المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شواطئ التائبين:


وافي طيب
2017-12-07, 20:24
شواطئ التائبين:
تأمل ذلك الموقف •|🍃

【 حتى إذا تكاملت عِدتهم، وصاروا جميعًا على وجه الأرض، تشققت السماء، وانتثرت الكواكب، ونزلت ملائكة السماء، فأحاطت بهم، ثم نزلت ملائكة السماء الثانية، فأحاطت بملائكة السماء الدنيا، ثم كل سماء كذلك.

فبينما هم كذلك، إذ جاء رب العالمين –سبحانه- لفصل القضاء، فأشرقت الأرض بنوره، وتميز المجرمون من المؤمنين، ونُصِبَ الميزان، وأُحضِر الديوان، واستدعي بالشهود، وشهدت يومئذ الأيدي والألسن والأرجل والجلود.

ولا تزال الخصومة بين يدي الله –سبحانه- حتى يختصم الروح والجسد، فيقول الجسد: إنما كنت ميتًا لا أعقل ولا أسمع ولا أبصر، وأنتِ كنتِ السميعة المبصرة العاقلة، وكنت تصرفينني حيث أردتِ.
فتقول الروح: وأنت الذي فعلت وباشرت المعصية وبطشت!

فيُرسل الله –سبحانه- إليهما ملكًا يحكم بينهما، فيقول: مثَلُكُما مَثلُ بصير مقعد، وأعمى صحيح، دخلا بستانًا، فقال المقعد: أنا أرى الثمار ولا أستطيع أن أقوم إليها، وقال الأعمى: أنا أستطيع القيام ولكن لا أرى شيئًا، فقال له المقعد: احملني حتى أصل إلى ذلك، ففعلا، فعلى من تكون العقوبة؟

فيقولان: عليهما، فيقول: فكذلك أنتما.

فيحكم الله –سبحانه- بين عباده بحكمه الذي يحمده عليه جميع أهل السماوات والأرض، وكل بر وفاجر، ومؤمن وكافر.
{وَتُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ } [النحل :١١١]، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة :٧-٨]

════ ❁✿❁ ════
📗 الإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر (ابن قيم الجوزية) /تحفة المودود بأحكام المولود/ دار عالم الفوائد/ط2/ص 431-432 منقول

أبومصعب المصري
2017-12-08, 20:10
نقل طيب.. احسنت اخ وافي

وافي طيب
2017-12-10, 09:09
شكرا على المرور الطيب