تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واقع الصحافة الجزائرية


Su2013
2017-10-24, 13:49
يوم 22 أكتوبر تم تنظيم الطبعة الثالثة لجائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف,وتم تقديم الجوائز و المكافأة لعشرات من الصحفيين المحترفين من مجمعات إعلامية و كتاب جرائد "عريقة",و كان العنوان و الموضوع خارج خط التماس كالعادة "الحفاظ على البيئة مفتاح الرفاه العمومي و السعادة الاجتماعية"#قهقهة كلمات طويلة و مبعثرة مصاغة في جملة غير مفيدة و لا محل لها من الإعراب...ولو أن الواقع يقول بأن مفتاح الرفاه العمومي هو الكف عن رش 'أرباب المال' بمزيد من أموال القروض بشكل عشوائي و مفتاح السعادة الاجتماعية يكمن في رفع قيود الجهوية و فتح الاستيراد و رفع قيمة الصرف الأجنبي حتى يستطيع جيب المواطن المتوسط ضمان عيشة "كريمة",الشعار الأخر كان التأكيد على "المكاسب" الكبيرة التي حققتها الصحافة بعد عشرات السنوات من فتح المجال أمام الصحافة المكتوبة الخاصة و أكد القائمين على هذه التظاهرة بأن الدولة تثمن حرية الصحافة و كدت أن أصدق حتى تذكر شتم محمد تمالت من قبل أحد المسؤولين الذين وزعوا جائزة الصحافي المحترف...سخرية القدر أم سخرية المال و السياسة هي..أن نرى رئيس مجمع الشركات الوهمية يوزع جائزة رئيس الجمهورية بأي منصب و صفة و بأي تفويض دستوري يحضر "عراب المافيا الجيعانة"..والصحافة التي تكرم هذا اليوم لا تزيد عن كونها صحافة أشباح و عفاريت قصص خرافية تملأ صفحات جرائدها و بعض الإعلانات حول مكاتب وشركات "وهمية" هذا ناهيك عن عشرات الأخبار المفبركة التي لا أساس لها من الصحة حول جرائم و فضائع أكثرها لم يحصل..الكثير من المواطنين يذهب إلى الاعتقاد بأن هذا النوع من جرائد "الصرف الصحي" (حاشاكم)#منوعة25 هو نوع مشجع من قبل السلطات...إلا أن الواقع للأسف الشديد أكثر سوءا في الحقيقة هذا هو المستوى الحقيقي...هؤلاء هم من خرجتهم الجامعات الجزائرية و هؤلاء هم من أخذوا تصاريح وبطاقات اعتماد...وهؤلاء يعرفون السكوب أو السبق الصحفي على أنه الدخول بكاميرا خفية إلى "بيت دعارة" أو فضح مير (رئيس بلدية) أخطأ في توقيع ورقة أو السكوب هو أن يصدعوا رؤوسنا بقصة ملفقة عن "طالب مرابط" أو عن تورط بلد الجيران في جرائم..أو تقديم صفحات طويلة حول مؤامرة كونية زحلية ماسونية تستهدف البلاد#كتابة:d..وان لم يكن هذا يلجأ أشباه الصحفيين إلى عملية النسخ و اللصق من مواقع عشوائية على الانترنت...أما الصحافة المرئية حدث و لا حرج برامج أفشل مما يتصوره العقل بالرغم من كل الملايير التي ضخها أصحابها فيها تبقى تلك القنوات رديئة إلى درجة لا تصدق و تفتقد أبسط مقومات المهنية,من العجيب أن نصادف برنامج طبخ على قناة "إخبارية" إنها سابقة إعلامية حقا هههه,أو من العادي أن يخلط المصمم تسعة ألوان كاملة في صورة واحدة لتضيف فوق بشاعة المحتوى بشاعة وإزعاجا بصريا لا يحتمله الناظر...هذه الصحافة "الفاشلة" بكل بساطة تستغفل عقولنا و تهين المواطن كل يوم و تحتقر المتابع و القارئ..ولهذا أشعر ببساطة بالفرحة العارمة عندما أرى الجرائد لا تستخدم إلا في تلميع زجاج السيارات و المحلات أو يلف فيها شيء من الخضر و الفواكه بصراحة هذا هو الاستخدام المفيد الوحيد لتلك الجرائد...وللأمانة فإنني أشيد بتضحيات الصحافيين "تاع الصح" إبان التسعينات..منهم من قضى و منهم من سجن و نفي و عذب و فقد...كم من الأسى يصيبني حينما أرى أن كل تلك التضحيات الجسيمة التي قدمت في سبيل حرية الصحافة قد قطف ثمارها أشباه الصحافيين و عديمي الكفائة..