مشاهدة النسخة كاملة : الايمان بوجود الجن والسحر والعين ... يمكن اضافة الاستفسارات
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نبذة مختصرة:
لا شك أن الجن والسحر والعين والشعوذة لها حقيقة شرعية لا يمكن إنكارها
ومن المؤسف جدا أن كثيرا من المسلمين في جميع أنحاء العالم وخاصة في شبه القارة الهندية يقعون فريسة لهولاء السحرة والمشعوذين الذين يأكلون أموالهم بالباطل ويصدونهم عن سبيل الله
ويخربون عقائدهم ويزعزعون ثقتهم بالله
وقد ينتهكون أعراض نسائهم وبناتهم باسم العلاج
والله المستعان.
وقد أصبحت الآن تجارة ووسيلة للتكسب!
ولذا تشتد الحاجة إلى كشف الستار عن كيدهم ومكرهم وحيلهم الخفية الباطلة وخطرهم على الدين والعقيدة والأعراض
مع بيان الموقف الصحيح من العين والسحر والشعوذة
وسبل الوقاية منها وكيفية علاجها في ضوء الكتاب والسنة الصحيحة.
.......
.......
أركان الايمان بشكل عام
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134391
الإيمان بالله
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134558
الإيمان بالملائكه
https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997428968
الإيمان بالكتب السماويه
https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997431745
الإيمان برسل الله
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135094
مجمل الإيمان باليوم الآخر وأشراط الساعة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134705
عذاب القبر ونعيمه
https://www.djelfa.info/vb/showthrea...post3997430760
أشراط الساعة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2135032
اهل الجنه و اهل النار
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3997434215#post3997434215
و اخيرا
اسالكم الدعاء بظهر الغيب
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:13
السؤال:
من هما هاروت وماروت ؟
هل هما بشر أم ملكان ؟
وإن كانا ملكين هل هما معصومان بالرغم من تعليم السحر للناس ؟
الجواب:
الحمد لله
ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر .
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ، لا أنها معاقبان على ذنب .
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر ، أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ، وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ، واعتقد بما في كتب بني إسرائيل ، بغير شاهد صدق له من الوحي المعصوم .
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ، من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ، والإضلال ، ونسبته ، وترويجه ، إلى مَن برَّأه الله منه ، وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ، والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ، وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ، أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ، كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ، كما في قوله تعالى في الآية السابقة : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
وفي هذه الآية وما أشبهها : أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير : فإنها تابعة للقضاء والقدر ، ليست مستقلة في التأثير ، ولم يخالف في هذا الأصل مِن فِرَق الأمَّة غير " القدرية " في أفعال العباد ، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة ، فأخرجوها عن قدرة الله ، فخالفوا كتاب الله ، وسنَّة رسوله ، وإجماع الصحابة ، والتابعين .
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:13
ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة ، ليس فيه منفعة ، لا دينية ولا دنيوية ، كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي ، كما قال تعالى في الخمر والميسر : ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ) فهذا السحر مضرة محضة ، فليس له داع أصلا ، فالمنهيات كلها إما مضرة محضة ، أو شرها أكبر من خيرها ، كما أن المأمورات إما مصلحة محضة ، أو خيرها أكثر من شرها .
( وَلَقَدْ عَلِمُوا ) أي : اليهود ، ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ ) أي : رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة : ( مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ ) أي : نصيب ، بل هو موجب للعقوبة ، فلم يكن فعلهم إياه جهلاً ، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة .
( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) علماً يثمر العمل : ما فعلوه .
" تفسير السعدي " ( ص 61 ) .
وكل ما عدا ظاهر القرآن في حال هذين الملَكين : فهو من الإسرائيليات ، يردها ما ثبت من عصمة الملائكة ، على وجه العموم ، دون ورود استثناء لهذا لأصل العام : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) الأنبياء/26-28 .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقد روي في قصة " هاروت وماروت " عن جماعة من التابعين ، كمجاهد ، والسدي ، والحسن البصري ، وقتادة ، وأبي العالية ، والزهري ، والربيع بن أنس ، ومقاتل بن حيان ، وغيرهم ، وقصها خلق من المفسرين ، من المتقدمين والمتأخرين ، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل ، إذ ليس فيها حديث مرفوع صحيح متصل الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، وظاهر سياق القرآن : إجمال القصة من غير بسط ، ولا إطناب فيها ، فنحن نؤمن بما ورد في القرآن ، على ما أراده الله تعالى ، والله أعلم بحقيقة الحال .
" تفسير ابن كثير " ( 1 / 360 ) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:15
السؤال :
سألت في " منتدى .... للرقية الشرعية "
عن رجل نعتبره طالب علم عن السحر
فأخبرنا أنه يجوز استعمال فأس قديمة
وذلك بحرقها
والتبول عليها !
فأجابوني : بأنها قد أجازها أحد علماء السلف
فما قولكم في ذلك جزاكم الله خيراً على خدمتكم للإسلام
والمسلمين ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أما ما ذكرتَه من التبول على فأس قديم محماة بالنار ، من أجل فك السحر :
فهذه من الخرافات التي لا تليق بموحِّد
وقد اطلعنا على الموقع الذي أحلت عليه
ورأينا من أجابك هناك بجواز هذا الفعل
وهو لم ينسبه لعالم من علماء السلف
بل نسبه لابن القيم رحمه الله
وقد أعيانا البحث عن الموضع الذي ذكر فيه ابن القيم الجواز
ولم نستطع العثور عليه .
ولا نظنه يثبت عنه
ولا عن غيره من العلماء السلفيين
بل هو أقرب لفعل المشعوذين .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:16
السؤال :
قرأت هذا الموضوع وأحب أن أستفسر عنه :
سبحان الله هل تعلمون أن " إبليس " يبكي ..؟؟!!
هل تعلمون أن عدوكم الأول يبكي .. ؟!
هل تحبون أن تجعلوه دائما يبكي ؟؟!
إذاً عليكم بـ " سجدة التلاوة " فإنها تبكيه .. !!
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول : يا ويلي ، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة
وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار )
الراوي : أبو هريرة - خلاصة الدرجة : صحيح - المحدث: مسلم - المصدر : المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم : 81 أنا أحب أن أطهر المنتديات من مواضيع كهذه ، .
لأن المواضيع هذه منتشرة بشكل كبير
الجواب:
الحمد لله
ثبت في السنة النبوية ما يدل على وقوع البكاء من الشيطان الرجيم .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ ! - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ : يَا وَيْلِي - أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ )
رواه مسلم (رقم/81)، فهو حديث صحيح، وأخرجه الإمام ابن خزيمه أيضا في " صحيحه " (1/276) وبوب عليه بقوله : " باب فضل السجود عند قراءة السجدة ، وبكاء الشيطان ، ودعائه بالويل لنفسه عند سجود القارئ السجدة " انتهى.
يقول القرطبي رحمه الله :
" وبكاء إبليس المذكور في الحديث : ليس ندما على معصيته ، ولا رجوعا عنها ، وإنما ذلك لفرط حسده وغيظه وألمه بما أصابه من دخول أحد من ذرية آدم عليه السلام الجنة ونجاته ، وذلك نحو مما يعتريه عند الأذان ، والإقامة ، ويوم عرفة .
وقوله : يا ويلتا : الويل : الهلاك ، وويل : كلمة تقال لمن وقع في هلكة ، والألف في : ( يا ويلتا ) : للندبة والتفجع " انتهى.
" المفهم " (1/274)
فالحاصل أن هذا الأمر ثابت وصحيح ، فلا يجوز لك الدعوة إلى تكذيب ذلك ، وننصحك ألا تخوضي في التحذير من أمر أو النصيحة بأمر حتى تتثبتي – كما فعلت الآن – كي تكون دعوتك على بصيرة ؛ فالعاطفة النبيلة ، والنية الصالحة لا تكفي وحدها لكي يكون عمل المرء نافعا ونبيلا ، بل لا بد له من أن يتعلم العلم المناسب للأمر الذي يريده ، ويسلك سبيل أهله في ذلك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:18
السؤال:
هل يجوز دعاء الله عز وجل بأن يحميني من شر ما خلق في هذا الكون
وفي القبر وفي اليوم الآخر ؟
الجواب:
الحمد لله
الالتجاء إلى الله تعالى للحماية والوقاية من كل سوء وشر وأذى من أعظم العبادات ، وأفضل الطاعات ، فالله عز وجل يحب المستغيثين به ، الملتجئين إليه ، المستعيذين بعظمته وقدرته .
قال الله عز وجل :
( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ . مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ . وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ . وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ . وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) سورة الفلق/1-5.
وقوله تعالى : ( من شر ما خلق ) جاء بصفة العموم ، فشمل الاستعاذة من كل شر في الحياة الدنيا كالشيطان ووساوسه ، وفي البرزخ كعذاب القبر ، وفي الحياة الآخرة كجهنم .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) أي : من شر جميع المخلوقات ، وقال ثابت البناني والحسن البصري : جهنم وإبليس وذريته مما خلق " انتهى.
" تفسير القرآن العظيم " (8/535)
وقال العلامة السعدي رحمه الله :
" أي : ( قل ) متعوذًا ( أَعُوذُ ) أي : ألجأ وألوذ وأعتصم ( بِرَبِّ الْفَلَقِ ) أي : فالق الحب والنوى ، وفالق الإصباح . ( مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ) وهذا يشمل جميع ما خلق الله من إنس وجن وحيوانات ، فيستعاذ بخالقها من الشر الذي فيها ، ثم خص بعدما عم ، فقال : ( وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ) أي : من شر ما يكون في الليل حين يغشى الناس وتنتشر فيه كثير من الأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية . ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) أي : ومن شر السواحر اللاتي يَسْتعِنّ على سحرِهن بالنفث في العقد التي يعقدنها على السحر . ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود ، فيسعى في زوالها بما يقدر عليه من الأسباب ، فاحتيج إلى الاستعاذة بالله من شره وإبطال كيده ، ويدخل في الحاسد العاين ؛ لأنه لا تصدر العين إلا من حاسد شرير الطبع ، خبيث النفس ، فهذه السورة تضمنت الاستعاذة من جميع أنواع الشرور عمومًا وخصوصًا . ودلت على أن السحر له حقيقة يخشى من ضرره ، ويستعاذ بالله منه ومن أهله " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/937)
وقد علَّمنا النبي صلى الله عليه وسلم الاستعاذة بالله من شر ما خلق في بعض الأذكار الشرعية:
عن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قَالَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ ) رواه مسلم (2708)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : ( إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ ) .
رواه البخاري (3371) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:19
السؤال:
بالنسبة لأسئلتي حول ماء زمزم
عندما أشربه أدعو ف سري بالشفاء أو تيسير الحفظ للقران أم بصوت عال ؟
وهل الماء الذي يستعمله الإنسان للعلاج من العين أو السحر أو غيره
يجب أن يكون ماء زمزم
أو أي ماء عادي يصلح ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ماء زمزم ماء مبارك ، وهو خير ماء على وجه الأرض ، وقد روى مسلم (2473) والطيالسي (459) – واللفظ له – عن أبي ذر رضي الله عنه عن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ ) .
وروى ابن ماجة (3062) وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ماء زمزم لما شرب له ) .
صححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" وغيره .
وصححه غير واحد من المتقدمين ، راجع "إرواء الغليل" (4/324) .
قال النووي رحمه الله :
" معناه : من شربه لحاجة نالها ، وقد جربه العلماء والصالحون لحاجات أخروية ودنيوية ، فنالوها بحمد الله تعالى وفضله " انتهى من "تهذيب الأسماء واللغات" (3 / 450)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ماء زمزم لما شرب له ، إن شربته لعطش رَوِيت ، وإن شربته لجوع شبعت ، حتى إن بعض العلماء أخذ من عموم هذا الحديث أن الإنسان إذا كان مريضا وشربه للشفاء شفي ، وإذا كان كثير النسيان وشربه للحفظ صار حفظا ، وإذا شربه لأي غرض ينفعه " انتهى من "شرح رياض الصالحين" (ص 862) .
فالسنة أن يشربه الإنسان ينوي به حاجته ، ولا يشترط أن يدعو حينئذ بدعاء معين يتلفظ به ، حيث تكفيه النية ، ولو دعا بدعاء معين فلا بأس ، وقد عمل به غير واحد من السلف والأئمة.
وروى عبد الرزاق (9112) وغيره أن ابن عباس رضي الله عنهما شرب من زمزم ، ثم قال : " أسألك علما نافعا ، ورزقا واسعا ، وشفاء من كل داء " .
وروى الخطيب في "تاريخه" (10 / 166) عن سويد بن سعيد قال : رأيت عبد الله بن المبارك بمكة أتى زمزم فاستقى منه شربة ، ثم استقبل الكعبة ، ثم قال : " اللهم إن ابن أبي الموال حدثنا عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ماء زمزم لما شرب له ) وهذا أشربه لعطش القيامة " ، ثم شربه !!
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ ، وَيَدْعُوَ عِنْدَ شُرْبِهِ بِمَا شَاءَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ " انتهى من "مجموع الفتاوى" (26 / 144) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يستحب للحاج الشرب من ماء زمزم والتضلع منه ، والدعاء بما تيسر من الدعاء النافع ، وماء زمزم لما شرب له " انتهى .
"التحقيق والإيضاح" (ص 63) ، وينظر : "الباب المفتوح" ، لابن عثيمين (75 / 13) .
والأصل أن يدعو بما شاء في نفسه سرا ، وليس الجهر من سنة الدعاء ، لكن لو جهر يسيرا ، بحيث يسمع نفسه ، أو من هو بجواره ، فلا حرج إن شاء الله ، ما لم يكن فيه تشويش ، أو خروج عند حد الاعتدال في الدعاء والصوت ، إلى الاعتداء في الدعاء .
ثانيا :
لا يشترط للماء الذي يُقرأ عليه للرقية من العين أو السحر أو غير ذلك أن يكون من ماء زمزم ، وإن كان زمزم أولى بكل خير لشرفه وبركته .
روى الطبراني في "الأوسط" (5890) عن علي رضي الله عنه قال : لدغت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عقربٌ وهو يصلي ، فلما فرغ قال : ( لعن الله العقرب لا يدع مصليا ولا غيره ) ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ : ( قل يا أيها الكافرون ) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (548) .
فلم يشترط ماء زمزم لذلك ، كما لم يشترطه لغيره .
قال علماء اللجنة :
" لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في ماء زمزم لأحد من أصحابه ليشربه أو يتمسح به ؛ تحقيقا لغرض أو رجاء الشفاء من مرض ، مع عظم بركته وعلو درجته وعميم نفعه وحرصه على الخير لأمته ، ومع كثرة تردده على زمزم قبل الهجرة وفي اعتماره مرات وحجه للبيت الحرام بعد الهجرة ، ولم يثبت أيضا أنه أرشد أصحابه إلى القراءة عليه مع وجوب البلاغ عليه والبيان للأمة ، فلو كان ذلك مشروعا لفعله وبينه لأمته فإنه لا خير إلا دلهم عليه ولا شر إلا حذرهم منه . لكن لا مانع من القراءة منه للاستشفاء به كغيره من المياه ، بل من باب أولى ؛ لما فيه من البركة والشفاء ؛ للأحاديث المذكورة " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 / 310)
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:20
السؤال :
امرأة تستعين بالجن وتخدع الناس بحصول الشفاء السؤال :
يوجد بعض الناس من النساء والرجال يدعون أنهم يعالجون المريض عن طريق استحضار الجن
ومن هؤلاء امرأة تستدعي الجن عند معالجة المريض وهي تذكر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتقرأ الفاتحة وبعض سور القرآن ثم يحضر الجان
ويسلم على الجالسين حوله .
ويذكرون أن الفساد منتشر في الأرض وأن الظلم سائر بين الناس ثم يصف العلاج من بعض الأعشاب .
ومن ضمن ما يطلب من المريض أن يذبح ديكاً أو دجاجة ويحددها بلون من الألوان ويضعها على صدر المريض ويقول بمشيئة الله يزول هذا المرض عن المريض .
فهل يجوز الذهاب إلى هذه المرأة بغرض العلاج إذا عجز الطب الحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
"هذه المرأة وأشباهها لا يجوز أن تؤتى لطلب العلاج ولا للسؤال عن شيء ، هذه مشعوذة ويطلق عليها كاهنة وعرافة فلا يجوز إتيانها ولا سؤالها ، بل يجب أن تؤدب وتضرب وتسجن حتى تدع هذا العمل القبيح ، فإن التقرب إلى الجن واستحضارهم والاستعانة بهم في العلاج من أعظم الشرور ومن أعظم الفساد ، وقد يفضي إلى الشرك فقد تدعوهم من دون الله وقد تستغيث بهم وقد تقرب إليهم بعض القرابين من الذبائح وهذا شرك أكبر نعوذ بالله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم) .
فهذه من العرافات فلا يجوز إتيانها ولا سؤالها ، وذلك مما دلت عليه السنة الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وهو أيضاً يفضي إلى فساد كبير وإلى الشرك الأكبر ، ومما يدل على خبثها وفسادها أنها تأمر بذبح بعض الحيوانات ويجعل على المريض ، وهذا من الكذب وليس له دخل في العلاج ولكنها تلبس به وربما بعد حين تأمر بذبحه للجن فيقع الشرك الأكبر .
ومن تلبيسها أنها تذكر الله وتصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ حتى لا يظن بها سوء ، حتى يقال أنها طيبة ، ومن تلبس الجن وخداعه أنه يأتي ويقول : الناس فعلوا وفعلوا ويتوجع من ظلم الناس ومعاصيهم حتى يظن الناس به خيراً وحتى يقلدوه ويقبلوا علاجه فكل هذا تلبيس وخداع .
فالواجب الحذر منها ، والواجب على من عرفها أن يرفع أمرها إلى ولاة الأمور ، حتى يقوموا بما يلزم من جهة إبعادها وتأديبها ومنعها من هذه الأعمال القبيحة" انتهى .
سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/384 ، 385)
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:21
السؤال :
نعلم أن علاج الحسد أن نأخذ وضوء الحاسد ونغتسل به
ماذا نفعل إذا كان الحاسد على النصرانية ؟؟؟
الجواب :
الحمد لله
العين تقع من الكافر كما تقع من المسلم ، قال تعالى : ( وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ) القلم/51 .
قال السدي : يصيبونك بعيونهم .
تفسير البغوي (8/ 202 ).
ويدلّ عليه عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( الْعَيْنُ حَقٌّ ) رواه البخاري (5740) ومسلم (2187).
وإذا عُرف العائن أمر بالاغتسال أو الوضوء ، وأخذ ماؤه وصب على المعيون .
ولعل مبعث هذا السؤال أن الكافر لا يصح وضوؤه ولا غسله ، وهذا صحيح ، لكن لا يلزم في الرقية أن يتوضأ العائن وضوءا كاملا ، ولا أن يغتسل الاغتسال المشروع ، بل يكفي أن يغسل شيئا من بدنه ، أو ما يباشر بدنه كالفانيلة أو الطقية ، بل لو أُخذ التراب الرطب الذي مشى عليه ، أو المناديل التي استعملها ونحو ذلك ، ووضعت في الماء ، كان ذلك نافعا بإذن الله .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/ 548) :
" إذا علم المعيون من أصابه بعينه ، فإنه يشرع له أن يطلب منه أن يغسل وجهه ويديه وداخلة إزاره في إناء ، ثم يغتسل المَعين بذلك " انتهى.
وجاء فيها (1/ 274) :
" وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله "انتهى .
وهذه الكيفية رواها البيهقي عن الزهري رحمه الله . وينظر : سنن البيهقي (9/ 352).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ولكن من أصيب بالعين فماذا يصنع؟ يعالج بالقراءة وإذا علم عائنه فإنه يطلب منه أن يتوضأ ، ويؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للعائن يصب على رأسه وظهره ويسقى منه ، وبهذا يشفى بإذن الله .
وقد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الفنيلة والطاقية وما أشبه ذلك بالماء ثم يسقونها العائن ، ورأينا ذلك يفيده حسبما ما توارد عندنا من النقول.
فضيلة الشيخ: يسقونها من أصابته العين؟
فأجاب رحمه الله تعالى :
أي نعم ؛ فإذا كان هذا هو الواقع فلا بأس باستعماله لأن السبب إذا ثبت كونه سبباً شرعاً أو حساً فإنه يعتبر صحيحاً ، أما ما ليس بسببٍ شرعي أو حسي فإنه لا يجوز اعتماده " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وقال رحمه الله في "شرح كتاب التوحيد" :
" ويستعمل للعين طريقة أخرى غير الرقية ، وهو الاستغسال ، وهي أن يؤتى بالعائن ، ويطلب منه أن يتوضأ ، ثم يؤخذ ما تناثر من الماء من أعضائه ، ويصب على المصاب ، ويشرب منه ، ويبرأ بإذن الله.
وهناك طريقة أخرى ، ولا مانع منها أيضا ، وهي أن يؤخذ شيء من شِعاره ، أي: ما يلي جسمه من الثياب ؛ كالثوب ، والطاقية ، والسروال ، وغيرها ، أو التراب إذا مشى عليه وهو رطب ، ويصب على ذلك ماء يرش به المصاب أو يشربه ، وهو مجرب "
انتهى من "مجموع مؤلفات ابن عثيمين" (9/ 88).
وما ذكرنا من هذه الطرق اليسيرة تصلح في حال كون العائن كافرا ، وفي حال رفض المسلم الاغتسال أو الوضوء ، أو إذا خشي ترتب مفسدة على الطلب منه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-22, 15:23
السؤال :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) .
وسؤالي : هل يكفي أن يأتي الإنسان بالمسجل
ويضع فيه شريطا مسجلا عليه سورة البقرة
ويقوم بتشغيله حتى يقرأ كامل السورة ؟
أو لا بد أن يقرأ الإنسان بنفسه أو من ينوب عنه السورة ؟
الجواب:
الحمد لله
الأظهر- والله أعلم-
أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت
ولكن لا يلزم من فراره أن لا يعود بعد انتهاء القراءة
كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه
ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا . .
كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما
وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم، والله ولي التوفيق " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (24/413)
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:37
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
ما هي طريقة علاج السحر ؟.
الجواب :
الحمد لله
من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر
والكفر لا يزال بالكفر
وإنما يزال الشر بالخير
ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان)
والنشرة المذكورة في الحديث :
هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أ
ما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به
وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم
لأن السحر عبادة للشياطين
فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين
وبعد خدمته للشياطين
وتقربه إليهم بما يريدون
وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر
لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية
بالأدوية المباحة
كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء
وليس من اللازم أن يشفى
لأنه ما كل مريض يشفى
فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض
ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء
متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج
لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11
وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء
كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء
وقد لايكتب له الشفاء
ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا
منها :
أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل )
وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .
ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة
فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن :
وهي الفاتحة ، تكرر عليه
فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره
وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور
وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان
وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله
وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم
يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه
فقالوا لبعض الصحابة :
هل فيكم من راق ؟
قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة
فقام كأنه نشط من عقال في الحال
وعافاه الله من شر لدغة الحية
والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً )
وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام
فالرقية فيها خير كثير
وفيها نفع عظيم
فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات
مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر
ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ثلاث مرات
فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم
يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض
ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة
وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً )
وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان
لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء
وله الحكمة البالغة في كل شيء
وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82
فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره
وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:37
وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض
ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء
وهي آيات السحر في الأعراف
وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119
وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28
وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69
وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر
وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة
وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور
أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله
وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً
كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد )
عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) .
ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث
وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات .
والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء :
وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته
وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به
وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى
وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى .
والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق
وعندهما ثقة بالله
وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور
وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى
فالأمر بيده جل وعلا
ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة
وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
ص / 70
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:38
السؤال :
هل يجوز أن أقرأ سورة البقرة بنية شفاء قريب لي من السرطان ؟
وهل يجوز أن أنوي هذه القراءة عنه ؟
علما أن المريض ببلد خارج البلاد ..
يتعالج وقد اتضح أن لديه عيناً ويحتاج لرقية
فلو قرأت سورة البقرة كرقية لهذا الشخص هل يتأثر بها وهو بعيد عني؟
يعني أنا ببلد وهو ببلد ثاني ؟
الجواب :
الحمد لله
القرآن الكريم شفاء من كل سوء وداء بإذن الله ، قال تعالى : (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) فصلت/44
وقال سبحانه : (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) الإسراء/82 .
والشفاء الذي تضمنه القرآن الكريم عامٌّ لشفاء القلوب من الشبه والجهالة والآراء الفاسدة والانحراف السيئ والقصود السيئة .
كما أن فيه شفاء للأمراض البدنية أيضاً .
قال الشوكاني رحمه الله :
" اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين : الأول : أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه . القول الثاني : أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك . ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين " انتهى .
"فتح القدير" (3 / 362) .
وكلما كان العبد قريبا من ربه ، تاليا لكتابه ، عاملا به ، قائما به ، كان انتفاعه به أعظم .
وقد جرت السنة وعمل السلف في الرقية – سواء بالقرآن أو غيره من الرقى الشرعية - على مباشرة الراقي القراءة بنفسه على المرقي ؛ لما في ذلك من معانٍ تقوم فيهما لابد من اعتبارها : من التوكل على الله ، وحسن الظن به ، والعلم بأنه سبحانه الضار النافع ، والتماس الخير والبركة والشفاء بالأسباب الشرعية ، وحصول الانتفاع بما يتلى من القرآن ، والأدعية ، فينتفع البدن ، ويزداد إيمان القلب ، ويخنس الشيطان بالذكر والقرآن ، ويزول المرض ، بإذن الله .
ولم تأت السنة ، ولا كان من عمل المتقدمين – فيما نعلم – برقية شخص غير موجود ، بل بعيداً عن الراقي .
والرقية نوع من العلاج ، ولا ينتفع المريض بالعلاج إلا إذا تعاطاه ، فكذلك الرقية ، ولا يمكن تصور ذلك إلا بمباشرة الراقي القراءة على المريض .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ، ومباشرة للنفث على المريض" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1 / 93) .
أما الدعاء : فينفع به القريب والبعيد ، والحاضر والغائب ، بإذن الله .
وقد روى مسلم (2733) عَنْ أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( دَعْوَةُ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ ، عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لِأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ : آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ ) .
قال النووي رحمه الله :
" وَفِي هَذَا فَضْل الدُّعَاء لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِظَهْرِ الْغَيْب , وَلَوْ دَعَا لِجَمَاعَةٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَصَلَتْ هَذِهِ الْفَضِيلَة , وَلَوْ دَعَا لِجُمْلَةِ الْمُسْلِمِينَ فَالظَّاهِر حُصُولهَا أَيْضًا , وَكَانَ بَعْض السَّلَف إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُو لِنَفْسِهِ يَدْعُو لِأَخِيهِ الْمُسْلِم بِتِلْكَ الدَّعْوَة ; لِأَنَّهَا تُسْتَجَاب , وَيَحْصُل لَهُ مِثْلهَا " انتهى .
فيمكن قراءة القرآن الكريم ثم الدعاء بعد الانتهاء من القراءة ، فذلك من أسباب الإجابة .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:40
السؤال :
عندي سؤال عن المواقع التي تكشف عن السحر وربط البنات عن الزوج والمس والحسد .
فأنا أعاني من تأخر الزواج ولقد كنت أتصفح الإنترنت ورأيت موقع يطلق عليه xxx فأخذت الإيميل وتحدثت عبر الماسنجر مع الشخص وهو يدعى xxx من xxx.
فقلت له مشكلتي وعن تأخر زواجي مع أنني أملك قدرا كبيرا من الجمال والمال والحمد لله على خلق ودين وكل الناس تعلم بهذا ولله الحمد لكن كل من يأتي لخطبتي يذهب بدون أن يحدث أي شيء مع أنني دائما أكثر من الدعاء والصلاة .
فقال لي هل لديك بعض الأعراض منها :
هل تشعرين بضيق بالصدر
وألم بالظهر
بتنميل بالجسم
وخمول بالجسم ،, وقشعريرة .
فقلت له : أنني أشعر دائما بضيق بالصدر وخمول وبعض الأحيان قشعريرة .
فقال لي : إنه يجب أن يكشف علي .
ولكن أنا ببلد وهو ببلد آخر .
فقلت له كيف ؟ فأعطاني رقم الهاتف وقال لي : اتصلي وسوف أكشف عليك (وعلاجي هو بالقرآن)
وأقول لك التكلفة ومدة العلاج وطريقته .
أنا لم أتصل به فأنا خائفة أن يكون بالأمر سحر فلا أريد أن أفعل شيئاً يغضب الله عز وجل .
أرجو منكم أن تساعدوني فأنا لا أعرف هل هو حقا يستطيع أن يعالجني وهل أنا فعلا متعرضة لسحر أو حسد أو ما شابه؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ما ذكرت من تأخر الزواج وانصراف الخطاب عنك قد يكون أمرا عاديا
فإن الخاطب قد لا يستريح للمخطوبة ولو كانت جميلة
وقد يصرفه الله عنها ليهيء لها من هو أفضل منه
وقد يكون ذلك إلى وجود سحر أو عين
ولهذا نوصيك بالرقية الشرعية والمداومة عليها مع الإلحاح في الدعاء والإكثار من الأعمال الصالحة
والتوبة من الذنوب الخفية .
ثانيا :
لا يجوز التعامل مع الموقع المذكور لأنه موقع شعوذة وشرك وباطل
ممن يعتقد النفع والضر في الأحجار ، وفي الموقع جملة من البدع والخرافات الأخرى.
فقد جاء فيه : "طريقة كشف الأثر:
هو أنك تحضر شيء من أثرك أي شيء من ملابسك يكون نظيف وتفرده أمامك وتفرد كفك بمقدار شبر ثم تضع كفك على الأثر واعمل علامة بالقلم في أول الشبر وعلامة في آخر الشبر ...
ثم اقرأ على الأثر سورة الهمزة 7 مرات
وقول بعد كل مرة تقرأ فيها السورة توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وبينوا لي إن كان بي سحر فطولوا الأثر وإن كان بي مس فقصروا الأثر" .
وفيه : "تنام على فراش طاهر وملابسك نظيفة على وضوء وتقرأ قبل النوم سورة يس 7 مرات وعقب كل مرة تقول توكلوا يا خدام هذه السورة الشريفة وأروني في منامي كذا وكذا" .
وهذا شرك وضلال ظاهر ، فليس في القرآن أو السنة ما يدل على أن لسور القرآن خداما من الجن أو الملائكة
ولو فرض وجود هؤلاء الخدام لم يجز دعاؤهم وسؤالهم ؛ لأنه من دعاء غير الله .
وفيه فوائد حجر جزع العقيق :
"هذا الحجر يرد السحر على الساحر أي عندما يصاب إنسان بسحر ما فهذا الحجر يرد السحر على الذي سوى السحر" .
وفي فوائد حجر الفيروز :
"من خواصه يستعمل للحماية من العين والنظرة والحسد" .
وهذا صنيع أهل الجاهلية ، يتعلقون بالأحجار ويزعمون أنها تجلب الحظ أو تدفع العين
وفاعل ذلك يعاقب بنقيض قصده
كما جاء في الحديث : (مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ ، وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ) رواه أحمد (17404) وحسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"والودعة : واحدة الودع ، وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين ، ويزعمون أن الإنسان إذا علق هذه الودعة لم تصبه العين ، أو لا يصيبه الجن .
قوله : (لا ودع الله له) ، أي : لا تركه الله في دعة وسكون ، وضد الدعة والسكون القلق والألم .
وقيل : لا ترك الله له خيرا ؛ فعومل بنقيض قصده" انتهى من "شرح كتاب التوحيد"
ضمن مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين (9/161) .
والموقع مليء بالضلالات والجهالات والبدع
فالواجب الحذر منه ومما شابهه
وعدم الاغترار بزعمهم أنهم يعالجون بالقرآن
فإنهم دجالون أفاكون
وقد أحسنت في عدم الاتصال بهذا الرجل الضال .
نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك ويرزقك من فضله .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:41
السؤال:
هل للجنّ حفظة يسجلون أعمالهم كما للإنس؟
الجواب :
الحمد لله
الجن مكلفون كما أن البشر مكلفون
من أطاع منهم دخل الجنة
ومن عصى دخل النار
وهم مخاطبون بما جاء في القرآن الكريم
وسيحاسبون يوم القيامة على أعمالهم كما قال عز وجل : ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ) الصافات/158
قال مجاهد : أنها ستحضر للحساب .
كما في " جامع البيان " للطبري (21/122)
وقد عقد الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بابا بعنوان : باب ذكر الجن وثوابهم وعقابهم ، وأورد فيه بعض الآيات ، منها هذه الآية ، وأورد فيه تفسير مجاهد رحمه الله .
يقول العلامة السعدي رحمه الله :
" أي : جعل هؤلاء المشركون بين اللّه وبين الجنة نسبا ، حيث زعموا أن الملائكة بنات اللّه ، وأن أمهاتهم سروات الجن ، والحال أن الجِنَّة قد علمت أنهم محضرون بين يدي اللّه ، ليجازيهم عبادا أذلاء ، فلو كان بينهم وبينه نسب لم يكونوا كذلك " انتهى.
" تيسير الكريم الرحمن " (ص/708)
ثانيا :
أما كيف تحفظ أعمال الجن وهل شأنهم في ذلك شأن بني البشر الذين وكل الله بكل واحد منهم ملكان يكتبان أعماله ويراقبان أفعاله ، فذلك أمر غيبي لم يطلعنا الله عليه ، والآيات والأحاديث الواردة في هذا الشأن تتعلق بالإنس وليس بالجن
كما قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ . الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ . فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ . كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ . وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ) الانفطار/6-12.
ويقول عز وجل : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق/16-18.
ويبقى أمر الجن موكولا علمه إلى الخالق عز وجل ، مع قلة فائدة البحث والتنقير في أمر كهذا ، لا يتعلق به اعتقاد ، ولا ينبني عليه عمل .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:42
السؤال:
هل يمكن للحيوانات أن تسمع الجن وتراه؟
الجواب :
الحمد لله
ثبت في السنة الصحيحة أن الحمار يرى الشيطان ، فيكون سببا من أسباب نهيقه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا ) رواه البخاري (3303) ومسلم (2729)
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ )
رواه أبو داود (5103)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وفي هذه الأحاديث دلالة صريحة على أن من الحيوانات ما يرى الشيطان
– الذي هو من جنس الجن –
رؤية حقيقية تفزعه
ولا مانع من سماعها أصوات الجن والشياطين أيضا .
يقول الدكتور عمر الأشقر حفظه الله :
" ورؤية الحيوان لما لا نرى ليس غريباً ، فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية ما لا نراه ، فالنحل يرى الأشعة فوق البنفسجية ، ولذلك فإنّه يرى الشمس حال الغيم ، والبومة ترى الفأر في ظلمة الليل البهيم " انتهى.
" عالم الجن والشياطين " (ص/16)
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:43
السؤال :
في الرقية الشرعية هل يجوز الضرب بالعصا أو غيرها ضرباً مبرحاً بعد استحضار الجن أثناء القراءة ورفضه الخروج من الجسد ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
أجمع أهل السنَّة على أنه يمكن للجن أن يصيب الإنس بمس ، وأنه يدخل الجن في بدن الإنسي
ثانياً :
الطريقة المثلى الشرعية في علاج المصروع هو بالرقية الشرعية ، تُقرأ على المصروع ، ويؤمر الجني بالخروج من بدن من صرعه .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ضرب على صدر مصروع ، وأمر الجني بالخروج من بدن من صرعه ، وهذا غاية ما ثبت في السنَّة بخصوص ضرب المصروع ، دون استعمال العصا أو السوط أو غيرهما .
فعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟) قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : (مَا جَاءَ بِكَ؟) قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي ، قَالَ : (ذَاكَ الشَّيْطَانُ ، ادْنُهْ) فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ قَالَ : فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ : (اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ) فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : (الْحَقْ بِعَمَلِكَ) قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ . رواه ابن ماجه (3548) ، وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجه" .
وأما ضرب المصروع بعصا أو سوط أو غيرهما : فقد ورد عن بعض أئمة السلف :
1. جاء في "طبقات الحنابلة" (1/233) للقاضي أبي الحسين بن أبي يعلى الفرَّاء :
أن الإمام أحمد بن حنبل كان يجلس في مسجده فأنفذ إليه الخليفة العباس المتوكل صاحباً له يعلمه أن جارية بها صرع ، وسأله أن يدعو الله لها بالعافية ، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له ، وقال له : امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس الجارية وتقول له - يعني الجن - : قال لك أحمد : أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين ؟ فمضى إليه ، وقال له مثل ما قال الإمام أحمد ، فقال له المارد على لسان الجارية : السمع والطاعة ، لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به ، إنه أطاع الله
ومن أطاع الله أطاعه كل شيء
وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولاداً ، فلما مات أحمد عاودها المارد ، فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروذي وعرفه الحال ، فأخذ المروذي النعل ومضى إلى الجارية ، فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك ، أحمد بن حنبل أطاع الله ، فأمرنا بطاعته . انتهى
2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
فإنه يُصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ويضرب على بدنه ضرباً عظيما لو ضُرب به جملٌ لأثَّر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله .
"مجموع الفتاوى" (24/277) .
وقال رحمه الله :
ولهذا قد يحتاج فى إبراء المصروع ودفع الجن عنه إلى الضرب ، فيُضرب ضرباً كثيراً جدّاً ، والضرب إنما يقع على الجني ولا يحس به المصروع ، حتى يفيق المصروع ويخبر أنه لم يحس بشيء من ذلك ، ولا يؤثر فى بدنه ، ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة ، أو أربعمائة ضربة وأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسى لقتله ، وإنما هو على الجني ، والجني يصيح ويصرخ ويحدِّث الحاضرين بأمور متعددة ، كما قد فعلنا نحن هذا ، وجربناه مرات كثيرة يطول وصفها بحضرة خلق كثيرين .
"مجموع الفتاوى" (19/60) .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:44
3. وقال ابن القيم رحمه الله :
وحدَّثني – أي : شيخه ابن تيمية - أنه قرأها مرة – أي : قوله تعالى : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) المؤمنون/115 - في أُذن المصروع ، فقالت الروح : نعمْ ، ومد بها صوته ، قال : فأخذتُ له عصا ، وضربتُه بها في عروق عنقه حتى كَلَّتْ يدَايَ من الضرب ، ولم يَشُكَّ الحاضرون أنه يموتُ لذلك الضرب
ففي أثناء الضرب قالت : أَنا أُحِبُّه ، فقلتُ لها : هو لا يحبك ، قالتْ : أنَا أُريد أنْ أحُجَّ به ، فقلتُ لها : هو لا يُرِيدُ أَنْ يَحُجَّ مَعَكِ ، فقالتْ : أنا أدَعُه كَرامةً لكَ ، قال : قلتُ : لا ، ولكنْ طاعةً للهِ ولرسولِه ، قالتْ : فأنا أخرُجُ منه ، قال : فقَعَد المصروعُ يَلتفتُ يميناً وشمالاً ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ؟ قالوا له : وهذا الضربُ كُلُّه ؟ فقال : وعلى أي شيء يَضرِبُني الشيخ ولم أُذْنِبْ؟ ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة .
"زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/68 ، 69) .
فتبين بما سبق أن ضرب المصروع جائز من حيث الأصل ، لكن له شروط ، منها :
1. أن يكون الضرب من خبير بمواضع الضرب ، وبحال المضروب ، وبحال الجني في بدن المصروع ، فقد يقع الضرب على مواضع حساسة فيؤثر فيها تأثيراً بالغاً أو يفقدها صاحبها ، وقد تُضرب المرأة الحامل فيسقط جنينها ، وقد يضرب المصروع ولا يكون الجني قد دخل في كامل بدن المصروع ، وكم حصل من ضربٍ من جاهل أحمق لمصروع فمات المصروع بين يديه ، فأسيء بعده للرقية ، وللإسلام .
2. أن لا يقع الضرب على المصروع بل على الجني ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما سبق - : " وإنما هو – أي : الضرب - على الجني " ، ويتبين ذلك بأمرين :
أ. بوجود الأثر على البدن .
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما سبق - : "ولا يؤثِّر في بدنه" .
ب. أو بإحساس المصروع به .
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – كما سبق - : "والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب" ، وقال : "لم يحس بشيء من ذلك" ، وقال عن المصروع – كما في نقل ابن القيم - : "ولم يَشعُرْ بأنه وقع به الضربُ البتة" .
فهذه هي الضوابط الشرعية للذين يستعملون الضرب بالعصا في علاج المصروع ، وعلى من لا يحسن ذلك أن يكتفي بالضرب اليسير على الصدر ، أو بقراءة الرقية الشرعية ، وأن لا يزيد على قول "اخرج عدو الله" .
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
ولكنني من جانب آخر أُنكر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة ، ويتخذون استحضار الجن ومخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين والمصابين بالصرع ، ويتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزل الله به سلطاناً ، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب ، كما وقع هنا في "عمَّان" ، وفي "مصر" ، مما صار حديث الجرائد والمجالس .
لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفراداً قليلين صالحين فيما مضى ، فصاروا اليوم بالمئات ، وفيهم بعض النسوة المتبرجات ، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لا يقوم بها إلا الأطباء عادة ، إلى أمور ووسائل أخرى لا يعرفها الشرع ولا الطب معا ، فهي - عندي - نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان" انتهى .
"السلسلة الصحيحة" (6/417) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:45
السؤال :
هل من الضروري دخول غرف منفصلة داخل الحمامات في بيوتنا حتى نحتجب عن أعين الجن
أم أن هذا غير ضروري؟
الجواب :
الحمد لله
لا داعي لدخول غرفة منفصلة داخل الحمامات للاحتجاب عن أعين الجن ؛ لأن الطريقة الشرعية للاحتجاب عنهم هي قول: ( بسم الله ) قبل دخول الحمام .
ويدل على ذلك ما جاء عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ ، إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمْ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ : بِسْمِ اللَّهِ ) رواه الترمذي (606) وصححه الألباني في "الإرواء" (50) .
وعن بكر بن عبد الله المزني قال : " كان يقال : إن ستر ما بين عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين ، أن يقول أحدكم إذا وضع ثيابه : بسم الله ". رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (6/ 93) .
فلا يحرز الإنسان نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (كَذَلِكَ الْعَبْدُ لَا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلَّا بِذِكْرِ اللَّه) رواه الترمذي (2863) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 03:47
السؤال :
هل يشرع الدعاء ، عند خوف الحسد ، بـ :
" ما شاء الله ، لا قوة إلا بالله " ؟
الجواب :
الحمد لله
الصحيح من السنة أن يبرك الإنسان
– أي يدعو بالبركة -
إذا رأى ما يعجبه ، وخاف على صاحبه من العين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " .
رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ص 168 والحاكم 4 / 216 وصححه الألباني في " الكلم الطيب " 243 . وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال: لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لُبِط به فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً قال :
مَن تتهمون به ؟ قالوا : عامر بن ربيعة ، قال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟! إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه .
رواه ابن ماجه 3509 وأحمد 15550 ومالك 1747.
2- أما قول بعض الناس إذا أعجبه شيء وخاف عليه من العين " ما شاء الله لا قوة إلا بالله "! ، فقد رود فيه حديث رواه أبو يعلى في مسنده ، كما في المطالب العالية (10/348) ، وتفسير ابن كثير(5/158) ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة
من أهل أو مال أو ولد ، فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت » . وكان يتأول هذه الآية : ( ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) .
غير أن الحديث المذكور ، ضعيف ، مداره على عبد الملك بن زراة ، وهو ضعيف الحديث .
وينظر : الأسماء والصفات ، للبيهقي ، ت: عبد الله الحاشدي ، وحاشية المحقق (1/417) .
وذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية مثل هذا الذكر ، إذا رأى الإنسان ما يعجبه ، إما خوفا من العين والآفة عليه ، أو خوفا على صاحب ذلك الشيء من العجب والفخر ، وتأولوا على ذلك معنى الآية ، كما ذكر في آخر الحديث السابق ، أنه كان يتأول الآية .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " فإذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف من حسد العين فإنه يقول: ما شاء الله تبارك الله، حتى لا يصاب المشهود بالعين، وكذلك إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ لِئَلاَّ يعجب بنفسه وتزهو به نفسه في هذا المال الذي أعجبه، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فقد وكل الأمر إلى أهله تبارك وتعالى " فتاوى نور على الدرب" .
وقال أيضا :
" الأحسن إذا كان الإنسان يخاف أن تصيب عينه أحداً لإعجابه به أن يقول: تبارك الله عليك ؛ لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال للرجل الذي أصاب أخاه بعين: ( هلا برَّكت عليه ) ، أما ما شاء الله لا قوة إلا بالله فهذه يقولها: من أعجبه ملكه ، كما قال صاحب الجنة لصاحبه قال: { وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ } [الكهف:39]
وفي الأثر: [ من رأى ما يعجبه في ماله فقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يصبه في ماله أذىً ] أو كلمة نحوها " لقاء الباب المفتوح (235/19).
وفي فتاوى اللجنة (1/547) :
" وأما العين فهي مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه، والعين حق، كما ورد في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا »، وحكمها أنها محرمة كالسحر. وأما العلاج للعائن فإذا رأى ما يعجبه فليذكر الله وليبرك، كما جاء في الحديث
هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت » ، فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ويدعو للشخص بالبركة".
وينظر أيضا : فتاوى اللجنة (1/109) .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-03-24, 21:55
مشكو ر ما شاء الله الله يجزيك الخير بارك الله فيك امتلاك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني وجود الطيب
ادام الله مرورك العطر
جزاك الله عني كل خير
الحاج حشيشة
2018-03-25, 01:03
السؤال:
من هما هاروت وماروت ؟
هل هما بشر أم ملكان ؟
وإن كانا ملكين هل هما معصومان بالرغم من تعليم السحر للناس ؟
الجواب:
الحمد لله
ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ، وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر .
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ، لا أنها معاقبان على ذنب .
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر ، أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ، وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ، واعتقد بما في كتب بني إسرائيل ، بغير شاهد صدق له من الوحي المعصوم .
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ، من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ، والإضلال ، ونسبته ، وترويجه ، إلى مَن برَّأه الله منه ، وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ، والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ، وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ، أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ، كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ، كما في قوله تعالى في الآية السابقة : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
وفي هذه الآية وما أشبهها : أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير : فإنها تابعة للقضاء والقدر ، ليست مستقلة في التأثير ، ولم يخالف في هذا الأصل مِن فِرَق الأمَّة غير " القدرية " في أفعال العباد ، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة ، فأخرجوها عن قدرة الله ، فخالفوا كتاب الله ، وسنَّة رسوله ، وإجماع الصحابة ، والتابعين .
عندي سؤال بسيط برك الأخ الكريم . قلت أنو هاروت وماروت مرسلين من عند الله . هل الله عزوجل كان يرل مرسلين ملائكة من السماء لنشر التوحيد قبل البشر ؟
*عبدالرحمن*
2018-03-25, 04:04
عندي سؤال بسيط برك الأخ الكريم . قلت أنو هاروت وماروت مرسلين من عند الله . هل الله عزوجل كان يرل مرسلين ملائكة من السماء لنشر التوحيد قبل البشر ؟
تحضرني عباره من سؤالك
علم لا ينفع وجهل لا يضر
فما هو مقصود هذا السؤال
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:21
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
كيف يمكن للإنسان أن يعرف أنه مصاب بمس من الجان
أو أنه مصاب بالعين ؟
الجواب :
الحمد لله
يذكر المشتغلون بالرقية الشرعية شيئاً من الأعراض التي يعرف بها أن الشخص مصاب بمس من الجن أو أنه مصاب بالعين ، وهي علامات ظنية ، قد تتخلف في بعض الحالات ، وقد تزيد أو تنقص في حالات أخرى .
أما أعراض المس فهي :
1- الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
2- الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط عند قراءة القرآن عليه .
3- كثرة الرؤى المفزعة .
4- الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5- قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة عليه .
أما أعراض الإصابة بالعين فيقول الشيخ عبد العزيز السدحان حفظه الله :
" الأعراض إن لم تكن مرضا عضويا فإنها تكون غالبا على هيئة :
صداع متنقل . صفرة في الوجه . كثرة تعرق وتبول . ضعف شهية . تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف . خفقان في القلب . ألم يتنقل أسفل الظهر والكتفين . حزن وضيق في الصدر . أرق في الليل . انفعالات شديدة من خوف غير طبيعي . كثرة تجشؤ وتثاؤب وتنهد . انعزال وحب للوحدة . خمول وكسل . ميل إلى النوم . مشاكل صحية بلا سبب طبي معروف.
وقد توجد هذه العلامات أو بعضها حسب قوة العين وكثرة العائنين " انتهى.
" الرقية الشرعية " (ص/10) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:23
السؤال :
هل تصيب العين برؤية صورة الشخص من التلفاز أو صورة أو صوت أو في الإنترنت ..
أو هل يجب لكي يصيب العين أن يرى الشخص الشخص الآخر بالعين وجها لوجه؟
الجواب :
الحمد لله
الإصابة بالعين أمر ثابت معلوم بالشرع والعادة ، ولا يتوقف على رؤية الشيء المعِين ، بل قد تحصل الإصابة بالعين بمجرد الوصف أو الحكاية أو التخيّل .
قال ابن القيم رحمه الله :
" ونفس العائن لا يتوقف تأثيرها على الرؤية ، بل قد يكون أعمى فيوصف له الشيء فتؤثر نفسه فيه وإن لم يره ، وكثير من العائنين يؤثر في المعين بالوصف من غير رؤية" انتهى .
"زاد المعاد" (4/153).
وبهذا يتبين أن العائن قد ينظر إلى صورة الشخص في الحقيقة أو في التلفاز ، وقد يسمع أوصافه فيصيبه بعينه ، نسأل الله السلامة والعافية .
وننبه إلى أن بعض الناس يستسلم للوساوس والهواجس ، ويظن أنه سيصاب بالعين كلما رزق نعمة ، أو جاءه خير ، وهذا من الضعف والعجز ، فإن المؤمن لديه من الأسلحة ما يتحصن بها من شر العين والحسد والسحر ، فعليه أن يتوكل على ربه ، ويعتصم به ، ويداوم على الذكر الواقي من تلك الشرور .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:24
السؤال :
إذا أصيب إنسان بمس أو سحر فهل يمكن مخاطبة هذا الجني ودعوته إلى الإسلام ووعظه
أم أن ذلك دجل وشعوذة ؟
الجواب:
الحمد لله
ليست مخاطبة الجن ووعظه ودعوته إلى الإسلام نوعاً من الدجل والشعوذة ، فذلك ممكن ، بل قد وقع ذلك كثيراً ، وأعلن كثير من الجن إسلامهم .
ولكن ... ليس معنى هذا أن كل من ادعى هذه الدعوى فهو صادق ، فقد يكون كاذباً ، لكن كذب بعض المشعوذين لا يجعلنا ننفي وقوع ذلك من بعض الناس .
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (4/68، 69) عن شيخه ابن تيمية أنه كان يخاطب الجن ويعظه وينهاه عن الظلم ، وسيأتي نص كلامه إن شاء الله .
وذكر الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن امرأة كانت مصابة بمس من الجن وأن ذلك الجني أعلن إسلامه أمام الشيخ ، وقد أنكر ذلك بعض الناس فكتب الشيخ مقالاً يبين فيه خطأ هؤلاء المنكرين
فقال بعد أن ذكر أن الجن أعلن إسلامه أمامه :
"وقد بلغني عن فضيلة الشيخ ..... أنه أنكر مثل حدوث هذا الأمر وذكر أنه تدجيل وكذب ، وأنه يمكن أن يكون كلاما مسجلا مع المرأة ولم تكن نطقت بذلك . وقد طلبت الشريط الذي سجل فيه كلامه وعلمت منه ما ذكر ، وقد عجبت كثيرا من تجويزه أن يكون ذلك مسجلا مع أني سألت الجني عدة أسئلة وأجاب عنها ، فكيف يظن عاقل أن المسجل يسأل ويجيب ، هذا من أقبح الغلط ومن تجويز الباطل ، وزعم أيضا في كلمته أن إسلام الجني على يد الإنسي يخالف قول الله تعالى في قصة سليمان : (وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) ولا شك أن هذا غلط منه أيضا هداه الله وفهم باطل فليس في إسلام الجني على يد الإنسي ما يخالف دعوة سليمان .
فقد أسلم جم غفير من الجن على يد النبي صلى الله عليه وسلم . .
وقد أوضح الله ذلك في سورة الأحقاف وسورة الجن وثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الشيطان عرض لي فشد علي ليقطع الصلاة علي فأمكنني الله منه فذعتّه (أي خنقته)
ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه فذكرت قول أخي سليمان عليه السلام : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) فرده الله خاسئا. هذا لفظ البخاري ، وروى النسائي على شرط البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس) .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:26
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
كما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين حتى النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن الله أعانه عليه فأسلم فلا يأمره إلا بخير .
وقد دل كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه ، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى ، بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة؟ فالله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وأنا أذكر لك أيها القارئ ما تيسر من كلام أهل العلم في ذلك إن شاء الله .
بيان كلام المفسرين رحمهم الله في قوله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
قال أبو جعفر بن جرير رحمه الله :
يعني بذلك يتخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه فيصرعه (من المس) يعني : من الجنون .
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية المذكورة ما نصه :
أي : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له .
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره على قوله تعالى :
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن وزعم أنه من فعل الطبائع ، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس . ا هـ .
وكلام المفسرين في هذا المعنى كثير من أراده وجده . وقال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه "إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين" الموجود في "مجموع الفتاوى" جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه بعد كلام سبق : ( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي
وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك . ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع ، كما قال تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) (وهذا مبسوط في موضعه ) .
وقال أيضا رحمه الله في جـ 24 من الفتاوى ص 276- 277 ما نصه .
( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : (أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل :
( قلت : لأبي إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل بدن المصروع ، فقال : يا بني ، يكذبون . هو ذا يتكلم على لسانه ) ، وهذا الذي قاله أمر مشهور ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله
وقد يجر المصروع غير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ، ويجري غير ذلك من الأمور من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان . وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) . ا هـ .
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه [زاد المعاد في هدي خير العباد] جـ 4 ص 66 إلى 69 ما نصه :
"الصرع صرعان :
صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة ، والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه .
وأما صرع الأرواح . فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ولا يدفعونه . ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة فتدافع أثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها . وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه . فذكر بعض علاج الصرع . وقال : ( هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة ، وأما الصرع الذي يكون من الأرواح فلا ينفع فيه هذا العلاج .
وأما جهلة الأطباء وسقطهم وسفلتهم ومن يعتقد بالزندقة فضيلةً فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها .
إلى أن قال : وجاءت زنادقة الأطباء فلم يثبتوا إلا صرع الأخلاط وحده ، ومن له عقل ومعرفة بهذه الأرواح وتأثيراتها يضحك من جهل هؤلاء وضعف عقولهم .
وعلاج هذا النوع يكون بأمرين :
أمر من جهة المصروع ، وأمر من جهة المعالج ، فالذي من جهة المصروع : يكون بقوة نفسه . وصدق توجهه إلى فاطر هذه الأرواح وبارئها . والتعوذ الصحيح الذي قد تواطأ عليه القلب واللسان .
فإن هذا نوع محاربة . والمحارب لا يتم له الانتصاف من عدوه بالسلاح إلا بأمرين : أن يكون السلاح صحيحا في نفسه جيدا ، وأن يكون الساعد قويا فمتى تخلف أحدهما لم يغن السلاح كثير طائل . فكيف إذا عدم الأمران جميعا ، ويكون القلب خرابا من التوحيد والتوكل والتقوى والتوجه ، ولا سلاح له .
والثاني من جهة المعالج :
بأن يكون فيه هذان الأمران أيضا ، حتى إن من المعالجين من يكتفي بقوله : ( اخرج منه ) أو يقول : ( بسم الله ) أو يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اخرج عدو الله ، أنا رسول الله .
وشاهدت شيخنا يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه . ويقول قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب . فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا . .
. إلى أن قال : وبالجملة فهذا النوع من الصرع وعلاجه لا ينكره إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة ، وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من جهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصنات النبوية والإيمانية ، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا سلاح معه وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا . . ) . انتهى
المقصود من كلامه رحمه الله .
وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ، يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك .
تنبيه:
قد دل ما ذكرناه من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كلام أهل العلم على أن مخاطبة الجني ووعظه وتذكيره ودعوته للإسلام وإجابته إلى ذلك ليس مخالفا لما دل عليه قوله تعالى عن سليمان عليه الصلاة والسلام في سورة ص أنه قال : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) وهكذا أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وضربه إذا امتنع من الخروج كل ذلك لا يخالف الآية المذكورة
بل ذلك واجب من باب دفع الصائل ونصر المظلوم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما يفعل ذلك مع الإنسي .
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه كفاية ومقنع لطالب الحق ، واسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه ، والثبات عليه ، وأن يمن علينا جميعا بإصابة الحق في الأقوال والأعمال ، وأن يعيذنا وجميع المسلمين من القول عليه بغير علم ، ومن إنكار ما لم نحط به علما ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان" انتهى باختصار .
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة"
الشيخ ابن باز (3/299-308) .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:27
السؤال :
هل صحيح يمكن تحضير أرواح الأموات وسؤالهم عن بعض الأشياء ؟
الجواب :
الحمد لله
ما يسمى بـ "تحضير الأرواح" لا حقيقة له ، وهو خداع وشعوذة واستعانة بالجن ، وللشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مقال مطول عن هذا الموضوع نذكر بعض ما جاء فيه :
قال رحمه الله :
" الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فلقد شاع بين كثير من الناس من الكتاب وغيرهم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح ، وزعموا أنهم يستحضرون أرواح الموتى بطريقة اخترعها المشتغلون بهذه الشعوذة يسألونها عن أخبار الموتى من نعيم وعذاب وغير ذلك من الشؤون التي يظن أن عند الموتى علما بها في حياتهم .
ولقد تأملت هذا الموضوع كثيرا فاتضح لي أنه علم باطل ، وأنه شعوذة شيطانية ، يراد منها إفساد العقائد والأخلاق والتلبيس على المسلمين ، والتوصل إلى دعوى علم الغيب في أشياء كثيرة .
ولهذا رأيت أن أكتب في ذلك كلمة موجزة لإيضاح الحق ، والنصح للأمة ، وكشف التلبيس عن الناس ، فأقول :
لا ريب أن هذه المسألة مثل جميع المسائل يجب ردها إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما أثبتاه أو أحدهما أثبتناه ، وما نفياه أو أحدهما نفيناه ، كما قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) النساء/ 59 .
ومسألة ( الروح ) من الأمور الغيبية التي اختص الله سبحانه وتعالى بعلمها ومعرفة كنهها (حقيقتها) ، فلا يصح الخوض فيها إلا بدليل شرعي ، قال الله تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) الجن/26-27 ، وقال سبحانه في سورة النمل : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) .
وقد اختلف العلماء رحمهم الله في المراد بالروح في قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلًا ) الإسراء/85 .
فقال بعضهم :
إنه الروح الذي في الأبدان ، وعلى هذا فالآية دليل على أن الروح أمر من أمر الله لا يعلم الناس عنه شيئا إلا ما علمهم الله إياه ؛ لأن ذلك أمر من الأمور التي اختص الله سبحانه بعلمها وحجب ذلك عن الخلق ، وقد دل القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أرواح الموتى تبقى بعد موت الأبدان
ومما يدل على ذلك قوله تعالى : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:29
وثبت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلا من صناديد قريش فقذفوا في طوي من أطواء بدر خبيث مخبث ، وكان إذا ظهر على قوم أقام بالعرصة ثلاث ليال ، فلما كان ببدر اليوم الثالث أمر براحلته فشد عليها رحلها ثم مشى واتبعه أصحابه ، وقالوا : ما نراه انطلق إلا لبعض حاجته
حتى قام على شفة الركي [طرف البئر] فجعل يناديهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، قال : فقال عمر : يا رسول الله ما تكلم من أجساد لا أرواح لها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوا )
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ( أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه ) .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
" والسلف مجمعون على هذا ، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به " ، ونقل ابن القيم أن ابن عباس رضي الله عنهما قال في تفسير قوله تعالي : ( اللَّهُ (يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) قال :
( بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها ) ، ثم قال ابن القيم رحمه الله : " وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ويخبره الميت بما لا يعلم الحي فيصادف خبره كما أخبر " .
فهذا هو الذي عليه السلف من أن أرواح الأموات باقية إلى ما شاء الله وتسمع ، ولكن لم يثبت أنها تتصل بالأحياء في غير المنام ، كما أنه لا صحة لما يدعيه المشعوذون من قدرتهم على تحضير أرواح من يشاءون من الأموات ويكلمونها ويسألونها ، فهذه إدعاءات باطلة ، ليس لها ما يؤيدها من النقل ولا من العقل
بل إن الله سبحانه وتعالى هو العالم بهذه الأرواح والمتصرف فيها ، وهو القادر على ردها إلى أجسامها متى شاء ذلك ، فهو المتصرف وحده في ملكه وخلقه لا ينازعه منازع ، أما من يدعي غير ذلك فهو يدعي ما ليس له به علم ، ويكذب على الناس فيما يروجه من أخبار الأرواح ، إما لكسب مال ، أو لإثبات قدرته على ما لا يقدر عليه غيره ، أو للتلبيس على الناس لإفساد الدين والعقيدة .
وما يدعيه هؤلاء الدجالون من تحضير الأرواح إنما هي أرواح شياطين يخدمها بعبادتها وتحقيق مطالبها وتخدمه بما يطلب منها كذبا وزورا في انتحالها أسماء من يدعونه من الأموات
كما قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ )
وقال تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) ، وذكر علماء التفسير أن استمتاع الجن بالإنس بعبادتهم إياهم بالذبائح والنذور والدعاء وأن استمتاع الإنس بالجن قضاء حوائجهم التي يطلبونها منهم ، وإخبارهم ببعض المغيبات التي يطلع عليها الجن في بعض الجهات النائية
أو يسترقونها من السمع أو يكذبونه وهو الأكثر ، ولو فرضنا أن هؤلاء الإنس لا يتقربون إلى الأرواح التي يستحضرونها بشيء من العبادة فإن ذلك لا يوجب حِلِّ ذلك وإباحته ؛ لأن سؤال الشياطين والعرافين والكهنة والمنجمين ممنوع شرعا ، وتصديقهم فما يخبرون به أعظم تحريما ، وأكبر إثما ، بل هو من شعب الكفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
وفي مسند أحمد والسنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) .
وقد جاء في هذا المعنى أحاديث وآثار كثيرة ، ولا شك أن هذه الأرواح التي يستحضرونها بزعمهم داخلة فيما منع منه النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنها من جنس الأرواح التي تقترن بالكهان والعرافين من أصناف الشياطين فيكون لها حكمها ، فلا يجوز سؤالها ولا استحضارها ولا تصديقها
بل كل ذلك محرم ومنكر ، بل وباطل ، لما سمعت من الأحاديث والآثار في ذلك ، ولأن ما ينقلونه عن هذه الأرواح يعتبر من علم الغيب ، وقد قال الله سبحانه : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) .
وقد تكون هذه الأرواح هي الشياطين المقترنة بالأموات الذين طلبوا أرواحهم فتخبر بما تعلمه من حال الميت في حياته مدعية أنها روح الميت التي كانت مقترنة به
فلا يجوز تصديقها ولا استحضارها ولا سؤالها كما تقدم الدليل على ذلك . وما يحضره ليس إلا الشياطين والجن يستخدمهم مقابل ما يتقرب به إليهم من العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله فيصل بذلك إلى حد الشرك الأكبر الذي يخرج صاحبه من الملة - نعوذ بالله من ذلك - .
وممن كشف حقيقة هذه الدعوى الباطلة الدكتور محمد محمد حسين في كتابه [الروحية الحديثة حقيقتها وأهدافها] ، وكان ممن خدع بهذه الشعوذة زمنا طويلا ، ثم هداه الله إلى الحق وكشف زيف تلك الدعوى بعد أن توغل فيها ، ولم يجد فيها سوى الخرافات والدجل ....
وذكر الدكتور محمد محمد حسين أنه مارس هذه البدعة ، وحاول مشاهدة ما يدعونه من تجسيد الروح أو الصوت المباشر ويرونه دليل دعواهم ، فلم ينجح هو ولا غيره ؛ لأنه لا وجود لذلك في حقيقة الأمر ، ولما لم يقتنع بتلك الأفكار الفاسدة وكشف حقيقتها انسحب منها وعزم على توضيح الحقيقة للناس .
ومما ذكرناه يتضح بطلان ما يدعيه محادثو الأرواح من كونهم يحضرون أرواح الموتى ويسألونهم عما أرادوه ، ويعلم أن هذه كلها أعمال شيطانية وشعوذة باطلة داخلة فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم من سؤال الكهنة والعرافين وأصحاب التنجيم ونحوهم ، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
وهو المسؤول سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين ، ويمنحهم الفقه في الدين ، ويعيذهم من خداع المجرمين وتلبيس أولياء الشياطين إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد " انتهى باختصار .
"مجموع فتاوى ومقالات متنوعة" للشيخ ابن باز (3/309-316) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:30
السؤال :
هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ؟
وإذا ثبت ذلك
فكيف كان تعامُلُه عليه الصلاة والسلام مع السّحر ومع من سَحَرَهُ ؟
الجواب:
الحمد لله
"نعم ؛ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ، فعن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ، حتى ليُخيَّلُ إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، وأنه قال لها ذات يومٍ : ( أتاني ملَكان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال : ما وَجَعُ الرجل ؟ قال : مطبوبٌ . قال : ومن طبَّه ؟ قال : لبيدُ بن الأعصم ، في مُشطٍ ومُشاطةٍ وجُفِّ طلعةِ ذَكَرٍ في بئر ذروانَ ) رواه البخاري (6391) .
قال الإمام ابن القيِّم :
" وقد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوهُ نقصًا وعيبًا ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يُؤثِّرُ فيه صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع ، وهو مرضٌ من الأمراض ، وإصابتُه به كإصابته بالسُّمِّ ، لا فرقَ بينهما " .
وذكر رحمه الله عن القاضي عياض أنه قال :
" ولا يَقدَحُ في نبوَّتِه ، وأما كونه يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعلهُ ، فليس في هذا ما يُدخِلُ عليه داخِلةً في شيء من صدقه ؛ لقيام الدَّليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوزُ طُرُوُّهُ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ولا فضِّلَ من أجلها ، وهو فيها عُرضةٌ للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يُخيَّلَ إليه من أمورها ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى .
ولما علم صلى الله عليه وسلم أنه قد سُحِرَ ؛ سأل الله تعالى ، فدلَّه على مكان السحر ، فاستخرجه وأبطله ، فذهب ما به ، حتى كأنما نُشِطَ من عقال .
ولم يعاقب صلى الله عليه وسلم من سَحَرَه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أمَّا أنا ، فقد شفاني الله ، وأكرَهُ أن يُثيرَ على الناس شرًّا ) رواه البخاري (6391) " انتهى .
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله .
"المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (2/57 ، 58) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:31
السؤال :
هل هناك دليل على أن الجن يدخلون الإنس ؟ .
الجواب:
الحمد لله
"نعم ؛ هناك دليل من الكتاب والسنة، على أن الجن يدخلون الإنس، فمن القرآن قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) .
قال ابن كثير رحمه الله:
" لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له".
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) .
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة:
"إنهم (أي أهل السنة) يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع". واستدل بالآية السابقة.
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: " قلت لأبي: إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه".
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي، أنه أُتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : (اخرج عدو الله، اخرج عدو الله)، وفي بعض ألفاظه : (اخرج عدو الله ، أنا رسول الله). فبرأ الصبي.
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك " انتهى .
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص984) .
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:32
السؤال :
هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي : اكتب اسمك واسم والدتك ثم راجعنا غداً
وحينما يراجعهم الشخص يقولون له : إنك مصاب بكذا وكذا وعلاجك كذا وكذا ...
ويقول أحدهم إنه يستعمل كلام الله في العلاج فما رأيكم في مثل هؤلاء وما حكم الذهاب إليهم ؟
الجواب :
الحمد لله
" من كان يعمل هذا الأمر في علاجه فهو دليل على أنه يستخدم الجن ، ويدعي علم المغيبات فلا يجوز العلاج عنده ، كما لا يجوز المجيء إليه ولا سؤاله ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجنس من الناس : ( من أتى عرّافاً فسأله عن شيءٍ لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) أخرجه مسلم في صحيحه .
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن إتيان الكهان والعرافين والسحرة والنهي عن سؤالهم وتصديقهم ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرّافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ) أخرجه الترمذي .
وكل من يدعي علم الغيب باستعمال ضرب الحصى والودع أو التخطيط في الأرض أو سؤال المريض عن اسمه واسم أمه واسم أقاربه ، فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤالهم وتصديقهم .
فالواجب الحذر منهم ومن سؤالهم ومن العلاج عندهم وإن زعموا أنهم يعالجون بالقرآن ، لأن من عادة أهل الباطل التدليس والخداع ، فلا يجوز تصديقهم فيما يقولون .
والواجب على من عرف أحداً منهم أن يرفع أمره إلى ولاة الأمر من القضاة والأمراء ومراكز الهيئات في كل بلد حتى يحكم عليهم بحكم الله ، وحتى يسلم المسلمون من شرهم وفسادهم وأكلهم أموال الناس بالباطل .
والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله " انتهى .
فضيلة الشيخ
عبد العزيز بن باز رحمه الله .
"فتاوى علماء البلد الحرام" (ص946) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-28, 03:34
السؤال :
هل يجوز أن يتبخر المحسود بالشب من أجل دفع الحسد أو العين عنه؟
الجواب:
الحمد لله
علاج السحر أو العين يكون بالرقية الشرعية .
أما العلاج بالتبخر بالشب أو الأعشاب ، فذلك لا يجوز .
وقد سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل يجوز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة بالعين ؟
فأجابوا :
"لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر ؛ لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/212) .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك وجعل ماخطته
أناملك في ميزان حسناتك
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:38
بارك الله فيك وجعل ماخطته
أناملك في ميزان حسناتك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني وجودك الطيب المليئ بالصفاء
ذلك من نبع مرورك العطر
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله عني كل خير
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:40
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
انتشر في هذا الوقت ما يسمَّى بـ " هاري بوتر "
وله روايات مجزأة على 8 أو 7 أجزاء
وصورت بعضها أفلام ، تتحدث عن السحر ، شخصيّاً لم أطلع عليها
ولم أر شيئاً منها ، ولكن سمعت عنها ، وعن انتشارها كثيراً ، وأيضاً هناك فيلم " مفكرة الموت " رأيت حلقة واحدة منه تحدث عن " إله الموت " أنه رمى بـ " مفكرة الموت " للبشر
وأخذها شخص ، وقرأ على غلاف هذه المفكرة أنه إذا أراد أن يُميت أحداً : فإنه يكتب اسمه ، وطريقة موته ، ثم يموت خلال 30 ثانية ، أو أقل - لا أتذكر بالضبط -
وتدور الأحداث كيف تعامل هذا الشخص مع هذه المفكرة .
فما رأيكم في مثل هذه الأفلام ؟
وتبادلها بين الشباب ؟
وبعضهم يدعي بأنه لا يشتريها حتى لا يدعمهم
ولكن يأخذها من زميله " يقرؤها ، أو يشاهدها ، ويرجعها له " !
هل هذا تصرف صحيح ؟
وكيف يمكن إقناعهم بخطورة مثل هذه الأفلام ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
سلبَت أفلام الرسوم المتحركة الحديثة عقول الصغار والكبار !
وتحوَّل كثير منها إلى أفلام حقيقية بسبب فتنة الملايين بها
وتعلق قلوبهم بأحداثها وشخصياتها
وقد احتوى كثير منها على عقائد تخالف دين الإسلام
وتشكك المسلمين – وخاصة الصغار منهم – بالمسلَّمات والعقائد القطعية
إضافة لما تبثه من مفاسد سلوكية
بما يظهر فيها من نساء متبرجات ، وقصص حب وغرام .
ونأسف أن يتلقف المسلمون تلك الأفلام ليجعلوها في بيوتهم
ويمكنوا أطفالهم من تقضية أوقاتهم في مشاهدتها
وليس عند من يفعل ذلك أدنى اهتمام بما يمكن أن تؤثر به مثل هذه المشاهدات على أولاده ذكورهم وإناثهم .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:40
ثانياً :
مما فتن به العالَم في زماننا هذا قصص " هاري بوتر " الشهيرة
وهي سلسلة مكونة من سبعة كتب
كتبتها كاتبة بريطانية تدعى " ج . ك رولينج "
وتدور القصة حول فتى يدعى " هاري بوتر " وُلد لأبويْن ساحرين
وقد قتلهما ساحر شرِّير
وقد فشل هذا القاتل في قتل ابنهما " هاري "
وعندما بلغ هذا الفتى سن الحادية عشرة اكتشف أنه ساحر !
ثم تبدأ سلسلة الأحداث القائمة على السحر والشعوذة والخيالات
وقد بيعت مئات الملايين من هذه القصة في أرجاء الأرض
وترجمت إلى حوالي 60 لغة !
ومن بينها اللغة العربية !
وقد أنشئت منتديات
وكتبت ألوف الصفحات في شبكات الإنترنت
تحلل القصة
وتتوقع وقائعها
وتناقش أحداثها
بل إن الموقع العربي المسمى باسم بطلها لا يكتب
– كباقي المنتديات – " اسم المستخدم " للدخول لموقعه
بل يكتب " اسم الساحر " !
والله المستعان .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:43
ثالثاًً :
وقد كتب الأستاذ خالد الروشة نقداً علميّاً متيناً لما احتوته تلك القصص
وذكر ما فيها من خروقات عقيدية وتربوية ، فقال :
" وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارئ على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها :
1 - القصة تقدِّم نموذجاً للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير " هاري بوتر " , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية ؛ لإلهاء الأطفال ؛ ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم " سوبر مان " و " بات مان
" و " هرقل " ، وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال ! وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه .
2 - تقدِّم القصة السحر كمخلِّص من العقبات التي لا يمكن حلها ، والأزمات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها ، وفي لحظة واحدة ، وبكلمة سحرية : يستطيع الساحر أن يحل الأزمة ، ويتخطى العقبة
وهو – ولا شك - يولِّد لدى الأبناء خللاً عقائديّاً كبيراً , إذ إنه يدعوهم نحو ما يدعو إليه دافعاً إياهم إلى نسيان من ينبغي أن يلجئوا إليه في العقبات ، والأزمات , ونحن ليل نهار نعلم أبناءنا ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) الأنعام/ 17 ، 18
, وهو المنصوص عليه في جميع الديانات الصحيحة ، وعلى لسان جميع الأنبياء من لَعْن السحرة ، والمشتغلين بالسحر , ولكن القصة تجعل أبناءنا يشتاقون للسحر ، ويحبونه ، ويتمنى كل واحد منهم أن لو صار ساحراً !!
3 - الحياة الغربية هي حياة مركزها الإنسان ، ومحورها منفعته ، ومكاسبه , والإسلام يعلِّمنا أن يكون مركز تفكيرنا في مرضات الله سبحانه , فطاعة الله هي مركز حياتنا , ورضاه عز وجل هو محور سعينا , وهذا ما ينبغي أن نعلمه أبناءنا من قوله تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام/ 162
وفي تلك القصة الساقطة هم يقدِّمون الشخصية التي تفعل كل المعجزات اعتماداً على قدراتها السحرية ، وسعياً وراء مصلحة الأفراد , ولا يغتر أحد أنهم يقدمونه محارباً للشر , فالخير لا يأتي عن طريق الشر أبداً , وما جعل دواء فيما حُرِّم !
قصة " بوتر " قائمة على شيء حرَمه الله في ديننا الحنيف ، ولعن فاعله ، ذلك الشيء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول ( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) طـه/ من الآية 69 .
4 - اعتمدتْ القصة على التخويف والفزع من تخيلات شيطانية لا تطرأ إلا في عالم الجن ، والشياطين ، ومساكنهم في مجاري المياه ، والمراحيض ، وأماكن النجس - هكذا أوردت القصة - , والمزاج السليم يرفض ذلك ، ويبعد بالأبناء عن تلك المجالات المفزعة ، والقابضة لنفوس الأبناء ، والمجرئة لهم – في بعض الأحيان – على عالم الشيطان , حتى يستسيغوا الحياة في ذلك العالم , فلا يجد حينئذ عبَّاد الشيطان صعوبة في دعوتهم إلى السوء !
5 - قدَّمت القصةُ الساحرَ الأكبرَ على أنه بإمكانه أن يحي ويميت ! فهو يميت الطائر كذا ، والحيوان كذا ، ثم يحييه في صورة أفضل ، وشكل أحسن , كما تقدمه على أنه يشفي المرضى ، ويعالج الجروح في لحظة واحدة
وبكلمة سحرية واحدة , وهو خلل أي خلل في التكوين النفسي والفكري لدى أبنائنا الذين يجب أن نعلمهم دوما معنى قوله تعالى ( الَّذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين . والَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِين . وَإِذَا مَرِضت فَهُوَ يَشْفِين . والَّذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيين . والَّذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين ) الشعراء/ 78 - 82 .
6 - لا يهم الغرب أن يتربى الابن وقلبه مملوء بمحبة الله سبحانه والرغبة في عبادته , فهو يهتم بترفيهه وتقديم ما يبهره , ولذلك دوماً نجد أبناءهم يشبُّون على المادية الجامدة ، وعلى النفعية البالغة ، وعلى التقليل من شأن الروح ، وإعلاء المادة عليها ، وعلى البعد الكبير عن شئون القلب ، وحقائق الكون , فقليل منهم من ييمم وجهه نحو البحث عن الإيمان ، ولكنه يتربى على أن الإيمان هو شيء زائد يتمثله ليشعره بالراحة النفسية في بعض المواقف
وهذا يتنافى تماماً مع ما يأمرنا الإسلام بتربية أبنائنا عليه ، حيث أوصانا أن نربِّي أبناءنا على حراسة القلب بالإيمان ، وتعليقه بربه ، وانظر إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يقول له : ( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ... ) أين الثرى من الثريا ، وأين الظلمات من النور ؟!! " انتهى .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:44
رابعاً :
قد حرمت الشريعة قراءة كتب السحر ، ولا يختلف حكم مشاهدة الأفلام عن القراءة ، بل هو أشد إثماً ؛ لما فيه من تطبيق عملي للأمور النظرية في الأفعال السحرية المحرمة ؛ ولما له من تأثير بالغ على ذهن المشاهد ، وعلى حياته .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال ، وقراءة كتب السحر والتنجيم ، حيث إنها موجودة بكثرة ، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون : إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه . نرجو الإفادة ، وفقكم الله .
فأجاب :
هذا الذي قاله السائل حق ، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم ، ويجب على من يجدها أن يتلفها ؛ لأنها تضر المسلم ، وتوقعه في الشرك ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) ، والله يقول في كتابه العظيم عن الملَكين : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) البقرة/ 102 ، فدلَّ على أن تعلم السحر ، والعمل به : كفر ، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلِّم السحر والتنجيم ، وأن يتلفوها أينما كانت .
هذا هو الواجب ، ولا يجوز لطالب العلم ، ولا غيره ، أن يقرأها ، أو يتعلم ما فيها ، وغير طالب العلم كذلك ، ليس له أن يقرأها ، ولا أن يتعلم مما فيها ، ولا أن يقرَّها ؛ لأنها تفضي إلى الكفر بالله ، فالواجب إتلافها أينما كانت ، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها .
" فتاوى نور على الدرب " ( 1 / 148 ) طبعة " دار الوطن " .
والخلاصة :
لا يحل لمسلم أن يشتري هذه القصة المسمى " هاري بوتر " لما تحتويه من تعظيم للسحر ، والسحرة ؛ ولما فيها من عقائد تخالف عقيدة الإسلام ، ومن باب أولى عدم جواز مشاهدة القصة مصورة في " فيلم " لما لها من تأثير بالغ على عقيدة ، وسلوك مشاهديها ؛ ولما تحتويه من مشاهد منكرة ، وموسيقى محرمة .
خامساً :
الفيلم الكرتوني الآخر – وقد تحول إلى فيلم حقيقي – والمسمى " مفكرة الموت " يحتوي على عقائد كفرية ، وملخص قصة الفيلم أن " إله الموت " ! والمسمى " ريكو " يرمي بمفكرة سماها " مفكرة الموت " إلى عالم البشر ! ، ويلتقطها بطل الفيلم " ياجامي "
ليعلم فيما بعد أنه يستطيع أن يميت من يشاء ! وذلك من خلال كتابة اسم المراد موته فيها ، بشرط أن يكون على علم بصورته ، كما يستطيع أن يتحكم في طريقة وفاته ! فإذا كتب طريقة الموت بعد " 40 " ثانية من كتابة الاسم ، وكتب طريقة الموت : مات بما يطابق كتابته ، وإن مرت المدة ولم يكتب طريقة موته : مات بالنوبة القلبية
فيبدأ بعدها التخلص من الأشرار ! بكتابة أسمائهم في تلك المفكرة ليتم القضاء عليهم ، ويبدأ محقق في تتبع أسباب وفاة أولئك ، في قصة تملؤها الخرافة ، والشرك ، والكفر ، والإلحاد ، وفي كل مرة يقدَّم الكفر على أنه مخلص الأرض من الشر !
وهذا ما رأيناه قبل قليل في الساحر " هاري بوتر " وكذا ما قدَّمته الرسوم المتحركة اليابانية من " ميكي ماوس " الإله الفأر الذي ينقذ المظلومين ويقضي على الأشرار ، وها هم هنا يأتون بشخص يسمونه " إله الموت " – " شينيغامي " – ليجعل له وكيلاً من البشر ! يقضي على من يشاء بالموت .
ولا يشك موحد يعرف الإسلام أن مثل هذه القصص والرسوم المتحركة والأفلام لا يحل نشرها ، ولا قراءتها ، ولا مشاهدتها ؛ لما فيها من مخالفات واضحة لعقيدة التوحيد ؛ ولما لها من أثر سيء على قارئها ومشاهدها .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:44
السؤال :
هل الشيطان يعلم ما يحاك في صدورنا من كلام لا يعلمه إلا الله فيوسوس ما يناسب خواطرنا أم ماذا ؟
الجواب:
الحمد لله
دلت الأدلة الصحيحة على أن الشيطان قريب من الإنسان ، بل يجري منه مجرى الدم ، فيوسوس له في حال غفلته ، ويخنس في حال ذكره ، ومن خلال هذه الملازمة فإنه يعلم ما يهواه الإنسان من الشهوات فيزينها له ، ويوسوس له بخصوصها .
روى البخاري (3281) ومسلم (2175) عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها أن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهم وإن شموا رائحة طيبة ورائحة خبيثة [أي الملائكة تشم ريحا طيبة حين يهم العبد بالحسنة كما جاء عن سفيان بن عيينة] ، فعلمهم لا يفتقر إلى ذلك ، بل ما في قلب ابن آدم يعلمونه ، بل ويبصرونه ويسمعون وسوسة نفسه ، بل الشيطان يلتقم قلبه ؛ فإذا ذكر الله خنس ، وإذا غفل قلبه عن ذكره وسوس ، ويعلم هل ذكر الله أم غفل عن ذكره ، ويعلم ما تهواه نفسه من شهوات الغي فيزينها له .
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ذكر صفية رضي الله عنها ( إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم ).
وقرب الملائكة والشيطان من قلب ابن آدم مما تواترت به الآثار ، سواء كان العبد مؤمنا أو كافرا " انتهى من "
مجموع الفتاوى" (5/508) .
فالشيطان يطلع على وسوسة الإنسان لنفسه ، ويعلم ما يميل إليه ويهواه من الخير والشر
فيوسوس له بحسب ذلك .
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله – ضمن سؤال طويل - :
وإذا نويت عمل خير في قلبي هل يعلم به الشيطان ويحاول صرفي عنه؟
فأجاب :
" كل إنسان معه شيطان ومعه ملك , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة . قالوا : وأنت يا رسول الله؟ قال : وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر ويدعوه إلى الشر وله لَمَّة في قلبه ، وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الخير والشر , والملَك كذلك له لمَّة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير ، فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين ، القرين من الجن والقرين من الملائكة , وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم الحديث بذلك ...
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين , فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه , ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفا لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله , والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل , وتشجيعه على الباطل , وعلى تثبيطه عن الخير . فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان , وعلى أن يحرص في مساعدة ملَكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى " انتهى من
"فتاوى الشيخ ابن باز" (9/369).
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:46
السؤال :
انتشرت هذه الأيام كلمات يقال بأنها أسماء للجن
ونحن ننادي الجن فيها !!
وهذا نص المقال:
نحن كثيراً ننادي الجن !! عبارات نقولها عادةً .. في لحظة مرح ... في لحظة غضب ... لكن ... ماذا تعني ... وما هي النتيجة ؟؟؟
( أهب هِب هِبوو هِبي ) نقولها إذا أعجبنا شيء..!
هل تعرفون ماذا تعني ؟؟؟؟
هذا اسم واحد من كبار الجن
وإذا رأيت شيئا جميلاً وقلت هذه الكلمة فأنت تنادي هذا الجني.!!
وتطلب منه تخريب هذا الشيء
قد لاحظت أحيانا أنك عندما تقولها عندها ترى تحفة مثلا فالا بها على الأرض وقد تكسرت.!! : ( شبرا أمرا شمس نجوم ) تعرفون هذي الأغنية أكيد غنيناها كثير صغارا.. وما زال الأطفال يغنونها إلى الآن.. لكن ماذا تعني ؟؟!!!
شبرا اسم جنّي من كبار الجن.. أيضا شبرا هذا يأمر الشمس والنجوم ، وإذا استوعبت الكلام أعلاه وحاولت إكمالها.. فيها شرك كبير..!! ( أنقلع لأقصى قريح ..أو بقريح ألي ما ياقاك )
هذي العبارة نقولها إذا أزعجنا أحد ورغبنا بذهابه عنا..
ونقولها كثيرا للأطفال بلحظة غضب.. ولكن.!! قريح اسم جنّي ، وإذا قلت هذي العبارة فأنت تطلب من الجنّي أن يأخذ طفلك.!! وفي الختام أهديكم طرق طرد الشيطان ووساوسه.!! ومنها الاستعاذة بالله منه ، والأذان والأذكار ، وقراءة القرآن..
وأيضا ما يعوذ به الأولاد ، فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يعوذ الحسن والحسين رضي الله عنهما.. : ( أعيذكما بكلمات الله التامة ، من كل شيطانٍ وهامة ، ومن كل عين لامه ) .
السؤال هنا :
بماذا نرد على من يصدق هذا الكلام وينشره بدون حتى دليل أو أي شيء ! وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
يجب على كل من ينشر نصيحة للمسلمين أن يتثبت ويدلل على نصيحته
إلا إن كان لا يقصد النصيحة
وإنما إثارة الإشاعات والخرافات بين الناس
فمثل هذا يتحمل وزره ووزر من لبس عليه وغرر به .
يقول الله عز وجل : ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36
وما ورد في السؤال مما يزعم أنها من أسماء الجن لم نقف على دليله ، فلا نستطيع تأكيده ولا كذلك نفيه ، إلا أن الذي يهمنا التنبيه عليه أمران اثنان :
الأول :
المؤمن محفوظ بحفظ الله ، إذا حافظ على أوامره ، واجتنب نواهيه ، وحرص على التحصن بالأذكار الشرعية ، فالله سبحانه وتعالى يدرأ عن عباده من الأذى والضرر الشيء الكثير . يقول سبحانه وتعالى : ( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) الرعد/11
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" أي : للعبد ملائكة يتعاقبون عليه ، حَرَس بالليل ، وحَرَس بالنهار ، يحفظونه من الأسواء والحادثات ، كما يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال من خير أو شر ، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، فاثنان عن اليمين وعن الشمال يكتبان الأعمال ، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه ، واحدا من ورائه ، وآخر من قدامه ، فهو بين أربعة أملاك بالنهار ، وأربعة آخرين بالليل ، حافظان وكاتبان " انتهى.
"تفسير القرآن العظيم" (4/437)
وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : ( احفظ الله يحفظك )
رواه الترمذي (رقم/2516)
فلا يجوز لأحد أن يصور الأمر وكأنه تسلط من الجن والشياطين على المسلمين من غير رادع ولا حافظ ، أو يصوره بأن كلمات يسيرة يمكن أن تقضي على إنسان أو توقع في كل هذا البلاء . فالأمر ليس بهذا التصور .
الثاني :
ومع ذلك فنحن لا نستبعد أن يكون في الكلمات غير المفهومة التي تجري على ألسنة الناس ما يحتوي على شيء من أسماء الجن أو الشياطين .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" تتمثل الشياطين لمن يعبد الملائكة والأنبياء والصالحين ، ويخاطبونهم ، فيظنون أن الذي خاطبهم ملك ، أو نبي ، أو ولي ، وإنما هو شيطان ، جعل نفسه ملكا من الملائكة ، كما يصيب عباد الكواكب وأصحاب العزائم والطلسمات ، يسمون أسماء ، يقولون : هي أسماء الملائكة مثل : " منططرون " وغيره ، وإنما هي أسماء الجن " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (14/283)
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:47
ولذلك فقد اشترط العلماء للرقية الصحيحة الجائزة أن تكون باللغة العربية المفهومة ، كي لا يقع المسلم – إذا استعمل كلمات غير مفهومة - في نداء الجن والشياطين والاستعانة بهم وهو لا يشعر .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" المدح في ترك الرقى المراد بها الرقى التي هي من كلام الكفار ، والرقى المجهولة ، والتي بغير العربية ، وما لا يعرف معناها : فهذه مذمومة ، لاحتمال أن معناها كفر ، أو قريب منه ، أو مكروه " انتهى.
"شرح مسلم" (14/168)
ويقول العيني رحمه الله :
" ولا يجوز بألفاظ مما لا يعلم معناها من الألفاظ الغير العربية " انتهى.
"عمدة القاري" (12/100)
أما إذا كانت الكلمات عربية مفهومة واضحة ، فليس في الرقية بها بأس ، ولا نرى أنها مما يمكن أن تكون سبيلا للشيطان على الإنسان .
بل إذا قدر أن الناس يتكلم بما يفهمونه من لغتهم ، ووافق أن بعض ما يتكلمونه ويتفاهمون به وينادونه ، هو من أسماء الجن ، فليس معنى ذلك أن الجن واقف على بابهم ، يلتقط هذه الكلمة ، أو هذا النداء ، لينفذ هو إلى مأربه وحاجته .
والواقع أن المبالغة في هذه الأمور هو من غلبة الجهل ، وانتشار الخرافة والأوهام ، وضعف اليقين بالله عز وجل ، والتعلق به ، والتوكل عليه .
وعلى كل حال ، ليس الأمر بالصورة التي يحاول نشرها أصحاب هذه المقالات ، والمبالغة في الأمور من غير تثبت ولا تبين سبب كل مفسدة ، ومفتاح كل شر .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:48
السؤال :
أواجه مشاكل مع الجن.
كنت ألاحظ الجن يظهر في أحوال مختلفة طوال أيام حياتي.
ولم يحدث أن تضايقت منهم إلا في الآونة الأخيرة.
لقد رأيت جنيا في أول أيام انتقالنا إلى شقتنا.
وكان يحدث ذلك بين لحظة وأخرى حيث كنت أنتبه إلى أمور من هذا الجني أو حتى الجن (بالجمع) مثل أن الأبواب تفتح من تلقاء نفسها، وكنت أراهم، وأسمعهم ... الخ.
لكن يبدو أن الأمور بدأت تتغير بشكل كبير.
حيث بدأت بعض الأعمال تتكرر بشكل يومي
وهذه الأمور تجعلني غير مرتاحة في بيتي لدرجة أني أصبحت لا أرغب في العيش في بيتي هذا بعد الآن.
الجني (أو الجن) يفتح الأبواب
يصرخ باسمي فأستيقظ من نومي مرتاعة
يطرق على بعض الأغراض
يظهر على صورة قط، يعبث بجهازي الكمبيوتر والهاتف
أنا أرى ظله .. إلى غير ذلك.
الأمر غريب جدا.
أنا لست متأكدة حقا كيف أتصرف في مواجهة هذه المشاكل.
أنا آمل أن انتقالي من هذا البيت سينهي المشكلة.
لكن في الوقت الراهن، فقد حاولت قراءة سور البقرة والإخلاص والفلق والناس، وأيضا فأنا أشغل أشرطة قراءة القرآن في بيتي.
إن تلك الأعمال تتوقف بمجرد أن أقوم بما ذكرت آنفا، وإذا توقفت عن القراءة فإن الجن يظهر من جديد ويعلمني بحضوره بطريقة ما (في أغلب الأوقات).
أحيانا، يقفل جهاز تشغيل أشرطة الكاسيت ويعاد تشغيل جهاز الكمبيوتر في أثناء القراءة ...
وقد وقع ذلك في مرارا.
كما أن الجن يظهرون كثيرا لي في أحلامي.
أنا لا أعرف كيف أتخلص من هذا الوضع
لكني سأقدر لك كثيرا جوابك أو نصحك لي في هذا الخصوص، وأرجو أن يكون ذلك سريعا.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
قول السائلة أنها رأت جنيّاً قولٌ خطأ ؛ لأن الجن يرى ولا يُرى من قبَل الناس .
قال الشافعي :
من زعم من أهل العدالة أنه يَرى الجن أبطلت شهادته لأن الله عز وجل يقول : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم } إلا أن يكون نبيّاً .
" أحكام القرآن " ( 2 / 195 ، 196 ) .
وقال ابن حزم :
وأن الجن حق ، وهم خلق من خلق الله عز وجل ، فيهم الكافر والمؤمن ، يروننا ولا نراهم ، يأكلون وينسلون ويموتون .
قال الله تعالى : { يا معشر الجن والإنس }
وقال تعالى : { والجان خلقناه من قبل من نار السموم }
وقال تعالى حاكيا عنهم أنهم قالوا { وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا }
وقال تعالى : { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم }
وقال تعالى : { أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني }
وقال تعالى : { كل من عليها فان }
وقال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت } … " المحلى " ( 1 / 34 / 35 ) .
ولهذا قد يكون ما رأته السائلة من الخيالات والتهيؤات
أو أنه جنٌّ قد تشكَّل على غير هيئته التي خلقه الله عليها .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:49
ثانياً :
وأما بالنسبة لأذية الجني للإنسي فهي ثابتة وواقعة ، وتكون الوقاية منه بالقرآن والأذكار الشرعيّة .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
لا شك أن الجن لهم تأثير على الإنس بالأذية التي قد تصل إلى القتل
وربما يؤذونه يرمي الحجارة
وربما يروعون الإنسان
إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بها السنَّة ودلَّ عليها الواقع
فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم أذِن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات - وأظنها غزوة الخندق - وكان شابّاً حديث عهدٍ بعُرس ، فلمَّا وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب
فأنكر عليها ذلك ، فقالت له : ادخل فدخل فإذا حيَّة ملتوية على الفراش ، وكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت ، وفي الحال - أي : الزمن الذي ماتت فيه الحيَّة - مات الرجل ، فلا يدرى أيهما أسبق موتاً الحية أم الرجل ، فلمَّا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الجِنّان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطُّفيتين .
وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس ، وأنهم قد يؤذونهم ، كما أن الواقع شاهدٌ بذلك ، فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت بأن الإنسان قد يأتي إلى الخربة فيرمي بالحجارة وهو لا يرى أحداً من الإنس في هذه الخِربة ، وقد يسمع أصواتاً وقد يسمع حفيفاً كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش به ويتأذى به
وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي إما بعشق أو بقصد الإيذاء أو لسبب آخر من الأسباب ، ويشير إلى هذا قوله تعالى { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } .
وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن الإنسي نفسه ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً أن لا يعود ، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار وانتشرت بين الناس .
وعلى هذا فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنَّة مما يتحصن به منهم مثل آية الكرسي ، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، والله الحافظ .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / 287 ، 288 ) .
وقد جاء في السنَّة أذكار يعتصم بها الإنسان من الشياطين ومنها :
الاستعاذة بالله من الجن .
قال تعالى : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } ، وفي موضع آخر : { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } .
عن سليمان بن صرد : أن رجلين استبَّا عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى احمرَّ وجه أحدهما فقال صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
رواه البخاري ( 3108 ) ومسلم ( 2610 ) .
2. قراءة المعوذتين .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما .
رواه الترمذي ( 2058 ) وقال : حسن غريب
والنسائي ( 5494 ) وابن ماجه ( 3511 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع " ( 4902 ) .
3. قراءة آية الكرسي .
عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت ، فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت : ما هي ؟
قال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ هذه الآية : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . . . حتى ختم الآية فإنه لن يزال عليك حافظ من الله تعالى ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك الليلة ؟
قلت : يا رسول الله علَّمَني شيئاً زعم أن الله تعالى ينفعني به ، قال : وما هو؟ قال : أمرني أن أقرأ آية الكرسي إذا أويت إلى فراشي ، زعم أنه لا يقربني حتى أصبح ، ولا يزال عليَّ من الله تعالى حافظ ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه قد صدقك وهو كذوب ، ذاك الشيطان .
رواه البخاري ( 3101 ) .
*عبدالرحمن*
2018-03-30, 04:51
4. قراءة سورة البقرة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم ( 780 ) .
5. خاتمة سورة البقرة .
عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه .
رواه البخاري ( 4723 ) ومسلم ( 807 ) .
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقر بها شيطان .
رواه الترمذي ( 2882 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1799 ) .
6. " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير " مائة مرة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مَن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حِرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك .
رواه البخاري ( 31119 ) ومسلم ( 2691 ) .
7. كثرة ذكر الله عز وجل .
عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها ... ، وآمركم أن تذكروا الله تعالى ، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأَحْرز نفسه منهم ، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله تعالى . . . . الحديث .
رواه الترمذي ( 2863 ) وقال : حسن صحيح .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1724 ) .
الشُّرف : المكان المرتفع .
ورِق : فضة .
أحرز : حمى ومنع .
8. الآذان :
عن سهيل بن أبي صالح أنه قال : أرسلني أبي إلى بني حارثة ومعي غلام لنا أو صاحب لنا ، فناداه مناد من حائط باسمه ، وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا ، فذكرت ذلك لأبي ، فقال : لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ، ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة ، فإني سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولَّى وله حُصاص " .
رواه مسلم ( 389 ) .
حُصاص : ضُراط ، أو العَدو الشديد .
9. قراءة القرآن تعصم من الشياطين .
قال تعالى : { وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً } .
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:26
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
بعد الكثير من التفكير بدأت أفكر بشخصية الشيطان
إذا كان يعلم بأن مصيره جهنم فلماذا يجتهد في فعل الشر ؟
الشيطان يوسوس للإنس ليفعوا الشر ولكن من يوسوس للشيطان ليفعل الشر ؟
ولماذا ؟
ألا يعلم بأنه سيكون وقوداً للنار ؟
هل هو يكره الإنس ؟
أليس له الخيار في المعصية والإحسان ؟.
الجواب :
الحمد لله
إبليس وغيره من الجن والإنس لهم مشيئة واختيار ، في فعل الطاعة أو المعصية ، كما قال سبحانه : ( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر ) الكهف / 29
وقال : ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) الإنسان/3 .
وقد أمر الله تعالى إبليس بالسجود لآدم ، فأبى واستكبر وكان من الكافرين . فطرده الله من رحمته ، وجعل عليه لعنته إلى يوم الدين.
قال الله عز وجل :
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة / 34
وقال : ( فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ. إِلا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ . قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ . قَالَ لَمْ أَكُنْ لأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ . قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ . وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) الحجر / 30-35 .
وهنا طلب إبليس النظرة والتأخير إلى يوم البعث ، فأعطاه الله ذلك .
قال سبحانه :
( قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) الحجر /36-38 . فلما أيقن إبليس أنه من الهالكين ، مع استكباره وكفره بربه ، عزم على إغواء من استطاع من عباد الله ، ليكونوا شركاءه في الجحيم .
( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) الحجر / 39 ، 40
فهو حريص على إلإغواء والإفساد ، ليكثر أتباعه وعبّاده من الهالكين الذين يصلون مصيره .
فإبليس يعلم أن مصيره إلى النار ، ويطمع أن يأخذ الجميع معه إلى جهنم حسدا وبغيا ، وكفرا وعنادا.
وهو يكره الإنس الذين هم ذرية آدم عليه السلام ، ويعاديهم لأنه لُعِن وطُرد من رحمة الله بسبب رفضه السجود لأبيهم آدم ، ولهذا حَذَّر الله تعالى عباده منه فقال :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) فاطر / 6 .
وإبليس لا يحتاج إلى من يوسوس له ، فهو رأس الشر كله .
والمؤمن ينجو من كيده وشره ، بطاعته لربه ، واستقامته على دينه ، فإن الشيطان ليس له سلطان على الذين آمنوا ، كما قال سبحانه : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ . إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ ) النحل / 98-100
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:27
السؤال:
أنا طالب أدرس في إنجلترا
لكن الحمد لله ليس لدي مشكلة في الالتزام بديني
وخصوصا الصلوات
أعرف أن قراءة القصص المشتملة على السحر والخيال ليست جائزة
خصوصا أنها مضيعة للوقت
على أية حال
هل قراءتها تخرج الإنسان من ربقة الإسلام بسبب أن السحر كفر ؟
أرجو الشرح . وجزاكم الله خيرا .
الجواب:
الحمد لله
قراءة القصص المشتملة على السحر والخيال فيها بعض المحاذير :
أولا :
فيها نشر للأعمال السحرية الكفرية ، حتى تغدو كأنها سلوكيات عادية سوية في المجتمعات المتحضرة ، بل وتصورها كأنها مهارات مكتسبة ضرورية للفرد والمجتمع ، وتصور الساحر في أحيان كثيرة على أنه إنسان طيب صالح يعمل الخير وينشره بين الناس ، ولعل هذا أخطر ما في الأمر ، أن تصور الرذيلة بصورة الفضيلة ، وأن يختفي الإنكار القلبي ويتلاشى الشعور بشناعة السحر والساحر ، وعظيم إثمه عند الله تعالى ، فكيف إذا انتشرت مثل هذه القصص والروايات ، وأقبل عليها الأطفال والأحداث ومَن هم في سن الشباب .
بل إن هذه المفسدة اضطرت الكثير من المتخصصين التربويين الغربيين التحذير من انتشار قصص السحر مؤخرا في مجتمعاتهم ، بل ومنعت كثير من المدارس دخول هذه القصص إلى مكتباتها ، وجرت حولها بعض المداولات في المجالس البرلمانية في بريطانيا ، وذلك حين اكتشفوا شيئا من خطورة انتشارها بين الناس .
ثانيا :
وفي غالب الأحيان تُعلِّم هذه القصص والروايات قُرَّاءها أساليب السحر والكهانة ، وتنقل إليهم صورا من أسرار السحر التي يسهل تطبيقها والخوض فيها من قبل أي قارئ أو ناظر ، وفي هذا خطر عظيم أيضا : أن تجر صاحبها إلى محاولة تطبيق ما قرأه ، أو النظر فيها نظر تعلم ، وليس مجرد قراءة قصة على سبيل التسلية ، بل يخشى أن يكون في بعض هذه القصص ما يؤثر على قارئها، فتسحره أو تضره بسبب قراءة بعض الكلمات غير المفهومة في ثنايا هذه القصص .
ثالثا :
في هذه القصص والروايات إجهاد عظيم للذهن ، حيث تنتقل به بين المشاهد الغريبة والتصورات العجيبة التي لم يعهد العقل لها نظيرا في مشاهداته الواقعية ، فيذهب في تصورها كل مذهب ، وتبلغ بالطاقة الذهنية المستنفدة مبالغ كبيرة ، كل ذلك في سبيل الخيال الكاذب الذي يؤثر على اندماج الفرد بواقعه ، ويحيله إلى انتظار أحلامه في العالم الآخر ، فيضعف التفكير المنطقي ، والوعي العقلي ، والإبداع العلمي ، وهذا واحد من الآثار التربوية السيئة لمثل هذه القصص .
ولهذا ينبغي على المسلمين الحذر من تمكين أبنائهم من قراءة هذه القصص ، وينبغي على المجتمعات الحد من انتشار هذا النوع من الثقافات ، والاشتغال بالمهم والنافع من العلوم والفنون والآداب .
جاء في " فتاوى نور على الدرب " للشيخ ابن باز (1/192) :
أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال وقراءة كتب السحر والتنجيم ، حيث إنها موجودة بكثرة ، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون : إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه . نرجو الإفادة وفقكم الله .
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه . . . أما بعد :
هذا الذي قاله السائل حق ، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم ، ويجب على من يجدها أن يتلفها ، لأنها تضر المسلم وتوقعه في الشرك ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد ) ، والله يقول في كتابه العظيم عن الملكين : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) البقرة/102، فدل على أن تعلم السحر والعمل به كفر ، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلم السحر والتنجيم ، وأن يتلفوها أينما كانت .
هذا هو الواجب ، ولا يجوز لطالب العلم ولا غيره أن يقرأها أو يتعلم ما فيها ، وغير طالب العلم كذلك ليس له أن يقرأها ولا أن يتعلم مما فيها ، ولا أن يقرها ؛ لأنها تفضي إلى الكفر بالله ، فالواجب إتلافها أينما كانت ، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها " انتهى.
والحاصل :
أن مجرد قراءة هذه القصص ليس كفرا مخرجا من الملة ، ما لم يكن ذلك بقصد تعلم السحر والعمل به ، وإن كان الواجب التحذير من كتب السحر بصفة عامة ، والسعي في إتلافها وإعدامها ، بحسب القدرة ، والحذر من قراءتها أو الترويج لها .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:28
السؤال :
حدثني أخ لي عن شاب وهبه الله القدرة على اكتشاف السحرة
بمجرد معرفة أسمائهم
وعن طريق أدعية يقولها ( لا نعرفها بالضبط ) يستطيع أن يُمرض الساحر
أو يبتليه بحيث يدخله المستشفى .
وهذا الشخص يصف للناس المصابين بالسحر
أو الممسوسين
أو الذين يعانون من أحوال غريبة
بحيث يقرأ الأدعية ( ربما رقية ) على الملح ، أو السكر ، أو الزيت
ويوصي أن هذا الملح يضاف على الأكل بعد طبخه
وليس أثناء الطبخ ؛ لكي يكون له المفعول المطلوب
وهذا الشخص لا يأخذ المال على خدماته
والناس يشهدون له حسن عمله
هل يحل لنا أن نستعين به ضد السحرة ، أم لا ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
هذا الشاب المزعوم أنه موهوب دجَّال من الدجاجلة
وكاهن من الكهنة
وعرَّاف من العرَّافين
وليس على هدى ولا على طريق مستقيم
فهو يدَّعي علم أشياء هي من علم الغيب
ويستدل عليها بعلامات لم يجعلها الله تعالى علامات عليها
ولا هناك قواعد لذلك أصلاً
ونعني به : زعمه علمه بالسحرة من خلال معرفة أسمائهم !
ومن المعلوم لكل موحد أنه ليس هناك آية
ولا حديث
ولا قاعدة
تعرِّف المسلم بأن هذا ساحر من خلال معرفة اسمه
فإذا زعم أنه يعلم السحرة من خلال أسمائهم :
فإما أن يكون كاذباً أفَّاكاً
وإما أنه يعلم ذلك عن طريق أوليائه من الجن الكافر أو الفاسق .
ثانياً:
ادعاء ذلك الدجال بأنه يستطيع أن يمرض السحرة أو أن يؤذيهم :
مما يدل على ما وصفناه به
فالنفع والضر بيد الله تعالى
وهو وحده سبحانه القادر على إيقاع الضرر على الخلق
وليس ذلك بإرادة أحدٍ غيره
والأنبياء عليهم السلام لم يكونوا يملكون هذه " الكرامة " !
وكانوا عليهم السلام إذا أرادوا أن يهلك أعداء الدين :
دعوا عليهم
ولم يكن باستطاعتهم إمراض الناس وإيذاؤهم وإهلاكهم
إلا أن يدعو أحدهم ربه تعالى فيستجيب الله دعاءه
فينفذ قدر الله بما شاء تعالى على أعدائهم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:29
ثالثاً:
ما يقرؤه من " كلمات " لا تعدُّ من الرقية الشرعية حتى تكون باللغة العربية ، وتظهر كلماتها ، وتكون موافقة للشرع لا مخالفة له ، وكل ذلك لا يُعرف من ذلك الشاب ؛ لأن الظاهر أنه يسر بتلك الكلمات ولا يجهر بها .
رابعاً:
كونه لا يطلب أجراً لا يدل على أنه ثقة
ولا أنه صادق
وهذه طريقة معروفة لأولئك الدجاجلة
حيث يوهمون العامة بذلك أنهم على خير
وعلى دين
ويستدل العامة على ذلك بأنه لا يطلب أجراً
وهذا ميزان فاسد .
ولا ينبغي الاغترار بشهادة العامة لأحدٍ من الناس
وخاصة في هذا الباب
فهم لا يفرقون بين المشرك والموحد
ولا بين السني والبدعي
ولا بين الصادق والكاذب
وليس عندهم ميزان علمي للحكم على أفعاله وتصرفاته لمحاكمتها وفق شرع الله تعالى
وهم يطلقون اسم " الشيخ " على كل من يعالج السحر والصرع
ولو سلك أي طريق في العلاج !
ومن العجائب :
أنه وُجد نصراني يسلك هذا الدرب في بعض البلاد
ويطلق عليه عامة الناس " الشيخ المسيحي " ! وهو معروف
وقد تأكدنا من ذلك
ولا يزال كثيرون يطلقون عليه ذلك اللقب إلى الآن ! .
والعبرة في هذا الباب هو حكم العلماء وطلبة العلم من أهل السنَّة والجماعة
فهم أقدر الناس على الحكم على أولئك المعالِجين بما يستحقونه
وقد أكرمهم الله تعالى باعتقاد صحيح
وعلم مؤصَّل وفق الكتاب والسنَّة يستطيعون بهما أن يميزوا بين الكاهن المشعوذ وبين الثقة الصادق ممن يقرأ على الناس ويعالجهم
فلا تلتفتوا لشهادة غيرهما
ولا تغتروا بحكم العامة ، فوجوده كعدمه .
وعليه :
فلا يحل لأحدٍ الذهاب لهذا الدجَّال
ولا الاستعانة به
ولو زعم محاربة السحرة !
فهو منهم
وإنما يريد دفع التهمة عن نفسه
وإخراج نفسه من زمرتهم
وقد ورد الوعيد الشديد في الذهاب إلى هؤلاء بعدم قبول صلاة أربعين يوماً من ذلك الذاهب
فإذا صدَّقه فيما يقول فإنه يكون قد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:30
السؤال :
كانت أمي تأخذ قارئة للقرآن معها عند جدتي لكي تقرأ عليها
لأن جدتي كبيرة السن ، ومقعدة ، وفيها نوع من الخرف
وهي ليست كبيرة جدا
وهذه المرأة الراقية تقرأ الآيات
وتنفث على جدتي وعلى أمي في بعض الأحيان
ومرة من المرات وهي تقرأ مسكت رأس أمي
ووضعت يدها على رأسها
فأصبحت أمي تصرخ
لم أر هذا كله
لكن أمي قالت لي ما حصل لها
والآن أصبحت أمي تذهب لهذه القارئة
وتأخذني أنا وأختي ، وعندما تقرأ عليها تصرخ
وتصبح يدها كأنها تريد أن تضرب أحدا
وتخرج أظافيرها وتتكلم كلام توعد وتهديد ، وتستهزئ بالقرآن ، فقالت لنا الراقية إن بها ماردا من مردة الشياطين ، وأن أمي مسحورة ، وهذا الجني يريد أن يؤذي أمنا ويجعلها مثل جدتي مقعدة ، ولا يكون بها عقل
فوصتنا الراقية أن نقرأ سورة البقرة كل يوم ، ونقرأ القرآن دائما في البيت ، وأعطتنا زيت زيتون ، وسدر ، ومسك ، وعسل ، وحبة سوداء ، وتمر العجوة ، ووصتنا أن نداوم على استخدام هذه الأشياء
وقالت لنا أيضا :
رشوا بيتكم بماء وملح خشن وماء ورد بالتعاقب ، كل يوم في البيت . سؤالي : هل ما نفعله من هذه الأشياء يعتبر فيها نوع من أنواع الشرك
وهل يجوز لنا استخدام هذه الأشياء ؟
الجواب :
الحمد لله
نسأل الله تعالى لوالدتكم الشفاء التام العاجل بإذنه سبحانه
وأن يكتب لها ولكم الأجر والصبر والثبات .
ثم إننا لا نرى فيما ذكرتِ في السؤال شيئا يوجب الحكم بمنع الذهاب إلى هذه المرأة "المعالجة بالرقية "
فقد جاء في السؤال أنها ترقي بالقرآن الكريم
وتستعمل الزيت المبارك
والعجوة التي تقي من السم والسحر بإذن الله
ورائحة ماء الورد الطيبة تبعث في النفس قوة لمقاومة السحر أو الحسد
ويستعمل بعضهم العود والبخور لتحقيق هذا الغرض
وكلها أمور مشروعة إن شاء الله .
غير أن الذي نراه هنا هو استعمال الملح في رش البيت فإننا نخشى أن يكون هذا الأمر قد تسرب إلى بعض الراقين من اعتقادات العامة والخرافيين أن الملح يدفع العين ونحو ذلك .
وقد سألنا بعض الممارسين للرقى فذكر أنه لم يثبت للملح أثر في ذلك
وإن كان قد يستعمله بعض الناس .
والذي ننصحكم به التيقظ التام لألفاظها وقراءتها في رقيتها
فإذا تجاوزت الألفاظ الشرعية من أذكار وأدعية وآيات إلى أمور غير مفهومة أو يقع فيها الشك
فسارعوا حينئذ إلى استفهامها وسؤال أهل العلم عنها
فكثير من المعالجين بالرقية يظهر القراءة بالقرآن الكريم ليوهم السامعين
في حين أنه يستعمل السحر والشعوذة في كلمات مخفية يذكرها أو يكتبها ليؤذي بها المريض فلا يزال يأتيه ويدفع له الأموال .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:31
السؤال :
كيف نجمع بين الحديثين التاليين:
1- (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) ، رواه مسلم في صحيحه.
2 – (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) ، رواه أبو داود .
فالحديث الأول لا يدل على الكفر في حين الآخر يدل على الكفر.
الجواب:
الحمد لله
"لا تعارض بين الحديثين، فحديث: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)
يراد منه: أن من سأل الكاهن معتقداً صدقه وأنه يعلم الغيب فإنه يكفر؛ لأنه خالف القرآن في قوله تعالى: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) النمل/65 .
وأما الحديث الآخر:
(من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) رواه مسلم وليس فيه (فصدقه).
فبهذا يُعلم أن من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ، فإن صدقه فقد كفر.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن غديان .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/48) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:32
السؤال :
أود أن أطرح سؤالاً حول كتاب مجرَّبات الديربي الكبير
هل هو كتاب سحر ؟
وما حكم الاطلاع عليه من باب الفضول ؟
وما حكم إبقائه في المنزل أو إهدائه لأحد ؟
وإن كان كتاب سحر فكيف نتخلص منه ؟
وهل يجب على من كان يقرؤه أو يعمل بما فيه من أدعية أن يتوب؟
أي أنه فعل منكرًا . للعلم فالكتاب يتحدث عن العلاج بطرق مختلفة ، وفيه أدعية ، منها ما هو مألوف ، وبعضها غريب لم أسمعه قبلاً ، وقد طرحت سؤالي لأنني ارتبت مما في الكتاب ، وشككت أنه من السحر ، كما قرأت في بعض المواقع الإسلامية أنه كتاب سحر وكهانة .
الجواب :
الحمد لله
اسم هذا الكتاب كاملا هو : " فتح الملك المجيد المؤلف لنفع العبيد وقمع كل جبار عنيد " ، ويسمى اختصارا بـ " مجرَّبَات الديربي " ، ومؤلفه هو : أحمد بن عمر الديربي ، المتوفى سنة 1151هـ ، ترجمته في "الأعلام" للزركلي (1/188) .
وموضوع كتابه هذا في مُجَرَّبَات العلاج بالذكر والقرآن ، حيث عقد فيه ستة وثلاثين بابا يبين فيها فوائد بعض السور والآيات والأذكار والأسماء الحسنى في علاج كثير من الأمراض ، وتغيير بعض الأحوال ، يزعم في مقدمته أنه جمع هذه الفوائد من : " التعاليق التي بخطوط العلماء ، ومن الكتب الجليلة "
ولكن الواقع خلاف ذلك :
فقد اطلعنا على الكتاب المذكور ، فلم نجد فيه شيئا منقولا عن أهل العلم من السلف الصالحين والفقهاء والمحدثين ، بل وجدناه مليئا بالأمور الباطلة ، وكثير من الكتب التي تحمل هذا العنوان " المُجَرَّبات " هي على الشاكلة نفسها ، مليئة بالخرافات والأباطيل التي لا يجوز للمسلم أن يعتقد صحتها ، فضلا عن أن يعمل بها .
وخلاصة المآخذ عليه في أمور ثلاثة :
1- دعوى نفع آيات أو أذكار أو كلمات أو أسماء معينة في شفاء أمراض معينة لا يثبت إلا بدليل صحيح من الكتاب والسنة ، وليس لأحد نسبة ذلك إلى دين الله ، وإلا يكون مقتحما أبواب البدعة المنكرة .
2- استعمال كثير من الكلمات غير المفهومة ، بحيث يخشى أن تحتوي على معاني باطلة ، أو ذرائع شركية .
3- عدم ذكر أدلة المجربات المذكورة ، ولا من جربها ، ولا في كم حالة جربت ونفعت ، فالتجربة لا يثبت نجاحها إلا إذا نفعت في أكثر الحالات المطبقة ، وهذا يحتاج إلى دراسة علمية منهجية ، وليس مجرد دعاوى لا يدرى صدق مدعيها من عدمه : وهذا مأخذ في غاية الأهمية .
ولذلك فلا نعد هذا الكتاب إلا ضمن كتب الخرافة ، ولا نرى جواز شرائه ولا قراءته فضلا عن العمل بما فيه لأحد من المسلمين ، بل ينبغي على المسلم حفظ ماله من الضياع فيما لا يفيد ، والواجب على جميع المسلمين الغيرة على دينهم أن ينسب إليه ما ليس منه مما لا تقبله العقول السليمة ، ولم ترد به الأدلة الصحيحة .
وقد أفتى العلماء قديما بحرمة شراء الكتب المشتملة على العلوم المحرمة ، والمؤسسة على الضلالة والغواية ، بل أفتوا بحرمة النظر والمطالعة فيها إلا لعالم يريد نقدها والجواب عليها.
يقول ابن بطة العكبري في "الشرح والإبانة" (ص/361) :
" ومن البدع النظر في كتب العزائم والعمل بها " انتهى.
ويقول ابن القيم في "زاد المعاد" (5/761) :
" وكذلك الكتب المشتملة على الشرك وعبادة غير الله ، فهذه كلها يجب إزالتها وإعدامها ، وبيعها ذريعة إلى اقتنائها واتخاذها ، فهو أولى بتحريم البيع من كل ما عداها ، فإن مفسدة بيعها بحسب مفسدتها في نفسها " انتهى.
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:32
وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" المجموعة الثانية/ (2/198) :
" السؤال : أرفق لفضيلتكم ثلاثة كتيبات هي : ( حرز الجوشن ) ، و ( مجربات الديربي ) و ( أسماء أهل بدر ) .
فما حكم قراءتها والعمل بها ، وما هي نصيحتكم لمن يصر على التعامل معها ؟
والجواب :
بعد اطلاع اللجنة على الكتب المذكورة وجد أنها تحتوي على شركيات وأدعية مبتدعة وطلاسم وتوسل بالصالحين ، وعلى هذا فهي كتب لا يجوز اقتناؤها
ولا العمل بما فيها ، بل يجب إتلافها والابتعاد عنها للسلامة من شرها .
وهناك - ولله الحمد - من الأدعية الصحيحة النافعة ما يكفي المسلم ، ونحيل في ذلك على كتاب ( الوابل الصيب ) لابن القيم ، و ( الكلم الطيب ) لشيخ الإسلام ابن تيمية ، و ( الأذكار ) للإمام النووي ، وفيها الخير الكثير ولله الحمد " انتهى.
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:35
السؤال :
هل إبليس ملك أم جني ؟
فإن كان ملكاً فكيف عصى الله والملائكة لا يعصون الله ؟
وإن كان جنياً فإن هذا يوضح أن له اختيار الطاعة أو المعصية.
أرجو الإجابة.
الجواب :
الحمد لله
إبليس - لعنه الله - من الجن ، ولم يكن يوماً ملكاً من الملائكة ، ولا حتى طرفة عين ؛ فإن الملائكة خلق كرام لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وقد جاء ذلك في النصوص القرآنية الصريحة التي تدل على أن إبليس من الجن وليس من الملائكة
ومنها :
1- قال الله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) الكهف / 50 .
2- وقد بيّن الله تعالى أنه خَلَقَ الجن من النار ، قال تعالى : ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ ) الحجر/27 ، وقال : ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) الرحمن/15 .
وجاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خُلِقَت الملائكة من نور ، وّخُلِقَ الجَّان من مارجٍ من نار ، وخُلِقَ آدم مما وُصِفَ لكم " رواه مسلم في صحيحه برقم 2996 ، ورواه أحمد برقم 24668 ، والبيهقي في السنن الكبرى برقم 18207 ، وابن حبان برقم 6155 .
فمن صفات الملائكة أنها خُلِقت من نور ، والجن خُلِق من نار ، وقد جاء في الآيات أن إبليس - لعنه الله - خُلِقَ من النار ، جاء ذلك على لسان إبليس لما سأله الله سبحانه وتعالى عن سبب رفضه السجود لآدم لمّا أمره الله بذلك ، فقال - لعنه الله -: ( قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) الأعراف/12 ، ص/76 ، فيدل هذا على أنه كان من الجن .
3- وقد وَصَفَ الله عز وجل الملائكة في كتابه الكريم ، فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم /6 .
وقال سبحانه : ( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمون * لا يَسْبِقُوْنَهُ بالقَولِ وهُم بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) الأنبياء / 26 -27 .
وقال : ( وَلِلّهِ يَسجُدُ مَا فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ والمَلاَئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُوْنَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُوْنَ مَا يُؤْمَرُوْنَ ) النحل / 49 -50 .
فلا يمكن أن يعصي الملائكة ربهم لأنهم معصومون من الخطأ ومجبولون على الطاعة .
4- وكون إبليس ليس من الملائكة فإنه ليس مجبراً على الطاعة ، وله الاختيار ، كما لنا نحن البشر ، قال تعالى : ( إناّ هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً ) ، وأيضاً فإن هناك المسلمين والكافرين من الجن ؛ جاء في الآيات من سورة الجن : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفرٌ من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً * يهدِي إلى الرُّشد فآمنّا به ولن نُشرِك برنا أحداً ) الجن / 1-2 .
وجاء في نفس السورة على لسان الجن : ( وأنّا لمّا سمعنا الهدى آمنّا به فمن يُؤمن بربه فلا يخاف بخساً ولا رَهَقاً * وأنّا منّا المسلمون ومنّا القاسطون .. ) الآيات .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : ( قال الحسن البصري : " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر " رواه الطبري بإسناد صحيح ) ج3/ 89 .
وقد قال بعض العلماء إن إبليس ملَكٌ من الملائكة ، وأنه طاووس الملائكة ، وأنه كان من أكثر الملائكة اجتهاداً في العبادة .. إلى غير ذلك من الروايات التي معظمها من الإسرائيليات ، ومنها ما يُخالِف النصوص الصريحة في القرآن الكريم ..
وقد قال ابن كثير مبيّناً ذلك :
" وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف ، وغالبها من الإسرائيليات - التي تُنْقَلُ لِيُنْظَرَ فيها - والله أعلم بحال كثير منها ، ومنها ما قد يُقْطَعُ بكذِبِهِ لمُخَالَفَتِهِ للحقّ الذي بأيدينا ، وفي القرآن أخبار غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء والسادة والأتقياء والبررة والنجباء من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دَوّنوا الحديث وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه كذب أو يحدث عنه بما ليس منه فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم "
تفسير القرآن العظيم ج 3/90 .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-02, 04:38
السؤال :
أود الاستفسار عن أننا نعرف أن شهر رمضان تقيد فيه الشياطين والعياذ بالله منهم...
كذلك أود الاستفسار عن هل السحرة عليهم لعنة من الله يعملون في هذا الشهر الكريم .
الجواب :
الحمد لله
نعم ، قد توسوس الشياطين للإنسان في رمضان ، وقد يعمل السحرة في رمضان ، ولكن ذلك بلا شك أقل منه في غير رمضان.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِين ) . رواه البخاري (3277) ومسلم (1079) . وعند النسائي (2106) ( وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ) .
والمردة جمع مارد ، وهو المتجرد للشر .
وهذا لا يعني أنه ينعدم تأثير الشياطين تماماً ، بل يدل على أنهم يضعفون في رمضان ولا يقدرون فيه على ما يقدرون عليه في غير رمضان .
ويحتمل أن الذي يغل هو مردة الشياطين وليس كلهم .
قَالَ الْقُرْطُبِيّ :
فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَان كَثِيرًا فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ ؟
فَالْجَوَابُ : أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْم الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ .
أَوْ الْمُصَفَّد بَعْض الشَّيَاطِينِ وَهُمْ الْمَرَدَةُ لَا كُلُّهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ .
أَوْ الْمَقْصُودِ تَقْلِيل الشُّرُورِ فِيهِ وَهَذَا أَمْر مَحْسُوس فَإِنَّ وُقُوع ذَلِكَ فِيهِ أَقَلّ مِنْ غَيْرِهِ , إِذْ لا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيد جَمِيعهمْ أَنْ لا يَقَعُ شَرّ وَلا مَعْصِيَة لأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْر الشَّيَاطِينِ كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ وَالْعَادَات الْقَبِيحَة وَالشَّيَاطِينِ الإِنْسِيَّة اهـ . من فتح الباري .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:22
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
ما الفرق بين الجن والشيطان ؟
الجواب :
الحمد لله
الجن هو ذلك العالم الخفي الذي خلقه الله تعالى من النار
خلقه الله تعالى لعبادته
كما قال تعالى : )وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( الذريات/56 .
وقد بعث نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس جميعاً .
ووجود هذا العالم من الأمور المعلومة في دين الإسلام ، ومن أنكره كفر ؛ لأنه أنكر شيئا ثابتاً في القرآن الكريم ، فإن من سور القرآن سورة كاملة اسمها سورة " الجن ".
ولما كان هذا العالم – عالم الجن – مكلفا بالتكاليف الشرعية ، مأمورا بالإيمان بوحدانية الله ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، واتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وجد فيه من أطاع وآمن ، ومن عصى وخالف وكفر .
وقد أخبرنا الله سبحانه عن ذلك على لسان الجن ، فقال عز وجل : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ) الجن/14-1.
والشيطان اسم لما كفر من الجن ، فلا يقال لمؤمن الجن : شيطان ، وإنما يقال ذلك لكافرهم .
قال الله عز وجل : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ) الكهف/50 .
قال الحافظ ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" (1/16) :
" الشيطان مشتق من البعد على الصحيح ، ولهذا يسمون كل من تمرد من جني وإنسي وحيوان شيطانا ، قال الله تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) " انتهى .
وثبت في الصحيحين ما يدل على أن الشياطين من الجن ، فعن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ : انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ الشُّهُبُ ، فَرَجَعَتْ الشَّيَاطِينُ ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ .
قَالَ : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا مَا حَدَثَ ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي حَدَثَ ؟ فَانْطَلَقُوا فَضَرَبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا يَنْظُرُونَ مَا هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ .
قَالَ : فَانْطَلَقَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَخْلَةَ ، وَهُوَ عَامِدٌ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ ، تَسَمَّعُوا لَهُ ، فَقَالُوا : هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ ، فَهُنَالِكَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : (يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا) وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ) رواه البخاري (4921) ومسلم (449) .
وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/675) :
" وفي الحديث إثبات وجود الشياطين والجن ، وأنهما لمسمى واحد ، وإنما صارا صنفين باعتبار الكفر والإيمان ؛ فلا يقال لمن آمن منهم إنه " شيطان " " انتهى .
وقال الرازي في "مفاتيح الغيب" في تفسير سورة الحجر الآية 27:
" الأصح أن الشيطان قسم من الجن : فكل من كان منهم مؤمناً فإنه لا يسمى بالشيطان ، وكل من كان منهم كافرا يسمى بهذا الاسم " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:23
السؤال :
يقوم بعض الناس باستخدام بخور يباع عند العطارين
يسمى "نقض"
يدعون أنها تطرد الشياطين؟
الجواب :
الحمد لله
"لا أعلم لهذا العمل أصلاً شرعياً
والواجب تركه
لكونه من الخرافات التي لا أصل لها
وإنما تطرد الشياطين بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن والتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)
وقال له رجل : يا رسول الله ، ماذا لقيت ُالبارحة من لدغة عقرب.
فقال له صلى الله عليه وسلم :(أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك)
وقال عليه الصلاة والسلام : (من قال حين يصبح:بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح )
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم وسائر إخواننا للعلم النافع والعمل به، إنه سميع قريب"انتهى.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (28/280).
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:24
السؤال :
شاب يدرس عند شيخ يتعامل مع الجن لعلاج الملموسين والملموسات والمسحورين والمسحورات
وقد علم الشاب بذلك متأخرا
فهل يقطع دراسته عند هذا الشيخ ويترك المكان ؟
مع العلم أن دراسته على وشك الانتهاء
وهذه الدراسة في العلوم الشرعية والقرآن .
وما حكم تدريس القرآن لهذا الشاب الذي يشرف عليه هذا الشيخ ؟
وما حكم الصدقة التي يأخذها هذا الطالب من هذا الشيخ ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
معاملة الجن خطرٌ عظيم ، وبابٌ من أبواب الشر والفساد ، طالما أصاب الناس من شره وآفته ، وحسبك في ذلك أن الشرك لم يدخل على الناس إلا من طريقهم ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم - مُخبرا عن تعليم الله عز وجل عباده بقوله - : ( وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا ) رواه مسلم (2865)
وإن كان في الجن من المؤمنين والمسلمين كما فيهم من الكافرين الفاسقين ، غير أن احتجابهم عن الإنسان يحول دون الاطمئنان إلى أي منهم ، ويوجب الخوف من استدراجهم ، خاصة مع انتشار الجهل واشتهار البدع التي هي بريد الشرك ، فغالبا ما توقع هذه المخلوقات الإنسان فيما يحرم ، ثم لا تنفعهم أيضا إلا يسيرا .
وقد قال الله عز وجل : ( وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6
لذلك كانت فتاوى أهل العلم بحرمة التعاطي مع الجن والتعامل معهم مطلقا – سواء في ذلك المؤمن منهم والكافر – وضرورة عدم التساهل في ذلك ، سدا لباب الفتنة والريبة ، ورعاية لقلوب الناس التي تملؤها الفطرة الإيمانية .
جاء في "الإنصاف" للمرداوي (10/351) :
" قوله : ( فأما الذي يُعَزِّمُ على الجن ، ويزعم أنه يجمعها فتطيعه : فلا يكفر ولا يقتل ، ولكن يعزر ) فعلى المذهب : يعزر تعزيرا بليغا لا يبلغ به القتل على الصحيح من المذهب ، وقيل : يبلغ بتعزيره القتل " انتهى باختصار .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (14/18) :
" أما الاستعانة بغير الله ، فإما أن تكون بالإنس أو الجن : فإن كانت الاستعانة بالجن فهي ممنوعة ، وقد تكون شركا وكفرا ، لقوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 " انتهى .
ويقول الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (تحت حديث رقم/2760) :
" ومن هذا القبيل معالجة بعض المتظاهرين بالصلاح للناس بما يسمونه بـ " الطب الروحاني " ، سواء كان ذلك على الطريقة القديمة من اتصاله بقرينه من الجن - كما كانوا عليه في الجاهلية - أو بطريقة ما يسمى اليوم باستحضار الأرواح ، ونحوه عندي " التنويم المغناطيسي " ، فإن ذلك كله من الوسائل التي لا تُشرع ؛ لأن مرجعها إلى الاستعانة بالجن التي كانت من أسباب ضلال المشركين كما جاء في القرآن الكريم : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) الجن/6 ، أي : خوفا وإثما .
وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم دعوى كاذبةٌ ؛ لأنهم مما لا يمكن - عادة - مخالطتهم ومعاشرتهم ، التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم ، ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس ، يتبين لك أنهم لا يصلحون ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ) التغابن/14 هذا في الإنس الظاهر ، فما بالك بالجن الذين قال الله تعالى فيهم : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ) الأعراف/27 " انتهى .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:24
ثانيا :
أول ما ينبغي لطالب العلم في طلبه تخير العلماء الثقات ، أهل الديانة والأمانة والورع ، فلا يحمل العلم إلا عَمَّن يؤخذ عنه بحقه ، وحقه العمل به بطاعة الله والتزام شرعه وأمره ، فإن للمعلم أكبر الأثر في نفس الطالب المتعلم ، ولا بد أن يتزين ذلك بتقوى الله عز وجل .
عن إبراهيم النخعي قال :
" كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته ، وإلى صلاته ، وإلى حاله ، ثم يأخذون عنه " انتهى .
"الجامع لأخلاق الراوي" (1/127)
وقد ذكر العلماء ذلك فيما ينبغي على متعلم القرآن الكريم خاصة .
يقول النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" (ص/13) :
" ولا يتعلم إلا ممن تكملت أهليته ، وظهرت ديانته ، وتحققت معرفته ، واشتهرت صيانته ، فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف : هذا العلم دين ، فانظروا عَمَّن تأخذون دينكم " انتهى .
وقال الزرنوجي رحمه الله في "تعليم المتعلم" (ص/7) :
" ينبغي أن يختار الأعلم والأورع والأسن ، كما اختار أبو حنيفة حماد بن أبي سليمان بعد التأمل والتفكر ، وقال : وجدته شيخا وقورا حليما صبورا " انتهى .
ويقول ابن جماعة الكناني في كتابه "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/133) :
" ينبغي للطالب أن يقدم النظر ، ويستخير الله فيمن يأخذ العلم عنه ، ويكتسب حسن الأخلاق والآداب منه ، وليكن إن أمكن ممن كملت أهليته ، وتحققت شفقته ، وظهرت مروءته ، وعرفت عفته ، واشتهرت صيانته ، وكان أحسن تعليما ، وأجود تفهيما .
ولا يرغب الطالب في زيادة العلم مع نقص في ورع أو دين أو عدم خلق جميل ، فعن بعض السلف : " هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم " .
وإذا سبرت أحوال السلف والخلف لم تجد النفعَ يحصل غالبا ، والفلاحَ يُدرِك طالبًا إلا إذا كان للشيخ من التقوى نصيبٌ وافر ، وعلى نصحه للطلبة دليل ظاهر .
وكذلك إذا اعتبرت المصنفات ، وجدت الانتفاع بتصنيف الأتقى الأزهد أوفر ، والفلاح بالاشتغال به أكثر " انتهى .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:25
ثالثا :
فالنصيحة لهذا الطالب أن يترك ذلك المعلم الذي يستخدم الجن – إن ثبت ذلك عنه يقينا - ، ولا يأخذ عنه شيئا من العلم أو الخلق أو الدين ، فذلك أحوط لدينه ونفسه ، وأبرأ لذمته ، إن كان بمقدوره أن يعوض ما فاته ، ويكمل دراسته عند شيخ من أهل السنة والاستقامة .
وأما إن كان لا يوجد في بلده من أهل الاستقامة من يقوم له بذلك
فالذي نراه أنه يكمل القدر اليسير المتبقي له من دراسته
إذا كان الحال ما ذكر من أنه إنما يستخدم الجن في علاج المسحورين أو المرضى
ولم يعرف عنه أنه يعمل بالسحر أو أذى المسلمين
أو العدوان على أموالهم أو أعراضهم
والقاعدة عند أهل العلم أنه يغتفر في الاستدامة ما لا يغتفر في الابتداء
فنحن ، وإن كنا نمنع ابتداء أن يتعلم الطالب على شيخ من أهل البدع
أو ممن يظهر عليه انحراف في علمه أو عمله
ففي مثل حال السائل
يرخص له في استمراره في هذه الدراسة حتى ينتهي
لا سيما إن كان القدر المتبقي يسيرا
ولا سيما ـ أيضا ـ إن كان في بلد يعز عليه أن يجد بديلا من أهل الاستقامة والسنة .
على أنه يؤيد ما ذكرناه هنا ـ أيضا ـ أن هذا الشيخ ربما كان يأخذ بقول من يقول بجواز استعمال الجن في الأمور المباحة
كالتي ذكرت في السؤال ، فيكون متأولا معذورا ، لا نستطيع أن نبدعه أو نضلله .
وهذا القول ، وإن كان قال به بعض علماء أهل السنة ، إلا أن الصواب هو ما ذكرناه أولا ، من المنع من استخدام الجن مطلقا . لكن الراجح في المسألة شيء ، وأعذار المتأولين شيء آخر .
رابعا :
نصيحتنا في شأن الصدقة أيضا الاستغناء عنها
والسعي الدائم إلى تحصيل العيش من كسب اليد
من غير تقصير في طلب العلم ولا انهماك في طلب الرزق
بل يكون معتدلا
يتكفف عما في أيدي الناس
ويجتهد في تعلم مسائل الدين
وبذلك ينال رضى الله عز وجل .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ )
رواه مسلم (2699)
لكن إن أعوزت الطالب الحيلة
واضطر إلى الصدقة التي يعطيه إياها هذا المعلم
فلا حرج عليه إن شاء من قبولها وأخذها .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:26
السؤال :
أريد جوابا لسؤال محيّر :
إذا كان البيت فيه عمل أو شيء من السحر والعياذ بالله
ورأينا أي شيء يدل على ذلك
وقد أخذناه إلى الشيخ : كيف يدخل السحر (العمل)
هل هو عن طريق الجن أم ماذا
لأن المكان لا يستطيع أحد الوصول إليه ؟
أتمنى أن يكون سؤالي واضحا مع جزيل الشكر
الجواب :
الحمد لله
المادة التي يضع فيها الساحر سحره ، كالخيوط والعقد والأوراق وغيرها ، قد يلقيها الساحر في بيت المسحور بنفسه ، أو عن طريق الجن ، أو يعطيها لمن طلب السحر ليضعها بنفسه حيث يريد .
والجن لهم قدرات يتمكنون بها من دخول المنازل والأمكنة
وقد يسرقون منها بعض الأمتعة
كما في حديث أبي هريرة وسرقة الجني من تمر الصدقة
أو يضعون فيها ما يأمرهم به الساحر
وعلى المسلم أن يتحصن بالأذكار الشرعية
وأن يسمي الله تعالى عند دخوله وعند طعامه وشرابه
وأن يغلق بابه
فإن الشيطان لا يفتح بابا أغلق .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان ما تفعله الشياطين للسحرة : "
وإما أن يأتيه بمال من أموال بعض الناس
كما تسرقه الشياطين من أموال الخائنين ومن لم يذكر اسم الله عليه ، وتأتى به " انتهى
من "مجموع الفتاوى" (19/35).
فمن أغلق بابه وسمى الله
ووضع متاعه وماله وسمى الله
كان ذلك حفظا له من الجن .
وقد يضع الساحر السحر بنفسه
كما في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان رجل [ من اليهود ]
يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم [ وكان يأمنه ]
فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار [ فاشتكى لذلك أياما ـ وفي حديث عائشة ( ستة أشهر ) ـ ]
فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال فلان الذي [ كان ]
يدخل عليه عقد له عُقَدا فألقاه في بئر فلان الأنصاري فلو أرسل [ إليه ]
رجلا وأخذ [ منه ] العقد لوجد الماء قد اصفر .
[ فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين )
وقال : إن رجلا من اليهود سحرك والسحر في بئر فلان قال ] فبعث رجلا وفي طريق أخرى فبعث عليا رضي الله عنه ) [ فوجد الماء قد اصفر ] فأخذ العقد [ فجاء بها ] [ فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ] فحلها [ فجعل يقرأ ويحل ] [ فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ] فبرأ .
وفي الطريق الأخرى : ( فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال ) وكان الرجل بعد ذلك يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه [ قط حتى مات ] ) أورده الألباني في السلسة الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني.
وأفاد هذا الحديث أن السحر إذا استخرج وكان فيه عقد ، فإنها تحل مع القراءة .
وبين أهل العلم أنه يتلف ما عمله الساحر .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشَّعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر "
انتهى من "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (8/144) .
وينبغي الحذر من الذهاب للعرافين والدجالين ، فإنه هذا محرم لا يجوز ، وإنما يجوز الاستعانة بأهل الاستقامة والصلاح ، المتمسكين بالسنة ، في علاج السحر وإبطاله .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:27
السؤال :
هل إبليس أب للجن كلهم :
الصالحين والشياطين منهم
أَمْ أَبٌ للشياطين فقط ؟
الجواب :
الحمد لله
الشياطين هم كفار الجن ، قال الله تعالى عن إبليس اللعين : ( إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ) الكهف/50 .
وذهب كثير من أهل العلم إلى أن إبليس هو أبو الجن كلهم : مؤمنهم وكافرهم ، فهو أصلهم وهم ذريته : نُقل هذا القول عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والحسن البصري وغيرهم .
انظر : "تفسير الطبري" (1/507) ، "الدر المنثور" (5/402) .
وروي في ذلك حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (6/197) عن معاوية بن الحكم السلمي ، إلا أنه ضعيف جدا ، تفرد به طلحة بن زيد القرشي الذي قال فيه علي بن المديني : كان يضع الحديث .
انظر "تهذيب التهذيب" (5/16) .
وقد أطلق شيخ الإسلام على إبليس أنه " أبو الجن " في أكثر من موضع ، انظر "مجموع الفتاوى" (4/235،346) ، وكذا تلميذه ابن القيم ، ثم الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/369) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – كما في "مجموع الفتاوى" (9/370-371) - :
" والشيطان هو أبو الجن عند جمعٍ من أهل العلم , وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم , فطرده الله وأبعده " انتهى .
وجاء في "فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين ( الجن والشياطين/سؤال رقم/2) :
" لا شك أن إبليس هو أبو الجن ؛ لقوله تعالى : ( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ ) .
وقوله عن إبليس وهو يخاطب رب العزة سبحانه وتعالى : ( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) .
وقوله تعالى : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) .
فهذه الأمور أدلتها واضحة أن الشيطان له ذرية ، وأن الجن ذريته . ولكن كيف يكون ذلك ؟ هذا ما لا علم لنا به ، وهو من الأمور التي لا يضر الجهل بها ، ولا ينفع العلم بها . والله أعلم " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:29
السؤال :
أود معرفة كيف يتوافق إخبار القرآن بأنه لا يعلم الغيب إلا الله مع اكتشافي بأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا في أحد الأحاديث بأن تنبؤ الجن بما سيحدث في المستقبل يحمل جزءا من الصدق
ثم يدخل الجن به مئات الأكاذيب ويخبرونا بها
كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى بأن التنجيم يقوم على الأكاذيب " الشمس والقمر هما آيتان فقط من آيات الله " .
فكيف تخبرنا الجن بما سيحدث فى المستقبل مع أنه لا يعلم بذلك إلا الله ؟
الجواب :
الحمد لله
فإن علم الغيب مما استأثر الله تعالى بعلمه كما دلت على ذلك نصوص الكتاب و السنة
فقد قال الله تعالى : ( قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) النمل/65
وقال سبحانه : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) الأنعام/59 .
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم هذه المفاتيح بالأمور الخمسة التي وردت في سورة لقمان في قوله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الآية/34
وروى البخاري في صحيحه حديث رقم (4477) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت : وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ) .
ولكن من المهم في هذه المسألة أن نعلم ما هو الغيب الذي استأثر الله تعالى بعلمه فإن الغيب معناه ما كان غائبا ؛ وهذا الغائب إما أن يكون غائبا عن الخلق كلهم - أهل السماء وأهل الأرض - ، فهذا النوع من الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وهو الذي يسمى بالغيب المطلق .
وإما أن يكون هذا الغائب غائبا عن بعض الخلق ، ومعلوما لخلق آخرين ، فهذا إنما يسمى غيبا بالنسبة للجاهل به ، وليس هو غيبا عن جميع الخلق ، فلا يختص الله عز وجل بعلمه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "شرح العقيدة الواسطية" (ص/158) :
" المراد بالغيب : ما كان غائباً ، والغيب أمر نسبي ، لكن الغيب المطلق علمه خاص بالله " انتهى .
وما يخبر به الكهان ، مما سيقع في المستقبل ليس من علم الغيب في شيء ، وليس من علم الغيب في شيء ، وليس من علم ما في غد ، بل هم كذابون في دعاواهم ؛ لكن قد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سرقوا علم ذلك ، مما أوحاه الله على ملائكته ، فعن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عنها قالت : سَأَلَ أُنَاسٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْكُهَّانِ
فَقَالَ : ( إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَإِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَ بِالشَّيْءِ يَكُونُ حَقًّا ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ فَيُقَرْقِرُهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ فَيَخْلِطُونَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ كَذْبَةٍ )
رواه البخاري برقم (7561) .
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفية استراق الجن لهذه الكلمة فقال : ( وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ، فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ . قَالَ : فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ وَيُرْمَوْنَ بِهِ فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ )
رواه مسلم برقم (2229) .
فتبين من هذا أن الجن لا يعلمون الغيب وإنما يسترقون السمع من الكلام الذي تردده الملائكة ، والملائكة أنفسهم لم يكن عندهم شيء من علم ذلك ، إلا بعد أن أعلمهم الله عز وجل به ، وبعد علمهم به لم يعد غيبا مطلقا ، وأما قبل ذلك فإنهم كغيرهم من الخلق لايعلمون من الغيب شيئا ، فرجع هذا إلى إخبار الله ، وإعلامه لهم
قال تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً ) الجن/26 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إن أشرف الرسل الملكي وهو جبريل سأل أشرف الرسل البشري وهو محمد عليه الصلاة والسلام قال أخبرني عن الساعة ؟ قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) ، والمعنى : كما أنه لا علم لك بها ، فلا علم لي بها أيضا ) انتهى .
"شرح العقيدة الواسطية" (ص/158) .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:30
السؤال :
أنا امرأة مسلمة أعيش في أوروبا وأسكن منزلا منذ سنة لاحظت قبل أشهر اختفاء بعض الأشياء من المنزل ولم أهتم في البداية لكن عندما عاد شيء اختفى من مدة بحثت عنه كثيرا والغريب أن أجده في نفس المكان الذي داومت على البحث عنه فيه لمدة 3 أشهر هنا أصبت بالهول وبدأت أتذكر كل الأشياء السابقة وبدأ الشك والخوف يدخل إلى قلبي هل هذا البيت فيه شيء مثل الشياطين أم ماذا ؟
رغم أنني محافظة على الصلاة وتلاوة ورد يومي ولله الحمد ربما كنت مقصرة في الأذكار اليومية لكني الآن ولله الحمد محافظة على جميع الأذكار ومازلت أشعر بالخوف على نفسي وأسرتي هل أترك هذا المنزل أم لا ؟
رغم أني لم أعد أطيق العيش به ونفسيتي تعبانه جدا أرجو مساعدتي .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
أحسنت في مواظبتك على الصلاة وورد التلاوة اليومي ، فهما من خير الأعمال ، ومن أسباب الحفظ والوقاية من المهالك والمضار ، نسأل الله لك الحفظ والعافية والمعافاة في الدين والدنيا.
ثانيا :
إذا كنت متأكدة من اختفاء بعض الأشياء من منزلك ، وأن أحداً ممن يسكن معك لم يأخذها لغرض ما ، وتكرر ذلك ، فلا يبعد أن يكون هذا من فعل الجن ، فإن فيهم الصالح والطالح ، وفيهم من يسرق لنفسه أو لغيره ، لكن علاج ذلك سهل والحمد لله ، فإنك إذا وضعت الأشياء وذكرت اسم الله عليها ، ودخلت المنزل وسميت الله ، وأغلقت الباب وسميت الله ، لم يكن للجن سبيل إلى دخول منزلك أو أخذ شيء من متاعك .
فقد روى مسلم (2018) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ . وَإِذَا لَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ).
وروى مسلم (2012) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ) .
ورواه البخاري (3280) بلفظ : ( َأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا ).
وعليه ، فإذا أغلقت الباب وسميت الله ، ووضعت متاعك في صندوق مثلا وسميت الله ، فإنه يكون محفوظا بإذن الله ؛ لأن الشيطان لا يفتح بابا ولا يكشف إناءً .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد حديث أبي هريرة وكلامه مع الجني الذي كان يسرق من تمر الصدقة : " وَأَنَّ الْجِنّ يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَام الْإِنْس , وَأَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامِ الْإِنْس , وَأَنَّهُمْ يَسْرِقُونَ وَيَخْدَعُونَ , وَفِيهِ فَضْل آيَة الْكُرْسِيّ وَفَضْل آخَر سُورَة الْبَقَرَة , وَأَنَّ الْجِنّ يُصِيبُونَ مِنْ الطَّعَام الَّذِي لَا يُذْكَر اِسْم اللَّه عَلَيْهِ " انتهى مختصرا .
وإذا قدّر أنك أخذت بهذه الوسائل ، ثم لم تجدي راحة في البقاء في المنزل ، فالأفضل أن تبحثي عن منزل آخر
فقد روى أبو داود (3924) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ فِيهَا عَدَدُنَا وَكَثِيرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا ، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ أُخْرَى ، فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا ، وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ذَرُوهَا ذَمِيمَةً )
حسنه الألباني في صحيح أبي داود . أي اتركوها مذمومة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:32
السؤال :
قلبي يعتصر ألما وعقلي كاد يشت أصبحت لا أدري ما الصواب وما الخطأ أشياء كثيرة كنت أتحاشا فعلها وقعت فيها
بل أكثر من ذلك فقد فعلت أشياء أخاف أن تكون شركاً
أخاف أن يكون قد حبط عملي .
أشعر بأن صلاتي , صومي, حجي , كل عمل قد يكون صالحا قد أحبط
كلما قرأت قوله تعالى : ( لئن أشركت ليحبطن عملك )
قلبي يعتصر ألما والله ، ما أقوله ليس من باب الرياء ولكنه حقيقة في نفسي أذهب إلى الصلاة أجر قدمي أصبحت لا أستطيع أن أفتح القرآن أشعر بأن القرآن يلعنني لأني لم أعمل بما أحفظ وحتى إذا قرأت لا أستطيع أن أكمل فأغلقه أقول لنفسي كيف أقف أمامه وأقول وإياك نستعين أين هذه الاستعانة قد كنت كلما أهمني أمر لا أتعلق إلا به سبحانه وأدعوه وألح في الدعاء كنت أشعر بأني قريب منه حتى في هذا الأمر الذي ألم بي كنت أدعوه كثيرا ولكن لم أصبر أشعر بأن الله امتحنني فما صبرت ورسبت
أشعر أن أعمالي ليست مقبولة كأن هناك صوتاً يقول لي :
لم العمل وما فائدته ؟
بعد الذي فعلت إذا كان كل ما تعمله ليس متقبلا وكل ما فعلته أصبح هباءً منثوراً
ما فعلته يتلخص في أني ذهبت إلى رجل ليفك لي سحراً أصبت به بعد الزواج استمر معي أكثر من شهر وأنا كاره لذلك ولكن أعطاني أشياء لا أفهمها أخذتها وأنا كاره لكل ذلك أخذتها ونفسيتي محطمة وعقلي غائب أليس هذا نوعاً من الشرك المحبط للعمل المخرج من الملة ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الرقى والتمائم والتولة شرك )
وقال : ( من ذهب إلى عراف فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)
أخبرني والله أنا في عذاب والله في عذاب
دنياي لا حظ لي فيها كل أمنياتي فيها لم يتحقق فيها شيء وأخاف أن تكون آخرتي آخرة سوء فأكون قد خسرت كل شيء .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
إن شعورك بالذنب ، وتألّم قلبك من أجله ، دليل على صحة إيمانك ، وطهارة نفسك ، وهذا من فضل الله عليك ، فإن أصحاب القلوب الحية هم الذين يتأثرون بالذنوب ، ويفزعون إلى الله تائبين مستغفرين ، وأما أصحاب القلوب الميتة فلا تؤثر فيهم جراحات المعاصي ، كما قيل : ما لجرح بميتٍ إيلامُ .
قال الله تعالى في شأن أهل الإيمان : ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) الأعراف/201 .
والمعنى أنهم إذا أصابوا الذنوب ، تذكروا " عقاب الله وجزيل ثوابه ، ووعده ، ووعيده ، فتابوا وأنابوا ، واستعاذوا بالله ، ورجعوا إليه من قريب ( فإذا هم مبصرون ) أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه " انتهى من "تفسير ابن كثير".
فما عليك إلا أن تتوب وتستغفر ، وتعلم أنك تقبل على رب رحيم ، يفرح بتوبة عبده ، ويتقبلها منه ، ويبدل سيئاته حسنات ، مهما كانت هذه السيئات .
وكأنك لا تعلم أن الله يتوب على أهل الكفر والإلحاد والبغي والفساد
إذا تابوا ورجعوا إليه
فكيف لا يتوب على أهل الإيمان إذا وقعوا في المعصية
وأصابهم الذنب
وهم المحبّون له
المقبلون عليه
الراكعون الساجدون
المتوضئون المتطهرون
علموا أنه لا يغفر ذنبهم غيرُه
ولا يجبر كسرهم سواه
فسارعوا نادمين مستغفرين
يقولون : ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين
فيقول الرحمن لملائكته :
علم عبدي أنه لا يغفر الذنب غيري
أشهدكم أني قد غفرت له
فتذهب الأحزان
وتزول الهموم
ويعود الوصل
ويزيد الأنس
فلله ما أحلى فرحة التائبين
وما أجمل عودة المذنبين .
قال الرب الرحيم : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة/104 .
وقال سبحانه : ( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا . إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) الفرقان/68- 70 .
وروى البخاري (7507) ومسلم (2758) عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ : رَبِّ ، أَذْنَبْتُ فَاغْفِرْ لِي ، فَقَالَ رَبُّهُ : أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ : رَبِّ ، أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ ، فَقَالَ : أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا ، وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا وقَالَ : رَبِّ ، أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ).
وروى مسلم (2749) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ).
فبادر بالتوبة والندم والاستغفار ، وأكثر من الأعمال الصالحة ، وأبشر بالخير والفلاح .
*عبدالرحمن*
2018-04-04, 14:33
ثانيا :
من مكر الشيطان بالإنسان أن يزين له المعصية
ويوقعه فيها
ثم يقنطه من التوبة
وينصح له بالزور :
كيف تعود إلى الله وقد فعلت ما فعلت ؟
أما تستحي منه ؟
هل تظن أنه يقبل منك؟
فربما كانت معصية الإنسان كبيرة كالزنا
فجره بذلك إلى ما هو كفر كترك الصلاة
فتأمل كيف يتلاعب الشيطان بهذا الإنسان .
وأما المؤمن فلا سبيل للشيطان عليه في هذا الباب
لأنه يعلم ما قدمنا من لزوم التوبة
وفرح الله تعالى بها
وتكريمه لأهلها
وتبديل سيئات أصحابها حسنات .
ثالثا :
لا يجوز الذهاب للسحرة والكهنة والعرافين
ولو كان ذلك لحل السحر
وهو ما يسمى بالنُّشْرة
بل السحر يعالج بالآيات القرآنية والأدعية النبوية واللجوء إلى خالق البرية سبحانه وتعالى
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم (2230) .
وقال : ( مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه أحمد (9779) وأبو داود (3904) والترمذي (135) وابن ماجه (936) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وهذا محمول على الكفر الأصغر عند كثير من أهل العلم ، إلا إذا اعتقد أن الساحر أو الكاهن يعلم الغيب .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " قوله : ( فسأله ؛ لم تقبل له صلاة أربعين يوما ) . ظاهر الحديث أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يوما ، ولكنه ليس على إطلاقه
فسؤال العراف و نحوه ينقسم إلى أقسام :
القسم الأول :
أن يسأله سؤالا مجردا ؛ فهذا حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا … ) ؛ فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه ؛ إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم .
القسم الثاني :
أن يسأله فيصدقه ، ويعتبر قوله ؛ فهذا كفر لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن ، حيث قال تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) ( النمل : من الآية65 ) .
القسم الثالث :
أن يسأله ليختبره : هل هو صادق أو كاذب ، لا لأجل أن يأخذ بقوله ؛ فهذا لا بأس به ، ولا يدخل في الحديث . وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد ؛ فقال : ( ماذا خبأت لك ؟ قال : الدخ .
فقال : ( اخسأ ؛ فلن تعدو قدرك ) ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له ؛ لأجل أن يختبره ؛ فأخبره به .
القسم الرابع :
أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه ، فيمتحنه في أمور ، وهذا قد يكون واجبا أو مطلوبا .
وإبطال قول الكهنة لاشك أنه أمر مطلوب ، وقد يكون واجبا ؛ فصار السؤال هنا ليس على إطلاقه ، بل يفصل فيه هذا التفصيل على حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى " انتهى من "القول المفيد" (2/49) .
وعليه فإذا لم تعتقد أن الساحر يعلم الغيب ، فقد سلمت من الكفر الأكبر والحمد لله .
وقد ذهب بعض العلماء إلى جواز حل السحر بالسحر ، لكنه قول ضعيف ، يفتح باب الشر ، ويغري السحرة بالبقاء على باطلهم ، ويشجع غيرهم على تعلم السحر بحجة نفع الناس .
وتعليق التميمة إن اعتقد فيها النفع والضر ، فهذا هو الشرك الأكبر ، وإن اعتقد أنها سبب ، فهو شرك أصغر
نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك ، ويغسل حوبتك ، ويمحو خطيئتك ، ويعافيك في دينك ودنياك .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
الفتاة السعيدة
2018-04-04, 17:43
شكرا.جزيلا.وبارك.الله.فيك
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:21
شكرا.جزيلا.وبارك.الله.فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
كل الشكر لحضورك الرائع مثلك
بارك الله فيكِ
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:23
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
انتشرت هذه الأيام قنوات تدعي أنها تعالج الناس من السحر عن طريق معرفة اسم الأم ومعلومات عن الشخص المصاب
وكذلك معرفة المستقبل من خلال علم النجوم والطوالع –كما يدّعون
فما حكم مشاهدة هذه القنوات ؟
الجواب :
الحمد لله
" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد..
ما تبثه هذه القنوات من علم السحر والشعوذة والكهانة من أعظم المنكرات ومن أعظم الفساد ، وإضلال الناس .
وهي علوم تقوم على الكذب والدجل ودعوى علم الغيب بما يدعونه من النظر في النجوم والطوالع كما يقولون
أو مما يتلقونه من أصحابهم من شياطين الجن
وقد لا تكون لهم خبرة في هذه العلوم الشيطانية ولكنهم يدعونها كذباً وزوراً لكسب المال ..
وهذه العلوم لا تروج إلا على الجهال والمغفلين وضعفاء الدين..وقد ذم الله السحر والسحرة والكّهان
كما قال الله تعالى : ( وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى )
وقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ )
وقال تعالى في سحرة فرعون : ( قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ )
وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى كاهنا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً )
وجاء في السنن : ( من أتى كاهناً أو عرافاً فسأله عن شيء فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد )
وسواء ذهب السائل إليهم ببدنه أو اتصل عليهم بواسطة الهاتف الحكم واحد . وعلى هذا فيجب الحذر من مشاهدة هذه البرامج فمشاهدتها ولو لمجرد الفرجة حرام وأما الاتصال على أصحاب هذه البرامج لسؤالهم ففيه الوعيد المتقدم
ويجب على أولياء أمور الأسر منعهم من مشاهدتها أو الاتصال على هؤلاء السحرة والمشعوذين
فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
وقال صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ..) .
ويجب على المسلمين التناصح والحذر والتحذير من التواصل مع هذه القنوات التي هَمَّ أصحابها كسب المال ولو من الحرام .. بل وأكثرهم يقصد الفساد والإفساد
فنقول : حسبنا الله ونعم الوكيل .
الموقعون :
فضيلة الشيخ /
عبد الرحمن بن ناصر البراك.
فضيلة الشيخ /
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين.
فضيلة الشيخ /
عبد العزيز بن عبد الله الراجحي.
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:24
السؤال :
صديقي قال بأن الشيطان كان من الملائكة وزوجتي تقول بأن هذا غير صحيح .
هل يمكن أن تعطيني بعض المعلومات ؟.
الجواب :
الحمد لله
لم يكن إبليس من الملائكة قطعاً ، ويدل على ذلك أشياء ثلاثة :
تصريح القرآن ، وصفات إبليس الخَلقية ، وصفاته الخُلُقية .
1. أما تصريح القرآن بذلك ، فقد جاء في قوله تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن } الكهف /50 .
قال الحسن البصري : ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين ، وإنه لأصل الجن ، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر .
رواه الطبري بإسناد صحيح كما قال ابن كثير في " تفسيره " (3/89).
2. وأما الصفات الخَلقية ، فقد ذكر الله تعالى أنه خلق إبليس من نار ، فقال { خَلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار } الرحمن / 14،15 .
وثبت في صحيح مسلم (2996) من حديث عائشة رضي الله عنها ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم " .
المارج لهب النار الصافي ، أو الذي خالطه الدخان ، ( تفسير السعدي 7/248 ) ، ( لسان العرب 2/365 )
فتبين الفرق بين خلق الملائكة وبين خلق إبليس ، فعلم قطعاً أنه ليس منهم.
3. وأما الصفات الخُلُقية ، فإن إبليس قد عصى الله تعالى في عدم سجوده لآدم ، وقد علِمنا من القرآن أن الملائكة لا يمكن لهم أن يعصون الله تعالى، قال الله عز وجل { لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } التحريم / 6 .
وقد ورد عن بعض السلف آثار غير صحيحة منها أنه طاووس الملائكة ، وأنه من خزنة الجنة ..الخ ، وقد علَّق على ذلك الإمام ابن كثير فقال :
وقد رُوي في هذا آثار كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات التي تُنقل لينظر فيها والله أعلم بحال كثير منها ، ومنها ما قد يُقطع بكذبه لمخالفته للحق الذي بأيدينا ، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة ؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان ، وقد وضع فيها أشياء كثيرة ، وليس لهم من الحفاظ المتقنين الذي ينفون عنها تحريف الغالين وانتحال المبطلين كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء والسادة والأتقيا
والبررة والنجباء من الجهابذة النقاد والحفاظ الجياد الذين دونوا الحديث وحرروه وبينوا صحيحه من حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين وغير ذلك من أصناف الرجال كل ذلك صيانة للجناب النبوي والمقام المحمدي خاتم الرسل وسيد البشر صلى الله عليه وسلم أن ينسب إليه كذب أو يحدث عنه بما ليس منه فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم .
أ.هـ " تفسير القرآن العظيم " ( 3/90).
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:25
السؤال :
أنا شاب مسلم مصاب بنوع من أنواع السحر
فيما يخص الرقية بالقرآن فهل بإمكاني قراءة الآيات القرآنية بنفسي على الماء
وهل يجب التجرد من كل الملابس عند الاغتسال
وأخيرا هل يجوز تسخين الماء قليلا لبرودة الجو ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك ويصرف عنك ما تجد .
ثانيا :
يجوز أن تقرأ على الماء ، وتشرب منه وتغتسل
وما أشرت إليه من القراءة بنفسك على الماء ، وفي صحيح البخاري (5735) ومسلم (2192) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفِثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا .
[ قال معمر ] فَسَأَلْتُ الزُّهْرِيَّ كَيْفَ يَنْفِثُ قَالَ كَانَ يَنْفِثُ عَلَى يَدَيْهِ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وقوله : " في المرض الذي مات فيه " ، ليس قيدا في ذلك ؛ وإنما أشارت عائشة إلى أن ذلك وقع في آخر حياته ، وأن ذلك لم ينسخ . اهـ
ثالثا :
لا يجب التجرد من الملابس حال الغسل
سواء كان غسلا للرقية أو كان غسلا من الجنابة ونحوها
والمعتبر هو وصول الماء إلى الجسد .
وقد كان عثمان رضي الله عنه يغتسل دون أن ينزع ثوبه ، لشدة حيائه رضي الله عنه .
رواه أحمد (543) بإسناد حسن .
وقد ترجم الإمام البخاري في كتاب الغسل من صحيحه : بَاب : مَنْ اغْتَسَلَ عُرْيَانًا وَحْدَهُ فِي الْخَلْوَةِ ، وَمَنْ تَسَتَّرَ فَالتَّسَتُّرُ أَفْضَلُ . وَقَالَ بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ مِنْ النَّاسِ .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ودل قوله أفضل على الجواز [ يعني : جواز أن يغتسل عريانا ] ، وعليه أكثر العلماء " انتهى .
ولا حرج في تسخين الماء ، والقراءة عليه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:26
السؤال :
هل إن شاء الله إذا دخلت الجنة برحمة الله يمكن أن أطلب أن أصلي الصلوات الخمس في الجنة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا خلاف بين العلماء في أن الجنة ليست دار تكليف ، وإنما هي دار جزاء ، فلا تكليف فيها بالصلاة قطعا.
ثانيا :
إذا اشتهى العبد أن يصلي الصلوات الخمس أو غيرها في الجنة ، هل يكون له ذلك ؟ جوابه : أن هذا من الغيب الذي يتوقف إثباته على الدليل ، ولم نقف على ما يفيد ذلك ، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله أن العبادات ترفع في الجنة ولا يبقى إلا عبادة التسبيح والذكر .
قال رحمه الله :
" فصل في ارتفاع العبادات في الجنة إلا عبادة الذكر فإنها دائمة :
روى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي قال : يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ، ولا يتمخطون ، ولا يتغوطون ، ولا يبولون ، ويكون طعامهم ذلك جشاء ورشحا كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس )
وفي رواية : ( التسبيح والتكبير كما تلهمون ) بالتاء
أي تسبيحهم وتحميدهم يجري مع الأنفاس كما تلهمون أنتم النفس "
انتهى من "حادي الأرواح" ص 285
والمهم أن يحرص العبد على تحصيل الأسباب التي تقربه إلى الله تعالى ، وتدخله جنته .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:27
السؤال :
هل يدخل المؤمن الجنة بعيوبه الخلقية مثل التشوهات الخلقية والسمنة
أم إنه يكون كاملا جسديا ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الذي دلت عليه النصوص أن أهل الجنة يكونون على أجمل هيئة
وأحسن خلقة
جردا مردا
على صورة أبيهم آدم عليه السلام
كما روى الترمذي (2468) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .
والأجرد : الذي لا شعر له على جسده .
والأمرد : الذي لا لحية له .
وروى الترمذي أيضا(2462) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ ) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى البخاري (3006) ومسلم (5063) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ ، آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ ، لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).
والألوة : العود .
فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن الهيآت ، فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:29
السؤال :
نريد أن نعرف ما هي لغة أهل الجنة وهل هي العربية ؟.
الجواب :
الحمد لله
لم يرد في القرآن أو في السنة الصحيحة – فيما نعلم - بيان اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، والوارد في ذلك حديث لا يصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم ، وبعض الآثار .
فقد روى الطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحبوا العرب لثلاث لأني عربي ، والقرآن عربي ، وكلام أهل الجنة عربي ) .
وهذا الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع ، وقال الذهبي : أظن الحديث موضوعا ، وقال الألباني في السلسة الضعيفة (رقم 160) : موضوع .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وكذلك روى أبو جعفر محمد بن عبد الله الحافظ الكوفي المعروف بمطين حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا يحيى بن زيد الأشعري حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أحب العرب لثلاث : لأنه عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي )
قال الحافظ السلفي :
هذا حديث حسن .
فما أدري أراد حسن إسناده على طريقة المحدثين ، أو حسن متنه على الاصطلاح العام ، وأبو الفرج بن الجوزي ذكر هذا الحديث في الموضوعات ، وقال : قال الثعلبي : لا أصل له ، وقال ابن حبان : يحيى بن زيد يروي المقلوبات عن الأثبات ، فبطل الاحتجاج به ، والله أعلم " انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/158) .
وروى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنا عربي ، والقرآن عربي ، ولسان أهل الجنة عربي ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة رقم 161 : موضوع .
والحاصل أنه لم يرد دليل صحيح يبين اللغة التي يتكلم بها أهل الجنة ، ولهذا يتعين السكوت عن هذه المسألة وعدم الخوض فيها وتفويض علمها إلى الله تعالى ؛ والانشغال بما يترتب عليه عمل ينفع في تلك الدار .
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
بماذا يخاطب الناس يوم البعث ؟ وهل يخاطبهم الله تعالى بلسان العرب ؟ وهل صح أن لسان أهل النار الفارسية وأن لسان أهل الجنة العربية ؟
فأجاب :
" الحمد لله رب العالمين لا يُعلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذ ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا ؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله عليه الصلاة والسلام ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ، ولا أن العربية لغة أهل النعيم الأبدي ، ولا نعلم نزاعا في ذلك بين الصحابة رضي الله عنهم ، بل كلهم يكفون عن ذلك لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول ... ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين ، فقال ناس : يتخاطبون بالعربية
وقال آخرون : إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية ، وهى لغتهم في النار . وقال آخرون : يتخاطبون بالسريانية لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات . وقال آخرون : إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية . وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقلٍ ولا نقل بل هي دعاوى عارية عن الأدلة والله سبحانه وتعالى أعلم وأحكم "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/299).
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:30
السؤال :
هل جميع الأطفال الذين ماتوا قبل البلوغ سيدخلون الجنة أم الأطفال الذين آباؤهم مسلمون فقط ؟.
الجواب :
الحمد لله
الكلام يكون إن شاء الله في مقامين :
الأول : مصير أطفال المسلمين .
والثاني : مصير أطفال الكفار .
= أما الأول : وهو مصير أطفال المسلمين :
فقد قال ابن كثير رحمه الله : فأما ولدان المؤمنين فلا خلاف بين العلماء كما حكاه القاضي أبو يعلى بن الفراء الحنبلي عن الإمام أحمد أنه قال : لا يختلف فيهم أنهم من أهل الجنة . وهذا هو المشهور بين الناس ( أي عامة العلماء ) وهو الذي نقطع به إن شاء الله عز وجل أ.هـ " تفسير القرآن العظيم " ( 3 / 33 ) .
وقال الإمام أحمد رحمه الله : من يشك أن أولاد المسلمين في الجنة ؟!
وقال أيضا : إنه لا اختلاف فيهم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 83) .
وقال الإمام النووي : أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة ؛ لأنه ليس مكلفا . أ.هـ " شرح مسلم " (16 / 207) .
وقال القرطبي : إن قول أنهم في الجنة هو قول الأكثر ، وقال : وقد أنكر بعض العلماء الخلاف فيهم. " التذكرة " (2/328) .
= وأما الثاني : وهو مصير أطفال الكفار :
فقد اختلف العلماء فيه إلى أقوال :
1. أنَّهم في الجنَّة - وبعضهم يقول : إنَّهم على الأعراف ، ومردُّ هذا القول أنَّهم في الجنَّة لأن هذا هو حال أهل الأعراف - . وهو قول الأكثر من أهل العلم كما نقله عنهم ابن عبد البر في " التمهيد " (18/96) .
ودليلهم :
أ . حديث سمرة رضي الله عنه : أنه عليه السلام رأى مع إبراهيم عليه السلام أولاد المسلمين وأولاد المشركين . رواه البخاري (6640 ) .
ب . عن حسناء بنت معاوية من بني صريم قالت حدثني عمي قال قلت يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والوئيد في الجنة . رواه الإمام أحمد ( 5/409 ) . ضعفه الألباني في " ضعيف الجامع " (5997) .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:33
2. أنَّهم مع آبائهم في النار . وقد نسب القاضي أبو يعلى هذا القول لأحمد ! وغلَّطه شيخ الإسلام جدّاً . انظر " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " (7/ 87) .
ودليلهم :
أ . عن سلمة بن قيس الأشجعي قال أتيت أنا وأخي النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا إن أُمّنا ماتت في الجاهلية وكانت تقري الضيف وتصل الرحم وأنها وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ الحنث فقال الوائدة والمؤودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم .
والحديث حسنه الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 3/ 33) ، ومن قبله ابن عبد البر في " التمهيد " ( 18/120 ) .
ب . ولهم أحاديث أخرى ، لكنها ضعيفة .
3. التوقف فيهم . وهو قول حماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك وإسحاق بن راهويه .
دليلهم :
أ . عن ابن عباس سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين قال الله أعلم بما كانوا عاملين .
رواه البخاري (1383) ومسلم (2660) .
ب . ومثله من حديث أبي هريرة .
رواه البخاري (1384) ومسلم (2659).
4. ومنهم من قال : إنَّهم خدم أهل الجنَّة .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا أصل لهذا القول . " مجموع الفتاوى " (4/279) .
قلت : وقد ورد ذلك في حديث عند الطبراني والبزار ، لكن ضعفه الأئمة ومنهم الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 3/246) .
5. أنَّهم يُمتحنون في الآخرة ، فمن أطاع الله دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار . وهو قول معظم أهل السنة والجماعة كما نقله عنهم أبو الحسن الأشعري ، وهو قول البيهقي ، وطائفة من المحققين ، وهو الذي مال إليه شيخ الإسلام ابن تيمية ، وذكر أنه مقتضى نصوص الإمام أحمد ، وهو الذي رجحه الحافظ ابن كثير ، وقال : وهذا القول يجمع بين الأدلة كلها وقد صرحت به الأحاديث المتقدمة المتعاضدة الشاهد بعضها لبعض . " التفسير " (3/31) .
دليلهم :
أ . عن أنس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يؤتى بأربعة يوم القيامة : بالمولود ، والمعتوه ، ومن مات في الفترة ، والشيخ الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى لعُنُق من النار : أُبْرزْ ، ويقول لهم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلا من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم ، اُدخلوا هذه ( أي النار ) ، قال : فيقول من كتب عليه الشقاء : يا رب أنى ندخلها ومنها كنا نفرّ ، قال : ومن كتب عليه السعادة يمضي فيقتحم فيها مسرعاً ، قال : فيقول الله تعالى أنتم لرسلي أشد تكذيبا ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار" .
رواه أبو يعلى ( 4224) ، وله شواهد كثيرة ذكرها الحافظ ابن كثير في " التفسير ( 3 /29-31).
وقال ابن القيم رحمه الله : وهذا أعدل الأقوال وبه يجتمع شمل الأدلة وتتفق الأحاديث في هذا الباب .
وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة كما في حديث سمرة ، وبعضهم في النار كما دل عليه حديث عائشة ، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم يدل على هذا ؛ فإنه قال : "الله أعلم بما كانوا عاملين إذْ خلقهم" ، ومعلوم أن الله لا يعذبهم بعلمه فيهم ما لم يقع معلومه ، فهو إنما يعذب من يستحق العذاب على معلومه وهو متعلق علمه السابق فيه لا على علمه المجدد وهذا العلم يظهر معلومه في الدار الآخرة.
وفي قوله : "الله أعلم بما كانوا عاملين" : إشارة إلى أنه سبحانه كان يعلم ما كانوا عاملين لو عاشوا ، وأن من يطيعه وقت الامتحان كان ممن يطيعه لو عاش في الدنيا ، ومن يعصيه حينئذ كان ممن يعصيه لو عاش في الدنيا فهو دليل على تعلق علمه بما لم يكن لو كان كيف كان يكون .
.. والله أعلم . أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/87 ) .
= وما جاء في بعض الأحاديث السابقة أنهم في الجنة أو النار لا يشكل على ما رجحناه ، قال ابن كثير رحمه الله : أحاديث الامتحان أخص منه فمن علم الله منه أنه يطيع جعل روحه في البرزخ مع إبراهيم وأولاد المسلمين الذين ماتوا على الفطرة ومن علم منه أنه لا يجيب فأمره إلى الله تعالى ويوم القيامة يكون في النار كما دلت عليه أحاديث الامتحان ونقله الأشعري عن أهل السنة . أ.هـ " التفسير " ( 3 / 33 ) .
= وما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم " الله أعلم بما كانوا عاملين " : لا يدل على التوقف فيهم .
قال ابن القيم رحمه الله : وفيما استدلت به هذه الطائفة نظر والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُجِب فيهم بالوقف وإنما وكل علم ما كانوا يعملونه لو عاشوا إلى الله وهذا جواب عن سؤالهم كيف يكونون مع آبائهم بغير عمل وهو طرف من الحديث …. والنبي صلى الله عليه وسلم وَكَل العلم بعملهم إلى الله ، ولم يقل الله أعلم حيث يستقرون أو أين يكونون ، فالدليل غير مطابق لمذهب هذه الطائفة. أ.هـ " حاشية ابن القيم على سنن أبي داود " ( 7/ 85 ) .
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:35
السؤال :
لماذا عدد النساء أكبر من عدد الرجال في جهنم ؟ .
الجواب :
الحمد لله
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء هن أكثر أهل النار فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ .
رواه البخاري 3241 ومسلم 2737 .
أما سبب ذلك فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّن الجواب :
فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ ) قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ : ( بِكُفْرِهِنَّ ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ ، قَالَ : ( يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ )
رواه البخاري 1052 .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ : ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ ) فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ ) قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ : بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْن َ: بَلَى ، قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )
رواه البخاري 304 .
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ : ( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ ) فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ .
رواه مسلم 885 .
وينبغي على الأخوات المؤمنات اللاتي يعلمن بهذا الحديث أن يكون تصرفهن كتصرف هؤلاء الصحابيات اللاتي لما علمن بهذا عملن من الخير ما يكون بإذن الله سبباً في إبعادهن من أن يدخلن ضمن هؤلاء الأكثر .
فنصيحتنا للأخوات الحرص على التمسك بشعائر الإسلام وفرائضه لاسيما الصلاة والبعد عما حرمه الله سبحانه وتعالى وبخاصة الشرك بصوره المتعددة التي تنتشر في أوساط النساء مثل طلب الحاجات من غير الله وإتيان السحرة والعرافين ونحو ذلك .
نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا عن النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:37
السؤال :
هل إبليس سوف يدخل النار ؟
وكيف يدخل النار وهو مخلوق من نار ؟
وهل هناك شيء يؤكد كيف سيعذب إبليس ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
أمَّا أن إبليس سيدخل جهنم خالداً فيها : فهذا مما لا شك فيه ، وقد ذكر الله تعالى مصيره في الآخرة في عدة آيات ، ومنها :
1. قال تعالى : ( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ... قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/12– 18 .
قال الطبري :
وهذا قسم من الله جلّ ثناؤه ، أقسم أن من اتبع من بني آدم عدوَّ الله إبليس وأطاعه : أن يملأ جهنم من جميعهم يعني : من كفرة بني آدم أتباع إبليس ، ومن إبليس وذرّيته " انتهى باختصار وتصرف يسير .
"تفسير الطبري" (8/139) .
2. وقال تعالى : ( قَالَ يَا إِبلِيسُ مَا لَكَ أَلا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ... إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ ) الحجر/32– 44 .
قال الشنقيطي رحمه الله :
وكل آية فيها ذِكر إضلال إبليس لبني آدم بيَّن فيها أن إبليس وجميع من تبعه كلهم في النار كما قال هنا : ( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ . لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ ) .
"أضواء البيان" (3/131) .
3. وقال تعالى : ( قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/84، 85 .
4. وقال تعالى حاكياً قول الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً . وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً ) الجن/14، 15 .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:37
ثانياً :
أما كيف يعذَّب إبليس في النار وقد خُلق من النار : فالجواب عنه :
أنه لا يلزم من كون الجن خلقوا من نار أن يكونوا الآن ناراً ، كما أن الإنس خلقوا من تراب وليسوا الآن تراباً .
قال أبو الوفاء بن عقيل :
" أضاف الشياطين والجان إلى النار حسب ما أضاف الإنسان إلى التراب والطين والفخار ، والمراد به في حق الإنسان أن أصله الطين ، وليس الآدمي طيناً حقيقة ، لكنه كان طيناً ، كذلك الجان كان ناراً في الأصل " انتهى .
"لقط المرجان في أحكام الجان" (ص 33) بواسطة "عالم الجن والشياطين" (ص 58) .
وإذا كان الإنس خلقوا من تراب وقليل منه يؤذيهم ، وإن دفنوا تحته ماتوا ، وإن ضربوا به (الفخار مثلا) جرحوا أو ماتوا ، فكذلك ليس غريباً أن يكون الجن قد خلقوا من النار ، ويعذبون بنار جهنم .
والجن خلقهم الله تعالى من نار ، ولكنهم ليسوا الآن ناراً ، والأدلة على ذلك كثيرة ، منها :
1. عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حتى وجدت برد لسانه على يدي ، ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لأصبح موثقا حتى يراه الناس )
رواه النسائي في "السنن الكبرى" ( 6 / 442 )
وصححه ابن حبان ( 6 / 115 ) .
2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا ، فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك ، قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت : أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ، ثلاث مرات ، ثم أردت أخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة .
رواه مسلم ( 542 ) .
فمن هذين الحديثين يتبين لنا أن الجن الآن ليسوا ناراً ؛ ويدل على ذلك : ما وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم من برد لسان الشيطان ، كما في الحديث الأول ، وأن الشيطان لو كان باقيًا على ناريته ما احتاج أن يأتي بشهاب ليجعله في وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما استطاع الولدان أن يلعبوا به .
3. ومن الأدلة – كذلك - : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم )
رواه البخاري ( 1933 )
ومسلم ( 2175 ) .
ولو كان الشيطان ناراً لاحترق الإنسان ؛ لأن الشيطان داخله ، فتبين الفرق بين كون الشيطان ناراً وكونه مخلوقاً من نار .
ولو كان الشيطان ناراً الآن –على سبيل الفرض- وأراد الله أن يعذبه بنار جهنم ، فإن الله تعالى على كل شيء قدير ، ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:39
السؤال :
ما صحة الحديث القائل بإحياء أم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فآمنت به ثم ماتت ؟.
الجواب :
الحمد لله
لم يصح حديث في أن الله تعالى أحيا أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وأنهما آمنا به ثم ماتا ، بل الأحاديث الصحيحة الثابتة تدل على أنهما ماتا على الكفر ، وأنهما من أهل النار .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : ( اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَاسْتَأْذَنْتُهُ أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي )
رواه مسلم (976) .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أَنَّ رَجُلا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَ : فِي النَّارِ . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ .
رواه مسلم (203) .
ومما يدل على عدم صحة هذه الأحاديث : أن هذا الأمر لو وقع لاشتهر وانتشر ، لأنه يكون آية عظيمة من آيات الله تعالى ، فتتوفر الدواعي على نقلها .
وقد حكم أئمة العلم المحققون على هذه الأحاديث الواردة بأنها موضوعة مكذوبة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : حجَّ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، فمرَّ بي على عقبة الحجون وهو باكٍ حزين مغتم ، فبكيتُ لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم إنه نزل فقال : يا حميراء استمسكي ، فاستند إلى البعير فمكث عني طويلاً ، ثم إنه عاد إليَّ وهو فرح مبتسم
فقلت له : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، نزلت من عندي وأنت حزين مغتم فبكيت لبكائك ، ثم إنك عدت إليّ وأنت فرح مبتسم ، فعَمَ ذا يا رسول الله ؟ فقال : ذهبت لقبر أمي آمنة فسألت الله أن يحييها فأحياها ، فآمنت بي وردها الله عز وجل .
رواه ابن شاهين في " الناسخ والمنسوخ " والخطيب البغدادي في " السابق اللاحق " – كما قال السيوطي في " الحاوي " ( 2 / 440 ) - .
قال ابن الجوزي :
" هذا حديث موضوع بلا شك ، والذي وضعه قليل الفهم عديم العلم ، إذ لو كان له علم لعلم أن من مات كافراً لا ينفعه أن يؤمن بعد الرجعة ، لا ؛ بل لو آمن عند المعاينة لم ينتفع ، ويكفي رد هذا الحديث قوله تعالى : ( فيمت وهو كافر )
وقوله في الصحيح : ( استأذنت ربي في أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ) وقد كان أقوام يضعون أحاديث ويدسونها في كتب المغفلين فيرويها أولئك ، قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر : هذا حديث موضوع وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت بالأبواء بين مكة والمدينة ودفنت هناك وليست بالحجون " انتهى .
"الموضوعات" (1/283) .
الحجون : موضع بمكة .
*عبدالرحمن*
2018-04-05, 04:40
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" وأما الحديث الذي ذكره السهيلي وذكر أن في إسناده مجهولين إلى أبي الزناد عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يحيي أبويه ، فأحياهما وآمنا به : إنه حديث منكر جدّاً ، وإن كان ممكناً بالنظر إلى قدرة الله تعالى ، لكن الذي ثبت في الصحيح يعارضه " انتهى .
"البداية " (2/261) .
وقال ملا علي القاري عن هذا الحديث :
" موضوع ، كما قال ابن دحية ، وقد وضعت في هذه المسألة رسالة مستقلة " انتهى .
"الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (ص 83) .
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن الله تبارك وتعالى أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه ثم ماتا بعد ذلك ؟
فأجاب :
" لم يصح ذلك عن أحد من أهل الحديث ; بل أهل المعرفة متفقون على أن ذلك كذب مختلق
وإن كان قد روى في ذلك أبو بكر - يعني الخطيب - في كتابه "السابق واللاحق" وذكره أبو القاسم السهيلي في "شرح السيرة" بإسناد فيه مجاهيل
وذكره أبو عبد الله القرطبي في "التذكرة" وأمثال هذه المواضع ، فلا نزاع بين أهل المعرفة أنه من أظهر الموضوعات كذباً
كما نص عليه أهل العلم ، وليس ذلك في الكتب المعتمدة في الحديث ; لا في الصحيح ولا في السنن ولا في المسانيد ونحو ذلك من كتب الحديث المعروفة ، ولا ذكره أهل كتب المغازي والتفسير
وإن كانوا قد يروون الضعيف مع الصحيح ، لأن ظهور كذب ذلك لا يخفى على متدين
فإن مثل هذا لو وقع لكان مما تتوافر الهمم والدواعي على نقله ، فإنه من أعظم الأمور خرقا للعادة
من وجهين :
من جهة إحياء الموتى
ومن جهة الإيمان بعد الموت .
فكان نقل مثل هذا أولى من نقل غيره ، فلما لم يروه أحد من الثقات عُلِم أنه كذب .
ثم هذا خلاف الكتاب والسنة الصحيحة والإجماع .
قال الله تعالى : ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما )
وقال : ( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار ) .
فبين الله تعالى : أنه لا توبة لمن مات كافراً .
وقال تعالى : ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون )
فأخبر أن سنته في عباده أنه لا ينفع الإيمان بعد رؤية البأس ; فكيف بعد الموت ؟
ونحو ذلك من النصوص . . . " انتهى باختصار .
"مجموع الفتاوى" (4/325) .
وبعض أهل التصوف لم يستطع تصحيح هذه الأحاديث وفق القواعد الحديثية فصححها بالكشف !
يقول البيجوري :
" ولعل هذا الحديث - حديث إحياء والدي النبي صلى الله عليه وسلم وإيمانهما ثم موتهما- صح عند أهل الحقيقة بطريق الكشف " انتهى .
"جوهرة التوحيد" (ص 30) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رادّاً على مثل هذا :
" وعامة هؤلاء إذا خوطبوا ببيان فساد قولهم قالوا من جنس قول النصارى : هذا أمر فوق العقل ! ويقول بعضهم : يثبت عندنا في الكشف ما يناقض صريح العقل " انتهى باختصار .
"الجواب الصحيح" (2/92) .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*جزائرية وافتخر*
2018-04-05, 20:13
http://www.fbimages.net/image/img_1423397628_915.gif
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:34
https://www.fbimages.net/image/img_1423397628_915.gif
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله عني كل خير
https://d.top4top.net/p_795sbakq1.gif (https://up.top4top.net/)
.... احترامي وتقديري .....
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:38
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
نحن في حاجة إلى الدعوة ومع ذلك فإن أحدنا انشغل بعلاج الممسوسين بالجن .
هل يحوز تعطيل الدعوة لهذا العمل
وكيف يكون علاج الممسوس
وهل يجوز أخذ مال على القراءة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
سئل الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله – هذا السؤال فقال :
الدعوة إلى الله عزَّ وجل فرض كفاية ، إذا قام بها من يكفي سقطت عن الباقين ، فإن تعينت على الشخص بحيث لا يقوم غيره مقامه فإنها مُقدمة على القراءة على من به مسٌّ من الجن ؛ وذلك لأن مصلحة الدعوة مصلحة متيقنة ، ومصلحة القراءة على من به مسٌ من الجن مصلحة غير متيقنة ، وكم من إنسان قُرئ عليه ولم يستفد شيئاً .
فيُنظر : إذا كانت الدعوة متعينة على هذا الرجل لا يقوم غيره مقامه فيها فإنه يجب عليه أن يدعو ولو ترك القراءة على من به مس من الجن .
أما إذا كانت فرض كفاية فيُنظر إلى الأصلح ، وإذا أمكن أن يجمع بينهما – وهو الظاهر – بتخصيص يوم لهذا ويوم لهذا مع استمرار الدعوة فهو أولى؛ ليحصل له نفع إخوانه المصابين بهذه المصيبة ، ومع ذلك يستمر في الدعوة إلى الله عز وجل .
وأما العلاج الصحيح للممسوس بالجن فإنه يختلف من حال إلى حال لكن أحسن ما يكون أن يقرأ عليه القرآن ، مثل قوله تعالى : { يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان . فبأي آلاء ربكما تكذبان . يُرسل عليكما شواظٌ من نار ونحاسٌ فلا تنتصران . فبأي آلاء ربكما تُكذبان } .
لأن هذا تحدٍ لهم أنهم لا يستطيعون الفرار من الله عزَّ وجل ، وكذلك اقرأ عليهم المعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي . وكذلك تكلم عليهم بالموعظة كما كان يفعل شيخ الإسلام ، يقول : هذا حرام عليكم أن تؤذوا المسلمين أو تضربوهم أو ما أشبه ذلك .
أما أخذ المال :
فإذا لم يأخذ مالاً فهو أفضل ، وإن أخذ بدون شرط فلا بأس ، وإن كان هؤلاء الذين قُرأ عليهم قد تركوا ما يجب عليهم للقارئ ، وأبى أن يقرأ إلا بعوض فلا بأس كما فعل أهل السرية الذين بعثهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ انْطَلَقَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرُوهَا حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمْ فَلُدِغَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْحَيِّ فَسَعَوْا لَهُ بِكُلِّ شَيْ
ءٍ لَا يَنْفَعُهُ شَيْءٌ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَوْ أَتَيْتُمْ هَؤُلَاءِ الرَّهْطَ الَّذِينَ نَزَلُوا لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ بَعْضِهِمْ شَيْءٌ فَأَتَوْهُمْ فَقَالُوا يَا أَيُّهَا الرَّهْطُ إِنَّ سَيِّدَنَا لُدِغَ وَسَعَيْنَا لَهُ بِكُلِّ شَيْءٍ لا يَنْفَعُهُ فَهَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مِنْ شَيْءٍ فَقَالَ بَعْضُهُمْ نَعَمْ وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْقِي وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَقَدْ اسْتَضَفْنَاكُمْ فَلَمْ تُضَيِّفُونَا فَمَا أَنَا بِرَاقٍ لَكُمْ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلا فَصَالَحُوهُمْ عَلَى قَطِيعٍ مِنْ الْغَنَمِ فَانْطَلَقَ يَتْفِلُ عَلَيْهِ وَيَقْرَأُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فَكَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ فَانْطَلَقَ يَمْشِي وَمَا بِهِ قَلَبَةٌ قَالَ فَأَوْفَوْهُمْ جُعْلَهُمْ الَّذِي صَالَحُوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ اقْسِمُوا ، فَقَالَ الَّذِي رَقَى لا تَفْعَلُوا حَتَّى نَأْتِيَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَذْكُرَ لَهُ الَّذِي كَانَ فَنَنْظُرَ مَا يَأْمُرُنَا .
فَقَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ثُمَّ قَالَ قَدْ أَصَبْتُمْ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ سَهْمًا فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " رواه البخاري (2276) ومسلم (2201) .
المرجع اللقاء الرابع والأربعون من لقاء الباب المفتوح .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:39
السؤال :
من المعلوم أن لكل واحد من بني آدم قريناً من الجن
وذكر ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ليس منكم أحد إلا ومعه قرين من الجن
فقالوا : وإياك يا رسول الله قال : وإياي ولكن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير " أو كما قال عليه الصلاة والسلام .
هل يجوز أن ندعوا للجني القرين بأن يسلم ؟.
الجواب :
الحمد لله
الحديث الذي ذكرته حديث صحيح وقد رواه مسلم برقم (2714)
وقد وقع الخلاف في معنى قوله (فأسلم) في هذا الحديث ، وذكر هذا الخلاف والترجيح فيه النووي في شرح هذا الحديث فقال : ( قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينه مِنْ الْجِنّ , قَالُوا : وَإِيَّاكَ ؟ قَالَ : وَإِيَّايَ إِلاَّ أَنَّ اللَّه أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ فَلا يَأْمُرنِي إِلاَّ بِخَيْرٍ ) ( فَأَسْلَم ) بِرَفْعِ الْمِيم وَفَتْحهَا , وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ فَمَنْ رَفَعَ قَالَ : مَعْنَاهُ : أَسْلَمُ أَنَا مِنْ شَرّه وَفِتْنَته , وَمَنْ فَتَحَ قَالَ : إِنَّ الْقَرِين أَسْلَمَ , مِنْ الإِسْلام وَصَارَ مُؤْمِنًا لَا يَأْمُرنِي إِلَّا بِخَيْرٍ , وَاخْتَلَفُوا فِي الأَرْجَح مِنْهُمَا فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الصَّحِيح الْمُخْتَار الرَّفْع , وَرَجَّحَ الْقَاضِي عِيَاض , الْفَتْح وَهُوَ الْمُخْتَار , لِقَوْلِهِ : " فَلا يَأْمُرنِي إِلا بِخَيْرٍ " , وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَة الْفَتْح , قِيلَ : أَسْلَمَ بِمَعْنَى اِسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ , وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْر صَحِيح مُسْلِم ( فَاسْتَسْلَمَ ) وَقِيلَ : مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا , وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر) .
وقال أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة 1/185 ( قيل أسلم أي آمن ، فيكون عليه السلام مختصا بإسلام قرينه وإيمانه ) ، وعلى هذا يكون إسلام القرين من خصائص النبي صلَّى الله عليه وسلَّم .
وعليه فإنه لا يشرع للمسلم أن يدعو الله بإسلام قرينه ؛ لأن هذا اعتداء في الدعاء بسؤال الله ما هو من خصائصه صلى الله عليه وسلَّم ، ولأن الصحابة وهم أحرص الناس على الخير وأقرب إليه منا لم يُنقل عنهم الدعاء والتوجه لله حتى يسلم قرناؤهم من الجن ، ولا استعانوا بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلَّم لما سمعوا منه ذلك الحديث ، فهذا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهم من هم من علو الهمة لم ينقل عنهم أنهم فعلوا ذلك ولا أبناؤهم ونحن يجب علينا اتباع هدي هؤلاء الصحابة الكرام لأنهم فهموا هذا الدين من مصدره وتعلموه مباشرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم غضًّا طرياً ، ولا يجوز لنا اتباع غير سبيلهم قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) النساء / 115 .
والحديث ورد في سياق تحذير الصحابة من فتنة القرين ، قال النووي : ( وَفِي هَذَا الْحَدِيث : إِشَارَة إِلَى التَّحْذِير مِنْ فِتْنَة الْقَرِين وَوَسْوَسَته وَإِغْوَائِهِ , فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا لِنَحْتَرِز مِنْهُ بِحَسَبِ الإِمْكَان ) ، وهذا هو الواجب شرعا .
فيكفيك إذا ما دلنا الله تعالى عليه من الدعاء كقوله : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ) المؤمنون / 97،98
وقراءة سورة الإخلاص والمعوذتين في الصباح والمساء مع ما صح من أذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك قراءة آية الكرسي قبل النوم والبسملة عند عمل أي شيء والاستعاذة كلما أحسست بوسوسة من الشيطان قال تعالى : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت / 36
أسأل الله أن يزيدك حرصاً على الخير وأن يحفظنا وإياك من الشيطان وهمزاته آمين .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:40
السؤال :
ما هي العين ؟
قرأت هذا المصطلح كثيراً في هذا الموقع
أرجو التوضيح .
الجواب :
الحمد لله
هذه بعض المسائل والفتاوى المتعلقة بالعين ، ونسأل الله تعالى أن ينفع بها .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
ما حقيقة العين - النضل - قال تعالى : { ومن شر حاسد إذا حسد } ؟ وهل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح والذي ما معناه قوله : " ثلث ما في القبور من العين " ؟ ، وإذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله وقوله ؟ وهل في أخذ غُسالة العائن للمعين ما يشفي ، وهل يشربه أو يغتسل به ؟
فأجابوا :
العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين ، وقد أمر الله نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد ، فقال تعالى : { ومن شر حاسد إذا حسد } ، فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا ، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن ، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة ، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ، وإن صادفته حذراً شاكي السلاح ( أي : تام السلاح ) لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها .
(من " زاد المعاد " بتصرف) .
وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين ، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين " ، وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1251 ) .
وأخرج الإمام أحمد والترمذي ( 2059 ) وصححه ، عن أسماء بنت عميس أنها قالت : يا رسول الله ، إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفنسترقي لهم ؟ ، قال : نعم ، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وأخرج الإمام أحمد ( 15550 ) ومالك ( 1811 ) والنسائي وابن حبان وصححه الألباني في المشكاة ( 4562 ) عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار ( اسم موضع ) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه ، قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ، هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت ، ثم قال له : اغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .
( جلد مخبأة ) أي جلد عذارء
( لبط ) أي صُرع وسقط .
( داخلة إزاره ) أي الجزء الملامس للبدن من الإزار
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:41
فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين ؛ للأحاديث المذكورة وغيرها ، ولما هو مشاهد وواقع .
وأما الحديث الذي ذكرته " ثلث ما في القبور من العين " : فلا نعلم صحته ، ولكن ذكر صاحب " نيل الأوطار " أن البزار أخرج بسند حسن عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالأنفس – يعني : بالعين – " .
ويجب على المسلم أن يحصن نفسه من الشياطين من مردة الجن والإنس بقوة الإيمان بالله واعتماده وتوكله عليه ولجئه وضراعته إليه ، والتعوذات النبوية وكثرة قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب وآية الكرسي ، ومن التعوذات : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " و " أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ، ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون " ، وقوله تعالى { حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم } ونحو ذلك من الأدعية الشرعية ، وهذا هو معنى كلام ابن القيم المذكور في أول الجواب .
وإذا علم أن إنسانا أصابه بعينه أو شك في إصابته بعين أحد فإنه يؤمر العائن أن يغتسل لأخيه فيحضر له إناء به ماء فيدخل كفه فيه فيتمضمض ثم يمجه في القدح ويغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليسرى فيصب على ركبته اليمنى في القدح ثم يدخل يده اليمنى فيصب على ركبته اليسرى ثم يغسل إزاره ثم يصب على رأس الذي تصيبه العين من خلفه صبة واحدة فيبرأ بإذن الله .
" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 1 / 186 ) .
وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين :
هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟ .
فأجاب بقوله :
رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحسّاً ، قال الله – تعالى - : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم } القلم / 51 ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها : أي يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم ، ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجه أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل ... – وساق الحديث - .
والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .
وفي حالة وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية وهي :
1- القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة " الترمذي 2057 و أبو داود 3884 ، وقد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : " باسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد ، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك " .
2- الاستغسال : كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة في الحديث السابق ثم يصب على المصاب .
أما الأخذ من فضلاته العائدة من بوله أو غائطه فليس له أصل ، وكذلك الأخذ من أثره ، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه ، والله أعلم .
والتحرز من العين مقدماً لا بأس به ، ولا ينافي التوكل بل هو التوكل ؛ لأن التوكل الاعتماد على الله –سبحانه – مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوِّذ الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامة " الترمذي ( 2060 ) وأبو داود ( 4737 ) ويقول : " هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق وإسماعيل عليهما السلام " ، رواه البخاري ( 3371 ) .
" فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 117 ، 118 ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:42
السؤال :
هل يمكن أن يمس الجن الناس ؟
إذا كان ذلك ممكنا
فكيف يمكن أن يتحمل الإنسان المسؤولية عن أعماله عند التلبس يوم القيامة ؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
نعم ، يمكن للجن أن يصيب الإنس بمس ، وقد ذكره الله تعالى في كتابه , في قوله : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) البقرة/275 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة /275، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) " انتهى .
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 276 ، 277 ) .
ثانياً :
المس نوع من المرض , فإذا كان الإنسان مع وجود هذا المرض عاقلاً وله اختيار فهو مؤاخذ بأقواله وأفعاله , أما إذا غلب عليه هذا المرض بحيث أفقده عقله واختياره فهو كالمجنون لا تكليف عليه . ولهذا يطلق في اللغة "المس" على "الجنون"
انظر : "لسان العرب" (6/217) .
غير أنه إذا اعتدى على أحد وقت جنونه , وأتلف ماله – مثلاً - فإنه يضمن هذا المال لصاحبه .
وانظر : "زاد العاد" (4/66-71) .
جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 16 / 106 ) :
" أجمع الفقهاء على أن الجنون كالإغماء والنوم , بل هو أشد منهما في فوات الاختيار وتبطل عبارات المغمى عليه , والنائم في التصرفات القولية , كالطلاق , والإسلام , والردة , والبيع , والشراء وغيرها من التصرفات القولية , فبطلانها بالجنون أولى ; لأن المجنون عديم العقل والتمييز والأهلية , واستدلوا لذلك بقوله عليه الصلاة والسلام : ( رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثةٍ : عن النائمِ حتى يستيقظَ ، وعَن الصبِيِّ حَتى يَحتلمَ ، وعَن المجنونِ حتى يَعْقل ) - رواه أهل السنن بإسناد صحيح - ، ومثل ذلك كل تصرف قولي لما فيه من الضرر " انتهى .
وفي ( 16 / 107 ) :
" وأما بالنسبة لحقوق العباد كالضمان ونحوه : فلا يسقط ; لأنه ليس تكليفا له , بل هو تكليف للولي بأداء الحق المالي المستحق في مال المجنون , فإذا وقعت منه جرائم , أخذ بها ماليا لا بدنيا , وإذا أتلف مال إنسان وهو مجنون وجب عليه الضمان , وإذا قتل فلا قصاص وتجب دية القتيل " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:44
السؤال :
هل كان يوجد قوم قبل آدم عليه السلام اسمهم جن وقوم اسمهم حن ؟
الجواب :
الحمد لله
لم يأت في الكتاب والسنة شيء يدل على أن قوما كانوا يسكنون الأرض قبل آدم عليه السلام ، وإنما الذي جاء في ذلك هو من أقوال بعض المفسرين من الصحابة والتابعين ، ومن ذلك :
القول الأول :
أن الأرض كان يسكنها الجن ( بالجيم المعجمة ) ، وهم الذين خلقهم الله تعالى من النار ، وهذا القول مروي عن أكثر أهل التفسير .
روى الطبري في تفسيره (1/232) عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
( أول من سكن الأرض الجن ، فأفسدوا فيها ، وسفكوا فيها الدماء ، وقتل بعضهم بعضا )
وروى بسنده عن الربيع بن أنس قال :
( إن الله خلق الملائكة يوم الأربعاء ، وخلق الجن يوم الخميس ، وخلق آدم يوم الجمعة ، فكفر قوم من الجن ، فكانت الملائكة تهبط إليهم في الأرض فتقاتلهم ، فكانت الدماء ، وكان الفساد في الأرض )
القول الثاني :
لم يكن على الأرض قبل آدم عليه السلام أحد لا من الجن ولا من غيرهم .
وهذا القول رواه الطبري في تفسيره (1/232) عن عبد الرحمن بن زيد قال :
( قال الله تعالى ذكره للملائكة : إني أريد أن أخلق في الأرض خلقا ، وأجعل فيها خليفة ، وليس لله يومئذ خلق إلا الملائكة ، والأرض ليس فيها خلق )
يقول العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" تعقيبُ ذكرِ خلق الأرض ثم السماوات ، بذكر إرادته تعالى جعل الخليفة ، دليلٌ على أن جعل الخليفة كان أول الأحوال على الأرض بعد خلقها ، فالخليفة هنا الذي يخلف صاحب الشيء في التصرف في مملوكاته ، ولا يلزم أن يكون المخلوف مستقرا في المكان من قبل ، فالخليفة آدم ، وخَلَفِيَّتُه قيامه بتنفيذ مراد الله تعالى من تعمير الأرض بالإلهام أو بالوحي ، وتلقين ذريته مراد الله تعالى من هذا العالم الأرضي " انتهى .
أما ما يذكره بعض المفسرين أو المؤرخين ، أن قوما اسمهم الحن ( بالحاء المهملة ) كانوا يسكنون الأرض ، فجاء الجن ( بالجيم المعجمة ) فقتلوهم وسكنوا مكانهم ، فيبدو أنها من القصص التي لا تستند إلى أي سند صحيح .
يقول ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/55) :
" قال كثير من علماء التفسير : خلقت الجن قبل آدم عليه السلام ، وكان قبلهم في الأرض ( الحِنُّ والبِنُّ ) ، فسلط الله الجن عليهم فقتلوهم وأجلوهم عنها وأبادوهم منها وسكنوها بعدهم " انتهى .
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (1/228) :
" إذا صح أن الأرض كانت معمورة من قبل بطائفة من المخلوقات يسمون ( الحِنُّ والبِنُّ ) بحاء مهملة مكسورة ونون في الأول ، وبموحدة مكسورة ونون في الثاني ، وقيل : اسمهم ( الطَّمُّ والرَّمُّ ) بفتح أولهما ، وأحسبه من المزاعم ، وأن وضع هذين الاسمين من باب قول الناس ( هيّان بن بيّان ) إشارة إلى غير موجود أو غير معروف ، ولعل هذا انجَرَّ لأهل القصص من خرافات الفرس أو اليونان ، فإن الفرس زعموا أنه كان قبل الإنسان في الأرض جنس اسمه الطم والرم ، وكان اليونان يعتقدون أن الأرض كانت معمورة بمخلوقات تدعى ( التيتان ) وأن ( زفس ) وهو ( المشتري ) كبير الأرباب في اعتقادهم جلاهم من الأرض لفسادهم " انتهى .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:45
السؤال :
هل يجوز فك السحر عن المسحور باستخدام السحر ؟.
الجواب :
الحمد لله
إن فك السحر عن المسحور لا يخلو من حالين :
الحالة الأولى :
أن يستخدم في ذلك الرقى الشرعية والتعوذات النبوية ، والأدوية المباحة فلا بأس بذلك مع مراعاة الضوابط الشرعية للرقى .
الحالة الثانية :
" أن يعالجه ـ أي السحر ـ بعمل السحرة الذي هو التقرب إلى الجن بالذبح أو غيره من القربات فهذا لا يجوز ؛ لأنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك كما لا يجوز علاجه بسؤال الكهنة والعرافين والمشعوذين واستعمال ما يقولون ؛ لأنهم لا يؤمنون ولأنهم كذبة فجرة يدعون علم الغيب ويلبسون على الناس وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم فقال عليه الصلاة والسلام : " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة " وقال صلى الله عليه وسلم : " من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " فالسحرة كفرة لا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا تصديقهم .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النشرة ؟ فقال : " هي من عمل الشيطان " رواه الإمام أحمد في مسنده ( 3/294 ) وأبو داود في سننه ( 3868 ) بإسناد جيد
والنشرة هي حل السحر عن المسحور
ومراده صلى الله عليه وسلم بكلامه هذا النشرة التي يتعاطاها أهل الجاهلية وهي سؤال الساحر ليحل السحر ، أو حله بسحر مثله من ساحر آخر أما حله بالرقية والتعوذات الشرعية والأدوية المباحة فلا بأس بذلك وقد نص على ذلك العلامة ابن القيم والشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد رحمة الله عليهما ونص على ذلك أيضا غيرهما من أهل العلم والله المسئول أن يوفق المسلمين للعافية من كل سوء وأن يحفظ عليهم دينهم ويرزقهم الفقه فيه والعافية من كل ما يخالف شرعه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه" ا.هـ
انظر مجموع فتاوى سماحة
الشيخ ابن باز رحمه الله ( 3 / 280 ).
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:46
السؤال :
هل يوجد أطباء سحرة ؟
وماذا نفعل إذا قال لنا أحد الأشخاص
" أنا لا أؤمن بالسحر "
لأنه
" مجرد وهم "
أو ربما
" خداع للبصر " ؟.
الجواب :
الحمد لله
السحر - عبارة عما خفي ، وله حقيقة ، ومنه ما يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه وتأثيره يقع بإذن الله الكوني القدري ، وهو عمل شيطاني ، وكثير منه لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتقرب إلى الجن والشياطين بما تحب ، والتوصل إلى استخدامها بالإشراك بها مع الله .
ويوجد من الأطباء من يكون ساحراً ، فيعالج الناس عن طريق الاستعانة بالجن ، ويدعي علمه بحقيقة المرض دون الحاجة لتشخيصه ، ويصف للمريض من الأطعمة والأشربة ما يتقرب به إلى أوليائه من الشياطين ، وقد يأمرهم بذبح خنزير مع التسمية ، وقد يأمره بذبح حيوان مباح مع عدم التسمية ، أو مع تسمية أحد الشياطين .
وهذا كفر بالله تعالى ، ولا يجوز بحال الذهاب إلى مثل هؤلاء ، وحد هؤلاء القتل ، وقد ثبت قتل السحرة عن ثلاثة من الصحابة – رضي الله عن الجميع - .
وقد سئلت اللجنة الدائمة سؤالا في الموضوع يقول :
أفيدكم علماً بأن في " زامبيا " رجلاً مسلماً يدَّعي أن عنده جنّاً ، والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم ، وهذا الجن يحدِّد الدواء لهم .
وهل يجوز هذا ؟
فأجابت :
لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن ، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلباً لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق .
وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهَّان .
وقد صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء : لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم .
وخرَّج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " .
وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرَّافين والكهنة ، فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 408 ، 409 ) .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:47
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز :
.... فنظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الخيرة ممن يدَّعون الطب ويعالجون عن طريق السحـر أو الكهانة ، وانتشارهم في بعض البلاد واستغلالهم للسذَّج مـن النـاس ممن يغلب عليهم الجـهل ، رأيتُ من باب النصيحة لله و لعباده أن أبيِّن ما في ذلك مـن خطـر عـظيم على الإسلام والمسلمين لما فيه من التعلق بغـير الله تعالـى ومخالفة أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلـم ، فـأقول مستعينا بالله تعـالى :
يجـوز التداوي اتفاقاً ، وللمسلم أن يذهب الى دكتور أمراض باطنية أو جـراحية أوعصبية أو نحو ذلك ، ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعـاً حسب مـا يعرفه في علـم الطب ؛ لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية ، ولا ينافي التوكل على الله ، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء عـرف ذلك من عرف وجهله من جهله ، ولكنه سبحانه لـم يجعل شفاء عباده فيما حرمـه عليهم ، فلا يجوز للمريض أن يذهب الى الكهنة الذين يدَّعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه ، كما لا يجوز له
أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجماً بالغيـب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بـهم على ما يريدون ، وهؤلاء حكمهـم الكفـر والضلال اذا ادَّعوا علم الغيب ، و قد روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مـن أتى عرافاً فسأله عن شيءٍ لم تقبل له صلاة أربعين يوماً "
وعن أبـي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أتى كاهنـاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم " رواه أبـوداود ، وخـرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ : " من أتى عرَّافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم " ، وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" ليس منا من تَطير أو تُطير له أو تَكهن أو تُكهن له أو سَحـر أوسُـحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على مـحمد صلى الله عليه و سـلم " رواه البزار بإسناد جيد .
ففي هذه الأحاديث الشريفة النهي عن إتيان العرافين والكهنة والسحرة وأمثالهم وسؤالهم وتصديقهم ، والوعيد على ذلك ، فالواجب على ولاة الأمور وأهل الحسبة وغيرهم ممن لهم قدرة وسلطان إنكـار إتيان الكهان والعرافين ونحوهم ، ومنع من يتعاطى شيئاً من ذلك في الأسواق وغيرها والإنكار عليهم أشد الإنكار
والإنكار على من يجيء إليهم ، ولا يجوز أن يغتر بصدقهم في بعض الأمور ولا بكثرة من يأتي إليهم من الناس فإنهم جهال لا يجوز اغترار الناس بهم ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن إتيانهم وسؤالهم وتصديقهم لما في ذلك من المنكر العظيم والخطر الجسيـم والعواقـب الوخيمة ولأنهم كذبة فجرة ، كما أن في هذه الأحاديث دليلاً على كفـر الكاهن والساحر لأنهما يدعيان علم الغيب وذلك كفـر
ولأنهمـا لا يتوصـلان إلـى مـقصدهما إلا بخدمة الجن وعبادتهم من دون الله وذلك كفر بالله وشـرك بـه سبحانه ، والمصدق لهم في دعواهم علم الغيب يكون مثلهم ، وكل من تلقـى هذه الأمور عمن يتعاطاها فقد برىء منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز للمسلم أن يخضع لما يزعمونه علاجا كتمتمتهم بالطلاسم أو صب الرصاص ونحو ذلك من الخرافات التي يعملونها ، فإن هذا من الكهانة والتلبيس على الناس ومن رضي بذلك فقد ساعدهم على باطلهم و كفرهم ....
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 3 / 274 – 281 ) .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 02:48
ثانياً :
وأما السحر : فهو حقيقة وليس بوهم ولا بخيال ، وله تأثير بإذن الله تعالى .
قال القرافي : السحر له حقيقة ، وقد يموت المسحور ، أو يتغير طبعه وعادته ، وإن لم يباشره ، وقال به الشافعي وابن حنبل …
" الفروق " ( 4 / 149 ) .
وخالف في ذلك المعتزلة والقدرية وبعض العلماء ولا اعتبار بخلافهم ، وقد ذكر القرافي وغيره أن الصحابة أجمعوا على أنه حقيقة قبل ظهور من ينكره .
ومن أدلة أهل السنَّة على ذلك :
1. قولـه تعالى : { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم } البقرة / 102 .
والآية واضحة الدلالة على المطلوب : وهو إثبات أن السحر حقيقة ، وأن الساحر يفرِّق بسحره بين المرء وزجه ، وأنه يضر بسحره الناس لكن لا يقع ضرره إلا بإذن الله .
2. قوله تعالى : { ومن شر النفاثات في العقد } الفلق / 4 .
والنفاثات في العقد : الساحرات اللواتي يعقدن في سحرهن ، وينفثن فيه ، فلولا أن للسحر حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه .
3. ومن الأدلة سحره صلى الله عليه وسلم من قِبَل اليهودي لبيد بن الأعصم ، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم .
وقال ابن القيم : والسحر الذي يؤثر مرضاً وثقلاً وعقلاً وحبّاً وبغضاً ونزيفاً موجود ، تعرفه عامة الناس ، وكثير من الناس عرفه ذوقاً بما أصيب به منهم .
" التفسير القيم " ( ص 571 ) .
ثالثاً :
أنواع السحر كثيرة ، ومنه التخييل أو " خداع البصر " ، وليس السحر كله كذلك ، وقد ذكر بعض العلماء أنواعه وأوصلوها إلى ثمانية ، ومن أشهرها :
1. عُقَد ورقى
أي : قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور ، لكن قد قال الله تعالى : { وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله } البقرة / 102 .
2. خفة اليد
وهذه يحسنونها بالتدرب على المسارعة بفعل الأشياء ، وإخراج المخبوء .
فمثلا يأتي الساحر بحمامة فيخنقها أمام المشاهدين ثم يضربها بيده فتقوم وتطير !
والحقيقة : أنه كان في يده بنج ! فشممها إياه وأوهمهم أنه خنقها فماتت ، ثم لما ضربها : أفاقت من البنج !
3. سحر العيون
وهذا كثير عند الدجالين ، فهو لا يُدخل السيف في جسده ، لكنه يسحر عيون المشاهدين ، ويمرر السيف على جانبه ، ويراه الناس المسحورون مر في وسطه .
وقد اشتهر عندنا دجل هؤلاء ، لما وجد بين المشاهدين من حصَّن نفسه بالقرآن والأذكار ، وأكثر من ذكر الله في جلسة الساحر فرأى الحقيقة على خلاف ما رآها المسحورون .
4. استعمال المواد الكيماوية
وهذه يحسنها من يجيد تركيب المواد بعضها على بعض فتنتج مادة تمنع تأثير بعض المواد ، مثل ما كان يصنع الرفاعية من إيهام الناس أنهم لا تؤثر بهم النار ، والحقيقة أنهم يدهنون أنفسهم ببعض المواد التي تمنع تأثير النار فيهم ! وقد تحداهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في أن يغتسلوا بالماء الساخن قبل دخولهم النار ، فرفضوا ذلك لأنه بان عوارهم .
وغير ذلك كثير مما يفعله السحرة ، ولا يقع إلا ما قدره الله تبارك وتعالى .
انظر : " تفسير ابن كثير " ( 1 / 146 ) و " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 2 / 178 ) ، و " السحر " للشيخ عمر الأشقر .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:14
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
أرجو أن توضح أكثر عن حياة الجن ومساكنهم وأطفالهم وحياتهم العائلية وصلاتهم
هل هي كصلاتنا ؟
دفنهم بعد الموت
هل الأشياء الحلال والمحرمة تنطبق عليهم ؟
هل يتحاربون مثل بني البشر ؟
هل لهم تصنيفات كالبشر ؛ أسود ، أوروبي ، من هذا البلد أو ذاك ؟
هل يتأثرون بالأشياء الطبيعية كالمطر والعواصف والزلازل ؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
الجن خلق من خلق الله تعالى ، وهم عباد مكلفون بالأوامر والنواهي ، كالبشر ، فمنهم المؤمن والكافر والفاسق ، ومحسنهم يدخل الجنة ، ومسيئهم يستحق العذاب ، قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ) الذريات/56 .
وقال تعالى عن الجن : ( وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً ) الجـن/11 .
وقال أيضاً : ( وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا ) الجن/14، 15 .
أما تكليفهم بالأوامر والنواهي ، فقد اتفق العلماء على أنهم مكلفون ، وذهب بعض العلماء إلى أن التكاليف التي أمروا بها كالتي أمر بها البشر سواء بسواء ، وذهب آخرون إلى أن تكاليفهم تناسب قدرتهم وطاقته .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فهم مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم ، فإنهم ليسوا مماثلين الإنس في الحد والحقيقة ، فلا يكون ما أمروا به ونهوا عنه مساوياً لما على الإنس في الحد ، لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف ، بالأمر والنهي ، والتحليل والتحريم ، وهذا ما لم أعلم فيه نزاعا بين المسلمين " انتهى .
"مجموع الفتاوى" (4/233) .
وأما ما يتعلق بحياتهم ومساكنهم ، فهم كبقية المخلوقات لهم حياتهم الخاصة بهم ، ويتزوجون ويتناسلون ، قال تعالى عن إبليس : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُو ) الكهف/50 .
وأما مساكنهم فيكثر تجمعهم في الخراب ومواضع النجاسات كالحمامات والمزابل ، قال عليه الصلاة والسلام : ( إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْخَلاءَ فَلْيَقُلْ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ ) رواه أبو داود (6) وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1070) .
(الْحُشُوشَ) هي أماكن قضاء الحاجة .
(مُحْتَضَرَةٌ) أي تحضرها الشياطين .
(الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ) قيل : أي ذكران الشياطين وإناثهم . وقيل : المراد بالخبث الشر ، وبالخبائث النفوس الخبيثة ، فيشمل ذكران الشياطين وإناثهم .
والجن لا شك يموتون ، فهم داخلون تحت قوله تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) الرحمن/26 .
وينبغي أن يعلم أن عالم الجن من عالم الغيب ، لا نعلم عنه إلا ما أعلمنا الله تعالى عنه ، في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .
وعلى هذا فلا نستطيع أن نتكلم عنهم بشيء إلا بما ورد في النصوص الشرعية ، وما عدا ذلك يبقى خافياً علينا ، قال تعالى : ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/36 .
وللتوسع في هذا الموضوع يراجع كتاب "عالم الجن والشياطين" للدكتور عمر سليمان الأشقر.
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:15
ثانياً :
ينبغي أن يعلم أن الله تعالى أخبرنا عن الجن أو غيرهم من المخلوقات بما ينفعنا ، وما كتمه عنا فلا حاجة لنا في معرفته ، ولو كانت معرفته ضرورية لنا لأخبرنا الله تعالى به ، ولذلك ينبغي عدم التكلف في مثل هذه المسائل ، والبحث عن غوامضها التي لا تعلم إلا بالوحي .
وينبغي أن يكون سؤال المرء عن دينه هو وعبادته ، وعقيدته ، وماذا يفعل . . . إلى آخر ذلك من الأمور الهامة التي أمر بها أو نهي عنها ، حتى يحقق العبودية لله تعالى .
ولنا في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة ، فإنهم لم يكونوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن مثل هذه المسائل التي لا ينفع المكلف علمها ، ولا يضره الجهل بها .
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:16
السؤال :
هل تقبل توبة الساحر عند الله
لأنني سمعت عن ساحرة استفتت الصحابة عن التوبة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يفتها أحد - ؟
وماذا قالوا لها ؟
وهل ينفعها إيمانها عند الله ؟
ولماذا يفتي العلماء بقبول توبة الساحر في هذه الحال ؟.
الجواب :
الحمد لله
تعلم السحر والعمل به كفر ، قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) البقرة/102
والساحر قد يأتي بما يوجب ردَّته فيكفر فيقتل ردةً ، وقد يسحر من غير أن يأتي بمكفِّر ، وهذا قد وقع فيه خلاف بين العلماء ، والصحيح من أقوالهم : أنه يقتل أيضاً إذا ثبت أنه ساحر ، وهو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم وأمروا به ، وإذا قُتل لم يغسَّل ولم يكفَّن ولم يُدفن في مقابر المسلمين .
ولا ينبغي التوقف في قتل الساحر سواء قلنا بكفره أم لم نقل ، لأن هذا هو الثابت عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي قتله منع من الإفساد وردع لغيره من إخوانه السحرة .
فإذا تاب الساحر بينه وبين الله توبة صادقة : فإن الله تعالى يقبل منه ، وهذا فيما بينه وبين ربه قبل أن يصل أمره للقضاء ، فإذا وصل أمره للقضاء الشرعي فينبغي على القاضي قتله من غير استتابة ؛ تخليصاً للمجتمع من شره ، ولا يجوز لآحاد الناس أن يقيم الحد بنفسه ، بل الأمر مرجعه لولي الأمر .
وهذه طائفة من فتاوى العلماء في ذلك :
1. قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" إذا تاب الساحر توبة صادقة فيما بينه وبين الله : نفعه ذلك عند الله ، فالله يقبل التوبة من المشركين وغيرهم ، كما قال جل وعلا : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ ) الشورى/25
وقال جل وعلا : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 .
لكن في الدنيا لا تقبل ، الصحيح : أنه يقتل ، فإذا ثبت عند حاكم المحكمة أنه ساحر يقتل ، ولو قال : إنه تائب ، فالتوبة فيما بينه وبين الله صحيحة , إن كان صادقا تنفعه عند الله ، أما في الحكم الشرعي فيقتل ، كما أمر عمر بقتل السحرة ؛ لأن شرهم عظيم ، قد يقولون : تبنا ، وهم يكذبون ، يضرون الناس ، فلا يسلم من شرهم بتوبتهم التي أظهروها ولكن يقتلون ، وتوبتهم إن كانوا صادقين تنفعهم عند الله " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 111 ) .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:17
. وقال الشيخ رحمه الله – أيضاً – (8/69) :
" والصحيح عند أهل العلم : أن الساحر يقتل بغير استتابة ؛ لعظم شره وفساده ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يستتاب ، وأنهم كالكفرة الآخرين يستتابون ، ولكن الصحيح من أقوال أهل العلم : أنه لا يستتاب ؛ لأن شره عظيم ، ولأنه يخفي شره ، ويخفي كفره ، فقد يدعي أنه تائب وهو يكذب ، فيضر الناس ضرراً عظيماً ، فلهذا ذهب المحققون من أهل العلم إلى أن من عرف وثبت سحره يقتل ولو زعم أنه تائب ونادم ، فلا يصدق في قوله .
ولهذا ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه كتب إلى أمراء الأجناد أن يقتلوا كل من وجدوا من السحرة ، حتى يتقي شرهم ، قال أبو عثمان النهدي : ( فقتلنا ثلاث سواحر ) ، هكذا جاء في صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة – [رواه أبو داود بإسناد صحيح وأصله في "البخاري"] - ، وهكذا صح عن حفصة أنها قتلت جارية لها ، لما علمت أنها تسحر قتلتها ، وهكذا جندب بن عبد الله رضي الله عنه الصحابي الجليل لما رأى ساحراً يلعب برأسه - يقطع رأسه ويعيده ، يخيِّل على الناس بذلك - أتاه من جهة لا يعلمها فقتله ، وقال : ( أعد رأسك إن كنت صادقاً ) .
والمقصود : أن السحرة شرهم عظيم ، ولهذا يجب أن يقتلوا ، فولي الأمر إذا عرف أنهم سحرة ، وثبت لديه ذلك بالبينة الشرعية : وجب عليه قتلهم ؛ صيانة للمجتمع من شرهم وفسادهم " انتهى .
3. وقال الشيخ – أيضاً – (8/111) :
" إذا قُتل لا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، يدفن في مقابر الكفرة ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولا يصلى عليه ، ولا يغسل ولا يكفن ، ونسأل الله العافية " انتهى .
4. وقال – أيضاً - :
" وحكم الساحر الذي يعلم منه أنه يخيل على الناس ، أو يترتب على عمله مضرة على الناس ، من سحر العيون ، والتزوير عليها ، أو تحبيب الرجل إلى امرأته والمرأة إلى زوجها ، أو ضد ذلك مما يضر الناس ، متى ثبت ذلك بالبينة لدى المحاكم الشرعية وجب قتل هذا الساحر ، ولا يقبل منه توبة ولو تاب . . .
وقد سبق ما ثبت عن عمر رضي الله عنه أنه أمر عماله - أعني : أمراءه - بقتل السحرة ، لمنع فسادهم في الأرض ، وإيذائهم للمسلمين وإدخالهم الضرر على الناس ، فمتى عرفوا وجب على ولاة أمر المسلمين قتلهم ، ولو قالوا : تبنا ؛ لأنهم لا يؤمَنون ، لكن إن كانوا صادقين في التوبة نفعهم ذلك عند الله عز وجل ؛ لعموم قوله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25 . . .
أما من جاء إلى ولاة الأمور من غير أن يقبض عليه يخبر عن توبته ، وأنه كان فعل كذا فيما مضى من الزمان وتاب إلى الله سبحانه وظهر منه الخير فهذا تقبل توبته ؛ لأنه جاء مختاراً طالباً للخير معلناً توبته من غير أن يقبض عليه أحد أو يدعي عليه أحد ، والمقصود : أنه إذا جاء على صورة ليس فيها حيلة ولا مكر فإن مثل هذا تقبل توبته ؛ لأنه جاء تائباً نادماً ، كغيره من الكفرة ممن يكون له سلف سيئ ثم يمن الله عليه بالتوبة من غير إكراه ولا دعوى عليه من أحد " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " ( 8 / 81 ، 82 ) .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:18
5. وقال علماء اللجنة الدائمة :
" إذا أتى الساحر في سحره بمكفِّر : قتل لردته حدّاً ، وإن ثبت أنه قتل بسحره نفسا معصومة : قتل قصاصاً ، وإن لم يأت في سحره بمكفر ولم يقتل نفساً : ففي قتله بسحره خلاف ، والصحيح : أنه يقتل حدّاً لردته ، وهذا هو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد رحمهم الله ؛ لكفره بسحره مطلقا لدلالة آية
: ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) على كفر الساحر مطلقاً ؛ ولما ثبت في " صحيح البخاري " عن بجالة بن عبدة أنه قال : ( كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، فقتلنا ثلاث سواحر ) ، ولما صح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ( أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها ، فقتلت ) رواه مالك في " الموطأ " ؛ ولما ثبت عن جندب أنه قال : ( حد الساحر ضربة بالسيف ) رواه الترمذي وقال : الصحيح أنه موقوف .
وعلى هذا فحكم الساحر المسئول عنه في الاستفتاء أنه يقتل على الصحيح من أقوال العلماء ، والذي يتولى إثبات السحر وتلك العقوبة هو الحاكم المتولي شئون المسلمين ؛ درءا للمفسدة وسدا لباب الفوضى " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 551 – 553 ) .
6. وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وهذا القتل هل هو حدٌّ أم قتله لكفره ؟
يحتمل هذا وهذا ، بناء على التفصيل السابق في كفر الساحر ، ولكن بناء على ما سبق من التفصيل نقول : من خرج به السحر إلى الكفر فقتله قتل ردة ، ومن لم يخرج به السحر إلى الكفر من باب دفع الصائل يجب تنفيذه حيث رآه الإمام .
والحاصل : أنه يجب أن تقتل السحرة ، سواء قلنا بكفرهم أم لم نقل ؛ لأنهم يمرضون ، ويقتلون ، ويفرقون بين المرء وزوجه ، وكذلك بالعكس ؛ فقد يعطفون فيؤلفون بين الأعداء ، ويتوصلون إلى أغراضهم ؛ فإن بعضهم قد يسحر أحدا ليعطفه إليه وينال مأربه منه ، كما لو سحر امرأة ليبغي بها ، ولأنهم كانوا يسعون في الأرض فساداً ؛ فكان واجباً على وليِّ الأمر قتلهم بدون استتابة ما دام أنه لدفع ضررهم وفظاعة أمرهم ؛ فإن الحدَّ لا يستتاب صاحبه ، متى قبض عليه وجب أن ينفذ فيه الحد " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 508 ، 509 ) وهو شرح لكتاب " التوحيد " .
7. وقال الشيخ ابن عثيمين – أيضاً - :
" والقول بقتلهم ( يعني : السحرة ) موافق للقواعد الشرعية ؛ لأنهم يسعون في الأرض فساداً ، وفسادهم من أعظم الفساد ، فقتلهم واجب على الإمام ، ولا يجوز للإمام أن يتخلف عن قتلهم ؛ لأن مثل هؤلاء إذا تركوا وشأنهم انتشر فسادهم في أرضهم وفي أرض غيرهم ، وإذا قتلوا سلم الناس من شرهم ، وارتدع الناس عن تعاطي السحر " انتهى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 9 / 509 ) وهو شرح لكتاب " التوحيد " .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:19
السؤال :
هل يستطيع الجن أن يؤثر على الجنين في بطن أمه من حيث إجهاضه أو تشويهه ؟ .
الجواب :
الحمد لله
يجب أن تعلمي أن الله تعالى هو الذي يخلق الجنين في بطن أمه ، قال تعالى : ( يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ) الزمر/6 ، وهو الذي يصوره كيف يشاء
قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) آل عمران/6
وهو الذي يقدر زمن بقائه فيه وخروجه منه ، قال تعالى : ( اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ) الرعد/8 .
قال الشيخ الشنقيطي – بعد ذِكر الأقوال في تفسير الآية - :
" مرجع هذه الأقوال كلها إلى شيء واحد ، وهو أنه تعالى عالم بما تنقصه الأرحام وما تزيده ؛ لأن معنى " تغيض " : تنقص ، و " تزداد " أي : تأخذه زائداً ، فيشمل النقص المذكور : نقص العدد ، ونقص العضو من الجنين ، ونقص جسمه إذا حاضت عليه فتقلص ، ونقص مدة الحمل بأن تسقطه قبل أمد حمله المعتاد ، كما أن الازياد يشمل زيادة العضو ، وزيادة العدد ، وزيادة جسم الجنين إن لم تحض وهي حامل ، وزيادة أمد الحمل عن القدر المعتاد ، والله جل وعلا يعلم ذلك كله ، والآية تشمله كله " انتهى .
" أضواء البيان " ( 3 / 73 ) .
وبه تعلمين أن وجود ما يسمى " التابع " أو " التبيعة " في بطن الأم وأنه يسبب إجهاض أو تشويه الجنين أمرٌ لا صحة له ، وهو من خرافات العامة وأساطيرهم .
سئل علماء اللجنة الدائمة :
كنت قد تزوجت في الثامن من ذي الحجة 1403هـ والتي تزوجتها ابنة خالتي ، وفي أول يوم من شهر رمضان المبارك 1405هـ رزقني الله بمولود سميته : " موسى " وفي شهر شعبان 1406هـ أسقطت زوجتي جنينا بعد شهره الثالث .
وفي ربيع الأول 1407هـ توفَّى الله ولدي " موسى " ، وكما قلت لكم : إن زوجتي ابنة خالتي ، وبعد وفاة ابني موسى جاءتني خالتي - والتي هي أم زوجتي - وقالت لي : إنها ذهبت إلى رجل عالم بالكتاب ، وقالت : إن هذا الرجل قال لها : إن مع زوجتي تابعة - أو تبيعة - من الجن تقتل أولادها حسداً وحقداً من عندها ، وأن هذا الرجل يمكنه أن يقطع دابر تلك التبيعة أو التابعة من الجن .
فرفضت ذلك ، وفي ثالث يوم من شهر شعبان الماضي 1407هـ رزقني الله بطفلة سميتها " مستورة " ولكن توفاها الله ثاني يوم ولادتها ، فجاءتني خالتي وقالت لي : أما قلت لك : تذهب إلى ذلك الرجل وتنتهي من ذلك الموضوع ، وأصرت أن نذهب إليه وكذلك أصر معها والدي على أن نذهب إلى ذلك الرجل الذي يقوم بإنهاء تلك التابعة أو التبيعة ، فطلبت منهم مهلة عسى الله سبحانه وتعالى أن يلهمني ، والحمد لله الذي هداني إلى أن أقوم بكتابة هذه الرسالة إليكم راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في إفتائنا في هذا الموضوع ، علما بأن هذا الموضوع يسبب لي أرقاً دائماً .
فأجابوا :
" لقد أحسنتَ بامتناعك من الذهاب مع خالتك - أم زوجتك - إلى الرجل الذي يدعي علم الكتاب ؛ لأنه كاهن ، وأحسنت أيضا بسؤالك أهل العلم للتحقق من الصواب ، وعليك أن ترقي نفسك وزوجتك ومن ترزق من الأولاد بالرقية الشرعية ، فتقرأ على كل منهم فاتحة الكتاب والمعوذات الثلاث : " قل هو الله أحد " ، وسورة " الفلق " ، وسورة " الناس " تكرر المعوذات ( ثلاث مرات ) وتنفث عقب كل مرة في كفيك وتمسح بهما الوجه وما أقبل من البدن ، وتدعو بهذا الدعاء : " أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة " ، وننصحك بشراء كتاب " الأذكار النووية " للإمام النووي ، وكتاب " الكلم الطيب " لابن تيمية ، وكتاب " الوابل الصيب " لابن القيم ، فإن فيها كثيراً من الأذكار النافعة والرقى الشرعية " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 619 ، 620 ) .
وسئلوا أيضاً :
بعض الناس الذين لم يأت لهم أولاد يرشدهم بعض الناس إلى شراء تيس مثلا ، ويقول : لون التيس كذا ، كأن يقول : أسود – مثلاً - ، ويقول : اربطه في البيت عندك لمدة كذا ، ويقولون : السبب في عدم وجود أولاد هي جنية يسمونها بـ : التابعة ، فيزعمون أنه عند حالة وجود التيس في البيت يمنعها من دخول البيت وعند ذلك يحصل الحمل ، فما حكم هذا ؟
فأجابوا :
" لا يجوز ذلك وهو نوع من الكهانة ، ولا أساس لصحة ما ذكر ، بل هو كذب وافتراء " انتهى .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 584 ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:20
السؤال :
قراءة سورة البقرة في البيت وطردها للشياطين :
هل يلزم قراءتها بصوت مرتفع ؟
وهل استخدام المسجل يؤدي الغرض ؟
وهل يجزئ قراءتها منفصلة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة ، ولبعض آياتها العظيمة مثل " آية الكرسي " و آخر آيتين منها ، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة ، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .
" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة ) رواه مسلم ( 804 ) .
البَطَلة : السحرة .
ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع ، بل يكفي أن تُقرأ وتتلى في البيت ، ولو مع خفض الصوت ، كما لا يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة ، بل يمكن أن تُقرأ على مراحل ، ولا يشترط أن يكون القارئ واحداً من أهل البيت ، بل لو وزعت بينهم لجاز ، وإن كان الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة ومن شخص واحد .
ولا يجوز أن يُعتد بقراءة الصوت الخارج من إذاعة أو شريط ، بل لا بدَّ من مباشرة القراءة من أهل البيت أنفسهم .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان في بيته ، لكن لو كانت السورة مسجلة على شريط هل يحصل نفس الأمر ؟
فأجاب :
لا ، لا ، صوت الشريط ليس بشيء ، لا يفيد ؛ لأنه لا يقال " قرأ القرآن " ، يقال : " استمع إلى صوت قارئ سابق " ، ولهذا لو سجَّلنا أذان مؤذن فإذا جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن هل يُجزئ ؟ لا يجزئ ، ولو سجلنا خطبة مثيرة ، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذَّن المؤذن ، ثم قام فخطب ، هل تُجزئ ؟ لا تُجزئ ، لماذا ؟ لأن هذا تسجيل صوتٍ ماضٍ ، كما لو أنك كتبته في ورقة أو وضعتَ مصحفاً في البيت ، هل يُجزئ عن القراءة ؟ لا يُجزئ .
" أسئلة الباب المفتوح " ( السؤال رقم 986 ) .
لكن إن لم يكن في أهل البيت من يستطيع أن يقرأ سورة البقرة ، ولم يكن هناك من يقرؤها لهم في البيت ، واستخدموا المسجل في قراءتها ، فالأظهر ، إن شاء الله ، أنه يحصل لهم هذه الفضيلة في البيت : فرار الشيطان منه ؛ لاسيما إن كان من أهل البيت من يستمع القراءة من المسجل .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:21
هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟
السؤال :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه : ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) . وسؤالي : هل يكفي أن يأتي الإنسان بالمسجل ، ويضع فيه شريطا مسجلا عليه سورة البقرة ، ويقوم بتشغيله حتى يقرأ كامل السورة ؟ أو لا بد أن يقرأ الإنسان بنفسه أو من ينوب عنه السورة ؟
الجواب:
الحمد لله
الأظهر- والله أعلم- أنه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من فرار الشيطان من ذلك البيت ، ولكن لا يلزم من فراره أن لا يعود بعد انتهاء القراءة، كما أنه يفر من سماع الأذان والإقامة ثم يعود حتى يخطر بين المرء وقلبه، ويقول له: اذكر كذا، واذكر كذا . . كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالمشروع للمؤمن أن يتعوذ بالله من الشيطان دوما، وأن يحذر من مكائده ووساوسه وما يدعو إليه من الإثم، والله ولي التوفيق " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (24/413) .
فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
فتاوى نور على الدرب
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:22
السؤال :
هل الحديث بخصوص تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للسحر صحيح ؟
فقد سمعت الكثير حول الموضوع .
الجواب :
الحمد لله
حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح ، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من أئمة الحديث ، وتلقاه أهل السنَّة بالقبول والرضا ، ولم يُنكره إلا المبتدعة ، وفيما يلي نص الحديث ، وتخريجه ، ومعناه ، ورد العلماء على من أنكره .
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( سُحِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ , حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَعَا , وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا فِيهِ شِفَائِي ؟ أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ ؟ قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ . قَالَ : فِيمَا ذَا ؟ قَالَ : فِي مُشُطٍ وَمُشَاقَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ . قَالَ فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ . فَخَرَجَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِعَائِشَةَ حِينَ رَجَعَ : نَخْلُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ . فَقُلْتُ : اسْتَخْرَجْتَهُ ؟ فَقَالَ : لا , أَمَّا أَنَا فَقَدْ شَفَانِي اللَّهُ , وَخَشِيتُ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عَلَى النَّاسِ شَرًّا , ثُمَّ دُفِنَتْ الْبِئْرُ )
رواه البخاري (3268) ومسلم (2189) .
مطبوب : مسحور .
(مُشط) : آلة تسريح الشعر .
(مشاقة) أو (مشاطة) : ما يسقط من الشعر .
(وجف طلع نخلة ذَكَر) : هو الغشاء الذي يكون على الطلع ، ويطلق على الذكر والأنثى , فلهذا قيده بالذَّكَر .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا : وكل ما أدَّى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثَمَّ ( هناك ) , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين .
قال : وقد قال بعض الناس : إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيراً ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة .
قلت – أي : ابن حجر - : وهذا قد ورد صريحاً في رواية ابن عيينة عند البخاري ، ولفظه : ( حتى كان يرى ( أي : يظن ) أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ) وفي رواية الحميدي : ( أنه يأتي أهله ولا يأتيهم ) .
قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده ... .
وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , ففي الصحيح أن شيطاناً أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ، ما ناله من ضرره لا يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين " انتهى .
"فتح الباري" (10/226، 227) باختصار .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" هديه صلى الله عليه وسلم في علاج السحر الذي سحرته اليهود به :
قد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوه نقصاً وعيباً ، وليس الأمر كما زعموا ، بل هو من جنس ما كان يعتريه من الأسقام والأوجاع ، وهو مرض من الأمراض ، وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما ، وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( سُحِر رسول الله حتى إن كان ليخيَّل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن ، وذلك أشد ما يكون من السحر ) قال القاضي عياض : والسحر مرض من الأمراض ، وعارض من العلل ، يجوز عليه كأنواع الأمراض مما لا يُنكر ، ولا يَقدح في نبوته .
وأما كونه يخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله : فليس في هذا ما يُدخل عليه داخلة في شيء من صدقه ؛ لقيام الدليل والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوز أن يطرأ عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ، ولا فُضِّل من أجلها ، وهو فيها عُرضة للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أنه يخيَّل إليه مِن أمورها ما لا حقيقة له ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى .
"زاد المعاد" (4/124) .
وبعد ، فقد تبيَّن صحة الحديث ، وعدم تنقصه من منصب النبوة ، والله سبحانه وتعالى يعصم نبيَّه صلى الله عليه وسلم قبل السحر وأثناءه وبعده ، ولا يعدو سحره عن كونه متعلقاً بظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي أهله وهو لم يفعل ، وهو في أمرٍ دنيوي بحت ، ولا علاقة لسحره بتبليغ الرسالة البتة ، وفيما سبق من كلام أهل العلم كفاية ، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى "فتح الباري" و "زاد المعاد" .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-06, 16:25
السؤال :
المعروف أن الشياطين تصفد في رمضان
وأن التثاؤب من الشيطان ... فلماذا نتثاءب في رمضان ؟
والمعروف أيضاً أن تصوير الإنسان محرم فهل يعتبر نقل التلفزيون للصور محرما ؟.
الجواب :
الحمد لله
روى البخاري ( 6226 ) ومسلم ( 2994 ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ وَحَمِدَ اللَّهَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا تَثَاءَبَ ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ ) .
قيل في معنى ذلك : إن الشَّيْطَان يُحِبّ أَنْ يَرَى الْإِنْسَان مُتَثَائِبًا ، ويعجبه ذلك منه ؛ لِأَنَّهَا حَالَة تَتَغَيَّر فِيهَا صُورَته فَيَضْحَك مِنْهُ ، وليس المراد أَنَّ الْمُرَاد أَنَّ الشَّيْطَان هو الذي فَعَلَ التَّثَاؤُب .
وقيل : إنما أضيف التثاؤب إلى الشيطان لأن التثاؤب ينشأ عن امتلاء البطن ، وينتج عنه التكاسل ؛ وَذَلِكَ إنما يكون بتأثير من الشَّيْطَان . قَالَ النَّوَوِيّ رحمه الله : أُضِيفَ التَّثَاؤُب إِلَى الشَّيْطَان لِأَنَّهُ يَدْعُو إِلَى الشَّهَوَات ، إِذْ يَكُون عَنْ ثِقَل الْبَدَن وَاسْتِرْخَائِهِ وَامْتِلَائِهِ , وَالْمُرَاد التَّحْذِير مِنْ السَّبَب الَّذِي يَتَوَلَّد مِنْهُ ذَلِكَ وَهُوَ التَّوَسُّع فِي الْمَأْكَل .
وقال المناوي رحمه الله : أضافه إليه لأنه الداعي إلى إعطاء النفس حظها من الشهوة ، وأراد به التحذير من السبب الذي يتولد منه وهو التوسع في المطعم والشبع فيثقل البدن عن الطاعة .
ولا إشكال في وجود التثاؤب من العبد في رمضان ، مع تصفيد الشياطين فيه ؛ لأنه على القول بأن معنى ذلك أن الشيطان يحبه ويرضاه ، فليس من شرط محبته ورضاه أن يكون طليقا ، بل يحصل ذلك منه ولو كان مصفدا .
وعلى القول بأن ذلك يكون من تأثير الشيطان ، تأثيرا مباشرا ، أو غير مباشر ، فقد قيل إن الذي يصفد في رمضان هم المردة من الشياطين فقط ، وأما غيرهم فيبقى على حاله ، فلعل التثاؤب يكون من فعل من لم يصفد منهم .
وأما على القول بأن المراد بتصفيد الشياطين أن إغواءهم وتصرفهم بالشر في المؤمنين يقل في ذلك الشهر عن غيره ، فلعل التثاؤب يكون من ذلك التصرف القليل الذي يتمكنون منه في رمضان .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:33
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
ما هي الوسائل الشرعية التي يُتقى بها السحر قبل وقوعه ؟.
الجواب :
الحمد لله
فإن من أهم الوسائل التي يُتقي به خطر السحر قبل وقوعه هو التحصن بالأذكار الشرعية ، والدعوات والتعوذات المأثورة ، ومن ذلك :
1- قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام .
2-ومن ذلك قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي : هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه وتعالى : ( اللَّه لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ )
3- ومن ذلك قراءة : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) خلف كل صلاة مكتوبة ، وقراءة السور الثلاث ( ثلاث مرات ) : في أول النهار بعد صلاة الفجر ، وفي أول الليل بعد صلاة المغرب .
4- ومن ذلك قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل ، وهما قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح } وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه} والمعنى والله أعلم : كفتاه من كل سوء .
5- ومن ذلك الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، في الليل والنهار ، وعند نزول أي منزل في البناء ، أو الصحراء ، أو الجو ، أو البحر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك
6- ومن ذلك : أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ( ثلاث مرات ) : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء .
وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان ، وثقة بالله واعتماد عليه ، وانشراح صدر لما دلت عليه .
وهي أيضا من أعظم السلاح لدفع السحر بعد وقوعه ، مع الإكثار من الضراعة إلى الله ، وسؤاله سبحانه : أن يكشف الضرر ، ويزيل البأس ، ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره ، وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بها أصحابه : ( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ) ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك )وليكرر ذلك ( ثلاث مرات ) .
والله أعلم .
مجموع فتاوى ومقالات
الشيخ عبد العزيز ابن باز
– رحمه الله – ج8 .
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:34
السؤال :
ما رأي سماحتكم في رجل استعمل الرقية
ولم ير أنها تنفعه فتحول عنه السحر
ويقول : إنه لا يضر مادام أنه لا يسبب شيئاً من المشاكل ؟.
الجواب :
الحمد لله
السحر منكر وكفر ، وإذا كان المريض لم يشف بالقراءة فالطب أيضاً لا يلزم منه الشفاء ؛ لأنه ليس كل علاج ينفع ويحصل به المقصود ، فقد يؤجل الله الشفاء إلى مدة طويلة ، وقد يموت الإنسان بهذا المرض ، وليس من شرط العلاج أن يشفى الإنسان ، وليس ذلك بعذر إذا عالج عند إنسان بالقراءة ولم يظهر له الشفاء أن يتوجه إلى السحرة ، لأن المكلف مأمور بتعاطي الأسباب الشرعية المباحة ، وممنوع من تعاطي الأسباب المحرمة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عباد الله تداووا ، ولا تداووا بحرام ) ، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) .
فالأمور كلها بيد الله سبحانه ، فهو الذي يشفي من يشاء ، ويقدر الموت والمرض على من يشاء ، كما قال سبحانه : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير ) الأنعام/17 ، وقال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ) يونس الآية/107
فعلى المسلم الصبر والاحتساب ، والتقيد بما أباح الله له من الأسباب و الحذر مما حرم الله عليه ، مع الإيمان بأن قدر الله نافذ وأمره سبحانه لا راد له ، كما قال عز وجل : ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس/82
وقال سبحانه : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) التكوير/29 ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
م/8 ص/112.
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:35
السؤال :
هل يجوز تعلم حل أو فك السحر عن المسحور ؟.
الجواب :
الحمد لله
إذا كان بالشيء المباح من الأدعية الشرعية ، أو الأدعية المباحة ، أو الرقية الشرعية ، فلا بأس ، أما أن يتعلم السحر ليحل به السحر أو لمقاصد أخرى فذلك لا يجوز ، بل هو من نواقض الإسلام ، لأنه لا يمكن تعلمه إلا بالوقوع في الشرك ، وذلك بعبادة الشياطين من الذبح لهم ، والنذر لهم ، ونحو ذلك من أنواع العبادة
والذبح والتقرب إليهم بما يحبون حتى يخدموه بما يحب ، وهذا هو الاستمتاع الذي ذكره الله سبحانه بقوله تعالى : ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ) سورة الأنعام /128
مجموعة فتاوى ومقالات متنوعة
للشيخ ابن باز ص 118.
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:36
السؤال :
ما مدى صحة تخيل المريض للعائن من جراء القراءة
أو طلب الراقي من القرين أن يخيل للمريض من أصابه بالعين ؟.
الجواب :
الحمد لله
تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك هو عمل شيطاني لا يجوز ؛ لأنه استعانة بالشياطين ، فهي التي تتخيل له بصورة الإنسي الذي أصابه ، وهذا عمل محرم لأنه استعانة بالشياطين ، ولأنه يسبب العداوة بين الناس ، ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس ، فيدخل في قوله تعالى : " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " الجن : 6 .
والله أعلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:37
السؤال :
لي صديق عندما كان صغيراً لم يكن يستطيع النوم ويرى كوابيس ، كان أبوه يأخذه لرجل من الأولياء ، وقد صنع له هذا الرجل قلادة من أشياء كالصناديق الصغيرة تحتوي على كتابات مقدسة .
هل هذا جائز في الإسلام ؟
عمره الآن 24 سنة فماذا تنصحه أن يفعل لكي يتخلص من هذه الكوابيس ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز الذهاب إلى الكهنة والعرافين ، والمشعوذين ، ومن ذهب إليهم وسألهم عن شيء لم تُقْبِل منه صلاة أربعين يوماً ، ومن صدَّقهم بأنهم يعلمون الغيب أو يكشفون الضر ويجلبون النفع فهو كافر كما جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا يجوز تعليق الخرز والتمائم ، وقد جاء الوعيد الأكيد في السنة الصحيحة لمن فعل ذلك .
عن عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك عن واحد فقالوا : يا رسول الله بايعتَ تسعة وتركت هذا ، قال : إن عليه تميمة ، فأدخل يده فقطعها فبايعه وقال : من علق تميمة فقد أشرك . رواه أحمد ( 16969 ) . والحديث : صححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 492 ) .
وفيه – عن الشيخ سليمان بن عبد الوهاب - :
هذا اختلاف العلماء في تعليق القرآن وأسماء الله وصفاته فما ظنك بما حدث بعدهم من الرقى بأسماء الشياطين وغيرهم وتعليقها بل والتعلق عليهم والاستعاذة بهم والذبح لهم وسؤالهم كشف الضر وجلب الخير مما هو شرك محض وهو غالب على كثير من الناس إلا من سلم الله . اهـ.
وعن الشيخ حافظ حكمي :
وإن تكن - أي : التمائم - مما سوى الوحيين بل من طلاسم اليهود وعبَّاد الهياكل والنجوم والملائكة ومستخدمي الجن ونحوهم أو من الخرز أو الأوتار أو الحلق من الحديد وغيره فإنها شرك - أي : تعليقها شرك - بدون ميْن - أي : شك - . اهـ
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:38
السؤال :
يوجد رجل يدعي أنه يتعامل مع الجن
ويقول : إنه على استعداد بأن يقوم بدفع الأرباح مضاعفة لمن يتعامل معه
فمثلاً إذا أعطيته مبلغ مليون فإنه يستخدم مادة الزئبق ، للتعامل مع الجن ، وبعدها يعطي أرباح خمسة ملايين ريال تقريباً ، فما رأي فضيلتكم فيما يدعيه هذا الشخص
وهل صحيح أن الجن يحضرون مبالغ لمن يستخدمهم على حد زعمه ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أرى أن هذا لا يجوز ، حيث أن التعامل معهم غالباً لا يكون إلا بعد التقرب إليهم بما يحبون ، وهو عمل الساحر الذي يتقرب إلى الشيطان بما يحب حتى يبطل عمله ، وهكذا لما ذكر من استخدامهم الزئبق ، فإنه خداع وأكل للمال بالباطل ، وقد يدخل في القمار والاختلاس ، فإن عمل الشياطين يكون بالتخييل والسحر ، ومعلوم أنهم لا يملكون مثل ما نملك من الأموال والنقود والأمتعة ، فإذا أعطوا الإنسان شيئاً من ذلك فإما أن يكون من التخييل الذي لا حقيقة له ، أو أنه اختلاس من أموال الناس ، فلا يحق التعامل معهم . انتهى
وفي الحقيقة فإن كثيراً من هؤلاء المشعوذين الذين يدّعون تكثير الأموال هم محتالون وكذابون ويخدعون الناس ويأكلون أموالهم وأعمالهم لا تعدو أن تكون أعمال نصب واحتيال والجرائد طافحة بمثل هذه الأخبار نسأل الله السلامة .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:39
السؤال :
هل للسحر أثر على العلاقة الزوجية ؟.
الجواب :
الحمد لله
الساحر يتعاطى أموراً يسحر بها الناس تارة بالتخييل ، كما قال الله عن سحرة فرعون : ( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) طه/66 ، ويعملون أعمالاً تغير مناظر الأمور في أعين الناس حتى يروا الأشياء على غير ما هي عليه ، كما قال تعالى في سورة الأعراف : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم )/166
فهم يفعلون أشياء تسحر العيون ، حتى يرى الحبل حية والعصا حية تمشي ، وهي ليست حية وإنما عصا أو حبل ، وكذلك يسحرون الناس بأمور أخرى مما يبغض الرجل إلى امرأته ، والمرأة إلى زوجها ، مما يسحرون به أعينهم ، وبما يعطونهم من أدوية خبيثة يتلقونها عن الشياطين ، وبما يعقدون من العقد التي ينفثون فيها بدعوة غير الله من الشياطين ، والاستعانة بهم في إضرار الناس ، فيخيل للرجل أن زوجته غير الزوجة المعروفة ، فيراها في طلعة قبيحة ينفر منها ويبغضها ، ويخيل للمرأة أن زوجها غير زوجها المعروف في صورة قبيحة وفي صورة مفزعة ، بأسباب مما وقع من هؤلاء المجرمين . فسحرهم على نوعين : نوع يكون بالتخييل والتزوير على العيون حتى ترى الأشياء على غير ما هي عليه .
ونوع آخر منه يسمى الصرف والعطف ، يكون بالعقد والنفث والأدوية ، التي يصنعونها من وحي الشياطين وما تزينه لهم ويدعونهم إليه وهذا النوع الثاني يحصل به تحبب الرجل إلى امرأته ، أو بغضه لها والعكس ، وهكذا غير الزوج والزوجة مع الناس الآخرين ، ولهذا شرع الله لنا للاستعاذة من شر النفاثات في العقد ، وشرع لنا الاستعاذة من كل سوء .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
م/8 ص/80.
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:41
السؤال :
ما هو القول الصحيح في حكم الساحر ؟.
الجواب :
الحمد لله
السحر بكل أنواعه محرم في كل الشرائع ومجمع على تحريمه وتحريم تعلمه .
وهو يخالف ما جاءَت به الرسل ويعارض ما أنزلت من أجله الكتب .
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى أن الساحر كافر يجب على وليّ الأمر قتله .
قال تعالى { وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ... } .
وقال { وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر } أي بعمل السحر فثبت أن هذا كفر .
وذهب أكثر فقهاء الشافعية إلى أن الساحر لا يكفر إلا إذا اعتقد إباحة السحر أو اعتقد مثل ما يعتقده أهل بابل من التقرب للكواكب السبعة .
وفيه نظر ولا دليل على اشتراط الاعتقاد .
والصحيح أن الساحر كافر سواء اعتقد تحريمه أو لم يعتقد فمجرد عمل السحر كفر وهذا ظاهر الأدلة وليس في النصوص الأخرى ما يعارضها .
وحين يثبت وصف السحر على شخص ما فإنه يقتل وجوباً فقد ثبت ذلك عن جماعة من الصحابة ولكن ليس لآحاد الناس إقامة الحدود دون أمر السلطان أو من يقوم مقامه لأنه يترتب على إقامة الحدود دون ولاة الأمور فساد وزعزعة للأمن وذهاب هيبة السلطان .
الشيخ سليمان العلوان
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:43
السؤال :
أُثِيرَت في الأيام الماضية قضية دخول الجن بدن الإنسان
وأن هذا مستحيل عقلاً !!
بسبب الاختلاف في أصل الخلقة
إذ خلق الإنسان من طين وخلق الجن من نار
وإن الشياطين لا تملك سوى الوسوسة ولم يجعل الله لها سلطة على الإنسان !
وأن الأشرطة المسجلة التي تتداول ليست دليلاً على هذا الأمر
فما ردكم على ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله
إن دخول الجان بدن الإنسان ثابت بالكتاب والسنة واتفاق أهل السنة والجماعة والمشاهد والمحسوس ، ولم يخالف في ذلك إلا المعتزلة الذي قدموا معقولاتهم على أدلة الكتاب والسنة ، ونحن نذكر من ذلك ما تيسر :
قال الله عز وجل : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا .. ) البقرة/275
قال القرطبي في تفسيره (ج3ص355 ) : ( هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن ، وزعم أنه من فعل الطبائع وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان ولا يكون منه مس )
وقال ابن كثير في تفسير (ج1ص32 ) بعد أن ذكر الآية السابقة ( أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له ، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً ، وقال ابن عباس : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق ) .
وجاء في الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي عن أبي اليسر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو : ( اللهم إني أعوذ بك من التردي والهرم والغرق والحرق وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ... )
قال المناوي في فيضه ( ج2ص148 ) في شرح عبارة ( وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ) أي يصرعني ويلعب بي ويفسد ديني أو عقلي ( عند الموت ) بنزعاته التي تزل بها الأقدام ، وتصرع العقول والأحلام وقد يستولي على المرء عند فراق الدنيا فيضله أو يمنعه من التوبة ... الخ
وقال ابن تيمية ( مجموع الفتاوى 24/276 ) دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة /275 وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) أ.هـ
وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواماً يقولون إن الجن لا يدخل في بدن المصروع فقال : ( يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه ) . قال ابن تيمية معلقاً ( هذا الذي قاله مشهور فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويُضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضُرب به جمل لأثر به أثراً عظيماً ، والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ، ولا بالكلام الذي يقوله
وقد يَجُر المصروع وغير المصروع ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول الآلات وينقل من مكان إلى مكان ويجري غير ذلك من الأمور ، ومن شاهدها أفادته علماً ضرورياً بأن الناطق على لسان الإنس ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ، ويقول رحمه الله : ( وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن بدن المصروع وغيره ، ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يُكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ) .
فدخول الجن إلى جسد الإنس إذاً ثابت بالكتاب العزيز والسنة المطهرة وباتفاق أهل السنة والجماعة الذي سردنا بعضاً من أقوالهم .
وأما قول الله عز وجل : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) فهو لا شك دليل واضح على أن الجن لا يستطيعون أن يضروا أحداً بسحر أو بصرع أو غيره من أنواع الإيذاء أو الإضلال إلا بإذن الله ، كما قال الحسن البصري : من شاء الله سلطهم عليه ، ومن لم يشأ لم يسلط ولا يستطيعون من أحد إلا بإذن الله ، كما قال الله تعالى
فالشيطان ( وهو الجني الكافر ) قد يسلط على المؤمنين بذنوبهم وبعدهم عن ذكر الله وتوحيده وإخلاص العبادة له ، وأما عباد الله الصالحين فلا قدرة له عليهم كما قال تعالى : ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلاً ) الإسراء/65 .
وقد كانت العرب في الجاهلية تعرف ذلك جيداً وتتداوله في أشعارها فقد شبه الأعشى ناقته في نشاطها بالجنون في قوله :
وتصبح عن غب السرى وكأنما ألم بها من طائف الجن أولق
والأولق : شبه الجنون .
أما أسباب الصرع :
فقد بين ابن تيمية ( مجموع الفتاوى 19/39 ) ذلك بقوله : ( إن صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس ... وقد يكون وهو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدون أذاهم إما يبول على بعضهم وإما يصب ماءً حاراً وإما بقتل بعضهم ، وإن كان الإنس لا يعرف ذلك ، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه ، وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس ) انتهى .
أقول : ولعل النجاة من ذلك هو ذكر الله والتسمية عند بدء الأمور كلها كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم التسمية وذكر الله عند أمور كثيرة مثل أكل الطعام والشراب وعند ركوب الدابة وعند وضع الثياب للحاجة وعند الجماع وغيرها من الأمور ..
وأما عن علاجه فيقول ابن تيمية ( مجموع الفتاوى 19/42 ) : ( والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسوله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأن الله يقول : ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) ثم قال : وإذا لم يرتدع الجني بالأمر والنهي والبيان فإنه يجوز نهره وسبه وتهديده ولعنه
كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الشيطان عندما جاء بشهاب ليرميه في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : ( أعوذ بالله منك ، وألعنك بلعنة الله - ثلاثاً ) رواه البخاري ، ويستعان عليه أيضاً بذكر الله وقراءة القرآن ، وخاصة أية الكرسي فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( فإنه من قرأها لن يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان حتى يصبح ) رواه البخاري وقراءة المعوذتين كذلك .
وأما الطبيب النفساني الذي لا يعتمد على ما ذكرنا في علاجه للمصروع فإنه لن ينفع المصروع بشيء .
والمسألة تحتمل البسط أكثر من ذلك وفيما ذكرناه كفاية للمتبع .
والحمد لله رب العالمين .
المرجع :
مسائل ورسائل/
محمد الحمود النجدي ص23
*عبدالرحمن*
2018-04-07, 05:44
السؤال :
رجل ممن يعملون عندي والدي أقنعه أنه مصاب بالعين
وأحضر له حجراً وقال :
ضعها في جيبك حتى تقيك من العين
ثم بعد فترة أحضر له ورقة مكتوباً فيها ا ب ع د وأسفل الورقة الله الحامي وبعض الكتابات الغير مفهومة والطلاسم والخرابيش فنحن نريد أن نتخلص من هذه الورقة لأنها غير مشروعة ولكن لم نعرف الطريقة الصحيحة للتخلص منها دون أي مضرة لنا
وأرجو من فضيلتك بعض الكلمات المفيدة والناصحة لنا.
الجواب :
الحمد لله
أولا :
العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، والوقاية منها تكون بالرقية الشرعية ، والأوراد النبوية ، لا بالتمائم ، ولا بالتعاويذ التي يكتبها الدجاجلة والمشعوذون .
ثانيا :
حمل الأحجار أو التعاويذ بقصد الحماية من العين أو السحر ، يدخل في تعليق التمائم المنهي عنه ، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا . قَالَ : إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَبَايَعَهُ ، وَقَالَ : ( مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ ) رواه أحمد (16781) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 492 ) .
وروى أحمد (17440) عن عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ) والحديث حسنه الأرنؤوط في تحقيقه على المسند.
والودعة : واحدة الودع ، وهي أحجار تؤخذ من البحر يعلقونها لدفع العين.
قال الخطابي رحمه الله: " التميمة يقال إنها خرزة كانوا يعلقونها يرون أنها تدفع الآفات ".
وقال البغوي رحمه الله : " التمائم: جمع تميمة وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين بزعمهم فأبطلها الشرع ". "التعريفات الاعتقادية" ص 121 .
والصحيح من قولي العلماء تحريم التميمة ولو كانت من القرآن ، وانظري السؤال رقم (10543) ، وأما ما اشتمل على الحروف والكلمات المجهولة فلا خلاف في تحريمه ، ولا يؤمن أن تكون سحرا ، أو استعانة بالجن .
ثالثا :
طريقة التخلص من التمائم ومن السحر عند العثور عليه : يكون بحل العقد – إن وجدت - وفصل الأجزاء بعضها عن بعض ثم إتلافها بالحرق ونحوه ؛ لما ثبت من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان رجل من اليهود يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يأمنه ، فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار ، فاشتكى لذلك أياما. وفي حديث عائشة : ( ستة أشهر ) فأتاه ملكان يعودانه فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه
فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عُقَدا ، فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل إليه رجلا وأخذ منه العقد لوجد الماء قد اصفر . فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين وقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، قال : فبعث عليا رضي الله عنه فوجد الماء قد اصفر فأخذ العقد فجاء بها ، فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية ، فجعل يقرأ ويحل ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فبرأ ) أورده الألباني في السلسة الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشَّعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر " انتهى من "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (8/144) .
فالتخلص من الورقة التي مع أبيك ، يكون بتمزيقها ، وحرقها ، مع تذكيره بالتوبة إلى الله تعالى من تعليق التمائم والتعلّق بها .
والله أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:00
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
هل يجوز أن نقرأ القرآن على خيط أو ما شابهه، ثم نربطه حول معصم الطفل لحمايته من العين أو من الأمراض؟
أو بدلا عن ذلك
فهل يجوز أن نقوم بوضع آيات قرآنية داخل كبسولة معدنية صغيرة ثم نربطها حول معصم المسلم لحمايته من الاصابة بالعين أو البلايا؟
الناس عندنا في حينا السكني يعملون الأمرين أعلاه كثيرا.
إنهم يقصدون إمام المسجد المحلي ليقدم لهم هذه الخدمات.
وأنا لا أريد أن أفعل هذا لطفلي ما لم يكن هناك سبب تقبل به الشريعة.
أرجو أن تساعدني في الوصول للحقيقة.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز ربط هذه الخيوط أو القلائد ، قال صلى الله عليه وسلم : " من تعلّق تميمة فلا أتمّ الله عليه "
وقال : " من تعلّق شيئا وُكل إليه " ، وقال : " من تعلّق تميمة فقد أشرك " .
وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقطعها كما في الحديث عن عمران بن الحصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال ما هذه الحلقة قال هذه من الواهنة قال انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا . رواه ابن ماجة .
الشيخ وليد الفريان .
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:01
السؤال :
اختفى دفتر فواتير مهم خاص بالمؤسسة وعدم ظهوره سوف يكلفني الكثير أرسلت أحد أقاربي إلى رجل دين وسأله عن كيفية الحصول على هذا الدفتر
المهم : أمر بإحضار طفل عمره 11-12 سنة وأعطاه بيضة كتب عليها كتابة بالأزرق وغطى الطفل بشماغ وأخذ يقرأ ما تيسر من القرآن ثم سأل الطفل هل يرى الشخص الذي أخذ الدفتر فذكر الطفل شكل واسم شخص نعرفه تماماً ولا يعرفه هذا الطفل فما الحكم في هذا ؟.
الجواب :
الحمد لله
أولا :
دلت الأدلة الصحيحة على تحريم إتيان العرافين والكهنة ، وسؤالهم وتصديقهم ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم (2230) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه أحمد (9779) وأبو داود (3904) والترمذي (135) وابن ماجه (936) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
قال البغوي رحمه الله :
" العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك "
نقله في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/178) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والعراف : قيل هو الكاهن ، وهو الذي يخبر عن المستقبل .
وقيل : هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها ، وهذا المعنى أعم ، ويدل عليه الاشتقاق ؛ إذ هو مشتق من المعرفة ، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة ".
انتهى من "القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/48) .
فالتوصل إلى معرفة السارق بالطريقة التي ذكرت ، نوع من العرافة والكهانة المحرمة ، التي تعتمد على استخدام الجن والوثوق بهم ، ولا ينبغي الانخداع بقراءة العراف لشيء من القرآن ، فهذا من الحيلة والتمويه التي يلجأ إليها هؤلاء المبطلون .
ثانيا :
ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من يدعي معرفة المسروقات أو أن الجن تخبره بذلك ، قال ابن نجيم رحمه الله في بيان المكفّرات : " وبإتيان الكاهن وتصديقه ، وبقوله : أنا أعلم المسروقات ، وبقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي " انتهى من البحر الرائق (5/130) .
وإنما يكفر بقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي ؛ لأن الجن كالإنس لا يعلمون الغيب ، كما قال تعالى عنهم : ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) سبأ/14 ، قاله في حاشية البحر الرائق .
وأما إتيان العراف وسؤاله ، فيه تفصيل :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" سؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام :
القسم الأول : أن يسأله سؤالا مجردا ؛ فهذا حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتي عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة ) ؛ فإثبات العقوبة على سؤاله يدل على تحريمه ؛ إذ لا عقوبة إلا على فعل محرم .
القسم الثاني : أن يسأله فيصدقه ، ويعتبر قوله ؛ فهذا كفر لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن ، حيث قال تعالى : ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) النمل/65 .
القسم الثالث : أن يسأله ليختبره : هل هو صادق أو كاذب ، لا لأجل أن يأخذ بقوله ؛ فهذا لا بأس به ، وقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم ابن صياد ؛ فقال : ( ماذا خبأت لك ؟ قال : الدخ . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( اخسأ ؛ فلن تعدو قدرك ) .
فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن شيء أضمره له ؛ لأجل أن يختبره ؛ فأخبره به .
القسم الرابع : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه ، فيمتحنه في أمور ، وهذا قد يكون واجبا أو مطلوبا " انتهى من "القول المفيد" (2/49) .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سُرق ، ونذهب لأحد الأشخاص ويعرف بالمخبر ، ونشرح له ذلك ، ويوعدنا خيرا ، وأحيانا نسترجع المفقود ، وأحيانا لا ، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص ؟
فأجابت : " لا يجوز ذهابكم إليه لأنه كاهن ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم "انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (1/410) .
وسئلوا أيضاً (1/411) : قلتم في سؤال سابق لي وجوابه إن الذهاب إلى المخبر لا يجوز لأنه كاهن . أود أن أشير هنا أن الأشخاص الذين نذهب لهم معروفون بتمسكهم بتعاليم الدين الحنيف ، ولا يقرأون غير القرآن والأحاديث الشريفة في مثل تلك المسائل التي ذكرتها في سؤالي ، فما حكم ذهابنا إليهم ؟
فأجابوا : " مجرد قراءة القرآن والأحاديث لا يُعرف به مكان المفقود ، ولا يسترجع به ، ومن ذهب إلى من يدعي معرفة مكان المفقود بمجرد قراءة القرآن والأحاديث فهو ملتجئ إلى كاهن دجال ، ولو ادعى أنه صالح متمسك بالدين ، وقد يتظاهر بقراءة القرآن والحديث الشريف للتضليل والتلبيس ، وهم في الباطن من الكهنة والعرافين " انتهى .
ثالثا :
على من أتى هذا العراف وسأله ، أن يتوب إلى الله تعالى ، بالندم على فعله ، والعزم على ألا يعود إليه ، وأن لا يتهم أحدا بالسرقة اعتمادا على قول العراف ومساعديه من الجن ، فإن الجن يكذبون ، وقد يتهمون البريء للإيقاع والإفساد بين المسلمين . والتوبة هنا تلزم من أتى العراف وسأله ، كما تلزم من دله وأرشده ، فإن الجميع واقعون في المعصية .
وينبغي للمسلم أن يفزع إلى الله تعالى ، ويلجأ إليه عند حلول الحوادث والمصائب ، فإن الأمر كله بيده سبحانه ، كما قال : ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62 .
ولا يليق بمسلم أبداً أن يعرض دينه للضياع من أجل أن يجد شيئا فُقِدَ منه ، فإن أغلى ما يجب على المسلم الحفاظ عليه هو دينه ، وليبذل في سبيل الحفاظ على دينه ما أمكنه بذله من نفس ومال .... وكل شيء ، ولا يجوز أبداً بحال من الأحوال أن يكون الأمر بالعكس .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:03
السؤال :
أحضرنا خادمة ، والآن بعد مرور 7 شهور ذات يوم بعد خروجها من دورة المياه وجدنا في مكانها شعر ملفوف غير طبيعي ومربوط عليه بخيط أربع لفات مع العلم أن الشعر ليس من شعر أهل البيت ثم قمنا بتفتيش حقيبتها فوجدنا أربع لفات من نفس الشعر وكل لفة معقود عليها بأربع لفات
ماذا نفعل بالشعر ؟
مع العلم أيضا أن الشعر ليس شعر الخادمة .
الجواب :
الحمد لله
لف الشعر وعقده بالخيط من الطرق التي يستعملها السحرة في سحرهم وضلالهم ، فإنهم يعقدون العقد وينفثون عليها بتعاويذهم الباطلة . ومن وجد شيئا من ذلك فليحل العقد وليفصل الأجزاء بعضها عن بعض مع قراءة المعوذات ، ثم يتلفها بالحرق ونحوه ؛ لما ثبت من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : ( كان رجل من اليهود يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان يأمنه ، فعقد له عُقَدا فوضعه في بئر رجل من الأنصار
فاشتكى لذلك أياما ، وفي حديث عائشة : ( ستة أشهر ) فأتاه ملكان يعودانه ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، فقال أحدهما : أتدري ما وجعه ؟ قال : فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عُقَدا فألقاه في بئر فلان الأنصاري ، فلو أرسل إليه رجلا وأخذ منه العقد لوجد الماء قد اصفر . فأتاه جبريل ، فنزل عليه بالمعوذتين
وقال : إن رجلا من اليهود سحرك ، والسحر في بئر فلان ، قال : فبعث رجلا ( وفي طريق أخرى : فبعث عليا رضي الله عنه ) فوجد الماء قد اصفر ، فأخذ العقد فجاء بها ، فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية فحلها ، فجعل يقرأ ويحل ، فجعل كلما حل عقدة وجد لذلك خفة ، فبرأ ) . أورده الألباني في السلسة الصحيحة (6/615) وعزاه للحاكم (4/460) والنسائي (2/172) وأحمد (4/367) والطبراني .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " ومن علاج السحر أيضا وهو من أنفع علاجه : بذل الجهود في معرفة موضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك ، فإذا عرف واستخرج وأتلف بطل السحر " انتهى . "مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (3/280) .
وقال أيضا : " ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلا جعل شيئا من الشعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك ، إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر "
"مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز" (8/144) .
وينبغي الحذر من هذه الخادمة والسعي في إرجاعها إلى بلدها ، كما ينبغي لأهل المنزل أن يتحصنوا بالأذكار الشرعية ، كأذكار الصباح والمساء والنوم ، والدخول والخروج ، والأكل والشرب .
ومن الأمور التي يتقى بها خطر السحر قبل وقوعه : " أهم ذلك وأنفعه هو التحصن بالأذكار الشرعية والدعوات والمعوذات المأثورة ومن ذلك : قراءة آية الكرسي خلف كل صلاة مكتوبة بعد الأذكار المشروعة بعد السلام ، ومن ذلك : قراءتها عند النوم ، وآية الكرسي هي أعظم آية في القرآن الكريم وهي قوله سبحانه : ( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة/255 .
ومن ذلك : قراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ، خلف كل صلاة مكتوبة ، وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب .
ومن ذلك : قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في أول الليل وهما قوله تعالى : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المصير . . . إلى آخر السورة ) .
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) وصح عنه أيضا صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) والمعنى والله أعلم : كفتاه من كل سوء .
ومن ذلك : الإكثار من التعوذ بـ ( كلمات الله التامات من شر ما خلق ) في الليل والنهار وعند نزول أي منزل في البناء أو الصحراء أو الجو أو البحر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ) .
ومن ذلك : أن يقول المسلم في أول النهار وأول الليل ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) لصحة الترغيب في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك سبب للسلامة من كل سوء .
وهذه الأذكار والتعوذات من أعظم الأسباب في اتقاء شر السحر وغيره من الشرور لمن حافظ عليها بصدق وإيمان وثقة بالله واعتماد عليه وانشراح صدر لما دلت عليه ، وهي أيضا من أعظم السلاح لإزالة السحر بعد وقوعه مع الإكثار من الضراعة إلى الله وسؤاله سبحانه أن يكشف الضرر ويزيل البأس .
ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره - وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بها أصحابه - : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقما ) يقولها ثلاثا .
ومن ذلك : الرقية التي رقى بها جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك ) ويكرر ذلك ثلاث مرات . انتهى من "
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (3/277- 279) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:04
السؤال :
لدي زميلة توفيت جدتها مسحورة بعد 3 سنوات من السحر
وقد حاولوا علاجها ولكن لم يفد ذلك
وتسألني زميلتي هل موتها عادي أم أن هناك فضلاً أو أي شيء يميز الإنسان الذي يموت وهو مسحور؟.
الجواب :
الحمد لله
لم نقف على دليلٍ أو نقلٍ ـ بعد البحث ـ يدل على فضل من مات بالسحر ، إلا أن المسحور إن صبر على بلواه كان له أجر الصابرين ، وما أعظمه من أجر . قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 ، وقال : ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ . الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) البقرة/155- 157
وقال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) رواه الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى البخاري (5653) ومسلم (2576) عن عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ قُلْتُ : بَلَى . قَالَ : هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ، أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : إِنِّي أُصْرَعُ ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي . قَالَ : ( إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ ) فَقَالَتْ : أَصْبِرُ . فَقَالَتْ : إِنِّي أَتَكَشَّفُ ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ ، فَدَعَا لَهَا .
وليعلم أن السحر له حقيقة ، وقد يؤدي إلى مرض المسحور ، وربما أدى إلى قتله .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " وأما السحر في الشرع ؛ فإنه ينقسم إلى قسمين :
الأول : عُقَدٌ وَرُقىً ؛ أي : قراءات وطلاسم يتوصل بها الساحر إلى استخدام الشياطين فيما يريد به ضرر المسحور ، لكن قد قال الله تعالى : ( وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ ) البقرة/102 .
الثاني : أدوية وعقاقير تؤثر على بدن المسحور وعقله وإرادته وميله ؛ فتجده ينصرف ويميل ، وهو ما يسمى عندهم بالصرف والعطف .
فيجعلون الإنسان ينعطف على زوجته أو امرأة أخرى ، حتى يكون كالبهيمة تقوده كما تشاء ، والصرف بالعكس من ذلك .
فيؤثر في بدن المسحور بإضعافه شيئا فشيئا حتى يهلك .
وفي تصوره بأن يتخيل الأشياء على خلاف ما هي عليه .
وفي عقله ؛ فربما يصل إلى الجنون و العياذ بالله " انتهى من "شرح كتاب التوحيد" (2/5) .
هذا وقد ينال المسحور أجر الشهيد إذا أدى السحر إلى مرضه بداء البطن ، أو الطاعون ، أو ذات الجنب ، أو ماتت المرأة وهي في حال الولادة ، فقد روى أحمد (23804) وأبو داود (3111) والنسائي (1846) أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( مَا تَعُدُّونَ الشَّهَادَةَ ؟ قَالُوا : الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ . الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ . وَالْغَرِقُ شَهِيدٌ . وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ . وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ . وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ . وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ . وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدٌ ) والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال في "عون المعبود" :
" ( المطعون ) هو الذي يموت بالطاعون ( والغرق شهيد ) إذا كان سفره طاعة ( وصاحب ذات الجنب ) وهي قرحة أو قروح تصيب الإنسان داخل جنبه ثم تفتح ويسكن الوجع وذلك وقت الهلاك ، ومن علاماتها الوجع تحت الأضلاع وضيق النفس مع ملازمة الحمى والسعال ( والمبطون ) من إسهال أو استسقاء أو وجع بطن ( وصاحب الحريق ) أي المحرق وهو الذي يموت بالحرق ( تحت الهدم ) أي حائط ونحوه .
( والمرأة تموت بجُمع ) قال الخطابي : معناه أن تموت وفي بطنها ولد " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:06
السؤال :
ما العلاج لمن به صرف أو عطف أو سحر ؟
وكيف يمكن للمؤمن أن ينجو من ذلك ولا يضره فعله وهل هناك أدعية أو ذكر من القرآن والسنة لذلك الشيء ؟.
الجواب :
الحمد لله
هناك أنواع من العلاج :
أولاً : ينظر فيما فعله الساحر ، إذا عرف أنه مثلاً جعل شيئاً من الشعر في مكان ، أو جعله في أمشاط ، أو في غير ذلك إذا عرف أنه وضعه في المكان الفلاني أزيل هذا الشيء وأحرق وأتلف فيبطل مفعوله ويزول ما أراده الساحر .
ثانياً : أن يلزم الساحر إذا عرف أن يزيل ما فعل ، فيقال له : إما أن تزيل ما فعلت أو تضرب عنقك ، ثم إذا أزال ذلك الشيء يقتله ولي الأمر ، لأن الساحر يقتل على الصحيح بدون استتابة ، كما فعل ذلك عمر رضي الله عنه ، وقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ( حد الساحر ضربه بالسيف ) ولما علمت حفصة أم المؤمنين رضي لله تعالى عنها أن جارية لها تتعاطى السحر قتلتها .
ثالثاً : القراءة فإن لها أثراً عظيماً في إزالة السحر : وهو أن يقرأ على المسحور أو في إناء آية الكرسي وآيات السحر التي في سورة الأعراف ، وفي سورة يونس ، وفي سورة طه ، ومعها سورة الكافرون وسورة الإخلاص والمعوذتين ، ويدعو له بالشفاء والعافية ، ولاسيما بالدعاء الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو : ( اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً )
ومن ذلك ما رقى به جبرائيل النبي صلى الله عليه وسلم وهو : ( بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ويكرر هذه الرقية ثلاثاً ، ويكرر قراءة ( قل هو الله أحد ) و ( المعوذتين ) ثلاثاً ، ومن ذلك أن يقرأ ما ذكرناه في ماء ويشرب منه المسحور ، ويغتسل بباقيه مرة أو أكثر حسب الحاجة ، فإنه يزول بإذن الله تعالى ، وقد ذكر هذا العلماء رحمهم الله ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في كتاب : ( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ) في ( باب ما جاء في النشرة ) وذكره غيره.
رابعاً : أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر ويدقها ويجعلها في ماء ويقرأ فيه ما تقدم من الآيات والسور السابقة والدعوات فيشرب منه ويغتسل ، كما أن ذلك ينفع في علاج الرجل إذا حبس عن زوجته فتوضع السبع ورقات من السدر الأخضر في ماء فيقرأ فيه ما سبق ثم يشرب منه ويغتسل ، فإنه نافع بإذن الله جل وعلا .
والآيات التي تقرأ في الماء وورق السدر بالنسبة للمسحورين ومن حبس عن زوجته ولم يجامعها هي كما يلي :
1- قراءة الفاتحة .
2- قراءة آية الكرسي من سورة البقرة وهي قوله تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السموات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم )/255
3- قراءة آيات الأعراف وهي قوله تعالى : ( قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم
وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجراً إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم لمن المقربين قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ) /106-122
4- قراءة آيات في سورة يونس وهي قوله تعالى : ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون )79-82
5- قراءة آيات من سورة طه ، وهي قوله عز وجل : ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ) /65-69
6- قراءة سورة الكافرون .
7- قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين وهما : سورة الفلق والناس ( ثلاث مرات ) .
8- قراءة بعض الأدعية الشرعية مثل : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ) ( ثلاث مرات ) فهذا طيب ، وإذا قرأ مع ذلك ( باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك ) ( ثلاث مرات ) فهذا طيب . وإن قرأ ما سبق على المسحور مباشرة ونفث على رأسه أو على صدره ، فهذا من أسباب الشفاء بإذن الله أيضاً كما تقدم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
م/8 ص / 144
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:07
السؤال :
أنا رجل طلقت زوجتي ثم تزوجت بزوجة أخرى وعندما أردت معاشرتها شعرت بأمور غريبة وكأنني مسحور فذهبت إلى شيخ فأعطاني وصفة علاجية غريبة وسؤالي هو
لماذا لم أستطع معاشرة زوجتي الجديدة ؟
وما هو حكم ذلك الشيخ الذي يعالج الناس بغير القرآن ؟
أفتونا مأجورين ...
الجواب :
الحمد لله
إذا كانت الزوجة القديمة قد أقرت بهذا العمل أو ثبت عليها ذلك بالبينة فقد فعلت منكرا عظيما بل كفرا وضلالا ؛ لأن عملها هذا هو السحر المحرم ، والساحر كافر كما قال الله سبحانه : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ
عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )
فهذه الآية الكريمة تدل على أن السحر كفر وأن الساحر كافر والسحرة يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم وأن من مقاصدهم التفريق بين المرء وزوجه وأنه لا خلاق لهم عند الله يوم القيامة - يعني لا حظ لهم في النجاة - وفي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( اجتنبوا السبع الموبقات قيل وما هن يا رسول الله ؟ قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
أما الشيخ الذي أعطاك الدواء فالظاهر أنه ساحر كالمرأة ؛ لأنه لا يطلع على أعمال السحر إلا السحرة وهو أيضا من العرافين والكهنة المعروفين بادعاء الغيب في كثير من الأمور ، والواجب على المسلم أن يحذرهم وألا يصدّقهم فيما يدّعون من الغيب لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة )
أخرجه مسلم في صحيحه وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : ( من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم )
فالواجب عليك التوبة والندم على ما قد حصل منك وإخبار رئيس الهيئة ورئيس المحكمة بالشيخ المذكور وزوجتك القديمة حتى تعمل المحكمة والهيئة ما يردعهم ، وإذا عرض لك مثل هذا الحادث فاسأل علماء الشرع حتى يخبروك بالعلاج الشرعي ، وإذا كان الذي أصابك قد زال فالحمد لله وإلا فأخبرنا حتى نخبرك بالعلاج الشرعي رزقنا الله وإياك الفقه في الدين والثبات عليه والسلامة مما يخالفه إنه جواد كريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله
م/4 ، ص/431
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:09
السؤال :
قال لي زوجي أن في بلده يوجد العديد من المشايخ اللذين يتعاملون مع الجان
وأنه عندما ينتاب أي شخص تعب أو مرض ما يمكنه أن يذهب إلى الجآن للحصول على المساعدة وقد أخبرت زوجي أن هذا حرام لكنه قال لي إنه حلال لأن الشيوخ يفعلون ذلك .
فهل يمكنك تقديم البراهين والأدلة على هذا الأمر ؟.
الجواب :
الحمد لله
1. الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات مِن الإضرار بأحدٍ أو نفعه : شرك في العبادة ؛ لأنه نوعٌ من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته .
قال الله تعالى : ( ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجَّلتَ لنا ، قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم ، وكذلك نولِّي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون ) الأنعام / 128 .
وقال تعالى : ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً ) الجن / 6 .
فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره ، واستعانته به في حفظه مِن شرّ من يخاف شرَّه : كلُّه شرك .
ومن كان هذا شأنه : فلا صلاة له ولا صيام ، لقوله تعالى : ( لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملُك ولتكونن من الخاسرين ) الزمر / 65.
ومن عُرف عنه ذلك : لا يُصلَّى عليه إذا مات ، ولا تُتبع جنازته ، ولا يُدفن في مقابر المسلمين .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 407 ، 408 ) .
2. وسئلت اللجنة الدائمة سؤالا في الموضوع يقول :
أفيدكم علماً بأن في " زامبيا " رجلاً مسلماً يدَّعي أن عنده جنّاً ، والناس يأتون إليه ويسألون الدواء لأمراضهم ، وهذا الجن يحدِّد الدواء لهم . وهل يجوز هذا ؟
الجواب :
لا يجوز لذلك الرجل أن يستخدم الجن ، ولا يجوز للناس أن يذهبوا إليه طلباً لعلاج الأمراض عن طريق ما يستخدمه من الجن ولا لقضاء المصالح عن ذلك الطريق .
وفي العلاج عن طريق الأطباء من الإنس بالأدوية المباحة مندوحة وغنية عن ذلك مع السلامة من كهانة الكهَّان .
وقد صحَّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " من أتى عرَّافاً فسأله عن شيء : لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة " رواه مسلم .
وخرَّج أهل السنن الأربعة والحاكم وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " .
وهذا الرجل وأصحابه من الجن يعتبرون من العرَّافين والكهنة ، فلا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 1 / 408 ، 409 )
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:09
السؤال :
هل تتفضلون بتعريفي بالرأي الإسلامي في الطرق الروحانية.
الجواب :
الحمد لله
إن كان المقصود تحضير الأرواح من جنٍ أو غيرهم فلا يجوز لأنه لا يتم إلا بطرق شركيه
وإن كان المراد ما يغذي الروح من إيمان بالله ، ورسله ، وملائكته ، وكتبه ، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره
فهو مطلب شرعي على المسلم أن يسعى في تغذيته هذا الجانب .
والله أعلم .
الشيخ : عبد الكريم الخضير.
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:10
السؤال :
من هم الجن ؟
وكيف خلقهم الله ؟.
الجواب :
الحمد لله
الجن خلق من خلق الله , خلقهم من نار قبل خلق آدم كما قال سبحانه : ( ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ، والجان خلقناه من قبل من نار السموم ) الحجر/26-270 .
وكما أن لآدم ذرية فكذلك لإبليس ذرية كما قال سبحانه عن إبليس : ( أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ) الكهف/50 .
وقد خلق الله الجن و الإنس لعبادته فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) الذاريات/56-58 .
والجن كلهم مكلفون كالإنس منهم المؤمن ومنهم الكافر والمطيع والعاصي كما حكى الله سبحانه عنهم قولهم : ( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قدداً ) الجن/11 .
وجزاء الجن في الآخرة كالإنس كما قال الله سبحانه عنهم : ( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ، فمن أسلم فأولك تحروا رشدا وأما القاسطون كانوا لجهنم حطباً ) الجن/14- 15 0
وسيقف الجن والإنس جميعاً للحساب يوم القيامة أمام رب العالمين فلن يتأخر أو يفر منهم أحد : ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) الرحمن/33 .
ومن حاول الفرار من الجن والإنس عن الحساب فلن يتمكن كما قال عنهما سبحانه : ( يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ) الرحمن/35 .
وحين كان الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة صرف الله إليه نفراً من الجن فسمعوا القرآن وتأثروا به : ( وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قُضي ولوا إلى قومهم منذرين ) الأحقاف/29 .
وقد آمن بعض الجن حين سمعوا القرآن كما قال سبحانه : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرءاناً عجباً ، يهدي إلى الرشد فأمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) الجن/1-2 .
وكل من آدم وإبليس وقع في المعصية لكن آدم ندم وتاب فتاب الله عليه : ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) البقرة/37 .
أما إبليس فأبى واستكبر فكان من الكافرين : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة/34 .
ومن عصى الله مستكبراً من الجن والإنس فهو تبع للشيطان , يحشر معه في نار جهنم إن لم يتب كما قال سبحانه لإبليس : ( قال فالحق والحق أقول ، لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين ) ص/84-85 .
وأولياء الرحمن من الإنس والجن يتعاونون على البر والتقوى وأولياء الشيطان من الإنس والجن يتعاونون على الإثم والعدوان . قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) الأنعام/112 .
وكان الجن لهم مقاعد في السماء يسترقون السمع فلما بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم مُنعوا ذلك و من استمع منهم أحرقته الشهب كما حكى الله عن الجن قولهم :: ( وأنا لمسنا السماء فوجدناها مُلئت حرساً شديداً وشهباً ، وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رصدا ) الجن/8-9 .
والجن معنا في هذه الأرض , ولكن من رحمة الله أنهم يروننا ونحن لا نراهم كما قال سبحانه عن إبليس وقبيله : ( إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف/27 .
ومن يراك وأنت لا تراه وهو عدوك فهو أشد خطراً لذا يجب الانتباه والحذر منه دائماً والاحتراس من شياطين الإنس والجن .
من كتاب أصول الدين الإسلامي
للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري
*عبدالرحمن*
2018-04-08, 02:14
السؤال :
هل للسحر حقيقة وهل يؤثر وما هي أنواعه ؟.
الجواب :
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإن السحر من الجرائم العظيمة ، ومن أنواع الكفر ومما يبتلى به الناس قديماً وحديثاً ، في الأمم الماضية وفي الجاهلية وفي هذه الأمة ، وعلى حسب كثرة الجهل وقلة العلم وقلة الوازع الإيماني والسلطاني - يكثر أهل السحر والشعوذة ، وينتشرون في البلاد للطمع في أموال الناس والتلبيس عليهم ، ولأسباب أخرى ، وعندما يظهر العلم ويكثر الإيمان ، ويقوى السلطان الإسلامي يقل هؤلاء الخبثاء وينكمشون وينتقلون من بلاد إلى بلاد لالتماس المحل الذي يروج فيه باطلهم ، ويتمكنون فيه من الشعوذة والفساد .
وقد بين الكتاب والسنة أنواع السحر وحكمها .
السحر سمي سحراً لأن أسبابه خفية ، ولأن السحرة يتعاطون أشياء خفية يتمكنون بها من التخييل على الناس والتلبيس عليهم ، والتزوير على عيونهم ، وإدخال الضرر عليهم وسلب أموالهم إلى غير ذلك ، بطرق خفية لا يفطن لها في الأغلب ولهذا يسمى آخر الليل سحراً ، لأنه يكون في آخره عند غفلة الناس وقلة حركتهم ، ويقال للرئة سحر ، لأنها في داخل الجسم وخفية .
ومعناه في الشرع : ما يتعاطاه السحرة من التخييل والتلبيس الذي يعتقده المشاهد حقيقة وهو ليس بحقيقة ، كما قال الله سبحانه عن سحرة فرعون : ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى فأوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى ) طه/ 65 - 69
وقد يكون السحر من أشياء يفعلها السحرة مع عقد ينفثون فيها كما قال سبحانه ( ومن شر النفاثات في العقد ) الفلق/4 وقد يكون من أعمال أخرى يتوصلون إليها من طريق الشياطين فيعملون أعمالاً قد تغير عقل الإنسان ، وقد تسبب مرضاً له ، وقد تسبب تفريقاً بينه وبين زوجته فتقبح عنده
ويقبح منظرها فيكرهها وهكذا هي قد يعمل معها الساحر ما يبغض زوجها إليها ، وينفرها من زوجها وهو كفر صريح بنص القرآن ، حيث قال عز وجل : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) البقرة /102 , فأخبر سبحانه عن كفرهم بتعليمهم الناس السحر
وقال بعدها : ( وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) البقرة/102 ثم قال سبحانه : ( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) البقرة/102 ، يعني هذا السحر وما يقع منه من الشر كله بقدر سابق بمشيئة الله ، فربنا جل وعلا لا يُغلب ولا يقع في ملكه ما لا يريد ، بل لا يقع شيء في هذه الدنيا ولا في الآخرة إلا بقدر سابق
لحكمة بالغة شاءها سبحانه وتعالى ، فقد يُبتلى هؤلاء بالسحر ، ويُبتلى هؤلاء بالمرض ، ويبتلى هؤلاء بالقتل ... إلى غير ذلك ، لله الحكمة البالغة فيما يقضي ويقدر ، وفيما يشرعه سبحانه لعباده ، ولهذا قال سبحانه : ( وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) البقرة/102 يعني بإذنه الكوني القدري لا بإذنه الشرعي ، فالشرع يمنعهم من ذلك ويحرم عليهم ذلك ، لكن بالإذن القدري الذي مضى به علم الله وقدره السابق أن يقع من فلان السحر
ويقع من فلانة ، ويقع على فلان وعلى فلانة ، كما مضى قدره : بأن فلان يصاب بقتل أو يصاب بمرض كذا ، ويموت في بلد كذا ، ويرزق كذا ويغتني أو يفتقر ، وكله بمشيئة الله وقدره سبحانه وتعالى ، كما قال جل وعلا : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) القمر/49 ، وقال سبحانه : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) الحديد/22
فهذه الشرور التي قد تقع من السحرة ومن غيرهم ، لا تقع من جهل من ربنا فهو العالم بكل شيء سبحانه وتعالى لا يخفى عليه خافية جل وعلا ، كما قال سبحانه : ( إن الله بكل شيء عليم ) الأنفال/75 ، وقال سبحانه ( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً ) الطلاق/12 ، فهو يعلم كل شيء ، ولا يقع في ملكه مالا يريد سبحانه وتعالى ، ولكن له الحكمة البالغة ، والغايات المحمودة فيما يقضي ويقدر مما يقع فيه الناس من عز وذل ، وإزالة ملك ، وإقامة ملك ، ومرض وصحة ، وسحر وغيره .
وسائر الأمور التي تقع في العباد كلها عن مشيئة ، وعن قدر سابق . وهؤلاء السحرة قد يتعاطون أشياء تخيلية كما تقدم في قوله عز وجل : ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما إن نكون أول من ألقى قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) طه/65-66 ، يخيل إلى الناظر أن هذه العصي
وأن هذه الحبال حيات تسعى في الوادي ، وهي حبال وعصي لكن السحرة خيلوا للناس ما أظهروه أمام أعينهم من أشياء تعلموها تغير الحقائق على الناس بالنظر إلى أبصارهم ، قال سبحانه : ( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) طه/66 ، وقال تعالى في سورة الأعراف : ( قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) آية 116 ، وهي في الحقيقة ما تغيرت
حبال وعصي ولكن تغير نظر الناس إليها بسبب السحر فاعتقدوها حيات بسبب التلبيس الذي حصل من السحرة ، وتسميه بعض الناس "تقمير" وهو أن يعمل الساحر أشياء تجعل الإنسان لا يشعر بالحقيقة على ما هي عليه ، فيكون بصره لا يدرك الحقيقة فقد يؤخذ من حانوته أو منزله ما فيه ولا يشعر بذلك ، يعني أنه لم يعرف الحقيقة
فقد يرى الحجر دجاجة ، أويرى الحجر بيضة ، أوما أشبه ذلك ، لأن الواقع تغير في عينيه ، بسبب عمل الساحر وتلبيسه ، فسُحرت عيناه وجعل هناك من الأشياء التي يتعاطاها السحرة من المواد ما تجعل عينيه لا تريان الحقيقة على ما هي عليه ، هذا من السحر الذي سماه الله : عظيماً في قوله جل وعلا في سورة الأعراف : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) آية 116 .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
ص / 65.
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:39
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
إذا أصيب الإنسان بالسحر واستعمل الرقية
فهل يمكن أن يحدث أنه أثناء قراءة القرآن يرى الشخص المصاب من قام بسحره وكيف فعل هذا ؟
الناس تقول إن ما يراه الشخص المصاب أثناء الرؤية قد يكون صحيحاً وقد يكون خطأ
ويقولون بأن المصاب إذا اتهم شخصاً آخر فيجب عليه أن يتوب لأنه اتهم شخصاً بريئاً
فهل كلام هؤلاء الناس صحيح ؟.
الجواب :
الحمد لله
ما قاله لك الناس صحيح من أن رؤية المصاب لمن أصابه بعين أو سحر قد لا يكون صحيحا ، ولا يجوز أن يُتهم البريء بأنه قام بسحرٍ لهذا المصاب ، وما يراه المصاب أثناء الرقية لا يمكن أن يُجزم بأنه صحيح ، بل الأكثر والأغلب أنه تخييل من الشيطان لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ، فلا ينبغي الالتفات إليه ، إلا أن عدم الاعتداد به شرعا لا يمنع الإنسان من أخذ حيطته وحذره ممن قد يخشى منهم أذى من سحر أو عين أو غيره من دون أن يتضمن ذلك اتهاما لأحد بلا بينة شرعية أو يترتب عليه عداء له .
وخطورة هذا الاتهام أنه قد يكون اتهاما بالكفر ، وليس فقط اتهاما بإيقاع الضرر ، وذلك أن الساحر إما أن يكون كافراً ، وإما أن يكون مجرماً فاجراً ، ويختلف حكمه لاختلاف طريقة قيامه بالسحر .
قال الشيخ ابن عثيمين – في شرح حديث " اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله ، والسحر ، ... " :
قوله : " والسحر " ، أي : من الموبقات ، وظاهر كلام النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا فرق بين أن يكون ذلك بواسطة الشياطين أو بواسطة الأدوية والعقاقير .
لأنه إن كان بواسطة الشياطين ، فالذي لا يأتي إلا بالإشراك بهم : فهو داخل في الشرك بالله .
وإن كان دون ذلك : فهو أيضاً جرم عظيم ؛ لأن السحر من أعظم ما يكون في الجناية على بني آدم ، فهو يفسد على المسحور أمر دينه ودنياه ، ويقلقه فيصبح كالبهائم ، بل أسوأ من ذلك ؛ لأن البهيمة خلقت هكذا على طبيعتها ، أما الآدمي : فإنه إذا صرف عن طبيعته وفطرته لحقه من الضيق والقلق ما لا يعلمه إلا رب العباد ، ولهذا كان السحر يلي الشرك بالله - عز وجل - .
" القول المفيد شرح كتاب التوحيد " ( 2 / 287 ) .
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:40
السؤال :
يزعم أحد الدجالين أنه يستطيع أن يتعرف على السارق بعد أن يسرق غيباً
وذلك بأمور لا يعلمها كثير من الناس منها
أنه يأمر بإحضار صحن ماء وطفل دون سن البلوغ
ويكون قد رضع من ثدي أمه حولين كاملين ولم يخيفه كلب
ثم يقوم بقراءة شيء من القرآن
وبعض الكلمات التي لا يفهم معناها
ثم يسأل الطفل هل رأيت شيئاً في الماء الذي في الصحن ؟
فيصف الطفل السارق بالتفصيل
وأين أخفى المسروقات
فما حكم الدين فيه ؟
وهل تجوز الصلاة خلفه
وأن نصله في السراء والضراء ؟
علماً أنا قد نصحناه ولكن لا يقبل النصيحة ويقول : إنه على الحق .. .
الجواب :
الحمد لله
لا شك أن هذا من السحرة
ومن عمل الشياطين
لأن هذا خارج عن قدرة البشر
فإن الغيب لا يعلمه إلا الله
والوحي إنما نزل على الرسل
ومحمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لا نبي بعده
ولا شك أن الشيطان يتصور للكهان ويصف لهم السارق
ويبين لهم موضع السرقة ، سواء في هذا الصحن والماء أو في غيره
ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم
( ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ) صحيح ، رواه أحمد (2/408) ، وأبو داود (3904) ، والترمذي ( 135 ) ، وابن ماجه (639) ، والحاكم (1/8) .
وعلى هذا فلا يجوز تقديمه في الإمامة
ولا الصلاة خلفه
ولا صلته سراً أو جهراً
ولا إعطاؤه ولو في حالة الضرورة حتى يتوب
والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين
من فتاوى ابن جبرين ص 19.
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:41
السؤال :
بما أن الصرع يكون بسبب الجن
فكيف يمكننا تفسير قصة المرأة السوداء التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يسأل الله أن يشفيها من الصرع الذي كانت تعاني منه ومن تكشفها بسببه ؟
لكن لم يرد في القصة أن ذلك كان بسبب تلبس الجن بها ؟
أم أن هناك خطأ في الترجمة، وأنها لم تكن تعاني من الصرع حقا ؟.
الجواب :
الحمد لله
الصرع له أكثر من سبب وغالبه من قبل الجن ، وبعضه بسبب اعتلال في الجسد أو الدماغ ، أو الأعصاب
أو اختلاف المزاج ، أو ضعف في البنية كل ذلك مما يسبب غيبة العقل ، وصدور بعض التصرفات المخرجة عن حد الاعتدال . والمرأة السوداء قد يكون صرعها بسبب الجن ، ولا يلزم نقل السبب ، فاقتصر الرواة على ما ينبغي فعله عند حصول الصرع بأي سبب من دعاء ورقية أو صبر واحتساب .
الشيخ عبد الكريم الخضير .
وحديث المرأة السوداء في الصحيحين البخاري (5652) ومسلم (2576) ، وقد ورد في بعض روايات الحديث ما يشير إلى أن صرعها بسبب الجن كما عند البزار " إني أخاف الخبيث أن يجردني " قال الحافظ ابن حجر : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط .
فتح الباري حديث 5652
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:42
السؤال :
هل كل ساحر يعتبر كافراً ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الساحر هو الذي يستخدم الشياطين
ويتقرب إلى الجن بما يحبون من الذبح لهم من دون الله
ومن دعائهم مع الله
ومن طاعتهم في معصية الله بالزنا
وشرب الخمر
وأكل الحرام
وترك الصلاة والتلطخ بالنجاسات والبقاء في الأماكن القذرة
حتى تجيبه الشياطين لما طلب منها من الإضرار بالمسحورين بالصرف والعطف والملاطفة
والتفريق بين المرء وزوجه
والإخبار ببعض المغيبات
وبالمسروق ومكان الضالة فهذا مشرك كافر
لأنه عبد الله وعبد الشيطان
وهذا هو الشرك الأكبر
فيكون كافراً لقوله تعالى : ( وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ) البقرة/102
ولقوله تعالى : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) البقرة/102
وقد ورد الأمر بقتل الساحر لحديث ( حد الساحر ضربة بالسيف ) رواه الترمذي (1460 ) والدار قطني ( 3/114 ) والحاكم ( 4/360 ) والبيهقي ( 8/136 ) ، وانظر السلسلة الضعيفة 3/641 رقم 1446 .
فعلى هذا يكون كافراً ولو صلى وصام وقرأ ودعا ، فإن الشرك يحبط الأعمال
والله أعلم .
اللؤلؤ المكين من فتاوى
ابن جبرين ص 11 .
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:43
السؤال :
أنا فتاة شابة وقد تزوجت مؤخرا برجل صاحب خلق ودين ، ومنذ أن تزوجت , وأنا أرى أحلاما مروعة عن زوجي وعن غيره ممن أحب .
لم يسبق أن رأيت أحلاما مروعة قبل زواجي, حيث كنت أردد الأذكار دائما قبل أن أنام. في بعض الأحيان أرى أن هناك جناً داخل أشخاص أخرين وأنا أحاول دفعهم بقراءتي لآية الكرسي , لكنهم يمنعوني من فعل ذلك. أنا لا أستطيع النوم في المساء وأقوم من نومي مرارا .
لقد أخبرتني إحدى الأخوات أن ذلك ربما يكون بسبب العين والحسد من بعض الناس .
إذا كان ذلك هو السبب, فهل ترشدني كيف أفعل في مشكلتي هذه ؟
فالأمر يضايقني جدا .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا شك أن الذي تراه الأخت السائلة من الأحلام المروعة هي من الشيطان اللَّعين الذي يحاول جهده أن يصد الناس عن الدين وعن ربهم الذي يعبدون ، ويريد أن يدخل الحزن على المؤمنين ، ولكن كيده على أولياء الله المتقين ، كيد ضعيف مهين ، لا سيما الذين يحصنون أنفسهم بالرقي الشرعية في يقظتهم وعند منامهم .
ثانياً :
اعلمي أن أفضل ما يحفظ به المسلم نفسه من الشيطان ذكر الله تعالى وفي الحديث الذي رواه الترمذي ( 2863 ) أن الله تعالى أمر يحيى بن زكريا عليه السلام أن يأمر بني إسرائيل بخمس كان منها : ( وَآمُرُكُمْ أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنْ الشَّيْطَانِ إِلا بِذِكْرِ اللَّهِ ) .
صححه الألباني في صحيح الترمذي .
فالمسلم إذا صاحبَ تقوى الله في أمره كله ، وحافظ على أوامر الله واجتنب نواهيه ومحارمه ، والتزم بذكر الله من صلاة وصيام وغير ذلك من الطاعات ، وحصَّن نفسه بتلاوة القرآن في الليل والنهار والجهر والإسرار ، وحافظ على الأوراد والأذكار التي شرع قولها والتلفظ بها من أذكار المساء والصباح والطعام والشراب واللباس والمنام : فإن الشيطان يبعد عنه مذموماً مدحوراً لا يقوى على شيء من أمره
وكيف لا والله تعالى يقول : { الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } النساء / 76 .
فالشيطان لا يقرب إلا من البعيدين عن دينهم وعن قرآنهم ، وقد يتعرض الشيطان للصالحين ليصدهم عن السبيل وليخرب عليهم معاشهم ودينهم ودنياهم ، فالوقاية تكون منه بالذي أسلفنا وليراجع في ذلك كتب الأذكار مثل كتاب " الأذكار " للإمام النووي و " عمل اليوم والليلة " للنسائي و " عمل اليوم والليلة " لابن السني ، وغير ذلك من كتب الأذكار الخاصة بهذا الموضوع أو العامة من كتب السنن ، فعند ذلك نرجو أن يتعدل الحال ، ويروق البال ، ويغير الله من حال إلى حال .
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:44
ومن الأذكار التي ننصح المداومة عليها :
1 – أذكار الصباح والمساء :
أ. أن يحافظ في كل مساء على أن يقول : " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " .
عن أبي هريرة أنه قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ، قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك " .
رواه مسلم ( 2709 ) .
بل إن الرسول صلى الله عليه و سلم حثنا على أن نقول ذلك في كل منزل ننزله .
عن خولة بنت حكيم السلمية تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " .
رواه مسلم ( 2708 ) .
ب. عن عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء .
رواه الترمذي ( 3388 ) وصححه ، وابن ماجه ( 3869 ) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
ج. أن يقرأ قبل النوم آية الكرسي والمعوذات :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقك وهو كذوب ذاك شيطان " .
رواه البخاري ( 3101 ) ومسلم ( 505 ) .
والأذكار كثيرة جداً لا يسعها مثل هذا المجال .
ثالثاً :
أما الحسد والعين الذي تحدثت عنه ، وأنه ربما يكون الأذى قد نالك بسبب ذلك ، فالوقاية منه تكون بالأذكار الشرعية .
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ".
رواه البخاري ( 3191 ) .
أما العلاج :
فعن ابن عباس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر سبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا " .
رواه مسلم ( 2188 ) .
فإن كنت تعلمين أن العين التي أصابتك من إنسان معين معلوم : فاطلبي منه أن يغتسل ، أو فليتوضأ ثم أهريقي عليكِ ماء غسله أو وضوئه ، والكيفية فيها يبينها لنا ابن القيم فيقول :
وفي سنن أبي داود ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين "، وفي الصحيحين عن عائشة قالت : " أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر أن نسترقي من العين " ، وذكر الترمذي من حديث سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عروة بن عامر عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت : " يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم ؟ فقال : نعم ، فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين " قال الترمذي : حديث حسن صحيح ، ثم ذكر حديث إصابة عامر بن ربيعة لسهل بن حنيف بعينه وأمر النبي صلى الله عليه وسلم لعامر بالاغتسال ، ( فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب عليه فراح مع الناس ) .
" الطب النبوي " ( ص 127 – 129 ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:45
السؤال :
ما الفرق بين الشيطان والجن
وهل الشيطان يتناسل من ذكر وأنثى ؟
وهل الشيطان يتعامل مع الإنسان بأن يخدمه مقابل عصيان الإنسان لربه ؟
وهل هناك جن مسلمون يخدمون المسلمين كخدمتهم لسيدنا سليمان عليه السلام ؟
وإذا كان الشيطان أو الجن باستطاعته خدمة الإنسان فلماذا لا يساعد المسلمون من الجن المسلمين من الإنس في حربهم مع الكفار
ونقل أسرارهم ونصرة الإسلام ؟
ولماذا لا يساعد الكفار منهم الكفار من الإنس بأي شكل من الأشكال ؟
وهل حصلت أمثلة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وإذا كان يوجد كتاب فيه مثل هذه المسائل دلوني عليه حتى أستطيع أن أنجو من شر الشياطين
نجاني الله وإياكم من شرورهم .
الجواب :
الحمد لله
الشياطين من الجن
وهم المتمردون منهم وأشرارهم كما أن شياطين الإنس هم متمردو الإنس وأشرارهم
فالجن كالإنس منهم شياطين وهم متمردوهم وأشرارهم من الكفرة والفسقة وفيهم المسلمون من الأخيار الطيبين كما في الإنس الأخيار الطيبون ، قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون )
والشيطان هو أبو الجن عند جمع من أهل العلم ، وهو الذي عصى ربه واستكبر عن السجود لآدم ، فطرده الله وأبعده . وقال آخرون من أهل العلم : إن الشيطان من طائفة من الملائكة يقال لهم ( الجن ) استكبر عن السجود فطرده الله وأبعده ، وصار قائداً لكل شر وخبيث ، وكل كافر وظالم ، وكل إنسان معه شيطان ومعه ملك
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الجن وقرينه من الملائكة )
قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم )
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يملي على الإنسان الشر يدعوه إلى الشر وله لمة في قلبه وله اطلاع بتقدير الله على ما يريده العبد وينويه من أعمال الشر والخير
والملك كذلك له لمة بقلبه يملي عليه الخير ويدعوه إلى الخير فهذه أشياء مكنهم الله منها : أي مكن القرينين القرين من الجن والقرين من الملائكة ، وحتى النبي صلى الله عليه وسلم معه شيطان وهو القرين من الجن كما تقدم وهو الحديث بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا ومعه قرينه من الملائكة ومن الجن )
قالوا : وأنت يا رسول الله ، قال : ( وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ، فلا يأمرني إلا بخير ) ،
والمقصود أن كل إنسان معه قرين من الملائكة وقرين من الشياطين
فالمؤمن يقهر شيطانه بطاعة الله والاستقامة على دينه ، ويذل شيطانه حتى يكون ضعيفاً لا يستطيع أن يمنع المؤمن من الخير ولا أن يوقعه في الشر إلا ما شاء الله
والعاصي بمعاصيه وسيئاته يعين شيطانه حتى يقوى على مساعدته على الباطل
وتشجيعه على الباطل
وعلى تثبيطه عن الخير .
فعلى المؤمن أن يتقي الله وأن يحرص على جهاد شيطانه بطاعة الله ورسوله والتعوذ بالله من الشيطان
وعلى أن يحرص في مساعدة ملكه على طاعة الله ورسوله والقيام بأوامر الله سبحانه وتعالى والمسلمون يعينون إخوانهم من الجن على طاعة الله ورسوله كالإنس وقد يعينهم الإنس في بعض المسائل وإن لم يعلم بذلك الإنس
فقد يعينونهم على طاعة الله ورسوله بالتعليم والتذكير مع الإنس وقد يحضر الجن دروس الإنس في المساجد وغيرها فيستفيدون من ذلك . وقد يسمع الإنس منهم بعض الشيء الذي ينفعهم
وقد يوقظونهم للصلاة ، وقد ينبهونهم على أشياء تنفعهم وعن أشياء تضرهم .
فكل هذا واقع وإن كانوا لا يتمثلون للناس .
وقد يتمثل الجني لبعض الناس في دلالته على الخير أو في دلالته على الشر ، فقد يقع هذا ولكنه قليل ، والغالب أنهم لا يظهرون للإنسان وإن سمع صوتهم في بعض الأحيان يوقظونه للصلاة أو يخبرونه ببعض الأخبار .
فالحاصل أن الجن من المؤمنين لهم مساعدة للمؤمنين وإن لم يعلم المؤمنون بذلك ، ويحبون لهم كل خير .
وهكذا المؤمنون من الإنس يحبون لإخواهم المؤمنين من الجن كل خير ويسألون الله لهم الخير . وقد يحضرون الدروس ، ويحبون سماع القرآن والعلم كما تقدم فالمؤمنون من الجن يحضرون دروس الإنس ، في بعض الأحيان وفي بعض البلاد ، ويستفيدون من دروس الإنس ، كل هذا واقع ومعلوم .
وقد صرح به كثير من أهل العلم ممن اتصل به الجن وسألوه عن بعض المسائل العلمية وأخبروه أنهم يحضرون دروسه ، كل هذا أمر معلوم والله المستعان ، وقد أخبر الله سبحانه عن سماع الجن للقرآن من النبي صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف حيث قال سبحانه : ( وإذ صرفنا إليك نفر من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتاباً أنزل من بعد موسى مصدقاً لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الجن/29-30
والآيتين بعدها وأنزل الله سبحانه في سورة مستقلة وهي سورة : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجباً ) السورة . الجن/1 .
وهناك كتب كثيرة ألفت في هذا الباب ، وابن القيم رحمه الله في كتبه قد ذكر كثيراً من هذا وكذلك كتاب لبعض العلماء سماه ( المرجان في بيان أحكام الجان ) لمؤلفه الشبلي ، وهو كتاب مفيد وهناك كتب أخرى صنفت في هذا الباب ، وبإمكان الإنسان أن يلتمسها ويسأل عنها في المكتبات التجارية
وبإمكانه أن يستفيد من كتب تفسير سورة الجن والآيات الأخرى من سورة الأحقاف وغيرها التي فيها أخبار الجن
وبمراجعة التفاسير يستفيد الإنسان من ذلك ومما قاله المفسرون رحمهم الله في أخبار الجن وأشرارهم وأخيارهم .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
م/9 ص/373.
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:47
السؤال :
إذا كان الجن يعيشون ويموتون
فهل يعني ذلك أن إبليس قد مات
أم أنه ما يزال حيا ؟.
الجواب :
الحمد لله
إنّ من سُنة الله في خلق الإنسان أن يبتليه ويختبره ، لِيُمَحِّصه ، قال تعالى : (وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) آل عمران / 154 .
وكان مما ابتلانا الله به ، إبليس - لعنه الله - ، فجعله الله من المنظرين إلى وقت معلوم ، يصدّ عن الخير ويأمر بالشر ، وينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر ، فصدّقه من صدّقه ، واتبعه خلق كثير من بني آدم ، فضلَّ وأَضَلَّ ، وكان إبليس قد تعهد بأن يفعل ذلك : قال تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا * قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا * وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَولادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُورًا * إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا ) الإسراء / 61 - 65 .
وقال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنْ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف / 11 - 18 .
ويدلُّ ظاهر هذه الآيات وغيرها أن إبليس - لعنه الله - أنظرهُ الله إلى أجل ، والإنظار معناه التأخير ، فأخرَّه الله إلى يوم معلوم عنده ، لا يعلمه غيره ، وكان إبليس قد سأل الله أن يؤخره ، قال تعالى : ( قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنْ الْمُنظَرِين * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم ) ص / 80 - 82 .
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:47
وقد اختلف العلماء في قوله تعالى ( إلى يوم الوقت المعلوم ) :
· فمنهم من قال : أنه يوم البعث ، عند النفخة الثانية .
· ومنهم من قال : أنه أجل إبليس المكتوب له .
وذهب أكثر أهل العلم : أن المقصود بيوم الوقت المعلوم ، هو يوم موت جميع الخلائق وفنائها عند النفخة الأولى ، وليس النفخة الثانية ، وقالوا : لأنه بعد البعث - النفخة الثانية في الصور - لا يكون هناك موت ، قال تعالى : ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) الزمر / 68 .
قال البيضاوي في تفسيره : " إلى يوم الوقت المعلوم : المسمى فيه أجلك عند الله ، أو انقراض الناس كلهم وهو النفخة الأولى عند الجمهور " تفسير البيضاوي ( 3 / 370 ) .
قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية : " قال ابن عباس : أراد به النفخة الأولى . أي حين تموت الخلائق . وقيل : الوقت المعلوم الذي استأثر الله بعلمه ويجهله إبليس فيموت إبليس ثم يُبعَث ؛ قال الله تعالى : ( كل من عليها فان ) " تفسير القرطبي ( 10 / 27 ) .
وروى الطبري في تفسيره عن السُدِّي : " ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ) : فلم يُنْظِرهُ إلى يوم البعث ولكن أنظره إلى يوم الوقت المعلوم ، وهو يوم ينفخ في الصور النفخة الأولى فصعق من في السموات ومن في الأرض فمات " ( 8 / 132 ) .
قال الإمام الشوكاني في تفسير هذه الآيات : " .. ( إلى يوم الوقت المعلوم ) : الذى قَدَّرَهُ الله لفناء الخلائق وهو عند النفخة الآخرة ، وقيل هو النفخة الأولى . قيل إنما طلب إبليس الإنظار إلى يوم البعث ليتخلص من الموت لأنه إذا أنظر إلى يوم البعث لم يمت قبل البعث وعند مجىء البعث لا يموت فحينئذ يتخلص من الموت فأجيب بما يبطل مراده وينقض عليه مقصده وهو الإنظار إلى يوم الوقت المعلوم وهو الذى يعلمه الله ولا يعلمه غيره " فتح القدير ( 4 / 446 ) .
فهذا يدل على أن إبليس - لعنه الله - ما يزال حياً ، وأنه ما يزال يُفسد في الأرض ويُضِّل الناس عن سبيل الله . وأنه ليس مُخلداً إلى يوم القيامة ، بل له أجل سوف يموت فيه ، والله أعلم بهذا الأجل ، قال تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْت ) وقال تعالى : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَام ) .
وأيضاً فقد جاء ما يَدُلُّ على أن إبليس - لعنه الله - كان حيّاً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
· ظهور إبليس يوم بدر على هيئة سراقة بن مالك ، قال الله تعالى : ( وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمْ الْيَوْمَ مِنْ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتْ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأنفال / 48 .
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية : " حَسَّنَ لهم - لعنه الله - ماجاؤا له وما همّوا به ، وأطمعهم أنه لا غالب لهم اليوم من الناس ، ونفى عنهم الخشية من أن يؤتوا في ديارهم من عدوهم بني بكر فقال إني جار لكم ، وذلك أنه تبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم سيد بني مدلج كبير تلك الناحية . وكل ذلك منه كما قال تعالى عنه : ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ) . قال ابن جريج : قال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية : لمّا كان يوم بدر سار إبليس برايته وجنوده مع المشركين وألقى في قلوب المشركين أن أحدا لن يغلبكم وإني جار لكم فلما التقوا ونظر الشيطان إلى إمداد الملائكة نكص على عقبيه - رجع مدبراً - وقال إني أرى ما لا ترون .. الآية " تفسير ابن كثير ( 2 / 318 ) .
· وأيضاً ظهوره - لعنه الله - يوم أُحد ، جاء في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت : " لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أُخْرَاكُمْ . فَرَجَعَتْ أُولاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ ، فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ أَيْ عِبَادَ اللَّهِ أَبِي أَبِي فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ فَقَالَ حُذَيْفَةُ غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ . قَالَ عُرْوَةُ : فَمَا زَالَتْ فِي حُذَيْفَةَ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ "
رواه البخاري برقم 3047 .
· وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أنه عليه الصلاة والسلام رأى إبليس ، جاء في الحديث الصحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ . ثُمَّ قَالَ : أَلْعَنُكَ بِلَعْنَة اللَّهِ ، ثَلاثًا ، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا . فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلاةِ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ ! وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ ؟! قَالَ : إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي ، فَقُلْتُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ . ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ ؛ وَاللَّهِ لَوْلا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ "
رواه مسلم برقم 843 ، والنسائي برقم 1200 .
وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ :
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَصَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ وَهُوَ خَلْفَهُ ، فَقَرَأَ فَالْتَبَسَتْ عَلَيْهِ الْقِرَاءَةُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ قَالَ : لَوْ رَأَيْتُمُونِي وَإِبْلِيسَ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي فَمَا زِلْتُ أَخْنُقُهُ حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ لُعَابِهِ بَيْنَ إِصْبَعَيَّ هَاتَيْنِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا ، وَلَوْلا دَعْوَةُ أَخِي سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مَرْبُوطًا بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ يَتَلاعَبُ بِهِ صِبْيَانُ الْمَدِينَةِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ أَحَدٌ فَلْيَفْعَلْ "
رواه أحمد برقم 11354 .
· وعن جابر رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً "
رواه مسلم برقم 5031 ، وأحمد برقم 1427 .
فإبليس عليه لعنة الله ما زال حياً ، وسيموت في الوقت المعلوم الذي أنظره الله إليه ، وهو على الراجح من قول أهل العلم : يوم النفخة الأولى .
والله تعالى أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-09, 18:49
السؤال :
كيف يمكن معرفة السحرة والدجالين
والذين يعالجون بالقرآن هل يجوز أن يستعينوا بالجن المسلم
وإذا من الممكن إرسال لي بعض الأدعية المؤكدة عن الرسول الكريم لمن أصابته فاقة أو تعسرت علية معيشته
وهل يمكن أن تخبروني عن سحر الفقر وكيف يمكن اجتنابه والتخلص منه ؟.
الجواب :
الحمد لله
الساحر والدجال يعرف بعدّة أمور ، من أهمها : دعوى معرفة الغيب ، ولو لم يصرح بذلك ، ولكنك تجده يخبر بأمور من الغيب قد تكون جميعها كذب ودجل وقد يصدق في بعضها ويكذب في أكثرها ، ولكن يروج ذلك الكذب بسبب القليل من الصدق . وكذلك عدم الاستقامة ، فلا تجدهما حريصين على الطاعة ، فهم ينكشفون خاصة في الكذب ، والأمور التي تتعلق بالنساء ، إذ كثيرا ما يفتضحون بارتكابهم المحرمات مع النساء كالخلوة ، ولمس المرأة بحجة العلاج .
الشيخ سعد الحميد .
ومن علامات العرافين والسحرة والكهان أنهم يسألون عن اسم أم الشخص المتقدم إليهم
ويكثر لديهم استعمال البخور والمواد الغريبة
وقد يكتبون القرآن بالنجاسات ودم الحائض
ويطلبون من الشخص الذبح لغير الله
ويستعملون الخواتم الكبار
وقد لا يغتسلون من جنابة ويتمتمون بالكلمات الغريبة الخفية
ويستعملون الرموز والطلاسم
وقد يتظاهرون بقراءة القرآن في أول الأمر مخادعة للشخص الذي يأتيهم
نسأل الله أن يقينا كيدهم فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:18
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
هل يجوز استخدام السحر لتحقيق أغراض جيدة ( حسنة النية ) ؟
أو لإقناع أحد والديَّ بأمر معين ؟
كمثل اقتناعهما بزواجي من فتاة معينة ؟.
الجواب :
الحمد لله
فإن السحر من علم الشياطين وعملهم
قال تعالى : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر )
وقال تعالى : ( ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق )
وقال تعالى : ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) .
وقال عليه الصلاة و السلام : " اجتنبوا السبع الموبقات ، قالوا : وما هن ، قال : الشرك بالله ، والسحر ... الحديث " ، وقال عليه الصلاة والسلام : " ليس منا من سحر أو سُحر له " .
وعلى هذا لا يجوز استخدام السحر لأي غرض من الأغراض . فإن السحر باطل ، والباطل بأنواعه من الكفر ، والفسوق ، والمعاصي لا يكون طريقا إلى الخير ، والواجب طلب الأغراض النافعة بالطرق الشرعية التي لا إثم فيها ، وعاقبتها مأمونة ، والله تعالى قد أغنى عباده بما أباح لهم ، عما حرم عليهم فله الحمد والشكر على إنعامه .
الشيخ عبد الرحمن البراك .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:19
السؤال :
هل هناك في الإسلام شيء يسمى القرين ؟
أود أن أعرف ما إذا كان هناك قرين لي .
ماذا يقول الإسلام عن هذا أم أنه لا يوجد أصلاً ؟.
الجواب :
الحمد لله
نعم ، هناك ما يسمَّى القرين ، وقد جعله الله تعالى مع كلِّ أحدٍ من الناس ، وهو الذي يدفع صاحبه للشر والمعصية ، باستثناء النبي صلى الله عليه وسلم - كما سيأتي - .
قال الله تعالى : ( قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ . قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ . مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ق/27-29 .
قال ابن كثير :
{ قال قرينه } قال ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد وقتادة وغيرهم : هو الشيطان الذي وُكِّل به .
{ ربَّنا ما أطغيته } أي : يقول عن الإنسان الذي قد وافى القيامةَ كافراً يتبرأ منه شيطانه ، فيقول : { ربنا ما أطغيته } أي : ما أضللتُه .
{ ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ } أي : بل كان هو في نفسه ضالاًّ قابلاً للباطل معانداً للحقِّ ، كما أخبر سبحانه وتعالى في الآية الأخرى في قوله { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ابراهيم/22 .
وقوله تبارك وتعالى { قال لا تختصموا لديَّ } يقول الرب عز وجل للإنسي وقرينِه من الجن وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق تعالى فيقول الإنسي : يا رب هذا أضلَّني عن الذِّكر بعد إذ جاءني ، ويقول الشيطان { ربَّنا ما أطغيتُه ولكن كان في ضلالٍ بعيدٍ } أي : عن منهج الحق .
فيقول الرب عز وجل لهما : { لا تختصموا لدي } أي : عندي ، { وقد قدمت إليكم بالوعيد } أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين .
{ ما يبدل القول لديَّ } قال مجاهد : يعني : قد قضيتُ ما أنا قاض .
{ وما أنا بظلاَّم للعبيد } أي : لست أعذِّب أحداً بذنب أحدٍ ، ولكن لا أعذِّب أحداً إلا بذنبه بعد قيام الحجة عليه.
" تفسير ابن كثير " ( 4 / 227 ) .
وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن ، قالوا : وإياك يا رسول الله ؟ قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير .
وفي رواية : " … وقد وكِّل به قرينُه من الجنِّ وقرينُه من الملائكة " .
رواه مسلم ( 2814 ) .
وبوَّب عليه النووي بقوله : باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً .
قال النووي :
" فأسلم " برفع الميم وفتحها ، وهما روايتان مشهورتان ، فمن رفع قال : معناه : أسلم أنا من شرِّه وفتنته ، ومَن فتح قال : إن القرين أسلم ، من الإسلام وصار مؤمناً لا يأمرني إلا بخير .
واختلفوا في الأرجح منهما فقال الخطابي : الصحيح المختار الرفع ، ورجح القاضي عياض الفتح ، وهو المختار ؛ لقوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ، واختلفوا على رواية الفتح ، قيل : أسلم بمعنى استسلم وانقاد ، وقد جاء هكذا في غير صحيح مسلم " فاستسلم " ، وقيل : معناه صار مسلماً مؤمناً ، وهذا هو الظاهر ، قال القاضي : واعلم أن الأمَّة مجتمعة على عصمة النَّبي صلَّى الله عليه وسلم من الشيطان في جسمه وخاطره ولسانه .
وفي هذا الحديث : إشارة إلى التحذير من فتنة القرين ووسوسته وإغوائه ، فأعلمنا بأنه معنا لنحترز منه بحسب الإمكان .
" شرح مسلم " ( 17 / 157 ، 158 ) .
وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان أحدكم يصلِّي فلا يدع أحداً يمرُّ بين يديه ، فإن أبى فليقاتلْه فإن معه القرين " .
رواه مسلم ( 506 ) .
قال الشوكاني :
قوله " فإن معه القرين " في القاموس : " القرين " : المقارن ، والصاحب ، والشيطان المقرون بالإنسان لا يفارقه ، وهو المراد هنا .
" نيل الأوطار " ( 3 / 7 ) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:20
السؤال :
شعرت في السنوات الأخيرة بأني مصابة بالعين
فقد آتاني الله حسن صورة يلفت النظر، .
والحمد لله لكني لا أريد أن تكون حياتي في اضطراب بسبب ذلك.
أقول لك :
ليس كل الناس يحمدون الله ويثنون عليه للأشياء التي يعجبون بها ، خصوصا الكفار.
فهل يوجد أمام الفتاة من طريق للتمكن من حماية نفسها من العين بدون (أن تحتاج إلى) تغطية وجهها ؟
هل وضع مقاطع من القرآن يحمي الفرد من الإصابة بالعين ؟
وماذا عن لبس القلائد والتعليقات التي تكون على شكل أعين أو أيدي ؟
فقد سمعت بأن تلك التعليقات تحفظ الفرد لكنها حرام ؟
حياتي أفضل كثيرا الآن بالمقارنة مع ما كانت عليه في السابق حيث كنت لا أتمسك بالإسلام مع أني ولدت مسلمة
فهل يعني هذا أنه بسبب أني مسلمة أفضل فإن العين
إن أنا كنت غير محظوظة بما يكفي لأن أصاب بها فقد اختفت من روحي (؟)
أم يجب أن يقرأ علي القرآن كي أتخلص منها. كيف لي أن أحفظ نفسي من أن يصيبني ذلك مرة أخرى؟.
الجواب :
الحمد لله
عليك أن تعرفي أن الحجاب واجب ، وليس لشخص أن يختار من الشرع ما يميل إليه نفسه ، ويترك ما لا تميل إليه نفسه ، لأن الله عز وجل يقول : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة /208
قال ابن كثير : أمر الله عباده المؤمنين أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره وترك جميع زواجره تفسير ابن كثير 1/566
والمؤمنات مَنْهِيّات عن إبداء الزينة لغيرالمحارم ، قال تعالى : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31 ، فامتثال أمر الله بالحجاب يحفظك من العين بإذن الله . في الدنيا ويحفظك من عذاب الله في الآخرة .
أما تعليق مقاطع من القرآن أو غيرها أو لبس أشكال معينة ، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من تعلَّق تمِيمَةً فلا أتَمَّ الله له ، ومن تَعَلَّقَ وَدعَةً فلا ودع الله له " وفي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل رهط فبايع تسعة ، وأمسك عن واحد , فقالوا : يا رسول الله بايعت تسعة وأمسكت عن هذا ، فقال : " إن عليه تميمة " فأدخل يده فقطعها ، فبايعه وقال : " من تعلق تميمة فقد أشرك " من فتاوى العين والحسد ص 277 .
أما علاج العين والحسد ، فلا شك أن الإنسان متى كان قريباً من الله عز وجل مداوماً على ذكره ، وقراءة القرآن ، كان أبعد عن الإصابة بالعين ، وغيرها من الآفات وأذى شياطين الإنس والجن ، وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ نفسه ، وأعظم ما يتعوذ به المسلم قراءة كتاب الله وعلى رأس ذلك :
المعوذتان وفاتحة الكتاب وآية الكرسي
ومن التعوذات الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها :
( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )
رواه مسلم ( الذكر والدعاء/4881)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ) رواه البخاري( أحاديث الأنبياء/3120) ، ومعنى الَّلامة : قال الخطابي : المراد به كلُّ داء وآفة تُلمُّ بالإنسان من جنون وخبل . وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ "
رواه مسلم ( السلام/4056)
ولا شك أن مداومة الإنسان على أذكار الصباح والمساء ، وأذكار النوم ، وغيرها من الأذكار له أثر عظيم في حفظ الإنسان من العين فإنها حصن له بإذن الله فينبغي الحرص عليها ، ومن أهم العلاجات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخَّصَ في الرُّقية من العين وأمر بها
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ " رواه البخاري ( الطب/5297) ، وما جاء عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : " كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ "
رواه أبو داود ( الطب/3382) قال الألباني في صحيح سنن أبي داود صحيح الإسناد برقم 3286 .
هذه بعض الأذكار والعلاجات التي تحفظ بإذن الله من العين والحسد ، نسأل الله أن يعيذنا من ذلك
والله أعلم .
يراجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 4/162.
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:22
السؤال :
أعيش في الغرب، لكن كوني أتيت من شبه القارة الهندية، فإنه يصعب علي الوصول إلى أشخاص من أهل العلم ممن يمكنهم المساعدة في شفاء من يصاب بتأثيرات السحر. فهل على المرء أن يحاول التعرف ما إذا كان قد عُمل له/لها عمل بسبب الغيرة أو الكراهية أو غير ذلك؟
وما هي الأشياء التي يمكن عملها للتخلص من تأثيرات السحر؟
قرأت حديثا ورد فيه أن ماء زمزم هو لما شرب له، وأنه شفاء من جميع الأمراض .
فهل في النصين ما يدل على أن استخدام زمزم يشفي من السحر؟
وهل يمكن استخدام أي نوع من أنواع الرقية ؟
إذا كان الجواب بنعم، فكيف يمكن للمرء أن يباشر ذلك ؟
العوام في الثقافة التي جئت منها عادة ما يذهبون إلى أناس يقال لهم "بيرز" أو أناس يظن فيهم أنهم أتقياء ومتدينون كي يأخذوا منهم تمائم توضع حول الأعناق لتخلصهم من تأثيرات السحر
فهل يعد هذا نوع من الشرك؟
لقد قرأت كثيرا أن أمثال هؤلاء هم من الصوفية، فهل يجوز الذهاب إلى أمثالهم؟.
الجواب :
الحمد لله
جزاك الله خيرا على حرصك على سلامة عقيدتك ، وسعيك للوصول إلى الحق بدليله ونسأل الله أن يثبتنا على السنة حتى نلقاه .
ـ ثم اعلم وفقك الله أن المسلم ينبغي عليه أن يبتعد عن الوساوس والأوهام فإنها سبب لضيق الصدر ، ونكد العيش ، فلا يصح أن يعزو الإنسان كل شيء يصيبه إلى السحر أو العين ، أما إذا لحظ الإنسان تغيرا ليس طبيعيا أو أمرا غير معتاد ، وشك في كونه سحرا أو عينا ، وأراد أن يتأكد من ذلك ، أو تحقق منه وأراد العلاج ، فإن الطريق الشرعي : هو الرقية الشرعية المعتمِدة على الكتاب والسنة والأدعية الصحيحة المفهومة سواء رقى المرء نفسه وهذا الأحسن ، أو ذهب إلى من يرقيه بشرط أن يكون الراقي من أهل الصلاح والاستقامة واتباع السنة ـ هذا هو الطريق الصحيح لعلاج العين والسحرـ مع ملازمة دعاء لله ، وطلب الشفاء والعافية منه سبحانه فهو الذي قدر البلاء ، وهو الذي بيده أن يرفعه .
ـ وأما بالنسبة لماء زمزم فإنه ماء مبارك وقد ورد في فضله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (2473) : " ..إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ .. " . وفي رواية أبي داود الطيالسي بإسناد صحيح : " إنها طعام طعم وشفاء سقم " .
وفي حديث آخر حسنه جماعة من العلماء منهم الإمام ابن عيينة و الألباني وابن القيم وغيرهم بكثرة طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ماء زمزم لما شرب له " .
أخرجه أحمد ( 3 / 357 ، 372 ) وراجع أقوال العلماء فيه في الإرواء ( 4 / 320 ، وما بعدها )
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله :
" وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله ، وشاهدتُ من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعا .
" زاد المعاد (3 / 129 ) .
فهي لاشك سبب عظيم من أسباب الشفاء من السحر وغيره من الأمراض بإذن الله ، إذا شربها الشخص مصدقا بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأراد الله له الشفاء بها ، فإن الله قد يعطل بعض الأسباب عن مسبباتها لحكمة ، كما لو شرب المريض الدواء المجرّب فلم يبرأ ، فليس ذلك عيباّ في الدواء ، وإنما هو قدر الله الذي لم يكتب النفع في هذا الدواء، لحكمة يعلمها سبحانه .
ـ وأما ما يتعلق بأنواع الرقية ،فقد ذكر العلماء أن الرقية حتى تكون صحيحة مقبولة شرعا لابد لها من ثلاثة شروط إجمالا :
الأول :
أن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الرقية تنفع بنفسها، فهذا شرك بالله ؛ بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله .
الثاني :
أن لاتكون الرقية مشتملة على مخالفة شرعية كدعاء غير الله أو الاستغاثة بالجن والشياطين ، وما أشبه ذلك ، فتكون شركا والعياذ بالله .
الثالث :
أن تكون مفهومة معلومة فإن كانت مشتملة على طلاسم وشعوذة ، فإنها لاتجوز .( انظر القول المفيد للشيخ ابن عثيمين 1 / 184 ) .
فإذا سلمت الرقية من هذه المخالفات صحت بأي شكل كانت ، فلو قرأ على المريض مع النفث أو بدون نفث ، أو قرأ على ماء وشربه المريض ، أو زيت وادّهن به المريض ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا جائز وهو نافع بإذن الله وفضله .
ـ وأما الناس الذين ذكرتهم باسم "بيرز" فلا يُدرى من هم ولا ما حقيقتهم وحيث أن البركة من الله يجعلها فيمن يشاء من خلقه فلا يجوز إتباعها لأشخاص بمجرد الإدعاء ، وكثيراً ما أدى مثل هذا إلى الغلو الموقع في الشرك .
والمقياس الذي يتم اختيار الراقي بناء عليه ؛ هو اتباعه للسنة وبعده عن البدعة ، وأن يكون واضحا في كلامه وتصرفاته وطلباته فلا يطلب أشياء غريبة ولا يتمتم بعبارات غير مفهومة أو يستعمل البخور أو يسأل عن اسم الأم أو قطعة من الملابس أو يداوي بالمحرمات كالدم وغير ذلك من أفعال المشعوذين وما قد يثير الريبة حوله .
ـ وأما بالنسبة للصوفية الذين يستخدمون أساليب الشعوذة وما شابه ذلك فلا يجوز الذهاب إليهم بحال من الأحوال .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:23
السؤال :
هل يدخل الجني في بدن الإنسي ؟.
الجواب :
الحمد لله
قال الإمام شيخ الإسلام في الفتاوى بعد كلام سبق :
( ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة ، كالجبائي وأبو بكر الرازي وغيرهما دخول الجني في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن ، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم كظهور هذا ، وإن كانوا مخطئين في ذلك ، ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون : إن الجني يدخل في بدن المصروع كما قال تعالى ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ... ) البقرة/275 .
وقال عبد الله بن الإمام أحمد : قلت لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي ، فقال : يا بني ، يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهو مبسوط في موضعه ) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ( 19 / 12 )
وقال أيضاً رحمه الله ، في المجلد الرابع والعشرين من الفتاوى ( ص 276 ، 277 )
ما نصه : ( وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتفاق سلف الأمة وأئمتها ، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة/275
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) .... إلى أن قال رحمه الله : وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع
ومن انكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع ، وليس في الأدلة الشرعية ما ينفي ذلك ... ) إلخ .
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ
عبد العزيز ابن باز رحمه الله
م/8. ص / 60
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:24
السؤال :
لقد سمعت قصصاً كثيرة عن اختطاف الجن للإنس
وقد قرأت قصة مفادها أن رجلاً من الأنصار رضي الله عنه خرج يصلي العشاء فسبته الجن
وفًقد أعواماً
فهل هذا الأمر ممكن أعني اختطاف الجن للإنس ؟ .
الجواب :
الحمد لله
من ناحية الإمكان فهذا أمر ممكن ولكنه نادر جداً
وقد أجاب الشيخ عبد الله بن جبرين عن السؤال السابق فأجاب حفظه الله بقوله :
يمكن ذلك ، فقد اشتهر أن سعد بن عبادة قتلته الجن لما بال في جحر فيه منزلهم ، فقالوا :
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ***** ورميناه بسهم فلم نخطئ فؤاده
ووقع في زمن عمر أن رجلاً اختطفته الجن
وبقي أربع سنين
ثم جاء وأخبر أن جناً من المشركين اختطفوه
فبقي عندهم أسيراً
فغزاهم جن مسلمون فهزموهم
وردوه إلى أهله
ذكر ذلك في منار السبيل وغيره ( راجع منار السبيل 2/88 وقصة الرجل المخطوف رواها البيهقي (7/445-446) وصحح إسنادها الألباني في الإرواء 6/150 رقم 1709 .
عبد الله بن جبرين
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:25
السؤال :
تكلمت مع رجل يدعي أنه يكلم الجن وأخبرنا ببعض الأمور عن نفسي وهؤلاء الناس يستخدمون ألفاظاً وكلمات من القرآن ليسيطروا على الجن .
فما رأيك فيهم ؟
وهل يجوز الكلام معهم ؟
ومن هم أهل الكتاب ؟
كيف يمكن أن أتكلم مع الجن والملائكة وأراهم فهناك كتب عن هذا وتستخدم القرآن .
الجواب :
الحمد لله
مخاطبة الجن ممكنة
والإخبار عن المغيبات
وما في النفس
من ادعاء علم الغيب فهو حرام
والذين يستخدمون ألفاظا ً وكلمات من القرآن ليسيطروا على الجن ، وسائلهم غير شرعيه غالبا ً ، فاستخدام الجن من خصائص سليمان عليه السلام ، ولذا لمّا أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يوثق الجنيّ الذي تغلّب عليه في صلاته تذكر دعوة سليمان عليه السلام فتركه .
وحينئذ ٍ يتعين نصح هؤلاء فإن امتثلوا وإلا فالسلامة في مقاطعتهم وعدم الكلام معهم .
وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى .
والكلام مع الجن إن حصل من غير سببٍ منك فلا مانع من أن تتكلم معهم بل يستحب دعوتهم إلى دين الله والاستقامة على شرعه كما يُدعى الأنس ، ولا يُنصح بقراءة كتب ، ولا قراءة القرآن من أجل ذلك فالقرآن لم يُنزل لهذه الأمور بل أُنزل ليكون نبراسا ً ومنهجا ً في حياة المسلم ، يقتفي المسلم أثره باتباع أوامره واجتناب نواهيه .
وأما الملائكة فحصل للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء رؤيتهم ، وحصل لبعض الأولياء مخاطبتهم كما جاء عن عمران بن حصين رضي الله عنه أنه كانت الملائكة تسلّم عليه حتى اكتوى فترك ، ثم ترك الكي فعاد التسليم .
والله أعلم
الشيخ : عبد الكريم الخضير .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:28
السؤال :
ما هي طريقة علاج السحر ؟.
الجواب :
الحمد لله
من أصيب بالسحر ليس له أن يتداوى بالسحر فإن الشر لا يزال بالشر ، والكفر لا يزال بالكفر، وإنما يزال الشر بالخير، ولهذا لما سئل عليه الصلاة والسلام عن النُّشرة قال : (هي من عمل الشيطان) والنشرة المذكورة في الحديث : هي حل السحر عن المسحور بالسحر . أما إن كان بالقرآن الكريم والأدوية المباحة والرقية الطيبة فهذا لا بأس به ، وأما بالسحر فلا يجوز كما تقدم ، لأن السحر عبادة للشياطين ، فالساحر إنما يسحر ويعرف السحر بعد عبادته للشياطين ، وبعد خدمته للشياطين ، وتقربه إليهم بما يريدون ، وبعد ذلك يعلمونه ما يحصل به السحر
لكن لا مانع والحمد لله من علاج المسحور بالقراءة وبالتعوذات الشرعية ، بالأدوية المباحة ، كما يعالج المريض من أنواع المرض من جهة الأطباء ، وليس من اللازم أن يشفى ، لأنه ما كل مريض يشفى ، فقد يعالج المريض فيشفى إن كان الأجل مؤخراً وقد لا يشفى ويموت في هذا المرض ، ولو عرض على أحذق الأطباء ، وأعلم الأطباء ، متى نزل الأجل لم ينفع الدواء ولا العلاج
لقول الله تعالى : ( ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها ) المنافقون/11
وإنما ينفع الطب وينفع الدواء إذا لم يحضر الأجل وقدر الله للعبد الشفاء ، كذلك هذا الذي أصيب بالسحر قد يكتب الله له الشفاء ، وقد لايكتب له الشفاء ، ابتلاء وامتحاناً وقد يكون لأسباب أخرى الله يعلمها جل وعلا
منها : أنه قد يكون الذي عالجه ليس عنده العلاج المناسب لهذا الداء ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل ) وقال عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) .
ومن العلاج الشرعي أن يعالج السحر بالقراءة ، فالمسحور يقرأ عليه أعظم سورة في القرآن : وهي الفاتحة ، تكرر عليه ، فإذا قرأها القارئ الصالح المؤمن الذي يعرف أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأنه سبحانه وتعالى مصرف الأمور ، وأنه متى قال للشيء كن فإنه يكون فإذا صدرت القراءة عن إيمان
وعن تقوى وعن إخلاص وكرر ذلك القارئ فقد يزول السحر ويشفى صاحبه بإذن الله ، وقد مر بعض الصحابة رضي الله عنهم على بادية قد لدغ شيخهم ، يعني أميرهم وقد فعلوا كل شيء ولم ينفعه ، فقالوا لبعض الصحابة : هل فيكم من راق ؟ قالوا : نعم فقرأ عليه أحدهم سورة الفاتحة ، فقام كأنه نشط من عقال في الحال
وعافاه الله من شر لدغة الحية ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً ) وقد رقى ورقي عليه الصلاة والسلام ، فالرقية فيها خير كثير ، وفيها نفع عظيم ، فإذا قرئ على المسحور بالفاتحة ، وبآية الكرسي ، وبـ ( قل هو الله أحد ) ، والمعوذتين ، أو بغيرها من الآيات ، مع الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : ( اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ) يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : ( بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك )
ثلاث مرات فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، يشرع أن يرقى بها اللديغ والمسحور والمريض ، ولا بأس أن يرقى المريض والمسحور واللديغ بالدعوات الطيبة ، وإن لم تكن منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن فيها محذور شرعي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس بالرقي ما لم تكن شركاً )
وقد يعافي الله المريض والمسحور وغيرهما بغير الرقية وبغير أسباب من الإنسان ، لأنه سبحانه هو القادر عل كل شيء ، وله الحكمة البالغة في كل شيء ، وقد قال سبحانه في كتابه الكريم ( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /82
فله سبحانه الحمد والشكر على كل ما يقضيه ويقدره ، وله الحكمة البالغة في كل شيء عز وجل .
وقد لا يشفى المريض لأنه قد تم أجله وقدر موته بهذا المرض ، ومما يستعمل في الرقية آيات السحر تقرأ في الماء ، وهي آيات السحر في الأعراف ، وهي قوله تعالى ( وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) /117-119 ، وفي يونس وهي قوله تعالى ( وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم ) إلى قوله جل وعلا ( ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ) من أية 79 إلى أية 28
وكذلك آيات طه ( قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى ) ... إلى قوله سبحانه ( ولا يفلح الساحر حيث أتى ) من أية 65 إلى أية 69 ، وهذه الآيات مما ينفع الله بها في رقية السحر ، وإن قرأ القارئ هذه الآيات في الماء وقرأ معها سورة الفاتحة ، وآية الكرسي وبـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين في ماء ثم صبه على من يظن أنه مسحور ، أو محبوس عن زوجته فإنه يشفى بإذن الله
وإن وضع في الماء سبع ورقات من السدر الأخضر بعد دقها كان مناسباً ، كما ذكر ذلك الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في ( فتح المجيد ) عن بعض أهل العلم في باب ( ما جاء في النشرة ) . ويستحب أن يكرر قراءة السور الثلاث ، وهي ( قل هو الله أحد ) و( قل أعوذ برب الفلق ) ( وقل أعوذ برب الناس ) ثلاث مرات .
والمقصود أن هذه الأدوية وما أشبهها هي مما يعالج به هذا البلاء : وهو السحر ويعالج به أيضاً من حبس عن زوجته ، وقد جرب ذلك كثيراً فنفع الله به ، وقد يعالج بالفاتحة وحدها فيشفى ، وقد يعالج بـ ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين وحدها ويشفى . والمهم جداً أن يكون المعالِج والمعالَج عندهما إيمان صادق
وعندهما ثقة بالله ، وعلم بأنه سبحانه مصرف الأمور ، وأنه متى شاء شيئاً كان وإذا لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى ، فالأمر بيده جل وعلا ، ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فعند الإيمان وعند الصدق مع الله من القارئ والمقروء عليه يزول المرض بإذن الله وبسرعة ، وتنفع الأدوية الحسية والمعنوية .
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه إنه سميع قريب .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله .
ص / 70
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:29
السؤال :
كيف يسحر الرسول صلى الله عليه وسلم والله يقول له: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ؟
وكيف يسحر وهو يتلقى الوحي عن ربه ويبلغ ذلك للمسلمين
فكيف يبلغ وهو مسحور وقول الكفار والمشركين إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا رَجُلا مَسْحُورًا ) ؟
نرجو إيضاحها ، وبيان هذه الشبهات .
الجواب :
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فقد ثبت في الحديث الصحيح أن هذا السحر وقع في المدينة ، عندما استقر الوحي واستقرت الرسالة ، وبعد أن قامت دلائل النبوة وصدق الرسالة ، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم ، تعرض له شخص من اليهود يدعى : لبيد بن الأعصم ، فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجب طلعة ذكر النخل ، فصار يخيل إليه
عليه الصلاة والسلام ـ أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله ، لكن لم يَزَل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيما يحدث به الناس ، واستمر يكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه ، لكنه أحس بشيء أثَّر عليه بعض الأثر مع نسائه ، كما قالت عائشة رضي الله عنها :" إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشي
في البيت مع أهله وهو لم يفعله فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار فأتلفه " وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء وقال عليه الصلاة والسلام ما تعوذ المتعوذون بمثلهما ولم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي ، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها .
أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يُعصم منه عليه الصلاة والسلام ، بل أصابه شيء من ذلك ، فقد جُرح يوم أحد ، وكُسرت البيضة على رأسه ، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر ، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك ، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقا شديدا ، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل
ومما كتبه الله عليه ، ورفع الله به درجاته ، وأعلى به مقامه ، وضاعف به حسناته ، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة ، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم .
والحمد لله رب العالمين .
انظر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ
ابن باز رحمه الله
( 8/ 149 ).
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:31
السؤال :
قرأت سؤالاً عن شخص ما يعاني من مشكلة في الوضوء وعندي مشكلة مشابهه أو حتى أسوء حينما أريد أن أصلي أشعر بأن هناك ريحاً تخرج مني.
لو ذهبت إلى الحمام أقضي 30 دقيقة ولكن البول وسائل آخر يستمر في الخروج مني أثناء الصلاة ويكون عندي رغبة شديدة في الذهاب إلى الحمام ولذلك علي أن أكرر وضوئي مرة بعد مرة وهذا الموقف يحيرني جداً ويخجلني حيث يجعل الصلاة صعبة جداً وهذا يؤثر على إيماني أنا متأكد
أن هذا ليس مرضاً لأني ذهبت إلى كثير من الأطباء ولكن بدون تحسن وهذه المشكلة تأتي لي فقط عندما أريد أن أصلي بعض الناس يقولون لي أن هذا بسبب جن دخل جسمي من فضلك أرشدني كيف يمكن أن أصلي بسهولة هل أستطيع أن أؤدي أكثر من صلاة واحدة بنفس الوضوء حتى لو هذه الأشياء تخرج مني. لو هذا بسبب الجن كيف يمكن الخلاص منه؟.
الجواب :
الحمد لله
سلس البول وما في حكمه مما يخرج من السبيل بدون إرادة ، ولا يمكن التحكم فيه لا يلتفت إليه ، بل يصلي الإنسان على حسب حاله ولو خرج هذا السائل أثناء الصلاة للمشقة والحرج في الإستنزاه منه ، قال تعالى : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) ، لكن إن خشي تلويث بدنه وثيابه ، لفَّه ( أعني فرجه )
بمناديل وشبهها ، ويصلي بعد وضوئه ، ولا يلتفت إلى أي خارج لا يمكن أن يتحكم به ، وهذا مرض عادي ، ومنتشر كثيرا ً ، وليس من صنع الجن ، ولا بسببهم والطهارة ضرورة عليك تجديدها لكل صلاة ( فريضة ) .
الشيخ : عبد الكريم الخضير
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:32
السؤال :
ما نصيحتكم لمن يحل السحر بسحر مثله لحل المشاكل الزوجية ؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
حل السحر عن المسحور إن كان على الوجه المباح فإنه من باب الدواء والمعالجة وهو من أفضل الأعمال لمن ابتغى بذلك وجه الله خاصة إذا كان في هذا حل المشاكل الزوجية والأسرية .
فإن حل السحر عن المسحور له حالتان :
الحالة الأولى :
أن يكون حل السحر بسحر مثله ، حيث يتقرب الساحر والمريض إلى الجن والشياطين لحل هذا السحر ، وهذا محرم ، ومنكر عظيم ، وهو من عمل الشيطان ، كما في مسند الإمام أحمد ( 3/294 ) وسنن أبي داود (3868) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النُّشْرَةِ فَقَالَ : ( هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ )
صححه الألباني في صحيح أبي داود ( 3868 ) .
والنشرة هي حل السحر عن المسحور ، والمراد بها في هذا الحديث : النشرة التي كانوا يستعملونها في الجاهلية ، وهي حل السحر بالسحر أو باستخدام الشياطين .
انظر : " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
وجه الدلالة من الحديث على حرمتها : أنه صلى الله عليه وسلم جعلها من عمل الشيطان ، وما كان من عمل الشيطان فهو محرم ؛ فإن الشيطان يأمر بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون .
الحالة الثانية :
أن يكون حل السحر بالرقية والتعوذات الشرعية ، والأدوية والدعوات المباحة ، فهذا جائز وعمل فاضل ، يؤجر عليه الإنسان
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:35
ثانياً :
أما النصيحة لمن يستخدم السحر لحل السحر ، أن يتقي الله في نفسه ، وأن يبادر إلى التوبة من هذا العمل الخطير على دينه وإسلامه ، قبل أن ينزل به ملك الموت بغتة وهو لا يشعر ، وحينئذ لا ينفع الندم ولا الرجوع ، فإن خطر السحر على الدين عظيم وجسيم ، فقد أخبر الله تعالى في كتابه أنَّ تَعُلًّمَ السحرِ وتعليمه كفر
فقال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) البقرة/102
فجعل تعليم السحر وتعلمه من الكفر بالله تعالى ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : ( الشِّرْكُ بِاللَّهِ ، وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ، وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ) .
والموبقات :
المهلكات التي تهلك صاحبها وتلقي به في النار ، فليحذر هذا الساحر غضب الله وبطشه ، فإن بطشه أليم شديد ، وليحذر من حبائل الشيطان وخطواته وتزينه لهذا العمل ، وإيهامه بأن فيه مصلحة للمسلمين ، وحلا لمشاكلهم ، حتى يجلسه على مقاعد الجحيم ، ويهوي به في جهنم وبئس المصير ، فالحذر الحذر فإن الأمر جد خطير ، إنها سعادة أبدية أو شقاء أبدي نعوذ بالله من الخذلان ودرك الشقاء .
ثالثاً :
النصيحة للمريض المبتلى بالسحر أن يتحلى بالصبر ، واحتساب الأجر من الله جل وعلا ، وليعلم أن في ذلك امتحانا له لرفع لدرجاته عند الله إذا صبر واحتسب
فقد روى الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) .
حسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 2396 ) .
وعليه أن يعتمد على الله وحده ، ويتوكل عليه في الأمور كلها ، مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة في العلاج ، وأن يعظم الرغبة إلى الله سبحانه ويلح عليه بالدعاء وقت الأسحار ، وأدبار الصلوات ، فإنه سبحانه كاشف الضر ، مغيث اللهفات ، رحيم بعباده المؤمنين ، يجيب دعوة المضطرين ( أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62
وليحذر كل الحذر من طرق أبواب السحرة والكهنة والعرافين ، فإنهم الداء الحقيقي والهلاك المبين
ففي صحيح مسلم (2230) عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً )
وفي مسند الإمام أحمد (9252) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْحَسَنِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ )
صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع ( 5939)
فليحذر المسلم من سؤالهم أو تصديقهم ، طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وحفاظاً على دينه وعقيدته ، وحذراً من غضب الله عليه ، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عيها خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين .
وانظر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة
لسماحة الشيخ العلامة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
(3/280) و(8/144)
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 05:37
السؤال :
ماذا سيحدث للشيطان بعد يوم البعث ؟.
الجواب :
الحمد لله
مصير الشيطان يوم القيامة هو أسوأ وأشنع مصير ـ والعياذ بالله ـ وقد دلت على ذلك الأدلة الكثيرة جدا في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد بين الله تعالى أن الشيطان من الكافرين فقال سبحانه : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) البقرة/34 . ومصير الكافرين هو النار وبئس القرار .
وأخبر سبحانه أن اللعنة قد حلت على الشيطان إلى يوم البعث، كما أخبر سبحانه أنه سيملأ جهنم منه ومن أتباعه فقال سبحانه : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين *
قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون * قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ) الأعراف/11-18
وقال عز من قائل سبحانه وهو يخبر عن قول الشيطان لما أُخبِرَ بطرده وإبعاده عن رحمة الله : ( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين * إلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ) ص/82-85 ، إلى غير ذلك من الآيات التي تبين المصير المحتوم للشيطان يوم القيامة .
وأخبرنا الله تعالى عن تبرئ الشيطان من أتباعه يوم القيامة ، فقال : ( وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) إبراهيم/22.
فليحذر العاقل أن يكون من أتباع الشيطان ، أو حزبه ، فإن أتباعه هم أهل النار – كما في الآيات السابقة - والشيطان ( إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ) فاطر/6.
( أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ ) المجادلة/19 .
ولهذا أوجب الله تعالى علينا معاداته ، ومخالفته ، وحذرنا من طاعته واتباع خطواته ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ) فاطر/6.
وقال تعالى : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) يس/6.
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) البقرة/168.
وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) النور/21.
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الشيطان الرجيم .
والله تعالى أعلم .
و اخيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:50
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
السؤال :
امرأة تقول إنها أخلصت في طاعة الله
وأثناء نومها زارها رجل يلبس جلباباً أبيض
وطاف حولها
وبعد ذلك أصبحت تتنبأ بأشياء تكاد تكون صحيحة
فعرف الناس بها
وأخذوا يترددون عليها
ويقولون : إنها تعلم الغيب ، ولا يعلم الغيب إلا الله
فما حكم هذه المرأة ؟
وبم ننصحها ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا يجوز لأحد أن يدَّعي علم الغيب ، ومن ادَّعاه فقد كفر ، ولا يجوز لأحدٍ أن يعتقد أن أحداً يعلم الغيب ، ومن اعتقد ذلك فقد كفر .
وقد أخبر الله تعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ، وأخبر أن الجن لا يعلمون الغيب .
وإنما قصدنا بذلك الغيب المطلق الذي لا يعلمه إلا الله ، وأما الغيب النسبي وهو ما يعلمه أناس دون آخرين : فهذا قد يستطيع بعض الناس علمه وإنما يكون البحث في كيفية اطلاعهم عليه ، فمنهم من يعرفه بالتجسس ومنهم من يعرفه عن طريق الجن ، وكلاهما طريق لا يجوز سلوكه .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل الجن يعلمون الغيب ؟ .
فأجاب :
الجن لا يعلمون الغيب لقوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) ، واقرأ قوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) ، ومن ادعى علم الغيب فهو كافر ، ومن صدَّق من يدعي علم الغيب فإنه كافر أيضاً لقوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) ، فلا يعلم غيب السماوات والأرض إلا الله وحده ، وهؤلاء الذين يدعون أنهم يعلمون الغيب في المستقبل كل هذا من الكهانة ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً " ، فإن صدَّقه فإنه يكون كافراً لأنه إذا صدَّقه بعلم الغيب فقد كذَّب قوله تعالى : ( قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ) .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / السؤال رقم 115 ) بتصرف .
وسئل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - :
عن حكم من يدعي علم الغيب ؟ .
فأجاب :
الحكم فيمن يدَّعي علم الغيب أنه كافر ؛ لأنه مكذِّّّب لله عز وجل ، قال الله تعالى : ) قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) ، وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ، فإن من ادَّعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل في هذا الخبر .
ونقول لهؤلاء : كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلي الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ؟ هل أنتم أشرف أم الرسول صلي الله عليه وسلم ؟ ! فإن قالوا : نحن أشرف من الرسول : كفروا بهذا ، وإن قالوا : هو أشرف ، فنقول : لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه ؟ ! وقد قال الله عز وجل عن نفسه : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ) ، وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب ، وقد أمر الله تعالى نبيَّه صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ بقوله : ( قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى )
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 1 / السؤال رقم 22 ) .
والذي يتنبأ بالمستقبل يسمَّّّى " كاهناً " ، ولا يحل سؤاله ولا إتيانه ، وأما صدقهم أحياناً في تنبؤاتهم فإما أن يكون من باب موافقة القدَر ، وإما أن يكون من الجن الذي يسترق السمع ، فيلقي الجنُّ الكلمة على الكاهن فيكذب معها مئة كذبة .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : سأل رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ناسٌ عن الكهان فقال : ليس بشيء ، فقالوا : يا رسول الله إنهم يحدثونا أحياناً بشيء فيكون حقا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني فيقرها في أذن وليه فيخلطون معها مائة كذبة . رواه البخاري ( 5429 ) ومسلم ( 2228 ) .
قال الحافظ ابن حجر :
قال القرطبي : كانوا في الجاهلية يترافعون إلى الكهان في الوقائع والأحكام ويرجعون إلى أقوالهم , وقد انقطعت الكهانة بالبعثة المحمدية , لكن بقي في الوجود من يتشَّبه بهم , وثبت النهي عن إتيانهم فلا يحل إتيانهم ولا تصديقهم .
قوله : " إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا " في رواية يونس " فإنهم يتحدثون " هذا أورده السائل إشكالا على عموم قوله " ليسوا بشيء " لأنه فهِم أنهم لا يصدقون أصلا فأجابه صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك الصدق , وأنه إذا اتفق أن يصدق لم يتركه خالصا بل يشوبه بالكذب ...
قال الخطابي : بيَّن صلى الله عليه وسلم أن إصابة الكاهن أحيانا إنما هي لأن الجني يلقي إليه الكلمة التي يسمعها استراقا من الملائكة فيزيد عليها أكاذيب يقيسها على ما سمع , فربما أصاب نادرا وخطؤه الغالب .
" فتح الباري " ( 10 / 219 ، 220 ) .
أما ما ذكر في السؤال من ما رأته تلك المرأة في منامها ، فإن مثل هذه الأحلام لا يؤخذ منها أي دليل على حكم شرعي فضلا عن أن تدل على مصادمة لقضية من قضايا العقيدة المقررة وعليه فيُعدُّ ما رأته في منامها نوعا من أنواع تلاعب الشيطان بها واستغلاله لجهلها.
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:51
السؤال :
هل من الممكن للإنسان المحسود أن يعرف هل هو حسد نفسه أم حسده شخص آخر ؟
وما هو الدواء في كلا الحالتين ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
إذا أُعجب الإنسان بشيء عنده ولم يبرِّك ، ( أي : لم يدع بالبركة ، بأن يقول : بارك الله فيه ـ مثلاً ) وتأثر هذا الشيء فإنه يمكنه أن يعرف أنه قد حسد نفسه .
ولا يمكن لأحدٍ أن يجزم أن فلاناً هو الذي حسده إلا إذا كان بمثل تلك الحال ، كأن يدخل أحد محله فيبدي إعجابه به ولا يبرك عليه فيكسر ما فيه أو يتلف .
وهذا في حال أن يكون التأثير مباشرة ، أما إذا طال الفصل : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم على فلان أنه حسده .
ويوجد طرق يستعملها بعض الناس لمعرفة العائن لكنها غير شرعية ، بل هي شيطانية ، وذلك مثل التخيل أثناء القراءة ، أو الاستعانة بالجن والشياطين لمعرفة ذلك .
قال علماء اللجنة الدائمة :
تخيل المريض للعائن أثناء القراءة عليه وأمر القارئ له بذلك : هو عمل شيطاني لا يجوز ؛ لأنه استعانة بالشياطين ، فهي التي تتخيل له في صورة الإنسي الذي أصابه ، وهذا عمل محرم ؛ لأنه استعانة بالشياطين ؛ ولأنه يسبِّب العداوة بين الناس ، ويسبب نشر الخوف والرعب بين الناس ، فيدخل في قوله تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً ) الجـن/6
وقالوا :
لا تجوز الاستعانة بالجن في معرفة نوع الإصابة ونوع علاجها ؛ لأن الاستعانة بالجن شرك ، قال تعالى : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) الجـن/6 ، وقال تعالى : ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْأِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الأِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ) الأنعام /128
ومعنى استمتاع بعضهم ببعض : أن الإنس عظموا الجن وخضعوا لهم واستعاذوا بهم والجن خدموهم بما يريدون وأحضروا لهم ما يطلبون ، ومن ذلك إخبارهم بنوع المرض وأسبابه مما يطلع عليه الجن دون الإنس ، وقد يكذبون فإنهم لا يؤمنون ، ولا يجوز تصديقهم .
" مجلة الدعوة " العدد : ( 1682 ) .
ثانياً :
أما بالنسبة لعلاج المحسود فيكون بطريقتين :
إذا عرف عائنَه فإنه يطلب منه أن يغتسل ليصبَّ ماء غسله عليه ، وإذا لم يعرفه فإن علاجه يكون بالرقية والأذكار الشرعية .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:52
السؤال :
ماذا تقولون في تصفيد الشياطين في رمضان ؟ .
الجواب :
الحمد لله
روى البخاري ( 1899 ) ومسلم ( 1079 ) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ ).
وقد اختلف العلماء في معنى تصفيد الشياطين في رمضان على أقوال .
قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي : " يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر ، وقال غيره - أي غير الحليمي - المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم .... وقوله صفدت ... أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت .... قال عياض يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين ، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين ، قال ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند مسلم فتحت أبواب الرحمة ، قال ويحتمل أن يكون .... تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات . قال الزين بن المنير والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره " فتح الباري 4/114
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن قول النبي صلى الله عليه وسلم ( وصفدت الشياطين ) ومع ذلك نرى أناسا يصرعون في نهار رمضان ، فكيف تصفد الشياطين وبعض الناس يصرعون ؟
فأجاب بقوله : " في بعض روايات الحديث : ( تصفد فيه مردة الشياطين ) أو ( تغل ) وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك ، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إن الإنسان يصرع في رمضان . قال الإمام : هكذا الحديث ولا تكلم في هذا .
ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان . " انتهى كلامه
[ مجموع الفتاوى 20 ]
وعلى هذا فتصفيد الشياطين تصفيد حقيقي الله أعلم به ، ولا يلزم منه ألا يحصل شرور أو معاصي بين الناس .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:54
السؤال :
لقد تزوج ابني بامرأة سوء عملت له سحراً ، فانقلب على أهله جميعاً ، وصار لا يرد لها أي طلب مهما كان . وقد قبضت هيئة الأمر بالمعروف عليها هي وعشيقها وثبتت تلك الجريمة عليها
ومع ذلك فابني رفض طلاقها ودائماً يدافع عنها .
ودخلنا بينها فوجدنا أشياء غريبة فقد وجدنا حذاء موضوعاً على كتاب الله فوق الدولاب ( والعياذ بالله ) ووجدنا أشياء أخرى
وعندها خادمات من بلاد يعرفون بالسحر .
مما جعلنا نقطع أنها سحرت ابني ،
وقد ذهبنا إلى أحد المشايخ ليقرأ عليه فظهرت عليه علامات السحر .
وهو الآن يرفض العلاج ولا يصدقنا أنه مسحور .
فماذا نفعل ؟
هل تقوم بالذهاب إلى أحد السحرة لفك السحر ؟
وقد توفي والده وهو الآن يطالبنا بنصيبه من ميراث أبيه
فهل نعطيه المال
وهو مسحور يضيع أمواله ،
وهذه المرأة قد سلبت جميع أمواله وضيعتها على السحر والشعوذة
مع العلم أن له أولاداً يحتاجون إلى هذا المال .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا شك أن ما أصاب ابنكم هو من البلاء لكم ، ونسأل الله تعالى أن يصبِّركم ، ويثبتكم على دينه ، كما نسأل الله له الشفاء ، والظاهر أنه واقع تحت تأثير السحر ، فلا ينبغي لكم مؤاخذته على تصرفاته معكم ، ولا يرضى عاقل أن يعلم عن امرأته بشيء مما فعلته ويسكت عنها ، لكن يبدو أن السحر قد أثَّر عليه تأثيراً بالغاً حتى وقف معها وانقلب عليكم.
ويمكنكم علاج ولدكم بالقراءة على الماء وسقيه له دون علمه ، وعليكم ملازمة الدعاء مع استعمال العلاج ، فلعل الله تعالى أن يكشف عنه البأس والضر .
ثانياً :
يتوقف دفع حق ولدكم من الميراث على حسن تصرفه بالمال ، فإن كان المال سيقع في يده أو يد زوجته ولن يحسنا التصرف فيه : فلا يجوز لكم تمكينه من المال ، وليبقَ معكم ، ولتنفقوا عليه وعلى أبنائه منه ، وهو أمانة في أيديكم لا ينبغي لكم التفريط فيه .
قال الله تعالى : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلا مَعْرُوفًا . وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ) النساء/5 ، 6 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي :
{ السفهاء } جمع " سفيه " وهو : من لا يحسن التصرف في المال ، إما لعدم عقله , كالمجنون والمعتوه , ونحوهما ، وإما لعدم رشده , كالصغير وغير الرشيد ، فنهى الله الأولياء أن يؤتوا هؤلاء أموالهم , خشية إفسادها وإتلافها ، لأن الله جعل الأموال قياماً لعباده , في مصالح دينهم ودنياهم ، وهؤلاء لا يحسنون القيام عليها وحفظها ، فأمر الله الولي أن لا يؤتيهم إياها بل يرزقهم منها , ويكسوهم , ويبذل منها , ما يتعلق بضروراتهم وحاجاتهم الدينية والدنيوية , وأن يقولوا لهم قولاً معروفاً , بأن يعِدوهم إذا طلبوها أنهم سيدفعونها لهم بعد رشدهم , ونحو ذلك , ويلطفوا لهم في الأقوال , جبراً لخواطرهم ، وفي إضافته تعالى الأموال إلى الأولياء إشارة إلى أنه يجب عليهم أن يعملوا في أموال السفهاء , ما يفعلونه في أموالهم , من الحفظ , والتصرف , وعدم التعرض للأخطار .
وفي الآية دليل على أن نفقة المجنون والصغير والسفيه , في مالهم , إذا كان لهم مال لقوله ( وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ ) . " تفسير السعدي " .
وينبغي رفع الأمر إلى المحكمة الشرعية وأقامة البينة على أن هذا الولد لا يحسن التصرف في ماله ، حتى تقوم المحكمة بالحجر عليه وتعين ولي على ماله .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:55
السؤال :
بعد أن عاد أخي من رحلة بدأ ينطق بأشياء عجيبة وبدأ يقول بعض التكهنات ولا يتكلم مع أحد لقد بقي في الخارج عامين ووصل الأمر إلى أن يبصق على أمه ثم اعتقدنا أنه مريض نفسياً فذهبنا به إلى الطبيب لكنه لم يكتشف شيئاً.
ونحن نظن أنه أصابه جن أو سحر.
فكيف نعرف ذلك وكيف نخلصه منه؟ لقد مرضت أمي بسبب هذا.
الجواب :
الحمد لله
أما بالنسبة للتفريق بين حالة المسّ والسّحر فقد ذكر بعض المجرّبين أن من علامات المسّ ما يلي :
1- الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
2- الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسّقوط حال القراءة عليه .
3- كثرة الرؤى المفزعة .
4- الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5- قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة .
6- التخبّط كما قال تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ ) .
أمّا السّحر فمن أعراضه :
1- كره المسحور لزوجته أو المسحورة لزوجها كما قال تعالى : ( فيتعلّمون منهما ما يُفرّقون به بين المرء وزوجه ) .
2- اختلاف حاله خارج البيت عن حاله داخله اختلافا كلّيا فيشتاق إلى أهله وبيته في الخارج فإذا دخل كرههم أشدّ الكُره .
3- عدم القدرة على وقاع الزّوجة .
4- توالي إسقاط المرأة الحامل باستمرار .
5- التغيّر المفاجئ في التصرّفات دون أيّ سبب واضح .
6 - عدم الاشتياق للاكل
7- أن يخيّل إليه أنّه فعل الشيء وهو لم يفعله .
8- الطاعة العمياء والمحبّة المفاجئة والمفرطة لشخص معيّن .
هذا ويجب الانتباه إلى أنّ الأعراض المذكورة آنفا لا يُشترط عند توفّر بعضها أن يكون الشّخص مصابا بالسّحر أو المسّ فقد يكون بعضها لأسباب عضوية أو نفسية أخرى .
العلاج
1- التوكّل على الله وصدق اللجوء إليه
2- الرقى والتعويذات الشرعية
وأهمّها المعوذتان وهي التي عولج النبي صلى الله عليه وسلم بها وما تعوذّ متعوّذ بمثلهما قط ويضاف إليهما قل هو الله أحد ، وسورة الفاتحة رقية ناجحة كما ثبت .
وفي علاج السّحر يمكن أخذ سبع ورقات من السّدر الأخضر وطحنها ثمّ وضعها في إناء ويصبّ عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويُقرأ فيها بآية الكرسي وسورة الكافرون والإخلاص والمعوذتين وآيات السّحر الموجودة في سورة البقرة آية 102 والأعراف آية 117-119 وسورة يونس 79-82 وسورة طه 65 - 69 ثمّ يشرب بعض الماء ويغتسل بالباقي كما جرّبه بعض السّلف فنفع .
3- استخراج السّحر وإتلافه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لمّا سحره لبيد بن الأعصم اليهودي .
4- استعمال الأدوية المباحة كأكل سبع تمرات من تمر العالية البرنيّ ( من تمور المدينة النبوية ) على الرّيق وإذا لم يجد يأكل من أي تمر وجده يكون نافعا بإذن الله .
5- الحجامة
6- الدّعاء
ونسأل الله أن يشفي أخاكم ويفرّج كربته وكربتكم وهو الشافي لا شافي إلا هو .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:56
السؤال :
ابتليت بمس جني - ولم أشف منه - منذ سنتين تقريباً ، والغريب أنني أشعر بهم في جسدي ويكاد يكون لي التحكم فيهم في جسدي مثلاً : عندما أسمع للقرآن فأشعر بحركة ألم لهم في بطني فأستطيع إن شاء الله أن أوقفهم عن تلك الحركة .
وأنا أؤمن بأن خروجهم لن يتم أبدا إلا من الله العلي القدير ، فلذلك أدعو الله ولا أذهب إلى معالج شرعي يرقي بالقرآن .
الحمد لله أنني بفضل الله مستقيم ، ولكني أقع أحيانا في بعض المعاصي ، فما تفسير ذلك ؟ وما هي نصيحتكم ؟.
الجواب :
الحمد لله
المس بالجن فيه حقائق وفيه أوهام ، وأوهامه – عند كثير من الناس الآن – أكثر من حقائقه ، وأهل السنة مجمعون على تلبس الجني ببدن الإنسي ، لكن ليس معنى ذلك أن كل ما يكون من المصروع هو مس من الجن ، لأن الصرع قد يكون له سبب عضوي ، ومثله ما يشعر به الكثيرون ويحسونه في أجسادهم ، فلا يُجزَم بأنه من فعل الجن ، بل قد يكون أهاماً وقد تكون خيالات .
لذا فعليك ألا تلتفت إلى ما قد يوسوس به الشيطان أو يهيئه لك أنه من فِعله ، وأنك تستطيع التحكم به ، فهذا من أبواب تلبيسه على المسلم ليوهمه بأنه يستطيع التحكم فيه حتى يظن في نفسه ما ليس فيها ، وقد يصل به إلى ما لا تحمد عقباه كما حصل مع كثيرين .
وعليك بالمداومة على رقية نفسك بنفسك ، وكتاب ربك تبارك وتعالى بين يديك ، فاقرأ منه وارق نفسك ، وسواء كان عندك مس أم لم يكن فلا شك أنك مستفيد من هذه القراءة وتلك الرقية .
وإذا ذهبت إلى من هو معروف باستعمال الرقية الشرعية مع استقامة حاله وبعده عن الشعوذة والخرافات ، فإن هذا لا بأس به وقد يكون سبباً لشفائك مما تشكو منه .
وعليك بالاستعانة بالله تعالى والدعاء والتضرع ليكف عنك كيد شياطين الإنس والجن ، فالإنسان محتاج لربه دوماً ، والله تعالى قادر على أن يخلصك من الظنون والأوهام والحقائق التي تؤذيك وتضرك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:57
السؤال :
هناك قول مشهور بين الناس عن بعض القبائل التي لديها فراسة وقدرة على تقصي الآثار ، ومعرفة أصحابها ، وقيل لأن أحد أجدادهم قد تزوج من الجن ، وهذا هو سبب اكتسابهم هذه القدرة ، فما مدى صحة ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله
هذا غير صحيح ، ولا أعرف أن الإنسان يتولد بين إنسي وجني ، حيث أن الجن ليس لهم أجسام ، وإنما هم أرواح هوائية ، وإن كانوا يقدرون على التشكل بأشكال متنوعة ، فأما هؤلاء الذين يعرفون الآثار والأشياء فهم من أهل الفراسة ، وقوة الذكاء والمعرفة ، والفطنة والتجربة
وقد جعل الله تعالى فروقاً بين الآثار وموطئ الأقدام ، كما جعل فروقاً ظاهرة بين الناس في الطول والقصر ، والسواد والبياض والصغر والكبر ، فأنت ترى مائة ألف من البشر لا تجد فيهم اثنين متشابهين في كل الصفات ، فهذا هو السبب الذي يميز هؤلاء بين الناس ، ويعرفون الآثار والأشباه
والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 15
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:58
السؤال :
يزعم أحد الدجالين بأنه يعلم الغيب ، وذلك بالقراءة على المصروعين ، ويأمرهم بأن يتبخروا بأوراق يُكتب عليها ، ويعطيهم تمائم ( حجابات ) ليلبسوها ، وإذا حضر إليه شخص يريد العلاج ويكون من شاربي الخمر فيخبره بأنه شرب بالأمس خمراً ، وباقي الخمر موجود في مكان كذا ، وإني لن أعالجك من الصرع حتى تترك شرب الخمر فيعترف بذلك ، أفتونا في هذا الأمر ، وهل يجوز أن نؤاكله ونسلم عليه ، ونصلي خلفه ، لأنه يصلي أحياناً بالناس ، وقد نصحناه ولم يقبل النصيحة ، ويقول : إنه على الحق ... أفتونا مأجورين.
الجواب :
الحمد لله
هذا لا شك أنه من الكهنة الذين يستخدمون الشياطين ، ويتقربون إليها بما تحب حتى تطلعهم على بعض الأمور الغائبة ، وذلك أن يذبح لهم ، أو يدعوهم بأسمائهم ، أو يطيعهم في معصية الله بأكل الحرام والنجاسات ، أو نحو ذلك ، ومعلوم أن هذا من الكفر والشرك ، فعلى هذا يجب أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا ، ولا تجوز الصلاة خلفهم ، والسلام عليهم حتى يتوبوا
والله أعلم .
من كتاب اللؤلؤ المكين من فتاوى ابن جبرين ص 20 .
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 17:58
السؤال :
هل يمكن للكافر أن يصيب الآخرين بالعين ؟.
الجواب :
الحمد لله
نعم قد تقع الإصابة بالعين من الكافر والدليل على ذلك قول الله تعالى : ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر .. الآية ) القلم/51 .
قال السدي : يصيبونك بعيونهم . تفسير البغوي 8/202 .
وكذلك يدلّ عليه عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الْعَيْنُ حَقٌّ) رواه البخاري (5740) ومسلم (2187).
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 18:00
السؤال :
سؤالي حول العين . إذا قال الرجل لزوجته إنها جميلة فهل يجب عليه أن يقول ما شاء الله أم أن هذا يعتبر تطرفا ؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
العين حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " العين حق ولو كان شيء سابَق القدر لسبقته العين " . رواه مسلم ( 2188 ) من حديث ابن عباس .
وروى البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 ) من حديث أبي هريرة : أوَّله .
ثانياً :
إن العين تكون من العائن الحاسد على الأكثر .
يقول ابن القيم :
وكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائناً … ثم قال :
وأصله إعجاب العائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرة إلى المعين ، وقد يعين الرجل نفسه ، وقد يعين بغير إرادته ، بل بطبعه ، وهذا أردأ ما يكون من النوع الإنساني ، وقد قال أصحابنا وغيرهم من الفقهاء : عن من عرف بذلك حبسه الإمام ، وأجرى له ما ينفق عليه إلى الموت ، وهذا هو الصواب قطعا .. " زاد المعاد " ( 4 / 167 ) .
فعليه جاء في الحديث : " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ". رواه البخاري ( 3191 ) من حديث ابن عباس .
ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة .
ومنى لامَّة : التي تصيب بالحسد .
ثالثاً :
إن الراجح أن العين كما أنها تكون من العائن الحاسد فقد تكون من غير الحاسد بمجرد الإعجاب وذلك لحديث " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " . رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 168 ) والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه الألباني في " الكلم الطيب " ( 243 ) .
فهذا الحديث يبين أن الرجل قد يصيب نفسه أو ماله - ولا أحد يحسد نفسه - فيصيب نفسه بالعين لإعجابه بنفسه ، فلأن يصيب زوجته من باب أولى .
قال ابن القيم :
وقد يعين الرجل نفسه . " زاد المعاد ( 4 / 167 ) .
رابعاً : إن الرجل قد يصيب زوجته بالعين بنظره إليها وملاحظته جمالها والإعجاب بها حتى وإن لم يقل لها إنك جميلة ويستحب له أن يقول اللهم بارك فيها .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِسْمِ وَالْجِلْدِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ فَقَالَ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ ( المخبأة :
هي الفتاة في خدرها وهو كناية عن شدة بياضه ) فَلُبِطَ سَهْلٌ ( أي : صُرع وسقط على الأرض ) فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ وَاللَّهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَمَا يُفِيقُ قَالَ هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ قَالُوا نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ ثُمَّ قَالَ لَهُ اغْتَسِلْ لَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى رَأْسِهِ وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءهُ فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ) المسند 3/486 وقال الهيثمي : رجال أحمد رجال الصحيح ، المجمع 5/107.
خامساً : وبعض الناس إذا أعجبه شيء قال " ما شاء الله لا قوة إلا بالله " ! ويستدلون لذلك بالآية من سورة الكهف وبحديث .
أما الآية وهي قوله تعالى { ولولا إذ دخلتَ جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } : فلا تصلح للاستدلال ، إذ لا علاقة للحسد بالموضوع ، وإنما أهلك الله جنتيه بسبب كفره وطغيانه .
وأما الحديث : فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من رأى شيئاً فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله : لم تصبه العين " . والحديث ضعيف جدّاً !
قال الهيثمي : رواه البزار من رواية أبي بكر الهذلي ، وهو ضعيف جدّاً . " مجمع الزوائد " ( 5 / 21 ) .
والله أعلم .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 18:01
السؤال :
أنا أمريكية ومتزوجة من رجل عربي ، والناس في بلده يؤمنون أن الشخص إذا مات فجأة من مرض ما فإنه قد تعرض لسحر حيث يظن الجميع بأنه مات وهو بالفعل لم يمت فيأخذوه السحرة ليكون عبدا لهم .
ما حكم الاعتقاد بمثل هذه الأفكار ؟
هل سمعت بشيء كهذا من قبل ؟
هل يمكن أن يحصل هذا فعلاً كوني مسلمة جديدة فأنا لا أعرف ما أصدق بالنسبة لهذا الموضوع فأرجو أن توضح لي .
الجواب :
الحمد لله
ما ذكر في السؤال خطأ محض فالذي يموت فجأة كغيره ممن مات بأي سبب تفارق روحه جسده والروح أمر غيبي من أمر الله سبحانه وتعالى ، ومن طوائف المبتدعة من يرى أن الإنسان إذا مات انتقلت روحه إلى غيره ، وهذا مما يعرف بالتناسخ ، وهذا القول مما عرف بطلانه بالضرورة من دين الإسلام . انتهى جواب الشيخ عبد الكريم الخضيري .
وهو كفر شنيع وقول باطل ومما يترتب عليه جَحْد عذاب القبر ، نسأل الله السلامة .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-04-10, 18:04
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
انتهت السلسة بفضل من الله
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2134391
اتمني لكم التوفيق
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
messi20122013
2018-04-11, 09:18
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2018-12-03, 15:45
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير
سارة للحلويات
2018-12-14, 20:48
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته انا عضوة جديدة هل من ترحيب:dj_17::mh92:
سارة للحلويات
2018-12-14, 20:53
ما هي اعراض المس العاشق
مداح محمد
2018-12-15, 17:20
السلام عليكم
قبل ثلاث سنوات كنت اسمع صوت امراة تحدثني قبل النوم بقليل فترة النعاس الثقيل بالضبط ، كنت اخاف واشعل التلفاز او الهاتف لاسمع القران ، حتى بدات بعدها ارد عليها واقول لها ان تتركني بحالي ، فكانت تقول لي انا اريد ان اساعدك و كنت ارفض حتى الحديث معها ، وكنت لولم اشعل القران لانام ، فكانت لاتتركني حتى اطردها بصوت القران ، وكان صوتهل يذهب مباشرةبعد ان اشعل القران ، حتى انها هددتني بان ترسل لي من هو اقوى منها ، وذات يوم وككل ليلة احسست بها كانها اطبقت على فمي و قالت لي لقد ادخل سحر الى بيتكم البارحة و اكلتم منه ، لكن لاتخاف سوف تمرض اختك و في مساء اليوم الموالي ستشفى، للاشارة ان اختي كانت خطبتها في ذاك اليوم،
فقمت بالنهوض ووجدت امي تبكي و قالت لي ان اختي مريضة و شفيت في مساء اليوم الموالي !
اضطررت الى الذهاب الى راقي مع العلم اني لم ارقي قبلا ، فقال لي لاتخف هذا ليس عشق جنية كما كنت اظن ،،، لا تخف لن تسمع الصوت مجددا ،،،، و لم اسمع هذا الصوت الى يومنا هذا،
للاشارة اني كنت اسمع الصوت عندما ادور الى جنبي الايسر فياتي الصوت ، وكنت ارى كذلك لكن ليس كل يوم اني ارقي احدى صديقي الذان كانا ياتيان في المنام مناوبة كل مرة ارى واحدا منهم و انا ارقيه و اطرد منه الجني وكنت اتعب كثيرا كانني في اليقظة ،
ارجوا من الشيخ التعليق
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 00:33
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته انا عضوة جديدة هل من ترحيب:dj_17::mh92:
عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
اهلا و سهلا
انارتي و اكثر
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 00:35
ما هي اعراض المس العاشق
أعراض المس فهي :
1- الإعراض والنّفور الشديد من سماع الأذان أو القرآن .
2- الإغماء أو التشنّج أو الصّرع والسقوط عند قراءة القرآن عليه .
3- كثرة الرؤى المفزعة .
4- الوحدة والعزلة والتصرّفات الغريبة .
5- قد ينطق الشيطان الذي تلبّس به عند القراءة عليه .
الرقية الشرعية " (ص/10) .
و تحت امرك دائما
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 01:09
السلام عليكم
قبل ثلاث سنوات كنت اسمع صوت امراة تحدثني قبل النوم بقليل فترة النعاس الثقيل بالضبط ، كنت اخاف واشعل التلفاز او الهاتف لاسمع القران ، حتى بدات بعدها ارد عليها واقول لها ان تتركني بحالي ، فكانت تقول لي انا اريد ان اساعدك و كنت ارفض حتى الحديث معها ، وكنت لولم اشعل القران لانام ، فكانت لاتتركني حتى اطردها بصوت القران ، وكان صوتهل يذهب مباشرةبعد ان اشعل القران ، حتى انها هددتني بان ترسل لي من هو اقوى منها ، وذات يوم وككل ليلة احسست بها كانها اطبقت على فمي و قالت لي لقد ادخل سحر الى بيتكم البارحة و اكلتم منه ، لكن لاتخاف سوف تمرض اختك و في مساء اليوم الموالي ستشفى، للاشارة ان اختي كانت خطبتها في ذاك اليوم،
فقمت بالنهوض ووجدت امي تبكي و قالت لي ان اختي مريضة و شفيت في مساء اليوم الموالي !
اضطررت الى الذهاب الى راقي مع العلم اني لم ارقي قبلا ، فقال لي لاتخف هذا ليس عشق جنية كما كنت اظن ،،، لا تخف لن تسمع الصوت مجددا ،،،، و لم اسمع هذا الصوت الى يومنا هذا،
للاشارة اني كنت اسمع الصوت عندما ادور الى جنبي الايسر فياتي الصوت ، وكنت ارى كذلك لكن ليس كل يوم اني ارقي احدى صديقي الذان كانا ياتيان في المنام مناوبة كل مرة ارى واحدا منهم و انا ارقيه و اطرد منه الجني وكنت اتعب كثيرا كانني في اليقظة ،
ارجوا من الشيخ التعليق
عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
اعلم اخي هدانا الله و اياك الي ما يحب و يرضي
ان ديننا الحنيف لم يترك شئ الا ووجد له علاج ووقايه
كما قال رسول الله صل الله عليه و سلم ما خلق الله من داء الا و خلق له دواء
الله خلق الشيطان و يعلم مادي كره لبني ادم و ظلمة له لذلك قال الله تعالي
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا
لذلك كانت الاذكار النبويه خير ووقايه لمن اللتزم بها و قبلها الصلاوات الخمس من كل شر مهما كان
و لكن اعلم ايضا ان الدين الاسلامي اعتمد علي الطاعة و الالتزام من العباد لاؤامر الله فهمت ام لم تفهم لان بعض هذه الامور اذا اتضحت للعامه ح يحدث فيها كثير السؤال و اهل الضلال سيكون لهم فرصه للتدخل لابعاد اهل الحق عن الحق
فحين تحدث عن الروح اكتفي بقوله تعالي
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا
فا يجب ان نعلم بكل يقين
فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فحين نقول عند النوم اللهم اهدي ليلي و انم عيني
هكذا كانت احدي الاذكار للنوم قيلت هكذا و لم يقول لماذا اقول ذلك
و اقول علي قدر ما تعلمت و الله اعلي و اعلم
ان الليل الذي ذكر في الدعاء لا يعني الليل الذي نعرفه جميعا فكل نوم المرء ليل خاص به لذلك قال اللهم اهدي ليلي و لم يقول اهدي الليل ان كان الليل عام وقت النوم للجميع
و لم يكتفي بذكر هدي ليله بل طلب ان ينم عينه داخل هذا الليل الخاص به ليعم به الاطمئنان و الراحه
لذلك من سنه النبي الحبيب حين ياتي الي النوم يبادئ بالنوم علي جانبه الايمن و يضع كفيه تحت راسه لعلمه بما هو قادم عليه اثناء النوم
فكن يا اخي دائما من اهل اليمين في بدايه نومك تكون في كامل الامان من وسواس الشيطان حين تستدير الي الشمال اثناء النوم
لكن حين تكون بدايه النوم بالشمال سيكون الخطر رفيق هذه الليلة
و الله اعلي و اعلم
رناااحمد
2018-12-16, 07:15
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 16:52
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
و يسعدني كذلك اجيب علي سؤال لك
بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 16:53
جزاك الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
و يسعدني كذلك اجيب علي سؤال لكِ
بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عني كل خير
مداح محمد
2018-12-16, 20:15
السلام عليكم
ياشيخ قلت ان هذا الامر كان منذ ثلاث سنوات مضت ،،،،، وبالنسبة كنت انام على جنبي الايمن و اقول بعض الاذكار و بعض الايات القرءانية لكن عندما اسمع ذاك الصوت اجد نفسي ناءما على جنبي الايسر،،،،، سوءالي كان هل كان سحرا ام تهيءات ام ماذا،،،،
جزاك الله خيرا و السلام عليكم
*عبدالرحمن*
2018-12-16, 22:35
عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
*اعلم منذ البدايه من حديثك انك تتحدث عن شئ في الماضي لذلك توسعت في إجابتي لتشمل الماضئ والحاضر وايضا احتياطي للمستقبل*
وازيد هنا علي شرط انك تريد التوسع في المعرفه
*
لذلك اقول لك ان ما حدث معاك أثناء النوم لم يكن البدايه لكن عليك ان تعلم ان النوم من أوقات الضعف التي تصيب الإنسان لذلك كانت الأذكار سلاح قوي لهذا الأمر*
اما الوقاية افضل دائما من العلاج*
لذلك يجب مراعاه امور تمثل لنا نحن الانس امور في غاية الأهمية منها*
الخلاء او الحمام والحفاظ علي دعاء دخول الخلاء و عدم التلفظ به تماما بائي قول واغلاقة جيدا في كل وقت*
وعدم النظر كثيرا الي المرآه إلا للضرورة والاحوط تغطيتها بعد الاستعمال*
ويجب ذكر الله عند خلع الملابس منفردا في حجرتك*
ويجب ذكر الله على السرير قبل النوم*
وعدم النوم علي البطن
والحفاظ علي الوضوء قبل النوم
وعدم تشغيل المسجل او ماشابه بصوت مرتفع في الليل*
فاعلم ان عدم الالتزام بهذه الأمور تعرض الإنسان للمس*
فالذي أصابك نوع من انواع المس الشيطاني عفاك وشفاك الله منه بفضله وقوته*
والله اعلي واعلم*
مداح محمد
2018-12-17, 22:21
السلام عليكم
شكرا على التوضيح
جزاك الله كل خير ،،، ووفقنا الله واياكم لطاعته ،،،،،
السلام عليكم
*عبدالرحمن*
2018-12-18, 14:21
السلام عليكم
شكرا على التوضيح
جزاك الله كل خير ،،، ووفقنا الله واياكم لطاعته ،،،،،
السلام عليكم
عليكم السلام و رحمه الله و بركاته
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اللهم امين
في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2019-01-21, 14:54
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اخوة الاسلام
من لاديه استشارة او سؤال يتفضل هنا
*عبدالرحمن*
2021-09-08, 18:16
جزاك الله خير
و جزاكِ الله كل خير
و بارك الله فيكِ
hadj amar
2021-10-04, 22:44
هل صحيح لا يستحب سكب الماء الساخن في مجار بسببب زعم* ان الجن يسكنها؟
*عبدالرحمن*
2021-10-05, 15:04
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فإن بعض أهل الخبرة في الرقية الشرعية
يذكر أن من أسباب تسلط الجني
أن يرمي الإنسان ماء حارا فيصيب الجني ويتأذى منه
فيحرص الجني على أذى الإنسي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَصَرْعُ الْجِنِّ لِلْإِنْسِ هُوَ لِأَسْبَابِ ثَلَاثَةٍ :
تَارَةً يَكُونُ الْجِنِّيُّ يُحِبُّ الْمَصْرُوعَ فَيَصْرَعُهُ لِيَتَمَتَّعَ بِهِ
وَهَذَا الصَّرْعُ يَكُونُ أَرْفَقَ مِنْ غَيْرِهِ وَأَسْهَلَ
وَتَارَةً يَكُونُ الْإِنْسِيُّ آذَاهُمْ إذَا بَالَ عَلَيْهِمْ أَوْ صَبَّ عَلَيْهِمْ مَاءً حَارًّا
أَوْ يَكُونُ قَتَلَ بَعْضَهُمْ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْأَذَى
وَهَذَا أَشَدُّ الصَّرْعِ ، وَكَثِيرًا مَا يَقْتُلُونَ الْمَصْرُوعَ
وَتَارَةً يَكُونُ بِطَرِيقِ الْعَبَثِ بِهِ كَمَا يَعْبَثُ سُفَهَاءُ
الْإِنْسِ بِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/82) .
وقال أيضا :
" وَقَدْ يَكُونُ- وَهُوَ كَثِيرٌ أَوْ الْأَكْثَرُ- عَنْ بُغْضٍ وَمُجَازَاةٍ
مِثْلَ أَنْ يُؤْذِيَهُمْ بَعْضُ الْإِنْسِ أَوْ يَظُنُّوا أَنَّهُمْ يَتَعَمَّدُوا أَذَاهُمْ
إمَّا بِبَوْلٍ عَلَى بَعْضِهِمْ ، وَإِمَّا بِصَبِّ مَاءٍ حَارٍّ
وَإِمَّا بِقَتْلِ بَعْضِهِمْ، وَإِنْ كَانَ الْإِنْسِيُّ لَا يَعْرِفُ ذَلِكَ -
وَفِي الْجِنِّ جَهْلٌ وَظُلْمٌ - فَيُعَاقِبُونَهُ بِأَكْثَرَ مِمَّا يَسْتَحِقُّهُ "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/40).
فليحترز المسلم من صب الماء الحار في الحمامات أو غيرها
لئلا يصيب الجن وهو لا يعلم ، فيصيبونه بأذى
ومثل هذا يعرف بالتجربة
ولا نعلم فيه شيئاً عن النبي صلى الله عليه وسلم
أو عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم .
ولكن المسلم إذا حافظ على التحصينات الربانية
والأذكار المأثورة صباحا ومساء وعند دخول البيت والخروج ومنه
والدخول للحمام فإن الله سيحفظه من أذى الجان ويكفيه شرهم.
ففي الحديث: وآمركم بذكر الله كثيرا وأن مثل ذلك كمثل
رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه
وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان
إذا كان في ذكر الله عز وجل.
رواه أحمد والحاكم والترمذي وصححه الألباني.
وفي الحديث: قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي
وحين تصبح ثلاثا تكفيك من كل شيء.
رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.
*عبدالرحمن*
2022-01-23, 15:34
هل صحيح لا يستحب سكب الماء الساخن في مجار بسببب زعم* ان الجن يسكنها؟
ارجوا ان تكون الاجابة السابقة
حققت ما تبحث عنه
و في انتظار المزيد من الاستفسارات
بذرة امل
2022-01-23, 17:50
سلام الله عليكم
لدي سؤال واحد وهو : هل يمكن ان يكون لسحر تعرض له الشخص في طفولته اثر عليه عندما يكبر ؟
وجزاكم الله خيرا
*عبدالرحمن*
2022-01-24, 12:47
عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
اذا تم العلاج علي اكمل وجهه في الطفولة فلن
يكون له اثار جانبية فيما بعد
و علي كل حال يجب الانسان يرقي نفسه دائما
يقول ما أرشد إليه النبي بقول:
رب الناس اذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك
بسم الله أرقي نفسي من كل شيء يؤذيني
ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيني.
ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
وكان النبي يرقي نفسه في كفيه عند النوم إذا اشتكى شيئا
وذلك بقراءة:
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (ثلاث مرات)
ويمسح بهما على رأسه ووجهه
وما أقبل من جسده (ثلاث مرات).
والله ولي التوفيق
https://binbaz.org.sa/fatwas/2283/%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D9%82%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D8%B1%D9%82%D9%8A-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%87
moncefmer
2024-10-26, 18:46
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ، لا أنها معاقبان على ذنب .
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر ، أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ، وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ، واعتقد بما في كتب بني إسرائيل ، بغير شاهد صدق له من الوحي المعصوم .
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ، من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ، والإضلال ، ونسبته ، وترويجه ، إلى مَن برَّأه الله منه ، وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ، والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ، وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ) مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛ لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ، وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ، أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ، كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ، كما في قوله تعالى في الآية السابقة : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
وفي هذه الآية وما أشبهها : أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير : فإنها تابعة للقضاء والقدر ، ليست مستقلة في التأثير ، ولم يخالف في هذا الأصل مِن فِرَق الأمَّة غير " القدرية " في أفعال العباد ، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة ، فأخرجوها عن قدرة الله ، فخالفوا كتاب الله ، وسنَّة رسوله ، وإجماع الصحابة ، والتابعين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يصح القول إن الله عز وجل أنزل السحر على الملكين، فالسحر كفر والله عز وجل لا يُنزّل الكفر على عباده، وفي ضوء ما تقدم، يُفهم من الآية أن علم الملكين علم رباني شريف استعملته الشياطين في صناعة السحر، كما تفعل سحرة الجن والإنس بالقرآن الكريم.
منتديات نعناع
2025-04-20, 17:25
جزاك الله كل خير
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir