المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بدأ موسم الغبار


محمد علي 12
2018-03-17, 17:48
◄◄ بدأ موسم الغبار فلا تلعنوا الجو وتأففون من الغبار و إعلموا انه نعمة من الله و حكمة بالغة
ذكر بن خلدون : " ان الارض بعد تقلب الفصول من الشتاء الي الصيف ، تبدء بلفظ أمراض و حشرات لو تُركت لأهلكت العالم . فيرسل سبحانه وتعالى الغبار لقتلها "
الحمد لله حمدا كثيرا..

*عبدالرحمن*
2018-03-18, 07:32
اخي الكريم

شكرا لطرح هذا الموضوع القيم والمهم

واسمح لي اضيف


الريح خلق من خلق الله تعالى قال الراغب :والرِّيحُ معروف وهي فيما قيل الهواء المتحرّك, وعامّة المواضع الّتي ذكر اللّه تعالى فيها إرسال الرّيح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب وكلّ موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرّحمة فمن الرِّيحِ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)،( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً) [الأحزاب / 9] ... وقال في الجمع : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)[الحجر / 22] ، (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ)[الروم / 46] ا.هـ

وللريح أحكامها وآدابها وقد جاء في الكتاب والسنة ما يدل على هذه الأحكام فمنها :

أولا : أن الله قد عظمها واقسم بها تشريفا لها في مواضع مثل ( والذاريات ذروا ) , (والمرسلات عرفا، فالعاصفات عصفا، والناشرات نشرا ) .

وهي أية من آيات الله تعالى قال سبحانه: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [البقرة: 164] .

قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى :( وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) : (باردة وحارة، وجنوبا وشمالا وشرقا ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب، وتارة تؤلف بينه، وتارة تلقحه، وتارة تدره، وتارة تمزقه وتزيل ضرره، وتارة تكون رحمة، وتارة ترسل بالعذاب) .ا.هـ

ويقول العلامة ابن عثيمين :ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة لتوجد هذه الريح الشديدة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء وعلى ما يريد.

ثانيا : إنها من مظاهر رحمة الله تعالى ولذلك صور :

منها :إنزال المطر بها قال تعالى :( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ) [الفرقان: 48] .

ومنها انها تكون نصرا لأنبيائه وأوليائه سبحانه كما سخرها الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )

ومنها إن الله يسير بها السفن في البحار قال تعالى:( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور) [الشورى: 32-33] .

وغير ذلك من صور الرحمة وقد قال مطرف لو حبست الريح عن الناس لأنتن ما بين السماء والأرض.

والمسلم يتعامل مع الرياح على أنها مخلوق من خلق الله سخرها الله لغايات عظيمة في هذا الكون ولذا:

لايذم ولا يسب الرياح فعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة الصحيحة .)

لأن السب إنما يكون متوجها إلى خالقها ومصرفها وهذا من أعظم الذنوب وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني في السلسلة