتاوى "اللجنة الدائمة" (8/161) :
" أما القراءة فيها فيقرأ بالفاتحة وما تيسر بعدها من القرآن ، سورة كاملة أو بعض سورة " انتهى .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وليس لها سور معينة فيما أعلم ، بل يقرأ الإنسان ما تيسر من القرآن مع الفاتحة "
انتهى من "فتاوى نور على الدرب" .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:39
السؤال:
إذا صلى المسلم صلاة الاستخارة فهل يدعو دعاء الاستخارة بعد التشهد وقبل الخروج منها أو بعد التسليم من الصلاة ؟
الجواب :
الحمد لله
المشروع في دعاء الاستخارة أن يكون بعد
الفراغ من الصلاة ، وبهذا قال جمهور العلماء.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (3/245) :
قال الحنفية ، والمالكية ، والشافعية ، والحنابلة : يكون الدعاء عقب الصلاة ، وهو الموافق لما جاء في نص الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" المشروع للمسلم إذا صلى صلاة الاستخارة ، أن يدعو بعد السلام منها لقوله - صلى الله عليه وسلم : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الحديث.
وهذا يدل على أن الدعاء يكون بعد السلام من الصلاة "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (11/389)
وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (8/162) :
هل دعاء الاستخارة يكون قبل التسليم
أم بعد التسليم والخروج من الصلاة؟
فأجابوا :
" دعاء الاستخارة يكون بعد التسليم من صلاة الاستخارة " انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" دعاء الاستخارة بعد السلام؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: ( فليصل ركعتين ثم ليقل ) وذكر الدعاء " انتهى
من "لقاء الباب المفتوح" لقاء رقم (20) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:39
السؤال:
هل يشترط في دعاء الاستخارة أن يقرأه حفظاً
فإن كان لا يحفظ فهل يجزئه أن يقرأه من ورقة ؟
الجواب :
الحمد لله
لا يشترط في دعاء الاستخارة أن يأتي به عن ظهر قلب ، بل لو قرأه من ورقة أجزأه ذلك ؛ لأن المطلوب هو الدعاء وقد أتى به وقد أجاز جمهور العلماء قراءة القرآن من المصحف في الصلاة وهو أشد من قراءة الدعاء بعد الصلاة.
لكن إن تيسر استحضاره عن ظهر قلب فهو أفضل.
جاء في "الموسوعة الفقهية" (33/57) :
" ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة , قال أحمد : لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف , قيل له : الفريضة ؟ قال : لم أسمع فيها شيئا .
وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف , فقال : كان خيارنا يقرءون في المصاحف " انتهى.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" لا مانع أن يقرأ الإنسان الدعاء من الورقة إذا كان لا يحفظ وكتب الدعاء في ورقة وقرأه في الأوقات التي يحب أن يدعو فيها مثل آخر الليل أو أثناء الليل أو غيرها من الأوقات، ولكن لو تيسر حفظ ذلك وأن يقرأه عن حضور قلب وعن خشوع كان ذلك أكمل " انتهى
من "مجموع الفتاوى " (30/31)
وسئل علماء "اللجنة الدائمة" (8/161)
بالنسبة إلى صلاة الاستخارة لعمل ما، أو حاجة ما أو أي شيء؛ هل يشترط أن أحفظ الدعاء الوارد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام (دعاء الاستخارة)
أم يمكن قراءته في الكتاب فقط وبعد أداء الصلاة؟..
فأجابوا:
" إن حفظت الدعاء للاستخارة وقرأته من الكتاب فالأمر في ذلك واسع، وعليك الاجتهاد في إحضار قلبك والخشوع لله، والصدق في الدعاء.." انتهى.
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:41
السؤال:
هل تحصل صلاة الاستخارة بركعة واحدة ؟
الجواب :
الحمد لله
الذي يظهر أن سنة الاستخارة لا تحصل بركعة واحدة
لما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ: ( إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ...)
رواه البخاري (1166) .
قال البجيرمي رحمه الله :
"وأفهم قوله وركعتا الاستخارة أنها لا تحصل بركعة" انتهى
من "تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (1/428) .
وقال العيني رحمه الله :
"دليل على أن السنة للاستخارة كونها ركعتين فإنه لا تجزئ الركعة الواحدة في الإتيان بسنة الاستخارة " انتهى من
"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (11/385) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
"قوله : ( فليركع ركعتين ) : فيه أن السنة في الاستخارة كونها ركعتين فلا تجزئ الركعة الواحدة " انتهى
من نيل الأوطار(3/88) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-20, 05:43
السؤال:
ما الأمور التي تصح فيها الاستخارة ، وما هي المسائل التي يستحسن فيها استخدام العقل وليس الاستخارة ؟
الجواب :
الحمد لله
لا يصح تقسيم الأمور
– من حيث جواز الاستخارة بها –
إلى قسمين :
أمور يستعمل فيها العقل ولا يستخار لها
وأمور لا يستعمل فيها العقل
بل تصلى لأجلها صلاة الاستخارة .
بل المشروع في جميع الأمور
- صغيرها وكبيرها –
استعمال العقل والحكمة ودراسة الخيارات والأسباب المتاحة
فإن تردد في أمر ما ، أو لم يتبين له وجه الصواب في ذلك
بدليل من الشرع ، إن كان أمرا شرعيا ، أو دليل آخر من العقل ، أو التجربة ، أو الحس ، أو غير ذلك بحسب الأمر المراد وطبيعته
إن تردد ولم يتبين له وجه الصواب بدليله المناسب له :
فوض أمره إلى الله ، وركن إلى اختياره له ، وتبرأ من حوله وقوته وتقديره ، وصلى صلاة الاستخارة التي هي دعاء الله وسؤاله التوفيق والنجاح بعد تحكيم العقل في الخيارات المتاحة .
فليست الاستخارة لإلغاء العقل
أو النظر في الأمور المادية المحيطة بالإنسان ، وإنما هي مكملة لذلك ، وليس في الشريعة إلغاء للأسباب ، وليس فيها أيضا توكل عليها ، وكون إليها ، بل موازنة بين الأمرين ، بحيث تنسجم الشخصية الإسلامية بين الواقعية والروحانية .
لذلك يمكننا أن نقول :
إن الاستخارة مشروعة في جميع الأمور
– الداخلة في دائرة الإباحة -
إلى جانب تحكيم العقل ودراسة الأسباب .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ :
( كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ
في الأُمُورِ كُلِّهَا كَالسُّورَةِ مِنَ الْقُرْآنِ )
رواه البخاري (6382)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" يتناول العمومُ العظيمَ من الأمور ، والحقيرَ
فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم " انتهى من
" فتح الباري " (11/184)
وقال العيني رحمه الله :
قوله : ( في الأمور كلها ) :
دليل على العموم
وأن المرء لا يحتقر أمراً لصغره وعدم الاهتمام به فيترك الاستخارة فيه ، فرب أمر يستخف بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه ،
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( ليسأل أحدكم ربه حتى في شسع نعله ) " انتهى
من " عمدة القاري " (7/223)
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:10
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال:
هل يمكن أن أجمع بين عدة أمور في صلاة استخارة واحدة , أم يحتاج كل أمر إلى ركعتي استخارة , وإذا أمكن ذلك , كيف يكون ؟
مثلاً , شراء سيارة وشراء منزل وزواج , هل يمكن أن يجمع كل هذه الأمور في ركعتي استخارة فقط , أم كل أمر يحتاج ركعتين ، فيصلي ركعتين ، ركعتين ، ركعتين
وفي كل ركعتين يستخير في أمر واحد ؟
الجواب :
الحمد لله
الاستخارة دعاء يطلب فيه العبد من الرب عز وجل أن يختار له خير الأمرين ، والدعاء باب واسع في الشريعة الإسلامية يجوز للمسلم أن يسأل الله تعالى فيه جميع حاجاته
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب جوامع الأدعية
وهي التي تجمع المعاني الكثيرة ، في كلمات قليلة .
ولا يظهر ما يمنع من ذكر أكثر من حاجة في استخارته ، بعد أن يصلي ركعتين ؛ ويكون قد صدق عليه أن صلى ركعتين ، ثم دعا بحاجته بعدهما ، وإن كان الأفضل أن يخص كل حاجة له بصلاة ودعاء .
سئل الشيخ عبد الله بن جبرين رحمه الله :
هل يستخار لأكثر من أمر في صلاة واحدة ؟
فأجاب :
يجوز ذلك ، وتجعل الصلاة وسيلة للدعاء بعدها ، فلا مانع من كون الاستخارة بعد الصلاة في حاجتين أو أكثر ، فيقول في الدعاء بعد المقدمة : اللهم إن كانت الحاجة الفلانية
والحاجة الفلانية خيرا لي ، ويقول : فيسرهما... إلخ.
" فتاوى في صلاة الاستخارة "
( السؤال رقم 12 ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:12
السؤال :
هل يجوز أن يصلي أحد عني صلاة استخارة لي؟
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز لأحد أن يصلي الاستخارة عن أحد .
جاء في لقاء "الباب المفتوح" للشيخ بن عثيمين رقم (83) :
"الاستخارة لا تجوز إلا ممن أراد وهمَّ، ولا يصلح أن يستخير لغيره حتى لو وكله وقال : استخر الله لي
لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال :
(إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين ثم يقول :
.... وذكر الحديث)
كما أنه لو دخل اثنان المسجد وقال أحدهما للآخر :
صَلِّ عني ركعتين تحية المسجد وأنا سأجلس ، لا يصح هذا ، فصلاة الاستخارة متعلقة بنفس المستخير الذي يريد أن يفعل" انتهى .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:13
السؤال :
أنا طالب سعودي في كندا أود إكمال دراستي للماجستير في الهندسة وأنا محتار في خمس تخصصات للماجستير
ألا وهي 1- التخطيط العمراني
2- التصميم العمراني
3-الإسكان
4-التطوير العقاري
5-إدارة العمران سؤالي :
هل أصلي صلاة استخارة واحدة وأذكر جميع التخصصات
أو خمس صلوات متتالية لكل تخصص؟
أرجو الإجابة مع التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء .
الجواب :
الحمد لله
معنى الاستخارة أن يستخير المسلم ربه ليختار
له أصلح الأمرين في دينه ودنياه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والاستخارة معناها طلب خير الأمرين " انتهى .
"شرح رياض الصالحين" (ص/ 792) .
وقال في "تاج العروس" (11 / 250) :
" وفي حديث الاستخارة : ( اللَّهُمَّ خِرْ لِي )
أَي : اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن " انتهى .
والأصل في صلاة الاستخارة أنها تكون في أمر
واحد يفعله الإنسان أو يتركه .
وعلى هذا ، فعليك أن تنظر في هذه الخيارات ، وتقلب فيها الرأي ، وتستشير أهل الخبرة والمعرفة والعقل ، حتى يترجح لديك أمر واحد ، فتصلى له الاستخارة .
" قَالَ النَّوَوِيُّ : يُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَشِيرَ قَبْلَ الِاسْتِخَارَةِ مَنْ يَعْلَمُ مَنْ حَالِهِ النَّصِيحَةَ وَالشَّفَقَةَ وَالْخِبْرَةَ , وَيَثِقُ بِدِينِهِ وَمَعْرِفَتِهِ . قَالَ تَعَالَى : (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) وَإِذَا اسْتَشَارَ وَظَهَرَ أَنَّهُ مَصْلَحَةٌ , اسْتَخَارَ اللَّهَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ " انتهى .
"الموسوعة الفقهية" (3/243) .
وقال الدكتور محمد بن عبد العزيز المسند :
" إذا أراد المسلم أن يقوم بعمل وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ بفعله فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه ، فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على الترك
أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات فعليه أوّلاً بعد أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص أن يحدّد خياراً واحداً فقط من هذه الخيارات ، فإذا همّ بفعله قدّم بين يدي ذلك الاستخارة " انتهى .
فإذا استخرت على واحد من تلك الخيارات ، فلم يقدر الله اختياره لك فانتقل إلى ما يليه واستخر الله تعالى بعد النظر والاستشارة .
وإذا استخرت مرة لكل واحد من هذه الأمور (فتكرر الاستخارة خمس مرات) ، ثم تعزم على إحداها فلا يظهر لنا ما يمنع ذلك .
والله أعلم .
ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:14
السؤال:
في دعاء الاستخارة المروي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وردت هذه الجملة (اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ويسمي الإنسان حاجته..........إلى آخر الدعاء)
هل في قول (إن كنت تعلم) تشكيك في علم الله سبحانه وتعالى؟
الجواب :
الحمد لله
ليس هذا تشكيكاً في علم الله تعالى ، وكيف يكون تشكيكاً والعبد يريد بهذا الكلام طلب الخير من الله عز وجل ، وأن يرشده إليه ؟
وكيف يكون تشكيكاً وهو يقول في هذا الدعاء :
(إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ) ؟
وكيف يكون تشكيكاً وهو يقول :
(فَإِنَّكَ تَقْدِرُ، وَلَا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلَا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) ؟
قال الحافظ في "الفتح" :
" وَقَوْله (إِنْ كُنْت) اِسْتَشْكَلَ الْكَرْمَانِيُّ الْإِتْيَان بِصِيغَةِ الشَّكّ هُنَا وَلَا يَجُوز الشَّكّ فِي كَوْن اللَّه عَالِمًا ، وَأَجَابَ بِأَنَّ الشَّكّ فِي أَنَّ الْعِلْم مُتَعَلِّق بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرّ لَا فِي أَصْل الْعِلْم " .
فالمعنى :
أنك يا رب إما أن تكون تعلم هذا الأمر خيراً لي
أو تعلمه شراً لي ، فإن كان خيراً فيسره .
وليس المعني :
إما أن تكون تعلم هذا الأمر خيراً لي ، أو لا تعلم - حاشا لله - .
قال في تحفة الأحوذي :
قَالَ الطِّيبِيُّ : " مَعْنَاهُ :
اللَّهُمَّ إِنَّك تَعْلَمُ , فَأَوْقَعَ الْكَلَامَ مَوْقِعَ الشَّكِّ عَلَى مَعْنَى التَّفْوِيضِ إِلَيْهِ وَالرِّضَا بِعِلْمِهِ فِيهِ , وَهَذَا النَّوْعُ يُسَمِّيهِ أَهْلُ الْبَلَاغَةِ تَجَاهُلَ الْعَارِفِ وَمَزْجَ الشَّكِّ بِالْيَقِينِ . ويُحْتَمَلُ : أَنَّ الشَّكَّ فِي أَنَّ الْعِلْمَ مُتَعَلِّقٌ بِالْخَيْرِ أَوْ الشَّرِّ لَا فِي أَصْلِ الْعِلْمِ اِنْتَهَى .
قَالَ الْقَارِي :
وَالْقَوْلُ الْآخَرُ هُوَ الظَّاهِرُ
وَنَتَوَقَّفُ فِي جَوَازِ الْأَوَّلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى " اِنْتَهَى .
وهذا الأسلوب معروف مشهور في الأحاديث ، وفي كلام العرب :
ففي حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ، قال كل واحد منهم : ( اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا ) متفق عليه ، واللفظ للبخاري (3215) .
قال الحافظ في "الفتح" (6/507) :
" قوله : ( اللهم إن كنت تعلم ) فيه إشكال ؛ لأن المؤمن يعلم قطعا أن الله يعلم ذلك . وأجيب بأنه تردد في عمله ذلك هل له اعتبار عند الله أم لا ؟ وكأنه قال : إن كان عملي ذلك مقبولا فأجب دعائي " انتهى .
وروى البخاري (7029) عن ابْن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ إِنَّ رِجَالًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَرَوْنَ الرُّؤْيَا ... الحديث
وفيه : (فلما اضْطَجَعْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ قُلْتُ :
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ فِيَّ خَيْرًا فَأَرِنِي رُؤْيَا) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:15
السؤال :
بالنسبة لصلاة الاستخارة : يجول في خاطر الإنسان أحياناً :
ما الفائدة من السؤال والدعاء والسعي
ما دام أن قضاء الله هو الذي سيحدث ؟
الجواب :
الحمد لله
جعل الله تعالى الدعاء سبباً لحصول المطلوب ، ونيل المرغوب ، وقد أمر به الرب جل وعلا، فقال : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) غافر/60 .
إذا فهم هذا لم يبق هناك إشكال
لأن الله سبحانه وتعالى يقدر الأمور بأسبابها ، فحصول الولد - مثلا – حين يكتب لابن آدم لا بد أن يسبقه الزواج والجماع كي يأتي بعده الولد ، فلا يمكن أن تقع النتائج دون أسبابها ، والكون كله مفطور على هذا النسق من ارتباط الأسباب والمسببات .
وهكذا الدعاء أو ( الاستخارة ) أيضا :
فقد كتب الله تعالى كثيرا من الأقدار معلقة بدعائه وسؤاله عز وجل ، فلا يقع المراد من غير سببه ، وهو الدعاء ، إلى جانب الأسباب الحسية ، وقد دلت الأحاديث النبوية على هذا التقرير بكل وضوح .
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ ، فَعَلَيْكُمْ عِبَادَ اللهِ بِالدُّعَاءِ ) .
رواه الترمذي (3548)
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (3409)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية
– كما في "مجموع الفتاوى" (8/69) - :
" ومن قال : أنا لا أدعو ولا أسأل اتكالاً على القدر ، كان مخطئًا أيضًا ؛ لأن الله جعل الدعاء
والسؤال من الأسباب التي ينال بها مغفرته ورحمته وهداه ونصره ورزقه ، وإذا قدر للعبد خيرًا يناله بالدعاء لم يحصل بدون الدعاء ، وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم فإنما قدره الله بأسباب ، يسوق المقادير إلى المواقيت ، فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب ، والله خالق الأسباب والمسببات .
فمحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل " انتهى .
وقال أيضا (8/287) :
" قول بعضهم : إن الدعاء ليس هو إلا عبادة محضة ؛ لأن المقدور كائن ، دعا أو لم يدع .
فيقال له : إذا كان الله قد جعل الدعاء سببًا لنيل المطلوب المقدر ، فكيف يقع بدون الدعاء ! " انتهى .
وقال ابن القيم في "الجواب الكافي" (ص/4) :
" الدعاء من أنفع الأدوية ، وهو عدو البلاء ، يدافعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يخففه إذا نزل ، وهو سلاح المؤمن
وله مع البلاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أن يكون أضعف من البلاء ، فيقوى عليه البلاء ، فيصاب به العبد ، ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفا .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهما صاحبه " انتهى باختصار .
وقال الشيخ ابن عثيمين – كما في "المجموع الثمين من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين" (1/157) - :
" الدعاء من الأسباب التي يحصل بها المدعو ، وهو في الواقع يرد القضاء ، ولا يرد القضاء إلا الدعاء ، يعني له جهتان ،
فمثلاً : هذا المريض قد يدعو الله تعالى بالشفاء فيشفى ، فهنا لولا هذا الدعاء لبقي مريضاً ، لكن بالدعاء شُفي
إلا أنا نقول : إن الله سبحانه وتعالى قد قضى بأن هذا المرض يشفى منه المريض بواسطة الدعاء ، فهذا هو المكتوب .
يظن أنه لولا الدعاء لبقي المرض ، ولكنه في الحقيقة لا يرد القضاء ؛ لأن الأصل أن الدعاء مكتوب ، وأن الشفاء سيكون بهذا الدعاء ، هذا هو القدر الأصلي الذي كتب في الأزل ، وهكذا كل شيء مقرون بسبب ، فإن هذا السبب جعله تعالى سبباً يحصل به الشيء ، وقد كتب ذلك في الأزل قبل أن يحدث " انتهى .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل الدعاء يرد القضاء ؟
فأجابوا :
"شرع الله سبحانه الدعاء وأمر به ، فقال : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) ، وقال : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ )
فإذا فعل العبد السبب المشروع ودعا فإن ذلك من القضاء ، فهو رد القضاء بقضاء إذا أراد الله ذلك ، وقد ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر ) " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/195) .
وسئلوا أيضا (24/243) :
هل يخفف الدعاء من المصائب ، وهل يلطف الله بنا نتيجة الدعاء ؟ كيف يكون ذلك والله سبحانه وتعالى ينزل المصائب على الناس على الرغم من أنهم يدعونه ؟
فأجابوا :
"الدعاء عبادة لله عز وجل ، وقد أمر الله بدعائه ، فقال تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) ، وقال تعالى : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )
والدعاء يخفف المصائب أو يدفعها أو يدفع ما هو أعظم منها
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا يرد القدر إلا الدعاء )
والمصائب إذا وقعت تكفر الذنوب ، وترفع الدرجات ، وعلى المسلم إذا وقع في مصيبة أن يصبر عليها ويحتسب الأجر من الله عز وجل ، ولا يتضجر من القضاء والقدر " انتهى .
فيتحصل من هذه النقول فهم المسألة إن شاء الله تعالى ، فالمسلم حين يأخذ أمر الاستخارة والدعاء على أنه سبب من أسباب حصول المطلوب ، فلن يفرط فيه
ولن يحاول بلوغ مراده من غير طريقه ، فيكون الدعاء مصدر قوة وباب خير للعبد المسلم كما أراده الله تعالى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:16
السؤال :
غالبا ما يتعسر على الشخص أمور ، فيقال له استخر ، أو اطلب من ربك الرؤيا.. وهناك أساليب عدة لطلب الرؤيا :
ومن الطرق المجربة :
يقوم الشخص بالصلاة ركعتين لله ، وقراءة كل من السور التالية : الليل (7) مرات ، الشمس (7) مرات ، سورة التين (7) مرات ، بعد ذلك نقوم بحمد الله وثنائه والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء بدعاء الاستخارة ..
أو طلب الرؤيا المعينة ، يتوجب من الشخص الإيقان الكلي بقدرة الله على إيجاب طلبه ، تتوجب طهارة المكان وخلوه من الصور وذوات الأرواح ، كذلك يفضل عدم التحدث مع أي شخص بعد طلب الرؤيا ، يقوم بها الشخص لمدة (7) أيام ، وربما تحدث قبل ذلك بأيام قليلة . مجربة بإذن الله .
ما حكم هذا العمل ؟
هل هناك دليل عليه ؟
أم أنه لا يجوز ؟
الجواب :
الحمد لله
هذا العمل بدعة لا تجوز
فهو تخصيص عبادة بطريقة معينة لم ترد في الشرع .
وقد أحدث الناس في صلاة الاستخارة كثيراً من البدع .
فمن ذلك :
تكرار قراءة سور معينة في صلاة الاستخارة – كما ورد في السؤال - ، وكذا تكرار صلاة الاستخارة نفسها لمدة سبعة أيام ، فهذه أنواع من التحديد والتخصيص فيها تشريع زائد على الدين ، واستدراك على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
ومنها : أيضا اعتقاد بعضهم ضرورة وقوع الرؤيا بعد صلاة الاستخارة ، كي يسترشد بها المستخير ، بل ويرون أن الاستخارة من غير رؤيا بعدها غير صحيحة ولا نافعة .
وقد نبه العلماء على هذا الخطأ .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "فتاوى نور على الدرب" (فتاوى الصلاة/صلاة الاستخارة) :
" لا يشترط أن يرى المستخير شيئاً يدله على أن هذا هو الأفضل له ، بل متى تيسر له الشيء بعد استخارته فليعلم أن هذا هو الخير ، إذا كان قد دعا ربه بصدق وإخلاص
لأن في دعاء الاستخارة يقول الرجل أو المرأة المستخيرة : ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا - ويُسَمِّي حاجتَه - خير لي في ديني ودنياي وعاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي )
فإذا تيسر له الأمر بعد الاستخارة فليعلم أن هذا هو الخير ؛ لأنه دعا الله أن يختار له ما هو خير ييسره له ، فإذا تيسر فهذا علامة أن ذلك هو الخير .
وربما يرى الإنسان شيئا يدل على أن هذا هو الخير له ، وربما ييسر الله له من يشير عليه بشيء فيأخذ بمشورته فيكون هو الخير.
المهم أنك إذا استخرت الله بصدق وإخلاص فما يجري بعد ذلك بأي سبب من الأسباب فهو الخير لك إن شاء الله تعالى.
وأما قول بعض الناس لا بد أن يرى الإنسان
في الرؤيا أنه اختير له الإقدام أو الترك :
فهذا لا أصل له
لكن بمجرد ما يستخير ثم يهيأ له الفعل أو الترك فإننا نعلم أن الله تعالى اختار له ما هو خير ؛ لأنه قد سأل ربه أن يختار له ما هو خير"انتهى بتصرف يسير.
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:17
السؤال :
هل يجوز الاستخارة : قراءة دعاء الاستخارة بدون صلاة الركعتين قبله ، لأننا نكون فى الشارع على سبيل المثال ؟
الجواب :
الحمد لله
الاستخارة هي دعاء الله تعالى
ليختار لك خير الأمرين ، ويصرف عنك شرهما.
وصلاة الركعتين إنما شرعت بين يدي الدعاء ، ليكون أقرب إلى الإجابة ، وأحضر للقلب ، وأدعى للقبول .
قال ابن أبي جمرة
– كما في "فتح الباري" (11/186) - :
" الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة ، فيحتاج إلى قرع باب الملك ، ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة ، لما فيها من تعظيم الله ، والثناء عليه ، والافتقار إليه مآلا وحالا " انتهى .
والاستخارة التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه وسلم تكون بصلاة ركعتين ثم الدعاء بعدها .
وإذا تعذر على المسلم الصلاة ، لسبب من الأسباب فلا حرج عليه من دعاء الله تعالى أن ييسر له خير الأمرين من غير صلاة .
قال النووي رحمه الله في "الأذكار" (ص/120) :
" ولو تعذرت عليه الصلاة استخار بالدعاء " انتهى .
وقد نقل كلام النووي هذا جماعة من علماء المذاهب ، مقرين ومستشهدين به .
انظر : "حاشية رد المحتار" (2/27) ، "الفواكه الدواني" (1/35) ، "شرح مختصر خليل للخرشي" (1/37) ، "أسنى المطالب" (1/205) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:18
السؤال :
هل يجوز أن أصلي صلاة الاستخارة
في وقت النهي عن الصلاة ؟.
الجواب :
الحمد لله
أن المراد بذلك النهي :
صلاة النفل المطلق التي لا سبب لها ، وأما النافلة التي لها سبب كتحية المسجد فإنها تصلى في وقت النهي .
وقد اختلف العلماء في صلاة الاستخارة
هل تعتبر من ذوات الأسباب أم لا ؟
والصواب في هذا :
أن الاستخارة إذا كانت لأمر يفوت بحيث لا يمكن من تأجيل الصلاة فإنها تصلى في وقت النهي ، كما لو عرض له السفر بعد صلاة العصر ، وأما إن كانت لأمر لا يفوت بحيث يمكن تأجيل الصلاة إلى ما بعد انتهاء وقت النهي فإنها لا تصلى في وقت النهي .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (5/345) :
" وتقضى السنن الراتبة , ويفعل ما له سبب في أوقات النهي , وهو إحدى الروايتين عن أحمد ، واختيار جماعة من أصحابنا وغيرهم , ويصلي صلاة الاستخارة وقت النهي في أمر يفوت بالتأخير إلى وقت الإباحة .
ويستحب أن يصلي ركعتين عقب الوضوء ولو كان وقت النهي , وقاله الشافعية " انتهى .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل يصلي الإنسان صلاة الاستخارة في وقت النهي ؟
فأجاب :
" صلاة الاستخارة إن كانت لأمر مستعجل لا يتأخر حتى يزول النهي فإنها تفعل ، وإن كانت لسبب يمكن أن يتأخر فإنه يجب أن تؤخر " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (14/275) .
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:19
السؤال :
ما النصيحة التي توجهها لشخصين يريدان الزواج ، كلاهما صلى الاستخارة والمرأة فقط وصلتها الرسالة وليس الرجل ، رأت هذه الأخت بأنها وزوجها يعيشان بسعادة سوياً وأن الله يقول لها بأن هذا هو الخيار الصحيح لكليهما .
ولكن ماذا عن الرجل الذي لم ير أي علامة أو إحساس أو منام ؟
ماذا يجب عليهما أن يفعلا ؟
كم المدة الواجب فيها صلاة الاستخارة ؟
البعض قال 3 أيام والبعض قال 7 . جزاك الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله
قول بعض الناس " ثم يمضي لما ينشرح صدره له "
فقد ورد فيه حديث عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رواه ابن السنِّي - قال " إذا هممتَ بالأمر فاستخر ربك سبعاً ثم انظر إلى ما يسبق في قلبك فإنَّ الخير فيه ".
قال النووي: إسناده غريبٌ. فيه من لا أعرفهم. أ.ه
"الأذكار" (ص132).
وقال الحافظ ابن حجر:
وهذا لو ثبت لكان هو المعتمد ، لكن سنده واهٍ جداً.
أ.ه "الفتح" (11/223).
قال الحافظ العراقي:
فيه راوٍ معروفٌ بالضعفِ الشديدِ وهو إبراهيم بن البراء .. فعلى هذا فالحديث ضعيف جدا .
أ.هـ "الفتوحات الربانية" (3/357).
والصواب :
أنَّ تيسير الأمر من الله عز وجل - بعد تقديره وقبول الدعاء- هو علامة الخيرية في المضيِّ في العمل ، ووجود العوائق وعدم تيسر الأمر هو دليل صرف الله تعالى عبده عن هذا العمل .
ويظهر هذا المعنى جليًّا عند التأمُّلٍ في حديث جابر في الاستخارة ، في قوله صلى الله عليه وسلم " اللهم إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ - ويسميه - خَيْرٌ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ. وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذا الأَمْرَ شَرٌّ لي في دِيني وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ ، وَاقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ ".
. قال ابن علاّن - بعد أن نقل تضعيف حديث أنس عن الأئمة -:
ومِن ثَمَّ قيل : إنَّ الأولى أن يفعل بعدها ما أراد ( أي : وإن لم يشعر بانشراح الصّدْر )
إذ الواقع بعدها- ( أي: بعد الصلاة )- هو الخير ..
وقال الحافظ ابن حجر:
قال الحافظ زين الدين العراقي ( في العمل بعد الاستخارة ) :
" .. مهما فعله ، فالخير فيه ، ويؤيده ما وقع في آخر حديث ابن مسعود في بعض طرقه " ثم يعزم" أ.ه كلام العراقي .
قلت - (أي: ابن حجر): قد بَيَّنـتُها فيما تقدّم وأن راويها - (أي: زيادة "ثم يعزم") - ضعيفٌ ، لكنه أصلح حالاً من راوي هذا الحديث - ( أي: حديث : ثم انظر ما يَسْبق إلى قلبك )
- أ.ه كلام ابن حجر "الفتوحات الربانية" (3/355-357) .
هـ . ومن خرافات الناس المنتشرة أنك بعد الاستخارة تنام ، فما رأيتَه في منامك من خيرٍ وانشراح صدرٍ فهو يعني أنَّ أمرك خيرٌ فتسير فيه وإلا فلا ! ( وهذا ما قصده السائل بقوله : وصلت الرسالة !! ) وليس لهذا دليل صحيح كما عرفنا .
وما مضى من البحث لا يعني أن انشراح الصدر لا يكون من العلامات ، لكن لا ينبغي جعله هو العلامة الوحيدة والقاطعة على خيرية الأمر ، والانسان كثيرا ما يستخير على أمر يحبه ، وصدره منشرح له بالأساس .
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مسألة انشراح الصّدْر :
فإذا استخار الله كان ما شرح له صدره وتيسّر له من الأمور هو الذي اختاره الله له.
أ.هـ"مجموع الفتاوى" (10/539).
ففرقٌ بين مَن جعل "انشراح الصدر"
هو العلامة الوحيدة وبين مَن جعلها مِن العلامات.
ولا يوجد مدة محدّدة لصلاة الاستخارة ، ويجوز تكرار الصلاة أكثر مرة ، وليست محدّدة بعدد من المرات ، وللمصلي أن يدعو قبل السلام ، أو بعد السلام
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:22
السؤال:
هل تجوز صلاة الاستخارة في أمر الطلاق؟
الجواب :
الحمد لله
تشرع صلاة الاستخارة في الأمور المباحة، أو في المفاضلة بين المستحبات، أما الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات، فلا تشرع فيها الاستخارة .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (3/243):
" فالاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه, وإنما تكون في المندوبات والمباحات، والاستخارة في المندوب لا تكون في أصله; لأنه مطلوب, وإنما تكون عند التعارض, أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه ؟ أما المباح فيستخار في أصله" انتهى.
ثانياً: طلاق المرأة تدور عليه الأحكام الخمسة.
جاء في " زاد المستقنع " :
"يباح للحاجة ، ويكره لعدمها
ويستحب للضرر ، ويجب للإيلاء ، ويحرم للبدعة"
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
قوله: " يباح للحاجة " أي: حاجة الزوج، فإذا احتاج، فإنه يباح له، مثل أن لا يستطيع الصبر على امرأته، فإذا احتاج، فإنه يباح له أن يطلق…." انتهى من
"الشرح الممتع" (13/8)
وفي هذه الحال يستحب للزوج قبل أن يطلق أن يستخير الله في أمره ، أما مع استقامة الحال، لم تشرع له الاستخارة؛ لأن الطلاق في هذه الحال يكون مكروهاً.
وهكذا لو وجب عليه طلاقها لم تشرع الاستخارة، كما لو اكتشف عدم عفتها ولم تتب، فإن الواجب عليه طلاقها وعدم إمساكها...
وهكذا المرأة يباح لها طلب الطلاق، إذا تضررت من زوجها كما لو لم ينفق عليها أو كرهته لسوء خلقه أو لضعف في دينه أو غير ذلك من الأسباب..، فيستحب لها أن تستخير في طلب الطلاق
أما مع استقامة الحال، فيحرم عليها طلب الطلاق، لقوله صلى الله عليه وسلم : (أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة)
صححه الألباني في صحيح أبي داود .
والحاصل :
تشرع الاستخارة للزوج في طلاق زوجته إذا كان الطلاق مباحاً ، وهكذا المرأة لها أن تستخير في طلب الطلاق ، إذا كان طلبها للطلاق لأمر يباح لها فيه طلب الطلاق .
وفيما عدا ذلك لا تشرع الاستخارة للطلاق .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:23
السؤال:
لي بنت عم أريد أن أخطبها وأعرفها من أيام الطفولة وأكِنُّ لها كل الاحترام والتقدير؛ لأنها على خلق ودين...
فهل أستخير الله في الزواج منها أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
صلاة الاستخارة سنة مؤكدة ؛ لما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا ، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ ، يَقُولُ : إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ ....)
رواه البخاري (1166)
وفي الموسوعة الفقهية (3/242) :
" أجمع العلماء على أن الاستخارة سنة " انتهى
ثانياً :
محل مشروعية الاستخارة في الأمور التي يتردد فيها الإنسان ولا يعلم أين الخير فيها .
والزواج من الأمور الهامة التي ينبغي الاستخارة فيها ، حتى ولو كانت المرأة صالحة ومعروفة عند الخاطب ، فالرجل لا يدري هل تصلح له هذه المرأة أم لا ؟
فقد تكون صالحة ولكن لا تستقيم الحياة بينهما لسبب من الأسباب .
وعلى هذا ؛ فصلاة الاستخارة مستحبة ومشروعة ، ولو كانت المرأة صالحة وتعرف أخلاقها.
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-22, 02:24
السؤال:
هل تجوز صلاة الاستخارة في الزواج من فتاة منقبة
والاستخارة تكون عن النقاب ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الحجاب في اللغة :
الستر ، والحجاب : اسم ما احتجب به
وكل ما حال بين شيئين فهو حجاب .
والحجاب :
كل ما يستر المطلوب ويمنع من الوصول
إليه كالستر والبواب والثوب ... ألخ.
والخمار :
من الخمر ، وأصله الستر ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " خمروا آنيتكم ، وكل ما يستر شيئا فهو خماره .
لكن الخمار صار في العرف اسما لما تغطي به المرأة رأسها ، ولا يخرج المعنى الاصطلاحي للخمار في بعض الإطلاقات عن المعنى اللغوي .
ويعرفه بعض الفقهاء بأنه ما يستر الرأس والصدغين أو العنق .
والفرق بين الحجاب والخمار أن الحجاب ساتر عام لجسم المرأة ، أما الخمار فهو في الجملة ما تستر به المرأة رأسها .
النِّقاب - بكسر النون - :
ما تنتقب به المرأة ، يقال : انتقبت المرأة
وتنقبت : غطت وجهها بالنقاب .
والفرق بين الحجاب والنقاب :
أن الحجاب ساتر عام ، أما النقاب فساتر لوجه المرأة فقط .
وأما زي المرأة الشرعي فهو الذي يغطي
رأسها ووجهها وجسمها كاملاً .
إلا أن النقاب أو البرقع - والذي تظهر منه عيون المرأة - قد توسعت النساء في استعماله وأساءت بعضهن في لبسه ، مما جعل بعض العلماء يمنع من لبسه لا على أنه غير شرعي في الأصل
بل لسوء استعماله وما آل إليه الحال من التساهل والتفريط واستعمال أشكال جديدة من النقاب غير شرعية تشتمل على توسيع فتحتي العينين حتى يظهر منهما الخدّ والأنف وشيء من الجبهة .
وعليه : فإذا كان نقاب المرأة أو برقعها لا يظهر منهما إلا العين وتكون الفتحة على قدر العين اليسرى كما ورد عن بعض السلف فإن ذلك جائز ، وإلا فإن عليها أن تلبس ما يغطي وجهها بالكامل .
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله :
الحجاب الشرعي :
هو حجب المرأة ما يحرم عليها إظهاره ، أي : سترها ما يجب عليها ستره ، وأولى ذلك وأوله : ستر الوجه ؛ لأنه محل الفتنة ومحل الرغبة .
فالواجب على المرأة أن تستر وجهها عن من ليسوا بمحارمها …
فعلم بهذا أن الوجه أولى ما يجب حجابه ، وهناك أدلة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة وأقوال أئمة الإسلام وعلماء الإسلام تدل على وجوب احتجاب المرأة في جميع بدنها على من ليسوا بمحارمها .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 391 ، 392 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
الصحيح الذي تدل عليه الأدلة :
أن وجه المرأة من العورة التي يجب سترها ، بل هو أشد المواضع الفاتنة في جسمها ؛ لأن الأبصار أكثر ما توجه إلى الوجه ، فالوجه أعظم عورة في المرأة ، مع ورود الأدلة الشرعية على وجوب ستر الوجه .
من ذلك : قوله تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن } النور/31
فضرب الخمار على الجيوب يلزم منه تغطية الوجه .
ولما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن قوله تعالى : { يدنين عليهن من جلابيبهن } الأحزاب/59
غطى وجهه وأبدى عيناً واحدةً
فهذا يدل على أن المراد بالآية :
تغطية الوجه ، وهذا هو تفسير ابن عباس رضي الله عنهما لهذه الآية كما رواه عنه عَبيدة السلماني لما سأله عنه .
ومن السنة أحاديث كثيرة
منها : أن النبي صلى الله عليه وسلم " نهى المحرمة أن تنتقب وأن تلبس البرقع " ، فدل على أنها قبل الإحرام كانت تغطي وجهها .
وليس معنى هذا أنها إذا أزالت البرقع والنقاب حال الإحرام أنها تبقي وجهها مكشوفاً عند الرجال الأجانب ، بل يجب عليها ستره بغير النقاب وبغير البرقع ، بدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم محرمات
فكنا إذا مرَّ بنا الرجال سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها ، فإذا جاوزنا كشفناه .
فالمحرمة وغير المحرمة يجب عليها ستر وجهها عن الرجال الأجانب ؛ لأن الوجه هو مركز الجمال ، وهو محل النظر من الرجال ... ، والله تعالى أعلم .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 396 ، 397 ) .
وقال أيضاً :
لا بأس بستر الوجه بالنقاب أو البرقع الذي فيه فتحتان للعينين فقط ؛ لأن هذا كان معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن أجل الحاجة ، فإذا كان لا يبدو إلا العينان فلا بأس بذلك ، خصوصاً إذا كان من عادة المرأة لبسه في مجتمعها .
" فتاوى المرأة المسلمة " ( 1 / 399 ) .
ثانياً :
الاستخارة إنما تشرع في الأمور المباحة ، أو في المفاضلة بين المستحبات ، أما الواجبات والمستحبات والمحرمات والمكروهات ، فلا تشرع فيها الاستخارة .
جاء في الموسوعة الفقهية (3/243) :
" فالاستخارة لا محل لها في الواجب والحرام والمكروه , وإنما تكون في المندوبات والمباحات ، والاستخارة في المندوب لا تكون في أصله ; لأنه مطلوب , وإنما تكون عند التعارض , أي إذا تعارض عنده أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه ؟ أما المباح فيستخار في أصله " انتهى .
فعلى هذا :
إذا كانت الاستخارة لأجل الزواج فقط
هل تقدم على الزواج من تلك المرأة أو لا ؟
فهذه الاستخارة جائزة ومشروعة
لأن الزواج من امرأة معينة أمر مباح
والاستخارة تجوز في المباحات .
أما إذا كانت الاستخارة لأجل النقاب فقط ، بحيث لو كانت المرأة غير منقبة لما استخرت الله في الزواج منها ، فالاستخارة في هذه الحال لأجل النقاب لا تجوز ولا تشرع
لأن لبس النقاب واجب في حق المرأة
ولا تشرع الاستخارة في الواجبات .
وإنما الذي ينبغي عليك أن يكون نقاب هذه الفتاة مرغبا في الزواج منها ، وميزة ترجحها على غيرها
إذا كان هناك تردد في الاختيار بينها وبين غيرها .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2019-10-02, 17:05
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
مع جذء اخر من سلسلة
مكانه الصلاة في الاسلام
و اسال الله ان يجمعني بكم
دائما علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
masymars
2019-10-19, 19:19
شكرا على هذا الموضوع
fouade12
2019-10-23, 22:25
:19::19::19::19::19::19:السؤال :
اسمحوا لي بهذا السؤال ، أحب أن أسأل لأريح عقلي
وكثير من تحدثهم نفسهم بهذه الوساوس
وتعم الفائدة إن شاء الله على من يقرؤه .
كثيرا ما نسمع عن صلاة الاستخارة
لكن لا نعمل بها إلا في حالات نادرة .
وقد نصلي وهناك بعض الشك في قلوبنا
لأننا لا نعرف أهميتها .
وأحيانا يجول في خواطرنا بأن قضاء الله هو الذي سيحدث
فما الفائدة من السؤال والدعاء والسعي ؟
أخبروني عن صلاة الاستخارة .
الجواب :
الحمد لله
أهمية صلاة الاستخارة تكمن في أوجه ثلاثة :
الوجه الأول :
تجريد الافتقار إلى الله ، ونفي العلائق إلا بالله ، وتحقيق التوكل عليه سبحانه وتعالى ، وتفويض الأمور إليه ، وهي كلها معان سامية من معاني التوحيد والإسلام
تساعد صلاة الاستخارة في تحقيقها ، وتعين على قيامها ، خاصة لمن اعتاد اللجوء إليها ، واستشعر في قلبه حقيقتها وحكمة تشريعها .
الوجه الثاني :
الفلاح في الاختيار ، والنجاح في الأمر ، والتوفيق في السعي ، فمن فوض أمره إلى الله كفاه
، ومن سأل الله بصدق أعطاه حاجته ولم يمنعه .
يقول الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/206) :
قال بعض الحكماء :
من أُعطي أربعا لم يُمنع أربعا :
من أُعطي الشكر لم يُمنع المزيد
ومن أُعطي التوبة لم يُمنع القبول
ومن أٌعطي الاستخارةَ لم يُمنع الخِيَرة
ومن أُعطي المشورة لم يُمنع الصواب " انتهى .
أما حديث : ( ما خاب من استخار ، ولا ندم من استشار )
فهو حديث موضوع
انظر "السلسلة الضعيفة" (611) للشيخ الألباني .
الوجه الثالث :
الرضا بالقضاء ، والقناعة بالمقسوم ، فمن استخار الله تعالى في شأنه لم يندم على خياره ، وقام في قلبه من الطمأنينة واليقين ما يدفع عنه كل هم أو حزن يحصل في اختياره
وهذا الوجه من أعظم الفوائد التي تجنيها
صلاة الاستخارة في قلب العبد .
روى ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله بقضائه"
(92) وغيره بسنده عن وهب بن منبه قال :
" قال داود عليه السلام : رب ! أي عبادك أبغض إليك ؟ قال : عبد استخارني في أمر ، فخرت له ، فلم يرض به " انتهى .
يقول ابن القيم رحمه الله في "الوابل الصيب" (157) :
" كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : ما ندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره " انتهى .
ويجمع هذه الحِكَمَ والفوائدَ جميعها العلامة ابن القيم في
شرح رائع لأهمية صلاة الاستخارة فيقول
– كما في "زاد المعاد" (2/442) - :
" وعوضهم بهذا الدعاء – دعاء الاستخارة - الذي هو توحيد وافتقار وعبودية وتوكل وسؤال لمن بيده الخير كله ، الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يصرف السيئات إلا هو ،
الذي إذا فتح لعبده رحمة لم يستطع أحد حبسها عنه ، وإذا أمسكها لم يستطع أحد إرسالها إليه من التطير والتنجيم واختيار الطالع ونحوه ، فهذا الدعاء هو الطالع الميمون السعيد
طالع أهل السعادة والتوفيق ، الذين سبقت لهم من الله الحسنى ، لا طالع أهل الشرك والشقاء والخذلان الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون .
فتضمن هذا الدعاء الإقرار بوجوده سبحانه ، والإقرار بصفات كماله من كمال العلم والقدرة والإرادة ، والإقرار بربوبيته ، وتفويض الأمر إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، والخروج من عهدة نفسه ، والتبري من الحول والقوة إلا به
واعتراف العبد بعجزه عن علمه بمصلحة نفسه وقدرته عليها ، وإرادته لها ، وأن ذلك كله بيد وليه وفاطره وإلهه الحق ، وفى "مسند الإمام أحمد" من حديث سعد بن أبى وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من سعادة ابن آدم استخارة الله ورضاه بما قضى الله ، ومن شقاوة ابن آدم ترك استخارة الله وسخطه بما قضى الله )
فتأمل كيف وقع المقدور مكتنفا بأمرين :
التوكل الذي هو مضمون الاستخارة قبله ، والرضا بما يقضى الله له بعده ، وهما عنوان السعادة .
وعنوان الشقاء أن يكتنفه ترك التوكل
والاستخارة قبله ، والسخط بعده .
والتوكل قبل القضاء ، فإذا أبرم القضاء وتم انتقلت العبودية إلى الرضا بعده ، كما في "المسند" ، وزاد النسائي في الدعاء المشهور : ( وأسألك الرضا بعد القضاء ) .
وهذا أبلغ من الرضا بالقضاء ، فإنه قد يكون عزما فإذا وقع القضاء تنحل العزيمة ، فإذا حصل الرضا بعد القضاء ، كان حالا أو مقاما .
والمقصود أن الاستخارة توكل على الله ، وتفويض إليه ، واستقسام بقدرته وعلمه ، وحسن اختياره لعبده ، وهى من لوازم الرضا به ربا ، الذي لا يذوق طعم الإيمان من لم يكن كذلك ، وإن رضى بالمقدور بعدها ، فذلك علامة سعادته " انتهى .
والله أعلم .
fouade12
2019-10-23, 22:26
والمقصود أن الاستخارة توكل على الله
yacine1635
2019-11-22, 10:25
شكرا لك
اللهم اجعلها في ميزان حسناتك
amr ali farghl
2019-11-30, 22:36
ياقارئ تعليقى صلى على حبيبى
Ahmedhafez
2019-12-22, 06:42
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
yesminou
2020-01-15, 15:54
جزاك الله خيرا
ghaid almutairy
2020-02-17, 07:52
صلاة الاستخارة محببة قبل قضاء الحوائج
جميل ان تستخير الله قبل قضاء الامور
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir