أبو ميساء
2018-01-05, 17:52
#الحوتُ _ الأزرقُ
أَفَقْتُ في جوْفِ اللَّيْلِ جَزِعًا على أنّاتِ و " هَرْطَساتِ " ميساءَ ابْنَتي . أَفْزَعَتْني صَرَخاتُها هَوْلًا مِمَّا راوَدَها ، وَ هالَها الذي رَأَتْ في أَحْلامِها و طارَدَها في غَفْوَتِها ..
أَدْرَكْتُها قَبْلَ أَنْ تَخْنِقَ الكَوابيسُ أَنْفاسَها ..
أَجْلَسْتُها ، احْتَوَيْتُ فَزَعَها و إلى حُضْني ضَمَمْتُها و دَثَّرْتُها . هَوَّنْتُ عليها مُصابَها ، و بِكُلِّ الحُبِّ و الحنانِ هَمَسْتُها و هدَّأْتُ رَوْعَها ..
لَمّا اسْتَكانَ هَلَعُها و اسْتَكانَتْ إلى نَفْسِها سَكينَتُها ، أخَذْتُ بِيَدِها و قَبَّلْتُ الوَضَّاءَ جَبينَها ، و بِكُلِّ عَطْفٍ و شَغَفٍ سَأَلْتُها :
ماذا راوَدَ بُنَيَّتي في مَنامِها ..
ما هالَها و قَضَّ عنها مَضْجَعَها ..
حاكيني يا قُرَّةَ عيني يا زَهْرَةَ أَبيها ..
قالــــتْ :
في غَفْوَتي يا أَبَتي رَأَيْتُ حوتًا أزْرَقَــا ..
أَتى الأخْضَرَ و اليابِسَ و كُلَّ شَيْءٍ لَعَقَــا ..
و الأَرْضَ العَنْزاءَ يا عِزَّ مَيْساءَ حَرَقَــا ..
أَهَوَ الحوتُ الذي عنهُ يَتَحَدَّثونْ ..
في مَدارِسِنا يُحَذِّرونَ طُفولَتَنا و يُحَسِّسُونْ ..
و إنِّي لَأَعْلَمُ مِنْكَ و ما رَوى الأَوَّلونْ ..
أنَّهُمْ اسْتَباحوا بَراءَتَنا بِمَناهِجِهِمْ يُغَرِّبُونْ ..
مِنْ جيلٍ إلى جِيلِ إِصْلاحًا يَدَّعُونْ ..
رَداءَةً مِنهُمْ يُكَرِّسونَ و يَعْمَدُونْ ..
و الكَيْدُ " تَغْبِيَةً " و عُقولَنا يَسْتَغْبُونْ ..
في زَمَنِكُمْ " عن الجهادِ " كانوا يُحَدِّثُونْ ..
كَبُرْتُمْ و " الأقْصى " يَكْبُرُكُمْ و لهُ تَنْشُدُونْ ..
رِبَاطًا و زَحْفًا لَوْ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُدْرِكونْ ..
ثُمَّ انْقَلَبوا سَلامًا أَنْ نَقْبَلَ الآخَرَ و هُمْ يُوعِزُونْ ..
و الآخَرُ اسْتَباحَ أَوطانَنا و " مَسْرانا " و لَهُ يُذْعِنُونْ ..
كانتْ نُفُوسُكُمْ أَسْمى أَنْ تَلْهُو و تَلْعَبُونْ ..
فَحتَّى أَلْعابُكُمْ فيها مِنَ الفَضائِلِ ما كُنْتُمْ تَنْهَلُونْ ..
فَبَعْدَ الذي يا أَبي علَيْكَ رَوَيْتُ ..
و قَدْ أَوْفَيْتُ لَكَ مَا رَأَيْتُ ..
هلْ في رُؤْيايَ ـ ما يَدَّعونَ ـ مِمَّا وَصَفْتُ ..
قُلْتُ لَهــا :
هُوَ ذاكَ ما حَلُمْتِ و رَأَيْتِ ..
حُوتًا _ أَزْرَقَا ..
أَتى الأَخْضَرَ و اليابِسَ نَفَقَا ..
و كُلَّ شَيْءٍ لَعَقَا ..
و الأَرْضَ العَنْزاءَ حَرَقَا ..
لمْ يَذَرْ في خَزائِنِنَا
و حتَّى أَحْلامَنَا سَرَقَا ..
# أبو _ ميساء .
أَفَقْتُ في جوْفِ اللَّيْلِ جَزِعًا على أنّاتِ و " هَرْطَساتِ " ميساءَ ابْنَتي . أَفْزَعَتْني صَرَخاتُها هَوْلًا مِمَّا راوَدَها ، وَ هالَها الذي رَأَتْ في أَحْلامِها و طارَدَها في غَفْوَتِها ..
أَدْرَكْتُها قَبْلَ أَنْ تَخْنِقَ الكَوابيسُ أَنْفاسَها ..
أَجْلَسْتُها ، احْتَوَيْتُ فَزَعَها و إلى حُضْني ضَمَمْتُها و دَثَّرْتُها . هَوَّنْتُ عليها مُصابَها ، و بِكُلِّ الحُبِّ و الحنانِ هَمَسْتُها و هدَّأْتُ رَوْعَها ..
لَمّا اسْتَكانَ هَلَعُها و اسْتَكانَتْ إلى نَفْسِها سَكينَتُها ، أخَذْتُ بِيَدِها و قَبَّلْتُ الوَضَّاءَ جَبينَها ، و بِكُلِّ عَطْفٍ و شَغَفٍ سَأَلْتُها :
ماذا راوَدَ بُنَيَّتي في مَنامِها ..
ما هالَها و قَضَّ عنها مَضْجَعَها ..
حاكيني يا قُرَّةَ عيني يا زَهْرَةَ أَبيها ..
قالــــتْ :
في غَفْوَتي يا أَبَتي رَأَيْتُ حوتًا أزْرَقَــا ..
أَتى الأخْضَرَ و اليابِسَ و كُلَّ شَيْءٍ لَعَقَــا ..
و الأَرْضَ العَنْزاءَ يا عِزَّ مَيْساءَ حَرَقَــا ..
أَهَوَ الحوتُ الذي عنهُ يَتَحَدَّثونْ ..
في مَدارِسِنا يُحَذِّرونَ طُفولَتَنا و يُحَسِّسُونْ ..
و إنِّي لَأَعْلَمُ مِنْكَ و ما رَوى الأَوَّلونْ ..
أنَّهُمْ اسْتَباحوا بَراءَتَنا بِمَناهِجِهِمْ يُغَرِّبُونْ ..
مِنْ جيلٍ إلى جِيلِ إِصْلاحًا يَدَّعُونْ ..
رَداءَةً مِنهُمْ يُكَرِّسونَ و يَعْمَدُونْ ..
و الكَيْدُ " تَغْبِيَةً " و عُقولَنا يَسْتَغْبُونْ ..
في زَمَنِكُمْ " عن الجهادِ " كانوا يُحَدِّثُونْ ..
كَبُرْتُمْ و " الأقْصى " يَكْبُرُكُمْ و لهُ تَنْشُدُونْ ..
رِبَاطًا و زَحْفًا لَوْ أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُدْرِكونْ ..
ثُمَّ انْقَلَبوا سَلامًا أَنْ نَقْبَلَ الآخَرَ و هُمْ يُوعِزُونْ ..
و الآخَرُ اسْتَباحَ أَوطانَنا و " مَسْرانا " و لَهُ يُذْعِنُونْ ..
كانتْ نُفُوسُكُمْ أَسْمى أَنْ تَلْهُو و تَلْعَبُونْ ..
فَحتَّى أَلْعابُكُمْ فيها مِنَ الفَضائِلِ ما كُنْتُمْ تَنْهَلُونْ ..
فَبَعْدَ الذي يا أَبي علَيْكَ رَوَيْتُ ..
و قَدْ أَوْفَيْتُ لَكَ مَا رَأَيْتُ ..
هلْ في رُؤْيايَ ـ ما يَدَّعونَ ـ مِمَّا وَصَفْتُ ..
قُلْتُ لَهــا :
هُوَ ذاكَ ما حَلُمْتِ و رَأَيْتِ ..
حُوتًا _ أَزْرَقَا ..
أَتى الأَخْضَرَ و اليابِسَ نَفَقَا ..
و كُلَّ شَيْءٍ لَعَقَا ..
و الأَرْضَ العَنْزاءَ حَرَقَا ..
لمْ يَذَرْ في خَزائِنِنَا
و حتَّى أَحْلامَنَا سَرَقَا ..
# أبو _ ميساء .