مشاهدة النسخة كاملة : سلسله الاداب الاسلامية
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:39
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة
اهلا و مرحبا بكم في سلسلة جديدة
الأسرة في الإسلام
لقد اعتنى الإسلام بالآداب منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات .
هناك آداب يلتزم بها المسلم مع الله
-سبحانه- ومنها:
عدم الإشراك بالله:
فالمسلم يعبد الله -سبحانه- ولا يشرك به أحدًا، فالله-سبحانه- هو الخالق المستحق للعبادة بلا شريك، يقول تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا} [النساء: 36].
إخلاص العبادة لله:
فالإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، يقول تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}
[الكهف: 110].
مراقبة الله:
فالله -سبحانه- مُطَّلع على جميع خلقه، يرانا ويسمعنا ويعلم ما في أنفسنا، ولذا يحرص المسلم على طاعة ربه في السر والعلانية، ويبتعد عمَّا نهى عنه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) _[متفق عليه].
الاستعانة بالله:
المسلم يستعين بالله وحده، ويوقن بأن الله هو القادر على العطاء والمنع، فيسأله سبحانه ويتوجه إليه بطلب العون والنصرة، يقول تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26]
ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) [الترمذي].
محبة الله:
المسلم يحب ربه ولا يعصيه، يقول تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165].
تعظيم شعائره:
المسلم يعظم أوامر الله، فيسارع إلى تنفيذها، وكذلك يعظم حرمات الله، فيجتنبها، ولا يتكاسل أو يتهاون في أداء العبادات، وإنما يعظم شعائر الله؛ لأنه يعلم أن ذلك يزيد من التقوى، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32].
الغضب إذا انتُُهكت حرمات الله: فالمسلم إذا رأى من يفعل ذنبًا أو يُصر على معصية، فإنه يغضب لله، ويُغيِّر ما رأى من منكر ومعصية، ومن أعظم الذنوب التي تهلك الإنسان، وتسبب غضب الله، هو سب دين الله، أو سب كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يغضب لذلك
وينهى من يفعل ذلك ويحذِّره من عذاب الله -عز وجل-.
التوكل على الله:
المسلم يتوكل على الله في كل أموره، يقول الله -تعالى-: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ويقول تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} [الطلاق:3]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكَّلون على الله حق توكَّله، لرُزِقْتُم كما يُرْزَق الطير تغدو خِمَاصًا (جائعة) وتعود بطانًا (شَبْعَي)) _[الترمذي].
الرضا بقضاء الله:
المسلم يرضى بما قضاه الله؛ لأن ذلك من علامات إيمانه بالله وهو يصبر على ما أصابه ولا يقول كما يقول بعض الناس: لماذا تفعل بي ذلك يا رب؟
فهو لا يعترض على قَدَر الله، بل يقول ما يرضي ربه، يقول تعالى: {وليبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين .
الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157].
الحلف بالله:
المسلم لا يحلف بغير الله، ولا يحلف بالله إلا صادقًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) [متفق عليه].
شكر الله:
الله -سبحانه- أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ فيجب على المؤمن أن يداوم على شكر الله بقلبه وجوارحه، يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إني عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].
التوبة إلى الله:
قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار }
[التحريم: 8].
ويقول تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:13].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) [مسلم].
وهكذا يكون أدب المسلم مع ربه؛ فيشكره على نعمه، ويستحي منه
سبحانه، ويصدق في التوبة إليه، ويحسن التوكل عليه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ولا يدعو سواه، ولا يقف لسانه عن ذكر الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ودائمًا يراقب ربه، ويخلص له في السر والعلانية.
و ادعوكم لمعرفه المزيد من
الآداب الاسلامية
بدايه الآداب الاسلامية بوجه عام
عن طريق سؤال وجواب
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127558
>
بر الوالدين
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127753
صلة الرحم
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2127903
حق الجار
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128036
الأخوة الإسلامية
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128262
اداب السلام
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128437
آداب التلاوة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128631
آداب السفر
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128793
آداب النوم
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2128961
آداب الضيافة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129139
آداب العطاس
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129302
آداب التقبيل والمعانقة
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129466
آداب الأكل والشرب
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129659
آداب النكاح
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2129861
آداب الكلام مع النساء
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2130051
الرؤى والأحلام
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2130241
الأسماء والكنى والألقاب
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2130428
اسألكم الدعاء بظهر الغيب
,,,,,,,,,,,,
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:40
السؤال :
هناك حديث في سنن أبي داود يقول بأنه لا ينبغي للمرأة أن تمشي في وسط الطريق
وماذا لو أرادت أن تعبر إلى الجهة المقابلة من الطريق التي تمشي فيها
فكيف تفعل ذلك ، وما معنى الحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
الشريعة الإسلامية شريعة الآداب السامية ، والأخلاق العالية ، تدعو لكل فضيلة ، وتنهى عن كل رذيلة ، وتعتني بكل ما يحفظ على الناس العفة والستر والحياء ، فهي قوام المجتمعات الطاهرة الزكية .
ومن ذلك ما جاء في السنة من دعوة النساء إلى المحافظة على الآداب اللائقة بالمرأة المكرمة ، والتمسك بكل سلوك رفيع يرقى بها عن الامتهان والتعرض للأذى ، فنهاها عن تعمد السير وسط الطريق واقتحام السبيل ، واعتراض المارة بجسدها كما يفعل العابثون .
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" كانت المرأة في الجاهلية إذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت - لا يسمع صوته - ضربت برجلها الأرض ، فيعلم الرجال طنينه ، فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك ، وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا ، فتحركت بحركة لتُظهر ما هو خفي ، دخل في هذا النهي ؛
لقوله تعالى : ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ): ومن ذلك أيضا أنها تنهى عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها ليَشْتَمَّ الرجال طيبها ، ومن ذلك أيضا أنهن يُنهَين عن المشي في وسط الطريق ؛ لما فيه من التبرج " انتهى باختصار.
" تفسير القرآن العظيم " (6/49-50)
وهذا النهي عن سير المرأة وسط الطريق ورد عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ :
( اسْتَأْخِرْنَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ )
فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ .
رواه أبو داود (رقم/5272)، وبوب عليه رحمه الله بقوله : " باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق "
يقول العظيم أبادي رحمه الله :
" ( أن تحققن ) هو أن يركبن وسطها ، والمعنى أن ليس لهن أن يذهبن في وسط الطريق .
( بحافات ) جمع حافة ، وهي الناحية .
( ثوبها ) أي : المرأة . ( من لصوقها ) أي : المرأة " انتهى.
" عون المعبود " (11/305)
وورد أيضا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لَيْسَ لِلنِّسَاءِ وَسطَ الطَّرِيْقِ )
رواه ابن حبان (12/416) وبوب عليه بقوله : " ذكر الزجر عن أن تمشي المرأة في حاجتها في وسط الطريق " ، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/856)
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:42
قال ابن حبان رحمه الله :
" قوله : ( ليس للنساء وسط الطريق ) لفظة إخبار ، مرادها الزجر عن شيء مضمر فيه ، وهو مماسة النساء الرجال في المشي ، إذ وسط الطريق الغالب على الرجال سلوكه ، والواجب على النساء أن يتخللن الجوانب حذرا مما يتوقع من مماستهم إياهن " انتهى .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" قال علي رضي الله عنه : ما يغار أحدكم أن يزاحم امرأَتَه العلوجُ بمنكبها - يعني في السوق - ، وكذلك لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين ، فلا ينزل العزب بين المتأهلين ، وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة ، فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب " انتهى باختصار.
" الاستقامة " (1/361)
ويقول ابن الحاج المالكي رحمه الله :
" ينبغي له – يعني للعالم الولي في أهل بيته - أن يعلمهن السنة في الخروج إن اضطرت إليه ؛ لأن السنة قد وردت أن المرأة تخرج في حفش ثيابها - وهو أدناه وأغلظه - وتجر مرطها خلفها شبرا أو ذراعا ، ويعلمهن السنة في مشيهن في الطريق ، وذلك أن السنة قد حكمت أن يكون مشيهن مع الجدران ...
وانظر رحمنا الله وإياك إلى هذه السنن كيف اندرست في زماننا هذا حتى بقيت كأنها لم تعرف ، لما ارتكبن من ضد هذه الأحوال الشرعية ، فتقعد المرأة في بيتها على ما هو معلوم من عادتهن بحفش ثيابها وترك زينتها ، وبعض شعرها نازل على جبهتها ، إلى غير ذلك من أوساخها وعرقها ، حتى لو رآها رجل أجنبي لنفر بطبعه منها غالبا ، فكيف بالزوج الملاصق لها ، فإذا أرادت إحداهن الخروج تنظفت وتزينت ونظرت إلى أحسن ما عندها من الثياب والحلي فلبسته ، وتخرج إلى الطريق كأنها عروس تجلي ، وتمشي في وسط الطريق ، وتزاحم الرجال ، ولهن صنعة في مشيهن ، حتى إن الرجال ليرجعون مع الحيطان حتى يوسعوا لهن في الطريق ، أعني المتقين منهم ، وغيرهم يخالطوهن ويزاحموهن ويمازحوهن قصدا ، كل هذا سببه عدم النظر إلى السنة وقواعدها وما مضى عليه سلف الأمة رضي الله عنهم ، فإذا نبه العالم على هذا وأمثاله انسدت هذه المثالم ، ورجي للجميع بركة ذلك " انتهى باختصار.
" المدخل " (1/244-245) .
والحاصل :
أنه ينبغي للمرأة أن تتحفظ من مخالطة الرجال قدر الطاقة
وأن تكون دائما في أدنى حالة إلى سترها عن الأعين
وأعظمها صونها عن المماسة والملامسة .
لكن حيث تحصل لها الحاجة في وسط الطريق ، أو في عبور ناحيتيه ، أو نحوا من ذلك : فلا حرج عليه فيه ، ولا كراهة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:45
السؤال :
أنا بنت عمري 18 سنة ، وللأسف الشديد أنني أصبحت ضحية الشبكة العنكبوتية
فقد جاءتني إضافة من شخص ، وقبلت الإضافة ، في البداية توقعته شخصاً أعرفه ، وخلال 3 أيام اتضح لي أنه شخص لا أعرفه
وأنه وقح جدّاً في كلامه ، وكان يتكلم في الحب والغرام والجنس ، ويرسل لي أجمل الكلام ، من أول محادثة لي معه عرفت أنه وحش ، وأنه مثل جميع الأشخاص الذين أسمع عنهم
ولكن دائما أشعر أنه شخص أعرفه ، أو أنه أخي ويريد أن يختبرني ويرى كيف أتحدث مع الناس ، ولكن بعدها وضع صورته وهو في أمريكا
ومعه كاسات الخمر ...
كان شخصا غريبا بما تحمله الكلمة ، بعدها طلب مني الزواج ، وهذا كله خلال 3 أيام ، على الرغم أنني لا أتحدث معه كثيراً ، ولا أعرف لماذا لم أحذفه ، ربما لأنني شعرت أنه أخي
بعدها قال لي : أريد أن أكلمك بالجوال ، طبعا رفضت ، وقلت : أنا بنت متربية أحسن تربية ، وسألته إذا كان يرضى أن أخته تكلم واحد أو لا ، طبعا ما جاوبني ؛
لأن الجواب الأكيـــــد أنه لا يرضى ، فعلا أيقنت أنه ليس أخي الذي كنت أعتقد أنه هو ، وقلت له : أنا أعتذر منك وسامحني وحللني وحذفته
طبعا بعد ما قال لي كلاما غير لائق ، وبعد أن حذفته صرت كل شهر أدخل إيميلي وألقاه مضافا عندي بدون ما أرجعه ، وصار يرسل لي ملفات ، وكان يقول لي لا تحذفيني
وإذا تذكرته أحذفه على طول ، ومن تقريبا أسبوعين صار جهازي يعلق ، وبعدها فجأة وأنا داخلة النت طلعت صورتي مرسوم فوق شفايفي شنب ببخاخ الرسام
هذه الأحداث صارت من شهر تقريبا ، ودخل صديقاتي إلى بريدهم ووجدوا إيميلي المسروق متصل ووضع الصورة الشخصية صورتي.. قالوا له : لماذا ، ومن أنت ؟
ثم تبين أن هذا الشخص هو الذي أضفته في السابق نفسه وصار حاقداً عليَّ من ذاك اليوم الذي حذفته فيه ، حتى صديقتي قالت له : لماذا ، ما الذي فعلته ؟
فلم يجبها ، لأنه لا يدري ما يقول ، من بعد الذي حصل معي وأنا طول الوقت أبكي ونفسيتي تعبانة. يا شيخ من يحفظ لي حقوقي ؟
لا أدري من أبلغ ؟
وأخشى أن يهددني بالصور ؛ لأني سمعت قصصا كثيرة مثل قصتي ، وكم من بنت هددها ولد بصورها عشان تطلع معه وفعل فيها الفاحشة ، كم من بنت صارت ضحية لهؤلاء البشر . لماذا لا توضع أنظمه وقوانين لهذه الشرذمة من البشر الذين يتجسسون على أعراض الناس ؟
الجواب :
الحمد لله
في كل يوم تطل علينا حكاية جديدة ، فيها من العظة والعبرة ما ينبغي أن نتأمل فيها ونستفيد منها ، وأول من يجب عليه أن يعي الدرس من تلك الحكايات هم أصحابها ، لكننا نجد كثيراً منهم يرفضون الاعتراف بالخطأ ، وينصبون أنفسهم ضحايا اعتداءات المعتدين ، ليخلوا جانبهم من المسؤولية .
الأخت الكريمة :
" الإنترنت " أكبر تجمع بشري عرفه التاريخ ، تختلط فيه جميع النزعات والتوجهات البشرية ، ويشارك فيه الناس من جميع البلاد والأديان والأعراق والأجناس ، فإذا لم نتعامل معه بالطريقة المناسبة أصابنا من شرره المستطير الشيء الكثير .
ومن قواعد التعامل السليم :
" الدخول بقدر الحاجة " فلا يتجاوز المرء ما يحتاج إليه من تصفح أو بريد أو محادثة ؛ لأن المفاجآت السيئة التي يصنعها " قراصنة الإنترنت " كثيرة ، فكم سرقت من أموال ، وزورت أوراق ، ودمرت جهود ، واستغلت نفوس بسبب الخطأ في التعامل مع هذه الشبكة ، فهي نصيحة نقدمها لك ولجميع المسلمين ، نجد مصداقها في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي ( 2318 ) وابن ماجه ( 3976 ) وحسنه النووي والألباني وشعيب الأرناؤط .
ومِن تَرْكِ ما لا يعينكِ : المبادرة في تجنب كلِّ غريب ، وتجاوزِ كل ما لا تعرفينه في هذا العالم ، وليس الاسترسال معه ليأخذ ما يريد ، ثم إلى حيث لا ينفع الندم .
ونحن نحمد الله تعالى أن خلَّصك من استدراج ذلك المعتدي الآثم ، ولكن يجب عليك أن تدركي الخطأ الذي وقعت فيه ، وهو السماح له بمحادثتك وإضافتك مدة لا بأس بها ، وقد كان الواجب عليك حذف الاسم الغريب أول وهلة ، وعدم التذرع باحتمال كونه من معارفك أو أقاربك .
نصدقك القول أختنا الكريمة :
لقد أخطأت خطأ فادحا حين سمحت لنفسك بمحادثة الغريب وسماع كلماته ، ولعل ما تواجهينه اليوم هو من شؤم المعصية التي وقعت فيها ، ونحن نسأل الله لنا ولك العفو والمغفرة والتوبة الصادقة .
يقول ابن الجوزي - رحمه الله - :
الدنيا فخ ، والجاهل بأول نظرة يقع ، فأما العاقل المتقي فهو يصابر المجاعة ، ويدور حول الحَبِّ .
والسلامة بعيدة ، فكم من صابر اجتهد سنين ثم في آخر الأمر وقع ، فالحذر ، الحذر .
" صيد الخاطر " ( ص 140 ) .
ولكننا نطمئنك بأن التخلص من هذا المعتدي الآثم أمر سهل ميسور بإذن الله ، فما عليك إلا إلغاء عنوانك القديم ، وتحذير صديقاتك من أي رسالة غريبة أو اسم مضاف جديد ، كي لا يكرر معهن ما حصل لك ، وبهذا تتخلصين من شره ، ولن يتمكن من الاتصال بك أو تكرار اعتدائه إن شاء الله .
وليس عليك في شأن " الصورة " حرج ولا بأس ؛ لأنه إن انقطع عن إمكان الإرسال إليك أو إلى صديقاتك فلن يتمكن من تهديدك بها ، وهي ليست وسيلة ضغط ولا تهديد أصلا ؛ لأنه لا يعرفك ولا يعرف مكانك ولا أهلك ، فكيف سيهددك بها ، وهو إن شوهها أو تلاعب بها فلن يضيرك شيئا بإذن الله .
وليكن فيما حصل لك في شأن الصورة عبرة لك ولغيرك من النساء اللاتي يتساهلن في أمر التصوير ، ويتناقلن صورهن عبر الإنترنت أو الجوال ، لتقع بين يدي من لا يخاف الله تعالى ، فيستغلها ويشوهها ويلحق الأذى بصاحبتها .
إذًا ، فالحل الوحيد لمشكلتك هو نسيانها ، وقطع كل وسيلة يمكن أن تذكرك بها ، واطلبي من صديقاتك عدم ذكر أي شيء عنه لك مهما كان ، بل يجب عليهن حذف هذا العنوان القديم ، وحذف كل رسالة تصل منه ، أو من شخص غريب ، ولو قمن بتغيير عناوين بريدهن لكان أولى وأفضل .
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : ( مْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ) .
رواه الترمذي ( 2406 ) وحسَّنه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:46
السؤال:
مارأي سماحتكم في السهر إن كان لايؤدي إلى ضياع صلاة الفجر أو أحد الواجبات علما بأن السهر على الأشياء المباحة؟ والسلام أفتونا مأجورين .......
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
يكره السهر والسمَر بعد صلاة العشاء - وإن كان في الأمور المباحة - .
ويدل على ذلك ما رواه البخاري (568) ومسلم ( 647) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا .
قال النووي:
" وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا إِلَّا مَا كَانَ فِي خَيْر ". انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146) .
وقال الحافظ ابن رجب :
" ومتى كان السمر بلغو ، ورفث ، وهجاء ، فإنه مكروه بغير شك ".
انتهى " فتح الباري" (3/377) .
قال النووي :
" وَسَبَب كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى السَّهَر , وَيُخَاف مِنْهُ غَلَبَة النَّوْم عَنْ قِيَام اللَّيْل , أَوْ الذِّكْر فِيهِ , أَوْ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي وَقْتهَا الْجَائِز , أَوْ فِي وَقْتهَا الْمُخْتَار أَوْ الْأَفْضَل .
وَلِأَنَّ السَّهَر فِي اللَّيْل سَبَب لِلْكَسَلِ فِي النَّهَار عَمَّا يَتَوَجَّه مِنْ حُقُوق الدِّين ، وَالطَّاعَات ، وَمَصَالِح الدُّنْيَا ". انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146) .
وقال الحافظ ابن حجر :
" وَالسَّمَر بَعْدَهَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى النَّوْم عَنْ الصُّبْح ، أَوْ عَنْ وَقْتهَا الْمُخْتَار ، أَوْ عَنْ قِيَام اللَّيْل .
وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟" . انتهى من " فتح الباري" (2 / 73) .
وهذا هو الموافق لسنة الله في جعل الليل محلاً للنوم والراحة ، والنهار للعمل والكسب ، كما قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ، وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) .
وقال : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) ففي الليل سكينة وقرار ونوم وراحة ، وفي النهار نشاط وعمل .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:48
قال القرطبي :
" وقد قيل: إن الحكمة في كراهية الحديث بعدها أن الله تعالى جعل الليل سكناً ، أي يُسكن فيه ، فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده ". انتهى من " تفسير القرطبي" (12 / 138) بتصرف .
وهذا هو الهدي النبوي ، فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَلَا سَمَرَ بَعْدَهَا ) ، رواه ابن ماجه (702) وصححه الألباني .
وقال الشيخ ابن عثيمين :
" وإذا أطال الإنسان السهر ، فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم ، ولا يقوم لصلاة الصبح ، إلا وهو كسلان تعبان ، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحة الدينية والدنيوية .
والنوم الطويل في أول النهار يؤدي إلى فوات مصالح كثيرة ، وقد جرب الناس أن العمل في أول النهار أبرك من العمل في آخر النهار ، وأنه أسد وأصلح وأنجح ، فإن البكور مبارك فيه ، وهؤلاء الذين يسهرون الليالي ، لا شك أنهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم ، فلا بد للجسم من النوم ، وطول السهر يحول دون ذلك ".
انتهى "اللقاء الشهري" (1 / 333)
ثانياً :
يستثنى من الكراهة ما إذا وجدت الحاجة للسهر أو كانت فيه مصلحة راجحة .
لقوله صلى الله عليه وسلم : (لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ ) رواه أحمد (3907) وصححه الألباني بمجموع طرقه .
وذلك لأن المسافر قد يحتاج إلى مواصلة السفر ليلاً ، فأبيح له ذلك ، والمصلي يسمر في طاعة الله . ويقاس على هذا : كل ما كان فيه مصلحة أو هناك حاجة داعية إليه .
قال النووي :
" قَالَ الْعُلَمَاء :
وَالْمَكْرُوه مِنْ الْحَدِيث بَعْد الْعِشَاء هُوَ مَا كَانَ فِي الْأُمُور الَّتِي لَا مَصْلَحَة فِيهَا .
أَمَّا مَا فِيهِ مَصْلَحَة وَخَيْر فَلَا كَرَاهَة فِيهِ , وَذَلِكَ كَمُدَارَسَةِ الْعِلْم , وَحِكَايَات الصَّالِحِينَ , وَمُحَادَثَة الضَّيْف ، وَالْعَرُوس لِلتَّأْنِيسِ , وَمُحَادَثَة الرَّجُل أَهْله وَأَوْلَاده لِلْمُلَاطَفَةِ وَالْحَاجَة , وَمُحَادَثَة الْمُسَافِرِينَ بِحِفْظِ مَتَاعهمْ أَوْ أَنْفُسهمْ , وَالْحَدِيث فِي الْإِصْلَاح بَيْن النَّاس ، وَالشَّفَاعَة إِلَيْهِمْ فِي خَيْر , وَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر , وَالْإِرْشَاد إِلَى مَصْلَحَة وَنَحْو ذَلِكَ , فَكُلُّ هَذَا لَا كَرَاهَة فِيهِ , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث صَحِيحَة بِبَعْضِهِ , وَالْبَاقِي فِي مَعْنَاهُ ".
انتهى " شرح صحيح مسلم " (5/146) .
والحاصل :
أن السهر بعد صلاة العشاء مكروه ، إلا لمصلحة ، أو حاجة تدعو إليه .
والله أعلم.
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:49
السؤال :
لدينا مدرسة إسلامية هنا في المنطقة التي أعيش فيها
ولكن هذه المدرسة ترفض أن تجعل الطلاب يقعدون على الكراسي ويستخدمون الطاولات أثناء الدراسة.
ويقولون إن الجلوس على الأرض من السنة. فما رأي الشرع في هذا؟
الجواب :
الحمد لله
ليس في الجلوس على الأرض ، أو على الكرسي ، بمجرده سنة ولا بدعة ، بل يرجع هذا إلى عادة الناس في مجالسهم ، وإلى المكان الذي يجلسون فيه .
فإذا كان اجتماعهم في المسجد ـ مثلا ـ فالعمل المتوارث في عامة مساجد المسلمين : أن الجلوس يكون على الأرض ، وبهذا تواردت الأحاديث في حكاية حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ ومن ثم لا يشرع جلوس المجتمعين في المسجد على الكراسي ، إلا لمن احتاج إلى ذلك ، كحاجة المعلم والخطيب إلى أن يكون بارزا للناس ، فيجلس على كرسيه لتدريسهم ، كما هو معتاد ـ أيضا ـ في مساجد المسلمين .
أو حاجة غيره من الجالسين ، أو المصلين ، للجلوس على كرسي ، لمرض ونحوه .
وأما سائر المجالس ، فعلى حسب ما اعتاده الناس ، وما هو الأرفق بهم في تلك المجالس ؛ فإن كان الأنسب لحالهم أن يجلسوا على الكراسي : فليس في ذلك حرج ولا مخالفة للسنة .
ولا يزال الطلبة في كافة مراحلهم التعليمية يجلسون على تلك المقاعد المعدة لهم ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم أنكر ذلك يوما ، أو أمر بالجلوس على الأرض ؛ لأنه أقرب للسنة .
وقد روى البخاري (3238) ومسلم (161) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – في قصة بدء الوحي - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ فَتْرَةً ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... الحديث )
وروى مسلم (876) عن أبي رِفَاعَةَ رضي الله عنه قال : " انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ ؟ قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا ، قَالَ : فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا " .
وروى أبو داود (113) عن عبد خير قال : رأيت عليا رضي الله عنه أتي بكرسي فقعد عليه ، ثم أتي بكوز من ماء فغسل يديه ثلاثا ثم تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد ، وذكر الحديث.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
وقد سئلت اللجنة الدائمة :
هل صحيح أن الأكل على الطاولة - غرف السفرة - تشبه بالكفار ، وهل استعمال الملعقة أو الشوكة أثناء الأكل من الكبر ، أو من التشبه بالكفار ؟
فأجابت اللجنة : " لا حرج في الأكل على ما ذكر من الطاولة ونحوها ، ولا في الأكل بالشوكة والملعقة ونحوهما ، وليس في ذلك تشبه بالكفار ؛ لأنه ليس مما يختص بهم " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 / 309) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:51
السؤال :
ما حكم بيع السيارات الفخمة الغالية الثمن والأثاث الغالي الثمن أيضاً؟
الجواب :
الحمد لله
"هذا أمره واسع ، إذا كان المشتري قادراً ، وليس قصده الإسراف ولا المفاخرة ، إنما يريد الطيب الذي من باب الجمال ومن باب الزينة وهو أهل لذلك لأن عنده المال ، وعنده قدرة فلا نعلم فيه شيئاً إذا اشترى سيارة فخمة أو فراشاً طيباً ، ما نعلم فيه شيئاً ، لكن التواضع طيب ، إذا تواضع لله واستعمل الشيء الوسط يكون أفضل وأقصد ، حتى يتمكن من صرف الزيادات في الصدقة ومساعدة الفقراء ومساهمة في المشاريع الخيرية .
فالحاصل :
أن الاقتصاد والتوسط في الأمور أفضل .
ولو اشترى شيئاً جميلاً نفيساً من السيارات أو من الفرش ؛ لأنه قادر ويريد بذلك الجمال لا المفاخرة ولا المباهاة فلا حرج في ذلك إن شاء الله" انتهى .
سماحة الشيخ
عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (3/1438) .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:53
السؤال :
لدي سؤال يتعلق بحديث موجود بكتاب رياض الصالحين .
قال الشريد بن السويد :
مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال لي :
"أتقعد قِعْدة المغضوب عليهم " رواه أبو داود .
فهل هذا الحديث صحيح ؟
وهل حرام أيضاً الجلوس متكئاً على باطن اليد اليسرى أم أنه مكروه ؟
برجاء إسداء النصح بذكر رأي العلماء وجزاكم الله خيرا.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
هذا الحديث صحيح ، وقد رواه أحمد (18960) وأبو داود (4848) وابن حبان في "صحيحه" (5674) .
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، كما صححه النووي في "رياض الصالحين" (1/437) وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/288) والألباني في "صحيح أبي داود" .
قال الطيبي رحمه الله :
" والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ، وفي التخصيص بالذكر فائدتان إحداهما :
أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى ، والأخرى : أن المسلم ممن أنعم الله عليهم فينبغي أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه " انتهى .
وقد تعقبه القاري رحمه الله ، فقال :
" وفي كون اليهود هم المراد من المغضوب عليهم هنا محل بحث ، وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم ، والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما ".
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (13 / 500) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى ، وهو قاعد في الصلاة فقال له :
" لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون " وفي رواية : " تلك صلاة المغضوب عليهم " وفي رواية " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده " روى هذا كله أبو داود .
ففي هذا الحديث النهي عن هذه الجلسة معللا بأنها جلسة المعذبين ، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم " انتهى .
"اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 65) .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :
ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لا يجوز أن يتكئ الرجل على ألية يده اليسرى ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم : « مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها جلسة المغضوب عليهم » فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم ؟
فأجاب :
" نعم ، ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة ، كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على أليتها ، هكذا ، ظاهر الحديث المنع من ذلك " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 161)
ومن أراد الاتكاء فليتكئ على ألية يده اليمنى دون اليسرى ، أو ليتكئ على اليدين كلتيهما جميعا .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم .
أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس ، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس ، إنما التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قعدة المغضوب عليهم أن يجعل اليد اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها أي أليتها على الأرض ويتكئ عليها ، فهذه هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم " انتهى .
"شرح رياض الصالحين" (ص 930) .
وقال أيضاً :
" الحديث معناه واضح يعني أن الإنسان لا يتكيء على يده اليسرى وهي خلفه جاعلا راحته على الأرض .
فسئل الشيخ :
إذا قصد الإنسان أيضا بهذه الجلسة الاستراحة وعدم تقليد اليهود هل يأثم بذلك ؟
فأجاب :
إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (111 / 19) .
ثانياً :
أطلق بعض أهل العلم الحكم بالكراهة على هذه الجلسة ، وبوّب أبو داود في سننه (12/480) على الحديث بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ " .
وقال ابن مفلح رحمه الله :
" وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَّكِئَ أَحَدٌ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ " انتهى .
"الآداب الشرعية" (3 / 288) .
ومثل ذلك أيضاً قاله السفاريني في "غذاء الألباب" (6 / 76 ) .
قال الشيخ عبد المحسن العباد :
" والمكروه قد يراد به المحرم ، وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه ، ولكن كونه جاء في الحديث وصف هذه الجلسة بجلسة المغضوب عليهم هذا يدل على التحريم " انتهى .
"شرح سنن أبي داود" (28 / 49) .
والخلاصة :
أنه يُنهى عن هذه الجِلسة في الصلاة وغيرها ، سواء قصد التشبه بالمغضوب عليهم من اليهود أم غيرهم من المتكبرين والمتجبرين أو لم يقصد ، ووصف هذه الجلسة بأنها جلسة المغضوب عليهم ، وجلسة الذين يعذبون يجعل القول بالتحريم أقوى من القول بالكراهة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:55
السؤال :
أرجو أن تسدوني النصح حول كيفية احتفال الأسرة بالعيد (ومع خالص احترامي فأرجو ألا تذكروا " لا تفعلوا أيّاً من المحرمات كالذهاب إلى الأماكن المختلطة والسينمات ...إلخ
" فهذه الأمور لن يتم فعلها ) هل بوسعكم تقديم أمثلة على النحو الذي يجب أن يكون عليه العيد عند المؤمنين ؟
وما هي الأنشطة التي يجب أن يشاركوا فيها ؟
وهل يجوز للزوج والزوجة الخروج معاً وتناول وجبة لذيذة في أحد الأماكن ؟
وكيف يحتفل علماء الدين بيوم العيد ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أيام العيدين أيام فرح وسرور ، وقد اختصت هذه الأيام ببعض العبادات ، والآداب ، والعادات ، فمن ذلك :
1. الاغتسال :
وقد صح ذلك عن بعض الصحابة .
فسأل رجلٌ عليّاً رضي الله عنه عن الغسل قال : اغتسل كل يوم إن شئت ، فقال : "لا ، الغسل الذي هو الغسل" ، قال : "يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم الفطر" .
رواه الشافعي في " مسنده " (ص 385) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1/176) .
2. لبس ثياب جديدة يتجمل بها .
فعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ) رواه البخاري (906) ومسلم (2068) .
الخلاق : الحظ والنصيب .
وبوب عليه البخاري بقوله : " باب في العيدين والتجمل فيهما " .
وقال ابن قدامة رحمه الله :
وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً .
" المغني " ( 2 / 370 ) .
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
وقد دل هذا الحديث على التجمل للعيد ، وأنه كان معتادا بينهم .
" فتح الباري " لابن رجب ( 6 / 67 ) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية التجمل للعيد : تقريره صلى الله عليه وسلم لعمر على أصل التجمل للعيد ، وقصر الإنكار على من لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريراً .
" نيل الأوطار " ( 3 / 284 ) .
وعلى هذا جرى عمل الناس ، من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى عصرنا هذا .
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
وخرج البيهقي بإسناد صحيح عن نافع أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه .
وقال أيضاً :
وهذا التزين في العيد يستوي فيه الخارج إلى الصلاة، والجالس في بيته ، حتى النساء ، والأطفال.
" فتح الباري " لابن رجب (6/68 ، 72) .
وقال بعض أهل العلم : إن من كان معتكفاً يخرج للعيد بثياب اعتكافه ، وهو قول مرجوح .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
السنَّة في العيد أن يتجمل سواء كان معتكفاً أم غير معتكف .
" أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين " ( ص 10 ) .
3. التطيب بأحسن الطيب .
وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه " كان يتطيب يوم الفطر " ، كما في " أحكام العيدين " للفريابي ( ص 83 ) .
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :
وقال مالك : سمعت أهل العلم يستحبون الزينة والطيب في كل عيد .
واستحبه الشافعي .
" فتح الباري " لابن رجب ( 6 / 68 ) .
وهذا التزين والتطيب إنما يكون من النساء في بيوتهن ، أمام أزوزاجهن ونساتئهن ومحارمهن .
جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 116 ) :
ويستوي في استحباب تحسين الثياب والتنظيف والتطيب وإزالة الشعر والرائحة الكريهة :
الخارج إلى الصلاة ، والقاعد في بيته ؛ لأنه يوم الزينة فاستووا فيه ، وهذا في حق غير النساء .
*عبدالرحمن*
2018-02-06, 04:58
وأما النساء إذا خرجن :
فإنهن لا يتزين ، بل يخرجن في ثياب البذلة ، ولا يلبسن الحسن من الثياب ، ولا يتطيبن ؛ لخوف الافتتان بهن ، وكذلك المرأة العجوز ، وغير ذوات الهيئة ، يجري ذلك في حكمها ، ولا يخالطن الرجال بل يكن في ناحية منهم . انتهى.
4. التكبير .
يسنُّ التكبير في عيد الفطر : من رؤية الهلال ؛ لقوله تعالى : (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) ، وإكمال العدة يكون بإتمام الصيام ، وانتهاؤه : إذا خرج الإمام للخطبة .
وفي الأضحى :
يبتدئ التكبير من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق ، وهو الثالث عشر من ذي الحجة .
5. الزيارات .
ولا حرج في العيد من زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء ، قد اعتاد الناس ذلك في الأعياد .
وقيل إن ذلك من حكَم تغيير الطريق في الرجوع من مصلى العيد .
فقد ذهب أكثر أهل العلم إلى استحباب الذهاب إلى صلاة العيد في طريق، والرجوع في طريق آخر ، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق) . رواه البخاري ( 943 ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الحكَم من ذلك :
وقيل : ليزور أقاربه الأحياء والأموات ، وقيل : ليصل رحمه .
" فتح الباري " ( 2 / 473 ) .
6. التهنئة :
وتكون بأي لفظ مباح ، وأفضلها :
" تقبل الله منا ومنكم " ، لأن هذا هو الوارد عن الصحابة رضي الله عنهم .
فعن جبير بن نفير قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض : تقبل الله منا ومنك . وحسَّن الحافظ إسناده في "
فتح الباري " ( 2 / 517 ) .
وسئل مالك رحمه الله :
أيُكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد : تقبل الله منا ومنك ، وغفر الله لنا ولك ، ويرد عليه أخوه مثل ذلك ؟ قال : لا يكره .
" المنتقى شرح الموطأ " ( 1 / 322 ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد : " تقبل الله منا ومنكم " ، و " أحاله الله عليك " ، ونحو ذلك ، فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره ، لكن قال أحمد : أنا لا أبتدئ أحداً ، فإن ابتدرني أحدٌ أجبته ؛ وذلك لأن جواب التحية واجب .
وأما الابتداء بالتهنئة :
فليس سنَّة مأموراً بها ، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه ، فمن فعله فله قدوة ، ومن تركه فله قدوة .
" مجموع الفتاوى " ( 24 / 253 ) .
7. التوسعة في الطعام والشراب .
لا حرج من التوسعة في الطعام والشراب وأكل الطيب من الطعام ، سواء كان ذلك في البيت أو في مطعم خارج البيت ، غير أنه لا يجوز أن يكون ذلك في مطعم تدار فيه كؤوس الخمور ، ولا مطعم تصدح الموسيقى في أرجائه ، أو يرى فيه الرجال الأجانب النساء .
وقد يكون من الأفضل في بعض البلاد : الخروج إلى رحلة برية أو بحرية حتى يبتعدوا عن الأماكن التي يختلط فيها النساء بالرجال اختلاطاً مستهتراً ، أو تعج بالمخالفات الشرعية .
وعَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ ) رواه مسلم ( 1141 ) .
8. اللهو المباح .
لا مانع من أخذ الأسرة في رحلة برية أو بحرية ، أو زيارة أماكن جميلة ، أو الذهاب إلى مكان فيه ألعاب مباحة ، كما لا مانع من الاستماع للأناشيد الخالية من المعازف .
فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ : "مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ؟" فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ : (دَعْهُمَا) فَلَمَّا غَفَلَ ، غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا ، وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالْحِرَابِ ، فَإِمَّا سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَإِمَّا قَالَ : (تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ) فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : (دُونَكُمْ يَا بَنِي أَرْفِدَةَ) حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ : (حَسْبُكِ ؟) قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : (فَاذْهَبِي) . رواه البخاري (907) ومسلم (829) .
وفي رواية : عن عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ : (لَتَعْلَمُ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً ، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ) .
"مسند أحمد" (50/366) وحسَّنه المحققون وجوَّد الألباني إسناده في "السلسلة الصحيحة" (4/443) .
وبوَّب عليه النووي رحمه الله بقوله : "بَاب الرُّخْصَةِ فِي اللَّعِبِ الَّذِي لَا مَعْصِيَةَ فِيهِ فِي أَيَّامِ الْعِيدِ".
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
وفي هذا الحديث من الفوائد : مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس ، وترويح البدن من كلف العبادة ، وأن الإعراض عن ذلك أولى .
وفيه : أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين .
" فتح الباري " ( 2 / 514 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ويفعل في هذا العيد أيضاً أن الناس يتبادلون الهدايا يعني يصنعون الطعام ويدعو بعضهم بعضاً ، ويجتمعون ويفرحون ، وهذه عادة لا بأس بها ؛ لأنها أيام عيد ، حتى إن أبا بكر رضي الله عنه لما دخل على بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وذكر الحديث - .
وفي هذا دليل على أن الشرع - ولله الحمد - من تيسيره وتسهيله على العباد : أن فتح لهم شيئاً من الفرح والسرور في أيام العيد .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 16 / 276 ) .
وفي " الموسوعة الفقهية " ( 14 / 166 ) :
تتأكد مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل به لهم بسط النفس ، وترويح البدن من كلف العبادة ، كما أن إظهار السرور في الأعياد شعار هذا الدين ، واللعب والزفن في أيام العيدين مباح ، في المسجد وغيره ، إذا كان على النحو الوارد في حديث عائشة رضي الله عنها في لعب الحبشة بالسلاح . انتهى .
ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح أعمالنا ، وأن يهدينا وإياكم لما فيه الخير لديننا ودنيانا.
والله أعلم
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و اكمل غدا
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:06
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
هل يجوز الدخول إلى المنزل دون استئذان
وإن كان من أصحاب البيت
مع الدليل من القرآن أو السنة ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) النور / 27
فأمر الله المؤمنين ألا يدخلوا بيوتًا غير بيوتهم حتى يستأذنوا قبل الدخول . والسنة في الاستئذان أن يستأذن ويسلم قبل أن يدخل :
عَنْ رِبْعِيٍّ بن حراش قَالَ : حَدَّثَنَا رَجُلٌ مَنْ بَنِي عَامِرٍ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي بَيْتٍ فَقَالَ : أَلِجُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَادِمِهِ : اخْرُجْ إِلَى هَذَا فَعَلِّمْهُ الِاسْتِئْذَانَ فَقُلْ لَهُ : قُلْ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ ؟ فَسَمِعَهُ الرَّجُلُ فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَأَدْخُلُ ؟ فَأَذِنَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ .
رواه أبو داود (5177) ، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال العظيم آباي في "عون المعبود" :
" فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ يَجْمَع بَيْن السَّلَام وَالِاسْتِئْذَان وَأَنْ يُقَدِّم السَّلَام " انتهى .
ثانيا :
مفهوم الآية الكريمة المتقدمة أن للرجل أن يدخل بيته ، ولو بغير استئذان .
قال ابن جزي رحمه الله :
" هذه الآية أمر بالاستئذان في غير بيت الداخل ، فيعم بذلك بيوت الأقارب وغيرهم " انتهى .
من "التسهيل" (ص 1230) .
وإطلاق الجواز هنا مقيد بما إذا لم يكن في البيت سوى الزوجة أو الأمة ، لأن للزوج ، أو سيد الأمة ، أن ينظر إلى كل شيء منها ، ولو متجردة ، والاستئذان إنما جعل رائدا للبصر ، لئلا يقع على شيء يكرهه ، أو عورة لا يجوز النظر إليها .
روى البخاري (6241) ومسلم (2156) عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ ) .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:07
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْمَرْء لَا يَحْتَاج فِي دُخُول مَنْزِله إِلَى الِاسْتِئْذَان لِفَقْدِ الْعِلَّة الَّتِي شُرِعَ لِأَجْلِهَا الِاسْتِئْذَان . نَعَمْ لَوْ اِحْتَمَلَ أَنْ يَتَجَدَّد فِيهِ مَا يَحْتَاج مَعَهُ إِلَيْهِ شُرِعَ لَهُ " انتهى .
ثالثا :
من تمام الأدب وحسن العشرة أن يستأذن الرجل حتى على زوجته ، لئلا يراها في حالة من التبذل ، أو ثوب المهنة ، أو نحو ذلك مما تكره أن يراها عليها ، ولذلك استحب غير واحد من السلف أن يستأذن الرجل على أهله ، وهم في بيته .
قال ابن جريج :
قلت لعطاء : أيستأذن الرجل على امرأته ؟
قال : لا .
قال ابن كثير رحمه الله :
" وهذا محمول على عدم الوجوب ، وإلا فالأولى أن يعلمها بدخوله ولا يفاجئها به ، لاحتمال أن تكون على هيئة لا تحب أن يراها عليها.
فعن زينب امرأة ابن مسعود رضي الله عنها قالت : " كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق ؛ كراهية أن يهجُم منا على أمر يكرهه " إسناد صحيح .
وعن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال : " إذا دخل الرجل بيته ، استحب له أن يتنحنح ، أو يحرك نعليه " .
ولهذا جاء في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه نَهَى أن يطرق الرجل أهلَه طُروقًا - وفي رواية : ليلا – يَتَخوَّنهم " .
"تفسير ابن كثير" (6 / 39-40) .
رابعا :
إذا وجد في بيته أحد من محارمه سوى زوجته ، كأمه ، أو ابنته ، أو أخته ، فالصحيح أنه يجب أن يستأذن عليهم قبل الدخول .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
´ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّهُ يُشْرَع الِاسْتِئْذَان عَلَى كُلّ أَحَد حَتَّى الْمَحَارِم لِئَلَّا تَكُون مُنْكَشِفَة الْعَوْرَة , وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد [ صححه الألباني (812)] " عَنْ نَافِع " كَانَ اِبْن عُمَر إِذَا بَلَغَ بَعْض وَلَده الْحُلُم لَمْ يَدْخُل عَلَيْهِ إِلَّا بِإِذْنٍ " وَمِنْ طَرِيق عَلْقَمَة [ صححه الألباني (813)] : " جَاءَ رَجُل إِلَى اِبْن مَسْعُود فَقَالَ : أَسْتَأْذِن عَلَى أُمِّي ؟ فَقَالَ : مَا عَلَى كُلّ أَحْيَانهَا تُرِيد أَنْ تَرَاهَا "
وَمِنْ طَرِيق مُسْلِم بْن نُذَيْر بِالنُّونِ مُصَغَّر [ حسن الألباني إسناده (814) ] " سَأَلَ رَجُل حُذَيْفَة : أَسْتَأْذِن عَلَى أُمِّي ؟ قَالَ : إِنْ لَمْ تَسْتَأْذِن عَلَيْهَا رَأَيْت مَا تَكْرَه " ، وَمِنْ طَرِيق مُوسَى بْن طَلْحَة [ صحح الألباني إسناده (815) ] : " دَخَلْت مَعَ أَبِي عَلَى أُمِّي فَدَخَلَ وَاتَّبَعْته فَدَفَعَ فِي صَدْرِي وَقَالَ : تَدْخُل بِغَيْرِ إِذْن " ؟
وَمِنْ طَرِيق عَطَاء " سَأَلْت اِبْن عَبَّاس : أَسْتَأْذِن عَلَى أُخْتِي ؟ قَالَ : نَعَمْ . قُلْت : إِنَّهَا فِي حِجْرِي , قَالَ : أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهَا عُرْيَانَة " ؟ وَأَسَانِيد هَذِهِ الْآثَار كُلّهَا صَحِيحَة " انتهى .
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله :
" اعلم أن الأظهر الذي لا ينبغي العدول عنه أن الرجل يلزمه أن يستأذن على أمه وأخته وبنيه وبناته البالغين، لأنه إن دخل على من ذكر بغير استئذان فقد تقع عينه على عورات من ذكر، وذلك لا يحل له .. "
ونقل الشيخ الأمين رحمه الله ما سبق نقله عن الحافظ ابن حجر ، ثم قال :
" وهذه الآثار عن هؤلاء الصحابة تؤيد ما ذكرنا من الاستئذان على من ذكرنا ، ويفهم من الحديث الصحيح : ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر ) ؛ فوقوع البصر على عورات من ذُكِر : لا يحل ، كما ترى .. " ، ثم نقل ـ أيضا ـ عن ابن كثير ما يؤيد ما ذكره ، وسبق نقل بعضه .
انظر : " أضواء البيان " (5/500-502) .
والله تعالى أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:09
السؤال :
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم حذرا من الجراثيم
وهل كان يستخدم الصابون أو ألياف اللوتس .
يخبرنا الأطباء اليوم أن نغسل أيدينا كثيرا ، وأن نستخدم الصابون والماء
والصابون أيام النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كأيامنا اليوم
فهل نتبع الطرق الحديثة للوقاية
أم أن الماء يكفي فهو الذي كان أيام النبي صلى الله عليه وسلم .
إذا كانت الجراثيم مقلقة ، وعلينا أن نتبع ما يقال لنا ، فهل نستبدل الصابون بألياف اللوتس أو البوتاس كما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
فهل يكون ثوابنا أكبر باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كل شيء
مثل استخدام البوتاس ، وقليل من الصابون والماء ، وأن لا نُغَيِّرَ ، ونمتلك الكثير من الملابس ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الشريعة الإسلامية شريعة مرنة ، مبنية على قواعد عامة ، وأصول كلية ، تضبط تصرفات البشر ، وتفسح لهم – في الوقت نفسه – فسحة من السعة التي تحدث بتغير الزمان والمكان .
ومن ذلك أنها لم تضيق على الناس في أبواب " العادات " والأفعال الدنيوية البحتة ، بل تركت لهم حرية التصرف فيها بما يتناسب مع رغباتهم ومصالحهم وما ينفعهم ، ما لم تخالف تلك العادة نصا من الكتاب والسنة ، وهذا معنى ما يقرره الفقهاء والأصوليون من قولهم : الأصل في العادات الإباحة والعفو .
وعلى هذا ، فلا حرج على المسلم من الاستفادة مما تم اختراعه أو اكتشافه حديثاً ، كالسيارات والطائرات والكهرباء .. ووسائل تنظيف البدن أو الثياب الحديثة .
ولا يطلب من المسلم الرجوع إلى ركوب الإبل أو استعمال المنظفات التي كان يستعملها النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك ليس من العبادات ، التي يطلب فيها اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هي من العادات .
قال الشاطبي رحمه الله :
" العادات : الشارع قصد فيها اتباع المعاني ، لا الوقوف مع النصوص ، بخلاف باب العبادات ، فإن المعلوم فيه خلاف ذلك "
انتهى باختصار.
" الموافقات " (2/523).
فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على النظافة وعلى ما يحفظ الصحة بوجه عام ، واستعمل لذلك من الأساليب والأشياء ما كان موجوداً في عصره صلى الله عليه وسلم ، فإذا جَدَّ جديد وكان يؤدي إلى الغاية نفسها (أي : النظافة وحفظ الصحة) من غير مضرة فلا حرج على المسلم من استعماله والاستفادة منه .
وفي شريعتنا الكثير من التشريعات التي تدل على العناية بالنظافة ، نظافة البدن والثياب والمكان ، ويكفي لتقرير ذلك أن الوضوء - الذي يشتمل على غسل اليدين والفم والأنف والوجه - هو شرط من شروط صحة الصلاة التي هي عمود الدين .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:10
واستعمال المنظفات مع الماء لم يكن كثيراً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك لقلة هذه المنظفات ، ولقلة الماء نفسه .
ومع ذلك فقد ثبت في السنة استعمال " السدر " في بعض الأغسال التي تقتضي مزيد عناية وتنظف ، كغسل الميت ، وغسل الحائض ، وغسل الكافر إذا أسلم ، وذكر الفقهاء استعمال مادة " الأشنان " أيضا للتنظف والاغتسال .
والأشنان :
شجر من الفصيلة الرمرامية ، ينبت في الأرض الرملية ، يستعمل هو أو رماده في غسل الثياب والأيدي .
" المعجم الوسيط " (1/19) .
وأما السدر :
فهو نبات ينبت على الماء ، ثمره النبق ، وورقه غسول .
انظر: "لسان العرب" (4/354) .
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَتْ ابْنَتُهُ ، فَقَالَ : اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ ، بِمَاءٍ وَسِدْرٍ ، وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ) رواه البخاري (1253) ومسلم (939) .
قال النووي رحمه الله :
" فيه دليل على استحباب السدر في غسل الميت ، وهو متفق على استحبابه " انتهى.
" شرح مسلم " (7/3) .
وقال ابن رجب رحمه الله :
" قالَ الميموني : قرأت على ابن حنبل : أيجزئ الحائض الغسل بالماء ؟
فأملى عليّ : إذا لم تجد إلاّ وحده اغتسلت به ، قالَ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم : ( ماءك وسدرتك ) ، وهو أكثر من غسل الجنابة .
قلت : فإن كانت قد اغتسلت بالماء ، ثُمَّ وجدته ؟
قالَ : أحب إلي أن تعود لما قالَ " انتهى.
" فتح الباري " (1/471-472)
وعَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ رضي الله عنه أَنَّهُ أَسْلَمَ (فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَغْتَسِلَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ) رواه الترمذي (605) وقال : حسن . وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
ولا يخفى أن استعمال مادة " السدر " في الاغتسال ليس على سبيل التعبد ، بل هو من أمور العادات التي تتغير بتغير الزمان والمكان ، فمن استعمل أي مادة منظفة تقوم مقام "السدر" فقد حقق السنة ، وعمل بالمعنى والغاية التي أرادها الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمر بالغسل بالسدر .
وقد سبق في موقعنا في العديد من الأجوبة بيان أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم التي فعلها على وجه العادة أو بمقتضى الجبلة البشرية لا يستحب تقليده فيها ، وليس فيها مزيد أجر على غيرها من الأمور العادية ، وإنما يتحقق الأجر في سنن العبادات وما يتعلق بها .
قال الشيخ الدكتور محمد الأشقر رحمه الله :
" حكم هذه الأمور العادية وأمثالها ، أنها تدل على الإباحة لا غير ، إلا في حالين :
1- أن يرد قول يأمر بها أو يرغب فيها ، فيظهر أنها حينئذ تكون شرعية .
2- أن يظهر ارتباطها بالشرع بقرينة غير قولية :
كتوجيه الميت في قبره إلى القبلة ، فإن ارتباط ذلك بالشرع لا خفاء فيه " انتهى .
" أفعال الرسول " (1/237).
ثانياً :
أما ما ذكرته من عدم امتلاك الكثير من الثياب فالمطلوب من المسلم فيما يتعلق بالأكل والشرب واللباس والسكن الذي يسكن فيه والأثاث الذي يجلس عليه ...
ونحو هذه الأشياء ، أنه لا يتجاوز ما يحتاج إليه ، فيكون ما عنده من الثياب والأثاث والفرش على قدر حاجته بلا زيادة ، فإن زاد عما يحتاج إليه فقد دخل في الإسراف المذموم شرعاً ، قال الله تعالى : (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) .
قال السعدي رحمه الله :
"والإسراف إما أن يكون بالزيادة على القدر الكافي والشره في المأكولات التي تضر بالجسم، وإما أن يكون بزيادة الترفُّه والتنوُّق في المآكل والمشارب واللباس ، وإما بتجاوز الحلال إلى الحرام .
(إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) :
فإن السرف يبغضه الله ، ويضر بدن الإنسان ومعيشته ، حتى ربما أدَّت به الحال إلى أن يعجز عما يجب عليه من النفقات . ففي هذه الآية الكريمة الأمر بتناول الأكل والشرب ، والنهي عن تركهما وعن الإسراف فيهما" انتهى .
"تفسير السعدي" (صـ 311) .
وروى ابن ماجه (3605) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا مَا لَمْ يُخَالِطْهُ إِسْرَافٌ أَوْ مَخِيلَةٌ) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:11
السؤال:
ما هي شروط المزاح الشرعي ؟.
الجواب :
الحمد لله
للمزاح الشرعي شروط وهي :
1- لا يكون فيه شيء من الاستهزاء بالدين :
فإن ذلك من نواقض الإسلام قال تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65-66 ، قال ابن تيمية رحمه الله : ( الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه )
وكذلك الاستهزاء ببعض السنن ، ومما انتشر كالاستهزاء باللحية أو الحجاب ، أو بتقصير الثوب أو غيرها .
قال فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين في المجموع الثمين 1/63 :
فجانب الربوبية والرسالة والوحي والدين جانب محترم لا يجوز لأحد أن يبعث فيه لا باستهزاء بإضحاك ، ولا بسخرية ، فإن فعل فإنه كافر ، لأنه يدل على استهانته بالله عز وجل ورسله وكتبه وشرعه ، وعلى من فعل هذا أن يتوب إلى الله عز وجل مما صنع ، لأن هذا من النفاق ، فعليه أن يتوب إلى الله ويستغفر ويصلح عمله ويجعل في قلبه خشية من الله عز وجل وتعظيمه وخوفه ومحبته ، والله ولي التوفيق .
2- لا يكون المزاح إلا صدقاً :
قال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يُحدث فيكذب ليُضحك به القوم ويل له ) رواه أبو داود .
وقال صلى الله عليه وسلم محذراً من هذا المسلك الخطير الذي اعتاده بعض المهرجين : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثريا ) رواه أحمد
3- عدم الترويع :
خاصة ممن لديهم نشاط وقوة أو بأيديهم سلاح أو قطعة حديد أو يستغلون الظلام وضعف الناس ليكون ذلك مدعاة إلى الترويع والتخويف ، عن أبي ليلى قال : ( حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسيرون مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) رواه أبو داود .
4- الاستهزاء والغمز واللمز :
الناس مراتب في مداركهم وعقولهم وتتفاوت شخصياتهم وبعض ضعاف النفوس – أهل الاستهزاء والغمز واللمز – قد يجدون شخصاً يكون لهم سُلماً للإضحاك والتندر – والعياذ بالله – وقد نهى الله عز وجل عن ذلك فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) الحجرات/11
قال ابن كثير في تفسيره : ( المراد من ذلك احتقارهم واستصغارهم والاستهزاء بهم ، وهذا حرام ، ويعد من صفات المنافقين )
والبعض يستهزأ بالخلقة أو بالمشية أو المركب ويُخشى على المستهزئ أن يجازيه الله عز وجل بسبب استهزائه قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تُظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك ) رواه الترمذي .
وحذر صلى الله عليه وسلم من السخرية والإيذاء ، لأن ذلك طريق العداوة والبغضاء قال صلى الله عليه وسلم : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى ها هنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:13
5-أن لا يكون المزاح كثيراً :
فإن البعض يغلب عليهم هذا الأمر ويصبح ديدناً لهم ، وهذا عكس الجد الذي هو من سمات المؤمنين ، والمزاح فسحة ورخصة لاستمرار الجد والنشاط والترويح عن النفس .
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله :
" اتقوا المزاح ، فإنه حمقة تورث الضغينة "
قال الإمام النووي رحمه الله :
" المزاح المنهي عنه هو الذي فيه إفراط ويداوم عليه ، فإنه يورث الضحك وقسوة القلب ، ويشغل عن ذكر الله تعالى : ويؤول في كثير من الأوقات إلى الإيذاء ، ويورث الأحقاد ، ويسقط المهابة والوقار ، فأما من سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله .
7- معرفة مقدار الناس :
فإن البعض يمزح مع الكل بدون اعتبار ، فللعالم حق ، وللكبير تقديره ، وللشيخ توقيره ، ولهذا يجب معرفة شخصية المقابل فلا يمازح السفيه ولا الأحمق ولا من لا يُعرف .
وفي هذا الموضوع قال عمر بن عبد العزيز : ( اتقوا المزاح ، فإنه يذهب المروءة ) .
وقال سعد بن أبي وقاص :
" اقتصر في مزاحك ، فإن الإفراط فيه يُذهب البهاء ، ويجرّئ عليك السفهاء "
7- أن يكون المزاح بمقدار الملح للطعام :
قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) صحيح الجامع 7312
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استُخف به ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) .
فإياك إياك المزاح فإنه يجرئ عليك الطفل
والدنس النذلا
ويُذهب ماء الوجه بعد بهائه ويورثه من بعد عزته ذلاً
8- ألا يكون فيه غيبة
وهذا مرض خبيث ، ويزين لدى البعض أنه يحكي ويقال بطريقة المزاح ، وإلا فإنه داخل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكرك أخاك بما يكره ) رواه مسلم .
9- اختيار الأوقات المناسبة للمزاح :
كأن تكون في رحلة برية ، أو في حفل سمر ، أو عند ملاقاة صديق ، تتبسط معه بنكتة لطيفة ، أو طرفة عجيبة ، أو مزحة خفيفة ، لتدخل المودة على قلبه والسرور على نفسه ، أو عندما تتأزم المشاكل الأسرية ويغضب أحد الزوجين ، فإن الممازحة الخفيفة تزيل الوحشة وتعيد المياه إلى مجاريها .
أيها المسلم :
قال رجل لسفيان بن عيينة رحمه الله :
المزاح هجنة أي مستنكر ! فأجابه قائلاً : " بل هو سنة ، ولكن لمن يُحسنه ويضعه في موضعه "
والأمة اليوم وإن كانت بحاجة إلى زيادة المحبة بين أفرادها وطرد السأم من حياتها ، إلا أنها أغرقت في جانب الترويح والضحك والمزاح فأصبح ديدنها وشغل مجالسها وسمرها ، فتضيع الأوقات ، وتفنى الأعمار ، وتمتلئ الصحف بالهزل واللعب .
قال صلى الله عليه وسلم : ( لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ) قال في فتح الباري : ( المراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع والموت وفي القبر ويوم القيامة )
وعلى المسلم والمسلمة أن ينزع إلى اختيار الرفقة الصالحة الجادة في حياتها ممن يعينون على قطع ساعات الدنيا والسير فيها إلى الله عز وجل بجد وثبات
ممن يتأسون بالأخيار والصالحين
قال بلال بن سعد :
( أدركتهم يشتدون بين الأغراض ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، فإذا كان الليل كانوا رهباناً )
وسُئل ابن عمر رضي الله عنهما :
" هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون "
قال : نعم ، والإيمان في قلوبهم مثل الجبال .
فعليك بأمثال هؤلاء فرسان النهار ، رهبان الليل .
جعلنا الله وإياكم ووالدينا من الآمنين يوم الفزع الأكبر ، ممن ينادون في ذلك اليوم العظيم :
( ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون )
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منشورة لعبد الملك القاسم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:15
السؤال :
ما حكم أولئك الذين يضربون آباءهم مزاحاً معهم ؟
الجواب :
الحمد لله
المزاح له ضوابط شرعية تقيِّده ، وتوجهه ؛ حتى يؤدي مقصوده ، وهو إدخال السرور على قلب المُمَازَح ، وتقوية الروابط بين الممازِح والممازَح ، وزيادة الأُلفة بينهما .
وإذا كان العلماء قد أوصوا بأن يكون المزاح بين الناس من غير إكثار ، بل يكون كالملح في الطعام :
فإن هذا لا ينطبق على المزاح بين الزوجين ، ومزاح الأولاد مع والديهم ؛ لما في كثرة المزاح بين أولئك من تقوية الروابط الأسرية ، وزيادة المودة بين الأطراف جميعهم ، والزوجان ، وأفراد الأسرة يكثر اللقاء بينهم ، فلا يكون حكم المزاح بينهم كحكمه بين من لا تراه إلا قليلاً ، أو نادراً ، فيحتاج الأمر لوجود وقت للمداعبة ، والممازحة
مع ضرورة الالتزام بباقي الضوابط والشروط ، ومن هنا نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنه في الزواج ( فَهَلَّا بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ ) كما رواه البخاري ( 4949 ) ومسلم ( 715 ) .
قال ولي الدين العراقي – رحمه الله - :
وقوله ( تلاعبها وتلاعبك ) من اللعِب المعروف ، ويؤيده قوله ( وتضاحكها وتضاحكك ) ، وقوله في رواية لأبي عبيد ( وتداعبها وتداعبك ) من الدعابة ، وهي المزح ، هكذا حكاه القاضي عياض عن جمهور المتكلمين في شرح هذا الحديث .
" طرح التثريب " ( 7 / 10 ) .
وأما بخصوص ضرب الأولاد لآبائهم في المزاح :
فإن كثيراً من هذا الضرب يكون خفيفاً مقبولاً ، ويُدخل السرور على الطرفين ، بل على سائر أفراد الأسرة ، ولا نظن أن السائل يقصد ما فيه إيذاء ، أو ضرر ، بل قد جرت العادة على ضرب الأولاد لآبائهم ، أو مصارعتهم لهم ، بما لا يحدث أذية ، ولا ضرراً ، ومثل هذا المزاح مقبول ، ولا حرج فيه ، ويقوى جانب الرخصة في مثل ذلك كلما كان الولد أصغر في السن ، وهذا أمر معروف عند الناس .
وأما إن كان الضرب فيه إيذاء أو ضرر : فيُمنع منه مطلقاً .
ولا يحتاج المقام هنا إلى التنبيه إلى أهمية حصول الهيبة في قلوب الأولاد لأبيهم ، واحترامهم وإجلالهم له ، فإن هذا من المعلوم الذي لا يحتاج إلى ذكر وتنبيه ، لكن قد يقال هنا :
إن القدر المعقول من المزاح لا يخل بتلك الهيبة ؛ فإن من أعطى كل شيء حقَّه ومستحقه : لم يحتج لمثل هذا التنبيه ، فالأب العاقل الحكيم يراعي مثل بطبعه ، ففي جلسات النصح والتوجيه لأولاده :
يجب أن تؤخذ الأمور بجدية ، ومثله ما لو وقع أحد من أولاده في معصية ، أو أدخل في البيت منكراً ، وحال الأب هنا لا يكون كذلك لو كان خارجاً مع أولاده في رحلة ، أو كان يجلس معهم على طعام ، وهكذا تجري الأمور في بيوت العقلاء الحكماء من الآباء .
قال المناوي – رحمه الله - :
والمداعبة مطلوبة محبوبة ، لكن في مواطن مخصوصة ، فليس في كلِّ آنٍ يصلح المزاح ، ولا في كل وقت يحسن الجد ، قال :
أُهازِل حيث الهزل يحسن بالفتى * وإني إذا جد الرجال لذو جِد "
فيض القدير " ( 3 / 18 ) .
مع ضرورة التنبيه على أن لا يكون ما يجري بين الأسرة بعضها مع بعض ينتقل ليحصل أمام الضيوف ، فينبَّه الأولاد على هذا الأمر ، فممازحة الأولاد لأبائهم في كثير من صوره لا يصلح أن يظهر أمام الناس ؛ ولكل مقام مقال ، وحال .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:19
السؤال :
ما حكم ضرب الوجه في أساليب الدفاع عن النفس بهدف التعليم ؟
مع وجود نهي من النبي صلى الله عليه وسلم لضرب الوجه كما هو مذكور في كتاب الحدود .
وإذا قمنا بعمل احتياطات أمنية مثل : لبس خوذة للتدريب بحيث يقل أثر الضرب على الوجه ، فلا يُدمى الوجه ولا يخدش
فهل يجوز حينها ضرب الوجه بهدف التدريب ؟!
وكيف كان الصحابة يتدربون على القتال بالسيف مع أنه قد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعها ، وإن كان أخاه لأبيه وأمه"
فكيف نوفق بين هذا الحديث والتدريب بالسلاح مع ما يترتب عليه من لعن؟.
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
لا يجوز ضرب المسلم على وجهه ، بأي نوع من أنواع الضرب ، سواء كان على سبيل التأديب ، أو التعليم ، أو التدريب ، أو إقامة حد أو تعزير .
وذلك لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ ). رواه البخاري (2560) ومسلم (2612) واللفظ له ، وفي رواية له بلفظ: ( إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ ... )
قال النووي : " هَذَا تَصْرِيح بِالنَّهْيِ عَنْ ضَرْب الْوَجْه ;
لِأَنَّهُ لَطِيف يَجْمَع الْمَحَاسِن , وَأَعْضَاؤُهُ نَفِيسَة لَطِيفَة , وَأَكْثَر الْإِدْرَاك بِهَا ; فَقَدْ يُبْطِلهَا ضَرْب الْوَجْه , وَقَدْ يُنْقِصُهَا , وَقَدْ يُشَوِّه الْوَجْه , وَالشَّيْن فِيهِ فَاحِش ; وَلِأَنَّهُ بَارِز ظَاهِر لَا يُمْكِن سَتْره , وَمَتَى ضَرَبَهُ لَا يَسْلَم مِنْ شَيْن غَالِبًا ".
انتهى "شرح النووي على مسلم " (16/165) .
وقال الحافظ ابن حجر :
" وَيَدْخُلُ فِي النَّهْيِ كُلّ مَنْ ضُرِبَ فِي حَدّ ، أَوْ تَعْزِير ، أَوْ تَأْدِيب ".
انتهى من فتح الباري (5/183)
وقال الصنعاني : " وهذا النهي عام لكل ضرب ولطم من تأديب أو غيره ".
انتهى "سبل السلام" (1/236).
وفي الحديث دلالة على عدم جواز ضرب الوجه حتى في حال المقاتلة والدفاع عن النفس .
قال العراقي :
" إذَا حَصَلَتْ مُقَاتَلَةٌ مِنْ الْجَانِبَيْنِ ، وَلَوْ فِي دَفْعِ صَائِلٍ وَنَحْوِهِ : يَتَّقِي وَجْهَهُ ، فَمَا ظَنُّك بِمَا إذَا لَمْ يَقَعْ مِنْ الْجَانِبِ الْآخَرِ ضَرْبٌ ؛ فَهُوَ أَوْلَى بِأَنْ يَتَّقِيَ الْوَجْهَ ؛ لِأَنَّ صَاحِبَ الْمُدَافَعَةِ قَدْ تَضْطَرُّهُ الْحَالُ إلَى الضَّرْبِ فِي وَجْهِهِ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَنَهَى عَنْهُ ، فَاَلَّذِي لَا يُدَافِعُهُ الْمَضْرُوبُ أَوْلَى بِأَنْ يُؤْمَرَ بِاجْتِنَابِ الْوَجْهِ ".
انتهى "طرح التثريب " (8/177) .
واتخاذ الاحتياطات الأمنية من لبس الخوذة وغيرها لا يغير من الحكم شيئاً ، لأن من مقاصد النهي عن ضرب الوجه : تكريمه وعدم إهانته ، فهو الصورة الكريمة التي خلق الله عليها ابن آدم ، وكرمه بها .
ينظر : "عون المعبود" (12/130) .
" ولأن الوجه أشرف ما في الإنسان, وهو واجهة البدن كله , فإذا ضُرب كان أذل للإنسان مما لو ضرب غير وجهه " .
انتهى من "شرح رياض الصالحين" لابن عثيمين (1/327) .
ثانياً :
روى مسلم في صحيحه (2616) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال : قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ).
قال النووي :
" فِيهِ تَأْكِيد حُرْمَة الْمُسْلِم , وَالنَّهْي الشَّدِيد عَنْ تَرْوِيعه وَتَخْوِيفه وَالتَّعَرُّض لَهُ بِمَا قَدْ يُؤْذِيه .
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمّه ) مُبَالَغَة فِي إِيضَاح عُمُوم النَّهْي فِي كُلّ أَحَد , سَوَاء مَنْ يُتَّهَم فِيهِ , وَمَنْ لَا يُتَّهَم , وَسَوَاء كَانَ هَذَا هَزْلًا وَلَعِبًا , أَمْ لَا ; لِأَنَّ تَرْوِيع الْمُسْلِم حَرَام بِكُلِّ حَال ". انتهى "شرح النووي على مسلم" (16/170)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي ؛ لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ) رواه البخاري (7072) ومسلم (2617)
قال ابن حجر:
" وَالْمُرَاد أَنَّهُ يُغْرِي بَيْنَهُمْ حَتَّى يَضْرِب أَحَدهمَا الْآخَر بِسِلَاحِهِ فَيُحَقِّق الشَّيْطَان ضَرْبَته لَهُ ".
انتهى : فتح الباري "(13/25) .
وهذا الوعيد خاص بمن أشار إلى أخيه بالسلاح على سبيل التهديد ، ولو كان مازحاً ، بخلاف من أشار به إليه في حال التدريب ، فليس ثمة تهديد ولا تخويف ، وإن كان الواجب ـ حتى في التدريب ـ أن يتحرز من إيقاع الأذى بأخيه ، أو مقاربة ذلك .
قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ :
" وَإِنَّمَا يَسْتَحِقّ اللَّعْن إِذَا كَانَتْ إِشَارَته تَهْدِيدًا ، سَوَاء كَانَ جَادًّا أَمْ لَاعِبًا , وَإِنَّمَا أُوخِذَ اللَّاعِب لِمَا أَدْخَلَهُ عَلَى أَخِيهِ مِنْ الرَّوْع ". نقله عنه في "فتح الباري" (13/25) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:21
السؤال :
ما القدم التي يجب أن أخرجها أولا عندما أغادر منزلي ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
قاعدة الشريعة : تقديم اليمين في كل ما كان من باب الكرامة ، وتقديم الشمال في كل ما كان من باب المهانة ، تنبيها على تعظيم اليمين ، وتميزها ، وزيادة لشرفها .
قال النووي رحمه الله في "رياض الصالحين" (1 / 405) :
باب استحباب تقديم اليمين في كل مَا هو من باب التكريم ؛ كالوضوءِ وَالغُسْلِ وَالتَّيَمُّمِ ، وَلُبْسِ الثَّوْبِ وَالنَّعْلِ وَالخُفِّ وَالسَّرَاوِيلِ وَدُخولِ الْمَسْجِدِ ، وَالسِّوَاكِ ، وَالاكْتِحَالِ ، وَتقليم الأظْفار ، وَقَصِّ الشَّارِبِ ، وَنَتْفِ الإبْطِ ، وَحلقِ الرَّأسِ ، وَالسّلامِ مِنَ الصَّلاَةِ ، وَالأكْلِ ، والشُّربِ ، وَالمُصافحَةِ ، وَاسْتِلاَمِ الحَجَرِ الأَسْوَدِ ، والخروجِ منَ الخلاءِ ، والأخذ والعطاء وغيرِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ في معناه .
ويُسْتَحَبُّ تَقديمُ اليسارِ في ضدِ ذَلِكَ ، كالامْتِخَاطِ وَالبُصَاقِ عن اليسار ، ودخولِ الخَلاءِ ، والخروج من المَسْجِدِ ، وخَلْعِ الخُفِّ والنَّعْلِ والسراويلِ والثوبِ ، والاسْتِنْجَاءِ وفِعلِ المُسْتَقْذرَاتِ وأشْبَاه ذَلِكَ " انتهى .
ثانيا :
دخول المنزل والخروج منه :
لم يرد فيه دليل بخصوصه ، يدل على استحباب تقديم إحدى القدمين ، دخولا أو خروجا ، فضلا عن أن يكون شيء من ذلك واجبا ، كما ورد في السؤال.
وغاية ما هنالك أن بعض أهل العلم تكلم في استحباب ذلك ، أو تفضيله ، أخذا من عمومات الأدب في الباب .
قال ابن علان رحمه الله في شرحه لكلام الإمام النووي السابق ذكره :
" سكت عما لا تكرمة فيه ولا إهانة كدخول المنزل .
وقد اختلف فيه :
فقيل إنه باليمنى ، نظراً لعدم وجود الإهانة المقتضية اليسرى .
وقيل : باليسرى ، لفقدان التكريم المقتضي بها .
والراجح الأول " انتهى .
"دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين" (6 / 7) .
وقال الخرشي :
" وَأَمَّا الْمَنْزِلُ فَيُقَدِّمُ يُمْنَاهُ دُخُولًا وَخُرُوجًا ، إذْ لَا أَذَى ، وَلَا عِبَادَةَ " انتهى .
" شرح مختصر خليل" (1/145) .
وقال أيضا:
" وَيَظْهَرُ أَنَّ عِلَّةَ تَقْدِيمِ الْيُمْنَى فِي الْخُرُوجِ وَالدُّخُولِ تَكْرِمَتُهَا بِتَقَدُّمِهَا "
انتهى . (1/146)
والظاهر إن الأمر في ذلك واسع ، إن شاء الله ، وأنه لا حرج في تقديم إحدى الرجلين أو تأخيرها ، عند دخول المنزل ، أو الخروج منه ؛ فعلة التكريم أو الإهانة غير ظاهرة في هذا الأمر ، ولم يرد فيه سنة بخصوصه ، ويوشك أن لو كان في الأمر استحباب لوردت به السنة ، كما وردت بغيره من الآداب والأذكار المتعلقة بدخول المنزل والخروج منه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 02:23
السؤال :
ما هو حكم الضراط المقصود وإخراج الريح أمام الناس؟
الجواب :
الحمد لله
لاشك أن الحياء مما يستحي منه الناس في العادة أمر مطلوب ، وأن مراعاة ما اعتاده الناس وتعارفوا عليه هو من محاسن الأخلاق ، وما كان مكروها في عرف الناس ، فهو مذموم ، وما جرت عادة الناس على تقبيحه فهو قبيح - ما لم تأت الشريعة بما يخالفه .
وروى البخاري (3484) عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ : إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) .
قال الحافظ :
" قَوْله : (فَاصْنَعْ مَا شِئْت) هُوَ أَمْر بِمَعْنَى الْخَبَر , أَوْ هُوَ لِلتَّهْدِيدِ ، أَيْ اِصْنَعْ مَا شِئْت فَإِنَّ اللَّه يَجْزِيك .
أَوْ مَعْنَاهُ :
اُنْظُرْ إِلَى مَا تُرِيد أَنْ تَفْعَلهُ فَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا يُسْتَحَيَا مِنْهُ فَافْعَلْهُ ، وَإِنْ كَانَ مِمَّا يُسْتَحَيَا مِنْهُ فَدَعْهُ ... " انتهى .
وجاء أعرابي إلى عمر رضي الله عنه فقال : يا أمير المؤمنين علمني الدين .
فقال :
" أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتحج البيت ، وتصوم رمضان ، وعليك بالعلانية ، وإياك والسر وكل ما يستحى منه" .
"شرح أصول اعتقاد أهل السنة" للالكائي (1/ 333) – "شعب الإيمان" (3976) .
وروى الطبراني في "المعجم الكبير" (312) عن عكرمة بن خالد أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال لابنه حين حضره الموت :
"يا بني إنك لن تلقى أحدا هو أنصح لك مني :
إذا أردت أن تصلي فأحسن وضوءك ثم صل صلاة لا ترى أنك تصلي بعدها ، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر ، وعليك باليأس فإنه الغنى ، وإياك وما يعتذر منه من العمل والقول واعمل ما بدا لك" .
وقال بعض الحكماء :
" إياك وما يعتذر منه ، وما يستحيا من ذكره ؛ فإنما يعتذر من الذنب ، ويستحيا من القبيح " .
"مكارم الأخلاق" للخرائطي (1/ 484)
ولا شك أن تعمد إخراج الريح أمام الناس لغير عذر مناف للحياء ، مناقض للمروءة ، وهو من مساوئ الأخلاق
لا يعهد مثله إلا عن السفهاء ، وقد ورد عن بعض السلف أن هذا الفعل كان من جملة المنكرات التي يفعلها قوم لوط عليه السلام .
قال الله عز وجل : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) العنكبوت/28،29.
قال الشوكاني في "فتح القدير" (4 / 285) :
"واختلف في المنكر الذي كانوا يأتونه فيه : فقيل :
كانوا يحذفون الناس بالحصباء ويستخفون بالغريب ، وقيل : كانوا يتضارطون في مجالسهم ، وقيل: ... ولا مانع من أنهم كانوا يفعلون جميع هذه المنكرات .
قال الزجاج :
وفي هذه إعلام أنه لا ينبغي أن يتعاشر الناس على المنكر وأن لا يجتمعوا على الهزء والمناهي" انتهى .
وعَنْ يَزِيدَ بْنِ بَكْرٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ : سُئِلَ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ : (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) مَا ذَاكَ الْمُنْكَرُ ؟ قَالَ : "كَانُوا يَتَضَارَطُونَ فِي الْمَجْلِسِ ، يَضْرِطُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَالنَّادِي : الْمَجْلِسُ" .
"تفسير ابن أبي حاتم" (11/ 425).
وروى مثله عن عائشة وابن عباس والقاسم بن أبي بزة وغيرهم .
انظر : "تفسير ابن كثير" (6/276) – "تفسير الطبري" (20/29) - "الجامع لأحكام القرآن" (13 / 342) .
ومما يدل على أن خروج الريح مما يستحيا منه ما رواه أبو داود (1114) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا أَحْدَثَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ ثُمَّ لِيَنْصَرِفْ) صححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال في "عون المعبود" (3/326) :
"(فَلْيَأْخُذْ بِأَنْفِهِ) : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِنَّمَا أَمَرَهُ أَنْ يَأْخُذ بِأَنْفِهِ لِيُوهِم الْقَوْم أَنَّ بِهِ رُعَافًا (نزيفاً) . وَفِي هَذَا الْبَاب مِنْ الْأَخْذ بِالْأَدَبِ فِي سَتْر الْعَوْرَة وَإِخْفَاء الْقَبِيح وَالتَّوْرِيَة بِمَا هُوَ أَحْسَن , وَلَيْسَ يَدْخُل فِي بَاب الرِّيَاء وَالْكَذِب , وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ التَّجَمُّل وَاسْتِعْمَال الْحَيَاء وَطَلَب السَّلَامَة مِنْ النَّاسِ" انتهى .
وعلى هذا جرت عادة الناس :
قال المدائني :
"جلس أشعب يوماً إلى جانب مروان بن أبان بن عثمان ، فانفلتت من مروان ريح لها صوت ، فانصرف أشعب يوهم الناس أنه هو الذي خرجت منه الريح .
فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب فقال له : الدية ، قال : دية ماذا ؟ دية الضرطة التي تحملتها عنك ، وإلا شهرتك ، فلم يدعه حتى أخذ منه شيئاً صالحه عليه" انتهى .
"نهاية الأرب في فنون الأدب" (ص393) .
وإنما يعرف عدم الحياء من مثل ذلك في أمم أخرى غير أمة الإسلام .
قال الراغب في "محاضرات الأدباء" (1/ 445) :
"زعمت الهند أن حبس الضراط داء دوي ، وإن إرساله منج ، وأنه العلاج الأكبر . وكانوا في يوم اجتماعاتهم ومحافلهم لا يحبسون ضرطة ، ولا يسرون فسوة ، ولا يرون ذلك عيباً ولا ضحكة" انتهى .
وروى البخاري (4942) ومسلم (2855) عن عبد الله بن زَمْعَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنْ الضَّرْطَةِ وَقَالَ : (لِمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ)
قال النووي رحمه الله :
" َفِيهِ : النَّهْي عَنْ الضَّحِك مِنْ الضَّرْطَة يَسْمَعهَا مِنْ غَيْره , بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَغَافَل عَنْهَا وَيَسْتَمِرّ عَلَى حَدِيثه وَاشْتِغَاله بِمَا كَانَ فِيهِ مِنْ غَيْر اِلْتِفَات وَلَا غَيْره , وَيُظْهِر أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع . وَفِيهِ حُسْن الْأَدَب وَالْمُعَاشَرَة " انتهى .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
حدث في هذا الزمان أناس وللأسف إذا اجتمعوا في بعض مجالسهم يتضارطون فيضحكون على ذلك معجبين بهذا الفعل ، وإذا قيل لهم : اتركوا هذه الأفعال الذميمة ، قالوا : إنها أولى من الجشاء أو مثله ، مع عدم الدليل المانع لذلك ، فبماذا يجابون ؟ أثابكم الله .
فأجابوا :
"لا يجوز التضارط تصنعا ، ولا الضحك من ذلك ؛ لمخالفة ذلك للمروءة ومكارم الأخلاق ، وليس ذلك مثل الجشاء ، فإن الجشاء يخرج عادة دون قصد إليه ولا يضحك منه ، أما إذا خرج الضراط من مخرجه الطبيعي دون تصنع - فلا حرج فيه ، ولا يجوز الضحك منه ؛ لما ثبت عن عبد الله بن زمعة أنه قال : (نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يضحك الرجل مما يخرج من الأنفس) رواه البخاري " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (26/111) .
أما إخراج الريح – ولو بصوت – لعذر ، كمن به انفلات ريح ، أو المريض بالقولون ، ومن لم يتمكن من حبسها – فهذا لا شيء عليه ، ولا يجوز أن يتضاحك الناس من فعله ؛ للحديث المتقدم .
إنما الشأن فيمن يفعل ذلك عن عمد ؛ ليتضاحك هو وأصحابه ، ولا يبالي بالناس ، ولا يستحي منهم ، فهذا هو المذموم .
والله أعلم
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و اكمل غدا
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:33
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
ما هي الطريقة الإسلامية أو السنة عندما أقوم بمناداة أخي الأكبر أو أختي الكبرى ؟
الجواب :
الحمد لله
لم يرد في السنة النبوية ـ فيما نعلم ـ شيء مخصوص في صيغة نداء الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى ، وإنما ورد بعض الأحاديث والآداب العامة في هذا الشأن ، منها :
1- الاحترام في معاملة الكبير ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : (مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه أبو داود (4943) وصححه الألباني في "سنن أبي داود" .
2- خفض الصوت عند النداء والمحادثة والمخاطبة ، فذلك من الآداب الرفيعة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها ، وقد جاء في وصايا لقمان لابنه وهو يعظه -
كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى - قوله : (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) لقمان/19. قال العلامة السعدي رحمه الله : "(وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ) أدبا مع الناس ومع اللّه ، (إِنَّ أَنْكَرَ الأصْوَاتِ) أي : أفظعها وأبشعها (لَصَوْتُ الْحَمِيرِ) فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة لما اختص بذلك الحمار الذي قد علمت خسته وبلادته"
انتهى . "تيسير الكريم الرحمن" (ص/648).
3- مناداة الإنسان بأحب الأسماء والألقاب إليه ، وإذا اعتاد أهل بلد معين إطلاق لقب خاص على الأخ والأخت الكبيرين فينبغي الالتزام بها ، لأن في استعمالها إظهارا للأدب والاحترام ، وفي تركها إشعار بقلة الاحترام . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( يصفي للمرء ود أخيه :
أن يدعوه بأحب الأسماء إليه ، وأن يوسع له في المجلس ، ويسلم عليه إذا لقيه) " مصنف عبد الرزاق " (11/44) .
4- كثير من الآداب التي تدل على احترام الناس بعضهم بعضاً ، وتوقير الصغير للكبير هي ما يتعارف عليه الناس ، ولكل بلد في ذلك من العادات والتقاليد والآداب ما قد يختلف عن سائر البلدان ، فعلى المسلم أن يلتزم بتلك الآداب التي اعتادها الناس في بلده عند مخاطبة الكبير ، ما دامت هذه الآداب غير مخالفة للشريعة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:35
السؤال:
من فضل الله علي أنه أكرمني بالكثير من الأمور الممتازة في حياتي من التوفيق في عملي وديني وحياتي بشكل عام
وكثير من الأحيان أشعر برغبة بالتحدث عن ما يحدث معي من أمور جيدة ، وميسرة بفضل الله للأصدقاء ، ولكني أخاف الحسد
خصوصا أن الكثير منهم في ظل الظروف الحالية أوضاعهم ليست بالجيدة , لذلك أنا أخاف أن يحسدني أحدهم ، وآسف لقول ذلك ، ولكنها حقيقة ثابتة في شرعنا الحنيف
هل هذا يعتبر ضعف إيمان؟
و ماذا إن نسيت في صباح ما ، أو مساء ما ، أن أقرأ الأذكار ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
ليعلم أن التحدث بنعمة الله هو من حقوق هذه النعمة عليك ، ومن الإقرار بالجميل للمنعم سبحانه .
قال الله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى / 11
عن أبى نضرة قال : " كان المسلمون يرون أن من شُكْرِ النعم أن يحدّثَ بها " انتهى .
"تفسير الطبري" (24 / 489) .
قال ابن القيم رحمه الله :
" والفرق بين التحدث بنعم الله والفخر بها : أن المتحدث بالنعمة مخبر عن صفات مُولِيها ، ومحض جوده وإحسانه ؛ فهو مُثْنٍ عليه بإظهارها والتحدث بها ، شاكرا له ، ناشرا لجميع ما أولاه ، مقصوده بذلك إظهار صفات الله ، ومدحه والثناء [ عليه ] ، وبعث النفس على الطلب منه دون غيره ، وعلى محبته ورجائه ، فيكون راغبا إلى الله بإظهار نعمه ونشرها والتحدث بها .
وأما الفخر بالنعم :
فهو أن يستطيل بها على الناس ، ويريهم أنه أعز منهم وأكبر ، فيركب أعناقهم ، ويستعبد قلوبهم ، ويستميلها إليه بالتعظيم والخدمة .
قال النعمان بن بشير : إن للشيطان مصالي وفخوخا ، وإن من مصاليه وفخوخه : البطش بنعم الله ، والكبر على عباد الله ، والفخر بعطية الله في غير ذات الله " .
"الروح" (312) .
قال ابن الأثير: " المَصالي : شَبيهةٌ بالشَّرَك ، واحِدتُها مُصْلاة ، أراد ما يُسْتَفزُّ به الناس من زِينَة الدُّنيا وشهواتِها " .
"النهاية في غريب الحديث" (3/95) .
ثانيا :
الثناء بنعمة الله الخاصة على عبد من عباده ، وإن كان أمرا محمودا ، إلا أنه إذا خشيت من ورائه مفسدة ، من حسد أو غل أو نحو ذلك ، فإنه يعدل عن ذكر النعمة الخاصة ، إلى الثناء على الله بما هو أهله من النعم العامة عليه وعلى غيره من الناس .
قال السعدي رحمه الله :
" وهذا يشمل النعم الدينية والدنيوية ( فَحَدِّثْ ) أي : أثن على الله بها ، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة ، وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق ، فإن التحدث بنعمة الله ، داع لشكرها ، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها ، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص928) .
وقال المناوي رحمه الله ، في شرحه لحديث ( .. والتحدث بنعمة الله شكر ، وتركها كفر ) :
" هذا الخبر موضعه ما لم يترتب على التحدث بها ضرر كحسد ، وإلا فالكتمان أولى "
انتهى. "فيض القدير" (3/369) .
لكن ذلك حيث تدل القرينة عليه ، وتقوى الأمارات على تلك الخشية ، وإلا فالأصل حسن الظن بالمسلم ، وتفويض الأمور إلى الله ، والتوكل عليه في جلب الخيرات ، ودفع المضرات.
والنصيحة لك أن تحصن نفسك بذكر الله ، وقراءة الأوراد الشرعية ، في الصباح والمساء ، وأن تتحصن بالرقية الشرعية ، لا سيما المعوذتين .
عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ : قَالَ كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ ، فَأَصَبْتُ خُلْوَةً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ : ( قُلْ ) . فَقُلْتُ : مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( قُلْ ) . قُلْتُ : مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ : مَا تَعَوَّذَ النَّاسُ بِأَفْضَلَ مِنْهُمَا ) .
رواه النسائي (5429) وصححه الألباني .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" التوقي من شرور الحاسد والعائن فإنه :
أولاً:
بالتوكل على الله عز وجل وأن لا يلتفت الإنسان لهذه الأمور ولا يقدرها وليعرض عنها.
ثانياً :
باستعمال الأوراد النافعة التي جاء بها الكتاب والسنة ؛ فإنها خير حامٍ للإنسان ، مثل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في آية الكرسي أن (من قرأها في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولم يقربه شيطانٌ حتى يصبح) " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (13/274-275) .
mohamed .m
2018-02-07, 16:36
شكرا لك اخي الكريم
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:37
السؤال:
أي يد نرفعها عند التثاؤب لنغطي بها فمنا؟
أخبرني صديقي أن هناك اختلافاً في هذا الأمر.
فأرجو أن تحسموا لي الأمر.
الجواب :
الحمد لله
التثاؤب مكروه ، سواء كان في الصلاة أو خارجها ، وتتأكد الكراهة في الصلاة ، والسنة رده.
روى البخاري (6223) – واللفظ له – ومسلم (2994) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ ، وَيَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ سَمِعَهُ أَنْ يُشَمِّتَهُ ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ فَإِنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ فَإِذَا قَالَ : هَا ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ) .
وروى مسلم (2995) عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِكْ بِيَدِهِ عَلَى فِيهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ) .
وفي لفظ له : (إِذَا تَثَاوَبَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَكْظِمْ مَا اسْتَطَاعَ) .
قال ابن علان رحمه الله :
"(ما استطاع) أي قدر استطاعته ، وذلك بإطباق فيه ، فإن لم يندفع بذلك فبوضع اليد عليه" انتهى .
"دليل الفالحين" (6/175) .
فالمشروع في حق من هم بالتثاؤب أن يكظم ذلك ما استطاع ، وذلك بتطبيق السن وضم الشفتين ، فإن لم يندفع كظمه بيده .
واستحب غير واحد من أهل العلم أن يكون باليد اليسرى ؛ لأنه من باب دفع الأذى ، وقاعدة الشريعة : تقديم اليمين في كل ما كان من باب الكرامة ، وتقديم الشمال في كل ما كان من باب المهانة .
وذكروا أن ذلك يكون بوضع ظهر كفه اليسرى على فمه ؛ لأنه من باب دفع الشيطان ، فيكون دفعه بباطنها ، فإن كظمه باليمنى حصل أصل السنة ، وحينئذ يكون بوضع باطنها على الفم .
قال المناوي رحمه الله :
"(فليضع يده) أي ظهر كف يسراه كما ذكره جمع ، ويتجه أنه للأكمل وأن أصل السنة يحصل بوضع اليمين . قيل : لكنه يجعل بطنها على فيه عكس اليسرى" انتهى .
"فيض القدير" (1/404) .
وقال السفاريني رحمه الله :
"وَقَالَ لِي شَيْخُنَا التَّغْلِبِيُّ فَسَّحَ اللَّهُ لَهُ فِي قَبْرِهِ :
إنْ غَطَّيْت فَمَك فِي التَّثَاؤُبِ بِيَدِك الْيُسْرَى فَبِظَاهِرِهَا , وَإِنْ كَانَ بِيَدِك الْيُمْنَى فَبِبَاطِنِهَا .
قَالَ وَالْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ : لأَنَّ الْيُسْرَى لِمَا خَبُثَ وَلا أَخْبَثَ مِنْ الشَّيْطَانِ , وَإِذَا وَضَعَ الْيُمْنَى فَبَطْنَهَا ; لأَنَّهُ أَبْلَغُ فِي الْغِطَاءِ , وَالْيُسْرَى مُعَدَّةٌ لِدَفْعِ الشَّيْطَانِ , وَإِذَا غَطَّى بِظَهْرِ الْيُسْرَى فَبَطْنُهَا مُعَدٌّ لِلدَّفْعِ" انتهى .
"غذاء الألباب" (1/348) .
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله :
"وإِذا غلبه فإِنه ينبغي تغطية فمه بيده اليسرى ؛ لأَنه من باب دفع الخبث ؛ فإِن الشيطان خبيث .
ويكون الذي يلي فمه ظهر كفه ؛ لأَنه من باب الدفع والمنع ، يدفع الشيطان ويمنعه لا يدخل " انتهى .
"فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم" (2/182) .
والذي يظهر أن الأمر في هذا واسع ، ولم تأت السنة بتعيين اليسرى أو اليمنى في كظم التثاؤب ، فضلا عن التفصيل المذكور ، وهو كونه بباطن اليد أو ظهرها ، فمتى حصل ذلك باليد اليمنى أو اليسرى ، حصلت السنة .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما يتثاءب يضع يده اليمنى أم يده اليسرى أم يضعهما معاً على فمه الطاهر؟
فأجاب :
"لا أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع يده على فمه إذا تثاءب ، وإنما ورد ذلك من قوله حيث أمر صلى الله عليه وسلم الرجل عند التثاؤب - يعني : أو المرأة - أن يكظم - يعني : يمنع فتح فمه ما استطاع - فإن لم يستطع فليضع يده على فمه ، ويضع اليد اليمنى أو اليسرى ، المهم أن لا يبقي فمه مفتوحاً عند التثاؤب" انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" (13/61) .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:39
السؤال:
لدي فأران أبيضان في البيت (أهداهما لي صديق) .
هل يجيز الإسلام الإبقاء على الفئران في البيت؟
الجواب :
الحمد لله
جاءت الشريعة المطهرة بالأمر بقتل الفأرة حيثما وجدت ؛ لما يترتب على وجودها من فساد .
فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ فِي الحل والْحَرَمِ : الْفَأْرَةُ ، وَالْعَقْرَبُ ، وَالْحُدَيَّا ، وَالْغُرَابُ ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ) رواه البخاري (3314) ومسلم (1198) .
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ بن القصار : " إنَّمَا سَمَّاهَا فَوَاسِقَ لِخُرُوجِهَا عَمَّا عَلَيْهِ سَائِرُ الْحَيَوَانِ بِمَا فِيهَا مِنْ الضَّرَاوَةِ الَّتِي لَا يُمْكِنُ الِاحْتِرَازُ مِنْهَا" انتهى .
"المنتقى – شرح الموطأ" (2/333) .
وعلى ما تقدم :
فالإبقاء على الفأرة – سواء في ذلك الذكر والأنثى – خلاف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم من قتلها ، وخلاف مقصوده من تنزيه البيوت من تلك المخلوقات الضارة ، وهذه الكائنات المؤذية ، ويقبح أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الفئران ، ثم نربيها في بيوتنا ، ونطعمها ونحافظ عليها ، ويهادي بها بعضنا بعضا .
فالخير كل الخير في طاعته صلى الله عليه وسلم ، والشر كل الشر في معصيته ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي) رواه أحمد (5093) وصححه الألباني في "صحيح الجامع" .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:41
السؤال :
ما حكم الإيثار بالقرب؟
كأن نؤثر العالم أو الوالد بالصف الأول
فإذا كنا في الصف الأول – مثلاً - ووجدنا الأب أو العالم الشيخ في الصف الثاني
وأردنا أن نقدمه إلى الصف الأول -مثلاً - فهل هو مشروع ، أو مكروه
أو يدخل في حدود الإباحة وجزاكم الله خيراً؟
الجواب :
الحمد لله
"الإيثار بالقرب على نوعين :
النوع الأول :
القرب الواجبة :
فهذه لا يجوز الإيثار بها ، ومثاله رجل معه ماء يكفي لوضوء رجل واحد فقط ، وهو على غير وضوء ، وصاحبه الذي معه على غير وضوء ففي هذه الحال لا يجوز أن يؤثر صاحبه بهذا الماء ؛ لأنه يكون قد ترك واجباً عليه وهو الطهارة بالماء ، فالإيثار في الواجب حرام .
وأما الإيثار بالمستحب فالأصل فيه أنه لا ينبغي ، بل صرح بعض العلماء بالكراهة ، وقالوا : إن إيثاره بالقرب يفيد أنه في رغبة عن هذه القرب ، لكن الصحيح أن الأولى عدم الإيثار ، وإذا اقتضت المصلحة أن يؤثر فلا بأس ، مثل أن يكون أبوه في الصف الثاني وهو في الصف الأول ، ويعرف أن أباه من الرجال الذين يكون في نفوسهم شيء إذا لم يقدمهم الولد ، فهنا نقول : الأفضل أن تقدم والدك ، أما إذا كان من الآباء الطيبين الذين لا تهمهم مثل هذه الأمور فالأفضل أن يبقى في مكانه ، ولو كان والده في الصف الثاني
وكذلك بالنسبة للعالم . والحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
"لقاءات الباب المفتوح" اللقاء/35 ص 22 .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:42
السؤال :
هناك توبيكات للماسنجر ولها أنواع ومنها ما يسمى بالتوبيكات الإسلامية وأنا اخترت منها لإيميلي من هذه التوبيكات هل يجوز لي فعل ذلك؟
علما بأن المحادثة وأثناء الكتابة تبدأ بهذا التوبيك الإسلامي الذي اخترته .
الجواب :
الحمد لله
لا حرج في استعمال توبيكات الماسنجر
واختيار الكلمات الهادفة
أو الأدعية النافعة
أو الأشعار الجيدة
وفي ذلك تذكير للأصحاب
ودلالة على الخير ، وتوجيه للطاعة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-07, 16:45
السؤال :
هل التجشؤ بصوت مرتفع حرام؟
الجواب:
الحمد لله
الجُشاء هو :
خروج الهواء بصوت من المعدة عن طريق الفم عند حصول الشبع .
جاء في المصباح المنير :
تجشأ الإنسان تجشؤا ، والاسم الجشاء وزان غراب ، وهو صوت مع ريح يحصل من الفم عند حصول الشبع. انتهى
وقد ورد في الحديث ، عن ابن عمر قال تجشأ رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( كف عنا جشاءك فإن أكثرهم شبعا في الدنيا أطولهم جوعا يوم القيامة) سنن الترمذي (2478)، قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، والحديث حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير .
وجاء في تحفة الأحوذي: "قوله: (كف عنا ) أمر مخاطب من الكف بمعنى الصرف والدفع، وفي رواية شرح السنة : أقصر من جشائك، ( جشاءك ) بضم الجيم ممدود، أو النهي عن الجشاء هو النهي عن الشبع ; لأنه السبب الجالب له ".انتهى من تحفة الأحوذي.
والتجشؤ بصوت مرتفع ليس محرمًا
وإنما يعد فعله خلاف الأدب
إن كان بحضرة الآخرين، حتى لا يتأذوا من الصوت والرائحة ، ويتأكد استهجان هذا العمل إذا كان في بيئة تستهجنه وتسترذل من يتعمده ، أو يتساهل فيه .
والأولى أن يكتمه قدر المستطاع، فإن غلبه فليضع يده على فمه، أو يضع منديلاً، هذا إن كان بحضرة الآخرين، فإن كان ليس معه أحد فلا شيء فيه، إلا أنه يكره أن يبالغ الإنسان في الأكل والشبع .
جاء في أسنى المطالب للشيخ زكريا الأنصاري الشافعي : ( قوله : فإن تثاءب سُنَّ له أن يغطي فاه بيده ) قال ابن الملقن: وغيره : والظاهر أنها اليسرى ; لأنها لتنحية الأذى، قال الأذرعي وأُلْحِق بذلك التجشؤ . انتهى من أسنى المطالب شرح روض الطالب (1/180).
وسئل الشيخ عبد الله بن عقيل :
" اجتمعنا في المسجد نتذاكر، فتجشأ أحد الزملاء، فقال له رجل من الحاضرين: (هني) ، فأنكر عليه آخر، فقال له: إن هذا بدعة، كما أنكر على المتجشئ رفع الصوت بهذه الصفة البشعة، ولكنه لم يقتنع، وقال: إنه قد سمع من بعض طلبة العلم أن المتجشئ يقال له: هني، فأرجوكم إفادتنا عن ذلك مشكورين؟
الإجابة:
أما الجُشاء، فقد أخرج الترمذي بإسناد ضعيف، عن ابن عمر -رضي اللَّه عنهما-: أن رجلا تجشأ عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم
فقال له: ( كف عنا جشاءك؛ فإن أكثركم شبعا أكثركم جوعا يوم القيامة) .
قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب:
إذا تجشأ الرجل وهو في الصلاة، فليرفع رأسه إلى السماء حتى يذهب الريح، فإذا لم يرفع رأسه أذى من حوله من ريحه. قال: وهذا من الأدب
وقال في رواية مهنا:
إذا تجشأ الرجل، فينبغي له أن يرفع وجهه إلى فوق؛ لكي لا يخرج من فيه رائحة يؤذي بها الناس. فقيد في الأولى بكونه في الصلاة، وأطلق في الثانية، وظاهر العلة يقتضي حيث كان ثَم ناس، وإلا فلا يطلب منه رفع، وهذا ظاهر.
وأما إجابة المتجشئ، فقال في «الآداب الكبرى» :
" ولا يجيب المتجشئ بشيء، فإن قال: الحمد لله، قيل له: هنيئا مرئيا ، أو : هنَّاك الله وأمراك. ذكره في «الرعاية الكبرى» وابن تميم، وكذا ابن عقيل وقال: لا نعرف فيه سنة، بل هو عادة موضوعة . وذكر معناه في «الإقناع» و«شرحه» و«الغاية» وشرحها.
انتهى من فتاوى الشيخ ابن عقيل (2 / 214).
والله أعلم
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:20
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
ما حكم لبس الساعة في اليد اليمنى
بالنسبة للرجل؟
الجواب :
الحمد لله
"يجوز لبس الساعة في اليمين واليسار
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تختم في يمينه تارة وفي يساره تارة
وهذا لبيان التوسعة
فالساعات مثل ذلك إذا لبسها في اليمين أو في اليسار فلا بأس" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (3/1560).
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:23
السؤال:
ما حكم الكتب ، ومواقع الإنترنت ، والدورات التدريبية المتخصصة بمواضيع الثقافة الجنسية ؟
علماً بأن المواقع التي أتحدث عنها - وقد شاهدتها بنفسي - عربية ، ويرتادها نساء مسلمات ، وهي مخصصة للنساء فقط
ولا يسمح بمشاركة الرجال فيها إطلاقاً ، وتتحدت عن أنواع المداعبات الزوجية ، وأوضاع الجماع ، ولكن دون صور إباحية
أو ما شابه ، كما أنها تنبذ الممارسات الشاذة ، والمحرمة بالدين الإسلامي ، والدورات التي أتحدث عنها أيضاً مخصصة للنساء المتزوجات فقط
وتُلقيها أستاذة – امرأة - ، وتتحدث عن مواضيع مختلفة ، منها : زيادة الحب ، والود بين الزوجين ، وطرق إغراء الزوج ، والتفاهم بين الزوجين .
أنا أعترف بأنني أشعر بانتعاش
وتحسن شديد بعلاقتي الزوجية بعد قراءتي لهذه المواضيع .
ما حكم هذه الأمور ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
أمر الله تعالى الأزواج أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ، والمعاشرة الجنسية بين الأزواج تدخل في هذا الأمر ، ومما لا شك فيه أن كلا الزوجين بحاجة لـ " ثقافة جنسية " تسهل عليهما الحياة الزوجية ، وتقوي ما بينهما من رباط .
وإنه لمن المحزن أننا نجد في هذا الأمر إفراطاً ، وتفريطاً ، أما الإفراط : فهو ما ينتشر في الآفاق من نشر لهذه الثقافة الجنسية بقوة ، من غير حياء ، ولا حشمة ، فتتناولها المناهج الدراسية بالتعليم النظري ، ويتناولها دعاة الفحش ، والعهر ، بالتطبيق العملي ، وذلك من خلال تسهيل عملية اللقاء بين الجنسين بكل ما هو محرَّم ، ومثل هذا العلم والعمل يكون قبل الزواج بسنوات ، بل إنه ليبعِّد كثيرين عن الزواج ؛ لما يراه من متعة !
من غير تحمل مسئولية ، ومن غير ارتباط بشريك واحد .
وأما التفريط : فهو منع تعلم ما جاء به الشرع من الأحكام المتعلقة بذلك ، وعدم معرفة ما يحتاج إليه منها ؛ فربما تزوجت الفتاة وهي لا تعلم متى يحل لزوجها أن يجامعها ، ومتى يحرم ، وماذا يحل له منها ، وماذا يحرم ، وهكذا .
وليعلم أن التوجيهات الشرعية في مثل هذه الأمور ، تأتي في سياقات متنوعة ، وفي مواقف متنوعة أيضا ، بحسب الحاجة والمصلحة ، مما يجعل الحديث عنها في سياقه الطبيعي ، وحجمه المعقول ، دون إفراط ولا تفريط ، ومن غير أن تتحول تلك المسائل إلى شغل عام في حياة الإنسان ؛ بل هي أمور مهمة ومطلوبة ، لكن لها حجمها الطبيعي ، وأدبها العام .
ومن أدب الشرع في تعليم ذلك والحديث عنه : أنه يعتمد على الكناية المفهمة ، والتي يستغني بها عن التصريح بما يستحيا من ذكره ، ويخدش الحياء التفصيل فيه . كما في قوله تعالى : ( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ ) البقرة/ 187 ، وقوله تعالى : ( نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) البقرة/ من الآية 223 ، وقوله صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله لما علِم بتزوجه من ثيب : ( فَهَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُضَاحِكُكَ وَتُضَاحِكُهَا وَتُلَاعِبُكَ وَتُلَاعِبُهَا ) رواه البخاري ( 5052 ) ومسلم ( 715 ) .
ومن الآداب المهمة لذلك الاعتماد على الرصيد الفطري لكل امرأة ، والذي يعطيها قدرا كبيرا مما تحتاجه في ذلك ، وفي كل بيئة ينتقل قدر من المعارف المكتسبة , والخبرات المتعلقة بذلك من خلال نساء أهلها ، اللاتي سبقن إلى خوض مثل هذه التجارب ، في حدود لا تخدش الأدب ، ولا تخل بالحياء .
..... يتبع
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:23
ثانياً:
أما بخصوص المواقع التي تعلِّم النساء تلك الثقافة الجنسية فلا بأس بمطالعة ما فيها من المواضيع الجادة العلمية المفيدة ، بشرط أن تكون تلك الموقع موثوقة فيما تقدمه من المعلومات ، جادة في أداء رسالة تعليمية نزيهة ، بعيدة عن الإثارة الرخيصة ، والدعايات التافهة .
وهو الأمر الذي ينطبق على الكتب والنشرات التي تعنى بذلك اللون من المعارف .
على أن يبدأ انشغال الفتاة بمثل ذلك اللون من المعلومات عند حاجتها الفعلية إليها ، بدخولها في الزواج ، أو إقبالها عليه وقرب حصوله لها .
ثالثا :
المشاركة المباشرة في مثل هذه المنتديات :
تكتنفها محاذير عديدة ، ولعل من أخطرها : تلصص الفساق وأهل الفساد ، بأسماء مستعارة ، ومعلومات وهمية باعتباره امرأة ، بغية التسلية الرخيصة ، والتلاعب بالعقول والقلوب . لا سيما إذا كان المنتدى يعرض لتلك الموضوعات الحساسة .
بل إن مجرد مطالعة الموضوعات في مثل هذه المنتديات ، ينبغي أن يضبط بأمور مهمة
منها :
1. أن تخلو تلك المواقع ، والمقالات من الصور المحرَّمة ، كصور النساء عموماً ، أو الصور اليدوية ، وخاصة تلك التي تُرسم فيها الأعضاء الجنسية .
2. تجنب الألفاظ النابية ، والتخلق بأخلاق الإسلام في الاكتفاء بما يوصل الرسالة ، دون التعرض للألفاظ الصريحة المؤذية ، إلا أن تكون حاجة لذلك .
4. تجنب عرض تلك المواضيع بالصوت – كما تعقدها بعض النساء في دورات ! - ، ومن باب أولى بالصوت والصورة ؛ لما في ذلك من تعريض المتكلمات أنفسهن للسوء ، من خلال انتشار أشرطة تلك المحاضرات بين أيدي السفهاء ، وتعريض المتكلمات أنفسهن لتعليقات ساخرة ، ومهينة ، من أهل الفساد .
3. عدم الاكتفاء في التعليم والتوجيه لمسائل الحب ، والعشق ، وممارسة الجنس ، وتعليق الزوج بالفراش ، فالعلاقة الزوجية أسمى من أن تكون موجهة لذلك الاتجاه دون غيره ، بل تعلَّم المرأة أخلاق الإسلام في التعامل مع زوجها ، وأهل زوجها ، وتعلَّم أصول تربية أولادها ، وضبط علاقاتها بجيرانها ، وأقرباء زوجها ، وأمور تنظيف البيت ، وترتيبه ، والطهي ، واستغلال الوقت في التزود بالعلم الشرعي ، والإتيان بالأذكار ، وتعليمهن مسائل الشرع الخاصة بالنساء ، كأحكام الحيض ، والغسل ، وغير ذلك ، وبذلك تكون هذه المواقع قد أدت رسالتها على أكمل وجه ، وإننا لنرى أنه من المهانة للمرأة حصر تعليمها وتوجيهها في الأمور الجنسية ، وأمور الفراش ، وهذه الأمور وإن كانت لها أهمية بالغة ، لكنها جزء من الحياة الزوجية ، لا كلها .
فمتى التزم المنتدى ، أو الكتاب ، أو الموقع : بما مر من الضوابط ، وغيرها من أصول الآداب العامة : فلا مانع من قراءته ومطالعة ما فيه من المواضيع النافعة .
وأما مشاركة المرأة المباشرة في مثل هذه المنتديات :
فيكتنفه محاذير عديدة ، توجب البعد عنها ، لا سيما مع إمكانية تحصيل الفائدة الحقيقية دون تلك المشاركة .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:25
السؤال:
هل هذا الحديث صحيح :
وقت غروب الشمس نقول :
بسم الله .
ونغلق الشبابيك ، كي لايدخل الجن ؟
الجواب:
الحمد لله
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمرنا بإغلاق الأبواب وذكر اسم الله في الليل ، عند دخول الليل ، وعند النوم والمبيت ، وذلك كي يحفظ المسلم بيته وأهله من دخول كل شيطان ضار من شياطين الإنس والجن ، وكذلك من دخول الحيوانات والحشرات المؤذية .
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )
رواه البخاري (3280) واللفظ له، ومسلم (2012) ولفظه :
( غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً )
وقد بوب عليه الإمام النووي بقوله :
" باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب " انتهى.
وروى مسلم (2013) في الباب نفسه عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ )
ورواه ابن حبان في " صحيحه " (4/90) بلفظ :
( أَوْكُوا الأَسْقِيَةَ ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ إِذَا رَقَدْتُمْ بِاللَّيْلِ ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْبَابَ مُغْلَقًا دَخَلَ ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ السِّقَاءَ مُوكًى شَرِبَ مِنْهُ ، وَإِنْ وَجَدَ الْبَابَ مُغْلَقًا وَالسِّقَاءَ مُوكًى لَمْ يَحْلِلْ وِكَاءً وَلَمْ يَفْتَحْ بَابًا مُغْلَقًا ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ لِإِنَائِهِ الَّذِي فِيهِ شَرَابُهُ مَا يُخَمِّرُهُ ، فَلْيَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا )
قال الإمام ابن عبد البر رحمه الله :
" وفي هذا الحديث الأمر بغلق الأبواب من البيوت في الليل ، وتلك سنة مأمور بها رفقا بالناس لشياطين الإنس والجن
وأما قوله : ( إن الشيطان لا يفتح غلقا ، ولا يحل وكاء )
فذلك إعلام منه وإخبار عن نعم الله عز و جل على عباده من الإنس ، إذ لم يعط قوة على فتح باب ولا حل وكاء ولا كشف إناء ، وأنه قد حرم هذه الأشياء ، وإن كان قد أعطي ما هو أكثر منها من التخلل والولوج حيث لا يلج الإنس " انتهى.
" الاستذكار " (8/363)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال ابن دقيق العيد :
في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ، ولا سيما الشياطين .
وأما قوله : ( فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا ) فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان ، وخصه بالتعليل تنبيها على ما يخفى مما لا يطلع عليه إلا من جانب النبوة ، قال: واللام في الشيطان للجنس ، إذ ليس المراد فردا بعينه " انتهى.
" فتح الباري " (11/87)
وقال أيضا رحمه الله :
" قال القرطبي :
جميع أوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة ، ويحتمل أن تكون للندب ، ولا سيما في حق من يفعل ذلك بنية امتثال الأمر .
وقال ابن العربي : ظن قوم أن الأمر بغلق الأبواب عام في الأوقات كلها ، وليس كذلك ، وإنما هو مقيد بالليل ؛ وكأن اختصاص الليل بذلك لأن النهار غالبا محل التيقظ بخلاف الليل ، والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان ، فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى حرق الدار " انتهى.
" فتح الباري " (6/356-357)
وقال الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله :
" ويسن إذا جن الليل تغطية الإناء ولو بعرض عود ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب مسميا لله تعالى في الثلاثة ، وكف الصبيان والماشية أول ساعة من الليل ، وإطفاء المصباح للنوم " انتهى.
" مغني المحتاج " (1/31)
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" ينبغي للإنسان إذا نام أن يجافي الباب بمعنى يغلقه " انتهى.
" شرح رياض الصالحين "
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:27
السؤال :
هل هناك دليل على أن وقت المغرب هو وقت انتشار الشياطين
وأنه يجب إدخال الأطفال إلى المنزل في هذا الوقت ؟
الجواب :
الحمد لله
نعم ، ورد في هذا الأدب جملة من الأحاديث الصحيحة . فمن ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )
رواه البخاري (3280) ومسلم (2012) ، وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب .
وروى مسلم (2013) عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ – أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها - وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ـ في الحديث الأول ـ :
" ( جُِنح الليل ) هو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ، يقال : جنح الليل : أقبل .
قوله : ( فخلوهم ) قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة ، لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا ، والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت .
والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد " انتهى.
" فتح الباري " (6/341)
وقال الإمام النووي رحمه الله :
" هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والأدب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا ، فأمر صلى الله عليه وسلم بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان ، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسبابا للسلامة من إيذائه ، فلا يقدر على كشف إناء ، ولا حل سقاء ، ولا فتح باب ، ولا إيذاء صبي وغيره إذا وجدت هذه الأسباب ، وهذا كما جاء في الحديث الصحيح أن العبد إذا سمى عند دخول بيته قال الشيطان : ( لا مبيت ) أي : لا سلطان لنا على المبيت عند هؤلاء ، وكذلك إذا قال الرجل عند جماع أهله : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) كان سبب سلامة المولود من ضرر الشيطان ، وكذلك شبه هذا مما هو مشهور في الأحاديث الصحيحة .
وفى هذا الحديث الحث على ذكر الله تعالى في هذه المواضع ، ويلحق بها ما في معناها ، قال أصحابنا : يستحب أن يذكر اسم الله تعالى على كل أمر ذي بال ، وكذلك يحمد الله تعالى في أول كل أمر ذي بال ، للحديث الحسن المشهور فيه .
قوله ( جنح الليل ) هو بضم الجيم وكسرها ، لغتان مشهورتان ، وهو ظلامه ، ويقال : أجنح الليل : أي : أقبل ظلامه ، وأصل الجنوح الميل .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فكفوا صبيانكم ) أي : امنعوهم من الخروج ذلك الوقت .
قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإن الشيطان ينتشر ) أي : جنس الشيطان ، ومعناه أنه يخاف على الصبيان ذلك الوقت من إيذاء الشياطين لكثرتهم حينئذ . والله أعلم " انتهى.
" شرح مسلم " (13/185)
وسئلت اللجنة الدائمة السؤال الآتي :
" في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري : ( إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم ) ثم جاء فيه : ( وأطفئوا مصابيحكم ) فهل هذا الأمر للوجوب ؟ وإن كان للاستحباب فما هي القرينة الصارفة له عن الوجوب ؟
فأجابت :
" هذه الأوامر الواردة في الحديث محمولة على الندب والإرشاد عند أكثر العلماء ، كما نص عليه جماعة من أهل العلم ، منهم : ابن مفلح في " الفروع " (1/132) ، والحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (11/87)
والله أعلم " انتهى.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (26/317)
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:29
السؤال :
انتشر في هذا الوقت ما يسمَّى بـ " هاري بوتر "
وله روايات مجزأة على 8 أو 7 أجزاء
وصورت بعضها أفلام ، تتحدث عن السحر ، شخصيّاً لم أطلع عليها ، ولم أر شيئاً منها ، ولكن سمعت عنها
وعن انتشارها كثيراً ، وأيضاً هناك فيلم
" مفكرة الموت "
رأيت حلقة واحدة منه تحدث عن " إله الموت " أنه رمى بـ " مفكرة الموت " للبشر ، وأخذها شخص ، وقرأ على غلاف هذه المفكرة أنه إذا أراد أن يُميت أحداً : فإنه يكتب اسمه
وطريقة موته ، ثم يموت خلال 30 ثانية ، أو أقل - لا أتذكر بالضبط - ، وتدور الأحداث كيف تعامل هذا الشخص مع هذه المفكرة . فما رأيكم في مثل هذه الأفلام ؟ وتبادلها بين الشباب ؟
وبعضهم يدعي بأنه لا يشتريها حتى لا يدعمهم ، ولكن يأخذها من زميله " يقرؤها ، أو يشاهدها ، ويرجعها له " !
هل هذا تصرف صحيح ؟
وكيف يمكن إقناعهم بخطورة مثل هذه الأفلام ؟ .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
سلبَت أفلام الرسوم المتحركة الحديثة عقول الصغار والكبار ! ، وتحوَّل كثير منها إلى أفلام حقيقية بسبب فتنة الملايين بها ، وتعلق قلوبهم بأحداثها وشخصياتها ، وقد احتوى كثير منها على عقائد تخالف دين الإسلام
وتشكك المسلمين – وخاصة الصغار منهم – بالمسلَّمات والعقائد القطعية ، إضافة لما تبثه من مفاسد سلوكية ، بما يظهر فيها من نساء متبرجات ، وقصص حب وغرام .
ونأسف أن يتلقف المسلمون تلك الأفلام ليجعلوها في بيوتهم ، ويمكنوا أطفالهم من تقضية أوقاتهم في مشاهدتها ، وليس عند من يفعل ذلك أدنى اهتمام بما يمكن أن تؤثر به مثل هذه المشاهدات على أولاده ذكورهم وإناثهم .
يتبع .....
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:30
ثانياً :
مما فتن به العالَم في زماننا هذا قصص " هاري بوتر " الشهيرة
وهي سلسلة مكونة من سبعة كتب ، كتبتها كاتبة بريطانية تدعى " ج . ك رولينج "
وتدور القصة حول فتى يدعى " هاري بوتر " وُلد لأبويْن ساحرين ، وقد قتلهما ساحر شرِّير ، وقد فشل هذا القاتل في قتل ابنهما " هاري " ، وعندما بلغ هذا الفتى سن الحادية عشرة اكتشف أنه ساحر ! ثم تبدأ سلسلة الأحداث القائمة على السحر والشعوذة والخيالات
وقد بيعت مئات الملايين من هذه القصة في أرجاء الأرض ، وترجمت إلى حوالي 60 لغة !
ومن بينها اللغة العربية !
وقد أنشئت منتديات ، وكتبت ألوف الصفحات في شبكات الإنترنت ، تحلل القصة ، وتتوقع وقائعها ، وتناقش أحداثها ، بل إن الموقع العربي المسمى باسم بطلها لا يكتب – كباقي المنتديات – " اسم المستخدم " للدخول لموقعه ، بل يكتب " اسم الساحر " !
والله المستعان .
ثالثاًً :
وقد كتب الأستاذ خالد الروشة نقداً علميّاً متيناً لما احتوته تلك القصص ، وذكر ما فيها من خروقات عقيدية وتربوية ، فقال :
" وأحاول هنا بإيجاز أن أقف مع القارئ على بعض الخروق التربوية التي تؤدي إليها مثل تلك القصة وما يتبعها :
1 - القصة تقدِّم نموذجاً للقدوة عند أبنائنا , هو الساحر الشهير " هاري بوتر " , وهي هنا تهدم هذا الجدار الذي يبنيه النموذج الإسلامي بين أبناء الإسلام وبين السحر والسحرة , ولطالما لجأ الغرب إلى اختراع الشخصيات الأسطورية ؛ لإلهاء الأطفال ؛ ولملء الفراغ العميق بداخلهم , فاخترعوا لهم " سوبر مان " و " بات مان " و " هرقل "
وغيرهم من شخصيات يقدمونها للأبناء على أنها تستطيع أن تغير العالم وتهدم الجبال !
وهذا ولاشك في ذاته دليل على عجزهم عن تقديم نموذج واقعي جاد جدير بجذب الأبناء وتعلقهم به والإقبال عليه .
2 - تقدِّم القصة السحر كمخلِّص من العقبات التي لا يمكن حلها ، والأزمات التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها ، وفي لحظة واحدة ، وبكلمة سحرية :
يستطيع الساحر أن يحل الأزمة ، ويتخطى العقبة , وهو – ولا شك - يولِّد لدى الأبناء خللاً عقائديّاً كبيراً , إذ إنه يدعوهم نحو ما يدعو إليه دافعاً إياهم إلى نسيان من ينبغي أن يلجئوا إليه في العقبات ، والأزمات , ونحن ليل نهار نعلم أبناءنا ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) الأنعام/ 17 ، 18
وهو المنصوص عليه في جميع الديانات الصحيحة ، وعلى لسان جميع الأنبياء من لَعْن السحرة ، والمشتغلين بالسحر , ولكن القصة تجعل أبناءنا يشتاقون للسحر ، ويحبونه ، ويتمنى كل واحد منهم أن لو صار ساحراً !!
3 - الحياة الغربية هي حياة مركزها الإنسان ، ومحورها منفعته ، ومكاسبه , والإسلام يعلِّمنا أن يكون مركز تفكيرنا في مرضات الله سبحانه , فطاعة الله هي مركز حياتنا
ورضاه عز وجل هو محور سعينا , وهذا ما ينبغي أن نعلمه أبناءنا من قوله تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) الأنعام/ 162
وفي تلك القصة الساقطة هم يقدِّمون الشخصية التي تفعل كل المعجزات اعتماداً على قدراتها السحرية ، وسعياً وراء مصلحة الأفراد , ولا يغتر أحد أنهم يقدمونه محارباً للشر , فالخير لا يأتي عن طريق الشر أبداً , وما جعل دواء فيما حُرِّم !
قصة " بوتر " قائمة على شيء حرَمه الله في ديننا الحنيف ، ولعن فاعله ، ذلك الشيء القبيح هو السحر , والمبدأ القرآني عندنا يقول ( وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ) طـه/ من الآية 69 .
4 - اعتمدتْ القصة على التخويف والفزع من تخيلات شيطانية لا تطرأ إلا في عالم الجن ، والشياطين ، ومساكنهم في مجاري المياه ، والمراحيض
وأماكن النجس - هكذا أوردت القصة - , والمزاج السليم يرفض ذلك ، ويبعد بالأبناء عن تلك المجالات المفزعة ، والقابضة لنفوس الأبناء ، والمجرئة لهم – في بعض الأحيان – على عالم الشيطان
حتى يستسيغوا الحياة في ذلك العالم , فلا يجد حينئذ عبَّاد الشيطان صعوبة في دعوتهم إلى السوء !
5 - قدَّمت القصةُ الساحرَ الأكبرَ على أنه بإمكانه أن يحي ويميت ! فهو يميت الطائر كذا ، والحيوان كذا ، ثم يحييه في صورة أفضل ، وشكل أحسن , كما تقدمه على أنه يشفي المرضى
ويعالج الجروح في لحظة واحدة ، وبكلمة سحرية واحدة , وهو خلل أي خلل في التكوين النفسي والفكري لدى أبنائنا الذين يجب أن نعلمهم دوما معنى قوله تعالى ( الَّذي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِين .
والَّذِي هُوَ يُطْعِمُني وَيَسْقِين . وَإِذَا مَرِضت فَهُوَ يَشْفِين . والَّذي يُمِيتُني ثُمَّ يُحْيين . والَّذي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّين ) الشعراء/ 78 - 82 .
6 - لا يهم الغرب أن يتربى الابن وقلبه مملوء بمحبة الله سبحانه والرغبة في عبادته , فهو يهتم بترفيهه وتقديم ما يبهره , ولذلك دوماً نجد أبناءهم يشبُّون على المادية الجامدة ، وعلى النفعية البالغة
وعلى التقليل من شأن الروح ، وإعلاء المادة عليها ، وعلى البعد الكبير عن شئون القلب ، وحقائق الكون , فقليل منهم من ييمم وجهه نحو البحث عن الإيمان ، ولكنه يتربى على أن الإيمان هو شيء زائد يتمثله ليشعره بالراحة النفسية في بعض المواقف , وهذا يتنافى تماماً مع ما يأمرنا الإسلام بتربية أبنائنا عليه ، حيث أوصانا أن نربِّي أبناءنا على حراسة القلب بالإيمان ، وتعليقه بربه
وانظر إلى نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم للغلام الصغير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يقول له : ( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ... ) أين الثرى من الثريا ، وأين الظلمات من النور ؟!! " انتهى .
ولقراءة المقال كاملاً : اضغط هنا :
http://www.islamselect.com/mat/42292
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:31
يتبع ....
رابعاً :
قد حرمت الشريعة قراءة كتب السحر ، ولا يختلف حكم مشاهدة الأفلام عن القراءة ، بل هو أشد إثماً ؛ لما فيه من تطبيق عملي للأمور النظرية في الأفعال السحرية المحرمة ؛ ولما له من تأثير بالغ على ذهن المشاهد ، وعلى حياته .
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
أرجو من فضيلتكم أن تبينوا حرمة استعمال ، وقراءة كتب السحر والتنجيم ، حيث إنها موجودة بكثرة ، وبعض زملائي يريدون شراءها ويقولون : إنها إذا لم تستعمل فيما لا يضر فليس في ذلك حرمه . نرجو الإفادة ، وفقكم الله .
فأجاب :
هذا الذي قاله السائل حق ، فيجب على المسلمين أن يحذروا كتب السحر والتنجيم ، ويجب على من يجدها أن يتلفها ؛ لأنها تضر المسلم ، وتوقعه في الشرك ، والنبي عليه الصلاة والسلام قال : ( من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد )
والله يقول في كتابه العظيم عن الملَكين : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) البقرة/ 102
فدلَّ على أن تعلم السحر ، والعمل به : كفر ، فيجب على أهل الإسلام أن يحاربوا الكتب التي تعلِّم السحر والتنجيم ، وأن يتلفوها أينما كانت .
هذا هو الواجب ، ولا يجوز لطالب العلم ، ولا غيره ، أن يقرأها ، أو يتعلم ما فيها ، وغير طالب العلم كذلك ، ليس له أن يقرأها ، ولا أن يتعلم مما فيها ، ولا أن يقرَّها ؛ لأنها تفضي إلى الكفر بالله ، فالواجب إتلافها أينما كانت ، وهكذا كل الكتب التي تعلم السحر والتنجيم يجب إتلافها .
" فتاوى نور على الدرب " ( 1 / 148 ) طبعة " دار الوطن " .
والخلاصة :
لا يحل لمسلم أن يشتري هذه القصة المسمى " هاري بوتر " لما تحتويه من تعظيم للسحر ، والسحرة ؛ ولما فيها من عقائد تخالف عقيدة الإسلام ، ومن باب أولى عدم جواز مشاهدة القصة مصورة في " فيلم " لما لها من تأثير بالغ على عقيدة ، وسلوك مشاهديها ؛ ولما تحتويه من مشاهد منكرة ، وموسيقى محرمة .
خامساً :
الفيلم الكرتوني الآخر – وقد تحول إلى فيلم حقيقي – والمسمى " مفكرة الموت " يحتوي على عقائد كفرية ، وملخص قصة الفيلم أن " إله الموت " ! والمسمى " ريكو " يرمي بمفكرة سماها " مفكرة الموت " إلى عالم البشر ! ، ويلتقطها بطل الفيلم " ياجامي " ، ليعلم فيما بعد أنه يستطيع أن يميت من يشاء ! وذلك من خلال كتابة اسم المراد موته فيها ، بشرط أن يكون على علم بصورته ، كما يستطيع أن يتحكم في طريقة وفاته ! فإذا كتب طريقة الموت بعد " 40 " ثانية من كتابة الاسم ، وكتب طريقة الموت : مات بما يطابق كتابته ، وإن مرت المدة ولم يكتب طريقة موته : مات بالنوبة القلبية ! فيبدأ بعدها التخلص من الأشرار ! بكتابة أسمائهم في تلك المفكرة ليتم القضاء عليهم ، ويبدأ محقق في تتبع أسباب وفاة أولئك ، في قصة تملؤها الخرافة ، والشرك ، والكفر ، والإلحاد ، وفي كل مرة يقدَّم الكفر على أنه مخلص الأرض من الشر ! وهذا ما رأيناه قبل قليل في الساحر " هاري بوتر " وكذا ما قدَّمته الرسوم المتحركة اليابانية من " ميكي ماوس " الإله الفأر الذي ينقذ المظلومين ويقضي على الأشرار ، وها هم هنا يأتون بشخص يسمونه " إله الموت " – " شينيغامي " – ليجعل له وكيلاً من البشر ! يقضي على من يشاء بالموت .
ولا يشك موحد يعرف الإسلام أن مثل هذه القصص والرسوم المتحركة والأفلام لا يحل نشرها ، ولا قراءتها ، ولا مشاهدتها ؛ لما فيها من مخالفات واضحة لعقيدة التوحيد ؛ ولما لها من أثر سيء على قارئها ومشاهدها .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:33
السؤال :
ما حكم التصفير - سواء أكان بتلحين
أم كان لأجل نداء الشخص البعيد جدا ؟
الجواب :
الحمد لله
اختلف أهل العلم في حكم التصفير أو الصفير على ثلاثة أقوال :
القول الأول :
المنع والتحريم .
واستدلوا عليه بأن التصفير هو من خصال الجاهلية ، وقد ذم الله في القرآن الكريم كفار قريش على هذا الفعل ، فقال سبحانه : ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) الأنفال/35.
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (26/390) :
" الصفير لا يجوز ، ويسمى في اللغة : ( المكاء ) ، وهو من خصال الجاهلية ، ومن مساوئ الأخلاق ، ( وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) " انتهى.
القول الثاني :
الكراهة .
ووجهه أن الدليل السابق لا يقوى على القول بالتحريم ، لكن مشابهة الكفار في عمل من أعمالهم من غير حاجة مذموم في الشريعة ، فكان القول بالكراهة .
يقول ابن مفلح رحمه الله :
" قال الشيخ عبد القادر رحمه الله : يكره الصفير والتصفيق " انتهى.
"الآداب الشرعية" (3/375)
القول الثالث :
الجواز .
واستدل أصحاب هذا القول بعدم ورود نص يدل على التحريم أو الكراهة ، قالوا : والأصل في العادات الإباحة . أما الآية السابقة فهي تنعى على كفار قريش تعبدهم لله تعالى بهذه الأعمال الهوجاء : التصفيق والتصفير ، فقد كانوا يتخذون ذلك عبادة وشعيرة يتقربون إلى الله بها ، وهذا أمر زائد على التصفير المجرد من نية العبادة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" كان المشركون يجتمعون في المسجد الحرام يصفقون ويصوتون ، يتخذون ذلك عبادة وصلاة ، فذمهم الله على ذلك ، وجعل ذلك من الباطل الذي نهى عنه " انتهى.
"مجموع الفتاوى" (3/427)
يقول أبو بكر الجصاص رحمه الله :
" سمي ( المكاء ) و ( التصدية ) صلاة ؛ لأنهم كانوا يقيمون الصفير والتصفيق مقام الدعاء والتسبيح .
وقيل : إنهم كانوا يفعلون ذلك في صلاتهم "
انتهى.
"أحكام القرآن" (3/76)
فإذا لم يفعل ذلك على وجه العبادة لم يبق وجه للمنع أو التحريم ، خاصة إذا قامت الحاجة لإصدار صوت الصفير ، وهي حاجات كثيرة اليوم ، فقد أصبحت الصافرة تستعمل اليوم لدى شرطة المرور ، كما أصبحت أصوات كثير من الأدوات الكهربائية تتضمن هذا الصوت ، والأم قد تصدر هذا الصوت لإسكات طفلها والغناء له ، كما قد يضطر إليه بعض الناس لمناداة البعيد ، ونحو ذلك .
ولكن إذا اتخذ التصفير لإيذاء الناس وإزعاجهم ، أو للتحرش بالفتيات ، أو قصد به التشبه بالكفار والفساق وعادتهم : فيحرم حينئذ باتفاق .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي :
" ما حكم التصفيق والتصفير ، وأي نوع من التصفير محرم ، وما دليل التحريم ؟
فأجاب رحمه الله :
الآن لو أنك قمت تصفق وتصفر ماذا سنقول : هذا مجنون أم عاقل ؟!!
فما هو سبب التصفيق والتصفير ؟
أما إذا كان التصفيق للإنسان الذي تميز عن غيره في النجاح ، أو أجاب جواباً صواباً ، أو ما أشبه ذلك ، فأنا لا أرى فيه بأساً .
أما التصفير فأكرهه كراهة ذاتية ، ولا أستطيع أن أقول : إنه مكروه كراهة شرعاً ؛ لأنه ليس عندي دليل .
وأما قول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا نابكم شيء في صلاتكم فليسبح الرجال ، وتصفق النساء ) فهذا في الصلاة .
وأما قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) الأنفال/35
والمكاء : التصفير .
والتصدية : التصفيق .
فهؤلاء كانوا عند المسجد الحرام يتعبدون الله بذلك ، بدل أن يركع ويسجد يصفق ويصفر .
أما إنسان رأى شخصاً تفوق عن غيره وأراد أن يشجعه وصفق ، فلا أرى في هذا بأساً .
أما التصفير فأنا أكرهه كراهة ذاتية ، وليس عندي دليل ، ولو أن شخصاً طلب مني دليلاً ، فلا أستطيع أن أقول : عندي دليل " انتهى.
"لقاءات الباب المفتوح" (رقم/119، سؤال رقم/4) .
ولعل أقرب الأقوال في هذه المسألة أن الصفير مكروه ، خاصة إذا لم يكن هناك حاجة تدعو إليه ؛ فالإشارة إليه في الآية بوصف الذم ، وكونه من شأن أهل الجاهلية ، يدعو إلى التنزه والابتعاد عنه .
وقد ذُكر عن ابن عباس ومجاهد ، إن صح ذلك عنهما ، أن الصفير كان منكرات قوم لوط التي ذمهم الله بها .
انظر : تفسير الآية (29) من سورة العنكبوت :
تفسير ابن كثير (6/276) ، الزواجر عن اقتراف الكبائر ، لابن حجر الهيتمي (2/231) .
ثم إن آية سورة الأنفال السابقة : (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ) ، وإن كان الظاهر منها أنهم جعلوا نفس الصفير والتصفيق ( المكاء والتصدية ) صلاة وعبادة ، كما قاله بعض أهل العلم ، فقد ذهب غير واحد من أهل العلم إلى أن الاستثناء في الآية منقطع ، وأن المعنى : أنهم وضعوا الصفير والتصفيق موضع الصلاة ، لا أنهم تقربوا إلى الله بنفس المكاء والتصدية .
قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله :
" قوله تعالى : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ البيت إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً } الآية .
المكاء : الصفير ، والتصدية : التصفيق ، قال بعض العلماء : والمقصود عندهم بالصفير والتصفيق التخليط حتى لا يسمع الناس القرآن من النَّبي صلى الله عليه وسلم ، ويدل لهذا قوله تعالى :
{ وَقَالَ الذين كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لهذا القرآن والغوا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُون } [ فصلت : 26 ]"
أضواء البيان (2/162) .
وقال الشيخ ابن عاشور رحمه الله :
" ولا تُعرف للمشركين صلاة ؛ فتسمية مكائهم وتصديتهم صلاةً : مشاكلةٌ تقديرية ؛ لأنهم لما صدوا المسلمين عن الصلاة وقراءة القرآن في المسجد الحرام عند البيت ، كان من جملة طرائق صدهم إياهم : تشغيبُهم عليهم ، وسخريتهم بهم يحاكون قراءة المسلمين وصلاتهم بالمكاء والتصدية . قال مجاهد : فعل ذلك نفر من بني عبد الدار ، يخلطون على محمد صلاته .
وبنو عبد الدار هم سدنة الكعبة وأهل عمارة المسجد الحرام ، فلما فعلوا ذلك للاستسخار من الصلاة : سمي فعلهم ذلك صلاة ، على طريقة المشاكلة ... ؛ فلم تكن للمشركين صلاة بالمكاء والتصدية .
وهذا الذي نحاه حذاق المفسرين :
مجاهد وابن جبير وقتادة .
ويؤيد هذا قوله ( فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) ؛ لأن شأن التفريع أن يكون جزاء على العمل المحكي قبله ، والمكاء والتصدية لا يُعدَّان كفرا إلا إذا كانا صادرين للسخرية بالنبي صلى الله عليه و سلم وبالدين ، وأما لو أريد مجرد لهو عملوه في المسجد الحرام فليس بمقتض كونه كفرا ، إلا على تأويله بأثر من آثار الكفر .. " انتهى .
"التحرير والتنوير" (9/339) .
وإلى ذلك المعنى الذي شرحه ابن عاشور رحمه الله ، وقرره الشينقيطي ، ينحو الزمخشري في تفسيره (2/218) ، وأبو حيان (4/485) ، وغيرهما .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 01:36
السؤال :
وصلتني رسالة في الجوال فيها دعوة لسماع برنامج في إذاعة القرآن ، وكتبتْ صاحبة الرسالة في نهايتها :
" انشر ، تؤجر "
وأنا بدوري أرسلت هذه الرسالة لزميلاتي ؛ عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من دعا إلى هدى .... الحديث )
فأنا أرجو الأجر والمثوبة لي ولغيري بسماع هذا البرنامج ، ولكن إحدى الأخوات أنكرت عليَّ كتابة هذه العبارة " انشر ، تؤجر " ، وأن فيها جزماً بالأجر
فهل في هذه العبارة محذور شرعي ، أم لا ؟ .
الجواب :
الحمد لله
وعد الله تعالى كل من أطاعه بالثواب والأجر الجزيل في الدنيا والآخرة ، والله تعالى لا يخلف الميعاد .
قال تعالى : ( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) آل عمران/ 194 ، وقال : ( لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ) الزمر/ 20 .
وقال تعالى : ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
يونس/ 62 – 64 .
فكل من أطاع الله تعالى ، وكان مخلصاً في عبادته ، متبعاً للرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، فهو مأجور من الله تعالى على تلك الطاعة .
ولا يمكننا الجزم لشخص معين بأن الله تعالى قد أثابه على تلك الطاعة لأننا لا نطلع على ما في القلوب ، ولا ندري هل كان مخلصاً لله تعالى فيها ، أم فعلها لغير الله .
فهناك فرق بين الكلام العام المطلق ، والكلام الخاص في حق شخص معين ، فالكلام العام بأن (من أطاع الله أثابه) صحيح لا غبار عليه .
وأما إثبات الأجر في حق شخص معين ، فهو مما لا يمكن لنا الجزم به .
ولكن ...هذه العبارة (انشر تؤجر) لا يظهر لنا أن فيها الجزم لشخص معين بحصول الأجر ، وإنما فيها الترغيب في هذا العمل ، بأنك إذا فعلته كنت مأجوراً ، أي : إذا فعلته وكنت مخلصاً فيه لله تعالى ، متبعاً فيه للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهو كقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم ( 2674 ) .
يعني : من دل غيره على الخير مخلصاً لله تعالى ، وحقق شروط العمل الصالح .
على أنه يمكن أن يقال : إن هذه العبارة "انشر تؤجر" المقصود منها الدعاء للشخص ، وليس المقصود منها الجزم بحصول الأجر ، فهي كما لو قلت : نسأل الله تعالى أن يأجرك إذا نشرت هذا الخبر .
والحاصل :
أنه لا حرج من تذييل الرسائل التي تدعو إلى الخير بهذه العبارة : "انشر تؤجر" ففيها ترغيب للمؤمن في فعل الخير وتنشيط له ، وتذكير له بالإخلاص لله تعالى حتى ينال الأجر من الله .
والذي ينبغي أن يُعلم أنه ليس كل رسالة قيل في آخرها : "انشر تؤجر" يكون مضمونها خيراً.
فقد وجد من يذكر حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً ، ثم يطلب نشره ، ويختم بعبارة " انشر تؤجر " !
ووجد من يحث على بدعة ، ويختم رسالته بتلك العبارة ، ووجد من يحذِّر من مسلم أو يطعن في عرض ، ويختم بتلك العبارة ، ووجد من يدعو للتصويت لصالح النبي صلى الله عليه وسلم ، وختم بتلك العبارة ، وتبين أنها عملية احتيال لصالح شركة في بلاد الكفر !
ووجد من يدعو للتبرع في حساب شخصية معروفة في عمل الخير ، ويختم بتلك العبارة ، وتبيَّن أن الحساب لا يرجع لتلك الشخصية ، وأمثال هذه الرسائل كثير ، فيجب التأكد من مضمون تلك الرسائل قبل نشرها وتذييلها بتلك العبارة .
وقد أجرت " مجلة الدعوة السعودية " تحقيقاً علميّاً حول رسائل " انشر تؤجر " ، ومما جاء في ذلك التحقيق :
" من جانبه يؤكد الشيخ " وليد بن عبد الرحمن المهوس " ، من منسوبي " هيئة التحقيق والادعاء العام " أن ما يقع فيه بعض مستخدمي رسائل الهاتف الجوال هو تساهلهم في إرسال الرسائل التي تحمل عبارات وعظية ، أو شرعية ، أو انتقاد لشخص ، أو جهة ما ، دون تثبت من صحتها ، وهذا تفريط كبير يلحق صاحبه ، ويسبب البلبلة في المجتمع دون وجه حق ، خاصة وأنه يختم رسالته بعبارة " انشر تؤجر " .
ويشدد الشيخ المهوس على ضرورة الالتزام بالضوابط في إرسال الرسائل ، ويذكر من أبرزها :
1. لا بد من التأكد من صحة ما يُنشر ، بعضها يكون حديثاً ، أو أثراً ضعيفاً ، أو موضوعاً ، وإذا نشر هذا الحديث الضعيف ، أو الموضوع : فقد يُخشى أن يدخل في حديث : ( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) أخرجه البخاري ومسلم .
2. أنه قد ينشر بدعة وهو لا يدري ، والبدع تهدم الدين ، وهذا خطير جدّاً .
3. أنه قد يعمل بهذا الحديث أو الأثر ، ويترك ما يعارضه وهو صحيح ، فيكون قد استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيترك الصحيح للعمل بالضعيف .
4. أن هذا المرسِل كالإمعة والببغاء يردد ما يأتيه بدون وعي ، ولا عقل ، فهذا يقدح في عقل المسلم العاقل المدرك ؛ فإنه لا يقول شيئاً إلا بعد تمحيص وروَّية .
5. أن المطلوب من المسلم نشر الخير بعد ما يعلم به ، وأما الذي يرسل بلا عِلم : فقد يرسل الشرَّ .
6. أن هذا المرسِل قد يظن أنه يزيد حسناته بذلك ، وهو بالعكس فقد يزيد من سيئاته ؛ لأنه نشر شيئاً بلا علم ، ومعرفة .
7. أن بعض الأعمال والأفكار قد تكون صحيحة ، ولكن قد لا يناسب المرسَل إليه ، أو يفهمه فهماً خاطئاً ، وهذا من المحاذير " انتهى باختصار .
" مجلة الدعوة " ، العدد ( 2043 ) ، 20 ربيع الأول 1427هـ .
والله أعلم
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
هل كان الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم يختمون المجلس " بكفارة المجلس" المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً سورة العصر ؟
لأني بحثت فلم أجد حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم يختم المجلس بسورة العصر .
هل هذا من البدع المستحدثة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
ما رواه أبو داود (4859) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ مِنْ الْمَجْلِسِ : ( سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) وَقَالَ : ( كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وعلم الصحابة رضي الله عنهم وفضلهم وشدة اتباعهم للنبي صلى الله عليه وسلم يقتضي أن من علم منهم بهذا الحديث كان يعمل به ، ولا نحتاج إلى ثبوت هذا عن كل واحد منهم ، بل الأصل فيهم العمل بالحديث واتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
ثانياً :
ورد في قراءة سورة العصر قبل التفرق أثر يدل على أن ذلك كان من هدي الصحابة رضوان الله عليهم .
فعَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ قَالَ : ( كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ : " وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ " ، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ ) رواه أبو داود في "الزهد" (رقم/417) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5/215) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6/501) من طريق :
حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أبي مدينة الدارمي به . وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2648) ، وعلَّق عليه قائلاً :
"وفي هذا الحديث فائدتان مما جرى عليه عمل سلفنا الصالح رضي الله عنهم جميعاً :
أحدهما : التسليم عند الافتراق ....
والأخرى : نستفيدها من التزام الصحابة لها .
وهي قراءة سورة (العصر) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله إلا أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً ، أو فعلاً ، أو تقريراً ، ولِمَ لا ؟ وقد أثنى الله تبارك وتعالى عليهم أحسن الثناء ، فقال : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/100" انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:23
السؤال :
الحمد لله أنني حامل
وأدعو الله أن يرزقني بولد صالح .
أود أن أعرف ما إذا كان هناك أي أعمال صالحة يمكنني أن أعملها وأنا حامل ؟
الجواب :
الحمد لله
لعل أهم عمل صالح يمكن للمرأة الحامل عمله والعناية به هو تعلم أساليب التربية النافعة ، والقراءة في كتب التربية الموثوقة ، والاستماع إلى المتخصصين من أهل العلم الأمناء ، وذلك لأن التربية الصالحة هي أهم وظيفة يقوم بها الآباء تجاه أبنائهم ، لا يعادلها جمع مال ، ولا شراء حاجيات ، ولا غير ذلك ، حتى قال بعض الحكماء :
" أفضل ما يورِّث الآباء الأبناء : الثناء الحسن ، والأدب النافع ، والإخوان الصالحون "
ذكره ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (ص/18) ويروى نحوه في حديث مرسل ، انظر "السلسلة الضعيفة" (رقم/1121)
ولا يظنن ظان أن التأدب أمر يسير ، بل هو مجموعة من الأخلاق والأذواق التي لا يتحصل عليها المرء إلا بالتجربة والرعاية وتأديب المؤدبين ، فإذا اتكل الوالدان على تأديب الطبع السليم فقد أسلما أولادهم إلى تفريط وضيعة .
يقول الماوردي رحمه الله :
" اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة ، وأخلاق مرسلة ، لا يستغني محمودها عن التأديب ، ولا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب ؛ لأن لمحمودها أضدادا مقابلة ، يساعدها هوى مطاع وشهوة غالبة ، فإن أغفل تأديبها تفويضا إلى العقل ، أو توكلا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع ، أعدمه التفويض درك المجتهدين ، وأعقبه التوكل ندم الخائبين ، فصار من الأدب عاطلا ، وفي صورة الجهل داخلا ؛ لأن الأدب مكتسب بالتجربة ، أو مستحسن بالعادة ، ولكل قوم مواضعة ، وذلك لا ينال بتوقيف العقل
ولا بالانقياد للطبع حتى يكتسب بالتجربة والمعاناة ، ويستفاد بالدربة والمعاطاة ، ثم يكون العقل عليه قيما ، وزكي الطبع إليه مسلما ، ولو كان العقل مغنيا عن الأدب ، لكان أنبياء الله تعالى عن أدبه مستغنين ، وبعقولهم مكتفين ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) " انتهى.
"أدب الدنيا والدين" (ص/286) .
وذلك – ولا شك – من مقتضى قوله سبحانه وتعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) التحريم/6
فإذا أصبح الوالدان على وعي كاف بهذا الأمر ، واستشعرا حقيقة وخطورة شأن التربية والتأديب ، تغير حال أمتنا جمعاء إلى الأقوم والأصلح بإذن الله .
كما ننصح المرأة الحامل بالحفاظ على الفرائض والصلوات ، والإكثار من الدعاء وسؤال الله تعالى الولد الصالح البار والعافية في الدنيا والآخرة ، فما أعطي أحد عطاء أفضل من العافية .
ولا نعلم عبادة مخصوصة جاء الشرع بندب الحامل إلى القيام بها دون غيرها من الناس .
ويمكن الاستفادة من كتاب : مسؤولية الأب المسلم نحو الولد في مرحلة الطفولة ، تأليف : عدنان صالح باحارث .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:24
السؤال :
هل الشعر الواقع تحت الشفاه السفلى في المنتصف يدخل ضمن اللحية ..
فأنا أخفف تلك المنطقة باستمرار لأنها تضايقني ؟
الجواب :
الحمد لله
الشعر الذي يقع تحت الشفة السفلى وفوق الذقن يسمى " العنفقة " .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (25/317) :
" عنفقة : شعيرات بين الشفة السفلى والذقن " انتهى .
وقد اختلف أهل العلم في حكم أخذ شعر العنفقة على قولين :
القول الأول :
المنع ، شدد فيه المالكية فقالوا بالتحريم – كما في "حاشية العدوي" (2/446) .
ونص الحنفية والشافعية على الكراهة ، بل قال الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/144) :
" ونتف الفَنِيكَين بدعة ، وهما جانبا العنفقة " انتهى .
وروى الجصاص في "أحكام القرآن" (1/692) بسنده عن ابن جريج : أن رجلا كان من أهل مكة ، شهد عند عمر بن عبد العزيز ، وكان ينتف عنفقته ، ويحفي لحيته وحول شاربيه ، فقال : ما اسمك ؟ قال : فلان . قال : بل اسمك ناتف . ورد شهادته " انتهى .
وهو اختيار الشيخ ابن باز رحمه الله حيث قال : " العنفقة لا يجوز حلقها فهي من اللحية " انتهى .
شرح صفة الوضوء من "الروض المربع" (الشريط/4، الدقيقة/20).
وكذلك هي فتوى الشيخ ابن جبرين في موقعه .
https://www.ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=9811&parent=144
القول الثاني : الجواز .
ذهب إليه كثير من أهل العلم ، وهو الأصح إن شاء الله :
لأن شعر العنفقة ليس من شعر اللحية ، فكتب اللغة تعرف اللحية بأنها شعر الخدين والذقن ، كما في "القاموس" (1714) و "لسان العرب" (5/241) وغيرها ، فالعنفقة ليست منها بمقتضى كلام أهل اللغة .
والرخصة أوسع إذا كان هذا الشعر يسبب ضيقا أو أذًى لصاحبه .
جاء في "لقاءات الباب المفتوح" للشيخ ابن عثيمين (لقاء رقم/9، سؤال/6) :
بالنسبة للشعيرات التي تحت الشفة السفلى تقصر أم تبقى كما هي ؟
الجواب :
"تسمى العنفقة ، وليست من اللحية ، تبقى كما هي ، إلا إذا تأذى منها الإنسان " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:27
السؤال :
ما رأي فضيلتكم في القصص التي تطرح في المنتديات للعبرة
كمثل : القصة التي تروى بأن فتاة ماتت ، وبعد موتها سمع صوت بكاء في الغرفة ، وعندما أتوا بشيخ عالم بكى ، وقال لهم هذه الملائكة تبكي .
وبعض القصص التي دائما تروِي رؤية الملائكة عليهم السلام ، أو حمايتهم لشخص ما .
وكذلك القصص عن قبر يشتعل نارا ، أو جنازة ترفض أن تدخل المسجد ليصلَّى عليها .
أعتذر عن عدم التحديد ، ولكن - كما تعلمون فضيلتكم - بأن المنتديات تضج بمثل هذه القصص ، ونحن لا نعلم صدقها من عدمه .
أرجو نشر الفتوى في الموقع ، وذلك للفائدة .
الجواب :
الحمد لله
أولا :
آيات الله في الكون كثيرة ، وهو سبحانه المدبر والمصرف للأمور ، له الخلق والأمر ، وله الحكمة البالغة في تقلب الأيام وتصرف الأحوال .
ومن حِكَمه الظاهرة النذارة والبشارة ، النذارة لمن حادَّ الله ورسوله من غضبه ومقته ، والبشارة للمؤمنين برحمته وفضله ، وما بعث الرسل إلا سبيلا لتحقيق هذا المقصد العظيم ، ثم بعد ختمهم بخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بقي ما يرسله الله سبحانه وتعالى من آيات يذكر بها من غفل ، ويهدي بها من ضل عن سواء السبيل .
يقول الله تعالى :
( سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) فصلت/53.
ولما حكى الله عز وجل قصة أهل الكهف ، بدأها بالتذكير بهذا الأمر فقال :
( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا ) الكهف/9 .
فقد جعل الله حياتهم بعد النوم الطويل آية لمن حولهم من الناس ، وكرامة لهم يُذكرون بها بين الخلق ، ولم يزل علماء أهل السنة يقررون جواز استمرار الكرامات على أيدي أولياء الله من عباده ، واستمرار وقوع الآيات في خلق الله لحكم يعلمها سبحانه ، ولا يستبعدون في مقتضى الشرع شيئا من ذلك .
ثانيا :
غير أن الواجب على المسلم النظر بأصول الشرع ، ومقتضى العقل ، فيما يبلغه من قصص الآيات التي تُحكى وتنقل بين الناس ، إذ الأصل أن العقل المسلم قد اعتاد الاستدلال البرهاني
والاستنتاج العقلي ، لِما يقرؤه في القرآن الكريم مِن دعوةٍ إلى تحكيم العقل وطلب البرهان ، فلا يجوز تجاوز هذا السبيل الذي أراده الله للعقل المسلم ، ولا ينبغي تغليب النظرة الأولى – حول آيات الله وكرامات الأولياء – على هذه النظرة الفاحصة المتأملة .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9-10) :
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا ، ولم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط " انتهى باختصار .
فيجب التنبه إلى أمرين في كل قصة تحكى وتنقل :
الأمر الأول :
مصدر القصة والحكاية ، وهل هو مصدر موثوق أو مشكوك فيه .
الأمر الثاني :
المحتوى الذي تضمه وتحكيه ، فقد يكون مخالفا لمقتضى الشرع أو العقل ، فلا يجوز التصديق به حينئذ ، بل يجب نقده وبيان خطئه وضرورة مراجعته .
فإذا استعمل المسلم هذه الموازين ، استطاع أن يميز بين القصص الثابت والقصص المخترع الكاذب ، وخلال ذلك لا يجوز أن يذيع في الناس تلك الحكايات مقررا لها ، ويحذر أن يكون سببا لنشر الشائعات والأباطيل ، فيحفظ على نفسه وعلى المسلمين عقولهم من الاستخفاف والتيه والضلال .
ويكفي المسلم ، ليحذر من تعريض نفسه ، وتعريض غيره لهذه المهواة من الغرر بالدين والعقل ، قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ ) رواه مسلم برقم (5) .
قال النووي رحمه الله في شرحه للحديث :
" وَأَمَّا مَعْنَى الْحَدِيث وَالْآثَار الَّتِي فِي الْبَاب فَفِيهَا الزَّجْر عَنْ التَّحْدِيث بِكُلِّ مَا سَمِعَ الْإِنْسَان فَإِنَّهُ يَسْمَع فِي الْعَادَة الصِّدْق وَالْكَذِب , فَإِذَا حَدَّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ فَقَدْ كَذَبَ لِإِخْبَارِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ " انتهى .
"شرح مسلم للنووي" .
وقال ابن الجوزي رحمه الله في "تلبيس إبليس" (1/151) :
" كان الوعاظ في قديم الزمان علماء فقهاء وقد حضر مجلس عبيد بن عمير عبد الله بن عمر رضي الله عنه وكان عمر بن عبد العزيز يحضر مجلس القاص ثم خست هذه الصناعة فتعرض لها الجهال فبعد عن الحضور وعندهم المميزون من الناس وتعلق بهم العوام والنساء فلم يتشاغلوا بالعلم وأقبلوا على القصص وما يعجب الجهلة وتنوعت البدع في هذا الفن " انتهى .
يتبع ....
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:28
ثالثا :
أما عن الحكايات الواردة في السؤال ، فنحن لا نعلم تفاصيلها ، ولم نبحث في أعيانها ، إذ لم يسم السائل شيئا معينا منها ، ولكننا نقرر قضيتين مهمتين في نقد مثل هذه القصص :
1- الأصل في عذاب القبر أنه مِن عالم الغيب الذي لا يطلع عليه البشر إلا الأنبياء ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( َلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) رواه مسلم (2867) ، ولو سمعه الناس لفقد معنى الغيب الذي هو محل الإيمان واليقين
ولأصبح من عالم الشهادة الذي تقوم به الحجة على الجميع ، فلا تصدق الحكايات التي تذكر سماع أصوات الموتى في قبورهم حقيقة ، وغالبا ما تكون أصواتا متوهمة ، أو صارخا يصرخ بها
وإن نقلت بعض القصص المسندة في ذلك فلا يكون المراد بها أصوات أهل القبور الحقيقية ، فقد روى مسلم في صحيحه (2867) عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه ، قَالَ : ( بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ
فَقَالَ : مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ أَنَا . قَالَ : فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ . قَالَ : مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا ، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) .
2- رؤية البشر للملائكة في الدنيا على صورتهم الحقيقية غير ممكنة ، لأنها مخلوقة من نور ، والعين البشرية لا تقوى عليها ، ولو رآهم الناس لما عاد ثمة فرق بين مؤمن وكافر ، لأن الملائكة من عالم الغيب الذي يفصل الإيمان به بين الكفر والإيمان ، وقد قرر العلماء .
والخلاصة
أن الواجب على المسلمين جميعا أن يحصلوا المزيد من الوعي ، والمزيد من الفهم والعلم ، وألا يعودوا بأمتهم ومجتمعاتهم إلى عصور الخرافة والضلالة ، بل يتقدموا بها إلى عصور العلم والمعرفة والحقيقة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:33
السؤال :
هل يستحب أن أقول عند التثاؤب :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؟
لأن التثاؤب من الشيطان .
الجواب :
الحمد لله
"لم يرد أن الإنسان إذا تثاءب يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وإنما الوارد أن يكتم الإنسان التثاؤب ما استطاع ، وإذا لم يستطع فليضع يده على فيه ، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أرشد إلى هذا عند التثاؤب ، ولم يقل : وليستعذ بالله من الشيطان الرجيم .
فإن قال قائل :
أليس الله يقول : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن التثاؤب من الشيطان .
فالجواب :
كل ذلك صحيح ، قال الله هذا ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من الشيطان ، لكن المراد بالنزغ في الآية الكريمة هو هم الإنسان بالسيئة ، إما بترك واجب ، وإما بفعل محرم ، فإذا أحس الإنسان بأنه هَمَّ بذلك ، فليقل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأما التثاؤب فقد عَلَّم الرسول عليه الصلاة والسلام ما يسن أن يقوم به الإنسان عند وجود التثاؤب" انتهى .
فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله .
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8666.shtml
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"لا نعلم ما يدل على شرعية الاستعاذة عند التثاؤب لا في الصلاة ولا في خارجها" انتهى .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز. . عبد الرزاق عفيفي .
. عبد الله بن غديان . . عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (6/383) .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:34
السؤال :
ما حكم كتابة بسم الله الرحم الرحيم في بداية المقالات والروايات والقصص والأشعار ؟
الجواب :
الحمد لله
الروايات والمقالات والقصص والأشعار إن كان موضوعها حسناً ، كالدعوة إلى التمسك بالدين وحسن الخلق ونحو ذلك ، أو كان موضوعها مباحاً خالياً من المحرمات والمنكرات ، فلا حرج من بدايتها بالبسملة ، بل ينبغي ذلك ، تبركاً بذكر اسم الله تعالى ، واقتداء بالقرآن الكريم ، فإن الله تعالى ابتدأه بالبسملة .
وأما إن كان موضوع هذه المقالات والقصص والأشعار محرماً فلا يجوز كتابتها ، ولا نشرها ولا يجوز قراءتها إلا لمن ينكر ما فيها من الباطل ، ولا يجوز كتابة بسم الله الرحمن الرحيم في بدايتها ، لأن ذكر اسم الله تعالى على شيء من معاصيه يتنافى مع توقير الله تعالى وتعظيمه الواجب ، بل قد يصل الأمر إلى نوع من الامتهان والاستهزاء باسم الله تعالى .
قال الشيخ بكر أبو زيد :
( كل محرم أو مكروه ، من قول أو عمل ، لا يجوز افتتاحه بشيء من ذكر الله تعالى ؛ لما فيه من الامتهان ، وافتتاح المعصية بالطاعة .
وذلك مثل : كتابة البسملة ، أمام الشعر غير الحسن ، واستفتاح اللعب المحرم ، والرهان المحرم ، والبرامج المضلة بالقرآن ، أو الحمد ، والصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك .
وقد وصل الناس في هذا إلى حد العبث ، وعدم المبالاة ، والتغطية على عقول السذج بمشروعية تلك المحرمات ؛ بل وصل الحال إلى : "سجود المعصية" عندما يفوز فريق رهان على آخر ، يسجد الفائز لتفوقه المحرم ، وهذا السجود من أسباب سخط الله وعقابه ، فالله المستعان .
وعن مكحول الأزدي قال :
قلت لابن عمر : أرأيت قاتل النفس وشارب الخمر والسارق والزاني يذكر الله ؟ وقد قال الله تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) البقرة/152 ؟ قال : إن ذكر اللهَ هذا ذكره اللهُ بلعنته حتى يسكت .
وعلَّق على هذا الأثر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في "عمدة التفسير" (1/273) قائلاً : " وهذا الذي قال ابن عمر حق ، ينطبق تماماً على ما يصنع أهل الفسق والمجون في عصرنا ، من ذكر الله سبحانه وتعالى في مواطن فسقهم وفجورهم ، وفي الأغاني الداعرة
والتمثيل الفاجر الذي يزعمونه تربية وتعليماً ، وفي قصصهم المفترى ، الذي يجعلونه أنه هو الأدب وحده أو يكادون ، وفي تلاعبهم بالدين ، بما يسمونه "القصائد الدينية" و "الابتهالات" التي يتلاعب بها الجاهلون من القراء ، ويتغنون بها في مواطن الخشوع وأوقات التخلي للعبادة ، حتى لَبَّسوا على عامة الناس شعائر الإسلام ، فكل أولئك يذكرون الله فيذكرهم الله بلعنته حتى يسكتوا")
انتهى من "تصحيح الدعاء" ص-49 .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:36
السؤال :
ما حكم بداية الاحتفالات والندوات والاجتماعات بقراءة شيء من القرآن الكريم ؟
الجواب :
الحمد لله
ليس ذلك من السنة ، فلم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ فيما نعلم ـ ، فالمداومة على ذلك يدخل في الابتداع في الدين . وخير الهدي هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
عن إدارة مدرسة تريد أن تبدأ الإذاعة المدرسية يومياً بقراءة شيء من القرآن الكريم .
فأجاب :
"الذي ينبغي أن لا يتخذ ذلك سنة دائمة - أعني : البداءة بالقرآن الكريم عند فتح الإذاعة - ، لأن البداءة بالقرآن الكريم عبادة ، والعبادة تحتاج إلى توقيف من الشرع ، ولا أعلم أن الشرع سن للأمة أن تبتدأ خطاباتها ومحاضراتها وما أشبه ذلك بالقرآن الكريم ، لكن إّذا ابتدأ أحد بقراءة ما يناسب المحاضرة مثلا تقدمةً لها ، ولعل المحاضر يتكلم على معاني الآيات التي قرأها فإن هذا طيب لا بأس به ، مثل أن تكون المحاضرة عن الصيام فيقوم أحد الناس يقرأ آيات الصيام قبل بدأ المحاضرة ، أو تكون المحاضرة في الحج فيقوم أحد ويقرأ آيات الحج ، فإن هذا لا بأس به ، لأنه مناسب ، فهو كالتقدمة لهذه المحاضرة التي تتناسب مع هذه الآيات ، أما اتخاذ هذا سنة راتبة كلما أراد المحاضرة ، أو كلما أردنا كلاما قرأنا القرآن ، فهذا ليس بسنة" انتهى .
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_8296.shtml\
وقال الشيخ بكر أبو زيد :
"ومن المحدثات التي لم تكن في هدي من مضى من صالح سلف هذه الأمة : التزام افتتاح المؤتمرات ، والاجتماعات ، والمجالس والمحاضرات ، والندوات بآيات من القرآن الكريم ، ولا أعلم حدوث هذا في تاريخ المسلمين إلا بعد عام 1342 من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ، أما قبل ذلك فلا ، فهذا قدوة الأمة رسول رب العالمين لم يعهد من هديه فعل ذلك ولا مرة واحدة ، لا سيما في حال جمعه لوجوه الصحابة رضي الله عنهم للمشورة في مهمات الأمور ، وهكذا الخلفاء الراشدون من بعده رضي الله عنهم من اجتماع السقيفة إلى الآخر ، وهكذا في حياة من تبعهم بإحسان .
هذا إذا كان الأمر المفتتح مشروعاً ، أما إذا كان محظوراً أو محرماً أو مكروهاً ؛ فيحرم شرعاً افتتاحه بالقرآن لعدم شرعية السبب ، ولما فيه من تعريض كلام الله تعالى للامتهان في مجلس محظور مثل دورات الرهان المحرم على لعب محرم في ميادين الكرة ، والمصارعة، والملاكمة ، ونطاح الحيوانات ، وسباق السيارات ، والدراجات ، إلى غير ذلك من أمور مبنية على الرهان المحرم ، وما تفضي إليه من محرمات أخرى" انتهى .
"تصحيح الدعاء" (ص 298) .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:38
السؤال :
بعض الناس إذا أراد أن يتكلم في خطبة أو موعظة أو ندوة يبدأ الكلام
بـ (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم )
فما حكم ذلك؟
الجواب :
الحمد لله
لا تشرع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم في بداية كلام إلا القرآن الكريم فقط ، قال الله تعالى : ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) النحل/98 .
فلا يستحب للخطيب أو المحاضر أن يبدأ كلامه بالاستعاذة ، إلا إذا كان هناك سبب يقتضي ذلك ، كما لو وسوس له الشيطان ، وألقى في نفسه شيئاً من الكبر أو العجب ونحو ذلك ، فلا بأس بالاستعاذة حينئذ لهذا السبب ، ولا تكون الاستعاذة من أجل بداية الكلام ، قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنْ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/36 .
وقال الشيخ بكر أبو زيد :
"لا تشرع الاستعاذة بين يدي كلام محبوب غير قراءة القرآن العظيم ؛ لهذا فبدء بعض المتسننة عند بدء حديث أو كلام وعظ ، ونحوه ، بالاستعاذة ، لا أصل له ، هذا مقتضى ما نَبَّه عليه ابن القيم رحمه الله تعالى في سياق فوائد الاستعاذة ؛ إذ قال : (ومنها : أن الاستعاذة قبل القراءة إعلام بأن المأتي به بعدها القرآن ؛
ولهذا لم تشرع الاستعاذة بين يدي كلام غيره ، بل الاستعاذة مقدمة وتنبيه للسامع أن الذي يأتي بعدها هو التلاوة ، فإذا سمع السامع الاستعاذة استعد لسماع كلام الله تعالى ، ثم شُرع ذلك للقارئ ، وإن كان وَحْدَه ؛ لما ذكرنا من هذه الحكم وغيرها)" انتهى .
"تصحيح الدعاء" (ص273) .
*عبدالرحمن*
2018-02-08, 15:40
السؤال :
عندما أزور خالتي أو عمتي تجلس بناتها معنا ، وأضطر إلى مصافحتهنَّ
وإذا لم أصافحهن عاتبتني عمتي أو خالتي وغضبت علي
فهل يجوز ترك زيارة العمة أو الخالة حتى تكون وحدها أو لا ؟
الجواب :
الحمد لله
"صله الرحم واجبة شرعاً ، والعمة والخالة ، ممن يتأكد صلتهما ، ما لم يترتب على ذلك مفسدة من حضور بنات العمة أو الخالة ، ممن لست محرماً لهن ـ كما في السؤال ـ ولا تتمكن من الإنكار عليهن فيما يخالفن فيه الشرع المطهر ، وعليك أن تختار وقتاً مناسباً لزيارة عمتك وخالتك ونحوهما ، تأمن فيه من الاختلاط بمن ليس من محارمك .
وينبغي لك أن تبين لعمتك أو خالتك ونحوهما الحكم الشرعي ، وأنه لا يحل للرجل أن يصافح من ليس من محارمه .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز .. الشيخ عبد العزيز آل الشيخ . . الشيخ عبد الله بن غديان .. الشيخ صالح الفوزان .. الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" (25/342) .
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:02
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
هل في هذه العبارة محظور :
" لو يعرف الشخص منا وش مع الغيب بيجي له كان جنبنا المشاكل قبل ما يوقع ضررها " ؟
الجواب :
الحمد لله
هذه العبارة معناها :
أن الإنسان لو يعلم ما يكون له في الغيب ، لكان تجنب ما يقابله من المشاكل والشرور ؛ وهي متفقة مع عقيدة المسلم ، وليس فيها أي خطأ أو محذور ؛ لأن الغيب مما استأثر الله به ، ولو فُرض أن الناس يطلعون على الغيب ويعلمون بالحوادث قبل وقوعها لاستكثروا من كل خير
واجتنبوا كل شر ، فنظروا أسباب الصحة والغنى والسعادة فسلكوها ، ورأوا أسباب الفقر والمرض والهلاك فاجتنبوها ، وهو فرض عقلي لأمر مستحيل ، الغاية منه بيان عجز الإنسان وضعفه واستسلامه للقدر الذي قضاه الله عز وجل .
وفي القرآن الكريم ما يدل على صحة معنى هذه العبارة .
يقول الله تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف/188
جاء في تفسير ابن كثير "تفسير القرآن العظيم" (3/524) قوله :
" والأحسن في هذا ما رواه الضحاك ، عن ابن عباس : ( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ ) أي : من المال . وفي رواية : لعلمت إذا اشتريت شيئًا ما أربح فيه ، فلا أبيع شيئًا إلا ربحت فيه ، وما مسني السوء ، قال : ولا يصيبني الفقر .
وقال ابن جرير : وقال آخرون : معنى ذلك : لو كنت أعلم الغيب لأعددت للسنة المجدبة من المخصبة ، ولعرفت الغَلاء من الرخص ، فاستعددت له من الرخص .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم :
( وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) قال : لاجتنبت ما يكون من الشر قبل أن يكون واتقيته " انتهى .
ويقول الشيخ السعدي في "تيسير الكريم الرحمن" (ص/311) :
" ( وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ) أي : لفعلت الأسباب التي أعلم أنها تنتج لي المصالح والمنافع ، ولحذرت من كل ما يفضي إلى سوء ومكروه ، لعلمي بالأشياء قبل كونها ، وعلمي بما تفضي إليه .
ولكني - لعدم علمي - قد ينالني ما ينالني من السوء ، وقد يفوتني ما يفوتني من مصالح الدنيا ومنافعها ، فهذا أدل دليل على أني لا علم لي بالغيب " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:03
السؤال :
ماذا لو كانت نيتي سليمة في فعل شيء إلا أن نتائجه كانت حرامًا ؟
هل يكون إثم ذلك الفعل عليّ ؟
مثلاً :
إذا أعطيت أحد الأشخاص حيوانًا كنت تملكه وأوصيته بأن يرعاه
ثم اكتشفت بعد ذلك أنه أساء معاملة الحيوان
فهل آثم على ذلك ؟
الجواب :
الحمد لله
إذا أعطيتِ غيرك حيوانا وأوصيته برعايته ، لكنه أساء معاملته ، فلا يلحقك إثم بذلك ، إلا إذا كنت تعلمين أنه يسيء للحيوانات ويغلب على ظنك أنه لن ينفذ وصيتك ، فهنا يلحقك الإثم ، لأن هذا التصرف فيه إعانة وتمكين له من الحرام . وإذا أمكن استرجاع الحيوان وإنقاذه من الأذى ، لزمك ذلك .
فمن كانت نيته صالحة ، وتصرف بأمر مباح ، فالأصل أنه لا يأثم ولو ترتب على ذلك أمر محرم ، إلا إذا كان يعلم أو يغلب على ظنه حصول الأمر المحرم من جهة الغير ، فليس له أن يعينه على ذلك .
ومثّل الفقهاء لذلك ببيع العنب لمن يعلم أنه يصنعه خمرا ، أو بيع السلاح لمن يعلم أنه يستعمله في الحرام ، فالبيع في أصله مباح ، لكن إذا عُلم أو غلب على الظن أن مشتريه سيستعمله في الحرام ، لم يجز البيع له .
وقالوا مثل ذلك في العارية ، فلا يجوز أن تعطى العارية لمن يستعملها في الحرام ، كإعارة آنية لمن يشرب فيها الخمر ، أو إعارة سكين لمن يذبح بها خنزيرا ، أو إعارة شقة لمن يرتكب فيها الحرام .
وغلبة الظن هنا كالعلم ، فإذا غلب على الظن أن العمل سيترتب عليه شيء من الحرام ، لم يجز .
وينظر : "المغني" (5/131) ، "حاشية الدسوقي" (3/435) ، "مطالب أولي النهى" (3/726) .
وبالجملة ؛ فلا يجوز فعل الحرام ، ولا فعل ما يغلب على الظن أنه يترتب عليه الحرام ، ولو كان من الغير .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:04
السؤال :
1- ما حكم إطلاق كلاب الصيد على الغزال وهو في القيد(ممسوك) ؟
2- ما حكم إطلاق كلاب الصيد على الغزال وهو في القيد للتدريب ؟
الجواب :
الحمد لله
إطلاق كلب الصيد على الغزال المقيد ، نوع من العبث والأذى والتعذيب للحيوان ، وهو محرم . وقد روى البخاري (5513) ومسلم (1956) عَنْ هِشَامِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ أَنَسٍ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ ، فَرَأَى غِلْمَانًا أَوْ فِتْيَانًا نَصَبُوا دَجَاجَةً يَرْمُونَهَا ، فَقَالَ أَنَسٌ : ( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ ) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " قَالَ الْعُلَمَاء : صَبْر الْبَهَائِم : أَنْ تُحْبَس وَهِيَ حَيَّة لِتُقْتَل بِالرَّمْيِ وَنَحْوه , وَهُوَ مَعْنَى قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوح غَرَضًا ) , أَيْ : لَا تَتَّخِذُوا الْحَيَوَان الْحَيّ غَرَضًا [ هدفاً ] تَرْمُونَ إِلَيْهِ , وَهَذَا النَّهْي لِلتَّحْرِيمِ
وَلِهَذَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كما فِي رِوَايَة اِبْن عُمَر: ( لَعَنْ اللَّه مَنْ فَعَلَ هَذَا ) وَلِأَنَّهُ تَعْذِيب لِلْحَيَوَانِ وَإِتْلَاف لِنَفْسِهِ , وَتَضْيِيع لِمَالِيَّتِهِ , وَتَفْوِيت لِذَكَاتِهِ إِنْ كَانَ مُذَكًّى , وَلِمَنْفَعَتِهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُذَكًّى " انتهى .
كما ورد النهي عن التحريش بين البهائم ، لكن بإسناد ضعيف .
والتحريش بين البهائم هو تهييج بعضها على بعض .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (10/195) :
" أما تحريش الحيوان بمعنى الإغراء والتسليط والإرسال بقصد الصيد ، فمباح كإرسال الكلب المعلم , وما في معناه من الحيوانات .
ولا خلاف بين الفقهاء في حرمة التحريش بين البهائم , بتحريض بعضها على بعض وتهييجه عليه , لأنه سفه ويؤدي إلى حصول الأذى للحيوان , وربما أدى إلى إتلافه بدون غرض مشروع . وجاء في الأثر : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التحريش بين البهائم ) " انتهى .
قال الخادمي في "بريقة محمودية" (4/79) :
" ومثله ( أي : مثل التحريش بين البهائم ) : إغراء الأمراء الأسد مع النمر ، أو مع البقر أو الجمل . انتهى .
أما إذا كان إطلاق كلب الصيد على الغزال بغرض تدريبه وتعليمه ، فلا حرج في ذلك ؛ لأنه وسيلة إلى أمر مباح مأذون فيه .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:06
السؤال :
أرجو أن تفيدني بـحكم دخولي لـ ( الشات ) وصفحات ( الدردشة )
حيث إن دخولي لها هو فقط للتسلية والنظر في بعض الموضوعات المطروحة ومناقشتها
ولا يخفاكم شيخنا ما يتخلل هذه الأماكن من كلام فاحش وبذيء...
أفدني حفظك الله بهذا الخصوص ، ولك مني جلّ محبتي ودعائي.
الجواب :
الحمد لله
إن مما ينبغي على العبد المسلم :
الحرص على تقويم النفس وتهذيبها ، والارتقاء بها إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب وذلك يعني منه طول المجاهدة وحسن السياسة ، وأهم ما يمكن أن يعينه على ذلك :
تجنب أماكن الفساد ، وموارد الهلاك ، فقد اتفق علماء السلوك على أن النفس مجبولة على الضعف والميل في أصل تكوينها ، وأن العقل هو الذي يضبطها ويوجه طاقتها ، فإذا أسلم العقلُ النفسَ إلى مراتع الفساد والهوى : فقد لا يملك بعد ذلك أن يعيدها إلى حياض النجاة والخلاص .
وهكذا هي مجالس اللهو والعبث – أخي السائل - فقد كانت – وما زالت بصورتها المعاصرة على الإنترنت – مصارف لاستنفاد الطاقات وتضييع المواهب وإهدار الإنجازات ، يجتمع عليها أهل البطالة ممن لا يحملون رسالة العمل والنجاح في حياتهم ، فيهدرون فيها أوقاتهم وأعمارهم التي هي أغلى ما يملكون ، ويقضون أيامهم في القيل والقال ، فلا هم أقاموا دنيا ولا التزموا بدين .
والمسلم حين يستشعر نعمة الفراغ التي أكرمه الله بها لا يملك إلا أن يبحث عن أفضل عمل يملأ به أيامه وساعاته ، وليس فقط عن عمل حسن يسد عنه ذلك ، ولذلك تجد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة عن أفضل الأعمال التي ينالون بها أرقى المراتب عند الله تعالى ، فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم عما يسألون.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) .
رواه البخاري ( 6412 ) .
مغبون : أي : ذو خسران فيهما كثير من الناس .
قال ابن القيم - رحمه الله - وهو يتحدث عن الغيرة على الوقت - :
غيْرة على وقت فات ! وهي غيرة قاتلة ، فإن الوقت وَحِيُّ التقضي – أي : سريع الانقضاء – أبيُّ الجانب ، بطيء الرجوع ...
والوقت عند العابد : هو وقت العبادة والأوراد ، وعند المريد هو وقت الإقبال على الله ، والجمعية عليه ، والعكوف عليه بالقلب كله .
والوقت أعز شيء عليه ، يغار عليه أن ينقضي بدون ذلك ، فإذا فاته الوقت : لا يمكنه استدراكه البتة ؛ لأن الوقت الثاني قد استحق واجبه الخاص ، فإذا فاته وقت : فلا سبيل له إلى تداركه .
" مدارج السالكين " ( 3 / 49 ) .
وإن أهم ما يساعد على اغتنام الأوقات الهروب من المجالس الخاوية ، وترك فضول الكلام ، والنأي عن أهل الكسل والبطالة ، ومصاحبة المجدين النبهاء الأذكياء المتيقظين للوقت والدقائق ، والانغماس في متعة المطالعة والاستزادة من المعرفة .
فالعاقل الموفق من يملأ حاضر عمره ووقته بفائدة وعمل صالح نافع ، فيترقى في مدارج السمو والرفعة ، يطلب علما أو يكتب درسا أو يتعلم صنعة أو يزور رحما أو يعود مريضا أو ينصح ضالا أو يتكسب رزقا يقوم به على عياله يكفهم عما في أيدي الناس .
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا – أي : فارغا – لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة .
ذكره أبو عبيد القاسم بن سلاَّم في
" الأمثال " ( 48 ) .
وليس في حياة المسلم تسلية في سماع المعاصي ورؤية المنكرات ، وأنت تعلم أن هذه المحادثات فيها ما يخالف الشرع من الفحش في القول ، والسوء في الخلق ، فهل الدخول في هذه المستنقعات الآسنة هو مما ينفع المسلم ، ومن الذي يحرص عليه في حياته .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ) .
رواه مسلم ( 2664 ) .
ولو سألك الله تعالى يوم القيامة عن هذه الأوقات التي أضعتها في القيل والقال ، والكتابة والمحادثة فيما لا ينفعه ، بل هو يضرك : فماذا سيكون جوابك ؟ .
عن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ قالَ : قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : ( لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ ، وَعن عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ ، وعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفيمَ أَنْفَقَهُ ، وعن جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ ) . رواه الترمذي ( 2417 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " ( 126 ) .
واعلم – أخي – أخيراً :
أن هذه غرف المحادثة قد أفسدت أخلاق كثيرين ، وقد فرَّقت بين أحبة ، وطلَّق رجال زوجاتهم بسببها ، وخسرت نساء شرفهن بسببها ، واغتر ضعاف الإيمان وقليلو العلم بما فيها من شبهات وانحرافات فزلت أقدامهم ، والواجب على المسلم إذا سمع عن بيئة فتنة أو معصية أن ينكر على أهلها ويصلح حالهم – إن كان على ذلك من القادرين - ، أو ينأى بنفسه عن تلك البيئات ولا يغتر بقوة إيمانه ، أو أنه عارف بأحوالهم ، وإنما هو يتسلى !
فحذار أخي السائل الكريم من الانغماس في مجالس المحادثة على شبكة ( الإنترنت ) ، وانأ بنفسك عما فيها من الفحش والبذاءة ، فهي مجالس قليلة النفع كثيرة الضرر ، لا تنفع في دنيا ولا تنجي في الآخرة .
وإذا وجدت في نفسك انجراراً نحو الفتنة والمعصية ، من محادثة النساء من غير حاجة ، وتوسع في الحديث مع هذه وتلك : فاعلم أنك على خطر عظيم ، نرجو أن تنجو بنفسك منه
وتعتقها من قيود الشيطان الرجيم .
والله أعلم
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:07
السؤال :
هناك خلافات عائلية بين أبي وعمتي مما جعل صلة الرحم تنقطع بيننا
هل في ذلك إثم ؟
علما أن العمة تقوم بزيارتنا من جهتها .
الجواب :
الحمد لله
لا شك أن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ، والنصوص الكثيرة في الكتاب والسنة التي جاءت في الأمر بصلة الرحم تدل على عظم شأن هذا الموضوع في شريعتنا السمحة ، فإن من أعظم مقاصد الشريعة التأليف بين الناس ، وحفظ روابط الأخوة والصلة بينهم .
يقول الله سبحانه وتعالى :
( وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ ) الرعد/21
ومما جاء في السنة النبوية من التشديد في قطيعة الرحم :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتْ الرَّحِمُ فَقَالَتْ : هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنْ الْقَطِيعَةِ . قَالَ : نَعَمْ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى . قَالَ : فَذَاكِ لَكِ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) رواه البخاري (5987) ومسلم (2554)
ولو تأمل الناس فيما يسبب قطيعة الرحم بينهم لوجدوه شيئا من حطام الدنيا الزائل ، مما لا يغني عند الله شيئا يوم القيامة ، أو يكون بسبب ما ينزغ الشيطان بينهم ، فيوقع بينهم العداوة والبغضاء بأسباب تافهة لا تستحق الالتفات إليها أصلا .
وذلك مع أن الشريعة تأمر بالصلة ولو كان ثمة سبب معتبر للقطيعة ، وتحث المؤمنين على تجاوز الأخطاء والتعامل بالعفو والصفح والمسامحة ، وليس بتصيد الأخطاء واكتناز الحقد والبغض والحسد .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه :
( أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي ، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟
فَقَالَ : لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ) رواه مسلم (2558)
يقول النووي في "شرح مسلم" (16/115) :
" المَل : الرماد الحار . ويجهلون أي يسيئون . ومعناه كأنما تطعمهم الرماد الحار ، وهو تشبيه لما يلحقهم من الألم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ، ولا شيء على هذا المحسن بل ينالهم الإثم العظيم في قطيعته ، وإدخالهم الأذى عليه .
وقيل : معناه أنك بالإحسان إليهم تخزيهم وتحقرهم في أنفسهم لكثرة إحسانك وقبيح فعلهم والله أعلم " انتهى .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا )
رواه البخاري (5991)
هذه هي الأخلاق التي يدعو لها الإسلام أخي الكريم ، ولا ينبغي لأحد أن يتردد في الإنكار على من يقطع أخته أو أمه من صلته ، ولا يجوز لك أخي السائل أن توافق والدك في قطيعته لأخته ، بل يجب عليك صلتها والإحسان إليها ، ومحاولة الإصلاح بينها وبين والدك ، وبذل كل الجهود في ذلك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:09
السؤال :
هل يجوز فسخ الخطوبة بعد سنتين لأن الخطيب رؤي في حلم سيء بعد الاستخارة ؟
الجواب :
الحمد لله
المسلم ينطلق في أحكامه وفهمه لواقعه ومعايشته لتجارب زمانه من منطلقات العقل والحكمة ، والأسباب التي أمر الله سبحانه وتعالى بمراعاتها والأخذ بها ، وبذلك جاءت الشريعة الإسلامية ، تأمر بالنظر والتفكر واستعمال موازين العقل والتجربة ، ثم الحكم بعد ذلك على الأشخاص أو الأعمال .
يقول الله سبحانه وتعالى :
( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) البقرة/242
وليس في شريعتنا أبدا الركون إلى الرؤى والأحلام والمنامات ، لا في معايش الدنيا ولا في أحكام الدين ، فإن المعرفة المتحصلة عن طريق الرؤى والمنامات غير منضبطة ولا متيقنة ، بل يداخلها الشك والريبة ، ولا يمكن أن تُرجع الشريعة الناس في معارفهم إلى مصادر موهومة لا تحقق أدنى مستويات العلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الرُّؤْيَا ثَلاَثَةٌ: فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ ) رواه مسلم (2263)
فالشيطان له نصيب مما يراه الإنسان في منامه ، كما للنفس نصيب أيضا ، وتمييز ذلك قد لا يكون واضحا في جميع الأحيان ، فكيف يطمئن المسلم إلى منام رآه ثم يبني عليه اختياره وهو يعلم أن الشيطان قد يكون له منه أوفر حظ ونصيب ؟!
ومن ذلك أمر الزواج أيضا ، فقد حدد لنا النبي صلى الله عليه وسلم الصفات التي ينبغي أن ينبني عليها الحكم بالقبول أو الرفض فيمن يتقدم للخطبة فقال :
( إذا جاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ قَالَ إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )
رواه الترمذي (1085) وقال حسن غريب ، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
فجعل الخلق والدين هو المقياس الذي ينبغي أن يتحاكم إليه الناس في رفضهم أو قبولهم ، وينبغي للسائلة الكريمة ألا تلتفت إلا إليه ، ولا تستجيب لما تراه في منامها من أمور قد يكون للشيطان فيها نصيب ، يريد بها التفريق بين الزوجين وإحداث الشقاق والنزاع .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم 5/سؤال رقم 17) ما يلي :
خطب رجل امرأة ، فرأته في المنام حالق اللحية ، فهل توافق عليه أم لا ؟ وفي اليقظة ظاهره طيب ، لم يحلق اللحية ، وهو شخص ملتزم ولا نزكي على الله أحدا ً.
فأجاب رحمه الله :
" المرأة التي رأت الرجل الذي خطبها في المنام حالق اللحية وهو في الواقع ليس بحالق لها لا يضرها ما رأت في المنام ، ولا ينبغي أن يمنعها من التزوج به ما دام مستقيماً في دينه وخلقه " انتهى .
ثم يجب التنبه إلى أن الاستخارة لا علاقة لها برؤيا المنام – كما يظن كثير من الناس - ، فإن المقصود من الاستخارة هو سؤال الله تعالى تيسير خير الأمرين ، والالتجاء إليه سبحانه في الإرشاد إلى أحسن الأمور ، والاستخارة دعاء إذا استجاب الله له يسر الأمر الذي اختاره المستخير – بعد التفكير والتأمل – ولا يرتبط الدعاء من قريب أو بعيد برؤيا المنام .
فالنصيحة للأخت السائلة الكريمة أن تراجع أمرها ، ولا تسعى في خراب رابطتها الزوجية بمجرد رؤيا منامية ، بل ينبغي أن تحكم الدين والعقل في أمر خطيبها ، ثم تتخذ بعد ذلك الموقف المناسب .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:11
السؤال :
هل شكر من تأخذ منه المال بمثل :
" جزاك الله خيرا " فيه محذور ؟
الجواب :
الحمد لله
الخلق الكريم يقتضي مكافأة من يؤدي إليك المعروف ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ، فقال : ( مَن صَنَعَ إِليكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوه ، فَإِن لَم تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوا بِهِ فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوا أَنَّكُم قَد كَافَأتُمُوهُ ) رواه أبو داود (1672) وصححه الألباني .
وإحسان المكافأة يعني اختيار ما يدخل الفرح والسرور على صاحب المعروف ، فكما أنه أدخل على قلبك المسرة ، فينبغي أن تسعى لشكره بالمثل ، قال تعالى : ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ) الرحمن/60 .
فإن قصرت الحيلة عن مكافأته بهدية ، أو مساعدة في عمل ، أو تقديم خدمة له ، ونحو ذلك ، فلا أقل من الدعاء له ، وقد يكون هذا الدعاء من أسباب سعادته في الدنيا والآخرة .
ومن أفضل صيغ الدعاء لمن أدى إليك معروفا ما جاءت به السنة :
فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا . فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ ) .
رواه الترمذي (1958) والنسائي في "السنن الكبرى" (6/53) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وقد ورد هذا الدعاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم في سياق حديث طويل وفيه قوله : ( وَأَنتُم مَعشَرَ الأَنصَارِ ! فَجَزَاكُمُ اللَّهُ خَيرًا ، فَإِنَّكُم أَعِفَّةٌ صُبُرٌ ) رواه ابن حبان (7277) والحاكم (4/79) وقال : صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي ، وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3096) : وهو كما قالا .
كما كانت هذه الجملة من الدعاء معتادة على ألسنة الصحابة رضوان الله عليهم :
جاء في مصنف ابن أبي شيبة (5/322) :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه : جزاك الله خيرا ، لأَكثَرَ منها بعضكم لبعض ) .
وهذا أسيد بن الحضير رضي الله عنه يقول لعائشة رضي الله عنها : ( جزاك الله خيرا ، فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا ، وجعل للمسلمين فيه بركة ) رواه البخاري (336) ومسلم (367) .
وفي صحيح مسلم ( 1823 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( حضرت أبي حين أصيب فأثنوا عليه ، وقالوا : جزاك الله خيرا . فقال : راغب وراهب ) . أي راغب فيما عند الله من الثواب والرحمة ، وراهب مما عنده من العقوبة .
ومعنى " جزاك الله خيرا" أي أطلب من الله أن يثيبك خيرا كثيراً .
"فيض القدير" (1/410) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "شرح رياض الصالحين" (4/22) :
" والمكافأة تكون بحسب الحال ، من الناس من تكون مكافأته أن تعطيه مثل ما أعطاك أو أكثر ، ومن الناس من تكون مكافأته أن تدعو له ، ولا يرضى أن تكافئه بمال ، فإن الإنسان الكبير الذي عنده أموال كثيرة ، وله جاه وشرف في قومه إذا أهدى إليك شيئا فأعطيته مثل ما أهدى إليك رأى في ذلك قصورا في حقه ، لكن مثل هذا ادع الله له ، ( فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ) ، ومن ذلك أن تقول له : ( جزاك الله خيرا ) ، وذلك لأن الله تعالى إذا جزاه خيرا كان ذلك سعادة له في الدنيا والآخرة " انتهى .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:12
السؤال :
لماذا فضلت اليد اليمنى على اليد اليسرى في السلام وفي الأكل وخلافه ؟
وما العيب في استخدام اليسرى لهذه الأغراض ؟
الجواب :
الحمد لله
من تمام نعمة الله علينا ، وكمال هذا الدين العظيم أنه نظم كل شيء في حياتنا ، فما من خير إلا دلنا عليه ، وما من شر إلا حذرنا منه ، ومن ذلك: بعد العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق ، تصرفاتنا الخاصة والتي وجهنا فيها إلى مستوى يليق بشرف الإنسان وتكريم الله تعالى له ، ومن ذلك : كيفية تناول الإنسان المسلم لطعامه وشرابه ونحو ذلك .
و "هَذِهِ قَاعِدَة مُسْتَمِرَّة فِي الشَّرْع : أنَّ مَا كَانَ مِنْ بَاب التَّكْرِيم وَالتَّشْرِيف كَلُبْسِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَدُخُول الْمَسْجِد وَالسِّوَاك وَالِاكْتِحَال , وَتَقْلِيم الْأَظْفَار , وَقَصّ الشَّارِب , وَتَرْجِيل الشَّعْر (وهو تسريحه), وَنَتْف الْإِبِط , وَحَلْق الرَّأْس , وَالسَّلَام مِنْ الصَّلَاة , وَغَسْل أَعْضَاء الطَّهَارَة , وَالْخُرُوج مِنْ الْخَلَاء , وَالْأَكْل وَالشُّرْب , وَالْمُصَافَحَة , وَاسْتِلَام الْحَجَر الْأَسْوَد , وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ فِي مَعْنَاهُ يُسْتَحَبّ التَّيَامُن فِيهِ . وَأَمَّا مَا كَانَ بِضِدِّهِ كَدُخُولِ الْخَلَاء وَالْخُرُوج مِنْ الْمَسْجِد وَالِامْتِخَاط وَالِاسْتِنْجَاء وَخَلْعِ الثَّوْب وَالسَّرَاوِيل وَالْخُفّ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ , فَيُسْتَحَبّ التَّيَاسُر فِيهِ , وَذَلِكَ كُلّه لِكَرَامَةِ الْيَمِين وَشَرَفهَا " قاله النووي في شرح صحيح مسلم .
وقد دل على هذه القاعدة أدلة كثيرة ، منها :
في الصحيحين عن عمر بن سلمة رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يَا غُلَامُ ، سَمِّ اللَّهَ ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ ) رواه البخاري (5376) ومسلم (2022)
وفي صحيح مسلم (2021) : ( أَنَّ رَجُلًا أَكَلَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِمَالِهِ ، فَقَالَ : (كُلْ بِيَمِينِكَ ) قَالَ : لَا أَسْتَطِيعُ ، قَالَ : لَا اسْتَطَعْتَ ، مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ ، قَالَ : فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ) .
دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتحقق ما ادعاه من عدم الاستطاعة التي اعتذر بها، لأنه تكبر على الحق ولم يلتزم الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذب في اعتذاره ، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ليس كالكذب على أحد .
وفي سنن أبي داود (33) عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كَانَتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيُمْنَى لِطُهُورِهِ وَطَعَامِهِ ، وَكَانَتْ يَدُهُ الْيُسْرَى لِخَلَائِهِ وَمَا كَانَ مِنْ أَذًى ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى مسلم (262) من حديث سلمان رضي الله عنه قال : ( نَهَانَا ـ يعني النبي صلى الله عليه وسلم ـ أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ ) .
وروى مسلم (2020) عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ) .
وقد حذر الله تعالى من مخالفة أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .
وهذا عند القدرة على الأكل باليمين ، أما عند العجز فلا حرج في ذلك ، قال النووي في "شرح مسلم " (13/191) : " وكراهتهما - أي الأكل والشرب بالشمال ـ وهذا إذا لم يكن عذر ، فإن كان عذر يمنع الأكل والشرب باليمين من مرض أو جراحة أو غير ذلك فلا كراهة " اهـ .
قال الغزالي في "الإحياء" (4/93) :
" ثم أحوجك من أعطاك اليدين إلى أعمال بعضها شريف ، كأخذ المصحف ، وبعضها خسيس كإزالة النجاسة ، فإذا أخذت المصحف باليسار ، وأزلت النجاسة باليمين ، فقد خصصت الشريف بما هو خسيس ، فغضضت من حقه ، وظلمته ، وعدلت عن العدل " انتهى .
وحاصل ما ذكره العلماء من الحكمة من التيامن في الأشياء التي هي من باب الإكرام :
1- أن في هذا مخالفة للشيطان
كما في الأكل والشرب .
2- أن فيه إكراماً لليد اليمنى على اليسرى .
3- أن فيه استعمال الأدب مع الناس ، حيث لا يصافحهم ولا يأخذ منهم ، ولا يعطيهم بيده التي يزيل بها النجاسة .
4- أن في هذا تفاؤلاً أن يجعلنا الله من أهل اليمين .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 07:14
السؤال :
ما حكم عيادة المريض وما هي آداب الزيارة ؟.
الجواب :
الحمد لله
عيادة المريض
هي زيارته , وسميت عيادة لأن الناس يعودون إليه مرة بعد أخرى .
حكم عيادة المريض :
ذهب بعض العلماء إلى أنها سنة مؤكدة , واختار شيخ الإسلام أنها فرض كفاية ، كما في "الاختيارت" (ص 85) , وهو الصحيح .
فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم : (خمس تجب للمسلم على أخيه المسلم : وذكر منها : عيادة المريض ) وفي لفظ :
( حق المسلم على المسلم ...) وقال البخاري : " باب وجوب عيادة المريض وروى قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( أطعموا الجائع , وعودوا المريض , وفكوا العاني) " انتهى .
وهذا الحديث يدل على الوجوب , وقد يؤخذ منها أنها فرض كفاية كإطعام الجائع وفك الأسير . ونقل النووي الإجماع على أنها لا تجب . قال الحافظ في الفتح (10/117) : يعني على الأعيان .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (5/173) :
" الصحيح أنها واجب كفائي ، فيجب على المسلمين أن يعودوا مرضاهم " انتهى بتصرف .
فضل عيادة المريض :
وورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها : قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ ) رواه مسلم (2568) .
خرفة الجنة أي جناها .
شبه ما يحوزه العائد من ثواب بما يحوزه الذي يجتني الثمر .
وللترمذي (2008) قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ : أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلا ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ حَتَّى يَجْلِسَ , فَإِذَا جَلَسَ اغْتَمَسَ فِيهَا ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2504) .
وَأَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ (969) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) صححه الألباني في صحيح الترمذي .
والخريف هو البستان .
وليست عيادة المريض خاصة بمن يعرفه فقط ، بل هي مشروعة لمن يعرفه ومن لا يعرفه . قاله النووي في "شرح مسلم" .
حد المريض الذي تجب عيادته :
هو المريض الذي يحبسه مرضه عن شهود الناس , أما إذا كان مريضاً ولكنه يخرج ويشهد الناس فلا تجب عيادته .
"الشرح الممتع" (5/171) .
عيادة المرأة الأجنبية
ولا حرج في عيادة الرجل المرأة الأجنبية ، أو المرأة الرجل الأجنبي عنها ، إذا توفرت الشروط الآتية : التستر ، وأمن الفتنة ، وعدم الخلوة .
قال الإمام البخاري :
" باب عيادة النساء الرجال , وعادت أم الدرداء رجلاً من أهل المسجد من الأنصار " . ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما لما مرضا في أول مقدمهم المدينة .
وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنهم بَعْدَ وَفَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ( انْطَلِقْ بِنَا إلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَزُورُهَا , وَذَهَبَا إلَيْهَا ) .
قال ابن الجوزي : " وَالأَوْلَى حَمْلُ ذَلِكَ عَلَى مَنْ لا يُخَافُ مِنْهَا فِتْنَةٌ كَالْعَجُوزِ " انتهى .
عيادة الكافر :
ولا حرج في عيادة المشرك إذا ترتب على ذلك مصلحة , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم غلاماً يهودياً ودعاه إلى الإسلام فأسلم . رواه البخاري (1356) . وحضر النبي صلى الله عليه وسلم موت عمه أبي طالب فدعاه إلى الإسلام فأبى . متفق عليه .
والمصلحة في ذلك قد تكون دعوته إلى الإسلام , أو كف شره أو تأليف أهله ونحو ذلك ..
انظر "فتح الباري" (10/125) .
هل يكرر العيادة ؟
اختار بعض العلماء أنه لا يعوده كل يوم حتى لا يثقل عليه , والصواب أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال , فبعض الناس يستأنس بهم المريض ويشق عليه عدم رؤيتهم كل يوم , فهؤلاء يسن لهم المواصلة ما لم يعلموا من حال المريض أنه يكره ذلك .
حاشية ابن قاسم (3/12) .
لا يطيل الجلوس عند المريض
ينبغي أن لا يطيل الجلوس عند المريض , بل تكون الزيارة خفيفة حتى لا يشق عليه , أو يشق على أهله ، فإن المريض قد تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض ، أو يفعل ما لا يحب أن يطلع عليه أحد , فإطالة الجلوس عنده يوقعه في الحرج .
إلا أنه يعمل في ذلك بقرائن الأحوال , فقد يحب المريض من بعض الناس طول الجلوس عنده .
حاشية ابن قاسم (3/12) ، الشرح الممتع (5/174) .
وقت الزيارة :
وأما وقت الزيارة , فلم يرد في السنة ما يدل على تخصيصها بوقت معين
قال ابن القيم :
لم يخص صلى الله عليه وسلم يوماً من الأيام , ولا وقتاً من الأوقات بعيادة , بل شرع لأمته ذلك ليلاً ونهاراً , وفي سائر الأوقات اهـ .
"زاد المعاد" (1/497) .
وكان بعض السلف يعود المريض في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه الملائكة وقتاً أطول , عملاً بالحديث المتقدم : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ , وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إلا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ ) .
لكن يجب مراعاة حال المريض والأرفق به ، فلا ينبغي للزائر أن يختار الوقت الأنسب له ، ولو كان في ذلك مشقة على المريض أو على أهله ، ويمكن تنسيق ذلك بالاتفاق مع المريض نفسه أو أهله .
وقد تتسبب كثرة زيارات الناس للمرضى وعدم مراعاتهم تخفيفها واختيار الوقت المناسب لها في زيادة المرض على المريض .
الدعاء للمريض :
وينبغي أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) رواه البخاري .
ويدعو له بالشفاء ثلاثاً , فقد عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وقال : ( اللهم اشف سعداً ، ثلاثاً ) رواه البخاري (5659) ومسلم (1628) .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض ويقول : ( أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ , وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي , لا شِفَاءَ إِلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه مسلم (2191) .
ولأحمد وأبي داود (3106) أن النَّبِيًّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَقَالَ عِنْدَهُ سَبْعَ مِرَارٍ : أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَظِيمَ رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ إِلا عَافَاهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ ) صححه الألباني في صحيح أبو داود .
وينبغي أن يسأله عن حاله : كيف حالك ؟ كيف تجدك ؟ ونحو ذلك . فقد ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي (983) وحسنه الألباني .
وثبت ذلك عن عائشة في صحيح البخاري لما عادت أبا بكر وبلالاً رضي الله عنهما .
وينفس له في الأجل
ورد في ذلك حديث عند الترمذي (2087) وهو حديث ضعيف : ( إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَرُدُّ شَيْئًا وَيُطَيِّبُ نَفْسَهُ ) ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي .
ولكن يشهد له من حيث المعنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا بأس ، طهور إن شاء الله ) فينبغي أن يهون عليه ما يجد ، ويبشره بحصول الشفاء والعافية إن شاء الله تعالى , فإن ذلك يطيب نفس المريض .
انظر "الشرح الممتع" (5/171-176) .
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:38
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السؤال :
ما معنى السواك ؟
وما حكم استعماله ؟
وما هي الأوقات التي يستعمل بها ؟
ما هي صفات السواك وكيفية طريقة استعماله ؟
هناك بعض الأنواع منه تكون بنكهة الليمون وغير ذلك فهل حكمها كحكم السواك العادي ؟.
الجواب
الحمد لله
السواك والاستياك بمعنى تنظيف الفم والأسنان بالسواك ، ويطلق السواك على الآلة وهي العود الذي يستاك به .
والسواك سبب لتطهير الفم وموجب لمرضاة الرب سبحانه وتعالى ، كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السواك مطهرة للفم ، مرضاة للرب " علقه البخاري في صحيحه (2/274) ووصله أحمد (6/47) والنسائي (1/50) وإسناده صحيح (الإرواء 1/105) .
وقد ورد في حقه الندب المؤكد كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " رواه البخاري (2/299) ومسلم (1/151) . وفي رواية للبخاري : " عند كل وضوء " .
وقد حكى الإمام النووي رحمه الله إجماع من يعتد برأيهم على استحباب السواك وسنيته ، ومما يدل على عظم شأنه أن بعض السلف قال بوجوبه ومنهم الإمام إسحاق بن راهويه .
الأوقات التي يستحب فيها السواك :
السواك مستحب في كل جميع الأوقات من ليل أو نهار لعموم قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة المتقدم : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب " .
وقد ذكر العلماء مواضع يتأكد فيها استحباب السواك فمن ذلك :
1- عند الوضوء والصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " وفي رواية مع كل وضوء وقد تقدم .
2- عند دخول البيت للالتقاء بالأهل والاجتماع بهم كما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أنها سئلت : بأي شيء يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته ، قالت : " كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك " رواه مسلم (1/220) .
3- عند الإنتباه من النوم لحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك " رواه البخاري (1/98) ومسلم (1/220) ومعنى : يشوص فاه ، أي : يغسله ويدلكه .
4- عند تغير رائحة الفم سواء كان التغير بأكل ماله رائحة كريهة أو بسبب طول الجوع أو العطش أو غير ذلك : لأنه إذا كان السواك مطهرة للفم فإن مقتضى ذلك أن يتأكد السواك متى احتاج الفم إلى التطهير .
5- عند دخول المسجد لأنه من تمام الزينة التي أمر الله بها عند كل مسجد ، قال تعالى : ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ) ، ولما فيه من حضور الملائكة واجتماع المصلين .
6- عند قراءة القرآن وفي مجالس الذكر لحضور الملائكة .
يتبع ....
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:39
الاستياك للصائم :
اتفق أهل العلم رحمهم الله على أنه لا بأس في الاستياك للصائم أول النهار ، واختلفوا في الاستياك للصائم بعد الزوال فمنهم من كرهه والصحيح أنه سنة في حق الصائم كغيره لعموم الأدلة التي تدل على سنية السواك فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن وقتاً دون وقت والعام يجب بقاؤه على عمومه إلا أن يرد مخصص وأما ما استدلوا به من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي " رواه الدارقطني وهو حديث ضعيف قال ابن حجر في التلخيص الحبير (1/62) : إسناد ضعيف .
فالحديث ليس بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم : " لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " رواه البخاري (2/29) ومسلم (2/806) فإن هذا الخلوف لا يذهبه السواك لأن سببه خلو المعدة ، ثم إنه قد يحصل في أول النهار إذا لم يستحر الصائم والجميع متفق على جواز السواك في أول النهار ، فتبين بهذا أن السواك مستحب حتى للصائم من غير تفريق بين أول النهار وآخره .
ما يستاك به :
اتفق العلماء على أن أفضل ما يستاك به هو عود الأراك لما فيه من طيب وريح وتشعير يخرج وينقي ما بين الأسنان من بقايا الطعام وغير ذلك ، ولحديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنت أجتني لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكاً من الأراك .. الحديث " وراه أحمد (3991) وسنده حسن ( الإرواء 1/104) .
ومن ثم استحب الفقهاء إذا لم يوجد عود الأراك التسوك بجريد النخل ، ويليه التسوك بعود شجرة الزيتون وقد رويت في ذلك أحاديث لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
والصواب أن كل عود مُنقٍّ غير مضر يقوم مقام السواك عند عدمه في التنظيف وإزالة ما يعلق بالأسنان من أذى . وكذلك فرشاة الأسنان المعروفة نافعة واستخدامها مفيد .
ما لا يتسوك به :
ذكر أهل العلم أنه يحرم التسوك بالأعواد السامة أو ما ليس بطاهر ، وكذلك يكره الاستياك بكل عود يُدْمي أو يحدث ضرراً أو مرضاً .
صفات المسواك :
ذكر الفقهاء استحباب السواك بعود متوسط الغلظ والطول ، وحدوه بغلظ الخنصر ، وأن يكون خالياً من العُقَد ، وأن لا يكون رطباً يلتوي لأنه إذا كان كذلك فلا يزيل الأذى ، وأن لا يكون يابساً يجرح الفم أو يتفتت فيه ، ولا شك أن تطلب ذلك من باب الكمال وإلا فإن الأدلة الواردة في السواك لم تقيد سواكاً دون آخر بل يجوز الاستياك بكل عود يحقق مقصود الشارع في الأمر بالسواك والحث عليه .
كيفية الاستياك :
اختلف الفقهاء في الاستياك هل يكون باليد اليمنى أو باليد اليسرى :
فذهبت طائفة وهم الجمهور إلى أن الأفضل الاستياك باليد اليمنى لعموم حديث عائشة رضي الله عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله " متفق عليه . ولأن السواك طاعة وقربة لله تعالى فلا يكون باليسرى .
وذهبت طائفة أخرى من العلماء إلى استحباب الاستياك باليد اليسرى لأنه من باب إزالة الأذى وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله .
وفصّل بعض أهل العلم بأن المتسوك إن كان يقصد تحصيل السنة فيستاك باليد اليمنى وإن كان يستاك لإزالة الأذى فباليسرى ، والراجح أن الأمر في هذا واسع لعدم ثبوت النص الخاص في المسألة ولكل قول وجهه .
واستحب الفقهاء أن يبدأ المرء في استياكه من الجانب الأيمن عرضاً لأن الاستياك طولاً قد يجرح اللثة ، وذكروا من جملة آدب السواك :
- أن لا يستاك بحضرة جماعة أو في المحافل العامة لأنه ينافي المروءة .
- أن يغسل السواك بعد الاستياك لتخليصه مما علق به وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يستاك ، فيعطيني السواك لأغسله ، فأبدأ به فأستاك ، ثم أغسله وأدفعه إليه " رواه أبو داود (1/45) .
- أن يحفظ السواك بعيداً عما يستقذر .
الاستياك بالإصبع :
وفي إجزاء التسوك بالإصبع عند عدم وجود غيره خلاف بين أهل العلم ، والراجح أنه لا تحصل به السنية لأن الشرع لم يرد به ولا يحصل الإنقاء للفم به مثل حصوله بالعود ونحوه .
ومما يلحق بالعود ونحوه استعمال أدوات تنظيف الأسنان الحديثة مثل الفرشاة ونحوها مما يحصل به إزالة الأذى وطيب رائحة الفم … إلخ
ولا بأس باستعمال السواك بنكهة النعناع والليمون وما شابه ذلك ما لم تكن ضارّة ولكن على الصّائم أن يجتنب استعمال ما فيه نكهة ويقتصر أثناء صيامه على السّواك الطبيعي .
والله تعالى أعلم .
يراجع لسان العرب (مادة سوك) ، المجموع للنووي (1/269) نهاية المحتاج للرملي (1/162) حاشية ابن عابدين (1/78) نيل الأوطار للشوكاني (1/24) المغني لابن قدامة (1/78) الفتوحات الربانية على أذكار النووي لابن علان (3/256)
الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين (1/137) .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:41
السؤال:
ماذا يفعل الشخص الذي اتُهم بالفتنة وتم تشويه سمعته إذا كان ما قيل عنه غير صحيح ؟.
الجواب :
الحمد لله
اعلم أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم (2999) ، فهذا الحديث يدل على أن كل أمور المؤمن خير ، فهو يتقلب بين شكر وصبر ، وفي كليهما أجر .
ثم اعلم أن خير الناس ، وأفضل البشر ، وهم رسل الله قد طعن فيهم أعداؤهم ، قال الله تعالى : ( كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ) الذريات/52 ، حتى نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد سبَّه أعداؤه واتهموه بالسحر والجنون . بل وصل الأمر إلى أن طعن في عرضه المنافقون ، لكنه مع ذلك صبر ، واحتسب
ووكل أمر لله تعالى ، ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ ) الطلاق/2-3 فعليك أن تصبر وتحتسب ، واعلم أن ذلك مما يكفر الله به عنك خطاياك .
ولك أن تدافع عن نفسك وتثبت براءتك مما اتهمت به ، وتكذب من اتهمك بذلك ، ولا يعد ذلك من الغيبة المحرمة ، قال الله تعالى : ( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ ) النساء/148
وإذا استطعت أن تواجه من اتهمك بهذا وتنصحه وتعظه وتخوفه بالله ، فذلك خير ، وقد يرتدع عما يفعله ويكون ذلك سبب توبته واستقامته ، أو ترسل شخصاً عاقلاً يقوم بذلك .
وعليك بتجنب المواضع التي تكون مثار شبهة وشك ، فقد يتخذها ذلك الشخص ذريعة لتصديق اتهاماته .
وعليك بالصبر والإلحاح على الله في الدعاء ، والله تعالى يفرج عنك ما أصابك .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:42
السؤال :
هل قطع شجرة السدر حرام .
علما بأنني أنا الذي زرعتها
ولكن الآن لا أريدها في ذاك المكان
فهل يجوز لي أن أقطعها ؟.
الجواب :
الحمد لله
ورد النهي عن قطع شجر السدر في أحاديث فيها كلام من حيث إسنادها ، وصححها بعض أهل العلم ، والصحيح في النهي – بعد ثبوته - أنه خاص بأمرين : قطع الشجر الذي يتخذ للظل ، أو قطع شجر السدر في حدود الحرم ، وأما ما عداهما مما يزرعه الإنسان في بيته أو بستانه فلا حرج عليه من قطعه .
قال ابن القيم – تحت فصل
" كليات في الموضوعات " - :
ومن هذا : أحاديث مدح العزوبة ، كلها باطلة ، ومن ذلك : أحاديث النهي عن قطع السدر ، قال العقيلي : لا يصح في قطع السدر شيء ، وقال أحمد : ليس فيه حديث صحيح .
" المنار المنيف " ( ص 117 ، 118 ) .
لكن الشيخ الألباني حسَّن بعض أحاديث النهي ، ومنها :
أ. عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الذين يقطعون السدر يصبون في النار على رءوسهم صبّاً " .
رواه البيهقي ( 6 / 140 ) .
وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1696 ) .
ب. عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " قاطع السدر يصوب الله رأسه في النار " .
رواه البيهقي ( 6 / 141 ) .
وحسَّنه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 615 ) .
وقال – تحت الحديث السابق - :
تأوله أبو داود بقوله " هذا الحديث مختصر ، يعني : " من قطع سدرة في فلاة يستظل بها ابن السبيل والبهائم عبثا وظلما بغير حق يكون له فيها : صوب الله رأسه في النار " .
وذهب الطحاوي إلى أنه منسوخ ، واحتج بأن عروة بن الزبير – وهو أحد رواة الحديث – قد ورد عنه أنه قطع السدر ...
قلت : وأولى من ذلك كله عندي أن الحديث محمول على قطع سدر الحرم ، كما أفادته زيادة الطبراني في حديث عبد الله بن حبشي – والزيادة هي " يعني : من سدر الحرم " - ، وبذلك يزول الإشكال ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
ثم رأيت السيوطي قد سبقني إلى هذا الحمل في رسالته " رفع الحذر عن قطع السدر " ( ص 212 ج 2 " الحاوي للفتاوي " ) ، فليراجعها من شاء ؛ فإنه سيجد فيها للحديث طرقاً أخرى ، وإن كان لم يحرر القول فيها كما هي عادته غالباً . انتهى
والخلاصة :
أن أحاديث النهي عن قطع السدر إما أحاديث ضعيفة لا تصحُّ ، وإما أنها حسنة ، وتحمل على أحد معنيين :
الأول :
قطع السدر الذي يستظل به الناس عبثاً من غير حاجة ولا مصلحة .
الثاني :
قطع شجر السدر الذي يكون في الحرم ، وعلى هذا لا حرج عليك في قطع هذه الشجرة التي زرعتها ما لم تكن زرعتها في طريق ليستظل بها الناس .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:44
السؤال :
قرأت بأنه لا يجوز للمسلمين الحديث بعد صلاة العشاء إلا للضرورة
في المكان الذي أعيش فيه تُقام صلاة العشاء في أبكر وقت ممكن بدلاً من أن تُقام في آخر وقت ممكن ، فكيف نتصرف ؟
وهل يجوز الكلام بعد العشاء ؟.
الجواب :
الحمد لله
يكره الحديث بعد صلاة العشاء إلا إذا كان لمصلحة ، أو حديثا في خير ، وذلك لما في الصحيحين عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها " رواه البخاري (568) ، ومسلم (647) .
قال النووي رحمه في شرحه :
( قال العلماء : وسبب كراهة النوم قبلها أنه يعرضها لفوات وقتها باستغراق النوم أو لفوات وقتها المختار والأفضل ، ولئلا يتساهل الناس في ذلك فيناموا عن صلاتها جماعة .
وسبب كراهة الحديث بعدها أنه يؤدي إلى السهر ويخاف منه غلبة النوم عن قيام الليل أو الذكر فيه أو عن صلاة الصبح في وقتها الجائز أو في وقتها المختار أو الأفضل ، ولأن السهر في الليل سبب للكسل في النهار عما يتوجه من حقوق الدين والطاعات ومصالح الدنيا .
قال العلماء :
والمكروه من الحديث بعد العشاء هو ما كان في الأمور التي لا مصلحة فيها ، أما ما فيه مصلحة وخير فلا كراهة فيه ، وذلك كمدارسة العلم وحكايات الصالحين ومحادثة الضيف والعروس للتأنيس ومحادثة الرجل أهله وأولاده للملاطفة والحاجة ومحادثة المسافرين بحفظ متاعهم أو أنفسهم والحديث في الإصلاح بين الناس والشفاعة إليهم في خير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإرشاد إلى مصلحة ونحو ذلك
فكل هذا لا كراهة فيه وقد جاءت أحاديث صحيحة ببعضه والباقي في معناه ...
ثم كراهة الحديث بعد العشاء المراد بها بعد صلاة العشاء لا بعد دخول وقتها واتفق العلماء على كراهة الحديث بعدها إلا ما كان في خير كما ذكرناه ) انتهى .
وقال في كتابه الأذكار (ص533) :
( وأما الأحاديث بالترخيص في الكلام للأمور التي قدمتها فكثيرة ، فمن ذلك حديث ابن عمر في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء في آخر حياته فلما سلم قال : " أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد " .
ومنها حديث أبي موسى الأشعري في صحيحيهما " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتم بالصلاة حتى ابهارّ الليل ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم ، فلما قضى صلاته قال لمن حضره : على رسلكم أعلمكم ، وابشروا أن من نعمة الله عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم " أو قال " ما صلى أحد هذه الساعة غيركم ".
ومعنى : ( أعتم بالصلاة حتى ابهار الليل ) أي : أخر صلاة العشاء حتى كان قريباً من نصف الليل .
ومنها حديث أنس في صحيح البخاري أنهم انتظروا النبي صلى الله عليه وسلم فجاءهم قريبا من شطر الليل فصلى بهم يعني العشاء ، قال: ثم خطبنا فقال " ألا إن الناس صلوا ثم رقدوا ، وإنكم لا تزالون في صلاة ما انتظرتم الصلاة ".
ومنها حديث ابن عباس رضي الله عنهما في مبيته في بيت خالته ميمونة قوله " إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى العشاء ثم دخل فحدث أهله ".
ومنها حديث عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما في قصة أضيافه واحتباسه عنهم حتى صلى العشاء ، ثم جاء وكلمهم وكلم امرأته وابنه وتكرر كلامهم ، وهذان الحديثان في الصحيحين ، ونظائر هذا كثيرة لا تحصر ، وفيما ذكرناه أبلغ كفاية والحمد لله) انتهى .
وخلاصة ما سبق :
أن الحديث بعد صلاة العشاء جائز من غير كراهة إذا كان فيه مصلحة ، فإن لك يكن فيه مصلحة فهو مكروه وليس محرماً ، إلا أن يكون نفس الكلام محرماً كالغيبة والنميمة .
والله أعلم .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:45
السؤال :
أعمل في شركة وتصرف لنا وجبات يومية وأنا لا آكل بعضا منها وأجمعها وأخذها معي المنزل
وترمى بعض الملفات وأجمعها وآخذها
فما حكم ذلك ؟ .
الجواب :
الحمد لله
الذي يظهر من تصرف الشركات بالنسبة لهذه الوجبات أنها تعطيها للموظفين والعاملين على سبيل التمليك ، والقاعدة أن الشخص إذا تملك شيئاً فإنه يتصرف فيه بما يشاء وعلى هذا فلا بأس أن تأخذ معك في المنزل ما تبقى من وجبتك الخاصة التي تصرف لك في الشركة إلا إذا صرحت الشركة باشتراط عدم أخذ أي شيء من ذلك خارج مقرها ، فحينئذ لا يجوز أخذه ولا حرج من أخذ الملفات التي ترمى والانتفاع بها ؛ لأن الشيء الذي يتركه صاحبه رغبة عنه يملكه آخذه .
وقد سُئلت اللجنة الدائمة عن الأغراض المتدنية التي وُجدت في القمامة وتصلح للاستعمال : هل يجوز أخذها إلى المنزل واستعمالها ؟
فأفتت بما يلي :
" إذا كان الواقع كما ذكرت ، وكانت تلك الأغراض مما لا يحرص على مثله فلا حرج عليك في أخذها والانتفاع بها "
فتاوى اللجنة الدائمة 15/455 .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:46
السؤال :
كيف تتم معاملة الزوجة ؟
هل نستمع لنصيحتها واقتراحاتها ؟
أسأل هذا السؤال لأنني أرى أن النساء ينصحون ويقترحون من قلوبهن
وليس من عقولهن ؟
فإلى أي حد يستمع الرجل لنصائح زوجته ؟.
الجواب :
الحمد لله
قال الله تعالى آمراً بالإحسان إلى الزوجة :
( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( َاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ...فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري (5186) ومسلم (1468)
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي ) رواه الترمذي (3895) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (3314)
ولا شك أن مشاورة الزوجة والاستماع لنصيحتها وقبولها منها ، هو من تمام المعروف في العشرة ، و استصلاح قلبها ، وإشعارها بدورها في بيتها ، ومسؤوليتها عن أسرتها ، لاسيما إذا جرب الرجل من امرأته الحكمة والعقل ، والروية في النظر إلى الأمور ، وعدم التسرع والانسياق وراء العاطفة .
ثم إن تفاضل المصلحة في استشارة المرأة وقبول رأيها ، أو عدم ذلك تختلف باختلاف الموضوع الذي تبذل المرأة فيها مشورتها ، وتدلي بنصيحتها ، وهل لطبيعتها العاطفية أثر في رأيها في هذه القضية أو لا .
ويختلف أيضاً باختلاف حال كل من الزوجين ومدى تقديرهما وحسن ضبطهما .
وإذا ما بدا للزوج وجه المصلحة في رد قولها ، أو بدا له خطأ في مشورتها ، فعليه أن يتلطف في عدم القبول ، وألا يسفِّه رأيها ، أو يزدري نصحها ، ويبين له وجه الصواب ، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً .
وتأمل قصة الحديبية ، وما جرى فيها ، لتعلم قيمة مشاورة المرأة العاقلة الحكيمة ، فإن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما صالح قريشاً على الرجوع ، وعدم دخول مكة عامهم هذا ، قال لأصحابه : " قوموا فانحروا .
قال الراوي :
فوالله ما قام منهم رجل ، حتى قال ذلك ثلاث مرات .
فلما لم يقم أحد منهم ، دخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس . فقالت أم سلمة : يا نبي الله ، أتحب ذلك ؟!
أخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة ، حتى تنحر بدنك ، وتدعو حالقك فيحلقك . فلما فعل ذلك قاموا فنحروا .. "
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
فيه فضل المشورة .. وجواز مشاورة المرأة الفاضلة " اهـ.
وتأمل أيضاً قصة موسى ، وكيف رباه الله في بيت فرعون ، وكم كانت لمشورة آسيا امرأة فرعون رضي الله عنها من بركة : ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ) القصص/9
وفي نفس السورة قصة المرأتين على ماء مدين ، وكيف أن إحداهما قالت لأبيها : ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ ) القصص/26 ، فانظر إلى وفور عقلها ، وعلمها بمن هو أهل للإجارة ، وحفظ الأمانة في الأعمال ، وكيف كانت بركة هذه المشورة على أهل البيت .
والله الموفق .
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:48
السؤال :
انتشرت في بلاد المسلمين المخدرات فهل يعتبر شهيدا من قتل من رجال مكافحة المخدرات المسلمين عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها ؟
ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار ؟.
الجواب :
الحمد لله
لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله ، ومن أهم الواجبات التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك ، لأن مكافحتها في مصلحة الجميع ؛
ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء ، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسئولين فهو مأجور وبذلك يعتبر مجاهدا في سبيل الحق وفي مصلحة المسلمين وحماية مجتمعهم مما يضر بهم
فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين لهذا البلاء وأن يردهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من شرور أنفسهم ومكائد عدوهم الشيطان
وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم وينصرهم على حزب الشيطان إنه خير مسئول .
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله ، م/4 ، ص/410
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:50
السؤال :
ما حكم قتل الفأرة .
الجواب :
الحمد لله
لا حرج في قتل الفأرة لما رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : قَالَتْ حَفْصَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ لا حَرَجَ عَلَى مَنْ قَتَلَهُنَّ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْفَأْرَةُ وَالْعَقْرَبُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ. رواه البخاري 1828
وعن الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَمِعْتُ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَرْبَعٌ كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ يُقْتَلْنَ فِي الْحِلِّ وَالْحَرَمِ الْحِدَأَةُ وَالْغُرَابُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ . رواه مسلم 1198
ولأنّ الفأرة من المخلوقات الضارة ، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله :
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِدًا عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ فَقَالَ إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا فَتُحْرِقَكُمْ رواه أبو داود 5427
( فأخذت ) : أي شرعت ( فجاءت ) : الفأرة ( بها ) : أي بالفتيلة ( فألقتها ) : أي الفتيلة ( على الخمرة ) : وهي السجادة التي يسجد عليها المصلي تُصنع من حصير أو خوص ونحوه
..
وفأرة البيت هي الفويسقة التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها في الحل والحرم وأصل الفسق الخروج عن الاستقامة والجور , وبه سمي العاصي فاسقا , وإنما سميت هذه الحيوانات فواسق على الاستعارة لخبثهن , وقيل لخروجهن عن الحرمة في الحل والحرم أي لا حرمة لهنّ بحال . وروى الطحاوي في أحكام القرآن بإسناده عن يزيد بن أبي نعيم أنه سأل أبا سعيد الخدري لم سميت الفأرة الفويسقة , فقال استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد أخذت فأرة فتيلة السراج لتحرق على رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فقام إليها وقتلها وأحل قتلها للحلال والمحرم ذكره العلامة الدميري .
وقد أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري قال " احترق بيت على أهله بالمدينة فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال إن هذه النار إنما هي عدوة لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم " .
وأخرج البخاري من حديث جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " خمّروا الآنية , وفيه فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت " وأخرجه مسلم بمعناه وفيه " فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت بيتهم " قال الطبري في هذه الأحاديث الإبانة على أن الحق على من أراد المبيت في بيت ليس فيه غيره وفيه نار أو مصباح أن لا يبيت حتى يطفئه .. والحديث أخرجه الحاكم وقال إسناده صحيح .
انتهى من عون المعبود شرح أبي داود
فإذا علمنا أنّ الشّارع سمّى الفأرة فويسقة وأباح قتلها حتى في مكّة وأنها كانت وسيلة الشيطان لإحراق بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهي سبب رئيس لإفساد الأطعمة ونقل مرض الطّاعون .. نستغرب بعد ذلك ( سخافة الغربيين ) في هذا التحبيب للأطفال في الفأرة عن طريق الترويج لشخصية ميكي ماوس في الألعاب والمجلات ومدن الملاهي فتأمّل !!.
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:51
السؤال :
كثرت مواقع ساحات الحوار وكَثُر المشاركون فيها فما هي النصيحة لرواد قنوات الحوار سواء القراء أو المشاركين .
الجواب :
الحمد لله
نعم لقد كثرت مواقع الحوار على الشبكة وكثر روادها وفيما يلي بعض النصائح للقراء والكتّاب فيها :
- الإخلاص لله : وكل امرئ سيفنى ويُبقي الدهر ما كتبت يداه ، فاحرص أن لا تكتب غير شيء يسرك في القيامة أن تراه ، ولا خير في عمل لا يراد به وجه الله تعالى .
- العامي وغير المتخصص لا بد أن يختار المواقع السليمة والمفيدة ويتحاشى مواقع أهل البدع والمواقع السيئة .
- مقاطعة مواقع أهل البدعة أو المواقع التي غلبت عليها البدعة لأن المشاركة والنقاش هو مادة الحياة لهذه المواقع ، ولا يجوز إشهار أهل البدع ويجب إخمال ذكرهم ، والعمل على ألا يشتهروا ، وقد يحصل من طريقة ردود بعض أهل السنة خلاف ذلك ، ولا يجوز للعامي المسلم أن يقرأ في مواقع أهل البدع بدافع حب الاستطلاع أو يناقش بدون علم بل يكل الأمر لأهله ولا بأس بأن يأخذ كلام المبتدع إلى أهل العلم ثم ينقل رده عليه .
- تذكير أصحاب المواقع المختلطة بالله عز وجل وأنه لا يجوز لهم أن يسمحوا لأحد من أهل البدع أو المقالات الباطلة بنشر ذلك في مواقعهم .
- يجب على طلبة العلم مؤازرة أخيهم الذي يردّ على أهل البدع والذين يعتمدون على الكثرة حيث يكتب أحدهم ويصفق له عشرة ويمدحون صاحبهم ويشتمون الذي يرد عليه .
- أهمية مشاركة الشيوخ وأصحاب الأقلام والأصوات المشهورة في هذه المنتديات .
- لا يشترط دخول العالم بصفة مباشرة فقد يُشغله ذلك ويكفي أن ينقل الثقات من طلابه عنه .
- الحذر من إضاعة الأوقات فإن عدداً من طلبة العلم قد استنزفت ساحات الحوار منهم وقتاً طويلاً ولا يلزم الرد على كل ناعق وعلى الأطروحات التافهة ويمكن الاكتفاء بإيراد النبي صلى الله عليه وسلم : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه .
- إدراك أن أهمية إنفاق الأوقات لتعليم المسلمين ودعوتهم مقدمة في الرد على هذا وذاك ولنترك الردود إلى الحالات التي لا بد منها مثل شخص من أهل البدع أثار شبهة أو حكى باطلاً ولم يرد عليه أحد فيتعين الرد حينئذٍ .
- لا بد أن يدرك الداخل إلى ساحات الحوار أنه يتعامل مع شخصيات كثيرة مجهولة وأن هامش الثقة بمن يكتبون بغير أسمائهم الحقيقية هو هامش ضيق .
- ينصح الشباب المتحمسون أن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يحسنونه علمياً ، ويكفينا في الفتوى بغير علم قول الله تعالى : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ )
- التزام الأدب الشّرعي وعفّة اللسان ( والقلم أحد اللسانين ) ، قال الله تعالى : ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) والله الموفق .
الشيخ محمد صالح المنجد
*عبدالرحمن*
2018-02-09, 16:55
السؤال :
ما هي أهم الحقوق التي يحترمها الإسلام ؟.
الجواب :
الحمد لله
الحقوق الإسلامية كثيرة ومن أهم هذه الحقوق :
حق الله
نِعم الله على العباد لا تعد ولا تحصى وكل نعمة تستوجب شكراً وحقوق الله على العباد كثيرة ومن أهمها :
1. التوحيد ومعناه أن يوحدوا الله في ذاته , وأسمائه, وصفاته وأفعاله فيعتقدوا أن الله وحده هو الرب المالك المتصرف الخالق الرازق الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير : ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ) الملك/1 .
2. العبادة وهي أن يعبدوا الله وحده لأنه ربهم , وخالقهم ورازقهم وذلك بصرف جميع أنواع العبادة لله وحده كالدعاء , والذكر والاستعانة , والاستغاثة والتذلل , والخضوع والرجاء , والخوف والنذر والذبح ونحو ذلك قال تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ) النساء/36 .
3. الشكر فالله هو المنعم المتفضل على جميع الخلق فعليهم شكر هذه النعم بألسنتهم , وقلوبهم , وجوارحهم وذلك بحمد الله والثناء عليه واستعمال هذه النعم في طاعة الله وفيما أحل الله : ( فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) البقرة/152 .
حق الرسول
بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة كبرى للبشرية كافة فقد أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ويبين لهم ما يسعدهم في الدنيا والآخرة .
ومن حق الرسول علينا أن نحبه , ونطيعه , ونصلي عليه , ومحبته عليه السلام تكون بطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر , وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
حق الوالدين
يهتم الإسلام بالأسرة ويؤكد على المحبة والاحترام داخلها والوالدان قاعدتها و أساسها لذا كان بر الوالدين من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى .
بر الوالدين يكون بطاعتهما واحترامهما والتواضع لهما والإحسان إليهما والإنفاق عليهما والدعاء لهما وصلة أرحامهما وإكرام صديقهما : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ) الإسراء/23 .
والأم في هذه الحقوق حقها أعظم , لأنها هي التي حملته , وولدته وأرضعته : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي قال : أمك , قال: ثم من ؟ قال : أمك , قال : ثم من ؟ قال: أمك . قال : ثم من ؟ قال : أبوك ) متفق عليه واللفظ للبخاري/الأدب/78 .
حق المسلم على المسلم
المؤمنون أخوة وهم أمة متماسكة , كالبنيان يشد بعضه بعضاً يتراحمون فيما بينهم ويتعاطفون ويتحابون ولحفظ هذا البنيان , وتلك الأخوة شرع الله حقوقاً للمسلم على أخيه المسلم ومنها محبته ونصيحته وتفريج كربته وستر زلته ونصرته في الحق واحترام جواره وإكرام ضيفه .
ومنها رد السلام وعيادة المريض وإجابة الدعوة وتشميته إذا عطس واتباع جنازته قال عليه الصلاة والسلام : ( حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة , وعيادة المريض , واتباع الجنائز ) رواه مسلم/2625 .
حق الجار
الإسلام يهتم بشأن الجار مسلماً كان أو غيره , لما في ذلك من المصالح التي تجعل الأمة كالجسد الواحد قال عليه الصلاة والسلام : ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) متفق عليه .
ومن الحقوق التي قررها الإسلام للجار على جاره أن يبدأه السلام ويعوده إذا مرض ويعزيه في المصيبة ويهنئه في الفرح ويصفح عن زلاته ويستر عوراته ويصبر على أذاه ويهدي له ويقرضه إذا احتاج ويغض بصره عن محارمه ويرشده إلى ما ينفعه في دينه ودنياه قال عليه الصلاة والسلام : ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه , وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) رواه البخاري في الأدب المفرد/115 .
وفي حق الجار يقول تعالى : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب ) النساء/36 .
وقد حذر الإسلام من إيذاء الجار , والإساءة إليه , وبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن ذلك سبب للحرمان من الجنة بقوله : ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) متفق عليه .
وأوجب الإسلام تحقيقاً للمصلحة حقوقاً للوالي على الرعية وحقوقاً للرعية على الوالي وحقوقاً للزوج على زوجته وحقوقاً للزوجة على زوجها , وغير ذلك من الحقوق العادلة التي أوجبها الإسلام .
من كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري .
و اخيرا ً
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اخوة الاسلام
اكتفي بهذا القدر و اكمل غدا
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
مع جزء جديد من سلسلة
الآداب الاسلامية
و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
عمي صالح
2018-02-14, 14:52
بسم الله.الرحمن.الرحيم
الحمد لله.رب.العالمين والصلاة والسلام على أشرف.الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
جزاك.الله. خيرا.على سسلسلة الآداب الإسلامية القيمة.و بارك .الله. فيك
و السلام.عليكم و رحمة.الله و بركاته
*عبدالرحمن*
2018-02-14, 15:44
وعليكم السلام و رحمه الله وبركاته
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا
وشفيعنا محمد صلي الله عليه وسلم وبعد :
كل الشكر والتقدير لحضورك العطر
اخي واستاذي
بارك الله فيك
وجزاك الله عني كل خير
شمس العلوم
2018-02-16, 08:18
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2018-12-18, 14:43
بارك الله فيك
الحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات
اللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا وحبيبنا
وشفيعنا محمد صلي الله عليه وسلم وبعد :
اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله غيك
و جزاك الله عتي كل خير
بـــيِسَة
2018-12-22, 16:31
سلام
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا اخي الكريم
انا في انتظار المزيد
بالتوفيق
winernet123
2019-01-09, 15:23
موضوع جميل
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir