تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدّواء المعجزة !


حاملة المصحف
2018-02-04, 16:30
الدّواء المعجزة !

في عائلة فقيرة مؤلفة من أم وأب ، وولد وبنت صغيرين
مرضَ الصبيُّ مرضاً شديداً
وبعد الفحوص المخبريّة، والتحاليل الطّبيّة تبيّن أنّه يُعاني ورماً في رأسه
وبعد حديثٍ مع الطبيب المعالج
عاد الأب إلى البيت ليخبر أمَّ الصبيّ أنّ ابنها بحالة حرجة
ولا بدّ من إجراء عمليّة جراحيّة باهظة التّكاليف
وأنّ الصّغير لن ينجو دون معجزة
في هذه الأثناء كانت البنت الصغيرة تسترق السمع إلى حديث والديها
فأسرعتْ إلى غرفتها ، وفتحتْ حصّالتها
لتجدَ فيها دولاراً واحداً
أخذت الدّولار وتوجّهت إلى أقرب صيدليّة
ووقفتْ تنتظرُ أن يفرغ الصيدليّ من الحديث مع رجل دخلتْ فوجدته هناك
ولما طال الحديث ، وضعت الطفلة الدولار على الطاولة بغضب
وقالت للصيدليّ : أعطني معجزة !
قال لها الصيدليّ : ألا ترين أنّي مشغول بالحديث مع أخي الذي لم أره منذ سنين
ثم أردف قائلاً : ومن قال لكِ أنّي أبيع المعجزات ؟!
عندها قال لها شقيق الصيدلي باهتمام : حدّثيني عن المعجزة التي تريدينها !
فقالت له ببرءاة : لا أعرف ، قال أبي لأمي إن أخي يحتاج إلى معجزة كي لا يموت
فهل يكفي هذا الدّولار ؟!
قال لها بابتسامة وصوت دافىء : دولار واحد هو ثمن المعجزة بالضبط !
ولكن عليّ أن أرى أخاكِ أولاً
كان هذا الرّجل هو " كارلتن آرميسترونغ " جرّاح الأعصاب الشّهير
ذهب مع البنت إلى بيتها وقابل أبويها
وراجع الفحوص المخبريّة والتحاليل
ثمّ قال لهم : أنا سأُجري له العمليّة في مشفاي
وبالفعل قام الطبيب بإجراء عمليّة ناجحة للصبيّ
ولم يتقاضَ أكثر من الدولار الذي أعطته إياه البنت
ثم علّق الدولار في إطار على أحد جدران عيادته وكتب تحته :
" هذا الدولار ثمن معجزة " !
.
.
الدّرس الأوّل :

إحدى مشاكلنا في هذه الحياة هي أننا كبرنا ونسينا أن نأخذ معنا قلوب الأطفال ونحن نكبر !
تركناها تقسو وتشتدّ
حتّى أصبحت عظاماً صلبة في صدورنا
مجرّد مضخّاتٍ للدم ليس لها غير هذه الوظيفة
أجمل البشر هم الأطفال الكبار
ترى الشّيب قد علا مفرق أحدهم
وقلبه قلب ابن الخامسة
يوجعه منظر مسكين يمدُّ يده إلى النّاس
ويُبكيه منظر مريض قد يئس منه الأطبّاء
ويُفسد عليه يومه خيمة مشرّد لا تقي من البرد
ولا يتلذذ بطعامٍ في يوم علم أنّ فيه إنساناً جائعاً
ولا يهنأ بنوم في يوم رأى فيه إنسانا بلا مأوى
الإحساس بالآخرين هو ما يجعلنا بشراً
لسنا أشجاراً مغروسة بجنب بعض
تتسابق جذورها في باطن الأرض أيّها يأخذ من الغذاء أكثر !
حتى الشّجر الذي يخوض معركة أنانيّة ضارية في باطن الأرض
يفيض فوقها بركاناً من العطاء
يُطعم الجميع دون أن يسأل عن لونٍ أو جنس
ويُظلل الجميع دون أن يسأل عن دين أو معتقد
المعتقدات التي لا تجعلنا أكثر رأفة علينا مراجعتها
أو مراجعة فهمنا لها !
والأفكار التي لا تجعلنا أرقّ قلوباً
علينا أن نُقيّمها
فالأفكار والمعتقدات التي لا تجعلنا أكثر إنسانيّة
ليستْ إلا نفايات فكريّة علينا أن نتخلص منها !
.
.
الدّرس الثّاني :

إيّاكَ أن لا تُبالي بمشكلة مخلوق حلّها عندك
حتى ولو كان هذا المخلوق كلباً !
أجل كلب !!
بغيُّ بني إسرائيل حين أدركها العطش ونزلتْ إلى البئر لتشرب
ثم صعدتْ ووجدتْ كلباً قد أنهكه العطش
خلعت موقها / حذاءها وغرفتْ به الماء وسقته
فشكر الله لها فعلها وأدخلها الجنّة
ورجلٌ رأى غصن شجرة يؤذي النّاس في الطريق
فقطعه ليميط الأذى عنهم
فشكر الله له وأدخله الجنّة
وامرأة دخلتْ النّار في هرّةٍ حبستها
لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض
النّارُ التي يدخلها النّاس بالذنوب الجِسام
دخلتها امرأة في هرّةٍ مسكينة
والجنّة التي يسعى إليها الناس بمشقّة الطّاعات
دخلتها بغيٌّ بسُقيا كلب
ودخلها رجلٌ بقطع غصن
فلا تحقرّنَ من المعروف شيئاً !
.
.
الدّرس الثّالث :

المال أفضل خادمٍ وأسوأ سيّد !
والدّينُ أفضل سيّد وأسوأ خادم !
فلا تجعل سيّدك خادمك
ولا تجعل خادمك سيّدك
المال وسيلة نتحصّل بها على الأشياء الجميلة
وليس غاية نُفسد في سبيلها كلّ جميل
لهذا اجعله دوماً خادمك
حصّله لتسعد به وتُسعد به من حولك
لو بقي المال للأبد لبقي لقارون
ولو بقي الجاه لأحد لبقيَ للنمرود
فأين هما الآن ؟!
في باطن الأرض مع الفقراء والمساكين
وحده هذا الدّين غاية لأنّ فيه رضى الله
وهي الوظيفة التي خُلق لأجلها النّاس
فلا تأكل بدينك
وقد قالت العربُ قديماً : تموتُ الحُرّة ولا تأكل بثدييها
وإن التّرزّق بالدين أشدّ سفاحاً !
لأنّه يجعلك تبيع ما عند الله بما عند النّاس
وهذه أحمق بيعة !
وليس هناك أحمق ممن يبيع دنياه بآخرته
إلا من يبيع آخرته بدنيا غيره !
.
.
الدّرس الرّابع :

تمسكنا بديننا لا يتعارض مع احترام وتقدير تصرفات الآخرين النبيلة
على العكس تماماً
الاعتراف بفضل الآخرين من الدّين
ولو كانوا مُخالفين
فقد فكّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أسر ابنة حاتم الطائي لنبل أبيها
ويوم وقف أسرى بدر بين يديه قال :
لو كان مطعم بن عديّ حيّاً وكلمني في هؤلاء لأطلقتهم له
ومطعم بن عديّ مشرك أنزل النبيّ صلى الله عليه وسلم في جواره يوم رجمه أهل الطائف
النّبيل يُقدّر النبل مهما كانت هوية من فعله
ويقف ضد الخطأ مهما كانت هوية من ارتكبه !

أدهم شرقاوي / من كتاب " حديث المساء "

محمد ايوب طيب
2018-02-04, 17:40
بارك الله فيك أعجبتني القصة

حاملة المصحف
2018-02-05, 07:30
بارك الله فيك أعجبتني القصة

و فيك بارك الرحمان شكرا لمرورك الطيب

batit18
2018-02-05, 13:17
جزاك الله خيرا

طاهر القلب
2018-02-05, 15:19
السلام عليكم
كتابات الشرقاوي جيدة ومعبرة ...
شكرا جزيلا لكم

حاملة المصحف
2018-02-22, 12:32
جزاك الله خيرا

و لك بالمثل

FATIHA131
2018-02-22, 15:47
بارك الله فيك

حاملة المصحف
2018-02-23, 08:47
بارك الله فيك

و فيكي بارك الرحمان

رندة.
2018-02-25, 21:28
بارك الله فيك على القصة المعبرة والنصائح القيمة

أم سلوى
2018-02-25, 21:50
القصة رائعة فعلا
واضفت لها تحليلك الشخصي الرائع

حاملة المصحف
2018-02-28, 08:50
القصة رائعة فعلا
واضفت لها تحليلك الشخصي الرائع

مرورك اروع

محمد جديدي التبسي
2018-02-28, 10:17
موضوع قيم بارك الله فيك

حاملة المصحف
2018-02-28, 10:36
موضوع قيم بارك الله فيك

وفيك بارك الرحمان

ام لبناتي
2018-03-18, 14:15
بارك الله فيك وفي والديك تدمع الأعين من بعض القصص ونسأل الله معجزة لحالنا وما نحن عليه

حاملة المصحف
2018-03-20, 06:59
بارك الله فيك وفي والديك تدمع الأعين من بعض القصص ونسأل الله معجزة لحالنا وما نحن عليه

و فيك بارك الرحمان اخيتي و بار
ك لك في بناتك

@الماس@
2018-03-20, 07:35
جزاكم الله كل خير

حاملة المصحف
2018-03-22, 06:18
جزاكم الله كل خير

و اياكم الخير كله

ربي اغفرلي
2018-03-22, 09:41
.........

اختي العزيزة.......
حقاً تستحقين التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير
موضوع جميل جداً استمتعت به
ننتظر منك المزيد من الابداع
أتمنى لك السعاده والتوفيق..
..........

بقة الحاج
2018-04-13, 01:36
قصة جميلة رغم طولها بوركت