تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *** اللهم أـرزقنا القناعة والرضا***


أم عاكف ( الأم المعلمة )
2017-10-20, 19:34
طرحت جسدها المتعب من أعباء البيت على سريرها وتناولت هاتفها النقال الذي لم يتوقف عن رنين الرسائل ففتحت الهاتف

فإذا هي مقاطع عبر السناب شات من زميلتها التي قد سافرت إلى أوربا
صورت فيها مناظر الجبال التي يكسوها الجليد ومنظر الطبيعة الخلابة التي تطل عليها نافذة غرفتها في الفندق وضحكاتها هي وزوجها وأبنائها وهم يتنقلون بين المروج الخضراء .
أخذ قلبها يعتصر ألماً وهي تردد بينها
وبين نفسها الله يسعدك ويحفظك يا صديقتي الغالية والله يرزقني مما رزقك.

ثم فتحت الانستغرام وفتحت حساب أختها الصغرى فإذا هي تجد صورة لهدية قدمها لها زوجها بمناسبة ترقيته .
قالت : ما شاء الله ، الله يسخر لها ويسخر لي من زمان ماجاب لي زوجي هدية إيه الحمدلله .

ثم فتحت حساب صديقتها عبير فإذا صورة لهم وهم يتناولون وجبة العشاء في أحد المطاعم الراقية

قالت : الله يرحم ضعفي من المغرب وأنا بالمطبخ تعبانه عشان العشاء وهم ما شاء الله بالمطعم متهنين إيه الله يديم عليهم نعمته .

وأخذت تقلب من حساب إلى حساب وقلبها كله حسرات على ما ينقصها مزدرية نعمة الله عليها غافلة عما تتمتع به مماهو خير مما عند غيرها .

أغلقت هاتفها
وغادرت سريرها متوجه لزوجها تطلب منه أن يسافر بها مثل فلانة صديقتها ومثل فلان أخيها الذي سافر بزوجته وفلانه وفلانه وتلح عليه فكان رده الله ييسر ويدبر الصالح.

عادت لغرفتها وصلت ركعتين قبل أن تخلد للنوم وتناولت مصحفها لتقرأ وردها ففتحت على سورة طه فاستعاذت وبسملت وتلت
( طه* مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى* إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى
توقفت قليلا وتأملت الآيات (مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
قالت في نفسها : أنزله لتسعد فالقرآن هو مصدر السعادة للعبد إذا تدبره وعمل به.
ثم تابعت تلاوتها حتى وصلت إلى قريب من آخر السورة

وإذا هي تقرأ
( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

تسمرت عيناها على الآية وأخذت ترددها
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى°)

قالت : الآية تخاطبني
(وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)

تنهدت وقالت: رحماك ربي كم مددنا أعيننا إلى متاع الدنيا الزائل فتعلقت به قلوبنا ،وتحسرنا على فواته فاضطربت قلوبنا وفقدنا السكينة والرضا فتسخطنا ولم يملأ أعيننا جميع ماعندنا من نعم لا تعد.

يخطئ من يظن أن أسباب السرور كلها في السفر والمطاعم والفنادق فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف الخارجية
ماقيمة كل ذاك والنفس حزينة او مهمومة او متعبة

اللهم ارزقنا القناعة والرضا يارب
مما راق لي

سَامِيَة
2017-10-20, 20:22
اللهم آمين يا رب العالمين
بارك الله فيك

النجمة القطبية
2017-10-21, 19:36
طيب يا اختي ام عاكف
تاني الله يهديه زوج هده المخلوقة واش فيها لو اهداها ولو وردة كنوع من المحبة والعرفان
او حتى قالها حضري الفطور وخلينا نروحوا نفطروا في واحدة من الاماكن العامة العائلية على الاقل تروح عن نفسها وتخفف من تعبها
هدا على فرض انه فقير فقر مدقع ولا يستطيع ان يدفع ثمن مطعم
صحيح ان الانسان يجب ان يرضى ويصبر لكن هدا في حالة عدم القدرة وليس في حالة عدم العرفان كالدي تعانيه الاخت اعلاه
احيانا يحتاج الانسان فقط للكلمة الطيبة او لنزهة خفيفة حتى يستمر بالعطاء
شكرا على القصة والعبرة

الأرض المقدسة
2017-10-21, 21:54
لما كان متاع الآخرة مؤجل عن الناس انصرفوا عنه للمتاع المعجل !! الذي يرونه و تنافسوا فيه أيما تنافس !! - بينما انصرف أناس أخرون للمتاع المؤجل السرمدي عن الفاني - وحق لهم أن ينصرفو - فهو بحق أجل متاع وأشرف مقام يتنافس فيه العقلاء ومن خصهم الله وحباهم - فضلا منه بتعلقهم به و انصرافهم إليه وهي نعمة تستحق الشكر - وما أجلها من نعمة - الشاكر فيها مقصر ولا ريب !! مهما وفق لشكرها ولن يجد العبد حلاوة الايمان الا باشتغاله بالآخرة عن الدنيا - فطوبى لمن جعل الله همه في أخراه - فانصف الأخرة من الدنيا !! - فصرف جل عمله لدار القرار- ولم ينسى نصيبه - المباح - من الدنيا.

أم عاكف ( الأم المعلمة )
2017-10-23, 19:36
اللهم آمين يا رب العالمين
بارك الله فيك

وفيك بارك الرحمان
تسلمي أيتها الفتاة العادية على المرور
تحياتي الخالصة

nina hnina
2017-10-23, 20:53
بارك الله فيك يا اختي

أم عاكف ( الأم المعلمة )
2017-10-24, 17:37
بارك الله فيك يا اختي

وفيك بارك الرحمان
تسلمي على المرور الطيب

محمد جديدي التبسي
2017-10-24, 21:42
مادام عندها الانترنت راهي مليحة والواحد المفروض يشوف لمن هو اقل منه في النعمة
للأسف هذا هو الواقع النساء فقدن القناعة الا ما رحم ربك
بارك الله فيك

ام براء عبيدة
2017-10-25, 11:12
بارك الله فيكي