أحمد الجمل
2018-01-26, 18:00
جاءَتْ تَسُوق الْبَغْلَ ضَرْبا بالعَصا
وهو الذي ما قالَ أُفٍّ أوْ عَصى
مُذْ كانَ بَغْلًا وهْوَ يَنْهق ضاحِكا
ويَرى السَّعادة أنْ يَعُضَّ ويَرْفُصا
ولقد تَرَبَّى في الزَّرِيبة طائِعا
مُنْذُ اشْتَرتْهُ وكان عَبْدًا مُخْلَِصا
يَمْشي على أهْوائها مُتَفانيا
ويَظلّ يَرْقُب خَطْوها مُتَربِّصا
والْمَرْأة الْحَمْقاء تُؤْمِن أنَّه
لوْلا الْهَوَان لِمِثْلِهِ لَتَمَلَّصا
فَسَقَتْهُ أصْنافَ الْهَوَان بلَذَّة
حتَّى يَصِيرَ على المَذَلَّةِ أحْرَصا
لَظ°كِنَّهُ بَغْلٌ خَبيثٌ ماكِرٌ
في اللؤْمِ أصبحَ بعْدَها مُتَخَصِّصا
ظَمْآن يَخْشَع عِندها مُتَذَلِّلا
حتَّى يُلامس أنْفُهُ أَنْفَ الحَصى
فإذا سَقَتْهُ رَآهُ مِن فَرْط العَمَى
في الماءِ خَيْلًا يَسْتَعِدّ لِيَرْقُصا
ولَئِنْ نَهَتْهُ عن الشَّرَابِ فَظاظة
يَجْري ويَجْلس كالنِّساءِ الْقُرْفُصا
بَغْلٌ عَلى دِينِ الْعَبيدِ ومُؤْمِنٌ
يَخْشى عَلَيْهِ بِدُونِهِ أنْ يَنْقُصا
لوْ كانَ يَمْلك في الحياةِ إرادةً
لاخْتارَ أنْ يَبْقَى بِها عَبْدَ الْعَصا
وهو الذي ما قالَ أُفٍّ أوْ عَصى
مُذْ كانَ بَغْلًا وهْوَ يَنْهق ضاحِكا
ويَرى السَّعادة أنْ يَعُضَّ ويَرْفُصا
ولقد تَرَبَّى في الزَّرِيبة طائِعا
مُنْذُ اشْتَرتْهُ وكان عَبْدًا مُخْلَِصا
يَمْشي على أهْوائها مُتَفانيا
ويَظلّ يَرْقُب خَطْوها مُتَربِّصا
والْمَرْأة الْحَمْقاء تُؤْمِن أنَّه
لوْلا الْهَوَان لِمِثْلِهِ لَتَمَلَّصا
فَسَقَتْهُ أصْنافَ الْهَوَان بلَذَّة
حتَّى يَصِيرَ على المَذَلَّةِ أحْرَصا
لَظ°كِنَّهُ بَغْلٌ خَبيثٌ ماكِرٌ
في اللؤْمِ أصبحَ بعْدَها مُتَخَصِّصا
ظَمْآن يَخْشَع عِندها مُتَذَلِّلا
حتَّى يُلامس أنْفُهُ أَنْفَ الحَصى
فإذا سَقَتْهُ رَآهُ مِن فَرْط العَمَى
في الماءِ خَيْلًا يَسْتَعِدّ لِيَرْقُصا
ولَئِنْ نَهَتْهُ عن الشَّرَابِ فَظاظة
يَجْري ويَجْلس كالنِّساءِ الْقُرْفُصا
بَغْلٌ عَلى دِينِ الْعَبيدِ ومُؤْمِنٌ
يَخْشى عَلَيْهِ بِدُونِهِ أنْ يَنْقُصا
لوْ كانَ يَمْلك في الحياةِ إرادةً
لاخْتارَ أنْ يَبْقَى بِها عَبْدَ الْعَصا