dark star
2017-10-22, 21:41
السلام عليكم
كنت قد نشرت قصة بذات العنوان لفعالية يوليو الرعب بعد ان استبدلت هذه بها اي ان التي بين ايديكم هي القصة الاساسية لذا لا تستغربوا ان وجدتم بعض التشابه في التعابير والجمل (ان قرأتموها طبعا:1:)
القصة الاولى كانت تجسيدا للمثل القائل : المستجير من الرمضاء بالنار ....اما هذه فتتحدث عن نوعين من الرعب :الاول تكتشفونه من خلال احداث القصة اما الثاني فستتعرفون عليه في نهايتها
-------------------------------------------
لم يعد في عقلي متسع للتفكير باي امر آخر ،كل تركيزي منصب على الركض والركض فقط ،صف الاشجار الذي يتدفق على جانبي وانا اخترق الغابة بدا بلا نهاية ، السماء لا تزال تتشبث بزرقتها في الاعلى لكن الظلام أعلن سلطانه هنا حيث انا ...انه وقت الغروب بالتأكيد لكنه يبدو في وسط هذه الأجمة كأنه الغسق ،تبا ان فرصتي تتضاءل ، علي الاسراع اكثر .
هاف هاف هاف ،صوت أنفاسي صار متقطعا ، لقد صار أقرب الى اللهاث ،ليس هذا الوقت المناسب لتخذلني فيه رئتاي، انهما بالكاد تشفطان جرعات كافيةمن الهواء ....اشعر نارا تستعر داخل حلقي ، لقد صار جافا ومتورما جدا لكن هذا ليس مهما الآن ،يجب أن ابتعد قدر المستطاع ... مهلا ! ما كان ذاك !؟ ...لا يعقل ، اني اسمع اصواتهم ...انـ..اني اسمع وقع خطواتهم ....مستحيل ! لقد لحقوا بي ،لقد صاروا قريبين ، "يا الهي انقذني".
الآن، صار كل جزء من جسدي مسخرا لغاية واحدة وهي الجري بأقصى سرعة ، بدأ دماغي بارسال اشارات مجنونة الىعضلات ساقي لكي تسرعا اكثر لكن هيهات ، فهما لا تستجيبان اطلاقا بل اني لم اعد اشعر بهما ....ذراعي تمتد امامي بيأس وكأنها تحاول التعلق بحبل وهمي سيسحبنا معه الى الامام ، ان جسدي ينهار وقواي تتلاشى ......لقد بدأت بقعة سوداء بالتشكل في مركز الرؤية في عيني، انه التعب يغريني بالاستسلام ،لم اعد اطيق المزيد ،اريد ان ارتاح لثوان فقط ....ان المسافة بيننا تتقلص ،لا لايمكن ان اقع في ايديهم، ليس هم بالذات ،مجرد التفكير فيهم يجعل معدتي تتقلص هلعا ،مجنون فقط من يستسلم لنهاية ابشع من الموت على يدي تلك الكائنات......ان رؤيتهم فقط كافية لجعلك تموت خوفا...لا لن اضعف، ساستمر ، ساستمر رغم كل شيء .....آه ليتني اخذت برأيهم ،ليتني استمعت اليهم ،ما كان علي سلوك هذه الطريق ،لقد كنت احمقا ،لقد ظننت ان بمقدوري خداعهم ....اخ، اي شخص ساذج كنت ....يا الهي ،ما عدت استطيع المواصلة ، ان الالم يزداد ،ان نفَسي ينقطع....لماذا لا تنتهي هذه الغابة اللعينة .....هل اكون اخطأت الاتجاه .....يا الهي اظنني ضائعا .....لقد انتهى امري، يا لي من غبي ....انها مسالة وقت ويصلون الي ،انهم يقتربون اكثر .....انتهى كل شيء ، انا ...انا ضائع بلا امل... انا ميت لا محالة.
لكن مهلا ماهذا الذي اراه ، هل انا احلم ....كلا ،انها هي ....انها الاشارة ،اجل انا في الطريق الصحيح ،الأمر لم ينته بعد.....مرحى! اني اراهم ....انهم هناك ،الرفاق ،يبدو انهم يستعدون للمغادرة ،علي اللحاق بهم . "انتظروني !"
اجل ،لقد كانت تلك حقا لحظات فارقة .....كنت اصرخ باعلى صوتي والوح باتجاهم بيدي ....كانوا على وشك الانطلاق ،لقد خشيت الا يروني لكنهم فعلوا ، لقد لوحوا هم ايضا ناحيتي من مؤخر العربة التي كانت مكتظة باشخاص مثلي ومثلك ، و اشاروا نحوي بما يوحي بان علي الاقتراب منهم بسرعة فلم يكن بوسعهم ان ينتظروا اكثر ، فالعربة تحركت لكن سرعتها كانت كافية لادركها ،وهذا الذي فعلت، فقد وجدت في جسدي قوة قادرة على جعلي اطوي تلك المسافة بسرعة عجيبة ،قوة لا يمكن ان تمنحها لك اي مركبات عضوية او كميائية قد تسمع عنها ، انها القوة التي يمنحها الامل بعد كل ذاك اليأس .....اخيرا دنوت من مؤخرة العربة مازلت اركض لكني كنت قادرا على التشبث ،هناك يد تمتد لي مع نظرة متحمسة ، انهم مثلي سعداء لانقاذ واحد اخر .....مددت يدي نحوه ونظرت الى الوجه الذي سوف لن انساه ابدا باعتباره منقذي ،حدقت فيه ورأيت عبر تلك الملامح الودودة والعينين الداكنتين بفعل الظلام المستقبل الذي ينتظرني، رأيت نفسي بين عائلتي و اصدقائي في اكواخنا الآمنة ، رأيت حياتي التي كنت اعيشها قبل ان اعلق في هذه البقعة الملعونة ، انا سانجو وسيكون كل هذا مجرد ذكرى ما ان تلمس قدماي ارضية العربة....في تلك اللحظة احسست بالدموع تتجمع في عيني وشعرت بغصة شديدة وانا المس يد منقذي ، ان السعادة باعث قوي على البكاء ولن امانع ان انتحب حين اصبح في امان معهم ، اذن فلافعلها و لتنتهي هذه المعاناة .
طبعا وككل اللحظات المصيرية حدث كل شيء بسرعة حتى ان عقلي لم يستطع مواكبة تطور الاحداث...شعرت بيد الرفيق تتخلى عني فجأة ،اردت ان اصرخ محتجا لكني ادركت اني ساقط على وجهي على الارض ،لقد ومضت الحقيقة في عقلي واضحة جدا : لقد تعثرت في اللحظة الاخيرة بشيء ما ، "لم يعد لدي وقت يجب ان اتصرف " هذا ما قلته في نفسي وانا ارفع جسدي الغارق في الوحل، لكن ما ان استويت واقفا حتى صدرت مني صرخة مزقت سكون المرج حولي، صرخة ادركت من شدتها ان الالم الذي حركها لا يعني سوى شيء واحد ،لقد كسرت رجلي ، ان الامور تزداد سوءا لكني لا املك ترف الشعور بالجزع و ندب حظي العاثر .ان اهم شيء الان هو اللحاق بالعربة قبل ان تبتعد لذا تحاملت وسرت بخطى عرجاء رغم الالم المبرح في محاولة يائسة لادرك الركب، لكن الوقت كان قد فات ،لقد ابتعدوا مسافة لا يمكنني ان اقطعها حتى بساق سليمة ، اعرف انهم لن يتوقفوا من اجلي ،لا احد يتوقف عندما تبدأ عملية الهروب ، حتى انا ما كنت لافعل ذلك من اجل رفيق متخلف . لقد كففت الآن عن اللحاق بهم لكن رغم بعد المسافة ما زال بامكاني رؤية شيء من ملامح وجوههم على ضوء النهار الاخير، استطيع ان ارى العذاب الذي يسيطر عليها، ليس بسبب تخليهم عن شخص بحاجة الى مساعدة بل لانهم يعرفون المصير الاسود الذي ينتظرني، انهم يرون بعين الخيال التجارب البشعة التي سأمر بها على يد هؤلاء كما مر بها آخرون قبلي ،لم يبقى ما يستطيعون فعله من اجلي سوى الشفقة والرجاء بأن ألقى حتفي قبل ان يظفروا بي .
هل خفت،كلا ....هل شعرت بالرعب ليس بعد ، لقد كنت خاليا من أية مشاعر وأحاسيس ،لقد بدا كل هذا مستحيلا ،ضربا من الجنون ،ان تحول كل ذاك الامل والسعادة والمستقبل الواعد الى يأس ابدي وخوف قاتل خلال ثوان فقط لامر كاف ليحطم اعصاب اكثر الاشخاص تماسكا في هذا الكون ...لا يمكن لهذا الا ان يكون كابوسا ، اجل لابد انه كابوس،كابوس سأصحو منه قريبا ،" اتمنى ان أصحو منه الآن فقد سئمت هذه الكوابيس الحية "
لم اعلم حين نطقت بتلك الكلمات ان رغبتي ستجاب وامنيتي ستتحقق ، فقد أفقت فعلا من ذاك الكابوس المظلم على واقع أشد اظلاما ، لقد كان صوت تحطم الاغصان الجافة تحت اقدام المطاردين كفيلا بايقاظي من حالة الصدمة التي مررت بها ،انهم يسيرون الآن ببطئ، لابد انهم راضون لأن طريدتهم صارت في متناول ايديهم ،ان صوت انفاسهم الذي يشبه الفحيح يتسرب الى اذني فيثير في كل جسدي رعبا مميتا ، لذلك و لأول مرة منذ بدأت هذا الجري المحموم ألقيت نظرة الى الوراء...الى حيث يخفي سد من الاشجار الخطر الذي كان يسعى خلفي ،ادرك انهم مازالوا بعيدين قليلا لكنهم سيكونون هنا خلال دقائق ....ومهما يكن عليه الامر ، فعلي الآن ان اواجه اكثر شيئين اخشاهما : المصير الاسود القادم مع المطاردين والاسوء منه ،ذاك الرعب الذي ينتظرني ،ذاك الرعب المتأصل في نفوسنا منذ الخليقة ، الرعب الذي ينتعش في مثل هذه الظروف ،رعب لا نظير له .... رعب لحظات الانتظار والترقب .
كنت قد نشرت قصة بذات العنوان لفعالية يوليو الرعب بعد ان استبدلت هذه بها اي ان التي بين ايديكم هي القصة الاساسية لذا لا تستغربوا ان وجدتم بعض التشابه في التعابير والجمل (ان قرأتموها طبعا:1:)
القصة الاولى كانت تجسيدا للمثل القائل : المستجير من الرمضاء بالنار ....اما هذه فتتحدث عن نوعين من الرعب :الاول تكتشفونه من خلال احداث القصة اما الثاني فستتعرفون عليه في نهايتها
-------------------------------------------
لم يعد في عقلي متسع للتفكير باي امر آخر ،كل تركيزي منصب على الركض والركض فقط ،صف الاشجار الذي يتدفق على جانبي وانا اخترق الغابة بدا بلا نهاية ، السماء لا تزال تتشبث بزرقتها في الاعلى لكن الظلام أعلن سلطانه هنا حيث انا ...انه وقت الغروب بالتأكيد لكنه يبدو في وسط هذه الأجمة كأنه الغسق ،تبا ان فرصتي تتضاءل ، علي الاسراع اكثر .
هاف هاف هاف ،صوت أنفاسي صار متقطعا ، لقد صار أقرب الى اللهاث ،ليس هذا الوقت المناسب لتخذلني فيه رئتاي، انهما بالكاد تشفطان جرعات كافيةمن الهواء ....اشعر نارا تستعر داخل حلقي ، لقد صار جافا ومتورما جدا لكن هذا ليس مهما الآن ،يجب أن ابتعد قدر المستطاع ... مهلا ! ما كان ذاك !؟ ...لا يعقل ، اني اسمع اصواتهم ...انـ..اني اسمع وقع خطواتهم ....مستحيل ! لقد لحقوا بي ،لقد صاروا قريبين ، "يا الهي انقذني".
الآن، صار كل جزء من جسدي مسخرا لغاية واحدة وهي الجري بأقصى سرعة ، بدأ دماغي بارسال اشارات مجنونة الىعضلات ساقي لكي تسرعا اكثر لكن هيهات ، فهما لا تستجيبان اطلاقا بل اني لم اعد اشعر بهما ....ذراعي تمتد امامي بيأس وكأنها تحاول التعلق بحبل وهمي سيسحبنا معه الى الامام ، ان جسدي ينهار وقواي تتلاشى ......لقد بدأت بقعة سوداء بالتشكل في مركز الرؤية في عيني، انه التعب يغريني بالاستسلام ،لم اعد اطيق المزيد ،اريد ان ارتاح لثوان فقط ....ان المسافة بيننا تتقلص ،لا لايمكن ان اقع في ايديهم، ليس هم بالذات ،مجرد التفكير فيهم يجعل معدتي تتقلص هلعا ،مجنون فقط من يستسلم لنهاية ابشع من الموت على يدي تلك الكائنات......ان رؤيتهم فقط كافية لجعلك تموت خوفا...لا لن اضعف، ساستمر ، ساستمر رغم كل شيء .....آه ليتني اخذت برأيهم ،ليتني استمعت اليهم ،ما كان علي سلوك هذه الطريق ،لقد كنت احمقا ،لقد ظننت ان بمقدوري خداعهم ....اخ، اي شخص ساذج كنت ....يا الهي ،ما عدت استطيع المواصلة ، ان الالم يزداد ،ان نفَسي ينقطع....لماذا لا تنتهي هذه الغابة اللعينة .....هل اكون اخطأت الاتجاه .....يا الهي اظنني ضائعا .....لقد انتهى امري، يا لي من غبي ....انها مسالة وقت ويصلون الي ،انهم يقتربون اكثر .....انتهى كل شيء ، انا ...انا ضائع بلا امل... انا ميت لا محالة.
لكن مهلا ماهذا الذي اراه ، هل انا احلم ....كلا ،انها هي ....انها الاشارة ،اجل انا في الطريق الصحيح ،الأمر لم ينته بعد.....مرحى! اني اراهم ....انهم هناك ،الرفاق ،يبدو انهم يستعدون للمغادرة ،علي اللحاق بهم . "انتظروني !"
اجل ،لقد كانت تلك حقا لحظات فارقة .....كنت اصرخ باعلى صوتي والوح باتجاهم بيدي ....كانوا على وشك الانطلاق ،لقد خشيت الا يروني لكنهم فعلوا ، لقد لوحوا هم ايضا ناحيتي من مؤخر العربة التي كانت مكتظة باشخاص مثلي ومثلك ، و اشاروا نحوي بما يوحي بان علي الاقتراب منهم بسرعة فلم يكن بوسعهم ان ينتظروا اكثر ، فالعربة تحركت لكن سرعتها كانت كافية لادركها ،وهذا الذي فعلت، فقد وجدت في جسدي قوة قادرة على جعلي اطوي تلك المسافة بسرعة عجيبة ،قوة لا يمكن ان تمنحها لك اي مركبات عضوية او كميائية قد تسمع عنها ، انها القوة التي يمنحها الامل بعد كل ذاك اليأس .....اخيرا دنوت من مؤخرة العربة مازلت اركض لكني كنت قادرا على التشبث ،هناك يد تمتد لي مع نظرة متحمسة ، انهم مثلي سعداء لانقاذ واحد اخر .....مددت يدي نحوه ونظرت الى الوجه الذي سوف لن انساه ابدا باعتباره منقذي ،حدقت فيه ورأيت عبر تلك الملامح الودودة والعينين الداكنتين بفعل الظلام المستقبل الذي ينتظرني، رأيت نفسي بين عائلتي و اصدقائي في اكواخنا الآمنة ، رأيت حياتي التي كنت اعيشها قبل ان اعلق في هذه البقعة الملعونة ، انا سانجو وسيكون كل هذا مجرد ذكرى ما ان تلمس قدماي ارضية العربة....في تلك اللحظة احسست بالدموع تتجمع في عيني وشعرت بغصة شديدة وانا المس يد منقذي ، ان السعادة باعث قوي على البكاء ولن امانع ان انتحب حين اصبح في امان معهم ، اذن فلافعلها و لتنتهي هذه المعاناة .
طبعا وككل اللحظات المصيرية حدث كل شيء بسرعة حتى ان عقلي لم يستطع مواكبة تطور الاحداث...شعرت بيد الرفيق تتخلى عني فجأة ،اردت ان اصرخ محتجا لكني ادركت اني ساقط على وجهي على الارض ،لقد ومضت الحقيقة في عقلي واضحة جدا : لقد تعثرت في اللحظة الاخيرة بشيء ما ، "لم يعد لدي وقت يجب ان اتصرف " هذا ما قلته في نفسي وانا ارفع جسدي الغارق في الوحل، لكن ما ان استويت واقفا حتى صدرت مني صرخة مزقت سكون المرج حولي، صرخة ادركت من شدتها ان الالم الذي حركها لا يعني سوى شيء واحد ،لقد كسرت رجلي ، ان الامور تزداد سوءا لكني لا املك ترف الشعور بالجزع و ندب حظي العاثر .ان اهم شيء الان هو اللحاق بالعربة قبل ان تبتعد لذا تحاملت وسرت بخطى عرجاء رغم الالم المبرح في محاولة يائسة لادرك الركب، لكن الوقت كان قد فات ،لقد ابتعدوا مسافة لا يمكنني ان اقطعها حتى بساق سليمة ، اعرف انهم لن يتوقفوا من اجلي ،لا احد يتوقف عندما تبدأ عملية الهروب ، حتى انا ما كنت لافعل ذلك من اجل رفيق متخلف . لقد كففت الآن عن اللحاق بهم لكن رغم بعد المسافة ما زال بامكاني رؤية شيء من ملامح وجوههم على ضوء النهار الاخير، استطيع ان ارى العذاب الذي يسيطر عليها، ليس بسبب تخليهم عن شخص بحاجة الى مساعدة بل لانهم يعرفون المصير الاسود الذي ينتظرني، انهم يرون بعين الخيال التجارب البشعة التي سأمر بها على يد هؤلاء كما مر بها آخرون قبلي ،لم يبقى ما يستطيعون فعله من اجلي سوى الشفقة والرجاء بأن ألقى حتفي قبل ان يظفروا بي .
هل خفت،كلا ....هل شعرت بالرعب ليس بعد ، لقد كنت خاليا من أية مشاعر وأحاسيس ،لقد بدا كل هذا مستحيلا ،ضربا من الجنون ،ان تحول كل ذاك الامل والسعادة والمستقبل الواعد الى يأس ابدي وخوف قاتل خلال ثوان فقط لامر كاف ليحطم اعصاب اكثر الاشخاص تماسكا في هذا الكون ...لا يمكن لهذا الا ان يكون كابوسا ، اجل لابد انه كابوس،كابوس سأصحو منه قريبا ،" اتمنى ان أصحو منه الآن فقد سئمت هذه الكوابيس الحية "
لم اعلم حين نطقت بتلك الكلمات ان رغبتي ستجاب وامنيتي ستتحقق ، فقد أفقت فعلا من ذاك الكابوس المظلم على واقع أشد اظلاما ، لقد كان صوت تحطم الاغصان الجافة تحت اقدام المطاردين كفيلا بايقاظي من حالة الصدمة التي مررت بها ،انهم يسيرون الآن ببطئ، لابد انهم راضون لأن طريدتهم صارت في متناول ايديهم ،ان صوت انفاسهم الذي يشبه الفحيح يتسرب الى اذني فيثير في كل جسدي رعبا مميتا ، لذلك و لأول مرة منذ بدأت هذا الجري المحموم ألقيت نظرة الى الوراء...الى حيث يخفي سد من الاشجار الخطر الذي كان يسعى خلفي ،ادرك انهم مازالوا بعيدين قليلا لكنهم سيكونون هنا خلال دقائق ....ومهما يكن عليه الامر ، فعلي الآن ان اواجه اكثر شيئين اخشاهما : المصير الاسود القادم مع المطاردين والاسوء منه ،ذاك الرعب الذي ينتظرني ،ذاك الرعب المتأصل في نفوسنا منذ الخليقة ، الرعب الذي ينتعش في مثل هذه الظروف ،رعب لا نظير له .... رعب لحظات الانتظار والترقب .