A.E.K
2018-02-09, 22:25
بقلم الأستاذ / بيضة عبد الوهاب
أستاذ الفلسفة
ام الطوب سكيكدة
لحــــــظة فارقة وشعـــــور مميز .........
لو يتم الفصل فعلا ، ويبعد المحتجون من الأساتذة ، سيكون آخر مسمار يدق في نعش قطاع طال مرضه لعقود ، وظل يقاوم الأسقام إكلينيكيا ، فالمحتجون هم خيرة الأساتذة كفاءة ، وغالبيتهم يملكون خبرة طويلة ، وهم يمثلون الجيل الذي ورث كل ماهو جميل عن الجيل الذهبي ، وهو الرابطة التي حالت ذون حدوث طفرة بين جيلين مختلفين في كل شيء بفعل عوامل شتى ، وبذلك يسدل الستار على آخر حلقات الإسلاخ ، وتتم المهمة بنجاح كبير .
اليوم سنتلقى قرارات الفصل ، وكنا نأمل ونحن على مقربة من التقاعد أن نكرم ولو بكلمات تعيد لنا بشاشة النفوس وانشراح الصدور ، فنقابل بالإهانة أمام طلابنا الذين يزيد عددهم عن مدينة متوسطة السكان ، هذا منتوجنا ونحن نفخر به ، ونلقى التقدير والإحترام والكلمة الطيبة منهم في كل زاوية وركن ، وهذا يكفينا .
في أسرنا يتساءل أبناءنا وهم متمدرسون عن جرمنا ، فنحرج ولا نجد إجابة ، ونحيدهم بطريقة ما عن أن يحملوا فكرة أن الأستاذية عداء مع السلطة ، زوجاتنا خائفات عن حليب الأبناء وخبز الشعير ، وعن معاملة بقالة الحي .
اليوم نخرج من قطاع قدمنا له الكثير ، ولو تحولت هذه الكلمات إلى شريط مصور لتدخلت منظمات حقوقية لتنظر في الأمر ، لكن ليس لنا سوى رب يعوض ألمنا ويجزينا خير الجزاء .
لم أكن أتصور ، وأنا منهمك في عملي أن تكون هذه خاتمتي ، شعور فريد ، لم يسبق لي أن عشته ، ذكرى عنيفة ، هزت كل كياني ، المحزن فيها أنها جاءت في أرذل العمر .
اليوم استرجعت ذكرياتي وأخرجت من حقيبتي القديمة صورا لمراسلات من فرنسا لإتمام دراستي هناك في ذروة الإرهاب الأعمى 96 ، لكني إخترت الجزائر ، منحتني منصب متعاقد بالشهر في إبتدائية أقطع مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام حتى مالت أظافر قدماي ، ويوم أكون محظوظا يلحق بي جرارا فلاحيا أتشبث بأحد أجنحته في عز البرد ، وعيناي تمسح كل الغابات خوفا من أن يوقفنا أميرا يطلب منا أوراق العبور (للآن تلك الفترة لم تحسب كخبرة ).
لكن كان عزائي الوحيد ، بعد أن أرسلت تنهيدة عميقة أن الوطن باق و المسؤول مغادر ، وأن الولاء للوطن أعظم من المهنة ، ومن الذات .
أيها الناقم على المعلم ، تذكر أنه هو الوحيد الذي لايملك حقدا ، فالأنبياء عذبوا وأهينوا ، لكن وقت ا
لنصر سامحوا ، لأن لا أحد يملك قلب المعلم وود المعلم وأخلاق المعلم ، وصدق المعلم ، فإن اشتكى فصدقوه ، وإن بكى فعظموا أجر الأمة ، وإن ثار فافسحوا له في المكان واصغوا إلى نجواه .
اليوم سنفصل ، وبعض من زملائنا -سامحهم الله- حريصون على فصلنا بتواطئهم ، ولايعلم هؤلاء المساكين - وهم في بداية الطريق - أن الرواية تفهم من صفحاتها الأولى ، ونحن الصفحة ، فانظروا إلى صحتنا ، إلى بصرنا إلى صوتنا إلى هزالنا إلينا كيف نغلق الخزانةثم نعود لنتأكد هل قمنا بغلقها فعلا ...
لن أقول للقائمين على القطاع رجاء لا تفعلوا ، بل أقول أريحونا فقد هرمنا ، ومللنا الشد والجذب ، ولم يعد هذا الشغل يشرف ولايشبع من جوع .......فإلينا بالفصل حتى نتخلص من مهنة كل عيون الناس موجهة إليها .
أستاذ الفلسفة
ام الطوب سكيكدة
لحــــــظة فارقة وشعـــــور مميز .........
لو يتم الفصل فعلا ، ويبعد المحتجون من الأساتذة ، سيكون آخر مسمار يدق في نعش قطاع طال مرضه لعقود ، وظل يقاوم الأسقام إكلينيكيا ، فالمحتجون هم خيرة الأساتذة كفاءة ، وغالبيتهم يملكون خبرة طويلة ، وهم يمثلون الجيل الذي ورث كل ماهو جميل عن الجيل الذهبي ، وهو الرابطة التي حالت ذون حدوث طفرة بين جيلين مختلفين في كل شيء بفعل عوامل شتى ، وبذلك يسدل الستار على آخر حلقات الإسلاخ ، وتتم المهمة بنجاح كبير .
اليوم سنتلقى قرارات الفصل ، وكنا نأمل ونحن على مقربة من التقاعد أن نكرم ولو بكلمات تعيد لنا بشاشة النفوس وانشراح الصدور ، فنقابل بالإهانة أمام طلابنا الذين يزيد عددهم عن مدينة متوسطة السكان ، هذا منتوجنا ونحن نفخر به ، ونلقى التقدير والإحترام والكلمة الطيبة منهم في كل زاوية وركن ، وهذا يكفينا .
في أسرنا يتساءل أبناءنا وهم متمدرسون عن جرمنا ، فنحرج ولا نجد إجابة ، ونحيدهم بطريقة ما عن أن يحملوا فكرة أن الأستاذية عداء مع السلطة ، زوجاتنا خائفات عن حليب الأبناء وخبز الشعير ، وعن معاملة بقالة الحي .
اليوم نخرج من قطاع قدمنا له الكثير ، ولو تحولت هذه الكلمات إلى شريط مصور لتدخلت منظمات حقوقية لتنظر في الأمر ، لكن ليس لنا سوى رب يعوض ألمنا ويجزينا خير الجزاء .
لم أكن أتصور ، وأنا منهمك في عملي أن تكون هذه خاتمتي ، شعور فريد ، لم يسبق لي أن عشته ، ذكرى عنيفة ، هزت كل كياني ، المحزن فيها أنها جاءت في أرذل العمر .
اليوم استرجعت ذكرياتي وأخرجت من حقيبتي القديمة صورا لمراسلات من فرنسا لإتمام دراستي هناك في ذروة الإرهاب الأعمى 96 ، لكني إخترت الجزائر ، منحتني منصب متعاقد بالشهر في إبتدائية أقطع مسافة 10 كلم مشيا على الأقدام حتى مالت أظافر قدماي ، ويوم أكون محظوظا يلحق بي جرارا فلاحيا أتشبث بأحد أجنحته في عز البرد ، وعيناي تمسح كل الغابات خوفا من أن يوقفنا أميرا يطلب منا أوراق العبور (للآن تلك الفترة لم تحسب كخبرة ).
لكن كان عزائي الوحيد ، بعد أن أرسلت تنهيدة عميقة أن الوطن باق و المسؤول مغادر ، وأن الولاء للوطن أعظم من المهنة ، ومن الذات .
أيها الناقم على المعلم ، تذكر أنه هو الوحيد الذي لايملك حقدا ، فالأنبياء عذبوا وأهينوا ، لكن وقت ا
لنصر سامحوا ، لأن لا أحد يملك قلب المعلم وود المعلم وأخلاق المعلم ، وصدق المعلم ، فإن اشتكى فصدقوه ، وإن بكى فعظموا أجر الأمة ، وإن ثار فافسحوا له في المكان واصغوا إلى نجواه .
اليوم سنفصل ، وبعض من زملائنا -سامحهم الله- حريصون على فصلنا بتواطئهم ، ولايعلم هؤلاء المساكين - وهم في بداية الطريق - أن الرواية تفهم من صفحاتها الأولى ، ونحن الصفحة ، فانظروا إلى صحتنا ، إلى بصرنا إلى صوتنا إلى هزالنا إلينا كيف نغلق الخزانةثم نعود لنتأكد هل قمنا بغلقها فعلا ...
لن أقول للقائمين على القطاع رجاء لا تفعلوا ، بل أقول أريحونا فقد هرمنا ، ومللنا الشد والجذب ، ولم يعد هذا الشغل يشرف ولايشبع من جوع .......فإلينا بالفصل حتى نتخلص من مهنة كل عيون الناس موجهة إليها .