نينا الجزائرية
2009-11-10, 22:37
http://forum.mustafahosny.com/images/smilies/bism.gif
في كل أسبوعٍ كعادتها الجميلةِ منذ أعوامٍ ، تراسلني " دلالْ ".
وتقول لي .. بعض التفاصيل التي عبرَ الأثير وفي الصحافة لا تُقالْ .
وأنا أحبُّ سماعَ أخبارِ الذين أحبُّهم وألحُّ دوماً في السؤالْ ..
عن حالهم ، وأقول سبحان الإلهِ ، مُغيِّر الأحوال من حالٍ لحالْ .
وصلت رسالتُها الأخيرةُ منذ أيامٍ ، وفيها ما يلي : عمِّي " جمالْ " : ـ
إن كنتَ يوماً في الجنوب وفجأةً اشتدَّ شوقُك للأحبة في الشَّمالْ .
وأتاك من طرف الحبيب الأمرُ أنْ : هيَّا تعالَ ، بسرعةٍ ، هيَّا تعالْ .
وتحركت فيك المشاعر والحنين لما مضى والدمع من عينيك سالْ .
وعبرتَ شط الذكرياتِ بحلوها وبمرِّها ، وسبحتَ في بحر الخيالْ .
وحزمتَ أمرك أنْ ستُقفِل راجعاً مهما يكنْ ، وتشد للأهل الرحالْ .
ثم اكتشفتَ بأنَّ ما قد خِلتُهُ سهلاً ، غدا متعذراً ، صعب المنالْ .
وبأن رؤية من تحب كأنها حلم من الأحلام أو شيء محالْ .
ثم انفعلت بشدةٍ ، وبدت على قسماتِك السمراءِ ، شدةُ الانفعالْ .
وصرختَ : هل نحيا بعصر سابقٍ ؟ حيث الدوابُ غدت وسيلةَ الانتقالْ . ؟
وهناك آلاف الحواجز لم تزل وهناك حظرٌ للتجول لا يزالْ . ؟
وهناك شيءٌ لا شبيهَ له ولا في هذه الدنيا له أبداً مثالْ .
يُدعى احتلالاً ـ يا لَخيبةِ عالَمٍ مازال معترفاً بدولة الاحتلالْ . ؟! ـ
ورفعتَ كلتا قبضتيك وقلت : " لا باقون نحن .. والاحتلال إلى زوالْ ".
ثم اندفعتَ وفي عيونك نظرةٌ وكأنها جمرٌ ، على وشك اشتعالْ .
فإذا المدارس غُلِّقت أبوابُها إلا " الشهادةُ " بابُها يَسَعُ الجِمالْ .!
وإذا الشوارع شبه خاليةٍ وما من " حَطَّةٍ " ، فوق الرؤوس ولا " عِقالْ " .
أين الرجالُ ؟ سألتَ ، قيل : استشهدوا وغدوا مناراتٍ على درب النضالْ .
وهناك مفقودونَ .. أو جرحى ومن في السجن ، والباقون فروا للجبالْ .
***
ـ هذا غدا .. يا عمُّ حال رجالنا قلْ لي ..
أيوجد عندكم أنتم رجالْ ؟!
م
ن
ق
و
ل
في كل أسبوعٍ كعادتها الجميلةِ منذ أعوامٍ ، تراسلني " دلالْ ".
وتقول لي .. بعض التفاصيل التي عبرَ الأثير وفي الصحافة لا تُقالْ .
وأنا أحبُّ سماعَ أخبارِ الذين أحبُّهم وألحُّ دوماً في السؤالْ ..
عن حالهم ، وأقول سبحان الإلهِ ، مُغيِّر الأحوال من حالٍ لحالْ .
وصلت رسالتُها الأخيرةُ منذ أيامٍ ، وفيها ما يلي : عمِّي " جمالْ " : ـ
إن كنتَ يوماً في الجنوب وفجأةً اشتدَّ شوقُك للأحبة في الشَّمالْ .
وأتاك من طرف الحبيب الأمرُ أنْ : هيَّا تعالَ ، بسرعةٍ ، هيَّا تعالْ .
وتحركت فيك المشاعر والحنين لما مضى والدمع من عينيك سالْ .
وعبرتَ شط الذكرياتِ بحلوها وبمرِّها ، وسبحتَ في بحر الخيالْ .
وحزمتَ أمرك أنْ ستُقفِل راجعاً مهما يكنْ ، وتشد للأهل الرحالْ .
ثم اكتشفتَ بأنَّ ما قد خِلتُهُ سهلاً ، غدا متعذراً ، صعب المنالْ .
وبأن رؤية من تحب كأنها حلم من الأحلام أو شيء محالْ .
ثم انفعلت بشدةٍ ، وبدت على قسماتِك السمراءِ ، شدةُ الانفعالْ .
وصرختَ : هل نحيا بعصر سابقٍ ؟ حيث الدوابُ غدت وسيلةَ الانتقالْ . ؟
وهناك آلاف الحواجز لم تزل وهناك حظرٌ للتجول لا يزالْ . ؟
وهناك شيءٌ لا شبيهَ له ولا في هذه الدنيا له أبداً مثالْ .
يُدعى احتلالاً ـ يا لَخيبةِ عالَمٍ مازال معترفاً بدولة الاحتلالْ . ؟! ـ
ورفعتَ كلتا قبضتيك وقلت : " لا باقون نحن .. والاحتلال إلى زوالْ ".
ثم اندفعتَ وفي عيونك نظرةٌ وكأنها جمرٌ ، على وشك اشتعالْ .
فإذا المدارس غُلِّقت أبوابُها إلا " الشهادةُ " بابُها يَسَعُ الجِمالْ .!
وإذا الشوارع شبه خاليةٍ وما من " حَطَّةٍ " ، فوق الرؤوس ولا " عِقالْ " .
أين الرجالُ ؟ سألتَ ، قيل : استشهدوا وغدوا مناراتٍ على درب النضالْ .
وهناك مفقودونَ .. أو جرحى ومن في السجن ، والباقون فروا للجبالْ .
***
ـ هذا غدا .. يا عمُّ حال رجالنا قلْ لي ..
أيوجد عندكم أنتم رجالْ ؟!
م
ن
ق
و
ل