iL_AlGiRiAnO
2017-08-03, 18:57
الســــلام عــليكمـ ورحمــة الله وبركاتــــهُ
عُدتُ من جديد بإكمال مقالة المقارنة بـــــــــــين
السؤال العلـــــــــمي و الفلســــفي اتمنى ان تنال
اعـــجَابَـــكُــمْ ، نبدأ على بَرَكَةِ الله ;’ يتميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى بالعقل والذي قال عنه ديكارت - أنه اعدل الاشياء توزعاً بين الناس - وكون الإنسان كائن عاقـــــــل
بالفطرة يحمل الوعي ونشاط التفكير هذا ما يدفعه لمحاولة الفهم والبحث عن حقائق هذا العالم المبهم ومحاولة تفسير تلك الظواهر المدهشــــــــــة و
المحرجة فتصادفه بذلك مجموعة من الأمور التي يجهلها ، ومن هنا كان السؤال هو المنطلق الوحيد للإجابة على تلك الأسئلة وطرح مختلف القـــــضايا
العلمية والمعرفية وعلى هذا الأساس تتعدد الأسئلة وتتنوع فمن أهمها الأسئلة العلمية والفلسفية ، وبما أنه من مبادئ الفلسفة ثقافة التســـــــــــاؤل ألا
يصح لنا طرح الإشكال التالي : ماهو الفرق بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي ؟ وما طبيعة العلاقة الموجودة بينهما ؟ ‘
’إن محاولة تحديد ومعرفة الفرق بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي يعني دراسة وتحديد أوجه الاختلاف وأوجه التشـابـه بـيـنهـمـا مـن حيـــث
الموضوع والمنهج وكذلك من حيث الهدف ، فمن حيث الموضوع نجد أن السؤال العلمي يهتم بدراسة العالم الملموس أو بعبـارة أخـرى عـالـم الطبيعة
اي الظواهر الحية القابلة للقياس وهي الظواهر الجزيئية مثل الظواهر التي يدرسها عالم النبات كالتركيب الضوئي او عالم رياضيات ، معتمدا في ذلك
على المنهج التجريبي القائم على الملاحظة ، الفرضية والتجربة ويستعمل الحسابات الرياضية للوصول لنتائج نهائية يعبر عنها بصيغة رياضية دقيقة ،
عكس الفلسفة التي يتعدى مجالها الظواهر الحية ويرتقي الى مجال الميتافيزيقيا أو بعبارة ادق عالم ماوراء الطبيعة والـتـي تتناول ما ينبـغـي ان يـكـون
مثل : الأنا ، فلسفة الاختلاف ، المنطق و الجمال .. الخ معتمدةً في ذلك على المنهج الاستنباطي القائم على لغة الألـفـاظ و عـلى الـنـظر و التـأمـل
في الأمور الغيبية الروحانية ليصل في نهاية الأمر الى حقائق وتصورات متباينة في غالب الأحوال.
رغم الاختلاف الجوهري بين السؤالين هذا لا ينفي امكانية وجود اوجه تشابه ومواطن إتفاق ، كونهما الاثنين سبيلان للمعرفة فالدافـع لـكـل مـنـهما
هو تجاوز المعرفة العامية الى المعرفة الحقيقة ويشتركان في أن مصدر كل منهما هو العقل هذا ما يتطلب بذل جهد فكري والاعتماد على المكـتسبات
القبلية ، وكلاهما يُطرَح في صيغة إستفهام مثل : ما مكونات الذرة ؟ ما معنى الحرية ؟ فيعبران عن قلق فكري اتجاه موضوع ما يتحول في ما بعد الى قضية معرفية .
جعلت بذلك مواطن الاتفاق والاختلاف العلاقة بينهما علاقة تلاحم و تماسك بحيث يخدم كل منهم الأخر والدليل على ذلك كـون الـفـلـسـفة تعتمد على العلم في تبرير
قضاياها ، وما يصل إليه العلم التجريبي اليوم يجعل بعض النظريات الفلسفية في محل شك فالـبـعـض مـنها يُدعم والـبـعـض منها تفقد قيمتها مثل ذلك التطور
العلمي الذي يطرح اشكاليات فلسفية جديدة فالتطور الذي حدث في مجال الفيزياء و البيولوجيا كصناعة السلاح النووي والاستنساخ اصبح يطرح ازمة
اخلاقية ترتبط بالفلسفة اكثر منها بالعلم ، ولو نظرنا من جانب اخر لـوجـدنـا إن السـؤال العـلـمي كان في فترة من فترات التاريخ القديم سؤالاً فلسفيا‘
’نتيجة لما سبق يمكن القول بأن هناك تمايز بين التصورين العلمي والفلسفي ، لكن يستحيل الفصل بينهما فصل قاطع كيف لا والعلاقة بينهما علاقة اتصالية
واضحة فهناك تأثير متبادل بينهما فالفلسفة تتأخر إذا لم تعتمد على نتائج العلم والعلم يفكر في مبادئه وفرضياته بفضل النقد الموجه إليه من طرف الفلسفة
ولهذا قال برتراند راسل ــ الفلسفة تبدأ عندما ينتهي العلم‘في إنتظار أرائكم ، نصائحكم ، إنتقاداتكم حول المقالة
اعينوني اعناكم الله وبالتوفيق للجميع ان شاء الله
عُدتُ من جديد بإكمال مقالة المقارنة بـــــــــــين
السؤال العلـــــــــمي و الفلســــفي اتمنى ان تنال
اعـــجَابَـــكُــمْ ، نبدأ على بَرَكَةِ الله ;’ يتميز الإنسان عن باقي الكائنات الحية الأخرى بالعقل والذي قال عنه ديكارت - أنه اعدل الاشياء توزعاً بين الناس - وكون الإنسان كائن عاقـــــــل
بالفطرة يحمل الوعي ونشاط التفكير هذا ما يدفعه لمحاولة الفهم والبحث عن حقائق هذا العالم المبهم ومحاولة تفسير تلك الظواهر المدهشــــــــــة و
المحرجة فتصادفه بذلك مجموعة من الأمور التي يجهلها ، ومن هنا كان السؤال هو المنطلق الوحيد للإجابة على تلك الأسئلة وطرح مختلف القـــــضايا
العلمية والمعرفية وعلى هذا الأساس تتعدد الأسئلة وتتنوع فمن أهمها الأسئلة العلمية والفلسفية ، وبما أنه من مبادئ الفلسفة ثقافة التســـــــــــاؤل ألا
يصح لنا طرح الإشكال التالي : ماهو الفرق بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي ؟ وما طبيعة العلاقة الموجودة بينهما ؟ ‘
’إن محاولة تحديد ومعرفة الفرق بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي يعني دراسة وتحديد أوجه الاختلاف وأوجه التشـابـه بـيـنهـمـا مـن حيـــث
الموضوع والمنهج وكذلك من حيث الهدف ، فمن حيث الموضوع نجد أن السؤال العلمي يهتم بدراسة العالم الملموس أو بعبـارة أخـرى عـالـم الطبيعة
اي الظواهر الحية القابلة للقياس وهي الظواهر الجزيئية مثل الظواهر التي يدرسها عالم النبات كالتركيب الضوئي او عالم رياضيات ، معتمدا في ذلك
على المنهج التجريبي القائم على الملاحظة ، الفرضية والتجربة ويستعمل الحسابات الرياضية للوصول لنتائج نهائية يعبر عنها بصيغة رياضية دقيقة ،
عكس الفلسفة التي يتعدى مجالها الظواهر الحية ويرتقي الى مجال الميتافيزيقيا أو بعبارة ادق عالم ماوراء الطبيعة والـتـي تتناول ما ينبـغـي ان يـكـون
مثل : الأنا ، فلسفة الاختلاف ، المنطق و الجمال .. الخ معتمدةً في ذلك على المنهج الاستنباطي القائم على لغة الألـفـاظ و عـلى الـنـظر و التـأمـل
في الأمور الغيبية الروحانية ليصل في نهاية الأمر الى حقائق وتصورات متباينة في غالب الأحوال.
رغم الاختلاف الجوهري بين السؤالين هذا لا ينفي امكانية وجود اوجه تشابه ومواطن إتفاق ، كونهما الاثنين سبيلان للمعرفة فالدافـع لـكـل مـنـهما
هو تجاوز المعرفة العامية الى المعرفة الحقيقة ويشتركان في أن مصدر كل منهما هو العقل هذا ما يتطلب بذل جهد فكري والاعتماد على المكـتسبات
القبلية ، وكلاهما يُطرَح في صيغة إستفهام مثل : ما مكونات الذرة ؟ ما معنى الحرية ؟ فيعبران عن قلق فكري اتجاه موضوع ما يتحول في ما بعد الى قضية معرفية .
جعلت بذلك مواطن الاتفاق والاختلاف العلاقة بينهما علاقة تلاحم و تماسك بحيث يخدم كل منهم الأخر والدليل على ذلك كـون الـفـلـسـفة تعتمد على العلم في تبرير
قضاياها ، وما يصل إليه العلم التجريبي اليوم يجعل بعض النظريات الفلسفية في محل شك فالـبـعـض مـنها يُدعم والـبـعـض منها تفقد قيمتها مثل ذلك التطور
العلمي الذي يطرح اشكاليات فلسفية جديدة فالتطور الذي حدث في مجال الفيزياء و البيولوجيا كصناعة السلاح النووي والاستنساخ اصبح يطرح ازمة
اخلاقية ترتبط بالفلسفة اكثر منها بالعلم ، ولو نظرنا من جانب اخر لـوجـدنـا إن السـؤال العـلـمي كان في فترة من فترات التاريخ القديم سؤالاً فلسفيا‘
’نتيجة لما سبق يمكن القول بأن هناك تمايز بين التصورين العلمي والفلسفي ، لكن يستحيل الفصل بينهما فصل قاطع كيف لا والعلاقة بينهما علاقة اتصالية
واضحة فهناك تأثير متبادل بينهما فالفلسفة تتأخر إذا لم تعتمد على نتائج العلم والعلم يفكر في مبادئه وفرضياته بفضل النقد الموجه إليه من طرف الفلسفة
ولهذا قال برتراند راسل ــ الفلسفة تبدأ عندما ينتهي العلم‘في إنتظار أرائكم ، نصائحكم ، إنتقاداتكم حول المقالة
اعينوني اعناكم الله وبالتوفيق للجميع ان شاء الله