رونق الصبح
2017-08-16, 18:05
أحييكم بتحية الإسلام الخالدة تحية أهل الجنة
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضت مدّة منذ وضعت آخر موضوع في هذه السّسلسة " سلسلة أراك على القمّة " ، و ها أنا اليوم أعود و بجعبتي موضوع جديد تحت عنوان " لا تكن مثل كولومبس "
آمل أن يكون في المستـوى ..
اقتباسات :
" هلا أخبرتني من فضلك أي طريـق يجب أن أسلكه ؟ " قال القط : " هذا يعتمد بقدر كبير على المكان الذي ترغبين في الوصول اليه " قالت أليس : " لست أبالي بالمكان الذي سأصل اليه " قال القط : " إذا لا يهـم أي طريق تسلكينه "
من مغامرات أليس في بلاد العجائب
" بدون هدف ستمر الايام عبثا، وتنتهي كما تنتهي، بلا تمييز " ديل كارنيجي
" ضع لنفسك هدف تصل اليه…لا تضع الاخرين هم هدفك لتصل اليهم " هبة محمد
" الهدف الذي نسعى إليه دون تقدير للعقبات ، ودون خوف من المخاطر ، هو هدف لا يمكن الوصول إليه مطلقًا " ألفارو موتيس
لآ تكـن مثل كولومبس :
من منّا لا يعرف كولومبس ، ذلك الرّجـل المستكشف الذي انطلق نحو عالمٍ جديد دون أن يعرف وجهته مسبقا .. وحتى عند وصوله إلى ذلك العالم الجديد لم يعرف ذلك و عند عودته لموطنه أيضا لم يعرف أنّه كان هناك .. بل و نسب الاكتشاف إلى غيره
هكذا هم غالبية النّاس يعيش معظمهم عشوائيا دون أدنى تخطيط وفقا لقانون المصادفة القائل : " انّ الفشل في التّخطيط معناه التّخطيط للفشل " متناسين أنّ الحياة لم و لن تكون مثل رمي حجر النّرد .. بل حياتك كمباراة كرة قدم ، الذي يسجل أهدافا أكثر يفوز و طبعا لابدّ من خطّة ممنهجة و إتباع تعليمات المدرب – بتوفيق الله –
لقد خرجت للمشي فحسب و وجدت نفسي على قمّة جبل افرست ‼ هل ستصدق هذا .. قطعا ، فالطّريقة الوحيدة للوصول للقمة هي أن يكون لك هدف و وجهة و أن تبذل قصارى جهدك
لماذا علي أن أحدد أهدافا ؟
لابدّ أن تكون لك رؤية واضحة المعالم لحياتك و لمستقبلك ( ان شاء الله ) ، فالانسان بطبعه سريع التّشتت .. حيث أنّ الغالبية – كما سبق و قلنا- يعيش بشكل بوهيمي ليس لـه هدف محدّد لحيـاته اهتمامه و جلّ وقته في أمور لا تنفعـه ، لذلك وجود هدف / أهداف سيبعد عنك خطر الانجراف في العشوائية و اللاشيء بتعبير آخر أن يكون لك هدف تؤمـن به و تسعى لتجسيده إلى واقع يعني أنك ستكون وفق التّيار الذي ترغب فيـه لا عكسـه ، اذن الهدف أرقى درجة من الحلـم من النّاحية العمليـة .. " جميل أن تستمتع بلذة الحلم و ما ألذ أن تكون على القمّة "
و قيامك بـتدويـن أهدافك قفزة أخرى .. أو ليست الكتـابة قيد ، فأنت تحتـاج إلى تدويـن دروسك و تسجيل ملاحظاتك لتعود اليـها و تراجعها بشكل دوري ، و انطلاقا من نفس هذا المبدأ جديرٌ بـك أن تسجل أهدافك و ليـس هذا فحسـب بل و ترفقهـا بخطّة محكمـة مقنّنة و محسوبـة ..
أهداف منتهية الصّلاحية :
سبق و وضعتُ أهدافا و لكن لا فرق لم ألحظ أي تغيير .. أظن أنّ هذا ما تحدث به نفسك حاليا ..
في الواقع السّبب وراء عدم وصولنا لأهدافنا ينطوي تحت 3 أمور :
1- انّنا نسعى وراء شيء لا نتمناه بصدق
2- أهدافنا غير واقعية ، قديمة و بالية
3- هدف بلا انجاز
لو انطبقت هذه الأمور على أهدافك فلابدّ أن تخضع فورا لجراحة استبدال الأهداف .. و نسبة نجاح العملية مرتفعة باذن الله فهذه المرة ليست ككل مرة ..
أجل فلابدّ من احداث تغيير ، أو لم تمل و أنت تتعهد بـالأفضل و تحقيق الكثير و لكن لا جدوى ل»ٹ
كلام فيرن هيل هذا في الصّميم و كأنّه موجه خصيصا لك : " إذا قمت دائما بفعل ما كنت تفعله ، فستحصل على دائما على ما كنت دوما تحصل عليه ل»ٹ "
كيـف أحدّد أهدافي ؟
هناك 7 أنواع للأهداف : دينية ، بدنية ، ذهنية ، شخصية ، عائلية ، مهنية و مالية . الا أنّ قيود المساحة المتاحة تحتم علـي التّحدّث بشكل عـام و عدم الخوض في كل نوع .
و هذه هي السّمـات التي يجب أن تكـون بهدفك :
1- اننا بحاجة إلى نرغب فيه بشدّة : أي أن الهدف يجب أن يكون نابعا من القلـب محـاطا بنيران الرّغبـة حيث مجرّد التّفكيـر فيـه يجعل شيئا ما بداخلـك يلتهـب و يبدأ بالصّيـاح : " هيا بنا ، انطلق " .
2- نحن بحاجة إلى هدف كبير / أهداف : لأنّه ببساطة كلـما كـان الهدف كبيـرا كلما أخرجنا ما بوسعنـا و بذلنـا أقصى جهدنا و سخرنا كلّ إمكانياتنا لتجسيـده ، و ليـس هذا فحسب بل الهدف الكبيـر يوقد الإثارة و التّحدي
ــــــ
للتذكير :
يُشترط أن يكـون هدفك كبيـرا و واقعي ، لأنه ان لم يكـن كذلك و لم تنجزه فان حجم الفشـل سيكون لـه تأثيـر معنوي و عاطفـي سلبي للغاية على الانجـازات المستقبلية ، بـل و يمكـن أن يتعدى ذلـك و يجعلك تتوقف تماما عن بذل أي جهـد حقيقـي ، لذلك من الحكمـة أن تضع هدفـا عاليـا كبيـرا لكـن ليس خارج نطاق رؤيتـك و قدرتـك و واقعـك .
ــــــ
3- ينبغي أن تكون أهدافنـا محدّدة : تذكر أن عليك استخدام " التّحديد الواضح " بدل " التّعميم الهائم " ، فمهمـا كانت قدراتك و طاقتك ، ان لم تركزها على هدف معيـّن و تثبت عنده ( لمدى معيّن ) ، فانك لن تنجز القدر المتاح لك انجـازه . فصياد الطّيور لا يصوّب بندقيتـه علـى سربٍ بأكملـه ، إنما يختار طائرا واحد كهـدف محدّد ..
تدريب : " اكتب قائمة بأهدافك "
التّدريب بسيط و مثمر و كل ما يتطلبه ورقة و قلم و بضع دقائق من وقتك
1- اكتب أعلى الصّفحة تاريخ اليوم
2- ثمّ اكتب قائمة بعشرة أهداف على الأقل ترغب في انجازهـا بصيغة الحاضر كما لو أنك تنجز هذه الأهداف بالفعل .. و لك الخيار إمّا أن تكون هذه الأهداف على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد – بإذن الله – ( و لكن كوننا طلبة مقبلين على البكالوريا أنصحك بكتابة الأهداف المراد انجازها خلال الاثني عشر شهرا التّالية أي على المستوى القريب )
3- اختر هدفا سيكون له الأثر الأكبر على حياتك ( على المستوى الذي اخترته ) و اجعل منه مقصدك .. فكر بشأنه طيلة الوقت .. خطّط له جيّدا و انطلق
رغم بساطة هذا التّدريب الا أنّه ذو قوة و فعالية
أتعرف لماذا ؟
97 % من الأشخاص ليس لديهم أهداف مكتوبة في حين 3 % فقط لديهم ، و الفارق أنّهم من أفضل الأشخاص على الصّعيد العملي و الحياتي ، أي أنّك بعملٍ صغير ستنتقل إلى صفوة هؤلاء و ستحقق فرقا في حياتك إن شاء الله ..
ملحوظة :
احتفظ بالورق ستحتاجها حتما
قفزة أخـرى :
بعد أن وضعت أهدافـك و دونتـها ، الخطـوة التّاليـة هي التّخطيـط لتحقيـقه .. لكـن كيـف ؟ سنتحدث باختصـار و بعمليـة :
- حدّد الإمكانيات المتاحة ; تعرّف على نقـاط قوتـك و استثمـرها – في الأصـل سيكون عليك البحـث العميــق بذاتك للوصول إلى أعماق ينبـوع مواردك و قدراتـك
- حدّد الامكانيات غير المتـاحة ; تعرّف على العقبـات التي تحول بينك و بين هدفك و من ضمنـها نقاط ضعفـك
- ابحث عن كيـفيـة توفيـر الامكانيات غير المتـاحة أو البدائـل المتـاحة ( مثـال : ان كنت تعاني من عسر الحفظ فستحاول أن تحسـن حفظك بعدّة استراتيجيات – أي توفير الامكانيات المتاحة – أو اللّجوء للفهـم – بديـل –
- قسّم الهـدف – قصيـر المدى مثلا – إلى أهـداف حـالية ( مهــام )
↓↑
ابدأ بـواحد :
وجود هدف – سنـوي مثلآ – تجعلك تتغلب على الاحباطات اليومية المعتادة و تثبطها .. على الرّغم مـن ذلك عليـك التّدرج بأهداف آنيـة / مهام ، فالأهداف اليوميـة هي أفضل مؤشرات و أفضـل أحجـار بنـاء ، مؤشرات لأنّها ستكون بمثابة تقييم لمدى اقترابك من الجوهـر و أحجار بناء لأن هذا هو التّفصيـل و التّقدم في الانجاز .. و شيئا فشيئا ستصبـح الأهداف اليومية عـادات و هو المطلوب ..
و لكـي تكـ ـون لديك قائمة مهام مؤسسة بشكل ملائم :
- استعـن بجدول زمنـي بسيـط و ليكـن متوافقـا مع الجدول الزّمني الدّراسي ( الفصلي ) و علّقه في مكـان أين تسهـل رؤيته
- كـن معقولا
- حدّد أولويـاتك ، ابدأ بالأهم ..
- أن تكون القائمة محدّدة من الجانب الكمي :
لا تقل سأقرأ القرآن بل قل سأقرأ يوميا كذا حزب
لا تقل سأحل تمارين في الرّياضيات بل قل سأحل كذا تمريـن
- المكافأة و العقوبة : عند الوفـاء بانجـاز مهمّة قم بمكافأة نفسك ( شاهد التّلفاز / تصفح مواقع التّواصل الاجتمـاعي .. ) و طبعا لفترة قصيـرة – وقت الرّاحة – و ان حصل العكـس فقم بتحديـد عقوبة و هكذا ..
- لا تنسـى نصيبك من الرّاحة ، لذلك ضمّـن قائمة مهـامك بفتــرات راحة قصيـرة لا تتعدى الـ 10 دقائق بين مهمّة و أخرى
خـلاصة :
دائما ما تتردد على مسامعنا مقولة " طـريق الألف ميـل يبدأ بخطـوة " فهل عرفت الآن تلك الخطوة .. ؟
فلان حقق هدفه .. إذن فقد بلغ نقطة الوصول – بديهي - ، لكن ما أطلبه منك في هذا الموضوع هو أن تجعل الهدف هو نقطة الانطلاق و نقطة الوصول في آن واحد .. فبداية المشوار هي تحديد الهدف و التّخطيـط له و الختـام مسكٌ بإذن الله و هو بلوغ الهدف
كان هذا موضوع اليوم ، آمل أن يفيدكم
ردودكم تشجعني و تحفزني على مواصلة العطاء
ترقبوا المزيد من المواضيع ..
دمتم في حفظ الرّحمــن
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضت مدّة منذ وضعت آخر موضوع في هذه السّسلسة " سلسلة أراك على القمّة " ، و ها أنا اليوم أعود و بجعبتي موضوع جديد تحت عنوان " لا تكن مثل كولومبس "
آمل أن يكون في المستـوى ..
اقتباسات :
" هلا أخبرتني من فضلك أي طريـق يجب أن أسلكه ؟ " قال القط : " هذا يعتمد بقدر كبير على المكان الذي ترغبين في الوصول اليه " قالت أليس : " لست أبالي بالمكان الذي سأصل اليه " قال القط : " إذا لا يهـم أي طريق تسلكينه "
من مغامرات أليس في بلاد العجائب
" بدون هدف ستمر الايام عبثا، وتنتهي كما تنتهي، بلا تمييز " ديل كارنيجي
" ضع لنفسك هدف تصل اليه…لا تضع الاخرين هم هدفك لتصل اليهم " هبة محمد
" الهدف الذي نسعى إليه دون تقدير للعقبات ، ودون خوف من المخاطر ، هو هدف لا يمكن الوصول إليه مطلقًا " ألفارو موتيس
لآ تكـن مثل كولومبس :
من منّا لا يعرف كولومبس ، ذلك الرّجـل المستكشف الذي انطلق نحو عالمٍ جديد دون أن يعرف وجهته مسبقا .. وحتى عند وصوله إلى ذلك العالم الجديد لم يعرف ذلك و عند عودته لموطنه أيضا لم يعرف أنّه كان هناك .. بل و نسب الاكتشاف إلى غيره
هكذا هم غالبية النّاس يعيش معظمهم عشوائيا دون أدنى تخطيط وفقا لقانون المصادفة القائل : " انّ الفشل في التّخطيط معناه التّخطيط للفشل " متناسين أنّ الحياة لم و لن تكون مثل رمي حجر النّرد .. بل حياتك كمباراة كرة قدم ، الذي يسجل أهدافا أكثر يفوز و طبعا لابدّ من خطّة ممنهجة و إتباع تعليمات المدرب – بتوفيق الله –
لقد خرجت للمشي فحسب و وجدت نفسي على قمّة جبل افرست ‼ هل ستصدق هذا .. قطعا ، فالطّريقة الوحيدة للوصول للقمة هي أن يكون لك هدف و وجهة و أن تبذل قصارى جهدك
لماذا علي أن أحدد أهدافا ؟
لابدّ أن تكون لك رؤية واضحة المعالم لحياتك و لمستقبلك ( ان شاء الله ) ، فالانسان بطبعه سريع التّشتت .. حيث أنّ الغالبية – كما سبق و قلنا- يعيش بشكل بوهيمي ليس لـه هدف محدّد لحيـاته اهتمامه و جلّ وقته في أمور لا تنفعـه ، لذلك وجود هدف / أهداف سيبعد عنك خطر الانجراف في العشوائية و اللاشيء بتعبير آخر أن يكون لك هدف تؤمـن به و تسعى لتجسيده إلى واقع يعني أنك ستكون وفق التّيار الذي ترغب فيـه لا عكسـه ، اذن الهدف أرقى درجة من الحلـم من النّاحية العمليـة .. " جميل أن تستمتع بلذة الحلم و ما ألذ أن تكون على القمّة "
و قيامك بـتدويـن أهدافك قفزة أخرى .. أو ليست الكتـابة قيد ، فأنت تحتـاج إلى تدويـن دروسك و تسجيل ملاحظاتك لتعود اليـها و تراجعها بشكل دوري ، و انطلاقا من نفس هذا المبدأ جديرٌ بـك أن تسجل أهدافك و ليـس هذا فحسـب بل و ترفقهـا بخطّة محكمـة مقنّنة و محسوبـة ..
أهداف منتهية الصّلاحية :
سبق و وضعتُ أهدافا و لكن لا فرق لم ألحظ أي تغيير .. أظن أنّ هذا ما تحدث به نفسك حاليا ..
في الواقع السّبب وراء عدم وصولنا لأهدافنا ينطوي تحت 3 أمور :
1- انّنا نسعى وراء شيء لا نتمناه بصدق
2- أهدافنا غير واقعية ، قديمة و بالية
3- هدف بلا انجاز
لو انطبقت هذه الأمور على أهدافك فلابدّ أن تخضع فورا لجراحة استبدال الأهداف .. و نسبة نجاح العملية مرتفعة باذن الله فهذه المرة ليست ككل مرة ..
أجل فلابدّ من احداث تغيير ، أو لم تمل و أنت تتعهد بـالأفضل و تحقيق الكثير و لكن لا جدوى ل»ٹ
كلام فيرن هيل هذا في الصّميم و كأنّه موجه خصيصا لك : " إذا قمت دائما بفعل ما كنت تفعله ، فستحصل على دائما على ما كنت دوما تحصل عليه ل»ٹ "
كيـف أحدّد أهدافي ؟
هناك 7 أنواع للأهداف : دينية ، بدنية ، ذهنية ، شخصية ، عائلية ، مهنية و مالية . الا أنّ قيود المساحة المتاحة تحتم علـي التّحدّث بشكل عـام و عدم الخوض في كل نوع .
و هذه هي السّمـات التي يجب أن تكـون بهدفك :
1- اننا بحاجة إلى نرغب فيه بشدّة : أي أن الهدف يجب أن يكون نابعا من القلـب محـاطا بنيران الرّغبـة حيث مجرّد التّفكيـر فيـه يجعل شيئا ما بداخلـك يلتهـب و يبدأ بالصّيـاح : " هيا بنا ، انطلق " .
2- نحن بحاجة إلى هدف كبير / أهداف : لأنّه ببساطة كلـما كـان الهدف كبيـرا كلما أخرجنا ما بوسعنـا و بذلنـا أقصى جهدنا و سخرنا كلّ إمكانياتنا لتجسيـده ، و ليـس هذا فحسب بل الهدف الكبيـر يوقد الإثارة و التّحدي
ــــــ
للتذكير :
يُشترط أن يكـون هدفك كبيـرا و واقعي ، لأنه ان لم يكـن كذلك و لم تنجزه فان حجم الفشـل سيكون لـه تأثيـر معنوي و عاطفـي سلبي للغاية على الانجـازات المستقبلية ، بـل و يمكـن أن يتعدى ذلـك و يجعلك تتوقف تماما عن بذل أي جهـد حقيقـي ، لذلك من الحكمـة أن تضع هدفـا عاليـا كبيـرا لكـن ليس خارج نطاق رؤيتـك و قدرتـك و واقعـك .
ــــــ
3- ينبغي أن تكون أهدافنـا محدّدة : تذكر أن عليك استخدام " التّحديد الواضح " بدل " التّعميم الهائم " ، فمهمـا كانت قدراتك و طاقتك ، ان لم تركزها على هدف معيـّن و تثبت عنده ( لمدى معيّن ) ، فانك لن تنجز القدر المتاح لك انجـازه . فصياد الطّيور لا يصوّب بندقيتـه علـى سربٍ بأكملـه ، إنما يختار طائرا واحد كهـدف محدّد ..
تدريب : " اكتب قائمة بأهدافك "
التّدريب بسيط و مثمر و كل ما يتطلبه ورقة و قلم و بضع دقائق من وقتك
1- اكتب أعلى الصّفحة تاريخ اليوم
2- ثمّ اكتب قائمة بعشرة أهداف على الأقل ترغب في انجازهـا بصيغة الحاضر كما لو أنك تنجز هذه الأهداف بالفعل .. و لك الخيار إمّا أن تكون هذه الأهداف على المستوى القريب أو المتوسط أو البعيد – بإذن الله – ( و لكن كوننا طلبة مقبلين على البكالوريا أنصحك بكتابة الأهداف المراد انجازها خلال الاثني عشر شهرا التّالية أي على المستوى القريب )
3- اختر هدفا سيكون له الأثر الأكبر على حياتك ( على المستوى الذي اخترته ) و اجعل منه مقصدك .. فكر بشأنه طيلة الوقت .. خطّط له جيّدا و انطلق
رغم بساطة هذا التّدريب الا أنّه ذو قوة و فعالية
أتعرف لماذا ؟
97 % من الأشخاص ليس لديهم أهداف مكتوبة في حين 3 % فقط لديهم ، و الفارق أنّهم من أفضل الأشخاص على الصّعيد العملي و الحياتي ، أي أنّك بعملٍ صغير ستنتقل إلى صفوة هؤلاء و ستحقق فرقا في حياتك إن شاء الله ..
ملحوظة :
احتفظ بالورق ستحتاجها حتما
قفزة أخـرى :
بعد أن وضعت أهدافـك و دونتـها ، الخطـوة التّاليـة هي التّخطيـط لتحقيـقه .. لكـن كيـف ؟ سنتحدث باختصـار و بعمليـة :
- حدّد الإمكانيات المتاحة ; تعرّف على نقـاط قوتـك و استثمـرها – في الأصـل سيكون عليك البحـث العميــق بذاتك للوصول إلى أعماق ينبـوع مواردك و قدراتـك
- حدّد الامكانيات غير المتـاحة ; تعرّف على العقبـات التي تحول بينك و بين هدفك و من ضمنـها نقاط ضعفـك
- ابحث عن كيـفيـة توفيـر الامكانيات غير المتـاحة أو البدائـل المتـاحة ( مثـال : ان كنت تعاني من عسر الحفظ فستحاول أن تحسـن حفظك بعدّة استراتيجيات – أي توفير الامكانيات المتاحة – أو اللّجوء للفهـم – بديـل –
- قسّم الهـدف – قصيـر المدى مثلا – إلى أهـداف حـالية ( مهــام )
↓↑
ابدأ بـواحد :
وجود هدف – سنـوي مثلآ – تجعلك تتغلب على الاحباطات اليومية المعتادة و تثبطها .. على الرّغم مـن ذلك عليـك التّدرج بأهداف آنيـة / مهام ، فالأهداف اليوميـة هي أفضل مؤشرات و أفضـل أحجـار بنـاء ، مؤشرات لأنّها ستكون بمثابة تقييم لمدى اقترابك من الجوهـر و أحجار بناء لأن هذا هو التّفصيـل و التّقدم في الانجاز .. و شيئا فشيئا ستصبـح الأهداف اليومية عـادات و هو المطلوب ..
و لكـي تكـ ـون لديك قائمة مهام مؤسسة بشكل ملائم :
- استعـن بجدول زمنـي بسيـط و ليكـن متوافقـا مع الجدول الزّمني الدّراسي ( الفصلي ) و علّقه في مكـان أين تسهـل رؤيته
- كـن معقولا
- حدّد أولويـاتك ، ابدأ بالأهم ..
- أن تكون القائمة محدّدة من الجانب الكمي :
لا تقل سأقرأ القرآن بل قل سأقرأ يوميا كذا حزب
لا تقل سأحل تمارين في الرّياضيات بل قل سأحل كذا تمريـن
- المكافأة و العقوبة : عند الوفـاء بانجـاز مهمّة قم بمكافأة نفسك ( شاهد التّلفاز / تصفح مواقع التّواصل الاجتمـاعي .. ) و طبعا لفترة قصيـرة – وقت الرّاحة – و ان حصل العكـس فقم بتحديـد عقوبة و هكذا ..
- لا تنسـى نصيبك من الرّاحة ، لذلك ضمّـن قائمة مهـامك بفتــرات راحة قصيـرة لا تتعدى الـ 10 دقائق بين مهمّة و أخرى
خـلاصة :
دائما ما تتردد على مسامعنا مقولة " طـريق الألف ميـل يبدأ بخطـوة " فهل عرفت الآن تلك الخطوة .. ؟
فلان حقق هدفه .. إذن فقد بلغ نقطة الوصول – بديهي - ، لكن ما أطلبه منك في هذا الموضوع هو أن تجعل الهدف هو نقطة الانطلاق و نقطة الوصول في آن واحد .. فبداية المشوار هي تحديد الهدف و التّخطيـط له و الختـام مسكٌ بإذن الله و هو بلوغ الهدف
كان هذا موضوع اليوم ، آمل أن يفيدكم
ردودكم تشجعني و تحفزني على مواصلة العطاء
ترقبوا المزيد من المواضيع ..
دمتم في حفظ الرّحمــن