تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اثبات التوسل بالأنبياء والصالحين .


فقير
2007-10-06, 20:29
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

بحث "عشر سنوات" لأساتذة وعلماء أجلاء، استشهادا بكتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق
وكتاب سعادة الدارين. تأليف العلامة الشيخ يوسف النبهاني رحمه الله، والشيخ ابن عرضون، والامام أبوبكر بن العربي في القبس، وحجة الاسلام الامام الغزالي في الاحياء، والشيخ أحمد زروق في القواعد......
نقل وتحقيق خادم الطريقة البوشيخية بفرنسا: مصطفى حاكمي البوشيخي .

اثبات جواز التوسل والاستغاثة بالانبياء والاولياء والتبرك بهم :

عْلَم أنَّه لا دَليل حَقِيْقيٌّ يَدلُّ على عَدَمِ جَواز التوسل بالانبياء والاولياء في حَالِ الغَيْبة أو بَعْدَ وفَاتِهم بدَعْوى أنَّ ذَلكَ عِبَادة لغَيْرِ الله، لأنَّهُ لَيْسَ عِبادَةً لغَيْرِ الله مُجَرَّدُ النّداءِ لحَيّ أو مَيّتٍ ولا مُجَرَّدُ التعظيم ولا مُجرَّدُ الاستغاثة بغير الله، ولا مُجَرَّدُ قصد قبر ولي للتبرك، ولا مُجرَّدُ طلب ما لم تجر به العادة بينَ النَّاسِ، ولا مُجرَّدُ صِيغَةِ الاستعانة بغَيرِ الله تَعالى، أي لَيْسَ ذلكَ شِرْكًا لأنَّهُ لا يَنْطبِقُ علَيْهِ تَعْرِيفُ العبادة عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ، لأنَّ العِبَادةَ عِنْدَهُم الطَّاعةُ معَ الخُضوعِ

- ما هي العبادة عند اللغويين ؟
العبادة عِنْدَ اللُّغَوِيّيْنَ الطاعة معَ الخضوع.قالَ الأَزْهَرِيُّ الذي هُوَ أحَدُ كِبارِ اللُّغَوِيّيْنَ في كتَابِ تَهذِيبِ اللُّغَةِ نَقْلاً عَن الزَّجَّاجِ الذي هوَ مِنْ أشْهَرِهِم: العبادة في لُغَةِ العَربِ الطاعة مَعَ الخضوع، وقالَ مثلَهُ الفَرّاءُ كما في لسانِ العَرَبِ لابنِ منظور. وقَالَ بَعْضُهُم: أقْصَى غَايَةِ الخشوع والخضوع، وقالَ البَعْضٌ: نِهَايةُ التذلل كَما يُفْهَم ذَلكَ مِن كَلامِ شَارحِ القَاموسِ مُرتَضى الزَّبيدِيّ خَاتِمَةِ اللّغَوِيّين، وهَذا الذي يَسْتَقِيمُ لُغَةً وعُرْفًا.
- ما الدليل على أن مجرد التذلّل ليس عبادة لغير الله؟
مُجَردُ التذلل لَيْسَ عبادة لِغَيرِ الله وإلا لَكَفَر كُلُّ مَن يتذلل لِلْمُلُوكِ والعُظَماءِ. وَقَد ثبَتَ أنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لمَّا قَدِمَ مِنَ الشَّامِ سجد لِرَسُولِ الله صلى الله عليه و سلم، فَقالَ الرَّسُولُ: "مَا هَذَا" فَقالَ: يَا رَسُولَ الله إنّي رَأَيتُ أهْلَ الشّام يسجدون لبَطارِقَتِهم وأسَاقِفتهم وأنتَ أوْلَى بذَلِكَ، فَقَالَ: "لا تَفْعَلْ، لَو كُنْتُ ءامرُ أَحدًا أَن يَسْجُدَ لأحَدٍ لأمَرتُ المَرأةَ أنْ تسْجُدَ لِزَوْجِها"، رَواهُ ابنُ حِبّانَ وابنُ مَاجَه وغَيْرُهُما. ولَم يَقُلْ لهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم كفَرْتَ، ولا قالَ لهُ أشْرَكْتَ مَع أنَّ سجُودَهُ للنَّبِي مَظْهَرٌ كَبِيرٌ مِنْ مَظاهِرِ التذلل.
ما هو التوسل؟
التوسل هو طَلَبُ حصولِ منفعة أو اندفاعِ مضرة من الله بِذِكرِ اسم نبيّ أو ولي إكراما للمتوسل به.
- ما معنى قوله تعالى {وابتغوا إليه الوسيلة}؟
قال تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} [سورة المائدة] أي كلّ شىءٍ يُقربكم إليه اطلبوهُ يعني هذه الأسباب، اعملوا الأسباب فنحقّقُ لكم المسببات، نحقّقُ لكم مطالبكم بهذهِ الأسبابِ، وهو قادرٌ على تحقيقِها بدونِ هذه الأسباب.
- لمَ نقول " اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرّج كربتي" ؟
جَعَلَ الله سبحانه وتعالى من الأسباب المعينة لنا لتحقيق مطالب لنا، التوسل بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم وبعد مماتهم، فنحنُ نسأل الله بهم رجاء تحقيق مطالبنا، فنقول: اللهم إني أسألك بجاه رسول الله أو بحرمة رسول الله أن تقضي حاجتي وتفرج كربي، أو نقول: اللهم بجاه عبد القادر الجيلاني ونحو ذلك، فإن ذلك جائز وإنما حرم ذلك الوهابية فشذوا بذلك عن أهل السنة.
- ما معنى قوله تعالى {إيَّاك نعبد}؟
قالَ إمام اللغويينَ، الذين ألَّفوا في لغةِ العَرب، الفرَّاءُ: العبادة الطاعة مع الخضوع وبهذا فسَّروا قوله تعالى:{إيَّاك نعبُدُ} أي نطيعُكَ الطّاعَةَ التي مَعَها الخضوع، والخضوع معناهُ التذلل.
- اذكر دليلاً على جواز التوسل؟
من الأدلّةِ على جواز التوسل الحديثُ الذي رواهُ الطبرانيُّ وصحَّحَهُ والذي فيه أن الرسولَ صلى الله عليه وسلم عَلَّم الأعمى أن يتوسل به فذهَبَ فتوسل به في حالة غيبته وعادَ إلى مجلس النبي وقد أَبصر، وكانَ مما علّمَهُ رسولُ الله أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي (ويسمي حاجته) لتقضى لي".
- ما هو الحديث الذي يدل على جواز التوسل بغير الحي الحاضر؟
التوسل بالأنبياء والأولياء جائز في حال حضرتهم وفي حال غيبتهم، ومناداتهم جائزة في حال غيبتهم وفي حال حضرتهم كما دل على ذلك الأدلة الشرعية.
ومن الأدلة على جواز التوسل الحديث الذي رواه الطبراني وصححه والذي فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم علم الأعمى أن يتوسل به فذهب فتوسل به في حالة غيبته وعاد إلى مجلس النبي وقد أَبصر، وكان مما علمه رسول الله أن يقول: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي (ويسمي حاجته) لتقضى لي".
فبهذا الحديث بطل زعمهم أنه لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، لأن هذا الأعمى لم يكن حاضرا في المجلس حين توسل برسول الله بدليل أن راوي الحديث عثمان بن حنيف قال لما روى حديث الأعمى: "فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أَبصر".
فمن قوله: "حتى دخل علينا"، علمنا أن هذا الرجل لم يكن حاضرا في المجلس حين توسل برسول الله.
ما الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته؟
الدليل على جواز التوسل برسول الله بعد وفاته فيؤخذ أيضا من حديث عثمان بن حنيف الذي رواه الطبراني وصححه فإن فيه أنه علم رجلا هذا الدعاء الذي فيه توسل برسول الله لأنه كان له حاجة عند سيدنا عثمان بن عفان في خلافته وما كان يتيسر له الاجتماع به حتى قرأ هذا الدعاء، فتيسر أمره بسرعة وقضى له سيدنا عثمان بن عفان حاجته.
- ما الدليل على جواز زيارة قبور الأنبياء والأولياء وبطلان دعوى ابن تيمية أن هذه الزيارة شركية؟

يتبع بحول الله .

فقير
2007-10-06, 20:35
بسم الله الرحمن الرحيم .
تابع للموضوع أعلاه :

هؤلاء الذين يكفرون الشخص لأنه قصد قبر الرسول أو غيره من الأولياء للتبرك فهم جهلوا معنى العبادة، وخالفوا ما عليه المسلمون، لأن المسلمين سلفا وخلفا لم يزالوا يزورون قبر النبي، وليس معنى الزيارة للتبرك أن الرسول يخلق لهم البركة بل المعنى أنهم يرجون أن يخلق الله لهم البركة بزيارتهم لقبره. والدليل على ذلك ما رواه البيهقي بإسْنادٍ صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قال: أصاب الناس قحط (أي وَقَعت مَجاعَةٌ، تِسْعَةَ أشْهُرٍ انقَطعَ المطَرُ عَنْهُم) في زمان عمر (أي في خِلافَتِه) فجاء رجل (أي مِنَ الصّحابةِ) إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام (أي أُرِيَ في المنام أن رسول الله يكلّمه) فقيل له: أقرىء عمر السلامَ (أي سلّم لي عليه) وأخبره أنَّهُم يسقون،وقُلْ لَهُ: عَليكَ الكيس الكيس .فأتى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فبكى عمر وقَالَ: يا رب مَا ءالوا إلا ما عجزت.وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فهذَا الصحابي قد قصد قبر الرسول للتبرك فَلَم ينكر علَيهِ عمر ولا غَيْرُهُ فَبطَلت دَعْوى ابن تيمية أنَّ هذهِ الزيارة شركية.
- ما معنى قول الصحابي:"يا رسول الله استسق لأمتك فأنهم قد هلكوا" ؟
معناهُ اطلُب منَ الله المَطَرَ لأُمّتِكَ فَإنَّهُم قَدْ هَلَكُوا.
- ما معنى ما جاء في الحديث:" : أقْرِىء عُمرَ السَّلامَ وأخْبِرْهُ أنَّهُم يُسْقَوْنَ" ؟
أي سلّم لي عليه وأخْبِرْهُ أنَّهُم سَيأْتيْهِم المَطَرُ، ثم سَقَاهُم الله تعالى حتَّى سُمِّيَ ذلكَ العامُ عام الفتق مِنْ شِدَّةِ ما ظهَرَ منَ الأعْشَابِ وسَمِنَتِ المواشِي حتّى تَفتَّقَتْ بالشَّحْمِ.
- ما معنى قول الرسول :"عليك الكيس الكيس" ؟
أي عَليكَ بالاجْتِهادِ بالسَّعْي في خِدْمَةِ الأُمَّةِ.
- ما معنى قول عمر :"يا رب ما ءالوا إلا ما عجزت" ؟
أي لا أُقَصِّرُ إلا ما عَجَزْتُ، أي سَأفْعَلُ مَا في وُسْعِي لخدْمَةِ الأُمَّةِ.
- ما الرد على قول بعض الوهابية "إن مالك الدار مجهول" ؟

قول بعض الوهابية إن مالك الدار مجهول يرده أن عمر لا يتخذ خازنا إلا خازنا ثقة.
- ما الرد على بعض الوهابية في محاولتهم تضعيف حديث مالك الدار وكان خازن عمر؟
محاولتهم لتضعيف هذا الحديث بعدما صححه الحافظ ابن حجر لغوٌ لا يُلتفت إليه. ويقال لهذا المدعي: لا كلام لك بعد تصحيح أهل الحفظ أنت ليس لك في اصطلاح أهل الحديث حق. على أن التصحيح والتضعيف خاص بالحافظ وأنت تعرف نفسك أنك بعيد من هذه المرتبة بعد الأرض من السماء.
س: ما الرد على قول الوهابية "إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك" ؟
رَوى البيهقي بإسناد صَحِيح عن مالك الدار وكانَ خازن عمر قالَ: أصاب الناس قحط في زمان عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فَإنَّهُم قَدْ هلكوا فأتي الرجل في المنام فقِيْلَ لَهُ: أقرىء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون، وقُلْ لَهُ: عليك الكيس الكيس. فأَتَى الرجل عمر فأَخْبرَهُ، فَبكَى عمر وقَالَ: يا رَبّ مَا ءَالُو إلا مَا عَجَزْتُ. وقَد جاءَ في تَفْسِيرِ هذَا الرجل أنّهُ بلال بن الحارث المزني الصحابي. فما حصل من هذا الصحابي استغاثة وتوسل. وبهذا الأثر يبطل أيضًا قول الوهابية إن الاستغاثة بالرسول بعد وفاته شرك.
- ماذا قال الحافظ تقي الدين السبكي عن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه ؟
قال الحافظ الفقيه اللغوي تقي الدين السبكي إن التوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد ذكر ذلك في كتابه شفاء السقام الذي ألَّفه في الرد على ابن تيمية بإنكاره سنية السفر لزيارة قبر الرسول وتحريمه قصر الصلاة في ذلك السفر.
- ما الدليل على استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها ؟
قَالَ الحافظ ولي الدين العراقي في حديث أبي هريرة أنَّ موسى قالَ: "رب أدنني من الأرض المقدسة رمية بحجر"، وأنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "والله لَو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر": فيهِ استحباب معرفة قبور الصالحين لزيارتها والقيام بحقها. اهـ.
فيفهمُ من قول رسول الله عن قبر موسى عليه السلام "والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جنب الطريق عند الكثيب الأحمر" والذي هو قرب أريحا الإشارة إلى أن زيارة قبور الأنبياء والصالحين للتبرك بهم مطلوبة وعلى هذا كانَ الأكابر وعلى ذلك نصوا.
- ماذا يستحب أن يقال عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
وقد ذَكَرَ الإمام أبو الوفاء بن عقيل الحنبلي الذي هو من أعمدة المذهب الحنبلي أنه مما يستحب قوله عند زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إنك قلت في كتابك لنبيك صلى الله عليه وسلم:{ولو أنَّهم إذ ظلموا أنفسَهم جاءوك فاستغفروا اللهَ واستغفرَ لهم الرسولُ لوجدوا اللهَ توابًا رحيمًا} [سورة النساء]، وإني قد أتيت نبيك تائبا مستغفرا فأسألكَ أن توجب لي المغفرةَ كما أوجَبتَهَا لمن أتاه في حياته، اللهم إني أتوجه إليك بنبيك صلى الله عليه وسلم نبي الرحمةِ، يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليغفر لي ذنوبي"، فبعد هذا كيف يقول بعضهم إن زيارة قبر النبي للتبرك به والتوسل به زيارة شركية، فما أَبعد هؤلاء عن الحق.
- ماذا قال الحافظ سراج الدين بن الملقن عن قبر معروف الكرخي؟
إنَّ أحدَ حفاظ الحديث واسمه الحافظ سراج الدين بن الملقن هذا توفي بعد ابن تيمية بنحو ستين سنة وهو من الفقهاء الشافعيين ذَكَرَ عن نفسِهِ في كتابِهِ طبقات الأولياء وهو كتاب يذكر فيه تراجم أولياء من السلف والخلف فقال: "ذهبت إلى قبر معروف الكرخي وقفت ودعوت الله عدة مرات، فالأمر الذي كان يصعب علي ينقضي لما أدعو الله هناك عند قبره"، هذا معروف الكرخي من الأولياء البارزين المشهورين في بغداد، معروف عند العامة والخاصة، يقصدون قبره للتبرك.
- ماذا جاء عن الحسن بن إبراهيم الخلال في أمر التوسل والزيارة؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن الحسن بن إبراهيم الخلال أنه قال: "ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب" اهـ.
- ماذا قال إبراهيم الحربي عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن بعض أكابر السلف ممن كان في زمن الإمام أحمد بن حنبل واسمه إبراهيم الحربي أبو إسحق وكان حافظا فقيها مجتهدا يشبه بأحمد بن حنبل، وكان الإمام أحمد يرسل ابنه ليتعلم عنده الحديث أنه قالَ: "قبر معروف الترياق المجرب"، والترياق هو دواء مركب من أجزاء وهو معروف عند الأطباء القدامى من كثرةِ منافِعِهِ، وهو عندهم أنواع، شبه الحربي قبر معروف بالترياق في كثرةِ الانتفاع فكأنَّ الحربي قال: أيها الناس اقصدوا قبر معروف تبركا به من كثرة منافعه.
- ماذا قال عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الأزهري عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد الزهري أنه قال: سمعت أبي يقول: "قبر معروف الكرخي مجرب لقضاء الحوائج، ويقالُ: إنه مَن قَرَأَ عندَهُ مائةَ مرَّةٍ: {قُل هوَ اللهُ أحَد} (سورة الإخلاص/1) وسَأَلَ الله تعالى ما يريد قضى الله له حاجته".
- ماذا قال أبو عبد الله المحاملي عن قبر معروف الكرخي؟
ذكرَ الحافظُ الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ عن أبي عبد الله المحاملي أنه قالَ: "أعرف قبر معروف الكرخي منذ سبعين سنة، ما قصده مهموم إلا فرج الله همه".
- ماذا يروى عن الشافعي أنه كان يقول عن أبي حنيفة وقبره؟
ورُويَ عن الشافعي أنه كان يقول: "إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم ـ يعني زائرا ـ فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده فما تبعد عني حتى تقضى".
-ماذا قال الحافظ الجزري عن قبور الصالحين ؟
وقد ذكر الحافظ الجزري وهو شيخ القراء وكان من حفاظ الحديث في كتاب له يسمى الحصن الحصين وكذلك ذكر في مختصره قال: "من مواضع إجابة الدعاء قبور الصالحين" ا.هـ، وهذا الحافظ جاء بعد ابن تيمية بِنحوِ مائة سنة، ولم ينكر عليه العلماء إلا أن يكون بعض الشاذين الذين لَحِقوا نفاة التوسل من أتباع ابن تيمية.
- أذكر قول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حجّ فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ونختِمُ هذا المقالَ بقول الإمام مالك للخليفة المنصور لما حج فزار قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأل مالكا قائلا: "يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله" ذكره القاضي عياض في كتاب الشفا.


- أذكر دليلا من الحديث على جواز الاستغاثة بغير الله.
عن ابنِ عبَّاس أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ لله مَلائِكةً في الأرْضِ سِوَى الحَفَظَةِ يَكتُبونَ مَا يَسْقُطُ مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ فَإذَا أصَابَ أحدَكُم عَرْجَةٌ بأرْضٍ فَلاةٍ فلْيُنَادِ أعينوا عباد الله"، رَواهُ الطَّبَرانيُّ، وقَالَ الحَافِظُ الهَيْثَميُّ: رجَالُهُ ثِقَاتٌ.
هذا الحديثُ فيه دلالَةٌ واضِحَةٌ على جواز الاستغاثَة بغير الله لأن فيهِ أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا أن نقولَ إذا أصابَ أحدنا مشكلة في فلاةٍ من الأرضِ أي برّيّةٍ "يا عباد الله أعينوا" فإنَّ هذا ينفعهُ. وهذا الحديث حسَّنَهُ الحافظُ ابن حجر، ونصُّ الحديث كما أخرجَهُ الحافظُ ابن حجرٍ في الأماليّ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما أنَّ النّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ لله ملائكةً سِوَى الحفظَةِ سَيَّاحينَ في الفَلاةِ يكتبونَ ما يسقُطُ من وَرَقِ الشَّجَرِ فإذا أصابَ أحدكُم عرجةٌ في فلاةٍ فَليُنَادِ يا عبادَ الله أعينوا"، الله تعالى يُسمِعُ هَؤلاءِ المَلائِكَةَ الذين وُكلوا بأن يكتبوا ما يَسقُطُ من ورقِ الشجرِ في البريَّةِ نداءَ هذا الشَّخص لو كانَ على مسافةٍ بعيدةٍ منهم. الملك الحي الحاضر إذا استغيث بهِ: يا مَلِكَنَا ظَلَمَني فلانٌ أنقذني، يا مَلِكَنَا أصابني مجاعةٌ فأنقذني، هذا المَلِكُ لا يُغيثُ إلا بإذنِ الله، كذلكَ هؤلاءِ المَلائِكَة لا يُغيثونَ إلا بإذنِ الله، كذلكَ الأولياء والأنبياء إذا إنسان استغاث بهم بعد وفاتهم يغيثونه بإذن الله، فإذًا هؤلاءِ سببٌ، وكِلا الأمرينِ جائزٌ.

.
- ما الدليل على أن الميت ينفع بعد موته ؟
قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم ومماتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم"، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
هذا الحديثُ يدلُّ على أن النبي ينفع بعد موته خلافا للوهابية القائلينَ بأنهُ لا ينفع أحد بعد موته، فإنهُ عليه الصلاةُ والسلامُ لما قال: "ومماتي خير لكم" أَفهَمَنَا أنه ينفعنا بعد موته أيضًا بإذنِ الله عزَّ وجلَّ، كما نفعنا موسى عليه السّلامُ ليلة المعراج لما سألَ النَّبيَّ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ: ماذا فرض الله على أمتك؟، فقال له: "خمسين صلاة"، قال: ارجع وسل التخفيف فإني جربت بني إسرائيل فرض عليهم صلاتان فلم يقوموا بهما، فَرجعَ فطلَبَ التَّخفيفَ مرَّةً بعد مرَّةٍ وفي كلّ مرَّةٍ كانَ موسى عليهِ السلامُ يقولُ لهُ: ارجِع فَسَل التّخفيفَ، إلى أن صاروا خمس صلواتٍ بأجرِ خمسينَ، فهل يشكُّ عاقلٌ بنفع موسى عليه السَّلام لهذهِ الأمة هذا النفع العظيم، وقد كانَ موسى توفيَ قبل ليلة المعراج بأكثر من ألف سنة، فهذا عمل بعد الموت نفع به أمةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وأما قولُهُ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: "تُحدِثُونَ ويُحدَثُ لكُم" فمعناهُ يحصلُ منكم أمورٌ ثم يأتي الحكمُ بطريقِ الوحي مِن رسولِ الله.
ثم يؤكّدُ النبيُّ عليه الصلاةُ والسّلامُ نفعه لأمته بعد وفاته بقولِهِ: "ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم". ويدل على ذلك ما رواهُ مسلمٌ في حديث المعراج أن كلًّا من الأنبياء الذين لقيَهُم في السماءِ دعا للرسولِ بخيرٍ وهم ثمانية ءادم في الأولى وعيسى ويحيى في الثانيةِ ويوسف في الثالثةِ وإدريس في الرابعةِ وهارون في الخامسةِ وموسى في السادسةِ وإبراهيم في السابعةِ وكل ذلك نفع بعد الموت، فبطل تعلق الوهابية بالاستدلال بحديث البخاري: "إذا مات ابن ءادم انقطع عمله إلا من ثلاث" فإنه بزعمِهِم يمنع الانتفاع بزيارة قبور الأنبياء والأولياء والتوسل بهم. يقال لهم المرادُ بقولهِ عليه السلام "انقطع عمله" أي العمل التكليفي وليس فيه تعرض لما سوى ذلك من نحو نفع التوسل بهم بل فيه ما يدل على خلافِ دعواهم حيث إن فيه أن دعوة الولد الصالح تنفع أباه وليس مراد الرسول بذلك أنه لا ينفع دعاء غير ولده الصالح للميت.
- ما الدليل على بطلان قول : لا يجوز التوسل إلاّ بالحي الحاضر؟
أَخْرجَ الطَّبرانيُّ في مُعْجَمَيهِ الكَبِيرِ والصَّغيرِ عَن عُثمانَ بنِ حُنَيفٍ أنَّ رَجُلاً كانَ يَخْتلِفُ ـ أي يتَردَّدُ ـ إلى عثمانَ بنِ عَفّانَ، فكَانَ عُثْمانُ لا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ ولا يَنْظُرُ في حَاجَتِه، فَلقِي عثمان بن حنيف فشكى إليه ذلك، فقَالَ: ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى لي، ثم رح حتى أروح معك. فانطلق الرجل ففعل ما قال، ثم أتى باب عثمان فجاء البواب فأخذ بيده فأَدخله على عثمان بن عفان فأجلسه على طنفسته ـ أي سجادته ـ فقال: ما حاجتك؟ فذكر له حَاجَتَهُ، فقَضى لَهُ حاجَتَهُ وقَالَ: مَا ذَكَرْتُ حاجتك حتّى كانت هذه الساعة، ثُمّ خَرجَ مِنْ عِنْده فلَقِيَ عثمان بن حنيف فَقالَ: جزاك الله خَيْرًا، مَا كانَ يَنْظُر في حَاجَتي ولا يَلْتَفِتُ إلَيَّ حَتَّى كلَّمْتَهُ فِيَّ، فَقالَ عثمان بن حنيف: والله ما كَلّمْتُهُ ولكِنْ شَهِدْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقَدْ أتاه ضرير فشكى إليه ذهاب بصره، فَقالَ: إن شئت صبرت وإنْ شئت دعوت لكَ، قالَ: يا رسول الله إنه شق علي ذهاب بصري وإنه ليس لي قائد فقال له: ائت الميضأة فتوضأ وصل ركعتين ثمّ قل هؤلاء الكلمات، ففعل الرجل ما قال، فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا المجلس حتى دخل علينا الرجل وقد أبصر كأنه لم يكن به ضر قط قالَ الطبراني في "معجمه": والحديث صحيح، والطبراني من عَادَتِهِ أنَّهُ لا يُصَحّحُ حَديثًا معَ اتّسَاع كِتابِه المعجَمِ الكَبيرِ، ما قالَ عن حدِيثٍ أوْردَهُ ولو كَانَ صَحِيْحًا: الحَدِيثُ صَحِيْحٌ، إلا عن هَذَا الحَدِيْثِ، وكذلكَ أخرجه في الصغيرِ وصححهُ.
فَفِيهِ دليل أنَّ الأعمى توسل بالنبي في غير حضرته بدليل قول عثمان بن حنيف: "حَتَّى دخل علينا الرجل"، وفيْهِ أنَّ التوسل بالنبي جائز في حالة حياته وبعْدَ مماته فبَطَل قَوْلُ : لا يجوز التوسل إلا بالحي الحاضر، وكل شرط ليس في كتاب الله فهُوَ باطل .
هذا الحديثُ فيه دلالةٌ واضحةٌ على جواز التوسل بالنبي في حياته وبعد مماته في حضرته أو في غير حضرته.
يتبع ان شاء الله .

فقير
2007-10-06, 20:39
بسم الله الرحمن الرحيم .
تابع للموضوع أعلاه :

- ما الدليل على أن ترك التوسل بالنبي بعد موته ليس فيه دلالة على منع التوسل بغير الحي الحاضر؟
وأمَّا توسل عمر بالعباس بعدَ موت النبي صلى الله عليه وسلم فليسَ لأَنَّ الرّسُولَ قدْ مَاتَ، بلْ كانَ لأجْلِ رِعَايةِ حَقّ قَرابَتِه مِنَ النَّبي صلى الله عليه وسلم، بدَليلِ قَولِ العبّاسِ حِينَ قَدَّمَهُ عُمَرُ: "اللّهُمَّ إنّ القَوْمَ تَوجَّهُوا بي إلَيْكَ لِمَكَانِي مِنْ نَبيّكَ"، فَتَبيَّنَ بُطْلانُ رأْيِ ابن تيمية ومَنْ تَبِعَهُ مِنْ منكري التوسل. رَوى هذا الأَثَرَ الزُّبَيرُ بنُ بكَّار كما قالَ الحافظُ ابن حجر، ويُسْتَأنسُ لَهُ أَيضًا بِما رَواهُ الحاكِمُ في المستَدْرَكِ أنَّ عُمرَ رَضِيَ الله عَنْهُ خَطَب النَّاسَ فقالَ: "أيُّها النَّاسُ إنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَرَى للعَبّاسِ مَا يَرَى الولَدُ لِوَالدِه، يُعَظّمُهُ ويُفَخّمُهُ ويَبَرُّ قَسَمَهُ، فاقْتَدُوا أيُّها النّاسُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم في عَمّهِ العبَّاسِ واتّخِذُوه وسِيلةً إلى الله فِيما نَزَلَ بكُم"، فَهذا يُوضِحُ سَببَ توسل عمر بالعباس.
يُفهَمُ من هذا أن توسل عمر بالعباس كانَ لرعايةِ حَقّ قرابتِهِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فتركُ عمرَ التوسل بالنبي في ذلكَ الموضِعِ ليسَ فيه دلالةٌ على منعِ التوسل بغير الحي الحاضر، فقد تَرَكَ النّبيُّ صلى الله عليه وسلم كثيرًا من المباحات فهل دل تركه لها على حرمتها؟ وقد ذَكَرَ العلماءُ في كتبِ الأصولِ أن ترك الشىء لا يدل على منعه. وقد أرادَ سيدنا عمرُ بفعلِهِ ذلكَ أن يبيّنَ جواز التوسل بغير النبي صلى الله عليه وسلم من أهلِ الصلاحِ ممَّن ترجى بركته، ولذا قالَ الحافظُ ابن حجرٍ في فتحِ الباري عَقِبَ هذه القصَّة ما نصُّه: "يستفادُ من قصةِ العبّاسِ استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهلِ بيتِ النبوة".اهـ.

- ما الدليل عل أنّ وضع الكف على الشبيكة ليس شركا؟
ثَبَتَ عن أبي أيوب الأنصاري أنه جَاءَ إلى قبر الرسول فوضع وجهه عليه للتبرك وهذا لا شَك عندهُم من أكبرِ الكفر والشرك، وحاشا لله أن يكون أبو أيوب أشرك بالله لذلكَ ولا يَخطُرُ هذا ببالِ مسلمٍ، فلم ينكر عليهِ أحدٌ من الصحابَةِ ولا أحدٌ من أهلِ العلمِ من السلفِ بل ولا مِنَ الخلفِ، فإذا كانَ وضع الوجه على قبر الرسول للتبرك لا يُعَدُّ شركا فكيف وضع الكف على الشبيكة التي هي بينَ القبر وبينَ الزائر، فإنا لله وإنا إليه راجعونَ اللهم إليكَ المُشتَكَى.
- ما الدليل على أن التوسل يسمى استغاثة ؟
لا فَرقَ بينَ التوسل والاستغاثة، فالتوسل يُسَمَّى استغاثة كمَا جاءَ في حَدِيْثِ البُخَاريّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إنَّ الشَّمسَ تَدْنُو يَومَ القِيامةِ حَتّى يَبْلُغَ العَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فبَيْنَما هُمْ كذَلكَ استغاثوا بآدم ثمَّ موسى ثمَّ بمحمد صلى الله عليه وسلم" الحديث في روايةِ عبدِ الله ابن عمرَ لحديثِ الشفاعة يوم القيامَةِ، وفي روايةِ أنسٍ رُوِيَ بلفظِ الاستشفاع وكلتَا الروايتينِ في الصحيحِ فَدَلَّ ذلك على أن الاستشفاع والاستغاثة بمعنًى واحدٍ فسَمَّى الرّسُولُ صلى الله عليه وسلم هذا الطلب مِنْ ءادَمَ أَن يشفع لَهُم إلى رَبّهِمُ استغاثة.
هذا الحديثُ فيه دليلٌ على أن التوسل يأتي بمعنَى الاستغاثة وفي بعض الرّواياتِ لهذا الحديثِ: "يا ءادم أنتَ أبو البشرِ اشفع لنا إلى رَبّنا" وفي هذا ردٌّ على من جَعَلَ التوسل بغير الله شركا. الاستشفاع والتوسل والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد، وقد قالَ الحافظُ تقيُّ الدّين السُّبكيُّ في شفاءِ السَّقَامِ: الاستشفاع والتوسل والتوجه والاستغاثة والاستعانة بمعنى واحدٍ. والتقي السبكيّ محدث حافظ فقيه لغوي كما وصفه بذلك السيوطيّ في الذيل.


عدة أدلة عن جواز التبرك و التوسل
قال الله تعالى في سورة القصص{ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ}

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال يوم القيامة "إن الشمس تدنو حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد فيشفع ليقضى بين الخلق" رواه البخاري في كتاب الزكاة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت لكم" رواه البزار.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون".اهـ أورده الحافظ ابن حجر على أنه ثابت في الفتح وذلك لما التزمه أن ما يذكره من الأحاديث شرحا أو تتمة لحديث في متن البخاري فهو صحيح أو حسن ذكر ذلك في مقدمة الفتح.

روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الفضائل، باب من فضائل موسى عليه السلام قال: حدثنا هدّابُ بنُ خالد وشيبانُ بنُ فَرّوخٍ قالا: حدّثنا حماد بنُ سَلَمةَ عن ثابتٍ البُناني وسُليمان التميمي عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيتُ (وفي رواية هدّابٍ: مررتُ) على موسى ليلةَ أُسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره". اهـ

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي من بعيد أُعلمته". قال الحافظ في الفتح وسنده جيد.اهـ

ورواه البيهقي في حياة الأنبياء بلفظ من طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا منه أُبلغته".

وقال الإمام أحمد بن زيني دحلان في كتابه الدرر السُّنية في الرد على الوهابية: اعلم رحمك الله أن زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم مشروعة مطلوبة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة أما الكتاب فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً} دلت الآية على حث الأمة على المجيء إليه صلى الله عليه وسلم والاستغفار عنده واستغفاره لهم وهذا لا ينقطع بموته.اهـ

فإن قال قائل: إن هذا خاص بحياته صلى الله عليه وسلم، قلنا: هذا تخصيص ودعوى التخصيص تحتاج إلى دليل، والدليل قائم على خلاف ذلك، والذي يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم". هذا الحديث رواه البزار ورجاله رجال الصحيح كما قال الحافظ الهيثمي في مجمعه.

وقال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى سنده صحيح وكذلك قال عنه الحافظ زين الدين العراقي إسناده جيد كما في طرح التثريب وكذلك ابنه ولي الدين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قال إذا خرج إلى المسجد: اللهم اني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا، فاني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، فأسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك".

رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي

ألف علماء الإسلام الكتب في الاستشفاع والتوسل نذكر منها:

1-كتاب الوفاء في فضائل المصطفى لابن الجوزي، أفرد بابا حول التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وبابا للإستشفاء بقبره الشريف.

2-شفاء السقام لتقي الدين السبكي حيث تعرض لمسئلة التوسل بشكل تحليلي معتبر.

3-مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام لمحمد بن نعمان المالكي وغيرهم كثير.

أخرج البزار من حديث عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لله ملائكة سياحين في الأرض سوى الحفظة يكتبون ما يسقط من ورق الشجر فإذا أصاب أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد أعينوا عباد الله"

بعض الناس لا يظهرون حبا للنبي، إنما يظهرون بغضا له والعياذ بالله . كالذين يزعمون أن النبي محمد ميتة، أو أنه لا ينفع، أو أن التبرك به وبأثاره شرك، أو أن زيارة قبره شرك أو أن التوسل به شرك والعياذ بالله، أو الذين يحرمون مدحه عليه السلام والإحتفال بمولده وغير ذلك، كله يظهر بغضا للنبي ولا يظهر حبا له صلى الله عليه وسلم ولا اتباعا له.

روى البخاري في الأدب المفرد ما نصه : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبد الرحمن بن سعد قال : " خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : اذكر أحب الناس إليك فقال : يا محمد "ا.هـ . وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان: "باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله".

روى الإمام مرتضى الزبيدي في شرح الاحياء ( 10/ 333 ):عن الشعبي قال حضرت عائشة رضي الله عنها فقالت: إني قد أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا ولا أدري ما حالي عنده فلا تدفنوني معه، فاني أكره أن أجاور رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدري ما حالي عنده ثم دعت بخرقة من قميص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ضعوا هذه على صدري وادفنوها معي لعلي أنجو بها من عذاب القبر.

معنى بجاه محمد أي بكرامة محمد عندك، بمكانة محمد عندك، بفضل محمد عندك.

رورى الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه باسناده إلى علي بن ميمون قال: سمعت الشافعي يقول: إني لأتبرك بأبي حنيفة وأجيء إلى قبره في كل يوم.

يعني زائرا. فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت إلى قبره وسألت الله تعالى الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى. اهـ تاريخ بغداد -(1/123).

قال الإمامِ مالكٍ للخليفةِ المنصورِ لما حَجَّ فزارَ قبرَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وسألَ مالكًا قائلاً: "يا أبا عبدِ الله أستقبلُ القِبلَةَ وأدعو أم أستقبلُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وَلِمَ تَصرِفُ وجهَكَ عنه وهو وَسيلَتُكَ ووسيلةُ أبيكَ ءادم عليه السلام إلى الله تعالى؟ بل استقبِلهُ واستشفع بهِ فيشفّعهُ الله" ذكرهُ القاضي عياضٌ في كتابِ الشّفا.

في الحديثِ الذي رواه السيوطي وغيره أن ءادمَ عليه السلامُ لما أكلَ من الشجرةِ قالَ: "يا رب أسألُكَ بحقِّ محمدٍ إلا ما غفرتَ لي". قال: "وكيف عرفتَ محمداً ولم أخلقْهُ". قالَ : "رفعتُ رأسي إلى قوائِمِ العرشِ فوجَدْتُ مكتوباً: لا إله إلا اللهُ محمدٌ رسولُ اللهِ فعَرَفتُ أَنَّكَ لم تُضِفْ إلى اسمِك إلا أحبَّ الخلقِ إليكَ". بهذا الحديثِ يُسْتَدَلُّ على التوسلِ ومشروعِيَّتِهِ.

روى الطبراني في المعجم الكبير والصغير أن الرسول علم رجل أعمى أن يتوسل به علمه أن يقول: "اللهم إني اسألك وأتوجه بنبيك محمد نبي الرحمة.. يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضي لي". قال الطبراني والحديث صحيح. فالتوسل بالرسول جائز.. في حياته وبعد موته.

قال السبكي: ويحسن التوسل والاستعانة والتشفع بالنبي إلى ربه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف .

عن مالك الدار خازن عمر قال: أصاب الناس قحط في زمان عمر، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فانهم قدهلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: أقريء عمر السلام وأخبره أنهم يسقون وقل له: عليك بالكيس الكيس، فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمر وقال: يا ربّ ما ءالو إلا ما عجزت. رواه البيهقي باسناد صحيح.

ثبت أن خبيبَ بن عدى الصحابي حين قُدّ م للقتل نادى: يا محمّد. رواه الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. وهذا د ليل على أن نداء النبي صلى الله عليه وسلم في غيبته بيا محمّد جائز.

وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري ص/ 324 عن عبد الرحمن بن سعد قال:" خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل : أُذكر احب الناس إليك فقال: يا محمد فذهب خدر رجله"ا.هـ. هذا حصل بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم.

روى البخاري ومسلم أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ذكر قصة النفر الثلاثة الذين ءاواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار فقالوا إنه لا ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم فصار كل واحد منهم يدعو الله بصالح عمله حتى انفرجت الصخرة فانطلقوا يمشون.

خالد بن الوليد رضي الله عنه كان شعار كتيبته يوم اليمامة "يا محمداه" فخالد نادى بذلك ونادى بندائه الجيش فهل يكون هذا إلا إقرارًا من هذا الجيش الكريم على تصويب ما أمر به خالد رضي الله عنه وقد كان في الجيش من الحفاظ والعلماء والبدريين وعِليَة الصحابة رواه ابن الأثير في الكامل.

روى البيهقي في دلائل النبوة والحاكم في المستدرك وغيرهما بالإسناد أن خالد بن الوليد فقد قلنسوة له في يوم اليرموك فقال اطلبوها، فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فقال خالد: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس إلى جوانب شعره فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر.

قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا أضلّ أحدكم شيئًا أو أراد عونًا وهو بأرضٍ ليس فيها أنيس فليقل يا عباد الله أعينوني" وفي رواية "أغيثوني"، "فإن لله عبادًا لا ترونهم".

وتوسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنه لما استسقى الناس وغير ذلك مما هو مشهور فلا حاجة إلى الإطالة بذكره والتوسل الذي في حديث الأعمى قد استعمله الصحابة السلف بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وفيه لفظ "يا محمَّد"، وذلك نداء عند المتوسل.

ومن تتبع كلام الصحابةِ والتابعين يجد شيئًا كثيرًا من ذلكَ كقول بلال بن الحارث الصحابي رضي الله عنهُ عند قبر النبيّ صلى الله عليه وسلم :"يا رسول الله استسق لأمّتك" كالنداء الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور.

الأحاديث الصحيحة أنه صلى الله عليه وسلم كان من دعائه :"اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك" وهذا توسّل لا شكّ فيهِ وكان يُعلّم هذا الدّعاء أصحابَه ويأمرهم بالإتيانِ.

وصحّ عنه أنه صلى الله عليه وسلم لما ماتت فاطمة بنت أسد أمّ عليّ رضي الله عنها ألحدها صلى الله عليه وسلم في القبر بيده الشريفة وقال:" اللهمَّ اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسّعْ عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي إنك أرحم الراحمين".

وقد ذَكَرَ الحافظُ الجزريُّ وهو شيخُ القرَّاءِ وكانَ من حفَّاظِ الحديثِ في كتابٍ له يُسمَّى الحصن الحصين وكذلكَ ذكرَ في مختصرهِ قال: "مِن مواضِعِ إجابةِ الدُّعاءِ قبورُ الصّالحينَ" ا.هـ،

يتبع ان شاء الله .

Mohamed845
2007-10-06, 20:46
Assalam,

Mon frère si tu veut quelque chose demande-la à Allah, si tu le fait avec sincérité, wallahi , tu verra l'incroyable, et ça ce n'est pas de la théorie, c'est la réalité.

Merci wa Assalam.

فقير
2007-10-06, 23:43
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .

أخي الكريم Mohamed مع كامل احتراماتي لم تفهم البحث، بحث عشر سنوات تحكم عليه في ثلاثة سطور يا سبحان الله .
لو دققت أخي الكريم، لوجدت كله راجع لله وحده لا شريك له، اذ الطلب والتوسل راجع في النهاية له سبحانه، لأن له سبحانه عبادا فطنا، طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا، نظروا فيها فلما علموا أنها ليست لحي وطنا، فأكرمهم خالقهم بالكرامة عليك بهم في كل شأن تشاؤه توسل بهم الى الله تعالى تنل الاجابة ان شاء الله تعالى، فمن طلب الله تعالى بعملهم الصالح عنده، فهو في حد ذاته طلبا له فما المانع يا ترى ؟؟؟؟
الله يفهمنا وصلى الله على سيدنا محمد النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم .

الوادعي
2007-10-06, 23:59
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أخواني الكرماء تذكروا قول الله تعالى :

" هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ "إن دعاة الأفكار الباطلة و منهم الصوفية المعاصرة و غيرهم ينشرون بدعهم بين عامة المسلمين بذكر المتشابه و ترك المحكم من النصوص الشرعية .
و يجمعون من أقوال العلماء ما يوافق أهواهم و ما قد يكون ظاهره يؤيد بدعهم بغض النظر عن صحة نسبة تلك الأقوال و ضعفها كما هو حال البعض، و من بدعهم بدعة التوسل بالأنبياء عليهم الصلاة و السلام و الصالحين رحمهم الله .
قالى تعالى "و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون"
وإليكم فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية .
التوسل بالأنبياء والأولياء قول مجمل يحتمل أنواعاً يختلف الحكم باختلافها وبيان ذلك.

أولا: أن يطلب من النبي أو الولي في حياته وعلى مسمع منه أن يدعو له، وهذا جائز، ومنه طلب أعرابي من النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يخطب خطبة الجمعة أن يدعو الله تعالى لينزل الغيث، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه فأنزل الغيث، ثم طلب منه الجمعة التي بعدها أن يدعو الله تعالى أن يرفع الغيث عنهم لما أصاب الناس من ضر فدعا صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه أن يجعله على الآكام والظراب.. إلخ؛ لما ثبت عن أنس بن مالك أنه قال: "أصابت الناس سنة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال وجاع العيال فادع الله لنا، فرفع يديه وما نرى في السماء قزعة، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب مثل الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم، فمطرنا يومنا ذلك ومن الغد وبعد الغد والذي يليه حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال فادع الله لنا، فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فما يشير بيديه إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي قناة شهرا ولم يجيء أحد من ناحية إلا حدث بالجود" (رواه البخاري ومسلم)
وثبت عن أنس أيضاً رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون"، رواه البخاري وهذا ليس توسلاً بالجاه والحرمة والحق ونحو ذلك، وإنما هو توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ربه في حياته أن ينزل المطر أو يدفع الضر، وكذا التوسل بدعاء العباس ربه، وعلى هذا يكون هذا التوسل من النوع الأول، ويدل على ذلك عدول عمر والصحابة رضي الله عنهم عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس، فإن النبي صلى الله عليه وسلم محترم حياً وميتاً، وجاهه عند ربه وعند المؤمنين عظيم حياً وميتاً.

ثانيا: أن يتوسل إلى الله في دعائه بجاه نبي أو حرمته أو بركته أو بجاه غيره من الصالحين أو حرمته أو حقه أو بركته فيقول: اللهم بجاه نبيك أو حرمته أو بركته أعطني مالاً وولداً أو أدخلني الجنة وقني عذاب النار مثلاً فليس بمشرك شركاً يخرج عن الإسلام لكنه ممنوع؛ سداً لذريعة الشرك، وإبعاداً للمسلم من فعل شيء يفضي إلى الشرك، ولا شك أن التوسل بجاه الأنبياء والصالحين وسيلة من وسائل الشرك التي تفضي إليه على مر الأيام.
كما دلت عليه التجارب وشهد له الواقع، ولقد جاءت أدلة كثيرة في الكتاب والسنة تدل دلالة قاطعة على أن سد الذرائع إلى الشرك والمحرمات من مقاصد الشريعة، من ذلك قوله تعالى: {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} فنهى سبحانه المسلمين عن سب آلهة المشركين التي يعبدونها من دون الله مع أنها باطلة؛ لئلا يكون ذلك ذريعة إلى سب المشركين الإله الحق سبحانه انتصاراً لآلهتهم الباطلة جهلاً منهم وعدواناً، ومنها: نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد؛ خشية أن تعبد، ومنها: تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، وتحريم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب، وتحريم خروجها من بيتها متعطرة، وأمر الرجال بغض البصر عن زينة النساء، وأمر النساء أن يغضضن من أبصارهن؛ لأن ذلك كله ذريعة إلى الافتتان بها ووسيلة إلى الوقوع في الفاحشة، قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} الآية.
وثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ولأن التوسل بالجاه والحرمة ونحوهما في الدعاء لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، والعبادة توقيفية، ولم يرد في كتاب الله ولا في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ما يدل على هذا التوسل، فعلم أنه بدعة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"

ثالثا: أن يدعو الأنبياء أو الأولياء ويستغيث بهم في قضاء حاجاتهم، كقول أحدهم: يا رسول الله، فرج كربتي أو اشفني، أو يقول: مدد مدد يا رسول الله، أو يا حسين، فهذا ونحوه شرك أكبر يخرج قائله من الإسلام، وقد أنزل الله كتبه وأرسل رسله لإبطال ذلك والتحذير منه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الحادي عشر(العقيدة).

Mohamed845
2007-10-07, 00:00
Assalam,

Je m'excuse Fkyre, c'est vrai que j'ai lu que le sujet, que Allah nous pardonne, pour moi si je veux queque chose,je demande à lui tout seul,je ne met personne entre nous dans ma demande, les prohetes tous ont adressé à Allah leur demande et lui tout seul.

C'est pour ça je donne un conseil à moi en premier puis à toi mon frère Fakyre,et à tous ceux qui lirons mon message, d'adresser leur demande à Allah, ils ne seront pas déçus.

Si je me suis mal exprimé mon frère Fakyre, alors exuse moi, ça je l'ai dit afin que nous oblions pas cela.


Wa assalam.

الوادعي
2007-10-07, 00:32
mon frère Mohamed Ce que tu dis est très juste,Merci de votre participation etde votre présence à notre forum

بوعلام الجلفي
2007-10-07, 00:35
يا أخي الله يهديك كيف تريد منا أن نصرف العبادة عن الله ونجعلها في غيره مهما كان أليس الله تعالى يقول :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفرك ما دون ذلك لمن يشاء " كيف تقول أنه يجوز التوسل بالأنبياء والخليفة الراشد أبو بكر لما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " أتريدنا أن نستغيث بالمخلوق ونترك الخالق سبحانه وهناك كثيرا من الأحاديث رويتها موضوعة بل لا أصل لها في شيء من كتب السنة كيف جاز لك أن تستدل بها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار "
هذا ما أردت قوله وربي يهديك ويهدينا

hadji_alger
2007-10-07, 00:54
Merci beaucoup Mohamed et dolim

hadji_alger
2007-10-07, 00:56
Merci Bouaalam

محمد أبو عثمان
2007-10-07, 01:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدوا أن الأخ فقير يتهرب من من المناقشة ويريد أن يشتت النقاش الذي بدأته معه وقد جعلت له موضوعا خاصا به في بيان عقائد الصوفية وأعلامهم ولكنه أبى ذلك وأطل علينا في هذه العشر الأواخر من رمضان ليصرفنا عن عبادة الله إلى عبادة القبور والحجارة والتعلق بالأموات وأورد لنا من الرويات المكذوبة و القصص المخترعة ومالا أصل له في كتب السنة مالله به عليم , ثم أحالنا على مصادره فإذا هي المتردية والنطيحة وما أكل السبع ومن أردا معرفة النبهاني هذا الذي ذكره فعليه بكتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني لمؤلفه العلامة الألوسي رحمه الله وهو يرد على ما جاء في كتاب شواهد الحق , الآلوسي هذا العالم الذي عاش ثلاثين من عمره في حمئة التصوف ثم من الله عليه بالسنة فكان منه كتب ومؤلفات كثيرة منها ماذكرت لكم " غاية الأماني في الرد على النبهاني" فراجعوه فإنه نفيس , أما كتاب الإحياء إحياء علوم الدين فمعروف كلام العلماء فيه وأنه كتاب مملوء بالأحاديث الضعيفة والباطلة التي لا أصل في كتب السنة عفا الله عن الإمام ابي حامد الغزالي ورحمه رحمة واسعة فقد من الله عليه وأعلن التوبة قبل موته ومات وصحيح البخاري على صدره.

وهنا أقول لأخي فقير اسأل الله أن يهديك ويأخذ بيدك إلى الحق هذه دعوة من أخ لك لعل الله أن يقبلها وتوافق ساعة إجابة في أيام مباركات

أخي Mohamed845 جزاك الله خيرا وفعلا كما قلتها إن الأنبياء كانوا يدعون الله وهكذا علمونا وما قالوا في يوم من الأيام أدعونا نسيتجيبوا لكم ولكن قال الله :" أدعوني أستجب لكم " وقال :" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعهم يرشدون "
اللهم ثبت قلوبنا على السنة وتوفنا على التوحيد الخالص يارب العالمين .

أبو بكر
2007-10-07, 01:39
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد :

حكم التوسل وأقسامه

‏(‏375‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ إبن العثيمين عليه رحمة الله ‏:‏ أعلى الله درجته في المهديين ‏:‏ عن حكم التوسل وأقسامه‏؟‏

فأجاب بقوله ‏:‏ التوسل اتخاذ الوسيلة ؛ والوسيلة ‏(‏كل ما يوصل إلى المقصود‏)‏ فهي من الوصل؛ لأن الصاد والسين يتناوبان كما يقال ‏:‏ صراط ، وسراط، وبصطة ، وبسطة‏.‏

والتوسل في دعاء الله - تعالى - أن يقرن الداعي بدعائه ما يكون سبباً في قبول دعائه ، ولابد من دليل على كون هذا الشيء سبباً للقبول؛ ولا يعلم ذلك إلا من طريق الشرع ؛ فمن جعل شيئاً من الأمور وسيلة له في قبول دعائه بدون دليل من الشرع فقد قال على الله ما لا يعلم ؛ إذ كيف يدري أن ما جعله وسيلة مما يرضاه الله - تعالى - ، ويكون سبباً في قبول دعائه‏؟‏‏!‏ والدعاء من العبادة؛ والعبادة موقوفة على مجيء الشرع بها ‏.‏ وقد أنكر الله-تعالى - على من اتبع شرعاً بدون إذنه، وجعله من الشرك فقال تعالى ‏:‏ ‏{‏أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله‏}‏ وقال - تعالى - ‏:‏ ‏{‏اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون‏}‏ ‏.‏

والتوسل في دعاء الله - تعالى - قسمان‏:‏

القسم الأول ‏:‏ أن يكون بوسيلة جاءت بها الشريعة وهو أنواع ‏.‏

النوع الأول ‏:‏ التوسل بأسماء الله- تعالى -، وصفاته، وأفعاله، فيتوسل إلى الله - تعالى - بالاسم المقتضي لمطلوبه،أو بالصفة المقتضية له، أو بالفعل المقتضي له‏:‏ قال الله - تعالى-‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ ‏(‏3‏)‏ فيقول‏:‏ اللهم يا رحيم ارحمني ، ويا غفور اغفر لي، ونحو ذلك؛ وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ‏:‏ ‏(‏اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي‏)‏‏.‏ وعلم أمته أن يقولوا في الصلاة عليه‏:‏ اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم‏.‏

النوع الثاني ‏:‏ التوسل إلى الله - تعالى-بالإيمان-به وطاعته كقوله-تعالى-عن أولي الألباب ‏:‏ ‏]‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا‏[‏ ‏(‏4‏)‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا‏}‏

وقوله عن الحواريين‏:‏ ‏{‏ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين‏}‏ ‏.‏

النوع الثالث‏:‏ أن يتوسل إلى الله بذكر حال الداعي المبينة لاضطراره، وحاجته، كقول موسى -عليه الصلاة والسلام -‏:‏ ‏{‏رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير‏}‏ ‏.‏

النوع الرابع ‏:‏ أن يتوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته كطلب الصحابة - رضي الله عنهم- من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم مثل قول الرجل الذي دخل يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فقال‏:‏ ادع الله أن يغيثنا ؛ وقول عكاشة بن محصن للنبي -صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ادع الله أن يجعلني منهم‏.‏

وهذا إنما يكون في حياة الداعي ، أما بعد موته فلا يجوز؛ لأنه لا عمل له‏:‏ فقد انتقل إلى دار الجزاء ؛ ولذلك لما أجدب الناس في عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لم يطلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستسقي لهم؛ بل استسقى عمر بالعباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له‏:‏ قم فاستسق؛ فقام العباس فدعا ، وأما ما يروى عن العتبي أن أعرابياً جاء إلى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ ‏(‏السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً‏}‏ وقد جئتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي‏)‏ وذكر تمام القصة؛ فهذه كذب لا تصح ؛ والآية ليس فيها دليل لذلك ؛ لأن الله يقول ‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم‏}‏ ‏.‏ ولم يقل ‏:‏ ‏"‏ إذ ظلموا أنفسهم ‏"‏ و ‏"‏إذ‏"‏ لما مضى لا للمستقبل ؛ والآية في قوم تحاكموا، أو أرادوا التحاكم إلى غير الله، ورسوله، كما يدل على ذلك سياقها السابق، واللاحق‏.‏

القسم الثاني ‏:‏ أن يكون التوسل بوسيلة لم يأت بها الشرع وهي نوعان ‏:‏

أحدهما ‏:‏ أن يكون بوسيلة أبطلها الشرع، كتوسل المشركين بآلهتهم؛ وبطلان هذا ظاهر‏.‏

الثاني ‏:‏ أن يكون بوسيلة سكت عنها الشرع‏:‏ وهذا محرم؛ وهو نوع من الشرك، مثل أن يتوسل بجاه شخص ذي جاه عند الله، فيقول ‏:‏ ‏"‏أسألك بجاه نبيك‏"‏ ‏:‏ فلا يجوز ذلك؛ لأنه إثبات لسبب لم يعتبره الشرع ، ولأن جاه ذي الجاه ليس له أثر في قبول الدعاء ؛ لأنه لا يتعلق بالداعي، ولا بالمدعو؛ وإنما هو من شأن ذي الجاه وحده ، فليس بنافع لك في حصول مطلوبك؛ أو دفع مكروبك، ووسيلة الشيء ما كان موصلاً إليه ؛ والتوسل بالشيء إلى ما لا يوصل إليه نوع من العبث ، فلا يليق أن تتخذه فيما بينك وبين ربك - والله الموفق‏.‏

حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم

‏(‏376‏)‏ وسئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أقسام ‏:‏

الأول ‏:‏ أن يتوسل بالإيمان به فهذا التوسل صحيح، مثل أن يقول ‏:‏ ‏"‏اللهم إني آمنت بك وبرسولك فاغفر لي‏"‏؛ وهذا لا بأس به ؛ وقد ذكره الله-تعالى- في القرآن الكريم في قوله ‏:‏ ‏{‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار‏}‏ ، ولأن الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وسيلة شرعية لمغفرة الذنوب، وتكفير السيئات؛ فهو قد توسل بوسيلة ثابتة شرعاً‏.‏

الثاني ‏:‏ أن يتوسل بدعائه - صلى الله عليه وسلم - أي بأن يدعو للمشفوع له؛ وهذا أيضاً جائز وثابت لكنه لا يمكن أن يكون إلا في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وقد ثبت عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال‏:‏ ‏"‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏"‏ وأمر العباس أن يقوم فيدعو الله- سبحانه وتعالى - بالسقيا؛ فالتوسل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -بدعائه جائز، ولا بأس به‏.‏

الثالث ‏:‏ أن يتوسل بجاه الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، سواء في حياته، أو بعد مماته‏:‏ فهذا توسل بدعي لا يجوز؛ وذلك لأن جاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا ينتفع به إلا الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يقول‏:‏ اللهم إني أسألك بجاه نبيك أن تغفر لي أو ترزقني الشيء الفلاني ؛ لأن الوسيلة لا بد أن تكون وسيلة ؛ والوسيلة مأخوذة من الوسل بمعنى الوصول إلى الشيء؛ فلا بد أن تكون هذه الوسيلة موصلة إلى الشيء وإذا لم تكن موصلة إليه فإن التوسل بها غير مجد، ولا نافع ؛ وعلى هذا فنقول ‏:‏ التوسل بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقسام‏:‏

القسم الأول ‏:‏ أن يتوسل بالإيمان به، واتباعه؛ وهذا جائز في حياته، وبعد مماته‏.‏

القسم الثاني ‏:‏ أن يتوسل بدعائه أي بأن يطلب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له فهذا جائز في حياته لا بعد مماته؛ لأنه بعد مماته متعذر‏.‏

القسم الثالث‏:‏ أن يتوسل بجاهه، ومنزلته عند الله؛ فهذا لا يجوز لا في حياته، ولا بعد مماته؛ لأنه ليس وسيلة؛ إذ إنه لا يوصل الإنسان إلى مقصوده؛ لأنه ليس من عمله‏.‏

فإذا قال قائل ‏:‏ جئت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند قبره، وسألته أن يستغفر لي، أو أن يشفع لي عند الله فهل يجوز ذلك أولا ‏؟‏

قلنا ‏:‏ لا يجوز ‏.‏

فإذا قال‏:‏ أليس الله يقول‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً‏}‏ ‏.‏

قلنا له‏:‏ بلى إن الله يقول ‏:‏ ذلك ، ولكن يقول ‏:‏ ‏{‏ولو أنهم إذ ظلموا‏}‏ و ‏"‏إذ‏"‏ هذه ظرف لما مضى، وليست ظرفاً للمستقبل ؛ لم يقل الله ‏:‏ ولو أنهم إذ ظلموا ‏.‏‏.‏، بل قال‏{‏إذ ظلموا‏}‏ ‏.‏ فالآية تتحدث عن أمر وقع في حياة الرسول- صلى الله عليه وسلم-واستغفار الرسول- صلى الله عليه وسلم - بعد مماته أمر متعذر؛ لأنه إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث - كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -‏:‏ ‏(‏صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له‏)‏ ‏.‏ فلا يمكن لإنسان بعد موته أن يستغفر لأحد؛ بل ولا يستغفر لنفسه أيضاً؛ لأن العمل انقطع‏.‏

يتبع بإذن الله

أبو بكر
2007-10-07, 01:41
هل التوسل من مسائل العقيدة‏؟‏ وما حكم التوسل بالصالحين‏؟‏

‏(‏377‏)‏ وسئل -جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء-‏:‏ عن التوسل هل هو من مسائل العقيدة‏؟‏ وعن حكم التوسل بالصالحين ‏؟‏ ‏.‏

فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله ‏:‏ التوسل داخل في العقيدة ، لأن المتوسل يعتقد أن لهذه الوسيلة تأثيراً في حصول مطلوبه، ودفع مكروهه؛ فهو في الحقيقة من مسائل العقيدة ؛ لأن الإنسان لا يتوسل بشيء إلا وهو يعتقد أن له تأثيراً فيما يريد ‏.‏

والتوسل بالصالحين ينقسم إلى قسمين‏:‏

القسم الأول ‏:‏ التوسل بدعائهم‏:‏ فهذا لا بأس به؛ فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتوسلون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدعائه ‏:‏ يدعو الله لهم فينتفعون بذلك ؛ واستسقى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعم النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏"‏العباس بن عبد المطلب‏"‏ بدعائه ‏.‏

وأما القسم الثاني ‏:‏ فهو التوسل بذواتهم‏:‏ فهذا ليس بشرعي ؛ بل هو من البدع من وجه ، ونوع من الشرك من وجه آخر‏.‏

فهو من البدع؛ لأنه لم يكن معروفاً في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه‏.‏

وهو من الشرك لأن كل في أمر من الأمور أنه سبب ولم يكن سبباً شرعياً فإنه قد أتى نوعاً من أنواع الشرك ؛ من اعتقد وعلى هذا لا يجوز التوسل بذات النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل أن يقول ‏:‏ ‏:‏ أسألك بنبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - إلا على تقدير أنه يتوسل إلى الله- تعالى- بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم- ، ومحبته فإن ذلك من دين الله الذي ينتفع به العبد ؛ وأما ذات النبي - صلى الله عليه وسلم - فليست وسيلة ينتفع بها العبد ؛ وكذلك على القول الراجح لا يجوز التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما ينتفع به النبي - صلى الله عليه وسلم - نفسه؛ ولا ينتفع به غيره ؛ وإذا كان الإنسان يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - باعتقاد أن للنبي - صلى الله عليه وسلم-جاهاً عند الله فليقل‏:‏ اللهم إني أسألك أن تشفع بي نبيك محمداً - صلى الله عليه وسلم- ، وما أشبه ذلك من الكلمات التي يدعو بها الله- عز وجل-‏.‏

حكم التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم

‏(‏378‏)‏ وسئل أيضاً ‏:‏هل يجوز التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ‏؟‏

فأجاب قائلا ‏:‏ التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس بجائز على الراجح من قول أهل العلم؛ فيحرم التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فلا يقول ‏:‏ الإنسان‏:‏ اللهم إني أسألك بجاه نبيك كذا، وكذا؛ وذلك لأن الوسيلة لا تكون وسيلة إلا إذا كان لها أثر في حصول المقصود ؛ وجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - بالنسبة للداعي ليس له أثر في حصول المقصود؛ وإذا لم يكن له أثر لم يكن سبباً صحيحاً؛ والله - عز وجل - لا يدعى إلا بما يكون سبباً صحيحاً له أثر في حصول المطلوب؛ فجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - هو مما يختص به النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده؛ وهو مما يكون منقبة له وحده؛ أما نحن فلسنا ننتفع بذلك؛ وإنما ننتفع بالإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - ومحبته ؛ وما أيسر الأمر على الداعي إذا قال ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بإيماني بك، وبرسولك كذا، وكذا‏"‏ بدلاًمن أن يقول‏:‏ أسألك بجاه نبيك ‏.‏ ومن نعمة الله - عز وجل - ورحمته بنا أنه لا ينسد باب من الأبواب المحظورة إلا وأمام الإنسان أبواب كثيرة من الأبواب المباحة ‏.‏ والحمد لله رب العالمين‏.‏

ما صحة حديث الأعمى الذي توسل إلى الله تعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم

‏(‏379‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن هذا الحديث ‏:‏ أن أعمى أتى إلى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فقال ‏:‏ يا رسول الله ادع الله أن يكشف عن بصري قال‏:‏ ‏(‏أو أدعك‏)‏ ، قال‏:‏ يا رسول الله إنه قد شق عليّ ذهاب بصري، فقال ‏:‏ فانطلق فتوضأ ثم صل ركعتين ثم قل‏:‏ ‏(‏اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد ، صلى الله عليه وسلم ، نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي فيقضي حاجتي‏)‏ ما صحة هذا وما معناه‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ هذا الحديث اختلف أهل العلم في صحته فمنهم من قال ‏:‏ إنه ضعيف ، ومنهم من قال‏:‏ إنه حسن ، ولكن له وجهة ليست كما يتبادر من اللفظ، فإن هذا الحديث معناه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر هذا الرجل الأعمى أن يتوضأ، ويصلي ركعتين ليكون صادقاً في طلب شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - له ، وليكون وضوؤه، وصلاته عنواناً على رغبته في التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم- والتوجه به إلى الله -سبحانه وتعالى- ؛ فإذا صدقت النية، وصحت، وقويت العزيمة فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يشفع له إلى الله - عز وجل - ؛ وذلك بأن يدعو النبي - صلى الله عليه وسلم - له‏.‏ فإن الدعاء نوع من الشفاعة كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ‏:‏ ‏(‏ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه‏)‏ ‏.‏ فيكون معنى هذا الحديث أن هذا الأعمى يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله له؛ لأن هذا الدعاء نوع شفاعة‏.‏ أما الآن وبعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - فإن مثل هذه الحال لا يمكن أن تكون لتعذر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأحد بعد الموت، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏(‏إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث ‏:‏ صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له‏)‏ والدعاء بلا شك من الأعمال التي تنقطع بالموت؛ بل الدعاء عبادة كما قال الله - تعالى- ‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏}‏ ولهذا لم يلجأ الصحابة - رضي الله عنهم - عند الشدائد وعند الحاجة إلى سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم ؛ بل قال عمرابن الخطاب - رضي الله عنه- حين قحط المطر‏:‏ ‏(‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون‏)‏ وطلب من العباس - رضي الله عنه - أن يدعو الله - عز وجل - بالسقيا فدعا فسقوا ‏.‏ وهذا يدل على أنه لا يمكن أن يطلب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد موته أن يدعو لأحد؛ لأن ذلك متعذر لانقطاع عمله

بموته صلوات الله وسلامه عليه ؛ وإذا كان لا يمكن لأحد أن يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو له بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم- فإنه لا يمكن - ومن باب أولى - أن يدعو أحد النبي ، صلى الله عليه وسلم ، نفسه بشيء من حاجاته أو مصالحه؛ فإن هذا من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله؛ والذي حرم الله على من اتصف به الجنة‏:‏ قال الله - تعالى-‏:‏‏{‏ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين‏}‏ ‏.‏ وقال - تعالى-‏{‏فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين‏}‏ ؛ وقال الله - عز وجل -‏:‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏}‏؛ وقال - تعالى‏:‏ ‏{‏إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار‏}‏‏.‏ فالمهم أن من دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد وفاته أو غيره من الأموات لدفع ضرر أو جلب منفعة فهو مشرك شركاً أكبر مخرجاً عن الملة، وعليه أن يتوب إلى الله - سبحانه وتعالى -، وأن يوجه الدعاء إلى العلي الكبير الذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ؛ وإني لأعجب من قوم يذهبون إلى قبر فلان وفلان يدعونه أن يفرج عنهم الكربات ويجلب لهم الخيرات وهم يعلمون أن هذا الرجل كان في حال حياته لا يملك ذلك فكيف بعد موته بعد أن كان جثة - وربما يكون رميماً قد أكلته الأرض - فيذهبون يدعونه، ويتركون دعاء الله - عز وجل - الذي هو كاشف الضر، وجالب النفع، والخير ، مع أن الله - تعالى - أمرهم بذلك وحثهم عليه فقال ‏:‏ ‏{‏وقال ربكم ادعوني أستجب لكم‏}‏ ‏.‏ وقال -الله تعالى-‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏‏.‏ وقال - تعالى - منكراً على من دعا غيره ‏:‏ ‏{‏أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله‏}‏‏.‏ أسأل الله - تعالى- أن يهدينا جميعاً صراطه المستقيم‏.‏

ما صحة حديث عمر أنهم كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب

‏(‏380‏)‏ وسئل أيضاً ‏:‏ عن حديث ‏:‏ أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب وقال ‏:‏ ‏(‏اللهم إنا كنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون ‏)‏ هل هو صحيح‏؟‏ وهل يدل على جواز التوسل بجاه الأولياء‏؟‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ هذا الحديث الذي أشار إليه السائل حديث صحيح رواه البخاري ، لكن من تأمله وجد أنه دليل على عدم التوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو غيره؛ وذلك أن التوسل هو اتخاذ وسيلة؛ والوسيلة هي الشيء الموصل إلى المقصود؛ والوسيلة المذكورة في هذا الحديث ‏(‏نتوسل إليك بنبينا فتسقينا؛ وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏)‏ المراد بها التوسل إلى الله تعالى بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال الرجل ‏:‏ ‏(‏يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا‏)‏ ولأن عمر قال للعباس ‏:‏ قم يا عباس فادع الله فدعا، ولو كان هذا من باب التوسل بالجاه لكان عمر - رضي الله عنه - يتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يتوسل بالعباس؛ لأن جاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم عند الله من جاه العباس، وغيره؛ فلو كان هذا الحديث من باب التوسل بالجاه لكان الأجدر بأمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه-أن يتوسل بجاه النبي-صلىالله عليه وسلم،دون جاه العباس بن عبد المطلب ‏.‏

والحاصل أن التوسل إلى الله - تعالى - بدعاء من ترجى فيه إجابة الدعاء لصلاحه لا بأس به؛ فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يتوسلون إلى الله - تعالى - بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لهم ؛ وكذلك عمر - رضي الله عنه - توسل بدعاء العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - ، فلا بأس إذا رأيت رجلاً صالحاً حرياً بالإجابة لكون طعامه وشرابه وملبسه ومسكنه حلالاً وكونه معروفاً بالعبادة والتقوى ، لا بأس أن تسأله أن يدعو الله لك بما تحب ، بشرط أن لا يحصل في ذلك غرور لهذا الشخص الذي طلب منه الدعاء ، فإن حصل منه غرور بذلك فإنه لا يحل لك أن تقتله وتهلكه بهذا الطلب منه؛ لأن ذلك يضره‏.‏

كما أنني أيضاً أقول ‏:‏ إن هذا جائز؛ ولكنني لا أحبذه ، وأرى أن الإنسان يسأل الله -تعالى - بنفسه دون أن يجعل له واسطة بينه وبين الله، وأن ذلك أقوى في الرجاء، وأقرب إلى الخشية، كما أنني أيضاً أرغب من الإنسان إذا طلب من أخيه الذي ترجى إجابة دعائه أن يدعو له ، أن ينوي بذلك الإحسان إليه - أي إلى هذا الداعي - دون دفع حاجة هذا المدعو له؛ لأنه إذا طلبه من أجل دفع حاجته صار كسؤال المال وشبه المذموم ، أما إذا قصد بذلك نفع أخيه الداعي بالإحسان إليه - والإحسان إلى المسلم يثاب عليه المرء كما هو معروف - كان هذا أولى وأحسن ‏.‏ والله ولي التوفيق ‏.‏

ما حكم هذا الدعاء ‏:‏ ‏(‏اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك‏)‏ هل للسائلين حق على الله‏؟‏

‏(‏381‏)‏ سئل فضيلة الشيخ ‏:‏ عن حكم هذا الدعاء ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك‏"‏ هل للسائلين حق على الله‏؟‏ ‏.‏

فأجاب قائلاً ‏:‏ يجب علينا أولاً أن نعلم أن التوسل إلى الله - تعالى - قسمان ‏:‏

قسم جائز ‏:‏ وهو ما جاء به الشرع ‏.‏

قسم ممنوع ‏:‏ وهو ما منعه الشرع‏.‏

والجائز أنواع ‏:‏ ونعني بالجائز هنا ما ليس بممنوع فلا يمنع أن يكون مستحباً ‏.‏

أولاً ‏:‏ التوسل إلى الله بأسمائه؛ وهذا جائز؛ ودليله قوله - تعالى- ‏:‏ ‏{‏ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‏}‏ وكذلك قوله- صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ‏)‏ إلى آخر الحديث ‏.‏

ثانياً ‏:‏ التوسل إلى الله بصفاته ومنه ما جاء في الحديث ‏:‏ ‏(‏اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي ، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي‏)‏ فإن علم الله الغيب صفة ، وقدرته على الخلق صفة، وهذا التوسل إلى الله - تعالى - بعلمه، وقدرته‏.‏

ثالثاً ‏:‏ التوسل إلى الله - تعالى - بأفعاله‏:‏ أن تدعو الله بشيء ثم تتوسل إليه في تحقيق هذا الشيء بفعل نظيره؛ ومنه حديث الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ‏:‏ ‏(‏اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم‏)‏ ‏.‏ فإن صلاة الله على إبراهيم وعلى آل إبراهيم من أفعاله ‏.‏

وكذلك أيضاً تقول ‏:‏ ‏(‏اللهم كما أنزلت علينا المطر فاجعله غيثاً نافعاً ‏)‏ فهنا توسل إلى الله بإنزال المطر؛ وهو فعل من أفعال الله‏.‏


رابعاً ‏:‏ التوسل إلى الله بالإيمان؛ ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا‏}‏ ‏.‏ ثم قال ‏:‏ ‏{‏فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار‏}‏‏.‏

خامساً ‏:‏ التوسل إلى الله بالعمل الصالح ‏:‏ ومنه حديث الثلاثة الذين خرجوا في سفر فآواهم الليل إلى غار، فدخلوه ثم انحدرت عليهم صخرة من الجبل فسدت الباب، فتوسل كل واحد منهم بصالح عمله، فانفرجت الصخرة‏.‏

سادساً ‏:‏ التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته ‏:‏ يعني أن تطلب من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله لك؛ وهذا كثير؛ ومنه ما ثبت في الصحيحين عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب الناس يوم الجمعة، فدخل رجل فقال‏:‏ يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل ‏"‏يعني من قلة المطر والنبات‏"‏ فادع الله أن يغيثنا فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، وقال‏:‏ ‏(‏اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا‏)‏ فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته‏.‏

وقولنا ‏:‏ التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته هذا من النوع الجائز ولكنه هل هو من الأمر المشروع يعني هل يشرع لك أن تقول لشخص ما ‏:‏ ادع الله لي‏؟‏ ‏.‏

نقول ‏:‏ في هذا تفصيل‏:‏

إن كان لأمر عام يعني طلبت من هذا الرجل أن يشفع لك في أمر عام لك ولغيرك فلا بأس به ومنه الحديث الذي أشرت إليه في قصة الرجل الذي جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال‏:‏ ‏(‏هلكت الأموال وانقطعت السبل‏)‏ فإن هذا الرجل لم يسأل شيئاً لنفسه؛ وإنما سأل شيئاً لعموم المسلمين ‏.‏

أما إذا كان لغير عامة المسلمين فالأولى ألا تسأل أحداً يدعو لك إلا إذا كنت تقصد من وراء ذلك أن ينتفع الداعي‏:‏ فتأتي لشخص وتقول ‏:‏ ادع الله لي؛ هذا لا بأس به بشرط ألا تقصد به إذلال نفسك بالسؤال؛ ولكن قصدك نفع الداعي؛ لأنه إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك‏:‏ ‏"‏آمين ولك بمثله‏"‏؛ فهذه أنواع ستة كلها جائزة ‏.‏

أما التوسل الممنوع فهو ‏:‏ أن يتوسل الإنسان بالمخلوق؛ فإن هذا لا يجوز؛ فالتوسل بالمخلوق حرام - يعني لا بدعائه ولكن بذاته، مثل أن تقول ‏:‏ ‏"‏اللهم إني أسألك بمحمد - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا‏"‏ فإن هذا لا يجوز‏.‏

وكذلك لو سألت بجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فإنه لا يجوز؛ لأن هذا السبب لم يجعله الله، ولا رسوله سبباً ‏.‏

وأما ما جاء في السؤال ‏"‏أسألك بحق السائلين عليك‏"‏ فالسائل يسأل هل للسائلين حق‏؟‏

الجواب‏:‏نعم للسائلين حق أوجبه الله على نفسه في قوله‏:‏ ‏{‏وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‏}‏ ‏.‏وكذلك فإن الله يقول‏:‏إذا نزل إلى السماء الدنيا‏:‏ ‏(‏من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه ‏)‏ فهذا حق السائلين، وهو من فعل الله - عز وجل- والتوسل إلى الله بفعله لا بأس به‏.‏


تم بحمد الله ‏.‏ تعالى ‏.‏ المجلد الثاني

يتبع بإذن الله

ويليه بمشيئة الله ‏.‏ عز وجل ‏.‏ المجلد الثالث

الوادعي
2007-10-07, 01:42
جزاك الله خيرا أخي محمد على هدا التوضيح وردك الطيب .
علمنا رسولنا أنه سيأتي رويبضة يتكلمون في دين الله بغير علم "فضلوا وأضلوا" و من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب
بوركت محمد.....

فقير
2007-10-07, 10:20
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أولا اخواني طرحت هذا الموضوع للمناقشة والخروج ان شاء الله تعالى بخلاصة ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وليس لغرض آخر والله وحده يعلم نبتي، وأنتم تعلمون بأن هذا الموضوع اختلف فيه العلماء قديما وحديثا، منهم المناصر ومنهم المعارض، وكل عالم له دليله ....

أخي Mohamed بارك الله فيكم وفي كلامكم الرقيق وهكذا يكون النقاش باحترام الطرف الآخر، فهذا من شيم المومنين .
أخي أبوبكر موضوعكم متوازن نشكركم ونطمع فيكم المزيد.

أخي محمد أبوعثمان لم أتهرب من المناقشة وهذا غير صحيح، بل جاوبتكم ولم تردوا وقلت لكم " في حدود معرفتي وأن يكون نقاشنا أخويا " وأتمنى من العلي القدير ذلك " أنظر " حلقات في موضوع الصوفية جوابي هو الأخير " سامحكم الله أخي الكريم كيف تقولون بأني أريد أن أصرفكم عن عبادة الله تعالى الى عبادة القبور في هذا الشهر المبارك، هل طلبت من أحد أن يعبد ما ليس له به علم؟؟؟ وانما طرحت موضوعا كبقية المواضيع الأخرى للنقاش حتى أستفيد أولا لأن هذه الأمور تهم عقيدتنا حتى نكون على بينة ان شاء الله.
سبحان الله يقدح في الامام النبهاني العالم العابد، المتفاني في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خريج الأزهر الشريف، قاضي القضاة في ولايات الشام، تخرج على عدة شيوخ أشهرهم العلامة الشيخ يوسف البرقاوي الحنبلي شيخ رواق الحنابلة، والشيخ عبد الرحمان الشربيني الشافعي..
والامام حجة الاسلام الشيخ أبو حامد الغزالي المنفرد بالعلوم في زمانه بشهادة علماء عصره، وكتبه نفيسة مفيدة، هذين الامامين من علماء أهل السنة والجماعة ومنها واليها، هذا تنبيه لكم أخي لأن لحوم الصالحين مسمومة،
نسألكم الدعاء وان اختلفنا تقبل الله تعالى منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
والسلام عليكم .

محمد أبو عثمان
2007-10-07, 12:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الحبيب فقير أريد أن أقول لك إن طلب الإغاثة من الأنبياء والصالحين لا يخلوا من أمرين :

الأمر الأول أن تطلب منهم هم الإغاثة فيغيثونك بأنفسكم في كشف كربتك وصرف مصيبتك .
والأمر الثاني أن تسأل الأنبياء وتجعلهم واسطة وجاها تتوسط بهم عند الله .

وهنا أمر يغفل عنه الكثير وهو ان الداعين للأموات لا يتوسلون بهم وإنما يستغيثون فتجد أحدهم يقول يا عبد القادر الجيلاني أغثي وتجد آخر يقول يا رسول الله المدد المدد ويا بدوي أغثنا فقد هلك الخلق وهذه الأدعية في حقيقتها اسغاثة بهم من دون الله وليس من التوسل .

وإليك بيان ذلك يقول العلامة أبي المعالي محمود شكري الآلوسي في كتابة غاية الأماني في الرد على النبهاني (1/329):" إذ الإستغاثة بالشيء على ماذكره بعض المحققين طلب الإغاثة والغوث منه كما أن الإستعانة طلب الإعانة منه فإذا كانت بنداء من المستغيث للمستغاث كان ذلك سؤالا منه وظاهره أن ذلك ليس توسلا به إلى غيره إذ قد جرت العادة أن من توسل بأحد عند غيره أن يقول لمستغاثه : أستغيثك على هذا الأمر بفلان فيوجه السؤال إليه ويقصر أمر شكواه عليه , ولا يخاطب المستغيث به ويقول له : أرجوا منك وأريد منك وأستغيث بك ويقول : إنه وسليتي إلى ربي . وإن كان كما يقول فما قدر المتوسل إليه حق قدره وقد رجا وتوكل وإلتجأ إلى غيره كيف وإستعمال العرب يأبى عنه ؟

فإن من يقول صار لي ضيق فاستغثت بصاحب القبر فحصل الفرج يدل دلالة جلية على أنه قد طلب الغوث منه ولم يفد كلامه أنه توسل به بل إنما يراد هذا المعنى إذا قال : توسلت أو استغثت عند الله بفلان أو يقول لمستغاثه استغثت إليك بفلان فيكون حينئذ مدخول الباء مستغاث وليس مستغاث به "

وبهذا يتبين الخلط الذي وقع فيه أخي فقير في معنى الإستغاثة والتوسل فجعل الأمرين واحد وهما مختلفان ويؤيد ماذكرت أن المستغيثين بالقبور مع استغاثتهم بهم يدعونهم ويقصرون الرجاء عليهم وهذه قرائن تدل على أن هذه الإستغاثة عبادة لهم يقول العلامة الآلوسي في غاية الأماني (1/329):" والقرائن التي تكتنفه - أي المستغيث- من الدعاء وقصر الرجاء والإلتجاء شهود عدول ولا محيد عما شهدت ولا عدول , فهذه الإستغاثة وتوجه القلب إلى المسؤول بالسؤال والإنابة محظروة على المسلمين لم يشرعها لأحد من أمته رسول ربي العالمين "أهــ

بل إن الله عز وجل أثنى على الصحابة رضوان الله عليهم لصرفهم الإستغاثة له وحده فقال :" إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم " , وهنا أسأل أخي فقير أين الأمرين الذين ذكرتهما لك تقصد فوضح لي لكي نكمل النقاش الأخوي الذي بدأنا والله الهادي والموفق إلى سبيل الرشاد

Mohamed845
2007-10-07, 12:37
Assalam,

Mon frère 9thman, je suis tout à fait d'accord avec toi, par contre je veux corriger un petit point:

Les saints que ta donnés en exemples ont été vénérés par le peuple de Noé, que le salue soit sur lui ainsi que sur tous les prophètes.


Voilà, wa assalam.

فقير
2007-10-07, 13:24
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يثير البعض زوابع فارغة فيتهم هذا المتوسل أو المتبرك بأنّه يعبد القبر، فالميت لا يملك ضراً ولا نفعاً للداعي.

إنّ القضية هنا تعتمد على النيِّة، وفي الأغلب تتجه نية هؤلاء إلى جعل صاحب القبر وسيلة إلى الله، فهم لا يطلبون منه قضاء حوائجهم على نحو استقلالية في فعله، إنما هو مجرد واسطة فهم لا يعبدونه!

ولو كان التوسل والتبرك بالميت عبادة لكان التوسل بالإنسان الحي عبادة. والإنسان لا يضر ولا ينفع حاله كحال الميت إلا بإذن الله!

إنّ هذا الأمر استعانة بسبب، ونظام الكون قائم على الأسباب والمسببات، فهل الاستعانة بالطبيب أو الدواء... شركاً على رأي المنكرين؟!

الخلاصة

لم يزل المسلمون منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وإلى الآن يجتمعون حول أضرحة الصالحين ويتقربون إلى الله بهم ولم يشذ إلا " السلفيون "، وقضاء الحوائج عند الأضرحة المشرفة مما ذاع خبره ورأيناه عياناً وهذا لوحده كافٍ في الدلالة على جواز التوسل بالموتى!

اللهم أعنا على شكرك وحسن عبادتك اللهم أغفر لأمة سيدنا محمد مغفرة عامة والسلام

محمد أبو عثمان
2007-10-07, 13:30
أخي فقير أرأيت أنك تكيل لي الإتهام ولم تجب عن سؤالي بل حدت عنه أنا سألتك سؤال واضح وأنت أعطيتني محاضرة أي الأمرين تقصد قلت لك : إن طلب الإغاثة من الأنبياء والصالحين لا يخلوا من أمرين :

الأمر الأول أن تطلب منهم هم الإغاثة فيغيثونك بأنفسكم في كشف كربتك وصرف مصيبتك .
والأمر الثاني أن تسأل الأنبياء وتجعلهم واسطة وجاها تتوسط بهم عند الله .

فأي الأمرين تريد بارك الله فيك اجبني على قدر سؤالي

ليتيم مراد
2007-10-07, 18:12
السلام عليكم
إخواني mohamed845 و dolim وبوعلام الجلفي و محمد أبو عثمان وأبو بكر أنا معكم فيما قلتموه في ردودكم
الأخ الفاضل فقير عنوان موضوعك هو إثبات التوسل بالأنبياء والصالحين إي أنك تريد ان تأكد لنا ذلك من خلال هذا البحث الذي تقول أنه دام 10 سنوات والذي حكم عليه محمد في ثلاثة سطور
وقد قلت بأنك طرحت الموضوع للمناقشة والخروج إن شاء الله بخلاصة ترضى الله ورسوله وليس لغرض أخر ؟؟؟
أنا أفهم من هذا العنوان أنه لتأكيد وغرس وإعادة وإحياء فكرة التوسل بالأنبياء والصالحين وكذا إشهار هذا البحث وهذا الموضوع اظن أنه غير قابل للمناقشة فمهما تناقشنا فيه فلن نخرج منه بنتيجة أبدا فهذا الموضوع نوقش قبل مئات السنين من طرف أكبر العلماء والشيوخ فبقي القليل القلة الذين ساروا على منهج هذا البحث الذي ذكرته ولا أدري لماذا ؟؟؟

قلت أننا سنخرج بخلاصة ترضى الله ورسوله وكانت خلاصتك مايلي


الخلاصة
لم يزل المسلمون منذ وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وإلى الآن يجتمعون حول أضرحة الصالحين ويتقربون إلى الله بهم ولم يشذ إلا " السلفيون "، وقضاء الحوائج عند الأضرحة المشرفة مما ذاع خبره ورأيناه عياناً وهذا لوحده كافٍ في الدلالة على جواز التوسل بالموتى!


أي ان هذا النقاش إختصرته في هذه الخلاصة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقير
2007-10-07, 19:46
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما .

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

أخواني الكرام لو كنت أعلم أن هذا الطرح ، يثير ما أثاره ما طرحته والله، ولتركت الأمر لله وحده هو العالم بمخلوقاته، وحتى أخوكم الفقير كانت عندي تساءلات، لهذا طرحت هذا الموضوع وجعلته مفتوحا للتحليل والنقاش، مع علمي بأني سوف نجد في هذا المنتدى المبارك من ينورنا ويشفي غليلنا لكن للأسف لم أتوقع ما كنت أحسبه، لهذا وضعت خلاصة، أرتاح لها شخصيا مع احترامي الكامل لآرائكم، لننهي هذا الموضوع مع سلامة الصدر ، وكما ذكرتم أخي الفاضل " ليتيم مراد " فهذا الموضوع نوقش من قبل من طرف علماء وشيوخ منذ مئات السنين . أما عنوان الموضوع ليس لاثبات ذلك لأني أعلم أن يكون المناصر والمعارض، وانما كتبت العنوان كما وجدته مكتوبا في الموضوع ليس الا .

أخي الكريم: محمد أبوعثمان سبحان الله لم أتهمكم بشيء، ليس من قصدي
وجوابي عن سؤالكم المبارك هو :

الأمر الثاني أن تسأل الأنبياء وتجعلهم واسطة وجاها " تتوسط بهم عند الله".
اللهم أهدنا من عندك وأفض علينا من فضلك، وأنشر علينا من رحتك، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه .

كويتي
2007-10-07, 20:13
بارك الله في اخواني اهل السنه وحماة العقيدة
وبارك الله في اخينا ابو عثمان

حوار شيق ((رغم انى لم افهم ماقاله الاخ Mohamed845 حيث انه يكتب بالفرنسيه))

تسجيل حضور ومتابعه

بالنسبة للزميل المحترم فقير
قلت:

الأمر الثاني أن تسأل الأنبياء وتجعلهم واسطة وجاها " تتوسط بهم عند الله".

الله سبحانه وتعالى يقول ((وإذا سالك عبادى عنى فأني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليأمنو بي لعلهم يرشدون))

وقال ايضا:
((إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم)) الايه

ان الحق ابلج
الحمد لله على نعمة السنه
اللهم اهدِ ضال المسلمين

Mohamed845
2007-10-07, 20:24
Assalam,

Mon frère Fakyre, Je vais te raconter cette Histoire

Il y a pas longtemps je passer le permis de conduire, avant l'examen, le moniture, me dis, est-ce que tu peut m'acheter une carte de téléphone mobile, c'est pour l'inspecteur, je lui répond pas de problème ( sur la Niat) je part, et sur la route, une voie intérieure me dis: attention ce que tu va faire, est peut être mal, arrivé à la maison, je ne savais pas quoi faire, je rend l'argent et qu'est-ce que je vais lui dire, que je sentis que c'est pas bien ( il va dire mwessess etc) .

Finalement, j'ai décidé de lui rendre l'argent, c'est Allah, que je dois satisfaire.

Le jour J, je ne voulais pas partir à l'examen,mais quoi dire, que j'étais malade,je ne vais pas mentir pour ça, je dis quoi...

Sur la route de l'examen, j'ai dis à Allah, je ne veux pas avoir mon permis aujourd'hui, je ne veux pas que mon permis soit entaché de la Rachwa.

Je souhaitais que l'inspecteur ne viens ce jour-là,mais voyant l'inspecteur, je me suis dis ç y ait mais j'avais encore de l'espoir.

Je rentre dans la voiture, j'enclenche la première, elle ne bouge pas, la candidate derrière moi me dis ta oublié la frei à main, l'inspecteur lui dis de ne parler, je le descend, j'accèlère, elle ne bouge pas.

Il me donne si je n'oublie pas 3 essais, elle ne bouge pas, je sort de la voiture avec le sourir, l'inspecteur me dis je te donne une autre chance, et là je me dis, c'est fini pour moi, encore la voitur ne bouge pas, même pas d'un millimètre.

Allah ma sauver, le candidat qui est venu après moi a démaré la voiture normalement,

Je n'ai pas demander à mes ancêtres musulmans qui sont des achrafs, mais j'ai demandé à Allah, eux ils ont besoin de moi pour demander à Allah de leur pardonner.


Oui mon frère que soit juste ou pas ce que tu nous propose, c'est Allah seul qui décide de donner ou ne pas donner.

demander à Allah de me pardonner si j'ai raconté cette histoire pour une raison.

Wa assalam.

فقير
2007-10-07, 22:17
Bismi Allah Arrahmani Arrahimi

Pour mon frere Mohamed pour mieux comprendre inch Allah



Introduction pour préciser le sens du tawassoul

Le tawassoul, c'est demander à Allah qu'une chose profitable se réalise ou qu'une chose nuisible cesse par l'évocation du nom d'un prophète ou d'un saint, en honneur pour celui par le degré duquel est fait le tawassoul. Faire le tawassoul par le Prophète, un saint ou les œuvres de vertu est une chose qui est permise dans la Loi de l'Islam et qui comporte des récompenses. Il n'y a aucune considération à donner à ceux qui le renient car ils n'ont aucune preuve en faveur de son interdiction, si ce n'est ce qu'ils se figurent être des preuves. Cependant, la Loi de l'Islam n'est pas fondée sur des illusions et sur l'imagination. Ainsi, le tawassoul par le Prophète n'est en rien une forme d'association, ce n'est pas une forme d'adoration d'autre que Allah. En effet, selon les spécialistes de la langue eux-mêmes, la définition de l'adoration ne s'applique pas au tawassoul. L'adoration est, selon eux, l'obéissance avec l'extrême soumission. Al-'Azhouriyy qui est l'un des grands spécialistes de la langue, rapportant de Az-Zajjaj, l'un des plus connus d'entre eux, a dit : "L'adoration – al-^ibadah – c'est l'obéissance avec une soumission extrême". Al-Farra' a dit la même chose que lui. Un autre savant linguiste a dit : "L'adoration est l'extrême limite de la crainte et de la soumission". Un autre a dit : "C'est l'extrême limite de l'humilité", conformément à la parole de celui qui a fait l'explication du livre Al-Qamous, à savoir Mourtada Az-Zabidiyy, l'ultime spécialiste de la Langue. Ainsi le tawassoul n'est pas une adoration d'autre que Dieu. At-Tabaraniyy a rapporté que le Messager de Allah a enseigné à l'aveugle qui était venu se plaindre à lui de la perte de sa vue, de dire :

((اللهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرّحمة . يا محمّد إنّي أتوجّه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى لي))

(Allahoumma 'inni 'as'alouka wa 'atawajjahou 'ilayka binabiyyika Mouhammad, nabiyyi r-rahmah. Ya Mouhammad 'inni 'atawajjahou bika 'ila rabbi fi hajati li touqda li).

ce qui signifie : ((Ô Allah, je Te demande et je T'adresse mon invocation par le degré de Ton prophète Mouhammad, le prophète de la miséricorde. ô Mouhammad, j'adresse mon invocation par ton degré à mon Seigneur concernant mon affaire pour qu'elle me soit réglée)).

Al-Hakim a rapporté que le Messager de Allah a dit :

((لـمّا اقترف آدمُ الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي))

ce qui signifie : « Lorsque ‘Adam a commis le péché, il a dit : Ô Seigneur, je Te demande par le degré de Mouhammad, de me pardonner ». Ibnou Majah a rapporté que le Messager de Allah a dit ce qui signifie : (( Lorsqu'un homme sort de sa maison pour aller faire la prière et dit : "Allahoumma 'inni 'as'alouka bi-haqqi s-Sa'ilin ^alayk wa bi-haqqi mamchaya hadha. Fa 'inni lam 'akhrouj bataran wa la 'acharan wa la soum^atan. Kharajtou t-tiqa'a sakhtika wa btigha'a mardatik. 'As'alouka 'an tounqidhani mina n-nar wa 'an taghfira li dhounoubi. 'Innahou la yaghfirou dh-dhounouba 'il-la 'ant" Allah charge pour lui soixante-dix mille anges qui demandent qu'il soit pardonné et Allah l'agrée jusqu'à ce qu'il finisse sa prière)).

Le sens du dou^a' est : "Ô Allah ,je Te demande par le degré de ceux qui Te demandent et par le degré de ces pas que je fais maintenant. Je ne suis pas sorti par fierté, ni ... ni par insincérité, ni par recherche d'éloges. Je suis sorti par crainte de la menace de ton châtiment et par recherche de Ton agrément. Je Te demande de me sauver de l'enfer et de me pardonner mes péchés. Certes, ne pardonne les péchés que Toi.

Al-Boukhariyy, (Mouhammad Ibnou Isma^il, mort en 265 H), dans son livre Al-'Adabou l-Moufrad, chapitre de ce qu'on dit si la personne a été atteint par une paralysie, d'après Ibnou ^Oumar, rapporte que sa jambe s'était quasiment paralysée. On lui avait alors dit : "Cite la personne que tu aimes le plus". Il a dit alors : "Ya Mouhammad – ô Mouhammad –" et sa jambe a guéri, comme s'il n'avait rien eu.

فاروق الجزائر
2007-10-07, 23:21
mmmmmmmmmmmmmmmm

ليتيم مراد
2007-10-07, 23:51
على كل شكرا أخي محمد على هذه القصة (c'est Allah seul qui décide de donner ou ne pas donner.)

ولكن أخي فقير لا زلت تصر على المناقشة وتقول( Le tawassoul, c'est demander à Allah qu'une chose profitable se réalise ou qu'une chose nuisible cesse par l'évocation du nom d'un prophète ou d'un saint, en honneur pour celui par le degré duquel est fait le tawassoul. Faire le tawassoul par le Prophète, un saint ou les œuvres de vertu est une chose qui est permise dans la Loi de l'Islam et qui comporte des récompenses.)

http://www.omanlover.org/vb/uploaded/3654_01174171640.gif

أبو بكر
2007-10-08, 15:37
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد :




جزاكم الله خيرا

أبو بكر
2007-10-08, 15:50
بارك الله فيكم

Mohamed845
2007-10-08, 16:05
Assalam,

Pour mon frère Fakyre, je comprend bien l'arabe:), mais je n'ai pas de clavier arabe.


Merci à tous pour les contributions, je voulais te dire en dernier cherche dans le coran, tu verra mon frère Fakyre, que tous les Prophètes y compris, Adam, que le Salu soit sur eux tous, ont demander à Allah directement, ceci, n'est pas mieux,même si ce que tu dis est vrai, moi je ne sais pas, mais ce que je sais, c'est qu'il y a d'un côté, le bien qui est claire comme la lune dans la nuit sombre, et de l'autre, l'obscurité du péché qui est elle aussi visible, et entre les deux des choses qu'on ne cas le degrè, du bien ou du mal à l'intérieur, alors pourquoi nous nous plaçant entre les deux, alors que, le coran nous a montré la voie par l'intérmédiaire des Prophètes,que le salu soit sur eux.

Voilà mon frère Fakyre, et qu'Allah pardonne à tous les musulmans depuis Adam ( que le salu soit sur lui et sur tous les Prophète) jusqu'à la fin des temps.

Wa assalam.

أبو بكر
2007-10-08, 16:40
التوسل - والطلب والدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم

كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج: 27 ص: 83

وأما القسم الثالث وهو أن يقول اللهم بجاه فلان عندك أو ببركة فلان أو بحرمة فلان عندك أفعل بى كذا وكذا فهذا يفعله كثير من الناس لكن لم ينقل عن أحد من الصحابة والتابعين وسلف الأمة أنهم كانوا يدعون بمثل هذا الدعاء ولم يبلغنى عن أحد من العلماء فى ذلك ما أحكيه إلا ما رأيت فى فتاوى الفقيه أبى محمد بن عبدالسلام فإنه أفتى أنه لا يجوز لأحد أن يفعل ذلك إلا النبى صلى الله عليه وآله وسلم إن صح الحديث فى النبى صلى الله عليه وآله وسلم ومعنى الإستفتاء قد روى النسائى والترمذى وغيرهما ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم علم بعض أصحابه أن يدعو فيقول اللهم أنى أسألك وأتوسل إليك بنبيك نبى الرحمة يا محمد يا رسول الله إنى أتوسل بك إلى ربى فى حاجتى ليقضيها لى اللهم فشفعه فى ) فإن هذا الحديث قد إستدل به طائفة على جواز التوسل بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم فى حياته وبعد مماته وليس فى التوسل دعاء المخلوقين ولا إستغاثة بالمخلوق وإنما هو دعاء وإستغاثه بالله لكن فيه سؤال بجاهه كما فى سنن ابن ماجه ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر فى دعاء الخارج للصلاة أن يقول اللهم أنى أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاى هذا فإنى لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة خرجت إتقاء سخطك وإبتغاء مرضاتك أسألك أن تنقذنى من النار وأن تغفر لى ذنوبى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ) قالوا ففى هذا الحديث أنه سأل بحق السائلين عليه وبحق ممشاه إلى الصلاة والله تعالى قد جعل على نفسه حقا قال الله تعالى وكان حقا علينا نصر المؤمنين ونحو قوله كان على ربك وعدا مسؤولا وفى الصحيحين ( عن معاذ بن جبل أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال له يا معاذ أتدرى ما حق الله على العباد قال الله ورسوله أعلم قال حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا أتدرى ما حق العباد على الله إذ فعلوا ذلك فإن حقهم عليه أن لا يعذبهم ) وقد جاء فى غير حديث كان حقا على الله كذا وكذا كقوله من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد فشربها فى الثالثة أو الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل النار وقالت طائفة ليس فى هذا جواز التوسل به بعد مماته وفى مغيبه بل إنما فيه التوسل فى حياته بحضوره كما فى صحيح البخارى ( أن عمر إبن الخطاب رضى الله عنه إستسقى بالعباس فقال اللهم إنا كنا إذا اجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون ) وقد بين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أنهم كانوا يتوسلون به فى حياته فيسقون وذلك التوسل به أنهم كانوا يسألونه أن يدعو الله لهم فيدعو لهم ويدعون معه ويتوسلون بشفاعته ودعائه كما فى الصحيح ( عن انس بن مالك رضى الله عنه أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان بجوار دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائم يخطب فإستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وإنقطعت السبل فادع الله لنا أن يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والضراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال وأقلعت فخرجنا نمشى فى الشمس ) ففى هذا الحديث أنه قال إدع الله لنا أن يمسكها عنها وفى الصحيح ( أن عبدالله بن عمر ذكر قول أبى طالب فى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقو ل : وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فهذا كان توسلهم به فى الإستسقاء ونحوه ولما مات توسلوا بالعباس رضى الله عنه كما كانوا يتوسلون به ويستسقون وما كانوا يستسقون به بعد موته ولا فى مغيبه ولا عند قبره ولا عند قبر غيره وكذلك معاوية ابن أبى سفيان إستسقى بيزيد بن الأسود الجرشى وقال اللهم إنا نستشفع إليك بخيارنا يا يزيد إرفع يديك إلى الله فرفع يديه ودعا ودعوا فسقوا فلذلك قال العلماء يستحب أن يستسقى بأهل الصلاح والخير فإذا كانوا من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أحسن ولم يذكر أحد من العلماء أنه يشرع التوسل والإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء بالنبى والصالح بعد موته ولا فى مغيبه ولا إستحبوا ذلك فى الإستسقاء ولا فى الإستنصار ولا غير ذلك من الأدعية والدعاء مخ العبادة والعبادة مبناها على السنة والإتباع لا على الأهواء والإبتداع وإنما يعبد الله بما شرع لا يعبد بالأهواء والبدع قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله ) وقال تعالى ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية أنه لا يحب المعتدين ) ( وقال النبى الله عليه وآله وسلم أنه سيكون فى هذه الأمة قوم يعتدون فى الدعاء والطهور)وأما الرجل إذا اصابته نائبة أو خاف شيئا فإستغاث بشيخه طلب تثبيت قلبه من ذلك الواقع فهذا من الشرك وهو من جنس دين النصارى فإن الله هو الذى يصيب بالرحمة ويكشف الضر قال تعالى ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ) وقال تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده ) وقال تعالى ( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) وقال تعالى ( قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا ) فبين أن من يدعى من الملائكة والأنبياء وغيرهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا فإذا قال قائل أنا أدعو الشيخ ليكون شفيعا لى فهو من جنس دعاء النصارى لمريم والأحبار والرهبان والمؤمن يرجو ربه ويخافه ويدعوه مخلصا له الدين وحق شيخه أن يدعو له ويترحم عليه فإن أعظم الخلق قدرا هو رسول الله وآله وسلم وأصحابه أعلم الناس بأمره وقدره وأطوع الناس له ولم يكن يأمر أحدا منهم عند الفزع والخوف أن يقول يا سيدى يا رسول الله لم يكونوا يفعلون ذلك فى حياته ولا بعد مماته بل كان يأمرهم بذكر الله ودعائه والصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم قال الله تعالى ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وإتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ) وفى صحيح البخارى ( عن ابن عباس رضى الله عنهما أن هذه الكلمة قالها إبراهيم عليه السلام حين القى فى النار وقالها محمد صلى الله عليه وآله وسلم يعني وأصحابه حين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم وفى الصحيح ( عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش الكريم لا إله إلا الله رب السموات والأرض ورب العرش العظيم ) وقد روى أنه علم نحو هذا الدعاء بعض أهل بيته وفى السنن ( أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا حزبه أمر قال يا حى يا قيوم برحمتك أستغيث ) وروى( أنه علم ابنته فاطمة أن تقول يا حى يا قيوم يا بديع السموات والأرض لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث اصلح لى شأني كله ولا تكلنى إلى نفسى طرفه عين ) ولا إلى أحد من خلقك وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ( أبى حاتم البستى عن إبن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إنى عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتى بيدك ماض في حكمك عدل فى قضاؤك أسألك بكل إسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته فى كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو إستأثرت به فى علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى ونور صدرى وجلاء حزنى وذهاب همى وغمى إلا أذهب الله همه وغمه وأبدله مكانه فرحا قالوا يا رسول الله أفلا نتعلمهن قال ينبغى لمن سمعهن أن يتعلمهن ) ( وقال لأمته إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يخوف بهما عباده فإذا رأيتم ذلك فإفزعوا إلى الصلاة وذكر الله والإستغفار ) فأمرهم عند الكسوف بالصلاة والدعاء والذكر والعتق والصدقة ولم يأمرهم أن يدعوا مخلوقا ولا ملكا ولا نبيا ولا غيرهم ومثل هذا كثير فى سنته لم يشرع للمسلمين عند الخوف إلا ما أمر الله به من دعاء الله وذكره والإستغفار والصلاة والصدقة ونحو ذلك فكيف يعدل المؤمن بالله ورسوله عما شرع الله ورسوله إلى بدعة ما أنزل الله بها من سلطان تضاهى دين المشركين والنصارى فإن زعم أحد أن حاجته قضيت بمثل ذلك وأنه مثل له شيخه ونحو ذلك فعباد الكواكب والأصنام ونحوهم من أهل الشرك يجرى لهم مثل هذا كما قد تواتر ذلك عمن مضى من المشركين وعن المشركين فى هذا الزمان فلو لا ذلك ما عبدت الأصنام ونحوها قال الخليل عليه السلام وإجنبنى وبنى أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ويقال إن أول ما ظهر الشرك فى أرض مكة بعد إبراهيم الخليل من جهة عمرو بن لحى الخزاعى الذى رآه النبى صلى الله عليه وآله وسلم يجر أمعاءه فى النار وهو أول من سيب السوائب وغير دين إبراهيم قالوا أنه ورد الشام فوجد فيها أصناما بالبلقاء يزعمون أنهم ينتفعون بها فى جلب منافعهم ودفع مضارهم فنقلها إلى مكة وسن للعرب الشرك وعبادة الأصنام والأمور التى حرمها الله ورسوله من الشرك والسحر والقتل والزنا وشهادة الزور وشرب الخمر وغير ذلك من المحرمات قد يكون للنفس فيها حظ مما تعده منفعة أو دفع مضرة ولولا ذلك ما أقدمت النفوس على المحرمات التى لا خير فيها بحال وإنما يوقع


يتبع

أبو بكر
2007-10-08, 16:43
النفوس في المحرمات الجهل أوالحاجة فأما العالم بقبح الشىء والنهى عنه فكيف يفعله والذين يفعلون هذه الأمور جميعها قد يكون عندهم جهل بما فيه من الفساد وقد تكون بهم حاجة إليها مثلالشهوة إليها وقد يكون فيها من الضرر أعظم مما فيها من اللذة ولا يعلمون ذلك لجهلهم أو تغلبهم أهواؤهم حتى يفعلوها والهوى غالبا يجعل صاحبه كانه لا يعلم من الحق شيئا فإن حبك للشىء يعمى ويصم ولهذا كان العالم يخشى الله وقال أبوالعالية سألت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله عز وجل ( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب ) الآية فقالوا كل من عصى الله فهو جاهل وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب وليس هذا موضع البسط لبيان ما في المنهيات من المفاسد الغالبة وما في المأمورات من المصالح الغالبة بل يكفى المؤمن أن يعلم أن ما أمر الله به فهو لمصلحة محضة أو غالبة وما نهى الله عنه فهو مفسدة محضة أو غالبة وإن الله لا يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم ولا نهاهم عما نهاهم بخلابه عليهم بل أمرهم بما فيه صلاحهم ونهاهم عما فيه فسادهم ولهذا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم


يتبع

أبو بكر
2007-10-08, 17:01
حكم التوسل بالأولياء والصالحين



الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

وبعد:

فإنه نتيجة لبعد كثير من المسلمين عن ربهم وجهلهم بدينهم في هذا الزمن فقد كثرت فيهم الشركيات والبدع والخرافات، ومن ضمن هذه الشركيات التي انتشرت بشكل كبير تعظيم بعض المسلمين لمن يسمونهم بالأولياء والصالحين ودعاؤهم من دون الله واعتقادهم أنهم ينفعون ويضرون، فعظموهم وطافوا حول قبورهم.

ويزعمون أنهم بذلك يتوسلون بهم إلى الله لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، ولو أن هؤلاء الناس الجهلة رجعوا إلى القرآن والسنة وفقهوا ما جاء فيهما بشأن الدعاء والتوسل لعرفوا ما هو التوسل الحقيقي المشروع؟

إن التوسل الحقيقي المشروع هو الذي يكون عن طريق طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الطاعات واجتناب المحرمات، وعن طريق التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة وسؤاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، فهذا هو الطريق الموصل إلى رحمة الله ومرضاته.

أما التوسل إلى الله عن طريق : الفزع إلى قبور الموتى والطواف حولها، والترامي على أعتابها وتقديم النذور لأصحابها، لقضاء الحاجات وتفريج الكربات فليس توسلا مشروعا بل هذا هو الشرك والكفر بعينه والعياذ بالله .

فكل من غلا في حيٍ، أو رجل صالح، أو نحوه، وجعل له نوعا من أنواع العبادة مثل أن يقول إذا ذبح شاة: باسم سيدي، أو يعبده بالسجود له أو يدعوه من دون الله تعالى مثل أن يقول: يا سيدي فلان أغفر لي أو ارحمني أو انصرني أو ارزقني أو أغثني، أو نحو ذلك من الأقوال والأفعال التي هي من خصائص الرب والتي لا تصلح إلا الله تعالى، فقد أشرك بالله شركا أكبر، فإن الله تعالى إنما أرسل الرسل وأنزل الكتب لنعبد الله وحده لا شريك له ولا نجعل مع الله إلها آخر.

والذين كانوا يدعون مع الله آلهةً أخرى مثل اللات والعزى وغيرها لم يكونوا يعتقدون أنها تخلق الخلائق، أو أنها تنزل المطر، وإنما كانوا يعبدونها ويقولون: إنما نعبدهم ليقربونا إلى الله زلفى ويقولون: هم شفعاؤنا عند الله.

فأرسل الله رسله تنهى أن يُدعى أحد من دونه لا دعاء عبادة، ولا دعاء استغاثة، وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) الإسراء: 56 وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له) سبأ :22 فأخبر سبحانه: أن ما يُدعى من دون الله ليس له مثقال ذرة في الملك وأنه ليس له من الخلق عون يستعين به.

ولقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقال في مرض موته: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما صنعوا) وكان ذلك سدا لذريعة الوقوع في الشرك فإن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كان بسبب تعظيم القبور بالعبادة ونحوها.

وأما ما جاء في توسل عمر بن الخطاب بالعباس رضي الله عنهما، الذي قد يحتج به البعض، فإن عمر توسل بدعاء العباس لا بشخصه، والتوسل بدعاء الأشخاص غير التوسل بشخصهم بشرط أن يكونوا أحياء؛ لأن التوسل بدعاء الحي نوع من التوسل المشروع بشرط أن يكون المتوسل بدعائه رجلا صالحا. وهذا من جنس أن يطلب رجل الدعاء من رجل صالح حي ثم يطلب من الله أن يقبل دعاء هذا الرجال الصالح الحي له.

أما الميت الذي يذهب إليه السائل ليسأل الله ببركته ويطلب منه العون قد أصبح بعد موته لا يملك لنفسه شيئا ولا يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فكيف ينفع غيره؟! ولا يمكن لأي إنسان يتمتع بذرة من العقل السليم يستطيع أن يقرر أن الذي مات وفقد حركته وتعطلت جوارحه يستطيع أن ينفع نفسه بعد موته فضلا عن أن ينفع غيره، وقد نفى النبي صلى الله عليه وسلم قدرة الإنسان على فعل أي شيء بعد موته فقال: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فتبين من الحديث أن الميت هو الذي بحاجة إلى من يدعو له ويستغفره له، وليس الحي هو الذي بحاجة إلى دعاء الميت، وإذا كان الحديث يقرر انقطاع عمل ابن آدم بعد موته، فكيف نعتقد أن الميت حي في قبره حياة تمكنه من الاتصال بغيره وإمداده بأي نوع من الإمدادات؟ كيف نعتقد ذلك؟! وفاقد الشيء لا يعطيه والميت لا يمكنه سماع من يدعوه مهما أطال في الدعاء قال تعالى: (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم) فاطر:13،14 فنفى الله عنهم الملك وسماع الدعاء ومعلوم أن الذي لا يملك لا يعطي، وأن الذي لا يسمع لا يستجيب ولا يدري، وبينت الآية أن كل مدعو من دون الله كائنا من كان فإنه لا يستطيع أن يحقق لداعيه شيئا .

وكل معبود من دون الله فعبادته باطلة، قال تعالى(ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين، وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) الآية يونس: 106،107 ويتبين من هذه الآية أن كل مدعو من دون الله لا ينفع ولا يضر، فإذا ما الفائدة من عبادته ودعائه، وهذا فيه تكذيب لأهل الخرافة الذين يقولون ذهبنا للقبر الفلاني أو دعونا الولي الفلاني وتحصل لنا ما نريد، فمن قال ذلك فقد كذب على الله، ولو فرض أن حصل شيء مما يقولون فإنه حصل بأحد سببين:

إن كان الأمر مما يقدر عليه الخلق عادة فهذا حصل من الشياطين لأنهم دائما يحضرون عند القبور، لأنه ما من قبر أو صنم يعبد من دون الله إلا تحضره الشياطين لتعبث في عقول الناس.

وهؤلاء المتوسلون بالأولياء لما كانوا من جنس عباد الأوثان صار الشيطان يضلهم ويغويهم كما يضل عباد الأوثان قديما فتتصور الشياطين في صورة ذلك المستغاث به وتخاطبهم بأشياء على سبيل المكاشفة، كما تخاطب الشياطين الكهان وقد يكون بعض ذلك صدقاً، ولكن أكثره كذب، وقد تقضي بعض حاجاتهم وتدفع عنهم بعض ما يكرهون مما يقدر عليه البشر عادة، فيظن هؤلاء السذج أن الشيخ، أو الولي هو الذي خرج من قبره وفعل ذلك، وإنما هو في الحقيقة الشيطان تمثل على صورته ليضل المشرك المستغيث به، كما تدخل الشياطين في الأصنام وتكلم عابديها وتقضي بعض حوائجهم.

أما إن كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله كالحياة والصحة والغنى والفقر، وغير ذلك مما هو من خصائص الله، فهذا انقضى بقدر سابق قد كتبه الله ولم يحصل ذلك ببركة دعاء صاحب القبر كما يزعمون.

فينبغي على الإنسان العاقل ألا يصدق مثل هذه الخرافات، وأن يعلق قلبه بالله وينزل حاجته به حتى تقضي ولا يلتفت إلى الخلق لأن الخلق ضعفاء مساكين فيهم الجهل والعجز، وكيف يطلب الإنسان حاجته من مخلوق مثله؟ وقد يكون ذلك المخلوق ميتا أيضا لا يسمع ولا يرى ولا يملك شيئا، ولكن الشيطان يزين للناس ما كانوا يعملون.


الكرامات المزعومة

لقد اختلطت الأمور على كثير من الناس اختلاطا عجيبا جعلهم يجهلون حقيقة المعجزات والكرامات، فلم يفهموها على وجهها الصحيح، ليفرقوا بين المعجزات والكرامات الحقيقية التي تأتي من الله وحده إتماما لرسالته إلى الناس وتأييدا لرسله أو إكراما لبعض أوليائه الصالحين الحقيقيين، لم يفرقوا بينها وبين الخرافات والأباطيل التي يخترعها الدجالون ويسمونها معجزات وكرامات ليضحكوا بها على عقول الناس وليأكلوا أموالهم بالباطل .

ولقد ظن الجهلة من الناس أن المعجزات والكرامات من الأمور الكسبية والأفعال الاختيارية التي تدخل في استطاعة البشر، بحيث يفعلونها من تلقاء أنفسهم وبمحض إرادتهم، وبهذا الجهل اعتقدوا أن الأولياء والصالحين يملكون القدرة على فعل المعجزات والكرامات في أي وقت يشاءون، وما ذلك إلا بجهل الناس بربهم وبحقيقة دينهم.

ونقول لهؤلاء إن تصوير ما يحدث من هؤلاء الدجالين على أنها معجزة أو كرامة لهذا الولي أو ذلك كذب، وإنما هذه الحوادث كلها من عبث الشياطين أو من اختراع عقلية ماكرة اصطنعت تلك الحوادث الوهمية وسمتها كرامات ومعجزات لتضفي على أصحاب هذه القبور مهابة وإجلالا فتجعل لهم بركات ليعظمهم الناس.

ولا يمكن لأي عاقل يحتفظ بفطرته السليمة أن يصدق أن الميت يمكنه القيام بأي عمل بعد أن خرجت روحه من بدنه وبطلت حركته وأكل الدود جسمه وأصبح عظاما بالية، من الذي يصدق مثل هذه المزاعم المفضوحة إلا إنسان جاهل ساذج!! لأن هذه المزاعم التي يزعمونها مما يستحيل أن يفعلها الأحياء فضلا عن الأموات! فهل نلغي عقولنا التي منحنا الله لنصدق مثل هذه الخرافات؟ إن العقول المستنيرة والفطرة السليمة ترفض بشدة تصديق مثل هذه الخرافات لما في ذلك من مخالفة لسنن الله الشرعية والكونية. قال تعالى: (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون اله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) آل عمران: 79،80


المشركون قديما وحديثا

إن الكثيرين من الناس من مرتادي القبور والمزارات يقولون: إن المشركين في الجاهلية كانوا يعبدون الأصنام، أما نحن فلا أصنام عندنا نعبدها، بل لدينا قبور لبعض المشايخ والصالحين لا نعبدها ولكننا فقط نسأل الله أن يقضي حاجاتنا إكراما لهم، والعبادة غير الدعاء.

ونقول لهؤلاء إن طلب المدد والبركة من الميت هو في الحقيقة دعاء، كما كانت الجاهلية تدعو أصنامها تماما ولا فرق بين الصنم الذي يعبده المشركون قديما وبين القبر الذي يعبد الناس ساكنه حديثا، فالصنم والقبر والطاغوت كلها أسماء تحمل معنى واحدا وتطلق على كل من عبد من دون الله سواء كان إنسانا حيا أو ميتا أو جمادا أو حيوانا أو غير ذلك، ولما سئل المشركون قديما عن سبب توسلهم بالأصنام ودعائهم لها كان جوابهم: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) الزمر:3 أي وسطاء بيننا وبين الله لقضاء حاجتنا، ومن ذلك يتبين أنه لا فرق بين دعوى الجاهلية الأولى وبين عباد القبور الذين ينتسبون إلى الإسلام اليوم فغاية الجميع واحدة وهي الشرك بالله ودعاء غير الله.


شرك المحبة

إن مجرد انصراف القلب والمشاعر كلها إلى مخلوق بالحب والتعظيم فيما لا يجوز إلا الله يعتبر عبادة له، فالذين يزعمون أنهم يحبون الموتى من الأولياء والصالحين لكنهم يعظمونهم ويقدسونهم بما يزيد عن الحد الشرعي هم في الحقيقة يعبدونهم لأنهم من فرط حبهم له انصرفوا إليهم فجعلوا لهم الموالد والنذور وطافوا حول قبورهم كما يطوفون حول الكعبة واستغاثوا بهم وطلبوا المدد والعون منهم، ولولا التقديس والغلو فيهم ما فعلوا كل ذلك من أجل الموتى.

ومن غلوهم فيهم أيضا أنهم يحرصون على أن يحلفوا بهم صادقين بينما لا يتحرجون من أن يحلفوا بالله كاذبين هازلين، والبعض منهم قد يسمع من يسب الله تعالى فلا يغضب لذلك ولا يتأثر بينما لو سمع أحدا يسب شيخه لغضب لذلك غضبا شديدا أليس في ذلك غلو في أوليائهم ومشايخهم أكثر من تعظيمهم لله؟ وأن محبتهم لهم غلبت محبة الله، قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) البقرة:165


الله قريب من عباده

إن الله تعالى قريب من عباده( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة: 186 فليس بين الله وبين عباده ما يمنع من مناجاته واللجوء إليه وطلب الحاجة منه مباشرة حتى يلجأ الإنسان إلى قبور الموتى يتوسل بهم ويدعوهم ليشفعوا له عند الله ويسألهم مالا يملكون ويطلب منهم ما لا يقدرون عليه.

بل يجب على الإنسان أن يلجأ إلى ربه مباشرة، ويتوسل إليه التوسل المشروع وذلك بالتقرب إليه بالطاعات والأعمال الصالحة ودعائه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وأن يكون معتقدا تمام الاعتقاد أن الله تعالى هو المعز المذل المحيي المميت الرازق النافع المدبر لشؤون الحياة كلها وأن بيده وحده النفع والضر، قال صلى الله عليه وسلم (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) فالفرد سواء كان حيا أو ميتا من باب أولى لن ينفع ولن يضر أحد إلا بشيء قد كتبه الله.

لذا فيجب على كل من ابتلي بمثل هذه الشركيات وهذه البدع والخرافات من طواف حول القبور وتعظيمها وسؤال أصحابها الحاجات وتفريج الكربات أن يتوب إلى الله من هذا العمل الفاسد الذي هو في الحقيقة شرك بالله وصاحبه مخلد في النار والعياذ بالله . قال تعالى: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) المائدة 72 وأن يخلص العبادة لله وحده لا شريك له في كل شأن من شؤون حياته وأن يعبد الله بما شرعه إن كان صادقا في إسلامه وألا يلتفت لأحد من الخلق كائنا من كان لا في دعاء ولا غيره مما لا يقدر عليه إلا الله وأن يلتزم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يخالط أهل البدع وأهل الشرك لئلا يتأثر بهم ويقلدهم فيهلك معهم ويخسر الدنيا والآخرة والله أعلم .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

قرأها وراجعها الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبد الكريم العقل

djally
2007-10-08, 17:06
بورك فيك أخي أبو بكر و أبو عثمان
و صحح الآية يا أخ أبو عثمان
وقال :" وإذا سألك عبداي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعهم يرشدون "

عبادي
و شكرا لكم

أبو بكر
2007-10-08, 17:16
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد :

1 الكاتب : [ رحال سحاب ]
2000-12-22 12:15 Am المشاركات : 2014
حـكــم التوســل أخــذ البــركــة مـــن الأمــــوات ( الرد على محمد سعيد رمضان البوطي )







تنبيهــــــــــــات مهمــــــــــــة





من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى فضيلة الأخ المكرم الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وفقه الله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد : فقد تأملت ما ذكرتم في رسالتيكم المؤرختين في 20 ربيع الآخر سنة 1406 هـ وفي 7 / 6 / 1406 هـ ، وقد سرني كثيرا حرصكم على البحث عن الحق الذي هو ضالة المؤمن ، ولا شك أن الحق لا يرتبط بالمذهبية ، كما أنه لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون به .

أما الملاحظات التي استشكلتموها وهي :

( الملاحظة الأولى ) :

ما ذكرتم في ص 144 من الكتاب وهو ( لا مانع من أن نلتمس منهم البركة والخير ) وقصدكم بذلك أحمد البدوي وأحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وأمثالهم ، وقد أشكل عليكم أن يكون هذا من الشرك الأكبر وذكرتم ما فعلته أم سليم وأم سلمة وأبو أيوب الأنصاري من التماس البركة في جسد النبي ، ولا شك أن هذا تبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا يقاس عليه غيره؛ لأمرين : -

الأول : ما جعله الله سبحانه في جسده وشعره من البركة التي لا يلحقه فيها غيره .

الثاني : أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع غيره كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من كبار الصحابة ، ولو كان غيره يقاس عليه لفعله الصحابة مع كبارهم الذين ثبت أنهم من أولياء الله المتقين بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة ، وهذا يكفي ، دليلا على ولايتهم وصدقهم وقد اجتمعت الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه ، كما أن من عقيدة أهل السنة والجماعة عدم الشهادة لأحد بجنة ولا نار إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم لا يعلمون حقيقة أمره وخاتمة عمله ، وما دام لا يدري ما يفعل الله به كيف يطلب منه البركة والخير كما أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته مع أنه سيد ولد آدم وجاء بالخير كله من الله سبحانه ولمزيد الفائدة أذكر بعض ما قاله أهل العلم في هذه المسألة .

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في " فتح المجيد " ( وأما ما ادعاه بعض المتأخرين من أنه يجوز التبرك بآثار الصالحين فممنوع من وجوه : منها : أن السابقين الأولين من الصحابة ومن بعدهم لم يكونوا يفعلون ذلك مع غير النبي صلى الله عليه وسلم لا في حياته ولا بعد موته ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وأفضل الصحابة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وقد شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن شهد له بالجنة وما فعله أحد من الصحابة والتابعين مع أحد من هؤلاء السادة ولا فعله التابعون مع سادتهم في العلم والدين وهم الأسوة ، فلا يجوز أن يقاس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الأمة ، وللنبي صلى الله عليه وسلم في حال الحياة خصائص كثيرة لا يصلح أن يشاركه فيها غيره . ومنها : أن في المنع من ذلك سدا لذريعة الشرك كما
لا يخفى ) . اهـ .

ولا شك أن الشرك خطره عظيم والنفوس ضعيفة والشيطان حريص على التلبيس عليها وجرها إلى الشرك كما ذكر الله سبحانه ذلك عنه في آيات كثيرة ، ولذلك دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام لما يعلم من عظيم خطره ودقته وضعف النفس أو غفلتها وأنه يحبط العمل مع أن الله سبحانه برأه منه وشهد له بالإخلاص واتخذه خليلا واختار ملته لهذه الأمة وهي إخلاص العبادة لله وحده والبراءة من الشرك بأنواعه ، كما أن الشرك أول ما نشأ في قوم نوح عليه السلام هو بسبب التبرك بالصالحين ، ففي صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه : وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا الآية ، قال : ( هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ونسخ العلم عبدت ) .

وقد روى الترمذي رحمه الله وغيره بسند صحيح من حديث أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين ونحن حديثو عهد بكفر وللمشركين سدرة يعكفون حولها وينوطون بها أسلحتهم يقال لها ذات أنواط فمررنا بسدرة فقلنا يا رسول الله أجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن قلتم كما قالت بنو إسرائيل لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ لتركبن سنن من كان قبلكم }

قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على هذا الحديث في كتابه " إغاثة اللهفان " ( فإذا كان اتخاذ هذه الشجرة لتعليق الأسلحة والعكوف حولها اتخاذ إله مع الله تعالى مع أنهم لا يعبدونها ولا يسألونها فما الظن بالعكوف حول القبر والدعاء به ودعائه والدعاء عنده فأي نسبة للفتنة بشجرة إلى الفتنة بالقبر لو كان أهل الشرك والبدعة يعلمون ) انتهى بحروفه . وهذا هو الأصل الأصيل في منع التبرك بالمخلوقات إلا ما استثناه الشارع - ومن ذلك التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم وعرقه وغيرهما مما مس جسده استثناء - من هذا .

وقد سمى الله سبحانه وتعالى الذين يطيعون من جادلهم من أهل الباطل في حل ما لم يذكر اسم الله عليه مشركين وذلك في قوله تعالى : { وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } وليس هذا عبادة لهم ولا دعاء لهم من دون الله ولكنهم طاعوهم في تحليل ما حرم الله فكانوا بذلك من المشركين ، فكيف بمن يرجو البركة من الأموات ويدعوهم من دون الله أو مع الله سبحانه .

والمقصود أن الشرك بالله أمره عظيم وخطره جسيم ولذلك جاءت الشريعة بسد الذرائع الموصلة إليه من أي باب ، مثل : نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في المقبرة ، وشد الرحال لزيارة المقابر ، وتجصيص القبور واتخاذها عيدا - أي زيارتها في أوقات محددة متكررة كما يتكرر العيد - واتخاذ السرج عليها إلى غير ذلك .


( الملاحظة الثانية ) :

أما ما يتعلق بعلم الغيب فلا شك أن المراقبين حين انتقدوا ما ذكره فضيلتكم عن الغيب لم يكن لهم هوى أو قصد سيئ ، لأنا نعلم نزاهتهم بحمد الله وبعدهم عن أن يقصدوا أحدا بضرر أو سوء ظن وإنما هو ظاهر عبارتكم حين قلتم ما نصه : ( فلنلاحظ كيف أن القرآن سلب الإنسان الوصول إلى مفاتح الغيب ولكنه لم يسلب عنه معرفة الغيب ذاته ) إلخ ، ولم توضحوا بعد ذلك أن الغيب في الجملة علمه إلى الله وحده ، وإنما الإنسان يستخرج بعض الغيب بالطرق التي أباحها الله كالتنقيب عن كنوز الأرض وما في البحار وكالحساب للكسوفات ونحوها حتى تبرءوا مما نسبه إليكم المراقبون ، ولا يخفى أن الله سبحانه كما أنه جعل مفاتح الغيب عنده نفى علم الغيب عن غيره فقال سبحانه في سورة النمل : { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ } وقال عز وجل في آخر سورة هود : { وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } الآية .

فاتضح من الآيتين وما جاء في معناهما في الكتاب والسنة أن علم الغيب على الإطلاق إلى الله وحده وإنما يعلم منه ما نص عليه الكتاب العزيز أو صحت به السنة أو استخرجه الإنسان في الطرق التي علمه إياها مولاه سبحانه وهداه إليها مما وقع في هذا العصر أو قبله ومما سيقع في المستقبل مما لا يعلمه الناس اليوم ، فأرجو تأمل ما ذكرته لكم ليتضح لكم خطأ عبارتكم ودلالتها على ما ذكره المراقبون ، ولعلكم في المستقبل توضحون ما يزيل الشك ويوضح الحق ، والهدف هو التناصح والتعاون على الخير والتحذير مما يخالف الكتاب والسنة والحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها .

وأما ما ذكرتم عن الفناء بشهود المكون عن الأكوان ، وما نقلتموه عن شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك من ذم هذه الحال لكنها لا تصل إلى الكفر البواح فقد فهمته ، ولكن ما ذكرته الرقابة في ذلك من أنه كفر بواح وجيه وصحيح إذا كان الفاني معه عقله ونطق بمثل ما نقل عن أبي يزيد البسطامي ( ما في الجبة إلا الله ) وكقول بعضهم : ( أنا الحق أو سبحاني ) ، أما إذا كان الناطق لمثل هذان محكوما عليه بزوال العقل كما أشار إليه أبو العباس بما نقلتم عنه فإن عذره وجيه لرفع القلم عن من زال عقله .

وقد ذكر هذا المعنى العلامة ابن القيم رحمه الله في المجلد الأول من " مدارج السالكين " من ص 155 إلى 158 ، وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه والبصيرة في حقه وأن يعيذنا وإياكم من مضلات الفتن ونزغات الشيطان إنه خير مسئول .

وأما ما أشرتم إليه من جهة الاحتفال بالموالد وأنه لا شك أنها بدعة إذا فهمت أنها عبادة . . . إلخ فأقول : لا ريب أن المقيمين لحفلات الموالد يعتقدون أنها عبادة ويتقربون إلى الله بذلك ، وبذلك يعلم أنها بدعة بلا شك . لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يفعلها ولم يأذن فيها ولم يقرها ولم يفعلها أصحابه رضي الله عنهم وهم خير القرون وأكمل الناس حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلم الناس بالشرع المطهر ، وهكذا من بعدهم في القرون المفضلة ، هذا لو سلمت من المنكرات الأخرى وأنى لها السلامة مع ما غلب على أكثر النفوس من الجهل والغلو ، وقد يقع فيها من الشرك الأكبر وكبائر الذنوب ما لا يخفى على مثلكم .

ولو فرضنا أن المحتفلين بالموالد لم يقصدوا بها القربة فإنها بذلك تعتبر تشبها باليهود والنصارى في إقامة الأعياد لأنبيائهم وعظمائهم والتشبه بهم ممنوع بالنص والإجماع كما أوضح ذلك أبو العباس ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم لا عملا بالأحاديث الصحيحة ومنها : ما خرجه الإمام أحمد بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا : { من تشبه بقوم فهو منهم } فأرجو تدبر هذا الموضوع كثيرا طلبا للحق وحرصا على براءة الذمة وحذرا من الوقوع فيما حرمه الله . والله المستعان .

أما دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم في المدارس والمعاهد والكليات وفي الخطب فلا بأس بذلك بل ذلك من القربات ومن نشر العلم ، وهكذا وعظ الناس وتذكيرهم بسيرته وسنته بين وقت وآخر كل ذلك مما يعلم من الدين بالضرورة أنه مطلوب ومشروع ، رزقني الله وإياكم وسائر إخواننا المزيد من العلم النافع والعمل الصالح مع حسن الفهم عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم إنه خير مسئول .

خاتمة :
اطلعت على الفصل الذي أشرتم إليه في رسالتكم وقرأته بتدبر فوجدته فصلا مفيدا نافعا ، ضاعف الله مثوبتكم وزادني وإياكم من العلم والهدى وقد لاحظت عليه بالإضافة إلى ما سبق ما يلي :

1- قلتم في ص 218 ( وقد أجمعت الأمة على أن الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد خير جلاء للقلب وأفضل طهور للنفس ) إلخ ، اهـ هذا القول فيه نظر ، ولو قلت : ( على أن الإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من خير جلاء للقلب ومن أفضل طهور للنفس ) إلخ لكان أولى ، أما كون ذلك ( خير جلاء ) فلا يظهر لي وجهه ، والصواب : أن خير جلاء للقلوب هو ذكر الله سبحانه وتلاوة كتابه الكريم ، وإذا انضم إلى ذلك الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كان خيرا إلى خير ، ومما يدل على ذلك قوله عز وجل : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } وقوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله ) الحديث ، رواه الشيخان وهذا لفظ مسلم ، وهكذا حديث عبد الله بن عمرو : ( وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله ) الحديث ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، وإنما القصد الإشارة والتذكير.

2- قولكم في الهامش ص 219 ذكر ابن حجر الهيثمي في كتابه : " الدر المنضود " نقلا عن بعض أهل العلم : ( أن المسلم إذا فقد المرشد الكامل ) إلخ . ليس بجيد بل وليس بصحيح ، فإن الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لا يغني عن طلب العلم بل ولا الإكثار من ذكر الله لا يغني عن طلب العلم ، فالواجب على من فقد المرشد أن لا يخضع للكسل وترك طلب العلم بل يجب عليه أن يطلب العلم من مظانه مع الإكثار من ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . لأن الله سبحانه يعينه بهذا الإكثار على تحصيل المطلوب ، وسبق أن نبهنا أنه ليس هناك مرشد كامل على الحقيقة سوى الرسل عليهم الصلاة والسلام ، بل كل عالم وكل داع إلى الله لا بد فيه من نقص والله المستعان ، وبهذا يعلم فضيلتكم أن الأولى حذف هذا التعليق .

3- يظهر من سياق كلامكم في ص 330 - التعليق - : وهو : ( قلت لواحد من هؤلاء بعد أن انتهينا ذات ليلة من صلاة التراويح فلندع الله في ختام صلاتنا هذه . . . ) إلخ - أنكم أردتم الدعاء الجماعي ولهذا رفض ذلك الشخص الذي أشرتم إليه ، والذي يظهر لي أن الصواب معه في هذا الشيء . لأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما أعلم أنهم دعوا بعد الصلوات الخمس أو بعد التراويح دعاء جماعيا . أما الدعاء بين العبد وبين ربه بعد صلاته أو في آخر التحيات قبل السلام فهذا مما جاءت به السنة ، ولكنه قبل السلام أفضل. لكثرة الأحاديث في ذلك كما نبه على ذلك غير واحد من أهل العلم كشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم رحمة الله عليهما والدعاء الذي ذكرتم عن سعد أخبر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو به في دبر كل صلاة فيحتمل أنه كان قبل السلام ويحتمل أنه بعد السلام ، وعلى كل حال فليس فيه حجة على الدعاء الجماعي ، فأرجو تدبر الموضوع ومراجعة كلام أهل العلم في ذلك .

هذا ما تيسر لي من الجواب عما أشكل عليكم رغم كثرة المشاغل وضيق الوقت . وأسأل الله أن يمنحني وإياكم وسائر إخواننا الفقه في دينه والثبات عليه ، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن ، إنه خير مسئول

محمد أبو عثمان
2007-10-10, 00:31
جزاك الله خيرا يا أبا بكر وبارك الله فيك يا djally على التنبيه

ليتيم مراد
2007-10-10, 12:36
الله أكبر لاإله إلا الله
ظهر الحق
بارك الله فيكم جميعا على هذه الردود وجزاكم الله خير

أخي فقير إن مثل هذه المواضيع لا يمكن ان تناقش بسهولة وبكل بساطة في منتدى الجلفة

أكاريم
2007-10-13, 17:31
مشكووووووووووووووووووووووور اخي الكريم
بارك الله فيك

خادم السنة
2007-10-14, 06:35
بارك الله في كل من نافح عن العقيدة الصحيحة
وأسأل الله الهداية لنا جميعا

الزاوي
2007-11-14, 23:05
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم تسليما
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخي ابو عثمان اخي محمد اخي ابو بكر اخي الفقير اخي ليتيم مراد
لقد تتبعت هذا الموضوع بشغف وتلهف لانه يخص عقيدتنا السمحاء
كماقال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وانى هذا صراط مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله صدق الله العظيم وقال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تركتكم على المحجة البيضاء لايزوغ عنهاالا هالك
اريدكم ان نتوجه معا الى شيء اعز من الخلاف وهو ادب الخلاف فهذه المسألة وقع فيها الخلاف مند عصور قديمة
والخلاف سنة الله في خلقه كما قال تعالى وما اختلفو الا من بعد ماجاءهم العلم صدق الله العظيم فالامور العقائدية كانت في وقت السلف الصالح مستوحات من القرءان والسنة النبوية المطهرة والى حد الان المرجع الاساسي هو الكتاب والسنه لكن كما قيل ما ضلى من ضلى الا بسوء التأويل فاتأويل هو الذي جعل العلماء يختلفون فلا نلوم اى عالم من علاماء الامة الاسلامية في اختلفاتهم ولكن يقع اللوم على من وضع شوكة الفتنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتنة نائمة والشيطان من ايقضها فالتوسل قضية فصل فيها منذ زمن طويل وأكثر دليل على جوار التوسل كما قال الامام محمد ابن علي الشوكاني ان التوسل الى الله باهل الفضل والعلم هي في التحقيق توسل باعمالهم الصالحة ومزياهم الفاضلة اذ لايكون فاضلا الا باعماله
فاذا قال قائلا اللهم اني اتوسل اليك بالعالم الفلاني فهو باعتبار ما قام به من العلم .
وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم حكى عن الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ان كل واحد منهم توسل الى الله باعظم عمل عمله فارتفعت الصخرة فلو كان التوسل بالاعمال الفاضلة غير جائز اوكان شركا كما زعمه المتشددون في هذا الباب لارشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم الى تركه وام استددلالهم في قوله تعالى مانبعدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ..فهذا تأويل خاطىء لان المشركون كانو يتوسلون الى الله بالحجارة والمسلمون يتوسلون الى الله بالاعمال الفاضلة كما قال تعالى .والعمل الصالح يرفعه .اما في مايخص سد الذرائع ادلي عليك المناضرة التي وقعت بين ابن تيمية وابن عطاء الله الاسكندري في مايخص هذا الموضوع . كانت اجابة ابن عطاء الله الاسكندر على النحو التالي.فالطواف ركن من اركان الحج وكما تعلمون ان الطواف كان في عصر الجاهلية فهل في منضوركم نترك الطواف سدا لذرائع كما تزعمون وهل نترك تقبيل الحجر الاسود والسعي بين الصفا والمرا سدا لذرائع وفي القياس هل نقطع جميع اشجار العنب
لانه يصنع منه الخمر سدا لذرائع وهل نقطع جميع ذكور الرجال خشية من الزنا سدا لذرائع ..فهذا يأخي تأويل ليس في محله واخيرا وليس آ خرا اطلب منكم التأويل الصحيح والرجوع الى الفهم الصحيح يأخوني في الله فالحق ضالتنا وهو يعرّف الرجال وليس الرجال يعرفون الحق جزاكم الله خيرا اخواني واخص بالذكر اخي الفقير على هذا النبل والحلم والرزانه فالحق يعلى ولا يعلى عليه.

almorchid1
2007-11-16, 13:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يبدوا من الحوار أو النقاش الذي طرحه الأخ فقير ؟أنه متعلق جدا بالمنهج الصوفي هداه الله وهذان موقعان يبينان حقيقة الصوفية ما بنت عليه أساسها من بدع وخرافات هذانا الله ىأجمعين
الموقع الأول: http://www.saaid.net/feraq/sufyah/index.htm
الموقع الثاني:http://www.d-sunnah.net/forum/forumdisplay.php?forumid=21
و أرجوا من جميع الأعضاء والإخوة الكرام والمعني بالأمر زيارة الموقعين حتى تعم الفائدة ويتضح الحق من الباطل والله تعالى أعلم. أخوكم المرشد

الزاوي
2007-11-19, 19:27
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ْآله وصحبه وسلم تسليما
اما بعد اخي المرشد جزاك الله خيرا على تلك الموقعين إن أردت بهم نصرت الكتاب والسنة وهذه شبكة فيها كل ماتحتاجه من المواقع والذين يتصورون أن التصوف هوحلقات شطح في غرفة فمثلهم كمثل الغرب الذين يصورون الاسلام وماأدراك ماالاسلام لحية وقنبلة والخوذ في ايات الله بغير علم ،وأدلك بمرجع هوقريب منك عنوانه "شواهد وبرهين " لسيد الفقير جزاه الله كل خير فتعرف أن أي سند من الاحديث الا وفيه رجال من اعلام التصوف ولا رواية من رويات القرءآن الا وفيها اعلام من أعلام التصوف ، وأنا بدوري ارشدكم الى حقيقة الوهابية وكيف تحركهم الاياد الصهيونية
وارجومن المشرفين أن يكون يمتزون بالانصاف ان يتركوا هذا الرابط .لكي تعم الفائدة وشكرا

واليكم هذا الرابط

فتحي الجزائري
2007-11-19, 21:09
أخي في الله الزاوي بارك الله فيك....مشكور كثيرا...ولكن..

لقد أحببت السكوت في البداية لكن أسلوبك في الدعوى هو الذي أخرجني عن السكوت...كيف لا وأنت تكلمت بغير دليل وأتهمت الوهابية كما سميتها أنت بأنها تتحرك بأيدي صهيونية ...حيث بدأ الخلاف من قضية التوسل ...فإذا به وصل إلى الطعن في منهج بأكمله ...يا أخي بارك الله فيك ... هل إبن باز والعثيمين والألباني وغيرهم عليهم رحمة الله لا توجد عندهم غيرة على الدين وأهله او على فلسطين الحبيبة ...أم ماذا ...يا أخي ...لقد قالوا بالتحريم من أدلة في كتاب الله وسنة رسوله ثم هم لم يكفرو المسلمين فهناك فرق بين لفظ الكفر والكافر فذلك فعل وتلك صفة ...لقد قالو ذلك حبا ونصحا لأهل فلسطين وغيرهم ثم انظر إلى فائدة هاته العمليات هل أثرت في اليهود ...يموت فلسطيني ويقتل بعده المئات ...ثم أين الدليل على جواز العمليات الإنتحارية...هل هناك سوى الدليل العاطفي أين قال الله وقال الرسول ....هل عبادة الله تكون بالعواطف ...أو بمجوعة صور للنساء والأطفال المشردين.... (نسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين في كل مكان) ... أو أناشيد إن لم نقل غناء ...أهكذا سيخرج اليهود ....أخي الحبيب يجب ان تخضع عواطفنا للشرع لا العكس ...لقد نقلت قول الشيخ جمعة ...فكان دليله ...من قال عن العمليات بانها إنتحار فهو حمار!!!!!!!!! بارك الله فيكم هل هذا دليل ....؟؟؟؟
أخي الكريم نحن كلنا مسلمين ونحب الله ورسوله وآل بيته و أصاحبه الكرام ....ونحب الخير للمسلمين ..لكن يجب ان نعبد الله على يقين ....اللهم إهدني وأخي الزاوي وجميع المسلمين....آمين...وبالله التوفيق...
حكم العمليات الانتحارية بن باز والألباني والعثيمين بسم الله الرحمن الرحيم

العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر كلها غير مشروعة{محدث العصر الإمام الألباني رحمه الله}
أجوبة الأئمة في حكم العمليات الانتحارية كلام علامــة الإمام الألبــــــاني رحمه الله تعالى
السائل : ذكرت في جلسة سابقة : ما أجزت العمليات الانتحارية ، العمليات الانتحارية ما أجزتها فبدنا توضيح بسيط بارك الله فيك ، وهل يستطيع الرجل أو المرء أن يخرج للجهاد بعد سماح والديه ؟
الألباني : أنا في ظني بالنسبة للعمليات الانتحارية تكلمت أكثر من مرة بشيء من التفصيل، لكن المشكلة في ذلك أن المجالس تختلف تارة نوجز ، تارة نفصل .
من المعلوم عند العلماء جميعا دون خلاف بينهم ، أنه لا يجوز للمسلم أن ينتحر انتحارا بمعنى خلاصا من المصائب ، من ضيق ذات اليد ، من مرض ألم به ،حتى صار مرضنا مزمنا ونحو ذلك ، فهذا الانتحار للخلاص من مثل هذه الأمور ، بلا شك أنه حرام وأن هناك أحاديث صحيحة في البخاري ومسلم أنه :
(( من قتل نفسه بسم أو بنحر نفسه أو نحو ذلك ، بأنه لا يزال يعذب بتلك الوسيلة يوم القيامة )) . حتى فهم بعض العلماء بأن الذي ينتحر يموت كافرا ، لأنه ما يفعل ذلك ، إلا وقد نقم على ربه عز وجل ما فعل به من مصائب لم يصبر عليها ، المسلم بلا شك لا يصل به الأمر إلى أن يفكر في الانتحار، فضلاً عن أن ينفذ فكرة الانتحار، ذلك لأنه مسلم – وهنا مثال للموضوع السابق ، أن العلم يجب أن يقترن به العمل فإذا كان ليس هناك علم صحيح فلا عمل صحيح ، حينما يعلم المسلم ويربي المسلم على ما جاء في الكتاب والسنة ، تختلف ثمرات انطلاقاته في الحياة الدنيا، وتختلف أعماله فيها عن أعمال الآخرين ، الذين لا أقول لم يؤمنوا بالله ورسوله ،، لا ، آمنوا بالله ورسوله ، ولكن ما عرفوا ما قال الله ورسوله ، فمما قال الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، إن أصابته سراء حمد الله وشكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له فأمر المؤمن كله خير ، وليس ذلك إلا للمؤمن .
فمن أصابه مرض مزمن ، من أصابه فقر مدقع وهو مؤمن ، ما تفرق معه إن كان صحيح البنية أو كان عليلا ، إن كان غنيا المال أو كان فقير ما بتفرق معه ، لأنه كما يقال في بعض الأمثال العامية هو كالمنشار عالطالع والنازل هو مأجور يأكل الحسنات ، إن أصابته سراء شكر الله عز وجل فأثيب خيرا ، ولو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له من الذي إذًا ينتحر هذا في الغالب لا يكون مؤمنا ، لكن يمكن نستطيع نتصور أن مسلما ما أصابته نوبة فكر انحرف به فانتحر ، هذا يمكن أن يقع لهذا الإنسان ، ولهذا الاحتمال ما نقول نحن يقينا هذا ليس مؤمنا ، هذا كتارك الصلاة الجاحد لشرعيتها ، إذا مات مسلم إسمه : أحمد بن محمد أو محمد بن زيد أو ما شابه ذلك ، لكن كان معلوما في إنكاره للصلاة بإنكاره شريعة الإسلام ، هذا إذا مات لا يدفن في مقابر المسلمين ، كذلك بالنسبة لمن انتحر وعرف أنه انتحر ناقما على الله عز وجل ما أحل به من مصائب!
أما إن قلنا بأنه يمكن أنه تصيبه نوبة فكرية فينتحر ، لهذا الاحتمال لا نقول نحن أن كل من انتحر فهو كافر ولا يدفن في مقابر المسلمين .
الآن نأتي إلى العمليات الانتحارية هذه عرفناها من اليابانيين وأمثالهم حينما كان الرجل يهاجم باخرة حربية أمريكية مثلا بطائرته فينفجر مع طائرته ولكن يقضي على الجيش الذي هو في تلك الباخرة الحربية الأمريكية تماما ، نحن نقول : العمليات الانتحارية في الزمن الحاضر الآن كلها غير مشروعة وكلها محرمة ، وقد تكون من النوع الذي يخلد صاحبه في النار ، وقد تكون من النوع الذي لا يخلد صاحبه في النار كما شرحت آنفا .
أما أن يكون عملية الانتحار قربة يتقرب بها إلى الله ، اليوم إنسان يقاتل في سبيل أرضه في سبيل وطنه ، هذه العمليات الانتحارية ليست إسلامية إطلاقا ، بل أنا أقول اليوم ما يمثل الحقيقة الإسلامية ، وليس الحقيقة التي يريدها بعض المسمين المتحمسين ، أقول : اليوم لا جهاد في الأرض الإسلامية إطلاقا ، هناك قتال ، هناك قتال في كثير من البلاد ، أما جهاد يقوم تحت راية إسلامية ويقوم على أساس أحكام إسلامية ، ومن هذه الأحكام أن الجندي لا يتصرف برأيه ، لا يتصرف باجتهاد من عنده وإنما هو يأتمر بأمر قائده ، وهذا القائد ليس هو الذي نصب نفسه قائدا، وإنما الذي نصبه خليفة المسلمين ، أنا أعني انتحارا قد كان معروفا من قبل في عهد القتال بالحراب وبالسيوف وبالسهام ، نوع من هذا القتال كاد يشبه الانتحار مثلا حينما يهجم فرد من الكفار المشركين فيعمل بينهم ضربا يمينا ويسارا ، هذا في النادر قلما يسلم ، هل يجوز له أن يفعل ذلك ، نقول يجوز ولا يجوز ، إذا كان قائد الجيش المسلم هو في زمن الرسول هو الرسول عليه السلام ، إذا أذن له جاز له ذلك ، أما أن يتصرف بنفسه فلا يجوز لأنها مخاطرة ومغامرة إن لم نقل مغامرة تكون النتيجة خاسرة ، لا يجوز إلا بإذن الحاكم المسلم أو الخليفة المسلم لما ، لأن المفروض في هذا الخليفة السلم أنه يقدر الأمور حق قدرها ، فهو يعرف متى ينبغي أن يهجم مثل مائة من المسلمين على ألف أو أقل أو أكثر فيأمرهم بالهجوم وهو يعلم أنه قد يقتل منهم عشرات ، لكن يعرف أن العاقبة هي للمسلمين ، فإذا قائد الجيش المسلم المولى لهذه القيادة من الخليفة المسلم ، أمر جنديا بطريقة من طرق الانتحار العصرية ، يكون هذا نوعا من الجهاد في سبيل الله عز وجل ، أما انتحار باجتهاد شاب متحمس ،كما نسمع اليوم مثلا أفراد يتسلقون الجبال ويذهبون إلى جيش من اليهود ويقتلون منهم عددا ثم يقتلون ، ما الفائدة من هذه الأمور ؟!!!
هذه تصرفات شخصية ، لا عاقبة لها لصالح الدعوة الإسلامية إطلاقا .
لذلك نحن نقول للشباب المسلم حافظوا على حياتكم ، بشرط أن تدرسوا دينكم وإسلامكم ، وأن تتعرفوا عليه تعرفا صحيحا ، وأن تعملوا به في حدود استطاعتكم ، هذا العمل ولو كان بطيئا ولو كان وئيدا ، فهو الذي يثمر الثمرة المرجوة ، التي يطمع فيها كل مسلم اليوم مهما كانت الخلافات الفكرية أو المنهجية قائمة بينهم ،كلهم متفقون على أن الإسلام يجب أن يكون حاكما ، لكن يختلفون في الطرق كما ذكرت أولا ، ،،،،
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم

العمليات الانتحارية قتل للنفس بغير حق وصاحبها ليس بشهيد
العمليات الانتحارية محرمة والفاعل لها قاتل لنفسه{فقيه الإمام ابن عثيمين رحمه الله }
أجوبة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

قال – رحمه الله – في شرح حديث قصة أصحاب الأخدود (1) محدِّدًا الفوائد المستنبطة منه : إن الإنسان يجوز أن يغرر بنفسه في مصلحة عامة للمسلمين ، فإن هذا الغلام دلَّ الملك على أمر يقتله به ويهلك به نفسه ، وهو أن يأخذ سهما من كنانته .... قال شيخ الإسلام : لأن هذا جهاد في سبيل الله ، آمنت أمَّة وهو لم يفتقد شيئا ، لأنه مات ، وسيموت آجلا أو عاجلا .

فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار ، بحيث يحمل آلات متفجرة ، ويتقدم بها إلى الكفار ، ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم ابد الآبدين ، كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام (2) . لأن هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام ، لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مائة أو مائتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك ، فلم يسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام ، وبهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل ، حتى يفتك بالمسلمين اشد فتك .

كما يوجد من صُنع اليهود مع أهل فلسطين ، فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة ، أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر ، فم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ، ولا انتفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .

ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار ، نرى أنه قتل للنفس بغير حق ، وأنه موجب لدخول النار – والعياذ بالله - ، وأن صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز ، فإننا نرجو أن يَسلَم من الإثم ، وأما أن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لم يسلك طريق الشهادة ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر . (3) .

سؤال : ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ، ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ؟ وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟ .

الجواب : الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو ، قاتل لنفسه ، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، خالدا فيها مخلدا ، كما ثبتت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه في شيء يعذب به في نار جهنم .

وعجبا من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ، وهم يقرؤون قول الله تعالى :] وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا[ ( النساء : 29 ) ثم يفعلوا ذلك ، هل يحصدون شيئا ؟هل ينهزم العدو ؟أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات ، كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود ، حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا بعنجهيتهم ، بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .

ولكن من فعل هذا مجتهدا ظانا أنه قربة إلى الله عز وجل نسأل الله تعالى ألا يؤاخذه ، لأنه متأول جاهل .

وأما الاستدلال بقصة الغلام ، فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام ، لا نكاية في العدو ، ولذلك لما جمع الملك الناس ، وأخذ سهما من كنانة الغلام ، وقال : باسم الله رب الغلام ، صاح الناس كلهم ، الرب رب الغلام ، فحصل فيه إسلام أمة عظيمة ، فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا إن هناك مجالا للاستدلال ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها ، ولكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو ، فإن العدو لا يزداد إلا حنقا عليهم وتمسكا بما هم عليه .

وقال رحمه الله :

... إن ما يفعله بعض الناس من الانتحار ، بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله ، ومن قتل نفسه خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين – كما جاء في الحديث - .

لأن هذا قتل نفسه لا لمصلحة الإسلام ، لأنه إذا قتل نفسه وقتل معه عشرة ، أو مائة ، أو مائتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك ، لم يسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام فإن فيها إسلام الكثير . أما أن يموت عشرة أو عشرين أو مائة أو مائتين من العدو فهذا لا يقتضي إلام الناس بل ربما يتعنت العدو أكثر ويوغر صدره هذا العمل حتى يفتك بالمسلمين أشد فتك . كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين . فإنه إذا مات أحد منهم من هذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من ذلك ستين نفرا أو أكثر ،فلم يحصل بذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع بذلك للذين فجرت هذه المتفجرات في صفوفهم .

والذي نرى : ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير الحق ، وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله ، وأن صاحبه ليس بشهيد ، لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز ، فإنا نرجو أن نسلم من الإثم . وأما أن تكتب له الشهادة فلا ، لأنه لميصل طريق الشهادة ، لكنه يسلم من الإثم لأنه متأول ، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر . (4)
الهوامش :
______________________________________________
1- القصة أخرجها مسلم في كتاب الزهد والرقائق ، باب قصة أصحاب الأخدود ، حديث رقم 3005

2- إشارة للحديث الذي أخرجه البخاري في كتاب الطب ، باب شرب السم والدواء به وبما يخاف منه ، حديث رقم 5778

3- شرح رياض الصالحين 1/165-166

4- العمليات الاستشهاد صورها وأحكامها 83