تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جواهِر بين شاعرين


الهاملي الشريف
2018-02-28, 11:59
اختصم بشار بن برد مع الأخفش، لأنّ الأخفش لم يكن يحتج بشعره، وكان يطعن عليه في بعض أقواله. من مثل قوله:

والآن أقصر عن سمية باطلي *** وأشار بالوجلى عليَّ مُشير

وقوله:

على الغزلى مني السلام فربما *** لهوتُ بها في ظل مخضرّة زهر

ويقول: لم أسمع عن العرب من الوجل والغزل (فعلى) وإنّما قاسمهما بشار، وليس هذا مما يقاس، وإنّما يعمل فيه بالسماع. وطعن عليه في قوله:

تُلاعب نينان البحور وربما *** رأيت نفوس القوم من جريها تجري

وقال: لم يسمع بنون ونينان، فبلغ ذلك بشارا، فغضب وقال: ويلي على القصار ابن القصّارين، متى كانت اللغة والفصاحة في بيوت القصّارين؟ دعوني وإياه، فبلغ ذلك الأخفش فبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: وقعت في لسان الأعمى، فذهب أصحابه إلى بشار، فكذبوا عنه، وسألوه ألا يهجوه، فقال: وهبته للؤم عرضه. فكان الأخفش بعد ذلك يحتج في كتبه بشعره ليبلغه ذلك فكيف عنه.

freewings
2018-02-28, 14:00
و هكذا كانت العرب قديما تهاب الشعراء و هجاءهم كما نخاف اليوم الفايسبوك و الأعلام الثقيل ... هههههه

الهاملي الشريف
2018-03-07, 10:57
أراد رائد مجددي الشعر العربي المعاصر الشاعر محمود سامي البارودي مداعبة صديقه الشاعر إلى إمام العبد وكان الأخير أسود شديد السواد، فقال له يا إمام في قصيدة المتنبي التي مطلعها:

عيد بأية حال عدت يا عيد*** بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وهو يريد الإشارة إلى قول المتنبي في القصيدة:

لا تشتر العبد إلا والعصــــا معه *** إن العبيـــــد لأنجــــاسٌ منـــاكيدُ

ففطن العبد لما يريده صديقه محمود سامي، فرد على الفور: لا شك أنّها قصيدة جيّدة جدا خاصة قوله فيها:

ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَن*** يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ

الهاملي الشريف
2018-03-07, 21:39
من فكاهات "حفني ناصف":
عُرف الأديب “حفني ناصف” (1860-1919) بظرفه وسرعة بديهته، وله الكثير من المواقف الساخرة والفكاهات التي تثروى عنه. ومن ذلك أنّ رجلا أتاه يوما ودفع إليه بورقة بها بعض أبيات الشعر استهلها بقوله:
جارت علي الليالي في تصرفها *** وأغرقتني في لج من المحن
فيا عميد القوافي أنت معتصمي *** أقل عثاري وكن عوني على الزمن
وكان الشهر في آخره فكتب حفني على الورقة نفسها:
يكاد شعرك يبكيني ويضحكني *** ولم أزل ساخرًا من ظنك الحسن
فاقبل عطائي بلا شكر ولا غصب *** فليس والله في جيبي سوى (شلنِ).

الهاملي الشريف
2018-03-07, 21:41
الزوجة.. والكتاب
بعض النساء يكرهن الكتاب إلى درجة بعيدة.. حتى لتحس أنّ هذه الكتب هي ضرائر لهنّ.. وذلك إذا كان الزوج مشغولا بكتبه وفي مكتبته معظم أوقاته.. وينعكس هذا الشعور لدى المرأة على سلوكها.
وقد صوّر الشاعر محمود عمار حالته مع زوجته من خلال قصيدة مؤثرة قال فيها
تَـغـارُ من الـكـتـابِ إذا رأتْـــــنِـي *** أُطالعُهُ و أَتركُ وَجْـنــتَــيْــــــها
تَـضِـنُّ بِـفـكـرتي فـيـما عَـــــداها *** و تُنكرُ نَظرتي إلاّ إلـــــــيــــها
و تَـنـفـرُ مِن مـقـالٍ لـيـس فــــيها *** و لو شملَ الحياةَ و مُلْـحَـقَـــيْها
و تَحسبُ هيكلي و محيطَ نفــسي *** بَقِـيّةَ إرْثِها من والــــــــديــــها
و قـد ظـفـر الكتـابُ بِبعضِ هــذا *** لذلك كان إحدى ضَـــــرَّتَـــيْها
فـنـظـمُ ( أبي العَلاءِ ) أحـبُ منه *** حديثٌ عن نِظامِ ذُؤابَـتَــــيْـــها
و نَـثْرُ ( ابنِ المُـقَفَّعِ ) لا يُوازِي *** نِثارَ الوردِ من إحدى يــــديـها
و عِـلـمُ الكـونِ إنْ لم يُـروَ عنها *** فهذا لا يَنطلي أبداً عـــلــــيــها
و لـكـنْ مِن كـتـابي لي اعـتـذارٌ *** فهل هو رائجٌ في مَسْـمــعَيْــها
أُطـــالـــعُـهُ فـأفــهـمُ مـا لـــديـهِ *** ولم أفهمْ بِجهدي ما لـــــــديـها

الهاملي الشريف
2018-03-07, 21:42
تـنـبـهـوا واسـتـفـيـقـوا أيها العـرب *** فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب
فـيـم الــتـعلل بالآمـال تـخــدعــكـم *** وأنـتـم بـيـن راحــــــات الـفـنا ســلــب
الله أكــبــر مـا هــذا الـمــنــام فـقـد *** شـكـاكـم الـمـهـد واشـتـاقـتـكـم التـرب
كم تـظـلـمـون ولستم تشتكون وكم *** تـسـتـغـضـبـون فلا يـبـدو لـكم غضب
ألـفـتـم الهـون حتى صـار عـنـدكم *** طـبـعاً وبـعـض طـبـاع الـمرء مكتسب
وفارقتكم لطول الذل نخوتكم فليس *** يـــؤلـــمـــكـم خـــســـف ولا عــطــب
ابراهيم اليازجي

الهاملي الشريف
2018-03-07, 21:52
سأل أحدهم محمد إمام العبد (وكان أسود اللون): لماذا لا تتزوج؟ فقال العبدُ:
يا خليلي وأنت خير خليل *** لا تــنم راهبا بغير دلــــــيل
أنا ليلٌ وكل حسناء شمسُ *** فاجتماعي بها من المستحيل

قنون المربي والأستاذ
2018-03-07, 22:21
من فكاهات "حفني ناصف":
عُرف الأديب “حفني ناصف” (1860-1919) بظرفه وسرعة بديهته، وله الكثير من المواقف الساخرة والفكاهات التي تثروى عنه. ومن ذلك أنّ رجلا أتاه يوما ودفع إليه بورقة بها بعض أبيات الشعر استهلها بقوله:
جارت علي الليالي في تصرفها *** وأغرقتني في لج من المحن
فيا عميد القوافي أنت معتصمي *** أقل عثاري وكن عوني على الزمن
وكان الشهر في آخره فكتب حفني على الورقة نفسها:
يكاد شعرك يبكيني ويضحكني *** ولم أزل ساخرًا من ظنك الحسن
فاقبل عطائي بلا شكر ولا غصب *** فليس والله في جيبي سوى (شلنِ)..
يُروى أنه بينما كان أمير المؤمنين ،علي ابن أبي طالب ،أيام خلافته جالسا بضواحي المدينة جاءه أعرابي يسأله حاجته والحياء يمنعه أن يذكرها له فخط بعصاه هذين البيتين.
لم يبق عندي مايُباع بدرهم***تنبيك حالة منظري عن مخبري
إلّا بقية ماءِ وجهٍ صُنته***عن أن يُباع وقد أبحتك فاشتر
فما قرأهما على حتى وافاه رسول يُخبره أن نصيب أمير المؤمنين في الغنيمة من الفضة محمول على أربعة جمال بباب المدينة فخط للأعرابي.
وافيتنا فأتاك عاجل برنا***فاهنأْ ولو أمهلتنا لم نقترِ
فخذ القليل وكنْ كأنك لم تبِعْ***ماء الحيا وكأننا لم نشترِ

الهاملي الشريف
2018-03-08, 10:40
مات حمار للشاعر المصري يحي بن عبد العظيم، المعروف بأبي الحسن الجزار ( 601 – 672 هـ )، فكتب قصيدة في رثائه منها:
ماكل حين تنجح الأسفار * نفق الحمار وبادت الأشعار
خرجي على كتفي وها أنا دائر * بين البيوت كأنني عطار
لم أدر عيبا فيه إلا أنه * مع ذا الذكاء يقال عنه حمار

الهاملي الشريف
2018-03-08, 16:18
بين شاعرين:
داعب الشاعر محمود غنيم صديقه الشاعر محمد الأسمر بقصيدة فيها اتهام للأخير بالبخل، فقال:
صم إذا ما الضيف جاءك *** وامنح الضيف عشاءك
يا صديقي قد فحصنا *** ك فكان البخل داءك
أنت بالبخل مريض *** نسأل الله شفاءك
فرد الأسمر:
يا صديقي أنت في شعر *** ك لم تلبس رداءك
قد عرفناك صغيرا *** وتَبَيَّنَا سخاءك
فأطال الله للجُو *** دِ الكلاميِّ بقاءك
صم إذا ما الضيف جاءك *** وامنح الضيف عشاءك
يا صديقي قد فحصنا *** ك فكان البخل داءك
أنت بالبخل مريض *** نسأل الله شفاءك

الهاملي الشريف
2018-03-09, 11:03
كان شاعر النيل حافظ إبراهيم يبغض أحد الشعراء المعاصرين له، لكنه كان مضطرا إلى التعامل معه، لكون ذلك الشاعر يتبوأ منصبا مُهمّا، وذات يوما التقيا فسأله الأخير: مَن أعظم شعراء العربية؟ قال حافظ: المتنبي. فقال له: وما أعظم ما قاله؟ فأجاب حافظ بغيظ:
ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى *** عدوّا له ما من صداقته بُدّ
ولم يفهم الشاعر – بالطبع – ما يقصده شاعر النيل.

الهاملي الشريف
2018-03-11, 11:14
دخلت الشاعرة ليلى الاخيلية يوما على الحجاج بن يوسف الثقفي فانشدته من الشعر ما جعله يهتز طربا، فأمر أحد حجابه قائلا: يا غلام، اذهب إلى صاحب المال وقل له اقطع لسانها!
فذهب الغلام إلى صاحب بيت المال ونقل له كلام الأمير، فأمر الأخير بإحضار الحجام لقطع لسان ليلى، التي صرخت فيه:
ـ ثكلتك أمك ونبذك ذووك، أما سمعت ما قال الأمير؟ قال: نعم سمعت، فقاطعته: إنّما أمرك أن تقطع لساني بالصلة. وارتبك صاحب بيت المال وأرسل رسولا إلى الحجاج الذي استشاط غضباً، وذهب بنفسه إلى بيت المال وهمّ بقطع لسان صاحبه، لولا أنّ الأخيلية تشفّعت لديه فعفا عنه.

الهاملي الشريف
2018-03-15, 11:59
رُوي أنّ رجلاً ثرياً تزوّج بأخرى على زوجته الأولى، وكان لكل منهنّ جارية، فكانت جارية الحديثة تمرّ على باب الأولى فتقول:
وما تستوي الرجلان! رجل صحيحة *** ورجل رمى فيها الزمان فَشُلَّت!؟ فمرّت جارية الأولى على الحديثة، وكانت بارعة في الشعر فقالت البيتين التاليين اللذين بقيا كأجمل ما قيل عن المرأة " القديمة "!:
نَقِّل فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الهَوَى *** مَا الحُبُّ إِلَّا لِلْحَبِيبِ الأَوَّلِ
كَمْ مَنْزِل فِي الأرْضِ يَأْلَفُهُ الفَتَى *** وَحَنِينُهُ أَبَداً لِأَوَّلِ مَنْزِل