إشراقة جزائرية
2018-01-10, 15:48
" حموات متصابيات"
الصائفة الفائتة شهدت حفلات زفاف لأكثر من تسعة أفراد من أقاربي، كان من بينها ثلاث زيجات لقريبات لي...
باختصار ، تزوج كل أفراد القبيلة من الشباب، وكعادة كل قبيلة سيتبقى نصب تذكاري شامخ، يتحدى الزمن والآفات، معلم تاريخي صامد ، صمود المساكين -عفوا- أقصد صمود الشامخين...
البداية كانت بزفاف "ايمان" ابنة خالتي ، شابة عصرية في التاسعة عشر من العمر، نحيلة مثل عود خيزران وزادتها فترة الخطوبة نحولا حتى لكأنها تكاد تختفي...
الثانية كانت "مريم" ابنة الخال، شابة في أواسط العشرينيات، هي مثال للمرأة التقليدية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جسم ممتلئ، وطاقة وحيوية، اضافة لإلمامها بكل نشاطات المرأة الماكثة.
الثالثة كانت صديقتي "أميرة" ابنة الجيران، شابة جامعية في الثالثة والعشرين من العمر، جمعت بين رقة العود، والقدرة على القيام بكل الأعمال المنزلية منها والتقليدية، فجمعت بين الأصالة والمعاصرة.
تألقت كل تلكن العرائس في يوم عرسهن، فكان يوما مشهودا، فرحة وزغاريد ودموع، والأهم كان جهازا تعجز عن حمله مائة ناقة لقافلة قريش!!
فناهيك عن" الفوخ والزوخ" والموسيقى الصاخبة والمفرقعات النارية، و"دعوة الشر" من مريض أو عاجز أو تلميذ يذاكر..
ناهيك عن كل ذلك، ديون تترك الآباء على" الحديدة"...
جاء اليوم الموعود، وخرجت البنات يرفلن في زينتهن، والصبايا من حولهن يكدن يشهقن، وعيونهن وقلوبهن تقول:" يا ليتنا مكانهن، إنهن ذوات حظ عظيم"
**********
بعد شهر من الزفاف:
حسرة ودموع، وشكاوى من كل نوع!!
نبدأ مع "ايمان": قالت بأن حماتها تركت لها المطبخ، وكل أمور البيت وغسلت نهائيا بصابون ديتول اليدين..
قالت بأنها، تتأنق، وتتبرج، وتتمكيج...واضافة إلى هذا تطلب منها أن تسشور لها شعرها كل يوم...ولاهم لها سوى التنقل من عرس إلى عرس!!
قلت لها غبية، ونصحتها بوصفة طبية، لو أنك حرقت لها شعرها من أول مرة، لما تجرأت عليك ، أو عاودت الكرة.
أما "مريم" فكانت قضيتها قضية، قالت لم يضرني شغل البيت، ولا المطبخ، ولكن حماتي وابنتها، كل يوم في مطرح، زوجي في الجيش، وأنا وحدي في البيت، لم أجد من أكلمه، وألفيت من يومي أمقته، فلا أنيس لوحدتي، والبيت موحش مثل مقبرة ..
فحماتي تحب "التحواس"، وتنتقل طول النهار والمساء من بيت إلى بيت، ومن دكان إلى آخر، حتى أنها تحفظ الدكاكين والشوارع، أحسن من نظام تحديد المواقع!!
فقال لها والدها: أيا بنية الزمي بيت والدك حتى تحل القضية.
أما صديقتي "أميرة"، فقد أنشأ لها زوجها "يوسف" حسابا على الفيس بوك، أسماه *أميرة يوسف*.
فانهالت عليها الاضافات، وطلبات الصداقة، وغبطتها البنات على "يوسف" وتلك الرومانسية منه واللطافة.
واذا بها بعد شهر تشكو حماتها أيضا، قالت بأن أيامها الجميلة مع "يوسف" انتهت يوم انتهاء اجازته، ورجوعه إلى الجيش مقر خدمته..
وبدأت معاناتها مع حماتها المصون، التي تترك لها كل الصحون، وأعمال البيت ، والمطبخ، وترتيب الصالون.
أما هي فمنهمكة مع الحاسوب والتلفون، فهذا منتدى وهذا فيس بوك، فما هذا الزمان، وما هذا الجنون؟!
عجائز في أرذل العمر، على الدنيا يتكالبن، وللصغيرات يحسدن ويقلدن، ولم يعلمن أن العمر انقضى، وأنهن يجب أن يرصن ويرزن، ويكن لأحفادهن نعم الحضن، وليعملن لآخرتهن، ويا ليتهن يجهزن لأنفسهن الكفن.
#بقلم : #شمس_الهمة
الصائفة الفائتة شهدت حفلات زفاف لأكثر من تسعة أفراد من أقاربي، كان من بينها ثلاث زيجات لقريبات لي...
باختصار ، تزوج كل أفراد القبيلة من الشباب، وكعادة كل قبيلة سيتبقى نصب تذكاري شامخ، يتحدى الزمن والآفات، معلم تاريخي صامد ، صمود المساكين -عفوا- أقصد صمود الشامخين...
البداية كانت بزفاف "ايمان" ابنة خالتي ، شابة عصرية في التاسعة عشر من العمر، نحيلة مثل عود خيزران وزادتها فترة الخطوبة نحولا حتى لكأنها تكاد تختفي...
الثانية كانت "مريم" ابنة الخال، شابة في أواسط العشرينيات، هي مثال للمرأة التقليدية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جسم ممتلئ، وطاقة وحيوية، اضافة لإلمامها بكل نشاطات المرأة الماكثة.
الثالثة كانت صديقتي "أميرة" ابنة الجيران، شابة جامعية في الثالثة والعشرين من العمر، جمعت بين رقة العود، والقدرة على القيام بكل الأعمال المنزلية منها والتقليدية، فجمعت بين الأصالة والمعاصرة.
تألقت كل تلكن العرائس في يوم عرسهن، فكان يوما مشهودا، فرحة وزغاريد ودموع، والأهم كان جهازا تعجز عن حمله مائة ناقة لقافلة قريش!!
فناهيك عن" الفوخ والزوخ" والموسيقى الصاخبة والمفرقعات النارية، و"دعوة الشر" من مريض أو عاجز أو تلميذ يذاكر..
ناهيك عن كل ذلك، ديون تترك الآباء على" الحديدة"...
جاء اليوم الموعود، وخرجت البنات يرفلن في زينتهن، والصبايا من حولهن يكدن يشهقن، وعيونهن وقلوبهن تقول:" يا ليتنا مكانهن، إنهن ذوات حظ عظيم"
**********
بعد شهر من الزفاف:
حسرة ودموع، وشكاوى من كل نوع!!
نبدأ مع "ايمان": قالت بأن حماتها تركت لها المطبخ، وكل أمور البيت وغسلت نهائيا بصابون ديتول اليدين..
قالت بأنها، تتأنق، وتتبرج، وتتمكيج...واضافة إلى هذا تطلب منها أن تسشور لها شعرها كل يوم...ولاهم لها سوى التنقل من عرس إلى عرس!!
قلت لها غبية، ونصحتها بوصفة طبية، لو أنك حرقت لها شعرها من أول مرة، لما تجرأت عليك ، أو عاودت الكرة.
أما "مريم" فكانت قضيتها قضية، قالت لم يضرني شغل البيت، ولا المطبخ، ولكن حماتي وابنتها، كل يوم في مطرح، زوجي في الجيش، وأنا وحدي في البيت، لم أجد من أكلمه، وألفيت من يومي أمقته، فلا أنيس لوحدتي، والبيت موحش مثل مقبرة ..
فحماتي تحب "التحواس"، وتنتقل طول النهار والمساء من بيت إلى بيت، ومن دكان إلى آخر، حتى أنها تحفظ الدكاكين والشوارع، أحسن من نظام تحديد المواقع!!
فقال لها والدها: أيا بنية الزمي بيت والدك حتى تحل القضية.
أما صديقتي "أميرة"، فقد أنشأ لها زوجها "يوسف" حسابا على الفيس بوك، أسماه *أميرة يوسف*.
فانهالت عليها الاضافات، وطلبات الصداقة، وغبطتها البنات على "يوسف" وتلك الرومانسية منه واللطافة.
واذا بها بعد شهر تشكو حماتها أيضا، قالت بأن أيامها الجميلة مع "يوسف" انتهت يوم انتهاء اجازته، ورجوعه إلى الجيش مقر خدمته..
وبدأت معاناتها مع حماتها المصون، التي تترك لها كل الصحون، وأعمال البيت ، والمطبخ، وترتيب الصالون.
أما هي فمنهمكة مع الحاسوب والتلفون، فهذا منتدى وهذا فيس بوك، فما هذا الزمان، وما هذا الجنون؟!
عجائز في أرذل العمر، على الدنيا يتكالبن، وللصغيرات يحسدن ويقلدن، ولم يعلمن أن العمر انقضى، وأنهن يجب أن يرصن ويرزن، ويكن لأحفادهن نعم الحضن، وليعملن لآخرتهن، ويا ليتهن يجهزن لأنفسهن الكفن.
#بقلم : #شمس_الهمة