Su2013
2017-12-13, 01:39
أقدم الجمهوري دونالد ترامب على ثاني مقامرة دبلوماسية في عهدته,ألا و هي قرار "إسرائيلية القدس":confused: ضاربا كل المواثيق و المعاهدات الدولية عرض الحائط...قد تكون هذه المقامرة خطوة استرجالية لتخفيف الضغط وجذب الأنظار بعيدا عن الأزمة مع كوريا وسمحت "الدولة العميقة" الأمريكية;) لترامب بحرق أخر الأوراق في القدس في سبيل تفادي الصراع المباشر بين واشنطن و موسكو...لكن ما أريد طرحه هنا ليس موقف ترامب "المتوقع" بل الموقف الجزائري الشعبي و الرسمي...لقد تراجع الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية و أصبحت التظاهرات حبيسة قاعات المؤتمرات و صفحات الفايسبوك مقارنة مثلا بمظاهرات دعم القضية الفلسطينية في 2008..ويقف وراء هذا التراجع "صدمة سياسية":eek: ..وهي الفرق بين ما تصنعه الطبقة السياسية الفلسطينية بكل أطيافها و ما يريده الشعب الجزائري أو ما يتصوره..بالنسبة للطبقة السياسية الفلسطينية أصبح الكيان "حتمية تاريخية":confused: فرضت تحت ضغط أو وصاية أو بالتراضي لا يهم إنما ما يهم اتفاق أوسلو من جهة فتح و وثيقة حماس الأخيرة (التي طالبت بدولة فلسطينية ضمن حدود 67) و هذا يعتبر اعترافا ضمنيا و مبطنا بالكيان وبالطبع كان التبرير "إنجاح المصالحة" أو "المكر السياسي"...أما بقية الأطياف الوطنية الديمقراطية و اليسارية تم "طحنها" عمدا أو "دهسها" خطأ من قبل عمالقة فتح و حماس و أصبح لا وجود لأي بديل أو حزب أو قوى فاعلة غير هذه الأحزاب التي حولت القضية الى كلاسيكو تراجيدي كوميدي وثمن الفرجة كان دماء الفلسطينيين:(...أما الطرح الشعبي و حتما الرسمي في الجزائر هو متوقف على ما قبل سنة 1948 وبالتالي عدم القبول بالكيان الصهيوني تحت أي مبرر و بأي ثمن,لكن هذا يتعارض فرضا و سنة مع قناعات وانجازات الطبقة السياسية الفلسطينية مما أدخل الجزائري في حيرة من أمره..عموما إجراءات نقل السفارة إلى القدس ستتخذ في مجملها 3 سنوات أو أكثر و ترامب مرجح أنه لن يقدر على الصمود لعهدة ثانية..بل من المتوقع جدا أن لا يتم أصلا نقل السفارة...ليس لضغط الشارع العربي الذي لا يستفيق إلا عند الحديث عن الدولار و العقار و السولار بل استجابة لتغير موازين القوى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها و التي قد تتجه في المستقبل القريب لجعل القضية الإسرائيلية قضية حزب وليس قضية دولة و قد تخفف حتى المعونات المقدمة لإسرائيل خاصة و أن الأخيرة توجهت بالفعل إلى مد يد الشراكة و نجحت في غرب إفريقيا و بعض الدول الآسيوية..في المقابل من الطبيعي جدا أن تتخذ كل السبل لمقاومة الكيان سواء كانت حصارا دبلوماسيا أو مقاطعة اقتصادية و بالضرورة أي مجهود عسكري..لكن أيضا من المنطقي جدا أن نقتنع بأن الكيان أصلا لم ينشأ ليكون دولة مستقرة بل نشأ ليكون بؤرة توتر دائم كيف لا و هو يمتلك حكومة "طوارئ" ووزارة أزمات و يفرض الخدمة العسكرية على الأطفال و الشيوخ و النساء و الشباب والفنانين والأدباء والمعاقين و حتى الموتى إن أمكنه ذلك..صراحة و بالعربي الفصيح أفضل أن أتوقف هنا لأن الكلام يطول بطول الزمن والدهر وببالغ الأسى أختم الموضوع بأن للحديث بقية لا تنتهي...