تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلمانية السعودية .. والإستبداد بالنكهة الليبرالية


فريد الفاطل
2017-10-05, 20:46
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSouDsFcQf7F3dl4DnOIzmP5VtQ_wmeC Out-PHZXZ31yafYHcco

لو أنهم يستعيرون نظام الخسيسي لأسبوع واحدٍ فقط ، فسيكونون في غنىً عن عناء ماراثون طويل يتوقفون خلاله عند محطات (تنويرية علمانية) متنوعة قبل أن يصلوا إلى الجنة الليبرالية السعودية الموعودة ، لكنهم بدلا من ذلك إختاروا تنقيط الشعب بترياق الليبرالية (حَبّـة ، حَبّـة) ، فحبّة أولى عيد وطني سعودي راقص و (مختلط الجنسين) في الهواء الطلق نكاية ب"النظام الأساسي للحكم السعودي "الذي تحصر مادته الثانية من بابه الأول أعياد المملكة (بالفطر والأضحى) لا غير ، وحبّة ثانية تحصل المرأة السعودية على حقها الطبيعي في ممارسة المألوف الإنساني بقيادة السيارة ، وحبّة ثالثة يسهر السعوديون (رسمياً) وبإرادة ملكية على حفلة غنائية تلفازية لأم كلثوم بعد حجبها عنهم لثلاثين عاماً على التوالي ، والحال هذا : كم سيحتاج السعوديون من وقتٍ حتى يذهبوا إلى صناديق الإقتراع .... ؟ .



إن كل ما نسمعه الآن من ضجيج طبول العلمانية الراقصة وما نراه من مشاهد الليبرالية الكاريكاتورية الصاخبة قد لا يعدو أن يكون في أحسن أحواله (تمصيراً) للمملكة السعودية على الطريقة (السّيسيّة) بالتدريج الممل ، والقول (تمصيراً) للسعودية يأتي لإبعادها عن شبهة التشبّـه بنظام الإمارات العربية المتحدة والعياذ بالله ، ففي ذلك التشبّه قد تقع المملكة العربية السعودية الموحدة في محظور تقسيمها إلى مشيخات عديدة كما هو حال الإمارات ، هذا عوضاً عن التشوّه الخلقي (والأخلاقي) لنظام عيال زايد الذي لا يُعرَفُ له رأس من أرجُلٍ قياساً إلى جميع فلسفات النظم السياسية في العالم ، فهو الشيء العشوائي ونقيضه العشوائي في آن معاً ، ببرهان (عجقة) المخبوص ضاحي خلفان .

منقول





لذا ، وبعيداً عن النموذج الإماراتي المسخ ، فمن باب أولى للنظام السعودي أن (يتمصّر) ، ولمليكه أن يتشبّه بالفرعون عبدالفتاح السيسي نظراً لأن المشتركات بينهما كثيرة ، خصوصاً على صعيد التفسير الديكتاتوري لمفهوم السلطة ، فإن كانت هذه السلطة تعني في مصر تطويباً للدولة بإسم الجنرال السيسي ****ل عن العائلة العسكرتارية ، لا تنفك الدولة السعودية عن عائديتها المطلقة لولي الأمر ****ل عن العائلة المالكة ، والشاهد في ذلك هو عنوانها الفريد : المملكة العربية السعودية (من آل سعود) حصراً وقصراً وجمعاً ومنعاً .



إذاً ، اللبيرالية المُراد بها للسعودية ، هي كما في جمهورية الفرعون عبدالفتاح السيسي ، عبارة عن قشرة سوليفان برّاقة لا يمكنها بأي حال أن تغطي على الحقيقة البشعة للديكتاتورية المقيتة المتمثلة بنظام الحكم الشمولي ، عسكرتارياً كان أو ملوكياً ، وما دام الأمر كذلك ، فلا حاجة لدهاقنة النظام السعودي بالإستغراق الزمني في متاهة التحولات السلحفاتية للوصول إلى المبتغى الليبرالي السوليفاني ، إذ يمكنهم فوراً إستعارة النموذج المصري السيساوي سواءً من دستور يضاهي في روحه وتطبيقاته الدستور الفرنسي أو الأمريكي لجهة الحقوق الفردية والحريات العامة (بالمشمش) ، أو من قضاء شامخ شموخ الراسيات (أيضاً بالمشمش) ، أو من إعلام مهني ، شريف ، عفيف ، ونزيه نزاهة (أحمد موسى) ، أو من ثقافة علمانية (داشرة) ، قـدّها ميّاس وتدخل (على واحده ونُص) إلى بيوت الناس … إلى آخر المستلزمات الكمالية المطلوبة لتخليق نظام علماني الوجه ، ليبرالي اللسان ، إستبدادي العقل .



وبهذه الخلطة المركّبة الثلاثية الأبعاد ستلحق السعودية بالركب الحضاري ، بل وتتنافس على المراكز المتقدمة في السباق الليبرالي العالمي ، وأبعد من ذلك قد تفوز به قبل موعد إنجاز رؤية (السعودية 2030) لصاحبها (الملك القادم) محمد بن سلمان رغم ما يعتريها من نواقص هامشية ، طفيفة وخفيفة ، ولا ضرورة لها ، كالديمقراطية وحرية التعبير وحق التظاهر والإختلاف السياسي وتشكيل الأحزاب والإنتخابات وسوى ذلك من (إكسسوارات) التداول السلمي للسلطة الفائضة عن الحاجة .