تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طموح أم أحلام يقظة,,,,,,,


kaderr09
2018-02-09, 11:01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وددت أن أكتب هذه القصة الصغيرة محاكات لواقعنا المر علها تكون سببا في تغيير منحى تفكير فئة معينة ممن فقدو الأمل فهانة عليهم أنفسهم
.
.
.
.
.
قــد تحدث لك بعض المواقف في حياتك من شأنها أن تغير نظرتك لهذا العالم ، و يمكن أن تغير من اهتماماتك أو حتى الأفكار التي بنيت عليها طموحاتك.
الأمر الذي كان نقطة بداية سامي هو شيء قد نعيب الناس عليه عادةً، فكونه وحيد أبويه ومحبوبا من طرف رفقائه لم يجعله مدللاً إلى حد ما، سامي شاب في مقتبل عمره يمتاز بفطنته وحبه للمغامرة، متفوق في دراسته. و بما أنه يعيش مع والديه فقد اعتاد سامي على لزوم غرفته و الإضطجاع على سريره محدقا من خلال النافذة صوب شجرة عملاقة لازمه منظرها منذ نعومة أظافره ، فقد كان يتسلقها ليطل على غرفته ، و أرجوحته التي كان يقضي عليها معظم أوقاته معلقة في شجرة أحلامه ، فعلاً هي بالنسبة لسامي مهد ذكرياته ، فبالنظر إليها تحن نفسه إلى أيام طفولته ، و كثيرًا ما قرأ قصصا من الأدب العالمي يقاطعها بنظرات إلى الأفنان المتدلية على أطرافها و الأوراق المضطربة لمداعبة النسيم لها .
لكن الأمر الذي يعكر صفو تأمله هو حبه للتفوق و التألق، و من وجهة نظره فإن ذلك لن يتم إلّا بالهجرة إلى أحد بلدان العالم المتقدم، فهو يحس أن مجتمعه لم ينصفه
فكونه حالما جعله يتطلع دائما للأفضل، ولم يكن أي من والديه يعلم أن سامي يود مغادرة وطنه. وهي الفكرة التي لطالما تدارسها مع أعز أصدقائه ؛ الطريق إلى أروبا، و نظرا لحداثه سنه وطاقة الشباب الزائدة لديه معزّزًا باندفاعه وتحمسه الشديدين لم يكن من الممكن التردد عن تلك الفكرة ولا حتى التفكير في أدنى العواقب.
في يوم حار من أيام الصيف ، عاد سامي إلى البيت بعد قضائه لبعض الوقت في ممارسة رياضته المفضلة، فهو يحب العدو لمسافات طويلة ، الجو حار زيادة على حرارة جسمه ، فقد أجهد نفسه و أحس برغبة في الإستلقاء على أرضية البهو الباردة، ولم يتردد فهوى على ظهره .
نظر سامي إلى السقف مبتسما، فقد حان الوقت للإنطلاق نحو تحقيق طموحه، وفي لحظات قام بحزم أغراضه وخرج مسرعًا باتجاه شاطيء البحر ، المكان الذي اتفق على الإلتقاء فيه مع أعز أصدقائه عادل وتميم، فمنه قرر ثلاثتهم أن تكون بداية رحلة الأحلام.
وحين وصوله بادره تميم : "لم أكن أتوقع أنك آخر من يصل سامي ! لو كان عادل لما تعجبت لأمره".
و بتأففٍ يرد عليه عادل: "مهلك تميم أظن أن الإبكار هو الخطأ في مثل هذا الموقف، لأن دليلنا في الرحلة لن يأتي قبل الغروب رغم أنه لم يبد عليه التحفظ".
وبينما هم كذلك ، قدم عليهم رجل في العقد الرابع من عمره ، كثّ الحواجب ضيق العينين ، قصير القامة متجهم الوجه .
قال وهو ينظر حواليه :" حظر ثلاثتكم كما اتفقنا ، هذا ما كنت أتوقعه من شبان أمثالكم ، هل المبلغ معكم ؟"
تميم : "تماماً المبلغ المتَّفق عليه، ولكن أين المركب ؟"
صاحب المركب شخص اعتاد هذا العمل، ويمكنه القيام بأي شيءٍ يقدر عليه مقابل المال.
"اتبعوني ، المركب خلف تلك الصخور، بعد الغروب مباشرةً يكون الإنطلاق ولم يتبق لنا إلّا القليل "صاحب المركب
وفي تمام الغروب ركب الرجل وتبعه الثلاثة من دون تردد، فقد أقنعهم مراراً أنه الأفضل في الإبحار من خلال تجارب عدة، وأنه بوجود وقود كاف للرحلة لا يجب القلق من أي شيء.
وفور تشغيل المحرك انطلق المركب إلى الوجهة التي كانت بالنسبة لسامي و أصدقائه أرض الأحلام.
لم يفارق نظر سامي شاطيء البحر حتى توارى بماء البحر ، فلم يعد يُرى إلاّ زرقة الماء المظلمة تحت سماء شاسعة ،ولا يُسمع سوى حراك ماء البحر تتخلله ضحكات هستيرية لصاحب المركب الذي راح يسرد قصص الظلام .
وبينما هم كذلك أخذ نسيم البحر يرنح القارب ، فزع الثلاثة ولكن الرجل طمأنهم بثقة نفس واستهل حديثه عن عما كان يرويه من قصص.
يتبع ...

laouss
2018-12-29, 22:51
اللهم ارحم من أخذته إليك
اللهم أكرمهُ ووسع قبره وارفع منزلتهُ واغفر ذنبه وبدل سيئاته حسنات.
اللهم امين