م.عبد الوهاب
2017-11-29, 15:17
السلام عليكم
قصتي حقيقة تتبعتها شخصيا خطوة بخطوة على مرّ 21 سنة و في هذا الموضوع ستجدون المقدمة من غير خاتمة عنوانها في ظل سيطرة الفايسبوك و التويتر على عرش العالم الافتراضي فهل راح ريح المنتديات و المدونات
خلال سنة 1996 كان اول كمبيوتر عملت عليه اسمه أوليفيتي ذو الرام 4 ميجا بيت فقط و قرص صلب بواحد جيجا و كان يخزن معلومات فضيعة حتى كنت احتار و أقول أين يخزن كل هذه المعلومات ، حتى الالعاب كانت هناك لعبة مشهورة تحمّل على قرص مرن 1.44 م ب اسمها Prince كانت لعبة جميلة و طويلة و لها عشرات المراحل كل تلك المراحل كانت في قرص مرن واحد ، و كان النظام الذي كنّا نعمل عليه لا يسمى ونذوز و لا شيء من هذا بل كان هناك نظام WS4 جميل جدا ذو اللون الاخضر فيه تكتب المربعات و المستطيلات عن طريق f1 إلى غاية f12 و الكتابة في شاشة سوداء بخط اخضر يا لها من أيام جميلة ، و مريحة و غير متعبة ، لانه كان يملأها التطلع الى المستقبل فكل يوم نسمع بالجديد يومها لم يكن هناك قارئ اقراص مضغوطة حتى و ان كان لم يكن عندنا أو لم تصلنا تلك التكنولوجيا الكارثية التي تستطيع ان تخزن 700MB كاملة في قرص واحد أي ما يعادل 486 قرص مضغوط يا للهول كانت عقولنا لا تستوعب هذه التكنولوجيا و هذه السرعة و هذا التقدم الكارثي الكبير الذي تهنا فيه بالرغم من انه لا توجد انترنت أو شبكة خارجية ، فكل ما كنّا نستطيع التعامل معه هو الشبكة الداخلية للربط بين الاجهزة ، خلال تلك السنوات كنّا نسمع هنا و هناك انه يوجد نظام جديد يمسى وندوز 95 ذو الالوان الـ 16 و هي الوان كثيرة و كانت تحسب بالاوكتي و ليس بالبايت لان البايت كانت تكنولوجيا تستعمل عند أصحاب المال و الدولة فقط ، او بالاحرى كان القرص الصلب ذو سعة 10جيجا تفوق قيمته 12.000 دج أمّا جهاز أوليفيتي تفوق قيمته 68.000 دج أمّا البانتيوم الاول فكانت قيمته تفوق الـ 25 مليون بجميع لوازمه أي كان فيه قارئ أقراص مضغوطة و اقراص مرنة و ذو قرص صلب 20 جيجا و لوحة أم بسيطة ذو ذاكرة 32 ميجا بيت و هي مقسمة على اثنين 16 ميجا في جهة و 16 ميجا في الجهة الاخرى و كان حلم يحلم به كل مواطن بسيط له دخل شهري بحيث تستطيع شراء سيارة و لا تستطيع شراء كمبيوتر بهذا الحجم و القوة التكنولوجية الكبيرة .
كانت سنة 1996 على مشارف الانتهاء و في أواخر الشهور اصبح الوندوز 95 متوفر في الاسواق و لكن ليس في قرص مضغوط بل في أقراص مرنة تفوق الـ 18 قرص و كانت طريقة التثبيت صعبة جدا بحيث لا يستطيع أحد تثبيت الونوز إلا عن طريق اللجوء الى الخبير و كان يثبت على مرحلتين ، المرحلة الاولى ، عن طريق ثلاثة اقراص مرنة نثبت فيها برنامج القاعدة الاساسية MS DOS و هذه القاعدة كان لا بد منها لانها تعتبر بمثابة الكرسي الذي يجلس عليه النظام الثاني وندوز 95 او وندوز 92 ، كان نظام ms dos يأخذ وقت طويل من 15 دقيقة إلى نصف ساعة حسب سرعة الجهاز ثم ياتي البرنامج الثاني الذي ياخذ وقت اطول بكثير ، كان الوندوز 95 قفزة كبيرة في التكنولوجيا الحديثة ، في تلك السنة فتحت شعبة الاعلام الالي بجميع شعبها من العون الى المهندس عبر مراكز التكوين المهني و التمهين عبر الوطن ، فتعلم الشباب لغة الالفية الجديدة و كنّا على مشارفها .
سنتين قبل حلول سنة 2000 السنة التي كانت حلم خروج تكولوجيا حديثة كبيرة و عظيمة لا تستوعبها العقول البسيطرة مثل عقولنا فكنّا نحتار لها و من مثقفيها الذين يحسنونها و يصنعونها و نتساءل سؤال بسيط و هو (كيف) و لكن لا جواب لاننا لم نكن نعرف حتى القرص الصلب كيف يعمل و كيف تسترجع الملفات المحذوفة منه فقط ما نعرفه هو الاستعمال البسيط الذي يحسنه أبناء الخمس سنين اليوم ، حين بدأنا نعرف البعض من اسرار وندوز 95 ، رأينا في اشهار القنوات العالمية RTL الالمانية و القنوات الفرنسية ، خروج نظام جديد اسمه وندوز 98 ، نظام ألوان ذو 16 بيت ، و فيه العاب ثنائية الابعاد ، كانت حلم كل شاب و لكنه حلم بعيد المنال ، و بدأت التكنولوجيا في بدأ سيطرتها على المؤسسات و الشركات و المتوسطات و الثانويات و الجامعات و كل هياكل الدولة و على العمارات لان النظامين أتاحوا الفرصة لبرمجة الكثير من الاعمال التي كانت مستحيلة في السابق .
اصبحنا على مشارف سنة 2000 التي حسب الغرب و الكفار أن يوم 31/12/1999 ستكون آخر أيام الدنيا ، و بدأ المنجمون يطرحون خزعبلاتهم ، و الشيء الذي حيرنا هو حين تعدل التاريخ و السنة في الكمبيوتر تجد سنة 1999 هي السنة الاخيرة لا توجد سنة 2000 في الانظمة القديمة ، أي بمعنى آخر نظام السايموس محدود.
في تلك الاثناء ظهرت وصلى USB تلك الوصلة التي بقيت قرابة الخمس سنوات و هي في جهازي و لكن لا يوجد عندي فلاش ديسك ألصقه بها و كان شبه منعدم ، و كانت هذه الوصلة هي العائق الكبير في سرعة الاتصال الالكتروني بين الاجهزة و بين الربط و ما الى غير ذلك بحيث كانت لا توجد كابلات USB في الطابعات و الماسحات الضوئية كانت كلها تلصق عن طريق كابلات RS-232 او الكوم العادي الذي اصبح في حالة انقراض هذه الايام ،و لم تكن هناك اجهزة رقمية يتم توصيلها بتلك الوصلة التي كان معظم مستعملي الكمبيوتر يجهلون طبيعة عملها و مدى سرعتها الكبيرة و الفائقة التي لا تستطيع عقولنا تخيلها في ظل ما كنّا نعاني من بطئ في نقل المعلومات .
سنة 2002 أصبح جهاز Pentum1 متاحا الان لعامة الشعب لأن بعض المؤسسات العمومية الكبيرة مثل سوناطراك و سونالغاز و مصانع الاسمنت و بعض الهيئات و المديريات ، منحت هذه الاجهزة لعمّالها مقابل اخذ مبلغ بالتقسيط لتسديد الجهاز و اصبح أبناء العاملين ينعمون في ظلّ هذه التكنولوجيا في تلك السنة سمعت على المحطات و الاذاعات و الجرائد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قال سيكون في بيت كل أسرة جزائرية جهاز كمبيوتر ، يا له من حلم .
اصبحنا نرى في الاسواق و المحلات اقراص مضغوطة ذات برامج و ألعاب و ما على غير ذلك ، ثمّ تتالت بعد ذلك اجهزة الاعلام الالي من pentum1 إلى pentum2 ثم الى pentum3 ثم الى pentum4 الذي توقفت عنده تكنولوجيا صناعة المعالج ما يقارب الـ10 سنين pentum4 م 1.00ميجاهارتز إلى 1.5 إلى 2.8 إلى 3.00 إلى 3.4 ثم تعددت المعالجات و كثرت و تطورت حتى اصبحنا اليوم في معالج ذو سعة كبيرة مثل Core i7 في ظل كل تلك التطورات و التضاربات ، كانت تتشكل مواقع التواصل و الاتصال في الانترنت و كان اكبر وسيط بين متعاملي الشبكة العنكبوتية هي المنتديات ، ثم المدونات و المواقع المجانية و الغير مجانية ثم مواقع التواصل الاجتماعي ياهو ، ونادوا ، هوتميل ، سكيب ثم كنّا لا نجد بديل عن المنتديات التي تعطي لك راحة و ثقافة و تعليم فقط حين يستعمل العضو ثقافته للخير .
في تلك الاثناء و تلك السنوات التي كنّا نحن نتخبط مع المنتديات و ادوات التواصل الاجتماعي ياهو و هوتميل تمّت ولادة موقعين جديدين انا شخصيا حين كنت امر عليهما لا اعطيهما أي اهمية بل أتخطاهما لأنني كنت متيم بالمنتديات فقط ، هذين الموقعين هما فايسبوك و تويتر الذين اصبحا فيما بعد من اشهر مواقع التواصل شهرة على الارض ، بدء صيت الفايسبوك يظهر خلال سنة 2009 و 2010 بالرغم من ان الموقع اخترعه طالب امريكي خلال سنة 2003 ، و تمّ تطويره حتى اصبح على ما هو عليه الان .
بدأت خلال سنة 2010 تقل هيمنة المنتديات العربية و العالمية على ساحة التواصل الاجتماعي ، و اصبح الكاتب او العضو في المنتديات يكتب نص او موضوع لا يجد له تجاوب إلا في يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أمّا على الفايسبوك بمجرد اعتماد الصورة أو الموضوع يتجاوب معها الاصدقاء في تلك الدقيقة ، و اصبح عادة بعض الاعضاء هي التباهي بكثرة الاصدقاء ، بدل ما كنّا نتباهى نحن في المنتديات بكثرة المواضيع ، و لكن المنطق يكمن في كثرة الاصدقاء فهم من يتجاوبون مع الموضوع ، فإذا كان هناك موضوع و لا يوجد اصدقاء فلن تجد التجاوب حتماً و هذا حال المنتديات ، و إذا كان هناك اصدقاء و لا يوجد موضوع فكذلك يكون الملل و هذا حال الفايسبوم و تويتر .
في ظلّ كل هذا التقدم التكنولوجي الذي شهدته البشرية وجدنا أنفسنا مبتدئين نتعلم و مازلنا مبتدئين طيلة 21 سنة من الخوض في خبايا و اسرار الكمبيوتر فكلما تعلما شيء غابت عنّا عدّة اشياء اخرى ذات صلة كبيرة بما تعلماه في السابق ، و بهذا اصبحنا نتّبع اثار كل جديد و نشتريه بأموالنا مهما بلغ سعره لأننا اصبحنا أسرى لتكنولوجيا يسيرها الغرب و الامريكان ، فهذا أصبح ينطبق على شباب المسلمين اليوم مراهقيهم و شبابهم و كهولهم كلهم على حدّ السواء يطلبون أشياء لا يعرفونها ثم يبدئون مرحلة التعلم و البحث في اسرار تبدوا كالدوامة يتوهون فيها فمن تعلمها نجا و من لم يتعلم لن يبلغ المرتبة الثانية من اللعبة و سيبقى في الاولى و الناس من حوله عليه يضحكون ...... يتبع .
م.عبد الوهاب
قصتي حقيقة تتبعتها شخصيا خطوة بخطوة على مرّ 21 سنة و في هذا الموضوع ستجدون المقدمة من غير خاتمة عنوانها في ظل سيطرة الفايسبوك و التويتر على عرش العالم الافتراضي فهل راح ريح المنتديات و المدونات
خلال سنة 1996 كان اول كمبيوتر عملت عليه اسمه أوليفيتي ذو الرام 4 ميجا بيت فقط و قرص صلب بواحد جيجا و كان يخزن معلومات فضيعة حتى كنت احتار و أقول أين يخزن كل هذه المعلومات ، حتى الالعاب كانت هناك لعبة مشهورة تحمّل على قرص مرن 1.44 م ب اسمها Prince كانت لعبة جميلة و طويلة و لها عشرات المراحل كل تلك المراحل كانت في قرص مرن واحد ، و كان النظام الذي كنّا نعمل عليه لا يسمى ونذوز و لا شيء من هذا بل كان هناك نظام WS4 جميل جدا ذو اللون الاخضر فيه تكتب المربعات و المستطيلات عن طريق f1 إلى غاية f12 و الكتابة في شاشة سوداء بخط اخضر يا لها من أيام جميلة ، و مريحة و غير متعبة ، لانه كان يملأها التطلع الى المستقبل فكل يوم نسمع بالجديد يومها لم يكن هناك قارئ اقراص مضغوطة حتى و ان كان لم يكن عندنا أو لم تصلنا تلك التكنولوجيا الكارثية التي تستطيع ان تخزن 700MB كاملة في قرص واحد أي ما يعادل 486 قرص مضغوط يا للهول كانت عقولنا لا تستوعب هذه التكنولوجيا و هذه السرعة و هذا التقدم الكارثي الكبير الذي تهنا فيه بالرغم من انه لا توجد انترنت أو شبكة خارجية ، فكل ما كنّا نستطيع التعامل معه هو الشبكة الداخلية للربط بين الاجهزة ، خلال تلك السنوات كنّا نسمع هنا و هناك انه يوجد نظام جديد يمسى وندوز 95 ذو الالوان الـ 16 و هي الوان كثيرة و كانت تحسب بالاوكتي و ليس بالبايت لان البايت كانت تكنولوجيا تستعمل عند أصحاب المال و الدولة فقط ، او بالاحرى كان القرص الصلب ذو سعة 10جيجا تفوق قيمته 12.000 دج أمّا جهاز أوليفيتي تفوق قيمته 68.000 دج أمّا البانتيوم الاول فكانت قيمته تفوق الـ 25 مليون بجميع لوازمه أي كان فيه قارئ أقراص مضغوطة و اقراص مرنة و ذو قرص صلب 20 جيجا و لوحة أم بسيطة ذو ذاكرة 32 ميجا بيت و هي مقسمة على اثنين 16 ميجا في جهة و 16 ميجا في الجهة الاخرى و كان حلم يحلم به كل مواطن بسيط له دخل شهري بحيث تستطيع شراء سيارة و لا تستطيع شراء كمبيوتر بهذا الحجم و القوة التكنولوجية الكبيرة .
كانت سنة 1996 على مشارف الانتهاء و في أواخر الشهور اصبح الوندوز 95 متوفر في الاسواق و لكن ليس في قرص مضغوط بل في أقراص مرنة تفوق الـ 18 قرص و كانت طريقة التثبيت صعبة جدا بحيث لا يستطيع أحد تثبيت الونوز إلا عن طريق اللجوء الى الخبير و كان يثبت على مرحلتين ، المرحلة الاولى ، عن طريق ثلاثة اقراص مرنة نثبت فيها برنامج القاعدة الاساسية MS DOS و هذه القاعدة كان لا بد منها لانها تعتبر بمثابة الكرسي الذي يجلس عليه النظام الثاني وندوز 95 او وندوز 92 ، كان نظام ms dos يأخذ وقت طويل من 15 دقيقة إلى نصف ساعة حسب سرعة الجهاز ثم ياتي البرنامج الثاني الذي ياخذ وقت اطول بكثير ، كان الوندوز 95 قفزة كبيرة في التكنولوجيا الحديثة ، في تلك السنة فتحت شعبة الاعلام الالي بجميع شعبها من العون الى المهندس عبر مراكز التكوين المهني و التمهين عبر الوطن ، فتعلم الشباب لغة الالفية الجديدة و كنّا على مشارفها .
سنتين قبل حلول سنة 2000 السنة التي كانت حلم خروج تكولوجيا حديثة كبيرة و عظيمة لا تستوعبها العقول البسيطرة مثل عقولنا فكنّا نحتار لها و من مثقفيها الذين يحسنونها و يصنعونها و نتساءل سؤال بسيط و هو (كيف) و لكن لا جواب لاننا لم نكن نعرف حتى القرص الصلب كيف يعمل و كيف تسترجع الملفات المحذوفة منه فقط ما نعرفه هو الاستعمال البسيط الذي يحسنه أبناء الخمس سنين اليوم ، حين بدأنا نعرف البعض من اسرار وندوز 95 ، رأينا في اشهار القنوات العالمية RTL الالمانية و القنوات الفرنسية ، خروج نظام جديد اسمه وندوز 98 ، نظام ألوان ذو 16 بيت ، و فيه العاب ثنائية الابعاد ، كانت حلم كل شاب و لكنه حلم بعيد المنال ، و بدأت التكنولوجيا في بدأ سيطرتها على المؤسسات و الشركات و المتوسطات و الثانويات و الجامعات و كل هياكل الدولة و على العمارات لان النظامين أتاحوا الفرصة لبرمجة الكثير من الاعمال التي كانت مستحيلة في السابق .
اصبحنا على مشارف سنة 2000 التي حسب الغرب و الكفار أن يوم 31/12/1999 ستكون آخر أيام الدنيا ، و بدأ المنجمون يطرحون خزعبلاتهم ، و الشيء الذي حيرنا هو حين تعدل التاريخ و السنة في الكمبيوتر تجد سنة 1999 هي السنة الاخيرة لا توجد سنة 2000 في الانظمة القديمة ، أي بمعنى آخر نظام السايموس محدود.
في تلك الاثناء ظهرت وصلى USB تلك الوصلة التي بقيت قرابة الخمس سنوات و هي في جهازي و لكن لا يوجد عندي فلاش ديسك ألصقه بها و كان شبه منعدم ، و كانت هذه الوصلة هي العائق الكبير في سرعة الاتصال الالكتروني بين الاجهزة و بين الربط و ما الى غير ذلك بحيث كانت لا توجد كابلات USB في الطابعات و الماسحات الضوئية كانت كلها تلصق عن طريق كابلات RS-232 او الكوم العادي الذي اصبح في حالة انقراض هذه الايام ،و لم تكن هناك اجهزة رقمية يتم توصيلها بتلك الوصلة التي كان معظم مستعملي الكمبيوتر يجهلون طبيعة عملها و مدى سرعتها الكبيرة و الفائقة التي لا تستطيع عقولنا تخيلها في ظل ما كنّا نعاني من بطئ في نقل المعلومات .
سنة 2002 أصبح جهاز Pentum1 متاحا الان لعامة الشعب لأن بعض المؤسسات العمومية الكبيرة مثل سوناطراك و سونالغاز و مصانع الاسمنت و بعض الهيئات و المديريات ، منحت هذه الاجهزة لعمّالها مقابل اخذ مبلغ بالتقسيط لتسديد الجهاز و اصبح أبناء العاملين ينعمون في ظلّ هذه التكنولوجيا في تلك السنة سمعت على المحطات و الاذاعات و الجرائد أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قال سيكون في بيت كل أسرة جزائرية جهاز كمبيوتر ، يا له من حلم .
اصبحنا نرى في الاسواق و المحلات اقراص مضغوطة ذات برامج و ألعاب و ما على غير ذلك ، ثمّ تتالت بعد ذلك اجهزة الاعلام الالي من pentum1 إلى pentum2 ثم الى pentum3 ثم الى pentum4 الذي توقفت عنده تكنولوجيا صناعة المعالج ما يقارب الـ10 سنين pentum4 م 1.00ميجاهارتز إلى 1.5 إلى 2.8 إلى 3.00 إلى 3.4 ثم تعددت المعالجات و كثرت و تطورت حتى اصبحنا اليوم في معالج ذو سعة كبيرة مثل Core i7 في ظل كل تلك التطورات و التضاربات ، كانت تتشكل مواقع التواصل و الاتصال في الانترنت و كان اكبر وسيط بين متعاملي الشبكة العنكبوتية هي المنتديات ، ثم المدونات و المواقع المجانية و الغير مجانية ثم مواقع التواصل الاجتماعي ياهو ، ونادوا ، هوتميل ، سكيب ثم كنّا لا نجد بديل عن المنتديات التي تعطي لك راحة و ثقافة و تعليم فقط حين يستعمل العضو ثقافته للخير .
في تلك الاثناء و تلك السنوات التي كنّا نحن نتخبط مع المنتديات و ادوات التواصل الاجتماعي ياهو و هوتميل تمّت ولادة موقعين جديدين انا شخصيا حين كنت امر عليهما لا اعطيهما أي اهمية بل أتخطاهما لأنني كنت متيم بالمنتديات فقط ، هذين الموقعين هما فايسبوك و تويتر الذين اصبحا فيما بعد من اشهر مواقع التواصل شهرة على الارض ، بدء صيت الفايسبوك يظهر خلال سنة 2009 و 2010 بالرغم من ان الموقع اخترعه طالب امريكي خلال سنة 2003 ، و تمّ تطويره حتى اصبح على ما هو عليه الان .
بدأت خلال سنة 2010 تقل هيمنة المنتديات العربية و العالمية على ساحة التواصل الاجتماعي ، و اصبح الكاتب او العضو في المنتديات يكتب نص او موضوع لا يجد له تجاوب إلا في يوم أو يومين أو شهر أو شهرين أمّا على الفايسبوك بمجرد اعتماد الصورة أو الموضوع يتجاوب معها الاصدقاء في تلك الدقيقة ، و اصبح عادة بعض الاعضاء هي التباهي بكثرة الاصدقاء ، بدل ما كنّا نتباهى نحن في المنتديات بكثرة المواضيع ، و لكن المنطق يكمن في كثرة الاصدقاء فهم من يتجاوبون مع الموضوع ، فإذا كان هناك موضوع و لا يوجد اصدقاء فلن تجد التجاوب حتماً و هذا حال المنتديات ، و إذا كان هناك اصدقاء و لا يوجد موضوع فكذلك يكون الملل و هذا حال الفايسبوم و تويتر .
في ظلّ كل هذا التقدم التكنولوجي الذي شهدته البشرية وجدنا أنفسنا مبتدئين نتعلم و مازلنا مبتدئين طيلة 21 سنة من الخوض في خبايا و اسرار الكمبيوتر فكلما تعلما شيء غابت عنّا عدّة اشياء اخرى ذات صلة كبيرة بما تعلماه في السابق ، و بهذا اصبحنا نتّبع اثار كل جديد و نشتريه بأموالنا مهما بلغ سعره لأننا اصبحنا أسرى لتكنولوجيا يسيرها الغرب و الامريكان ، فهذا أصبح ينطبق على شباب المسلمين اليوم مراهقيهم و شبابهم و كهولهم كلهم على حدّ السواء يطلبون أشياء لا يعرفونها ثم يبدئون مرحلة التعلم و البحث في اسرار تبدوا كالدوامة يتوهون فيها فمن تعلمها نجا و من لم يتعلم لن يبلغ المرتبة الثانية من اللعبة و سيبقى في الاولى و الناس من حوله عليه يضحكون ...... يتبع .
م.عبد الوهاب