طالبة ع/م
2018-01-05, 19:00
السلام عليكم
مساعدة في هذا السؤال من فضلكم
هات استعارة من النص .
اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إّنما يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا
و قلي َ لا فقلي ً لا يلَقى عليه أولا ً مسائل من كلّ باب من الفن هي أصول ذلك الباب
و يقرب له في شرحها على سبيل الإجمال، و يراعى في ذلك قوة عُقلهِ و استعداده
لقبولِ ما يورد، عليهِ حتى ينتهي إلى آخر الفن، و عند ذلك يحصل له ملك ٌ ة في ذلك
العلم إلاَّ أَنها جزئية و ضعيفة، و غايتها أنها هيئته لفهم الفن و تحصيل مسائله، ثم
يرجِع به إلى الفن ثاني ً ة فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها، و يستوفي
الشرح و البيان، و يخرج عن الإجمال، و يذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه،
إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود ملكُته، ثم يرجع به و قد شدا فلا يترك عويصا
و لا مبهما ولا منغلُقا إلا وضحه، و فتح له مقفله فيخُلص من الفن وقد استولى على
ملكته، هذا وجه التعليم المفيد، وهو كما رأيت إنما يحصل في ثلاث تكرارات، و قد
يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له و يتيسر عليه.
(ب)
" و قد شاهدنا كثيرا من المعلمين لهذا العهد الذي أدركنا يجهلون طرق التعلم
و إفادته، و يحضرون للمتعلم في أول تعليمه المسائل المقفلة من العلم، و يطالبونه
بإحضار ذهنه في حلها، و يحسبون ذالك مراًنا، على التعليم وصوابا فيه، و يكلِّفونه
رعي ذلك و تحصيله، فيخلطون علبه بما يلقون له من غابات الفنون في مبادئها
و قبل أن يستعد لفهمها، فإن قبول العلم والاستعدادات لفهمه تنشأ تدريجيا، ويكون
المتعلم أول الأمر عاجزا عن الفهم بالجملة إلا في الأقل و على سبيل التقريب
و الإجمال، و بالأمثلة الحسية، ثم لا يزال الاستعداد فيه يتدرج قليلا قليلا بمخالطة
مسائل ذلك الفن و تكرارها عليه و الانتقال فيها من التقريب إلى الاستيعاب الذي
فوقه، حتى تتم الملكة في الاستعداد، ثم في التحصيل، و يحيط هو بمسائل الفن.
(ج)
و إذا ألقيت عليه الغابات، في البدايات، و هو حينئذ عاجزٌ عن الفهم و الوعي،
و بعيدٌ عن الاستعداد له كَلَّ ذهنه منها، و حسِب ذلك في صعوبة العلم نفسه فتكاسل
عنه و انحرف عن قبوله، و تمادى في هجرانه، و إنما أتى ذلك من سوء التعليم.
(د)
و لا ينبغي المعلِّم إن يزيد متعلَّمه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه إ َ لا
بحسب طاقاته وعلى نسبة قبوله للتعليم مبتدئًا كان أو منتهيا، و لا يخلط مسائل
الكتاب بغيرها حتى يعيه من أوله إلى آخره، و يحصل أغراضه، و يستولي منه
على ملكة بها ينفذ في غيره، لأن المتعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم
استعد بها لقبول ما بقي و حصل له نشاط في طلب المزيد و النهوض إلى ما فوق
حتى يستولي على غايات العلم، و إذا أخلط عليه الأمر عجز عن الفهم
و يئس من التحصيل وهجر العلم و التعليم.
و شكرا مسبقا
وفقكم الله
مساعدة في هذا السؤال من فضلكم
هات استعارة من النص .
اعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إّنما يكون مفيدا إذا كان على التدريج شيئا فشيئا
و قلي َ لا فقلي ً لا يلَقى عليه أولا ً مسائل من كلّ باب من الفن هي أصول ذلك الباب
و يقرب له في شرحها على سبيل الإجمال، و يراعى في ذلك قوة عُقلهِ و استعداده
لقبولِ ما يورد، عليهِ حتى ينتهي إلى آخر الفن، و عند ذلك يحصل له ملك ٌ ة في ذلك
العلم إلاَّ أَنها جزئية و ضعيفة، و غايتها أنها هيئته لفهم الفن و تحصيل مسائله، ثم
يرجِع به إلى الفن ثاني ً ة فيرفعه في التلقين عن تلك الرتبة إلى أعلى منها، و يستوفي
الشرح و البيان، و يخرج عن الإجمال، و يذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه،
إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود ملكُته، ثم يرجع به و قد شدا فلا يترك عويصا
و لا مبهما ولا منغلُقا إلا وضحه، و فتح له مقفله فيخُلص من الفن وقد استولى على
ملكته، هذا وجه التعليم المفيد، وهو كما رأيت إنما يحصل في ثلاث تكرارات، و قد
يحصل للبعض في أقل من ذلك بحسب ما يخلق له و يتيسر عليه.
(ب)
" و قد شاهدنا كثيرا من المعلمين لهذا العهد الذي أدركنا يجهلون طرق التعلم
و إفادته، و يحضرون للمتعلم في أول تعليمه المسائل المقفلة من العلم، و يطالبونه
بإحضار ذهنه في حلها، و يحسبون ذالك مراًنا، على التعليم وصوابا فيه، و يكلِّفونه
رعي ذلك و تحصيله، فيخلطون علبه بما يلقون له من غابات الفنون في مبادئها
و قبل أن يستعد لفهمها، فإن قبول العلم والاستعدادات لفهمه تنشأ تدريجيا، ويكون
المتعلم أول الأمر عاجزا عن الفهم بالجملة إلا في الأقل و على سبيل التقريب
و الإجمال، و بالأمثلة الحسية، ثم لا يزال الاستعداد فيه يتدرج قليلا قليلا بمخالطة
مسائل ذلك الفن و تكرارها عليه و الانتقال فيها من التقريب إلى الاستيعاب الذي
فوقه، حتى تتم الملكة في الاستعداد، ثم في التحصيل، و يحيط هو بمسائل الفن.
(ج)
و إذا ألقيت عليه الغابات، في البدايات، و هو حينئذ عاجزٌ عن الفهم و الوعي،
و بعيدٌ عن الاستعداد له كَلَّ ذهنه منها، و حسِب ذلك في صعوبة العلم نفسه فتكاسل
عنه و انحرف عن قبوله، و تمادى في هجرانه، و إنما أتى ذلك من سوء التعليم.
(د)
و لا ينبغي المعلِّم إن يزيد متعلَّمه على فهم كتابه الذي أكب على التعليم منه إ َ لا
بحسب طاقاته وعلى نسبة قبوله للتعليم مبتدئًا كان أو منتهيا، و لا يخلط مسائل
الكتاب بغيرها حتى يعيه من أوله إلى آخره، و يحصل أغراضه، و يستولي منه
على ملكة بها ينفذ في غيره، لأن المتعلم إذا حصل ملكة ما في علم من العلوم
استعد بها لقبول ما بقي و حصل له نشاط في طلب المزيد و النهوض إلى ما فوق
حتى يستولي على غايات العلم، و إذا أخلط عليه الأمر عجز عن الفهم
و يئس من التحصيل وهجر العلم و التعليم.
و شكرا مسبقا
وفقكم الله